سبل النجاة في الأدعية والأعمال والزيارات

اشارة

سُبُلُ النَّجٰاة۠

في

الأدعية والأعمال والزيارات

جمع

علي السيد محمد حسين الحكيم

الكوكب

للطباعة والتجارة

الأعمال الخيرية الرقمية: جمعية الإمام زمان (عج) أصفهان المساعدة

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

حقوق الطبع محفوظة للناشر

الطبعة الأولى

1441ه- 2021م

ص: 2

الاهداء

إلى من أبصرتُ نور الحياة ببركة وجوده.

إلى من شملني برعايته وعطفه وحنانه.

إلى من ربّاني على موالاة محمّد وآله الأطهار عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

إلى من بِحُسنِ تربيته زرع في جنباتي الاقتداء بأخلاق النبيّ وأهل بيته (صلوات الله عليهم).

إلى من أنتسب له بحمل اسمه معتزّاً ومفتخراً به.

إلى سيدي المرحوم الوالد الغالي الذي كان له كلُّ الفضل بإنجاز هذا الجهد المتواضع توجيهاً وتشجيعاً.

أهدي هذا العمل إلمتواضع واضعه بين يديه راجياً منه بعد الله تعالى القبولَ والرِّضا؛ لأنعمَ ببركة دعواته في صلواته وخلواته؛ علَّ الله ينفعني به يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون.

ومن فیض عطائه استمد التوفیق والعون من الله تعالی واسال الله تعالی التسدید فهو الموفق والمعین.

ص: 3

ص: 4

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على حبيب إله العالمين وسيد الأوّلين والآخرين سيدنا ونبينا محمّد صلّى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.

ممّا يميّز تراث أهل البيت عَلَیْهِمُ السَّلَامُ هو ثقافة الدّعاء في المناسبات وغيرها، مع الحثّ منهم على الدّعاء في الأوقات والأحوال كافة وكثرته والإلحاح به، ولقد رغَّب الله تعالى بالدّعاء؛ حيث قال عزَّ اسمه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }، وقال: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ}، وورد عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: (ما من مسلم دعا الله سبحانه دعوة ليس فيها قطيعة رحم، ولا إثم، إلاّ أعطاه الله أحد خصال ثلاثة: إمّا أن يعجّل دعوته، وإمّا أن يؤخّر له، وإمّا أن يدفع عنه من السوء مثلها، قالوا: يا رسول الله إذن نكثر قال: أكثروا)، وعنه أيضاً: (الدّعاء مُخّ العبادة، وما من مؤمن يدعو الله إلاّ استجاب له، إمّا أن يعجِّلَ له في الدنيا، أو يؤجِّلَ له في الآخرة، وإمّا أن يُكفّرَ عنه من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدعُ بمأثم). وعن السكونيّ عن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: (قال رسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: الدّعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السماوات والأرض). وورد عن أبي جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ: (إن الدّعاء هو العبادة، إن الله عزّ وجلّ يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} وقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ})، وعن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ: (الدّعاء كهف الإجابة، كما أنّ السّحاب كهف المطر)، وعن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ: أيّ العبادة أفضل؟ فقال: ما من شيء أفضل عند الله عزّ وجلّ من أن يُسألَ

ص: 5

ويُطلبَ ممّا عنده)، وعن (سيف) التمّار قال: سمعت أبا عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ يقول: (عليكم بالدّعاء، فإنكم لا تقرَّبون بمثله).

وكذلك شدّدوا على زيارة مراقدهم المقدّسة في الزيارات المخصوصة وغيرها، فقد ورد عنهم عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: بينما الحسين بن علي عَلَیْهِ السَّلَامُ في حجر رسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، إذ رفع رأسه فقال له: يا أبه ما لمن زارك بعد موتك؟ فقال: يا بنيّ، من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة، ومن أتى أباك زائراً بعد موته فله الجنّة، ومن أتى أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة) وعن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: قال الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ لرسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: ما جزاء من زارك؟ فقال: يا بنيّ من زارني حيّاً أو ميّتاً، أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك، كان حقّاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة حتى أخلّصه من ذنوبه)، محمّد بن علي بن الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: قال رسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: من زارني أو زار أحداً من ذريّتي زرته يوم القيامة، فأنقذته من أهوالها)، ولذا قد تواتر عنهم عَلَیْهِ السَّلَامُ كمٌّ هائل من الأدعية والزيارات والأعمال في جميع الأوقات.

وممّا امتازت به هذه الطائفة أنها ورثت هذا التراث العظيم الخالد عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وأهل بيته الطاهرين، فكانت كتبهم مملوءة بهذه الأدعية والأعمال والزيارات؛ ولذا توجّه علماؤنا الأعلام إلى هذا الجانب، فكانت لهم مؤلَّفات كثيرة متنوّعة بأهدافها وأغراض تأليفها، فبعض منهم اهتمَّ بجانب جمع هذه الأدعية والزيارات برواياتها مسندة عن أهل البيت عَلَیْهِمُ السَّلَامُ،والآخر اهتم بجانب الجمع لها خوفاً من الضياع، وقسم جمع بعضاً منها لمناسبات خاصّة، وغير ذلك حتى وفّق الله العلاّمة الجليل الشيخ عباس القمّي رحمه الله لتأليف كتاب (مفاتيح الجنان)، والحاج الوجيه محمّد صالح الجوهرجيّ رحمه الله لتأليف كتاب (ضياء الصالحين)، فكان لهما فضل كبير في انتشار هذين الكتابين بين الناس وجزاهما الله خيراً على جهدهما، فكان عملهما موفّقا بحیث قد لايخلو بيت من بيوت شيعة آل محمّد صلوات الله عليهم من عدّة نسخ منهما، وما زالت المطابع تطبع ما لا حصر له منهما، فكان بمرور الزمن كتاب ضياء الصالحين متوافراً

ص: 6

عند عموم الناس لسهولته، ولكن كتاب مفاتيح الجنان مع أنّه أشمل من كتاب ضياء الصالحين، ولكن صار تداوله بين أهل العلم أكثر من عامّة الناس، وأعتقد أنّ ذلك يرجع إلى سببين؛ الأوّل: طريقة تبويبه التي قد يصعب على كثير من الناس العثور على ما ترغب به من أعمال وأدعية. الثاني: كونه قد أُلِّفَ باللغة الفارسية، ومن ثَمّ تُرجم إلى العربيّة، وغالباً ما لا يتأدّى نفس المراد بعد الترجمة، وقد يحصل بعض التقديم والتأخير، فتجمّعت في نفسي أن أخطو بخطواته المباركة وأن أجمع ما قدّمه، حيث كان له الفضل الأكبر في ذلك، لكن بطريقة حديثة تتناسب وتبسيطه لعموم الناس، مع حذف ما تقلّ الحاجة له، وإضافة ما لم يضفه مع اقتضاء الحاجة له، - بحسب نظري القاصر - وحيث لا يمكن إبقاء الكتاب على اسمه؛ لأنّ ذلك يكون سرقة للجهد الذي قدّمه رفع الله مقامه، فأحبَبْتُ أن أسمّيه (سبل النجاة في الأدعية والأعمال والزّيارات)، تيمّناً بأهل البيت الأطهار عَلَیْهِمُ السَّلَامُ؛ لأنّهم سبلنا للنجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون، وبما أنّ هذه الأدعية هي من عبير نبعهم الصافي وفيض عطائهم، فهي سبلنا للنجاة بهم، وقد رتّبته على ثلاثة أبواب.

الباب الاول: وفيه أربعة فصول

الفصل الأوّل: في تعقيبات الصلاة العامّة

الفصل الثاني: في تعقيبات الصلاة الخاصّة

الفصل الثالث: في أعمال الليالي والأيام

الفصل الرابع: في أعمال ليلة الجمعة ويومها.

الباب الثاني: وفیه فصلان

الفصل الأوّل: أعمال عامّة الشهور.

الفصل الثاني: أعمال الأشهر العربيّة.

ص: 7

الباب الثالث: في زيارات النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ والأئمّة الأطهار عَلَیْهِمُ السَّلَامُ غير المخصوصة بوقت خاص.

الخاتمة: في ثلاثة أمور

الأوّل: حديث الكساء

الثاني: أعمال مسجد الكوفة

الثالث: أعمال مسجد السهلة

تمّ بحمد الله تعالى هذا الجهد المتواضع بتوفيق الله وتسديده مع الشعور منّي بالتقصير في النجف الأشرف بجوار الحرم المقدّس لسيّد الأوصياء سيّدنا ومولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل التحيّة والسلام بيد الأقلّ العاصي الراجي رحمة ربّه يوم لا ينفع مال ولا بنون متمنياً منه تعالى الرضا والقبول بهذا القليل علي نجل المرحوم آية الله السيّد محمد حسين نجل العلاّمة المقدّس السيّد محمّد صادق الطباطبائي الحكيم قدّس سرّهما.

وكان الانتهاء منه أواخر أيام شهر رجب الأصبّ من سنة ألف وأربعمائة وواحد وأربعين لهجرة سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الطيّبين.

ص: 8

الباب الأوّل

وفیه فصول:

الفصل الاول فی التعقیبات العامة

الفصل الثاني فی التعقیبات الخاصة

الفصل الثالث أعمال ایام الاسبوع ولیالیها

الفصل الرابع اعمال لیلة الجمعة ویومها

ص: 9

ص: 10

الباب الأوّل

الفصل الاٴول فی التعقیبات العامة

التعقيبات التي تقرأ بعد الصلوات الخمس جميعاً

التي تُقرأ بعدجميع الصلوات الخمس

عَن كتاب (مصباح المُتهجّد) وغيره: فإذا سَلّمت وفرغت من الصلاة فَقُل: (اللَّهُ أَكبرُ).

ثلاث مَرّات، رافعاً عند كلّ تكبيرة يديك إلى حيال أُذنيك:

ثُمَّ قل:

لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ إِلهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَلا نَعبُدُ إِلاّ إِيّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ربُّنا وَرَبُّ آبائِنا الأوّلِينَ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَه وأَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيْتُ وَيُمِيْتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

ثُمَّ قُل:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

ثُمَّ قُل:

اللّهُمَّ أهدني مِنْ عِنْدِكَ وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكاتِكَ، سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَمِيعاً، فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ كلَّها جَمِيعاً إِلاّ أَنْتَ. اللّهُمَّ إِنِّي

ص: 11

أَسأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ عافِيَتَكَ فِي أُمُورِي كُلِّها، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْي الدُّنْيا وَعَذابِ الآخرَةِ، وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمْ وَعِزَّتِكَ الَّتِي لا تُرامُ وَقُدْرَتِكَ الَّتِي لا يَمْتَنِعُ مِنْها شَيءٌ مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالآخرَةِ، وَمِنْ شَرِّ الأوجَاعِ كُلِّها، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها، إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ، وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيْكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.

ثُمَّ سبِّحْ تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ.

وهو: (اللَّهُ أكبَرُ) أربعاً وثلاثين، (الحَمْدُ للَّهِ) ثلاثاً وثلاثين، (سُبْحَانَ اللَّهِ) ثلاثاً وثلاثين.

ثم قُل:

اللّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَلَكَ السَّلامُ وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ. سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، واَلحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ. السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَّبيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الأَئِمَّةِ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ أَجْمَعِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العابِدِينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَليٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظِمِ، السَّلامُ عَلَى عَلِيّ بْنِ مُوسى

ص: 12

الرِّضا، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الجَّوادِ، السَّلامُ عَلى عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهادِي، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ العَسْكَرِيِّ، السَّلامُ عَلَى الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ القائِمِ المَهْدِيّ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

ثُمَّ سَل اللَّهَ ما شئتَ.

ثم قُل عشر مَرّات قَبلَ أَن تتحرّك مِنْ موضعك:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِلهاً واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً.

ثُمَّ تقول:

سُبْحانَ اللَّهِ كُلَّما سَبَّحَ اللَّهَ شَيءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُسَبَّحَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، والحَمْدُ للَّهِ كُلَّما حَمِدَ اللَّهَ شَيءٌ، وَكَما يُحِ-بُّ اللَّهُ أَنْ يُحْمَدَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ كُلَّما هَلَّلَ اللَّهَ شَيءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُهَلَّلَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَ اللَّهَ شَيءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ أنْ يُكَبَّرَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ. سُبْحانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبرُ، عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ بِها عَلَيَّ وَعَلى كُلِّ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِمَّنْ كانَ أَوْ يَكُونُ إِلى يَومِ القِيامَةِ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسأَلُكَ مِنْ خَيرِ ما أَرْجُو وَخَيْرِ ما لا أَرْجُو، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما أَحْذَرُ وَمِنْ شَرِّ ما لا أَحْذَرُ .

ثُمَّ تقرأ سورة (الحَمد)، وآية (الكرسي) وهي:

{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي

ص: 13

السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.

وآية: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.

وآية: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.

وآية: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بَأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.

ص: 14

ثُمَّ تقول ثلاثاً:

سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ.

ثُمَّ تقول ثلاثاً:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ.

ثُمَّ خُذْ لحيتك بيدكَ اليمنى وابسط يدكَ اليسرى إلى السماء وقُل سبع مَرّات:

يا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ.

وقُل ثلاثاً وأَنتَ على ذلكَ الحال:

يا ذا الجَلالِ والإِكْرَامِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحمْنِي وَأَجِرْنِي مِنَ النَّارِ.

ثُمَّ تقرأ اثنتيْ عَشْرَةَ مرّةً سورة (التوحيد).

ثم تَقول:

اللّهُمَّ إِنّي أَسأَلُكَ باسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزُونِ الطَّاهِرِ الطُّهرِ المُبارَكِ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيْمِ وَسُلْطانِكَ القَدِيمِ، يا واهِبَ العَطايا وَيا مُطْلِقَ الأُسَارَى، وَيا فَكَّاكَ الرِّقابِ مِنَ النَّارِ، أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّار، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنَ الدُّنْيا سالِماً وَتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ آمِناً، وَأَنْ تَجْعَلَ دُعائِي أَوَّلَهُ فَلاحاً وَأَوْسَطَهُ نَجاحاً وَآخِرَهُ صَلاحاً إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ.

وورد في الصحيفة العلويّة لتعقيب الفرائض:

يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، وَيا مَنْ لا يُغَلِّطُهُ السَّائِلُونَ، وَيا

ص: 15

مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلحاحُ المُلِحِّينَ، أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتِكَ وَمَغْفِرتِكَ.

وَتَقول أيضاً:

إِلهِي، هذِهِ صَلاتِي صَلَّيْتُها لا لِحاجَةٍ مِنْكَ إِلَيْها، وَلا رَغْبةٍ مِنْكَ فِيها، إِلاّ تَعْظِيماً وَطاعَةً وَإِجابَةً لَكَ إِلى ما أَمَرْتَنِي بِهِ. إِلهِي إِنْ كانَ فِيها خَلَلٌ أَوْ نَقْصٌ مِنْ رُكُوعِها أو سُجُودِها فَلا تُؤاخِذْنِي، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالقَبُولِ وَالغُفْرانِ.

وَتَدعو أيضاً بعد الصلوات بهذا الدّعاء الذي عَلَّمَهُ النَّبيِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أميرَ المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ لقوّة الذّاكرة:

سُبْحانَ مَنْ لا يَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَأْخُذُ أَهْلَ الأَرْضِ بِأَلْوانِ العَذابِ، سُبْحانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُوراً وَبَصَراً وَفَهْماً وَعِلْماً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

ثم قُل ثلاث مَرّات:

أُعِيْذُ نَفْسِي وَدِينِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي فِي دِينِي وَما رَزَقَنِي رَبِّي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ بِاللَّهِ الواحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحدٌ، وَبِرَبِّ الفَلَقِ، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ في العُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ، وَبِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ الخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ.

وعن خطّ الشيخ الشهيد: أن رسول اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قالَ: مَن أراد أن لا يُطْلِعَهُ اللَّهُ يَومَ القيامة على قبيح أعماله ولا يفتح ديوان سيّئاته فليقل بَعدَ كُلّ صلاة:

ص: 16

اللّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَك أَرْجى مِنْ عَمَلِي، وَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَوْسَعُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إِنْ كانَ ذَنْبِي عِنْدَكَ عَظِيماً، فَعَفْوُكَ أَعْظَمُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَرَحْمَتُكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي؛ لأنَّهَا وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم تقول:

رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وبالإسلام دِيْناً، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نَبِيّاً، وَبِعَلِّيٍّ إِماماً، وَبِالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الصَّالِحِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أَئِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً. بِهِمْ أَتَوَلّى وَمِنْ أَعْدائِهِمْ أَتَبَرَّأ .

ثُمَّ تقول ثلاثاً:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافِيَةَ وَالمُعافاةَ فِي الدُّنْيا وَالآخرَةِ .

روى الشيخ الطوسيّ عَن محمّد بن سليمان الديلمي أنّه قال للصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: إنَّ شيعتك تقول إنّ الإيمان قسمان: فمستقرّ ثابت، ومستودع يزول، فعلِّمني دعاءً يكمل به إيماني إذا دعوت به فلا يزول، قال عَلَیْهِ السَّلَامُ: قل عقيب كلّ صلاة مكتوبة:

رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نَبِيّاً، وبالإسلام دِيناً، وَبِالقُرْآنِ كِتاباً، وَبِالكَعْبَةِ قِبْلَةً، وَبِعَلِيٍّ وَليّاً وإِماماً، وَبِالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَئِمَّةً. اللّهُمَّ إِنِّي رَضِيتُ بِهِمْ أَئِمَّةً فَارْضَنِي لَهُمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

ص: 17

الفصل الثاني في التّعقيبات الخاصّة

أوّلاً: تعقيبات صلاة الصّبح وما يقرأ بعدها

أوّلاً : تعقیب صلاة الصّبح وما یُقرأ بعدها:

قل بعد صلاة الصّبح:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فِيْهِ مِنَ الحَقِّ بِإذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ .

ثم تَقول عشر مَرّات:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَوْصِياءِ الرَّاضِينَ المَرْضِيِّينَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَباركْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم قُل:

اللّهُمَّ أَحْيِنِي عَلى ما أَحْيَيْتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَأَمِتْنِي عَلى ما ماتَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ عَلَیهِ السَّلَامُ.

وقُل مائة مرّة: اسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ .

ومائة مرّة: أَسْأَلُ اللَّهَ العافِيَةَ .

ومائة مرّة: أَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ .

ومائة مرّة: وَأَسْأَلُهُ الجَنَّةَ .

ومائة مرّة: أَسْأَلُ اللَّهَ الحُوْرَ العِينَ .

ص: 18

ومائة مرّة: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ .

ومائة مرّة: (سورة التوحيد).

ومائة مرّة: صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .

ومائة مرّة: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ للَّهِ، وَلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .

ومائة مرّة: ما شاءَ اللَّهُ كانَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيْمِ.

ثُمَّ قُل:

أَصْبَحْتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ المَنِيعِ الَّذِي لا يُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ مِنْ سائرِ مَنْ خَلَقْتَ وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتِ وَالنّاطِقِ فِي جُنَّةٍ مِنْ كُلِّ مَخُوْفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ وَلاَءِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، مُحْتَجِباً مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لِي إِلى أَذَيِّةٍ بِجِدارٍ حَصِينِ الإخْلاَصِ فِي الاعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ، وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ مُوقِناً أَنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ، أُوالِي مَنْ وَالَوا وَأُجانِبُ مَنْ جانَبُوا، فَأَعِذْنِي اللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما أَتَّقِيهِ، يا عَظِيْمُ حَجَزْتُ الأعَادِي عَنِّي بِبَدِيعِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، إِنّا جَعَلْنا مِنْ بَيْن أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ .

وروي في التهذيب أن مَن قال بعد فريضة الفجر عشر مرّات:

سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

عافَاه اللَّهُ تعالى مِن العمى والجنون والجُذام والفقر و(انهدام الدار) أو(الخرافة عند الهرم).

ص: 19

وروى الكلينيّ عَن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّ من قال بعد فريضة الصّبح وفريضة المَغرب سَبع مَرّات:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

دفع اللَّهُ عنهُ سَبعين نوعاً مِن أنواع البَلاءِ أهونها الريح والبرص والجنون، وإن كانَ شقيّاً مُحِيَ مِن الأشقياء، وكُتِبَ مِنَ السعداء.

وروي عنهُ عَلَیْهِ السَّلَامُ أيضاً للدنيا والآخرة، ولوجع العين هذا الدّعاء بَعدَ فريضتي الصّبح والمَغرب:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالبَصِيرَةَ فِي دِينِي، وَاليَقِينَ فِي قَلْبِي، وَالإخلاصَ فِي عَمَلِي، وَالسَّلامَةَ فِي نَفْسِي، وَالسَّعَةَ فِي رِزْقِي، والشُكْرَ لَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي .

روى الشيخ ابن فهد في عدّة الدّاعي عَن الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّ مَن قالَ عقيب صلاة الصّبح هذا القول ما سَألَ اللَّهَ حاجةً إِلاّ تيسّرتْ لَهُ وكفاهُ اللَّهُ ما أهمَّه:

بِسْمِ اللَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأفوِّض أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ، فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا. لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ. حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ. ما شَاءَ اللَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ، ما شَاءَ اللَّهُ لاَ ما شَاءَ النَّاسُ، ما شَاءَ اللَّهُ وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ. حَسْبيَ الرَّبُّ مِنَ المَرْبُوبِينَ، حَسْبِيَ الخالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ، حَسْبِيَ الرَّازِقُ مِنَ المَرْزُوقِينَ، حَسْبِيَ

ص: 20

اللَّهُ رَبُّ العالَمِينَ، حَسْبِيَ مَنْ هُوَ حَسْبِي، حَسْبِيَ مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي، حَسْبِيَ مَنْ كانَ مُذْ كُنْتُ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي، حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ.

حكى شیخنا ثقة الإسلام النوريّ نوّر اللَّهُ مرقده في كتاب دار السلام عَن شَيخِهِ المَرحوم العالم الربّانيّ الحاج المَولى فتح علي السلطان آبادي (رضي الله عنه)، أنَّ الأخوند المَولى محمّد صادق العراقيّ كانَ في غاية الضيق والعسرة والضرّاء، ومضى عليه كذلك زمان، فلم يجد من كربِهِ فَرَجاً ولا من ضيقه مَخْرَجاً، إلى أَن رأى لَيلَةً في المَنام كأنَّهُ في وادٍ يتراءى فيه خيمة عظيمة عَلَيها قبة، فسأل عَن صاحبها، فقيل فيها الكهف الحصين وغياث المُضطرّ المستكين الحُجة القائم المهدي المُنتظر (عجّل اللَّهُ تعالى فرجه)، فَأسرع الذهاب إليها، فلّما وافاهُ (صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ) شكا عندهُ سوء حاله وسَأل عنهُ دعاءً يفرّج بِهِ همّه وَيَدفع بِهِ غمّه، فأحاله عَلَیْهِ السَّلَامُ إلى سيّد من ولْده وإلى خيمته، فخرج مِن حضرته ودخل في تلك الخيمة، فرأى السيّد السند والحبر المُعتمد العالم الأمجد المؤيّد جناب السَيد محمّد السلطان آبادي قاعداً على سجّادته مشغولاً بدعائه وقراءته، فذكر لَهُ بَعدَ السلام ما أحال عليه حجّة الملك العلاّم فعلّمه دعاءً يستكفي بِهِ ضيقه وَيَستجلب بِهِ رزقه فانتبه من نومه والدّعاء محفوظ في خاطره، فقصد بيت جناب السيد، وكانَ قَبلَ تلك الرؤيا نافراً عنهُ لوجهٍ لا يذكرهُ، فلمّا أتاهُ ودخل عليه رآه كَما في النوم على مصلاّه ذاكراً ربّه مستغفراً ذنبه، فلما سلّم عليه أجابه وتبسّم في وجهه كأنّه عرف القضية، فسأل عنهُ ما سأل عنهُ في الرؤيا، فعلّمه مِن حينه عين ذاك الدّعاء فدعا به في قليل من الزمان فصبّت عليه الدنيا مِن كلّ ناحية ومكان، وكانَ المَرحوم الحاج المَولى فتح علي يثني على السَيد ثناءً بليغاً، وقد أدركه في أواخر عمره وتلمّذ عليه شطراً من الزمان، وأمّا ما علّمه السيد في اليقظة والمنام فثلاثة أمور:

ص: 21

الأوّل: أَن يذكر بعد صلاة الفَجر سَبعينَ مرّةً واضعاً يدهُ على صدره: (يا فَتَّاحُ).

الثاني: أَن يواظب على هذا الدّعاء بعد صلاة الصّبح المَروي في الكافي وَقَد عَلَّمَهُ النَّبيُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ رجلاً مِن أصحابِهِ مُبتلى بالسَّقمِ والفقرِ فما لبث أَنْ ذهَب عنهُ السقم والفقر:

لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.

الثالث: أَن يدعو بعد صلاة الصّبحِ بالدّعاء الذي رواهُ ابن فهد الذي تقدم وأوّله

(بِسْمِ اللَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأُفوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ...)الذي تقدم قبل قليل ص20.

تتمة فيما يقرأ بعد صلاة الصبح

اشارة

تتمة فیما یقرأ بعد صلاة الصّبح:

زيارة إمام العصر (عجل اللَّهُ فرجه) بعد صلاة الصّبح

الأوّل: زيارة مولانا صاحب الزمان (عجَّلَ اللَّهُ فرجَهُ)

تقرأ کلّ یوم بعد صلاة الفجر وهي:

اللّهُمَّ بَلِّغْ مَولايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَعَنْ وَالِدَيَّ وَوُلْدِي وَعَنِّي مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِيّاتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَمُنْتَهى رِضاهُ وَعَدَدَ ما أحْصاهُ كِتابُهُ وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ، اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي هذا اليَوْمِ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً فِي رَقَبَتِي، اللّهُمَّ كَما شَرَّفْتَنِي بِهذا

ص: 22

التَّشْرِيفِ وَفَضَّلْتَنِي بِهِذِهِ الفَضِيلَةِ وَخَصَصْتَنِي بِهِذِهِ النِّعْمَةِ فَصَلِّ عَلى مَوْلايَ وَسَيِّدِي صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَشْياعِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ طائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ فِي الصَفِّ الَّذِي نَعَتَّ أَهْلَهُ فِي كِتابِكَ، فَقُلْتَ: صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ؛ اللّهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ فِي عُنُقِي إِلى يَوْمِ القِيامَةِ .

قال العَلاّمة المجلسيّ في (البحار): وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك: ويصفق بيده اليمنى على اليسرى كتصفيق البيعة.

الثاني: دعاء العهد

الثانی: دعاء العهد

رُوي في البحار عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أنَّه قال: من دعا اللَّهَ تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه اللَّهُ تعالى من قبره وأعطاه بكلِّ كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئةٍ، وهو هذا:

اللّهُمَّ رَبَّ النُّورِ العَظِيمِ وَرَبَّ الكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ وَرَبَّ البَحْرِ المَسْجُورِ وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَرَبَّ الظِّلِّ وَالحَرُورِ وَمُنْزِلَ القُرْآنِ العَظِيمِ وَرَبَّ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَبِنُورِ وَجْهِكَ المُنِيرِ وَمُلْكِكَ القَدِيمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالأَرَضُونَ وَبِاسْمِكَ الَّذِي يَصْلَحُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ وَيا حَيّاً حِينَ لاَ حَيَّ يا مُحْيِيَ المَوْتى وَمُمِيتَ الأَحْيَاءِ يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، اللّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانا الإمامَ الهادِيَ المَهْدِيَّ القائِمَ بِأَمْرِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطَّاهِرِينَ عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ

ص: 23

الأَرْضِ وَمَغارِبِها سَهْلِها وَجَبَلِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَعَنِّي وَعَنْ وَالِدَيَّ مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَما أحْصاهُ عِلْمُهُ وَأَحاطَ بِهِ كِتابُهُ، اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبيحةِ يَوْمِي هذا وَما عِشْتُ مِنْ أيّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ أَبَداً، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ وَالمُسارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوائِجِهِ وَالمُمْتَثِلِينَ لِأَوَامِرِهِ وَالمُحامِينَ عَنْهُ وَالسَّابِقِينَ إِلى إِرادَتِهِ وَالمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، اللّهُمَّ إِنْ حالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ المَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً فَأخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي شاهِراً سَيْفِي مُجَرِّداً قَناتِي مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الحاضِرِ وَالبادِي، اللّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ وَالغُرَّةَ الحَمِيدَةَ وَاكْحُلْ ناظِرِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَاسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ وَأَنْفِذْ أَمْرَهُ وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَأعْمُرِ اللّهُمَّ بِهِ بِلادَكَ وَأَحْيِ بِه عِبادَكَ فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ: ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ، فَأَظْهِرِ اللّهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ المُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ حَتّى لا يَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ الباطِلِ إِلاّ مَزَّقَهُ وَيُحِقَّ الحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ، وَاجْعَلْهُ اللّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ وَناصِراً لِمْن لا يَجِدُ لَهُ ناصِراً غَيْرَكَ وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ أَحْكامِ كِتابِكَ وَمُشَيِّداً لِما وَرَدَ مِنْ أَعْلامِ دِينِكَ وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَاجْعَلْهُ اللّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ المُعْتَدِينَ، اللّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِرُؤْيَتِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ وَارْحَم اسْتِكانَتَنا بَعْدَهُ، اللّهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ

ص: 24

الغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الأُمَّةِ بِحُضُورِهِ وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم تضرب على فخذك الأيمن بيدك (ثلاث مرّات) وتقول كلّ مرّة:

العَجَلَ العَجَلَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ.

الثالث: دعاء الصباح لأمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ

الثالث: دُعاءُ الصَّباح لأمیرِ المؤمنینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ

قد أورد العلاّمة المجلسيّ (رضي الله عنه) هذا الدُّعاء في كتابي الدُّعاء والصلاة من (البحار) وقالَ: إنّ هذا الدُّعاء من الأدعية المشهورة، وقال لكن لَمْ أَجده في كتاب يُعتمد عَلَيهِ سوى كتاب (المصباح) للسيد ابن باقي (رضوان اللَّهِ عَلَيهِ). وقالَ أيضاً: إنَّ المشهور هو أن يُدْعى به بعد فريضة الصّبح، ولكن السَّيِّد ابن باقي رواه بعد نافلة الصّبح والعمل بأيّها كان حَسَناً. وَهُوَ هذا الدُّعاء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللّهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ اللَّيْلِ المُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ، وَأَتْقَنَ صُنْعَ الفَلَكِ الدَّوّارِ فِي مَقادِيرِ تَبَرُّجِهِ، وَشَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ، يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ، وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ، وَجَلَّ عَنْ مُلاءَمَةِ كَيْفِيّاتِهِ. يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ، وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ العُيُونِ، وَعَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، يا مَنْ أَرْقَدَنِي فِي مِهادِ أَمْنِهِ وَأَمانِهِ، وَأَيْقَظَنِي إِلى ما مَنَحَنِي بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَإِحْسانِهِ، وَكَفَّ أَكُفَّ السُّوءِ عَنِّي بِيَدِهِ وَسُلْطانِهِ، صَلِّ اللّهُمَّ عَلى الدَّلِيلِ إِلَيْكَ فِي اللَّيْلِ الأَلْيَلِ، وَالماسِكِ مِنْ أَسْبابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الأَطْوَلِ، والنَّاصِعِ الحَسَبِ فِي ذِرْوَةِ الكاهِلِ الأَعْبَلِ، وَالثَّابِتِ القَدَمِ عَلى زَحالِيفِها فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ وَعَلى آلِهِ الأَخْيارِ المُصْطَفِيْنَ الأَبْرارِ، وَافْتَحِ اللّهُمَّ لَنا مَصارِيعَ الصَّباحِ بِمَفاتِيحِ الرَّحْمَةِ وَالفَلاحِ،

ص: 25

وَأَلْبِسْنِي اللّهُمَّ مِنْ أَفْضَلِ خِلَعِ الهِدايَةِ وَالصَّلاحِ، وَأَغْرِسِ اللّهُمَّ بِعَظَمَتِكَ فِي شِرْبِ جَنانِي يَنابِيعَ الخُشُوعِ، وَأَجْرِ اللّهُمَّ لِهَيْبَتِكَ مِنْ آماقِي زَفَراتِ الدُّمُوعِ، وَأَدِّبِ اللّهُمَّ نَزَقَ الخُرْقِ مِنِّي بِأَزِمَّةِ القُنُوعِ، إِلهِي إِنْ لَمْ تَبْتَدِئْنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفِيقِ فَمَنِ السَّالِكُ بِي إِلَيْكَ فِي وَاضِحِ الطَّرِيقِ؟ وَإِنْ أَسْلَمَتْنِي أَناتُكَ لِقائِدِ الأَمَلِ وَالمُنى، فَمَنِ المُقِيلُ عَثَراتِي مِنْ كَبَواتِ الهَوى؟ وَإِنْ خَذَلَنِي نَصْرُكَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطانِ، فَقَدْ وَكَلَنِي خِذْلانُكَ إِلى حَيْثُ النَّصَبِ وَالحِرْمانِ. إِلهِي أَتَرانِي ما أَتَيْتُكَ إِلاّ مِنْ حَيْثُ الآمَالِ، أَمْ عَلِقْتُ بَأَطْرافِ حِبالِكَ إِلاّ حِيْنَ باعَدَتْنِي ذُنُوبِي عَنْ دارِ الوِصالِ، فَبِئْسَ المَطِيَّةُ الَّتِي امْتَطَتْ نَفْسِي مِنْ هَواها، فَواهاً لَها لِما سَوَّلَتْ لَها ظُنُونُها وَمُناها! وَتَبَّاً لَها لِجُرأَتِها عَلى سَيِّدِها وَمَوْلاها! إِلهِي قَرَعْتُ بابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجائِي، وَهَرَبْتُ إِلَيْكَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ أَهْوائِي، وَعَلَّقْتُ بِأَطْرافِ حِبالِكَ أَنامِلَ وَلائِي، فَاصْفَحِ اللّهُمَّ عمَّا كُنتُ أَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلِي وَخَطائِي، وَأَقِلْنِي مِنْ صَرْعَةِ دائِي، فإِنَّكَ سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمُعْتَمَدِي وَرَجائِي، وَأَنْتَ غايَةُ مَطْلُوبِي وَمُنايَ فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ. إِلهِي كَيْفَ تَطْرُدُ مِسْكِيناً إِلْتَجأَ إِلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هارِباً؟! أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ إِلى جَنابِكَ ساعِياً؟! أَمْ كَيْفَ تَرُدُّ ظَمآناً وَرَدَ إِلى حِياضِكَ شارِباً؟! كَلاَّ، وَحِياضُكَ مُتْرَعَةٌ فِي ضَنْكِ المُحُولِ، وَبابُكَ مَفْتُوحٌ لِلْطَّلَبِ وَالوُغُولِ، وَأَنْتَ غايَةُ المَسؤُولِ ونِهايَةُ المَأْمُولِ. إِلهِي هذِهِ أَزِمَّةُ نَفْسِي عَقَلْتُها بِعِقالِ مَشِيَّتِكَ، وَهذِهِ أَعْباءُ ذُنُوبِي دَرَأْتُها بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَهذِهِ أَهْوائِي المُضِلَّةُ وَكَلْتُها إِلى جَنابِ لُطْفِكَ وَرَأفَتِكَ

ص: 26

فَاجْعَلِ اللّهُمَّ صَباحِي هذا نازِلاً عَلَيَّ بِضِياءِ الهُدى وَالسَّلامَةِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيا، وَمَسائِي جُنَّةً مِنْ كَيْدِ العِدى وَوِقايَةً مِنْ مُرْدِياتِ الهَوى، إِنَّكَ قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، تُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ، وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ، وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ، وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، سُبْحانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، مَنْ ذا يَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلا يَخافُكَ، وَمَنْ ذا يَعْلَمُ ما أَنْتَ فَلا يَهابُكَ. أَلَّفْتَ بِمَشِيئَتِكَ الفِرَقَ، وَفَلَقْتَ بِقُدْرَتِكَ الفَلَقَ، وَأَنَرْتَ بِكَرَمِكَ دَياجيَ الغَسَقِ، وَأَنْهَرْتَ المِياهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّياخِيدِ عَذْباً وَأُجَاجاً، وَأَنْزَلْتَ مِنَ المُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لِلْبَرِيَّةِ سِراجاً وَهّاجاً، مِنْ غَيْرِ أَنْ تُمارِسَ فِيما ابْتَدَأْتَ بِهِ لُغُوباً وَلا عِلاجاً، فَيا مَنْ تَوَحَّدَ بِالعِزِّ وَالبَقاءِ، وَقَهَرَ عِبادَهُ بِالمَوْتِ وَالفَناءِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَتْقِياءِ، وَاسْمَعْ نِدائِي، وَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ أَمَلِي وَرَجائِي، يا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ لِكَشْفِ الضُّرِ، وَالمَأْمُولِ لِكُلِ عُسْرٍ وَيُسْرٍ، بِكَ أَنْزَلْتُ حاجَتِي فَلا تَرُدَّنِي مِنْ سَنِيِّ مَواهِبِكَ خائِباً، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِمِ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ .

قال في البحار: ثمّ اعلم أنّ السجود والدعاء فيه غير موجود في أكثر النسخ، وفي بعضها موجود وكان في الاختيار مكتوباً على الهامش هكذا:

إِلهِي قَلْبِي مَحْجُوبٌ، وَعَقْلِي مَغْلُوبٌ، وَنَفْسِي مَعْيُوبَةٌ، وَلِسانِي مُقِرٌّ

ص: 27

بِالذُّنُوبِ وَأَنْتَ سَتَّارَ العُيُوبِ،فَاغْفِر لِي ذُنُوبِي يا غَفَارَ الذُّنُوبِ، يا شَدِيدَ العِقَابِ، يا غَفُورُ يا شَكُورُ، يا حَلِيمُ اقْضِ حَاجَتِي بِحَقِّ الصَّادِقِ رَسُولِكَ الكَرِيمِ، وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ .

الرابع: الحرز بالسبحة الحسينية

الرابع: الحرز بالسُبْحَة الحسينيّة عند الصباح والمساء

فی الحدیث المعتبرلن الصادق صلوات الله علیه لما قدم العراق اتاه قوم فسالوهُ:عرفنا ان تربة الحُسَین عَلَیْهِ السَّلَامُ شفاء من کلِّ داء،فهل هی امان ایضاً من کل خوف؟قال:بلی من اراد ان تکون التربة امانا له من کلِّ خوف فلیأخذ السبحة منها بیده ویقول ثلاثاً:

أَصبحتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ المَنِيعِ الَّذِي لا يُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ مِنْ سائِرِ مَنْ خَلَقْتَ وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتِ وَالنَّاطِقِ مِنْ كُلِّ مَخُوفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ حَصِينَةٍ، وَلاَءُ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ عَلَیْهِ السَّلَامُ مُحْتَجِباً مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لِي إِلى أَذِيَّةٍ بِجِدارٍ حَصِينِ الإِخْلاصِ فِي الاِعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ وَالتَّمسُّكِ بِحَبْلِهِمْ، مُوِقِناً أَنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ، أُوالِي مَنْ وَالَوا وَأُجانِبُ مَنْ جانَبُوا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِذْنِي اللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما أَتَّقِيهِ، يا عَظِيُم حَجَزْتُ الأعادِي عَنِّي بِبِدِيعِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ إِنّا جَعَلْنا مِنْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ .

ثمّ يقبّل السُبْحَة ويضعها على عينيه ويقول:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ التُّرْبَةِ وَبِحَقِّ صاحِبِها وَبِحَقِّ

ص: 28

جَدِّهِ وَأَبِيهِ وَبِحَقِّ أُمِّهِ وَأَخِيهِ وَبِحَقِّ وُلْدِهِ الطَّاهِرِينَ اجْعَلْها شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَأَماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ سُوءٍ .

ثم یجعلها علی جبینه فإن عمل ذلک صباحا کان فی امان اللهِ تعالی حتی یُمسی، وان عمله مساءً کان فی امان اللهِ تعالی حتی یُصبح وروی فی حدیث اخر ان من خاف من سلطان او غیره فلیصنع مثل ذلک حین یخرج من منزله لیکون حِرزاً له.

الخامس: ما يقرأ قبل طلوع الشمس وغروبها

الخامس: ما يُقرأ قبل طلوع الشمس وغروبها

وهناك أدعية يُستحب قراءتها قبل طلوع الشمس وغروبها.

الأوّل: أن يَقول قَبلَ طلوع الشَمس وقَبلَ غروبها عشر مرّات:

لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ .

الثاني: قُلْ قَبلَ طلوع الشَمس وقَبلَ غروبها عشرَ مَرّات:

أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ يَحْضُرُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ .

الثالث: أنْ يقول ثلاثَ مرّات قبل طلوع الشمس وقبل غروبها:

اللّهُمَّ مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالأبْصَارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ، وَأَجِرْنِي مِنَ النّارِ بِرَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي وأَوْسِعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَانْشُرْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ، وَإنْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي أُمِّ الكِتابِ شَقِيّاً فَاجْعَلْنِي سَعِيداً، فَإنَّكَ تَمْحُو ما تَشاءُ وَتُثْبِتُ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتابِ.

ص: 29

الرابع: أن يقول قبل طلوع الشمس وغروبها:

الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُهُ، الحَمْدُ للَّهِ كَما يُحِبُّ اللَّهُ أَنَّ يُحْمَدَ، الحَمْدُ للَّهِ كَما هُوَ أَهْلُهُ. اللّهُمَّ أَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

الخامس: أنْ يقول عشرَ مرّات قبل طلوع الشمس وغروبها:

سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ .

ثانیاً : تعقيب صلاة الظهر

ثانياً : تعقیب صلاة الظهر:

قُلْ بعد صلاة الظهر: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ العَزِيزُ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ، الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، اللّهُمَّ لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً إِلاّ فَرَّجْتَهُ، وَلا سُقْماً إِلاّ شَفَيْتَهُ، وَلا عَيْباً إِلاّ سَتَرْتَهُ، وَلا رِزْقاً إِلاّ بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً إِلاّ آمَنْتَهُ، وَلا سُوْءاً إِلاّ صَرَفْتَهُ، وَلا حاجَةً هِيَ لَكَ رِضىً وَلِيَ فِيها صَلاحٌ إِلاّ قَضَيْتَها، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

وَتَقول عشرَ مَرّات: بِاللَّهِ اعْتَصَمْتُ وَبِاللَّهِ أَثِقُ وَعَلَى اللَّهِ أَتَوَكَّلُ.

ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي فَأَنْتَ أَعْظَمُ، وَإِنْ كَبُرَ تَفْرِيطِي فَأَنْتَ أَكْبَرُ، وَإِنْ دامَ بُخْلِي فَأَنْتَ أَجْوَدُ ،اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي عَظِيمَ ذُنُوبِي بِعَظِيمِ عَفْوِكَ، وَكَثِيرَ تَفْرِيطِي بِظاهِرِ كَرَمِكَ، وَاقْمَعْ بُخْلِي بِفَضْلِ جُودِكَ. اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.

ص: 30

ثالثاً :

ثالثاً: تعقيبات صلاة العصر

ثالثاً: تعقیب صلاة العصر:

قُلْ بعد صلاة العصر: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ذُو الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ تَوْبَةَ عَبْدٍ ذَلِيلٍ خاضِعٍ فَقِيرٍ بائِسٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ مُسْتَجِيرٍ، لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً .

ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ صَلاةٍ لا تُرْفَعُ، وَمِنْ دُعاءٍ لا يُسْمَعُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اليُسْرَ بَعْدَ العُسْرِ، وَالفَرَجَ بَعْدَ الكَرْبِ، وَالرَّخاءَ بَعْدَ الشِّدَّةِ. اللَّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ .

وعَن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قالَ: مَن استَغفَرَ اللَّهُ تعالى بَعدَ صلاة العصر سَبعين مرَّةً غفرَ اللَّهُ لَهُ سبعمائة ذنب.

وروي عَن الإمام محمّد التّقيّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قالَ: مَن قرأ سورة (القَدْرِ) بَعدَ العصر عشر مَرّات، مرّتْ لَهُ على مثل أعمال الخلائق في ذلك اليوم.

رابعاً: تعقيبات صلاة المغرب

رابعاً: تعقیب صلاة المغرب:

تقول بَعدَ تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ:

إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ، يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ .

ثُمَّ تقول سَبع مَرّات: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .

وثلاثاً: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُه.

ص: 31

ثُمَّ قُل: سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَميعاً، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَميعاً إِلاّ أَنْتَ .

کیفیة نافلة المغرب

ثم تُصلّي نافلة المَغرب وهي أربع ركعات بسلامين، ولا تتكلّم بينهما بشيء. وَقالَ الشيخ رُويَ أنّه يقرأُ في الركعةِ الأولى بعد سورة (الحمد) سورة (الكافِرُونَ)، وفي الركعةِ الثانية بعد سورة (الحمد) سورة (التوحيد). وَيَقرأ في الأُخريَيْن ما شاء.

وَتَقول عشراً: ما شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.

ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالرِّضْوان فِي دارِ السَّلامِ وَجِوارَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ .

کیفیة صلاة الغفلیة

وَتُصلي الغفيلة بين المَغرب والعشاء وهي ركعتان تقرأ بَعدَ سورة (الحَمد) في الركعةِ الأولى آيةَ:

{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}.

وفي الركعةِ الثانية بعد سورة (الحمد) آية:

{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.

ثُمَّ تأخذ يديك للقنوت وَتَقول:

ص: 32

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَفاتِحِ الغَيْبِ الَّتِي لا يَعْلَمُها إِلاّ أَنْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وتذكر حاجتك.

ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي وَالقادِرُ عَلى طَلِبَتِي تَعْلَمُ حاجَتِي فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَيْتَها لِي .

وَتَسْأَل حاجتك.

خامساً: تعقيبات صلاة العشاء

خامساً: تعقیب صلاة العشاء:

قُلْ بعد صلاة العشاء: اللّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَإِنَّما أَطْلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخْطُرُ عَلى قَلْبِي، فَأَجُولُ فِي طَلَبِهِ البُلْدانَ، فَأَنا فِيما أَنا طالِبٌ كَالحَيْرانِ، لا أَدْرِي أَفِي سَهْلٍ هُوَ أَمْ فِي جَبَلٍ، أَمْ فِي أَرْضٍ أَمْ فِي سَمَاءٍ، أَمْ فِي بَرٍّ أَمْ فِي بَحرٍ؟ وَعَلى يَدَي مَنْ، وَمِنْ قِبَلِ مَنْ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَأَسْبابَهُ بِيَدِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ، وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ لِي وَاسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأْخَذَهُ قَرِيباً، وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرْ لِي فِيهِ رِزْقاً، فَإِنَّكَ غَنِيُّ عَنْ عَذابِي وَأَنا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ، إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ .

ما یقرا فی نافلة العشاء صلاة الوتیرة

وَيُستحب أيضاً أنْ يقرأ بعد صلاة العشاء سورة (القدر) سَبع مَرّات.

ويُستحب أنْ يُصلِّي الوتيرة وهي نافلة العشاء، وهي ركعتان جالساً بَعدَ العشاء، أو ركعة واحدة من قيام وأن يقرأ فيها مائة آية من القرآن، وَيُستحب أن يُعتاض عَن المائة آية بقراءة سورة (الواقِعَة) في ركعة، وسورة (التوحيد) في الركعةِ الأخرى.

ص: 33

الفصل الثالث في أعمال أيّام الأسبوع ولياليها

دعاء ليلة السبت:

دعاء ليلة السبت:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، الأَوَّلُ الْكَائِنُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ يُعَايَنُ شَيْءٌ مِنْ مُلْكِكَ، أَوْ يُتَدَبَّرُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِكَ، أَوْ يُتَفَكَّرُ فِي شَيْءٍ مِنْ قَضَائِكَ قَائِمٌ بِقِسْطِكَ، مُدَبّرٌ لأَمْرِكَ، قَدْ جَرَى فِيمَا هُوَ كَائِنٌ قَدْرُكَ، وَمَضَى فِيمَا أَنْتَ خَالِقٌ عِلْمُكَ، وَخَلَقْتَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ فِرَاشاً وَبِنَاءً، فَسَوَّيْتَ السَّمَاءَ مَنْزِلاً رَضِيتَهُ لِجَلالِكَ وَوَقَارِكَ وَعِزَّتِكَ وَسُلْطَانِكَ، ثُمَّ جَعَلْتَ فِيهَا كُرْسِيَّكَ وَعَرْشَكَ، ثُمَّ سَكَنْتَهُمَا لَيْسَ فِيهِمَا غَيْرُكَ، مُتَكَبِّراً فِي عَظَمَتِكَ، مُتَعَظِّماً فِي كِبْرِيَائِكَ، مُتَوَحِّداً فِي عُلُوِّكَ، مُتَمَكِّناً فِي مُلْكِكَ، مُتَعَالِياً فِي سُلْطَانِكَ، مُحْتَجِباً فِي عِلْمِكَ، مُسْتَوِياً عَلَى عَرْشِكَ، فَتَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، وَعَلا هُنَاكَ بَهَاؤُكَ وَنُورُكَ وَعِزَّتُكَ وَسُلْطَانُكَ، وَقُدْرَتُكَ وَحَوْلُكَ وَقُوَّتُكَ وَرَحْمَتُكَ، وَقُدْسُكَ وَأَمْرُكَ وَمَخَافَتُكَ وَتَمْكِينُكَ الْمَكِينُ، وَكِبْرُكَ الْكَبِيرُ وَعَظَمَتُكَ الْعَظِيمَةُ، وَأَنْتَ اللَّهُ الْحَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَالْقَدِيمُ قَبْلَ كُلِّ قَدِيمٍ، وَالْمَلِكُ بِالْمُلْكِ الْعَظِيمِ، الْمُمْتَدِحُ الْمُمَدَّحُ اسْمُكَ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ، وَخَالِقُهُنَّ وَنُورُهُنَّ

ص: 34

وَرَبُّهُنَّ وَإِلهُهُنَّ، وَمَا فِيهِنَّ فَسُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ رَبَّنَا وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيّكَ، وَاجْزِهِ بِكُلِّ خَيْرٍ أَبْلاهُ وَشَرٍّ جَلاَهُ، وَيُسْرٍ أَتَاهُ وَضَعِيفٍ قَوَّاهُ وَيَتِيمٍ آوَاهُ وَمِسْكِينٍ رَحِمَهُ، وَجَاهِلٍ عَلَّمَهُ وَدِيْنٍ بَصَّرَهُ، وَحَقٍّ نَصَرَهُ، الْجَزَاءَ الأَوْفَى وَالرَّفِيقَ الأَعْلَى، وَالشَّفَاعَةَ الْجَائِزَةَ وَالْمَنْزِلَ الرَّفِيعَ فِي الْجَنَّةِ عِنْدَكَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ اجْعَلْ لَهُ مَنْزِلاً مَغْبُوطاً وَمَجْلِساً رَفِيعاً، وَظِلاًّ ظَلِيلاً وَمُرْتَفَعاً جَسِيماً جَمِيلاً، وَنَظَراً إِلَى وَجْهِكَ يَوْمَ تَحْجُبُهُ عَنِ الْمُجْرِمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْهُ لَنَا فَرَطاً وَاجْعَلْ حَوْضَهُ لَنَا مَوْرِداً وَلِقَاءَهُ لَنَا مَوْعِداً، يَسْتَبْشِرُ بِهِ أَوَّلُنَا وَآخِرُنَا وَأَنْتَ عَنَّا رَاضٍ فِي دَارِكَ دَارِ السَّلامِ مِنْ جَنَّاتِكَ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، آمِينَ إِلهَ الْحَقّ رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي هُوَ نُورٌ مِنْ نُورٍ، وَنُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، وَنُورٌ تُضِيءُ بِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ وَتَكْسِرُ بِهِ قُوَّةَ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَجَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَجِنِّيٍ عَتِيدٍ، وَتُؤْمِنُ بِهِ خَوْفَ كُلِّ خَائِفٍ، وَتُبْطِلُ بِهِ سِحْرَ كُلِّ سَاحِرٍ، وَحَسَدَ كُلِّ حَاسِدٍ وَيَتَضَرَّعُ لِعَظَمَتِهِ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَبِاسْمِكَ الأَكْبَرِ الَّذِي سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَاسْتَوَيْتَ بِهِ عَلَى عَرْشِكَ، وَاسْتَقْرَرْتَ بِهِ عَلَى كُرْسِيّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفْتَحَ لِيَ اللَّيْلَةَ يَا رَبِّ بَابَ كُلِّ خَيْرٍ فَتَحْتَهُ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَأَوْلِيَائِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ ثُمَّ لاَ تَسُدُّهُ عَنِّي أَبَداً، حَتَّى أَلْقَاكَ وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ، أَسْأَلُكَ ذلِكَ بِرَحْمَتِكَ وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ فِيهِ بِقُدْرَتِكَ، فَشَفّعِ اللَّيْلَةَ يَا رَبِّ رَغْبَتِي، وَأَكْرِمْ طَلِبَتِي، وَنَفّسْ كُرْبَتِي وَارْحَمْ عَبْرَتِي وَصِلْ وَحْدَتِي وَآنِسْ وَحْشَتِي وَاسْتُرْ

ص: 35

عَوْرَتِي، وَآمِنْ رَوْعَتِي، وَاجْبُرْ فَاقَتِي، وَلَقّنِي حُجَّتِي، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاسْتَجِبِ اللَّيْلَةَ دُعَائِي، وَأَعْطِنِي مَسْأَلَتِي، وَكُنْ بِدُعَائِي حَفِيّاً، وَكُنْ بِي رَحِيماً، وَلاَ تُقْنِطْنِي وَلاَ تُؤْيِسنِي مِنْ رَوْحِكَ، وَلاَ تَخْذُلْنِي وَأَنَا أَدْعُوكَ، وَلاَ تَحْرِمْنِي وَأَنَا أَسْأَلُكَ، وَلاَ تُعَذّبْنِي وَأَنَا أَسْتَغْفِرُكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ أَجْمَعِينَ.

دُعاء يوم السبت:

دعاء یوم السبت:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللّهِ كَلِمَةِ الْمُعْتَصِمِينَ وَمَقَالَةِ الْمُتَحَرِّزِينَ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنْ جَوْرِ الْجَائِرِينَ، وَكَيْدِ الْحاسِدِينَ وَبَغْيِ الظَّالِمِينَ، وَأَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدِينَ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ بِلاَ شَرِيكٍ، وَالْمَلِكُ بِلاَ تَمْلِيكٍ، لا تُضَادُّ فِي حُكْمِكَ وَلاَ تُنَازَعُ فِي مُلْكِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَنْ تُوْزِعَنِي مِنْ شُكْرِ نُعْمَاكَ مَا تَبْلُغُ بِي غَايَةَ رِضَاكَ، وَأَنْ تُعِينَنِي عَلَى طَاعَتِكَ وَلُزُومِ عِبَادَتِكَ، وَاسْتِحْقاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنَايَتِكَ، وَتَرْحَمَنِي بِصَدِّي عَنْ مَعَاصِيكَ مَا أَحْيَيْتَنِي، وَتُوَفِّقَنِي لِمَا يَنْفَعُنِي ما أَبْقَيْتَنِي، وَأَنْ تَشَرَحَ بِكِتَابِكَ صَدْرِي، وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْرِي، وَتَمْنَحَنِي السَّلامَةَ فِي دِينِي وَنَفْسِي، وَلا تُوْحِشَ بِي أَهْلَ أُنْسِي، وَتُتِمَّ إِحْسانَكَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي كَما أَحْسَنْتَ فِيما مَضَى مِنْهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

زيارة النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يوم السبت

زيارةُ النَّبيِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في يومه وَهُوَ يَوم السَّبت

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُهُ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ اللّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ

ص: 36

وَنَصَحْتَ لأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرِينَ، وَعَبَدْتَ اللّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، فَبَلَغَ اللّهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ، وَأَنْبِيائِكَ وَالْمُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ، وَأَهْلِ السَّماوَاتِ وَالأَرَضِينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ،وَأَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضِيلَةَ وَالْوَسِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَحِيماً، إِلهِي فَقَدْ أَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبِي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْها لِي، يا سَيِّدَنا أَتَوَجَّهُ بِكَ وَبِأَهْلِ بَيْتِكَ إِلَى اللّهِ تَعالَى رَبِّكَ وَ رَبِّي لِيَغْفِرَ لِي.

ثُمَّ قُلْ ثلاثاً: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.

ثُمَّ قُلْ: أُصِبْنا بِكَ يا حَبِيبَ قُلُوبِنا، فَما أَعْظَمَ الْمُصِيبَةَ بِكَ حَيْثُ انْقَطَعَ عَنَّا الْوَحْيُ، وَحَيْثُ فَقَدْناكَ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، يا سَيِّدَنا يا رَسُولَ اللّهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ، هَذا يَوْمُ السَّبْتِ وَهُوَ يَوْمُكَ، وَأَنَا فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي، فَإِنَّكَ

ص: 37

كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ وَمَأْمُورٌ بِالإِجارَةِ، فَأَضِفْنِي وَأَحْسِنْ ضِيافَتِي وَأَجِرْنا وَأَحْسِنْ إِجارَتَنا بِمَنْزِلَةِ اللّهِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ آلِ بَيْتِكَ وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ، وَبِما اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ عِلْمِهِ، فَإِنَّهُ أَكْرَمُ الأَكْرَمِينَ.

تسبيح يوم السبت:

تسبیح یوم السبت:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الإِلهِ الْحَقّ، سْبْحَانَ الْقَابِضِ الْبَاسِطِ، سُبْحَانَ الضَّارِّ النَّافِعِ، سُبْحَانَ الْقَاضِي بِالْحَقِّ، سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى، سُبْحَانَ مَنْ عَلا فِي الْهَوَاءِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، سُبْحَانَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ، سُبْحَانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ الْغَنِيِّ الْحَمِيّدِ، سُبْحَانَ الخَالِقِ الْبَارِىءِ، سُبْحَانَ الرَّفِيعِ الأَعْلى، سُبْحَانَ الْعَظِيمِ الأَعْظَمِ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هكَذا وَلاَ هَكَذَا غَيْرُهُ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ لِرَبّيَ الْحَيِّ الْحَلِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ دَائِمٌ لاَ يَسْهُو، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لاَ يَلْهُو، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ غَنِيٌّ لاَ يَفْتَقِرُ، سُبْحَانَ مَنْ تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لَعَظَمَتِهِ، سُبْحَانَ مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ، سُبْحَانَ مَنِ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ سُبْحَانَ مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِهِ، سُبْحَانَ مَنِ انْقَادَتْ لَهُ الأُمُورُ بِأَزِمَّتِهَا.

عوذة يوم السبت:

عوذة يوم السبت:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أُعِيذُ نَفْسِي بِاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فيِ السَّماواتِ وَمَا فِي الأَرضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والأَرْضَ وَلاَ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَالْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ

ص: 38

فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُروَةِ الوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلَمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.

ثم تقرأ سورة (الحمد) وسورة (الناس) وسورة (الفلق) وسورة (التوحيد) ثم تقول:

كَذلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسَيّدُنَا وَمَوْلاَنَا لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ نُورُ النُّورِ وَمُدَبّرُ الأَمُورِ وَاللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌ يُوْقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقَيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةً يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمسَسْهُ نَارٌ، نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقْ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونَ قَوْلَهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكُيْمُ الْخَبِيرُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيْرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وَأَحْصَى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ مُعْلِنٍ بِهِ أَوْ مُسِرٍّ، وَمِنْ شَرِّ آلْجِنَّةِ وَالَبَشَرِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَظْهَرُ بِاللَّيْلِ وَيَكُنُّ بِالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِق اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنَ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ الحَمَّامَاتِ وَالْحُشُوشِ وَالْخَرَاباتِ وَالأَوْدِيَةِ وَالصَّحَارِي وَالغِيَاضِ وَالشَّجَرِ، وَمَا يَكُونُ فِي الأَنْهَارِ، أُعِيذُ نَفْسِي وَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ بِاللَّهِ مَالِكِ الْمُلْكِ يُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ وَيَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ يَشَاءُ وَيُعِزُّ مِنْ يَشَاءُ وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ

ص: 39

بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ ويُولَجُ آلنَّهَارَ فِي اللَّيْلِ، وَيُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيّتَ مِنَ الْحَيّ، وَيَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ. لَهُ مَقَالِيدُ آلسَّماوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسِطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّماوَاتِ الْعُلَى، الرَّحْمنُ عَلى الْعَرشُ اسْتَوى، لَهُ مَا فِي السَّماوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرى، وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُالْحَسْنَى، لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ مُنْزِلُ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَاغٍ وَبَاغٍ وَنَافِثٍ وَشَيْطَانٍ وَسُلْطَانٍ، وَسَاحِرٍ وَكَاهِنٍ وَنَاظِرٍ وَطَارِقٍ وَمُتَحَرِّكٍ وَسَاكِنٍ، وَمُتَكَلِّمٍ وَسَاكِتٍ وَنَاطِقٍ وَصَامِتٍ، وَمُتَخَيِّلٍ وَمُتَمَثِّلٍ وَمُتَلَوِّنٍ وَمُحْتَقِرٍ، وَنَسْتَجِيرُ باللَّهِ حِرْزِنَا وَنَاصِرِنَا وَمُؤْنِسِنا وَهُوَ يَدْفَعُ عَنَّا، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلاَ مُعِزَّ لِمْنَ أَذَلَّ، وَلاَ مُذِلَّ لِمْنَ أَعَزَّ، وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيّ وَآلِهِ الطَّيّبَينَ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

عوذة أخرى يوم السبت:

عوذة أخرى يوم السبت:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ الْعَلَيِّ الْعَظِيمِ، اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ وَرَبَّ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَقاهِرَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ، كُفَّ عَنِّي بَأْسَ الأَشْرارِ، وَاعْمِ أَبْصارَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ، وَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ حِجاباً، إِنَّك رَبُّنا وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ تَوَكُّلَ عائِذٍ بِهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بَناصِيَتِها، وَمِنْ شَرِّ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَصَلِّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

ص: 40

صلاة يوم السبت:

صلاة يوم السبت:

روى السيد ابن طاووس عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: قرأت من كتب آبائي عَلَیْهِمُ السَّلَامُ من صلّى يوم السبت أربع ركعات يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مرّة، وآية (الكرسي) مرّة، كتبه اللَّهُ عزَّ وجلَّ في درجة النبيّين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.

دعاء ليلة الأحد:

دعاء ليلة الأحد:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الْمُلْكُ، وَبِيَدِكَ الْخَيْرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَكَ لَكَ التَّسْبِيحُ وَالتَّقْدِيسُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّمْجِيدُ وَالتَّحْمِيدُ، وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْمَلَكُوتُ وَالْعَظَمَةُ وَالْعُلُوُّ وَالْوَقَارُ وَالْجَمَالُ وَالْعِزَّةُ وَالْجَلالُ، وَالْغَايَةُ وَالسُّلْطَانُ وَالْمَنَعَةُ وَالْحَوْلُ وَالْقُوَّةُ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةُ، وَالْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكْتَ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَتَعَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ لَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الْبَهْجَةُ وَالْجَمَالُ وَالْبَهَاءُ وَالنُّورُ وَالْوَقَارُ وَالْكَمَالُ وَالْعِزَّةُ وَالْجَلالُ، وَالْفَضْلُ وَالإِحْسَانُ وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْجَبَرُوتُ، وَبَسَطْتَ الرَّحْمَةَ وَالْعَافِيَةَ، وَوَلَّيْتَ الْحَمْدَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، أَنْتَ اللَّهُ لاَ شَيْءَ مِثْلُكَ سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ، وَأَعَزَّ سُلْطَانَكَ، وَأَشَدَّ جَبَرُوتَكَ، وَأَحْصَى عَدَدَكَ، وَسُبْحَانَكَ يُسَبّحُ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ لَكَ، وَقَامَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ بِكَ، وَأَشْفَقَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ مِنْكَ، وَضَرَعَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ إِلَيْكَ، وَسُبْحَانَكَ تَسْبِيحاً يَنْبَغِي لَكَ وَلِوَجْهِكَ، وَيَبْلُغُ مُنْتَهَى عِلْمِكَ وَلاَ يَقْصُرُ دُونَ أَفْضَلِ رِضَاكَ، وَلاَ يَفْصُلُهُ شَيْءٌ مِنْ مَحَامِدِ خَلْقِكَ، سُبْحَانَكَ خَلَقْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَإِلَيْكَ مَعَادُهُ، وَبَدَأْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَإِلَيْكَ مُنْتَهَاهُ، وَأَنْشَأْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَإِلَيْكَ مَصِيرُهُ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، بِأَمْرِكَ ارْتَفَعَتِ السَّمَاءُ

ص: 41

وَوُضِعَتِ الأَرَضُونُ، وَأُرْسِيَتِ الْجِبَالُ، وَسُجّرَتِ الْبُحُورُ، فَمَلَكُوتُكَ فَوْقَ كُلِّ مَلَكُوتٍ تَبَارَكْتَ بِرَحْمَتِكَ وَتَعَالَيْتَ بِرَأْفَتِكَ، وَتَقَدَّسْتَ فِي مَجْلِسِ وَقَارِكَ، لَكَ التَّسْبِيحُ بِحِلْمِكَ، وَلَكَ التَّمْجِيدُ بِفَضْلِكَ، وَلَكَ الْحَوْلُ بِقُوَّتِكَ، وَلَكَ الْكِبْرِيَاءُ بِعَظَمَتِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ وَالْجَبَرُوتُ بِسُلْطَانِكَ، وَلَكَ الْمَلَكُوتُ بِعِزَّتِكَ، وَلَكَ الْقُدْرَةُ بِمُلْكِكَ، وَلَكَ الرِّضَا بِأَمْرِكَ، وَلَكَ الطَّاعَةُ عَلَى خَلْقِكَ، أَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً، وَأَحَطْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، وَوَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. عَظِيمُ الْجَبَرُوتِ عَزِيزُ السُّلْطَانِ، قَوِيُّ الْبَطْشِ مَلِكُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبُّ الْعَالَمِينَ ذُو الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، يُسَبّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ، فَسُبْحَانَ الَّذِي لاَ يَمُوتُ، وَسُبْحَانَ الْقُدُّوْسِ رَبِّ الْعِزَّةِ أَبَدَ الأبَدِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، سُبْحَانَ رَبّيَ الأَعْلَى، سُبْحَانَ رَبِّي وَتَعَالَى، سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ وَفِي الأَرْضِ قُدْرَتُهُ، وَسُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ، وَسُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضَاؤُهُ، وَسُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رِضَاهُ، وَسُبْحَانَ الَّذِي فِي جَهَنَّمَ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ، سُبْحَانَ مَنْ لَهُ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْعَشِيِّ وَسُبْحَانَ اللَّهِ بِالإِبْكَارِ، سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ عَزَّ وَجْهُهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَعَلا اسْمُهُ الْمُبَارَكُ وَتَقَدَّسَ فِي مَجْلِسِ وَقَارِهِ، وَكُرْسِيّ عَرْشِهِ، يَرَى كُلَّ عَيْنٍ وَلاَ تَرَاهُ عَيْنٌ، وَيُدْرِكُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ، وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ أَمْراً خَصَصْتَنَا بِهِ دُونَ مَنْ عَبَدَ غَيْرَكَ وَتَوَلَّى

ص: 42

سِوَاكَ، صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ بِمَا انْتَجَبْتَ لَهُ مِنْ رِسَالَتِكَ، وَأَكْرَمْتَهُ بِهِ مِنْ نُبُوَّتِكَ، وَلاَ تَحْرِمْنَا النَّظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، وَالْكَوْنَ مَعَهُ فِي دَارِكَ، وَمُسْتَقَرٍّ مِنْ جِوَارِكَ. اللَّهُمَّ كَمَا أَرْسَلْتَهُ فَبَلَّغَ، وَحَمَّلْتَهُ فَأَدَّى، حَتَّى أَظْهَرَ سُلْطَانَكَ وَآمَنَ بِكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، فَضَاعِفِ اللَّهُمَّ ثَوَابَهُ وَكَرِّمْهُ بِقُرْبِهِ مِنْكَ كَرَامَةً يَفْضُلُ بِهَا عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ وَيَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ مِنْ عِبَادِكَ، وَاجْعَلْ مَثْوَانَا مَعَهُ فِيمَا لاَ ظَعَنَ لَهُ مِنْهُ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَسْأَلُكَ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَطَوْلِكَ وَمَنِّكَ وَعَظِيمِ مُلْكِكَ، وَجَلاَلِ ذِكْرِكَ وَكِبَرِ مَجْدِكَ وَكِبَرِ سُلْطَانِكَ وَلُطْفِ جَبَرُوتِكَ، وَتَجَبُّرِ عَظَمَتِكَ وَحِلْمِ عَفْوِكَ وَتَحَنُّنِ رَحْمَتِكَ، وَتَمَامِ كَلِمَاتِكَ وَنَفَاذِ أَمْرِكَ، وَرُبُوبِيَّتِكَ الَّتِي دَانَ لَكَ بِهَا كُلُّ ذِي رُبُوبِيَّةٍ، وَأَطَاعَكَ بِهَا كُلُّ ذِي طَاعَةٍ، وَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِهَا كُلُّ ذِي رَغْبَةٍ فِي مَرْضَاتِكَ وَيَلُوذُ بِهَا كُلُّ ذِي رَهْبَةٍ مِنْ سَخَطِكَ، أَنْ تَرْزُقَنِي فَوَاتِحَ الْخَيْرِ وَخَوَاتِمَهُ وَذَخَائِرَهُ وَجَوَائِزَهُ، وَفَوَاضِلَهُ وَفَضَائِلَهُ وَخَيْرَهُ وَنَوَافِلَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاهْدِ بِالْيَقِينِ مَعْلَنَنَا، وَأَصْلِحْ بِالْيَقِينِ سَرَائِرَنَا، وَاجْعَلْ قُلُوبَنَا مُطْمَئِنَّةً إِلَى ذِكْرِكَ، وَأَعْمَالَنَا خَالِصَةً لَكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ الرِّبْحَ مِنَ التّجَارَةِ الَّتِي لاَ تَبُورُ، وَالْغَنِيمَةَ مِنَ الأَْعْمَالِ الْخَالِصَةِ الْفَاضِلَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَالذّكْرَ الْكَثِيرَ لَكَ، وَالْعَفَافَ وَالسَّلاَمَةَ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا. اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا أَعْمَالاً زَاكِيَةً مُتَقَبَّلَةً تَرْضَى بِهَا عَنَّا، وَتُسَهِّلُ لَنَا سَكْرَةَ الْمَوْتِ وَشِدَّةَ هَوْلِ الْقِيَامَةِ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ خَاصَّةَ الْخَيْرِ وَعَامَّتَهُ لِخَاصِّنَا وَعَامِّنَا مِنْ فَضْلِكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَالنَّجَاةَ مِنْ

ص: 43

عَذَابِكَ وَالْفَوْزَ بِرَحْمَتِكَ. اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا لِقَاءَكَ، وَارْزُقْنَا النَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ، وَاجْعَلْ لَنَا فِي لِقَائِكَ نَضْرَةً وَسُرُوراً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَحْضِرْنَا ذِكْرَكَ عِنْدَ كُلِّ غَفْلَةٍ، وَشُكْرَكَ عِنْدَ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَالصَّبْرَ عِنْدَ كُلِّ بَلاءٍ، وَارْزُقْنَا قُلُوباً وَجِلَةً مِنْ خَشْيَتِكَ خَاشِعَةً لِذِكْرِكَ مُنِيبَةً إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يُوفِي بِعَهْدِكَ، وَيُؤْمِنُ بِوَعْدِكَ، وَيَعْمَلُ بِطَاعَتِكَ وَيَسْعَى فِي مَرْضَاتِكَ، وَيَرْغَبُ فِيمَا عِنْدَكَ وَيَفِرُّ إِلَيْكَ مِنْكَ، وَيَرْجُو أَيَّامَكَ وَيَخَافُ سُوءَ حِسَابِكَ، وَيَخْشَاكَ حَقَّ خَشْيَتِكَ وَاجْعَلْ ثَوَابَ أَعْمَالِنَا جَنَّتَكَ بِرَحْمَتِكَ، وَتَجَاوَزْ عَنْ ذُنُوبِنَا بِرَأْفَتِكَ، وَأَعِذْنَا مِنْ ظُلْمَةِ خَطَايَانَا بِنُورِ وَجْهِكَ وَتَغَمَّدْنَا بِفَضْلِكَ، وَأَلْبِسْنَا عَافِيَتَكَ وَهَنِّئْنَا كَرَامَتَكَ وَأَتْمِمْ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ، وَأَوْزِعْنَا أَنْ نَشْكُرَ نِعْمَتَكَ، آمِينَ إِلهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِينَ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِي وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.

دُعاء يوم الأحد:

دُعاء يوم الأحد:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللّهِ الَّذِي لا أَرْجُوَ إِلاَّ فَضْلَهُ، وَلا أَخْشَى إِلاَّ عَدْلَهُ، وَلا أَعْتَمِدُ إِلاَّ قَوْلَهُ، وَلا أُمْسِكُ إِلاَّ بِحَبْلِهِ. بِكَ أَسْتَجِيرُ يا ذَا الْعَفْوِ وَالرِّضْوانِ، مِنَ الظُّلْمِ وَالْعُدْوانِ، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ، وَتَواتُرِ الأَحْزانِ، وَطَوارِقِ الْحَدَثانِ، وَمِنِ انْقِضاءِ الْمُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُّبِ وَالْعُدَّةِ، وَإِيَّاكَ أَسْتَرْشِدُ لِمَا فِيهِ الصَّلاحُ وَالإِصْلاحُ، وَبِكَ أَسْتَعِينُ فِيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالإِنْجاحُ، وَإِيَّاكَ أَرْغَبُ فِي لِبَاسِ الْعَافِيَةِ وَتَمَامِهَا، وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوامِهَا، وَأَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ،

ص: 44

وَأَحْتَرِزُ بِسُلْطَانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ، فَتَقَبَّلْ ما كانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي، وَاجْعَلْ غَدِي وَما بَعْدَهُ أَفْضَلَ مِنْ سَاعَتِي وَيَوْمِي، وَأَعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي، وَاحْفَظْنِي فِي يَقَظَتِي وَنَوْمِي، فَأَنْتَ اللّهُ خَيْرٌ حَافِظَاً وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرأُ إِلَيْكَ فِي يَوْمِي هَذا وَما بَعْدَهُ مِنَ الآحادِ، مِنَ الشِّرْكِ وَالإِلْحادِ، وَأُخْلِصُ لَكَ دُعائِي تَعَرُّضاً لِلإِجابَةِ، وَأُقِيمُ عَلَى طَاعَتِكَ رَجَاءً لِلإِثَابَةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ الدَّاعِي إِلَى حَقِّكَ، وَأَعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لا يُضَامُ، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنَامُ، وَاخْتِمْ بِالاِنْقِطاعِ إِلَيْكَ أَمْرِي، وَبِالْمَغْفِرَةِ عُمْرِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ وفاطمة الزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ يوم الأحد

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ

السَّلامُ عَلَى الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَالدَّوْحَةِ الْهاشِمِيَّةِ، الْمُضِيْئَةِ الْمُثْمِرَةِ بِالنُّبُوَّةِ الْمُوْنِقَةِ بِالإِمامَةِ، وَعَلَى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ. السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ وَالْحافِّينَ بِقَبْرِكَ. يا مَوْلايَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذا يَوْمُ الأَحَدِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَبِاسْمِكَ، وَأَنَا ضَيْفُكَ فِيهِ وَجارُكَ، فَأَضِفْنِي يا مَوْلايَ وَأَجِرْنِي فَإِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ، وَمَأْمُورٌ بِالإِجارَةِ، فَافْعَلْ ما رَغِبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ وَرَجَوْتُهُ مِنْكَ بِمَنْزِلَتِكَ وَآلِ بَيْتِكَ عِنْدَ اللّهِ وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكُمْ، وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

ص: 45

زِيارة الزَّهراءِ (عَلَیْهَا السَّلَامُ):

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ، امْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِما امْتَحَنَكِ صابِرَةً، أَنا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلَى ما أَتَى بِهِ أَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِما، وَأَنا أَسْأَلُكِ إِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إِلاَّ أَلْحَقْتِنِي بِتَصْدِيقِي لَهُما، لِتُسَرَّ نَفْسِي، فَاشْهَدِي أَنِّي ظاهِرٌ بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.

أيضاً زِيارتُها عَلَیْهَا السَّلَامُ بِرواية أُخرى

السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ، وَكُنْتِ لِما امْتَحَنَكِ بِهِ صابِرَةً، وَنَحْنُ لَكِ أَوْلِياءُ مُصَدِّقُونَ، وَلِكُلِّ ما أَتَى بِهِ أَبُوكِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَأَتَى بِهِ وَصِيُّهُ عَلَیهِ السَّلَامُ مُسَلِّمُونَ، وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ إِذْ كُنَّا مُصَدِّقِينَ لَهُمْ، أَنْ تُلْحِقَنا بِتَصْدِيقِنا بِالدَّرَجَةِ العالِيَةِ، لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِهِمْ عَلَیهِمُ السَّلَامُ.

تسبيح يوم الأحد:

تسبيح يوم الأحد:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ مَنْ مَلأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ، سُبْحَانَ مَنْ يَغْشَى الأَبَدَ نُورُهُ، سُبْحَانَ مَنْ أَشْرَقَ كُلَّ شَيْءٍ ضَوْؤُهُ، سُبْحَانَ مَنْ دَانَ بِدِينِهِ كُلُّ دِينٍ، وَلاَ يُدَانُ بِغَيْرِ دِينِهِ، سُبْحَانَ مَنْ قَدَّرَ بِقُدْرَتِهِ كُلَّ قَدَرٍ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ قَدْرَهُ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يُوْصَفُ عِلْمُهُ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَعْتَدِي عَلَى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَأْخُذُ أَهْلَ الأَرْضِ بِأَلْوَانِ الْعَذَابِ، سُبْحَانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مُطَّلِعٌ عَلَى خَزَائِنِ الْقُلُوبِ، سُبْحَانَ مَنْ يُحْصِي عَدَدَ الذُّنُوبِ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ فِي

ص: 46

الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْوَدُودُ سُبْحَانَ الْفَرْدِ الْوِتْرِ، سُبْحَانَ الْعَظِيمِ الأَعْظَمِ.

عوذة يوم الأحد

عوذة يوم الأحد من عوذ أبي جعفر الثاني الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اسْتَوَى الرَّبُّ عَلَى الْعَرْشِ وَقَامَتِ السَّماوَاتُ وَالأَرَضُونَ بِحِكْمَتِهِ، وَزَهَرَتِ النُّجُومُ بِأَمْرِهِ، وَرَسَتِ الْجِبَالُ بِإِذْنِهِ، لاَ يُجَاوِزُ اسْمَهُ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، الَّذِي دَانَتْ لَهُ الْجِبَالُ وَهِيَ طَائِعَةٌ، وَانْبَعَثَتْ لَهُ الأَجْسَادُ وَهِيَ بَالِيَةٌ وَبِهِ أَحْتَجِبُ عَنْ كُلِّ غَاوٍ وَبَاغٍ وَطَاغٍ وَجَبَّارٍ وَحَاسِدٍ، وَبِسْمِ اللَّهِ الَّذِي جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً، وَأَحْتَجِبُ بِاللَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً وَزَيَّنَهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظَهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ، وَجَعَلَ فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ جِبَالاً أَوْتَاداً أَنْ يَصِلَ إِلَيَّ سُوءٌ أَوْ فَاحِشَةٌ أَوْ بَلِيَّةٌ، حم حم حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، حم حم حم عسق، كَذلِكَ يُوْحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

عوذة أخرى ليوم الأحد:

عوذة أخرى ليوم الأحد:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، تقرأ سورة (الحمد)، وسورة (الفلق)،قل اعوذ برب الفلق، وسورة (الناس)قل اعوذ برب الناس.

وَأَعُوذُ بِاللَّهِ الوَاحِدِ الأًحَدِ الصَّمَد الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدْ، أُعِيذُ نِفْسِي بِاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ نُورِ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقّ، لَهُ الْحَمْدُ وَلَهُ

ص: 47

الْمُلْكُ، يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ. الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماوَاتٍ طِبَاقاً وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً، مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ وَمِنْ شَرِّ الْجِنَّةِ وَالْبَشَرِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَظْهَرُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ الْحَمَّامَاتِ وَالْخَرَابَاتِ وَالأَوْدِيَةِ وَالصَّحَاريِ وَالأَشْجَارِ وَالأَنْهَارِ، وَأُعِيذُ نَفْسِي وَأَهْلِي وَإِخْوَانِي وَجَمِيعَ قَرَابَاتِي بِاللَّهِ مَالِكِ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَمُنْزِلِ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ، مِنْ شَرِّ كُلِّ بَاغٍ وَطَاغٍ وَسُلْطَانٍ وَشَيْطَانٍ وَسَاحِرٍ وَكَاهِنٍ وَنَاطِقٍ وَمُتَحَرّكٍ وَسَاكِنٍ، نَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ حِرْزِنَا وَنَاصِرِنَا وَمُؤْنِسِنَا مِنْ كُلِّ شَرِّ وَهُوَ يَدْفَعُ عَنَّا لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلاَ مُعِينَ، وَلاَ مُعِزَّ لِمَنْ أَذَلَّ، وَلاَ مُذِلَّ لِمَنْ أَعَزَّ، وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.

صلاة يوم الأحد:

صلاة يوم الأحد:

عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الأحد أربع ركعات يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة وسورة (تبارك) مرّة، بَوَّأَهُ اللَّهُ من الجنّة حيث يشاء.

دعاء ليلة الاثنين:

دعاء ليلة الاثنين:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ اللَّهُ الْقَائِمُ عَلَى عَرْشِكَ أَبَداً، أَحَاطَ بَصَرُكَ بِجَمِيعِ الْخَلْقِ وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَلَى الْفَنَاءِ وَأَنْتَ الْبَاقِي الْكَرِيمُ، الْقَائِمُ الدَّائِمُ بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْءٍ، الْحَيُّ

ص: 48

الَّذِي لاَ يَمُوتُ بِيَدِكَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ وَالأَْرْضِ وَدَهْرِ الدَّاهِرِينَ، أَنْتَ الَّذِي قَصَمْتَ بِعِزَّتِكَ الْجَبَّارِينَ وَأَضَفْتَ فِي قَبْضَتِكَ الأَْرَضِينَ، وَأَغْشَيْتَ بِضَوْءِ نُورِكَ النَّاظِرِينَ، وَأَشْبَعْتَ بِفَضْلِ رِزْقِكَ الآكِلِينَ وَعَلَوْتَ بِعَرْشِكَ عَلَى الْعَالَمِينَ وَأَعْمَرْتَ سَماوَاتِكَ بِالْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، وَعَلَّمْتَ تَسْبِيحَكَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَانْقَادَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ بِأَزِمَّتِهَا، وَحَفِظْتَ السَّماوَاتِ وَالأَْرَضِينَ بِمَقَالِيدِهَا، وَأَذْعَنَتْ لَكَ بِالطَّاعَةِ وَمَنْ فَوْقَهَا، وَأَبَتْ حَمْلَ الأَْمَانَةِ مِنْ شَفَقَتِهَا، وَقَامَتْ بِكَلِمَاتِكَ فِي قَرَارِهَا، وَاسْتَقَامَ الْبَحْرَانِ مَكَانَهُمَا، وَاخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ كَمَا أَمَرْتَهُمَا، وَأَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُمَا عَدَداً وَأَحَطْتَ بِهِمَا عِلْماً، خَالِقُ الْخَلْقِ وَمُصْطَفِيهِ وَمُهَيْمِنُهُ وَمُنْشِئُهُ، وَبَارِئُهُ وَذَارِئُهُ كُنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ إِلهاً وَاحِداً، وَكَانَ عَرْشُكَ عَلَى الْمَاءِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَكُونَ أَرْضٌ وَلاَ سَمَاءٌ أَوْ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقْتَ فِيهِمَا بِعِزَّتِكَ، كُنْتَ قَدِيماً بَدِيعاً مُبْتَدِعاً كَيْنُوناً كائِناً مُكَوِّناً كَمَا سَمَّيْتَ نَفْسَكَ، ابْتَدَعْتَ الْخَلْقَ بِعَظَمَتِكَ، وَدَبَّرْتَ أُمُوْرَهُمْ بِعِلْمِكَ، فَكَانَ عَظِيمُ مَا ابْتَدَعْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَقَدَّرْتَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِكَ عَلَيْكَ هَيِّناً يَسِيراً، لَمْ يَكُنْ لَكَ ظَهِيرٌ عَلَى خَلْقِكَ، وَلاَ مُعِينٌ عَلَى حِفْظِكَ، وَلاَ شَرِيكٌ لَكَ فِي مُلْكِكَ، وَكُنْتَ رَبَّنَا تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ عَلَى ذلِكَ عَلِيّاً غَنِيّاً. فَإِنَّ أَمْرَكَ لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتَهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، لاَ يُخَالِفُ شَيْءٌ مِنْهُ مَحَبَّتَكَ، فَسُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَتَعَالَيْتَ عَلَى ذلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ كَمَا سَبَقَتْ بِهِ رَحْمَتُكَ وَقَرُبَ إِلَيْنَا بِهِ

ص: 49

هُدَاكَ، وَأَوْرَثْتَنَا بِهِ كِتَابَكَ وَدَلَلْتَنَا بِهِ عَلَى طَاعَتِكَ فَأَصْبَحْنَا مُبْصِرِينَ بِنُورِ الْهُدَى الَّذِي جَاءَ بِهِ، ظَاهِرِينَ بِعِزّ الدِّينِ الَّذِي دَعَا إِلَيْهِ، نَاجِينَ بِحُجَجِ الْكِتَابِ الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ فَآثِرْهُ بِقُرْبِ الْمَجْلِسِ مِنْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَكْرِمْهُ بِتَمْكِينِ الشَّفَاعَةِ عِنْدَكَ تَفْضِيلاً مِنْكَ لَهُ عَلَى الْفَاضِلِينَ وَتَشْرِيفاً مِنْكَ عَلَى الْمُتَّقِينَ، اللَّهُمَّ وَامْنَحْنَا مِنْ شَفَاعَتِهِ نَصِيباً نَرِدُ بِهِ مَعَ الصَّادِقِينَ جِنَانَهُ وَنَنْزِلُ بِهِ مَعَ الآمِنِينَ فُسْحَةَ رِيَاضِهِ، غَيْرَ مَرْفُوضِينَ عَنْ دَعْوَتِهِ، وَلاَ مَرْدُودِينَ عَنْ سَبِيلِ مَا بَعَثْتَهُ بِهِ، وَلاَ مَحْجُوبَةٍ عَنَّا مُرَافَقَتُهُ، وَلاَ مَحْظُورَةٍ عَنَّا دَارُهُ، آمِينَ إِلهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُكَ، وَالَّذِي سَخَّرْتَ بِهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَأَجْرَيْتَ بِهِ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَبِهِ أَنْشَأْتَ السَّحَابَ وَالْمَطَرَ وَالرّياحَ، وَالَّذِي تُنْزِلُ بِهِ الْغَيْثَ وَتُذْرِي الْمَرْعَى وَتُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، وَالَّذِي بِهِ تَرْزُقُ مَنْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَتَكْلَؤُهُمْ وَتَحْفَظُهُمْ، وَالَّذِي هُوَ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَالَّذِي فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوْسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَأَسْرَيْتَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَبِكُلِّ اسْمٍ لَكَ مَخْزُونٍ مَكْنُونٍ، وَبِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، أَوْ عَبْدٌ مُصْطَفَى، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ رَاحَتِي فِي لِقَائِكَ، وَخَاتِمَ عَمَلِي فِي سَبِيلِكَ، وَحَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ، وَاخْتِلافاً إِلَى مَسَاجِدِكَ وَمَجَالِسِ الذّكْرِ، وَاجْعَلْ خَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَسْفَلَ مِنِّي، وَاحْفَظْنِي

ص: 50

مِنَ السَّيّئاتِ وَمِنْ مَحَارِمِكَ كُلِّهَا، وَمَكِّنِّي فِي دِينِيَ الَّذِي ارْتَضَيْتَ لِي، وَفَهِّمْنِي فِيهِ وَاجْعَلْهُ لِي نُوراً، وَيَسِّرْ لِيَ الْيُسْرَ وَالْعَافِيَةَ وَأَعْزِمْ عَلَيَّ رُشْدِي كَمَا عَزَمْتَ عَلَيَّ خَلْقِي، وَأَعِنّي عَلَى نَفْسِي بِبِرٍّ وَتَقْوَىً وَعَمَلٍ رَاجِحٍ وَبَيْعٍ رَابحٍ وَتِجَارَةٍ لَنْ تَبُورَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خَوْنِ الأَمَانَةِ، وَأَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ، وَمِنَ التَّزَيُّنِ بِمَا لَيْسَ فِيَّ وَمِنَ الآثَامِ، وَالْبَغْيِ بِغَيْرِ الْحَقّ، وَأَنْ أُشْرِكَ بِكَ مَا لَمْ تُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً، وَأَجِرْنِي مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَمِنْ مُحْبِطَاتِ الْخَطَايَا، وَنَجّنِي مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَاهْدِنِي سَبِيلَ الإِْسْلامِ وَاكْسُنِي حُلَلَ الإِْيمَانِ، وَأَلْبِسْنِي لِبَاسَ التَّقْوَى، وَاسْتُرْنِي بِلِبَاسِ الصَّالِحِينَ، وَزَيّنِي بِزِينَةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَثَقِّلْ عَمَلِي فِي الْمِيزَانِ وَأَلقِنِي مِنْكَ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .

دُعاء يوم الاثنين:

دُعاء يوم الاثنين:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَداً حِينَ فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ، وَلا اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ النَّسَمَاتِ، وَلَمْ يُشَارَكْ فِي الإِلهِيَّةِ، وَلَمْ يُظَاهَرْ فِي الْوَحْدَانِيَّةِ، كَلَّتِ الأَلْسُنُ عَنْ غَايَةِ صِفَتِهِ، وَالْعُقُولُ عَنْ كُنُهِ مَعْرِفَتِهِ، وَتَوَاضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ، وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِهِ. فَلَكَ الْحَمْدُ مُتَواتِراً مُتَّسِقاً وَمُتَوالِياً مُسْتَوْسِقاً وَصَلَواتُهُ عَلَى رَسُولِهِ أَبَدَاً، وَسَلاَمُهُ دَائِماً سَرْمَداً. اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هَذَا صَلاَحاً، وَأَوْسَطَهُ فَلاَحاً، وَآخِرَهُ نَجَاحاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ

ص: 51

نَذْرٍ نَذَرْتُهُ، وَكُلِّ وَعْدٍ وَعَدْتُهُ، وَكُلِّ عَهْدٍ عَاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَفِ بِهِ، وَأَسْأَلُكَ فِي مَظَالِمِ عِبَادِكَ عِنْدِي، فَأَيُّما عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ أَوْ أَمَةٍ مِنْ إِمَائِكَ، كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُها إِيَّاهُ، فِي نَفْسِهِ أَوْ فِي عِرْضِهِ أَوْ فِي مَالِهِ، أَوْ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، أَوْ غَيْبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِهَا، أَوْ تَحَامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ أَوْ هَوَىً، أَوْ أَنَفَةٍ أَوْ حَمِيَّةٍ أَوْ رِيَاءٍ أَوْ عَصَبِيَّةٍ، غَائِباً كَانَ أَوْ شَاهِداً، وَحَيَّاً كانَ أَوْ مَيِّتاً، فَقَصُرَتْ يَدِي وَضَاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّها إِلَيْهِ وَالتَّحَلُّلِ مِنْهُ، فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الْحَاجاتِ، وَهِيَ مُسْتَجِيبَةٌ لِمَشِيئَتِهِ وَمُسْرِعَةٌ إِلَى إِرادَتِهِ، أَنْ تُصَلِيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِمَا شِئْتَ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً، إِنَّهُ لا تَنْقُصُكَ الْمَغْفِرَةُ وَلا تَضُرُّكَ الْمَوْهِبَةُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ أَوْلِنِي فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنَيْنِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ، سَعَادَةً فِي أَوَّلِهِ بِطَاعَتِكَ، وَنِعْمَةً فِي آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ، يا مَنْ هُوَ الإِْلهُ وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِوَاهُ .

زيارة الإمامين الحسن والحسين عَلَيْهِمَا السَّلَامُ يوم الاثنين

زِيارة الإمام الحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيانَ حُكْمِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دِينِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّيِّدُ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْبَرُّ الْوَفِيُّ، السَّلام

ص: 52

عَلَيْكَ أَيُّها الْقائِمُ الأَمِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْعالِمُ بِالتَّأْوِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْهادِي الْمَهْدِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطَّاهِرُ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها التَّقِيُّ النَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْحَقُّ الْحَقِيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ.

زِيارَة الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً، وَجاهَدْتَ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، فَعَلَيْكَ السَّلامُ مِنِّي ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ. أَنا يا مَوْلايَ مَوْلىً لَكَ وَلآِلِ بَيْتِكَ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، لَعَنَ اللّهُ أَعْداءَكُمْ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَأَنا أَبْرَأُ إِلَى اللّهِ تَعالَى مِنْهُمْ، يا مَوْلايَ يا أَبا مُحَمَّدٍ، يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللّهِ، هَذا يَوْمُ الاْثْنَيْنِ وَهُوَ يَوْمُكُما وَبِاسْمِكُما، وَأَنا فِيهِ ضَيْفُكُما، فَأَضيفانِي وَأَحْسِنا ضِيافَتِي، فَنِعْمَ مَنِ اسْتُضِيفَ بِهِ أَنْتُما، وَأَنا فِيهِ مِنْ جِوارِكُما فَأَجِيرانِي، فَإِنَّكُما مَأْمُورانِ بِالضِّيافَةِ وَالإِجارَةِ، فَصَلَّى اللّهُ عَلَيْكُما وَآلِكُما الطَّيِّبِينَ.

تسبيح يوم الاثنين:

تسبيح يوم الاثنين:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ الْجَوَادِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْكَرِيمِ الأَكْرَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْبَصِيرِ الْعَلِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ

ص: 53

السَّمِيعِ الْوَاسِعِ، سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَى إِقْبَالِ النَّهَارِ وَإِقْبَالِ اللَّيْلِ، سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَى إِدْبَارِ النَّهَارِ وَإِدْبَارِ اللَّيْلِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَآنَاءِ النَّهَارِ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْكِبْرِيَاءُ مَعَ كُلِّ نَفَسٍ وَكُلِّ طَرْفَةٍ، وَكُلِّ لَمْحَةٍ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ، سُبْحَانَكَ عَدَدَ ذلِكَ، سُبْحَانَكَ زِنَةَ ذلِكَ، وَمَا أَحْصَى كِتَابُكَ، سُبْحَانَكَ زِنَةَ عَرْشِكَ، سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ، سُبْحَانَ رَبِّنَا ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، سُبْحَانَ رَبِّنَا تَسْبِيحاً كَمَا يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلاَلِهِ، سُبْحَانَ رَبِّنَا تَسْبِيحاً مُقَدَّساً مُزَكّىً كَذلِكَ تَعَالَى رَبُّنَا، سُبْحَانَ الْحَيِّ الْحَلِيمِ، سُبْحَانَ الَّذِي كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ، سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ آدَمَ بِقُدْرَتِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَهُ مَلائِكَتَهُ وَأَخْرَجَنَا مِنْ صُلْبِهِ، سُبْحَانَ الَّذِي يُحْيِي الأَْمْوَاتَ وَيُمِيتُ الأَحْيَاءَ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ رَحِيمٌ لاَ يَعْجَلُ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَرِيبٌ لاَ يَغْفُلُ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ جَوَادٌ لاَ يَبْخَلُ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ حَلِيمٌ لاَ يَجْهَلُ، سُبْحَانَ مَنْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَلَهُ الْمِدْحَةُ الْبَالِغَةُ فِي جَمِيعِ مَا يُثْنَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَجْدِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْحَلِيمِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً .

عوذة يوم الاثنين

عوذة يوم الاثنين من عوذ أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بِرَبِّيَ الأَكْبَرِ، مِمَّا يَخْفَى وَيَظْهَرُ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ أُنْثَى وَذَكَرٍ، وَمِنْ شَرِّ مَا رَأَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، أَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الْجِنُّ إِنْ كُنْتُمْ سَامِعِينَ، وَأَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الإِنْسُ إِلَى اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ، وَأَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الْجِنُّ وَالإِنْسُ إِلَى الَّذِي خَتَمْتُهُ بِخَاتَمِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَخَاتَمِ جَبْرائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ وَخَاتَمِ

ص: 54

سُلْيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَخَاتَمِ مُحَمَّدٍ سَيّدِ الْمُرْسَلِينَ وَالنَّبِيّينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ. زَجَرْتُ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ كُلَّمَا يَغْدُو وَيَرُوحُ مِنْ ذِي سَمِّ حَيٍّ أَوْ عَقْرَبٍ أَوْ سَاحِرٍ أَوْ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ أَوْ سُلْطَانٍ عَنِيدٍ، أَخَذْتُ عَنْهُ مَا يُرى وَمَا لاَ يُرَى وَمَا رَأَتْ عَيْنُ نَائِمٍ أَوْ يَقْظَانٍ، بِإِذْنِ اللَّهِ اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ، لاَ سُلْطَانَ لَكُمْ عَلَى اللَّهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيّ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

عوذة أخرى ليوم الاثنين:

عوذة أخرى ليوم الاثنين:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ،اللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَكْبَرُ. اسْتَوَى الرَّبُّ عَلَى الْعَرْشِ، وَقَامَتِ السَّماوَاتُ وَالأَرَضُونَ بِحِكْمَتِهِ، وَمُدَّتِ البُحُورُ بِأَمْرِهِ، وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ بِإِذْنِهِ، الَّذِي دَانَتْ لَهُ الْجِبَالُ وَهِيَ طَائِعَةٌ، وَنُصِبَتْ لَهُ الأَجْسَادُ وَهِيَ بَالِيَةٌ وَقَدِ احْتَجَبْتُ مِنْ ظُلْمِ كُلِّ بَاغٍ، وَاحْتَجَبْتُ بِالَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً، وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً، وَزَيَّنَهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظَهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ، وَجَعَلَ فِي الأَرْضِ أَوْتَاداً أَنْ يُوصَلَ إِلَيَّ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِن إِخْوَانِي وأَخَوَاتِي بِسُوءٍ أَوْ فَاحِشَةٍ أَوْ بِكَيْدٍ حم حم حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

صلاة يوم الاثنين:

صلاة يوم الاثنين:

عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الاثنين عشر ركعات يسلّم بين كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) عشر مرّات، جعل اللّهُ له يوم القيامة نوراً يُضيء منه الموقف حتى يغبطه به جميع من خلق اللّهُ في ذلك اليوم.

ص: 55

دعاء ليلة الثلاثاء:

دعاء ليلة الثلاثاء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَنْتَ اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ، وَأَنْتَ مَلِكٌ لاَ مَلِكَ مَعَكَ، وَلاَ شَرِيكَ لَكَ وَلاَ إِلهَ دُونَكَ، اعْتَرَفَ لَكَ الْخَلائِقُ، رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الْمُلْكُ الْعَظِيمُ الَّذِي لاَ يَزُولُ، وَالْغِنَى الْكَبِيرُ الَّذِي لاَ يَعُولُ، وَالسُّلْطَانُ الْعَزِيزُ الَّذِي لاَ يُضَامُ، وَالْعِزُّ الْمَنِيعُ الَّذِي لاَ يُرَامُ، وَالْحَوْلُ الْوَاسِعُ الَّذِي لاَ يَضِيقُ، وَالْقُوَّةُ الْمَتِينَةُ الَّتِي لاَ تَضْعُفُ وَالْكِبْرِيَاءُ الْعَظِيمُ الَّذِي لاَ يُوْصَفُ، وَالْعَظَمَةُ الْكَبِيرَةُ. فَحَوْلَ أَرْكَانِ عَرْشِكَ النُّورُ وَالْوَقَارُ قَبْلَ أَنْ تَخْلُقَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَانَ عَرْشُكَ عَلَى الْمَاءِ وَكُرْسِيُّكَ يَتَوَقَّدُ نُوراً، وَسُرَادِقُكَ سُرَادِقُ النُّورِ وَالْعَظَمَةِ وَالإِكْلِيلُ الْمُحِيطُ بِهِ هَيْكَلُ السُّلْطَانِ وَالْعِزَّةِ وَالْمِدْحَةِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْبَهَاءِ وَالنُّورِ وَالْحُسْنِ وَالْجَمَالِ وَالْعُلَى، وَالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْجَبَرُوتِ وَالسُّلْطَانِ وَالْقُدْرَةِ، وَأَنْتَ الْكَرِيمُ الْقَدِيرُ عَلَى جَمِيعِ مَا خَلَقْتَ، وَلاَ يَقْدِرُ شَيْءٌ قَدْرَكَ، وَلاَ يُضْعِفُ شَيْءٌ عَظَمَتَكَ، خَلَقْتَ مَا أَرَدْتَ بِمَشِيئَتِكَ، فَنَفَذَ فِيمَا خَلَقْتَ عِلْمُكَ، وَأَحَاطَ بِهِ خُبْرُكَ، وَأَتَى عَلَى ذلِكَ أَمْرُكَ، وَوَسِعَهُ حَوْلُكَ وَقُوَّتُكَ، وَلَكَ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ وَالأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَالأَمْثَالُ الْعُلْيَا وَالآلآءُ وَالْكِبْرِيَاءُ، ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَالْنِّعَمِ الْعِظَامِ، وَالْعِزَّةِ الَّتِي لاَ تُرَامُ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ خَاتَمِ النَّبِيّينَ الْمُقَفَّى عَلَى آثَارِهِمْ، وَالْمُحْتَجِّ بِهِ عَلَى أُمَمِهِمْ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى تَصْدِيقِهِمْ، وَالنَّاصِرِ لَهُمْ مِنْ ضَلالِ مَنِ ادَّعَى مِنْ غَيْرِهِمْ دَعْوَتَهُمْ،

ص: 56

وَسَارَ بِخِلافِ سِيرَتِهِمْ، صَلاَةً تُعَظِّمُ بِهَا نُوْرَهُ عَلَى نُورِهِمْ، وَتَزِيدُهُ بِهَا شَرَفاً عَلَى شَرَفِهِمْ، وَتُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ مَا بَلَّغَتْ نَبِيّاً مِنْهُمْ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، اللَّهُمَّ فَزِدْ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مَعَ كُلِّ فَضِيلَةٍ فَضِيلَةً، وَمَعَ كُلِّ كَرَامَةٍ كَرَامَةً، حَتَّى تُعَرِّفَ فَضِيلَتَهُ وَكَرَامَتَهُ أَهْلَ الْكَرَامَةِ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَبْ لَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِنَ الرِّفْعَةِ أَفْضَلَ الرِّفْعَةِ، وَمِنْ الرِّضَى أَفْضَلَ الرِّضَى، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ الْعُلْيَا وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ الْكُبْرَى، وَآتِهِ سُؤْلَهُ فِي الآخِرَةِ وَالأُوْلَى، آمِينَ إِلهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَكْبَرِ الْعَظِيمِ الْمَخْزُونِ الَّذِي تُفْتَحُ بِهِ أَبْوَابُ سَمَاوَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَيَسْتَوْجِبُ رِضْوَانَكَ الَّذِي تُحِبُّ وَتَهْوَى وَتَرْضَى عَمَّنْ دَعَاكَ بِهِ، وَحَقٌّ عَلَيْكَ أَلاَّ تَحْرِمَ بِهِ سَائِلَكَ وَبِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ الرُّوْحُ الأَمِينُ، وَالْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَالْحَفَظَةُ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ، وَأَنْبِيَاؤُكَ الْمُرْسَلُونَ، وَالأَخْيَارُ الْمُنْتَجَبُونَ، وَجَمِيعُ مَنْ فِي سَماوَاتِكَ وَأَقْطَارِ أَرْضِكَ وَالصُّفُوفُ حَوْلَ عَرْشِكَ تُقَدِّسُ لَكَ، أَنْ تُصَلّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَنْظُرَ فِي حَاجَتِي إِلَيْكَ وَأَنْ تَرْزُقَنِي نَعِيمَ الآخِرَةِ وَحُسْنَ ثَوَابِ أَهْلِهَا فِي دَارِ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ وَمَنَازِلِ الأَخْيَارِ فِي ظِلٍّ أَمِينٍ، فَإِنَّكَ أَنْتَ بَرَأْتَنِي، وَأَنْتَ تُعِيدُنِي، لَكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي، وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي، وَإِلَيْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَبِكَ وَثِقْتُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ دُعَاءَ ضَعِيفٍ مُضْطَرٍّ، وَرَحْمَتُكَ يَا رَبّ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنْ دُعَائِي، اللَّهُمَّ فَأْذَنِ اللَّيْلَةَ لِدُعَائِي أَنْ يَعْرُجَ إِلَيْكَ، وَأْذَنْ لِكَلاَمِي أَنْ يَلِجَ إِلَيْكَ، وَاصْرِفْ بَصَرَكَ عَنْ خَطِيئَتِي، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ

ص: 57

مُحَمَّدٍ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فَأَشْقَى، وَأَنْ أُغْوِيَ نَاسِكاً وَأَنْ أَعْمَلَ بِمَا لاَ تَهْوَى، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اللَّيْلَةَ أَفْضَلَ النَّصِيبِ فِي الأَْنْصِبَاءِ، وَأَتَمَّ النّعْمَةِ فِي النَّعْمَاءِ، وَأَفْضَلَ الشُّكْرِ فِي السَّرَّاءِ، وَأَحْسَنَ الصَّبْرِ فِي الضَّرَّاءِ، وَأَفْضَلَ الرُّجُوعِ إِلَى أَفْضَلِ دَارِ الْمَأْوَى، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَسْأَلُكَ الْمَحَبَّةَ لِمَحَابِّكَ، وَالْعِصْمَةَ لِمَحَارِمِكَ، وَالْوَجَلَ مِنْ خَشْيَتِكَ، وَالْخَشْيَةَ مِنْ عَذَابِكَ، وَالنَّجَاةَ مِنْ عِقَابِكَ، وَالرَّغْبَةَ فِي حُسْنِ ثَوَابِكَ، وَالْفِقْهَ فِي دِينِكَ وَالْفَهْمَ فِي كِتَابِكَ، وَالْقُنُوعَ بِرِزْقِكَ، وَالْوَرَعَ عَنْ مَحَارِمِكَ، وَالاِسْتِحْلاَلَ لِحَلاَلِكَ وَالتَّحْرِيمَ لِحَرَامِكَ، وَالاِنْتِهَاءَ عَنْ مَعَاصِيكَ وَالْحِفْظَ لِوَصِيَّتِكَ، وَالصّدْقَ بِوَعْدِكَ وَالْوَفَاءَ بِعَهْدِكَ، وَالاْعْتِصَامَ بِحَبْلِكَ وَالْوُقُوفَ عِنْدَ مَوْعِظَتِكَ، وَالاْزْدِجَارَ عِنْدَ زَوَاجِرَكَ، وَالاْصْطِبَارَ عَلَى عِبَادَتِكَ، وَالْعَمَلَ بِجَمِيعِ أَمْرِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِّيِين وَعَلَى عِتْرَتِهِ الْمَهْدِيّينَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

دُعاء يوم الثلاثاء:

دُعاء يوم الثلاثاء:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ حَقُّهُ كَما يَسْتَحِقُّهُ حَمْداً كَثِيراً، وَأَعُوْذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْباً إِلَى ذَنْبِي، وَأَحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ فَاجِرٍ وَسُلْطَانٍ جَائِرٍ وَعَدُوٍّ قَاهِرٍ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ فَإِنَّ جُنْدَكَ هُمُ الْغَالِبُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ فَإِنَّ حِزْبَكَ هُمُ

ص: 58

الْمُفْلِحُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيائِكَ فَإِنَّ أَوْلِياءَكَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي فَإِنَّهُ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي فَإِنَّهَا دَارُ مَقَرِّي، وَإِلَيْهَا مِنْ مُجَاوَرَةِ اللِّئَامِ مَفَرِّي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْوَفَاةَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَتَمَامِ عِدَّةِ الْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَأَصْحابِهِ الْمُنْتَجَبَينَ، وَهَبْ لِي فِي الثُّلاثَاءِ ثَلاثاً: لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلا غَمَّاً إِلاَّ أَذْهَبْتَهُ، وَلا عَدُوّاً إِلاَّ دَفَعْتَهُ، بِبِسْمِ اللّهِ خَيْرِ الأَسْمَاءِ، بِسْمِ اللّهِ رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّماءِ، أَسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ أَوَّلُهُ سَخَطُهُ، وَأَسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ أَوَّلُهُ رِضَاهُ، فَاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالْغُفْرَانِ يا وَلِيَّ الإِحْسانِ.

زيارة الإمام السجّاد والإمام الباقِر والإمام الصّادق عَلَيْهِمُ السَّلَامُ يوم الثلاثاء

زيارة الإمام السجّاد والإمام الباقِر والإمام الصّادق عَلَيْهِمْ السَّلَامُ في يومهم وهو يوم الثلاثاء

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خُزَّانَ عِلْمِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا تَراجِمَةَ وَحْيِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَئِمَّةَ الْهُدَى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَعْلامَ التُّقَى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلاَدَ رَسُولِ اللّهِ، أَنا عَارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ، مُعَادٍ لأَعْدائِكُمْ، مُوَالٍ لأَوْلِيائِكُمْ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكُمْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوالَى آخِرَهُمْ كَما تَوالَيْتُ أَوَّلَهُمْ، وَأَبْرَأُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُمْ، وَأَكْفُرُ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكُمْ يا مَوالِيَّ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْعابِدِينَ وَسُلالَةَ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا باقِرَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ

ص: 59

عَلَيْكَ يا صادِقاً مُصَدَّقاً فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، يا مَوالِيَّ هَذا يَوْمُكُمْ وَهُوَ يَوْمُ الثُّلاثاءِ، وَأَنا فِيهِ ضَيْفٌ لَكُمْ وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ فَأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِمَنْزِلَةِ اللّهِ عِنْدَكُمْ، وَآلِ بَيْتِكُمْ الطَّيِبِينَ الطَّاهِرِينَ.

تسبيح يوم الثلاثاء:

تسبيح يوم الثلاثاء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِي عُلُوِّهِ دَانٍ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِي دُنُوِّهِ عَالٍ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِي إِشْرَاقِهِ مُنِيرٌ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِي سُلْطَانِهِ قَوِيٌّ، سُبْحَانَ الْحَلِيمِ الْجَمِيلِ، سُبْحَانَ الْغَنِيِّ الْحَمِيدِ، سُبْحَانَ الْوَاسِعِ الْعَلِيِّ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى، سُبْحَانَ مَنْ يَكْشِفُ الضُّرَّ وَهُوَ الدَّائِمُ الصَّمَدُ الْفَرْدُ الْقَدِيمُ، سُبْحَانَ مَنْ عَلاَ فِي الْهَوَاءِ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الرَّفِيعِ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، سُبْحَانَ الدَّائِمِ الْبَاقِي الَّذِي لاَ يَزُولُ، سُبْحَانَ الَّذِي لاَ يَنْقُصُ خَزَائِنُهُ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَنْفَدُ مَا عِنْدَهُ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ تَبِيدُ مَعَالِمُهُ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يُشَاوِرُ فِي أَمْرِهِ أَحَداً، سُبْحَانَ مَنْ لاَ إِلهَ غَيْرُهُ، سُبْحَانَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ الشَّامِخِ الْمُبِينِ، سُبْحَانَ ذِي الْجَلالِ الْبَاذِخِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ ذِي الْجَلالِ الْفَاخِرِ الْقَدِيمِ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِي عُلُوِّهِ دَانٍ وَفِي دُنُوِّهِ عَالٍ وَفِي إِشْرَاقِهِ مُنِيرٌ وَفِي سُلْطَانِهِ قَوِيٌّ، وَفِي مُلْكِهِ دَائِمٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيّهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ.

عوذة يوم الثلاثاء :

عوذة يوم الثلاثاء من عوذ أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بِاللَّهِ الأَكْبَرِ رَبِّ السَّماوَاتِ الْقَائِمَاتِ بِلاَ عَمَدٍ، وَبِالَّذِي خَلَقَهَا فِي يَوْمَيْنِ {وَقَضَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ

ص: 60

أَمْرَهَا} وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا، وَجَعَلَ فِيهَا جِبَالاً أَوْتَاداً وَجَعَلَ فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً، وَأَنْشَأ السَّحَابَ وَسَخَّرَهُ وَأَجْرَى الْفُلْكَ، وَسَخَّرَ الْبَحْرَ وَجَعَلَ فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً مِنْ شَرِّ مَا يَكُونُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَعْقِدُ عَلَيْهِ الْقُلُوبُ وَتَرَاهُ الْعُيُونُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

عوذة أخرى ليوم الثلاثاء:

عوذة أخرى ليوم الثلاثاء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أُعِيذُ نَفْسِي بِرَبّيَ الأَكْبَرِ مِمّا يَخْفَى وَمَا يَظْهَرُ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ أُنْثى وَذَكَرٍ، وَمِنْ شَرِّ ما رَأَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، أَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الْجِنُّ إِنْ كُنْتُمْ سامِعِينَ مُطِيعِينَ، وَأَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الإِنْسُ وَالْجِنُّ بِالَّذِي دَانَتْ لَهُ الخَلاَئِقُ أَجْمَعُونَ وَخَتَمْتُ بِعِزَّةِ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَبِجِبْرائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَخاتَمِ سُلَيْمانَ بْنِ داوُدَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَخاتَمِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَعَلَيْهِمُ أَجْمَعِينَ.

صلاة يوم الثلاثاء:

صلاة يوم الثلاثاء:

عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الثلاثاء ستَّ ركعات يسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) وآية: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا

ص: 61

وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وسورة (الزلزلة) مرّةً واحدةً غفر اللّهُ له ذنوبه حتى يخرج منها كيومِ ولدته أمّه.

دعاء ليلة الأربعاء:

دعاء ليلة الأربعاء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ اللَّهُ الْغَنِيُّ الدَّائِمُ الْمَلِكُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ إِلهٌ لاَ تَخْتَرِمُ الأَنَامُ مُلْكَكَ، وَلاَ تُغَيّرُ الآثَامُ عِزَّكَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ وَلاَ رَبَّ سِوَاكَ، وَلاَ خَالِقَ غَيْرُكَ أَنْتَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ شَيْءٍ خَلْقُكَ، وَأَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ شَيْءٍ عَبْدُكَ، وَأَنْتَ إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ شَيْءٍ يَعْبُدُكَ وَيُسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَيَسْجُدُ لَكَ، فَسُبْحَانَكَ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ الْحُسْنَى كُلُّهَا إِلهاً مَعْبُوداً فِي جَلاَلِ عَظَمَتِكَ وَكِبْرِيَائِكَ، وَتَعَالَيْتَ مَلِكاً جَبَّاراً فِي وَقَارِ عِزَّةِ مُلْكِكَ وَتَقَدَّسْتَ رَبّاً مَنْعُوتاً فِي تَأْيِيدِ مَنَعَةِ سُلْطَانِكَ، وَارْتَفَعْتَ إِلهاً قَاهِراً فَوْقَ مَلَكُوتِ عَرْشِكَ وَعَلَوْتَ كُلَّ شَيّءٍ بِارْتِفَاعِكَ، وَأَنْفَذْتَ كُلَّ شَيْءٍ بَصَرَكَ، وَلَطُفَ بِكُلِّ شَيْءٍ خُبْرُكَ، وَأَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُكَ، وَوَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ حِفْظُكَ، وَحَفِظَ كُلَّ شَيْءٍ كِتَابُكَ، وَمَلأَ كُلَّ شَيْءٍ نُورُكَ، وَقَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ مُلْكُكَ، وَعَدَلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حُكْمُكَ، وَخَافَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ سَخَطِكَ، وَدَخَلَتْ فِي كُلِّ شَيْءٍ مَهَابَتُكَ، إِلهِي مِنْ مَخَافَتِكَ وَتَأْيِيدِكَ قَامَتِ السَّماوَات وَالأَرْضُ وَمَا فِيهِنَّ مِنْ شَيْءٍ، طَاعَةً لَكَ وَخَوْفاً مِنْ مَقَامِكَ وَخَشْيَتِكَ، فَتَقَارَّ كُلُّ شَيْءٍ فِي قَرَارِهِ، وَانْتَهَى كُلُّ شَيْءٍ إِلَى أَمْرِكَ، وَمِنْ شِدَّةِ جَبَرُوتِكَ وَعِزَّتِكَ انْقَادَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِكَ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ بِسُلْطَانِكَ وَمِنْ غِنَاكَ وَسَعَتِكَ إِفْتَقَرَ كُلُّ شَيْءٍ إِلَيْكَ، فَكُلُّ شَيْءٍ يَعِيشُ مِنْ رِزْقِكَ وَمِنْ عُلُوِّ مَكَانِكَ وَقُدْرَتِكَ عَلَوْتَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِكَ،

ص: 62

وَكُلُّ شَيْءٍ أَسْفَلَ مِنْكَ وَتَقْضِي فِيهِمْ بِحُكْمِكَ وَتَجْرِي الْمَقَادِيرُ فِيهِمْ بِمَشِيئَتِكَ، مَا قَدَّمْتَ مِنْهَا لَمْ يَسْبِقْكَ، وَمَا أَخَّرْتَ مِنْهَا لَمْ يُعْجِزْكَ، وَمَا أَمْضَيْتَ مِنْهَا أَمْضَيْتَهُ بِحُكْمِكَ وَعِلْمِكَ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَآثِرْهُ بِصَفْوِ كَرَامَتِكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ وَاخْصُصْهُ بِأَفْضَلِ الْفَضَايِلِ مِنْكَ، وَبَلِّغْ بِهِ أَفْضَلَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ وَأَشْرَفَ رَحْمَتِكَ فِي شَرَفِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالدَّرَجَةَ الْعُلْيَا مِنَ الأَعْلَيْنِ، اللَّهُمَّ بَلّغْ بِهِ الْوَسِيلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ فِي الرّفْعَةِ مِنْكَ بِالْفَضِيلَةِ، وَأَدِمْ بِأَفْضَلِ الْكَرَامَةِ زُلْفَةً حَتَّى تُتِمَّ النّعْمَةَ عَلَيْهِ، وَيَطُولَ ذِكْرُ الْخَلائِقِ لَهُ، وَاجْعَلْنَا مِنْ رُفَقَائِهِ عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ، مَعَ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ، آمِينَ إِلهَ الْحَقّ رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ عَلَى مُوْسَى فِي الأَلْوَاحِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى السَّماوَاتِ فَاسْتَقَلَّتْ، وَعَلَى الأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَعَلَى الْجِبَالِ فَأَرْسَتْ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نَبِيِّكَ، وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ، وَمُوْسَى نَجِيِّكَ، وَعِيسَى كَلِمَتِكَ وَرُوْحِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِتَوْرَاةِ مُوْسَى وَإِنْجِيلِ عِيسَى وَزَبُورِ دَاوُدَ وَفُرْقَانِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ، وَعَلَى جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ وَبِكُلِّ وَحْيٍ أَوْحَيْتَهُ وَقَضَاءٍ قَضَيْتَهُ، وَكِتَابٍ أَنْزَلْتَهُ، يَا إِلهَ الْحَقِّ الْمُبِينِ وَالنُّورِ الْمُنِيرِ، أَنْ تُتِمَّ النّعْمَةَ عَلَيَّ وَتُحْسِنَ لِيَ الْعَاقِبَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ أَتَقَلَّبُ فِي قَبْضَتِكَ غَيْرَ مُعْجِزٍ وَلاَ مُمْتَنِعٍ، عَجَزْتُ عَنْ نَفْسِي، وَعَجَزَ النَّاسُ عَنِّي، فَلا عَشِيرَةَ تَكْفِيَنِي، وَلاَ مَالَ يُفْدِينِي، وَلاَ عَمَلَ يُنْجِينِي، وَلاَ قُوَّةَ لِي فَأَنْتَصِرَ، وَلاَ أَنَا بَرِيءٌ مِنَ الذُّنُوبِ فَأَعْتَذِرَ،

ص: 63

وَعَظُمَ ذَنْبِي فَلْيَسَعْ عَفْوُكَ لِمَغْفِرَتِي اللَّيْلَةَ بِمَا وَأَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، وَارْزُقْنِي الْقُوَّةَ مَا أَبْقَيْتَنِي، وَالإِصْلاحَ مَا أَحْيَيْتَنِي، وَالْعَوْنَ عَلَى مَا حَمَّلْتَنِي، وَالصَّبْرَ عَلَى مَا أَبْلَيْتَنِي، وَالشُّكْرَ فِيمَا آتَيْتَنِي، وَالْبَرَكَةَ فِيمَا رَزَقْتَنِي. اللَّهُمَّ لَقّنِي حُجَّتِي يَوْمَ الْمَمَاتِ، وَلاَ تُرِنِي عَمَلِي حَسَرَاتٍ، وَلاَ تَفْضَحْنِي بِسَرِيرَتِي يَوْمَ أَلْقَاكَ، وَلاَ تُخْزِنِي بِسَيّئاتِي وَبِبَلائِكَ عِنْدَ قَضَائِكَ، وَأَصْلِحْ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَاجْعَلْ هَوَايَ فِي تَقْوَاكَ، وَاكْفِنِي هَوْلَ الْمُطَّلَعِ وَمَا أَهَمَّنِي، وَمَا لاَ يُهِمُّنِي مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي مِنْ أَمْرِ دِينِي وَآخِرَتِي، وَأَعِنِّي عَلَى مَا غَلَبَنِي وَمَا لَمْ يَغْلِبْنِي فَكُلُّ ذلِكَ بِيَدِكَ يَا رَبِّ، فَاكْفِنِي وَاهْدِنِي وَأَصْلِحْ بَالِي وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ وَعَرِّفْهَا لِي، وَأَلْحِقْنِي بِالَّذِينَ هُمْ خَيْرٌ مِنِّي وَارْزُقْنِي مُرَافَقَة النَّبِيّينَ وَالصِّدّيْقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً. أَنْتَ إِلهُ الْحَقِّ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً.

دُعاء يوم الأربعاء:

دُعاء يوم الأربعاء:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً، لَكَ الْحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً، حَمْداً دَائِماً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً وَلا يُحْصِي لَهُ الْخَلائِقُ عَدَداً، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ، وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ، وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ، وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ، وَعَافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ، وَعَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَيْتَ وَعَلَى الْمُلْكِ احْتَوَيْتَ. أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ

ص: 64

ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ، وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ، وَتَدَانَى فِي الدُّنْيا أَمَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ إِلَى رَحْمَتِكَ فَاقَتُهُ، وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ، وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ، وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيّبينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الأَرْبِعَاءِ أَرْبَعاً، اجْعَلْ قُوَّتِي فِي طَاعَتِكَ، وَنَشَاطِي فِي عِبَادَتِكَ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوابِكَ، وَزُهْدِي فِيمَا يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقَابِكَ، إِنَّكَ لَطِيفٌ لِمَا تَشَاءُ.

زيارة الإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي عَلَيْهِمُ السَّلَامُ يوم الأربعاء

زيارة الإمام الكاظم والإمام الرِّضا والإمام الجواد والإمام الهادي عَلَيْهِمْ السَّلَامُ في يومهم وهو يوم الأربعاء

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلِياءَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا حُجَجَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا نُورَ اللّهِ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى آلِ بَيْتِكُمُ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي، لَقَدْ عَبَدْتُمُ اللّهَ مُخْلِصِينَ، وَجاهَدْتُمْ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى أَتاكُمُ الْيَقِينُ، فَلَعَنَ اللّهُ أَعْداءَكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللّهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، يا مَوْلايَ يا أَبا إِبْراهِيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، يا مَوْلايَ يا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى، يا مَوْلايَ يا أَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، يا مَوْلايَ يا أَبا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَنَا مَوْلَىً لَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ، مُتَضَيِّفٌ بِكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذا وَهُوَ يَوْمُ الأَرْبِعاءِ، وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ فَأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِآلِ بَيْتِكُمْ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

ص: 65

تسبيح يوم الأربعاء:

تسبيح يوم الأربعاء:

سُبْحَانَ مَنْ تُسَبِّحُ لَهُ الأَنْعَامُ بِأَصْوَاتِهَا، يَقُولُونَ سُبُّوحاً قُدُّوساً، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَقّ الْمُبِينِ، سُبْحَانَ مَنْ تُسَبِّحُ لَهُ الْبِحَارُ بِأَمْوَاجِهَا، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، سُبْحَانَ مَنْ تُسَبِّحُ لَهُ السَّماوَاتُ بِأَصْوَاتِهَا، سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَحْمُودِ فِي كُلِّ مَقَالَةٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي يُسَبِّحُ لَهُ الْكُرْسِيُّ وَمَا حَوْلَهُ وَمَا تَحْتَهُ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ الَّذِي مَلأَ كُرْسِيُّهُ السَّماوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ، سُبْحَانَ اللَّهِ بِعَدَدِ مَا سَبَّحَهُ الْمُسَبّحُونَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بِعَدَدِ مَا حَمَدَهُ الْحَامِدُونَ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ بِعَدَدِ مَا هَلَّلَهُ الْمُهَلِّلُونَ، وَ اللَّهُ أَكْبَرُ بِعَدَدِ مَا كَبَّرَهُ الْمُكَبِّرُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِعَدَدِ مَا اسْتَغْفَرَهُ الْمُسْتَغْفِرُونَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ بِعَدَدِ مَا مَجَّدَهُ الْمُمَجِّدُونَ، وَبِعَدَدِ مَا قَالَهُ الْقَائِلُونَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَا صَلَّى عَلَيْهِ الْمُصَلُّونَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ الدَّوَابُّ فِي مَرْعَاهَا وَالْوُحُوشُ فِي مَضَانِّهَا وَالسِّبَاعُ فِي فَلَوَاتِهَا، وَالطَّيْرُ فِي وُكُورِهَا، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ الْبِحَارُ فِي أَمْوَاجِهَا، وَالْحِيتَانُ فِي مِيَاهِهَا وَالْمِيَاهُ فِي مَجَارِيهَا، وَالْهَوَامُّ فِي أَمَاكِنِهَا، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْجَوَادُ الَّذِي لاَ يَبْخَلُ، الْغَنِيُّ الَّذِي لاَ يُعْدَمُ، الْجَدِيدُ الَّذِي لاَ يَبْلَى، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَسَرْبَلَ بِالْبَقَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَفْنَى، الْعَزِيزِ الَّذِي لاَ يُذَلُّ، الْمَلِكُ الَّذِي لاَ يَزُولُ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَائِمُ الَّذِي لاَ يَعْيَا، الدَّائِمُ الَّذِي لاَ يَبِيدُ، الْعَالِمُ الَّذِي لاَ يَرْتَابُ، الْبَصِيرُ الَّذِي لاَ يَضِلُّ، الْحَلِيمُ الَّذِي لاَ يَجْهَلُ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَكِيمُ الَّذِي لاَ يَحِيفُ، الرَّقِيبُ الَّذِي لاَ يَسْهُو، الْمُحِيطُ الَّذِي لاَ يَلْهُو

ص: 66

الشَّاهِدُ الَّذِي لاَ يَغِيبُ سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَوِيُّ الَّذِي لاَ يُرَامُ، الْعَزِيزُ الَّذِي لاَ يُضَامُ، السُّلْطَانُ الَّذِي لاَ يُغْلَبُ، الْمُدْرِكُ الَّذِي لاَ يُدْرَكُ، الطَّالِبُ الَّذِي لاَ يَعْجَزُ.

عوذة يوم الأربعاء :

عوذة يوم الأربعاء من عوذ أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بِالأَحَدِ الصَّمَدِ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ ابْنِ قِتْرَةَ وَمَا وَلَدَ، أَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الأَعْلَى مِنْ شَرِّ مَا رَأَتْ عَيْنِي وَمَا لَمْ تَرَهُ، أَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الْفَرْدِ الْكَبِيرِ الأَعْلَى مِنْ شَرِّ مَنْ أَرَادَنِي بِأَمْرٍ عَسِيرٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْنِي فِي جَوَارِكَ وَحِصْنِكَ الْحَصِينِ، الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْقَهَّارِ السَّلامِ الْمُؤْمِنِ الْمُهَيْمِنِ الْغَفَّارِ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ، هُوَ اللَّهُ هُوَ اللَّهُ هُوَ اللَّهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ. مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً دَائِماً.

عوذة أخرى ليوم الأربعاء:

عوذة أخرى ليوم الأربعاء:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أُعِيذُ نَفْسِي بِاللَّهِ الأَكْبَرِ الأَكْبَرِ الأَكْبَرِ رَبِّ السَّماواتِ الْقائِماتِ بِلا عَمَدٍ، وَبِاللَّهِ خَالِقِها فِي يَوْمَيْنِ وَخَالِقِ الأَرَضِ فِي يَوْمَيْنِ وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها، وَجَعَلَ فِيها جِبالاً أَوْتاداً وَفِجَاجَاً سُبُلاً، وَأَنْشَأَ السَّحَابَ وَأَجْرَى الْفُلْكَ وَسَخَّرَ الْبَحْرَيْنِ، وَجَعَلَ فِي الأَرْضِ رَواسِيَ وَأَنْهاراً فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامِ سَوَاءً للسَّائِلِينَ، مِنْ شَرِّ ما يَكُونُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَتَعْقِدُ عَلَيْهِ الْقُلُوبُ وَشِرَارِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، كَفانَا اللَّهُ كَفانَا اللَّهُ كَفانَا اللَّهُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ.

ص: 67

صلاة يوم الأربعاء:

صلاة يوم الأربعاء:

عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الأربعاء أربع ركعات يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة(التوحيد) مرّة، وسورة (القدر) مرّة تاب اللّهُ عليه من كلِّ ذنب وزوّجهُ بزوجة من الحور العين.

دعاء ليلة الخميس:

دعاء ليلة الخميس:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الَّذِي بِكَلِمَتِكَ خَلَقْتَ جَمِيعَ خَلْقِكَ، فَكُلُّ مَشِيئَتِكَ أَتَتْكَ بِلا لُغُوبٍ، وَأَثْبَتَّ مَشِيئَتَكَ وَلَمْ تَأَنَّ فِيهَا لِمَؤُونَةٍ وَلَمْ تَنْصَبْ فِيهَا لِمَشَقَّةٍ وَكَانَ عَرْشُكَ عَلَى الْمَاءِ وَالظُّلْمَةُ عَلَى الْهَوَاءِ، وَالْمَلائِكَةُ يَحْمِلُونَ عَرْشَكَ عَرْشَ النُّورِ وَالْكَرَامَةِ، وَيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِكَ، وَالْخَلْقُ مُطِيعٌ لَكَ خَاشِعٌ مِنْ خَوْفِكَ لاَ يُرَى فِيهِ نُورٌ إِلاَّ نُورُكَ، وَلاَ يُسْمَعُ فِيهِ صَوْتٌ إِلاَّ صَوْتُكَ، حَقِيقٌ بِمَا لاَ يَحِقُّ إِلاَّ لَكَ خَالِقُ الْخَلْقِ وَمُبْتَدِعُهُ، تَوَحَّدْتَ بِأَمْرِكَ وَتَفَرَّدْتَ بِمُلْكِكَ وَتَعَظَّمْتَ بِكِبْرِيَائِكَ، وَتَعَزَّزْتَ بِجَبَرُوتِكَ، وَتَسَلَّطْتَ بِقُوَّتِكَ وَتَعَالَيْتَ بِقُدْرَتِكَ، فَأَنْتَ بِالنَّظَرِ الأَعْلَى فَوْقَ السَّماوَاتِ الْعُلَى، كَيْفَ لاَ يَقْصُرُ دُونَكَ عِلْمُ الْعُلَمَاءِ وَلَكَ الْعِزَّةُ، أَحْصَيْتَ خَلْقَكَ وَمَقَادِيرَكَ لِمَا جَلَّ مِنْ جَلاَلِ مَا جَلَّ مِنْ ذِكْرِكَ، وَلِمَا ارْتَفَعَ مِنْ رَفِيعِ مَا ارْتَفَعَ مِنْ كُرْسِيِّكَ، عَلَوْتَ عَلَى عُلُوِّ مَا اسْتَعْلَى مِنْ مَكَانِكَ، كُنْتَ قَبْلَ جَمِيعِ خَلْقِكَ لاَ يَقْدِرُ الْقَادِرُونَ قَدْرَكَ، وَلاَ يَصِفُ الْوَاصِفُونَ أَمْرَكَ، رَفِيعُ الْبُنْيَانِ مُضِيءُ الْبُرْهَانِ عَظِيمُ الْجَلاَلِ قَدِيمُ الْمَجْدِ مُحِيطُ الْعِلْمِ لَطِيفُ الْخَيْرِ حَكِيمُ الأَمْرِ، أَحْكَمَ الأَمْرَ صُنْعُكَ وَقَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ سُلْطَانُكَ، وَتَوَلَّيْتَ الْعَظَمَةَ بِعِزَّةِ مُلْكِكَ وَالْكِبْرِيَاءَ بِعِظَمِ

ص: 68

جَلاَلِكَ، ثُمَّ دَبَّرْتَ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا بِحُكْمِكَ وَأَحْصَيْتَ أَمْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ كُلِّهَا بِعِلْمِكَ، وَكَانَ الْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ بِيَدِكَ، وَضَرَعَ كُلُّ شَيْءٍ إِلَيْكَ وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِكَ، وَانْقَادَ كُلُّ شَيْءٍ لِطَاعَتِكَ، فَتَقَدَّسْتَ رَبَّنَا وَتَقَدَّسَ اسْمُكَ وَتَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَى ذِكْرُكَ وَبِقُدْرَتِكَ عَلَى خَلْقِكَ وَلُطْفِكَ فِي أَمْرِكَ لاَ يَعْزُبُ عَنْكَ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلاَ أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ، فَسُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيّكَ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ بُيُوتَاتِ الْمُسْلِمِينَ، صَلاَةً تُبَيِّضُ بِهَا وَجْهَهُ وَتُقِرُّ بِهَا عَيْنَهُ وَتُزَيّنُ بِهَا مَقَامَهُ وَتَجْعَلُهُ خَطِيباً بِمَحَامِدِكَ، مَا قَالَ صَدَّقْتَهُ، وَمَا سَأَلَ أَعْطَيْتَهُ، وَلِمَنْ شَفَعَ شَفَّعْتَهُ، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ عَطَائِكَ عَطَاءً تَامّاً، وَقِسْماً وَافِياً، وَنَصِيباً جَزِيلاً، وَاسْماً عَالِياً عَلَى النَّبِيّينَ وَالصّدّيْقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلئِكَ رَفِيقاً، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا ذُكِرَ اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُكَ، وَتَهَلَّلَ لَهُ نُوْرُكَ، وَاسْتَبْشَرَتْ لَهُ مَلائِكَتُكَ، وَالَّذِي إِذَا ذُكِرَ تَضَعْضَعَتْ لَهُ السَّماوَاتُ وَالأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ، وَالَّذِي إِذَا ذُكِرَ تَفَتَّحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأَشْرَقَتْ لَهُ الأَرْضُ، وَسَبَّحَتْ لَهُ الْجِبَالُ، وَالَّذِي إِذَا ذُكِرَ تَصَدَّعَتْ لَهُ الأَرْضُ وَقَدَّسَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ وَالإِنْسُ، وَتَفَجَرَّتْ لَهُ الأَنْهَارُ، وَالَّذِي إِذَا ذُكِرَ ارْتَعَدَتْ مِنْهُ النُّفُوسُ وَوَجِلَتْ مِنْهُ الْقُلُوبُ وَخَشَعَتْ لَهُ الأَصْوَاتُ، أَنْ تَغْفِرَ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً، وَارْزُقْنِي ثَوَابَ طَاعَتِهِمَا وَمَرْضَاتِهِمَا وَعَرِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمَا فِي

ص: 69

جَنَّتِكَ، أَسْأَلُكَ لِي وَلَهُمَا الأَجْرَ فِي الآخِرَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالْعَفْوَ يَوْمَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعُ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَشَوْقاً إِلَى لِقَائِكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ لِيَ الْخَيْرَ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الإِسْلامَ مُنْتَهَى رِضَايَ، وَاجْعَلِ البِرَّ أَكْبَرَ أَخْلاَقِي، وَالتَّقْوَى زَادِي، وَارْزُقْنِي الظَّفَرَ بِالْخَيْرِ لِنَفْسِي، وَأَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَبَارِكْ لِي فِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا بَلاَغِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادِي، وَاجْعَلْ دُنْيَايَ زِيَادَةً فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلْ آخِرَتِي عَافِيَةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَهَيّىءْ لِيَ الإِنَابَةَ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالتَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالاْسْتِعْدَادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِي، اللَّهُمَّ لاَ تَأْخُذْنِي بَغْتَةً، وَلاَ تَقْتُلْنِي فَجْأَةً، وَلاَ تُعَجّلْنِي عَنْ حَقٍّ وَلاَ تَسْلُبْنِيهِ، وَعَافِنِي مِنْ مُمَارَسَةِ الذُّنُّوبِ بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ مِنَ الأَسْقَامِ المُذْوِيَّةِ بِالْعَفْوِ وَالْعَافِيَةِ، وَتَوَفَّ نَفْسِي آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَاضِيَةً بِمَا لَهَا، مَرْضِيَّةً لَيْسَ عَلَيْهَا خَوْفٌ وَلاَ حُزْنٌ وَلاَ جَزَعٌ وَلاَ فَزَعٌ وَلاَ وَجَلٌ وَلاَ مَقْتٌ مِنْكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الْحُسْنَى وَهُمْ عَنِ النَّارِ مُبْعَدُونَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَنْ أَرَادَنِي بِحُسْنٍ فَأَعِنْهُ عَلَيْهِ وَيَسِّرْهُ لِي، فَإِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ أَوْ حَسَدٍ أَوْ بَغْيٍ عَدَاوَةً وَظُلْماً، فَإِنِّي أَدْرَؤُكَ فِي نَحْرِهِ، وَأَسْتَعِينُ بِكَ عَلَيْهِ فَاكْفِنِيهِ بِمَا شِئْتَ، وَاشْغَلْهُ عَنِّي بِمَا شِئْتَ، فَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَمِنْ مُغَاوِيهِ وَاعْتِرَاضِهِ وَفَزَعِهِ وَوَسْوَسَتِهِ، اللَّهُمَّ فَلاَ

ص: 70

تَجْعَلْ لَهُ عَلَيَّ سُلْطَاناً وَلاَ تَجْعَلْ لَهُ عَلَيَّ سَبِيلاً، وَلاَ تَجْعَلْ لَهُ فِي مَالِي وَوَلَدِي شِرْكاً وَلاَ نَصِيباً، وَبَاعِدْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ حَتَّى لاَ يُفْسِدَ شَيْئاً مِنْ طَاعَتِكَ عَلَيْنَا، وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ عِنْدَنَا بِمَرْضَاتِكَ عَنَّا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

دُعاء يوم الخميس:

دُعاء يوم الخميس:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِماً بِقُدْرَتِهِ، وَجَاءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسَانِي ضِياءَهُ وَأَنَا فِي نِعْمَتِهِ، اللَّهُمَّ فَكَمَا أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لأَمْثَالِهِ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلاَ تَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ بِارْتِكَابِ الْمَحَارِمِ وَاكْتِسَابِ الْمَآثِمِ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَخَيْرَ ما فِيهِ وَخَيْرَ ما بَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَشَرَّ ما فِيهِ وَشَرَّ ما بَعْدَهُ، اللَّهُمَّ إِنِّي بِذِمَّةِ الإِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللَّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِها قَضَاءَ حَاجَتِي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الْخَمِيسِ خَمْساً لا يَتَّسِعُ لَها إِلاَّ كَرَمُكَ وَلا يُطِيقُها إِلاَّ نِعَمُكَ سَلامَةً أَقْوَى بِها عَلَى طَاعَتِكَ، وَعِبَادَةً أَسْتَحِقُّ بِها جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسَعَةً فِي الْحَالِ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ، وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَوَاقِفِ الْخَوْفِ بِأَمْنِكَ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوَارِقِ الْهُمُومِ وَالْغُمُومِ فِي حِصْنِكَ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شَافِعاً يَوْمَ الْقِيامَةِ نَافِعاً، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

ص: 71

زيارة الإمام الحسن العسكريّ عَلَيْهِ السَّلَامُ يوم الخميس

زيارة الإمام الحَسَنِ العسكَريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ في يومه وهو يوم الخميس

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللّهِ وَخالِصَتَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثَ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةَ رَبِّ الْعالَمِينَ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، يا مَوْلايَ يا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ، أَنا مَوْلَىً لَكَ وَلآِلِ بَيْتِكَ، وَهَذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَأَنا ضَيْفُكَ فِيهِ وَمُسْتَجِيرٌ بِكَ فِيهِ، فَأَحْسِنْ ضِيافَتِي وَإِجارَتِي بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

تسبيح يوم الخميس:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْوَاسِعُ الَّذِي لاَ يَضِيقُ، الْبَصِيرُ الَّذِي لاَ يَضِلُّ، النُّورُ الَّذِي لاَ يَخْمَدُ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ، الْقَيُّومُ الَّذِي لاَ يَهِنُ، الصَّمَدُ الَّذِي لاَ يُطْعَمْ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَأَعَزَّ سُلْطَانَكَ وَأَعْلَى مَكَانَكَ وَأَشْمَخَ مُلْكَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَبَرَّكَ وَأَرْحَمَكَ وَأَحْلَمَكَ وَأَعْظَمَكَ وَأَعْلَمَكَ وَأَسْمَحَكَ وَأَجَلَّكَ وَأَكْرَمَكَ وَأَعَزَّكَ وَأَعْلاَكَ وَأَقْوَاكَ وَأَسْمَعَكَ وَأَبْصَرَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَكْرَمَ عَفْوَكَ وَأَعْظَمَ تَجَاوُزَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَوْسَعَ رَحْمَتَكَ وَأَكْثَرَ فَضْلَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَنْعَمَ آلاءَكَ وَأَسْبَغَ نَعْمَاءَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَفْضَلَ ثَوَابَكَ وَأَجْزَلَ عَطَاءَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَوْسَعَ حُجَّتَكَ وَأَوْضَحَ بُرْهَانَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ

ص: 72

مَا أَشَدَّ أَخْذَكَ وَأَوْجَعَ عِقَابَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَاأَشَدَّ مَكْرَكَ وَأَمْتَنَ كَيْدَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبّحُ لَكَ السَّماوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَرِيبُ فِي عُلُوِّكَ الْمُتَعَالِي فِي دُنُوِّكَ الْمُتَدَانِي دُوْنَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَرِيبُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالدَّائِمُ مَعَ كُلِّ شَيْءٍ وَالْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تَصَاغَرَ كُلُّ شَيْءٍ لِجَبَرُوْتِكَ، وَانْقَادَ كُلُّ شَيْءٍ لِسُلْطَانِكَ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِكَ، وَخَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِكَ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَلَكْتَ الْمُلُوكَ بِعَظَمَتِكَ، وَقَهَرْتَ الْجَبَابِرَةَ بِقُدْرَتِكَ، وَذَلَّلْتَ الْعُظَمَاءَ بِعِزَّتِكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تَسْبِيحاً يَفْضُلُ عَلَى تَسْبِيحِ الْمُسَبّحِينَ كُلِّهِمْ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ، وَمِلْءَ السَّمَواتِ وَالأَرَضِينَ، وَمِلْءَ مَا خَلَقْتَ وَمِلْءَ مَا قَدَّرْتَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ السَّماوَاتُ بِأَقْطَارِهَا، وَالشَّمْسُ فِي مَجَارِيهَا، وَالْقَمَرُ فِي مَنَازِلِهِ، وَالنُّجُومُ فِي سَيَرَانِهَا، وَالْفَلَكُ فِي مَعَارِجِهِ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ يُسَبّحُ لَكَ النَّهَارُ بُضَوْئِهِ، وَاللَّيْلُ بِدُجَاهُ، وَالنُّورُ بِشُعَاعِهِ، وَالظُّلْمَةُ بِغُمُوْضِهَا، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبّحُ لَكَ الرّيَاحُ فِي مَهَبِّهَا، وَالسَّحَابُ فِي أَمْطَارِهَا، وَالْبَرْقُ بِأَخْطَافِهِ، وَالرَّعْدُ بِأَرْزَامِهِ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ الأَرْضُ بِأَقْوَاتِهَا، وَالْجِبَالُ بِأَطْوَارِهَا، وَالأَشْجَارُ بِأَوْرَاقِهَا، وَالْمَرَاعِي فِي مَنَابِتِهَا، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، عَدَدَ مَا سَبَّحَكَ مِنْ شَيْءٍ وَكَمَا تُحِبُّ يَارَبِّ أَنْ تُحْمَدَ وَكَمَا يَنْبَغِي لِعَظَمَتِكَ وَكِبْرِيَائِكَ

ص: 73

وَعِزِّكَ وَقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيّينَ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ.

عوذة يوم الخميس :

عوذة يوم الخميس من عوذ أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بَرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ وَقَائِمٍ وَقَاعِدٍ، وَعَدُوٍّ وَحَاسِدٍ وَمُعَانِدٍ، وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهّرَكُمْ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْسَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ الأَقْدَامَ، ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ، وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً، الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبُّكُمْ وَرَحْمَةٌ، وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَلاَ غَالِبَ إِلاَّ اللَّهُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَأَعُوذُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ وَأَعُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

عوذة أخرى ليوم الخميس:

عوذة أخرى ليوم الخميس:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بِقُدْرَةِ اللَّهِ وَعِزَّةِ اللَّهِ وَعَظَمَةِ اللَّهِ وَسُلْطَانِ اللَّهِ وَجَلاَلِ اللَّهِ وَكَمَالِ اللَّهِ، وَبجَمْعِ اللَّهِ وَبِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ الطَّيّبِينَ، وَبِوُلاَةِ أَمْرِ اللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَأَحْذَرُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيّ الْعَظِيمِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.

ص: 74

صلاة يوم الخميس:

صلاة يوم الخميس:

عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الخميس عشر ركعات يسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة وسورة (التوحيد) عشراً قالت له الملائكة سَلْ تُعْطَ.

دعاء ليلة الجمعة:

دعاء ليلة الجمعة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا كُنْتَ وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ تَكُونُ حينَ لا يَكُونُ غَيْرَكَ شَيْءٌ لا يَعْلَمُ أَحَدٌ كُنْهَ عِزَّتِكَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَنْعَتَ عَظَمَتَكَ، وَلاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ أَيْنَ مُسْتَقَرُّكَ، أَنْتَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ وَرَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَمامَ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَعَ كُلِّ شَيْءٍ، خَلَقْتَ يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ الْعِزَّةَ لِوَجْهِكَ، وَأَخْلَصْتَ الْكِبْرِياءَ وَالْعَظَمَةَ لِنَفْسِكَ، وَخَلَقْتَ الْقُوَّةَ وَالْقُدْرَةَ لِسُلْطَانِكَ، فَسُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى عَظَمَةِ مُلْكِكَ وَجَلالِ وَجْهِكَ الّذِي مَلأَ نُورُهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَهُوَ حَيْثُ لا يَراهُ شَيْءٌ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ. فَسُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ تَسَلّطْتَ فَلاَ أَحَدٌ مِنَ الْعِبادِ يَحُدُّ وَصْفَكَ، تَسَلَّطْتَ بِعِزَّتِكَ وَتَعَزَّزْتَ بِجَبَرُوتِكَ، وَتَجَبَّرْتَ بِكِبْرِيائِكَ، وَتَكَبَّرْتَ بِمُلْكِكَ، وَتَمَلّكْتَ بِقُدْرَتِكَ، وَقَدَرْتَ بِقُوَّتِكَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ الْعِبادِ وَصْفَكَ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ قَدْرَكَ، وَلاَ يَسْبِقُ أَحَدٌ مِنْ قَضَائِكَ، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى جَلالِ وَجْهِكَ، وَعَظَمَةِ مُلْكِكَ الّذِي بِهِ قامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، مَلأَتَ كُلَّ شَيْءٍ عَظَمَةً، وَخَلَقْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِقُدْرَةٍ، وَأَحَطْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، وَأَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً، وَحَفِظْتَ كُلَّ شَيْءٍ كِتاباً، وَوَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ

ص: 75

رَحْمَةً، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَسُبْحَانَكَ رَبَّنا وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى عِزَّةِ سُلْطَانِكَ الّذِي خَشَعَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَشْفَقَ مِنْهُ كُلُّ عِبَادِكَ، وَخَضَعَتْ لَهُ كُلُّ خَليقَتِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدِ وَاجْزِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَأَفْضَلَ مَا أَنْتَ جَازٍ أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِكَ عَلَى حِفْظِهِ دينَكَ، وَإبْلاغِهِ وَاتّباعِهِ وَصِيَّتَكَ وَأَمْرَكَ حَتّى تُشَرِّفَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ بِتَفْضِيلِكَ إيَّاهُ عَلَى جَمِيعِ رُسُلِكَ يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ، اللَّهُمَّ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنَا بِمَا انْتَجَبْتَ بِهِ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَهَدَيْتَنَا بِمَا بَعَثْتَهُ، وَبَصَّرْتَنا بِمَا أَوْصَيْتَهُ مِنَ الْعَمَلِ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، وَاجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَأَفْضَلَ ما جَزَيْتَ نَبِيَّاً مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ، وَأَنْ تَجْمَعَ لِي بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إنَّكَ ذُو فَضْلٍ كَرِيمٍ يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ.

دُعاء يوم الجمعة:

دُعاء يوم الجمعة:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الأَوَّلِ قَبْلَ الإِنْشاءِ وَالإِحْياءِ، وَالآخِرِ بَعْدَ فَنَاءِ الأَشْياءِ، الْعَلِيمِ الَّذِي لا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ، وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَهُ، وَلا يَخِيبُ مَنْ دَعَاهُ، وَلا يَقْطَعُ رَجَاءَ مَنْ رَجَاهُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً، وَأُشْهِدُ جَمِيعَ مَلائِكَتِكَ وَسُكَّانَ سَماواتِكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَنْشَأْتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَلا عَدِيلَ، وَلا خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلا تَبْدِيلَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أَدَّى ما حَمَّلْتَهُ إِلَى الْعِبادِ، وَجَاهَدَ فِي اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْجِهادِ، وَأَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوابِ، وَأَنْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ الْعِقَابِ، اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلَى

ص: 76

دِينِكَ ما أَحَيَيْتَنِي، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ، وَوَفِّقْنِي لأَدَاءِ فَرْضِ الْجُمُعَاتِ وَمَا أَوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيهَا مِنَ الطَّاعَاتِ، وَقَسَمْتَ لأَهْلِهَا مِنَ الْعَطاءِ فِي يَوْمِ الْجَزَاءِ، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.

زيارة الإمام العصر الزَّمان (عجّل الله فرجهِ)يوم الجمعة

زيارة الإمام صاحِب الزَّمان (عجّل الله فرجهِ)في يومه وهو يوم الجمعة

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللّهِ الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ الْمُهْتَدُونَ، وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْمُهَذَّبُ الْخائِفُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْوَلِيُّ النَّاصِحُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ عَجَّلَ اللّهُ لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الأَمْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، أَنَا مَوْلاكَ عارِفٌ بِأُولاَكَ وَأُخْرَاكَ، أَتَقَرَّبُ إِلَى اللّهِ تَعالَى بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ، وَأَنْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلَى يَدَيْكَ، وَأَسْأَلُ اللّهَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ لَكَ وَالتَّابِعِينَ وَالنَّاصِرِينَ لَكَ عَلَى أَعْدائِكَ، وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْكَ فِي جُمْلَةِ أَوْلِيائِكَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ، هَذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ، وَالْفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى يَدَيْكَ، وَقَتْلُ الْكافِرِينَ بِسَيْفِكَ، وَأَنا يا مَوْلايَ فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ، وَأَنْتَ يا مَوْلايَ كَرِيمٌ

ص: 77

مِنْ أَوْلادِ الْكِرامِ، وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالإِجارَةِ، فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي صَلَواتُ اللَّه عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ.

تسبيح يوم الجمعة:

تسبيح يوم الجمعة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَالْوَقَارَ وَتَأَزَّرَ وَفَازَ بِهِ، سُبْحَانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالْمَجْدِ وَتَكَرَّمَ بِهِ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاَّ لَهُ، سُبْحَانَ مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ بِعِلْمِهِ، سُبْحَانَ ذِي الطَّوْلِ وَالْفَضْلِ، سُبْحَانَ ذِي الْمَنِّ وَالنِّعَمِ، سُبْحَانَ ذِي الْقُدْرَةِ وَالْكَرَمِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزّمِنْ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ، وَذِكْرِكَ الأَعْلَى، وَبِكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ وَتَمَّتْ كَلِمَاتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً، لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، أَسْأَلُكَ بِمَا لاَ يَعْدِلُهُ شَيْءٌ مِنْ مَسَائِلِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَأَنْ تُوَسِّعَ عَلَيَّ رِزْقِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الْحَلِيمِ، سُبْحَانَ الْحَلِيمِ الْكَرِيمِ، سُبْحَانَ الْبَاعِثِ الْوَارِثِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمُ، سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

عوذة يوم الجمعة :

عوذة يوم الجمعة من عوذ أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ وَالنَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، وَقَاهِرَ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَالأَرَضِينَ وَخَالِقَ كُلِّ شَيْءٍ وَمَالِكَهُ، كُفَّ عَنِّي بَأْسَ أَعْدَائِنَا

ص: 78

وَمَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنّ وَالإِنْسِ، وَاعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ وَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ حِجَاباً وَحَرَساً وَمَدْفَعاً، إِنَّكَ رَبُّنَا وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ لَنَا إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْهِ أَنَبْنَا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، رَبَّنَا وَعَافِنَا مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، رَبَّ الْعَالَمِينَ وَإِلهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وَأَوْلِيَائِكَ، وَخُصَّ مُحَمَّداً وَآلَهُ بِأَتَمِّ ذلِكَ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلّيِّ الْعَظِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ أُؤْمِنُ بِاللَّهِ، وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ وَ بِاللَّهِ أَعْتَصِمُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَجِيرُ، وَبِعِزَّةِ اللَّهِ وَمَنَعَتِهِ أَمْتَنِعُ مِنْ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالْجِنّ، وَمِنْ رَجِلِهِمْ وَخَيْلِهِمْ وَرَكْضِهِمْ وَعَطْفِهِمْ وَرَجْعَتِهِمْ وَكَيْدِهِمْ وَشَرِّهِمْ وَشَرِّ مَا يَأْتُونَ بِهِ تَحْتَ اللَّيْلِ وَتَحْتَ النَّهَارِ، مِنَ الْبُعْدِ وَالْقُرْبِ وَمِنْ شَرِّ الْغَائِبِ وَالْحَاضِرِ وَالشَّاهِدِ وَالزَّاهِرِ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً، أَعْمَى وَبَصِيراً، وَمِنْ شَرِّ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَمِنْ شَرِّ نَفْسِي وَوَسْوَسَتِهَا، وَمِنْ شَرِّ الدَّنَاهِشِ وَالْحِسِّ وَاللَّمْسِ وَاللَّبْسِ، وَمِنْ عَيْنِ الْجِنّ وَالإِنْسِ، وَبِالاْسْمِ الَّذِي اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ بِلْقِيسَ، وَأُعِيذُ دِينِي وَنَفْسِي وَجَمِيعَ مَا تَحُوطُهُ عِنَايَتِي مِنْ شَرِّ كُلِّ صُوْرَةٍ وَخَيَالٍ أَوْ بَيَاضٍ أَوْ سَوَادٍ، أَوْ تِمْثَالٍ أَوْ مُعَاهِدٍ أَوْ غَيْرِ مُعَاهِدٍ، مِمَّنْ سَكَنَ الْهَوَاءَ وَالسَّحَابَ وَالظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ وَالظّلَّ وَالْحَرُورَ، وَالْبَرَّ وَالْبُحُورَ وَالسَّهْلَ وَالْوُعُورَ، وَالْخَرَابَ وَالْعُمْرَانَ، وَالآكَامَ وَالآجَامَ، وَالْمَغَائِضَ وَالْكَنَائِسَ، وَالنَّوايِسَ وَالْفَلَوَاتِ وَالجَبَّانَاتِ، وَمِنَ الصَّادِرِينَ وَالْوَارِدِينَ مِمَّنْ يَبْدُو بِاللَّيْلِ وَيَنْتَشِرُ بِالنَّهَارِ، وَبِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ وَالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، وَالْمُرِيبِينَ

ص: 79

وَالأَسَامِرَةِ وَالأَفاتِرَةِ وَالْفَرَاعِنَةِ وَالأَبَالِسَةِ، وَمِنْ جُنُودِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، وَمِنْ هَمْزِهِمْ وَلَمْزِهِمْ وَنَفْثِهِمْ وَأَخْذِهِمْ وَسِحْرِهِمْ وَضَرْبِهِمْ وَعَبَثِهِمْ وَلَمْحِهِمْ وَاحْتِيَالِهِمْ وَأَخْلاَقِهِمْ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ مِنَ السَّحَرَةِ وَالْغِيلاَنِ وَأُمِّ الصِّبْيَانِ، وَمَا وَلَدُوا وَمَا وَرَدُوا، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرِّ دَاخِلٍ وَخَارِجٍ وَعَارِضٍ وَمُتَعَرِّضٍ وَسَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، وَضَرَبَانِ عِرْقٍ وَصُدَاعٍ وَشَقِيقَةٍ وَأُمِّ مِلْدَمٍ وَالْحُمَّى وَالْمُثَلَّثَةِ وَالرِّبْعِ وَالْغِبِّ وَالنَّافِضَةِ وَالصَّالِبَةِ وَالدَّاخِلَةِ وَالْخَارِجَةِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

عوذة أخرى ليوم الجمعة:

عوذة أخرى ليوم الجمعة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بَرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ وَقَائِمٍ وَقَاعِدٍ، وَعَدُوٍّ وَحَاسِدٍ وَمُعَانِدٍ، وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهّرَكُمْ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْسَ الشَّيْطَانِ وَلْيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ الأَْقْدَامَ، ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ، وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً، الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ، ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَلاَ غَالِبَ إِلاَّ اللَّهُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَأَعُوذُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ وَأَعُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَجْمَعِين.

ص: 80

صلاة يوم الجمعة

صلاة يوم الجمعة

عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الجمعة أربع ركعات يسلِّمُ بين كلِّ ركعتيْنِ ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (تبارك) مرّة، وسورة (فصلت) مرّة، أدخله اللّهُ تعالى جنّتهُ، وشَفَّعهُ في أهل بيته، ووقاه ضغطة القبر وأهوال يوم القيامة، فسأل الراوي، فقال: في أيّ ساعة من ساعات الأيام أصلّي هذه الصلوات؟ فقال ما بين طلوع الشمس إلى زوالها.

ص: 81

الفصل الرابع أعمال ليلة الجمعة ويومها

اشارة

الفصل الرابع أعمال ليلة الجمعة ويومها(1)

أعمال ليلة الجُمعة

أعمال ليلة الجُمعة

وهي كثيرة نقتصر هنا على عدّة منها:

قول: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ للّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ.

الأوّل: الإكثار من قول:

سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ .

فقد روي أنّ ليلة الجُمعة ليلتها غرّاء وَيومها يَوم زاهِر، فأكثِروا من قول: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ .

الصلاة على النبيّ وآله

الثاني: وَأكثِروا من الصلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ. وَفي رواية: أنّ أقلّ الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله في هذه اللّيلة مائة مَرَّة، وَما زدت فهو أفضل.

وَعَن الإمام الصّادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: إن الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله في ليلة الجُمعة تعدل ألف حسنة، وَتمحو ألف سيّئة، وَترفع ألف درجة،.وَيُستحبّ الاستكثار فيها من الصّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ من بعد صلاة العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة. وَروي بسند صحيح عَن الإمام الصّادق عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قال: إِذا كانَ عصر الخميس نزل من السّماء ملائكة في أيديهم

ص: 82


1- قد ورد فی اعمال لیلة الجمعة ویومها کثیرمن الاعمال اقتصرنا هنا علی ما ذکره فی کتاب(مفاتیح الجنان)وافردنا لها کتابا خاصا بها اسمیناه(اعمال لیلة الجمعة ویومها)فمن شاء الاستزادة فلیراجعه.

أقلام الذّهب وَقراطيس الفضّة، لا يكتبون إلى ليلة السّبت إِلاّ الصّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

الثالث: قالَ الشّيخ الطّوسيّ: وَيُستحبّ في يَوم الخميس الصّلاة على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ألف مَرَّة، وَيستحبّ أنْ يقول فيه:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالإنس مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ .

وَإنْ قالَ ذلك مِنْ بَعد العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة، كانَ لَهُ فَضل كثير.

استغفار عصر الخميس

الرابع: قالَ الشّيخ أيضاً: وَيُستحبّ أنْ تَستغفر آخر نهار يَوم الخميس فتَقول:

أسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْه ِتَوْبَةَ عَبْدٍ خاضِعٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ، لا يَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ صَرْفاً وَلا عَدْلاً وَلا نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا حَياةً وَلا مَوْتاً وَلا نُشُوراً. وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ الأَخْيارِ الأَبْرارِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

ما يقرأ في صلاتي المغرب والعشاء من ليلة الجمعة

الخامس: أن يقرأ سُورَة (الجُمعة) في الرّكعة الأولى من فريضتي المغرب والعشاء، ويقرأ سورة (التوّحيد) في الركعةِ الثّانية من المغرب وسورة (الأعلى) في الركعةِ الثّانية من العشاء.

الدّعاء في السجدة الأخيرة من نافلة العشاء

السادس: أن يدعو بهذا الدّعاء الوارد بسند صحيح عَن الإمام الصّادق عَلَیْهِ السَّلَامُ، فقد ورد أن من دعا به ليلة الجُمعة في السّجدة الأخيرة من نافلة العشاء سبع مرّات فرغ مغفوراً لَهُ، والأفضل أن يكرّر العمل في كُلِّ ليلة:

اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَاسْمِكَ العَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِيَ العَظِيمَ.

ص: 83

زيارة الإمام الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ ليلة الجمعة المعروفة بوارث

السابع: أن يزور الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ

زیارة الحسین عَلَیْهِ السَّلَامُ

وقد تعارف عند عموم الناس زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذه الليلة بزيارة وارث، وهي من الزيارات المطلقة التي يُزار بها الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في جميع الأوقات، وقد جرينا على ذلك.

وكيفيّة زيارته: إذا أتيت باب الحائر فقف وقُلْ:

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالحَمْدُ للَّهِ كَثِيراً وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ، لَقَدْ جاءتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ .

ثُمَّ قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ المُقِيمِينَ فِي هذا المَقامِ الشَّرِيفِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ رَبِّي المُحْدِقِينَ بِقَبْرِ الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ مِنِّي أَبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ.

ثم تقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،

ص: 84

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ المُقِرُّ بِالرِّقِّ وَالتَّارِكُ لِلْخِلافِ عَلَيْكُمْ، وَالمُوالِي لِوَلِيِّكُمْ، وَالمُعادِي لِعَدُوِّكُمْ، قَصَدَ حَرَمَكَ وَاسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقَصْدِكَ، أَأَدْخُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَأَدْخُلُ يا سَيِّدَ الوَصِيِّينَ، أَأَدْخُلُ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِساءِ العالَمِينَ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا بْنَ رَسُولَ اللَّهِ .

فإن خشع قلبك ودمعت عينك فهو علامة الإذن، ثم ادخل وقُلْ في حال الدخول:

الحَمْدُ للَّهِ الواحِدِ الأَحَدِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذِي هَدانِي لِولايَتِكَ وَخَصَّنِي بِزِيارَتِكَ وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ .

ثم ائت باب القُبّة، وقف من حيث يلي الرأس وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلَیهِ السَّلَامُ وَلِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خَدِيجَةَ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالوِتْرَ المَوْتُورَ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْروفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ

ص: 85

بِذلِكَ فَرِضِيَتْ بِهِ. يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلْمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ وَأَرْكانِ المُؤْمِنِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإِمَامُ البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ وَأشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَأَعْلامُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، وَأُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ دِينِي، وَخَواتِيمِ عَمَلِي، وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبَعٌ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَعَلى أَجْسادِكُمْ وَعَلى أَجْسامِكُمْ وَعَلىْ شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ وَعَلى ظاهِرِكُمْ وَعَلى باطِنِكُمْ .

ثمّ انكبَّ على القبر وقبِّله وقُلْ:

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا أبا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، فَلَعَنَ اللَّهِ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَأَتَيْتُ إِلى مَشْهَدِكَ أَسْأَلُ اللَّهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ .

ثم قُم فصلِّ ركعتين عند الرأس، اقرأ فيهما ما أحبَبْتَ، فإذا فرغتَ من صلاتك فقل:

اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ؛ لِأَنَّ

ص: 86

الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا يَكُونُ إِلاّ لَكَ لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمْ السَّلامَ، اللّهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلى مَوْلايَ الحُسِينِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَیهِمَا السَّلَامُ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَتَقَبَّلْ مِنُّي وَأْجُرْنِي عَلى ذلِكَ بِأَفْضَلِ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وَفِي وَلِيِّكَ يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ .

ثم قم وصر إلى عند رجلي القبر وقف عند رأس علي بن الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ وَابْنُ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المَظْلُومُ وَابْنُ المَظْلُومُ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .

ثم انكبَّ على القبر فقبِّله وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيهِ لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ المُسْلِمِينَ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ .

ثم اخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، ثم توجّه إلى الشهداء وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أوْلِياءَ اللَّهِ وَأَحِبّاءَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أصْفِياءَ اللَّهِ وَأَوِدَّاءَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ دِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ

ص: 87

رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الوَلِيِّ (الزكي) النَّاصِحِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الأَرضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً فَيالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ .

ثم عد إلى عند رأس الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وأكثر من الدّعاء لك ولأهلك ولوالديك ولإخوانك، فإن مشهده لا تُردُّ فيه دعوة داعٍ ولا سؤال سائل.

فإذا أردت الخروج فانكبّ على القبر وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَاصَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خالِصَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مُوَدِّعٍ لاَ قَالٍ وَلا سَئِمٍ، فَإِنْ أَمْضِ فَلا عَنْ مَلالَةٍ، وَإِنْ أُقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ. لا جَعَلَهُ اللَّهُ يا مَوْلاَيَ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكَ، وَرَزَقَنِي العَوْدَ إِلى مَشْهَدِكَ وَالمَقامَ فِي حَرَمِكَ، وَإِيَّاهُ أَسْأَلُ أَنْ يُسْعِدَنِي بِكَ وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ وِلْدِكَ وَيَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ.

ثمَّ قُمْ واخرجْ ولا تولِّ ظهرك، وأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ:

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.

حتى تغيب عن القبر، فمن زار الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ بهذه الزيارة كتب الله له بكلِّ خطوة مائة ألف حسنة ومحا عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة وقضى له مائة ألف حاجة أسهلها أن يزحزحه عن النار وكانَ كمَنْ استشهد مع الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ حتى يشركهم في درجاتهم .

ص: 88

وداع الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ

وداع الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ

ورد في كامل الزيارات عن يوسف الكناسيّ، عن أبي عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال إذا أردت أن تودِّع الحسين بن علي عَلَیْهِ السَّلَامُ فقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، وَاتَّ_بَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنَّا وَمِنْهُ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَنْفَعَنَا بِحُبِّهِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً، تَنْصُرُ بِهِ دِينَكَ، وَتَقتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ، وَتُبِيرُ بِهِ مَنْ نَصَبَ حَرْباً لآلِ مُحَمَّدٍ، فَإِنَّكَ وَعَدْتَهُ ذَلِكَ، وَأَنْتَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَاد، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ شُهَدَاءُ نُجَبَاءُ، جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وقُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَابْنِ رَسُولِهِ كَثِيراً، أَنْتُم السَّابِقُونَ وَالمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ وَأَنْصَارُ رَسُولِهِ، فالحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ، وَأَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. اللَّهُمَّ لاَ تَشْغَلْنِي فِي الدَّنْيَا عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ، لاَ بِإِكْثَارٍ تُلْهِينِي عَجَائِبُ بَهْجَتِهَا، وَتَفْتِنَنِي زَهْرَاتُ زِينَتِها، وَلاَ بِإِقْلاَلٍ يَضُرُّ بِعَمَلِي كَدُّهُ، وَيَمْلأُ صَدْرِي هَمُّهُ، أَعْطِنِي مِنْ ذَلِكَ غِنَىً عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ، وَبَلاَغاً أَنَالُ بِهِ رِضَاكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطيِّبِينَ الأَخْيَارِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتِهِ.

وورد في الإقبال: فإذا أردتَ وداعه عَلَیْهِ السَّلَامُ فقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ

ص: 89

يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خالِصَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتِيلَ الظَّماءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا غَرِيبَ الغُرَباءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلا قالٍ، فَإِنْ أَمْضِ فَلا عَنْ مَلالَةٍ وَإِنْ أُقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ. لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكَ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ العَوْدَ إِلى مَشْهَدِكَ وَالمَقامَ بِفِنائِكَ وَالقِيامَ فِي حَرَمِكَ، وَإِيَّاهُ أَسْأَلُ أَنْ يُسْعِدَنِي بِكُمْ وَيَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ.

زيارة أبي الفضل العباس عَلَيْهِ السَّلَامُ

زيارة العبّاس بن علي بن أبي طالب عَلَیْهِمُ السَّلَامُ

روى الشيخ الأجل جعفر بن قولويه القمّي، بسند معتبر عن أبي حمزة الثماليّ عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: إذا أردت زيارة قبر العبّاس بن علي وهو على شطّ الفرات بحذاء الحائر فقف على باب السقيفة (الروضة) وقُلْ:

سَلامُ اللَّهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ الزَّاكِياتِ الطَّيِّباتِ فِيما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصْدِيقِ وَالوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ المُرْسَلِ وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ العالِمِ وَالوَصِيِّ المُبَلِّغِ وَالمَظْلُومِ المُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَنْ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَفْضَلَ الجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ. لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ حالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ ماءِ الفُراتِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَأَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ. جِئْتُكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَافِداً إِلَيْكُمْ وَقَلَبْيِ مُسَلِّمٌ لَكُمْ وَأَنا لَكُمْ تابِعٌ

ص: 90

وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الحاكِمِينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لامَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي بِكُمْ وَبِإِيَابِكُمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الكافِرِينَ، قَتَلَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بالأيدي وَالألْسُنِ .

ثم ادخل وانكبّ على القبر وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ المُطِيعُ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَشْهَدُ وَأُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ البَدْرِيُّونَ وَالمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ المُناصِحُونَ لَهُ فِي جِهادِ أَعْدائِهِ، المُبالِغُونَ فِي نُصْرَةِ أَوْلِيائِهِ، الذَّابُّونَ عَنْ أَحِبَّائِهِ؛ فَجَزاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ الجَزاءِ وَأَكْثَرَ الجَزاءِ وَأَوْفَرَ الجَزاءِ وَأَوْفى جَزاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِهِ وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَأَطاعَ وُلاةَ أَمْرِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ وَأَعْطَيْتَ غايَةَ المَجْهُودِ، فَبَعَثَكَ اللَّهُ فِي الشُّهَداءِ وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ وَأَعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ أَفْسَحَها مَنْزِلاً وَأَفْضَلَها غُرَفاً وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي عِلّيِّينَ وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ، وَأَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ، وَمُتَّبِعاً لِلْنَبِيِّينَ جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْلِيائِهِ فِي مَنازِلِ المُحْسِنِينَ فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .

إلى هنا تنتهي الزيارة الواردة في كامل الزيارات، ولكن الشيخ المفيد في المزار قال:

ص: 91

ثم انحرفْ إلى عند الرأس فصلِّ ركعتين، ثم صلِّ بعدهما ما بدا لك، وادعُ اللَّهَ كَثِيراً، وقلْ عقيب الركعات:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَدَعْ لِي فِي هذا المَكانِ المُكَرَّمِ وَالمَشْهَدِ المُعَظَّمِ ذَنْباً إِلاّ غَفَرْتَهُ وَلا هَمّاً إِلاّ فَرَّجْتَهُ وَلاَ كَرْباً إلاَّ كَشَفْتَهُ وَلا مَرَضاً إِلاّ شَفَيْتَهُ وَلا عَيْباً إِلاّ سَتَرْتَهُ وَلا رِزْقاً إِلاّ بَسَطْتَهُ وَلا خَوْفاً إِلاّ آمَنْتَهُ وَلا شَمْلاً إِلاّ جَمَعْتَهُ وَلا غائِباً إِلاّ حَفِظْتَهُ وَأَدْنَيْتَهُ وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ لَكَ فِيها رِضىً وَلِيَ فِيها صَلاحٌ إِلاّ قَضَيْتَها يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم عد إلى الضريح فقف عند الرجلين، وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الفَضْلِ العَبَّاس ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّيَن، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَوَّلِ القَوْمِ إِسْلاماً وَأَقْدِمِهْم إِيْماناً وَأَقْوَمِهِمْ بِدِينِ اللَّهِ وَأَحْوَطِهِمْ عَلى الإسْلامِ، أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَخِيكَ فَنِعْمَ الأَخُ المُواسِي، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ المَحارِمَ وَانْتَهَكَتْ فِيكَ حُرْمَةَ الإسْلامِ، فَنِعْمَ الصَّابِرُ المُجاهِدُ المُحامِي النَّاصِرُ وَالأخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ المُجِيبُ إِلى طاعَةِ رَبِّهِ الرَّاغِبُ فِيما زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الجَزِيلِ وَالثَّناءِ الجَمِيلِ فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي دَارِ النَّعِيمِ. اللّهُمَّ إِنِّي تَعَرَّضْتُ لِزِيارَةِ أَوْلِيائِكَ رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ وَرَجاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزِيلِ إِحْسانِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دارّاً وَعَيْشِي بِهِمْ قارَّاً

ص: 92

وَزِيارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَحَياتِي بِهِمْ طَيِّبَةً، وَأَدْرِجْنيِ إِدْراج المُكْرَمِينَ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مِنْ زِيارَةِ مَشاهِدِ أَحِبَّائِكَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً قَدْ اسْتَوْجَبَ غُفْرانَ الذُّنُوبِ وَسَتْرَ العُيُوبِ وَكَشْفَ الكُرُوبِ إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ .

وداع أبي الفضل العباس عَلَيْهِ السَّلَامُ

وداع أبي الفضل العباس عَلَیْهِ السَّلَامُ

فإذا أردت وداعه فادنُ من القبر الشريف، وودّعه بما ورد في رواية أبي حمزة الثماليّ، وذكره في كامل الزيارات أيضاً:

اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِكِتابِهِ وَبِما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، اللّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي قَبْرَ ابْنِ أَخِي نَبِيِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَارْزُقْنِي زِيارَتَهُ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ فِي الجِنانِ وَعَرِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِكَ وَأَوْلِيائِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَوَفَّنِي عَلى الإيمانِ بِكَ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ وَالوِلايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَیهِمُ السَّلَامُ وَالبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَإِنِّي قَدْ رَضِيْتُ يا رَبِّي بِذلِكَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

ثم ادعُ لنفسك و لأبويك وللمؤمنين والمسلمين واختر من الدّعاء ما شئت.

الثامن: أن يدعو بدعاء كميل بن زياد (رضي الله عنه)، وَهُوَ من الدّعوات المعروفة. قالَ العلاّمة المجلسيّ (رضي الله عنه): إنّه أفضل الأدعية، وَهُوَ دعاء الخضر عَلَیْهِ السَّلَامُ، وقد علّمه الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ كميلاً، وَهُوَ من خواص أصحابه، ويُدعى به في ليلة النصف من شعبان، وليلة الجُمعة، ويجدي في كفاية شرّ الأعداء، وفي فتح باب الرزق، وفي غفران الذُّنوب. وَهُوَ هذا الدُّعاء کما في المصباح للشیخ:

ص: 93

دعاء كُميل

دعاء كُميل بن زياد (رضي الله عنه)

اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِرحَمتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهرْتَ بِها كُلَّ شَيْءٍ، وَخضَعَ لَها كُلُّ شَيءٍ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيءٍ، وَبعَزَّتِكَ الَّتِي لا يَقُومُ لَها شَيءٌ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي ملأتْ كُلَّ شَيءٍ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلا كُلَّ شَيءٍ، وَبِوَجْهِكَ الباقِي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيءٍ، وَبِأَسْمائِكَ الَّتِي غَلَبَتْ أَرْكانَ كُلِّ شَيءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضاءَ لَهُ كُلُّ شَيءٍ، يا نوُرُ يا قُدُّوسُ، يا أوَّلَ الأَوَّلينَ، وَيا آخِرَ الآخِرينَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعاءَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الّذنُوبَ الّتي تُنْزِلُ البَلاَءَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ كُلَّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها. اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ وَاسْتَشفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِجوُدِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ، وأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ، أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي، وَتَجْعَلَنِي بِقِسَمِكَ راضِياً قانِعاً، وَفِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ مُتَواضِعاً. اللّهُمَّ وَأَسأَلُكَ سُؤالَ مَنْ اِشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فِيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ. اللّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ وَعَلا مَكانُكَ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلا يُمْكِنُ الفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ. اللّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبِي غافِراً وَلا لِقَبائِحِي ساتِراً،

ص: 94

وَلا لِشَيءٍ مِنْ عَمَلِيَ القَبِيحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي، وَسَكَنْتُ إِلى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي، وَمَنِّكَ عَلَيَّ. اللّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ البَلاءِ أَقَلْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْروُهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَناءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ. اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي، وَأَفْرَطَ بِي سُوءُ حالِي، وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلِي، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسِي بِجِنايَتِها، وَمِطالِي يا سَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعالي، وَلا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ ما اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي، وَلا تُعاجِلْنِي بِالعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَإسَاءَتِي، وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتِي، وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي، وَكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الأَحْوَالِ رَؤُوفاً، وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الأُمُورِ عَطُوفاً. إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي. إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوِّي، فَغَرَّنِي بِما أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ القَضاءُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ مِنْ نَقْضِ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلا حُجَّةَ لِي فِيما جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضاؤُكَ، وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يا إِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي، مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمّا

ص: 95

كانَ مِنِّي وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي، غَيْرَ قَبُوُلِكَ عُذْرِي وَإِدْخالِكَ إِيّايَ فِي سَعَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ. إلهِي فَاقْبَلْ عُذْرِي، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي، يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي، وَرِقَّةَ جِلْدِي وَدِقَّةَ عَظْمِي، يا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي، هَبْنِي لابْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بِي، يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي، أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ وَبَعْدَما انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِسانِي مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافِي وَدُعائِي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ، هَيْهاتَ! أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبْعِّدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلى البَلاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ، وَلَيْتَ شِعْرِي يا سَيِّدِي وَإِلهِي وَمَوْلايَ! أَتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صادِقَةً وَبُشُكْرِكَ مادِحَةً، وَعَلى قُلُوبٍ أَعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلَى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ العِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً، وَأَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً؟ ! ما هكَذا الظَنُّ بِكَ وَلا أُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَرِيمُ يا رَبِّ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَما يَجْرِي فِيها مِنَ المَكارِهِ عَلى أَهْلِها، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاٌء وَمَكْروهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ، يَسِيرٌ بَقاؤهُ قَصِيٌر مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احْتِمالِي لِبَلاءِ الآخِرَةِ وَجَلِيلِ وُقُوعِ المَكارِهِ فِيها، وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ مَقامُهُ وَلا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ؛ لأنّه لا يَكُونُ إِلاّ عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ؟! وَهذا ما لا تَقُومُ لَهُ

ص: 96

السَّماواتُ وَالأَرْضُ، يا سَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَنا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الحَقِيرُ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ؟! يا إِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ، لأيِّ الأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو، وَلِما مِنها أَضِجُّ وَأَبْكِي، لأليم العَذابِ وَشِدَّتِهِ، أَمْ لِطُولِ البَلاءِ وَمُدَّتِهِ؟! فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوباتِ مَعَ أَعْدائِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبّائِكَ وَأَوْلِيائِكَ؛ فَهَبْنِي يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ؟ وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ؟ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النّارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ؟ فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدِي وَمَوْلايَ أُقْسِمُ صادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَنِي ناطِقاً لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجِيجَ الآمِلِينَ، وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ المُسْتَصْرِخِينَ، وَلأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الفاقِدِينَ، وَلَأُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ، يا غايَةَ آمالِ العارِفِينَ، يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ، يا حَبِيبَ قُلوُبِ الصّادِقِينَ، وَيا إِلهَ العالَمينَ، أَفَتُراكَ، سُبْحانَكَ يا إلهِي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُسْجَنُ فِيها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ، وَهُوَ يَضُجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُنادِيكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ الَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ، يا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي العَذابِ وَهُوَ يَرْجوُ ما سَلفَ مِنْ حِلْمِكَ؟ أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمَلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ؟ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِیبُها وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ؟ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ؟ أَمْ كَيْفَ يَتَغَلْغَلُ بَيْنَ

ص: 97

أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ؟ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يا رَبَّه؟ أَمْ كَيْفَ تُنْزِلُهُ فِيهَا وَهُوَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فِيها؟ هَيْهاتَ! ما ذَلِكَ الظَنُّ بِكَ وَلا المُعْروفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلا مُشبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ المُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسانِكَ! فَبِالْيَقِينِ أَقَطَعُ، لَولا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جاحِدِيكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ، لَجَعْلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً، وَما كَانَ لِأَحَدٍ فِيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلأَها مِنَ الكافِرِينَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيها المُعانِدِينَ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بالإنعام مُتَكَرِّماً أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ. إِلهِي وَسَيِّدِي، فَأَسأَلُكَ بِالقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها، وَبِالقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعَلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِها الكِرامَ الكاتِبِينَ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنِّي، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيّ مَعَ جَوارِحِي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِي عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ، أَوْ خَطأٍ تَسْتُرُهُ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتِي، يا عَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي، يا خَبِيراً بَفَقْرِي

ص: 98

وَفاقَتِي، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، أَسأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مِنَ اللّيْلِ وَالنَّهارِ بَذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وأوْرادِي كُلُّها وِرْداً وَاحِداً، وَحالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً. يا سَيِّدِي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي، يا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، قَوِّ عَلى خَدْمَتِكَ جَوارِحِي وَاشْدُدْ عَلى العَزِيمَةِ جَوانِحِي، وَهَبْ لِيَ الجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الاِتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السابِقِينَ، وأُسرِعَ إِلَيْكَ فِي البارِزِينَ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي المُشْتاقِينَ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ المُخْلِصِينَ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ المُوقِنِينَ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوارِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ. اللّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسوءٍ فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ؛ فِإِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ إِلاّ بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لِي بِجُودِكَ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بَمَجْدِكَ وَاحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاغْفِرْ زَلَّتِي، فَإِنَّكَ قَضيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الإِجَابَةَ، فَإِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي دُعائِي، وَبَلِّغْنِي مُنايَ، وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائِي، وَاكْفِنِي شَرَّ الجِنِّ وَالإِنْسِ مِنْ أعْدائِي. يا سَرِيعَ الرِّضا اغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ إِلاّ الدُّعاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشاءُ، يا مَنْ اسْمُهُ دَواءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ،

ص: 99

وَطاعَتُهُ غِنىً، ارْحَمْ مَنْ رَأسُ مالِهِ الرَّجاءُ وَسِلاحُهُ البُكاءُ، يا سَابِغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا نُورَ المُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَفْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ وَالأَئِمَّةِ المَيامِينِ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

دعاء اللَّهم من تعبأ وتهيّأ

التاسع: أن يدعو بدعاء (اللَّهم من تعبّأ وتهيّأ).

وهذا الدّعاء يُدعى به في ليلة الجُمعة ونهارها وَفي ليلة عرفة ونهارها، ونحن نروي الدّعاء عَن كتاب (المصباح) للشّيخ وهُوَ:

اللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيّأ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفَاَدَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَطَلَبَ نائِلِهِ وَجائِزَتِهِ، فَإِلَيْكَ يا رَبِّ تَعْبِيَتِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ عَفْوِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَجائِزَتِكَ، فَلا تُخَيِّبْ دُعائِي يا مَنْ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ سائِلٌ وَلا يَنْقُصُهُ نائِلٌ، فَإنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صالِحٍ عَمِلْتُهُ وَلا لَوَفادَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ؛ أَتَيْتُكَ مُقِرّاً عَلى نَفْسِي بِالإِسَاءَةِ وَالظُّلْمِ مُعْتَرِفَاً بِأَنْ لا حُجَّةَ لِي وَلا عُذْرَ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الخاطِئِينَ فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوِفِهمْ عَلى عَظِيمِ الجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ، فَيا مَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ وَعَفْوُهُ عَظِيمٌ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ، لا يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلاّ حِلْمُكَ وَلا يُنْجِي مِنْ سَخَطِكَ إِلاّ التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ، فَهَبْ لِي يا إِلهِي فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي تُحْيِي بِها مَيْتَ البِلادِ، وَلا تُهلِكْنِي غَمّاً حَتّى تَسْتَجِيبَ لِي وَتُعَرِّفَنِي الإِجَابَةَ في دُعائِي، وَأَذِقْنِي طَعْمَ العافِيَةِ إِلى مُنْتَهى أَجَلِي، وَلا تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي، وَلا تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ، وَلا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي. إلهِي إِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي؟ وَإِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي؟ وَإِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ

ص: 100

أَمْرِهِ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَلا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ، وَإِنَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخافُ الفَوْتَ، وَإِنِّما يَحْتاجُ إِلى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ، وَقَدْ تَعالَيْتَ يا إِلهِي عَنْ ذلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً. اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ فَأَعِذْنِي وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي، وَأَسْتْرْزِقُكَ فَارْزُقْنِي، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فَاكْفِنِي، وَأَسْتَنْصِرُكَ عَلى عَدُوِّي فَانْصُرْنِي، وَأَسْتَعِينُ بِكَ فَأَعِنِّي، وَأَسْتَغْفِرُكَ يا إِلهِي فَاغْفِرْ لِي آمِينَ آمِينَ آمِينَ.

دعاء اللَّهم يا شاهد كلّ نجوى

العاشر: أن يقرأ دعاء (اللّهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى).

روي في الإقبال أن من دعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجمع غفر اللَّهُ له:

اللّهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَمَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَعالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ وَمُنْتهى كُلِّ حاجَةٍ يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلى العِبادِ يا كَرِيمَ العَفْوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ يا جَوادُ يا مَنْ لا يُواري مِنْهُ لَيْلٌ داجٍ وَلا بَحْرٌ عَجَّاجٌ وَلا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ وَلا ظُلَمٌ ذاتُ ارْتِتاجٍ يا مَنِ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِياءٌ؛ أَسأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً وَبِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِ السَّماواتِ بِلا عَمَدٍ وَسَطَحْتَ بِهِ الأَرْضَ عَلى وَجْهِ ماءٍ جَمَدٍ، وَبِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ المَكْتُوبِ الطَّاهِرِ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَبِاسْمِكَ القُدُّوسِ البُرْهانِ الَّذِي هُوَ نُورٌ عَلى كُلِ نُورٍ وَنُورٌ مِنْ نُورٍ يُضيءُ مِنْهُ كُلُّ نُورٍ إِذا بَلَغَ الأَرْضَ انْشَقَّتْ وَإِذا بَلَغَ السَّماواتِ فُتِحَتْ وَإِذا بَلَغَ العَرْشَ اهْتَزَّ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرائِصُ مَلائِكَتِكَ، وَأَسأَلُكَ بِحَقِّ جَبْرَئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَعَلى جَمِيعِ الأَنْبِياءِ وَجَمَيعِ المَلائِكَةِ، وَبِالاسْمِ الَّذِي مَشى بِهِ الخِضْرُ عَلى قُلَلِ الماءِ كَما مَشى بِهِ

ص: 101

عَلى جَدَدِ الأَرْضِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي فَلَقْتَ بِهِ البَحْرَ لِمُوسى وَاغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ وَأَنْجَيْتَ بِهِ مُوسى بْنَ عِمْرانَ وَمَنْ مَعَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ مُوسى بْنُ عِمْرانَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الأيْمنِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ وَبِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ أَحْيا عِيسى بْنُ مَرْيَمَ المَوْتى وَتَكَلَّمَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً وَأَبْرَأَ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ بِإِذْنِكَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَجَبْرئِيلُ وَمِيكائِيلُ وَإِسْرافِيلُ وَحَبِيبُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَمَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ وَعِبادُكَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ ذُو النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سبُحْانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَنَجَّيْتَهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ، وَبِاسْمِكَ العَظِيمِ الَّذِي دَعاكَ بِهِ داوُدُ وَخَرَّ لَكَ ساجِداً فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَتْكَ بِهِ آسِيَةُ امْرأَةُ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ: {رَبّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ، وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعاءَها، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ أَيُّوبُ إِذْ حَلَّ بِهِ البَلاَءُ فَعافَيْتَهُ وَآتَيْتَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ وَذِكْرى لِلعابِدِينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ يَعْقُوبُ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَقُرَّةَ عَيْنِهِ يُوسُفَ وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ سُلَيْمانُ فَوَهَبْتَ لَهُ مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الوَهابُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي سَخَّرْتَ بِهِ البُراقَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِذْ قالَ تَعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}، وَقَوْلُهُ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ

ص: 102

لَنا هذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ}، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَنَزَّلَ بِهِ جَبْرئِيلُ عَلى مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ آدَمُ فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ وَأَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ. وَأَسأَلُكَ بِحَقِّ القُرْآنِ العَظِيمِ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَبِحَقِّ إِبْراهِيمَ وَبِحَقِّ فَصْلِكَ يَوْمَ القَضَاءِ، وَبِحَقِّ المَوازِينِ إِذا نُصِبَتْ وَالصُّحُفِ إِذا نُشِرَتْ، وَبِحَقِّ القَلَمِ وَما جَرى، وَاللَّوْحِ وَما أَحْصى وَبِحَقِّ الاسْمِ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى سُرادِقِ العَرْشِ قَبْلَ خَلْقِكَ الخَلْقَ وَالدُّنْيا وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ بِأَلْفَي عامٍ، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ المَخْزُونِ فِي خَزائِنِكَ الَّذِي اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلا عَبْدٌ مُصْطَفى، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي شَقَقْتَ بِهِ البِحارَ وَقامَتْ بِهِ الجِبالُ وَاخْتَلَفَ بِهِ اللَيْلُ وَالنَّهارُ، وَبِحَقِّ السَّبْعِ المَثانِي وَالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَبِحَقِّ الكِرامِ الكاتِبِينَ، وَبِحَقِّ طهَ وَيَس وَكهيعص وَحمعسق وَبِحَقِّ تَوْراةِ مُوسى وَإِنْجِيلِ عِيسى وَزَبُورِ داوُدَ وَفُرْقانِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَعَلى جَمِيعِ الرُّسُلِ وَباهِيّاً شَراهيّاً؛ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ تَلْكَ المُناجاةِ الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ مُوسى بْنِ عِمْرانَ فَوْقَ جَبَلِ طُورِ سَيْناءَ، وأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي عَلَّمْتَهُ مَلَكَ المَوْتِ لِقَبْضِ الأَرْواحِ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كُتِبَ عَلى وَرَقِ الزَّيْتُونِ فَخَضَعَتِ النِّيرانُ لِتِلْكَ الوَرَقَةِ فَقُلْتَ: {يَا نَارُ كَوْنِي بَرْدَاً وَسَلاماً}، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى سُرادِقِ المَجْدِ وَالكَرامَةِ، يا مَنْ لا يُخْفِيهِ سائِلٌ وَلا يَنْقُصُهُ نائِلٌ يا مَنْ بِهِ يُسْتَغاثُ وَإِلَيْهِ يُلْجَأُ أَسأَلُكَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهى

ص: 103

الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَجَدِّكَ الأعْلى وَكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ العُلى. اللّهُمَّ رَبَّ الرِّياحِ وَما ذَرَتْ وَالسَّماءِ وَما أَظَلَّتْ وَالأَرْضِ وَما أَقَلَّتْ وَالشَّياطِينِ وَما أَضَلَّتْ وَالبِحارِ وَما جَرَتْ، وَبِحَقِّ كُلِّ حَقٍّ هُوَ عَلَيْكَ حَقُّ، وَبِحَقِّ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالرَّوْحانِيِّينَ وَالكَرُوبِيِّينَ وَالمُسَبِّحينَ لَكَ بِاللَيْلِ وَالنَّهارِ لا يَفْتُرُونَ، وَبِحَقِّ إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ وَبِحَقِّ كُلِّ وَلِيٍّ يُنادِيكَ بَيْنَ الصَّفا وَالمَرْوَةِ وَتَسْتَجِيبُ لَهُ دُعاءَهُ، يا مُجِيبُ أَسأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الأَسْمَاءِ وَبِهذِهِ الدَّعَواتِ أَنْ تَغْفِرَ لَنا ما قَدَّمْنا وَما أَخَّرْنا وَما أَسْرَرْنا وَما أَعْلَنَّا وَما أَبْدَيْنا وَما أَخْفَيْنا وَما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شًيْءٍ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. يا حافِظَ كُلِّ غَرِيبٍ يا مُؤْنِسَ كُلِّ وَحِيدٍ، يا قُوَّةَ كُلِّ ضَعِيفٍ، يا ناصِرَ كُلِّ مَظْلُومٍ، يا رازِقَ كُلِّ مَحْرُومٍ، يا مُؤْنِسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ، يا صاحِبَ كُلِّ مُسافِرٍ، يا عِمادَ كُلِّ حاضِرٍ، يا غافِرَ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ، يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ يا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ يا كاشِفَ كَرْبِ المَكْرُوبِينَ يا فارِجَ هَمِّ المَهْمُومِينَ يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ يا مُنْتَهى غايَةِ الطَّالِبِينَ يا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ يا أرْحَمَ الرَّاِحِمينَ يا رَبَّ العالَمِينَ يا دَيَّانَ يَوْمِ الدِّينِ يا أَجْوَدَ الأجْوَدِينَ يا أكْرَمَ الأكْرَمِينَ يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ يا أبْصَرَ النَّاظِرِينَ يا أقْدَرَ القادِرِينَ، اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ السَّقَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمْ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ قَطْرَ السَّماءِ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الفَناءَ،

ص: 104

وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَجْلِبُ الشقاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُظْلِمُ الهَواءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الغِطاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا اللهُ، وَاحْمِلْ عَنِّي كُلَّ تَبِعَةٍ لأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَيُسْراً وَأنْزِلْ يَقِينَكَ فِي صَدْرِي وَرَجاءَكَ فِي قَلْبِي حَتَّى لا أَرْجُوَ غَيْرَكَ، اللّهُمَّ احْفَظْنِي وَعافِنِي فِي مَقامِي وَاصْحَبْنِي فِي لَيْلِي وَنَهارِي وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمالِي وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي، وَيَسِّرْ لِيَ السَّبِيلَ وَأَحْسِنْ لِي التَّيْسِيرَ، وَلا تَخْذُلْنِي فِي العَسِيرِ وَاهْدِنِي يا خَيْرَ دَلِيلٍ، وَلا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي فِي الأمور وَلَقِّنِي كُلَّ سُرُورٍ، وَاقْلِبْنِي إِلى أَهْلِي بِالفَلاحِ وَالنَّجاحِ مَحْبُوراً فِي العاجِلِ وَالآجِلِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شًيْءٍ قَدِيرٌ، وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ طَيِّباتِ رِزْقِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي فِي طاعَتِكَ وَأَجِرْنِي مِنْ عَذابِكَ وَنارِكَ وَاقْلِبْنِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي إِلى جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ وَمِنْ حُلُولِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ نُزُولِ بَلاَئِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ البَلاءِ وَدَرَكِ الشَّقاءِ وَمِنْ سُوءِ القَضَاءِ وَشَماتَةِ الأعْدَاءِ وَمِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَمِنْ شَرِّ ما فِي الكِتاب المُنْزَلِ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِنَ الأشْرارِ وَلا مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَةَ الأخْيارِ، وَأَحْيِنِي حَياةً طَيِّبَةً وَتَوَفَّنِي وَفاةً طَيِّبَةً تُلْحِقُنِي بِالأبْرارِ، وَارْزُقْنِي مُرافَقَةَ الأَنْبِياءِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ وَصُنْعِكَ وَلَكَ الحَمْدُ عَلى الإسْلامِ وَاتِّباعِ السُّنَّةِ، يا رَبِّ كَما هَدَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَعَلَّمْتَهُمْ كِتابَكَ، فَاهْدِنا وَعَلِّمْنا وَلَكَ الحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ

ص: 105

وَصُنْعِكَ عِنْدِي خاصَّةً كَما خَلَقْتَنِي فَأَحْسَنْتَ خَلْقِي وَعَلَّمْتَنِي فَأَحْسَنْتَ تَعْلِيمِي وَهَدَيْتَنِي فَأَحْسَنْتَ هِدايَتِي فَلَكَ الحَمْدُ عَلى إِنْعامِكَ عَلَيَّ قَدِيماً وَحَدِيثاً، فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يا سَيِّدِي قَدْ فَرَّجْتَهُ وَكَمْ مِنْ غَمٍّ يا سَيِّدِي قَدْ نَفَّسْتَهُ وَكَمْ مِنْ هَمٍّ يا سَيِّدِي قَدْ كَشَفْتَهُ وَكَمْ مِنْ بَلاءٍ يا سَيِّدِي قَدْ صَرَفْتَهُ وَكَمْ مِنْ عَيْبٍ يا سَيِّدِي قَدْ سَتَرْتَهُ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ حالٍ فِي كُلِّ مَثْوىً وَزَمانٍ وَمُنْقَلَبٍ وَمَقامٍ وَعَلى هذِهِ الحالِ وَكُلِّ حالٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَفْضَلِ عِبادِكَ نَصِيباً فِي هذا اليَوْمِ مِنْ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ أَوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ أَوْ سُوءٍ تَصْرِفُهُ أَوْ بَلاء تَدْفَعُهُ أَوْ خَيْرٍ تَسُوقُهُ أَوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها أَوْ عافِيَةٍ تُلْبِسُها، فَإنَّكَ عَلى كُلِّ شًيْءٍ قَدِيرٌ وَبِيَدِكَ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَأَنْتَ الواحِدُ الكَرِيمُ المُعْطِي الَّذِي لا يُرَدُّ سائِلُهُ وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ وَلا يَنْقُصُ نائِلُهُ وَلا يَنْفَدُ ما عِنْدَهُ بَلْ يَزْدادُ كَثْرَةً وَطِيباً وَعَطاءً وَجُوداً، وارْزُقْنِي مِنْ خَزائِنِكَ الَّتِي لا تَفْنى وَمِنْ رَحْمَتِكَ الواسِعَةِ إِنَّ عَطاءَكَ لَمْ يَكُنْ مَحْظُوراً وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شًيْءٍ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء يادائم الفضل على البريّة

الحادي عشر: أن يقول عشر مرّات:

يا دائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ، يا باسِطَ اليَّدِيْنِ بِالعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذا العُلَى فِي هِذِهِ العَشِيَّةِ .

دعاء اللَّهم أنت ربّي

الثاني عشر: عَن النّبّي صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قالَ: من قال هذه الكلمات سبع مرّات في ليلة الجُمعة فمات ليلته دَخَل الجنّة، وَمَن قالَها يَوم الجُمعة فمات في ذلكَ اليوم دَخَل الجنّة.

اللّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ وَفِي

ص: 106

قَبْضَتِكَ وَناصِيَتِي بِيَدِكَ أَمْسَيْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بَرِضاكَ مِنْ شَرِّ ما صَنَعْتُ، وأَبُوءُ بِعَمَلِي وَأَبُوءُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ .

بعض سور القرآن الكريم التي يُستحبّ قراءتها ليلة الجمعة

الثالث عشر:أنْ يقرأ ليلة الجُمعة سُورَة(الإسراء) وسورة(الكهف) وَسورة(الشعراء) وسورة (النمل)وسورة(القصص) وسورة (السّجدة) وسورة (يَس) وسورة صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَسورة (الأحقاف) وسورة (الواقعة) وسورة (فصلت) وسورة (الدّخان) وَسورة (الطُّور) وَسورة (القمر) وَسورة (الجُمعة)، فإنْ لَمْ تسنحْ لَهُ الفرصة فليختر من هذه السّور سورة (الواقعة) وَما قبلها.

دعاء السحر ليلة الجمعة

الرابع عشر:يُستحبّ أن يُدعى في السَّحر ليلة الجُمعة، بهذا الدّعاء:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِي الغَداةَ رِضاكَ، وَأَسْكِنْ قَلْبِي خَوْفَكَ وَاقْطَعْهُ عَمَّنْ سِواكَ، حَتّى لا أَرْجُوَ وَلا أَخافَ إِلاّ إِيّاكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِي ثَباتَ اليَقِينِ وَمَحْضَ الإِخْلاَصِ وَشَرَفَ التَوْحِيدِ وَدَوامَ الاِسْتِقامَةِ وَمَعْدِنَ الصَّبْرِ وَالرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ، يا قاضِيَ حَوائِجِ السَّائِلِينَ يا مَنْ يَعْلَمُ ما فِي ضَمِيرِ الصَّامِتِينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَاغْفِرْْ ذَنْبِي وَأَوْسِعْ رِزْقِي وَاقْضِ حَوائِجِي فِي نَفْسِي وَإِخْوانِي فِي دِينِي وَأَهْلِي. إِلهِي طُمُوحُ الآمال قَدْ خابَتْ إِلاّ لَدَيْكَ وَمَعاكِفُ الهِمَمِ قَدْتَعَطَّلَتْ إِلاّ عَلَيْكَ وَمَذاهِبُ العُقُولِ قَدْ سَمَتْ إِلاّ إِلَيْكَ، فَأَنْتَ الرَّجاءُ وَإِلَيْكَ المُلْتَجأُ، يا أَكْرَمَ مَقْصُودٍ وَأَجْوَدَ مَسْؤولٍ، هَرَبْتُ إِلَيْكَ بِنَفْسِي، يا مَلْجَأَ الهارِبِينَ بِأَثْقالِ الذُّنُوبِ أَحْمِلُها عَلى ظَهْرِي، لا أَجِدُ لِي إِلَيْكَ شافِعاً سِوى مَعْرِفَتِي بِأَنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ رَجاهُ

ص: 107

الطَّالِبُونَ وَأَمّلَ ما لَدَيْهِ الرَّاغِبُونَ، يا مَنْ فَتَقَ العُقُولَ بِمَعْرِفَتِهِ وَأَطْلَقَ الأَلْسُنَ بِحَمْدِهِ وَجَعَلَ ما امْتَنَّ بِهِ عَلى عِبادِهِ فِي كِفاءٍ أَنَالَ بِهِ حَقَّهُ، صَلِّ عَلى مُحَمدٍ وَآلِهِ، وَلا تَجْعَلْ لِلْشَيْطانِ عَلى عَقْلِي سَبِيلاً وَلا لِلْباطِلِ عَلى عَمَلِي دَليلاً.

أعمال يوم الجمعة

وهي كثيرة، نقتصر هنا على عدّةٍ منها:

دعاء فجر الجمعة

الأوّل:إذا طلع الفجر يَوم الجُمعة فليقُل:

أَصْبَحْتُ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ مَلائِكَتِهِ وَذِمَمِ أَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ عَلَیهِمُ السَّلَامُ وَذِمَّةِ مُحَمدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَذِمَمِ الأَوْصِياء مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ، آمَنْتُ بِسِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ وَعَلانِيَتِهِمْ وظاهِرِهِمْ وَباطِنِهِمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ فِي عِلْمِ اللَّهِ وَطاعَتِهِ كَمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

الاستغفار قبل صلاة الصّبح من يوم الجمعة

الثاني:رُوي أنّ من قالَ يَوم الجُمعة قَبلَ صلاة الصّبح ثلاث مرّات:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ,.

غُفِرتْ ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر.

ما يقرأ في صلاة الصّبح يوم الجمعة

الثالث:أن يقرأ في الركعةِ الأولى من صلاة الفجر سُورَة (الجُمعة)، وَفي الركعةِ الثانية سُورَة (التَوحيد).

دعاء بعد صلاة الصّبح يوم الجمعة

الرابع:أن يدعو بهذا الدّعاء بعد صلاة الصّبح قَبلَ أنْ يتكلم ليكون ذلكَ كفارة لذنوبه من الجمعةٍ إلى الجمعة.

اللّهُمَّ ما قُلْتُ فِي جُمُعَتِي هذهِ مِنْ قَوْلٍ، أَوْ حَلَفْتُ فِيها مِنْ حَلْفٍ، أَوْ نَذَرْتُ فِيها مِنْ نَذْرٍ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلكَ كُلِّهِ، فَما شِئْتَ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ كانَ، وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُنْ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَتَجاوَزْ عَنِّي، اللّهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلاتِي عَلَيْهِ، وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتِي عَلَيْهِ .

وليؤدِّ هذا العمل ولو مَرَّة في كُلِّ شهر.

ص: 108

قراءة سورة الرحمن فجر الجمعة

الخامس:وقال الصدوق (قده) في ثواب الأعمال عن أبي عبد اللَّه عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من قرأ سورة (الرحمن) بعد صلاة الصّبح من يوم الجمعة فقال عند كلِّ{فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}:(لا بِشيء مِنْ آلائِكَ رب أُکَذِّبُ) ، فإنْ قرأها ليلاً ثم مات، مات شهيداً، وإنْ قرأها نهاراً ثم مات، مات شهيداً.

سورة الرحمن

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{الرَّحْمَانُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلاَمِ (24) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ (27) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ (31) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لاَ تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ

ص: 109

آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنْتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(36) فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(38) فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلاَ جَآنٌّ (39) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ(56) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَآمَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ (74) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ (78)}.

ص: 110

السادس: أَنْ يغتسل غسل الجمعة كما هو مذكور في الرسائل العملية للمراجع العظام وقتاً وكيفيّة.

زيارة النبيّ محمّد صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وآل بيته الأطهار يوم الجمعة

السابع: أَن يزوُر النبّي والأئمّة الطّاهرين سلام اللَّهِ عَلَيهم أجمعين.

زيارة الحجج الطاهرين عَلَیْهِمُ السَّلَامُ يوم الجمعة قال الشيخ في (المصباح) والسيد في (جمال الأسبوع) في ضمن أعمال يوم الجمعة: اعلم أنّه يُستحب في يوم الجمعة زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ والأئمّة عَلَیْهِمُ السَّلَامُ. وروي عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أن من أراد أن يزور قبر رسول اللَّهِ وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج عَلَیْهِمُ السَّلَامُ، وهو في بلده، فليغتسل في يوم الجمعة وليلبس ثوبين نظيفين وليخرج إلى الفلاة من الأَرض. وعلى روايةِ أخرى:ولیصد سطحا ثم يُصلِّي أربع ركعات يقرأُ فيهنّ ما تيسّر من السّور. فإذا تشهّد وسلّم فليقم مستقبل القبلة وليقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَبِيُّ المُرْسَلُ وَالوَصِيُّ المُرْتَضَى وَالسَّيِّدَةُ الكُبْرى وَالسَّيِّدَةُ الزَّهْراءُ وَالسِبْطانِ المُنْتَجَبانِ وَالأوْلادُ الأعْلامُ وَالأُمَناءُ المُنْتَجَبُونَ المُسْتَخْزَنُونَ جِئْتُ انْقِطاعاً إِلَيْكُمْ وَإِلى آبائِكُمْ وَولدِكُمْ الخَلَفِ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ، فَقلْبِي لَكُمْ مُسْلِّمٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بِدِينِهِ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي لَمِنَ القائِلِينَ بِفَضْلِكُمْ مُقِرٌّ بِرَجْعَتِكُمْ لا أُنْكِرُ للَّهِ قُدْرَةً وَلا أَزْعَمُ إِلاّ ما شَاءَ اللَّهُ، سُبْحَانَ اللَّهِ ذِي المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ يُسَبِّحُ اللَّهَ بِأَسْمائِهِ جَمِيعُ خَلْقِهِ وَالسَّلامُ عَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

زيارة الإمام الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ يوم الجمعة

الثامن:أن يزور الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

عن حنان بن سدير، عن أبيه في حديث طويل، قال: قال أبو عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ: يا سدير ما عليك أن تزور قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في كلِّ جمعة خمسَ مرّاتٍ، وفي

ص: 111

كلِّ يوم مرّة، قلت: جُعِلت فداك إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة، فقال: تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثمّ ترفع رأسك إلى السماء ثم تحوّل نحو قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ثم تقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

تكتب لك زورة، والزورة حجّة وعمرة، قال سدير: فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرّة.

التاسع:أن يُصلِّي على النبيّ وآله الأطهار يوم الجمعة.

قال الطوسيّ في المصباح في خلال أعمال يوم الجمعة، حدثنا أبو محمّد عبد اللَّهِ بن محمّد العابد، قال: سألت مولاي الإمام الحسن العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ في منزله بسرَّ من رأى سنة خمس وخمسين ومائتين يملي عليّ الصَّلاة على النبيّ وأوصيائه عليه وعليهم السلام، وأحضرت معي قرطاساً كَبِيراً، فأملى عليّ لفظاً من غير كتاب، وقال: اكتب.

الصَّلاة على النبيّ (صلی الله علیه و اله وسلم):

الصلاة على النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وآله الأطهار يوم الجمعة

الصَّلاة على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما حَمَلَ وَحْيَكَ وَبَلَّغَ رِسَالاَتِكَ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أَحَلَّ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَعَلَّمَ كِتابَكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أقامَ الصَّلاةَ وَآتى الزَّكاةَ وَدَعا إِلى دِينِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما صَدَّقَ بِوَعْدِكَ وَأَشْفَقَ مِنْ وَعِيدِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما غَفَرْتَ بِهِ الذُّنُوبَ وَسَتَرْتَ بِهِ العُيُوبَ وَفَرَّجْتَ بِهِ الكُرُوبَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما دَفَعْتَ بِهِ الشَّقاءَ وَكَشَفْتَ بِهِ الغَمّاءِ وَأَجَبْتَ بِهِ الدُّعاءَ وَنَجَّيْتَ بِهِ مِنَ البَلاءِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما رَحِمْتَ بِهِ العِبادَ وَأَحْييْتَ بِهِ البِلادَ وَقَصَمْتَ بِهِ الجَبابِرَةَ وَأَهْلَكْتَ بِهِ الفَراعِنَةَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أضْعَفْتَ بِهِ الأمْوَالَ وَأَحْرَزْتَ بِهِ مِنَ الأَهْوَالِ وَكَسَرْتَ بِهِ الأَصْنَامَ

ص: 112

وَرَحِمْتَ بِهِ الأنامَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما بَعَثْتَهُ بِخَيْرِ الأديانِ وَأَعْزَزْتَ بِهِ الإيْمانَ وَتَبَّرْتَ بِهِ الأوْثانَ وَعَظَّمْتَ بِهِ البَيْتَ الحَرامَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ الأَخْيارِ وَسَلِّم تَسْلِيماً .

الصَّلاة على الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ أَخِي نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزِيرِهِ وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَبابِ حِكْمَتِهِ وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَالداعِي إِلى شَرِيعَتِهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ وَمُفَرِّجَ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الفَجَرَةِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى، اللّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعادِ مَنْ عَادَاهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْصِياءِ أَنْبِيائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .

الصَّلاة على سيدة النساء فاطمة عَلَیْهَا السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الصِّدِّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ حَبِيبَةِ حَبِيبِكَ وَنَبِيِّكَ وَأُمِّ أَحِبَّائِكَ وَأَصْفِيائِكَ الَّتِي انْتَجَبْتَها وَفَضَّلْتَها وَاخْتَرْتَها عَلى نِساءِ العالَمِينَ، اللّهُمَّ كُنِ الطَّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّها وَكُنِ الثَّائِرَ اللّهُمَّ بِدَمِ أَوْلادِها، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَها أُمَّ أَئِمَّةِ الهُدى وَحَلِيلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ وَالكَرِيمَةَ عِنْدَ المَلاَ الأعْلى فَصَلِّ عَلَيْها وَعَلى أُمِّها خَدِيجَةَ الكُبْرَى صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَجْهَ أَبِيهَا مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَتُقِرُّ بِها أَعْيُنَ ذُرِّيَّتِها، وَأبْلِغْهُمْ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ .

ص: 113

الصَّلاة على الإِمامين الحسن والحسين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَبْدَيْكَ وَوَلِيَّيْكَ وَابْنَيْ رَسُولِكَ وَسِبْطَي الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلادِ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنِ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ وَوَصِيِّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّيَنَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَمِينُ اللَّهِ وَابْنُ أَمِينِهِ عِشْتَ مَظْلُوماً وَمَضْيَت شَهِيداً، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمَامُ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ قَتِيلِ الكَفَرَةِ وَطَرِيحِ الفَجَرَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ مُوقِناً أَنَّكَ أَمِينُ اللَّهِ وَابْنُ أَمِينِهِ قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَمَضْيَت شَهِيداً، وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَعالى الطَّالِبُ بِثأرِكَ وَمُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ فِي هَلاكِ عَدُوِّكَ وَإِظْهارِ دَعْوَتِكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتى أَتاكَ اليَّقِينُ. لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَذَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَلَّبَتْ عَلَيْكَ، وَأَبْرأُ إِلَى اللَّهِ تَعالى مِمَّنْ أَكْذَبَكَ وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا أبا عَبْدِ اللَّهِ لَعَنَ اللَّهُ قاتِلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ خاذِلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ واعِيَتَكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَلَمْ يَنْصُرْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبى نِساءَكَ؛ أَنا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَمِمَّنْ وَالاهُمْ وَمَالَأَهُمْ وَأَعانَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَالأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَبابُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ

ص: 114

مُؤْمِنٌ وَبِمَنْزِلَتِكُمْ مُوقِنٌ وَلَكُمْ تابِعٌ بِذاتِ نَفْسِي وَشَرائِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي فِي دُنْيايَ وَآخِرَتِي .

الصَّلاة على الإمام علي بن الحسين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ سَيِّدِ العابِدِينَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَجَعَلْتَ مِنْهُ أَئِمَّةَ الهُدى الَّذِينَ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ، اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَاصْطَفَيْتَهُ وَجَعَلْتَهُ هادِياً مَهْدِيّاً، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ حَتى تَبْلُغَ بِهِ ما تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.

الصَّلاة على الإمام محمّد بن علي عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ العِلْمِ وَإِمامِ الهُدى وَقائِدِ أَهْلِ التَّقْوى وَالمُنْتَجَبِ مِنْ عِبادِكَ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ وَمَناراً لِبِلادِكَ وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِكَ وَمُتَرْجِماً لِوَحْيِكَ وَأَمَرْتَ بِطاعَتِهِ وَحَذَّرْتَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ وأَصْفِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأُمَنائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .

الصَّلاة على الإمام جعفر بن محمّد عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ خازِنِ العِلْمِ الدَّاعي إِلَيْكَ بِالحَقِّ النُّورِ المُبِينِ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَوَحْيِكَ وَخازِنَ عِلْمِكَ وَلِسانَ تَوْحِيدِكَ وَوَلِيَّ أَمْرِكَ وَمُسْتَحْفِظَ دِينِكَ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

الصَّلاة على الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الأَمِينِ المُؤْتَمَنِ مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ البَرِّ الوَفِيِّ الطَّاهِرِ

ص: 115

الزَّكِيّ النُورِ المُبِينِ المُجْتَهِدِ المُحْتَسِبِ الصَّابِرِ عَلى الأذى فِيكَ، اللّهُمَّ وَكَما بَلَّغَ عَنْ آبائِهِ ما اسْتُودِعَ مِنْ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ وَحَمَلَ عَلى المَحَجَّةِ وَكابَدَ أَهْلَ العِزَّةِ وَالشِّدَّةِ فِيما كانَ يَلْقى مِنْ جُهَّالِ قَوْمِهِ، رَبِّ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِمَّنْ أَطاعَكَ وَنَصَحَ لِعِبادِكَ إِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ .

الصلاة على الإمام علي بن موسى عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى الرِّضَا الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ وَرَضَّيْتَ بِهِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ وَقائِماً بِأَمْرِكَ وَناصِراً لِدِينِكَ وَشاهِداً عَلى عِبادِكَ، وَكَما نَصَحَ لَهُمْ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ وَدَعا إِلى سَبِيلِكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ .

الصَّلاة على الإمام محمّد بن علي بن موسى عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسى عَلَمِ التُّقى وَنُورِ الهُدى وَمَعْدِنِ الوَفاءِ وَفَرْعِ الأَزْكِياءِ وَخَلِيفَةِ الأَوْصِياء وَأَمِينِكَ عَلى وَحْيِكَ، اللّهُمَّ وَكَما هَدَيْتَ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ مِنَ الحِيرَةِ وَأَرْشَدْتَ بِهِ مَنِ اهْتَدى وَزَكَّيْتَ بِهِ مَنْ تَزَكّى فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.

الصَّلاة على الإمام علي بن محمّد عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَصِيِّ الأَوْصِياء وَإِمامِ الأَتْقِياءِ وَخَلَفِ أَئِمَّةِ الدِّينِ وَالحُجَّةِ عَلى الخَلائِقِ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ كَما جَعَلْتَهُ

ص: 116

نُوراً يَسْتَضِيءُ بِهِ المُؤْمِنُونَ فَبَشَّرَ بِالجَزِيلِ مِنْ ثَوابكَ وَأَنْذَرَ بِالأَلِيمِ مِنْ عِقابِكَ وَحَذَّرَ بَأسَكَ وَذَكَّرَ بآياتِكَ، وَأَحَلَّ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَبَيَّنَ شَرائِعَكَ وَفَرائِضَكَ وَحَضَّ عَلى عِبادَتِكَ وَأَمَرَ بِطاعَتِكَ وَنَهَى عَنْ مَعْصِيَتِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ يا إلهَ العالَمِينَ .

قال الراوي أبو محمّد اليمني: فلمّا انتهيت إلى الصَّلاة عليه أمسك، فقلت له في ذلك. فقال: لولا أنّه دين أُمِرنا أن نبلِّغه ونؤدّيه إلى أهله لأحبَبْت الإمساك ولكنّه الدّين اكتب به.

الصَّلاة على الإمام الحسن بن علي بن محمّد عَلَیْهِمُ السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ البَرِّ التَّقِيِّ الصَّادِقِ الوَفِيِّ النُورِ المُضِيءِ، خازِنِ عِلْمِكَ وَالمُذَكِّرِ بِتَوْحِيدِكَ وَوَلِيِّ أمْرِكَ وَخَلَفِ أئِمَّةِ الدِّينِ الهُداةِ الرَّاشِدِينَ وَالحُجَّةِ عَلى أهْلِ الدُّنْيا، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ وَأَوْلادِ رُسُلِكَ يا إلهَ العالَمِينَ .

الصَّلاة على وليّ الأمر المنتظر عَلَیْهِ السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً، اللّهُمَّ انْتَصِرْ بِهِ لِدِينِكَ وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِياءَكَ وَأَوْلِياءَهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ وَمِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ

ص: 117

وَانْصُرْ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الكُفَّارَ وَالمُنافِقِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَامْلأ بِهِ الأَرْضَ عَدْلاً وَأَظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَاجْعَلْنِي اللَّهُمَّ مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ وَأَرِنِي فِي آل مُحَمَّدٍ ما يَأْمَلُونَ وَفِي عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ .

دعاء الندبة

العاشر: أَن يقرأ دُعاء النُّدبة.

ويُستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة (أي عيد الفطر والأضحى والغدير ويوم الجمعة) وهو:

دعاء الندبة

الحَمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسليماً، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ فِي أَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدِينِكَ إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذِي لا زَوالَ لَهُ وَلا اضْمِحْلالَ، بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ وَأَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُم بِوَحْيِكَ وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ وَجَعَلْتَهُمُ الذَّرِيعَةَ إِلَيْكَ وَالوَسِيلَةَ إِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ إِلى أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ فِي فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَلِيلاً وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرينَ فَأَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْلِيماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ رِدْءاً وَوَزِيراً، وَبَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنَ غَيْرِ أَبٍ

ص: 118

وَآتَيْتَهُ البَيِّناتِ وَأيَّدْتَهُ بِرُوحِ القُدُسِ، وَكُلٌ شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً وَتَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِياءَ مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ إِلى مُدَّةٍ إِقامَةً لِدِينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلاَّ يَزُولَ الحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الباطِلُ عَلى أَهْلِهِ وَلا يَقُولَ أَحَدٌ لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَأَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى، إِلى أَنِ انْتَهَيْتَ بِالأَمْرِ إِلى حَبِيبِكَ وَنَجِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَكانَ كَما انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ وصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ وَأَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ وَأَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ. قَدَّمْتَهُ عَلى أَنْبِيائِكَ وَبَعَثْتَهُ إِلى الثَّقَلَينِ مِنْ عِبادِكَ وَأَوْطأْتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ وَسَخَّرْتَ لَهُ البُراقَ وَعرَجْتَ بِهِ إِلى سَمائِكَ وَأوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ إِلى انْقَضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَالمُسَوِّمِينَ مِن مَلائِكَتِكَ وَوَعَدْتَهُ أَنْ تُظْهِرَ دِينَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، وَذلِكَ بَعْدَ أَنْ بَوَّأْتَهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِهِ وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلْتَ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً. ثُمَّ جَعَلْتَ أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ: قُلْ لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى، وَقُلْتَ: مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ، وَقُلْتَ: مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شآءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً؛ فَكانُوا هُمُ السَّبِيلَ إِلَيْكَ وَالمَسْلَكَ إِلى رِضْوانِكَ. فَلَمّا انْقَضَتْ أَيّامُهُ أَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً إِذْ كانَ هُوَ المُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ،

ص: 119

فَقالَ وَالمَلَأُ أَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَقالَ: مَنْ كُنْتُ أَنا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُهُ، وَقَالَ: أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَسائِرُ النَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَأَحَلَّهُ مَحلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى فَقالَ لَهُ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى إِلاّ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، وَأحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الأَبْوَابَ إِلاّ بابَهُ ثُمَّ أَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعَلِيٌّ بابُها فَمَنْ أَرادَ المَدِينَةَ وَالحِكْمَةَ فَلْيَأْتِها مِنْ بابِها. ثُمَ قال لَهُ: أَنْتَ أَخِي وَوَصِيِّي وَوَارِثِي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمِي وَدَمُكَ مِنْ دَمِي وَسِلْمُكَ سِلْمِي وَحَرْبُكَ حَرْبِي، وَالإيْمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمِي وَدَمِي، وَأَنْتَ غَداً عَلى الحَوْضِ مَعِي وَأَنْتَ خَلِيفَتِي وَأَنْتَ تَقْضِي دَيْنِي وَتُنْجِزُ عِداتِي، وَشِيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلِي فِي الجَنَّةِ وَهُمْ جِيرانِي، وَلَوْلا أَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ المُؤْمِنُونَ بَعْدِي. وَكانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَنُوراً مِنَ العَمى وَحَبْلَ اللَّهِ المَتِينَ وَصِراطَهُ المُسْتَقِيمَ لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ فِي رَحِمٍ وَلا بِسابِقَةٍ فِي دِينٍ وَلا يُلْحَقُ فِي مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما وَيُقاتِلُ عَلى التَأوِيلِ وَلا تَأخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ؛ قَدْ وَتَرَ فِيهِ صَناديدَ العَرَبِ وَقَتَلَ أَبْطالَهُمْ وَناوَشَ ذُؤْبانَهُمْ فَأَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ أَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَأَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَأَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ حَتى قَتَلَ النَّاكِثِينَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ. وَلَمَّا قَضى نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ أَشْقى الآخِرينَ يَتْبَعُ أَشْقَى الأوّلِينَ لَمْ

ص: 120

يُمْتَثَلْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِي الهادِينَ بَعْدَ الهادِينَ، وَالأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَإِقْصاءِ وُلْدِهِ إِلاّ القَلِيلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الحَقِّ فِيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَأُقْصِيَ مَنْ أُقْصِيَ وَجَرى القَضَاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ المَثُوبَةِ، إِذْ كانَتِ الأَرْضُ للَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَالعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَسُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. فَعَلى الأَطائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الباكُونَ وَإِيّاهُمْ فَليَنْدُبِ النّادِبُونَ وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتُذْرَفِ الدُّمُوعُ وَلِيَصْرُخِ الصارِخُونَ وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ وَيَعِجَّ العاجُّونَ! أَيْنَ الحَسَنُ أَيْنَ الحُسَيْنُ أَيْنَ أَبْناءُ الحُسَيْنِ؟ صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ! أَيْنَ السَّبِيلُ بَعْدَ السَّبِيلِ أَيْنَ الخِيَرَةُ بَعْدَ الخِيَرَةِ؟ أَيْنَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ؟ أَيْنَ الأَقْمارُ المُنِيرَةُ؟ أَيْنَ الأَنْجُمُ الزّاهِرَةُ؟ أَيْنَ أَعْلامُ الدِّينِ وَقَواعِدُ العِلْمِ؟ أَيْنَ بَقِيَّةُ اللَّهِ الَّتِي لا تَخْلُو مِنَ العِتْرَةِ الهادِيَةِ؟ أَيْنَ المُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ؟ أَيْنَ المُنَتَظَرُ لإِقامَةِ الأَمْتِ وَالعِوَجِ؟ أَيْنَ المُرْتَجى لإِزالَةِ الجَوْرِ وَالعُدْوانِ؟ أَيْنَ المُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ؟ أَيْنَ المُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّرِيعَةِ؟ أَيْنَ المُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الكِتابِ وَحُدُودِهِ؟ أَيْنَ مُحْيِي مَعالِمِ الدِّينِ وَأَهْلِهِ؟ أَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ المُعْتَدِينَ؟ أَيْنَ هادِمُ أَبْنِيَةِ الشِرْكِ وَالنِّفاقِ؟ أَيْنَ مُبِيدُ أَهْلِ الفُسُوقِ وَالعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ؟ أَيْنَ حاصِدُ فُروعِ الغَيِّ وَالشِّقاقِ؟ أَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالأهواء؟ أَيْنَ قاطِعُ حَبائِلَ الكِذْبِ وَالاِفْتِراءِ؟ أَيْنَ مُبِيدُ العُتاةِ وَالمَرَدَةِ؟ أَيْنَ مُسْتَأصِلُ أَهْلِ العِنادِ وَالتَّضْلِيلِ وَالإِلْحَادِ؟ أَيْنَ

ص: 121

مُعِزُّ الأوْلِياءِ وَمُذِلُّ الأَعْدَاءِ؟ أَيْنَ جامِعُ الكَلِمَةِ عَلى التَّقْوى؟ أَيْنَ بابُ اللَّهِ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتى؟ أَيْنَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي إِلَيْهِ يَتَوجَّهُ الأوْلِياءُ؟ أَيْنَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ؟ أَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الهُدى؟ أَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا؟ أَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الأَنْبِياءِ وَأَبْناءِ الأَنْبِياءِ؟ أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلاَء؟ أَيْنَ المَنْصُورُ عَلى مَنْ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى؟ أَيْنَ المُضْطَرُّ الَّذِي يُجابُ إِذا دَعا؟ أَيْنَ صَدْرُ الخَلائِقِ ذُو البِرِّ وَالتَّقْوى؟ أَيْنَ ابْنُ النَّبِيِّ المُصْطَفى وَابْنُ عَلِيٍّ المُرْتَضى وَابْنُ خَدِيجَةَ الغَرَّاءِ وَابنُ فاطِمَةَ الكُبْرى؟! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي لَكَ الوِقاءُ وَالحِمَى، يَا ابْنَ السّادَةِ المُقَرَّبِينَ يَا ابْنَ النُجباءِ الأَكْرَمِينَ يَا ابْنَ الهُداةِ المَهْدِيِّينَ يَا ابْنَ الخِيَرَةِ المُهَذَّبِينَ يَا ابْنَ الغَطارِفَةِ الأَنْجَبِينَ يَا ابْنَ الأَطائِبِ المُطَهَّرِينَ يَا ابْنَ الخَضارِمَةِ المُنْتَجَبِينَ يَا ابْنَ القَماقِمَةِ الأَكْرَمِينَ، يَا ابْنَ البُدُورِ المُنِيرَةِ يَا ابْنَ السُّرُجِ المُضِيئَةِ يَا ابْنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ يَا ابْنَ الأَنْجُمِ الزَّاهِرَةِ يَا ابْنَ السُّبُلِ الواضِحَةِ يَا ابْنَ الأَعْلاَمِ اللائِحَةِ، يَا ابْنَ العُلُومِ الكامِلَةِ يَا ابْنَ السُّنَنِ المَشْهُورَةِ يَا ابْنَ المَعالِمِ المَأثُورَةِ يَا ابْنَ المُعْجِزاتِ المَوْجُودَةِ يَا ابْنَ الدَّلائِلِ المَشْهُودَةِ، يَا ابْنَ الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ يَا ابْنَ النَّبَأ العَظِيمِ يَا ابْنَ مَنْ هُوَ فِي أُمِّ الكِتابِ لَدَى اللَّهِ عَلِيٌّ حَكِيمٌ، يَا ابْنَ الآيَاتِ وَالبَيِّناتِ يَا ابْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ يَا ابْنَ البَراهِينِ الواضِحاتِ الباهِراتِ يَا ابْنَ الحُجَجِ البالِغاتِ يَا ابْنَ النِّعَمِ السَّابِغاتِ يَا ابْنَ طهَ وَالمُحْكَماتِ يَا ابْنَ يسَّ وَالذّارِياتِ يَا ابْنَ الطُّورِ وَالعادِياتِ، يَا ابْنَ مَنْ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى دُنُواً

ص: 122

وَاقْتِراباً مِنَ العَلِيِّ الأَعْلى! لَيْتَ شِعْرِي أين اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرى؟! أَبِرَضْوى أَوْ غَيْرِها أَمْ ذِي طُوى؟! عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرى الخَلْقَ وَلا تُرى وَلا أَسْمَعُ لَكَ حَسِيساً وَلا نَجْوى، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحِيطَ بِكَ دُونِيَ البَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنِّي ضَجِيجٌ وَلا شَكْوى. بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ عَنّا بِنَفْسِي أَنْتَ أُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّى مِنْ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ عَقِيدِ عِزٍّ لايُسامى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ أَثِيلِ مَجْدٍ لا يُجازَى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَصِيفِ شَرَفٍ لا يُساوى ! إِلى مَتى أَحارُ فِيكَ يا مَوْلايَ وَإِلى مَتَى وَأَيُّ خِطابٍ أَصِفُ فِيكَ وَأيُّ نَجْوى؟ عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أُجابَ دُونَكَ وَأُناغى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الوَرى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِن مُعينٍ فَأُطِيلَ مَعَهُ العَوِيلَ وَالبُكاءَ هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَأُساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا هَلْ قَذِيَتْ عَينٌ فَساعَدَتْها عَيْنِي عَلَى القَذى هَلْ إِلَيْكَ يَا ابْنَ أَحْمَدَ سَبِيلٌ فَتُلْقى هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى؟ مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى مَتى نَنْتَفِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى مَتى نُغادِيكَ وَنُراوِحُكَ فَتُقَرُّ عُيُونُنا مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ؟ تُرى أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَؤُمُّ المَلَأَ وَقَدْ مَلَأْتَ الأَرْضَ عَدْلاً وَأَذَقْتَ أَعْداءَكَ هَواناً وَعِقاباً وَأَبَرْتَ العُتاةَ وَجَحَدةَ الحَقِّ وَقَطَعْتَ دابِرَ المُتَكَبِّرِينَ وَاجْتَثَثْتَ أُصُولَ الظَّالِمِينَ، وَنَحْنُ نَقُولُ: الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، اللّهُمَّ أَنْتَ كَشَّافُ الكُرَبِ وَالبَلْوى وَإِلَيْكَ أَسْتَعْدِي فَعِنْدَكَ العَدْوى وَأَنْتَ رَبُّ الآخِرةِ وَالأُولَى فَأَغِثْ يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَلانِهايَةَ لِمَدَدِها وَلا نَفادَ لأَمَدِها، اللَّهُمَّ وَأَقِمْ بِهِ الحَقَّ وَأدْحِضْ بِهِ الباطِلَ وَأَدِلْ بِهِ أَوْلِياءَكَ وَأَذْلِلْ بِهِ أَعْداءَكَ، وَصِلِ اللَّهُمَّ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدِّي إِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ وَيَمْكُثُ فِي ظِلِّهِمْ وَأَعِنّاعَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ وَالاجْتِهادِ فِي طاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ وَهَبْ لَنا رَأفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدَعاءَهُ وَخَيْرَهُ ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقْبُولَةً وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً وَدُعَاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَاجْعَلْ أَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً وَهُمُومَنا بِهِ مَكَفِيَّةً وَحَوائِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَأَقْبِلْ إِلَيْنا بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا إِلَيْكَ وَانْظُرْ إِلَيْنا نَظْرَةً رَحِيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِها الكَرامَةَ عِنْدَكَ ثُمَّ لا تَصْرِفْهَا عَنَّا

ص: 123

عُبَيْدَكَ المُبْتَلى وَأَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَدِيدَ القُوى وَأَزِلْ عَنْهُ بِهِ الأسى وَالجَوى وَبَرِّدْ غَلِيلَهُ يَا مَن عَلى العَرْشِ اسْتَوى وَمَن إِلَيْهِ الرُّجْعى وَالمُنْتَهى، اللّهُمَّ وَنَحنُ عَبِيدَكَ التّائِقُونَ إِلى وَلِيِّكِ المُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً وَأَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً وَجَعَلْتَهُ لِلمُؤْمِنِينَ مِنّا إِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً وَزِدْنا بِذلِكَ يا رَبِّ إِكْراماً وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْدِيمِكَ إِيّاهُ أَمامَنا حَتى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَداء مِنْ خُلَصائِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَرَسُولِكَ السَّيِّدِ الأَكْبَرِ وَعَلى أَبِيهِ السَّيِّدِ الأَصْغَرِ وَجَدَّتِهِ الصِّدِّيقَةِ الكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَعَلى مَنْ اصْطَفَيْتَ مِن آبائِهِ البَرَرَةِ وَعَلَيْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأَتَمَّ وَأَدْوَمَ وَأَكْبَرَ وَأَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ

ص: 124

بِجُودِكَ، وَاسْقِنا مِنْ حَوضِ جَدِّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِكَأسِهِ وَبِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنِيئاً سائِغاً لا ظَمأَ بَعْدَهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

الدّعاء لإمام العصر اللَّهم ادفع عن وليّك

الحادي عشر:الدّعاء لسيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان (عجل اللَّهُ فرجه).روى يونس بن عبد الرحمن عن الرضا (صلوات اللَّهِ عليه)، أنّه كان يأمر بالدّعاء لصاحب الأمر عَلَیْهِ السَّلَامُ، بهذا الدّعاء:

اللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَلِسانِكَ المُعَبِّرِ عَنْكَ وَالنَّاطِقِ بِحُكْمِكَ وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ بِإِذْنِكَ وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ الجَحْجاحِ المُجاهِدِ العائِذِ بِكَ العابِدِ عِنْدَكَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذِي لا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآباءَهُ وَأَئِمَّتَكَ وَدَعائِمَ دِينِكَ، وَاجْعَلْهُ فِي وَدِيعَتِكَ الَّتِي لا تَضِيعُ وَفي جِوارِكَ الَّذِي لا يُخْفَرُ وَفِي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذِي لا يُقْهَرُ وَآمِنْهُ بِأَمانِكَ الوَثِيقِ الَّذِي لا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ فِي كَنَفِكَ الَّذِي لا يُرامُ مَنْ كانَ فِيهِ وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ العَزِيزِ وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الغالِبِ وَقُوِّهِ بِقُوَّتِكَ وَارْدِفْهُ بِمَلائِكَتِكَ، وَوَالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الحَصِينَةَ وَحُفَّهُ بِالمَلائِكَةِ حَفّاً. اللّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ وَارْتُقْ بِهِ الفَتْقَ وَأَمِتْ بِهِ الجَوْرَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الأَرْضَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبُ وَقَوِّ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ وَدَمْدِمْ مَنْ نَصَبَ لَهُ وَدَمِّرْ مَنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَعُمُدَهُ وَدَعائِمَهُ وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ البِدَعِ وَمُمِيتَةَ السُّنَّةِ وَمُقَوِّيَةَ الباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الجَبّارِينَ وَأَبِرْ بِهِ الكافِرِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ فِي

ص: 125

مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِهاوَجَبَلِها حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً وَلا تُبْقِي لَهُمْ آثاراً، اللّهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَأَعِزَّ بِهِ المُؤْمِنِينَ وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ المُرْسَلِينَ وَدارِسَ حُكْمِ النَّبِيِّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ ما امْتَحى مِنْ دِينِكَ وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتّى تُعِيدَ دِينَكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَدِيداً غَضّاً مَحْضاً صَحِيحاً لاعِوَجَ فِيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتّى تُنِيرَ بِعَدْلِهِ ظُلْمَ الجَوْرِ وَتُطْفِئَ بِهِ نِيرانَ الكُفْرِ وَتُوَضِّحَ بِهِ مَعاقِدَ الحَقِّ وَمَجْهُولَ العَدْلِ؛ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى غَيْبِكَ وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأْتَهُ مِنَ العُيُوبِ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اللّهُمَّ فَإِنّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلا أَتى حَوْباً وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً وَلَمْ يَضَيِّعْ لَكَ طاعَةً وَلَمْ يَهْتِكَ لَكَ حُرْمَةً وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَرِيضَةً وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَرِيعَةً، وَأَنَّهُ الهادِي المُهْتَدِي الطَّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، اللّهُمَّ أعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَذرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ وَجَمِيعِ رَعِيَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ المُمْلَكاتِ كُلِّها قَرِيبِها وَبَعِيدِها وَعَزِيزِها وَذَلِيلِها حَتّى تُجْرِيَ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ وَيَغْلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ، اللّهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الهُدى وَالمَحَجَّةَ العُظْمى وَالطَّرِيقَةَ الوُسْطى الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْها الغالِي وَيَلْحَقُ بِها التَّالِي، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ وَاجْعَلنا فِي حِزْبِهِ القَوَّامِينَ بِأَمْرِهِ الصَّابِرِينَ مَعَهُ الطَّالِبِينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ حَتّى تَحْشُرَنا يَوْمَ القِيامَةِ فِي أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ، اللّهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ

ص: 126

وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ حَتّى لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ وَلا نَطْلُبَ بِهِ إِلاّ وَجْهَكَ وَحَتّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ وَتَجْعَلَنا فِي الجَنَّةِ مَعَهُ، وَأَعِذْنا مِنْ السَّآمةِ وَالكَسَلِ وَالفَتْرَةِ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا فَإِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسِيرٌ وَهُوَ عَلَيْنا كَثِيرٌ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وِلاةِ عَهْدِهِ الأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ وَزِدْ فِي آجالِهِمْ وَأَعِزَّ نَصْرَهُمْ وَتَمِّمْ لَهُمْ ما أَسْنَدْتَ إِلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِكَ لَهُمْ وَثَبِّتْ دَعائِمَهُم، وَاجْعَلْنا لَهُمْ أَعْوانا وَعَلى دِينِكَ أَنْصاراً، فَإِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ وَخُزَّانُ عِلْمِكَ وَأَرْكانُ تَوْحِيدِكَ وَدَعائِمُ دِينِكَ وَوُلاةُ أَمْرِكَ وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ وَأَوْلِياؤُكَ وَسَلائِلُ أَوْلِيائِكَ وَصَفْوَةُ أَوْلادِ نَبِيِّكَ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

الثاني عشر: يستحب قراءة سورة (المؤمنون) وسورة (الأحقاف).

الدّعاء عند الزوال يوم الجمعة

الثالث عشر: عن المصباح فإذا زالت الشمس، فليدع بما رواه محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ:

لا إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.

ثم يقول: يا سَابِغَ النِّعَمِ، يا دَافِعَ النِّقَمِ، يا بَارِىَء النَّسَمِ، يا عَلِيَّ الْهِمَمِ، يا مُغْشِيَ الظُّلَمِ، يا ذا الْجُوْدِ وَالْكَرَمِ، يا كَاشِفَ الضُّرِّ وَالأَلَمِ، يا مُؤْنِسَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ، يا عَالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ، وَذِكْرُهُ شِفَاءٌ،

ص: 127

وَطَاعَتُهُ غَناءٌ، ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مَالِهِ الرَّجاءُ، وَسِلاَحُهُ الْبُكاءُ. سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، يا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

الرابع عشر: أن يقرأ في الركعة الأولى من صلاة الظهر بعد سورة (الحمد) سورة (الجمعة) وفي الركعة الثانية بعد سورة (الحمد) سورة (المنافقون) وفي الركعة الأولى من صلاة العصر بعد سورة (الحمد) سورة (الجمعة) وفي الثانية بعد سورة (الحمد) سورة (التوحيد).

صلاة بين الظهر والعصر يوم الجمعة

الخامس عشر: صلاة في يوم الجمعة بين الظهر والعصر ذكرها في مصباح الكفعمي:

روي عنهم عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أنّ من صلّى الظهر يوم الجمعة، وصلّى بعدها ركعتين يقرأ فيهما سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) سبع مرّات، وقال بعد فراغه منها:

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ الَّتِي حَشْوُهَا البَرَكَةُ وَعُمَّارُهَا المَلاَئِكَةُ مَعَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَأَبَينَا إبْرَاهِيمَ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ.

لم تضرّه بليّة، ولم تصبه فتنة إلى الجمعة الأخرى وجمع الله بينه وبين محمّد وإبراهيم عَلَیْهِمَا السَّلَامُ.

الدّعاء في زمان الغيبة بعد صلاة العصر

السادس عشر:قراءة الدعاء الوارد فی زمان الغیبة وهودعاء(اللّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ)بعد صلاة العصر.

رُوِی بسند معتبر أنَّ الشیخ ابا عمرو،النائب الاول من نوّاب امام العصر، صلوات الله علیه، أملی هذا الدعاء ابوعلی محمدبن همام وامره ان یدعو به،وقد ذکر الدعاء السید بن طاووس فی کتاب(جمال الاسبوع)وقال: وإذا كان لك عذر عن كلّ ما ذكرناه، فاحذر أن تهمل هذا الدّعاء، فإنّا قد عرفناه من فضل اللَّهِ جلَّ جلاله الذي خصّنا به، فاعتمد عليه، وهو هذا الدّعاء:

ص: 128

اللّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ، اللّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي، اللّهُمَّ لا تُمِتْنِي مِيْتَةً جاهِلِيَّةً وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، اللّهُمَّ فَكَما هَدَيْتَنِي لِوِلايَةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتّى والَيْتُ وُلاةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَالحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَعَلَيَّاً وَمُحَمَّداً وَجَعْفَراً وَمُوسى وَعَلَيَّاً وَمُحَمَّداً وَعَلَيَّاً وَالحَسَنَ وَالحُجَّةَ القائِمَ المَهْدِيَّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَلَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ وَعافِنِي مِمّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَثَبِّتْنِي عَلى طاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ، الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ وَبِإِذْنِكَ غابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ وَأَمْرَكَ يَنْتَظِرُ، وَأَنْتَ العالِمُ غَيْرُ المُعَلَّمِ بِالوَقْتِ الَّذِي فِيهِ صَلاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي الإِذْنِ لَهُ بِإِظْهارِ أَمْرِهِ وَكَشْفِ سِتْرِهِ، فَصَبِّرْنِي عَلى ذلِكَ حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ وَلا تَأْخِيرَ ما عَجَّلْتَ وَلا كَشْفَ ما سَتَرْتَ وَلا البَحْثَ عَمّا كَتَمْتَ وَلا أُنازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ وَلا أَقُولَ: لِمَ وَكَيْفَ وَما بالُ وَلِيِّ الأَمْرِ لا يَظْهَرُ وَقَدْ امْتَلَأَتِ الأَرْضُ مِنَ الجَوْرِ؟! وَأُفَوِّضُ أُمُورِي كُلَّها إِلَيْكَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَنِي وَلِيَّ أَمْرِكَ ظاهِراً نافِذَ الأَمْرِ مَعَ عِلْمِي بِأَنَّ لَكَ السُّلْطانَ وَالقُدْرَةَ وَالبُرْهانَ وَالحُجَّةَ وَالمَشِيَّةَ وَالحَوْلَ وَالقُوَّةَ فَافْعَلْ ذلِكَ بِي وَبِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ، حَتّى نَنْظُرَ إِلى وَلِيِّ أَمْرِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ ظاهِرَ المَقالَةِ وَاضِحَ الدَّلالَةِ هادِياً مِنَ الضَّلالَةِ شافِياً مِنَ الجَهالَةِ، أَبْرِزْ

ص: 129

يا رَبِّ مُشاهَدَتَهُ وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَقِرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ، وَأَقِمْنا بِخِدْمَتِهِ وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ، اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ ما خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذِي لا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ عَلَیهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ، اللّهُمَّ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ وَزِدْ فِي أَجَلِهِ وَأَعِنْهُ عَلى ماوَلَّيْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ وَزِدْ فِي كَرامَتِكَ لَهُ، فَإِنَّهُ الهادِي المَهْدِيُّ وَالقائِمُ المُهْتَدِي وَالطَّاهِرُ التَّقِيُّ الزَّكِيُّ النَقِيُّ الرَّضِيُّ المَرْضِيُّ الصَّابِرُ الشَّكُورُ المُجْتَهِدُ، اللّهُمَّ وَلا تَسْلُبْنا اليَقِينَ لِطُولِ الأَمَدِ فِي غَيْبَتِهِ وَانْقِطاعِ خَبَرِهِ عَنّا وَلا تُنْسِنا ذِكْرَهُ وَانْتِظارَهُ وَالإِيمَانَ بِهِ وَقُوَّةَ اليَقِينِ فِي ظُهُورِهِ وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصَّلاةَ عَلَيْهِ حَتّى لا يُقَنِّطَنا طُولُ غَيْبَتِهِ مِنْ قِيامِهِ وَيَكُونَ يَقِينُنا فِي ذلِكَ كَيَقِينِنا فِي قِيامِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَما جاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَتَنْزِيلِكَ، اللَّهُمَّ وَقَوِّ قُلُوبَنا عَلى الإِيمَانِ بِهِ حَتّى تَسْلُكَ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الهُدى وَالمَحَجَّةَ العُظْمى وَالطَّرِيقَةَ الوُسْطى، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ وَثَبِّتْنا عَلى مُتابَعَتِهِ وَاجْعَلْنا فِي حِزْبِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ وَلا تَسْلُبْنا ذلِكَ فِي حَياتِنا وَلا عِنْدَ وَفاتِنا حَتّى تَتَوَفَّانا وَنَحْنُ عَلى ذلِكَ، لا شاكِّينَ وَلا ناكِثِينَ وَلا مُرْتابِينَ وَلا مُكَذِّبِينَ. اللّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ وَدَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ وَأَظْهِرْ بِهِ الحَقَّ وَأَمِتْ بِهِ الجَوْرَ وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبادَكَ المُؤْمِنِينَ مِنَ الذُّلِّ، وَأَنْعِشْ بِهِ البِلادَ وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَذَلِّلْ

ص: 130

بِهِ الجَبَّارِينَ وَالكافِرِينَ وَأَبِرْ بِهِ المُنافِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَجَمِيعَ المُخالِفِينَ وَالمُلْحِدِينَ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيّاراً وَلا تُبْقِيَ لَهُمْ آثاراً، طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبادِكَ، وَجَدِّدْ بِهِ ما امْتَحى مِنْ دِينِكَ وَأَصْلِحْ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ حَتّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً لا عِوَجَ فِيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ حَتّى تُطْفِيَ بِعَدْلِهِ نِيرانَ الكافِرِينَ، فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَارْتَضَيْتَهُ لِنَصْرِ دِينِكَ وَاصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأْتَهُ مِنَ العُيُوبِ وَأَطْلَعْتَهُ عَلى الغُيُوبِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ وَعَلى شِيعَتِهِ المُنْتَجَبِينَ وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمالِهِمْ ما يَأْمَلُونَ، وَاجْعَلْ ذلِكَ مِنَّا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ حَتّى لا نُرِيدَ بِهِ غَيْرَكَ وَلا نَطْلُبَ بِهِ إِلاّ وَجْهَكَ، اللّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا وَغَيْبَةَ إِمامِنا وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا وَوُقُوعَ الفِتَنِ بِنا وَتَظاهُرَ الأعْداءِ عَلَيْنا وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا وَقِلَّةَ عَدَدِنا، اللّهُمَّ فَافْرُجْ ذلِكَ عَنّا بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ وَإِمامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ، اللّهُمَّ إِنّانَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّكَ فِي إِظْهارِ عَدْلِكَ فِي عِبادِكَ وَقَتْلِ أَعْدائِكَ فِي بِلادِكَ، حَتّى لا تَدَعَ لِلْجَوْرِ يا رَبِّ دِعامَةً إِلاّ قَصَمْتَها وَلا بَقِيَّةً إِلاّ أَفْنَيْتَها وَلا قُوَّةً إِلاّ أَوْهَنْتَها وَلا رُكْناً إِلاّ هَدَمْتَهُ وَلا حَدّاً إِلاّ فَلَلْتَهُ وَلا سِلاحاً إِلاّ أَكْلَلْتَهُ وَلا رايَةً إِلاّ نَكَّسْتَها وَلا شُجاعاً إِلاّ قَتَلْتَهُ وَلا جَيْشاً إِلاّ خَذَلْتَهُ، وَارْمِهِمْ يا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ

ص: 131

القاطِعِ وَبَأْسِكَ الَّذِي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ، وَعَذِّبْ أَعْداءَكَ وَأَعْداءَ وَلِيِّكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِيَدِ وَلِيِّكَ وَأَيْدِي عِبادِكَ المُؤْمِنِينَ، اللّهُمَّ اكْفِ وَلِيَّكَ وَحُجَّتَكَ فِي أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَكَيْدَ مَنْ كَادَهُ وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ وَاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوءِ عَلى مَنْ أَرادَ بِهِ سُوءاً، وَاقْطَعْ عَنْهُ مادَّتَهُمْ وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ وَزَلْزِلْ أَقْدامَهُمْ وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبَغْتَةً وَشَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذابَكَ وَأَخْزِهِمْ فِي عِبادِكَ وَالعَنْهُمْ فِي بِلادِكَ وَأسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نارِكَ وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذابِكَ وَأَصْلِهِمْ ناراً وَاحْشُ قُبُورَ مَوْتاهُمْ ناراً وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ وَأَضَلُّوا عِبادَكَ وَأَخْرَبُوا بِلادَكَ، اللّهُمَّ فَأَحْيِ بِوَلِيِّكَ القُرْآنَ وَأَرِنا نُورَهُ سَرْمَداً لا لَيْلَ فِيهِ وَأَحْيِ بِهِ القُلُوبَ المَيِّتَةَ وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الوَغِرَةَ وَاجْمَعْ بِهِ الأَهْواءَ المُخْتَلِفَةَ عَلى الحَقِّ، وَأَقِمْ بِهِ الحُدُودَ المُعَطَّلَةَ وَالأَحْكامَ المُهْمَلَةَ حَتّى لا يَبْقى حَقٌّ إِلاّ ظَهَرَ وَلا عَدْلٌ إِلاّ زَهَرَ، وَاجْعَلْنا يا رَبِّ مِنْ أَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ وَالمُؤْتَمِرِينَ لأَمْرِهِ وَالرَّاِضينَ بِفِعْلِهِ وَالمُسَلِّمِينَ لأَحْكامِهِ وَمِمَّنْ لا حاجَةَ بِهِ إِلى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَنْتَ يا رَبِّ الَّذِي تَكْشِفُ الضُّرَّ وَتُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذا دَعاكَ وَتُنْجِي مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ فَاكْشِفِ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ وَاجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَما ضَمِنْتَ لَهُ. اللّهُمَّ وَلاَ تَجْعَلْنِي مِنْ خُصَماءِ آل مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ وَلا تَجْعَلْنِي مِنْ أعْداءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ وَلا تَجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الحَنْقِ وَالغَيْظِ عَلى آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ، فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذلِكَ فَأَعِذْنِي وَأَسْتَجِيرُ

ص: 132

بِكَ فَأَجِرْنِي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي بِهِمْ فائِزاً عِنْدَكَ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

صلاة أبي الحسن الضرّاب الأصفهانيّ بعد صلاة العصر

السابع عشر:أن يقرأ الصلاة الواردة عن أبي الحسن الضرّاب الأصفهانيّ، بعد صلاة العصر، وهي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، المُنْتَجَبِ فِي المِيثاقِ المُصْطَفى فِي الضِّلالِ المُطَهَّرِمِنْ كُلِّ آفَةٍ، البَريءِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، المُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ، المُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ المُفَوَّضِ إِلَيْهِ دِينُ اللَّهِ. اللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَضِئْ نُورَهُ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَعْطِهِ الفَضلَ وَالفَضِيلَةَ، وَالمَنْزِلَةَ وَالوَسِيلَةَ، وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأوّلونَ وَالآخرونَ، وَصَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَوارِثِ المُرْسَلِينَ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، وَسَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ الحُسَيْنِ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ،

ص: 133

وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى جَعْفَرٍ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى مُوسى بنِ جَعفَرٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ مُوسى إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ علِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الخَلَفِ الهادي المهديِّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الأَئِمَّةِ الهادِينَ، العُلَماءِ الصَّادِقِينَ الأَبْرارِ المُتَّقِينَ، دَعائِمِ دِينِكَ، وَأَرْكانِ تَوْحِيدِكَ، وَتراجِمَةِ وَحْيِكَ، وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخُلَفائِكَ فِي أَرْضِكَ، الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ، وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ، وَأَلْبَسْتَهُمْ نُورَكَ، وَرَفَعْتَهُمْ فِي مَلَكُوتِكَ، وَحَفَفْتَهُمْ بِملائِكَتِكَ، وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً كَثِيرَةً دائِمَةً طَيِّبَةً، لا يُحِيطُ بِها إِلاّ أَنْتَ وَلا يَسَعُها إِلاّ عِلْمُكَ، وَلا يُحْصِيها أَحَدٌ غَيْرُكَ. اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ المُحْيِي سُنَّتَكَ، القائِمِ بِأَمْرِكَ، الدَّاعِي إِلَيْكَ، الدَّلِيلِ عَلَيْكَ، حُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ. اللّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ، وَزَيِّنِ الأَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ. اللّهُمَّ اكْفِهِ بَغْيَ الحاسِدِينَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الكائِدِينَ، وَازْجُرْ عَنْهُ إِرادَةَ الظّالِمِينَ وَخَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِي الجَبّارِينَ. اللّهُمَّ أَعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَشِيعَتِهِ، وَرَعِيَّتِهِ وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ، وَعَدُوِّهِ وَجَمِيعَ أَهْلِ الدُّنْيا ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ

ص: 134

نَفْسَهُ، وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ما أَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ ما امْتَحى مِنْ دِيْنِكَ وَأَحْيِ بِهِ مابُدِّلَ مِنْ كِتابِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ ما غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ حَتَّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً خالِصاً مُخْلَصاً، لاشَكَّ فِيهِ وَلا شُبْهَةَ مَعَهُ، وَلا باطِلَ عِنْدَهُ، وَلا بِدْعَةَ لَدَيْهِ. اللّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ وَاهْدِمْ بِعِزَّتِهِ كُلَّ ضَلالَةٍ، وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ، وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نارٍ، وَأَهْلِكْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ كُلَّ جائِرٍ، وَأَجْرِ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَأَذِلَّ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلطانٍ. اللّهُمَّ أَذِلَّ كُلَّ مَنْ ناواهُ، وأَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عاداهُ وَامْكُرْ بِمَنْ كادَهُ، وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ، وَاسْتَهانَ بِأَمْرِهِ، وَسَعى فِي إِطْفاءِ نُورِهِ، وَأَرادَ إِخْمادَ ذِكْرِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ المُصْطَفى وَعَلِيٍّ المُرْتَضى، وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ، وَالحَسَنِ الرِّضا، وَالحُسَيْنِ المُصَفَّى، وَجَمِيعِ الأَوْصِياءِ مَصابِيحِ الدُّجى، وَأَعْلامِ الهُدى، وَمَنارِ التُّقى، وَالعُرْوَةِ الوُثْقى، وَالحَبْلِ المَتِينِ والصِّراطِ المُسْتَقِيمِ، وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَوُلاةِ عَهْدِكَ، وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَمُدَّ فِي أَعْمارِهِمْ، وَزِدْ فِي آجالِهِمْ، وَبَلِّغْهُمْ أَقْصى آمالِهِمْ دِيناً وَدُنْيا وَآخِرَةً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ .

دعاء العشرات، عصر يوم الجمعة

الثامن عشر: قراءة دعاء العشرات، عصر يوم الجمعة. وهو دعاء في غاية الاعتبار، وفي نسخ رواياته اختلاف. وهذا على نسخة مصباح الشيخ، ويُستحب الدّعاء به في كلِّ صباح ومساء، وأفضل أوقاته بعد العصر من يوم الجمعة:

بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ آناءَ

ص: 135

اللَّيْلِ وَأَطْرافَ النَّهارِ، سُبْحَانَ اللَّهِ بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ، سُبْحَانَ اللَّهِ بِالعَشِيِّ وَالإبكَارِ، سُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ، يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ، وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها، وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحانَ ذِي المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ، سُبْحانَ ذِي العِزَّةِ وَالجَبَرُوتِ، سُبْحانَ ذِي الكِبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ المَلِكِ الحَقِّ المُهَيْمِنِ القُدُّوسِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المَلِكِ الحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ، سُبْحَانَ اللَّهِ المَلِكِ الحَيِّ القُدُّوسِ، سُبْحانَ القائِمِ الدَّائِمِ، سُبْحانَ الدَّائِمِ القائِمِ، سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيمِ، سُبْحانَ رَبِّيَ الأَعْلى، سُبْحانَ الحَيِّ القَيُّومِ، سُبْحانَ العَلِيِّ الأَعْلى، سُبْحانَهُ وَتَعالى، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنا وَرَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحانَ الدائِمِ غَيْرِ الغافِلِ، سُبْحانَ العالِمِ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ، سُبْحانَ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى، سُبْحانَ الَّذِي يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَلا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ، وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبِيرُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَخَيْرٍ وَبَرَكَةٍ وَعافِيَةٍ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَخَيْرَكَ وَبَرَكاتِكَ وَعافِيَتَكَ بِنَجاةٍ مِنَ النَّارِ، وَأَرْزِقْنِي شُكْرَكَ وَعافِيَتِكَ وَفَضْلَكَ وَكَرامَتَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي. اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ، وَبِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَأَنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَسُكّانَ سَماواتِكَ وَأَرْضِكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ،

ص: 136

بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، تُحْيِي وَتُمِيتُ، وَتُمِيتُ وَتُحْيي، وَأَشْهَدُ أَنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النّارَ حَقٌّ وَالنُشُورَ حَقٌّ، وَالسّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ أَمِيرُ المُوْمِنِينَ حَقّاً حَقّاً، وَأَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ هُمُ الأَئِمَّةُ الهُداةُ المَهْدِيُّونَ، غَيْرُ الضّالِّينَ وَلا المُضِلِّينَ، وَأَنَّهُمْ أَوْلِياؤُكَ المُصْطَفَونَ، وَحِزْبُكَ الغالِبُونَ، وَصَفْوَتُكَ وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَنُجَباؤُكَ الَّذِينَ انْتَجَبْتَهُمْ لِدِينِكَ، وَاخْتَصَصْتَهُم مِنْ خَلْقِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ حُجَّةً عَلى العالَمِينَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ وَالسَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي هذِهِ الشَّهادَةَ عِنْدَكَ حَتَّى تُلَقِّنَنِيَها يَوْمَ القِيامَةِ وَأَنْتَ عَنِّي راضٍ إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً يَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَلا يَنْفَدُ آخِرُهُ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً تَضَعُ لَكَ السَّمَاءُ كَنَفَيْها، وَتُسَبِّحُ لَكَ الأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً سَرْمَداً أَبَداً لا انْقِطاعَ لَهُ وَلا نَفادَ وَلَكَ يَنْبَغِي وإِلَيْكَ يَنْتَهِي، فِيَّ وَعَلَيَّ وَلَدَيَّ وَمَعِي وَقَبْلِي وَبَعْدِي وَأَمامِي وَفَوْقِي وَتَحْتِي، وَإِذا مِتُّ وَبَقِيْتُ فَرْداً وَحِيداً ثُمَّ فَنِيتُ، وَلَكَ الحَمْدُ إذا نُشِرْتُ وَبُعِثْتُ، يا مَوْلايَ. اللَّهُمَّ وَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ بِجَمِيعِ مَحامِدِكَ كُلِّها عَلى جَمِيعِ نَعْمائِكَ كُلِّها حَتَّى يَنْتَهِي الحَمْدُ إِلى ما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ أَكْلَةٍ وَشَرْبَةٍ وَبَطْشَةٍ وَقَبْضَةٍ وبَسْطَةٍ، وَفِي كُلِّ مَوْضِعِ شَعْرَةٍ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً خالِداً مَعَ خُلُودِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا مُنْتَهى لَهُ دُونَ عِلْمِكَ، وَلَكَ

ص: 137

الحَمْدُ حَمْداً لا أَمَدَ لَهُ دُونَ مَشِيئَتِكَ وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا أَجْرَ لِقائِلِهِ إِلاّ رِضاكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ باعِثَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ وَارِثَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ بَدِيعَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُنْتَهى الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُبْتَدِعَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُشْتَرِيَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ وَلِيَّ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ قِدِيمَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ صادِقَ الوَعْدِ، وَفِيَّ العَهْدِ، عَزِيزَ الجُنْدِ، قائِمَ المَجْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ رَفِيعَ الدَّرَجاتِ مُجِيبَ الدَّعَواتِ، مُنْزِلَ الآياتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَماواتٍ، عَظِيمَ البَرَكاتِ، مُخْرِجَ النُّورِ مِنَ الظُّلُماتِ، وَمُخْرِجَ مَنْ فِي الظُّلُماتِ إِلى النُّورِ، مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ وَجاعِلَ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ غافِرَ الذَّنْبِ وَقابِلَ التَّوْبِ، شَدِيدَ العِقابِ ذا الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِلَيْكَ المَصِيرُ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى، وَلَكَ الحَمْدُ فِي النَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَلَكَ الحَمْدُ فِي الآخرةِ وَالأُوْلى، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ نَجْمٍ وَمَلَكٍ فِي السَّماء، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ الثَّرى وَالحَصى وَالنَّوى، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما فِي جَوِّ السَّماء، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما فِي جَوْفِ الأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ أَوْزانِ مِياهِ البِحارِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ أَوْراقِ الأشجَارِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما عَلى وَجْهِ الأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما أَحْصى كِتابُكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ الإنسِ وَالجِنِّ، وَالهَوامِّ وَالطَّيْرِ وَالبَهائِمِ والسِّباعِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّبا

ص: 138

مُبارِكاً فِيهِ كَما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ .

ثم تقول عشراً: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ اللَطِيفُ الخَبِيرُ .

وعشراً: لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

وعشراً: اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ .

وعشراً: يا اللَّهُ يا اللَّهُ .

وعشراً: يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ .

وعشراً: يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ .

وعشراً: يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ .

وعشراً: يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ .

وعشراً: يا حَنّانُ يا مَنَّانُ .

وعشراً: يا حَيُّ يا قَيُّومُ .

وعشراً: يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ .

وعشراً: يا اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاّ أَنْتَ .

وعشراً: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .

وعشراً: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .

وعشراً: اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ .

ص: 139

وعشراً: آمِينَ آمِينَ .

وعشراً: سورة التوحيد .

ثم تقول: اللَّهُمَّ اصْنَعْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَصْنَعْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ، فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ، وَأَنا أَهْلُ الذُّنُوبِ وَالخَطايا، فَارْحَمْنِي يا مْوْلايَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .

وایضا تقول عشرا: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيّ الَّذِي لا يَمُوتُ، وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً .

دعاء السّمات عصر يوم الجمعة

التاسع عشر: قراءة دعاء السّمات عصر يوم الجمعة.

وهو على روايةِ المصباح للشّيخ:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ باسمِكَ العَظِيمِ الأَعْظَمِ الأعزِّ الأجلِّ الأكرَمِ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ أَبْوابِ السَّماءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى مَضائِقِ أَبْوابِ الأَرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ، وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى العُسْرِ لِلْيُسْرِ تيَسَّرَتْ، وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى الأَمْوَاتِ لِلْنُّشُورِ انْتَشَرَتْ، وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى كَشْفِ البَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ انْكَشَفَتْ، وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَكْرَمِ الوُجُوهِ وَأَعَزِّ الوُجُوهِ الَّذِي عَنَتْ لَهُ الوُجُوهُ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ، وَخَشَعَتْ لَهُ الأصواتُ وَوَجِلَتْ لَهُ القُلُوبُ مِنْ مَخافَتِكَ. وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي تُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلى الأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِكَ، وَتُمْسِكُ السَّماواتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا، وَبِمَشِيَّتِكَ الَّتِي دانَ لَها العالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتِي خَلَقْتَ بِها السَّماواتِ وَالأَرْضَ

ص: 140

وَبِحِكْمَتِكَ الَّتِي صَنَعْتَ بِها العَجائِبَ، وَخَلَقْتَ بِها الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلاً وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً، وَخَلَقْتَ بِها النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً، وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِها الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِياءً، وَخَلَقْتَ بِها القَمَرَ وَجَعَلْتَ القَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِها الكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماً وَبُرُوجاً وَمَصابِيحَ وَزِينَةً وَرُجُوماً، وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ، وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِي، وَجَعَلْتَ لَها فُلْكاً وَمَسابِحَ، وَقَدَّرْتَها فِي السَّماءِ مَنازِلَ فَأَحْسَنْتَ تَقْدِيرَها، وَصَوَّرْتَها فَأَحْسَنْتَ تَصْوِيرَها وَأَحْصَيْتَها بِأَسْمائِكَ إِحْصاءً وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبِيراً وَأَحْسَنْتَ تَدْبِيرَها، وَسَخَرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسَّاعاتِ وَعَرَّفتَ بِهَا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسابَ وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَمِيعِ النّاسِ مَرْأىً وَاحِداً، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسى بْنَ عِمْرانَ عَلَیهِ السَّلَامُ فِي المُقَدَّسِينَ فَوْقَ إحساسِ الكَرُوبِيِّين فَوْقَ غَمائِمِ النُّورِ فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ فِي عَمُودِ النَّارِ وَفِي طُورِ سَيْناءَ، وَفِي جَبَلِ حُورِيثَ فِي الوادِي المُقَدَّسِ فِي البُقْعَةِ المُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الأيمنِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَفِي أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آياتٍ بَيِّناتٍ، وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنِي إِسْرائِيلَ البَحْرَ وَفِي المُنْبَجِساتِ الَّتِي صَنَعْتَ بِها العَجائِبَ فِي بَحْرِ سُوفٍ، وَعَقَدْتَ ماءَ البَحْرِ فِي قَلْبِ الغَمْرِ كَالحِجارَةِ، وَجاوَزْتَ بِبَنِي إِسْرائِيلَ البَحْرَ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا، وَأَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الأَرْضِ وَمَغارِبَها الَّتِي بارَكْتَ فِيها لِلْعالَمِينَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ فِي اليَمِّ. وَبِاسْمِكَ العَظِيمِ الأَعْظَمِ الأعزِّ الأجلِّ الأكرمِ،

ص: 141

وَبِمَجْدِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَلِيمِكَ عَلَیهِ السَّلَامُ فِي طُورِ سَيْناءَ، وَلإِبْراهِيمَ عَلَیهِ السَّلَامُ خَلِيلِكَ مِنْ قَبْلُ فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ، وَلإِسْحاقَ صَفِيِّكَ عَلَیهِ السَّلَامُ فِي بِئْرِ شِيعٍ، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَیهِ السَّلَامُ فِي بَيْتِ إِيْلٍ، وَأَوْفَيْتَ لإِبْراهِيمَ عَلَیهِ السَّلَامُ بِمِيثاقِكَ، وَلإِسْحاقَ عَلَیهِ السَّلَامُ بِحِلْفِكَ، وَلِيَعْقُوبَ عَلَیهِ السَّلَامُ بِشَهادَتِكَ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِوَعْدِكَ وَلِلْدَّاعِينَ بِأَسْمائِكَ فَأَجَبْتَ، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ لِمُوسى بْنِ عِمْرانَ عَلَیهِ السَّلَامُ عَلى قُبَّةِ الرُّمّانِ وَبِآياتِكَ الَّتِي وَقَعَتْ عَلى أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ العِزَّةِ وَالغَلَبَةِ بِآياتٍ عَزِيزَةٍ وَبِسُلْطانِ القُوَّةِ، وَبِعِزَّةِ القُدْرَةِ، وَبِشَأْنِ الكَلِمَةِ التَّامَّةِ، وَبِكَلِماتِكَ الَّتِي تَفَضَّلْتَ بِها عَلى أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، وَأَهْلِ الدُّنْيا والآخرةِ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي مَنَنْتَ بِها عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ، وَباسْتِطاعَتِكَ الَّتِي أَقَمْتَ بِها عَلى العالَمِينَ وَبِنُورِكَ الَّذِي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْناءَ وَبِعِلْمِكَ وَجَلالِكَ، وَكِبْرِيائِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتِي لَمْ تَسْتَقِلَّها الأَرْضُ، وَانْخَفَضَتْ لَها السَّماواتُ وَأَنْزَجَرَ لَها العُمْقُ الأَكْبَرُ وَرَكَدَتْ لَها البِحارُ وَالأَنْهارُ، وَخَضَعَتْ لَها الجِبالُ وَسَكَنَتْ لَها الأَرْضُ بِمَناكِبِها وَاسْتَسْلَمَتْ لَها الخَلائِقُ كُلُّها وَخَفَقَتْ لَها الرِّياحُ فِي جَرَيانِها وَخَمَدَتْ لَها النِّيرانُ فِي أَوْطانِها، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتِي سَبَقَتْ لَأَبِينا آدَمَ عَلَیهِ السَّلَامُ وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ، وَأَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ عَلى طُورِ سَيْناءَ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسى

ص: 142

بْنِ عِمْرانَ، وَبِطَلْعَتِكَ فِي ساعِيرَ، وَظُهُورِكَ فِي جَبَلِ فارانَ، بِرَبَواتِ المُقَدَّسِينَ وَجُنُودِ المَلائِكَةِ الصَّافِّينَ، وَخُشُوعِ المَلائِكَةِ المُسَبِّحِينَ، وَبِبَرَكاتِكَ الَّتِي بارَكْتَ فِيها عَلى إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ عَلَیهِ السَّلَامُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَبارَكْتَ لإِسْحاقَ صَفِيِّكَ فِي أُمَّةِ عِيْسى عَلَیهِمَا السَّلَامُ، وَبارَكْتَ لِيَعْقُوبَ إِسْرائِيلِكَ فِي أُمَّةِ مُوسى عَلَیهِمَا السَّلَامُ وَبارَكْتَ لِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِي عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ. اللَّهُمَّ وَكَما غِبْنا عَنْ ذلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ وَآمَنّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَعَدْلاً أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُبارِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَرَحَّم عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فَعّالٌ لِما تُرِيدُ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

ثم تذكر حاجتك، وتقول: اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الأَسْمَاءِ الَّتِي لا يَعْلَمُ تَفْسِيرَها وَلا يَعْلَمُ باطِنَها غَيْرُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ وَوَسِعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوءٍ وَجارِ سَوءٍ وَقَرِينِ سَوءٍ وَسُلْطانِ سَوءٍ، إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

وروى المجلسيّ عن مصباح السيد ابن باقي، أنّه قال:

قُلْ بعد دعاء السمات: اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الأَسْمَاء الَّتِي لا يَعْلَمُ تَفْسِيرَها وَلا تَأْوِيلَها وَلا باطِنَها وَلا ظاهِرَها غَيْرُكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَرْزُقَنِي خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخرةِ .

ص: 143

ثم اطلبْ حاجتك، وقُلْ: وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ، وَانْتَقِمْ لِي مِنْ (فُلانِ بْنِ فُلانٍ، وسَمِّ عَدُوَّكَ)، وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوْءٍ، وَجارِ سَوْءٍ، وَسُلْطانِ سَوْءٍ، وَقَرِينِ سَوْءٍ وَيَوْمِ سَوْءٍ، وَساعَةِ سَوْءٍ، وَانْتَقِمْ لِي مِمّنْ يَكِيدُنِي، وَمِمّن يَبْغِي عَلَيَّ وَيُرِيدُ بِي وَبِأَهْلِي وَأَوْلادِي وَإِخْوانِي وَجِيرانِي وَقَراباتِي مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ ظُلْماً إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمْ آمِينَ رَبَّ العالَمينَ .

ثمّ قُلْ:

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالغِنى وَالثَّرْوَةِ وَعَلى مَرْضى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ، وَعَلى أَحْياءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالكَرامَةِ، وَعَلى أَمْواتِ المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِالمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مُسافِرِي المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلى أَوْطانِهِمْ سالِمِينَ غانِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتِمِ النَّبِيِّينَ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .

وقال الشيخ ابن فهد: يُستحبّ أن تقول بعد دعاء السمات:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذا الدُّعاءِ وَبِما فاتَ مِنْهُ مِنَ الأَسْمَاءِ وَبِما يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنْ التَّفْسِيرِ وَالتَّدْبِيرِ الَّذِي لا يُحِيطُ بِهِ إِلاّ أَنْتَ أَن... وتذكر حاجتك.

ص: 144

الباب الثاني

في أعمال أشهر السنة العربيّة

وفيه فصلان:

الفصل الأوّل: أعمال عامّة الشهور

الفصل الثاني: أعمال أشهر السنة العربيّة

ص: 145

ص: 146

الفصل الأوّل أعمال الشهور عامّة

دعاء الإمام السجاد عَلَيْهِ السَّلَامُ عند رؤية الهلال

الأوّل:الدّعاء عند رؤية الهلال، ومنها دعاء الإمام السجاد عَلَیْهِ السَّلَامُ في الصحيفة السجّاديّة، وهو هذا الدّعاء:

أَيُّهَا الْخَلْقُ الْمُطِيعُ، الدَّائِبُ السَّرِيعُ، الْمُتَرَدِّدُ فِي مَنَازِلِ التَّقْدِيرِ، الْمُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ. آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ، وأَوْضَحَ بِكَ الْبُهَمَ، وجَعَلَكَ آيَةً مِنْ آيَاتِ مُلْكِه، وعَلاَمَةً مِنْ عَلاَمَاتِ سُلْطَانِه، وامْتَهَنَكَ بِالزِّيَادَةِ والنُّقْصَانِ، والطُّلُوعِ والأُفُولِ، والإِنَارَةِ والْكُسُوفِ، فِي كُلِّ ذَلِكَ أَنْتَ لَه مُطِيعٌ، وإِلَى إِرَادَتِه سَرِيعٌ، سُبْحَانَه مَا أَعْجَبَ مَا دَبَّرَ فِي أَمْرِكَ! وأَلْطَفَ مَا صَنَعَ فِي شَأْنِكَ! جَعَلَكَ مِفْتَاحَ شَهْرٍ حَادِثٍ لأَمْرٍ حَادِثٍ فَأَسْأَلُ اللَّهَ رَبِّي ورَبَّكَ، وخَالِقِي وخَالِقَكَ، ومُقَدِّرِي ومُقَدِّرَكَ، ومُصَوِّرِي ومُصَوِّرَكَ، أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وأَنْ يَجْعَلَكَ هِلاَلَ بَرَكَةٍ لاَ تَمْحَقُهَا الأَيَّامُ، وطَهَارَةً لاَ تُدَنِّسُهَا الآثَامُ، هِلاَلَ أَمْنٍ مِنَ الآفَاتِ، وسَلاَمَةٍ مِنَ السَّيِّئَاتِ، هِلاَلَ سَعْدٍ لاَ نَحْسَ فِيه، ويُمْنٍ لاَ نَكَدَ مَعَه، ويُسْرٍ لاَ يُمَازِجُه عُسْرٌ، وخَيْرٍ لاَ يَشُوبُه شَرٌّ، هِلاَلَ أَمْنٍ وإِيمَانٍ ونِعْمَةٍ وإِحْسَانٍ وسَلاَمَةٍ وإِسْلاَمٍ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ طَلَعَ عَلَيْه، وأَزْكَى مَنْ نَظَرَ إِلَيْه، وأَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيه،

ص: 147

ووَفِّقْنَا فِيه لِلتَّوْبَةِ، واعْصِمْنَا فِيه مِنَ الْحَوْبَةِ، وأحْفَظْنَا فِيه مِنْ مُبَاشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ وأَوْزِعْنَا فِيه شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وأَلْبِسْنَا فِيه جُنَنَ الْعَافِيَةِ، وأَتْمِمْ عَلَيْنَا بِاسْتِكْمَالِ طَاعَتِكَ فِيه الْمِنَّةَ، إِنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ، وصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .

صلاة أوّل ليلة من الشهر

الثاني:أن يصلِّي في الليلةِ الأولى من الشهر ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (الأنعام) مرّة، ويسأل اللَّهَ أن يكفيه كلَّ خوف ووجع، وأن لا يرى في ذلك الشهر ما يكرهه.

أعمال أول يوم من الشهر

الثالث:قراءة سورة (الحمد) سبع مرّات لدفع وجع العين في أوّل يوم من الشهر.

الرابع: أكْلُ شيء من الجبن، وروي أن من يعتد أكله رأس الشّهر أوشك أن لا تُردّ له حاجة.

صلاة أوّل يوم من الشهر

الخامس:أن يُصلِّي في أوّل يوم من الشهر ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) ثلاثين مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (القدر) ثلاثين مرّة، ثم يتصدّق بما تيسر، فإذا فعل ذلك، فقد اشترى السَّلامة في ذلك الشهر. وزاد في بعض الرّوايات: وتقول إذا فرغتَ من الرّكعتين:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: وَما مِنْ دابَةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَيَعلَمُ مُستَقرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كتابٍ مُبينٍ .

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: وَإِن يَمسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .

ص: 148

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً. ما شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ، لا إلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الوارِثِينَ .

ص: 149

الفصل الثاني أعمال أشهر السنة العربيّة

الأول : أعمال شهر محرم الحرام

اشارة

الأوّل: أعمال شهر محرم الحرام

أعمال الليلة الأولى من شهر محرم

اعلم أنّ هذا الشهر هو شهر حزن أهل البيت عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وشيعتهم. وعن الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: كان أبي صلوات اللَّهِ عليه إذا دخل شهر المحرم لم يُرَ ضاحكاً، وكانت كآبته تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هذا اليوم الذي قُتِلَ فيه الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

الليلة الأوّلى:

روى لها السيد في (الإقبال) عدّة صلوات:

الأولى: ركعتان، يقرأُ في الركعةِ الأوّلى منها سورة (الحمد)، وسورة (الإنعام)، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) وسورة (يَس).

الثانية: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) إحدى عشرة مرّةً. وفي الحديث عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قال: من أدّى هذه الصلاة في هذه الليلة، وصام صبيحتها، وهو أوّل يوم من السنة، فهو كمن يدوم على الخير سنة، ولا يزال محفوظاً من السنة إلى قابل، فإنْ مات قبل ذلك صار إلى الجنّة.

ص: 150

الثالثة: مائة ركعة، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مرّةً.

أعمال اليوم الأوّل من شهر محرم

اليوم الأوّل:

هو أوّل يوم من السنة العربيّة وفيه عملان:

الأوّل: الصيام.

وفي رواية ريّان بن شبيب عن الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه قال: من صام هذا اليوم ودعا اللَّهَ، استجاب اللَّهُ دعاءه كما استجاب لزكريا.

الثاني: عن الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه كان النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يُصلِّي أوّل يوم من محرم ركعتين، فإذا فرغ رفعَ يديهِ ودعا بهذا الدّعاء ثلاثَ مرّاتٍ:

اللّهُمَّ أَنْتَ الإِلهُ القَدِيمُ وَهذِهِ سَنَةٌ جَدِيدَةٌ فَأَسْأَلُكَ فِيها العِصْمَةَ مِنَ الشَّيْطانِ وَالقُوَّةَ عَلى هذِهِ النَّفْسِ الأمَّارَةِ بالسُّوءِ وَالاشْتِغالَ بِما يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ، يا كَرِيمُ يا ذا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا ذَخِيرَةَ مَنْ لا ذَخِيرَةَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، يا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، يا حَسَنَ البَلاِءِ يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا عِزَّ الضُّعَفاءِ يا مُنْقِذَ الغَرْقى يا مُنْجِيَ الهَلْكى يا مُنْعِمُ يا مُجْمِلُ يا مُفَضِّلُ يا مُحْسِنُ، أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضَوءُ القَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِيُّ الماءِ وَحَفِيفُ الشَّجَرِ، يا اللَّهُ لا شَرِيكَ لَكَ اللّهُمَّ اجْعَلْنا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ وَاغْفِرْ لَنا ما لا يَعْلَمُونَ وَلا تُؤاخِذْنا بِما يَقُولُونَ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إلهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاّ أُولُو الأَلْبَابِ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ .

ص: 151

قال الشيخ الطوسيّ: يُستحبّ صيام الأيام التسعة من أوّل محرم، وفي اليوم العاشر يمسك عن الطعام والشراب إلى بعد العصر، ثم يفطر بقليل من تربة الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وروى السيد فضلاً لصوم شهر محرم كلّه، وأنّه يعصم صائمه من كلِّ سيّئة.

أعمال اليوم الثالث من شهر محرم

اليوم الثالث:

فيه كان خلاص يوسف عَلَیْهِ السَّلَامُ من السجن، فمن صامه يسَّر اللَّهُ له الصعب، وفرَّج عنه الكرب، وفي الحديث النبوي أنّه استُجيبت دعوته.

أعمال الليلة العاشرة من شهر محرم

الليلة العاشرة:

وقد أورد السيد في (الإقبال) لهذه الليلة أدعيةً وصلواتٍ كثيرة بما لها من وافر الفضل، وهي:

الأوّل: الصلاة أربع ركعات، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) خمسين مرّة، وهذه الصلاة تطابق صلاة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ ذات الفضل العظيم. وقال السيد في ذكر هذه الصلاة: فإذا سلَّمت من الرابعة فأكثرْ ذكر اللَّهِ تعالى، والصلاة على رسوله، واللعن على أعدائهم ما استطعت.

الثاني: الصلاة مائة ركعة، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، ويقول بعد الفراغ من الجميع:

سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .

سبعين مرّة، وقد ورد الاستغفار أيضاً بعد كلمة العليّ العظيم في رواية أخرى.

ص: 152

الثالث: الصلاة أربع ركعات في آخر الليل، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وكلاًّ من آية (الكرسي)، وسورة (التوحيد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، عشر مرّات، وبعد السلام من الأربع ركعات يقرأ سورة (التوحيد) مئة مرّة.

الرابع: إحياؤها بالعبادة والبكاء على الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

روي في فضل إحياء هذه الليلة أن من أحياها فكأنّما عبد اللَّهَ عبادة جميع الملائكة، وأجر العامل فيها يعدل سبعين سنة.

الخامس: المبيت عند قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وزيارته.

روي أن من وُفِّق في هذه الليلة لزيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ بكربَلاء، والمبيت عنده حتى يصبح، حشره اللَّهُ يوم القيامة ملطّخاً بدم الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، في جملة الشهداء معه عَلَیْهِمُ السَّلَامُ،ولیس هناک زیارة مخصوصة بهذة اللیلة.

أعمال اليوم العاشر من شهر محرم

اليوم العاشر:

يوم عاشوراء وهو يوم استشهد فيه الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وهو يوم المصيبة والحزن للأئمّة عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وشيعتهم.

وفيه أعمال عديدة:

الأوّل:

ممّا ينبغي فيه للشيعة أن يمسكوا فيه عن السعي في حوائج دنياهم، وأن لا يدَّخروا فيه شَيْئاً لمنازلهم، وأن يتفرّغوا فيه للبكاء والنياح وذكر المصائب، وأن يقيموا مآتم الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، كما يقيمونه لأعزّ أولادهم وأقاربهم، وأن يجتهدوا في سبِّ قاتليه ولعنهم.

الثاني: تذاكر مصيبة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

وينبغي أن يتذاكروا فيه مقتل الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، فيستبكي بعضهم بعضاً، وروي أنّه لما أُمِر موسى عَلَیْهِ السَّلَامُ بلقاء الخضر عَلَیْهِ السَّلَامُ والتعلّم منه، كان أوّل

ص: 153

ما تذاكروا فيه هو أنّ العالِمَ حدَّث موسى عَلَیْهِ السَّلَامُ بمصائب آل محمّد عَلَیْهِمُ السَّلَامُ، فبكيا واشتدّ بكاؤهما.

الثالث: سقي الماء عند قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

يُستحبّ سقي الناس عند قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليوم، ومن سقى الناس كانَ كمَنْ سقى أعوانه عَلَیْهِ السَّلَامُ في كربلاء.

الرابع: قراءة سورة التوحيد.

ولقراءة سورة (التوحيد) ألف مرّة في هذا اليوم فضل، وروي أن اللَّهَ تعالى ينظر إلى من قرأها نظر الرحمة.

الخامس: قراءة دعاء العشرات.

وقد روى السيد لهذا اليوم دعاءً يشابه دعاء العشرات، بل الظاهر أنّه الدّعاء نفسه على بعض رواياته، وقد تقدّم في أعمال يوم الجمعة ص134.

السادس: لعن قاتلي الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

أن يلعن قاتلي الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ألف مرّة قائلاً:

العَنْ قَتَلَةَ الحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ.

السابع: الإمساك عن الطعام والشراب من دون صيام.

وينبغي للشيعة الإمساك عن الطعام والشراب في هذا اليوم، من دون نيّة الصيام، وأن يفطروا في آخر النهار بعد العصر بما يقتات به أهل المصائب، كاللبن الخاثر والحليب ونظائرهما لا بالأغذية اللذيذة، وأن يلبسوا ثياباً نظيفة، ويحلّوا الأزرار، ويكشطوا الأكمام، على هيئة أصحاب العزاء.

وقال العلاّمة المجلسيّ في (زاد المعاد): والأحسن أن لا يُصام اليوم التاسع والعاشر؛ فإنّ بني أميّة كانت تصومهما شماتة بالحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وتبرّكاً بقتله، وقد افتروا على رسول اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أحاديث كثيرة وضعوها في فضل هذين اليومين وفضل صيامهما.

ص: 154

وقد رُوي من طريق أهل البيت عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أحاديث كثيرة في ذمّ الصوم فيهما لا سيّما في يوم عاشوراء.

وكانت بنو أُمية لعنة اللَّهِ عليهم تدَّخر في الدار قوت سنتها في يوم عاشوراء؛ ولذلك رُوي عن الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء، قضى اللَّهُ له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه، جعل اللَّهُ يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرّت بنا في الجنَّةِ عينه، ومن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادَّخر لمنزله فيه شَيْئاً، لم يُبارك له فيما ادَّخر وحُشِر يوم القيامة مع يزيد وعبيد اللَّهِ بن زياد وعمر بن سعد لعنهم اللَّه، فينبغي أن يكفَّ المرءُ فيه عن أعمال دنياه ويتجرّد للبكاء والنياحة وذكر المصائب ويأمر أهله بإقامة المأتم كما يقام لأعز الأوّلاد والأقارب، وأن يمسك في هذا اليوم من الطعام والشراب من دون قصد الصيام، ويفطر آخر النهار بعد العصر ولو بشربة من الماء، ولا يصوم فيه إلاّ إذا وجب عليه صومه بنذر أو شبهه، ولا يدَّخر فيه شَيْئاً لمنزله، ولا يضحك، ولا يُقْبِل على اللَّهو واللّعب.

زيارة النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وأهل بيته عَلَيْهِمُ السَّلَامُ في يوم العاشر من شهر محرم

الثامن: زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وأهل بيته الأطهار عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

ثم قم وسلِّم على رسول اللَّهِ وعليٍّ المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن المجتبى، وسائر الأئمّة من ذرّية سيد الشهداء عَلَیْهِ السَّلَامُ، وعَزِّهم على هذه المصائب العظيمة بمهجة حرّى وعين عَبْرى، وزُرْ بهذه الزيارة:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَلِيِّ

ص: 155

اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحَسَنِ الشَّهِيدِ سِبْطِ رَسُولِ اللَّهِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ البَشِيرِ النَّذِيرِ وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوِتْرُ المَوْتُورُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإِمَامُ الهادِي الزَّكِيُّ وَعَلى أَرْواحٍ حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَقامَتْ فِي جِوارِكَ وَوَفَدَتْ مَعَ زُوَّارِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنِّي ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِكَ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّ المُصابُ فِي المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ وَفِي أَهْلِ السَّماواتِ أَجْمَعِينَ وَفِي سُكَّانِ الأَرَضِينَ، فَإنّا للَّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ وَصَلَواتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيّاتُهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرِينَ الطَّيِّبِينَ المُنْتَجَبِينَ وَعَلى ذَراريهِمُ الهُداةِ المَهْدِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى رُوحِكَ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَعَلى تُرْبَتِكَ وَعَلى تُربَتِهِمْ، اللّهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَرَوْحاً وَرَيْحاناً. السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ يا ابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَيا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَيا ابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهيدُ يا ابْنَ الشَّهِيدِ يا أخَ الشَّهِيدِ يا أبا الشُّهَدَاءِ. اللّهُمَّ بَلِّغْهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي هذا اليَوْمِ وَفِي هذا الوَقْتِ وَفِي كُلِّ وَقْتٍ تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً، سَلامُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ يا ابْنَ سَيِّدِ العالَمِينَ وَعَلى المُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ سَلاماً مُتَّصِلاً ما اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ. السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهِيدِ السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ السَّلامُ عَلى العَبّاسِ ابْنِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ الشَّهِيدِ السَّلامُ

ص: 156

عَلى الشُّهَدَاءِ مِنْ وَلْدِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلى الشُّهَدَاءِ مِنْ وَلْدِ الحَسَنِ السَّلامُ عَلى الشُّهَدَاءِ مِنْ وَلْدِ الحُسَيْنِ السَّلامُ عَلى الشُّهَدَاءِ مِنْ وَلْدِ جَعْفَرٍ وَعَقِيلٍ السَّلامُ عَلى كُلِّ مُسْتَشْهَدٍ مَعَهُمْ مِنْ المُؤْمِنِينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْهُمْ عَنِّي تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ أَحْسَنَ اللَّهُ لَكِ العَزاءَ فِي وَلَدِكِ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي أَخِيكَ الحُسَيْنِ. يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ أَنا ضَيْفُ اللَّهِ وَضَيْفُكَ وَجارُ اللَّهِ وَجارُكَ وَلِكُلِّ ضَيْفٍ وَجارٍ قِرىً وَقِرايَ فِي هذا الوَقْتِ أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ سُبْحانَهُ وَتَعالى أَنْ يَرْزُقَنِي فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ .

التاسع: زيارة الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

ويُستحب زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ هذا اليوم بزيارات:

زيارة عاشوراء المشهورة

الأولى: زيارة عاشوراء المشهورة

ويُزار بها من قرب ومن بعد.

روى في كامل الزيارات، قال صالح بن عقبة الجهنيّ، وسيف بن عميرة، قال علقمة بن محمّد الحضرميّ: قلت لأبي جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ: علّمني دعاءً أدعو به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب، ودعاءً أدعو به إذا لم أزرْهُ من قرب، وأومأت من بُعْد البلاد، ومن داري بالسلامِ إليه. فقال لي: يا علقمة إذا أنت صليت الركعتين بعد أن تومِي إليه بالسلام، فقل بعد الإيماء إليه من بعد التكبير، هذا القول (أي الزيارة الآتية)، فإنّك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زوّاره من الملائكة، وكتب اللَّهُ لك مائة ألف ألف درجة، وكنت كمن استشهدوا معه تشاركهم في درجاتهم، وما عُرِفتَ إِلاّ في زمرة الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب لك ثواب

ص: 157

زيارة كلّ نبيّ وكلّ رسول، وزيارة كلّ من زار الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ منذ يوم قتل سلام اللَّهِ عليه وعلى أهل بيته، تقول في زيارته:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالوِتْرَ المَوتُورَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ،عَلَيْكُمْ مِنِّي جَميعاً سَلامُ اللَّهِ أَبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ. يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فِيها، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَلَعَنَ اللَّهُ المُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ، يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ، فَلَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مرَوْانٍ وَلَعَنَ اللَّهُ بَنِي أُمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ، وَلَعَنَ اللَّهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلجَمَتْ وَتَهَيّأَتْ لِقِتالِكَ، يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي بِكَ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ أَنْ يُكْرِمَنِي بِكَ، وَيَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَأْرِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ. اللّهُمَّ اجْعَلْنِي وَجِيهاً عِنْدَكَ بِالحُسَيْنِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ، يا سَيِّدِي يا أبا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلى رَسُولِهِ وَإِلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَإِلى فاطِمَةَ وَإِلى الحَسَنِ وَإِلَيْكَ

ص: 158

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِم، بِمُوالاتِكَ وَالبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَمِمَّنْ قاتَلَكَ، وَنَصَبَ لَكَ الحَرْبَ، وَمِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكُم، وَبِالبَراءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ الجَوْرَ وَبَنَى عَلَيْهِ بُنْيَانَهُ، وَأجْرى ظُلْمَهُ وَجَوْرَهُ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ، وَالبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَمِنَ النَّاصِبِينَ لَكُمْ الحَرْبَ، وَالبَراءَةِ مِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكُمْ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ أَوْلِيائِكُمْ، وَرَزَقَنِي البَرَاءَةَ مِنْ أَعْدائِكُمْ، أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ، وَأَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي المَقامَ المَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارَكُم مَعَ إِمَامٍ مَهْدِيٍّ ناطِقٍ لَكُمْ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ، وَبِالَّشْأنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ، أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أَفْضَلَ ما أَعْطَى مُصاباً بِمُصِيبَتِهِ، أَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَا لَهَا مِنْ مُصِيبَةٍ ما أَعْظَمَها وَأَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الإسْلامِ وَفِي جَمِيعِ السَّماواتِ وَالأَرَضِين. اللّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقامِي هذا مِمَّنْ تَنالَهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَهٌ، اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اللّهُمَّ إِنَّ هذا يَوْمٌ تَنَزَّلَتْ فِيهِ اللَّعْنَةُ عَلَى آلِ زِيَادٍ وَآلِ أُمَيَّةَ وَابْنِ آكِلَةِ الأَكْبَادِ، اللَّعِينِ ابْنِ اللَّعِينِ عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ، فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيُّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ. اللّهُمَّ العَنْ أَبا سُفيانَ، وَمُعاوِيَةَ، وَعَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعاوِيَةَ

ص: 159

اللَّعْنَةُ أَبَدَ الآبِدِينَ، اللّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةَ أَبَداً لِقَتْلِهِمُ الحُسَيْنَ عَلَیْهِ السَّلَامُ. اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هذا اليَوْمِ، وَفِي مَوْقِفِي هذا، وَأَيامِ حَياتِي بالبَراءَةِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ، وَبِالمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَهُ عَلَيهِ وَعلَيْهِمْ أَجْمَعِين .

ثم تقول مائة مرّة:

اللّهُمَّ العَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ، اللّهُمَّ العَنِ العِصابَةَ الَّتِي حارَبَتِ الحُسَيْنَ، وَشايَعَتْ وَتابَعَتْ أَعْدَاءَهُ عَلى قَتْلِهِ وَقَتْلِ أَنْصَارِهِ، اللّهُمَّ العَنْهُمْ جَميعاً .

ثم تقول (مائة مرّة):

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ وَعَلى الأَرواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللَّهِ أَبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُمْ، السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ وَعَلى أَصْحابِ الحُسَيْنِ صَلَوَات اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِين.

ثم تقول مرّة واحدة:

اللّهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ نَبِيِّكَ بِاللَّعْنِ، ثُمَّ الْعَنْ أَعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ، اللّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ وَأَبَاهُ وَالعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ وَبَنِي أُمَيَّةَ قَاطِبَةً إلى يَوْمِ القِيامَةِ(1).

ص: 160


1- وفي نسخة المصباح للشيخ: اللَّهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظَالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنِّي وَابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً ثُمَّ الثَّانِي ثُمَّ الثَّالِثَ وَالرَّابِعَ اللَّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ خَامِساً وَالْعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيَادٍ وَابْنَ مَرْجَانَةَ وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمراً وَآلَ أَبِي سُفْيانَ وَآلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ إِلَى يَوْمَ الْقِيامَةِ.

ثم تسجد وَتقول:

اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ عَلى مُصابِهِمْ، الحَمْدُ للَّهِ عَلى عَظِيمِ رَزِيَّتِي فِيهِم، اللّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفاعَةَ الحُسَيْنِ يَوْمَ الوُرُودِ وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الحُسَيْنِ، الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ.

قال علقمة: قال الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ: وإن استطعت أن تزوره في كلِّ يوم بهذه الزيارة في دهرك فافعلْ، فلك ثواب جميع ذلك إن شاء اللَّهُ تعالى.

ويُستحبُّ أن تُزار زيارة عاشوراء المتقدّمة عند رأس أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، ويُقرأ بعدها دعاء صفوان المعروف بدعاء علقمة:

دعاء صفوان المعروف بدعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء

دعاء صفوان المشهور بدعاء علقمة

روى محمّد بن خالد الطيالسيّ عن سيف بن عميرة، قال: خرجت مع صفوان بن مهران وجماعة من أصحابنا إلى الغري، بعد ما خرج الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ، فسرنا من الحيرة إلى المدينة، فلمّا فرغنا من الزيارة، أي زيارة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد اللَّه عَلَیْهِ السَّلَامُ، فقال لنا: تزورون الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ من هاهنا، أومأ إليه الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ وأنا معه. قال سيف بن عميرة: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمّد الحضرميّ عن الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ، في يوم عاشوراء، ثمّ صلّى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وودّع في دبرهما أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وأومأ إلى الحُسَين صلوات اللَّهِ عليه بالسلام مصرفاً بوجهه نحوه، وودّع وكان ممّا دعا دبرها:

يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ يا كاشِفَ كُرَبِ المَكْرُوبِينَ وَيا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ وَيا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ، وَيا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ وَيا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَيا مَنْ هُوَ

ص: 161

بِالمَنْظَرِ الأعْلى وَبالأُفُقِ المُبِين وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ عَلى العَرْشِ اسْتَوى وَيا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الأعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ وَيا مَنْ لا یخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ، يا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الأصْوَاتُ وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الحاجاتُ وَيا مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلْحاحُ المُلِحِّينَ، يا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ وَيا جامِعَ كُلِّ شَمْلٍ وَيا بارِيَ النُّفُوسِ بَعْدَ المَوْتِ يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ، يا قاضِيَ الحاجاتِ يا مُنَفِّسَ الكُرُباتِ يا مُعْطِيَ السُّؤُلاتِ يا وَلِيَّ الرَّغَباتِ يا كافِيَ المُهِمَّاتِ، يا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيءٍ وَلا يَكْفي مِنْهُ شَيءٌ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ. أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنَت نَبِيِّكَ وَبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ فَإِنِّي بِهِمْ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِي مَقامِي هذا وَبِهِمْ أَتَوَسَّلُ وَبِهِمْ أَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ وَبِحَقِّهِمْ أَسْأَلُكَ وَأُقْسِمُ وَأَعْزِمُ عَلَيْكَ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالقَدْرِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلى العالَمِينَ وَباسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ العالَمِينَ وَبِهِ أَبَنْتَهُمْ وَأَبَنْتَ فَضَلَهُمْ مِنْ فَضْلِ العالَمِينَ حَتّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ العالَمِينَ جَميعاً، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي وَتَكْفِيَنِي المُهِمَّ مِنْ أُمُورِي وَتَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي وَتُجِيرَنِي مِنَ الفاقَةِ وتُغْنِيَنِي عَنِ المَسْأَلَةِ إِلى المَخْلُوقِينَ، وَتَكْفِيَنِي هَمَّ مَنْ أَخافُ هَمَّهُ وَعُسْرَ مَنْ أَخافُ عُسْرَهُ وَحُزُونَةَ مَنْ أَخافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَا أَخافُ شَرَّهُ وَمَكْرَ مَنْ أَخافُ مَكْرَهُ وَبَغْيَ مَنْ أَخافُ بَغْيَهُ وَجَوْرَ مَنْ أَخافُ جَوْرَهُ وَسُلْطانَ مَنْ أَخافُ سُلْطانَهُ وَكَيْدَ مَنْ أَخافُ كَيْدَهُ وَمَقْدُرَةَ مَنْ أَخافُ بَلاَءَ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ وَتَرُدَّ عَنِّي كَيْدَ الكَيَدَةِ وَمَكَرَ المَكَرَه.

ص: 162

اللّهُمَّ مَنْ أَرادَنِي فَأَرِدْهُ وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ وَاصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأَمانِيَّهُ وَامْنَعْهُ عَنِّي كَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ، اللّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّي بِفَقْرٍ لا تَجْبُرُهُ وَبِبَلاءٍ لا تَسْتُرُهُ وَبِفاقَةٍ لا تَسُدُّها وَبِسُقْمٍ لا تُعافِيهِ وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ وَبِمَسْكَنَةٍ لا تَجْبُرُها، اللّهُمَّ اضْرِبْ بِالذُلِّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ الفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ وَالسُّقْمَ فِي بَدَنِهِ حَتّى تَشْغَلَهُ عَنِّي بِشُغْلٍ شاغِلٍ لا فَراغَ لَهُ، وَأَنْسِهِ ذِكْري كَما أَنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ وَخُذْ عَنِّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوارِحِهِ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ ذلِكَ السُّقْمَ وَلا تُشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ ذلِكَ لَهُ شاغِلاً بِهِ عَنِّي وَعَنْ ذِكْرِي، وَاكْفِنِي يا كافِيَ مالا يَكْفِي سِواكَ فَإِنَّكَ الكافِي لا كافِيَ سِواكَ وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ وَمُغِيثٌ لا مُغِيثَ سِواكَ وَجارٌ لا جارَ سِواكَ؛ خابَ مَنْ كانَ جارُهُ سِواكَ وَمُغِيثُهُ سِواكَ وَمَفْزَعُهُ إِلى سِواكَ وَمَهْرَبُهُ إِلى سِواكَ وَمَلْجَؤُهُ إِلى غَيْرِكَ وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيْرُكَ. فَأَنْتَ ثِقَتِي وَرَجائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَئِي وَمَنْجايَ فَبِكَ أَسْتَفْتِحُ وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ وَأَتَوَسَّلُ وَأَتَشَفَّعُ، فَأَسْأَلُكَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ فَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَإِلَيْكَ المُشْتَكى وَأَنْتَ المُسْتَعانُ، فَأَسْأَلُكَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي فِي مَقامِي هذا كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، فَاكْشِفْ عَنِّي كَما كَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنِّي كَما فَرَّجْتَ عَنْهُ وَاكْفِنِي كَما كَفَيْتَهُ وَاصْرِفْ عَنِّي هَوْلَ ما أَخافُ هَوْلَهُ وَمَؤونَةَ ما أَخافُ مَؤونَتَهُ وَهَمَّ ما أَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤونَةٍ عَلَى نَفْسِي مِنْ ذلِكَ،

ص: 163

وَاصْرِفْنِي بِقَضاء حَوائِجِي وَكِفايَةِ ما أَهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيايَ. يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيا أَبا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْكُمَا مِنِّي سَلامُ اللَّهِ أَبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما وَلا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُما، اللّهُمَّ أَحْيِنِي حَياةَ مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ وَأَمِتْنِي مَماتَهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِمْ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ وَلا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ، يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيا أَبا عَبْدِ اللَّهِ أَتَيْتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمَا، وَمُتَوَجِّهاً إِلَيْهِ بِكُمَا وَمُسْتَشْفِعاً بِكُمَا إِلَى اللَّهِ تَعالى فِي حاجَتِي هذِهِ، فَاشْفَعَا لِي فَإِنَّ لَكُمَا عِنْدَ اللَّهِ المَقامَ المَحْمُودَ وَالجاهَ الوَجِيهَ وَالمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالوَسِيلَةَ، إِنِّي أَنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللَّهِ بِشَفاعَتِكُما لِي إِلَى اللَّهِ فِي ذلِكَ، فَلا أَخِيبُ وَلا يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً، بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً راجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً لِي بِقَضاء جَمِيعِ حَوائِجِي، وَتَشَفَّعَا لِي إِلَى اللَّهِ. انْقَلَبْتُ عَلى ما شاءَ اللَّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ مُفَوِّضاً أَمْرِي إِلَى اللَّهِ مُلْجِئاً ظَهْرِي إِلَى اللَّهِ مُتَوَكِّلاً عَلَى اللَّهِ، وَأَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَكَفى سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعا لَيْسَ لِي وَراءَ اللَّهِ وَوَراءَكُمْ يا سادَتِي مُنْتَهى، ما شاءَ رَبِّي كَانَ وَما لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ.

اسْتَودِعُكُما اللَّهَ وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي إِلَيْكُما انْصَرَفْتُ يا سَيِّدِي يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ومَوْلايَ وَأَنْتَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ يا سَيِّدِي، وَسَلامِي عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ ما اتَّصَلَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلِكَ إِلَيْكُما غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُما سَلامِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَأَسْأَلُهُ بِحَقِّكُما أَنْ يَشاءَ ذلِكَ

ص: 164

وَيَفْعَلَ فَإِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. انْقَلَبْتُ يا سَيِّدَيَّ عَنْكُما تائِباً حامِداً للَّهِ شاكِراً راجِياً لِلإِجَابَةِ غَيْرَ آيِسٍ وَلا قانِطٍ آيِباً عائِداً راجِعاً إِلى زِيارَتِكُما غَيْرَ راغِبٍ عَنْكُما وَلا مِنْ زِيارَتِكُما، بَلْ راجِعٌ عائِدٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ، يا سيِّدَيَّ رَغِبْتُ إِلَيْكُما وَإِلى زِيارَتِكُما بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فِيكُما وَفِي زِيارَتِكُما أَهْلُ الدُّنْيا فَلا خَيَّبَنِيَ اللَّهُ ما رَجَوْتُ وَما أَمَّلْتُ فِي زِيارَتِكُما إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

زيارة عاشوراء غير المشهورة

الثانية: زيارة عاشوراء غير المشهورة

عن مستدرك الوسائل عن المزار القديم: عن علقمة بن محمّد الحضرميّ: عن أبي جعفر الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: من أراد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب (صلوات اللَّهِ عليهم أجمعين) يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرّم.. إلى آخر ما تقدّم في باب استحباب التسليم على الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ والصلاة عليه، من بعيد وقريب كلّ يوم، قال عَلَیْهِ السَّلَامُ: ثم تقول وأنت خاشع مستكين:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ البَشِيرِ النَّذِيرِ وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوِتْرُ المَوْتُورُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمَامُ الهادِي الزَّكِيُّ وَعَلى أَرْواحٍ حَلَّتْ بِفنائِكَ وَأَقامَتْ فِي جِوارِكَ وَوَفَدَتْ مَعَ زُوّارِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنِّي ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِكَ الرَزِيَّةُ وَجَلَّتْ فِي المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ وَفِي أَهْلِ السَّماواتِ وأَهْلِ الأَرَضِينَ أَجْمَعِينَ، فَإِنّا للَّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. صَلَواتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيّاتُهُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنِ وَعَلى آبائِكَ الطَّيِّبِينَ المُنْتَجَبِينَ وَعلى ذُرِّياتِكُمُ الهُداةِ المَهْدِيِّينَ،

ص: 165

لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَذَلَتْكَ وَتَرَكَتْ نُصْرَتَكَ وَمَعُونَتَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ لَكُمْ وَمَهَّدَتْ الجَوْرَ عَلَيْكُمْ وَطَرَّقَتْ إِلى أَذِيَّتِكُمْ وَتَحَيُّفِكُمْ وَجارَتْ ذلِكَ فِي دِيارِكُمْ وَأَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَيْكُمْ يا سادَتِي وَمَوالِيَّ وَأَئِمَّتِي مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَ يا مَوَالِيَّ مَقامَكُمْ وَشَرَّفَ مَنْزِلَتَكُمْ وَشَأْنَكُمْ أَنْ يُكْرِمَنِي بِوِلايَتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَالاِئْتِمامِ بِكُمْ وَالبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ البَرَّ الرَّحِيمَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَوَدَّتَكُمْ وَأَنْ يُوَفِّقَنِي لِلْطَلَبِ بِثَأْركم مَعَ الإِمَامِ المُنْتَظَرِ الهادِي مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَأَنْ يُبَلِّغَنِي المَقامَ المَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أَفْضَلَ ما أَعْطى مُصاباًبِمُصِيبَتِهِ. إِنّا للَّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ يا لَها مِنْ مُصِيبَةٍ ما أَفْجَعَها وَأَنْكاها لِقُلُوبِ المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ!

فَإِنّا للَّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي فِي مَقامِي مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحَمْةٌ وَمَغْفِرَهٌ واجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ، فَإِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ وَإِنِّي أَتَوَسَّلُ وَأَتَوَجَّهُ بِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالطَّيِّبِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِما، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ مَحْيايَ مَحْياهُمْ وَمَماتِي مَماتَهُمْ وَلا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ، اللّهُمَّ وَهذا يَوْمٌ تَجَدَّدُ فِيهِ النِّقْمَةُ وَتَنَزَّلُ فِيهِ اللّعْنَةُ عَلى اللّعِينِ يَزِيدَ وَعلى آلِ يَزِيدَ وَعَلى آلِ زِيادٍ وَعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَالشِّمْرِ، اللّهُمَّ العَنْهُمْ

ص: 166

وَالعَنْ مَنْ رَضِيَ بِقَوْلِهِمْ وَفِعْلِهِمْ مِنْ أَوَّلٍ وَآخِرٍ لَعْناً كَثِيراً وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ وَأَسْكِنْهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً، وَأَوْجِبْ عَلَيْهِمْ وَعَلى كُلِّ مَنْ شايَعَهُمْ وَبايَعَهُمْ وَتابَعَهُمْ وَساعَدَهُمْ وَرَضِيَ بِفِعْلِهِمْ وَافْتَحْ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى كُلِّ مَنْ رَضِيَ بِذلِكَ لَعَناتِكَ الَّتِي لَعَنْتَ بِها كُلَّ ظالِمٍ وَكُلَّ غاصِبٍ وَكُلَّ جاحِدٍ وَكُلَّ كافِرٍ وَكُلَّ مُشْرِكٍ وَكُلَّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ وَكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، اللّهُمَّ العَنْ يَزِيدَ وَآلَ يَزِيدَ وَبَنِي مَرْوانَ جَميعاً، اللّهُمَّ وَضَعِّفْ غَضَبَكَ وَسَخَطَكَ وَعَذابَكَ وَنَقِمَتَكَ عَلى أَوَّلِ ظالِمٍ ظَلَمَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ، اللّهُمَّ وَالعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ لَهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ إِنَّكَ ذُو نَقِمَةٍ مِنَ المُجْرِمِينَ، اللّهُمَّ وَالعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَالعَنْ أَرْواحَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَقُبُورَهُمْ، وَالعَنْ اللّهُمَّ العِصابَةَ الَّتِي نازَلَتِ الحُسَيْنَ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَحارَبَتْهُ وَقَتَلَتْ أَصحابَهُ وَأَنْصارَهُ وَأَعْوانَهُ وَأَوْلِياءَهُ وَشِيعَتَهُ وَمُحِبِّيهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ وَذُرِّيَّتَهُ، وَالعَنِ اللّهُمَّ الَّذِينَ نَهَبُوا مالَهُ وَسَلَبُوا حَرِيمَهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ وَلا مَقالَهُ، اللّهُمَّ وَالعَنْ كُلَّ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَالخَلائِقِ أَجْمَعِينَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنَ وَعَلى مَنْ ساعَدَكَ وَعاوَنَكَ وَواساكَ بِنَفْسِهِ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِي الذَّبِّ عَنْكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعلَيْهِمْ وَعَلى رُوحِكَ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَعَلى تُرْبَتِكَ وَعَلى تُرْبَتِهِمْ، اللّهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَرَوْحاً وَرَيْحاناً، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ يا ابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَيا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَيا ابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهِيدُ يا ابْنَ الشَّهِيدِ اللّهُمَّ بَلِّغْهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي هذا اليَوْمِ

ص: 167

وَفِي هذا الوَقْتِ وَكُلِّ وَقْتٍ تَحِيَّةً وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ العالَمِينَ وَعَلى المُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ سَلاماً مُتَّصِلاً ما اتَّصَلَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ، السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ بْن الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلى العَبَّاسِ ابْنِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرٍ وَعَقِيلٍ، السَّلامُ عَلى كُلِّ مُسْتَشْهَدٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْهُمْ عَنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً.

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ يَا بِنْتَ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ، وَعَلَيْكِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَحْسَنَ اللَّهُ لَكِ العَزاءَ فِي وَلَدِكِ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ، وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي أَخِيكَ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى أَرْواحِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ الأحياءِ مِنْهُمْ وَالأمواتِ، وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُمُ العَزاءَ فِي مَوْلاهُمُ الحُسَيْنِ. اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ إِمامٍ عَدْلٍ تُعِزُّ بِهِ الإسْلامَ وَأَهْلَهُ يا رَبَّ العالَمِينَ.

ثم اسجد وقُلْ:

اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى جَمِيعِ ما نابَ مِنْ خَطْبٍ وَلَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ أَمْرٍ وَإِلَيْكَ المُشْتَكى فِي عَظِيمِ المُهِمَّاتِ بِخِيَرَتِكَ وَأَوْلِيائِكَ وَذلِكَ

ص: 168

لِما أَوْجَبْتَ لَهُمْ مِنَ الكَرامَةِ وَالفَضْلِ الكَثِيرِ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ الحُسَيْنِ عَلَیهِ السَّلامُ يَوْمَ الوُرُودِ وَالمَقامِ المَشْهُودِ وَالحَوْضِ المَوْرُودِ، وَاجْعَلْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الحُسَيْنِ عَلَیهِ السَّلامُ الَّذِينَ وَاسَوْهُ بِأَنْفُسِهِمْ وَبَذَلُوا دُونَهُ مُهَجَهُمْ وَجاهَدُوا مَعَهُ أَعْداءَكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَرَجائِكَ وَتَصْدِيقاً بِوَعْدِكَ وَخَوْفاً مِنْ وَعِيدِكَ إِنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشاءُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

قال الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: هذه الزيارة يُزار بها الحسين بن علي من عند رأس أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين). قال علقمة بن محمّد الحضرميّ، عن أبي جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ: إن استطعت يا علقمة أن تزوره في كلِّ يوم بهذه الزيارة، في دارك وناحيتك وحيث كنت من البلاد في أرض الله فافعلْ ذلك، ولك ثواب جميع ذلك، فاجتهدوا في الدّعاء على قاتله وعدوّه، ويكون في صدر النهار قبل الزوال، يا علقمة واندبوا الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ. إلى آخر ما تقدّم من باب استحباب البكاء لقتل الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

زيارة الناحية

الثالثة: زيارة الناحية:

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم العاشر، المعروفة بزيارة الناحية، أذكرها عن كتاب البحار عن المزار الكبير.

وممّا خرج من الناحية المقدّسة عنه عَلَیْهِ السَّلَامُ إلى أحد الأبواب، قال: تقف على قبر الحسين صلوات الله عليه وتقول:

السَّلامُ عَلَى آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ مِنْ خَلِيقَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى شَيْثٍ وَلِيِّ اللَّهِ وَخِيَرَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى إِدْرِيسَ الْقَائِمِ لِلَّهِ بِحُجَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى نُوحٍ الْمُجَابِ فِي دَعْوَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى هُودٍ الْمَمْدُودِ مِنَ اللَّهِ بِمَعُونَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى صَالِحٍ الَّذِي تَوَّجَهُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ الَّذِي حَبَاهُ اللَّهُ

ص: 169

بِخُلَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى اسْمَاعِيلَ الَّذِي فَدَاهُ اللَّهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ مِنْ جَنَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى إِسْحَاقَ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ فِي ذُرّيَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى يَعْقُوبَ الَّذِي رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ بِرَحْمَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى يُوسُفَ الَّذِي نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ الْجُبِّ بِعَظَمَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مُوسَى الَّذِي فَلَقَ اللَّهُ الْبَحْرَ لَهُ بِقُدْرَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى هَارُونَ الَّذِي خَصَّهُ اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى شُعَيْبٍ الَّذِي نَصَرَهُ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى دَاوُدَ الَّذِي تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى سُلَيْمَانَ الَّذِي ذَلَّتْ لَهُ الْجِنُّ بِعِزَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى أَيُّوبَ الَّذِي شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ عِلَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى يُوْنُسَ الَّذِي أَنْجَزَ اللَّهُ مَضْمُونَ عِدَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى عُزَيْرَ الَّذِي أَحْيَاهُ اللَّهُ بَعْدَ مَيْتَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى زَكَرِيَّا الصَّابِرِ فِي مِحْنَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى يَحْيَى الَّذِي أَزْلَفَهُ اللَّهُ بِشَهَادَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى عِيسَى رُوحِ اللَّهِ وَكَلِمَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ وَصَفْوَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمَخْصُوصِ بِأُخُوَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ابْنَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَصِيِّ أَبِيهِ وَخَلِيفَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى الْحُسَيْنِ الَّذِي سَمِحَتْ نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِي سِرِّهِ وَعَلاَنِيَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ جَعَلَ اللَّهُ الشّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنِ الإِجَابَةُ تَحْتَ قُبَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنِ الأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ سَيّدِ الأَوْصِيَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ جَنَّةِ الْمَأْوَى، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفَا، السَّلاَمُ عَلَى الْمُرَمَّلِ بِالدّمَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمَهْتُوكِ الْخِبَاءِ،

ص: 170

السَّلاَمُ عَلَى خَامِسِ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى غَرِيبِ الْغُرَبَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى شَهِيدِ الشُّهَدَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى قَتِيلِ الأَدْعِيَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى سَاكِنِ كَرْبَلاءِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمَاءُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ ذُرّيَّتُهُ الأَزْكِيَاءُ، السَّلاَمُ عَلَى يَعْسُوبِ الدِّينِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنَازِلِ الْبَرَاهِينِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَئِمَّةِ السَّادَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الْجُيُوبِ الْمُضَرَّجَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الشّفَاهِ الذَّابِلاَتِ، السَّلاَمُ عَلَى النُّفُوسِ الْمُصْطَلَمَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَرْوَاحِ الْمُخْتَلَسَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَجْسَادِ الْعَارِيَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الْجُسُومِ الشَّاحِبَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الدِّمَاءِ السَّائِلاَتِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُشَالاَتِ، السَّلاَمُ عَلَى النِّسْوَةِ الْبَارِزَاتِ.

السَّلاَمُ عَلَى حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى آبَائِكَ الطَّاهِرِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَبْنَائِكَ الْمُسْتَشْهَدِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى ذُرِيَّتِكَ النَّاصِرِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ المُضاجِعِينَ، السَّلاَمُ عَلَى الْقَتِيلِ الْمَظْلُومِ، السَّلاَمُ عَلَى أَخِيهِ الْمَسْمُومِ، السَّلاَمُ عَلَى عَلِيٍّ الْكَبِيرِ، السَّلاَمُ عَلَى الرَّضِيعِ الصَّغِيرِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَبْدَانِ السَّلِيبَةِ، السَّلاَمُ عَلَى الْعِتْرَةِ القَرِيبَة، السَّلاَمُ عَلَى الْمُجَدَّلِينَ فِي الْفَلَوَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى النَّازِحِينَ عَنِ الأَوْطَانِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمَدْفُونِينَ بِلاَ أَكْفَانٍ، السَّلاَمُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُفَرَّقَةِ عَنِ الأَبْدَانِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُحْتَسِبِ الصَّابِرِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمَظْلُومِ بِلاَ نَاصِرٍ، السَّلاَمُ عَلَى سَاكِنِ التُّرْبَةِ الزَّاكِيَةِ، السَّلاَمُ عَلَى صَاحِبِ الْقُبَّةِ السَّامِيَةِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ طَهَّرَهُ الْجَلِيلُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنِ افْتَخَرَ بِهِ جِبْرَائِيلُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ نَاغَاهُ

ص: 171

فِي الْمَهْدِ مِيكَائِيلُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ نُكِثَتْ ذِمَّتُهُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ هُتِكَتْ حُرْمَتُهُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ أُرِيقَ بِالظُّلْمِ دَمُهُ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُغَسَّلِ بِدَمِ الْجِرَاحِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُجَرَّعِ بِكَاسَاتِ الرِّمَاحِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُضَامِ الْمُسْتَبَاحِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمَنْحُورِ فِي الْوَرَى، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ دَفَنَهُ (تَوَلَّى دَفْنَهُ) أَهْلُ الْقُرَى، السَّلاَمُ عَلَى الْمَقْطُوعِ الْوَتِينِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُحَامِي بِلاَ مُعِينِ، السَّلاَمُ عَلَى الشَّيْبِ الْخَضِيبِ، السَّلاَمُ عَلَى الْخَدِّ التَّريْبِ، السَّلاَمُ عَلَى الْبَدَنِ السَّلِيبِ، السَّلاَمُ عَلَى الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ، السَّلاَمُ عَلَى الرَّأْسِ الْمَرْفُوعِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَجْسَامِ الْعَارِيَة فِي الْفَلَوَاتِ تَنْهَشُهَا الذّئَابُ الْعَادِيَاتُ، وَتَخْتَلِفُ إِلَيْهَا السّبَاعُ الضَّارِيَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُرَفْرِفِينَ حَوْلَ قُبَّتِكَ، الْحَافِّينَ بِتُرْبَتِكَ الطَّائِفِينَ بِعَرْصَتِكَ الْوَارِدِينَ لِزِيَارَتِكَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ فَإِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ وَرَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيْكَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ سَلاَمَ الْعَارِفِ بِحُرْمَتِكَ الْمُخْلِصِ فِي وِلاَيَتِكَ الْمُتَقَرِّبِ إِلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِكَ الْبَرِيءِ مِنْ أَعْدَائِكَ، سَلاَمَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِكَ مَقْرُوحٌ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ، سَلاَمَ الْمَفْجُوعِ الحَزِين، الْوَالِهِ الْمُسْتَكِينِ، سَلاَمَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ فِي الطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ، وَبَذَلَ حَشَاشَتَهُ دُوْنَكَ لِلْحُتُوفِ، وَجَاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَنَصَرَكَ عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْكَ، وَفَدَاكَ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ، وَرُوحُهُ لِرُوحِكَ فِدَاءٌ، وَأَهْلُهُ لأَهْلِكَ وَقَاءٌ، فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ وَعَاقَنِي عَنْ نَصْرِكَ الْمَقْدُورُ، وَلَمْ أَكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَدَاوَةَ مُنَاصِباً، فَلأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَمَساءً، وَلأَبْكِيَنَّ لَكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً حَسْرَةً عَلَيْكَ وَتَأَسُّفاً عَلَى مَا دَهَاكَ، وَتَلَهُّفاً حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ

ص: 172

الْمُصَابِ، وَغُصَّةِ الاكْتِئَابِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْعُدْوَانِ، وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَمَا عَصَيْتَهُ، وَتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبْلِهِ فَأَرْضَيْتَهُ، وَخَشِيتَهُ وَرَاقَبْتَهُ وَاسْتَحْيَيْتَهُ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ وَأَطْفَأْتَ الْفِتَنَ، وَدَعَوْتَ إِلَى الرَّشَادِ وَأَوْضَحْتَ سُبُلَ السَّدَادِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الْجِهَادِ، وَكُنْتَ لِلَّهِ طَائِعاً وَلِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ تَابِعاً، وَلِقَوْلِ أَبِيكَ سَامِعاً، وَإِلَى وَصِيَّةِ أَخِيكَ مُسَارِعاً، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً، وَلِلْطُّغْيَانِ قَامِعاً، وَلِلطُّغَاةِ مُقَارِعاً، وَلِلأُمَّةِ نَاصِحاً، وَفِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ سَابِحاً، وَلِلْفُسَّاقِ مُكَافِحاً، وَبِحُجَجِ اللَّهِ قَائِماً، وَلِلإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِينَ رَاحِماً، وَلِلْحَقِّ نَاصِراً، وَعِنْدَ الْبَلاءِ صَابِراً، وَلِلدِّينِ كَالِئاً، وَعَنْ حَوْزَتِهِ مُرَامِياً، تَحُوطُ الْهُدَى وَتَنْصُرُهُ، وَتَبْسُطُ الْعَدْلَ وَتَنْشُرُهُ، وَتَنْصُرُ الدِّينَ وَتُظْهِرُهُ، وَتَكُفُّ الْعَابِثَ وَتَزْجُرُهُ، وَتَأْخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّرِيفِ، وَتُسَاوِي فِي الْحُكْمِ بَيْنَ الْقَوّيِّ وَالضَّعِيفِ، كُنْتَ رَبِيعَ الأَيْتَامِ وَعِصْمَةَ الأَنَامِ، وَعِزَّ الإِسْلاَمِ، وَمَعْدِنَ الأَحْكَامِ، وَحَلِيفَ الإِنْعَامِ، سَالِكاً طَرَائِقَ جَدِّكَ وَأَبِيكَ، مُشْبِهاً فِي الْوَصِيَّةِ لأَخِيكَ، وَفِيَّ الذِّمَمِ، رَضِيَّ الشِّيَمِ، ظَاهِرَ الْكَرَمِ، مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ قَوِيمَ الطَّرَائِقِ، كَرِيمَ الْخَلائِقِ، عَظِيمَ السَّوَابِقِ. شَرِيفَ النَّسَبِ، مُنِيفَ الْحَسَبِ، رَفِيعَ الرُّتَبِ، كَثِيرَ الْمَنَاقِبِ، مَحْمُودَ الضَّرَائِبِ، جَزِيلَ الْمَوَاهِبِ، حَلِيمٌ رَشِيدٌ مُنِيبٌ جَوَادٌ عَلِيمٌ شَدِيدٌ إِمَامٌ شَهِيدٌ، أَوَّاهٌ مُنِيبٌ حَبِيبٌ مُهِيبٌ، كُنْتَ لِلرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَلَداً، وَلِلْقُرْآنِ سَنَداً، وَلِلأُمَّةِ عَضُداً وَفِي الطَّاعَةِ مُجْتَهِداً، حَافِظاً لِلْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ، نَاكِباً عَنْ سُبُلِ الْفُسَّاقِ، وَبَاذِلاً لِلْمَجْهُودِ، طَوِيلَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، زَاهِداً فِي الدُّنْيَا زُهْدَ

ص: 173

الرَّاحِلِ عَنْهَا، نَاظِراً إِلَيْهَا بِعَيْنِ الْمُسْتَوْحِشِينَ مِنْهَا، آمَالُكَ عَنْهَا مَكْفُوفَةٌ، وَهِمَّتُكَ عَنْ زِينَتِهَا مَصْرُوفَةٌ، وَأَلْحَاظُكَ عَنْ بَهْجَتِهَا مَطْرُوفَةٌ، وَرَغْبَتُكَ فِي الآخِرَةِ مَعْرُوفَةٌ، حَتَّى إِذَا الْجَوْرُ مَدَّ بَاعَهُ وَأَسْفَرَ الظُّلْمُ قِنَاعَهُ، وَدَعَا الْغَيُّ أَتْبَاعَهُ وَأَنْتَ فِي حَرَمِ جَدِّكَ قَاطِنٌ، وَلِلظَّالِمِينَ مُبَايِنٌ، جَلِيسُ الْبَيْتِ وَالْمِحْرَابِ، مُعْتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ، تُنْكِرُ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِكَ وَلِسَانِكَ عَلَى حَسَبِ طَاقَتِكَ وَإِمْكَانِكَ، ثُمَّ اقْتَضَاكَ الْعِلْمُ لِلإِنْكَارِ، وَلَزِمَكَ أَنْ تُجَاهِدَ الْفُجَّارَ، فَسِرْتَ فِي أَوْلاَدِكَ وَأَهَالِيكَ وَشِيعَتِكَ وَمَوَالِيكَ وَصَدَعْتَ بِالْحَقّ وَالْبَيِّنَةِ وَدَعَوْتَ إِلَى اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَمَرْتَ بِإِقَامَةِ الْحُدُودِ وَالطَّاعَةِ لِلْمَعْبُودِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْخَبَائِثِ وَالطُّغْيَانِ، وَوَاجَهُوكَ بِالظُلْمِ وَالْعُدْوَانِ.

فَجَاهَدْتَهُمْ بَعْدَ الإِيعَاظِ (الإِيعَاز) إِلَيْهِمْ، وَتَأْكِيدِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ، فَنَكَثُوا ذِمَامَكَ وَبَيْعَتَكَ، وَأَسْخَطُوا رَبَّكَ وَجَدَّكَ وَبَدَؤُوكَ بِالْحَرْبِ، فَثَبَتَّ لِلْطَّعْنِ وَالضَّرْبِ، وَطَحَنْتَ جُنُودَ الْفُجَّارِ وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبَارِ، مُجَالِداً بِذِي الْفِقَارِ كَأَنَّكَ عَلِيٌّ الْمُخْتَارُ، فَلَمَّا رَأَوْكَ ثَابِتَ الْجَأْشِ غَيْرَ خَائِفٍ وَلاَ خَاشٍ، نَصَبُوا لَكَ غَوَائِلَ مَكْرِهِمْ وَقَاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمْ وَشَرِّهِمْ، وَأَمَرَ اللَّعِينُ جُنُودَهُ فَمَنَعُوكَ الْمَاءَ وَوُرُودَهُ، وَنَاجَزُوكَ الْقِتَالَ وَعَاجَلُوكَ النِّزَالَ وَرَشَقُوكَ بِالسّهَامِ وَالنّبَالِ، وَبَسَطُوا إِلَيْكَ أَكُفَّ الاصْطِلاَمِ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ ذِمَاماً، وَلاَ رَاقَبُوا فِيكَ آثَاماً فِي قَتْلِهِمْ أَوْلِيَاءَكَ، وَنَهْبِهِمْ رِحَالَكَ، وَأَنْتَ مُقَدَّمٌ فِي الْهَبَوَاتِ، وَمُحْتَمِلٌ لِلأَذِیَّاتِ، قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّمَاوَاتِ، فَأَحْدَقُوا بِكَ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ، وَأَثْخَنُوكَ بِالْجِرَاحِ، وَحَالُوا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الرَّوَاحِ وَلَمْ يَبْقَ لَكَ نَاصِرٌ وَأَنْتَ مُحْتَسِبٌ

ص: 174

صَابِرٌ، تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِكَ وَأَوْلاَدِكَ، حَتَّى نَكَسُوكَ عَنْ جَوَادِكَ فَهَوَيْتَ إِلَى الأَرْضِ جَرِيحاً، تَطَؤُكَ الْخُيُولُ بِحَوَافِرِهَا، وَتَعْلُوكَ الطُّغَاةُ بِبَوَاتِرِهَا، قَدْ رَشَحَ لِلْمَوْتِ جَبِينُكَ، وَاخْتَلَفَتْ بِالانْقِبَاضِ وَالانْبِسَاطِ شِمَالُكَ وَيَمِينُكَ، تُدِيرُ طَرْفاً خَفِيّاً إِلَى رَحْلِكَ وَبَيْتِكَ، وَقَدْ شُغِلْتَ بِنَفْسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأَهَالِيكَ، وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شَارِداً، إِلَى خِيَامِكَ قَاصِداً، مُحَمْحِماً بَاكِياً، فَلَمَّا رَأَيْنَ النّسَاءَ جَوَادَكَ مَخْزِيّاً، وَنَظَرَنْ سَرْجَكَ عَلَيْهِ مَلْوِيّاً، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُوْرِ، نَاشِرَاتِ الشُّعُورِ، عَلَى الْخُدُودِ لاَطِمَاتٍ، الْوُجُوهُ سَافِرَاتٌ، وَبِالْعَوِيلِ دَاعِيَاتٍ، وَبَعْدَ الْعِزِ مُذَلَّلاتٍ، وَإِلَى مَصْرَعِكَ مُبَادِرَاتٍ، وَالشّمْرُ جَالِسٌ عَلَى صَدْرِكَ، وَمُولِغٌ سَيْفَهُ عَلَى نَحْرِكَ، قَابِضٌ عَلَى شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ، ذَابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ، قَدْ سَكَنَتْ حَوَاسُّكَ وَخَفِيَتْ أَنْفَاسُكَ، وَرُفِعَ عَلَى الْقَنَا رَأْسُكَ، وَسُبِيَ أَهْلُكَ كَالْعَبِيدِ، وَصُفِّدُوا فِي الْحَدِيدِ، فَوْقَ أَقْتَابِ الْمَطِيَّاتِ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ حَرُّ الْهَاجِرَاتِ، يُسَاقُونَ فِي الْبَرَارِي وَالْفَلَوَاتِ، أَيْدِيهِمْ مَغْلُولَةٌ إِلَى الأَعْنَاقِ، يُطَافُ بِهِمْ فِي الأَسْوَاقِ، فَالْوَيْلُ لِلْعُصَاةِ الْفُسَّاقِ، لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلاَمَ، وَعَطَّلُوا الصَّلاَةَ وَالصّيَامَ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالأَحْكَامَ، وَهَدَمُوا قَوَاعِدَ الإِيمَانِ، وَحَرَّفُوا آيَاتِ الْقُرْآنِ، وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ، لَقَدْ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَوْتُوراً، وَعَادَ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَهْجُوراً، وَغُودِرَ الْحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحْلِيلُ وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأْوِيلُ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْيِيرُ وَالتَّبْدِيلُ، وَالإِلْحَادُ وَالتَّعْطِيلُ وَالأَهْوَاءُ وَالأَضَالِيلُ وَالْفِتَنُ وَالأَبَاطِيلُ، فَقَامَ نَاعِيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، فَنَعاكَ إِلَيْهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ، قَائِلاً يَا رَسُولَ

ص: 175

اللَّهِ قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتَاكَ، وَاسْتُبِيحَ أَهْلُكَ وَحِمَاكَ، وَسُبِيَتْ بَعْدَكَ ذَرَارِيكَ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَذَوِيكَ، فَانْزَعَجَ الرَّسُولُ، وَبَكَى قَلْبُهُ الْمَهُولُ، وَعَزَّاهُ بِكَ الْمَلائِكَةُ وَالأَنْبِيَاءُ، وَفُجِعَتْ بِكَ أُمُّكَ الزَّهْرَاءُ وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، تُعَزِّي أَبَاكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأُقِيمَتْ لَكَ الْمَآتِمُ فِي أَعْلَى عِلّيّينَ، وَلَطَمَتْ عَلَيْكَ الْحُورُ الْعِينُ، وَبَكَتِ السَّمَاءُ وَسُكَّانُهَا، وَالْجِنَانُ وَخُزَّانُهَا، وَالْهِضَابُ وَأَقْطَارُهَا، وَالْبِحَارُ وَحِيتَانُهَا، (وَمَكَّةُ وَبُنْيَانُهَا)، وَالْجِنَانُ وَوِلْدَانُهَا، وَالْبَيْتُ وَالْمَقَامُ، وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ وَالْحِلُّ وَالإِحْرَامُ. اللَّهُمَّ فَبِحُرْمَةِ هذَا الْمَكَانِ الْمُنِيفِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ، وَيَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ، وَيَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ، بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيّينَ رَسُولِكَ إِلَى الْعَالَمِينَ أَجْمَعِينَ، وَبِأَخِيهِ وَابْنِ عَمّهِ الأَنْزَعِ الْبَطِينِ، الْعَالِمِ الْمَكِينِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَبِفَاطِمَةَ سَيّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، وَبِالْحَسَنِ الزَّكِيِّ عِصْمَةِ الْمُتَّقِينَ، وَبِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ أَكْرَمِ الْمُسْتَشْهَدِينَ، وَبِأَوْلاَدِهِ الْمَقْتُولِينَ، وَبِعِتْرَتِهِ الْمَظْلُومِينَ، وَبِعَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَبِمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ قِبْلَةِ الأَوَّابِينَ، وَجَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ أَصْدَقِ الصَّادِقِينَ، وَمُوْسَى بْنِ جَعْفَرٍ مُظْهِرِ الْبَرَاهِينِ، وَعَليٍّ بْنِ مُوسى نَاصِرِ الدِّين، وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ قُدْوَةِ الْمُهتَدِينَ، وَعَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَزْهَدِ الزَّاهِدِينَ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَارِثِ الْمُسْتَخْلَفِينَ، وَالْحُجَّةِ عَلَى الْخَلْق أَجْمَعِينَ، أَنْ تُصَلّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ الأَبَرِّينَ، آلَ طَهَ وَيس، وَأَنْ تَجْعَلَنِي فِي الْقِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ الْمُطْمَئِنّيْنَ الْفَائِزِينَ الْفَرِحِينَ الْمُسْتَبْشِرِينَ. اللَّهُمَّ اكْتُبْنِي فِي الْمُسْلِمِينَ

ص: 176

وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ}، وَانْصُرْنِي عَلَى الْبَاغِينَ، وَاكْفِنِي كَيْدَ الْحَاسِدِينَ وَأَصْرِفْ عَنِّي مَكْرَ الْمَاكِرِينَ، وَاقْبِضْ عَنِّي أَيْدِي الظَّالِمِينَ، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ السَّادَةِ الْمَيَامِينَ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيّينَ وَالصّدّيْقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ بِنَبِيِّكَ الْمَعْصُومِ، وَبِحُكْمِكَ الْمَحْتُومِ، وَنَهْيِكَ الْمَكْتُومِ، وَبِهَذَا الْقَبْرِ الْمَلْمُومِ، الْمُوَسَّدِ فِي كَنَفِهِ الإِمَامُ الْمَعْصُومُ الْمَقْتُولُ الْمَظْلُومُ، أَنْ تَكْشِفَ مَا بِي مِنَ الْغُمُومِ، وَتَصْرِفَ عَنِّي شَرَّ الْقَدَرِ الْمَحْتُومِ، وَتُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ ذَاتِ السَّمُومِ، اللَّهُمَّ جَلِّلْنِي بِنِعْمَتِكَ، وَرَضِّنِي بِقِسَمِكَ، وَتَغَمَّدْنِي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَبَاعِدْنِي مِنْ مَكْرِكَ وَنِقَمِكَ، اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الزَّلَلِ وَسَدّدْنِي فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، وَافْسَحْ لِي فِي مُدَّةِ الأَجَلِ وَاعْفِنِي مِنَ الأَوْجَاعِ وَالْعِلَلِ، وَبَلّغْنِي بِمَوَالِيَّ وَبِفَضْلِكَ أَفْضَلَ الأَمَلِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي، وَارْحَمْ عَبْرَتِي، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَنَفِّسْ كُرْبَتِي، وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِيَّتِي، اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لِي فِي هذَا الْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ وَالْمَحَلِّ الْمُكَرَّمِ، ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلا عَيْباً إِلاَّ سَتَرْتَهُ، وَلا غَمّاً إِلاَّ كَشَفْتَهُ، وَلا رِزْقاً إِلاَّ بَسَطْتَهُ، وَلا جَاهاً إِلاَّ عَمَّرْتَهُ، وَلا فَسَاداً إِلاَّ أَصْلَحْتَهُ، وَلا أَمَلاً إِلاَّ بَلَّغْتَهُ، وَلا دُعَاءً إِلاَّ أَجَبْتَهُ، وَلا مُضَيَّقاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلا شَمْلاً إِلاَّ جَمَعْتَهُ، وَلا أَمْراً إِلاَّ أَتْمَمْتَهُ، وَلا مَالاً إِلاَّ كَثَّرْتَهُ، وَلاَ خُلُقاً إِلاَّ حَسَّنْتَهُ، وَلاَ إِنْفَاقاً إِلاَّ أَخْلَفْتَهُ، وَلاَ حَالاً إِلاَّ عَمَّرْتَهُ، وَلاَ حَسُوداً إِلاَّ قَمَعْتَهُ، وَلاَ

ص: 177

عَدُوّاً إِلاَّ أَرْدَيْتَهُ، وَلاَ شَرّاً إِلاَّ كَفَيْتَهُ، وَلاَ مَرَضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ بَعِيداً إِلاَّ أَدْنَيْتَهُ، وَلاَ شَعَثاً إِلاَّ لَمَمْتَهُ، وَلاَ سُؤَالاً إِلاَّ أَعْطَيْتَهُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْعَاجِلَةِ، وَثَوَابَ الآجِلَةِ، اللَّهُمَّ أَغْنِنِي بِحَلالِكَ عَنِ الْحَرَامِ، وَبِفَضْلِكَ عَنْ جَمِيعِ الأَنَامِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً وَقَلْباً خَاشِعاً، وَيَقِيناً صَادِقاً، وَعَمَلاً زَاكِياً، وَصَبْراً جَمِيلاً، وَأَجْراً جَزِيلاً، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شُكْرَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَزِدْ فِي إِحْسَانِكَ وَكَرَمِكَ إِلَيَّ، وَاجْعَلْ قَوْلِي فِي النَّاسِ مَسْمُوعاً، وَعَمَلِي عِنْدَكَ مَرْفُوعاً وَأَثَرِي فِي الْخَيْرَاتِ مَتْبُوعاً وَعَدُوّي مَقْمُوعاً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَخْيَارِ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَأَطْرَافِ النَّهَارِ، وَاكْفِنِي شَرَّ الأَشْرَارِ، وَطَهّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالأَوْزَارِ، وَأَجِرْنِي مِنَ النَّارِ، وَأَحِلَّنِي دَارَ الْقَرَارِ وَاغْفِرْ لِي وَلِجَمِيعِ إِخْوَانِي فِيكَ وَأَخَوَاتِيَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم توجّه إلى القبلة، وصلِّ ركعتين، تقرأ في الركعةِ الأولى: سورة (الحمد)، وسورة (الأنبياء)، وفي الركعةِ الثانية: سورة (الحمد) وسورة (الحشر)، وتقنت فتقول في قنوتك:

لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّموَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ، خِلاَفاً لأَعْدَائِهِ وَتَكْذِيباً لِمَنْ عَدَلَ بِهِ، وَإِقْرَاراً لِرُبُوبِيَّتِهِ، وَخُضُوعاً لِعِزَّتِهِ الأَوَّلُ بِغَيْرِ أَوَّلٍ، وَالآخِرُ إِلَى غَيْرِ آخِرٍ، الظَّاهِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِقُدْرَتِهِ، الْبَاطِنُ دُوْنَ كُلِّ شَيْءٍ بِعِلْمِهِ وَلُطْفِهِ، لاَ تَقِفُ الْعُقُولُ عَلَى كُنْهِ عَظَمَتِهِ، وَلاَ تُدْرِكُ الأَوْهَامُ حَقِيقَةَ مَاهِيَّتِهِ، وَلاَ تَتَصَوَّرُ الأَنْفُسُ مَعَانِيَ كَيْفِيَّتِهِ،

ص: 178

مُطَّلِعاً عَلَى الضَّمَائِرِ عَارِفاً بِالسَّرَائِرِ، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}. اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى تَصْدِيقِي رَسُولَكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَإِيمَانِي بِهِ، وَعِلْمِي بِمَنْزِلَتِهِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ النَّبِيُّ الَّذِي نَطَقَتِ الْحِكْمَةُ بِفَضْلِهِ، وَبَشَّرَتِ الأَنْبِيَاءُ بِهِ وَدَعَتْ إِلَى الإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ، وَحَثَّتْ عَلَى تَصْدِيقِهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {الَّذِي يَجِدُوْنَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ، يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ، وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ إِلَى الثَّقَلَيْنِ، وَسَيّدِ الأَنْبِيَاءِ الْمُصْطَفَيْنَ، وَعَلَى أَخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الَّذَيْنِ لَمْ يُشْرِكَا بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً، وَعَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، وَعَلَى سَيّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، صَلاَةً خَالِدَةَ الدَّوَامِ عَدَدَ قَطْرِ الرِّهَامِ وَزِنَةَ الْجِبَالِ وَالآكَامِ، مَا أَوْرَقَ السَّلاَمُ وَاخْتَلَفَ الضّيَاءُ وَالظَّلاَمُ، وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ الأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ الذَّائِدِينَ عَنِ الدِّينِ، عَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوْسَى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّةِ الْقُوَّامِ بِالْقِسْطِ، وَسُلاَلَةِ السّبْطِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذَا الإِمَامِ فَرَجاً قَرِيباً وَصَبْراً جَمِيلاً وَنَصْراً عَزِيزاً، وَغِنىً عَنِ الْخَلْقِ وَثَبَاتاً فِي الْهُدَى وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَرِزْقاً وَاسِعاً حَلاَلاً طَيّباً مَرِيئاً، دَارَّاً سَائِغاً فَاضِلاً مُفَضَّلاً صَبّاً صَبّاً، مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلا نَكَدٍ وَلاَ مِنَّةٍ مِنْ أَحَدٍ، وَعَافِيَةٍ مِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَسَقَمٍ وَمَرَضٍ، وَالشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ وَالنَّعْمَاءِ. وَإِذَا جَاءَ الْمَوْتُ فَاقْبِضْنَا عَلَى أَحْسَنِ مَا يَكُونُ لَكَ طَاعَةً عَلَى مَا أَمَرْتَنَا مُحَافِظِينَ، حَتَّى تُؤَدّيَنَا إِلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ

ص: 179

بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَوْحِشْنِي مِنَ الدُّنْيَا وَآنِسْنِي بِالآخِرَةِ، وَإِنَّهُ لاَ يُوْحِشُ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ خَوْفُكَ وَلاَ يُؤْنِسُ بِالآخِرَةِ إِلاَّ رَجَاؤُكَ. اللَّهُمَّ لَكَ الْحُجَّةُ لاَ عَلَيْكَ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى لاَ مِنْكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِيَ الظَّالِمَةِ الْعَاصِيَةِ وَشَهْوَتِيَ الْغَالِبَةِ، وَاخْتِمْ لِي بِالْعَافِيَةِ. اللَّهُمَّ إِنَّ اسْتِغْفَارِي إِيَّاكَ وَأَنَا مُصِرٌّ عَلَى مَا نَهَيْتَ قِلَّةُ حَيَاءٍ، وَتَرْكِيَ الاِسْتِغْفَارَ مَعَ عِلْمِي بِسَعَةِ حِلْمِكَ تَضْيِيعٌ لِحَقِّ الرَّجَاءِ. اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي تُؤْيِسُنِي أَنْ أَرْجُوكَ، وَإِنَّ عِلْمِي بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ يَمْنَعُنِي أَنْ أَخْشَاكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَدِّقْ رَجَائِي لَكَ وَكَذِّبْ خَوْفِي مِنْكَ، وَكُنْ لِي عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنّي بِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَيّدْنِي بِالْعِصْمَةِ، وَأَنْطِقْ لِسَانِي بِالْحِكْمَةِ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْدَمُ عَلَى مَا ضَيَّعَهُ فِي أَمْسِهِ وَلاَ يُغْبَنُ حَظُّهُ فِي يَوْمِهِ، وَلاَ يَهِمُّ لِرِزْقِ غَدِهِ. اللَّهُمَّ إِنَّ الْغَنِيَّ مَنْ اسْتَغْنَى بِكَ وَافْتَقَرَ إِلَيْكَ، وَالْفَقِيرُ مَنِ اسْتَغْنَى بِخَلْقِكَ عَنْكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَغْنِنِي عَنْ خَلْقِكَ بِكَ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ لاَ يَبْسُطُ كَفّاًإِلاَّ إِلَيْكَ. اللَّهُمَّ إِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ قَنَطَ، وَأَمَامَهُ التَّوْبَةُ وَوَرَاءَهُ الرَّحْمَةُ، وَإِنْ كُنْتُ ضَعِيفَ الْعَمَلِ فَإِنِّي فِي رَحْمَتِكَ قَوِيُّ الأَمَلِ، فَهَبْ لِي ضَعْفَ عَمَلِي لِقُوَّةِ أَمَلِي.

اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مَا فِي عِبَادِكَ مَنْ هُوَ أَقْسَى قَلْباً مِنِّي، وَأَعْظَمُ مِنِّي ذَنْباً، فَإِنِّي أَعْلَمُ إِنَّهُ لاَ مَوْلَىً أَعْظَمُ مِنْكَ طَوْلاً، وَأَوْسَعُ رَحْمَةً وَعَفْواً، فَيَا مَنْ هُوَ أَوْحَدٌ فِي رَحْمَتِهِ اغْفِرْ لِمَنْ لَيْسَ بِأَوْحَدَ فِي خَطِيئَتِهِ.

ص: 180

اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَعَصَيْنَا، وَنَهَيْتَ فَمَا انْتَهَيْنَا، وَذَكَّرْتَ فَتَنَاسَيْنَا، وَبَصَّرْتَ فَتَعَامَيْنَا، وَحَذَّرْتَ فَتَعَدَّيْنَا، وَمَا كَانَ ذَلِكَ جَزَاءَ إِحْسَانِكَ إِلَيْنَا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا أَعْلَنَّا وَأَخْفَيْنَا، وَأَخْبَرُ بِمَا نَأْتِي وَمَا أَتَيْنَا، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاَ تُؤْاخِذْنَا بِمَا أَخْطَأْنَا وَنَسَيْنَا وَهَبْ لَنَا حُقُوقَكَ لَدَيْنَا، وَأَتِمَّ إِحْسَانَكَ إِلَيْنَا، وَأَسْبِلْ رَحْمَتَكَ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهذَا الصّدِّيْقِ الإِمَامِ، وَنَسْأَلُكَ بِالْحَقّ الَّذِي جَعَلْتَهُ لَهُ وَلِجَدِّهِ رَسُولِكَ، وَلأَبَوَيْهِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، إِدْرَارَ الرّزْقِ الَّذِي بِهِ قِوَامُ حَيَاتِنَا، وَصَلاَحُ أَحْوَالِ عِيَالِنَا، فَأَنْتَ الْكَرِيمُ الَّذِي تُعْطِي مِنْ سَعَةٍ وَتَمْنَعُ مِنْ قُدْرَةٍ، وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ مِنَ الرّزْقِ مَا يَكُونُ صَلاَحاً لِلدُّنْيَا، وَبَلاَغاً لِلآخِرَةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، وَآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ.

ثم تركع وتسجد فتتشهّد وتسلّم، فإذا سبّحت فعفّر خدّيك وقُلْ:

سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ (أربعين مرّة).

واسأل الله العصمة والنجاة، والمغفرة والتوفيق لحسن العمل والقول، لما تتقرّب به إليه وتبتغي به وجهه، وقف عند الرأس ثم صلِّ ركعتين على ما تقدّم، ثم انكبّ على القبر وقبّله وقُلْ:

زَادَ اللَّهُ فِي شَرَفِكُمْ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

وادعُ لنفسك ولوالديك ولمن أردت، وانصرف إن شاء الله تعالى.

ص: 181

زيارة عاشوراء عن بُعد

الرابعة: زيارة عاشوراء عن بُعد:

رواها الشيخ الطوسي في المصباح عن عبدالله بن سنان، قال: دخلت على سيدي أبي عبدالله جعفر بن محمّد عَلَیْهِ السَّلَامُ في يوم عاشوراء، فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط، فقلت: يا ابن رسول الله! مِمَّ بكاؤك؟ لا أبكى الله عينيك، فقال لي: أَوَفي غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي عَلَیْهِ السَّلَامُ أُصِيب في مثل هذا اليوم؟ فقلت: يا سيدي! فما قولك في صومه؟ فقال لي: صُمْهُ من غير تبييت، وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كاملاً وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة ماء، فإنَّه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء عن آل رسول الله، وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعاً في مواليهم، يعزّ على رسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذٍ حيّاً لكان صلوات الله عليه هو المُعزّى بهم، قال: وبكى أبو عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ حتى اخضلّت لحيته بدموعه، ثم قال: إنّ الله جلّ ذكره لمّا خلق النور خلقه يوم الجمعة في تقديره في أوّل يوم من شهر رمضان، وخلق الظلمة في يوم الأربعاء يوم عاشوراء في مثل ذلك، يعني يوم العاشر من المحرّم في تقديره، وجعل لكلٍّ منها شرعةً ومنهاجاً، يا عبد الله بن سنان! إنّ أفضل ما تأتي به في هذا اليوم أن تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها وتتسلَّب، قلت: وما التسلّب؟ قال: تحلل أزرارك وتكشف عن ذراعيك كهيئة أصحاب المصائب، ثم تخرج إلى أرض مقفرة أو مكان لا يراك به أحد، أو تعمد إلى منزل لك خالٍ، أو في خلوة منذ حين يرتفع النهار فتصلّي أربع ركعات تحسن ركوعها وسجودها وخشوعها، وتسلّم بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في الركعةِ الأُولى: سورة (الحمد)، وسورة (الكافرون)، وفي الركعةِ الثانية: سورة (الحمد)، وسورة (التوحيد)، ثم تصلّي ركعتين تقرأ في الركعةِ الأولى: سورة (الحمد)، وسورة (الأحزاب)، وفي الركعةِ الثانية: سورة (الحمد)، وسورة (المنافقون)، أو ما تيسّر من القرآن، ثم تسلّم وتحوّل وجهك نحو قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ومضجعه فتمثّل

ص: 182

لنفسك مصرعه ومن كان معه من أهله وتسلّم وتصلّي عليه وتلعن قاتليه وتبرأ من أفعالهم، يرفع الله عزَّ وجلَّ لك بذلك في الجنَّةِمن الدرجات، ويحطّ عنك من السيّئات، ثم تسعى من الموضع الذي أنت فيه إن كان صحراء أو فضاء أو أي شيء كان خطوات، تقول في ذلك:

إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ رِضاً بِقَضَاءِ اللَّهِ وَتَسْلِيماً لِأَمْرِهِ.

وليكن عليك في ذلك الكآبة والحزن، وأكثِرْ من ذكر الله سبحانه والاسترجاع في ذلك اليوم. فإذا فرغتَ من سعيك وفعلك هذا، فقف في موضعك الذي صلّيت فيه، ثمّ قُلْ:

اللَّهُمَّ! عَذِّبِ الفَجَرَةَ الَّذِينَ شَاقُّوا رَسُولَكَ وَحَارَبُوا أَوْلِيَاءَكَ وَعَبَدُوا غَيْرَكَ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَكَ وَالْعَنِ القَادَةَ وَالأَتْبَاعَ وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ فَخَبَّ وَأَوْضَعَ مَعَهُمْ أَوْ رَضِيَ بِفِعْلِهِمْ لَعْناً كَثِيراً. اللَّهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَاسْتَنْقِذْهُمْ مِنْ أَيْدِي المُنَافِقِينَ وَالمُضِلِّينَ وَالكَفَرَةِ الجَاحِدِينَ وَافْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يَسِيراً وَأَتِحْ لَهُمْ رَوْحاً وَفَرَجاً قَرِيباً وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ سُلْطَاناً نَصِيراً.

ثم ارفع يديك واقنتْ بهذا الدعاء، وقُلْ وأنت تومي إلى أعداء آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم وقُلْ:

اللَّهُمَّ! إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأُمَّةِ نَاصَبَتِ المُسْتَحْفَظِينَ مِنَ الأَئِمَّةِ وَكَفَرَتْ بِالكَلِمَةِ وَعَكَفَتْ عَلَى القَادَةِ الظَّلَمَةِ وَهَجَرَتِ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَعَدَلَتْ عَنِ الحَبْلَيْنِ الَّذَيْنِ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمَا وَالتَّمَسُّكِ بِهِمَا فَأَمَاتَتِ الحَقَّ وَحَادَتْ عَنِ القَصْدِ وَمَالأَتِ الأَحْزَابَ وَحَرَّفَتِ الكِتَابَ وَكَفَرَتْ بِالحَقِّ لَمَّا جَاءَهَا وَتَمَسَّكَتْ بِالبَاطِلِ لَمَّا اعْتَرَضَهَا وَضَيَّعَتْ حَقَّكَ وَأَضَلَّتْ

ص: 183

خَلْقَكَ وَقَتَلَتْ أَوْلاَدَ نَبِيِّكَ وَخِيَرَةَ عِبَادِكَ وَحَمَلَةَ عِلْمِكَ وَوَرَثَةَ حِكْمَتِكَ وَوَحْيِكَ، اللَّهُمَّ فَزَلْزِلْ أَقْدَامَ أَعْدَائِكَ وَأَعْدَاءِ رَسُولِكَ وَأَهْلِ بَيْتِ رَسُولِكَ اللَّهُمَّ وَاخْرِبْ دِيَارَهُمْ وَافْلُلْ سِلاَحَهُمْ وَخَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ وَفُتَّ فِي أَعْضَادِهِمْ وَأَوْهِنْ كَيْدَهُمْ وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ القَاطِعِ وَارْمِهِمْ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ وَطُمَّهُمْ بِالبَلاَءِ طَمّاً وقُمَّهُمْ بِالعَذَابِ قَمّاً وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً نُكْراً وَخُذْهُمْ بِالسِّنِينَ وَالمَثُلاَتِ الَّتِي أَهْلَكْتَ بِهَا أَعْدَاءَكَ إِنَّكَ ذُو نِقْمَةٍ مِنَ المُجْرِمِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّ سُنَّتَكَ ضَائِعَةٌ وَأَحْكَامَكَ مُعَطَّلَةٌ وَعِتْرَةَ نَبِيِّكَ فِي الأَرْضِ هَائِمَةٌ، اللَّهُمَّ فَأَعِنِ الحَقَّ وَأَهْلَهُ وَاقْمَعِ البَاطِلَ وَأَهْلَهُ وَمُنَّ عَلَيْنَا بِالنَّجَاةِ وَاهْدِنَا إِلَى الإِيمَانِ وَعَجِّلْ فَرَجَنَا وَانْظِمْهُ بِفَرَجِ أَوْلِيَائِكَ وَاجْعَلْهُمْ لَنَا وُدّاً وَاجْعَلْنَا لَهُمْ وَفْداً، اللَّهُمَّ وَأَهْلِكْ مَنْ جَعَلَ يَوْمَ قَتْلِ ابْنِ نَبِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ عِيداً وَاسْتَهَلَّ بِهِ فَرَحاً وَمَرَحاً وَخُذْ آخِرَهُمْ كَمَا أَخَذْتَ أَوَّلَهُمْ، وَأَضْعِفِ اللَّهُمَّ العَذَابَ وَالتَّنْكِيلِ عَلَى ظَالِمِي أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ وَأَهْلِكْ أَشْيَاعَهُمْ وَقَادَتَهُمْ وَأَبِرْ حُمَاتَهُمْ وَجَمَاعَتَهُمْ، اللَّهُمَّ وَضَاعِفْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى عِتْرَةِ نَبِيِّكَ العِتْرَةِ الضَّائِعَةِ الخَائِفَةِ المُسْتَذَلَّةِ بَقِيَّةٌ مِنَ الشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ الزَّاكِيَةِ المُبَارَكَةِ، وَأَعْلِ اللَّهُمَّ كَلِمَتَهُمْ وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُمْ وَاكْشِفِ البَلاَءَ وَاللأْوَاءَ وَحَنَادِسَ الأَبَاطِيلِ وَالعَمَى عَنْهُمْ، وَثَبِّتْ قُلُوبَ شِيعَتِهِمْ وَحِزْبِكَ عَلَى طَاعَتِهِمْ وَوِلاَيَتِهِمْ وَنُصْرَتِهِمْ وَمُوَالاَتِهِمْ، وَأَعِنْهُمْ وَامْنَحْهُمُ الصَّبْرَ عَلَى الأَذَى فِيكَ، وَاجْعَلْ لَهُمْ أَيَّاماً مَشْهُودَةً وَأَوْقَاتاً مَحْمُودَةً مَسْعُودَةً يُوشِكُ فِيهَا فَرَجَهُمْ وَتُوجِبُ فِيهَا تَمْكِينَهُمْ وَنَصْرَهُمْ كَمَا ضَمِنْتَ لِأَوْلِيَائِكَ فِي كِتَابِكَ المُنْزَلِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ

ص: 184

وَقَوْلُكَ الحَقُّ {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}. اللَّهُمَّ فَاكْشِفْ غُمَّتَهُمْ يَا مَنْ لاَ يَمْلِكُ كَشْفَ الضُّرِّ إِلاَّ هُوَ، يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، وَأَنا يَا إِلهِي عَبْدُكَ الخَائِفُ مِنْكَ وَالرَّاجِعُ إِلَيْكَ السَّائِلُ لَكَ المُقْبِلُ عَلَيْكَ اللاَّجِىءُ إِلَى فِنَائِكَ العَالِمُ بِأَنَّهُ لاَ مَلْجَأَ مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْ دُعَائِي وَاسْمَعْ يَا إِلهِي عَلاَنِيَتِي وَنَجْوَايَ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلَهُ وَقَبِلْتَ نُسُكَهُ وَنَجَّيْتَهُ بِرَحْمَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ، اللَّهُمَّ وَصَلِّ أَوَّلاً وَآخِراً عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ بِأَكْمَلِ وَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَمَلاَئِكَتِكَ وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ بِلاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، اللَّهُمَّ وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَاجْعَلْنِي يَا مَوْلاَيَ مِنْ شِيعَةِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَذُرِّيَتِهِمُ الطَّاهِرَةِ المُنْتَجَبَةِ وَهَبْ لِيَ التَّمَسُّكَ بِحُبِّهِمْ وَالرِّضَا بِسَبِيلِهِمْ وَالأَخْذَ بِطَرِيقَتِهِمْ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ.

ثم عفِّر وجهك في الأرض وقُلْ:

يَا مَنْ يَحْكُمُ مَا يَشَاءُ وَيَفْعَلُ مَا يُرِيدُ أَنْتَ حَكَمْتَ فَلَكَ الحَمْدُ مَحْمُوداً مَشْكُوراً فَعَجِّلْ يَا مَوْلاَيَ فَرَجَهُمْ وَفَرَجَنَا بِهِمْ فَإِنَّكَ ضَمِنْتَ إِعْزَازَهُمْ بَعْدَ الذِّلَّةِ وَتَكْثِيرَهُمْ بَعْدَ القِلَّةِ وَإِظْهَارَهُمْ بَعْدَ الخُمُولِ يَا أَصْدَقَ الصَّادِقِينَ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فَأَسْأَلُكَ يَا إِلهِي وَسَيِّدِي مُتَضَرِّعاً إِلَيْكَ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ بَسْطَ أَمَلِي وَالتَّجَاوُزَ عَنِّي وَقَبُولَ قَلِيلِ عَمَلِي وَكَثِيرِهِ

ص: 185

وَالزِّيَادَةَ فِي أَيَّامِي وَتَبْلِيغِي ذلِكَ المَشْهَدَ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُدْعَى فَيُجِيبُ إِلَى طَاعَتِهِمْ وَمُوَالاَتِهِمْ وَنَصْرِهِمْ وَتُرِيَنِي ذلِكَ قَرِيباً سَرِيعاً فِي عَافِيَةٍ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

ثم ارفعْ رأسك إلى السماء، وقُلْ:

أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَكُونَ مِنَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَكَ فَأَعِذْنِي يَا إِلهِي بِرَحْمَتِكَ مِنْ ذلِكَ.

فإن هذا أفضل يا ابن سنان! من كذا وكذا حجّة، وكذا وكذا عمرة تتطوّعها وتنفق فيها مالك وتنصب فيها بدنك وتفارق فيها أهلك وولدك. واعلم أن الله تعالى يعطي من صلّى هذه الصلاة في هذا اليوم ودعا بهذا الدّعاء مخلصاً، وعمل هذا العمل موقناً مصدّقاً عشر خصال، منها: أن يقيه الله ميتة السوء، ويؤمنه من المكاره والفقر، ولا يظهر عليه عدوّاً إلى أن يموت، ويقيه الله من الجنون والجذام والبرص في نفسه وولده إلى أربعة أعقاب له، ولا يجعل للشيطان ولا لأوليائه عليه ولا على نسله إلى أربعة أعقاب سبيلاً. قال ابن سنان: فانصرفت وأنا أقول: الحمد لله الذي مَنَّ عليَّ بمعرفتكم وحبّكم، وأسأله المعونة على المفترض عليّ من طاعتكم بمنّه ورحمته.

عمل من لم يحضر قبر الحسين في عاشوراء

الخامسة: عمل من لم يحضر قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في عاشوراء

رواه في كامل الزيارات في صدر رواية زيارة عاشوراء قال:

عن مالك الجهنيّ، عن الإمام أبي جعفر الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: من زار الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكياً لقي اللَّهَ عزّ وجلّ يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجّة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة، وثواب كلّ حجّة وعمرة وغزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ومع الأئمّة الراشدين عَلَیْهِمُ السَّلَامُ. قال: قلت: جُعِلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد

ص: 186

وأقاصيها ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟ قال: إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره، وأومأ إليه بالسلام واجتهد على قاتله بالدّعاء، وصلّى بعده ركعتين، يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال، ثم ليندب الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ويبكه ويأمر من في داره بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبة بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضاً بمصاب الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على اللَّهِ عزّوجلّ جميع هذا الثواب. فقلت: جُعِلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به، قال: أنا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك، قال: قلت: فكيف يعزّي بعضهم بعضاً؟ قال: يقولون:

عَظَّمَ اللَّهُ أُجُورَنَا بِمُصَابِنَا بِالحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَجَعَلَنَا وَإِيَّاكُم مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإمَامِ المَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

اليوم الخامس والعشرون

اليوم الخامس والعشرون:

في هذا اليوم من السنة الرابعة والتسعين، أو في اليوم الثاني عشر من السنة الخامسة والتسعين، وكانت تُسمّى سنة الفقهاء تُوفِّي الإمام زين العابدين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وينبغي زيارته فيه وسيأتي كيفيّة زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في باب الزيارات ص699.

ص: 187

الثاني: أعمال شهر صفر

اشارة

الثاني: أعمال شهر صفر

ذكر الشيخ عباس القميّ (قدّس سرّه) في (مفاتيح الجنان) أن هذا الشهر معروف بالنحوسة ولا شيء أجدى لرفع النحوسة من الصدقة والأدعية الاستعاذات المأثورة.

فمن أراد أن يُصان ممّا ينزل في هذا الشهر من البَلاءِ، فليقُلْ كلّ يوم عشر مرّات، كما روى المحدِّث الفيض وغيره:

يا شَدِيدَ القُوى وَيا شَدِيدَ المِحالِ يا عَزِيزُ يا عَزِيزُ يا عَزِيزُ ذَلَّتْ لِعَظَمَتِكَ جَمِيعُ خَلْقِكَ، فَاكْفِنِي شَرَّ خَلْقِكَ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ يا لا إلهَ إِلاّ أَنْتَ، سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرينَ .

أعمال اليوم الثالث من صفر

اليوم الثالث:

روى السيد ابن طاووس عن كتب أصحابنا الإماميّة استحباب الصلاة في هذا اليوم ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأوّلى سورة (الحمد) وسورة (الفتح)، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) وسورة (التوحيد).

وبعد السلام يقول مائة مرّة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .

ويقول مائة مرّة: اللّهُمَّ الْعَنْ آلَ أَبِي سُفْيانَ .

ويقول مائة مرّة: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. ثم يسأل حاجته.

ص: 188

أعمال اليوم السابع من صفر

اليوم السابع:

استُشهد فيه في سنة خمسين الإمام الحسن المجتبى عَلَیْهِ السَّلَامُ على قول الشهيد والكفعميّ وغيرهما، وينبغي زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ فيه وسيأتي كيفيّة زيارته في باب الزيارات ص699. ولكن على قول الشيخين تكون وفاته عَلَیْهِ السَّلَامُ في اليوم الثامن والعشرين من الشهر نفسه، أي يوم وفاة النبيّ محمّد صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

وفيه في سنة 128ه_ كانت ولادة الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ في الأبواء، وهو منزل بين مكة والمدينة.

أعمال اليوم السابع عشر من صفر

اليوم السابع عشر:

كانت فيه شهادة الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ مسموماً على يد المأمون العباسيّ على روايةِ، وينبغي زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ فيه وستأتي كيفيّة زيارته في باب الزيارات ص752.

أعمال اليوم العشرين من صفر

اليوم العشرون:

يوم الأَرْبعين، وعلى قول الشيخين هو يوم ورود حرم الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ المدينة عائداً من الشام، وهو يوم ورود جابر بن عبد اللَّهِ الأنصاري كربَلاءِ لزيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وهو أوّل من زاره عَلَیْهِ السَّلَامُ.

وعلى روايةِ أنّه يوم ورود حرم الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ إلى كربلاء قادماً من الشام، روى الشيخ في (التهذيب) و(المصباح) عن الإمام الحسن العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين (أي الفرائض اليوميّة وهي سبع عشرة ركعة، والنوافل اليوميّة، وهي أربع وثلاثون ركعةً)، وزيارة الأربعين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين بالسجود، والجهر ببسم اللَّهِ الرحمن الرحيم). وقد رُويت له عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليوم زيارتان:

زيارة الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ الأولى في العشرين من صفر

الزيارة الأولى:

ما رواه الشيخ في التهذيب والمصباح عن صفوان الجمّال، قال: قال لي مولاي الصادق صلوات اللَّهِ عليه في زيارة الأربعين: تزور عند ارتفاع النهار، وتقول:

ص: 189

السَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللَّهِ وَحَبِيبِهِ، السَّلامُ عَلى خَلِيلِ اللَّهِ وَنَجِيبِهِ، السَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللَّهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ، السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلى أَسِيرِ الكُرُباتِ وَقَتِيلِ العَبَراتِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الفائِزُ بِكَرامَتِكَ أَكْرَمْتَهُ بالشَّهَادَةِ وَحَبَوْتَهُ بالسَّعَادَةِ وَاجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الوِلادَةِ وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ وَقائِداً مِنَ القادَةِ وَذائِداً مِنَ الذَّادَةِ وَأَعْطَيْتَهُ مَوارِيثَ الأَنْبِياءِ وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الأَوْصِياءِ، فَأَعْذَرَ فِي الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَهِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا وَباعَ حَظَّهُ بِالأرْذَلِ الأدْنى وَشَرَى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الأوْكَسِ وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فِي هَواهُ وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ نَبِيَّكَ وَأَطاعَ مِنْ عِبادِكَ أَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الأَوْزَارِ المُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ، فَجاهَدَهُمْ فِيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ؛ اللّهُمَّ فَالعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً. السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الأَوْصِياءِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِينُ اللَّهِ وَابْنُ أَمِينِهِ عِشْتَ سَعِيداً وَمَضَيْتَ حَمِيداً وَمُتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهِيداً، وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاهُ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ. بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأَصْلاَبِ الشَّامِخَةِ

ص: 190

وَالأرْحامِ المطَّهِرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ المُدْلَهِمَّاتِ مِنْ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ وَأَرْكانِ المُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ المُؤْمِنِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمامُ البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَأَعْلامُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ على أَهْلِ الدُّنْيا، وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ دِينِي، وَخَواتِيمِ عَمَلِي، وَقَلْبِي لِقَلبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْرِي لأَمْرِكُمْ مُتَّبِ-عٌ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَأْذَنَ اللَّهُ لَكُمْ؛ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

ثم تصلّي ركعتين وتدعو بما أحبَبْتَ وترجع.

زيارة الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ الثانية في العشرين من صفر

الزيارة الثانية: ما یُروی عن جابر

و هی أنّه روی عن عن عطا قال: كنت مع جابر بن عبد اللَّهِ الأنصاري يوم العشرين من صفر، فلما وصلنا الغاضريّة اغتسل في شريعتها ولبس قميصاً كان معه طاهراً، ثم قال لي: أمعك شيء من الطيب يا عطا؟ قلت: سُعْد، فجعل منه على رأسه وسائر جسده، ثم مشى حافياً حتى وقف عند رأس الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وكبّر (ثلاثاً)، ثم خرَّ مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق سمعته يقول:

السَّلامُ عَلَيكُمْ يا آلَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، (السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خِيَرَةَ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ)، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سادَةَ السَّاداتِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا لُيُوثَ الغاباتِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سُفُنَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ الأَنْبِياءِ وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُه. السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ

ص: 191

نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِسْماعِيلَ ذَبِيحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ خَدِيجَةَ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهَيدُ ابْنَ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتِيلُ ابْنَ القَتِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ عَلى خَلْقِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَرُزِئْتَ (بَرَرْتَ) بِوَلَدَيْكَ وَجاهَدْتَ عَدُوَّكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ الكَلامَ وَتَرُدُّ الجَوابَ وَأَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ وَنَجِيبُهُ (وَنَجِيُّهِ) وَصَفِيُّهُ وَابْنُ صَفِيِّهِ. يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ زُرْتُكَ مُشْتاقاً فَكُنْ لِي شَفِيعاً إِلَى اللَّهِ يا سَيِّدِي وَاسْتَشْفِعُ إِلَى اللَّهِ بِجَدِّكَ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ وَبِأَبِيكَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَبِأُمِّكَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، أَلا لَعَنَ اللَّهُ قاتِلِيكَ وَلَعَنَ اللَّهُ ظالِمِيكَ وَلَعَنَ اللَّهُ سالِبِيكَ وَمُبْغِضِيكَ مِنَ الأوّلِينَ والآخِريِن وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.

ثم قبّل القبر الطاهر، وتوجّه إلى قبر علي بن الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ فزُرْهُ، وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ لَعَنَ اللَّهُ قاتِلِيكَ وَلَعَنَ اللَّهُ ظالِمِيكَ وَإِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِزِيارَتِكُمْ وَبِمَحَبَّتِكُمْ وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم امضِ إلى قبور الشهداء رضوان اللَّهِ عليهم، فإذا بلغتها فقف وقُلْ:

ص: 192

السَّلامُ عَلى الأَرواحِ المُنِيخَةِ بِقَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا طاهِرِينَ مِنَ الدَّنَسِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَهْدِيُّونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أبْرارَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَعَلى المَلائِكَةِ الحافِّينَ بِقِبُورِكُمْ أَجْمَعِينَ جَمَعَنا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ وَتَحْتِ عَرْشِهِ إِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ والسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم امضِ إلى حرم العباس بن أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، فإذا بلغته فقفْ على باب قبّته، وقُلْ: (سَلامُ اللَّهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ...) إلى آخر ما سبق من زيارته في ليلة الجمعة ص90.

أعمال اليوم الثامن والعشرين من صفر

اليوم الثامن والعشرون

من سنة إحدى عشرة يوم وفاة خاتم النبيّين صلوات اللَّهِ عليه وآله، وقد صادفت يوم الاثنين من أيّام الأسبوع باتّفاق الآراء، وكان له عندئذٍ من العمر ثلاث وستون سنة، فبدأ الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ في تغسيله وتحنيطه وتكفينه، ثم صلّى عليه، ثم كان الأصحاب يأتون أفواجاً فيصلّون عليه فُرادى، من دون إمام يأتمّون به، وقد دفنه الإمام أمير المؤمنين صلوات اللَّهِ عليه في الحجرة الطاهرة في الموضع الذي تُوفِّي فيهِ، وينبغي زيارته ولو من بعد.

زيارة النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عن بعد

زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ من بُعد

قال الشيخ المفيد والشهيد والسيّد ابن طاووس رحمهم اللّه: إذا أردت زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في ما عدا المدينة الطيبة من البلاد، فاغتسل ومثِّل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه الشريف، ثم قف وتوجَّه بقلبك إليه وقُلْ:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الأَئِمَّةِ الطَيِّبِينَ .

ص: 193

ثمّ قُلْ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيلَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَحْمَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَجِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِماً بِالقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا فاتِحَ الخَيْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الوَحْي وَالتَّنْزِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَلِّغاً عَنِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَشِّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَذِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُنْذِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ الَّذِي يُسْتَضاءُ بِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرينَ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَعَلى أَبِيكَ عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى أُمِّكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهَبٍ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ وَكَفِيلِكَ أَبِي طالبٍ، السَّلامُ عَلى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرٍ الطَيَّارِ فِي جِنانِ الخُلْدِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أحْمَدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى الأوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَالسَّابِقَ إِلى طاعَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَالمُهَيْمِنَ عَلى رُسُلِهِ وَالخاتِمَ لأنْبِيائِهِ وَالشَّاهِدَ عَلى خَلْقِهِ وَالشَّفِيعَ إِلَيْهِ وَالمَكِينَ لَدَيْهِ وَالمُطاعَ فِي مَلَكُوتِهِ الأحْمَدَ مِنَ الأوْصافِ المُحَمَّدَ لِسائِرِ الأشْرافِ الكَرِيمَ عِنْدَ الرَّبِّ وَالمُكَلَّمَ مِنْ وَراءِ الحُجُبِ الفائِزَ بِالسِّباقِ وَالفائِتَ عَنِ اللحاقِ؛ تَسْلِيمَ عارِفٍ بِحَقِّكَ مُعْتَرِفٍ بِالتَّقْصِيرِ فِي قِيامِهِ بِواجِبِكَ غَيْرِ مُنْكِرٍ ما انْتَهى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِكَ مُوقِنٍ بِالمَزِيداتِ مِنْ رَبِّكَ مُؤْمِنٍ بِالكِتابِ المُنَزَّلِ عَلَيْكَ مُحَلِّلٍ حَلالَكَ

ص: 194

مُحَرِّمٍ حَرامَكَ. أَشْهَدُ يا رَسُولَ اللَّهِ مَعَ كُلِّ شاهِدٍ وَأَتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِدٍ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لأُمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ وَصَدَعْتَ بِأَمْرِهِ وَاحْتَمَلْتَ الأذى فِي جَنْبِهِ وَدَعَوْتَ إِلى سَبِيلِهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ الجَمِيلةِ وَأَدَّيْتَ الحَقَّ الَّذِي كانَ عَلَيْكَ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالمُؤْمِنِيينَ وَغَلُظْتَ عَلى الكافِرِينَ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ وَأَعْلى مَنازِلَ المُقَرَّبِينَ وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ المُرْسَلِينَ حَيْثُ لا يَلْحَقُكَ لاحِقٌ وَلا يَفُوقُكَ فائِقٌ وَلا يَسْبِقُكَ سابِقٌ وَلا يَطْمَعُ فِي إدْراكِكَ طامِعٌ. وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الهَلَكَةِ وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ وَنَوَّرَنا بِكَ مِنَ الظُّلْمَةِ، فَجَزاكَ اللَّهُ يا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ مَبْعُوثٍ أَفْضَلَ ما جازى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَرَسُولاً عَمَّنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رَسُولَ اللَّهِ زُرْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُقِرّاً بِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِراً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَخالَفَ أَهْلَ بَيْتِكَ عارِفاً بِالهُدى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي ومالِي وَوَلَدِي أَنا أُصَلِّي عَلَيْكَ كَما صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَصَلَّى عَلَيْكَ مَلائِكَتُهُ وأَنْبِياؤُهُ وَرُسُلُهُ صَلاةً مُتَتابِعَةً وَافِرَةً مُتَواصِلَةً لا انْقِطاعَ لَها وَلا أَمَدَ وَلا أَجَلَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ كَما أَنْتُمْ أَهْلَهُ .

ثم ابسط كفّيك وَقُلْ:

اللّهُمَّ اجْعَلْ جَوامِعَ صَلَواتِكَ وَنَوامِي بَرَكاتِكَ وَفَواضِلَ خَيْراتِكَ وَشَرائِفَ تَحِيَّاتِكَ وَتَسْلِيماتِكَ وَكَراماتِكَ وَرَحَماتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ وأَئِمَّتِكَ المُنْتَجَبِينَ وَعِبادِك الصَّالِحِينَ

ص: 195

وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبِيِّكَ وَنَذِيرِكَ وَأَمِينِكَ وَمَكِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَخَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَخازِنِ المَغْفِرَةِ وَقائِدِ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ وَمُنْقِذِ العِبادِ مِنَ الهَلَكَةِ بِإِذْنِكَ وَداعِيهِمْ إِلى دِينِكَ القَيِّمِ بِأَمْرِكَ، أَوَّلِ النَبِيِّينَ مِيثاقاً وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً الَّذِي غَمَسْتَهُ فِي بَحْرِ الفَضِيلَةِ وَالمَنْزِلَةِ الجَلِيلَةِ وَالدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ وَالمَرْتَبَةِ الخَطِيرَةِ وَأَوْدَعْتَهُ الأصْلابَ الطَّاهِرَةَ وَنَقَلْتَهُ مِنها إِلى الأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لُطْفاً مِنْكَ لَهُ وَتَحَنُّناً مِنْكَ عَلَيْهِ، إِذْ وَكَّلْتَ لِصَوْنِهِ وَحِراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ عَيْناً عاصِمَةً حَجَبْتَ بِها عَنْهُ مَدانِسَ العُهْرِ وَمَعائِبَ السِّفاحِ حَتّى رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ العِبادِ وَأَحْيَيْتَ بِهِ مَيْتَ البِلادِ بِأَنْ كَشَفْتَ عَنْ نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الأسْتارِ وَأَلْبَسْتَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ الأنْوارِ. اللّهُمَّ فَكَما خَصَصْتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ المَرْتَبَةِ الكَرِيمَةِ وَذُخْرِ هذِهِ المَنْقَبَةِ العَظِيمَةِ صَلِّ عَلَيْهِ كَما وَفى بِعَهْدِكَ وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ وَقاتَلَ أَهْلَ الجُحُودِ عَلى تَوْحِيدِكَ وَقَطَعَ رَحِمَ الكُفْرِ فِي إِعْزازِ دِينِكَ وَلَبِسَ ثَوْبَ البَلْوى فِي مُجاهَدَةِ أَعْدائِكَ، وَأَوْجَبْتَ لَهُ بِكُلِّ أَذىً مَسَّهُ أَوْ كَيْدٍ أَحَسَّ بِهِ مِنَ الفِئَةِ الَّتِي حاوَلَتْ قَتْلَهُ فَضِيلَةً تَفُوقُ الفَضائِلَ وَيَمْلِكُ بِها الجَزِيلَ مِنْ نَوالِكَ، وَقَدْ أَسَرَّ الحَسْرَةَ وَأَخْفى الزَّفْرَةَ وَتَجَرَّعَ الغُصَّةَ وَلَمْ يَتَخَطَّ ما مَثَّلَ لَهُ وَحْيُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ صَلاةً تَرْضاها لَهُمْ وَبَلِّغْهُمْ مِنّا تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي موالاتِهِمْ فَضْلاً وَإِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ .

ص: 196

ثم صلِّ أربع ركعات صلاة الزيارة بسلامين، واقرأ فيها ما شئت من السور، فإذا فرغتَ فسبِّح تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ وقُلْ:

اللّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُوكَ فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً} وَلَمْ أَحْضَرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ؛ اللّهُمَّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائِباً مِنْ سَيِّىءِ عَمَلِي وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبِي وَمُقِرّاً لَكَ بِها وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِها مِنِّي وَمُتَوَجِّها إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَاجْعَلْنِي اللّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ. يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا نَبِيَّ اللَّهِ يا سَيِّدَ خَلْقِ اللَّهِ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَيَتَقَبَّلَ مِنِّي عَمَلِي وَيَقْضِي لِي حَوائِجي، فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي فَنِعْمَ المَسْؤُولُ المَوْلى رَبِّي وَنِعْمَ الشَّفِيعُ أَنْتَ يا مُحَمَّدُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ السَّلامُ، اللّهُمَّ وَأَوْجِبْ لِي مِنْكَ المَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالرِّزْقَ الواسِعَ الطَيِّبَ النافِعَ كَما أَوْجَبْتَ لِمَنْ أَتى نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهُوَ حَيٌّ فَأَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ وَقَدْ أَمَّلْتُكَ وَرَجَوْتُكَ وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ وَقَدْ أَمَّلْتُ جَزِيلَ ثَوابِكَ وَإِنِّي لَمُقِرٌّ غَيْرُ مُنْكِرٍ وَتائِبٌ إِلَيْكَ مِمَّا اقْتَرَفْتُ وَعائِذٌ بِكَ فِي هذا المَقامِ مِمَّا قَدَّمْتُ مِنَ الأعْمالِ الَّتِي تَقَدَّمْتَ إِليَّ فِيها وَنَهَيْتَنِي عَنْها وَأَوعَدْتَ عَلَيْها العِقابَ، وَأَعُوذُ بِكَرَمِ وَجهِكَ أَنْ تُقِيمَنِي مَقامَ الخِزْيِ وَالذُّلِّ يَوْمَ تُهْتَكُ فِيهِ الأسْتارُ وَتَبْدُو فِيهِ الأسْرارُ وَالفَضائِحُ وَتَرْعَدُ فِيه الفَرائِصُ، يَوْمَ الحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ، يَوْمَ

ص: 197

الآفِكَةِ، يَوْمَ الآزِفَةِ، يَوْمَ التَّغابُنِ، يَوْمَ الفَصْلِ، يَوْمَ الجَزاءِ، يَوْماً كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، يَوْمَ النَّفْخَةِ، يَوْمَ تَرجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ، يَوْمَ النَّشْرِ، يَوْمَ العَرْضِ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العالَمِينَ، يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأَمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ، يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرضُ وَأَكْنافُ السَّمَاءِ، يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها، يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلَى اللَّهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا، يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمِ، يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الحَقِّ، يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ وَكَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلى الدَّاعي إِلَى اللَّهِ، يَوْمَ الواقِعَةِ، يَوْمَ تُرَجُّ الأَرضُ رَجّاً، يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالمُهْلِ وَتَكُونُ الجِبالُ كَالعِهْنِ وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً، يَوْمَ الشَّاهِدِ وَالمَشْهُودِ، يَوْمَ تَكُونُ المَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً. اللّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي فِي ذلِكَ اليَوْمِ بِمَوْقِفِي فِي هذا اليَوْمِ وَلا تُخْزِنِي فِي ذلِكَ المَوْقِفِ بِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي، وَاجْعَلْ يا رَبِّ فِي ذلِكَ اليَوْمِ مَعَ أوْلِيائِكَ مُنْطَلَقِي وَفِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ مَحْشَرِي، وَاجْعَلْ حَوْضَهُ مَوْرِدِي وَفِي الغُرِّ الكِرامِ مَصْدَرِي وَأَعْطِنِي كِتابِي فِي يَمِينِي حَتّى أَفُوزَ بِحَسناتِي وَتُبَيِّضَ بِهِ وَجْهِي وَتُيَسِّرَ بِهِ حِسابِي وَتُرَجِّحَ بِهِ مِيزانِي وَأَمْضِي مَعَ الفائِزِينَ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ يَا إِلهَ العالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تَفْضَحَنِي فِي ذلِكَ اليَوْمِ بَيْنَ يَدَي الخَلائِقِ بِجَرِيرَتِي أوْ أَنْ أَلْقى الخِزْيَ وَالنَّدامَةَ بِخَطِيئَتِي أوْ أَنْ تُظْهِرَ فِيهِ سَيِّئاتِي

ص: 198

عَلى حَسناتِي أَوْ أَنْ تُنَوِّهَ بَيْنَ الخَلائِقِ بِاسْمِي، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ العَفْوَ العَفْوَ السَّتْرَ السَّتْرَ، اللّهُمَّ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي ذلِكَ اليَوْمِ فِي مواقِفِ الأشْرارِ مَوْقِفِي أوْ فِي مَقامِ الأشْقِياءِ مَقامِي، وَإِذا مَيَّزْتَ بَيْنَ خَلْقِكَ فَسُقْتَ كُلاًّ بِأَعْمالِهِمْ زُمَراً إِلى مَنازِلِهِمْ فَسُقْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ وَفِي زُمْرَةِ أَوْلِيائِكَ المُتَّقِينَ إِلى جَنَّاتِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .

ثم ودِّعه وقُلْ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَشِيرُ النَّذِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّفِيرُ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ، أَشْهَدُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ مُوقِنٌ بِجَمِيعِ ما أَتَيْتَ بِهِ راضٍ مُؤْمِنٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَعْلامُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَةِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَإِنْ تَوَفَيْتَنِي فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلى ما أَشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَوْلِياؤُكَ وَأَنْصارُكَ وَحُجَجُكَ عَلى خَلْقِكَ وَخُلَفاؤكَ فِي عِبادِكَ وَأَعْلامُكَ فِي بِلادِكَ وَخُزَّانُ عِلْمِكَ وَحَفَظَةُ سِرِّكَ وَتَراجِمَةُ وَحْيِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي ساعَتِي هذِهِ وَفِي كُلِّ ساعَةٍ تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ .

ص: 199

و إذا کانت عند قبره فزره بما سنذکره من زیارته عَلَيْهِ السَّلَامُ عن قرب في باب الزیارات ص 691.

اليوم الأخير من شهر صفر

اليوم الأخير من الشهر:

فيه في سنة ثلاث ومائتين على روايةِ الطبرسيّ وابن الأثير استشهد الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ بعنب دُسَّ فيه السم، وكان له من العمر خمس وخمسون سنة، وقبره الشريف في بيت حميد بن قحطبة في قرية سناباد بأرض طوس، وينبغي زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ فيه، وسيأتي في باب الزيارات كيفيّة زيارته ص752.

ص: 200

الثالث: أعمال شهر ربيع الأوّل

اشارة

الثالث: أعمال شهر ربيع الأوّل

أعمال الليلة الأولى من شهر ربيع الأوّل

الليلة الأولى:

في السنة الثالثة عشرة من البعثة، هاجر النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ من مكّة إلى المدينة المنوّرة فاختبأ هذه الليلة في غار ثور وفداه الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ بنفسه، فنام في فراشه غير مجانب سيوف قبائل المشركين، وأظهر بذلك على العالمين فضله ومواساته وإخاءه النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فنزلت فيه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرضاةِ اللَّهِ} .

أعمال اليوم الأوّل من شهر ربيع الأوّل

اليوم الأوّل:

قال العلماء يُستحبُّ فيه الصيام شكراً لله على ما أنعم من سلامة النبيّ والإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ، ومن المناسب زيارتهما عَلَیْهِمَا السَّلَامُ في هذا اليوم.

وقد روى السيد في (الإقبال) دعاءً لهذا اليوم وهو:

اللَّهُمَّ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالقُوَّةِ، وَالحَوْلِ وَالعِزَّةِ، سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ وَحْدَانِيَّتَكَ، وَأَقْدَمَ صَمَدِيَّتَكَ، وَأَوْحَدَ إِلهِيَّتَكَ وَأَبْيَنَ رُبُوبِيَّتَكَ، وَأَظْهَرَ جَلاَلَكَ، وَأَشْرَفَ بَهَاءِ آلاَئِكَ وَأَبْهَى كَمَالِ صَنَائِعِكَ، وَأَعْظَمَكَ فِي كِبْرِيَائِكَ، وَأَقْدَمَكَ فِي سُلْطَانِكَ، وَأَنْوَرَكَ فِي أَرْضِكَ وَسَمَائِكَ، وَأَقْدَمَ مُلْكَكَ، وَأَدْوَمَ عِزَّكَ، وَأَكْرَمَ عَفْوَكَ، وَأَوْسَعَ حِلْمَكَ، وَأَغْمَضَ عِلْمَكَ، وَأَنْفَذَ قُدْرَتَكَ، وَأَحْوَطَ قُرْبَكَ. أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ القَدِيمِ، وَأَسْمَائِكَ الَّتِي كَوَّنْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَرَحِمْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ

ص: 201

إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَأَنْ تَأْخُذَ بِنَاصِيَتِي إِلَى مُوَافَقَتِكَ، وَتَنْظُرَ إِلَيَّ بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَتَرْزُقَنِي الحَجَّ إِلَى بَيْتِكَ الحَرَامِ، وَتَجْمَعَ بَيْنَ رُوحِي وَأَرْوَاحِ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ، وَتُوصِلَ المِنَّةَ بِالمِنَّةَ، وَالمَزِيدَ بِالمَزِيدِ، وَالخَيْرَ بِالْبَرَكَاتِ، وَالإِحْسَانَ بِالإِحْسَانِ، كَمَا تَفَرَّدْتَ بِخَلْقِ مَا صَنَعْتَ، وَعَلَى مَا ابْتَدَعْتَ وَحَكَمْتَ وَرَحِمْتَ. فَأَنْتَ الَّذِي لاَ تُنَازَعُ فِي المَقْدُورِ، وَأَنْتَ مَالِكُ العِزِّ وَالنُّورِ، وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً، وَأَنْتَ القَائِمُ الدَّائِمُ المُهَيْمِنُ القَدِيرُ. إِلهِي لَمْ أَزَلْ سَائِلاً مِسْكِيناً فَقِيراً إِلَيْكَ، فَاجْعَلْ جَمِيعَ أُمُورِي مَوْصُولَةً بِثِقَةِ الاِعْتِمَادِ عَلَيْكَ وَحُسْنِ الرُّجُوعِ إِلَيْكَ وَالرِّضَا بِقَدَرِكَ، وَاليَقِينِ بِكَ، وَالتَّفْوِيضِ إِلَيْكَ. سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ، سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ، سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ، سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ، سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، سُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهرُونَ. يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً، سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً، سُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ

ص: 202

شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ، سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ، سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَرِّفْنَا بَرَكَةَ هذَا الشَّهْرِ وَيُمْنَهُ، وَارْزُقْنَا خَيْرَهُ وَاصْرِفْ عَنَّا شَرَّهُ، وَاجْعَلْنَا فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

وفيه كانت وفاة الإمام الحسن العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ على قول الشيخ والكفعميّ، والمشهور على أنّها في اليوم الثامن. ولعلَّ في هذا اليوم كان بدء مرضه عَلَیْهِ السَّلَامُ.

اليوم الثامن من ربيع الأوّل

اليوم الثامن:

سنة مائتين وستين تُوفّي الإمام الحسن العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ، فنصب صاحب الأمر عَلَیْهِ السَّلَامُ إماماً على الخلق، ومن المناسب زيارتهما عَلَیْهِمَا السَّلَامُ في هذا اليوم، وسيأتي في باب الزيارات زيارتهما عَلَیْهِمَا السَّلَامُ ص764.

اليوم التاسع من ربيع الأوّل

اليوم التاسع:

هذا اليوم يكون أوّل يوم من عصر إمامة صاحب العصر أرواح العالمين له الفداء، وهذا ممّا يزيد اليوم شرفاً وفضلاً. وهو عيد عظيم وهو عيد البَقْر وروي أن من أنفق شَيْئاً في هذا اليوم غُفِرَتْ ذنوبه. يُستحبّ في هذا اليوم إطعام الإخوان المؤمنين وإفراحهم، والتوسُّع في نفقة العيال، ولبس الثياب الطيِّبة، وشكر اللَّهِ تعالى وعبادته. وهو يوم زوال الغموم والأحزان وهو يوم شريف جداً.

اليوم الثاني عشر من ربيع الأوّل وأعماله

اليوم الثاني عشر:

ميلاد النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ علي رأي الكلينيّ والمسعوديّ وهو المشهور لدى العامّة.

ويُستحبُّ فيه الصلاة ركعتان، يقرأُ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة (الكافرون) ثلاثاً، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة وسورة (التوحيد) ثلاثاً.

وفي هذا اليوم دخل صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ المدينة مهاجراً من مكّة.

ص: 203

الليلة السابعة عشرة من ربيع الأوّل

الليلة السابعة عشرة:

ليلة ميلاد خاتم الأنبياء (صلوات اللَّهِ عليه) وهي ليلة شريفة جداً، وحكى السيد قولاً بأن في مثل هذه الليلة أيضاً كان معراجه قبل الهجرة بسنة واحدة.

اليوم السابع عشر من ربيع الأوّل

اليوم السابع عشر:

ميلاد خاتم الأنبياء محمّد بن عبد اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ على المشهور بين الإماميّة، والمعروف أن ولادته كانت في مكّة المعظّمة في بيته عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل في عهد أنوشروان العادل. وفي هذا اليوم الشريف أيضاً في سنة ثلاث وثمانين ولد الإمام جعفر الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ، فزاده فضلاً وشرفاً. والخلاصة أن هذا اليوم يوم شريف جداً وفيه عدّة أعمال:

الأوّل: الغُسل.

الثاني: الصوم وله فضل كثير، وروي أن من صامه كتب له صيام سنة. وهذا اليوم هو أحد الأيام الأَرْبعة التي خصُّت بالصيام بين أيّام السنة. والأيام الاربعة هي كما ورد عن إسحاق بن عبد اللَّهِ العلويّ العريضيّ، قال: ركب أبي وعمومتي إلى أبي الحسن عَلَیْهِ السَّلَامُ، وقد اختلفوا في الأيام التي تُصام في السنة، وهو مقيم بقرية قبل سيره إلى سُرَّ من رأى، فقال لهم: جئتم تسألوني عن الأيام التي تُصام في السنة؟ فقالوا: ما جئناك إلاّ لهذا، فقال: اليوم السابع عشر من ربيع الأوّل، وهو اليوم الذي وُلِدَ فيه رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، واليوم السابع والعشرون من رجب وهو اليوم الذي بُعث فيه رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، واليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة وهو اليوم الذي دُحِيت فيه الأرض تحت الكعبة، واليوم الثامن عشر من ذي الحجّة وهو يوم الغدير.

الثالث: زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عن قرب أو عن بُعد، وتقدّمت زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عن بُعد في أعمال شهر صفر في يوم وفاة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ص193، وأمّا زيارته عن قرب فسيأتي في باب الزيارات كيفيّة زيارته ص691.

ص: 204

زيارة أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ يوم ميلاد النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ

الرابع: زيارة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم ميلاد النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ

ويُزار بما زار به الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ وعلّمه محمّد بن مسلم من ألفاظ الزيارة أنّ الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ زار الإمام أمير المؤمنين صلوات اللَّهِ عليه في اليوم السابع عشر من ربيع الأوّل عند طلوع الشّمس بهذه الزيارة، وعلّمها الثقة الجليل محمّد بن مسلم الثقفيّ (قدس سرّه) فقال: إذا أتيت مشهد أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ فاغتسل للزيارة والبس أنظف ثيابك واستعمل شَيْئاً من الطيب وسر وعليك السكينة والوقار، فإذا وصلت إلى باب السَّلامِ أي باب الحرم الطاهر فاستقبل القبلة، وقُلْ: اللَّهُ أكبر «ثلاثَ مرّاتٍ» ثمّ قُلْ:

السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى خِيَرَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى البَشِيرِ النَّذِيرِ السِّراجِ المُنِيرِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلى الطُّهْرِ الطَّاهِرِ، السَّلامُ عَلى العَلَمِ الزَّاهِرِ، السَّلامُ عَلى المَنْصُورِ المُؤَيَّدِ، السَّلامُ عَلى أَبِي القاسِمِ مُحَمَّدٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلى أَنْبِياءِ اللَّهِ المُرْسَلِينَ وَعِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللَّهِ الحافِّينَ بِهذا الحَرَمِ وَبِهذا الضَّرِيحِ اللاَّئِذِينَ بِهِ .

ثم ادنُ من القبر، وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيكَ يا وَصِيَّ الأَوْصِيَاءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عِمادَ الأَتْقِياءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ الأوْلِياءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا آيَةَ اللَّهِ العُظْمى، السَّلامُ عَلَيكَ يا خامِسَ أَهْلِ العَباءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا قائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ الأَتْقِياءِ السَّلامُ عَلَيكَ يا عِصْمَةَ الأوْلِياءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا زَيْنَ المُوَحِّدِينَ النُّجَباءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خالِصَ الأخلاّءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا والِدَ الأَئِمَّةِ الأُمَنَاءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صاحِبَ الحَوْضِ وَحامِلَ اللِّواءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا قَسِيمَ الجَنَّةِ وَلَظى، السَّلامُ

ص: 205

عَلَيكَ يا مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَمِنى، السَّلامُ عَلَيكَ يا بَحْرَ العُلومِ وَكَهْفَ الفُقَراءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ وُلِدَ فِي الكَعْبَةِ وَزُوِّجَ فِي السَّماء بِسَيِّدَةِ النَّساءِ وَكانَ شُهُودُها المَلائِكَةُ السَّفَرَةُ البَرَرَةُ الأصْفِياءُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مِصْباحَ الضِّياءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ خَصَّهُ النَّبِيُّ بِجَزِيلِ الحِباءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ باتَ عَلى فِراشِ خاتَمِ الأَنْبِياءِ وَوَقاهُ بِنَفْسِهِ شَرَّ الأَعْدَاءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَسامى شَمْعُونَ الصَّفا، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ أَنْجَا اللَّهُ سَفِينَةَ نُوحٍ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَخِيهِ حَيْثُ التَطَمَ الماءُ حَوْلَها وَطَمى، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ تابَ اللَّهُ بِهِ وَبِأَخِيهِ عَلى آدَمَ إِذْ غَوى، السَّلامُ عَلَيكَ يا فُلْكَ النَّجاةِ الَّذِي مَنْ رَكِبَهُ نَجَا وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُ هَوى، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ خاطَبَ الثُّعْبانَ وَذِئْبَ الفَلا، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى مَنْ كَفَرَ وَأَنابَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إِمَامَ ذَوِي الألْبابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَعْدِنَ الحِكْمَةِ وَفَصْلَ الخِطابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مِيزانَ يَوْمِ الحِسابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا فاصِلَ الحُكْمِ النَّاطِقَ بِالصَّوابِ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها المُتَصَدِّقُ بِالخاتَمِ فِي المِحْرابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ كَفى اللَّهُ المُؤْمِنِينَ القِتالَ بِهِ يَوْمَ الأحْزابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ أَخْلَصَ للَّهِ الوَحْدانِيَّةَ وَأَنابَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا قاتِلَ خَيْبَرَ وَقالِعَ البابِ (يَا قَالِعَ بَابَ خَيْبَرَ الصَّيخُودَ مِنَ الصُّلاَّبِ)، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ دَعاهُ خَيْرُ الأنامِ لِلْمَبِيتِ عَلى فِراشِهِ فَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِيَّةِ وَأَجابَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ لَهُ طُوبى وَحُسْنُ مَآبٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ عِصْمَةِ الدِّينِ وَيا سَيِّدَ السَّاداتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صاحِبَ

ص: 206

المُعْجِزاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ نَزَلَتْ فِي فَضْلِهِ سُورَةُ العادِياتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ كُتِبَ اسْمُهُ فِي السَّماء عَلى السُّرادِقاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُظْهِرَ العَجائِبِ وَالآياتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمِيرَ الغَزَواتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُخْبِراً بِما غَبَرَ وَبِما هُوَ آتٍ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُخاطِبَ ذِئْبِ الفَلَواتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خاتِمَ الحَصَى وَمُبَيِّنَ المُشْكِلاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلاتِهِ فِي الوَغى مَلائِكَةُ السَّماواتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ نَاجَى الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْواهُ الصَّدَقاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا والِدَ الأَئِمَّةِ البَرَرَةِ السَّاداتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيكَ يا تالِيَ المَبْعُوثِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عِلْمِ خَيْرِ مَوْرُوثٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا سَيِّدَ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إِمامَ المُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا غِياثَ المَكْرُوبِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عِصْمَةَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُظْهِرَ البَراهِين، السَّلامُ عَلَيكَ يا طه وَيَس، السَّلامُ عَلَيكَ يا حَبْلَ اللَّهِ المَتِين، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ تَصَدَّقَ فِي صَلاتِهِ بِخاتَمِهِ عَلى المِسْكِينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا قالِعَ الصَّخْرَةِ عَنْ فَمِ القَلِيبِ وَمُظْهِرَ الماءِ المَعِينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَيْنَ اللَّهِ النَّاظِرَةَ فِي العَالَمِينَ وَيَدَهُ الباسِطَةَ وَلِسانَهُ المُعَبِّرَ عَنْهُ فِي بَرِيَّتِهِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَمُسْتَوْدَعَ عِلْمِ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَصاحِبَ لِواءِ الحَمْدِ وَساقِيَ أَوْلِيائِهِ مِنْ حَوضِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا يَعْسُوبَ الدِّينِ وَقائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ وَوالِدَ الأَئِمَّةِ المَرْضِيِّينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى اسْمِ اللَّهِ الرَّضِيِّ وَوَجْهِهِ المُضِيءِ، وَجَنْبِهِ القَوِيِّ وَصِراطِهِ السَّوِيِّ، السَّلامُ عَلى الإِمَامِ التَّقِيِّ المُخْلِصِ الصَّفِيّ، السَّلامُ

ص: 207

عَلى الكَوْكَبِ الدُّرِّيّ، السَّلامُ عَلى الإِمَامِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى أَئِمَّةِ الهُدى وَمَصابِيحِ الدُّجى وَأَعْلامِ التُّقى وَمَنارِ الهُدى وَذَوِي النُّهى وَكَهْفِ الوَرى وَالعُرْوَةِ الوُثْقى وَالحُجَّةِ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى نُورِ الأنْوارِ وَحُجَّةِ الجَبَّارِ وَوالِدِ الأَئِمَّةِ الأطْهارِ وَقَسِيمِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ المُخْبِرِ عَنِ الآثارِ المُدمِّرِ عَلى الكُفّارِ مُسْتَنْقِذِ الشَّيِعَةِ المُخْلِصِينَ مِنْ عَظِيمِ الأوْزارِ، السَّلامُ عَلى المَخْصُوصِ بِالطَّاهِرَةِ التَّقِيَّةِ ابْنَةِ المُخْتارِ المَوْلُودِ فِي البَيْتِ ذِي الأسْتارِ المُزَوَّجِ فِي السَّمَاءِ بِالبَرَّةِ الطَّاهِرَةِ الرَّضِيَّةِ المَرْضِيَّةِ وَالِدَةِ الأَئِمَّةِ الأطْهارِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى النَّبَا العَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ وَعَلَيْهِ يُعْرَضُونَ وَعَنْهُ يُسْأَلُونَ، السَّلامُ عَلى نُورِ اللَّهِ الأنْوَرِ وَضِيائِهِ الأزْهَرِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ وَخالِصَةَ اللَّهِ وَخاصَّتَهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ لَقَدْ جاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَاتَّبَعْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللَّهِ وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللَّهِ وَشَرَّعْتَ أَحْكامَهُ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صابِراً مُحْتَسِباً ناصِحاً مُجْتَهِداً مُحْتسِباً عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمَ الأجْرِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ؛ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ دَفَعَكَ عَنْ حَقِّكَ وَأَزالَكَ عَنْ مَقامِكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ أَنا إِلَى اللَّهِ مِن أَعْدَائِكَ بَرِيء. أُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي وَلِيُّ لِمَنْ وَالاكَ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكَ، السَّلامُ عَلَيكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم انكبّ على القبر وقَبِّله، وقُلْ: أَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ كَلامِي وَتَشْهَدُ مَقامِي وَأَشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ بِالبَلاغِ وَالأَداءِ يا مَوْلايَ يا حُجَّةَ اللَّهِ يا

ص: 208

أمِينَ اللَّهِ يا وَلِيَّ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرِي وَمَنَعَتْنِي مِنَ الرُّقادِ وَذِكْرُها يُقَلْقِلُ أَحْشائِي، وَقَدْ هَرَبْتُ مِنُها إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَيْكَ، فَبِحَقِّ مَنْ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ وَاسْتَرْعاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ وَمُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ كُنْ لِي إِلَى اللَّهِ شَفِيعاً وَمِنَ النَّارِ مُجِيراً وَعَلى الدَّهْرِ ظَهِيراً .

ثم انكبّ أيضاً على القبر وقبِّلهُ، وقُلْ:

يا وَلِيَّ اللَّهِ يا حُجَّةَ اللَّهِ يا بابَ حِطَّةِ اللَّهِ وَلِيُّكَ وَزائِرُكَ وَاللائِذُ بِقَبْرِكَ وَالنَّازِلُ بِفِنائِكَ وَالمُنِيخُ رَحْلَهُ فِي جِوارِكَ يَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لَهُ إِلَى اللَّهِ فِي قَضاء حاجَتِي وَنُجْحِ طَلِبَتِي فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ الجاهَ العَظِيمَ وَالشَّفاعَةَ المَقْبُولَةَ فَاجْعَلْنِي يا مَوْلايَ مِنْ هَمِّكَ وَأَدْخِلْنِي فِي حِزْبِكَ وَالسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ وَالسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى وَلَدَيْكَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلى الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم صلِّ ستَّ ركعات للزيارة تسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ركعتين للأمير عَلَیْهِ السَّلَامُ، وركعتين لآدم عَلَیْهِ السَّلَامُ، وركعتين لنوح عَلَیْهِ السَّلَامُ وادعُ اللَّهَ كَثِيراً تُجَبْ لك إن شاء اللَّهُ تعالى.

صلاة يوم السابع عشر من ربيع الأوّل

الخامس: أن يُصلِّي عند ارتفاع النهار ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (القدر) (عشر مرّات)، وسورة (التوحيد) (عشر مرّات).

السادس: أن يعظِّم المسلمون هذا اليوم، ويتصدّقون فيه، ويعملون الخير، ويسرّون المؤمنين، ويزورون المشاهد الشريفة.

ص: 209

الرابع: أعمال شهر ربيع الثاني

اشارة

الرابع: أعمال شهر ربيع الثاني

أعمال اليوم الأوّل من شهر ربيع الثاني

اليوم الأوّل:

ويُستحبّ أن يقرأ فيه هذا الدّعاء:

اللَّهُمَّ أَنْتَ إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ، وَخَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَمَالِكُ كُلِّ شَيْءٍ وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، أَسْأَلُكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى، وَالغَايَةِ وَالمُنْتَهَى، وَبِمَا خَالَفْتَ بِهِ بَيْنَ الأَنْوَارِ وَالظُّلُمَاتِ، وَالجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَبِأَعْظَمِ أَسْمَائِكَ فِي اللَّوْحِ المَحْفُوظِ، وَأَتَمِّ أَسْمَائِكَ فِي التَّوْرَاةِ نُبْلاً، وَأَزْهَرِ أَسْمَائِكَ فِي الزَّبُورِ عِزّاً، وَأَجَلِّ أَسْمَائِكَ فِي الإِنْجِيلِ قَدْراً، وَأَرْفَعِ أَسْمَائِكَ فِي القُرْآنِ ذِكْراً، وَأَعْظَمِ أَسْمَائِكَ فِي الكُتُبِ المُنْزَلَةِ وَأَفْضَلِهَا، وَأَسَرِّ أَسْمَائِكَ فِي نَفْسِكَ، الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَبِالعَرْشِ العَظِيمِ وَمَا حَمَلَ، وَبِالكُرْسِيِّ الكَرِيمِ وَمَا وَسِعَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتُتِيحَ لِي مِنْ عِنْدِكَ فَرَجَكَ القَرِيبَ العَظِيمَ الأَعْظَمَ، اللَّهُمَّ أَتْمِمْ عَلَيَّ إِحْسَانَكَ القَدِيمَ الأَقْدَمَ، وَتَابِعْ إِلَيَّ مَعْرُوفَكَ الدَّائِمَ الأَدْوَمَ، وَأَنْعِشْنِي بِعِزِّ جَلاَلِكَ الكَرِيمِ الأَكْرَمِ.

ثم تقرأ: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمانُ الرَّحِيمُ، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ، الم اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالمَلاَئِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِماً

ص: 210

بِالقِسْطِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ، ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ. قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً وَاحِداً لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ يُنَزِّلُ المَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ، وَإِنْ تَجْهَرْ بِالقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى، وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى، إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي إِنَّمَا إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ، وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ، فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَتَعَالَى اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ الَعَظِيمِ، وَهُوَ اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَلاَ

ص: 211

تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ. ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذِي الطَّوْلِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ ذلِكُمُ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ هُوَ الحَيُّ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ. الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ رَبِّ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمانُ الرَّحِيمُ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَفْواً لَيْسَ بَعْدَهُ عُقُوبَةٌ، وَرِضىً لَيْسَ بَعْدَهُ سَخَطٌ، وَعَافِيَةً لَيْسَ بَعْدَهَا بَلاَءٌ، وَسَعَادَةً لَيْسَ بَعْدَهَا شَقَاءٌ، وَهُدىً لاَ يَكُونُ بَعْدَهُ ضَلاَلَةٌ، وَإِيمَاناً لاَ يُدَاخِلُهُ كُفْرٌ، وَقَلْباً لاَ يُدَاخِلُهُ فِتْنَةٌ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ السَّعَةَ فِي القَبْرِ وَالحُجَّةَ البَالِغَةَ وَالقَوْلَ الثَّابِتَ، وَأَنْ تُنَزِّلَ عَلَيَّ الأَمَانَ والفَرَحَ وَالسُّرُورَ وَنَضْرَةَ النَّعِيمِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَرِّفْنِي بَرَكَةَ هذَا الشَّهْرِ وَيُمْنَهُ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ، واجْعَلْنِي فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ

ص: 212

الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ أَنْتَ وَهَّابُ الخَيْرِ فَهَبْ لِي شَوْقاً إِلَى لِقَائِكَ، وَإِشْفَاقاً مِنْ عَذَابِكَ وَحَيَاءً مِنْكَ وَتَوْقِيراً وَإِجْلاَلاً حَتَّى يَوْجَلَ مِنْ ذلِكَ قَلْبِي، وَيَقْشَعِرَّ مِنْهُ جِلْدِي وَيَتَجَافَى لَهُ جَنْبِي وَتَدْمَعَ مِنْهُ عَيْنِي، وَلاَ أَخْلُو مِنْ ذِكْرِكَ فِي لَيْلِي وَنَهَارِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أُثْنِي عَلَيْكَ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَ مَدْحِي وَثَنَائِي مَعَ قِلَّةِ عَمَلِي وَقِصَرِ رَأْيِي، وَأَنْتَ الخَالِقُ وَأَنَا المَخْلُوقُ، وَأَنْتَ المَالِكُ وَأَنَا المَمْلُوكُ، وَأَنْتَ الرَّبُّ وَأَنَا العَبْدُ، وَأَنْتَ العَزِيزُ وَأَنَا الذَّلِيلُ، وَأَنْتَ القَوِيُّ وَأَنَا الضَّعِيفُ، وَأَنْتَ الغَنِيُّ وَأَنَا الفَقِيرُ، وَأَنْتَ المُعْطِي وَأَنَا السَّائِلُ، وَأَنْتَ الحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَأَنَاخَلْقٌ أَمُوتُ، فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي، وَتَجَاوَزْ عَنِّي وَعَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَصَفِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَكَرِّمْ مَقَامَهُ، وَأَجْزِلْ ثَوَابَهُ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ، وَأَظْهِرْ عُذْرَهُ، وَعَظِّمْ نُورَهُ، وَأَدِمْ كَرَامَتَهُ، وَأَلْحِقْ بِهِ أُمَّتَهُ وَذُرِّيَّتَهُ، وَأَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنَهُ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً أَكْرَمَ النَّبِيِّينَ تَبَعاً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَشْرَفَهُمْ كَرَامَةً، وَأَعْلاَهُمْ دَرَجَةً، وَأَفْسَحَهُمْ فِي الجَنَّةِ مَنْزِلاً، اللَّهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً الدَّرَجَةَ وَالوَسِيلَةَ، وَشَرِّفْ بُنْيَانَهُ، وَعَظِّمْ نُورَهُ وَبُرْهَانَهُ، وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ فِي أُمَّتِهِ، وَتَقَبَّلْ صَلاَةَ أُمَّتِهِ عَلَيْهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا بَلَّغَ رِسَالاَتِكَ وَتَلاَ آيَاتِكَ، وَنَصَحَ لَعِبَادِكَ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينُ، اللَّهُمَّ زِدْ مُحَمَّداً مَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً، وَمَعَ كُلِّ فَضْلٍ فَضْلاً،

ص: 213

وَمَعَ كُلِّ كَرَامَةٍ كَرَامَةً، وَمَعَ كُلِّ سَعَادَةٍ سَعَادَةً، حَتَّى تَجْعَلَ مُحَمَّداً فِي الشَّرَفِ الأَعْلَى مِنَ الدَّرَجَاتِ العُلَى. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَسَهِّلْ لِي مَحَبَّتِي، وَبَلِّغْنِي أُمْنِيَّتِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَاقْضِ عَنِّي دَيْنِي، وَفَرِّجْ عَنِّي هَمِّي وَغَمِّي وَكَرْبِي، وَيَسِّرْ لِي إِرَادَتِي، وَأَوْصِلْنِي إِلَى بُغْيَتِي سَرِيَعاً عَاجِلاً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اليوم الثامن من شهر ربيع الثاني

اليوم الثامن:

كانت فيه شهادة سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ على الرواية الأولى، فينبغي إقامة عزائها وزيارتها فيه، وذكر السيد ابن طاووس في (الإقبال) في يوم وفاتها هذه الزيارة:

السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ المَمْنُوعَةُ حَقَّها .

ثم يقول:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ وَابْنَةِ نَبِيِّكَ وَزَوْجَةِ وَصِيِّ نَبِيِّكَ صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفى عِبادِكَ المُكَرَّمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلِ الأَرَضِينَ .

فقد رُوي أن من زارها بهذه الزيارة واستغفر اللَّهَ غفر اللَّهُ له وأدخله الجنّة.

وقد أورد هذه الزيارة نجل السيد ابن طاووس أيضاً في كتاب زوائد الفوائد، وقال: إنَّها تخصّ يوم وفاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ.

وقال في كيفيّة الزيارة تصلّي صلاة الزّيارة أو صلاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ، وهي ركعتان تقرأ في كلٍّ منهما سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) (ستين مرّة)، فإن لم تقدر فاقرأ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة

ص: 214

(التوحيد) مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (الكافرون) مرّة، فإذا سلَّمت فقُلْ: (ما تقدّم من الزيارة).

اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني

اليوم العاشر:

قال السيد في الإقبال، روينا بإسنادنا إلى شيخنا المفيد رضوان اللَّهِ عليه في كتاب حدائق الرياض الذي أشرنا إليه، فقال عند ذكر ربيع الآخر ما هذا لفظه: اليوم العاشر منه سنة اثنين ومائتين من الهجرة كان مولد سيدنا الإمام أبي محمّد الحسن بن علي بن محمّد بن علي الرضا صلوات اللَّهِ عليه، وهو يوم شريف عظيم البركة يُستحبّ صيامه.

ص: 215

الخامس: أعمال شهر جمادى الأولى

اشارة

الخامس:أعمال شهر جمادى الأولى

أعمال اليوم الأوّل من جمادى الأولى

اليوم الأوّل:

ويُستحبّ أن يقرأ فيه هذا الدّعاء:

اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ وَأَنْتَ الرَّحْمانُ الرَّحِيمُ، وَأَنْتَ المَلِكُ القُدُّوسُ، وَأَنْتَ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ، وَأَنْتَ المُهَيْمِنُ، وَأَنْتَ العَزِيزُ، وَأَنْتَ الجَبَّارُ، وَأَنْتَ المُتَكَبِّرُ، وَأَنْتَ الخَالِقُ، وَأَنْتَ البَارِىءُ، وأَنْتَ المُصَوِّرُ، وَأَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، وَأَنْتَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ لَكَ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى. أَسْأَلُكَ يَا رَبِّ بِحَقِّ هذِهِ الأَسْمَاءِ، وَبِحَقِّ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَآتِنَا اللَّهُمَّ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَاخْتِمْ لَنَا بِالسَّعَادَةِ وَالشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِكَ، وَعَرِّفْنَا بَرَكَةَ شَهْرِنَا هذَا وَيُمْنَهُ، وَارْزُقْنَا خَيْرَهُ، وَاصْرِفْ عَنَّا شَرَّهُ، وَاجْعَلْنَا فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ، وَقِنَا بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

ثم تقرأ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ، وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ

ص: 216

وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّماوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ، الحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ المَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِي لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالحَقِّ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ. الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ. وَتَرَى المَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالحَقِّ وَقِيلَ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ فَلِلَّهِ الحَمْدُ رَبِّ السَّماوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ العَالَمِينَ وَلَهُ الكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي، وَتَدَارَكْنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي، وَقَوِّ ضَعْفِي لِلَّذِي خَلَقْتَنِي لَهُ، وَحَبِّبْ

ص: 217

إِلَيَّ الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قَلْبِي، وَقَدْ دَعَوْتُكَ كَمَا أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَمَا وَعَدّتَنِي. اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ لَكَ عَبْداً لاَ أَسْتَطِيعُ دَفْعَ مَا أَكْرَهُ وَلاَ أَمْلِكُ مَا أَرْجُو، وَأَصْبَحْتُ مُرْتَهَناً بِعَمَلِي فَلاَ فَقِيرَ أَفْقَرُ مِنِّي إِلَيْكَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِي عَمَلَ مَنِ اسْتَيْقَنَ حُضُورَ أَجَلِهِ لاَ بَلْ عَمَلَ مَنْ قَدْ مَاتَ فَرَأَى عَمَلَهُ وَنَظَرَ إِلَى ثَوَابِ عَمَلِهِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ هذَا مَكَانُ العَائِذِ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذَابِكَ. وَهذَا مَكَانُ العَائِذِ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ غَضَبِكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ دَعَاكَ فَأَجَبْتَهُ، وَسَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ، وَآمَنَ بِكَ فَهَدَيْتَهُ، وَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ فَكَفَيْتَهُ، وَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ فَأَدْنَيْتَهُ، وَافْتَقَرَ إِلَيْكَ فَأَغْنَيْتَهُ، وَاسْتَغْفَرَكَ فَغَفَرْتَ لَهُ وَرَضِيتَ عَنْهُ وَأَرْضَيْتَهُ وَهَدَيْتَهُ إِلَى مَرْضَاتِكَ، وَاسْتَعْمَلْتَهُ بِطَاعَتِكَ وَلِذلِكَ فَرَّغْتَهُ أَبَداً مَا أَحْيَيْتَهُ. فَتُبْ عَلَيَّ يَا رَبِّ وَأَعْطِنِي سُؤْلِي وَلاَ تَحْرِمْنِي شَيْئاً مِمَّا سَأَلْتُكَ، وَاكْفِنِي شَرَّ مَا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الأَرْضِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الَّذِي لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ هُوَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعِنِّي عَلَى الدُّنْيَا وَارْزُقْنِي خَيْرَهَا وَكَرِّهْ إِلَيَّ الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الرَّاشِدِينَ. اللَّهُمَّ قَوِّنِي لِعِبَادَتِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي فِي طَاعَتِكَ وَبَلِّغْنِي الَّذِي أَرْجُو مِنْ رَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّيَّ يَوْمَ الظَّمَا وَالنَّجَاةَ يَوْمَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَالفَوْزَ يَوْمَ الحِسَابِ، وَالأَمْنَ يَوْمَ الخَوْفِ. وَأَسْأَلُكَ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَالخُلُودَ فِي جَنَّتِكَ فِي دَارِ المُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ وَالسُّجُودَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ، وَالظِّلَّ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّكَ، وَمُرَافَقَةَ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَوْلِيَائِكَ. اللَّهُمّ

ص: 218

اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ مِنْ ذُنُوبِي وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ عَلَى نَفْسِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، وَارْزُقْنِي التُّقَى وَالهُدَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى، وَوَفِّقْنِي لِلْعَمَلِ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ

أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مُنْقَلَبِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا رَبَّ الأَرْبَابِ وَيَا سَيِّدَ السَّادَاتِ، وَيَا مَالِكَ المُلُوكِ، أَنْ تَرْحَمَنِي وَتَسْتَجِيبَ لِي وَتُصْلِحَنِي، فَإِنَّهُ لاَ يُصْلِحُ مَنْ صَلَحَ مِنْ عِبَادِكَ إِلاَّ أَنْتَ، فَإِنَّكَ أَنْتَ رَبِّي وَثِقَتِي وَرَجَائِي وَمَوْلاَيَ وَمَلْجَئِي، وَلاَ رَاحِمَ لِي غَيْرُكَ، وَلاَ مُغِيثَ لِي سِوَاكَ وَلاَ مَالِكَ سِوَاكَ وَلاَ مُجِيبَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ الخَاطِىءُ الَّذِي وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ، وَأَنْتَ العَالِمُ بِحَالِي وَحَاجَتِي وَكَثْرَةِ ذُنُوبِي، وَالمُطَّلِعُ عَلَى أُمُورِي كُلِّهَا، فَأَسْأَلُكَ يَا لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي وَمَا تَأَخَّرَ. اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضاً إِلاَّ قَضَيْتَهَا، وَلاَ عَيْباً إِلاَّ أَصْلَحْتَهُ، اللَّهُمَّ وَآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنِي عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى أَهْوَالِ الدُّنْيَا وَبَوَائِقِ الدُّهُورِ، وَمُصِيبَاتِ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ. اللَّهُمَّ وَاحْرُسْنِي مِنْ شَرِّ مَا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الأَرْضِ فَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَاناً ثَابِتاً، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً وَدُعَاءً مُسْتَجَاباً وَيَقِيناً صَادِقاً، وَقَوْلاً طَيِّباً، وَقَلْباً شَاكِراً، وَبَدَناً صَابِراً، وَلِسَاناً ذَاكِراً اللَّهُمَّ انْزَعْ حُبَّ الدُّنْيَا وَمَعَاصِيَهَا وَذِكْرَهَا وَشَهْوَتَهَا مِنْ

ص: 219

قَلْبِي. اللَّهُمَّ إِنَّكَ بِكَرَمِكَ تَشْكُرُ اليَسِيرَ مِنْ عَمَلِي فَاعْفُ لِيَ الكَثِيرَ مِنْ ذُنُوبِي، وَكُنْ لِي وَلِيّاً وَنَصِيراً وَمُعِيناً وَحَافِظاً، اللَّهُمَّ هَبْ لِي قَلْباً أَشَدَّ رَهْبَةً لَكَ مِنْ قَلْبِي، وَلِسَاناً أَدْوَمَ لَكَ ذِكْراً مِنْ لِسَانِي، وَجِسْماً أَقْوَى عَلَى طَاعَتِكَ وَعِبَادَتِكَ مِنْ جِسْمِي. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَمِنْ فُجْأَةِ نِقْمَتِكَ، وَمِنْ تَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ، وَمِنْ هَوْلِ غَضَبِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ، وَمَنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ وَسُوءِ القَضَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الكَرِيمِ، وَعَرْشِكَ العَظِيمِ، وَمُلْكِكَ القَدِيمِ، يَا وَهَّابَ العَطَايَا، وَيَا مُطْلِقَ الأُسَارَى، وَيَا فَكَّاكَ الرِّقَابِ، وَيَا كَاشِفَ العَذَابِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُخْرِجَنِي مِنَ الدُّنْيَا سَالِماً غَانِماً، وَأَنْ تُدْخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ آمِناً، وَأَنْ تَجْعَلَ أَوَّلَ شَهْرِي هذَا صَلاَحاً، وَأَوْسَطَهُ فَلاَحاً، وَآخِرَهُ نَجَاحاً، إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ.

اليوم الخامس عشر من جمادى الأولى

اليوم الخامس عشر:

قال السيد في الإقبال روينا بإسنادنا إلى شيخنا المفيد رضوان اللَّهِ عليه من كتابه الذي أشرنا إليه، فقال عند ذكر جمادى الأولى ما هذا لفظه. النصف منه سنة ست وثلاثين من الهجرة كان مولد سيدنا أبي محمّد علي بن الحسين زين العابدين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ، وهو يوم شريف يُستحبّ فيه الصيام والتطوّع بالخيرات.

وفيه كانت شهادة سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ على الرواية الثانية، فينبغي إقامة عزائها وزيارتها فيه، وذكر السيد ابن طاووس في (الإقبال) في يوم وفاتها هذه الزيارة:

ص: 220

السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ المَمْنُوعَةُ حَقَّها .

ثم يقول: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ وَابْنَةِ نَبِيِّكَ وَزَوْجَةِ وَصِيِّ نَبِيِّكَ صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفى عِبادِكَ المُكَرَّمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلِ الأَرَضِينَ .

فقد روي أن من زارها بهذه الزيارة واستغفر اللَّهَ غفر اللَّهُ له وأدخله الجنّة.

وقد أورد هذه الزيارة نجل السيد ابن طاووس أيضاً في كتاب زوائد الفوائد، وقال: إنَّها تخصّ يوم وفاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ.

وقال في كيفيّة الزيارة: تصلّي صلاة الزّيارة أو صلاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ، وهي ركعتان؛ تقرأ في كلِّ منهما سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) (ستين مرّة)، فإن لم تقدر فاقرأ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (الكافرون) مرّة، فإذا سلَّمت فقُلْ: (ما تقدّم من الزيارة).

ص: 221

السادس: أعمال شهر جمادى الآخرة

اشارة

السادس: أعمال شهر جمادى الآخرة

صلاة جمادى الآخرة

صلاة شهر جمادى الآخِرة:

روى السيد بن طاووس: أن يُصلِّي أربع ركعات بسلامين في أيّ وقت شاء من الشهر، يقرأ سورة (الحمد) في الأولى (مرّة)، و(آية الكرسي) (مرّة)، وسورة (القدر) (خمساً وعشرين مرّة)، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) (مرّة)، وسورة (التكاثر) (مرّة)، وسورة (التوحيد) (خمساً وعشرين مرّة)، وفي الركعةِ الثالثة سورة (الحمد) (مرّة)، وسورة (الكافرون) (مرّة)،وسورة (الفلق) (خمساً وعشرين مرّة)، وفي الركعةِ الرابعة سورة (الحمد) (مرّة)، وسورة (النصر) (مرّة)، وسورة (الناس) (خمساً وعشرين مرّة)، ثم يقول بعد السلام من الركعة الرابعة:

سُبحانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ (سبعين مرّة)،

و اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (سبعين مرّة)،

ثم يقول: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ (ثلاثاً).

ثم يسجد ويقول في سجوده: يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (ثلاثَ مرّاتٍ).

ثم يسأل اللَّهَ حاجته فإنَّه يُصان من فعل ذلك في نفسه وماله وأهله وولده ودينه ودنياه إلى مثلها في السنة القادمة، وإن مات في تلك السنة مات على الشهادة، أي: كان له ثواب الشهداء.

ص: 222

أعمال اليوم الأوّل من جمادى الآخرة

اليوم الأوّل:

ويُستحبّ أن يقرأ فيه هذا الدّعاء:

اللَّهُمَّ يَا اللَّهُ أَنْتَ الدَّائِمُ القَائِمُ، يَا اللَّهُ أَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ، يَا اللَّهُ أَنْتَ العَلِيُّ الأَعْلَى، يَا اللَّهُ أَنْتَ المُتَعَالِي فِي عُلُوِّكَ، إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ، وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، وَخَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَصَانِعُ كُلِّ شَيْءٍ، القَاضِي الأَكْبَرُ القَدِيرُ المُقْتَدِرُ، تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَعَرِّفْنَا بَرَكَةَ شَهْرِنَا هذَا وَارْزُقْنَا يُمْنَهُ وَنُورَهُ وَنَصْرَهُ وَخَيْرَهُ وَبِرَّهُ وَسَهِّلْ لِي فِيهِ مَا أُحِبُّهُ وَيَسِّرْ لِي فِيهِ مَا أُرِيدُهُ، وَأَوْصِلْنِي إِلَى بُغْيَتِي فِيهِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا مَنْ يَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ، وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ، وَيَا مَنْ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ عِنْدَهُ سَمْعٌ حَاضِرٌ وَجَوَابٌ عَتِيدٌ، وَكُلِّ صَامِتٍ عِلْمٌ مِنْهُ بَاطِنٌ مُحِيطٌ، مَوَاعِيدُكَ الصَّادِقَةُ، وَأَيَادِيكَ النَّاطِقَة، وَنِعَمُكَ السَّابِغَةُ، وَأَيَادِيكَ الفَاضِلَةُ، وَرَحْمَتُكَ الوَاسِعَةُ. إِلهِي خَلَقْتَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئاً مَذْكُوراً، وَأَنَا عَائِذُكَ وَعَائِذٌ إِلَيْكَ، وَقَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَأَنَا مُقِرٌّ لَكَ بِالعُبُودِيَّةِ، مُعْتَرِفٌ لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ، مُسْتَغْفِرٌ مِنْ ذُنُوبِي، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي، يَا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ. يا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ، وَسَتَرَ الْقَبِيحَ، يَا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ بِالْجَرِيرَةِ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظِيمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ وَالمَشِيئَةِ، وَالقُدْرَةِ وَالظُّلُمَاتِ وَالنُّورِ، يا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى وَمُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى، وَوَلِيَّ كُلِّ حَسَنَةٍ وَنِعْمَةٍ. يا كَرِيمَ الصَّفْحِ يا عَظِيمَ المَنِّ، يا مُبْتَدِىءَ النِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا رَبَّاهُ يا

ص: 223

غِيَاثَاهُ، يا سَيِّدَاهُ يَا مَوْلاَيَاهُ، يَامَوْلاَهُ يَا غَايَةَ رَغْبَتَاهُ، أَسْأَلُكَ بِكَ يَا اللَّهُ أَلاَّ تُشَوِّهَ خَلْقِي بِالنَّارِ، فَإِنِّي ضَعِيفٌ مِسْكِينٌ مَهِينٌ، وَآتِنِي فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنِي بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ. يَا جَامِعَ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ، اجْمَعْ لِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

وتقرأ اثنتيْ عشْرةَ مرّةً: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمانَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى، وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً. وَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.

اللَّهُمَّ هَبْ لِي بِكَرَامَتِكَ، وَأَتِمَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ، وَأَلْبِسْنِي عَفْوَكَ وَعَافِيَتَكَ وَأَمْنَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ لاَ تُسَلِّمْنِي بِجَرِيرَتِي، وَلاَ تُخْزِنِي بِخَطِيئَتِي، وَلاَ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي،اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، وَفِي قَبْضَتِكَ، وَنَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ. أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ سَمَّاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ مَلاَئِكَتُكَ وَرُسُلُكَ، وَبِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَرْفُوعِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الَّذِي هُوَ حَقٌّ عَلَيْكَ، أَنْ تَسْتَجِيبَ لِمَنْ دَعَاكَ بِهِ، وَبِكُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُوسَى، وَبِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعَاكَ بِهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِكُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلْتَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ، أَنْ تَسْتَجِيبَ لِي، وَأَنْ تَجْعَلَنِي فِي عِيَاذِكَ وَحِفْظِكَ وَكَنَفِكَ وَسِتْرِكَ وَحِصْنِكَ وَفِي فَضْلِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الحَيُّ الَّذِي لاَ تَمُوتُ، وَأَنَا خَلْقٌ أَمُوتُ، فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي

ص: 224

وَأَعْطِنِي سُؤْلِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي، وَاغْفِرْ لِي وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاجْعَلْ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ أَكْرَمَ خَلْقِكَ عَلَيْكَ، وَأَفْضَلَهُمْ لَدَيْكَ، وَأَعْلاَهُمْ مَنْزِلَةً عِنْدَكَ وَأَشْرَفَهُمْ مَكَاناً، وَأَفْسَحَهُم فِي الجَنَّةِ مَنْزِلاً، وَآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ، فَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ، يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ .

أعمال اليوم الثالث من جمادى الآخرة

اليوم الثالث:

سنة إحدى عشرة للهجرة على الرواية الثالثة توفيت فاطمة الزهراء صلوات اللَّهِ عليها، فينبغي أن يقيم الشيعة عزاءها ويزوروها ويلعنوا ظالميها وغاصبي حقّها، وذكر السيد ابن طاووس في (الإقبال) في يوم وفاتها هذه الزيارة:

السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ المَمْنُوعَةُ حَقَّها .

ثم يقول: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ وَابْنَةِ نَبِيِّكَ وَزَوْجَةِ وَصِيِّ نَبِيِّكَ صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفى عِبادِكَ المُكَرَّمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّماوات وَأَهْلِ الأَرَضِينَ .

فقد رُوي أن من زارها بهذه الزيارة، واستغفر اللَّهَ غفر اللَّهُ له وأدخله الجنّة.

وقد أورد هذه الزيارة نجل السيد ابن طاووس أيضاً في كتاب زوائد الفوائد، وقال: إنَّها تخصّ يوم وفاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ، وهو الثالث من جمادى الآخِرة.

وقال في كيفيّة الزيارة: تصلّي صلاة الزّيارة أو صلاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ، وهي ركعتان؛ تقرأ في كلٍّ منهما سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) (ستين مرّة)، فإن لم تقدر فاقرأ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة

ص: 225

(التوحيد) مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (الكافرون) مرّة، فإذا سلّمت فقل: (ما تقدم من الزيارة).

أعمال اليوم العشرون من جمادى الآخرة

اليوم العشرون:

وُلدت فيه فاطمة الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ بعد البعثة بخمس سنين أو سنتين، ويناسب فيها عدّة أعمال:

الأوّل: الصيام.

الثاني: الخيرات والتصدّق على المؤمنين.

الثالث: زيارة سيدة نساء الدنيا والآخِرة.

وذكر السيد ابن طاووس في هذا اليوم المبارك هذه الزيارة:

السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَمِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَفْضَلِ أَنْبِياءِ اللَّهِ. السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ البَرِيَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمِينَ مِنَ الأَوّلِينَ وَالآخِرِينَ. السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ وَلِيِّ اللَّهِ وَخَيْرِ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ. السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصَّادِقَةُ الرَّشِيدَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الْفاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الْحَوْراءُ الإِنْسِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الْمُحَدَّثَةُ الْعَلِيمَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا المَعْصُومَةُ المَظْلُومَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الطَّاهِرَةُ

ص: 226

المُطَهَّرَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمُضْطَّهَدَةُ الْمَغْصُوبَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الغَرَّاءُ الزَّهْرَاءُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ يَا مَوْلاَتِي وابْنَةَ مَوْلاَيَ وَعَلَى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ. أَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكِ، وَأَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقْدْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَمَنْ جَفاكِ فَقَدْ جَفا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَمَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، لأَنَّكِ بَضْعَةٌ مِنْهُ وَرُوحُهُ الَّذِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وأَكْمَلُ السَّلاَمِ. أُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ أَنِّي رَاضٍ عَمَّنْ رَضِيتِ عَنْهُ وَساخِطٌ عَلَى مَنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ، وَلِيٌّ لِمَنْ والاكِ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكِ وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكِ، أَنَا يَا مَوْلاَتِي بِكِ وبِأَبِيكِ وَبَعْلِكِ والأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكِ مُوقِنٌ وَبِوَلاَيَتِهِمْ مُؤْمِنٌ وَبِطَاعَتِهِم مُلْتَزِمٌ، أَشْهَدُ أَنَّ الدِّينَ دِينُهُمْ، والْحُكمَ حُكْمُهُمْ، وأَنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَدَعُوا إِلَى سَبِيلِ اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، لاَ تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ، وَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكِ وَعَلَى أَبِيكِ وَبَعْلِكِ وذُرِّيَّتِكِ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلَى البَتُوْلِ الطَّاهِرَةِ، الصِّدِّيقَةِ المَعْصُوْمَةِ، التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ، الرَّضِيَّةِ (المَرْضِيَّةِ)، الزَّكِيَّةِ الرَّشِيدَةِ، المَظْلُومَةِ المَقْهُورَةِ، المَغْصُوْبَةِ حَقَّهَا، المَمْنُوعَةِ إِرْثَهَا، المَكْسُوْرِ ضِلْعُهَا، المَظْلُوْمِ بَعْلُهَا، المَقْتُوْلِ وَلَدُهَا، فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ، وَبَضْعَةِ لَحْمِهِ وَصَمِيمِ قَلْبِهِ، وَفَلْذَةِ كَبِدِهِ، وَالنُّخْبَةِ مِنْكَ لَهُ، وَالتُّحْفَةِ خَصَصْتَ بِهَا وَصِيَّهُ، وَحَبِيبَةُ المُصْطَفَى وَقَرِينَةُ المُرْتَضَى، وَسَيِّدَةِ النِّسَاءِ

ص: 227

وَمُبَشِّرَةِ الأَوْلِيَاءِ، حَلِيفَةِ الوَرَعِ وَالزُّهْدِ، وَتُفَّاحَةِ الفِرْدَوْسِ وَالخُلْدِ الَّتِي شَرَّفْتَ مَوْلِدَهَا بِنِسَاءِ الجَنَّةِ، وَسَلَلْتَ مِنْهَا أَنْوَارَ الأَئِمَّةِ، وَأَرْخَيْتَ دُوْنَهَا حِجَابَ النُّبُوَّةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهَا صَلاَةً تَزِيدُ فِي مَحْلِّهَا عِنْدَكَ وَشَرَفِهَا لَدَيْكَ وَمَنْزِلَتِهَا مِنْ رِضَاكَ، وَبَلِّغْهَا مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاَماً، وَآتِنَا مِنْ لَدُنْكَ فِي حُبِّهَا فَضْلاً وَإِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْرَاناً، إِنَّكَ ذُوْ الفَضْلِ الكَرِيمِ.

ثم تصلّي صلاة الزّيارة أو صلاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ، وهي ركعتان تقرأ في كلٍّ منهما سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) (ستين مرّة)، فإن لم تقدر فاقرأ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (الكافرون) مرّة، فإذا سلَّمت قلت:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَبِأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ الْعَظِيمِ عَلَيْهِمْ، الَّذِي لاَ يَعْلَمُ كُنْهَهُ سِوَاكَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظِيمٌ، وَبِأَسْمَائِكَ الْحُسْنى الَّتِي أمَرْتَنِي أَنْ أَدْعُوَكَ بِهَا. وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذِي أَمَرْتَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ الطَّيْرَ فَأَجَابَتْهُ، وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي قُلْتَ لِلنَّارِ: {كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}، فَكَانَتْ بَرْداً، وَبِأَحَبِّ الأَسْمَاءِ إِلَيْكَ وَأَشْرَفِهَا وَأَعْظَمِهَا لَدَيْكَ، وَأسْرَعِهَا إِجَابَةً وَأَنْجَحِهَا طَلِبَةً، وَبِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَمُسْتَحِقُّهُ وَمُسْتَوجِبُهُ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ وَأَتَضَرَّعُ وَأُلِحُّ عَلَيْكَ. وَأَسْأَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتِي أَنْزَلْتَهَا عَلَى أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ، مِنَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالقُرْآنِ الْعَظِيمِ، فَإِنَّ فِيهَا اسْمَكَ الأَعْظَمَ، وَبِمَا فِيهَا مِنْ أَسْمَائِكَ الْعُظْمى، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنْ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَشِيعَتِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَعَنِّي، وَتَفْتَحَ أَبْوَابَ السَّماءِ

ص: 228

لِدُعَائِي وَتَرْفَعَهُ فِي عِلِّيّيْنَ، وَتَأْذَنَ لِي في هَذَا اليَوْمِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ بِفَرَجِي وَإِعْطَاءِ أَمَلِي وَسُؤْلِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. يَا مَنْ لاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ كَيْفَ هُوَ وَقُدْرَتَهُ إِلاَّ هُوَ، يَا مَنْ سَدَّ الْهَواءَ بِالسَّمَاءِ، وَكَبَسَ الأَرْضَ عَلَى الْمَاءِ، وَاخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَحْسَنَ الأَسْمَاءِ، يَا مَنْ سَمَّى نَفْسَهُ بِالاسْمِ الَّذِي تُقْضى بِهِ حَاجَةُ مَنْ يَدْعُوهُ. أَسْأَلُكَ بِحَقِّ ذلِكَ الاسْمِ فَلاَ شَفِيعَ أَقْوى لِي مِنْهُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ لِي حَوَائِجِي وَتَسْمَعَ بِمُحَمَّدٍ وَعَليٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيٍّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحُجَةِ الْمُنْتَظِرِ لإِذْنِكَ، صَلَوَاتُكَ وَسَلاَمُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ عَلَيْهِمْ، لِيَشْفَعُوا لِي إِلَيْكَ وَتُشَفِّعَهُمْ فِيَّ، وَلاَ تَرُدَّنِي خَائِباً، بِحَقِّ لا إِلّهَ إِلا أَنْتَ. وتسأل حوائجك تُقضى إن شاء اللَّهُ تعالى.

ص: 229

السابع: أعمال شهر رجب

اشارة

السابع: أعمال شهر رجب

الاستغفار في رجب

الاستغفار في رجب

عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: قال رسول اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: رجب شهر الاستغفار لأمّتي، فأكثروا فيه الاستغفار فإنَّه غفور رحيم. ويُسمى رجب الأصبّ لأنَّ الرحمة على أُمّتي تصبُّ فيه صَبّاً، فاستكثروا من قول:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ .

وروى ابن بابويه بسند معتبر عن سالم، قال: دخلت على الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ في رجب وقد بقيت منه أيام، فلما نظر إليّ قال لي: يا سالم، هل صمت في هذا الشهر شَيْئاً؟ قلت: لا واللَّهِ يا ابن رسول اللَّه، فقال لي: فقد فاتك من الثواب ما لم يعلم مبلغه إلاَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ. إن هذا شهر قد فضّله اللَّهُ وعظّم حرمته، وأوجب للصائمين فيه كرامته. قال: فقلت له: يابن رسول اللَّه، فإن صمت ممّا بقي منه شَيْئاً هل أنا أفوز ببعض ثواب الصائمين فيه؟ فقال: يا سالم، مَنْ صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً من شدّة سكرات الموت، وأماناً له من هول المطلع وعذاب القبر، ومن صام يومين من آخر الشهر كان له بذلك جوازاً على الصّراط، ومن صام ثلاثة أيّام من آخر هذا الشهر أمن من يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده، وأُعطي براءة من النار. واعلم أنّه قد ورد لصوم شهر رجب فضل كثير.

وأما أعماله فهي على قسمين، قسم منها عامّ يُؤدّى في جميع الشهر، وقسم آخر خاصّ ببعض أيامه:

ص: 230

القسم الأوّل: الأعمال العامّة التي لا تخصّ أياماً أو ليالي معيّنة
اشارة

القسم الأوّل: الأعمال العامّة التي لا تخص أياماً أو ليالٍ معينة.

الأوّل:أن يسبِّح كلّ يوم من شهر رجب بالتسبيح الوارد بدل الصوم في ذلك الشهر لمن لم يتسنَّ له الصوم في ذلك اليوم، فقد رُوي أنّ من لم يقدر على الصوم يسبّح اللَّهُ في كلِّ يوم (مائة مرّة) بهذا التسبيح لينال أجر الصيام فيه وهو:

تسبيح كلّ يوم بدل الصوم

تسبيح كلّ يوم بدل الصوم

سُبْحانَ الإلهِ الجَلِيلِ سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاّ لَهُ سُبْحانَ الأعزِّ الأكرمِ سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ العِزَّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ .

دعاء يا من يملك حوائج السائلين

الثاني:أن يدعو في كلِّ يوم من رجب بهذا الدّعاء الذي روي أنّ الإمام زين العابدين عَلَیْهِ السَّلَامُ دعا به في الحِجْر في غُرّة رَجَبْ:

يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتِيدٌ، اللّهُمَّ وَمَواعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَأَيادِيكَ الفاضِلَةُ وَرَحْمَتُكَ الواسِعَةُ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ حَوائِجِي لِلْدُنْيا وَالآخرةِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

دعاء خاب الوافدون على غيرك

الثالث:أن يدعو بهذا الدّعاء الذي كان يدعو به الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ في كلِّ يوم من رجب:

خابَ الوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَكَ، وَضاعَ المُلِمُّونَ إِلاّ بِكَ، وَأَجْدَبَ المُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاِغِبينَ، وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطَّالِبِينَ، وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلْسَّائِلِينَ، وَنَيْلُكَ مُتاحٌ للآملين، وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ، وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ، عادَتُكَ الاِحْسانُ إِلى المُسِيئِينَ، وَسَبِيلُكَ الإِبْقاءُ عَلى

ص: 231

المُعْتَدِينَ. اللّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدى المُهْتَدِينَ وَارْزُقْنِي اجْتِهادَ المُجْتَهِدِينَ وَلا تَجْعَلْنِي مِنَ الغافِلِينَ المُبْعَدِينَ وَاغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّينِ .

دعاء اللَّهم إني أسألك صبر الشاكرين

الرابع: قال الشيخ في (المصباح): روى المعلّى بن خُنيس عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أنَّه قال: قُلْ في رجب:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ وَعَمَلَ الخائِفِينَ مِنْكَ وَيَقِينَ العابِدِينَ لَكَ، اللّهُمَّ أَنْتَ العَلِيُّ العَظِيمُ وَأَنا عَبْدُكَ البائِسُ الفَقِيرُ أَنْتَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ وَأَنا العَبْدُ الذَّلِيلُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَامْنُنْ بِغِناكَ عَلى فَقْرِي وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفِي يا قَوِيُّ يا عَزِيزُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَوْصِيَاءِ المَرْضِيِّينَ وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخرةِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

دعاء اللَّهم يا ذا المنن السابغة

الخامس: قال الشيخ: يُستحبّ أن يدعو بهذا الدّعاء في كلِّ يوم من رجب:

اللّهُمَّ يا ذا المِنَنِ السَّابِغَةِ وَالآلاءِ الوازِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالقُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالنِّعَمِ الجَسِيمَةِ وَالمَواهِبِ العَظِيمَةِ وَالأيادي الجَمِيلَةِ وَالعَطايا الجَزِيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُ بِتَمْثِيلٍ وَلا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ وَلا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ، يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَأَلْهَمَ فَأَنْطَقَ وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَعَلا فَارْتَفَعَ وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ وَأَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَأَعْطى فَأَجْزَلَ وَمَنَح فَأَفْضَلَ، يا مَنْ سَما فِي العِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الأَبْصَارِ وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الأَفْكَارِ، يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ، وَتَفَرَّدَ بِالآلاِء وَالكِبْرِياءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ، يا مَنْ حارَتْ فِي

ص: 232

كِبْرياءِ هَيْبَتِهِ دقائِقُ لَطائِفِ الأَوْهَامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ إدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصَارِ الأَنَامِ، يا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ؛ أَسْأَلُكَ بِهذِهِ المِدْحَةِ الَّتِي لا تَنْبَغِي إِلاّ لَكَ وَبِما وَأَيْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعِيكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَبِما ضَمِنْتَ الإِجَابَةَ فِيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعِينَ، يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ وَأَبْصَرَ النَّاِظرِينَ وَأَسْرَعَ الحاسِبِينَ، يا ذا القُوَّةِ المَتِين صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَاقْسِمْ لِي فِي شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ وَاحْتِمْ لِي فِي قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ وَاخْتِمْ لِي بِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِنِي ما أَحْيَيْتَنِي مَوْفوراً وَأَمِتْنِي مَسْرُوراً وَمَغْفوراً، وَتَوَلَّ أَنْتَ نَجاتِي مِنْ مُسأَلَةِ البَرْزَخِ وَادْرأْ عَنِّي مُنْكَراً وَنَكِيراً وَأَرِ عَيْنِي مُبَشِّراً وَبَشِيراً، وَاجْعَلْ لِي إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ مَصِيراً وَعَيْشاً قَرِيراً وَمُلْكاً كَبِيراً وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثِيراً .

وهذا دعاء يُدعى به في مسجد صعصعة في الكوفة قرب مسجد السهلة أيضاً.

دعاء اللَّهم إني أسألك بمعاني جميع

السادس: روى الشيخ: أنّه خرج هذا التوقيع الشريف من الناحية المقدّسة على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد (قدّس سره): ادعُ في كلِّ يوم من أيّام رجب:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعانِي جَمِيعِ ما يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُ أَمْرِكَ المَأْمُونُونَ عَلى سِرِّكَ المُسْتَبْشِرُونَ بِأَمْرِكَ الواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ المُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ، أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فِيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ وَأَرْكاناً لِتَوْحِيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتِي لا تَعْطِيلَ لَها

ص: 233

فِي كُلِّ مَكانٍ يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُم إِلاّ أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِيَدِكَ بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها إِلَيْكَ، أَعْضادٌ وَأَشْهادٌ وَمُناةٌ وَأَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ، فَبِهِمْ مَلَأْتَ سَماءَكَ وَأَرْضَكَ حَتّى ظَهَرَ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ؛ فَبِذلِكَ أَسْأَلُكَ وَبِمَواقِعِ العِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَبِمَقاماتِكَ وَعَلاماتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَزِيدَنِي إِيْماناً وَتَثْبِيتاً، يا باطِناً فِي ظُهُورِهِ وَظاهِراً فِي بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ، يا مُفَرِّقاً بَيْنَ النُّورِ وَالدَّيْجُورِ، يا مَوْصُوفاً بِغَيْرِ كُنْهٍ وَمَعْرُوفاً بِغَيْرِ شِبْهٍ، حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ وَشاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ وَمُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ وَمُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ وَفاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَهْلَ الكِبْرِياءِ وَالجُودِ، يا مَنْ لا يُكَيَّفُ بِكَيْفٍ وَلا يُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ يا مُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ عَيْنٍ، يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ، وَعالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلى عِبادِكَ المُنْتَجَبِينَ وَبَشَرِكَ المُحْتَجِبِينَ وَمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَالبُهْمِ الصَّافِّينَ الحافِّينَ، وَبارِكْ لَنا فِي شَهْرِنا هذا المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الأشْهُرِ الحُرُمِ، وَأَسْبِغْ عَلَيْنا فِيهِ النِّعَمَ وَأَجْزِلْ لَنا فِيهِ القِسَمَ، وَأَبْرِزْ لَنا فِيهِ القَسَمَ بِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَجَلِّ الأَكْرَمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلى النَّهارِ فَأَضاءَ وَعَلى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ، وَاغْفِرْ لَنا ما تَعْلَمُ مِنَّا وَلا نَعْلَمُ وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوِب خَيْرَ العِصَمِ واكْفِنا كَوافِيَ قَدَرِكَ وَامْنُنْ عَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ وَلا تَكِلْنا إِلى غَيْرِكَ وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ وَبارِكْ لَنا فِيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْ أَعْمارِنا وَأَصْلِحْ لَنا خَبِيئَةَ أَسْرارِنا وَأَعْطِنا مِنْكَ الأَمانَ وَاسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِ الإِيمانِ وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّيامِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الأيَّامِ وَالأعْوامِ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ.

ص: 234

دعاء اللَّهم إني أسألك بالمولودين

السابع: وروى الشيخ: أنّه خرج من الناحية المقدّسة على يد الشيخ أبي القاسم (قدس سرّه) هذا الدّعاء في أيّام رجب:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالمَولُودَيْنِ فِي رَجَبٍ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ، وَأَتَقَرَّبُ بِهما إِلَيْكَ خَيْرَ القُرَبِ يا مَنْ إِلَيْهِ المَعْرُوفُ طُلِبَ وَفِيما لَدَيْهِ رُغِبَ، أَسْأَلُكَ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ وَأَوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ فَطَالَ عَلى الخَطايا دُؤُوبُهُ وَمِنَ الرَّزَايا خُطُوبُهُ؛ يَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الأَوْبَةِ وَالنُّزُوعَ عَنْ الحَوْبَةِ وَمِنَ النَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ وَالعَفْوَ عَمَّا فِي رِبْقَتِهِ، فَأَنْتَ مَوْلايَ أَعْظَمُ أَمَلِهِ وَثِقَتِهِ. اللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَ الشَّرِيفَةِ وَوَسائِلكَ المُنِيفَةِ أَنْ تَتَغَمَّدَنِي فِي هذا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ وَاسِعَةٍ وَنِعْمَةٍ وَازِعَةٍ وَنَفْسٍ بِما رَزَقْتَها قانِعَةٍ إِلى نُزُولِ الحافِرَةِ وَمَحَلِّ الآخرةِ وَما هِيَ إِلَيْهِ صائِرَةٌ .

زيارة الحمد للَّهِ الذي أشهدنا

الثامن: وروى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسين بن روح قدس سره النائب الخاص للحجّة عَلَیْهِ السَّلَامُ: أنّه قال: زرْ أي المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول:

بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ فِي رَجَبٍ وَأَوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ ما قَدْ وَجَبَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ وَعَلى أَوْصِيائِهِ الحُجُبِ، اللّهُمَّ فَكَما أَشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ فَأنْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ غَيْرَ مُحَلَّئِينَ عَنْ وِردٍ فِي دارِ المُقامَةِ وَالخُلْدِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ؛ إِنِّي قَصْدُتُكْم وَاعْتَمَدْتُكُمْ بَمَسْأَلَتِي وَحاجَتِي وَهِيَ فَكاكُ رَقَبَتِي مِنَ النَّار وَالمَقَرُّ مَعَكُمْ فِي دارِ القَرارِ مَعَ شِيعَتِكُمُ الأَبْرارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ أَنا سائِلُكُمْ

ص: 235

وَ آمِلُكُمْ فِيما إِلَيْكُمْ التَّفْوِيضُ وَعَلَيْكُمْ التَّعْوِيضُ، فَبِكُمْ يُجْبَرُ المَهيضُ وَيُشْفى المَرِيضُ وَما تَزْدادُ الأَرْحامُ وَما تَغِيضُ. إِنِّي بِسِرِّكُمْ مُؤْمِنٌ وَلِقَوْلِكُمْ مُسَلِّمٌ وَعَلَى اللَّهِ بِكُمْ مُقْسِمٌ فِي رَجْعِي بِحَوائِجِي وَقَضائِها وَإِمْضائِها وَإِنْجاحِها وَإِبْراحِها وَبِشُؤُونِي لَدَيْكُمْ وَصَلاحِها، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلامَ مُوَدِّعٍ وَلَكُمْ حَوَائِجَهُ مُودِعٌ يَسْأَلُ اللَّهَ إِلَيْكُمْ المَرْجِعَ وَسَعْيَهُ إِلَيْكُمْ غَيْرَ مُنْقَطِعٍ وَأَنْ يُرْجِعَنِي مِنْ حَضْرَتِكُمْ خَيْرَ مَرْجِعٍ إِلى جَنابٍ مُمْرِعٍ وَخَفْضِ مُوْسِعٍ وَدَعَةٍ وَمَهَلٍ إِلى حِينِ الأجل وَخَيْرِ مَصِيرٍ وَمَحَلٍّ فِي النَّعِيمِ الأزَلِ وَالعَيْشِ المُقْتَبَلِ وَدَوامِ الأُكُلِ وَشُرْبِ الرَّحِيقِ وَالسَّلْسَلِ وَعَلٍّ وَنَهَلٍ لا سَأَمَ مِنْهُ وَلا مَلَلَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكُمْ حَتَّى العَوْدِ إِلى حَضْرَتِكُمْ وَالفَوْزِ فِي كَرَّتِكُمْ، وَالحَشْرِ فِي زُمْرَتِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُم، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ وَهُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ .

دعاء يا من أرجوه بعد الصلاة

التاسع: روى السيد ابن طاووس عن محمّد بن ذكوان قال: قلت للصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: جُعِلت فداك هذا رجب علّمني فيه دعاءً ينفعني اللَّهُ به، قال عَلَیْهِ السَّلَامُ: بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم قُلْ في كلِّ يوم من رجب صباحاً ومساءً وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك:

يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يا مَنْ يُعْطِي الكَثيرَ بِالقَلِيلِ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً؛ أَعْطِنِي بِمَسأَلَتِي إِيّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخرةِ، واصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الآخرةِ

ص: 236

فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيْتَ وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ يا ذَا النَّعَماءِ وَالجُودِ يا ذَا المَنِّ وَالطَّوْلِ حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلى النَّارِ.

قال الراوي: ثم مدّ عَلَیْهِ السَّلَامُ يده اليسرى فقبض على لحيته، ودعا بهذا الدّعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى.

العاشر: عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنّه قال: من قال في رجب:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ وَحَدْهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ (مائة مرّة).

وختمها بالصدقة ختم اللَّهُ له بالرحمة والمغفرة، ومن قال أربعمائة مرّة كتب اللَّهُ له أجر مائة شهيد.

الحادي عشر: وعنه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قال: من قال في شهر رجب:

لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ (ألف مرّة).

كتب اللَّهُ له مائة ألف حسنة، وبنى اللَّهُ له مائة مدينة في الجنَّةِ.

قال العلاّمة المجلسيّ (رضي الله عنه) من المأثور قول: لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ (ألف مرّة) في كلِّ ليلة من هذا الشهر.

الثاني عشر: في الحديث من استغفر اللَّهَ في رجب سبعين مرّةً صباحاً وسبعين مرّةً مساءً يقول:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

فإذا بلغ تمام سبعين مرّةٍ رفعَ يديهِ وقال:

اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ.

فإن مات في رجب مات مرضيّاً عنه، ولا تمسُّه النار ببركة رجب.

ص: 237

الثالث عشر: أن يستغفر في هذا الشهر ألف مرّة قائلاً:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ والآثامِ.

ليغفر له اللَّهُ الرحيم.

الرابع عشر: روى السيد في (الإقبال) فضلاً كَثِيراً لقراءة سورة (التوحيد)، عشرة آلاف مرّة، أو ألف مرّة، أو مائة مرّة في شهر رجب.

وروى أيضاً:أنّ من قرأ سورة (التوحيدٌ) مائة مرّة في يوم الجمعة من شهر رجب، كان له يوم القيامة نور يجذبه إلى الجنّة.

الصلاة مع صوم يومٍ من رجب

الخامس عشر: روى السيد أنّ من صام يوماً من رجب، وصلّى أربع ركعات يسلّم بين كلِّ ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأوّلى سورة (الحمد) مرّة، وآية (الكرسي) مائة مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مائتي مرّة، لم يمت إِلاّ وقد شاهد مكانه في الجنَّةِ أو شوهد له.

صلاة بين الظهر والعصر في يوم الجمعة من رجب

السادس عشر:روى السيد أيضاً عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: أنّ من صلّى يوم الجمعة من رجب أربع ركعات، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وآية (الكرسي) سبع مرّات، وسورة (التوحيد) خمسَ مرّاتٍ، ثم يقول عشراً:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ .

كتب اللَّهُ له من اليوم الذي صلّى فيه هذه الصلاة إلى اليوم الذي يموت فيه بكلِّ يوم ألف حسنة، وأعطاه بكلِّ آية تلاها مدينة في الجنَّةِ من الياقوت الأحمر، وبكلِّ حرف قصراً في الجنَّةِ من الدرّ الأبيض، وزوجه الحور العين، ورضي عنه بغير سخط، وكُتب من العابدين، وختم له بالسعادة والمغفرة... الخبر.

السابع عشر:أن يصوم ثلاثة أيّام من هذا الشهر، هي: أيّام الخميس

ص: 238

والجمعة والسبت، فقد رُوي: أنّ من صامها في شهر من الأشهر الحرم كتب اللَّهُ له عبادة تسعمائة عام.

الثامن عشر:أن يُصلِّي في هذا الشهر ستين ركعة، يُصلِّي منها في كلِّ ليلة ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (الكافِرُونَ) ثلاثَ مرّاتٍ، وسورة (التوحيد) مرّة واحدة، فإذا سلّم رفعَ يديهِ إلى السماء وقال:

لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَإِلَيْهِ المَصِيرُ، وَلاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأُمِّيِّ وَآلِهِ .

ويمرّر يديه على وجهه، وعن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: أنّ من فعل ذلك استجاب اللَّهُ دعاءَهُ وأعطاه أجر ستين حجّةً وعمرةً.

صلاة في كلِّ ليلة من رجب

التاسع عشر:رُوي عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: أنّ من قرأ في ليلة من ليالي رجب مائة مرّة سورة (التوحيد) في ركعتين، فكأنما قد صام مائة سنة في سبيل اللَّه، ورزقه اللَّهُ في الجنَّةِ مائة قصر، كلّ قصر في جوار نبيٍّ من الأنبياء عَلَیْهِ السَّلَامُ.

صلاة عشر ركعات في ليلة من ليالي رجب

العشرون: وعنه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أيضاً: أنّ من صلّى في ليلة من ليالي رجب عشر ركعات، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (الكافِرُونَ) مرّة، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، غفر اللَّهُ له ما اقترفه من الإثم.

عمل كلّ ليلة ويوم من شهر رجب وشعبان ورمضان

عمل كلّ ليلة ويوم من شهر رجب وشعبان ورمضان

الحادي والعشرون:قال العلاّمة المجلسيّ في (زاد المعاد): رُوي عن الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه قال: قال رسول اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ من قرأ في كلِّ يوم من أيّام رجب وشعبان ورمضان وفي كلِّ ليلة منها كلاًّ من سورة (الحمد)، وآية (الكرسي)، وسورة (الكاِفُرونَ)، وسورة (التوحيد)، وسورة (الفَلَقِ)، وسورة (النَّاسِ) ثلاثَ مرّاتٍ، وقال بعد ذلك ثلاثَ مرّاتٍ:

ص: 239

سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

وثلاثاً: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .

وثلاثاً: اللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ .

وقال أربعمائة مرّة: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

غفر اللَّهُ له ذنوبه وإن كانت عدد قطر الأمطار، وورق الأشجار، وزبد البحار.

القسم الثاني: الأعمال الخاصّة بليالي وأيام خاصّة من رجب
اشارة

القسم الثاني : في الأعمال الخاصّة بليالي أو أيّام خاصّة من رجب

الليلة الأولى من رجب

الليلة الأولى من رجب

هي ليلة شريفة وقد ورد فيها أعمال:

دعاء رؤية هلال رجب

الأوّل: أن يقول إذا رأى الهلال:

اللّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلّيْنا بالأمنِ وَالإيمانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلاَمِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ .

ورُوي عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنّه كان إذا رأى هلال رجب، قال:

اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ وَبَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ وَأَعِنَّا عَلى الصِيامِ وَالقِيامِ وَحِفْظِ اللّسانِ وَغَضِّ البَصَرِ وَلا تَجْعَلْ حَظَّنا مِنْهُ الجُوعَ وَالعَطَشَ .

الثاني:أن يغتسل، فعن بعض العلماء عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنّه قال: من أدرك شهر رجب فاغتسل في أوّله وأوسطه وآخره خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمه.

ص: 240

كيفيّة صلاة عشرين ركعة بين المغرب والعشاء في الليلةِ الأولى من رجب

الثالث: أن يُصلِّي بعد صلاة المغرب عشرين ركعة، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مرّة، ليُحفظ في أهله وماله وولده، ويُجار من عذاب القبر، ويجوز على الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب.

زيارة الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ في الليلةِ الأولى من رجب

الرابع: أن يزور الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

وهذه الزيارة نقل في البحار عن المفيد وابن طاووس أنّها يُزار بها في أوّل ليلة من رجب وفي أوّل يوم منه وليلة النصف من شعبان ووافقهما في ذلك الشهيد في المزار لكنّ الكفعميّ في المصباح أضاف لها يوم النصف من رجب وفي البلد الأمين أضاف لها ليلة النصف من رجب ويوم النصف من شعبان، فعلى ما ذكره الأعلام (رضوان الله عليهم) بمجموعه يُزار بهذه الزيارة في ستة أوقات:

1 _ الليلة الأولى من رجب واليوم الأوّل منه.

2 _ ليلة النصف من رجب ويوم النصف منه.

3 _ ليلة النصف من شعبان ويوم النصف منه.

وأمّا صفة هذه الزيارة كما في البحار فهي كما يلي:

إذا أردت زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في الأوقات المذكورة فاغتسل والبس أطهر ثيابك، وقف على باب قبته مستقبلاً القبلة، وسلّم على سيدنا رسول اللَّهِ وعلى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحُسَين والأئمّة (صلوات اللَّهِ عليهم أجمعين) وقُلْ في السلام عليهم:

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالحَمْدُ للَّهِ كَثِيراً وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ، لَقَدْ جاءتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ. السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، السَّلامُ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَينِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى

ص: 241

جَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ، السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ على الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى الخَلَفِ الصَّالِحِ المُنْتَظَرِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؛ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ المُوالِي لِوَلِيِّكَ المُعادِي لِعَدُوِّكَ اسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِقَصْدِكَ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانِي لِوِلايَتِكَ وَخَصَّنِي بِزِيارَتِكَ وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ .

ثم ادخل وقف عند الضريح المقدّس وقُلْ:

اللَّهُ أَكْبَرُ (مائة مرّة).

ثمّ قُلْ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ وَابْنَ حَبِيبِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِيرَ اللَّهِ وَابْنَ سَفِيرِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ الكِتابِ المَسْطُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَرِيكَ القُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ حِكْمَةِ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ حِطَّةٍ الَّذِي مَنْ دَخَلَهُ كانَ مِنَ الآمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ عِلْمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْضِعَ سِرِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالوِتْرَ

ص: 242

المَوْتُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الأَرواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَناخَتْ بِرَحْلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي يا أبا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ الإسْلامِ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّستْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمْ اللَّهُ فِيها، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي يا أبا عَبْدِ اللَّهِ، أَشْهَدُ لَقَدْ اقْشَعَرَّتْ لِدِمائِكُمْ أَظِلَّةُ العَرْشِ مَعَ أَظِلَّةِ الخَلائِقِ وَبَكَتْكُمْ السَّماءُ وَالأَرضُ وَسُكّانُ الجِنانِ وَالبَرِّ وَالبَّحْرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ عَدَدَ ما فِي عِلْمِ اللَّهِ لَبَّيْكَ داعِيَ اللَّهِ، إِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ وَلِسانِي عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ فَقَدْ أَجابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي، سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً. أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ البِلادُ وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ بِها وَطَهُرَ حَرَمُكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَمَرْتَ بِالقِسْطِ وَالعَدْلِ وَدَعَوْتَ إِلَيْهِما وَأَنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ صَدَقْتَ فِيما دَعَوْتَ إِلَيْهِ وَأَنَّكَ ثارُ اللَّهِ فِي الأَرضِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وَعَنْ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ وَعَنْ أَبِيكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَنْ أَخِيكَ الحَسَنِ وَنَصَحْتَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ؛ فَجَزاكَ اللَّهُ خَيْرَ جَزاءِ السَّابِقِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى الحُسَيْنِ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ الرَّشِيدِ قَتِيلِ العَبَراتِ وَأَسِيرِ الكُرُباتِ صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً يَصْعَدُ أوّلُها وَلا يَنْفَدُ آخِرُها أفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلادِ أَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ يا إِلهَ العالَمِينَ .

ص: 243

ثم قبّل الضريح وضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر ثم طُفْ حول الضريح، وقبّله من جوانبه الأَربعة.

وقال المفيد (رضي الله عنه): ثم امضِ إلى ضريح علي بن الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وقف عليه وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الطَيِّبُ الزَّكِيُّ الحَبِيبُ المُقَرَّبُ وَابْنُ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهِيدٍ مُحْتَسِبٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُه، ما أَكْرَمَ مَقامَكَ وَأَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ! أَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ اللَّهُ سَعْيَكَ وَأَجْزَلَ ثَوابَكَ وَأَلْحَقَكَ بِالذِّرْوَةِ العالِيَةِ حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفِ وَفِي الغُرَفِ السَّامِيَةِ، كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمْ الرّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَرِضْوانُهُ فَاشْفَعْ أَيُّها السَيِّدُ الطَّاهِرُ إلى رَبِّكَ فِي حَطِّ الأثْقالِ عَنْ ظَهْري وَتَخْفِيفِها عَنِّي وَارْحَمْ ذُلِّي وَخُضُوعِي لَكَ وَلِلْسَيِّدِ أَبِيكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُما .

ثم انكبّ على القبر وَقُلْ: زادَ اللَّهُ فِي شَرَفِكُمْ فِي الآخِرةِ كَما شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيا وَأَسْعَدَكُمْ كَما أَسْعَدَ بِكُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَعْلامُ الدِّينِ وَنُجُومُ العالَمِينَ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُه .

ثم توجّه إلى الشهداء وقُلْ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ اللَّهِ وَأَنْصارَ رَسُولِهِ وَأَنْصارَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَأَنْصارَ فاطِمَةَ وَأَنْصارَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَأَنْصارَ الإسْلامِ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَقَدْ نَصَحْتُمْ للَّهِ وَجاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِهِ فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ، فُزْتُمْ وَاللَّهِ فَوْزاً

ص: 244

عَظِيماً يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ الشُّهَدَاءُ وَالسُّعَداءُ وَأَنَّكُمُ الفائِزُونَ فِي دَرَجاتِ العُلى وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم عُدْ إلى الرأس، فصلِّ صلاة الزيارة وادعُ لنفسك ولوالديك ولإخوانك المؤمنين.

كيفيّة صلاة ركعتين بعد العشاء في الليلةِ الأولى من رجب

الخامس: أن يُصلِّي ركعتين بعد العشاء يقرأُ في أوّل ركعة منهما سورة (الحمد)، وسورة (الانشراح) مرّةً، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّةً، وسورة (الانشراح) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّةً، وسورة (الفلق) مرّةً، وسورة (الناس) مرّةً، فإذا سلّم قال: (لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ ) ثلاثين مرّةً، وصلّى على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثلاثين مرّةً، ليغفر اللَّهُ له ذنوبه ويخرج منها كيوم ولدته أُمه.

الدّعاء بعد صلاة العشاء في الليلةِ الأولى من رجب

السادس:عن الإمام أبي جعفر الثاني عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه قال: يُستحبّ أن يدعو بهذا الدّعاء أوّل ليلة من رجب بعد العشاء الآخرة:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وَأَنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ مُقْتَدِرٌ وَأَنَّكَ ما تَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي، اللّهُمَّ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْل بَيْتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَنْجِح طَلِبَتِي .

ثم تسأل حاجتك.

دعاء السجود بعد الثماني ركعات صلاة الليل في الليلةِ الأولى من رجب

السابع:روى علي بن حديد قال كان موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة اللیل:

ص: 245

لَكَ المَحْمَدَةُ إِنْ أَطَعْتُكَ وَلَكَ الحُجَّةُ إِنْ عَصَيْتُكَ لا صُنْعَ لِي وَلا لِغَيْرِي فِي إِحْسانٍ إِلاّ بِكَ، يا كائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ وَيا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَدِيلَةِ عِنْدَ المَوْتِ وَمِنْ شَرِّ المَرْجِعِ فِي القُبُورِ وَمِنَ النَّدامَةِ يَوْمَ الآزِفَةِ؛ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ عِيْشَتِي عِيْشَةً نَقِيَّةً وَمِيتَتِي مِيتَةً سَويَّةً وَمُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً كَرِيماً غَيْرَ مُخْزٍ وَلا فاضِحٍ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ يَنابِيعِ الحِكْمَةِ وَأُولِي النِّعْمَةِ وَمَعادِنِ العِصْمَةِ وَاعْصِمْنِي بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَلا تَأْخُذْنِي عَلى غِرَّةٍ وَلا عَلى غَفْلَةٍ، وَلا تَجْعَلْ عَواقِبَ أَعْمالِي حَسْرَةً وَارْضَ عَنِّي فَإِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظَّالِمِينَ وَأَنا مِنَ الظَّالِمِينَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي مالا يَضُرُّكَ وَأَعْطِنِي مالا يَنْقُصُكَ فَإِنَّكَ الوَسِيعُ رَحْمَتُهُ البَدِيعُ حِكْمَتُهُ، وَأَعْطِنِي السِّعَةَ وَالدِّعَةَ وَالأَمْنَ وَالصِّحَّةَ وَالبُخُوعَ وَالقُنُوعَ والشُّكْرَ وَالمُعافاةَ وَالتَّقْوى وَالصَّبْرَ وَالصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلى أَوْلِيائِكَ وَاليُسْرَ وَالشُّكْرَ، وَاعْمُمْ بِذلِكَ يا رَبِّ أَهْلِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي فِيكَ وَمَنْ أَحْبَبْتُ وَأَحَبَّنِي وَوَلَدْتُ وَوَلَدَنِي مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِينَ يا رَبَّ العالَمِينَ .

الدّعاء بعد صلاة الوتر في الليلةِ الأولى من رجب

قال ابن أشيم:

هذا الدّعاء يعقب الثماني ركعات صلاة الليل قبل صلاة الشفع والوتر، ثم تصلّي الثلاث ركعات صلاة الشفع والوتر، فإذا سلّمت قلت وأنت جالس:

الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لا تَنْفَدُ خَزائِنُهُ وَلا يَخافُ آمِنُهُ، رَبِّ إِنِ ارْتَكَبْتُ المَعاصِي فَذلِكَ ثِقَةٌ مِنِّي بِكَرَمِكَ إِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ وَتَعْفُو عَنْ

ص: 246

سَيِّئاتِهِمْ وَتَغْفِرُ الزَّلَلَ، وَإِنَّكَ مُجِيبٌ لِداعِيكَ وَمِنْهُ قَرِيبٌ وَأَنا تائِبٌ إِلَيْكَ مِنَ الخَطايا وَراغِبٌ إِلَيْكَ فِي تَوْفِيرِ حَظِّي مِنَ العَطايا، يا خالِقَ البَرايا يا مُنْقِذِي مِنْ كُلِّ شَدِيدَةٍ يا مُجِيرِي مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ وَفِّرْ عَلَيَّ السُّرُورَ وَاكْفِنِي شَرَّ عَواقِبِ الأُمُورِ، فَأَنْتَ اللَّهُ عَلى نَعَمائِكَ وَجَزِيلِ عَطائِكَ مَشْكُورٌ وَلِكُلِّ خَيْرٍ مَذْخُورٌ .

الثامن: أن يقرأ هذا الدعاء الذي رواه الشيخ في المصباح.

روى الشيخ عن ابن عيّاش عن محمّد بن أحمد الهاشميّ المنصوريّ عن أبيه أبي موسى عن سيدنا أبي الحسن علي بن محمّد عَلَیْهِمَا السَّلَامُ أنّه كان يدعو في هذه الساعة به فادْعُ به:

يَا نُورَ النُّورِ! يَا مُدَّبِرَ الأُمُورِ! يَا مُجْرِيَ البُحُورِ! يَا بَاعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ! يَا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذَاهِبُ وَكَنْزِي حِينَ تُعْجِزُنِي المَكَاسِبُ، وَمُؤْنِسِي حِينَ تَجْفُونِي الأَبَاعِدُ وَتَمَلُّنِي الأَقَارِبُ وَمُنَزِّهِي بِمُجَالَسَةِ أَوْلِيَائِهِ، وَمُرَافَقَةِ أَحِبَّائِهِ فِي رِيَاضِهِ وَسَاقِيَّ بِمُؤانَسَتِهِ مِنْ نَمِيرِ حِيَاضِهِ وَرَافِعِي بِمُجَاوَرَتِهِ مِنْ وَرْطَةِ الذُنُوبِ إِلَى رَبْوَةِ التَّقْرِيبِ، وَمُبَدِّلِي بِوِلاَيَتِهِ عِزَّةَ العَطَايَا مِنْ ذِلَّةِ الخَطَايَا. أَسْأَلُكَ يَا مَوْلاَيَ بِالفَجْرِ وَاللَّيَالِي العَشْرِ، وَالشَّفْعِ وَالوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ، وَبِمَا جَرَى بِهِ قَلَمُ الأقْلاَمِ بِغَيْرِ كَفٍّ وَلاَ إِبْهَامٍ، وَبِأَسْمَائِكَ العِظَامِ وَبِحُجَجِكَ عَلَى جَمِيعِ الأَنَامِ عَلَيْهمْ مِنْكَ أَفْضَلُ السَّلاَمِ وَبِمَا اسْتَحْفَظْتَهُمْ مِنْ أَسْمَائِكَ الكِرَامِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ وَتَرْحَمَنَا فِي شَهْرِنَا هذَا وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الشُّهُورِ وَالأَيَّامِ وَأَنْ تُبَلِّغَنَا شَهْرَ القِيَامِ فِي عَامِنَا هذَا وَفِي كُلِّ عَامٍ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ وَالمِنَنِ الجِسَامِ! وَعَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ مِنَّا أَفْضَلُ السَّلاَمِ.

ص: 247

أعمال اليوم الأوّل من رجب

اليوم الأوّل : وفيه أعمال:

الأوّل: الصيام، وقد روي أنّ نوحاً عَلَیْهِ السَّلَامُ كان قد ركب سفينته في هذا اليوم فأمر من معه أن يصوموه. ومن صام هذا اليوم تباعدت عنه النار مسير سنة.

الثاني: الغُسل.

الثالث: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ. روى الشيخ عن بشير الدهّان عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من زار الحسين بن علي عَلَیْهِمَا السَّلَامُ أوّل يوم من رجب غفر اللَّهُ له البتة، وقد تقدمت زيارته في الليلةِ الأولى ص241.

دعاء اليوم الأوّل من رجب

الرابع: أن يدعو بالدّعاء المرويّ في كتاب (الإقبال) وهو:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ، أَنْتَ اللهُ القَدِيمُ الأَزَلِيُّ المَلِكُ العَظِيمُ، أَنْتَ اللهُ الحَيُّ القَيُّومُ المَوْلَى السَّمِيعُ البَصِيرُ، يَا مَنِ العِزُّ وَالجَلاَلُ، وَالكِبْرِيَاءُ وَالعَظَمَةُ، وَالقُوَّةُ وَالعِلْمُ وَالقُدْرَةُ، وَالنُّورُ وَالرُّوحُ، وَالمَشِيئَةُ وَالحَنَانُ وَالرَّحْمَةُ وَالمُلْكُ لِرُبُوبِيَّتِهِ، نُورُكَ أَشْرَقَ لَهُ كُلُّ نُورٍ، وَخَمَدتْ لَهُ كُلُّ نَارٍ، وانْحَسَرَتْ لَهُ كُلُّ الظُّلُمَاتِ. أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ قِدَمِكَ وَأَزَلِكَ وَنُوِرِكَ، وَبِالاسْمِ الأَعْظَمِ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ كِبْرِيَائِكَ وَجَبَرُوتِكَ وَعَظَمَتِكَ وَعِزِّكَ، وَبِجُودِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهَا مِنْ رَأْفَتِكَ، وَبِرَأْفَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهَا مِنْ جُودِكَ، وَبِجُودِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ غَيْبِكَ، وَبِغَيْبِكَ وَإِحَاطَتِكَ وَقِيَامِكَ وَدَوَامِكَ وَقِدَمِكَ. وَأَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ أَسْمَائِكَ الحُسْنى لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الوَاحِدُ الأَحَدُ الفَرْدُ الصَّمَدُ الحَيُّ، الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ، وَلَكَ كُلُّ اسْمٍ عَظِيمٍ، وَكُلُّ نُورٍ وَغَيْبٍ، وَعِلْمٍ وَمَعْلُومٍ، وَمُلْكٍ

ص: 248

وَشَأْنٍ، وَبِلاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تَقَدَّسْتَ وَتَعَالَيْتَ عُلُوّاً كَبِيراً. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ، طَيِّبٍ مُبَارَكٍ مُقَدَّسٍ، أَنْزَلْتَهُ فِي كُتُبِكَ وَأَجْرَيْتَهُ فِي الذِّكْرِ عِنْدَكَ، وَتَسَمَّيْتَ بِهِ لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ وَأَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ بِخَيْرٍ تُعْطِيهِ فَأَعْطَيْتَهُ، أَوْ شَرٍّ تَصْرِفُهُ فَصَرَفْتَهُ، يَنْبَغِي أَنْ أَسْأَلَكَ بِهِ. فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تَنْصُرَنِي عَلَى أَعْدَائِي وَتَغْلِبَ ذِكْرِي عَلَى نِسْيَانِي، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِعَقْلِي عَلَى هَوَايَ سُلْطَاناً مُبِيناً، وَاقْرِنِ اخْتِيَارِي بِالتَّوفِيقِ، وَاجْعَلْ صَاحِبي التَّقْوى، وَأَوْزِعْنِي شُكْرَكَ عَلَى مَوَاهِبِكَ. وَاهْدِني اللَّهُمَّ بِهُدَاكَ إِلَى سَبِيلِكَ المُقِيمِ وَصِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ، وَلاَ تُمَلِّكْ زِمَامِي الشَّهَوَاتِ فَتَحْمِلَنِي عَلَى طَرِيقِ المَخْذُولِينَ، وَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ المُنْكَرَاتِ، وَاجْعَلْ لِي عِلْماً نَافِعاً، وَاغْرِسْ فِي قَلْبِي حُبَّ المَعْرُوفِ وَلاَ تَأْخُذْنِي بَغْتَةً، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. وَعَرِّفْنِي بَرَكَةَ هذَا الشَهْرِ وَيُمْنَهُ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ، وَقِني المَحْذُورَ فِيهِ، وَأَعِنِّي عَلَى مَا أُحِبُّهُ مِنَ القِيَامِ بِحَقِّهِ، وَمَعْرِفَةِ فَضْلِهِ، وَاجْعَلْنِي فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المُتَعَالِ الجَلِيلِ العَظِيمِ، وَبِاسْمِكَ الوَاحِدِ الصَّمَدِ، وَباسْمِكَ العَزِيزِ الأَعْلَى، وَبِأَسْمَائِكَ الحُسْنَى كُلِّهَا، يَا مَنْ خَشَعَتْ لَهُ الأَصْوَاتُ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ وَذَلَّتْ لَهُ الأَعْنَاقُ، وَوَجِلَتْ مِنْهُ القُلُوبُ، وَدَانَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، وَقَامَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالأَرْضُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لاَ تُدْرِكُكَ الأَبْصَارُ وأَنْتَ تُدْرِكُ الأَبْصَارَ، وَأَنْتَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ. يَا رَبَّ جَبْرَئِيلِ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، وَجَمِيعِ المَلاَئِكَةِ المُقَرَّبِينَ

ص: 249

وَالكَرُوبَيِّينَ وَالكِرَامِ الكَاتِبِينَ، وَجَمِيعِ المَلاَئِكَةِ المُسَبِّحِينَ بِحَمْدِكَ، وَرَبِّ آدَمَ وَشِيثٍ وَإِدْرِيسَ، وَنُوحٍ وَهُودٍ وَصَالِحٍ، وَإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَلُوطٍ، وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَالأَسْبَاطِ وَأَيُّوبَ وَمُوسَى وَهارُونَ وَشُعَيْبٍ، وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَرْمِيَا، وَعُزَيْرٍ وَحِزْقِيلَ، وَشَعْيَا وَإِلْيَاسَ، وَاليَسَعَ وَيُونُسَ وَذِي الكِفْلِ، وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى، وَعِيسى وجِرْجِيسَ، وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَلاَئِكَةِ اللهِ المُقَرَّبِينَ وَالكِرَامِ الكَاتِبِينَ وَجَمِيعِ الأَمْلاَكِ المُسَبِّحِينَ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً. أَنْتَ رَبُّنَا الأَوَّلُ الآخِرُ، الظَّاهِرُ البَاطِنُ، الَّذِي خَلَقْتَ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ ثُمَّ اسْتَوَيْتَ عَلَى العَرْشِ المَجِيدِ، بِأَسْمَائِكَ الحُسْنَى تُبْدِىءُ وَتُعِيدُ، وَتُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً، وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالفُلْكُ وَالدُّهُورُ وَالخَلْقُ مُسَخَّرُونَ بِأَمْرِكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. لاَ إِلهَ إلاَّ أَنْتَ الحَنَّانُ المَنَّانُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، ذُو الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، لَوْ كَانَ البَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً. تَعْلَمُ مَثَاقِيلَ الجِبَالِ وَمَكَايِيلَ البِحَارِ وَعدَدَ الرِّمَالِ، وَقَطْرَ الأَمْطَارِ، وَوَرَقَ الأَشْجَارِ، وَنُجُومَ السَّمَاءِ وَمَا أَظْلَمَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَأَشْرَقَ عَلَيْهِ النَّهَارُ، لاَ يُوَارِي مِنْكَ سَمَاءٌ سَمَاءً وَلاَ أَرْضٌ أَرْضاً، وَلاَ بَحْرٌ مُتَطَابِقٌ، وَلاَ مَا بَيْنَ سَدِّ الرُّتُوقِ، وَلاَ مَا فِي القَرَارِ مِنَ الهَبَاءِ المَبْثُوثِ. أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ النُّورِ المُنِيرِ، الحَقِّ المُبِينِ، الَّذِي هُوَ نُورٌ مِنْ نُورٍ وَنُورٌ عَلَى نُورٍ، وَنُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، وَنُورٌ مَعَ كُلِّ نُورٍ، وَلَهُ كُلُّ نُورٍ، مِنْكَ يَا رَبِّ النُّورُ، وَإِلَيْكَ يَرْجَعُ النُّورُ.

ص: 250

وَبِنُورِكَ الَّذِي تُضِيءُ بِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَتُبْطِلُ بِهِ كَيْدَ كُلِّ شَيْطَانٍ مَريدٍ، وَتُذِلُّ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَلاَ يَقُومُ لَهُ شَيْءٌ مِنْ خَلَقِكَ وَيَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ البَرُّ وَالبَحْرُ، وَتَسْتَقِلُّ المَلاَئِكَةُ حِينَ يُتَكَلَّمُ بِهِ، وَتَرْعُدُ مِنْ خَشْيَتِهِ حَمَلَةُ العَرْشِ العَظِيمِ إِلَى تُخُومِ الأَرَضِينَ السَّبْعِ، الَّذِي انْفَلَقَتْ بِهِ البِحَارُ، وَجَرَتْ بِهِ الأَنْهَارُ، وَتَفَجَّرَتْ بِهِ العُيُونُ، وَسَارَتْ بِهِ النُّجُومُ، وَأُرْكِمَ بِهِ السَّحَابُ وَأُجْرِيَ وَاعْتَدَلَ بِهِ الضَّبَابُ، وَهَالَتْ بِهِ الرِّمَالُ، وَرَسَتْ بِهِ الجِبَالُ، وَاسْتَقَرَّتْ بِهِ الأَرَضُونَ، وَنَزَلَ بِهِ القَطْرُ وَخَرَجَ بِهِ الحَبُّ، وَتَفَرَّقَتْ بِهِ جِبِلاَّتُ الخَلْقِ، وَخَفَقَتْ بِهِ الرِّيَاحُ، وَانْتَشَرَتْ وَتَنَفَّسَتْ بِهِ الأَرْوَاحُ. يَا اللهُ أَنْتَ المُتَسَمِّي بِالإِلهِيَّةِ، بِاسْمِكَ الكَبِيرِ الأكْبَرِ العَظِيمِ الأَعْظَمِ الَّذِي عَنَتْ لَهُ الوُجُوهُ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالآلاَءِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ يَا قَرِيبُ، أَنْتَ الغَالِبُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِجَمِيعِ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لاَ أَعْلَمُ، وَبِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْفِيَنِي أَمْرَ أَعْدَائِي وَتُبَلِّغَني مُنَايَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالرِّفْعَةَ وَالفَضِيلَةَ عَلَى خَلْقِكَ واجْعَلْ فِي المُصْطَفِينَ تَحِيَّاتِهِ، وَفِي العِلِّييِّنَ دَرَجَتَهُ، وَفِي المُقَرَّبِينَ مَنْزِلَتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى جَمِيعِ مَلاَئِكَتِكَ وَأَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ منْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، وَأَلِّفْ

ص: 251

بَيْنَ قُلُوبِنَا وَقُلُوبِهِمْ عَلَى الخَيْرَاتِ، اللَّهُمَّ اجْزِ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، كَمَا تَلاَ آيَاتِكَ وَبَلَّغَ مَا أَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَنَصَحَ لأُمَّتِهِ وَعَبَدَكَ حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ.

ثم تقرأ: تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقينَ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً تَبَارَكَ الَّذي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً تَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونْ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَملاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجَاً وَقَمَراً مُنِيراً.

وتقول: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ كُلِّهَا الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَانٍ وَسُلْطَانٍ، وَسَاحِرٍ وَكَاهِنٍ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَدِينِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَجَسَدِي وَجَمِيعَ جَوَارِحِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَأَوْلاَدِي وَجَمِيعَ مَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِي وَسَائِرَ مَا مَلَّكْتَنِي وَخَوَّلْتَنِي وَرَزَقْتَنِي وَأَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ وَجَمِيعَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، يَا خَيْرَ مُسْتَوْدَعٍ وَيَا خَيْرَ حَافِظٍ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ اللهُ اللهُ اللهُ اللهُ

ص: 252

اللهُ، الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي يَا رَبَّ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَمُجْرِيَ البِحَارِ وَرَازِقَ مَنْ فِيهِنَّ، وَفَاطِرَ السَّماواتِ وأَطْبَاقِهَا وَمُسَخِّرَ السَّحَابِ وَمُجْرِيَ الفُلْكِ، وَجَاعِلَ الشَّمْسِ ضِياءً وَالقَمَرِ نُوراً، وَخَالِقَ آدَمَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَمُنْشِىءَ الأَنْبِيَاءِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، وَمُعَلِّمَ إِدْرِيسَ عَدَدَ النُّجُومِ وَالحِسَابَ وَالسِّنِينَ وَالشُّهُورَ وَأَوْقَاتَ الأَزْمَانِ، وَمُكَلِّمَ مُوسَى، وَجَاعِلَ عَصَاهُ ثُعْبَاناً، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ فِي الأَلْوَاحِ عَلَى مُوسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ.وَمُجْرِيَ الفُلْكِ لِنُوحٍ، وَفَادِيَ إِسْمَاعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ، وَالمُبْتَلِيَ يَعْقُوبَ بِفَقْدِ يُوسُفَ، وَرَادَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ البُكَاءِ، فَتَفَرَّجَ قَلْبُهُ مِنَ الحُزْنِ وَالشَّجَى، وَرَازِقَ زَكَرِيَّا يَحْيَى عَلَى الكِبَرِ بَعْدَ الإِيَاسِ، وَمُخْرِجَ النَّاقَةِ لِصَالِحٍ، وَمُرْسِلَ الصَّيْحَةِ عَلَى مَكِيدِي هُودٍ، وَكَاشِفَ البَلاَءِ عَنْ أَيُّوبَ، وَمُنْجِيَ لُوطٍ مِنَ القَوْمِ الفَاحِشِينَ. وَوَاهِبَ الحِكْمَةَ لِلُقْمَانَ، وَمُلْقِيَ رُوحِ القُدُسِ بِكَلِمَاتِهِ عَلَى مَرْيمَ عَلَیْهَا السَّلَامُ، وَخَلْقَكَ مِنْهَا عَبْدَكَ عِيسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَالمُنْتَقِمَ مِنْ قَتَلَةِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَیْهِمَا السَّلَامُ، وَأَسْأَلُكَ بِرَفْعِكَ عِيسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ إِلَى سَمَائِكَ وَبِإِبْقَائِكَ لَهُ إِلَى أَنْ تَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ أَعْدَائِكَ. وَيَا مُرْسِلَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ خَاتِمَ أَنْبِيَائِكَ إِلَى أَشَرِّ عِبَادِكَ بِشَرَائِعِكَ الحَسَنَةِ، وَدِينِكَ القَيِّمِ، وَمِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَإِظْهَارِ دِينِهِ القَيِّمِ، وَإِعْلاَئِكَ كَلِمَتَهُ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، يَا مَنْ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ، يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ، يَا عَزِيزُ يَا قَادِرُ يَا قَاهِرُ، يَا ذَا القُوَّةِ وَالسُّلْطَانِ وَالجَبَرُوتِ وَالكِبْرِيَاءِ. يَا عَلِيُّ يَا قَدِيرُ، يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ، يَا حَلِيمُ يَا مُعِيدُ، يَا مُتَدَانِي يَا بَعِيدُ، يَا رَؤوفُ

ص: 253

يَا رَحِيمُ، يَا كَرِيمُ يَا غَفُورُ، يَا ذَا الصَّفْحِ، يَا مُغِيثُ يَا مُطْعِمُ، يَا شَافِي يَا كَافِي، يَا كَاسِي يَا مُعَافِي، يَا شَافِيَ الضُّرِّ، يَا عَلِيمُ يَا حَكِيمُ، يَا وَدُودُ يَا غَفُورُ، يَا رَحِيمُ يَا رَحْمانَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، يَا ذَا المَعَارِجِ يَا ذَا القُدُسِ، يَا خَالِقُ يَا عَلِيمُ، يَا مُفَرِّجُ يَا أَوَّابُ يَا ذَا الطَّوْلِ يَا خَبِيرُ، يَا مَنْ خَلَقَ وَلَمْ يُخْلَقُ يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، يَا مَنْ بَانَ مِنَ الأَشْيَاءِ وَبَانَتْ الأَشْيَاءُ مِنْهُ بِقَهْرِهِ لَهَا وَخُضُوعِهَا لَهُ، يَا مَنْ خَلَقَ البِحَارَ وَأَجْرَى الأَنْهَارَ وَأَنْبَتَ الأَشْجَارَ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا النَّارَ وَمِنْ يَابِسِ الأَرَضِينَ النَّبَاتَ وَالأَعْنَابَ وَسَائِرَ الثِّمَارِ. يَا فَالِقَ البَحْرِ لِعَبْدهِ مُوسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ وَمُكَلِّمَهُ، وَمُغْرِقَ فِرْعَوْنَ وَحِزْبَهُ وَمُهْلِكَ نَمْرُودَ وَأَشْياعَهُ، وَمُليِّنَ الحَدِيدِ لِخَلِيفَتِهِ دَاوُدَ عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَمُسَخِّرَ الجِّبَالِ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بالغُدُوِّ وَالآصَالِ، وَمُسَخِّرَ الطَّيْرِ وَالهَوَامِّ وَالرِّيَاحِ وَالجِّنِّ وَالإِنْسِ لِعَبْدِكَ سُلَيْمَانَ عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُكَ وَفَرِحَتْ بِهِ مَلاَئِكَتُكَ، فَلاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ خَالِقُ النَّسَمَةِ وَبَارِىءُ النَّوَى وَفَالِقُ الحَبَّةِ، وَبِاسْمِكَ العَزِيزِ الجَّلِيلِ الكَبِيرِ المُتَعَالِ. وَبِاسْمِكَ الَّذِي يَنْفُخُ بِهِ عَبْدُكَ وَمَلَكُكَ إِسْرَافِيلُ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِي الصُّورِ فَيَقُومُ بِهِ أَهْلُ القُبُورِ سِرَاعاً إِلَى المَحْشَرِ يَنْسِلُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِ السَّماواتِ مِنْ غَيْرِ عِمَادٍ وَجَعَلْتَ بِهِ لِلأَرَضِينَ أَوْتَاداً، وَبِاسْمِكَ الَّذِي سَطَحْتَ بِهِ الأَرَضِينَ فَوْقَ المَاءِ المَحْبُوسِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي حَبَسْتَ بِهِ ذلِكَ المَاءَ وَبِاسْمِكَ الَّذِي حَمَّلْتَ بِهِ الأَرَضِينَ مَنِ اخْتَرْتَهُ لِحَمْلِهَا، وَجَعَلْتَ لَهُ مِنَ القُوَّةِ مَا اسْتَعَانَ بِهِ عَلَى حَمْلِهَا. وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَجْرِي بِهِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي سَلَخْتَ بِهِ النَّهَارَ مِنَ اللَّيْلِ، وَبِاسْمِكَ

ص: 254

الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَنْزَلْتَ أَرْزَاقَ العِبَادِ وَجَمِيعِ خَلْقِكَ وَأَرْضِكَ وَبِحَارِكَ وَسُكَّانِ البِحَار وَالهَوَامِّ، وَالجِنِّ وَالإِنْسِ وَكُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا وَبِأَنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَبِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَ بِهِ لِجَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ جَنَاحاً يَطِيرُ بِهِ مَعَ المَلاَئِكَةِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ يُونُسُ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِي بَطْنِ الحُوْتِ فَأَخْرَجْتَهُ مِنْهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي أَنْبَتَّ بِهِ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَكَشَفْتَ عَنْهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ ضِيقِ بَطْنِ الحُوتِ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي وَتَكْشِفَ ضُرِّي وَتَسْتَنْقِذَنِي مِنْ وَرْطتِي، وَتُخَلِّصَنِي مِنْ مِحْنَتِي، وَتَقْضِيَ عَنِّي دُيُونِي، وَتُؤَدِّيَ عَنِّي أَمَانَتِي، وَتَكْبِتَ عَدُوِّي، وَلاَ تُشْمِتَ بِي حُسَّادِي، وَلاَ تَبْتَلِيَنِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لِي بِهِ، وَأَنْ تُبَلِّغَنِي أُمْنِيَتِي، وَتُسَهِّلَ لِي مَحَبَتي، وَتُيَسِّرَ لِي إِرَادَتِي، وَتُوصِلَنِي إلَى بُغْيَتِي، وَتَجْمَعَ لِي خَيْرَ الدَّارَيْنِ، وَتَحْرُسَنِي وَكُلَّ مَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ، بِعَيْنِكَ الَّتِي لاَ تَنَامُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ والأَسْمَاءِ العِظَامِ. اللَّهُمَّ يَا رَبِّ أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ وَمِنْ أَوْلِيَاءِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، الَّذِينَ بَارَكْتَ عَلَيْهِمْ وَرَحِمْتَهُمْ وَصَلَّيْتَ عَلَيْهِمْ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَلِمَجْدِكَ وَطَوْلِكَ، أَسْأَلُكَ يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ، يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ، يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ، يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ، يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى نَفْسِكَ إِلاَّ

ص: 255

خَصَمْتَ أَعْدَائِي وَحُسَّادِي وَخَذَلْتَهُمْ وَانْتَقَمْتَ لِي مِنْهُمْ، وَأَظْهَرْتَنِي عَلَيْهِمْ، وَكَفَيْتَنِي أَمْرَهُمْ، وَنَصَرْتَنِي عَلَيْهِمْ، وَحَرَسْتَنِي مِنْهُمْ، وَوَسَّعْتَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَبَلَّغْتَنِي غَايَةَ أَمَلي، إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

صلاة سلمان رضي الله عنه في اليوم الأوّل من رجب

الخامس:أن يبتدئ صلاة سلمان (رضي الله عنه)، وهي ثلاثون ركعةً يُصلِّي منها في هذا اليوم عشرَ ركعاتٍ يُسلِّمُ بعدَ كلِّ ركعتينِ، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، وسورة (الكافرون) ثلاثَ مرّاتٍ، فإذا سلَّم رفعَ يديهِ وقال:

لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

ثم يقول: اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.

ثم يمسح بها وجهه ويُصلِّي عشراً في يوم النصف من رجب مع اختلاف بسيط في الدّعاء نذكره في محلّه، ويُصلِّي مثلها في آخر يوم من الشهر ، وهذه صلاة ذات فوائد جمّة لا ينبغي التغاضي عنها.

صلاة أخرى لسلمان رضي الله عنه في اليوم الأوّل من رجب

السادس: صلاة أخری لسلمان (رضي الله عنه) في هذا الیوم:

وهي عشر ركعات يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الفاتحة) مرّةً، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، وهي صلاة ذات فضل عظيم فإنَّها توجب غفران الذنوب، والوقاية من فتنة القبر، ومن عذاب يوم القيامة، ويصرف عَمَّن صلاها الجذام والبرص وذات الجنب.

صلاة أخرى

السابع: روى السيد في (الإقبال) صلاة لهذا اليوم عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وكيفيتها.

تصلّي أربع ركعات بتسليمة واحدة، تقرأ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) عشر مرّات، وفي الركعةِ الثانية سورة

ص: 256

(الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) عشر مرّات، وسورة (الكافرون) ثلاثَ مرّاتٍ، وفي الركعةِ الثالثة سورة (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) عشر مرّات، وسورة (التكاثر) مرّة، وفي الركعةِ الرابعة سورة (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) خمساً وعشرين مرّةً، و(آية الكرسي) ثلاثَ مرّاتٍ.

اليوم الثالث من رجب

الیوم الثالث:

وكانت فيه شهادة الإمام علي بن محمّد الهادي عَلَیْهِ السَّلَامُ وينبغي زيارته في هذا اليوم وسنذكر كيفيّة زيارته في الباب الثالث ص627.

وعن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنّه قال: من صلّى في اليوم الثالث من رجب أربع ركعات يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وآية {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)}

الليلة الثالثة عشرة من رجب

الليلة الثالثة عشرة:

يُستحبّ أن يُصلَّى في كلِّ ليلة من الليالي البيض من الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان ورمضان في الليلةِ الثالثة عشرة منها ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (يَس) مرّةً، وسورة (الملك) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّة، ويُصلَّى مثلها أربع ركعات بسلاميْنِ في الليلةِ الرابعة عشرة، وسنذكرها في محلّها، ويُصلِّي ستّ ركعات مثلها في الليلةِ الخامسة عشرة، وسنذكرها في محلّها.

ص: 257

فعن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: أنّه من فعل ذلك حاز فضل هذه الأشهر الثلاثة وغُفِرَ لهُ كلُّ ذنب سوى الشرك.

اليوم الثالث عشر من رجب

اليوم الثالث عشر:

هو أوّل الأيام البيض، وقد ورد للصيام في هذا اليوم واليومين بعده أجر جزيل، ومن أراد أن يعمل عمل أم داوود في يوم النصف، فليبدأ بصيام هذا اليوم، وكان في هذا اليوم على المشهور ولادة الإمام أمير المؤمنين (صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ) في الكعبة بعد ثلاثين سنة من عام الفيل، فينبغي زيارته فيه، وسيأتي كيفيّة زيارته في باب الزيارات ص707.

الليلة الرابعة عشرة من رجب

الليلة الرابعة عشرة:

يُصلِّي أربع ركعات يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (يَس) مرّةً، وسورة (الملك) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّةً.

الليلة الخامسة عشرة من رجب

الليلة الخامسة عشر:

وهي ليلة شريفة وردت فيها أعمال:

الأوّل: الغُسل.

الثاني: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وقد ورد في هذا اليوم ما تقدم من زيارته في الليلةِ الأولى من رجب وهي نفسها يُزار بها في هذه الليلة المباركة تقدمت ص241.

صلوات الليلة الخامسة عشرة من رجب

الثالث: يُصلِّي ستّ ركعات يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (يَس) مرّةً، وسورة (الملك) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّةً.

الرابع: الصلاة اثنتا عشْرةَ ركعةً كما في الإقبال تسلّم بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ كلاًّ من سورة (الفاتحة)، وسورة (التوحيد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، وآية (الكرسي)، وسورة (القدر) أربع مرّات، ثم تسلّم وتقول بعد الفراغ أربع مرّات:

ص: 258

اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيَّاً .

ثم تدعو بما أحبَبْتَ.

ولكنَّ الشيخ (قدّس سرّه) رواها في المصباح بكيفيّتين أخريين: فروى عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: تصلّي ليلة النصف من رجب اثنتَيْ عشْرةَ ركعة، تُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد)، وسورة، فإذا فرغتَ من الصلاة قرأت بعد ذلك كلاًّ من سورة (الحمد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، وسورة (التوحيد)، وآية (الكرسي)، أربع مرّات، وتقول بعد ذلك:

سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ . أربع مرّات.

ثم تقول:

اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَما شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .

وتقول في ليلة سبع وعشرين مثله.

قال ابن أبي عمير وفي رواية أخرى: تقرأُ بعد الاثنتَيْ عشرة ركعة كلاًّ من سورة (الحمد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، وسورة (التوحيد)، وسورة (الكافرون) سبع مرّات.

وبعد ذلك تقول:

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.

ثم تقول بعد ذلك:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَقْدِ عِزِّكَ عَلَى أَرْكَانِ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى رَحْمَتِكَ مِنْ

ص: 259

كِتَابِكَ وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ وَذِكْرِكَ الأَعْلَى الأَعْلَى الأَعْلَى وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ كُلِّهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَسْأَلُكَ مَا كَانَ أَوْفَى بِعَهْدِكَ وَأَقْضَى لِحَقِّكَ وَأَرْضَى لِنَفْسِكَ وَخَيْراً لِي فِي المَعَادِ عِنْدَكَ وَالمَعَادِ إِلَيْكَ أَنْ تُعْطِيَنِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ. وتسأل حاجتك.

وتدعو بعد ذلك بما أحبَبْت.

الخامس: إحياؤها بالعبادة كما قال العلاّمة المجلسيّ.

اليوم الخامس عشر من رجب

اليوم الخامس عشر:

وهو يوم مبارك وفيه أعمال:

الأوّل: الغُسل.

زيارة الإمام الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ في النصف من رجب

الثاني: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، فعن ابن أبي نصر أنّه قال: سأَلت أبا الحسن الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ في: أي شهر نزور الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ؟ قال:في النصف من رجب والنصف من شعبان.

وله في هذا اليوم زيارتان:

الزيارة الأولى: ما تقدم من زيارته يوم العشرين من صفر يوم الأربعين وهي زيارة جابر الأنصاري ص191.

الزيارة الثانية: ما تقدم من زيارته في الليلةِ الأولى من شهر رجب الواردة عن الشيخ المفيد ص241.

صلاة سلمان رضي الله عنه في النصف من رجب

الثالث : صلاة عشر ركعات من صلاة سلمان.

وهي عشرُ ركعاتٍ يُسلِّمُ بعدَ كلِّ ركعتينِ، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، وسورة (الكافرون) ثلاثَ مرّاتٍ، فإذا سلَّم رفعَ يديهِ وقال:

ص: 260

لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

ثم يقول: إلهاً وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً .

ثم يمسح وجهه بيده ويسأل حاجته.

صلاة أخرى في النصف من رجب

الرابع:أن يُصلِّي أربع ركعات، فإذا سلّم بسط يده وقال:

اللّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ وَيا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ، أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذاهِبُ وَأَنْتَ بارِئُ خَلْقِي رَحْمَةً بِي وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الهالِكِينَ، وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلى أَعْدائِي وَلَوْلا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَفْضُوحِينَ، يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها وَمُنْشِيَ البَرَكَةِ مِنْ مَوَاضِعها يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشّمُوخِ وَالرِّفْعَةِ فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزُونَ، وَيا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ المُلُوكُ نِيرَ المَذَلَّةِ عَلى أَعْناقِهِمْ فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، أَسْأَلُكَ بِكَيْنُوِنَّيِتَك الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ فَخَلَقْتَ بِها جَمِيعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ .

وفي الحديث: ما دعا بهذا الدّعاء مكروب إِلاّ نفّس اللَّهُ كربته.

صلاة اثنتا عشرة ركعة

الخامس: صلاة اثنتَيْ عشْرةَ ركعةً.

قال الشيخ في (المصباح): روى الرّيّان بن الصَّلت قال: صام الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب، ويوم سبع وعشرين منه، وصام جميع حشمه، وأمرنا أن نصلّي الصلاة التي هي اثنتا عشْرةَ ركعةً، تسلّم بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة، فإذا فرغتَ من

ص: 261

الصلاة قرأت سورة (الفاتحة) أربعاً، وسورة (التوحيد) أربعاً، وسورة (الفلق) أربعاً، وسورة (الناس) أربعاً، و( لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ) أربعاً، و( اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ) أربعاً، و( لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ) أربعاً.

صلاة خمسون رکعة

السادس: صلاة خمسين ركعة.

قال في الإقبال وجدتها في عمل رجب بإسناد متّصل إلى النبيّ (ص): أنَّ مَن صلّى في النصف من رجب يوم الخامس عشر عند ارتفاع النهار خمسينَ ركعةً، يُسلِّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعة سورة (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّةً، وسورة (الفلق) مرّةً، وسورة (الناس) مرّة، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمّهُ، وحشر من قبره مع الشهداء ويدخل الجنّة مع النبيّين ولا يُعذَّبُ في القبرِ ويُرفَعُ عنه ضيقُ القبرِ وظلمتهُ وقامَ من قبرِهِ ووجهُهُ يتلألأُ.

عمل أم داود في النصف من رجب

السادس: عمل امّ داود

وهو أهم أعمال هذا اليوم، ومن آثاره قضاء الحوائج وكشف الكروب ودفع ظلم الظالمين، وصفته على ما أورده الشيخ في (المصباح): هي أنّ من أراد ذلك فليصم اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، فإذا كان عند الزوال من اليوم الخامس عشر اغتسل، فإذا زالت الشمس صلّى الظهر والعصر يحسن ركوعهما وسجودهما، وليكن في موضع خالٍ لا يشغله شاغل، ولا يكلّمه إنسان فإذا فرغ من الصلاة استقبل القبلة وقرأ سورة (الحمد) مائة مرّة، وسورة (التوحيد) مائة مرّة، وآية (الكرسي) عشر مرّات، ثم يقرأ بعد ذلك سورة (الأنعام)، وسورة (الإسراء)، وسورة (الكهف)، وسورة (لقمان)، وسورة (يَس)، وسورة (الصافات)، وسورة (فصلت)، وسورة (الشورى)، وسورة (الدخان)، وسورة (الفتح)، وسورة (الواقعة)، وسورة (الملك)، وسورة (القلم)، وسورة (الانشقاق)، وما بعدها إلى آخر القرآن، فإذا فرغ من ذلك قال وهو مستقبل القبلة:

ص: 262

صَدَقَ اللَّهُ العَظِيمُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ذُو الجَلالِ وَالإِكْرَامِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ البَصِيرُ الخَبِيرُ، شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قائِماً بِالقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَبَلَّغَتْ رُسَلُهُ الكِرامُ وَأَنا عَلى ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المَجْدُ وَلَكَ العِزُّ وَلَكَ الفَخْرُ وَلَكَ القَهْرُ وَلَكَ النِّعْمَةُ وَلَكَ العَظَمَةُ وَلَكَ الرَّحْمَةُ وَلَكَ المَهابَةُ وَلَكَ السُّلْطانُ وَلَكَ البَهاءُ وَلَكَ الاِمْتِنانُ وَلَكَ التَّسْبِيحُ وَلَكَ التَّقْدِيسُ وَلَكَ التَّهْلِيلُ وَلَكَ التَّكْبِيرُ وَلَكَ ما يُرى وَلَكَ مالا يُرى وَلَكَ ما فَوْقَ السَّماواتِ العُلى وَلَكَ ما تَحْتَ الثَّرى وَلَكَ الأَرَضُونَ السُّفْلى وَلَكَ الآخِرَةُ وَالأُولى وَلَكَ ما تَرْضى بِهِ مِنَ الثَّناءِ وَالحَمْدِ وَالشُّكْرِ وَالنَّعْماءِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَبْرَئِيلَ أَمِينِكَ عَلى وَحْيِكَ وَالقَوِيِّ عَلى أَمْرِكَ وَالمُطاعِ فِي سَماواتِكَ وَمَحالِّ كَراماتِكَ المُتَحَمِّلِ لِكَلِماتِكَ النَّاصِرِ لِأَنْبِيَائِكَ المُدَمِّرِ لِأَعْدَائِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مِيكائِيلَ مَلَكِ رَحْمَتِكَ وَالمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ وَالمُسْتَغْفِرِ المُعِينِ لِأَهْلِ طاعَتِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى إِسْرافِيلَ حامِلِ عَرْشِكَ وَصاحِبِ الصُّورِ المُنْتَظِرِ لِأَمْرِكَ الوَجِلِ المُشْفِقِ مِنْ خِيْفَتِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حَمَلَةِ العَرْشِ الطَّاهِرينَ وَعَلى السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ الطَّيِّبِينَ وَعَلى مَلائِكَتِكَ الكِرامِ الكاتِبِينَ وَعَلى مَلائِكَةِ الجِنانِ وَخَزَنَةِ النِّيْرانِ وَمَلَكِ المَوْتِ وَالأَعْوانِ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَبِينا آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ الَّذِي كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ وَأَبَحْتَهُ جَنَّتَكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أُمِّنا حَوَّاءَ المُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ المُصَفَّاةِ مِنَ

ص: 263

الدَّنَسِ المُفَضَّلَةِ مِنَ الإنس المُتَرَدِّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ القُدْسِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى هابِيلَ وَشِيثَ وَإِدْرِيسَ وَنُوحٍ وَهُودٍ وَصالِحٍ وَإِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَالأَسْباطِ وَلُوطٍ وَشُعَيْبٍ وَأَيُّوبَ وَمُوسى وَهارُونَ وَيُوشَعَ وَمِيشا وَالخِضْرِ وَذِي القَرْنَيْنِ وَيُونُسَ وَإِلْياسَ وَاليَسَعَ وَذِي الكِفْلِ وَطَالُوتَ وَداودَ وَسُلَيْمانَ وَزَكَريَّا وَشَعْيا وَيَحْيى وَتُورَخَ وَمَتّى وَإِرْمِيا وَحَيْقُوقَ وَدانيالَ وَعُزَيْرٍ وَعِيسى وَشَمْعُونَ وَجِرْجِيسَ وَالحَوارِيِّينَ وَالأَتْباعِ وَخالِدٍ وَحَنْظَلَةَ وَلُقْمانَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ وَبارَكْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الأَوْصِياءِ وَالسُّعَداءِ وَالشُّهَدَاءِ وَأَئِمَّةِ الهُدى، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الأَبْدالِ وَالأَوْتَادِ وَالسُّيَّاحِ وَالعُبّادِ وَالمُخْلِصِينَ وَالزُّهّادِ وَأَهْلِ الجِدِّ وَالاجْتِهادِ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ وَأَجْزَلِ كَراماتِكَ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً وَزِدْهُ فَضْلاً وَشَرَفاً وَكَرَماً حَتّى تُبَلِّغَهُ أَعْلى دَرَجاتِ أَهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَالأَفاضِلِ المُقَرَّبِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ أُسَمِّ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيائِكَ ورُسُلِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ وَأَوْصِلْ صَلَواتِي إِلَيْهِمْ وَإِلى أَرْواحِهِمْ وَاجْعَلْهُمْ إِخْوانِي فِيكَ وَأَعْوانِي عَلى دُعائِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَيْكَ وَبِكَرَمِكَ إِلى كَرَمِكَ وَبِجُودِكَ إِلى جُودِكَ وَبِرَحْمَتِكَ إِلى رَحْمَتِكَ وَبِأَهْلِ طاعَتِكَ إِلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِكُلِّ ما سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ مَسْأَلَةٍ شَرِيفَةٍ غَيْرِ مَرْدُودَةٍ وَبِما دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوةٍ مُجابَةٍ غَيْرِ مُخَيَّبَةٍ؛ يا

ص: 264

اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا حَلِيمُ يا كَرِيمُ يا عَظِيمُ يا جَلِيلُ يا مُنِيلُ يا جَمِيلُ يا كَفِيلُ يا وَكِيلُ يا مُقِيلُ يا مُجِيرُ يا خَبِيرُ يا مُنِيرُ يا مُبِيرُ يا مَنِيعُ يا مُدِيلُ يا مُحِيلُ يا كَبِيرُ يا قَدِيرُ يا بَصِيرُ يا شَكُورُ يا بَرُّ يا طُهْرُ يا طاهِرُ يا قاهِرُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ يا ساتِرُ يا مُحيطُ يا مُقْتَدِرُ يا حَفِيظُ يا مُتَجَبِّرُ يا قَرِيبُ يا وَدُودُ يا حَمِيدُ يا مَجِيدُ يا مُبْدِئُ يا مُعِيدُ يا شَهِيدُ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ يا قابِضُ يا باسِطُ يا هادِي يا مُرْسِلُ يا مُرْشِدُ يا مُسَدِّدُ يا مُعْطِي يا مانِعُ يا دافِعُ يا رافِعُ يا باقِي يا واقِي يا خَلاَّقُ يا وَهَّابُ يا تَوَّابُ يا فَتَّاحُ يا نَفَّاحُ يا مُرْتاحُ يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاحٍ يا نَفَّاعُ يا رَؤُوفُ يا عَطُوفُ يا كافِي يا شافِي يا مُعافِي يا مُكافِي يا وَفِيُّ يا مُهَيْمِنُ يا عَزِيزُ يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ يا أحَدُ يا صَمَدُ يا نُورُ يا مُدَبِّرُ يا فَرْدُ يا وِتْرُ يا قُدُّوسُ يا ناصِرُ يا مُؤْنِسُ يا باعِثُ يا وارِثُ يا عالِمُ يا حاكِمُ يا بادِي يا مُتَعالِي يا مُصَوِّرُ يا مُسَلِّمُ يا مُتَحَبِّبُ يا قائِمُ يا دائِمُ يا عَلِيمُ يا حَكِيمُ يا جَوادُ يا بارِئُ يا بَارُّ يا سارُّ يا عَدْلُ يا فاصِلُ يا دَيَّانُ يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا سَمِيعُ يا بَدِيعُ يا خَفِيرُ يا مُعِينُ يا ناشِرُ يا غافِرُ يا قَدِيمُ يا مُسَهِّلُ يا مُيَسِّرُ يا مُمِيتُ يا مُحْيِي يا نافِعُ يا رازِقُ يا مُقْتَدِرُ يا مُسَبِّبُ يا مُغِيثُ يا مُغْنِي يا مُقْنِي يا خالِقُ يا راصِدُ يا واحِدُ يا حاضِرُ يا جابِرُ يا حافِظُ يا شَديدُ يا غِياثُ يا عائِدُ يا قابِضُ، يا مَنْ عَلا فَاسْتَعْلى فَكانَ بِالمَنْظَرِ الأَعْلى يا مَنْ قَرُبَ فَدَنا وَبَعُدَ فَنَأَى وَعَلِمَ السِّرَّ وَأَخْفى يا مَنْ إِلَيْهِ التَّدْبِيرُ وَلَهُ المَقادِيرُ وَيا مَنِ العَسِيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسِيرٌ يا مَنْ هُوَ عَلى ما يَشاءُ قَدِيرٌ يا مُرْسِلَ الرِّياحِ يا فالِقَ الإِصْبَاحِ يا باعِثَ الأَرْواحِ يا ذا الجُودِ وَالسَّماحِ يا رادَّ ما

ص: 265

قَدْ فاتَ يا ناشِرَ الأَمْوَاتِ يا جامِعَ الشَّتاتِ يا رَازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ وَيا فاعِلَ ما يَشاءُ كَيْفَ يَشاءُ وَيا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا حَيُّ حِينَ لاحَيُّ يا مُحْيِيَ المَوْتَى يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ. يا إِلهِي وَسيِّدِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَفَقْرِي وَانِفْرادِي وَوَحْدَتِي وَخُضُوعِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَاعْتِمادِي عَلَيْكَ وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ أَدْعُوكَ دُعاءَ الخاضِعِ الذَّلِيلِ الخاشِعِ الخائِفِ المُشْفِقِ البائِسِ المَهينِ الحَقِيرِ الجائِعِ الفَقِيرِ العائِذِ المُسْتَجِيرِ المُقِرِّ بِذَنْبِهِ المُسْتَغْفِرِ مِنْهُ المُسْتَكِينِ لِرَبِّهِ دُعاءَ مَنْ أَسْلَمَتْهُ ثِقَتُهُ وَرَفَضَتْهُ أَحِبَّتُهُ وَعظُمَتْ فَجِيعَتُهُ، دُعاءَ حَرِقٍ حَزِينٍ ضَعِيفٍ مَهِينٍ بائِسٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ بِكَ مُسْتَجِيرٍ، اللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بأَنَّكَ مَلِيكٌ وأَنَّكَ ما تَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ وَأَنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ، وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذا الشَّهْرِ الحَرامِ والبَيْتِ الحَرامِ وَالبَلَدِ الحَرامِ وَالرُّكْنِ وَالمَقامِ وَالمَشاعِرِ العِظامِ وَبِحَقِّ نِبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، يا مَنْ وَهَبَ لآدَمَ شِيثاً وَلإِبْراهِيمَ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ وَيا مَنْ كَشَفَ بَعْدَ البَّلاءِ ضُرَّ أَيُّوبَ يا رادَّ مُوسى عَلى أُمِّهِ وَزائِدَ الخِضْرِ فِي عِلْمِهِ وَيا مَنْ وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ وَلِزَكَرِيَّا يَحْيى وَلِمَرْيَمَ عِيسى يا حافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ وَيا كافِلَ وَلَدِ أُمِّ مُوسى؛ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها وَتُجِيرَنِي مِنْ عَذابِكَ وَتُوجِبَ لِي رِضْوانَكَ وَأَمانَكَ وَإِحْسانَكَ

ص: 266

وَغُفْرانَكَ وَجِنانَكَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَفُكَّ عَنِّي كُلَّ حَلَقَةٍ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذِينِي وَتَفْتَحَ لِي كُلَّ بابٍ وَتُلَيِّنَ لِي كُلَّ صَعْبٍ وَتُسَهِّلَ لِي كُلَّ عَسِيرٍ وَتُخْرِسَ عَنِّي كُلَّ ناطِقٍ بِشَرٍّ وَتَكُفَّ عَنِّي كُلَّ باغٍ وَتَكْبِتَ عَنِّي كُلَّ عَدُوٍّ لِي وَحاسِدٍ وَتَمْنَعَ مِنِّي كُلَّ ظالِمٍ وَتَكْفِيَني كُلَّ عائِقٍ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ حاجَتِي وَيُحاوِلُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ طاعَتِكَ وَيُثَبِّطَنِي عَنْ عِبادَتِكَ، يا مَنْ أَلْجَمَ الجِنَّ المُتَمَرِّدِينَ وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطِينَ وَأَذَلَّ رِقابَ المُتَجَبِّرِينَ وَرَدَّ كَيْدَ المُتَسَلِّطِينَ عَنِ المُسْتَضْعَفِينَ؛ أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلى ما تَشاءُ وَتَسْهِيلِكَ لِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ أَنْ تَجْعَلَ قَضاءَ حاجَتِي فِيما تَشاءُ .

ثم اسجدْ على الأَرْضِ وعفِّرْ خدّيك وقُلْ: اللّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ فارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَاجْتِهادِي وَتَضَرُّعِي وَمَسْكَنَتِي وَفَقْرِي إِلَيْكَ يا رَبِّ .

واجتهدْ أنْ تَسِحَّ عيناكَ ولَوْ بِقَدَرِ رأسِ الذبابةِ دموعاً، فإنَّ ذلكَ من علامةِ الإجابةِ.

اليوم الخامس والعشرون من رجب

اليوم الخامس والعشرون:

في هذا اليوم من سنة مائة وثلاث وثمانين كانت وفاة الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ في بغداد، ولهُ منَ العمرِ خمسٌ وخمسونَ سنةً، وهو يوم تتجدّد فيهِ أحزانُ آلِ محمّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وشيعتِهم وينبغي زيارتُه عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليوم وسيأتي في البابِ الثالثِ كيفيّةُ زيارتهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ ص733.

أعمال الليلة السابعة والعشرون من رجب ليلة المبعث النبوي الشريف

الليلة السابعة والعشرون:

وهي ليلةُ المبعثِ النبوي الشريفِ وهي من الليالي المباركة وفيها أعمال:

الأوّل: قال الشيخُ في (المصباح): رُويَ عن الإمام أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ

ص: 267

قال: إنَّ في رجبَ ليلةٌ هي خيرُ للناسِ ممّا طلعتْ عليه الشمسُ، وهي ليلةُ السابعِ والعشرينَ منهُ نُبِّيَ رسولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في صبيحتِها، وإنَّ للعاملِ فيها من شيعتِنا مثلَ أجرِ عملِ ستينَ سنةً.

صلاة ليلة المبعث

قيل: وما العملُ فيها؟ قال: إذا صلَّيتَ العشاءَ ثمَّ أخذتَ مضجَعَكَ ثم استيقظتَ أيَّ ساعةٍ من ساعاتِ الليلِ كانتْ قبلَ منتصفِهِ صلّيتَ اثنتَيْ عشْرةَ ركعةً، تُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتينِ، تقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد)، وسورة خفيفة من المفصّل، والمفصّلُ هو من سورةِ (محمّد) صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إلى آخر القرآن، فإذا فرغْتَ مِنَ السلام بعد كلِّ ركعتين، تقرأ سورةَ (الحمد)، وسورةَ (الفلق)، وسورةَ (الناس)، وسورةَ (التوحيد)، وسورةَ (الكافرون)، وسورةَ (القدر)، وآية (الكرسي)، كلاًّ منها سبعاً وتقول بعد ذلك كلّه؛

الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ عِزِّكَ عَلى أَرْكانِ عَرْشِكَ وَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَعْظَمِ وَذِكْرِكَ الأَعْلى الأَعْلى الأَعْلى وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ .

ثم ادعُ بما شئت.

الثاني: الغُسل في هذه الليلة.

صلاة ثانية ليلة المبعث

الثالث: قد مرّت عند ذكر ليلة النصف من رجب صلاةٌ تُصلّى أيضاً في هذه الليلة وهي اثنتَا عَشْرةَ ركعةً، تُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتينِ، تقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد)، وسورة، فإذا فرغتَ من الصلاة كلِّها قرأتَ سورةَ (الحمد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، وسورة (التوحيد)، و آية (الكرسي)، أربع مرّات، وتقول بعد ذلك:

ص: 268

سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أربع مرّات.

ثم تقول:

اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَما شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .

وقال ابنُ أبي عُمَيْرٍ وفي رواية أُخرى: تقرأ بعدَ الاثنتَيْ عشْرةَ ركعة سورةَ (الحمد)، وسورةَ (الفلق)، وسورةَ (الناس)، وسورةَ (التوحيد)، وسورةَ (الكافرون)، سَبع مرّاتٍ.

وبعد ذلكَ تقولُ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.

ثم تقولُ بعدَ ذلكَ:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَقْدِ عِزِّكَ عَلَى أَرْكَانِ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى رَحْمَتِكَ مِنْ كِتَابِكَ وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَذِكْرِكَ الأَعْلَى وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ كُلِّهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَسْأَلُكَ مَا كَانَ أَوْفَى بِعَهْدِكَ وَأَقْضَى لِحَقِّكَ وَأَرْضَى لِنَفْسِكَ وَخَيْراً لِي فِي المَعَادِ عِنْدَكَ وَالمَعَادِ إِلَيْكَ أَنْ تُعْطِيَنِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ... وتدعو بعدَ ذلكَ بما أحبَبْتَ.

الرابع: زيارةُ الإمام أميرِ المؤمنينَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وهي أفضلُ أعمالِ هذهِ الليلةِ، وله عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذهِ الليلةِ زياراتٌ ثلاثٌ.

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ في ليلة المبعث الأولى

الزيارة الأولى : الزيارَةُ الرَجَبِيّةُ:

وقد تقدّمتْ في أعمالِ شهرِ رجب العامّةِ، وهيَ زيارةٌ يُزارُ بها كلٌّ منَ المشاهدِ المشرّفةِ في شهرِ رجب وقد عدَّها صاحبُ كتابِ (المزار القديم)

ص: 269

والشيخ محمّد بن المشهديّ من زيارات ليلة المبعث المخصوصة، وقالا: صلِّ بعدَها للزيارةِ ركعتيْن، ثم ادعُ بما شئتَ وقد تقدَّمتْ ص235.

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ في ليلة المبعث الثانية

الزيارة الثانية : زيارة السلام على أبي الأئمّة

وهي زيارة صفوان الجمّال لأمير المؤمنين. كما رواها في البحار:

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الأَئِمَّةِ، وَمَعْدِنَ الْوَحْيِ وَالنُّبُوَّةِ، وَالْمَخْصُوصَ بِالأُخُوَّةِ، السَّلامُ عَلَى يَعْسُوبِ الدِّينِ والإِيمَانِ، وَكَلِمَةِ الرَّحْمانِ، وَكَهْفِ الأَنَامِ، السَّلاَمُ عَلَى مِيزَانِ الأعْمَالِ ومُقَلِّبِ الأَحْوَالِ وَسَيْفِ ذِي الْجَلاَلِ، السَّلاَمُ عَلَى صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَالْحَاكِمِ يَوْمَ الدِّينِ، السَّلاَمٌ عَلَى شَجَرَةِ التَّقْوَى، وَسَامِعِ السّرِّ وَالنَّجْوَى، وَمُنْزِلِ المَنِّ والسَّلْوَى، السَّلاَمُ عَلَى حُجَّةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ، وَنِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ، السَّلاَمُ عَلَى إِسْرَائِيلَ الأُمَّةِ، وَبَابِ الرَّحْمَةِ وَأَبِي الأَئِمَّةِ، السَّلاَمُ عَلَى صِراطِ اللَّهِ الْواضِحِ، وَالنَّجْمِ اللاَّئِحِ، وَالإِمامِ النَّاصِحِ، وَالزَّنادِ القَادِحِ، السَّلامُ عَلَى وَجْهِ اللَّهِ الَّذِي مَنْ آمَنَ بِهِ أَمِنَ، السَّلامُ عَلَى نَفْسِ اللَّهِ تَعَالَى القَائِمَةِ فِيهِ بِالسُّنَنِ، وَعَيْنِهِ الَّتِي مَنْ عَرَفَهَا يَطْمَئِنُّ، السَّلامُ عَلَى أُذُنِ اللَّهِ الوَاعِيَةِ فِي الأُمَمِ، ويَدِهِ البَاسِطَةِ بِالنِّعَمِ، وَجَنْبِهِ الَّذي مَنْ فَرَّطَ فِيهِ نَدِمَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ مُجَازِيَ الخَلْقِ، وَشَافِعُ الرِّزْقِ، وَالْحَاكِمُ بِالْحَقِّ، بَعَثَكَ اللَّهُ عَلَماً لِعِبَادِهِ، فَوَفَيْتَ بِمُرَادِهِ، وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمْ وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْكُمْ، فَالْخَيرُ مِنْكَ وَإِلَيْكَ، عَبْدُكَ الزَّائِرُ لِحَرَمِكَ، اللاَّئِذُ بِكَرَمِكَ، الشَّاكِرُ لِنِعَمِكَ، قَد هَرَبَ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَرَجاكَ لِكَشْفِ كُرُوبِهِ فَأَنْتَ سَاتِرُ عُيُوبِهِ، فَكُنْ لِي إِلَى اللَّهِ سَبِيلاً، وَمِنَ النَّارِ مُقِيلاً، وَلِمَا أَرْجُو فِيكَ

ص: 270

كَفِيلاً أَنْجُو نَجَاةَ مَنْ وَصَلَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ، وَسَلَكَ بِكَ إِلَى اللَّهِ سَبِيلاً فَأَنْتَ سَامِعُ الدُّعاءِ وَوَلِيُّ الجَزَاءِ، عَلَيْنَا مِنْكَ التسَّلاَمُ، وأَنْتَ السيِّدُ الكَرِيمُ وَالإِمامُ العَظِيمُ، فَكُنْ بِنَا رَحِيماً يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، والسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ في ليلة المبعث الثالثة

الزيارة الثالثة : زيارة أوردها الشيخُ المفيدُ والسيّدُ والشهيدُ بهذهِ الكيفيّةِ: إذا أردتَ زيارةَ الأميرِ عَلَیْهِ السَّلَامُ في ليلةِ المبعثِ أو يومهِ فقفْ على بابِ القُبَّةِ الشريفةِ مقابلَ قبرهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ وقُلْ:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ وَأَنَّ الأَئِمَّةَ الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجُ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ .

ثم ادخلْ وقفْ عند القبرِ مستقبلاً القبرَ، والقبلةُ وراءَ ظهركَ وقُلْ: ( اللَّهُ أَكْبَرُ ) مائةَ مرّةٍ ثم قُلْ:

السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ آدَمَ خَلِيفَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ نُوحٍ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عِيْسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ رُسُلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إِمامَ المُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا سَيِّدَ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عِلْمِ الأوّلِينَ وَالآخِرِينَ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَبَأُ العَظِيمُ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الصِّراطُ المُسْتَقِيمُ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها المُهَذَّبُ الكَرِيمُ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الوَصِيُّ التَّقِيُّ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ،

ص: 271

السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها البَدْرُ المُضِيءُ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الفارُوقُ الأعْظَمُ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إِمامَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَلَمَ التُّقى، السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيكَ يا خاصَّةَ اللَّهِ وَخالِصَتَهُ وَأَمِينَ اللَّهِ وَصَفْوَتَهُ وَبابَ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ وَمَعْدِنَ حُكْمِ اللَّهِ وَسِرَّهُ وَعَيْبَةَ عِلْمِ اللَّهِ وَخازِنَهُ وَسَفِيرَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَبَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُ اللَّهِ وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَنَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صابِراً مُحْتَسِباً مُجاهِداً عَنْ دِينِ اللَّهِ مُوَقِّياً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ طالِباً ما عِنْدَ اللَّهِ راغِباً فِيما وَعَدَ اللَّهُ وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، فَجَزاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإسلامِ وَأَهْلِهِ مِنْ صِدِّيقٍ أَفْضَلَ الجَزاءِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ أَوَّلَ القَوْمِ إِسْلاماً وَاَخْلَصَهُمْ إِيماناً وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً وَأَخْوَفَهُمْ للَّهِ وَأَعْظَمَهْم عَناءً وَأَحْوَطَهُمْ عَلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَأَفْضَلَهُمْ مَناقِبَ وَأَكْثَرَهُمْ سَوابِقَ وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وَأَكْرَمَهُمْ عَليْهِ؛ فَقَوِيْتَ حِينَ وَهَنُوا وَلَزَمْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً لَمْ تُنازَعْ بِرَغْمِ المُنافِقِينَ وَغَيْظِ الكافِرِينَ وَضِغْنِ الفاسِقِينَ وَقُمْتَ بِالأمْرِ حِينَ فَشِلُوا وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، فَمَنْ اتَّبَعَكَ فَقَدْ اهْتَدى، كُنْتَ أَوَّلَهُمْ كَلاماً وَأَشَدَّهُمْ خِصاماً وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً وأَسَدَّهُمْ رَأْياً وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً وَأَكْثَرَهُمْ

ص: 272

يَقِيناً وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً إِذْ صارُوا عَلَيكَ عِيالاً فَحَمَلْتَ أَثْقالَ ما عَنْهُ ضَعُفُوا وَحَفِظْتَ ما أَضاعُوا وَرَعَيْتَ ما أَهْمَلُوا وَشَمَّرْتَ إِذْ جَبَنُوا وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، كُنْتَ عَلى الكافِرِينَ عَذاباً صَبّاً وَغِلْظَةً وَغَيْظاً وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثاً وَخِصْباً وَعِلْماً، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، كُنْتَ كَالجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ العَواصِفُ وَلا تُزِيلُهُ القَواصِفُ. كُنْتَ كَما قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: قَوِيّاً فِي بَدَنِكَ مُتَواضِعاً فِي نَفْسِكَ عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ كَبِيراً فِي الأَرضِ جَلِيلاً فِي السَّمَاءِ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ وَلا لِقائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ وَلا لِخَلْقٍ فِيكَ مَطْمَعٌ وَلا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوادَةٌ يُوجَدُ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيّاً عَزِيزاً حَتّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ وَالقَوِيُّ العَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفاً حَتّى تَأْخُذَ مِنْهُ الحَقَّ، القَرِيبُ وَالبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذلِكَ سَواءٌ، شَأْنُكَ الحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَعَزْمٌ وَرأْيُكَ عِلْمٌ وَحَزْمٌ. اعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ وَسَهُلَ بِكَ العَسِيرُ وَأُطْفِأَتْ بِكَ النِّيرانُ وَقَوِيَ بِكَ الإيمانُ وَثَبَتَ بِكَ الإسْلامُ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأنامُ، فَإِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إإِلَيْهِ راجِعُونَ. لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ خالَفَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرى عَلَيكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَغَصَبَكَ حَقّكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، إِنَّا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بُراءُ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خالَفَتْكَ وَجَحَدَتْ وِلايَتَكَ وَتَظاهَرَتْ عَلَيكَ وَقَتَلَتْكَ وَحادَتْ عَنْكَ وَخَذَلَتْكَ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْواهُمْ وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْرُودُ. أَشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِالبَلاغِ وَالأَداءِ،

ص: 273

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ جَنْبُ اللَّهِ وَبابُهُ وَأَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ وَوَجْهُهُ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتى وَأَنَّكَ سَبِيلُ اللَّهِ وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؛ أَتَيْتُكَ زائِراً لِعَظِيمِ حالِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِزِيارَتِكَ راغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفاعَةِ، أَبْتَغِي بِشَفاعَتِكَ خَلاصَ نَفْسِي مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ هارِباً مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْرِي فَزِعاً إِلَيْكَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبِّي، أَتَيْتُكَ أَسْتَشْفِعُ بِكَ يا مَوْلايَ إِلَى اللَّهِ وَأَتَقَرَّبُ بِكَ إِلَيْهِ لِيَقْضِيَ حَوائِجِي فَاشْفَعْ لِي يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلاكَ وَزائِرُكَ وَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ المَقامُ المَعْلُومُ وَالجاهُ العَظِيمُ وَالشَّأْنُ الكَبِيرُ وَالشَّفاعَةُ المَقْبُولَةُ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى عَبْدِكَ وَأَمِينِكَ الأَوْفى وَعُرْوَتِكَ الوُثْقى وَيَدِكَ العُلْيا وَكَلِمَتِكَ الحُسْنى وَحُجَّتِكَ عَلى الوَرى وَصِدِّيقِكَ الأَكْبَرِ، سَيِّدِ الأَوْصِيَاءِ وَرُكْنِ الأَوْلِياءِ وَعِمادِ الأصْفِياءِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَيَعْسُوبِ المُتَّقِينَ وَقُدْوَةِ الصِّدِّيقِينَ وَإِمامِ الصَّالِحِينَ، المَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ وَالمَفْطُومِ مِنَ الخَلَلِ وَالمُهَذَّبِ مِنَ العَيْبِ وَالمُطَهَّرِ مِنَ الرَّيْبِ، أَخِي نَبِيِّكَ وَوَصِيِّ رَسُولِكَ وَالبائِتِ عَلى فِراشِهِ وَالمُواسِي لَهُ بِنَفْسِهِ وَكاشِفِ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ الَّذِي جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبوَّتِهِ وَمُعْجِزاً لِرِسالَتِهِ وَدَلالَةً وَاضِحَةً لِحُجَّتِهِ وَحامِلاً لِرايَتِهِ وَوِقايَةً لِمُهْجَتِهِ وَهادياً لأُِمَّتِهِ وَيَداً لِبَأْسِهِ وَتاجاً لِرَأْسِهِ وَباباً لِنَصْرِهِ وَمِفْتاحاً لِظَفَرِهِ، حَتّى هَزَمَ جُنُودَ الشِّرْكِ بَأَيْدِكِ وَأَبادَ عَساكِرَ الكُفْرِ بِأَمْرِكَ وَبَذَلَ نَفْسَهُ فِي مَرْضاتِكَ وَمَرْضاةِ رَسُولِكَ وَجَعَلَها وَقْفاً عَلى طاعَتِهِ وَمِجَنّاً دُونَ نَكْبَتِهِ، حَتّى فاضَتْ نَفْسُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِي كَفِّهِ وَاسْتَلَبَ بَرْدَها وَمَسَحَهُ عَلى وَجْهِهِ وَأَعانَتْةُ مَلائِكَتُكَ

ص: 274

عَلى غُسْلِهِ وَتَجْهِيزِهِ وَصَلّى عَلَيْهِ وَوَارَى شَخْصَهُ وَقَضَى دَيْنَهُ وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ وَلَزِمَ عَهْدَهُ وَاحْتَذى مِثالَهُ وَحَفِظَ وَصِيَّتَهُ. وَحِينَ وَجَدَ أَنْصاراً نَهَضَ مُسْتَقِلاًّ بِأَعْباءِ الخِلافَةِ مُضْطَلِعاً بِأَثْقالِ الإِمامةِ فَنَصَبَ رايَةَ الهُدى فِي عِبادِكَ وَنَشَرَ ثَوْبَ الأَمْنِ فِي بِلادِكَ وَبَسَطَ الَعْدَلَ فِي بَرِيَّتِكَ وَحَكَمَ بِكِتابِكَ فِي خَلِيقَتِكَ وَأَقامَ الحُدُودَ وَقَمَعَ الجُحُودَ وَقَوَّمَ الزَّيْغَ وَسَكَّنَ الغَمْرَةَ وَأَبادَ الفَتْرَةَ وَسَدَّ الفُرْجَةَ وَقَتَلَ النَّاكِثَةَ وَالقاسِطَةَ وَالمارِقَةَ، وَلَمْ يَزَلْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَوَتِيرَتِهِ وَلُطْفِ شاكِلَتِهِ وَجَمالِ سِيرَتِهِ، مُقْتَدِياً بِسُنَّتِهِ مُتَعَلِّقاً بِهِمَّتِهِ مُباشِراً لِطَريِقَتِهِ وَأَمْثِلَتُهُ نَصْبُ عَيْنَيْهِ يَحْمِلُ عِبادَكَ عَلَيْها وَيَدْعُوهُمْ إِلَيْها إِلى أَنْ خُضِّبَتْ شَيْبَتُهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ. اللّهُمَّ فَكَما لَمْ يُؤْثِرْ فِي طاعَتِكَ شَكّاً عَلى يَقِينٍ وَلَمْ يُشْرِكْ بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ؛ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً يَلْحَقُ بِها دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ فِي جَنَّتِكَ وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ الجَسِيمِ بَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم قبِّل الضريح وضع خدَّكَ الأيمنَ عليهِ ثمَّ الأيسرَ ومِلْ إلى القبلةِ وصلِّ صلاةَ الزيارة وادْعُ بما بدا لكَ بعدَها وقُلْ بعدَ تسبيحِ الزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ:

اللّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِي عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقُلْتَ: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ، اللّهُمَّ وَإِنِّي مُؤْمِنٌ بِجَمِيعِ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ فَلا تَقِفْنِي بَعْدَ مَعِرَفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِي فِيهِ عَلى رِؤُوسِ الأَشْهَادِ بَلْ قِفْنِي مَعَهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلى التَّصْدِيقِ بِهِمْ، اللّهُمَّ وَأَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَأَمَرْتَنِي باتِّباعِهِم، اللّهُمَّ وَإِنِّي عَبْدُكَ وَزائِرُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِزِيارَةِ أَخِي رَسُولِكَ وَعَلى كُلِّ

ص: 275

مَأْتِيٍّ وَمَزُورٍ حَقٌّ لِمَنْ أَتاهُ وَزارَهُ وَأَنْتَ خَيْرُ مَأتِيٍّ وَأَكْرَمُ مَزُورٍ فَأَسْأَلُكَ يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا جَوادُ يا ماجِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَلَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ مِنْ زِيارَتِي أَخا رَسُولِكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُسارِعُ فِي الخَيْراتِ وَيَدْعُوكَ رَغَباً وَرَهَباً وَتَجْعَلَنِي لَكَ مِنَ الخاشِعِينَ. اللّهُمَّ إِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيارَةِ مَوْلايَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَوِلايَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَيَنْتَصِرُ بِهِ وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ لِدِينِكَ، اللّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَتِهِ وَتَوَفَّنِي عَلى دِينِهِ، اللّهُمَّ أَوْجِبْ لِي مِنَ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ وَالمَغْفِرَةِ وَالإحْسانِ وَالرِّزْقِ الواسِعِ الحَلالِ الطَيِّبِ ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ.

فإذا أردتَ ودَاعَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فقِفْ عليهِ وقُلْ:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا تَاجَ الأَوْصِيَاءِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الأَنْبِيَاءِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَأْسَ الصِّدِّيقِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَابَ الأَحْكَامِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رُكْنَ المَقَامِ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُوْلِ وَبِمَا جاءَ بِهِ وَدَعا إِلَيْهِ وَدَلَّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، اللَّهُمَّ فَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيّاهُ وَلاَ تَحْرِمْنِي ثَوابَ مَنْ زَارَهُ وَاسْتَعْمِلْنِي بِالَّذِي افْتَرَضْتَ لَهُ عَلَيَّ وَارْزُقْنِي العَوْدَ إِلَيْهِ فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمْ أَعْلامُ الْهُدَى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَالْكَلِمَةُ العُلْيَا وَالحُجَّةُ العُظْمَى وَالنُّجُومُ العُلَى وَالعُذْرُ البَالِغُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ رَدَّ ذَلِكَ أَسْفَلَ دَرَكِ الجَحِيمِ، اللَّهُمَّ

ص: 276

وَاجْعَلْنِي مِنْ وَفْدِهِ المُبَارَكِينَ وَزُوَّارِهِ المُخْلِصِينَ وَشِيعَتِهِ الصَّادِقِينَ وَمَوَالِيهِ المَيَامِينَ وَأَنْصَارِهِ المُكَرَّمِينَ وَأَصْحَابِهِ المُؤَيَّدِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَكْرَمَ وَافِدٍ وَأَفْضَلَ وَارِدٍ وَأَنْيَلَ قَاصِدٍ قَصْدَكَ إِلَى هَذا الحَرَمِ الكَرِيمِ وَالمَقَامِ العَظِيمِ وَالمَنْهَلِ الجَلِيلِ الَّذِي أَوْجَبْتَ فِيهِ غُفْرَانَكَ وَرَحْمَتَكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ أَنَّ الَّذِي سَكَنَ هذَا الرَّمْسَ وَهذا الضَّرِيحَ طُهْرٌ مُقَدَّسٌ مُنْتَجَبٌ وَصِيٌّ مَرْضِيٌّ، طُوبَى لَكِ مِنْ تُرْبَةٍ ضَمِنْتِ كَنْزاً مِنَ الخَيْرِ وَشِهَاباً مِنَ النُّوْرِ وَيَنْبُوعَ الحِكْمَةِ وَعَيْناً مِنَ الرَّحْمَةِ وَمَبْلَغَ الحُجَّةِ، أَنَا أَبْرَأُ إِلى اللَّهِ مِنْ قَاتِلِكَ وَالنَّاصبِينَ وَالمُعِينِينَ عَلَيْكَ وَالمُحَارِبِينَ لَكَ، اللَّهُمَّ ذَلِّلْ قُلُوبَنا لَكَ بِالطَّاعَةِ وَالْمُناصَحَةِ وَالْمُوالاةِ وَحُسْنِ الْمُؤازَرَةِ وَالتَّسْلِيمِ حَتَّى نَسْتَكْمِلَ بِذلِكَ طاعَتَكَ وَنَبْلُغْ بِهِ مَرْضَاتِكَ وَنَسْتَوْجِبُ ثَوَابَكَ وَرَحْمَتَكَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنا لِكُلِ مَقامٍ مَحْمُودٍ وَاقْلُبْنِي مِنْ هذَا الحَرَمِ لِكُلِّ خَيْرٍ مَوْجُودٍ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ أُوَدِّعُكَ يَا مَوْلاَيَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَدَاعَ مَحْزُوْنٍ عَلَى فِرَاقِكَ لاَ جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ عَهْدِي مِنْكَ وَلاَ زِيَارَتِي لَكَ إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ وَالسَلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

ثم استقبِل القبلةَ وابْسطْ يديكَ وقُلْ:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْ عَنّا الوصِيَّ الخَليفةَ وَالدَّاعِي إِلَيْكَ وَإِلَى دَارِ السَّلام صِدِّيقَكَ الأَكْبَرَ فِي الإِسْلامِ وَفارُوقَكَ بَيْنَ الحَقِّ وَالباطِلِ وَنُورَكَ الظَّاهِرَ وَلِسَانَكَ النَّاطِقَ بِأَمْرِكَ بِالْحَقِّ المُبِينِ وَعُرْوَتَكَ الوُثْقَى وَكَلِمَتَكَ العُلْيا وَوَصِيَّ رَسُولِكَ المُرْتَضَى عَلَمَ الدِّينِ وَمَنَارَ المُسْلِمِينَ وَخاتَمَ الوَصِيِّينَ وَسَيِّدَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرَ

ص: 277

المُؤْمِنِينَ وَإِمَامَ المُتَّقِينَ وَقَائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ صَلاَةً تَرْفَعُ بِهَا ذِكْرَهُ وَتُحْيِي بِهَا أَمْرَهُ وتُظْهِرُ بِها دَعْوَتَهُ وَتَنْصُرُ بِهَا ذُرِّيَّتَهُ وَتُفْلِجُ بِها حُجَّتَهُ وَتُعْطِيهِ بَصِيرَتَهُ اللَّهُمَّ وَاجْزِهِ عَنّا خَيْرَ جَزَاءِ المُكْرَمِينَ وَاعْطِهِ سُؤْلَهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ فَإِنّا نَشْهَدُ أنَّهُ قَدْ نَصَحَ لِرَسُولِكَ وَهَدَى إِلَى سَبِيلِكَ وَقَامَ بِحَقِّكَ وَصَدَعَ بِأَمْركَ وَلَمْ يَجُرْ فِي حُكْمِكَ وَلَمْ يَدْخُلْ فِي ظُلْمٍ وَلْمْ يَسْعَ فِي إِثْمٍ وَأَنَّهُ أخُو رَسُولِكَ وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ وَنَصَرَهُ وَأَنَّهُ وَصِيُّهُ وَوَارثُ عِلْمِهِ وَمَوْضِعُ سِرِّهِ وأَحَبُّ الخَلْقِ إِلَيْهِ فَأَبْلِغْهُ عَنّا السَّلامَ وَرُدَّ عَلَيْنَا مِنْهُ السَّلامَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء ليلة المبعث

الخامس:دعاء ليلة المبعث:

قال الكفعميّ في كتاب (البلد الأمين)، أدعُ في ليلة المبعث ويومه بهذا الدّعاء:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالتَجَلِّي الأَعْظَمِ فِي هذِهِ اللَيْلَةِ مِنَ الشَّهْرِ المُعَظَّمِ وَالمُرْسَلِ المُكَرَّمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَغْفِرَ لَنا ما أَنْتَ بِهِ مِنَّا أَعْلَمُ يا مَنْ يَعْلَمُ وَلا نَعْلَمُ، اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي لَيْلَتِنا هذِهِ الَّتِي بِشَرَفِ الرِّسالَةِ فَضَّلْتَها وَبِكَرامَتِكَ أَجْلَلْتَها وَبِالمَحَلِّ الشَّرِيفِ أَحْلَلْتَها اللّهُمَّ فَإَنَّا نَسأَلُكَ بِالمَبْعَثِ الشَّرِيفِ وَالسَيِّدِ اللَّطِيفِ وَالعُنْصُرِ العَفِيفِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَجْعَلَ أَعْمالَنا فِي هذِهِ اللَيْلّةِ وَفِي سائِرِ اللَيالِي مَقْبُولَةً وَذُنُوبَنا مَغْفُورَةً وَحَسَناتِنا مَشْكُورَةً وَسيِّئاتِنا مَسْتُورَةً وَقُلُوبَنا بِحُسْنِ القَوْلِ مَسْرُورَةً وَأَرْزاقَنا مِنْ لَدُنْكَ باليُسْرِ مَدْرُورَةً، اللّهُمَّ إِنَّكَ تَرى وَلا تُرى وَأَنْتَ بِالمَنْظَرِ الأَعْلى وَإِنَّ إِلَيْكَ الرُّجْعى وَالمُنْتَهى وَإِنَّ لَكَ المَماتَ وَالمَحْيا وَإِنَّ لَكَ الآخِرَةَ وَالأوّلى، اللّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى

ص: 278

وَأَنْ نَأْتِيَ ما عَنْهُ تَنْهى، اللّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَنَسْتَعِيذُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَعِذْنا مِنْها بِقُدْرَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ مِنَ الحُورِ العِينِ فَارْزُقْنا بِعِزَّتِكَ وَاجْعَلْ أَوْسَعَ أَرْزاقِنا عِنْدَ كِبَرِ سِنِّنا وَأَحْسَنَ أَعْمالِنا عِنْدَ اقْتِرابِ آجالِنا، وَأَطِلْ فِي طاعَتِكَ وَما يُقَرِّبُ إِلَيْكَ وَيُحْظى عِنْدَكَ وَيُزْلِفُ لَدَيْكَ أَعْمارَنا وَأَحْسِنْ فِي جَميعِ أَحْوالِنا وَأُمُورِنا مَعْرِفَتَنا وَلا تَكِلْنا إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَيَمُنَّ عَلّيْنا وَتَفَضَّلْ عَلَيْنا بِجَمِيعِ حَوائِجِنا لِلْدُنْيا وَالآخرةِ وَابْدأْ بآبائِنا وَأَبْنائِنا وَجَمِيعِ إِخْوانِنا المُؤْمِنِينَ فِي جَمِيعِ ما سَأَلْناكَ لأَنْفُسِنا يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ وَمُلْكِكَ القَدِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لَنا الذَّنْبَ العَظِيمَ إِنَّهُ لا يَغْفِرُ العَظِيمَ إِلاّ العَظِيمُ، اللّهُمَّ وَهذا رَجَبٌ المُكَرَّمُ الَّذِي كَرَّمْتَنا بِهِ أَوَّلَ أَشْهُرِ الحَرامِ أَكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا ذا الجُودِ وَالكَرَمِ، فَأَسأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَجَلِّ الأَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَأَنْ تَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالآمِلِينَ فِيهِ لِشَفاعَتِكَ، اللّهُمَّ اهْدِنا إِلى سَواءِ السَّبِيلِ وَاجْعَلْ مَقِيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ وَمُلْكٍ جَزِيلٍ فَإنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ، اللّهُمَّ اقْلِبْنا مُفْلِحِينَ مُنْجِحِينَ غَيْرَ مَغْضُوبٍ عَلَيْنا وَلا ضالِّينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَبِواجِبِ رَحْمَتِكَ السَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ، اللّهُمَّ دَعاكَ الدَّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ وَسَأَلَكَ السَّائِلُونَ وَسَأَلْتُكَ وَطَلَبَ إِلَيْكَ

ص: 279

الطالِبُونَ وَطَلَبْتُ إِلَيْكَ، اللّهُمَّ أَنْتَ الثِّقَةُ وَالرَّجاءُ وَإِلَيْكَ مُنْتَهى الرَّغْبَةِ وَالدُّعاءِ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ اليَقِينَ فِي قَلْبِي وَالنُّورَ فِي بَصَرِي وَالنَّصِيحَةَ فِي صَدْرِي وَذِكْرَكَ بِالليْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِسانِي وَرِزْقاً وَاسِعاً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَلا مَحْظُورٍ فَارْزُقْنِي وَبارِكْ لِي فِيما رَزَقْتَنِي وَاجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي وَرَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم اسجدْ وقُلْ: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانا لِمَعْرِفَتِهِ وَخَصَّنا بِولايَتِهِ وَوَفَّقَنا لِطاعَتِهِ .

ثم قُلْ: (شُكْراً شُكْراً ) مائةَ مرّةٍ.

ثم ارفعْ رأسَكَ من السجودِ وقُلْ:

اللّهُمَّ إِنِّي قَصَدْتُكَ بِحاجَتِي وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْكَ بِمَسْأَلَتِي وَتَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِأَئِمَّتِي وَسادَتِي، اللّهُمَّ انْفَعْنا بِحُبِّهِمْ وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُمْ وَأَدْخِلْنا الجَنَّةَ فِي زُمْرَتِهمْ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

أعمال اليوم السابع والعشرون من رجب يوم المبعث النبوي الشريف

اليوم السابع والعشرون:

وهوَ يومُ المبعثِ الشريفِ، وهو عيدٌ من الأعيادِ العظيمةِ وفيه كانتْ بعثةُ النبيِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وهبوطُ جبرئيلِ عليه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بالرسالةِ، ومن الأعمالِ الواردةِ فيه:

الأوّل: الغُسل.

الثاني: الصيام، وهذا اليوم أحدُ الأيامِ الأَرْبعةِ التي خُصَّت بالصيامِ بينَ أيّام السنة، ويعدلُ صومَ هذا اليومِ صيامَ سبعينَ سنةً.

الثالث: الإكثارُ من الصلاةِ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ.

زيارة النبيّ الأكرم صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ والإمام أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ يوم المبعث

الرابع:زيارة النبيّ وزيارة أمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام، وقد تقدّمت

ص: 280

زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عن بعد ص193، وزيارات الأمير الثلاث في ليلة المبعث ص269. وسيأتي في الباب الثالث زيارة النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في المدينة ص691.

صلاة إثنا عشرة ركعة يوم المبعث

الخامس: قال الشيخ في (المصباح): روى الرّيان بن الصَّلت قال: صام الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ لما كان ببغداد يوم النصف من رجب، ويوم سبع وعشرين منه، وصام جميع حشمه وأمرنا أن نصلي الصلاة التي هي اثنتا عشْرةَ ركعةً، تسلّم بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) وسورة، فإذا فرغتَ من الصلاة قرأت سورة (الفاتحة) أربعاً، وسورة (التوحيد) أربعاً، وسورة (الفلق) أربعاً، وسورة (الناس) أربعاً، و( لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا حَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ) أربعاً، و( اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ) أربعاً، و( لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) أربعاً.

صلاة إثنا عشرة ركعة أخرى يوم المبعث

السادس: روى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسين بن روح (رضي الله عنه) قال: تصلّي في هذا اليوم اثنتَيْ عشْرةَ ركعةَ، تُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) وما تيسّرَ من السور، وتتشهّد وتسلّم وتجلس، وتقول بين كلّ ركعتين:

الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً، يا عُدَّتِي فِي مُدَّتِي يا صاحِبي فِي شِدَّتِي يا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي يا غِياثِي فِي رَغْبَتِي يا نَجاحِي فِي حاجَتِي يا حافِظِي فِي غَيْبَتِي يا كافِيَّ فِي وَحْدَتِي يا أُنْسِي فِي وَحْشَتِي، أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي فَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ المُقِيلُ عَثَرتِي فَلَكَ الحَمْدُ، وَأَنْتَ المُنْعِشُ صَرْعَتِي فَلَكَ الحَمْدُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَتِي وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي فِي أَصْحابِ الجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ .

ص: 281

فإذا فرغتَ من الصلاةِ والدّعاءِ قرأتَ كلاًّ من سورة (الفاتحة)، وسورة (التوحيد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، وسورة (الكافرون)، وسورة (القدر)، وآية (الكرسي)، سبع مرّات، ثم تقول:

لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ سبعَ مرّاتٍ.

ثم تقول: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً سبعَ مرّاتٍ.

وتدعو بما أحبَبْتَ.

دعاء يوم المبعث

السابع:دعاء يوم المبعث:

في (مصباح المتهجّد) أنّه يُستحبُّ الدّعاءُ في هذا اليومِ بهذا الدّعاء:

يا مَنْ أَمَرَ بِالعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ وَضَمَّنَ نَفْسَهُ العَفْوَ وَالتَّجاوُزَ يا مَنْ عَفا وَتَجاوَزَ اعْفُ عَنِّي وَتَجاوَزْ يا كَرِيمُ، اللّهُمَّ وَقَدْ أَكْدى الطَّلَبُ وَأَعْيَتِ الحِيلَةُ وَالمَذْهَبُ وَدَرَسَتِ الآمَالُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ إِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إِلَيْكَ مُشْرَعَةً وَمَناهِلَ الرَّجاءِ لَدّيْكَ مُتْرَعَةً وَأبْوابَ الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَهً وَالاِسْتِعانَةَ لِمَنْ اسْتَعانَ بِكَ مُباحَةً، وَأعْلَمُ أَنَّكَ لِداعِيكَ بِمَوْضِعِ إِجابَةٍ وَلِلْصَّارِخِ إِلَيْكَ بِمِرْصَدِ إِغاثَةٍ وَأَنَّ فِي اللَّهَفِ إِلى جُودِكَ وَالضَّمانِ بِعِدَتِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ الباخِلِينَ وَمَنْدُوحَةً عَمَّا فِي أَيْدِي المُسْتَأْثِرِينَ، وَأَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ الأعْمالُ دُونَكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَفْضَلَ زادِ الرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرادَةٍ يَخْتارُكَ بِها وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الإِرَادَةِ قَلْبِي، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعاكَ بِها راجٍ بَلَّغْتَهُ أَمَلَهُ أَوْ صارِخٍ إِلَيْكَ أَغَثْتَ صَرْخَتَهُ أَوْ مَلْهُوفٍ مَكْرُوبٍ فَرَّجْتَ كَرْبَهُ أَوْ مُذْنِبٍ خاطِئٍ غَفَرْتَ لَهُ أَوْ

ص: 282

مُعافىً أَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ أَوْ فَقِيرٍ أَهْدَيتَ غِناكَ إِلَيْهِ وَلِتِلْكَ الدَّعْوَةِ عَلَيْكَ حَقٌّ وَعِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ؛ إِلاّ صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَضَيْتَ حَوائِجِي حَوائِجَ الدُّنْيا وَالآخرةِ، وَهذا رَجَبٌ المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ الَّذِي أَكْرَمْتَنَا بِهِ أَوَّلَ أَشْهُرِ الحُرُمِ أَكْرَمْتَنَا بِهِ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، يَا ذَا الجُودِ والكرمِ، فَنَسْأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَجَلِّ الأكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ وَتَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالآمِلِينَ فِيهِ بِشَفاعَتِكَ (لإِجَابَتِكَ)، اللّهُمَّ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ السَّبِيلِ وَاجْعَلْ مَقِيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ فَإِنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ، وَالسَّلامُ عَلى عِبادِهِ المُصْطَفَيْنَ وَصَلَواتُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ وَبارِكْ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِي فَضَّلْتَهُ وَبِكَرامَتِكَ جَلَّلْتَهُ وَبِالمَنْزِلِ العَظِيمِ الأَعْلَى أَنْزَلْتَهُ صَلِّ عَلى مَنْ فِيهِ إِلى عِبادِكَ أَرْسَلْتَهُ وَبِالمَحَلِّ الكَرِيمِ أَحْلَلْتَهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً دائِمَةً تَكُونُ لَكَ شُكْراً وَلَنا ذُخْراً وَاجْعَلْ لنا مِنْ أَمْرِنا يُسْراً وَاخْتِمْ لَنا بِالسَّعادَةِ إِلى مُنْتَهى آجالِنا وَقَدْ قَبِلْتَ اليَسِيرَ مِنْ أَعْمالِنا وَبَلَّغْتَنا بِرّحْمَتِكَ أَفْضَلَ آمالِنا، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .

الثامن: قال في (الإقبال) قُلْ: ( اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالتَّجَلِّي الأَعْظَمِ ...) الدّعاء الذي قَدْ مرَّ على روايةِ الكفعميّ في الليلةِ السابعةِ والعشرينَ ص278.

أعمال اليوم الأخير من شهر رجب

اليوم الأخير:وفيه أعمال:

الأوّل: الغُسل.

الثاني: الصيامُ فإنَّه يوجبُ غفرانَ الذنوبِ ما تقدّمَ منها وما تأخّرَ.

ص: 283

صلاة سلمان في اليوم الأخير من شهر رجب

الثالث: يُصلِّي فيه عشرَ ركعاتٍ من صلاةِ سلمان.

وهيَ عشرُ ركعاتٍ يُسلِّمُ بعدَ كلِّ ركعتينِ، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، وسورة (الكافرون) ثلاثَ مرّاتٍ، فإذا سلَّم رفعَ يديهِ وقال:

لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

ثم يقول: وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .

ثم يمسح وجهه بيده ويسأل حاجته.

صلوات ليالي رجب

صلوات ليالي شهر رجب كما رواها الكفعميّ في مصباحه قال:

ذكر السيدُ رضيُّ الدين عليٌّ بن طاووس في كتابهِ مصباحُ الزائرينَ هذه الصلواتِ رواها سلمان الفارسيّ عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

الليلة الأولى: ثلاثونَ ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (الكافرون)، و(التوحيد) ثلاثاً.

غفرَ اللَّهُ لهُ ذنوبه، وبرئَ من النفاقِ، وكُتِب من المصلِّيَن إلى السنةِ المقبلةِ.

الليلة الثانية: عشرُ ركعاتٍ، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الكافرون) مرّةً.

وثوابُهُ كما مرَّ في الليلةِ الأولى.

الليلة الثالثة: عشرُ ركعاتٍ، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(النصر) خمسَ مرّاتٍ.

ص: 284

بنى اللَّهُ تعالى له قصراً في الجنَّةِ وذلك القصرُ أوسعُ من الدنيا سبعَ مرّاتٍ، ونودي بالبشارة بمرافقة النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.

الليلة الرابعة: مائةَ ركعة، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّةً، و(الفلق) مرّةً، وفى الركعة الثانية سورة (الحمد) مرّةً، و(الناس) مرّةً.

نزلَ من كلِّ سماءٍ ملكٌ يكتبونَ ثوابَهُ إلى يومِ القيامة... الخبر.

الليلة الخامسة: ستّ ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلّ ركعةٍ سورة (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) خمساً وعشرينَ مرّةً.

أُعْطِيَ ثواب أربعين نبياً... الخبر.

الليلة السادسة: ركعتان، يقرأُ في كلِّ منهما سورة (الحمد) مرّةً، و(آية الكرسي) سبع مرّات.

نودي أنت وليّ اللَّهِ حقاً حقاً... الخبر.

الليلة السابعة: أربع ركعاتِ، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد)، و(الفلق)، و(الناس) ثلاثاً، فإذا سلَّم من كلِّ ركعتين قال بعد السلام: (اللَّهمَّ صلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ) عشراً، و قال: (سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ واللَّهُ أَكْبَرُ) عشراً.

ظلَّلهُ اللَّهُ تعالى في ظلِّ عرشه وأعطاهُ ثوابَ مَن صامَ شهرَ رمضان... الخبر.

الليلة الثامنة: عشرونَ ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الكافرون)، و(التوحيد)، و(الفلق)، و(الناس) ثلاثاً.

أعطاهُ اللَّهُ ثوابَ الشاكرينَ والصابرينَ... الخبر.

ص: 285

الليلة التاسعة: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التكاثر) خمسَ مرّاتٍ.

لمْ يَقُمْ حتى يغفرَ لهُ... الخبر.

الليلة العاشرة: اثنتا عشْرةَ ركعةً بعد صلاة المغرب، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ.

رفعَ اللَّهُ لَهُ قصراً في الجنَّةِ... الخبر.

الليلة الحادية عشرة: اثنتا عشْرةَ ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وآية (الكرسي) اثنتيْ عشرةَ مرّةً.

كانَ كمَنْ قرأَ كلَّ كتابٍ أنزلَهُ اللَّهُ ونودي استأنف العملَ فقد غُفِر لك.

الليلة الثانية عشرة: ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وآية {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } عشر مرات.

أُعْطِيَ ثواب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر الخبر.

الليلة الثالثة عشرة: عشر ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّةً، و(العاديات) مرّةً، وفى الركعة الثانية منها سورة (الحمد) مرّةً، و(التكاثر) مرّةً.

غُفِر له وإنْ كانَ عاقاًالخبر.

الليلة الرابعة عشرة: ثلاثون ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ

ص: 286

ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) مرّةً، وآية {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } مرّةً واحدةً.

غفرت له ذنوبه.

اليلة الخامسة عشرة والسادسة عشرة والسابعة عشرة: ثلاثون ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين يقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و (التوحيد) عشر مرّات.

أُعْطِیَ ثواب سبعین شهیداً.

الليلة الثامنة عشرة: ركعتین، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورَةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) مرّةً، و(الفلق) عشر مرّاتٍ، و(الناس) عشر مرّات.

غُفِرَتْ ذنوبه... الخبر.

الليلة التاسعة عشرة: أربعَ ركعاتٍ، يسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتينِ، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(آية الكرسي) خمس عشرة مرّةً، و(التوحيد) خمس عشرة مرّةً.

أُعطِي كثوابِ موسى عَلَیْهِ السَّلَامُ... الخبر.

الليلة العشرون: ركعتانِ، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورَةَ (الحمد) مرّةً، و(القدر) خمسَ مرّات.

أُعطِي ثواب إبراهيم وموسى وعيسى عَلَیْهِ السَّلَامُ وأَمِنَ من شرِّ الثقلينِ ونظرَ اللَّهُ إليه بالمغفرة.

الليلة الحادية والعشرون: ستّ ركعات، يسلِّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الكوثر) عشر مرّات، و(التوحيد) عشر مرّات.

لم يُكتَب عليه ذنب سنة الخبر.

الليلة الثانية والعشرون: ثماني ركعات، يسلِّم بين كلِّ ركعتين، يقرأُ

ص: 287

في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الكافرون) سبع مرّات، وبعد أن يسلم من كلِّ ركعتين يقول: (اللَّهمَّ صلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ) عشر مرّات، ثم (يستغفر اللَّه) عشر مرّات.

لم يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه في الجنَّةِ، ويموت على الاسلام، ويكون له أجر سبعين نبياً... الخبر.

الليلة الثالثة والعشرون: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الضحى) خمسَ مرّاتٍ.

أُعطِىَ بكلِّ حرف وبكلِّ كافر وكافرة درجةً في الجنَّةِ... الخبر.

الليلة الرابعة والعشرون: أربعون ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) مرّةً.

كتب اللَّهُ له ألفاً من الحسنات ومحا عنه من السيّئات، ورفع له من الدرجات كذلك... الخبر.

الليلة الخامسة والعشرون: عشرونَ ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين بين المغرب والعشاء، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وآية {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}

حفظه اللَّهُ ونفسه... الخبر.

ص: 288

الليلة السادسة والعشرون: اثنتا عشرة، ركعة يسلِّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرا في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً،و(التوحيد) أربعينَ مرّةً.

صافحته الملائكة الخبر.

الليلة السابعة والعشرون والثامنة والعشرون والتاسعة والعشرون: اثنتَا عشْرةَ ركعة، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الأعلى) عشر مرّات، و(القدر) عشر مرّات، وبعد أن يسلم (يُصلِّي على النبيّ وآله) مائة مرّة و(يستغفر اللَّه) مائة مرّة.

يكتب له ثواب عبادة الملائكة.

الليلة الثلاثون: عشر ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) إحدى عشرة مرّةً.

أُعطِيَ في جنّة الفردوس سبع مدن.

ص: 289

الثامن: أعمال شهر شعبان

اشارة

الثامن: أعمال شهر شعبان

اشارة

وما ورد في هذا الشهر الشريف من الأعمال نوعان:

الأعمال العامّة

النوع الأوّل: أعمالٌ عامّة؛ تؤتى في جميعِ الشهرِ، وهي ما يلي:

استغفار سبعين مرّة

الأوّل : أنْ يقولَ في كلِّ يومٍ سبعينَ مرّةً:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ .

استغفار آخر سبعين مرّة

الثاني: أنْ يستغفرَ كلَّ يومٍ سبعينَ مرّةً قائلاً:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

ووردت كلمة (الحيُّ القيُّوم) في بعض الروايات قبل كلمة (الرَّحمنِ الرَّحِيمِ). وبأيّ الروايتين عمل فقد أحسن، والاستغفار كما يُستفاد من الروايات أفضل الأدعية والأذكار في هذا الشهر، ومن استغفر في كلِّ يوم من هذا الشهر سبعين مرّةً كانَ كمَنْ استغفر اللَّهَ سبعين ألف مرّةٍ في سائر الشهور.

الصلاة على النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عند الزوال في كلِّ يوم من شعبان

الثالث:أن يُصلِّي على النبيّ وآله عند زوال الشمس في كلِّ يوم من أيّام شعبان، وفي ليلة النصف منه بهذه الصلوات المرويّة عن السجاد عَلَیْهِ السَّلَامُ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعِ الرِّسالَةِ وَمُخْتَلَفِ المَلائِكَةِ وَمَعْدِنِ العِلْمِ وَأَهْلِ بَيْتِ الوَحْيِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى

ص: 290

مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الفُلْكِ الجارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الغامِرَةِ يَأْمَنُ مَنْ رَكِبَها وَيَغْرَقُ مَنْ تَرَكَها المُتَقَدِّمُ لَهُمْ مارِقٌ وَالمُتَأَخِرُ عَنْهُمْ زاهِقٌ وَاللازِمُ لَهُمْ لاحِقٌ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الكَهْفِ الحَصِينِ وَغِياثِ المُضْطَرِّ المُسْتَكِينِ وَمَلْجَأِ الهارِبِينَ وَعِصْمَةِ المُعْتَصِمينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً كَثِيرَةً تَكُونُ لَهُمْ رِضاً وَلِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَداءً وَقَضاءً بِحَوْلٍ مِنْكَ وَقُوَّةٍ يا رَبَّ العالَمينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَيِّبِينَ الأَبْرارِ الأَخْيارِ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ حُقُوقَهُمْ وَفَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَوِلايَتَهُمْ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاعْمُرْ قَلْبِي بِطاعَتِكَ وَلا تُخْزِنِي بِمَعْصِيَتِكَ وَارْزُقْنِي مُواساةَ مَنْ قَتَّرْتَ عَلَيْهِ مِنْ رِزْقِكَ بِما وَسَّعْتَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ وَنَشَرْتَ عَلَيَّ مِنْ عَدْلِكَ وَأَحْيَيْتَنِي تَحْتَ ظِلِّكَ، وَهذا شَهْرُ نَبِيِّكَ سَيِّدِ رُسُلِكَ شَعْبانُ الَّذِي حَفَفْتَهُ مِنْكَ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ الَّذِي كانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَدْأَبُ فِي صِيامِهِ وَقِيامِهِ فِي لَيالِيهِ وَأَيَّامِهِ بُخُوعاً لَكَ فِي إِكْرامِهِ وَإِعْظامِهِ إِلى مَحَلِّ حِمامِه؛ اللّهُمَّ فَأَعِنَّا عَلى الاسْتِنانِ بِسُنَّتِهِ فِيهِ وَنَيْلِ الشَّفاعَةِ لَدَيهِ، اللّهُمَّ وَاجْعَلْهُ لِي شَفِيعاً مُشَفَّعاً وَطَرِيقاً إِلَيْكَ مَهْيَعاً وَاجْعَلْنِي لَهُ مُتَّبِعاً حَتى أَلْقاكَ يَوْمَ القِيَامَةِ عَنِّي راضِياً وَعَنْ ذُنُوبِي غاضِياً قَدْ أَوْجَبْتَ لِي مِنْكَ الرَّحْمَةَ وَالرِّضْوانَ وَأَنْزَلْتَنِي دارَ القَرارِ وَمَحَلَّ الأَخْيارِ .

مناجاة أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ في كلِّ يوم من شعبان

الرابع: أن يقرأ هذه المناجاة في كلِّ يوم التي رواها ابن خالويه، وقال:إنَّها مناجاة الإمام أمير المؤمنين والأئمّة من ولده عَلَیْهِ السَّلَامُ، كانوا يدعون بها في شهر شعبان:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْمَعْ دُعائِي إذا دَعَوْتُكَ

ص: 291

وَاسْمَعْ نِدائِي إِذا نادَيْتُكَ وَأَقْبِلْ عَلَيَّ إِذا ناجَيْتُكَ، فَقَدْ هَرَبْتُ إِلَيْكَ وَوَقَفْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُسْتَكِيناً لَكَ مُتَضَرِّعاً إِلَيْكَ راجِياً لِما لَدَيْكَ ثَوابي وَتَعْلَمُ ما فِي نَفْسِي وَتَخْبُرُ حاجَتِي وَتَعْرِفُ ضَمِيرِي، وَلا يَخْفى عَلَيْكَ أَمْرُ مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ وَما أُرِيدُ أَنْ أُبْدِيَ بِهِ مِنْ مَنْطِقِي وَأَتَفَوَّهُ بِهِ مِنْ طَلِبَتِي وَأَرْجُوهُ لِعاقِبَتِي، وَقَدْ جَرَتْ مَقادِيرُكَ عَلَيَّ يا سَيِّدِي فِيما يَكُونُ مِنِّي إِلى آخِرِ عُمرِي مِنْ سَرِيرَتِي وَعَلانِيَتِي وَبِيَدِكَ لا بِيَدِ غَيْرِكَ زِيادَتِي وَنَقْصِي وَنَفْعِي وَضَرِّي؛ إِلهِي إِنْ حَرَمْتَنِي فَمَنْ ذا الَّذِي يَرْزُقُنِي وَإِنْ خَذَلْتَنِي فَمَنْ ذا الَّذِي يَنْصُرُنِي، إِلهِي أَعُوذُ بِكَ مِنْ غَضَبِكَ وَحُلُولِ سَخَطِكَ، إِلهِي إِنْ كُنْتُ غَيْرَ مُسْتَأْهِلٍ لِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيَّ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، إِلهِي كَأَنِّي بِنَفْسِي وَاقِفَةٌ بَيْنَ يَدَيْكَ وَقَدْ أَظَلَّها حُسْنُ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ فَقُلتَ ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَتَغَمَّدْتَنِي بِعَفْوِكَ، إِلهِي إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلى مِنْكَ بِذلِكَ وَإِنْ كانَ قَدْ دَنا أَجَلِي وَلَمْ يُدْنِنِي مِنْكَ عَمَلِي فَقَدْ جَعَلْتُ الإقْرارَ بِالذَّنْبِ إِلَيْكَ وَسِيلَتِي، إِلهِي قَدْ جُرْتُ عَلى نَفْسِي فِي النَّظَرِ لَها فَلَها الوَيْلُ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَها، إِلهِي لَمْ يَزَلْ بِرُّكَ عَلَيَّ أَيَّامَ حَياتِي فَلا تَقْطَعْ بِرَّكَ عَنِّي فِي مَماتي، إِلهِي كَيْفَ آيَسُ مِنْ حُسْنِ نَظَرِكَ لِي بَعْدَ مَماتِي وَأَنْتَ لَمْ تُوَلِّنِي إِلاّ الجَمِيلَ فِي حَياتِي، إِلهِي تَوَلَّ مِنْ أَمْرِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَعُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ عَلى مُذْنِبٍ قَدْ غَمَرَهُ جَهْلُهُ، إِلهِي قَدْ سَتَرْتَ عَلَيَّ ذُنُوباً فِي الدُّنْيا وَأَنا أَحْوَجُ إِلى سَتْرِها عَلَيَّ مِنْكَ فِي الأخرى إِلهِي قَدْ أَحْسَنْتَ إِلَيَّ إِذْ لَمْ تُظْهِرْها لأحدٍ مِنْ عِبادِكَ الصّالِحِينَ فَلا تَفْضَحْنِي يَوْمَ القِيامَةِ عَلى رؤوسِ الأَشْهَادِ، إِلهِي جُودُكَ

ص: 292

بَسَطَ أَمَلِي وَعَفْوُكَ أَفْضَلُ مِنْ عَمَلِي، إِلهِي فَسُرَّنِي بِلِقائِكَ يَوْمَ تَقْضِي فِيهِ بَيْنَ عِبادِكَ، إِلهِي اعْتِذاري إِلَيْكَ اعْتذارُ مَنْ لَمْ يَسْتغْنِ عَنْ قَبُولِ عُذْرِهِ فَاقْبَلْ عُذْرِي يا أكْرَمَ مَنْ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ المُسِيئُونَ، إِلهِي لا تَرُدَّ حاجَتِي وَلا تُخَيِّبْ طَمَعِي وَلا تَقْطَعْ مِنْكَ رَجائِي وَأَمَلِي، إِلهِي لَوْ أَرَدْتَ هَوانِي لَمْ تَهْدِنِي وَلَوْ أَرَدْتَ فَضِيحَتي لَمْ تُعافِنِي، إِلهِي ما أَظُنُّكَ تَرُدُّنِي فِي حاجَةٍ قَدْ أَفْنَيْتُ عُمْرِي فِي طَلَبِها مِنْكَ، إِلهِي فَلَكَ الحَمْدُ أَبَداً أَبَداً دائِما سَرْمَداً يَزِيدُ وَلا يَبِيدُ كَما تُحِبُّ وَتَرْضى، إِلهِي إِنْ أَخَذْتَنِي بِجُرْمِي أَخَذْتُكَ بِعَفْوِكَ وَإِنْ أَخَذْتَنِي بِذُنُوبِي أَخَذْتُكَ بِمَغْفِرَتِكَ وَإِنْ أَدْخَلْتَنِي النَّارَ أَعْلَمْتُ أَهْلَها أَنِّي أُحِبُّكَ، إِلهِي إِنْ كانَ صَغُرَ فِي جَنْبِ طاعَتِكَ عَمَلِي فَقَدْ كَبُرَ فِي جَنْبِ رَجائِكَ أَمَلِي، إِلهِي كَيْفَ أَنْقَلِبُ مِنْ عِنْدِكَ بِالخَيْبَةِ مَحْرُوماً وَقَدْ كانَ حُسْنُ ظَنِّي بِجُودِكَ أَنْ تَقْلِبَنِي بالنَّجاةِ مَرْحُوماً، إِلهِي وَقَدْ أَفْنَيْتُ عُمْرِي فِي شِرَّةِ السَّهْوِ عَنْكَ وَأَبْلَيْتُ شَبابِي فِي سَكْرَةِ التَّباعُدِ مِنْكَ فَلَمْ أَسْتَيْقِظْ أَيَّامَ اغْتِرارِي بِكَ وَرُكُونِي إِلى سَبِيلِ سَخَطِكَ، إِلهِي وَأَنا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ قائِمٌ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَوَسِّلٌّ بِكَرَمِكَ إِلَيْكَ، إِلهِي أَنا عَبْدٌ أَتَنَصَّلُ إِلَيْكَ مِمَّا كُنْتُ أُواجِهُكَ بِهِ مِنْ قِلَّةِ اسْتِحيائِي مِنْ نَظَرِكَ وَأَطْلُبُ العَفْوَ مِنْكَ إِذِ العَفْوُ نَعْتٌ لِكَرَمِكَ، إِلهِي لَمْ يَكُنْ لِي حَوْلٌ فَأَنْتَقِلَ بِهِ عَنْ مَعْصِيَتِكَ إِلاّ فِي وَقْتٍ أَيْقَظْتَنِي لِمَحَبَّتِكَ وَكَما أَرَدْتَ أَنْ أَكُونَ كُنْتُ فَشَكَرْتُكَ بإدْخالِي فِي كَرَمِكَ وَلِتَطْهِيرِ قَلْبِي مِنْ أَوْساخِ الغَفْلَةِ عَنْكَ. إِلهِي انْظُرْ إِلَيَّ نَظَرَ مَنْ نادَيْتَهُ فَأَجابَكَ وَاسْتَعْمَلْتَهُ بِمَعُونَتِكَ فَأَطاعَكَ يا قَرِيباً لا يَبْعُدُ عَنْ

ص: 293

المُغْتَرِّ بِهِ يا جَواداً لا يَبْخَلُ عَمَّنْ رَجا ثَوابَهُ، إِلهِي هَبْ لِي قَلْباً يُدْنِيهِ مِنْكَ شَوْقُهُ وَلِساناً يُرْفَعُ إِلَيْكَ صِدْقُهُ وَنَظَراً يُقَرِّبُهُ مِنْكَ حَقُّهُ، إِلهِي إِنَّ مَنْ تَعَرَّفَ بِكَ غَيْرُ مَجْهُولٍ وَمَنْ لاذَ بِكَ غَيْرُ مخْذُولٍ وَمَنْ أَقْبَلْتَ عَلَيْهِ غَيْرُ مَمْلُوكٍ. إِلهِي إنَّ مَنِ انْتَهَجَ بِكَ لَمُسْتَنِيرٌ وَإِنَّ مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ لَمُسْتَجِيرٌ وَقَدْ لُذْتُ بِكَ يا إِلهِي فَلا تُخَيِّبْ ظَنِّي مِنْ رَحْمَتِكَ وَلا تَحْجُبْنِي عَنْ رَأفَتِكَ، إِلهِي أَقِمْنِي فِي أَهْلِ وِلايَتِكَ مُقامَ مَنْ رَجا الزِّيادَةَ مِنْ محَبَّتِكَ، إِلهِي وَأَلْهِمْنِي وَلَهاً بِذِكْرِكَ إِلى ذِكْرِكَ وَاجْعَلْ هِمَّتِي فِي رَوْحِ نَجاحِ أَسْمائِكَ وَمَحَلِّ قُدْسِكَ. إِلهِي بِكَ عَلَيْكَ إِلاّ أَلْحَقْتَنِي بِمَحَلِّ أَهْلِ طاعَتِكَ وَالمَثْوى الصَّالِحِ مِنْ مَرْضاتِكَ فَإِنِّي لا أَقْدِرُ لِنَفْسِي دَفْعاً وَلا أَمْلِكُ لَها نَفْعاً، إِلهِي أَنا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ المُذْنِبُ وَمَمْلُوكُكَ المُنِيبُ فَلا تَجْعَلْنِي مِمَّنْ صَرَفْتَ عَنْهُ وَجْهَكَ وَحَجَبَهُ سَهْوُهُ عَنْ عَفْوِكَ، إِلهِي هَبْ لِي كَمَاَلَ الاِنقطاعِ إِلَيْكَ وَأَنِرْ أَبْصارَ قُلُوبِنَا بِضِياءِ نَظَرِها إِلَيْكَ حَتّى تَخْرِقَ أَبْصارُ القُلُوبِ حُجُبَ النُّورِ فَتَصِلَ إِلى مَعْدِنِ العَظَمَةِ وَتَصِيرَ أَرْواحُنا مُعَلَّقَةً بِعِزِّ قُدْسِكَ. إِلهِي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ نادَيْتَهُ فَأَجابَكَ وَلاحَظْتَهُ فَصَعِقَ لِجَلالِكَ فَناجَيْتَهُ سِرَّاً وَعَمِلَ لَكَ جَهْراً، إِلهِي لَمْ أُسَلِّطْ عَلى حُسْنِ ظَنِّي قُنُوطَ الأَياسِ وَلا انْقَطَعَ رَجائِي مِنْ جَميلِ كَرَمِكَ، إِلهِي إنْ كانَتِ الخَطايا قَدْ أَسْقَطَتْنِي لَدَيْكَ فَاصْفَحْ عَنِّي بِحُسْنِ تَوَكُّلِي عَلَيْكَ، إِلهِي إِنْ حَطَّتْنِي الذُّنُوبُ مِنْ مَكارِمِ لُطْفِكَ فَقَدْ نَبَّهَنِي اليَّقِينُ إِلى كَرَمِ عَطْفِكَ، إِلهِي إِنْ أَنامَتْنِي الغَفْلَةُ عَنِ الاِسْتِعْدادِ لِلِقائِكَ فَقَدْ نَبَّهَتْنِي المَعْرِفَةُ بِكَرَمِ آلائِكَ، إِلهِي إِنْ دَعانِي إِلى النَّارِ عَظِيمُ

ص: 294

عِقابِكَ فَقَدْ دَعانِي إِلى الجَنَّةِ جَزِيلُ ثَوابِكَ، إِلهِي فَلَكَ أَسْأَلُ وَإِلَيْكَ أَبْتَهِلُ وَأَرْغَبُ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُدِيمُ ذِكْرَكَ وَلا يَنْقُضُ عَهْدَكَ وَلا يَغْفَلُ عَنْ شُكْرِكَ وَلا يَسْتَخِفُّ بِأَمْرِكَ، إِلهِي وَأَلْحِقْنِي بِنُورِ عِزِّكَ الأَبْهَجِ فَأَكُونَ لَكَ عارِفاً وَعَنْ سِواكَ مُنْحَرِفاً وَمِنْكَ خائِفاً مُراقِباً يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ وَصلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِهِ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .

الخامس: أن يتصدّق في هذا الشهر، ولو بنصف تمرة ليحرّم اللَّهُ جسده على النار.

السادس: الصيام عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه سُئِل عن صوم رجب، فقال: أين أنتم عن صوم شعبان؟ فقال الراوي: يا ابن رسول اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ما ثواب من صام يوماً من شعبان؟ فقال: الجنّة واللَّه. فقال الراوي: ما أفضل ما يُفعل فيه؟ قال: الصدقة والاستغفار، ومن يتصدّق بصدقة في شعبان ربّاها اللَّهُ تعالى كما يربّي أحدكم فصيله حتى يُوافى يوم القيامة وقد صار مثل جبل أُحُد.

التهليل ألف مرّة في شعبان

السابع : أن يقول في شعبان ألف مرّة:

لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلاّ إِيَّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ .

ولهذا العمل الشريف أجر عظيم ويُكتب لمن أتى به عبادة ألف سنة.

صلاة كلّ خميس من شعبان

الثامن: أن يُصلِّي في كلِّ خميس من شعبان ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) مائة مرّةٍ، فإذا سلّم ( صلّى على النبيّ وَآلِهِ ) مائة مرّةٍ، ليقضي اللَّهُ له كلّ حاجة من أمور دينه ودنياه.

التاسع:صيام الاثنين والخميس.

ففي الحديث من صام يوم الاثنين والخميس من شعبان قضى اللَّهُ له

ص: 295

عشرين حاجةً من حوائج الدنيا، وعشرين حاجة من حوائج الآخرة. وفي الحديث تتزيّنُ السَّماواتُ في كلِّ خميسٍ من شعبانَ، فتقولُ الملائكةُ: إلهَنا اغفر لصائمِهِ وأجبْ دعائَهُ.

العاشر: الإكثارُ في هذا الشهر من الصلاة على محمّد وآله.

صيام ثلاثة أيّام من شعبان مع صلاة

الحادي عشر: روى السيدُ ابن طاووس عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَجْراً جزيلاً لمن صام ثلاثةَ أيامٍ من أوّل هذا الشهر، يُصلِّي في لياليها ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورةَ (التوحيد) إحدى عشْرَةَ مرّةً، ومَن صلاها رفعَ اللَّهُ تعالى عنه شرَّ أهلِ السماواتِ وشرَّ أهلِ الأرضين وشرَّ إبليسَ وجنودهِ، وشرَّ كلِّ سلطان جائرٍ، والذي بعثني بالحقِّ نبياً إنّه يغفر اللَّهُ له سبعين ألف ذنب من الكبائر فيما بينه وبين اللَّهِ عزَّ وجلَّ، ويدفع اللَّهُ عنه عذاب القبر ونزعه وشدائده.

الأعمال الخاصّة في شعبان

النوع الثاني : أعمال خاصّة، تخصّ أيّاما أو ليالٍ خاصّة منه.

الليلة الأولی

الليلة الأولى:

قد وردتْ فيها صلواتٌ عديدةٌ مذكورةٌ في الإقبالِ وهي:

صلاة ركعتين في الليلةِ الأولى

أوّلاً: صلاة ركعتين مرويّة عن النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

رُويَ عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنّهُ قالَ: مَنْ صَلّى أوّلَ ليلةٍ من شعبانَ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورةَ (التوحيد) ثلاثينَ مرّةً، فإذا سلَّم قال: (اللهمَّ هذا عَهْدِي عِندَكَ إلى يومِ القيامةِ) حُفظَ من إبليسَ وجنودِهِ وأعطاهُ اللَّهُ ثوابَ الصدِّيقينَ.

صلاة إثنتا عشرة ركعة في الليلةِ الأولى

ثانياً: صلاةُ اثنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً مَرويةً عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:

رُويَ عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنّه قال: مَنْ صلَّى أوّلَ ليلةٍ من شعبانَ اثنتَيْ عَشْرَةَ ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة

ص: 296

(التوحيد) خمسَ عَشْرةَ مرّةً، أعطاهُ اللَّهُ تعالى ثوابَ اثنيْ عشرَ ألفَ شهيدٍ وكتبَ له عبادةَ اثنتيْ عشرةَ سنةً وخرج من ذنوبهِ كيومِ ولدته أمّهُ وأعطاهُ اللَّهُ بكلِّ آيةٍ في القرآن قصراً في الجنَّةِ.

ثالثاً: صلاةُ ركعتينِ مرويّة عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:

تقدّمت في الصفحة السابقة في الحادي عشر من الأعمال العامّة رواها السيد ابن طاووس عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

اليوم الأوّل

اليوم الأوّل:

قال النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إنّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ إذا كان أوّلَ يومٍ من شعبان يأمرُ بابَ الجنّة فتُفتح، ويأمرُ شجرةَ طوبى فتُدني أغصانَها من هذهِ الدنيا، ثم ينادي منادي ربّنا عزَّ وجلَّ: يَا عبادَ اللَّهِ، هذه أغصانُ شجرةِ طوبى فتعلّقوا بها لترفعَكُم إلى الجنّة، وهذه أغصانُ شَجرة الزقوم فإيّاكم وإيّاها لا تؤدّيكم إلى الجحيم. ثم قال: فوالذي بعثَني بالحقِّ نبياً إنّ من تعاطى باباً من الخيرِ في هذا اليوم فقد تعلّقَ بغصنٍ من أغصانِ شجرةِ طوبى فهوَ مؤدّيه إلى الجنّة، وإنّ من تعاطى باباً من الشرِّ في هذا اليوم فقد تعلّقَ بغصنٍ من أغصانِ شجرةِ الزقّوم فهوَ مؤدّيهِ إلى النار. ثم قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: فمن تطوّعَ للَّهِ بصلاةٍ في هذا اليومِ فقد تعلّقَ منهُ بغصنٍ، ومَن صامَ في هذا اليوم تعلّق منه بغصنٍ، ومَن أصلحَ بين المرءِ وزوجهِ، والوالدِ وولدهِ، والقريبِ وقريبهِ، والجارِ وجارِه، والأجنبي والأجنبي، فقد تعلّق منهُ بغصنٍ، ومن خفّفَ عن مُعسرٍ دَيْنه أو حطَّ عنهُ فقدْ تعلّقَ منهُ بغصن، ومَن نظرَ في حسابه فرأى دَيْنا عتيقاً قد آيسَ منه صاحبُهُ فأدَّاهُ فقدْ تعلّقَ منهُ بغصنٍ، ومَن كفلَ يتيماً فقدْ تعلّقَ منهُ بغصنٍ، ومن كفّ سفيهاً عن عرضِ مؤمنٍ فقدْ تعلّقَ منهُ بغصنٍ، ومَن تلا القرآن أو شيئاً منه فقدْ تعلّقَ منهُ بغصنٍ، ومَن قعد يذكرُ اللَّهَ ونعماءَهُ ليشكرهُ فقدْ تعلّقَ منهُ بغصنٍ، ومن عاد مريضاً فقدْ تعلّقَ منهُ بغصنٍ، ومَن بَرَّ فيه

ص: 297

والديهِ أو أحدَهما في هذا اليوم فقدْ تعلّقَ منهُ بغصنٍ، ومن كان أسخطَهُما قبلَ هذا اليومِ فأرضاهُما في هذا اليوم فقدْ تعلّقَ منهُ بغصنٍ، وكذلك مَن فعلَ شيئاً مِن سايِرِ أبوابَ الخيرِ في هذا اليومِ فقدْ تعلّقَ منهُ بغصنٍ. ثم قالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: والذي بعثَني بالحقِّ نبيّاً وإنّ من تعاطى باباً من الشرِّ والعصيانِ في هذا اليومِ فقدْ تعلّقَ بغصنٍ من أغصانِ الزقّومِ فهوَ مؤدّيه إلى النارِ. ثم قال رسولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: والذي بعثَني بالحقِّ نبيّاً، فمن قصّر في الصلاة المفروضة وضيّعها فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومَن جاءَهُ في هذا اليومِ فقيرٌ ضعيفٌ يَعرفُ سوءَ حالهِ فهو يقدرُ على تغييرِ حالهِ منْ غيرِ ضررٍ يلحقَهُ وليسَ هناكَ مَن ينوبُ عنه ويقومُ مقامهُ فتركهُ يضيعُ ويعطبُ ولم يأخذْهُ بيدهِ فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومن اعتذرَ إليه مسيءٌ فلمْ يعذرْهُ ثم لمْ يقتصرْ بهِ على قدرِ عقوبةِ إساءتهِ بلْ زادَ عليه فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومَن ضربَ بين المرءِ وزوجهِ أو الوالدِ وولدهِ أو الأخ وأخيه أو القريب وقريبهِ أو بين جارينِ أو خليطينِ أو أختينِ فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومن شدَّد على مُعسرٍ وهو يعلمُ إعسارَهُ فزادَ غيظاً وبلاءً فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومن كان عليه دَيْن فأنكرهُ على صاحبهِ وتعدّى عليه حتى أبطلَ دَيْنَه فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومَن جفا يتيماً وآذاه وهزمَ ماله فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومن وقعَ في عِرضِ أخيهِ المؤمنِ وحملَ الناسَ على ذلكَ فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومن تغنّى بغنىً يبعثُ فيهِ على المعاصي فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومَن قعدَ يعدّد قبائحَ أفعاله في الحروب وأنواعِ ظلمهِ لعبادِ اللَّهِ فيفتخرُ بها فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومَن كانَ جارهُ مَريضاً فتركَ عيادتَهُ استخفافاً بحقِّه فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومَن ماتَ جارهُ فتركَ تشييعَ جنازتهِ تهاوناً فقدْ تغلق بِغصنٍ منهُ، ومَن أعرضَ عنْ مُصابٍ جفاءً وازدراءً عليه واستصغاراً له فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومن عقَّ والديهِ أو أحدَهما فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، ومَن كانَ قبل ذلك عاقّاً لهما فلم يرضِهما في هذا اليومِ ويقدرُ على ذلك فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ، وكذا مَن فعلَ شيئاً مِن سايِرِ أبواب الشرّ فقدْ تعلّقَ بِغصنٍ منهُ. والذي بعثَني بالحقِّ نبيّاً،

ص: 298

إنّ المتعلِّقينَ بأغصانِ شجرةِ طوبى ترفعُهُم تلك الأغصانُ إلى الجنّة. ثم رفع رسولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ طرفَهُ إلى السماءِ مليّاً وجعلَ يضحَكُ ويستبشرُ، ثم خفضَ طرفَهُ إلى الأَرْضِ فجعلَ يقطبُ ويعبسُ، ثم أقبلَ على أصحابهِ فقال: والذي بعث محمدا بالحق نبیا،لقد رایت شجرة طوبی ترفع اغصانها وترفع المتعلقین بها الی الجنة ورایت منهم من تعلق منها بغصن،ومنهم من تعلق بغصنین او باغصان علی حسب اشتمالهم علی الطاعات،وانی لاری زید بن حارثه فقد تعلق بعامة اغصانها،فهی ترفعه الی اعلی اعلاها،فبذلک ضحکت واستبشرت.ثم نظرت الی الارض، فوالذی بعثنی بالحق نبیا،لقد رایت شجرة الزقوم تنخفض اغصانها وتخفض المتعلقین بها الی الحجیم ورایت منهم من تعلق بغصن ومنهم من تعلق بغصنین او باغصان علی حسب اشتمالهم علی القبائح،وانی لاری بعض المنافقین قد تعلق بعامة اغصانها وهی تخفضه الی اسفل درکاتها،فلذلک عبست وقطبت.

اليوم الثالث من شعبان

اليوم الثالث:

دعاء اليوم الثالث

وهو يومٌ مباركٌ، قال الشيخُ في (المصباح): في هذا اليومِ وُلِدَ الحسينُ بنُ عليٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ وخرجَ إلى أبي القاسمِ بن علاء الهمداني وكيلِ الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ: أنّ مولانَا الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وُلِدَ يومَ الخميسِ لثلاثٍ خَلونَ من شعبان، فصمْهُ وادعُ فيه بهذا الدّعاء:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ المَوْلُودِ فِي هذا اليَوْمِ المَوْعُودِ بِشَهادَتِهِ قَبْلَ اسْتِهْلالِهِ وَوِلادَتِهِ بَكَتْهُ السَّمَاءُ وَمَنْ فِيها وَالأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها وَلَمَّا يَطَأْ لابَتَيْهَا، قَتِيلِ العَبْرَةِ وَسَيِّدِ الأُسْرَةِ المَمْدُودِ بِالنُّصْرَةِ فِي يَوْمِ الكَرَّةِ المُعَوَّضِ مِنْ قَتْلِهِ أَنَّ الأئِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ وَالشِّفاءَ فِي تُرْبَتِهِ وَالفَوْزَ مَعَهُ فِي أَوْبَتِهِ وَالأَوْصِياءَ مِنْ عتْرَتِهِ بَعْدَ قائِمِهِمْ وَغَيْبَتِهِ حَتّى يُدْرِكُوا الأوْتارَ

ص: 299

وَيَثْأَرُوا الثَّأرَ وَيُرْضُوا الجَبَّارَ وَيَكُونُوا خَيْرَ أَنْصارٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَعَ اخْتِلافِ الليْلِ وَالنَّهارِ. اللّهُمَّ فَبِحَقِّهِمْ إِلَيْكَ أَتَوَسَّلُ وَأَسْأَلُ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ مُعتَرِفٍ مُسِيءٍ إِلى نَفْسِهِ مِمَّا فَرَّطَ فِي يَوْمِهِ وَأَمْسِهِ، يَسْأَلُكَ العِصْمَةَ إِلى مَحَلِّ رَمْسِهِ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ وَبَوِّئْنا مَعَهُ دارَ الكَرامَةِ وَمَحَلَّ الإقامَةِ، اللّهُمَّ وَكَما كَرَّمْتَنا بِمَعْرِفَتِهِ فَأَكْرِمْنا بِزُلْفَتِهِ وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُ وَسابِقَتَهُ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يُسَلِّمُ لأَمْرِهِ وَيُكْثِرُ الصَّلاةَ عَلَيْهِ عِنْدَ ذِكْرِهِ وَعَلى جَمِيعِ أَوْصِيائِهِ وَأَهْلِ أَصْفِيائِهِ المَمْدُودِينَ مِنْكَ بِالعَدَدِ الاِثْنَي عَشَرَ النُّجُومِ الزُّهَرِ وَالحُجَجِ عَلى جَميعِ البَشَرِ اللّهُمَّ وَهَبْ لَنا فِي هذا اليَوْمِ خَيْرَ مَوْهِبَةٍ وَأَنْجِحْ لَنا فِيهِ كُلَّ طَلِبَةٍ كَما وَهَبْتَ الحُسَيْنَ لِمُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَعاذَ فُطْرُسُ بِمَهْدِهِ فَنَحْنُ عائِذُونَ بِقَبْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ نَشْهَدُ تُرْبَتَهُ وَنَنْتَظِرُ أَوْبَتَهُ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

دعاء الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ في اليوم الثالث

دعاء الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ:

ثم تدعو بعدَ ذلكَ بدعاء الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وهو آخرُ دعائِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم كثرتْ عليه أعداؤُهُ، يوم عَاشوراء، قال ابنُ عياش: سمعتُ الحسينَ بن عليٍّ بن سفيان البزوفري يقول: سمعتُ الصادقَ عَلَیْهِ السَّلَامُ يدعو به في هذا اليومِ. وقال: هو من أدعيةِ اليومِ الثالثِ من شعبان، وهو ميلادُ الحسينِ عَلَیْهِ السَّلَامُ وهو هذا الدّعاء:

اللّهُمَّ أَنْتَ مُتَعالِي المَكانِ عَظِيمُ الجَبَروتِ شَدِيدُ المِحال غَنِيٌّ عَنِ الخَلائِقِ عَرِيضُ الكِبْرِياءِ قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ قَرِيبُ الرَّحْمَةِ صادِقُ الوَعْدِ سابِغُ النِّعْمَةِ حَسَنُ البَلاءِ، قَرِيبٌ إِذا دُعِيتَ مُحيطٌ بِما خَلَقْتَ قابِلُ التَّوْبَةِ لِمَنْ تابَ إِلَيْكَ قادِرٌ عَلى ما أَرَدْتَ وَمُدْرِكٌ ما طَلَبْتَ وَشَكُورٌ إِذا شُكِرْتَ وَذَكُورٌ إِذا ذُكِرْتَ؛ أَدْعُوكَ مُحْتاجاً وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ فَقِيراً وَأَفْزَعُ إِلَيْكَ خائِفاً

ص: 300

وَأَبْكِي إِلَيْكَ مَكْرُوباً وَأَسْتَعِينُ بِكَ ضَعِيفاً وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ كافِياً، أُحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا فَإِنَّهُمْ غَرُّونا وَخَدَعُونا وَخَذَلُونا وَغَدَرُوا بِنا وَقَتَلُونا وَنَحْنُ عِتْرَةُ نَبِيِّكَ وَوِلْدُ حَبِيبِكَ، مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الَّذِي اصْطَفَيْتَهُ بِالرِّسالَةِ وَائْتَمَنْتَهُ عَلى وَحْيِكَ، فَاجْعَلْ لَنا مِنْ أَمْرِنا فَرَجاً وَمَخْرَجاً بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

صلاة الليلة الثالثة عشرة

الليلة الثالثة عشرة:

وهي أوّل الليالي البيض، ويُصلِّي في هذهِ الليلةِ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (يَس) مرّةً، وسورة (الملك) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّةً، كما مرَّ في أعمال شهر رجب ص257.

صلاة الليلة الرابعة عشرة

الليلة الرابعة عشرة:

ويُصلِّي فيها أربع ركعات، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (يَس) مرّةً، وسورة (الملك) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّةً.

أعمال الليلة الخامسة عشرة

الليلة الخامسة عشرة:

وهي ليلة النصف من شعبان وهي ليلة بالغة الشرف، وقد روي عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: سُئِل الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ عن فضل ليلة النصف من شعبان، فقال عَلَیْهِ السَّلَامُ: هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر فيها يمنحُ اللَّهُ العبادَ فضلهُ ويغفرُ لهم بمنِّهِ، فاجتهدوا في القربةِ إلى اللَّهِ تعالى فيها فإنَّها ليلةٌ آلى اللَّهُ عزَّ وجلَّ على نفسهِ أنْ لا يردّ سائلاً فيها ما لمْ يسأل المعصية، وإنَّها الليلة التي جعلَها اللَّهُ لنا أهل البيت بإزاءِ ما جعل ليلةَ القدرِ لنبيّنا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فاجتهدوا في دعاءِ اللَّهِ تعالى والثناءِ عليه... الخبر.

ومن عظيم بركات هذهِ الليلةِ المباركةِ أنّها ميلادُ سلطانِ العصرِ وإمامِ

ص: 301

الزمانِ أرواحُنا له الفداء، وُلِدَ عند السحر سنة خمسٍ وخمسينَ ومائتينِ في سرّ من رأى. هذا ما يزيد هذهِ الليلةِ شرفاً وفضلاً، وقد ورد فيها أعمال:

الأوّل: الغُسل، فإنَّه يوجب تخفيف الذنوب.

زيارة الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ في ليلة النصفِ من شعبانَ

الثاني: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وهي أفضل أعمال هذه الليلة.

واعلم أنّه وردت أحاديثُ كثيرةٌ في فضلِ زيارتهِ في النصفِ من شعبان، ويكفيها فضلاً أنّها رُويتْ بعدّةِ أسنادٍ معتبرةٍ عن الإمامِ زينِ العابدين وعن الإمام جعفر الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قالا: من أحبّ أنْ يُصافحَهُ مائةُ ألفِ نبيٍّ وأربعةُ وعشرونَ ألفَ نبيٍّ فليزرْ قبرَ أبي عبدِ اللَّهِ الحُسَينِ بنِ عليٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ في النصف من شعبان، فإنّ أرواحَ النبيّين عَلَیْهِ السَّلَامُ يستأذنونَ اللَّهَ في زيارتهِ فيُؤذنُ لهم، فطوبى لمن صافحَ هؤُلاءِ وصافحوه، ومنهمْ خمسةٌ أولو العزمِ من الرُّسلِ هم نوح، وإبراهيمُ وموسى وعيسى ومحمّد صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وعليهم أجمعين. قال الرّاوي: قلنا له: ما معنى أولي العزم؟ قال: بُعِثوا إلى شرقِ الأَرضِ وغربِها جنِّها وإنسِها.

وقد وردت فيها زيارتان:

الزيارة الأولى: هي ما أوردناهُ لزيارتِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ في أوّلِ ليلةٍ من رجب ص241.

الزيارة الثانية: ما رواه الشيخُ الكفعميّ في كتاب (البلد الأمين) عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ، وهي كما يلي: تقف عند قبره وأنتَ على غُسل وتقول:

الحَمْدُ للَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ الزَّكِيُّ أُودِعُكَ شَهادَةً مِنِّي لَكَ تُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ فِي يَوْمِ شَفاعَتِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ وَلَمْ تَمُتْ بَلْ بِرَجاءِ حَياتِكَ حَيِيَتْ قُلُوبُ شِيعَتِكَ وَبِضِياءِ نُورِكَ اهْتَدى الطَّالِبُونَ إِلَيْكَ، وأَشْهَدُ أَنَّكَ نُورُ اللَّهِ الَّذِي لَمْ يُطْفَأْ وَلا يُطْفَأُ أَبَداً وأَنَّكَ وَجْهُ اللَّهِ الّذِي لَمْ يَهْلَكْ وَلا يُهْلَكُ أَبَداً، وأَشْهَدُ أَنَّ هذِهِ التُّرْبَةَ تُرْبَتُكَ

ص: 302

وَهذا الحَرَمَ حَرَمُكَ وَهذا المَصْرَعَ مَصْرَعُ بَدَنِكَ، لا ذَلِيلَ وَاللَّهُ مُعِزُّكَ، وَلا مَغْلُوبَ وَاللَّهُ ناصِرُكَ، هذِهِ شَهادَةٌ لِي عِنْدَكَ إِلى يَوْمِ قَبْضِ رُوحِي بِحَضْرَتِكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

وأقلّ ما يُزار به عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذهِ الليلةِ لِمنْ لمْ يمكنهُ الوصولُ لقبرهِ الشريفِ أن يصعدَ الزائرُ سطحاً مرتفعاً فينظرُ يمنةً ويسرةً ثم يرفعُ رأسَهُ إلى السماء فيزوره عَلَیْهِ السَّلَامُ بهذه الكلمات:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ويُرجى لمن زار الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ حيثما كان بهذه الزيارة أنْ يكتب له أجر حجّة وعمرة.

زيارة صاحب الزمان (عجل اللَّهُ فرجه) في ليلة النصف

الثالث: أن يدعو بهذا الدّعاء الذي رواهُ الشيخُ والسيدُ، وهو بمثابةِ زيارةٍ للإمامِ الغائبِ صلواتُ اللَّهُ عليهِ:

اللّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا وَمَوْلُودِها وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها الَّتِي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها فَضْلاً فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً، لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ وَلا مُعَقِّبَ لآياتِكَ نُورُكَ المُتَأَلِّقُ وَضِياؤُكَ المُشْرِقُ وَالعَلَمُ النُّورُ فِي طَخْياءِ الدَيْجُورِ، الغائِبُ المَسْتُورُ جَلَّ مَوْلِدُهُ وَكَرُمَ مَحْتِدُهُ وَالمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ وَاللَّهُ ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ إِذا آنَ مِيعادُهُ وَالمَلائِكَةُ أَمْدادُهُ، سَيْفُ اللَّهِ الَّذِي لا يَنْبُو وَنُورُهُ الَّذِي لا يَخْبُو وَذُو الحِلْمِ الَّذِي لا يَصْبُو مَدارُ الدَّهْرِ وَنَوامِيسُ العَصْرِ وَوُلاةُ الأمْرِ وَالمُنَزَّلُ عَلَيْهِمْ ما يَتَنَزَّلُ فِي لَيْلَةَ القَدْرِ وَأَصْحابُ الحَشْرِ وَالنَشْرِ تَراجِمَةُ وَحْيِهِ وَوُلاةُ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهِمْ وَقائِمِهِمْ المَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ، اللّهُمَّ وَأَدْرِكْ بِنا أَيَّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ وَاجْعَلْنا مِنْ أَنْصَارِهِ وَاقْرِنْ ثَأْرَنا بِثَأْرِهِ وَاكْتُبْنا فِي أَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ وَأَحْيِنا فِي دَوْلَتِهِ ناعِمِينَ

ص: 303

وَبِصُحْبَتِهِ غانِمِينَ وَبِحَقِّهِ قائِمِينَ وَمِنَ السُّوءِ سالِمِينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلَواتُهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النبيّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقِينَ وَعِتْرَتِهِ النَّاطِقِينَ وَالعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ وَاحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ يا أَحْكَمَ الحاكِمِينَ.

دعاء ليلةَ النصفِ من شعبانَ

الرابع: روى الشيخُ عن إسماعيل بن فضل الهاشمي، قال: علّمني الصادقُ عَلَیْهِ السَّلَامُ هذا الدّعاءَ لأدعو به ليلةَ النصفِ من شعبان:

اللّهُمَّ أَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ العَلِيُّ العَظِيمُ الخالِقُ الرَّازِقُ المُحْيِي المُمِيْتُ البَدِيُ البَدِيعُ، لَكَ الجَلالُ وَلَكَ الفَضْلُ وَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المَنُّ وَلَكَ الجُودُ وَلَكَ الكَرَمُ وَلَكَ الأمرُ وَلَكَ المَجْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، يا واحِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ؛ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي وَاقْضِ دَيْنِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، فَإِنَّكَ فِي هذِهِ الليْلَةِ كُلَّ أَمْرٍ حَكِيمٍ تَفْرُقُ وَمَنْ تَشاءُ مِنْ خَلْقِكَ تَرْزُقُ فَارْزُقْنِي وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَأَنْتَ خَيْرُ القائِلِينَ النَّاِطِقينَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ فَمِنْ فَضْلِكَ أَسْأَلُ وَإِيَّاكَ قَصَدْتُ وَابْنَ نَبِيِّكَ اعْتَمَدْتُ وَلَكَ رَجَوْتُ فَارْحَمْنِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

الخامس: ادعُ بهذا الدّعاءِ الذي كانَ يدعو بهِ النبيُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في هذهِ الليلةِ:

اللّهُمَّ اقْسِمْ لَنا مِنْ خَشْيَتِكَ ما يحَوُلُ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَعْصِيَتِكَ وَمِنْ طاعَتِكَ ما تُبَلِّغُنا بِهِ رِضْوانَكَ وَمِنَ اليَّقِينِ ما يُهَوِّنُ عَلَيْنا بِهِ مُصِيباتِ الدُّنْيا، اللّهُمَّ أَمْتِعْنا بِأَسْماعِنا وَأَبْصارِنا وَقُوَّتِنا ما أَحْيَيْتَنا وَاجْعَلْهُ

ص: 304

الوارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثأْرَنا عَلى مَنْ ظَلَمَنا وَانْصُرْنا عَلى مَنْ عَادَانَا وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنا فِي دِينِنا وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيا أَكْبَر هَمِّنا وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنا، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيْنا مَنْ لا يَرْحَمُنا بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

السادس: أن يقرأ الصلوات التي يُدعى بها عند الزوال في كلِّ يوم من شعبان، وقد مرّت ص290.

السابع: أن يقول:

( سُبْحَانَ اللَّهِ) مائةَ مرّةٍ.

و( الحَمْدُ للَّهِ ) مائةَ مرّةٍ.

وَ( لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ ) مائةَ مرّةٍ.

وَ( اللَّهُ أَكْبَرُ ) مائةَ مرّةٍ.

ليغفرَ اللَّهُ لهُ ما سلفَ من معاصيهِ ويقضي له حوائجَ الدنيا والآخرة.

سجود النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في ليلة النصفِ من شعبانَ

الثامن:أن يدعوَ بدعاءِ كميل الذي أثبتناهُ في أعمالِ ليلةِ الجمعةِ من الكتاب ص94، وهو وارد في هذهِ الليلةِ أيضاً. وكان أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ يدعو به في هذه الليلة وهو ساجد.

التاسع:أنْ يسجدَ السجداتِ الواردة عن النبيِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

روى الشيخُ في المصباح عن حمّاد بنِ عيسى عن أبانِ بنِ تغلب قال: قال أبو عبدِ اللّهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ: لمّا كانَ ليلةَ النصفِ من شعبانَ، كانَ رسولُ اللّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عند عائشةَ فلما انتصفَ الليلُ قامَ رسولُ اللّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عن فراشِها، فلما انتبهتْ وجدتْ رسولَ اللّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قد قامَ عن فراشِها فدخلَها ما يتداخلُ النساءَ وظنّتْ أنه قدْ قامَ إلى بعضِ نسائِه فقامتْ وتلفّفت بشملتها وأيمُ اللّهِ ما كانَ قزّاً ولا كتّاناً ولا قطناً ولكن كانَ سُدَاهُ شَعراً ولُحْمَتُهُ أوبارَ الإبلِ، فقامت تطلبُ رسولَ اللّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في حُجَرِ نسائهِ حجرةً حجرةً فبينا هي كذلك إذ نظرتْ إلى رسولِ

ص: 305

اللّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ساجداً كثوبٍ متلبطٍ على وجهِ الأَرْضِ فدنتْ منه قريباً فسمعته في سجودِه وهو يقول:

سَجدَ لَكَ سَوادِي وَخَيالِي وَآمَنَ بِكَ فُؤادِي هذِهِ يَدايَ وَما جَنَيْتُهُ عَلى نَفْسِي يا عَظِيمُ تُرْجى لِكُلِّ عَظيمٍ اغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ إِلاّ الرَبُّ العَظِيمُ .

ثم رفعَ رأسَهُ ثُم عادَ ساجداً فَسَمِعَتْهُ يقولُ:

أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَتْ لَهُ السَّماواتُ وَالأَرَضُونَ وانْكَشَفَتْ لَهُ الظُّلُماتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الأوّلِينَ وَالآخِرِينَ مِنْ فُجأَةِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ وَمِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، اللّهُمَّ ارْزُقْنِي قَلْباً تَقِيّاً نَقِيّاً وَمِنَ الشِّرْكِ بَرِيئاً لا كافِراً وَلا شَقِيّاً .

ثم عفَّرَ خدّيهِ في الترابِ وقال:

عَفَّرْتُ وَجْهِيَ فِي التُّرابِ وَحُقَّ لِي أَنْ أَسْجُدَ لَكَ .

فلمّا همَّ رسولُ اللّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بالانصرافِ، هرولتْ إلى فراشِها فأتى رسولُ اللّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فراشَها فإذا لها نفسٌ عالٍ، فقال لها رسولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: ما هذا النفسُ العالي؟ أما تعلمينَ أيَّ ليلةٍ هذه؟ هذه ليلةُ النصفِ منْ شعبانَ، فيها تُقْسَمُ الأرزاقُ وفيها تُكتَبُ الآجالُ وفيها يُكتَبُ وفدُ الحاجّ وإنَّ اللَّهَ تعالى ليغفرَ في هذهِ الليلةِ من خلقِهِ أكثرَ من عددِ شعرِ معزى (بني) كلبٍ وينزلُ اللَّهُ تعالى ملائكتَهُ من السماءِ إلى الأَرْضِ بمكَّة.

ورواها الصدوقُ في فضائلِ الشهرِ الثلاثةِ بطريقهِ عن حمزةَ بنِ حمرانَ عن أبِي عبدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ مع اختلافٍ يسيرٍ.

صلاة ركعتين بعد العشاء

العاشر: روى الشيخُ فِي (المصباح) عن أبي يحيى في حديثٍ في فضلِ ليلةِ النصفِ من شعبانَ أنّهُ قال: قلتُ لمولايَ الصادقِ عَلَیْهِ السَّلَامُ: ما هو

ص: 306

فضلُ الأدعيةِ في هذهِ الليلةِ؟ فقال: إذا صلّيتَ صلاةَ العشاءِ فصلِّ ركعتينِ تقرأُ في الركعةِ الأوّلى سورةَ (الحمد)، وسورةَ (الكافرون)، وفي الركعةِ الثانية سورةَ (الحمد)، وسورةَ (التوحيد)،فإذا سلّمتَ قلتَ:( سُبْحَانَ اللَّهِ ) ثلاثاً وثلاثينَ مرّةً، و( الحَمْدُ للَّهِ ) ثلاثاً وثلاثينَ مرّة، و( اللَّهُ أَكْبَرُ ) أربعاً وثلاثين مرّة، ثمّ قُلْ:

يا مَنْ إِلَيْهِ مَلْجأُ العِبادِ فِي المُهِمَّاِت وَإِلّيْهِ يَفْزَعُ الخَلْقُ فِي المُلِمَّاتِ يا عالِمَ الجَهْرِ وَالخَفِيَّاتِ يا مَنْ لا تَخْفى عَلَيْهِ خَواطِرُ الأوهامِ وَتَصرُّفُ الخَطَراتِ يا رَبَّ الخَلائِقِ وَالبَرِيَّاِت يا مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ الأَرْضِينَ وَالسَّماواتِ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ أَمُتُّ إِلَيْكَ بِلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ فَيا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اجْعَلْنِي فِي هذِهِ الليْلَةِ مِمَّنْ نَظَرْتَ إِلَيْهِ فَرَحِمْتَهُ وَسَمِعْتَ دُعاءَهُ فَأَجَبْتَهُ وَعَلِمْتَ اسْتِقالَتَهُ فَأَقَلْتَهُ وَتَجاوَزْتَ عَنْ سالِفِ خَطِيئَتِهِ وَعَظِيمِ جَرِيرَتِهِ فَقَدْ اسْتَجَرْتُ بِكَ مِنْ ذُنُوبِي وَلَجَأْتُ إِلَيْكَ فِي سَتْرِ عُيُوبِي، اللّهُمَّ فَجُدْ عَلَيَّ بِكَرَمِكَ وَفَضْلِكَ وَاحْطُطْ خَطايايَ بِحِلْمِكَ وَعَفْوِكَ وَتَغَمَّدْنِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ بِسابِغِ كَرامَتِكَ وَاجْعَلْنِي فِيها مِنْ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ اجْتَبَيْتَهُمْ لِطاعَتِكَ وَاخْتَرْتَهُمْ لِعِبادَتِكَ وَجَعَلْتَهُمْ خالِصَتَكَ وَصَفْوَتَكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ سَعَدَ جَدُّهُ وَتَوَفَّرَ مِنَ الخَيْراتِ حَظُّهُ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ سَلِمَ فَنَعِمَ وَفازَ فَغَنِمَ وَاكْفِنِي شَرَّ ما أَسْلَفْتُ وَاعْصِمْنِي مِنَ الازْدِيادِ فِي مَعْصِيَتِكَ وَحَبِّبْ إِلَيَّ طاعَتَكَ وَما يُقَرِّبُنِي مِنْكَ وَيُزْلِفُنِي عِنْدَكَ. سَيِّدِي، إِلَيْكَ يَلْجَأُ الهارِبُ وَمِنْكَ يَلْتَمِسُ الطَّالِبُ وَعَلى كَرَمِكَ يُعَوِّلُ المُسْتَقِيلُ التائبُ أَدَّبْتَ عِبادَكَ بِالتَّكَرُّمِ وَأَنْتَ أَكْرَمُ الأَكْرَمِينَ وَأَمَرْتَ بِالعَفْوِ عِبادَكَ وَأَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ، اللّهُمَّ فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ مِنْ كَرَمِكَ وَلا

ص: 307

تُؤْيِسْنِي مِنْ سابِغِ نِعَمِكَ وَلا تُخَيِّبْنِي مِنْ جَزِيلِ قِسَمِكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ لأهل طاعَتِكَ وَاجْعَلْنِي فِي جُنَّةٍ مِنْ شِرارِ بَرِيَّتِكَ. رَبِّ إِنْ لْم أَكُنْ مِنْ أَهْلِ ذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلُ الكَرَمِ وَالعَفْوِ وَالمَغْفِرَةِ، وَجُدْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ لا بِما أَسْتَحِقُّهُ فَقَدْ حَسُنَ ظَنِّي بِكَ وَتَحَقَّقَ رَجائِي لَكَ وَعَلِقَتْ نَفْسِي بِكَرَمِكَ فَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمُ الأَكْرَمِينَ، اللّهُمَّ وَاخْصُصْنِي مِنْ كَرَمِكَ بِجَزِيلِ قِسَمِكَ وَأَعوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وَاغْفِرْ لِي الذَّنْبَ الَّذِي يَحْبِسُ عَلَيَّ الخُلُقَ وَيُضيِّقُ عَلَيَّ الرِّزْقَ حَتّى أَقُومَ بصالِحِ رِضاكَ وَأَنْعَمَ بِجَزِيلِ عَطائِكَ وَأَسْعَدَ بِسابِغِ نَعْمائِكَ، فَقَدْ لُذْتُ بِحَرَمِكَ وَتَعَرَّضْتُ لِكَرَمِكَ وَاسْتَعَذْتُ بِعَفْوِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ وبِحِلْمِكَ مِنْ غَضَبِكَ فَجُدْ بِما سَأَلْتُكَ وَأَنِلْ ما التَمَسْتُ مِنْكَ أَسْأَلُكَ بِكَ لا بِشَيْءٍ هُوَ أَعْظَمُ مِنْكَ .

ثم تسجدُ وتقول ُ: ( يا رَبّ ) عشرينَ مرّةً، ( يا اللَّهُ ) سبعَ مرّاتٍ، ( لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ ) سبعَ مرّاتٍ، ( ما شَاءَ اللَّهُ ) عشرَ مرّاتٍ، ( لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ ) عشرَ مرّاتٍ، ثم تصلّي على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وتسألُ حاجتَك، فواللَّهِ لو سألتَ بها بعددِ القطرِ لبلّغكَ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إيّاها بكرمِهِ وفضلِهِ.

صلاة جعفر الطيار

الحادي عشر: أن يُصلِّيَ صلاةَ جعفرٍ الطيار عَلَیْهِ السَّلَامُ، كما رواه الشيخُ عن الإمام الرضا صلواتُ اللَّهِ عليهِ وصلاة جعفر هي:

أربَع ركعاتٍ يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأولى سُورَةَ (الحَمدُ)، وسورةَ (الزلزلة)، وَفي الركعةِ الثّانيةِ سُورَةَ (الحَمدُ)، وسورةَ (العاديات)، وَفي الثّالثة سورةَ (الحَمدُ)، وسورةَ (النصر)، وَفي الرّابعة سورةَ (الحَمدُ)،

وسورةَ (التوحيد)، فإذا فرغَ من القراءةِ في كُلِّ ركعةٍ فَليَقُلْ قَبلَ الرُكوعِ خمسَ عشرةَ مَرَّة: (سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ). ويقولَها في ركوعه عشراً، وإِذا استوى من الرُّكوع قائِماً قالَها عشراً،

ص: 308

فإذا سجد قالها عشراً، فإذا جَلَسَ بين السّجدتين قالَها عشراً، فإذا سَجَدَ الثّانية قالَها عشراً، فإذا جَلَسَ ليَقوم قالَها قبل أَن يقومُ عشراً، يفعل ذلكَ في الأربع ركعات، فتكون ثلاثمائةِ تسبيحة.

روى الكُلَيني عَن أَبي سَعيد المَدائني قالَ: قالَ الصّادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: ألا أعلِّمك شَيْئاً تقولَهُ في صلاة جَعفَر عَلَیْهِ السَّلَامُ؟ قُلت: بلى.

قالَ: قُلْ: إذا فَرغت مِنَ التَّسبيحات في السَّجدة الثّانية مِنَ الرُّكعة الرَّابعة:

سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ العِزَّ وَالوَقارَ، سُبْحانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالمَجْدِ وَتَكَرَّمَ بِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاّ لَهُ، سُبْحانَ مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، سُبْحانَ ذِي المَنِّ وَالنِّعَمِ، سُبْحانَ ذِي القُدْرَةِ وَالكَرَمِ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ، وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَكَلِماتِكَ التَّامَّةِ الَّتِي تَمَّتْ صِدْقاً وَعَدْلاً، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ. وتطلب حاجتك.

رَوَى الشَّيخ والسَّيِّد عَن المفضل بن عمر قالَ: رأيت الصّادقَ عَلَیْهِ السَّلَامُ صَلّى صلاة جَعفَر بن أبي طالِب عَلَیْهِ السَّلَامُ، ورَفعَ يَديهِ ودعا بِهذا الدُّعاء: ( يا رَبِّ يا رَبِّ ) حَتَّى انقطعَ النفسُ ( يا رَبَّاهُ يا رَبَّاهُ ) حَتَّى انقطعَ النَّفسُ، ( رَبِّ رَبِّ ) حَتَّى انقطع النِّفس، ( يا اللَّهُ يا اللّهُ ) ُحَتَّى انقَطعَ النَّفسُ، ( يا حَيُّ يا حَيُّ ) حَتَّى انقطعَ النَّفسُ، ( يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ ) حتَّى انقطعَ النَّفسُ، ( يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ ) سبعَ مرَّات، ( يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ) سبعَ مرَّات، ثُمَّ قالَ:

اللّهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ القَوْلَ بِحَمْدِكَ، وَأَنْطِقُ بِالثَّناءِ عَلَيْكَ، وَأُمَجِّدُكَ وَلا غايَةَ لِمَدْحِكَ، وَأُثْنِي عَلَيْكَ وَمَنْ يَبْلُغُ غايَةَ ثَنائِكَ وَأَمَدَ مَجْدِكَ، وَأَنّى لِخَلِيقَتِكَ كُنْهُ مَعْرِفَةِ مَجْدِكَ، وَأَيَّ زَمَنٍ لَمْ تَكُنْ مَمْدُوحاً بِفَضْلِكَ مَوْصُوفاً

ص: 309

بِمَجْدِكَ عَوَّاداً عَلى المُذْنِبِينَ بِحِلْمِكَ. تَخَلَّفَ سكَّانُ أَرْضِكَ عَنْ طاعَتِكَ فَكُنْتَ عَلَيْهِمْ عَطُوفاً بِجُودِكَ جَوّاداً بِفَضْلِكَ، عَوَّاداً بِكَرَمِكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ المَنَّانُ ذُو الجَلالِ وَالإِكْرامِ .

وقالَ لي: يا مفضّل إذا كانت لكَ حاجةٌ مُهمَّةٌ فصَلِّ هذهِ الصلاة وادعُ بهذا الدُّعاء، وسلْ حاجتَكَ يقضي اللَّهُ لكَ إنْ شاءَ اللَّهُ تعالى.

صلاة جعفر الطیار عَلَیْهِ السَّلَامُ لقضاء الحوائج

ورَوى الطوسيّ لقَضاءِ الحوائِج عَن الإمام الصّادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قالَ: صُم يَومَ الأربعاءِ والخَميس والجُمعة، فإذا كانَ عشيّةَ يَوم الخَميس تصدَّقتَ على عشرةِ مساكينَ مدّاً مدّاً من الطّعام، فإذا كان يَومَ الجُمعةِ اغتسلتَ وبرزتَ إلى الصّحراءِ فصلِّ صلاةَ جَعفَر بن أبي طالب واكشفْ عَن ركبتيكَ وألصقْهُما بالأَرْضِ، وقُلْ:

يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ وَسَتَرَ القَبِيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالجَرِيرَةِ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظِيمَ العَفْوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ وَيا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ، يا باسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى، وَمُنْتَهى كُلِّ شَكْوى، يا مُقِيلَ العَثَراتِ، يا كَرِيمَ الصَّفْحِ، يا عَظِيمَ المَنِّ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا رَبَّاهُ يا رَبَّاهُ يا رَبَّاهُ (عَشراً) ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ (عَشراً) ، يا سَيِّداهُ يا سَيِّداهُ (عَشراً) ، يا مَوْلاياهُ يا مَوْلاياهُ (عَشراً) ، يا رَجاءاهُ عشراً، يا غِياثاهُ (عَشراً) ، يا غايَةَ رَغْبَتاهُ (عَشراً) ، يا رَحْمنُ (عَشراً) ، يا رَحِيمُ (عَشراً) ، يا مُعْطِيَ الخَيْراتِ (عَشراً) ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَثِيراً طَيِّباً كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ (عَشراً) واطلُب حاجتك.

الثاني عشر: إذا كانت ليلةُ النصفِ من شعبانَ فصلِّ أربعَ ركعاتٍ تُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) مائةَ مرّةٍ، فإذا فرغتَ فَقُلْ ما في نسخة الكافي:

ص: 310

اللّهُمَّ إِنِّي إِلَيْكَ فَقِيرٌ وَإِنِّي عَائِذٌ بِكَ، وَمِنْ عَذَابِكَ خائِفٌ مُسْتَجِيرٌ، رَبِّ لا تُبَدِّلِ اسْمِي وَلا تُغَيِّرْ جِسْمِي، رَبِّ لا تُجْهِدْ بَلائِي وَلاَ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي أَعُوذُ بِعَفْوِكَ مِنْ عِقابِكَ وَأَعُوذُ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذابِكَ وَأَعُوذُ بِرِضاكَ مِنْ سَخَطِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ جَلَّ ثَناؤُكَ أَنْتَ كَما أَثْنَيْتَ عَلى نَفْسِكَ وَفَوْقَ ما يَقُولُ القائِلُونَ .

صلاة مائة ركعة في ليلة النصفِ من شعبانَ

الثالث عشر: وردَ في الحديث فضلٌ كثيرٌ لصلاةِ مائةِ ركعةٍ في هذهِ الليلةِ تُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، تقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) عشرَ مرّاتٍ.

صلاة ست ركعة في ليلة النصفِ من شعبانَ

الرابع عشر: أن يُصلِّي ستَّ ركعاتٍ يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورةَ (يس) مرّةً، وسورةَ (الملك) مرّةً، وسورةَ (التوحيد) مرّةً.

أدعية صلاة الليل في ليلةَ النصفِ من شعبانَ

الخامس عشر: أن يدعو بعدَ كلِّ ركعتيْنِ من صلاةِ الليلِ وبعدَ الشفعِ والوترِ بما رواه الشيخ والسيد وهو:

إذا صليتَ صلاةَ الليلِ فصلِّ ركعتيْنِ وادعُ بهذا الدّعاءِ وقلْ:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعِ الرِّسَالَةِ وَمُخْتَلَفِ المَلاَئِكَةِ وَمَعْدِنِ العِلْمِ وَأَهْلِ بَيْتِ الوَحْيْ، وَأَعْطِنِي فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ أُمْنِيَتِي وَتَقَبَّلْ وَسِيلَتِي، فَإِنِّي بِمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَأَوْصِيَائِهِمَا إِلَيْكَ أَتَوَسَّلُ وَعَلَيْكَ أَتَوَكَّلُ وَلَكَ أَسْأَلُ، يَا مُجِيبَ المُضْطَرِّينَ يَا مَلْجَأَ الهَارِبِينَ وَمُنْتَهَى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ وَنَيْلِ الطَّالِبِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاَةً كَثِيرَةً طَيِّبَةً تَكُوْنُ لَكَ رِضىً وَلِحَقِّهِمْ قَضَاءً، اللَّهُمَّ اعْمُرْ قَلْبِي بِطَاعَتِكَ وَلاَ تُخْزِنِي بِمَعْصِيَتِكَ، وَارْزُقْنِي مُوَاسَاةَ مَنْ قَتَّرْتَ عَلَيْهِ

ص: 311

مِنْ رِزْقِكَ بِمَا وَسَّعْتَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّكَ وَاسِعُ الفَضْلِ وَازِعُ العَدْلِ، لِكُلِّ خَيْرٍ أَهْلٌ.

ثم صلِّ ركعتينِ وقُلْ:

اللَّهُمَّ أَنْتَ المَدْعُوُّ وَأَنْتَ المَرْجُوُّ رَازِقُ الخَيْرِ وَكَاشِفُ السُّوْءِ، الغَفَّارُ ذُوْ العَفْوِ الرَّفِيعِ وَالدُّعَاءِ السَّمِيعِ، أَسْأَلُكَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ الإِجَابَةَ وَحُسْنَ الإِنَابَةِ وَالتَّوْبَةِ وَالأَوْبَةِ وَخَيْرَ مَا قَسَمْتَ فِيهَا وَفَرَقْتَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِيمٍ. فَأَنْتَ بِحَالِي زَعِيمٌ عَلِيمٌ وَبِي رَحِيمٌ امْنُنْ عَلَيَّ بِمَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَى المُسْتَضْعَفِين من عِبَادِكَ وَاجْعَلْنِي مِنَ الوَارِثِينَ وَفِي جِوَارِكَ مِنَ اللاَّبِثِينَ فِي دَارِ القَرَارِ وَمَحَلِّ الأَخْيَارِ.

ثم صلِّ ركعتينِ وقُلْ:

سُبْحَانَ الوَاحِدِ الَّذِي لاَ إِلهَ غَيْرُهُ القَدِيمِ الَّذِي لاَ بِدْءَ لَهُ، الدَّائِمِ الَّذِي لاَ نَفَادَ لَهُ، الدَّائِبِ الَّذِي لاَ فَرَاغَ لَهُ، الحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوْتُ، خَالِقِ مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، عَالِمِ كُلِّ شَيْءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ، السَّابِقِ فِي عِلْمِهِ مَا لاَ يَهْجِسُ لِلْمَرْءِ فِي وَهْمِهِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُوْنَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ مُعْتَرِفٍ بِبَلاَئِكَ القَدِيمِ وَنَعْمَائِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ أَنْبِيَائِكَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ أَصْفِيَائِكَ وَأَحِبَّائِكَ، وَأَنْ تُبَارِكَ لِي فِي لِقَائِكَ.

ثم صلِّ ركعتينِ وقُلْ:

يَا كَاشِفَ الكَرْبِ وَمُذَلِّلَ كُلِّ صَعْبٍ وَمُبْتَدِىءَ النِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقَاقِهَا، وَيَا مَنْ مَفْزَعُ الخَلْقِ إِلَيْهِ وَتَوَكُّلُهُمْ عَلَيْهِ، أَمَرْتَ بِالدُّعَاءِ وَضَمِنْتَ الإِجَابَةَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَابْدَأْ بِهِمْ فِي كُلِّ خَيْرٍ وَافْرِجْ هَمِّي وَغَمِّي

ص: 312

وَأَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلاَوَةَ ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَانْتِظَارَ أَمْرِكَ. انْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحِيمَةً مِنْ نَظَرَاتِكَ، وَأَحِيِنِي مَا أَحْيَيْتَنِي مَوْفُوْراً مَسْتُوْراً، وَاجْعَلِ المَوْتَ لِي جَذَلاً وَسُرُوراً، وَاقْدِرْ لِي وَلاَ تُقَدِّرْ عَلَيَّ فِي حَيَاتِي إِلى حِينِ وَفَاتِي حَتَّى أَلْقَاكَ مِن العَيْشِ سَئِماً وَإِلَى الآخِرَةِ قَدِماً، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

ثم صلِّ ركعتينِ وقُلْ بعدَهُما قبلَ قيامِكَ إلى الوَتْر:

اللَّهُمَّ رَبَّ الشَّفْعِ وَالوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ، بِحَقِّ هذِهِ اللَّيْلَةِ المَقْسُوْمِ فِيهَا بَيْنَ عِبَادِكَ مَا تَقْسِمُ، وَالمَحْتُوْمِ فِيهَا مَا تَحْتِمُ، أَجْزِلْ فِيهَا قِسْمِي وَلاَ تُبَدِّلِ اسْمِي وَلاَ تُغَيِّرْ جِسْمِي وَلاَ تَجْعَلْنِي مِمَّنْ عَنِ الرُّشْدِ عَمِيَ، وَاخْتِمْ لِي بِالسَّعَادَةِ وَالقَبُوْلِ، يَا خَيْرَ مَرْغُوْبٍ إِلَيْهِ وَمَسْؤُوْلٍ.

قال الطوسيّ والكفعميّ يُقال في هذهِ الليلةِ في الأسحارِ بعدَ صلاةِ الشفع.

إِلهِي تَعَرَّضَ لَكَ فِي هذا اللَّيْلِ المُتَعَرِّضُونَ وَقَصَدَكَ القاصِدُونَ وَأَمَّلَ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ الطَّالِبُونَ وَلَكَ فِي هذا اللَّيْلِ نَفَحاتٌ وَجَوائِزُ وَعَطايا وَمَواهِبُ تَمُنُّ بِها عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ عِبادِكَ وَتَمْنَعُها مَنْ لَمْ تَسْبِقْ لَهُ العِنايَةُ مِنْكَ، وَها أَنا ذا عُبَيْدُكَ الفَقِيرُ إِلَيْكَ المُؤَمِّلُ فَضْلَكَ وَمَعْرُوفَكَ، فَإِنْ كُنْتَ يا مَوْلايَ تَفَضَّلْتَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَعُدْتَ عَلَيْهِ بِعائِدَةٍ مِنْ عَطْفِكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الخَيِّرِينَ الفاضِلِينَ، وَجُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَمَعْرُوفِكَ يا رَبَّ العالَمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ

ص: 313

تَسْلِيماً، إِنَّ اللَّهَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَ فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ .

ثم قُمُ وصلِّ ركعةَ الوتر، فإذا فرغتَ من دعاءِ الوَتر وأنتَ قائمٌ فقُلْ قبلَ الركوع:

اللَّهُمَّ يَا مَنْ شَأَنُهُ الكِفَايَةُ وَسُرَادِقُهُ الرِّعَايَةُ يَا مَنْ هُوَ الرَّجَاءُ وَالأَمَلُ وَعَلَيْهِ فِي الشَّدَائِدِ المُتَّكَلُ، مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَضَاقَتْ عَلَيَّ المَذَاهِبُ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ، كَيْفَ أَخَافُ وَأَنْتَ رَجَائِي وَكَيْفَ أَضِيعُ وَأَنْتَ لِشِدَّتْي وَرَخَائِي. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَا وَارَتِ الحُجُبُ مِن جَلاَلِكَ وَجَمَالِكَ وَبِمَا أَطَافَ بِهِ العَرْشُ مِنْ بَهَاءِ كَمَالِكَ، وَبِمَعَاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ الثَّابِتِ الأَرْكَانِ وَبِمَا تُحِيطُ بِهِ قُدْرَتُكَ مِنْ مَلَكُوْتِ السُّلْطَانِ يَا مَنْ لاَ رَادَّ لأَمْرِهِ وَلاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ اضْرِبْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَعْدَائِي سِتْراً مِنْ سِتْرِكَ وَكَافِيَةً مِنْ أَمْرِكَ، يَا مَنْ لاَ تَخْرِقُ قُدْرَتَهُ عَوَاصِفُ الرِّيَاحِ وَلاَ تَقْطَعُهُ بَوَاتِرُ الصِّفَاحِ وَلاَ تَنْفُذُ فِيهِ عَوَامِلُ الرِّمَاحِ. يَا شَدِيدَ البَطْشِ يَا عَالِيَ العَرْشِ، اكْشِفْ ضُرِّي، يَا كَاشِفَ ضُرِّ أَيُوْبَ، وَاضْرِبْ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ يَرْمِينِي بِبَوَائِقِهِ وَتَسْرِي إِلَيَّ طَوَارِقُهُ بِكَافِيَةٍ مِنْ كَوَافِيكَ وَوَاقِيَةٍ مِنْ دَوَاعِيكَ، وَفَرِّجْ هَمِّي وَغَمِّي يَا فَارِجَ هَمِّ يَعْقُوبَ، وَاغْلِبْ لِي مَنْ غَلَبَنِي، يَا غَالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ. وَرَدَّ اللهُ الَّذِينَ كَفَرُوْا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوْا خَيْراً، وَكَفَى اللهُ المُؤْمِنِينَ القِتَالَ وَكَانَ اللهُ قَوِيّاً عَزِيزاً، فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوْا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوْا ظَاهِرِينَ، يَا مَنْ نَجَّا نُوْحاً مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ، يَا مَنْ نَجَّا لُوْطاً مِنَ القَوْمِ الفَاسِقِينَ، يَا مَنْ نَجَّا هُوْداً مِنَ القَوْمِ العَادِينَ، يَا مَنْ نَجَّا مُحَمَّداً مِنَ القَوْمِ المُسْتَهْزِئينَ. أَسْأَلُكَ بِحَقِّ

ص: 314

شَهْرِنَا هذَا وَأَيَّامِهِ الَّذِي كَانَ رَسُوْلُكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يَدْأَبُ فِي صِيَامِهِ وَقِيَامِهِ مَدَى سِنِيِّهِ وَأَعْوَامِهِ، أَنْ تَجْعَلَنِي فِيهِ مِنَ المَقْبُوْلِينَ أَعْمَالَهُمْ، البَالِغِينَ فِيهِ آمَالَهُمُ، وَالقَاضِينَ فِي طَاعَتِكَ آجَالَهُمْ، وَأَنْ تُدْرِكَ بِي صِيَامَ الشَّهْرِ المُفْتَرَضِ، شَهْرِ الصِّيَامِ، عَلَى التَّكْمِلَةِ وَالتَّمَامِ وَاسْلَخْهُمَا عَنِّي بِانْسِلاَخِي مِنَ الآثَامِ. فَإِنِّي مُتَحَصِّنٌ بِكَ ذُوْ اعْتِصَامٍ بِأَسْمَائِكَ العِظَامِ وَمُوَالاَةِ أَوْلِيَائِكَ الكِرَامِ، أَهْلِ النَّقْضِ وَالإِبْرَامِ، إِمَامٍ مِنْهُمْ بَعْدَ إِمَامٍ، مَصَابِيحِ الظَّلاَمِ وَحُجَجِ اللهِ عَلَى جَمِيعِ الأَنَامِ، عَلَيْهِمْ مِنْكَ يَا رَبِّ أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ. اللَّهُمَّ وَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ البَيْتِ الحَرَامِ وَالرُّكْنِ وَالمَقَامِ وَالمَشَاعِرِ العِظَامِ أَنْ تَهَبَ لِيَ اللَّيْلَةَ الجَزِيلَ مِنْ عَطَائِكَ وَالإِعَاذَةَ مِنْ بَلاَئِكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الأَوْصِيَاءِ الهُدَاةِ الدُّعَاةِ، وَأَنْ لاَ تَجْعَلَ حَظِّي مِنْ هذَا الدُّعَاءِ تِلاَوَتَهُ وَاجْعَلْ حَظِّي مِنْهُ إِجَابَتَهُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

أعمال يوم النصف من شعبان

السادس عشر: إحياؤها بالصلاةِ والدّعاءِ والاستغفارِ كما كانَ يصنعُ الإمامُ زينُ العابدينَ عَلَیْهِ السَّلَامُ. وفي الحديث: من أحيا هذهِ الليلة لم يمتْ قلبُهُ يومَ تموتُ القلوبُ.

زيارة الإمام صاحب العصر (عجل اللَّهُ فرجه) في يوم النصف

اليوم الخامس عشر :

قد وُلِد فيه الإمام الثاني عشر إمامُنا المهدي الحُجّةُ بنُ الحسنِ صاحبُ الزمانِ صلواتُ اللَّهِ عليهِ وعلى آبائِهِ، ويُستحبّ زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ والدّعاءُ بتعجيل الفرجِ عندَ زيارتهِ، وتتأكدُ زيارتُهُ في السردابِ بِسُرَّ مَن رَأَى، وهو المتيقّنُ ظُهُورُهُ وتملّكُهُ، وأنّهُ يملأُ الأَرْضَ قسطاً وعدلاً كما مُلِئَتْ ظُلماً وجَوْراً.

ويُستحبّ فيه زيارةُ الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ بما تقدّم من زيارتهِ في أوّلِ ليلةٍ

ص: 315

من رجب على ما ذكرَهُ الشهيدَ (قدّس سرّه) أنّها تُزارُ في ستّةِ أوقات قد تقدّمت ص 241. وكذلك بما ورد من زيارته الخاصّة ليلة النصف من شعبان ص302.

ويستحب زيارة الإمام صاحب الزمان (عجّل اللَّهُ فرجه) في سامراء عند السرداب وقد ذكرت له زيارتان.

الأولى: زيارة آل ياسين وهي:

إذا أردتم التوجّه بنا إلى اللَّهِ تعالى وإلينا فقولوا كما قال اللَّهُ تعالى:

سَلامٌ عَلى آلِ يَس، السَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ اللَّهِ وَرَبَّانِيَّ آياتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ وَدَيَّانَ دِينِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ اللَّهِ وَناصِرَ حَقِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ ِوَدَلِيلَ إِرادَتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتابَ اللَّهِ وَتَرْجُمانَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ فِي آناءِ لَيْلِكَ وَأَطْرافِ نَهارِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مِيثاقَ اللَّهِ الَّذِي أَخَذَهُ ووَكَّدَهُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ اللَّهِ الَّذِي ضَمِنَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَلَمُ المَنْصُوبُ وَالعِلْمُ المَصْبُوبُ وَالغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الواسِعَةُ وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِيْنَ تَقْعُدْ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّيَ وَتَقْنُتُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ السَّلامُ عَلَيْكَ حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي السَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلّى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمامُ المَأْمُونُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُقَدَّمُ المَأْمُولُ السَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلامِ. أُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ لا حَبِيبَ إِلاّ هُوَ وَأَهْلُهُ، وَأُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنَّ عَلِيّاً أَمِيرَ المُوْمِنِينَ حُجَّتُهُ

ص: 316

وَالحَسَنَ حُجَّتُهُ وَالحُسَيْنَ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ حُجَّتُهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَمُوسى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ مُوسى حُجَّتُهُ وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ وَالحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ أَنْتُمْ الأوَّلُ وَالآخِرُ، وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لا رَيْبَ فِيها يَوْمَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً، وَأَنَّ المَوْتَ حَقٌّ وَأَنَّ ناكِراً وَنَكِيراً حَقٌّ وَأَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ وَالبَعْثَ حَقٌّ وَأَنَّ الصِّراطَ حَقٌّ وَالمِرْصادَ حَقٌّ وَالمِيزانَ حَقٌّ وَالحَشْرَ حَقٌّ وَالحِسابَ حَقٌّ وَالجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ وَالوَعْدَ وَالوَعِيدَ بِهِما حَقٌّ. يا مَوْلايَ شَقِيَ مَنْ خالَفَكَ وَسَعِدَ مَنْ أَطاعَكَ؛ فَاشْهَدْ عَلى ما أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ وَأَنا وَلِيٌّ لَكَ بَرِيٌ مِنْ عَدُوِّكَ، فَالحَقُّ ما رَضَيْتُمُوهُ وَالباطِلُ ما سَخَطْتُمُوهُ وَالمَعْرُوفُ ما أَمَرْتُمْ بِهِ وَالمُنْكَرُ ما نَهَيْتُمْ عَنْهُ فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِرَسُولِهِ وَبِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَبِكُمْ يا مَوْلايَ أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ وَنُصْرَتِي مُعَدَّةٌ لَكُمْ، وَمَوَدَّتِي خالِصَةٌ لَكُمْ، آمِينَ آمِينَ .

الدّعاء عقيب هذا القول:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحْمَتِكَ وَكَلِمَةِ نُورِكَ وَأَنْ تَمْلأَ قَلْبِي نُورَ اليَّقِينِ وَصَدْرِي نُورَ الإيْمانِ وَفِكْرِي نُورَ النِّيَّاتِ وَعَزْمِي نُورَ العِلْمِ وَقُوَّتِي نُورَ العَمَلِ وَلِسانِي نُورَ الصِّدْقِ وَدِينِي نُورَ البَّصائِرِ مِنْ عِنْدِكَ وَبَصَرِي نُورَ الضِّياءِ وَسَمْعِي نُورَ الحِكْمَةِ وَمَوَدَّتِي نُورَ المُوالاةِ لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ، حَتّى أَلْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَمِيثاقِكَ فَتُغَشِّيَنِي رَحْمَتُكَ يا وَلِيُّ يا حَمِيدُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ حُجَتِّكَ فِي

ص: 317

أَرْضِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي بِلادِكَ وَالدَّاعِي إِلى سَبِيلِكَ وَالقائِمِ بِقِسْطِكَ وَالثَّائِرِ بِأَمْرِكَ وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ وَبَوارِ الكافِرِينَ وَمُجَلِّي الظُّلْمَةِ وَمُنِيرِ الحَقِّ وَالنَّاطِقِ بِالحِكْمَةِ وَالصِّدْقِ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ فِي أَرْضِكَ المُرْتَقِبِ الخائِفِ وَالوَلِيِّ النَّاصِحِ، سَفِينَةِ النَّجاةِ وَعَلَمِ الهُدى وَنُورِ أَبْصارِ الوَرى وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى وَمُجَلِّي العَمى الَّذِي يَمْلَأُ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَأذْهَبْتَ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً، اللّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدِينِكَ وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِياءَكَ وَأَوْلِياءَهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ وَمِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ مِنْ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَاقْتُلْ بِهِ الكُفَّارَ وَالمُنافِقِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها بَرِّها وَبَحْرِها، وَامْلأْ بِهِ الأرْضَ عَدْلاً وَأظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَاجْعَلْنِي اللّهُمَّ مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ، وَأَرِنِي فِي آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ ما يَأْمَلُونَ وَفِي عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ؛ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

الزيارة الثانية: ما رواها الكفعمي في البلد الأمين:

تقول في زيارة الإمام القائم (عجّل اللَّهُ فرجه) بعد الإذن والتكبير مائةَ مرّةٍ قبل أن تنزل في السرداب إن كانت الزيارة من قرب:

ص: 318

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ وَخَلِيفَةَ آبَائِهِ المَهْدِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَصِيَّ الأوْصِيَاءِ الْمَاضِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَافِظَ أَسْرَارِ رَبِّ الْعَالَمِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عُلُومِ النَّبِيِّينَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَقِيَّةَ اللَّهِ مِنَ الصَّفْوَةِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الأنْوَارِ الزَّاهِرة السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الآيَاتِ الْبَاهِرَةِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ العتْرَةِ الطَّاهِرَةِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَعْدِنَ عُلُومِ (الْعُلُومِ) النَّبَوِيَّةِ وَالأسْرَارِ الرَّبَّانِيَّةِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اللَّهِ الَّذِي لاَ يُؤْتَى إلاَّ مِنْهُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا سَبِيلَ اللَّهِ الَّذِي مَنْ سَلَكَ غَيْرَهُ هَلَكَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ شَجَرَةِ طُوبَى وسِدْرَةِ الْمُنْتَهَى السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللَّهِ الَّذِي لاَ يُطْفَأُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَخْفَى السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ فِي الأرْضِ وَالسَّمَاءِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ سَلاَمَ مَنْ عَرَفَكَ بِمَا عَرَّفَكَ اللَّهُ بِهِ وَنَعَتَكَ بِبعْضِ نُعُوتِهِ الَّتِي أَنْتَ أَهْلُهَا وَفَوْقَهَا، أَشْهَدُ أَنَّكَ الْحُجَّةُ عَلَى مَنْ مَضَى وَمَنْ بَقِيَ وَأَنَّ حِزْبَكَ هُمُ الغَالِبُونَ وَأَوْلِيَاءَكَ هُمُ الْفَائِزُونَ وَأَعْدَاءَكَ هُمْ الخَاسِرُونَ وَأَنَّكَ خَازِنُ كُلِّ عِلْمٍ وَفَاتِقُ كُلِّ رَتْقٍ وَمُحَقِّقُ كُلِّ حَقٍّ وَمُبْطِلُ كُلِّ بَاطِلٍ رَضِيتُ بِكَ يَا مَوْلاَيَ إمَاماً وَوَلِيّاً وَمُرْشِداً لاَ أَبْغِي بِكَ بَدَلاً وَلاَ أَتَّخِذُ مِنْ دُونِكَ وَلِيّاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ الحَقُّ الثَّابِتُ الَّذِي لاَ عَيْبَ فِيهِ وَأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ فِيكَ حَقٌّ لاَ أَرْتَابُ لِطُولِ الغَيْبَةِ وَبُعدِ الأمَدِ وَلاَ أَتَجَبَّرُ مَعَ مَنْ جَحَدَكَ وَجَهِلَكَ وَجَهِلَ بِكَ بَلْ مُنْتَظِرٌ مُتَوَقِّعٌ لآِيَاتِكَ، أَنْتَ الشَّافِعُ الَّذِي لاَ يُنازَعُ وَالْوَلِيُّ الَّذِي لاَ يُدَافَعُ ذَخَرَكَ اللَّهُ لِنُصْرَةِ الدِّينِ وَإعْزَازِ المُؤْمِنِينَ وَالانْتِقَامِ مِنَ الْجَاحِدِينَ الْمَارِقِينَ، وَأَشْهَد أَنَّ بولاَيتِكَ تُقْبَلُ الأعْمَالُ وَتَزْكُو الأفعَالُ وَتُضَعَّفُ الحَسَنَاتُ وَتُمْحَا السَّيِّئَاتُ فَمَنْ جَاءَ

ص: 319

بِوَلاَيَتِكَ وَاعْتَرَفَ بِإمَامَتِكَ قُبِلَتْ أَعْمَالُهُ وَصُدِّقَتْ أَقْوَالُهُ وَتَضَعَّفَتْ حَسَنَاتُهُ وَمُحِيَتْ سَيِّئَاتُهُ وَمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلاَيَتِكَ وجَهَلَ مَعْرِفَتَكَ وَاسْتَبْدَلَ بِكَ غَيْرَكَ أَكَبَّهُ اللَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي النَّارِ وَلَم يَقْبَل لَهُ عَمَلاً وَلَمْ يُقِمْ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً أُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُ مَلاَئِكَتَهُ وَأُشْهِدُكَ يَا مَوْلاَيَ أَنَّ مَقَالِي هَذَا ظَاهِرُهُ كَبَاطِنِهِ وَسِرُّهُ كَعَلاَنِيَتِهِ وَأَنْتَ الشّاهِدُ عَلَى ذَلِكَ وَهُوَ عَهْدِي إلَيْكَ وَمِيثَاقِي لَدَيْكَ إذْ أَنْتَ نِظَامُ الدِّينِ وَيَعْسُوبُ المُتَّقِينَ وَعِزُّ الْمُوَحِّدِينَ وَبِذَلِكَ أَمَرَنِي رَبُّ العَالَمِينَ فَلَوْ تَطَاوَلَتِ الدُّهُورُ وَتَمَادَتِ الأعْصَارُ لَمْ أَزْدَدْ فِيكَ إلاّ يَقِيناً وَلَكَ إلاَّ حُبّاً وَعَلَيْكَ إلاّ تَوَكُّلاً وَاعْتِمَاداً وَلِظُهُورِكَ إلاَّ تَوَقُّعاً وَانْتِظَاراً وَتَرَقُّباً لِجهَادِي بَيْنَ يَدَيْكَ فَأَبْذِلُ نَفْسِي وَمَالِي وَوَلَدِي وَأَهْلِي وَجَمِيعَ مَا خَوَّلَنِي رَبِّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَالتَّصَرُّفَ بَيْنَ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ يَا مَوْلاَيَ فَإنْ أَدْرَكْتُ أيَّامَكَ الزَّاهِرَةَ وَأَعْلاَمَكَ الْبَاهِرَةَ فَهَا أَنَا ذَا عَبْدُكَ مُتَصَرِّفٌ بَيْنَ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ أَرْجُو بِطَاعَتِكَ الشَّهَادَةَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَبِوِلاَيَتِكَ السَّعَادَةَ وَالْفَوْزَ لَدَيْكَ مَوْلاَيَ فَإنْ أَدْرَكَنِي المَوْتُ قَبْلَ ظُهُورِكَ فَإنِّي أَتَوَسَّلُ بِكَ وَبِآبِائِكَ الطَّاهِرِينَ إلَى اللَّهِ وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ يَجْعَلَ لِي كَرَّةً فِي ظُهُورِكَ وَرَجْعَةً فِي أَيَّامِكَ لِأَبْلُغَ مِن طَاعَتِكَ مُرَادِي وَأَشْفِيَ مِنْ أَعْدَائِكَ فَؤَادِي. مَوْلاَيَ وَقَفْتُ فِي زِيَارَتِكَ مَوْقِفَ الخَاطِئِينَ النَّادِمِينَ الْخَائِفِينَ مِنْ عِقَابِ رَبِّ العَالَمِينَ وَقَد اتَّكَلْتُ عَلَى شَفَاعَتِكَ وَرَجَوْتُ بمُوَالاَتِكَ وَشَفَاعَتِكَ مَحْوَ ذُنُوبِي وَسَتْرَ عَوْرَتِي وَمَغْفِرَةَ ذُنُوبِي وَزَلَلِي فَكُنْ لِوَلِيِّكَ يَا مَوْلاَيَ عِنْدَ تَحْقِيقِ أَمَلِهِ وَاسْأَلِ اللَّهَ غُفْرَانَ زَلَلِهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِكَ وَتَمَسَّكَ بِوِلاَيَتِكَ وَتَبَرَّأَ مِنْ أَعْدَائِكَ اللَّهُمَّ صَلَّ

ص: 320

عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَظْهِر كَلِمَتَهُ وَأَعْلِ دَعْوَتَهُ وَانْصُرْهُ عَلَى عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكَ يَا رَبّ الْعَالَمِينَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَظْهِرْ كَلِمَتَكَ التَّامَّةَ وَمُغَيَّبَكَ الَّذِي فِي أَرْضِكَ الْخَائِفَ الْمُتَرَقِّبَ اللَّهُمَّ انْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً وافْتَحْ لَهُ فَتحاً يَسِيراً اللَّهُمَّ وَأَعِزَّ بِهِ الدِّينَ بَعْدَ الخُمُولِ وَأَطْلِعْ بِهِ الْحَقَّ بَعْدَ الأُفُولِ وَاجْلِ بِهِ الظُلْمَةَ وَاكْشِفْ بِهِ الغُمَّةَ اللَّهُمَّ وَآمِنْ بِهِ البِلادَ وَاهْدِ بِهِ الْعِبَادَ اللَّهُمَّ امْلأْ بِهِ الأرْضَ قِسطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً إنَّكَ سَمِيع مُجِيبٌ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ ائْذَنْ لِوَلِيِّكَ الدُّخولَ إلَى حَرَمِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلَى آبَائِكَ الطَّاهِرِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

ثُمّ قل عند نزول السّردَاب:

السَّلاَمُ عَلَى الْحَقِّ الْجَدِيدِ وَالعَالِمِ الَّذي عِلْمُهُ لاَ يَبِيدُ السَّلاَمُ عَلَى مُحْيِي المُؤْمِنِينَ وَمُبِيرِ الْكَافِرِينَ السَّلاَمُ عَلَى مَهْدِيِّ الأُمَمِ وَجَامِعِ الْكَلِمِ السَّلاَمُ عَلَى خَلَفِ السَّلَفِ وَصَاحِبِ الشَّرَفِ السَّلاَمُ عَلَى حُجَّةِ المَعْبُودِ وَكَلِمَةِ المَحْمُودِ السَّلاَمُ عَلَى مُعِزِّ الأوْلِيَاءِ وَمُذِلِّ الأعْدَاءِ السَّلاَمُ عَلَى وَارِثِ الأنْبِيَاءِ وَخَاتَمِ الأوْصِيَاءِ السَّلامُ عَلَى الْقَائِمِ المُنْتَظَرِ وَالْغَائِبِ المُشْتَهرِ السَّلاَمُ عَلَى السَّيْفِ الشَّاهِرِ وَالقَمَرِ الزّاهِرِ وَالنّورِ الباهِرِ السَّلاَمُ عَلَى شَمْسِ الظَّلاَمِ وَالْبَدْرِ التَّمَامِ السَّلاَمُ عَلَى رَبِيعِ الأيْتَامِ وَنَضْرَةِ الأيَّامِ السَّلاَمُ عَلَى صَاحِبِ الصُّمْصَامِ وَفَلاَّقِ الْهَامِ السَّلاَمُ عَلَى الدِّينِ المَأْثُورِ وَالكِتَابِ المَسْطُورِ السَّلاَمُ عَلَى بَقِيَّةِ اللَّهِ فِي بِلاَدِهِ وَحُجَّتِهِ عَلَى عِبَادِهِ المُنْتَهَي إلَيْهِ مَوَارِيثُ الأنْبِيَاءِ وَلَدَيْهِ مَوْجُودَةُ آثارِ الأصْفِيَاءِ المُؤْتَمَنِ عَلَى

ص: 321

السرِّ وَالْوَلِيِّ (الوَالِي) عَلَى الأُمَمِ السَّلاَمُ عَلَى المَهْدِيِّ الَّذِي وَعَدَ اللَّهُ بِهِ الأُمَمَ أَنْ يَجْمَعَ بِهِ الكَلِمَ وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ وَيَمْلَأَ بِهِ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً وَيُمَكِّنَ لَهُ وَيُنْجِزَ لَهُ مَا وَعَدَ المُؤْمِنِينَ أَشْهَدُ يَا مَوْلاَيَ أَنَّكَ وَالأئِمَّةَ مِنْ آبَائِكَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أئِمَّتِي وَمَوَالِيَّ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ أَسْأَلُكَ يَا مَوْلاَيَ أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى فِي صَلاَحِ شَأْنِي وَقَضَاءِ حَوَائِجِي وَغُفْرَانِ ذُنُوبِي وَالأخْذِ بِيَدِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي لِي وَلإخْوَانِيَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ إنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

ثم صلِّ اثنتَيْ عَشْرةَ ركعةً تُسلِّم بينَ كلِّ ركعتين بالحمدِ والتوحيدِ فيها كلِّها وتسبّحْ عقيبَ كلِّ ركعتيْنِ منها بتسبيحِ الزهراءِ عَلَیْهَا السَّلَامُ.

أعمال ما بقي من شهر شعبان

أعمال ما بقي من شهر شعبان:

عن الإمام الرّضا عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: مَن صامَ ثلاثةَ أيّامٍ مِن آخرِ شَعبانَ ووصلَها بِشَهرِ رَمَضانَ كتبَ اللَّهُ تعالى لَهُ صيامَ شَهريْنِ متتابعيْنِ.

وعن أبي الصّلت الهروي قالَ: دخلتُ على الإمامِ الرّضا عَلَیْهِ السَّلَامُ في آخرِ جمعةٍ مِن شَعبان، فقالَ لي: يا أبا الصّلتِ، إنَّ شَعبانَ قَدْ مضى أكثرُهُ، وهذا آخرُ جمعةٍ فيه، فتداركْ فيما بقيَ تقصيرَكَ فيما مضى مِنْهُ، وعليكَ بالإقبالِ على ما يعينُكَ، وأكثرْ من الدّعاءِ والاستغفارِ وتلاوةِ القرآنِ وتُبْ إلى اللَّهِ مِنْ ذنوبِكَ ليُقبلَ شَهرُ رَمَضان إليكَ وأنتَ مخلصٌ للَّهِ عزَّ وجلَّ، ولا تدعَنَّ أمانةً في عنقِكَ إلاّ أدّيتها، ولا في قلبِكَ حقداً على مؤمِنٍ إلاّ نزعْتَهُ، ولا ذنباً أنتَ مرتكبُهُ إلاّ أقلعْتَ عَنهُ، واتّقِ اللَّهَ وتوكّلْ عَليهِ في سرِّ أمركَ وعلانيتكَ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً. وأكثِرْ منْ أنْ تقولَ في ما بقيَ مِن هذا الشّهر:

ص: 322

اللّهُمَّ إِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لَنا فِيما مَضى مِنْ شَعْبانَ فَاغْفِرْ لَنا فِيما بَقِيَ مِنْهُ .

فانّ اللَّهَ تباركَ وتعالى يُعتِقُ في هذا الشّهرِ رقاباً مِن النّارِ لحرمةِ هذا الشّهر.

دعاء آخر ليلة من شعبان

دعاء آخر ليلة من شعبان:

وروى الشَيّخ عن حارث بن مغيرة النضريّ؛ قالَ: كانَ الصّادق عَلَیْهِ السَّلَامُ يدعو في آخرِ لَيلَةٍ مِن شَعبان وأوّلَ لَيلَة مِن رمضان:

اللّهُمَّ إِنَّ هذا الشَّهْرَ المُبارَكَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرآنُ وَجُعِلَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ، قَدْ حَضَرَ فَسَلِّمْنا فِيهِ وَسَلِّمْهُ لَنا وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ. يا مَنْ أَخَذَ القَلِيلَ وَشَكَرَ الكَثِيرَ اقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي إِلى كُلِّ خَيْرٍ سَبِيلاً، وَمِنْ كُلِّ مالا تُحِبُّ مانِعاً يا أرحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا مَنْ عَفا عَنِّي وَعَمَّا خَلَوْتُ بِهِ مِنَ السَّيِّئاتِ، يا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْنِي بارْتِكابِ المَعاصِي عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ، يا كَرِيمُ، إِلهِي وَعَظْتَنِي فَلَمْ أَتَّعِظْ، وَزَجَرْتَنِي عَنْْ محارِمِكَ فَلَمْ أَنْزَجِرْ، فَما عٌذْرِي؟ فَاعْفُ عَنِّي يا كَرِيمُ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المَوْتِ، وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسابِ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ التَّجاوُزُ مِنْ عِنْدِكَ يا أَهَلَ التَّقْوى وَيا أَهْلَ المَغْفِرَةِ، عَفْوَكَ عَفْوَكَ عَفْوَكَ. اللّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عبدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ ضَعِيفٌ فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، وَأَنْتَ مُنْزِلُ الغِنى وَالبَرَكَةِ عَلى العِبادِ قاهِرٌ مُقْتَدِرٌ أَحْصَيْتَ أَعْمالَهُمْ، وَقَسَّمْتَ أَرْزاقَهُمْ، وَجَعَلْتَهُمْ مُخْتَلِفَةً أَلْسِنَتُهُمْ وَأَلْوانُهُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ، وَلا يَعلَمُ العِبادُ عِلْمَكَ، وَلا يَقْدِرُ العِبادُ قَدْرَكَ، وَكُلُّنُا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ فَلا تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ، وَاجَعَلْنِي مِنْ صالِحِي خَلْقِكَ

ص: 323

فِي العَمَلِ وَالأَمَلِ وَالقَضاءِ وَالقَدَرِ. اللّهُمَّ أَبْقِنِي خَيْرَ البَقاءِ، وَأَفْنِنِي خَيْرَ الفَناءِ عَلى مُوالاةِ أَولِيائِكَ، وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ، وَالرَّغْبَةِ إِلَيْكَ وَالرَهْبَةِ مِنْكَ، وَالخُشُوعِ وَالوَفاءِ وَالتَّسْلِيمِ لَكَ، وَالتَّصْدِيقِ بِكِتابِكَ، وَاتِّباعِ سُنَّةِ رَسُولِكَ. اللّهُمَّ ما كانَ فِي قَلْبِي مِنْ شَكٍّ أَوْ رِيْبَةٍ أَوْ جُحُودٍ أَوْ قُنُوطٍ أَوْ فَرَحٍ أَوْ بَذَخٍ أَوْ بَطَرٍ أَوْ خُيَلاَء أَوْ رِياءٍ أَوْ سُمْعَةٍ أَوْ شِقاقٍ أَوْ نِفاقٍ أَوْ كُفْرٍ أَوْ فُسُوقٍ أَوْ عِصْيانٍ أَوْ عَظَمَةٍ أَوْ شَيْءٍ لا تُحِبُّ فأَسْأَلُكَ يا رَبِّ أَنْ تُبَدِّلَنِي مَكانَهُ إِيماناً بِوَعْدِكَ، وَوَفاءً بِعَهْدِكَ، وَرِضاً بِقَضائِكَ، وَزُهْداً فِي الدُّنْيا، وَرَغْبَهً فِيما عِنْدَكَ، وَأَثَرَةً وَطمْأَنِينَةً وَتَوْبَةً نَصُوحاً، أَسْأَلُكَ ذلِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ. إِلهِي أَنْتَ مِنْ حِلْمِكَ تُعْصى، وَمِنْ كَرَمِكَ وَجُودِكَ تُطاعُ فَكَأَنَّكَ لَمْ تُعْصَ، وَأَنا وَمَنْ لَمْ يَعْصِكَ سُكّانُ أَرْضِكَ فَكُنْ عَلَيْنا بِالفَضْلِ جَواداً، وَبِالخَيْرِ عَوَّاداً، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صلاةً دائِمَةً لا تُحْصَى وَلا تُعَدُّ وَلا يَقْدِرُ قَدْرَها غَيْرُكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

صلوات ليالي شعبان

صلوات ليالي شعبان كما رواها الشيخ الكفعميّ عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ

الليلة الأولى: مائةُ ركعةٍ يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) مرّةً، فإذا سلَّم قرأ سورةَ (الحمد) خمسينَ مرّةً.

دفعَ اللَّهُ عنه شَّر أهلِ السماءِ والأَرْضِ الخبر.

الليلة الثانية: خمسونَ ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) مرّةً، و(الفلق) مرّةً، و(الناس) مرّةً.

لم يكتب عليه سيئة إلى أن يحول الحول.

ص: 324

الليلة الثالثة: ركعتان، يقرأُ في كلِّ منهما سورةَ (الفاتحة) مرّةً، و(التوحيد) خمساً وعشرينَ مرّةً.

فتحت له أبواب الجنّة... الخبر.

الليلة الرابعة: أربعونَ ركعة، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) خمساً وعشرينَ مرّةً.

كتب له بكلِّ ركعة ثواب الف سنة... الخبر.

الليلة الخامسة: ركعتان، يقرأُ في كلٍّ منهما سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) خمسمائة مرّة، وبعد التسليم (يُصلِّي على النبيّ وآله) سبعين مرّة.قضى اللَّهُ له ألف حاجة من حوائج الدارين، وأُعطي بعدد نجوم السماء مدناً في الجنَّةِ.

الليلة السادسة: أربع ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) عشر مرّات.

قبض اللَّهُ روحه على السعادة... الخبر.

الليلة السابعة: ركعتان، يقرأُ في الركعةِ الأولى سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) مائة مرّة، وفى الركعة الثانية يقرأ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(آية الكرسي) مرّة.

أجاب اللَّهُ دعاءَه... الخبر.

الليلة الثامنة: ركعتان، يقرأُ في الركعةِ الأولى سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) خمسَ عَشْرَةَ مرّة، وفي الركعةِ الثانيةِ يقرأُ سورةَ (الحمد) مرّةً، وآية {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } مرّةً، وسورةَ (التوحيد) خمسَ عَشْرَةَ مرّةً.

غَفَرَ اللَّهُ ذُنوبَهُ ولو كانتْ كزَبَدِ البحرِ، وكأنَّما قرأَ الكتبَ الأربعَةَ وهي: القرآنِ، والأنجيلِ، والتوراةِ، والزبورِ.

ص: 325

الليلة التاسعة: أربع ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(النصر) عشْرَ مرّاتٍ.

حرم اللَّهُ جسده على النار... الخبر.

الليلة العاشرة: أربع ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وآية (الكرسي) ثلاثَ مرّاتٍ وسورةَ (الكوثر) ثلاثَ مرّاتٍ.

كتب اللَّهُ له مائة الف حسنة... الخبر

الليلة الحادية عشرة: ثماني ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الكافرون) عشْرَ مرّاتٍ.

لا يُصلِّيها إلاّ مؤمن مستكمل الايمان، ويُعطى بكلِّ ركعة روضة من رياض الجنّة... الحديث.

الليلة الثانية عشرة: اثنتي عشرة ركعة يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التكاثر) عشْرَ مرّاتٍ.

غُفِرتْ لهُ ذنوب أربعين سنة... الخبر.

الليلة الثالثة عشرة: ركعتان، يقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التين) مرّةً.

خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، وكأنّما أعتق مائتي رقبة من ولد إسماعيل عَلَیْهِ السَّلَامُ، وأُعطي براءة من النفاق ومرافقة النبيّ وآله وإبراهيم عَلَیْهِمُ السَّلَامُ... الحديث.

الليلة الرابعة عشرة: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(العصر) خمسَ مرّاتٍ، وفي الوسائل أربع مرّاتٍ.

كتب اللَّهُ له ثواب المصلين... الخبر.

الليلة الخامسة عشرة: أربع ركعات بينَ المغربِ والعشاء، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) عشْرَ مرّاتٍ

ص: 326

ويقول بعد تسليمة ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ) عشْرَ مرّاتٍ ( يا رَبِّ ارحَمْنا ) عشْرَ مرّاتٍ (سُبْحانَ اللَّهِ الَّذِي يُحيي المَوتَى ويُمِيتُ الأحْيَاءَ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شًيْءٍ قَدِيرٍ) عشْرَ مرّاتٍ.

استُجيبَ لهُ... الخبر.

الليلة السادسة عشرة: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(آية الكرسي) مرّةً، وسورةَ (التوحيد) خمسَ عَشْرَةَ مرّة.

أُعْطِيَ كالنبيّ صلّى اللَّهِ عليه وآله على نبوته، وبنى له في الجنَّةِ مائة قصر.

الليلة السابعة عشرة: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) سبعين مرّة، وبعد أن يسلم يقول: (أستغفرُ اللَّهَ) سبعين مرّة.

غُفِر لهُ ولم تُكتب عليه خطيئة.

الليلة الثامنة عشرة: عشر ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) خمسين مرّة، وفي رواية خمسَ مرّاتٍ.

قُضِيت كلّ حاجة طلبها في ليلته الخبر.

الليلة التاسعة عشرة: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(آية الكرسي) مرّةً، وآية {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} خمسَ مرّاتٍ.

غفر اللَّهُ له... الخبر.

الليلة العشرون: أربع ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(النصر) خمسَ عَشْرَةَ مرّة.

ص: 327

لم يخرج من الدنيا حتى يراني في نومه... الخبر.

الليلة الحادية والعشرون: ثماني ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) و(الفلق) و (الناس) مرّةً.

كُتِب له بعدد نجوم السماء حسنات... الخبر.

الليلة الثانية والعشرون: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الكافرون) مرتان، و(التوحيد) خمسَ عَشْرَةَ مرّة.

كُتِب اسمه في السماء الصدِّيق، وجاء يوم القيامة وهو في ستر اللَّه... الحديث.

الليلة الثالثة والعشرون: ثلاثون ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الزلزلة) مرّةً.

نزعَ اللَّهُ الغشّ والغلّ من قلبه... الخبر.

الليلة الرابعة والعشرون: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(النصر) عشْرَ مرّاتٍ.

أُعتِق من النار... الخبر.

الليلة الخامسة والعشرون: عشر ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التكاثر) مرّةً.

أُعْطِيَ ثواب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر وثواب سبعين نبياً.

الليلة السادسة والعشرون: عشر ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وآية {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ

ص: 328

أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } عشْرَ مرّاتٍ.

عُوفِيَ من آفات الداريْنِ، وأُعطِي في القيامة ستة أنوار... الخبر.

الليلة السابعة والعشرون: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الأعلى) عشْرَ مرّاتٍ.

كُتِب له ألف ألف حسنة.

الليلة الثامنة والعشرون: أربع ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) و(الفلق) و(الناس) مرّةً.

بُعِث من قبره ووجهه كالقمر ليلة البدر، ويدفع اللَّهُ عنه أهوال يوم القيامة... الحديث.

الليلة التاسعة والعشرون: عشر ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التكاثر) و(التوحيد) و(الفلق) و (الناس) عشْرَ مرّاتٍ.

أُعْطِيَ ثواب المجاهدين... الخبر

الليلة الثلاثون: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الأعلى) عشْرَ مرّاتٍ، فإذا سلَّم ( صلّى على النبيّ وآله ) مائة مرّة.

أُعْطِي ألف مدينة في جنّة المأوى... الخبر.

ص: 329

التاسع: أعمال شهر رمضان

اشارة

التاسع: أعمال شهر رمضان المبارك

خطبة النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ

ممّا ينبغي تقديمه خطبة النبيّ محمّد صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عند حلول هذا الشهر الكريم لما فيها من التذكرة والموعظة.

روى الشيخ الصدوق في الأمالي عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه الباقر محمّد بن عليّ، عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن عليّ، عن أبيه سيد الوصيين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عَلَیْهِمُ السَّلَامُ، قال: إنّ رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ خطبنا ذات يوم، فقال: أيّها الناس، إنَّه قد أقبل إليكم شهر اللَّهِ بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند اللَّهِ أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة اللَّه، وجُعلتم فيه من أهل كرامة اللَّه، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مُستجاب، فاسألوا اللَّهَ ربّكم بنيّات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه وتلاوة كتابه، فإن الشقي من حُرم غفران اللَّهِ في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقِّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضّوا عمّا لا يحلّ النظر إليه أبصاركم، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم، وتحنّنوا على أيتام الناس يُتَحنَّنُ على أيتامكم، وتوبوا إلى اللَّهِ من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم، فإنَّها أفضل الساعات، ينظر اللَّهُ عزَّ وجلَّ فيها بالرحمة إلى عباده، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبّيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه. أيّها الناس،

ص: 330

إنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخفّفوا عنها بطول سجودكم، واعلموا أن اللَّهَ تعالى ذكره أقسم بعزته أن لا يعذب المصلِّين والساجدين، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين. أيها الناس، من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر، كان له بذلك عند اللَّهِ عتق نسمة ومغفرة لما مضى من ذنوبه. فقيل: يا رسول اللَّهِ، ليس كلّنا يقدر على ذلك. فقال صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: اتّقوا النار ولو بشقِّ تمرة، اتّقوا النار ولو بشربة من ماء. أيها الناس، من حسَّن منكم في هذا الشهر خلقه، كان له جواز على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام، ومن خفّف في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه خفّف اللَّهُ عليه حسابه، ومن كفّ فيه شرّه كفّ اللَّهُ عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه اللَّهُ يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله اللَّهُ برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع اللَّهُ عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوّع فيه بصلاة كتب اللَّهُ له براءة من النار، ومن أدّى فيه فرضاً كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة عليَّ ثقّل اللَّهُ ميزانه يوم تخفّ الموازين، ومَن تلا فيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور. أيها الناس، إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة، فاسألوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم،وأبواب النيران مغلّقة، فاسألوا ربكم أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة فاسألوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم. قال أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ: فقمت فقلت: يا رسول اللَّهِ، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم اللَّهِ عزَّ وجلَّ، ثم بكى، فقلت: يا رسول اللَّهِ، ما يبكيك؟ فقال: يا علي، أبكي لما يُستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلّي لربّك، وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة على قرنك فخضّب منها لحيتك. قال أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ: فقلت: يا رسول اللَّه، وذلك في سلامة من ديني؟ فقال: في سلامة من دينك. ثم قال صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: يا علي، من قتلك فقدْ قتلني، ومن أبغضك فقدْ

ص: 331

أبغضني، ومن سبّك فقدْ سبّني، لأنّك منّي كنفسي، روحك من روحي، وطينتك من طينتي، إن اللَّهِ تبارك وتعالى خلقني وإيّاك، واصطفاني وإيّاك، فاختارني للنبوّة، واختارك للإمامة، فمن أنكر إمامتك فقدْ أنكر نبوّتي. يا علي، أنت وصيّي، وأبو ولدي، وزوج ابنتي، وخليفتي على أمّتي في حياتي وبعد مماتي، أمرك أمري، ونهيك نهيي، أقسم بالذي بعثَني بالنبوّة وجعلني خير البريّة، إنك لحجّة اللَّهِ على خلقه، وأمينه على سرّه وخليفته على عباده. وصلّى اللَّهُ على رسوله محمّد وآله الطاهرين وسلم كثيراً.

وأما أعمال هذا الشهر فهي قسمان؛ عامّة وخاصّة في أيّام وليالٍ معينة:

القسم الأوّل: في أعمال شهر رمضان العامّة

القسم الأوّل : في أعمال شهر رمضان العامّة

وهي خمسة أصناف:

الصنف الأوّل: فيما يدعا به بعد الفرائض

الصنف الأوّل:ما يُقرأ بعد صلوات الفريضة وهي:

الأوّل: روى السيّد ابن طاووس (رضي الله عنه) عَن الإمامين الصادق والكاظم عَلَیْهِ السَّلَامُ، قالا: تقول في شَهر رمضان مِن أوله إلى آخره بَعد كُلِّ فريضة:

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِك الحَرامِ فِي عامِي هذا وَفِي كُلِّ عامٍ ما أَبْقَيْتَنِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ وَسَعَةِ رِزْقِ، وَلا تُخْلِنِي مِنْ تِلْكَ المَواقِفِ الكَرِيِمَةِ وَالمَشاهِدِ الشَّرِيفَةِ، وَزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَفِي جَمِيعِ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخرةِ فَكُنْ لِي. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأمر المَحْتُومِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضَاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حُجُّهُم، المَشْكُورِ سَعُيُهُم، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُم، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي فِي طَاعَتِكَ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ رِزْقِي، وَتؤَدِّيَ عَنِّي أَمانَتِي وَدَيْنِي، آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

ص: 332

الثاني: تدعُو عقيب كُلِّ فريضة فتقول:

يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ، يا غَفُورُ يا رَحِيمُ، أَنْتَ الرَّبُّ العَظِيمُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيءٌ وَهُوَ السَمِيعُ البَصِيرُ، وَهذا شَهْرٌ عَظَّمْتَهُ وَكَرَّمْتَهُ وَشَرَّفْتَهُ وَفَضَّلْتَهُ عَلى الشُهُورِ وَهُوَ الشَّهْرُ الَّذِي فَرَضْتَ صِيامَهُ عَلَيَّ وَهُوَ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ هُدىً لِلناسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ، وَجَعَلْتَ فِيهِ لَيْلَةَ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فَياذا المَنِّ وَلا يُمَنُّ عَلَيْكَ مُنَّ عَلَيَّ بِفَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ فِي مَنْ تَمُنُّ عَلَيْهِ وَأَدْخِلْنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

الثالث: وروى الكفعميّ في (المِصباح) وفي (البلد الأمين) كما روى الشيخ الشهيد في مجموعته عَن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنّه قالَ: مَن دعا بهذا الدُّعاء في رَمَضان بَعد كُلِّ فريضة غفر اللَّهُ لَهُ ذنوبه إلى يَوم القيامة:

اللّهُمَّ أَدْخِلْ عَلى أَهْلِ القُبُورِ السُّرُورَ، اللّهُمَّ أَغْنِ كُلَّ فَقِيرٍ، اللّهُمَّ أَشْبِعْ كُلَّ جائِعٍ، اللّهُمَّ اكْسُ كُلَّ عُرْيانٍ، اللّهُمَّ اقْضِ دَيْنَ كُلِّ مَدِينٍ، اللّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ كُلِّ مَكْروَبٍ، اللّهُمَّ رُدَّ كُلَّ غَرِيبٍ، اللّهُمَّ فُكَّ كُلَّ أَسِيرٍ، اللّهُمَّ أَصْلِحْ كُلَّ فاسِدٍ مِنْ أُمُورِ المُسْلِمِينَ، اللّهُمَّ اشْفِ كُلَّ مَرِيضٍ، اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرَنا بِغِناكَ، اللّهُمَّ غَيِّرْ سُوءَ حالِنا بِحُسْنِ حالِكَ، اللّهُمَّ اقْضِ عَنّا الدَّيْنَ وَأَغْنِنِا مِنَ الفَقْرِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدْيرٌ .

الصنف الثاني: فيما يدعا به عند الإفطار

الصنف الثاني:الأعمال والأدعية عند الإفطار

الأوّل: ما روي عن النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنه قال ما من عبد يصوم ويقول عند إفطاره هذا الدعاء إلاّ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه وهو:

ص: 333

يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ اغْفِرْ لِيَ الذَّنْبَ العَظِيمَ إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذَّنْبَ العَظِيمَ إِلاَّ أَنْتَ يَا عَظِيمُ.

الثاني :إنَّ علياً عَلَیْهِ السَّلَامُ كان إذا أراد أن يفطر قال:

بِسْمِ اللَّهِ اللّهُمَّ لَكَ صُمْنا وَعَلى رِزْقِكَ أَفْطَرْنا فَتَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ .

الثالث : ما رُوي عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ عن آبائه عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أن النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كان إذا أفطر قال:

اللَّهُمَّ لَكَ صُمْنا وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْنا فَتَقَبَّلْهُ مِنّا ذَهَبَ الظّماءُ وَابْتَلَّتِ العُرُوقُ وَبَقِيَ الأَجْرُ..

الرابع : عن أبي بصير أنّ الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ يقول عند الإفطار في كلّ ليلة من شهر رمضان:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَعَانَنَا فَصُمْنا وَرَزَقَنَا فَأَفْطَرْنَا اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا وَأَعِنَّا عَلَيْهِ وَسَلِّمْنَا فِيهِ وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي قَضَى عَنَّا يَوْماً مِنْ شَهْرِ رَمَضَان.

الخامس : أن يقول عند أوّل لقمة يأخذها:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ يا واسِعَ المَغْفِرَةِ اغْفِرْ لِي .

ليغفر له كما في الحديث.

السادس : عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم عَلَیْهِ السَّلَامُ، عن آبائه عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: إذا أمسيت فقل عند إفطارك:

اللّهُمَّ لَكَ صُمْتُ، وَعَلى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ .

يكتب لك أجر مَن صامَ ذلك اليوم.

ص: 334

السابع : روى الكفعميّ في البلد الأمين عن السيّد ابن باقي رحمه اللَّهِ في اختياره أن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قال لعلي عَلَیْهِ السَّلَامُ يا أبا الحسن هذا شهر رمضان قد أقبل فاجعل دعائك قبل فطورك فإن جبرئيل عَلَیْهِ السَّلَامُ أخبرني عن اللَّهِ تعالى أنه من دعا بهذا الدعاء في شهر رمضان قبل أن يفطر استجاب اللَّهُ دعاءه وقبل صومه وصلاته واستجاب له عشر دعوات وغفر له ذنبه وفرّج همّه ونفّس كربته وقضى حوائجه وأنجح طلبته ورفع عمله مع أعمال النبيّين والصدّيقين وجاء يوم القيامة ووجهه أضوأ من القمر ليلة البدر وهو:

اللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظِيمِ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِ الْمَسْجُورِ، وَرَبَّ الشَّفِيعِ الْكَبِيرِ، وَالنُّورِ الْعَزِيزِ، وَرَبَّ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، أَنْتَ إِلهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَإِلهُ مَنْ فِي الأَرْضِ لا إِلهَ فِيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ جَبَّارُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَجَبَّارُ مَنْ فِي الأَرْضِ لا جَبَّارَ فِيهِما غَيْرُكَ، وَأَنْتَ مَلِكُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَلِكُ مَنْ فِي الأَرْضِ لا مَلِكَ فِيهِما غَيْرُكَ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْكَبِيرِ وَنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ، وَمُلْكِكَ الْقَدِيمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَ بِهِ كُلُّ شَيْءٍ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالأَرْضُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي صَلُحَ بِهِ الأَوَّلُونَ وَبِهِ يَصْلُحُ الآخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيُّ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، واغْفِرْ لِي ذُنُوبِي، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي يُسْراً وَفَرَجاً قَرِيباً، وَثَبِّتْنِي عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَلَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَلَى سُنَّةِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَاجْعَلْ عَمَلِي فِي الْمَرْفُوعِ الْمُتَقَبَّلِ، وَهَبْ لِي كَما وَهَبْتَ

ص: 335

لأَوْلِيائِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ، فَإِنِّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَمُتَوَكِّلٌ عَلَيْكَ مُنِيبٌ إِلَيْكَ، مَعَ مَصِيرِي إِلَيْكَ وَتَجْمَعْ لِيَ وَلأَهْلِي وَوُلْدِي الْخَيْرَ كُلَّهُ، وَتَصْرِفْ عَنِّي وَعَنْ وُلْدِي وَأَهْلِي الشَّرَّ كُلَّهُ، أَنْتَ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ تُعْطِي الْخَيْرَ مَنْ تَشاءُ وَتَصْرِفُهُ عَمَّنْ تَشاءُ، فَامْنُنْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين.

الثامن : عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ مَن قرأ سورةَ (القدر) عند سحوره وعند إفطاره إلاّ كان بينهما كالمتشحِّط بدمه في سبيلِ اللَّهِ.

التاسع : أن يتصدّق عند الإفطار.

العاشر : أن يفطِّر الصائمين ولو بعدد من التمر أو بشربة من ماء عَن النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: أنّ مَن فطّر صائماً فَلهُ أجر مثله مِن دون أن ينقص مِن أجره شي وكانَ له مثل أجر ما عمله مِن الخَير بقّوة ذلِكَ الطعام. وروى العلاّمة الحلّي في (الرسالة السعدية) عَن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: أنّ أيّما مؤمن أطعم مؤمنا لقمة في شَهر رَمَضان كتبَ اللَّهُ لَهُ أجر مَن أعتق ثلاثين رقبة مؤمنة، وكانَ له عِندَ اللَّهِ تعالى دعوة مستجابة.

الصنف الثالث: في أعمال ليالي شهر رمضان
اشارة

الصنف الثالث: في أعمال ليالي شهر رمضان:

الأوّل: مِن المأثور قراءة سورةَ (القَدر) في كُل لَيلَة ألف مرّةٍ.

الثاني: أن يقرأ سورةَ (الدّخان) في كُل لَيلَة مائةَ مرّةٍ إن تيسّرت.

دعاء الحجّ وهو اللَّهم إني بك ومنك أطلب حاجتي

الثالث: روى الكلينيّ في الكافي عَن أبي بصير، قال: كانَ الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ يدعو بهذا الدُّعاء في شَهر رمضان:

اللّهُمَّ إِنِّي بِكَ وَمِنْكَ أَطْلُبُ حاجَتِي، وَمَنْ طَلَبَ حاجَةً إِلى النّاسِ فَإِنِّي لا أَطْلُبُ حاجَتِي إِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وَأَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ وَرِضْوانِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْل بَيْتِهِ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي فِي عامِي

ص: 336

هذا إِلى بَيْتِكَ الحَرامِ سَبِيلاً حِجَّةً مَبْرُورَةً مُتَقَبَّلَةً زاكِيَةً خالصةً لَكَ تَقُرُّ بِها عَيْنِي وَتَرْفُعُ بِها دَرَجَتِي، وَتَرْزُقَنِي أَنْ أَغُضَّ بَصَرِي وَأَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي وَأَنْ أَكُفَّ بِها عَنْ جَمِيعِ مَحارِمِكَ حَتَّى لا يَكُونَ شَيءٌ آثَرَ عِنْدِي مِنْ طاعَتِكَ وَخَشْيَتِكَ، وَالعَمَلِ بِما أَحْبَبْتَ وَالتَّرْكِ لِما كَرِهْتَ وَنَهَيْتَ عَنْهُ، وَاجْعَلْ ذلِكَ فِي يُسْرٍ وَيَسارٍ وَعافِيَةٍ وَما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ وَفاتِي قَتْلاً فِي سَبِيلِكَ تَحْتَ رايَةِ نَبِيِّكَ مَعَ أَوْلِيائِكَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَقْتُلَ بِي أَعْداءَكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُكْرِمَنِي بِهَوانِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وَلا تُهِنِّي بِكَرامَةِ أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ. اللّهُمَّ اجْعَلْ لِي مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً، حَسْبِيَ اللَّهُ ما شاءَ اللَّهُ.

دعاء اللَّهم ربّ شهر رمضان

الرابع: روى السيّد أنّ مَن قالَ هذا الدُّعاء في كُل لَيلَة مِن شَهر رَمَضان، غُفِرتْ لهُ ذنوب أربعين سنة:

اللّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ وَافْتَرَضْتَ عَلى عِبادِكَ فِيهِ الصِّيامَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِي هذا وَفِي كُلِّ عامٍ وَاغْفِرْ لِي تِلْكَ الذُّنُوبَ العِظامَ فَإِنِّهُ لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا رَحْمنُ يا عَلاّمُ.

دعاء الافتتاح

الخامس : دعاء الافتتاح

أن يقرأ دعاء الافتتاح في كُل لَيلَة مِن شهر رَمَضان كما في التهذيب وهو هذا الدّعاء:

اللّهُمَّ إِنِّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فِي مَوْضِعِ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَشَدُّ المُعاقِبِينَ فِي مَوْضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ، وَأَعْظَمُ المُتَجَبِّرِينَ فِي مَوْضِعِ الكِبْرِياءِ

ص: 337

وَالعَظَمَةِ. اللّهُمَّ أَذِنْتَ لِي فِي دُعائِكَ وَمَسْأَلَتِكَ فاسْمَعْ يا سَمِيعُ مِدْحَتِي وَأَجِبْ يا رَحِيمُ دَعْوَتِي وَأَقِلْ يا غَفُورُ عَثْرَتِي، فَكَمْ يا إِلهِي مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ فَرَّجْتَها وَهُمُومٍ قَدْ كَشَفْتَها وَعَثْرَةٍ قَدْ أَقَلْتَها وَرَحْمَةٍ قَدْ نَشَرْتَها وَحَلْقَةِ بَلاءٍ قَدْ فَكَكْتَها، الحَمْدُ للَّهِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً، الحَمْدُ للَّهِ بِجَمِيِعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى جَمِيعِ نِعَمِهِ كُلِّها، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لا مُضادَّ لَهُ فِي مُلْكِهِ وَلا مُنازِعَ لَهُ فِي أَمْرِهِ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لا شَرِيكَ لَهُ فِي خَلْقِهِ وَلا شَبِيهَ لَهُ فِي عَظَمَتِهِ، الحَمْدُ للَّهِ الفاشِي فِي الخَلْقِ أَمْرُهُ وَحَمْدُهُ الظاهِرِ بالكَرَمِ مَجْدُهُ الباسِطِ بالجُودِ يَدَهُ، الَّذِي لا تَنْقُصُ خَزائِنُهُ وَلا تَزِيدُهُ كَثرَةُ العَطاءِ إِلاّ جُوداً وَكَرَماً إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الوَهَّابُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ قَلِيلاً مِنْ كَثِيرٍ مَعَ حَاجَةٍ بِي إِلَيْهِ عَظِيمَةٍ وِغِناكَ عَنْهُ قَدْيمٌ وَهُوَ عِنْدِي كَثِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ اللّهُمَّ إِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبِي وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطِيئَتِي وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمِي وَسِتْرَكَ عَلَى قَبِيحِ عَمَلِي وَحِلْمَكَ عَنْ كَثِيرِ جُرْمِي، عِنْدَما كانَ مِنْ خَطَئِي وَعَمْدِي أَطْمَعَنِي فِي أَنْ أَسْأَلَكَ ما لا اسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ الَّذِي رَزَقْتَنِي مِنْ رَحْمَتِكَ وَأَرَيْتَنِي مِنْ قَدْرَتِكَ وَعَرَّفْتَنِي مِنْ إِجابَتِكَ، فَصِرْتُ أَدْعُوكَ آمِناً وَأَسْأَلُكَ مُسْتَأْنِساً لا خائِفاً وَلا وَجِلاً مُدِلاًّ عَلَيْكَ فِيما قَصَدْتُ فِيهِ إِلَيْكَ، فَإنْ أَبْطَأَ عَنِّي عَتِبْتُ بِجَهْلِي عَلَيْكَ وَلَعَلَّ الَّذِي أَبْطَأَ عَنِّي هُوَ خَيْرٌ لِي لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الأُمُورِ، فَلَمْ أَرَ مَوْلىً كَرِيماً أَصْبَرَ عَلى عبْدٍ لَئِيمٍ مِنْكَ عَلَيَّ يا رَبِّ. إِنَّكَ تَدْعُونِي فَأُوَلِّي عَنْكَ وَتَتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إِلَيْكَ وَتَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلا أَقْبَلُ مِنْكَ كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ

ص: 338

يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ بِي وَالإِحْسانِ إِلَيَّ وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَارْحَمْ عَبْدَكَ الجاهِلَ وَجُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ إِحْسانِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ. الحَمْدُ للَّهِ مالِكِ المُلْكِ مُجْرِي الفُلْكِ مُسَخِّرِ الرِّياحِ فالِقِ الإصباحِ دَيّانِ الدَّينِ رَبِّ العالَمِينَ، الحَمْدُ للَّهِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَ عِلْمِهِ وَالحَمْدُ للَّهِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ وَالحَمْدُ للَّهِ عَلى طُولِ أَناتِهِ فِي غَضَبِهِ وَهُوَ القادِرٌ عَلى ما يُرِيدُ، الحَمْدُ للَّهِ خالِقِ الخَلْقِ وَبَاسِطِ الرِّزْقِ فالِقِ الإِصْبَاحِ ذِي الجَلالِ وَالإِكْرامِ وَالفَضْلِ وَالإنْعامِ الَّذِي بَعُدَ فَلا يُرى وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى تَبارَكَ وَتَعالى، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ وَلا شَبِيهٌ يُشاكِلُهُ وَلا ظَهِيرٌ يُعاضِدُهُ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الأَعِزّاءَ وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ العُظَماءُ فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشاءُ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي يُجِيبُنِي حِينَ أُنادِيهِ وَيَسْتُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَوْرَةٍ وأَنا أَعْصِيهِ وَيُعَظِّمُ النِّعْمَةَ عَلَيَّ فَلا أُجازِيهِ، فَكَمْ مِنْ مَوْهِبَةٍ هَنِيئَةٍ قَدْ أَعْطانِي وَعَظِيمَةٍ مَخُوفَة قَدْ كَفانِي وَبَهْجَةٍ مونِقَةٍ قَدْ أَرانِي، فأُثْنِي عَلَيْهِ حامِداً وَأَذْكُرُهُ مُسَبِّحاً. الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لا يُهْتَكُ حِجابُهُ وَلا يُغْلَقُ بابُهُ وَلا يُرَدُّ سائِلُهُ وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي يُؤْمِنُ الخائِفِينَ وَيُنَجِّي الصَّالِحِينَ وَيَرْفَعُ المُسْتَضْعَفِينَ وَيَضَعُ المُسْتَكْبِرِينَ وَيُهْلِكُ مُلُوكاً وَيَسْتَخْلِفُ آخَرِينَ، الحَمْدُ للَّهِ قاصِمِ الجَبَّارينَ مُبِيرِ الظَّالِمِينَ مُدْرِكِ الهارِبِينَ نَكالِ الظَّالِمِينَ صَرِيخِ المُسْتصرِخِينَ مَوْضِعِ حاجاتِ الطَّالِبِينَ مُعْتَمَدِ المُؤْمِنِينَ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكَّانُها وَتَرْجُفُ الأَرْضُ وَعُمَّارُها وَتَمُوجُ البِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ فِي غَمَراتِها، (الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما

ص: 339

كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ)، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ وَيَرْزُقُ وَلا يُرْزَقُ وَيُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ وَيُمِيتُ الأَحْياءَ وَيُحْييَ المَوْتَى وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَأَمِينِكَ وَصَفِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَحافِظِ سِرِّكَ وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكِ أَفْضَلَ وَأَحْسَنَ وَأَجْمَلَ وَأَكْمَلَ وَأَزْكى وَأَنْمى وَأَطْيَبَ وَأَطْهَرَ وَأَسْنى وَأَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ وَأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَصَفْوَتِكَ وَأَهْلِ الكَرامَةِ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ، وَعَلى الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فِاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَي الرَّحْمَةِ وَإِمامَي الهُدى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَصَلِّ عَلى أَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ (1) حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ وَأُمَنائِكَ فِي بِلادِكِ صَلاةً كَثِيرَةً دائِمَةً، اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّ أَمْرِكِ القائِمِ المُؤَمَّلِ وَالعَدْلِ المُنْتَظَرِ وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأَيِّدْهُ بِرُوحِ القُدُسِ يا رَبَّ العالَمِينَ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ الدَّاعِيَ إِلى كِتابِكَ وَالقائِمَ بِدِينِكَ اسْتَخْلِفْهُ فِي الأَرْضِ كَما اسْتَخْلَفْتَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِ مَكِّنْ لَهُ دِينَهُ الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ أَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً، اللّهُمَّ أَعِزَّهُ وَأَعْزِزْ بِهِ وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ وَانْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً (عَظِيماً) وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ

ص: 340


1- وفي نسخة إقبال الأعمال زيادة: عَلِيِّ بْنِ الحُسَينِ وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالْحُجَّةِ بْنٍ الْحَسَنِ.

سُلْطاناً نَصِيراً، اللّهُمَّ أَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتَّى لا يَسْتَخْفِي بِشَيْءٍ مِنَ الحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ اللّهُمَّ إِنّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ فِي دَوْلَةٍ كَرِيمَةٍ تُعِزُّ بِها الإِسْلاَمَ وَأَهْلَهُ وَتُذِلُّ بِها النِّفاقَ وَأَهْلَهُ،وَتَجْعَلُنا فِيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ وَالقادَةِ إِلى سَبِيلِكَ وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ. اللّهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِنَ الحَقِّ فَحَمِّلْناهُ وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ، اللّهُمَّ أَلْمُمْ بِهِ شَعْثَنا وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا وَكَثِّرْ بِهِ قِلَّتَنا وَأَعْزِزْ بِهِ ذِلَّتَنا وَأَغْنِ بِهِ عائِلَنا وَاقْضِ بِهِ عَنْ مَغْرَمِنا وَاجْبُرْ بِهِ فَقْرَنا وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا وَيَسِّرْ بِهِ عُسْرَنا وَبَيِّضْ بِهِ وُجُوهَنا وَفُكَّ بِهِ أَسْرَنا وَأَنْجِحْ بِهِ طَلِبَتِنَا وَأَنْجِزْ بِهِ مَواعِيدَنا وَاسْتَجِبْ بِهِ دَعْوَتَنا وَأعْطِنا بِهِ سُؤْلَنا وَبَلِّغْنا بِهِ مِنَ الدُّنْيا وَالآخرةِ آمالَنا وَأَعْطِنا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا، يا خَيْرَ المَسْؤُولِينَ وَأَوْسَعَ المُعْطِينَ اشْفِ بِهِ صُدُورَنا وَأَذْهِبْ بِهِ غَيْظَ قُلُوبِنا وَاهْدِنا بِهِ لِما اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَانْصُرْنا بِهِ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّنا إِلهَ الحَقِّ آمِينَ. اللّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا (إِمَامَنَا) وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا وَشِدَّةَ الفِتَنِ بِنا وَتَظاهُرَ الزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَعِنّا عَلى ذلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ وَرَحْمَةٍ مِنْكَ تُجَلِّلُناها وَعافِيَةٍ مِنْكَ تُلْبِسُناها بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

دعاء اللَّهم برحمتك في الصالحين فأدخلنا

السادس: أن يَقول في كُلّ لَيلَة:

اللّهُمَّ بِرَحْمَتِكَ فِي الصَّالِحِينَ فَأَدْخِلْنا وَفِي عِلِّيِّينَ فَارْفَعْنا وَبِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ مِنْ عَيْنٍ سَلْسَبِيلٍ فَاسْقِنا وَمِنَ الحُورِ العِينِ بِرَحْمَتِكَ فَزَوِّجْنا وَمِنَ الوِلْدانِ المَخَلَّدِينَ كَأَنَّهُمْ لُؤْلُؤٌ مَكْنُونٌ فَأَخْدِمْنا وَمِنْ ثِمارِ الجَنَّةِ

ص: 341

وَلُحُومِ الطَّيْرِ فَأَطْعِمْنا وَمِنْ ثِيابِ السُّنْدُسِ وَالحَرِيرِ وَالإستبرقِ فَأَلْبِسْنا، وَلَيْلَةَ القَدْرِ وَحَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ وَقَتْلاً فِي سَبِيلِكَ فَوَفِّقْ لَنا وَصالِحَ الدُّعاءِ وَالمَسْأَلَةِ فَاسْتَجِبْ لَنَا يَا خَالِقَنَا اسْمَعْ وَاسْتَجِبْ لَنا، وَإِذا جَمَعْتَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ يَوْمَ القِيامَةِ فَارْحَمْنا وَبَراءةً مِنَ النّارِ فَاكْتُبْ لَنا وَفِي جَهَنَّمَ فَلا تَغُلَّنا وَفِي عَذابِكَ وَهَوانِكَ فَلا تَبْتَلِنا وَمِنَ الزَّقُومِ وَالضَّرِيعِ فَلا تُطْعِمْنا وَمَعَ الشَّياطِينَ فَلا تَجْعَلْنا وَفِي النّارِ عَلى وُجُوهِنا فَلا تَكْبُبْنا وَمِنْ ثِيابِ النّارِ وَسَرابِيلِ القَطِرانِ فَلا تُلْبِسْنا وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ بِحَقِّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ فَنَجِّنا.

دعاء اللَّهم إني أسألك

السابع: عَن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قالَ: تقول في كُل لَيلَة مِن شَهر رَمَضان:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأمْرِ المَحْتُومِ فِي الأمْرِ الحَكِيمِ مِنَ القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ المُكَفَّرِ عَنْ سَيِّئاتِهِمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي فِي خَيْرٍ وَعافِيَةٍ وَتُوَسِّعَ فِي رِزْقِي وَتَجْعَلَنِي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ وَلا تَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي.

الثامن: في كتاب (أنيس الصّالحِينَ): ادعُ في كُل لَيلَة مِن لَيالي شَهر رمضان قائلاً:

أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقِضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ .

دعاء إلهي وقف السائلون

التاسع: أن يقولَ في كلِّ ليلةٍ:

إِلهِي وَقَفَ السَّائِلُونَ بِبابِكَ، وَلاذَ الفُقَراءُ بِجَنابِكَ وَوَقَفَتْ سَفِينَةُ

ص: 342

المَساكِينِ عَلى ساحِلِ بَحْرِ جُودِكَ وَكَرَمِكَ يَرْجُونَ الجَوازَ إِلى ساحَةِ رَحْمَتِكَ وَنِعْمَتِكَ. إِلهِي إِنْ كُنْتَ لا تَرْحَمُ فِي هذا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ إِلاّ مَنْ أَخْلَصَ لَكَ فِي صِيامِهِ وَقِيامِهِ فَمَنْ لِلْمُذْنِبِ المُقَصِّرِ إِذا غَرِقَ فِي بَحْرِ ذُنُوبِهِ وَآثامِهِ؟ إِلهِي إِنْ كُنْتَ لا تَرْحَمُ إِلاّ المُطِيعِينَ فَمَنْ لِلْعاصِينَ؟ وَإِنْ كُنْتَ لا تَقْبَلُ إِلاّ مِنَ العامِلِينَ فَمَنْ لِلْمُقَصِّرِينَ؟ إِلهِي رَبِحَ الصَّائِمُونَ، وَفازَ القَائِمُونَ، وَنَجا المُخْلِصُونَ، وَنَحْنُ عَبِيدُكَ المُذْنِبُونَ. فَارْحَمْنا بِرَحْمَتِكَ، وَاعْتِقْنا مِنَ النَّارِ بِعَفْوِكَ، وَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا بِرَحْمَتِكَ. يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

صلاة كلّ ليلة من شهر رمضان

العاشر: روى الكفعميّ في هامش كتابهِ (البلد الأمين) عَن السيّد ابن باقي قالَ يُستَحبّ في كُل لَيلَة من لَيالي شَهر رَمَضان صلاة ركعتين تقرأ في كُل ركعة سورةَ (الحَمدُ) مرّةً، وسورةَ (التَوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، فإذا سلَّمت تقول:

سُبْحانَ مَنْ هُوَ حَفِيظٌ لا يَغْفَلُ سُبْحانَ مَنْ هُوَ رَحِيمٌ لا يَعْجَلُ سُبْحانَ مَنْ هُوَ قائِمٌ لا يَسْهُو سُبْحانَ مَنْ هُوَ دائِمٌ لا يَلْهُو .

ثمّ تقول: سُبْحانَ اللَّهِ والحَمْدُ للَّهِ ولا إلهَ إلاَّ اللَّهُ واللَّهُ أَكْبَرُ سبع مرّات.

ثمّ تقول: سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ يا عَظِيمُ اغْفِرْ لِي الذَّنْبَ العَظِيمَ .

ثمّ: (تصلّي عَلى النَّبِيِّ وَآلِهِ) عَشْرَ مرّاتٍ.

قراءة سورة الفتح

الحادي عشر: في الحديث أنّ مَن قرأَ في كُلِّ لَيلَة مِن شَهرِ رَمَضانَ سورةَ (الفتح) في صلاةٍ نافلةٍ كانَ مَصُوناً في ذلِكَ العام.

الصنف الرابع: فيما يعمل في أسحار شهر رمضان
اشارة

الصنف الرابع: في أعمال أسحار شهر رمضان.

الأوّل:أن يقرأ عِندَ السحور سورةَ (القدر)، فَفي الحديثِ: ما مِن مؤمن

ص: 343

صامَ فقرأ إنّا أنزلناه في لَيلَة القَدر عِندَ سحوره وعِندَ إفطاره إِلاّ كانَ فيما بينهما كالمتشحِّط بدمه في سبيل اللَّه.

دعاء البهاء

الثاني: دعاء البهاء:

وهو دُعاء عَظيم الشأن روي عَن الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه قالَ: هُوَ دعاء الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ في أسحار شَهر رَمَضان:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ بَهائِكَ بِأَبْهاهُ وَكُلُّ بَهائِكَ بَهِيُّ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِبَهائِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ جَمالِكَ بِأَجْمَلِهِ وَكُلُّ جَمالِكَ جَمِيلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَمالِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ جَلالِكَ بِأَجَلِّهِ وَكُلُّ جَلالِكَ جَلِيلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَلالِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عَظَمَتِكَ بِأَعْظَمِها وَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظِيمَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظَمِتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِأَنْوَرِهِ وَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِها وَكُلُّ رَحْمَتِكَ وَاسِعِةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كَلِماتِكَ بِأَتَمِّها وَكُلُّ كَلِماتِكَ تامَّةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَلِماتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ كَمالِكَ بِأَكْمَلِهِ وَكُلُّ كَمالِكَ كامِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَمالِكَ كُلُّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ أَسْمائِكَ بِأَكْبَرِها وَكُلُّ أَسْمائِكَ كَبِيرَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عِزَّتِكَ بِأَعَزِّها وَكُلُّ عِزَّتكَ عَزِيزَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ مَشِيَّتِكَ بِأَمْضاها وَكُلُّ مَشِيَّتِكَ ماضِيَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَشِيَّتِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ قَدْرَتِكَ بِالقُدْرَةِ الَّتِي اسْتَطَلْتَ بِها عَلى كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ قَدْرَتِكَ مُسْتَطِيلَةٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ كُلِّهَا

ص: 344

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ وَكُلُّ عِلْمِكَ نافِذٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِأَرْضاهُ وَكُلُّ قَوْلِكَ رَضِيُّ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِقَوْلِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ مَسائِلِكَ بِأَحَبِّها إِلَيْكَ وَكُلُّها إِلَيْكَ حَبِيبَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَ كُلِّها، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرَفِهِ وَكُلُّ شَرَفِكَ شَرِيفٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ سُلْطانِكَ بِأَدْوَمِهِ وَكُلُّ سُلْطانِكَ دائِمٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِسُلْطانِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ مُلْكِكَ بِأَفْخَرِهِ وَكُلُّ مُلْكِكَ فاخِرٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمُلْكِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عُلُوِّكَ بِأَعْلاهُ وَكُلُّ عُلُوِّكَ عالٍ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعُلُوِّكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ مَنِّكَ بِأَقْدَمِهِ وَكُلُّ مَنِّكَ قَدِيمٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَنِّكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ آياتِكَ بِأَكْرَمِها وَكُلُّ آياتِكَ كَرِيمَةٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِآياتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِما أَنْتَ فِيهِ مِنَ الشَّأْنِ وَالجَبَرُوتِ وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ شَأْنٍ وَحْدَهُ وجَبَرُوتٍ وَحْدَها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِما تُجِيبُنِي حِينَ أَسْأَلُكَ فَأَجِبْنِي يا اللهُ .

ثم سَلْ حاجَتَكَ فإنَّها تُقضى البتّة.

دعاء يا عدّتي في كربتي

الثالث: دعاء يا عدّتي في كربتي

قالَ الشيخ تدعو في السّحر بهذا الدُّعاء:

يا عُدَّتِي فِي كُرْبَتِي وَيا صاحِبِي فِي شِدَّتِي وَيا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَيا غايَتِي فِي رَغْبَتِي أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي وَالمُؤْمِنُ رَوْعَتِي وَالمُقِيلُ عَثْرَتِي فَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خُشُوعَ الإِيْمانِ قَبْلَ خُشُوعِ الذُّلِّ فِي

ص: 345

النَّارِ يا وَاحِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أحَدٌ يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً وَيَبْتَدِئُ بِالخَيْرِ مَنْ لَمْ يَسْأَلْهُ تَفَضُّلاً مِنْهُ وَكَرَماً، بِكَرَمِكَ الدَّائِمِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَهَبْ لِي رَحْمَةً واسِعَةً جامِعَةً أَبْلُغُ بِها خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخرةِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِما تُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ ثُمَّ عُدْتُ فِيْهِ وَأَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ خَيْرٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَخالَطَنِي فِيْهِ ما لَيْسَ لَكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاعْفُ عَنْ ظُلْمِي وَجُرْمِي بِحِلْمِكَ وَجُودِكَ يا كَرِيمُ، يا مَنْ لا يَخِيبُ سائِلُهُ وَلا يَنْفَدُ نائِلُهُ يا مَنْ عَلا فَلا شَيْءَ فَوقَهُ وَدَنَا فَلا شَيْءَ دُوَنَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْنِي يا فالِقَ البَحْرِ لِمُوسى اللَيْلَةَ اللَيْلَةَ اللَيْلَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ، اللَّهُمَّ طَهِّرْ قَلْبِي مِنَ النِّفاقِ وَعَمَلِي مِنَ الرِّياءِ وَلِسانِي مِنَ الكَذِبِ وَعَيْنِي مِنَ الخِيانَةِ، فَإنَّكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ، يا رَبِّ هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، هذا مَقامُ المُسْتَجِيرِ بِكَ مِنَ النَّار، هذا مَقامُ المُسْتَغِيثِ بِكَ مِنَ النَّارِ هذا مَقامُ الهارِبِ إِلَيْكَ مِنَ النَّارِ، هذا مَقامُ مَنْ يَبُوءُ لَكَ بِخَطِيئَتِهِ وَيَعْتَرِفُ بِذَنْبِهِ وَيَتُوبُ إِلى رَبِّهِ، هذا مَقامُ البائِسِ الفَقِيرِ هذا مَقامُ الخائِفِ المُسْتَجِيرِ، هذا مَقامُ المَحْزُونِ المَكْرُوبِ هذا مَقامُ المَغْمُومِ المَهْمُومِ هذا مَقامُ الغَرِيبِ الغَرِيقِ هذا مَقامُ المُسْتَوْحِشِ الفَرِقِ، هذا مَقامُ مَنْ لا يَجِدُ لِذَنْبِهِ غافِراً غَيْرَكَ وَلا لِضَعْفِهِ مُقَوِّياً إِلاّ أَنْتَ وَلا لِهَمِّهِ مُفَرَجاً سِواكَ، يا اللَّهُ يا كَرِيمُ لا تَحْرِقْ وَجْهِي بِالنّارِ بَعْدَ سُجُودِي لَكَ وَتَعْفِيرِي بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ الحَمْدُ وَالمَنُّ وَالتَّفَضُّلُ عَلَيَّ ارْحَمْ أَيْ رَبِّ أَيْ رَبِّ أَيْ رَبِّ - حتى ينقطع النّفس - ضَعْفِي وَقِلَّةَ

ص: 346

حِيلَتِي وَرِقَّةَ جِلْدِي وَتَبَدُّدَ أَوْصالِي وَتَناثُرَ لَحْمِي وَجِسْمِي وَجَسَدِي وَوَحْدَتِي وَوَحْشَتِي فِي قَبْرِي وَجَزَعِي مِنْ صَغِيرِ البَلاءِ، أَسْأَلُكَ يا رَبِّ قُرَّةَ العَيْنِ وَالاغْتِباطَ يَوْمَ الحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ. بَيِّضْ وَجْهِي يا رَبِّ يَوْمَ تَسْوَدُّ فِيهِ الوُجُوهُ وَآمِنِّي مِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ أَسْأَلُكَ البُشْرى يَوْمَ تُقَلَّبُ فِيهِ القُلُوبُ وَالأَبْصارُ وَالبُشْرى عِنْدَ فِراقِ الدُّنْيا. الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَرْجُوهُ عَوْناً لِي فِي حَياتِي وَأُعِدُّهُ ذُخْراً لِيَوْمِ فاقَتِي الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَدْعُوهُ وَلا أَدْعُو غَيْرَهُ وَلَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَخَيَّبَ دُعائِي الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَرْجُوهُ وَلا أَرْجُو غَيْرَهُ وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لأخْلَفَ رَجائِي الحَمْدُ للَّهِ المُنْعِمِ المُحْسِنِ المُجْمِلِ المُفْضِلِ ذِي الجَلالِ وَالإِكْرامِ وَلِيُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ وَقاضِي كُلِّ حاجَةٍ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي اليَقِينَ وَحُسْنَ الظَّنِّ بِكَ وَأَثْبِتْ رَجاءَكَ فِي قَلْبِي وَاقْطَعْ رَجائِي عَمَّنْ سِواكَ حَتَّى لا أَرْجُوَ غَيْرَكَ وَلا أَثِقَ إِلاّ بِكَ، يا لَطِيفاً لِما يَشاءُ أُلْطُفْ لِي فِي جَمِيعَ أَحْوالِي بِما تُحِبُّ وَتَرْضى، يا رَبِّ إِنِّي ضَعِيفٌ عَلى النَّارِ فَلا تُعَذِّبْنِي بِالنّار يا رَبِّ ارْحَمْ دُعائِي وَتَضَرُّعِي وَخَوْفِي وَذُلِّي وَمَسْكَنَتِي وَتَعْوِيذِي وَتَلْوِيذِي، يا رَبِّ إِنِّي ضَعِيفٌ عَنْ طَلَبِ الدُّنْيا وَأَنْتَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ. وَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ بِقُوَّتِكَ عَلى ذلِكَ وَقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ وَغِناكَ عَنْهُ وَحاجَتِي إِلَيْهِ أَنْ تَرْزُقَنِي فِي عامِي هذا وَشَهْرِي هذا وَيَوْمِي هذا وَساعَتِي هذِهِ رِزْقاً تُغْنِيَنِي بِهِ عَنْ تَكَلُّفِ ما فِي أَيْدِي النّاسِ مِنْ رِزْقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ، أَيْ رَبِّ مِنْكَ أَطْلُبُ وَإِلَيْكَ أَرْغَبُ وَإِيَّاكَ أَرْجُو وَأَنْتَ أَهْلُ ذلِكَ لا أَرْجُو غَيْرَكَ وَلا أَثِقُ إِلاّ بِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَيْ رَبِّ ظَلَمْتُ

ص: 347

نَفْسِي فاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعافِنِي يا سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ وَيا جامِعَ كُلِّ فَوْتٍ وَيا بارِيَ النُّفُوسِ بَعْدَ المَوْتِ، يا مَنْ لا تَغْشاهُ الظُّلُماتُ وَلا تَشْتَبِهُ عَلْيْهِ الأصوات وَلا يَشْغَلُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيءٍ أَعْطِ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَفْضَلَ ما سَأَلَكَ وَأَفْضَلَ ما سُئِلْتَ لَهُ وَأَفْضَلَ ما أَنْتَ مَسْؤولٌ لَهُ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ، وَهَبْ لِي العافِيَةَ حَتَّى تُهَنِّئَنِي المَعِيشَةَ وَاخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ حَتَّى لا تَضُرَّنِي الذُّنُوبُ، اللَّهُمَّ رَضِّنِي بِما قَسَمْتَ لِي حَتَّى لا أَسْأَلَ أَحَداً شَيْئاً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْتَحْ لِي خَزائِنَ رَحْمَتِكَ وَارْحَمْنِي رَحْمَةً لا تُعَذِّبْنِي بَعْدَها أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ الواسِعِ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً لا تُفْقِرْنِي إِلى أَحَدٍ بَعْدَهُ سِواكَ؛ تَزِيدُنِي بِذلِكَ شُكْراً وَإِلَيْكَ فاقَةً وَفَقْراً وَبِكَ عَمَّنْ سِواكَ غِنىً وَتَعَفُّفاً، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ يا مَلِيكُ يا مُقْتَدِرُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاكْفِنِي المُهِمَّ كُلَّهُ وَاقْضِ لِي بِالحُسْنى وَبارِكْ فِي جَمِيعِ أُمُورِي وَاقْضِ لِي جَمِيعَ حَوائِجِي اللَّهُمَّ يَسِّرْ لِي ما أَخافُ تَعْسِيرَهُ فَإِنَّ تَيْسِيرَ ما أَخافُ تَعْسِيرَهُ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ، وَسَهِّلْ لِي ما أَخافُ حُزُونَتَهُ وَنَفِّسْ عَنِّي ما أَخافُ ضِيقَهُ وَكُفَّ عَنِّي ما أَخافُ هَمَّهُ وَاصْرِفْ عَنِّي ما أَخافُ بَلِيَّتَهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ امْلأْ قَلْبِي حُبّاً لَكَ وَخَشْيَةً مِنْكَ وَتَصْدِيقاً لِكِتَابِكَ وَإِيْماناً بِكَ وَفَرَقاً مِنْكَ وَشَوْقاً إِلَيْكَ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ. اللَّهُمَّ إِنَّ لَكَ حُقُوقاً فَتَصَدَّقْ بِها عَلَيَّ وَلِلنّاسِ قِبَلِي تَبِعاتٌ فَتَحَمَّلْها عَنِّي وَقَدْ أَوْجَبْتَ لِكُلِّ ضَيْفٍ قِرىً وأَنا ضَيْفُكَ فَاجْعَلْ قِرايَ اللَيْلَةَ الجَنَّةَ يا وَهّابَ الجَنَّةِ يا وَهّابَ المَغْفِرَةِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ.

ص: 348

دعاء يا مفزعي عند كربتي

الرابع: دعاء یا مفزعي عند کُربتي

تدعو بهذا الدُّعاء الَّذي هُو أخصر أدعية السّحر، وهو مرويّ في (الإقبال):

يا مَفْزَعِي عِنْدَ كُرْبَتِي وَيا غَوْثِي عِنْدَ شِدَّتِي، إِلَيْكَ فَزِعْتُ وَبِكَ اسْتَغَثْتُ وَبِكَ لُذْتُ لا أَلُوذُ بِسِواكَ وَلا أَطْلُبُ الفَرَجَ إِلاّ مِنْكَ؛ فَأَغِثْنِي وَفَرِّجْ عَنِّي يا مَنْ يَقْبَلُ اليَسِيرَ وَيَعْفُو عَنِ الكَثِير اقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ وَاعْفُ عَنِّي الكَثِيرَ إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيْماناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَيَقِيناً حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنِي إِلاّ ما كَتَبْتَ لِي وَرَضِّنِي مِنَ العَيْشِ بِما قَسَمْتَ لِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. يا عُدَّتِي فِي كُرْبَتِي وَيا صاحِبِي فِي شِدَّتِي وَيا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَيا غايَتِي فِي رَغْبَتِي أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي وَالمُؤْمِنُ رَوْعَتِي وَالمُقِيلُ عَثْرَتِي، فَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

تسبيح السّحر

الخامس: تسبّح بهذه التسبيحات المرويّة في (الإقبال):

سُبْحانَ مَنْ يَعْلَمُ جَوارِحَ القُلُوبِ سُبْحانَ مَنْ يُحْصِي عَدَدَ الذُّنُوبِ سُبْحانَ مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ فِي السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ سُبْحانَ الرَّبِّ الوَدُودِ سُبْحانَ الفَرْدِ الوِتْرِ سُبْحانَ العَظِيمِ الأَعْظَمِ سُبْحانَ مَنْ لا يَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ سُبْحانَ مَنْ لا يُؤاخِذُ أَهْلَ الأَرْضِ بِأَلْوانِ العَذابِ سُبْحانَ الحَنّانِ المَنَّانِ سُبْحانَ الرَّؤوفِ الرَّحِيمِ سُبْحانَ الجَبَّارِ الجَوادِ سُبْحانَ الكَرِيمِ الحَلِيمِ سُبْحانَ البَصِيرِ العَلِيمِ سُبْحانَ البَصِيرِ الواسِعِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَلى إقبالِ النَّهارِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَلى إدبارِ النَّهارِ سُبْحَانَ اللَّهِ عَلى إدْبارِ اللَّيْلِ وَإِقْبالِ النَّهارِ ولَهُ الحَمْدُ وَالمَجْدُ وَالعَظَمَةُ وَالكِبْرِياءُ مَعَ

ص: 349

كُلِّ نَفَسٍ وَكُلِّ طَرْفَةِ عَيْنٍ وَكُلِّ لَمْحَةٍ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ سُبْحانَكَ مِلْءَ ما أَحْصى كِتابُكَ سُبْحانَكَ زِنَةَ عَرْشِكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ سُبْحانَكَ.

دعاء إدريس عَلَيْهِ السَّلَامُ

السادس: أن يدعو بدعاء ادريس عَلَیْهِ السَّلَامُ كما في المصباح.

سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، يَا رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَوَارِثَهُ، يَا إِلهَ الآلِهَةِ الرَّفِيعَ فِي جَلاَلِهِ، يَا اللَّهُ الْمَحْمُودُ فِي كُلِّ فِعَالِهِ، يَا رَحْمَانَ كُلِّ شَيْءٍ وَرَاحِمَهُ، يَا حَيُّ حِينَ لاَ حَيَّ فِي دَيْمُومَةِ مُلْكِهِ وَبَقَائِهِ، يَا قَيُّومُ فَلاَ يَفُوتُ شَيْئاً عِلْمُهُ وَلاَ يَؤُودُهُ، يَا وَاحِدُ الْبَاقِي أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ وَآخِرَهُ، يَا دَائِمُ بِغَيْرِ فَنَاءٍ وَلاَ زَوَالٍ لِمُلْكِهِ، يَا صَمَدُ مِن غَيْرِ شَبَهٍ وَلاَ شَيْءَ كَمِثْلِهِ، يَا بَارُّ وَلاَ شَيْءَ كُفْؤُهُ وَلاَ مُدَانِيَ لِوَصْفِهِ، يَا كَبِيرُ أَنْتَ الَّذِي لاَ تَهْتَدِي الْقُلُوبُ لِعَظَمَتِهِ، يَا بَارِىءُ الْمُنْشِىءُ بِلاَ مِثَالٍ خَلاَ مِنْ غَيْرِهِ، يَا زَاكِي الطَّاهِرُ مِنْ كُلِّ آفَةٍ بِقُدْسِهِ، يَا كَافِي الْمُوَسِّعُ لِمَا خَلَقَ مِنْ عَطَايَا فَضْلِهِ، يَا نَقِيٌّ مِنْ كُلِّ جَوْرٍ لَمْ يَرْضَهُ وَلَمْ يُخَالِطْهُ فِعَالُهُ، يَا حَنَّانُ الَّذِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَتُهُ، يَا مَنَّانُ ذَا الإِحْسَانِ قَدْ عَمَّ الْخَلاَئِقَ مَنُّهُ، يَا دَيَّانَ الْعِبَادِ فَكُلٌّ يَقُومُ خَاضِعاً لِرَهْبَتِهِ، يَا خَالِقَ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَالأَرَضِينَ وَكُلٌّ إِلَيْهِ مَعَادُهُ، يَا رَحْمانَ كُلِّ صَرِيخٍ وَمَكْرُوبٍ وَغِيَاثَهُ وَمَعَاذَهُ، يَا بَارُّ فَلاَ تَصِفُ الأَلْسُنُ كُنْهَ جَلاَلِ مُلْكِهِ وَعِزِّهِ، يَا مُبْدِىءَ الْبَرَايَا لَمْ يَبْغِ فِي إِنْشَائِهَا أَعْوَاناً مِنْ خَلْقِهِ، يَا عَلاَّمَ الْغُيُوبِ فَلاَ يَؤُودُهُ مِنْ شَيْءٍ حَفَظَهُ، يَا مُعِيداً مَا أَفْنَاهُ إِذَا بَرَزَ الْخَلاَئِقُ لِدَعْوَتِهِ مِنْ مَخَافَتِهِ، يَا حَلِيمُ ذَا الأَنَاةِ فَلاَ شَيْءَ يَعْدِلُهُ مِنْ خَلْقِهِ، يَا مَحْمُودَ الْفِعَالِ ذَا الْمَنِّ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِهِ بِلُطْفِهِ، يَا عَزِيزُ الْمَنِيعُ الْغَالِبُ عَلَى أَمْرِهِ وَلاَ شَيْءَ يَعْدِلُهُ، يَا قَاهِرُ ذَا الْبَطْشِ الشَّدِيدِ أَنْتَ

ص: 350

الَّذِي لاَ يُطَاقُ انْتِقَامُهُ، يَا مُتَعَالِي الْقَرِيبُ فِي عُلُوِّ ارْتِفَاعِ دُنُوِّهِ، يَا جَبَّارُ الْمُذَلِّلُ كُلَّ شَيْءٍ بِقَهْرِ عَزِيزِ سُلْطَانِهِ، يَا نُورَ كُلِّ شَيْءٍ أَنْتَ الَّذِي فَلَقَ الظُّلُمَاتِ نُورُهُ، يَا قُدُّوسُ الطَّاهِرُ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَلاَ شَيْءَ يَعْدِلُهُ، يَا قَرِيبُ الْمُجِيبُ الْمُتَدَانِي دُونَ كُلِّ شَيْءٍ قُرْبُهُ، يَا عَالِي الشَّامِخُ فِي السَّمَاءِ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ عُلُوُّ ارْتِفَاعِهِ، يَا بَدِيعَ الْبَدَائِعِ وَمُعِيدَهَا بَعْدَ فَنَائِهَا بِقُدْرَتِهِ، يَا جَلِيلُ الْمُتَكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ فَالْعَدْلُ أَمْرُهُ وَالصِّدْقُ وَعْدُهُ، يَا مَجِيدُ فَلاَ يَبْلُغُ الأَوْهَامُ كُلَّ شَأْنِهِ وَمَجْدِهِ، يَا كَرِيمَ الْعَفْوِ ذَا الْعَدْلِ أَنْتَ الَّذِي مَلأَ كُلَّ شَيْءٍ عَدْلُهُ، يَا عَظِيمُ ذَا الثَّنَاءِ الْفَاخِرِ وَالْعِزِّ وَالْكِبْرِيَاءِ فَلاَ يَذِلُّ عِزُّهُ، يَا عَجِيبُ فَلاَ تَنْطِقُ الأَلْسُنُ بِكُلِّ آلاَئِهِ وَثَنَائِهِ أَسْأَلُكَ يَا مُعْتَمَدِي عِنْدَ كُلِّ كُرْبَةٍ وَغِيَاثِي عِنْدَ كُلِّ شِدَّةٍ بِهذِهِ الأَسْمَاءِ أَمَاناً مِنْ عُقُوبَاتِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَصْرِفَ عَنِّي بِهِنَّ كُلَّ سُوءٍ وَمَخُوفٍ وَمَحْذُورٍ وَتَصْرِفَ عَنِّي أَبْصَارَ الظَّلَمَةِ الْمُرِيدِينَ بِيَ السُّوءَ الَّذِي نَهَيْتَ عَنْهُ مِنْ شَرِّ مَا يُضْمِرُونَ إِلَى خَيْرِ مَا لاَ يَمْلِكُونَ وَلاَ يَمْلِكُهُ غَيْرُكَ يَا كَرِيمُ اللَّهُمَّ لاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فَأَعْجَزَ عَنْهَا وَلاَ إِلَى النَّاسِ فَيَظْفَرُوا بِي وَلاَ تُخَيِّبْنِي وَأَنَا أَرْجُوكَ وَلاَ تُعَذِّبْنِي وَأَنَا أَدْعُوكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَمَا أَمَرْتَنِي فَأَجِبْنِي كَمَا وَعَدْتَنِي اللَّهُمَّ اجْعَلْ خَيْرَ عُمُرِي مَا وَلِيَ أَجَلِي اللَّهُمَّ لاَ تُغَيِّرْ جَسَدِي وَلاَ تُرْسِلْ حَظِّي وَلاَ تَسُوءْ صَدِيقِي وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سُقْمٍ مُصْرِعٍ وَفَقْرٍ مُدْقِعٍ وَمِنَ الذُّلِّ وَبِئْسَ الْخِلِّ اللَّهُمَّ سَلِّ قَلْبِي عَنْ كُلِّ شَيءٍ لاَ أَتَزَوَّدُهُ إِلَيْكَ وَلاَ أَنْتَفِعُ بِهِ يَوْمَ أَلْقَاكَ مِنْ حَلاَلٍ أَوْ حَرَامٍ ثُمَّ أَعْطِنِي قُوَّةً عَلَيْهِ وَعِزّاً وَقَنَاعَةً وَمَقْتاً لَهُ وَرِضَاكَ فِيهِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلَى

ص: 351

عَطَايَاكَ الْجَزِيلَةِ وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مِنَنِكَ الْمُتَوَاتِرَةِ الَّتِي بِهَا دَافَعْتَ عَنِّي مَكَارِهَ الأُمُورِ وَبِهَا آتَيْتَنِي مَوَاهِبَ السُّرُورِ مَعَ تَمَادِيِّ فِي الْغَفْلَةِ وَمَا بَقِيَ فِيَّ مِنَ الْقَسْوَةِ فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنْ فِعْلِي أَنْ عَفَوْتَ عَنِّي وَسَتَرْتَ ذلِكَ عَلَيَّ وَسَوَّغْتَنِي مَا فِي يَدَيَّ مِنْ نِعَمِكَ وَتَابَعْتَ عَلَيَّ إِحْسَانَكَ وَصَفَحْتَ لِي عَنْ قَبِيحِ مَا أَفْضَيْتُ بِهِ إِلَيْكَ وَانْتَهَكْتُهُ مِنْ مَعَاصِيكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ يَحِقُّ عَلَيْكَ فِيهِ إِجَابَةُ الدُّعَاءِ إِذَا دُعِيتَ بِهِ وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ ذِي حَقٍّ عَلَيْكَ وَبِحَقِّكَ عَلَى جَمِيعِ مَنْ هُوَ دُونَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَعَلَى آلِهِ وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَخُذْ بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَمِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَامْنَعْهُ مِنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ يَا مَنْ لَيْسَ مَعَهُ رَبٌّ يُدْعَى وَيَا مَنْ لَيْسَ فَوْقَهُ خَالِقٌ يُخْشَى وَيَا مَنْ لَيْسَ دُونَهُ إِلهٌ يُتَّقَى وَيَا مَنْ لَيْسَ لَهُ وَزِيرٌ يُؤْتَى وَيَا مَنْ لَيْسَ لَهُ حَاجِبٌ يُرْشَى وَيَا مَنْ لَيْسَ لَهُ بَوَّابٌ يُنَادَى وَيَا مَنْ لاَ يَزْدَادُ عَلَى كَثْرَةِ الْعَطَاءِ إِلاَّ كَرَماً وَجُوداً وَلاَ عَلَى تَتَابُعِ الذُّنُوبِ إِلاَّ مَغْفِرَةً وَعَفْواً صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْعَلْ بِي مَا أَنْتَ أَهْلُهُ إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ.

دعاء أبي حمزة الثمالي

السابع: دعاء أبي حمزة الثمالي الوارد عن الإمام السجاد عَلَیْهِ السَّلَامُ:

إِلهِي لا تُؤدِّبْنِي بِعُقُوبَتِكَ وَلا تَمْكُرْ بِي فِي حِيلَتِكَ، مِنْ أَيْنَ لِيَ الخَيْرُ يا رَبِّ وَلا يُوجَدُ إلاّ مِنْ عِنْدِكَ؟ وَمِنْ أَيْنَ لِيَ النَّجاةُ وَلا تُسْتَطاعُ إِلاّ بِكَ؟ لا الَّذِي أَحَسَنَ اسْتَغْنى عَنْ عَوْنِكَ وَرَحْمَتِكَ وَلا الَّذِي أَساءَ وَاجْتَرأَ عَلَيْكَ وَلَمْ يُرْضِكَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ... حتى يَنقطع النفس.

ص: 352

بِكَ عَرَفْتُكَ وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي عَلَيْكَ ودَعَوْتَنِي إِلَيْكَ وَلَوْلا أَنْتَ لَمْ أَدْرِ ما أَنْتَ. الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَدْعُوُهُ فَيُجِيبُنِي وَإِنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُونِي، وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي وَإِنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرِضُنِي، وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أُنادِيهِ كُلَّما شِئْتُ لِحاجَتِي وأَخْلُو بِهِ حَيْثُ شِئْتُ لِسرِّي بِغَيْرِ شَفِيعٍ فَيَقْضِي لِي حاجَتِي الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لا أَدْعُو غَيْرَهُ وَلَوْ دَعَوْتُ غَيْرَهُ لَمْ يَسْتَجِبْ لِي دُعائِي، وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لا أَرْجو غَيْرَهُ وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرَهُ لأخْلَفَ رَجائِي، وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي وَكَلَنِي إِلَيْهِ فَأَكْرَمَنِي وَلَمْ يَكِلْنِي إِلى النّاسِ فَيُهِينُونِي، وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي تَحَبَّبَ إِلَيَّ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنِّي وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي يَحْلُمُ عَنِّي حَتَّى كَأَنِّي لا ذَنْبَ لِي؛ فَرَبِّي أَحْمَدُ شَيْءٍ عِنْدِي وَأَحَقُّ بِحَمْدِي. اللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إِلَيْكَ مُشْرَعَةً وَمَناهِلَ الرَّجاءِ إِلَيْكَ مُتْرَعَةً وَالاِسْتِعانَةَ بِفَضْلِكَ لِمَنْ أَمَّلَكَ مُباحَةً وَأَبْوابَ الدُّعاءِ إِلَيْكَ لِلصَّارِخِينَ مَفْتُوحَةً، وأَعْلَمُ أَنَّكَ لِلرَّاجِي بِمَوْضِعِ إِجابَةٍ وَلِلْمَلْهُوفِينَ بِمَرْصَدِ إِغاثَةٍ، وَأَنَّ فِي اللَّهْفِ إِلى جُودِكَ وَالرِّضا بِقَضائِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ الباخِلِينَ وَمَنْدُوَحَةً عَمّا فِي أَيْدِي المُسْتَأْثِرِينَ وَأَنَّ الرَّاحِلَ إِلَيْكَ قَرِيبُ المَسافَةِ، وأَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ الأعمالُ دُوَنَكَ، وَقَدْ قَصَدْتُ إِلَيْكَ بِطَلِبَتِي وتَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتِي وَجَعَلْتُ بِكَ اسْتِغاثَتِي وَبِدُعائِكَ تَوَسُّلِي مِنْ غَيِرِ اسْتِحْقاقٍ لاسْتِماعِكَ مِنِّي، وَلا اسْتِيجابٍ لِعَفْوِكَ عَنِّي بَلْ لِثِقَتِي بِكَرَمِكَ وَسُكُونِي إِلى صِدْقِ وَعْدِكَ ولَجَائِي إِلى الإِيمَانِ بِتَوْحِيدِكَ وَيَقِينِي بِمَعْرِفَتِكَ مِنِّي أَنْ لا رَبَّ لِي غَيْرُكَ وَلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ. اللّهُمَّ أَنْتَ القائِلُ

ص: 353

وَقَوْلُكَ حَقٌّ وَوَعْدُكَ صِدْقٌ: وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كانَ بِكُمْ رَحِيماً، وَلَيْسَ مِنْ صِفاتِكَ يا سَيِّدِي أَنْ تَأْمُرَ بِالسُّؤالِ وَتَمْنَعَ العَطِيَّةَ، وَأَنْتَ المَنَّانُ بِالعَطِيَّاتِ عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِكَ وَالعائِدُ عَلَيْهِمْ بِتَحَنُّنِ رَأْفَتِكَ. إِلهِي رَبَّيْتَنِي فِي نِعَمِكَ وَإِحْسانِكَ صَغِيراً وَنَوَّهْتَ بِاسْمِي كَبِيراً، فَيا مَنْ رَبَّانِي فِي الدُّنْيا بإِحْسانِهِ وَتَفَضُّلِهِ وَنِعَمِهِ وَأَشارَ لِي فِي الآخِرَةِ إِلى عَفْوِهِ وَكَرَمِهِ، مَعْرِفَتِي يا مَوْلايَ دَلِيلِي عَلَيْكَ، وحُبِّي لَكَ شَفِيِعِي إِلَيْكَ، وَأَنا وَاثِقٌ مِنْ دَلِيلِي بِدَلالَتِكَ وَساكِنٌ مِنْ شَفِيعِي إِلى شَفاعَتِكَ، أَدْعُوكَ يا سَيِّدِي بِلِسانٍ قَدْ أَخْرَسَهُ ذَنْبُهُ رَبِّ أُناجِيكَ بِقَلْبٍ قَدْ أَوْبَقَهُ جُرْمُهُ، أَدْعُوكَ يا رَبِّ راهِباً راغِباً راجِياً خائِفاً إِذا رَأَيْتُ مَوْلايَ ذُنُوبِي فَزِعْتُ وَإِذا رَأَيْتُ كَرَمَكَ طَمَعْتُ، فَإِنْ عَفَوْتَ فَخَيْرُ راحِمٍ وَإِنْ عَذَّبْتَ فَغَيْرُ ظالِمٍ. حُجَّتِي يا اللَّهُ فِي جُرْأَتِي عَلى مُسأَلَتِكَ مَعَ إِتْيانِي ما تَكْرَهُ جُودُكَ وَكَرَمُكَ وعُدَّتِي فِي شِدَّتِي مَعَ قِلَّةِ حَيائِي رَأَفَتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَقَدْ رَجَوْتُ أَنْ لا تَخِيبَ بَيْنَ ذَيْنِ وذَيْنِ مُنْيَتِي، فَحَقِّقْ رَجائِي وَاسْمَعْ دُعائِي يا خَيْرَ مَنْ دَعاهُ داعٍ وَأَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راجٍ. عَظُمَ يا سَيِّدِي أَمَلِي وَساءَ عَمَلِي فَأَعْطِنِي مِنْ عَفْوِكَ بِمِقْدارِ أَمَلِي وَلا تُؤاَخِذْنِي بِأَسْوَءِ عَمَلِي فَإِنَّ كَرَمَكَ يَجِلُّ عَنْ مُجازاةِ المُذْنِبِينَ وَحِلْمَكَ يَكْبُرُ عَنْ مُكافأَةِ المُقَصِّرِينَ، وَأَنا يا سَيِّدِي عَائِذٌ بِفَضْلِكَ هارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ مُتَنَجِّزٌ ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ أَحْسَنَ بِكَ ظَنّاً وَما أَنا يا رَبِّ وَما خَطَرِي؟! هَبْنِي بَفَضْلِكَ وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ أَيْ رَبِّ، جَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ وَاعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ، فَلَوِ اطَّلَعَ اليَوْمَ عَلى ذَنْبِي غَيْرُكَ ما فَعَلْتُهُ وَلَوْ خِفْتُ تَعْجِيلَ العُقُوبَةِ لاجْتَنَبْتُهُ

ص: 354

لا لأنَّكَ أَهْوَنُ النَّاظِرِينَ إِلَيَّ وَأَخَفُّ المُطَّلِعِينَ بَلْ لِأَنَّكَ يا رَبِّ خَيْرُ السَّاتِرِينَ وَأَحْكَمُ الحاكِمِينَ وَأَكْرَمُ الأَكْرَمِينَ، سَتَّارُ العُيُوبِ غَفَّارُ الذُّنُوبِ عَلاَّمُ الغُيُوبِ تَسْتُرُ الذَّنْبَ بِكَرَمِكَ وَتُؤَخِّرُ العُقُوبَةَ بِحِلْمِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ وَعَلى عَفْوِكَ بَعْدَ قَدْرَتِكَ. وَيَحْمِلُنِي ويُجَرِّؤُنِي عَلى مَعْصِيَتِكَ حِلْمُكَ عَنِّي، وَيَدْعُونِي إِلى قِلَّةِ الحَياءِ سِتْرُكَ عَلَيَّ، وَيُسْرِعُنِي إِلى التَّوَثُّبِ عَلى مَحارِمِكَ مَعْرِفَتِي بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَعَظِيمِ عَفْوِكَ، يا حَلِيمُ يا كَرِيمُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا غافِرَ الذَّنْبِ يا قابِلَ التَّوْبِ يا عَظِيمَ المَنِّ يا قَدِيمَ الإِحْسَانِ أَيْنَ سَتْرُكَ الجَمِيلُ؟ أَيْنَ عَفْوُكَ الجَلِيلُ؟ أَيْنَ فَرَجُكَ القَرِيبُ؟ أَيْنَ غِياثُكَ السَّرِيعُ؟ أَيْنَ رَحْمَتُكَ الواسِعَةُ؟ أَيْنَ عَطاياكَ الفاضِلَةُ؟ أَيْنَ مَواهِبُكَ الهَنِيئةُ؟ أَيْنَ صَنائِعُكَ السَّنِيَّةُ؟ أَيْنَ فَضْلُكَ العَظِيمُ؟ أَيْنَ مَنُّكَ الجَسِيمُ؟ أَيْنَ إِحْسانُكَ القَدِيمُ؟ أَيْنَ كَرَمُكَ يا كَرِيمُ؟ بِهِ فَاسْتَنْقِذْنِي وَبِرَحْمَتِكَ فَخَلِّصْنِي يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يامُنْعِمُ يا مُفْضِلُ، لَسْتُ أَتَّكِلُ فِي النَّجاةِ مِنْ عِقابِكَ عَلى أَعْمالِنا بَلْ بِفَضْلِكَ عَلَيْنا لِأَنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ تُبْدِئُ بالإحسانِ نِعَماً وَتَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ كَرَماً، فَما نَدْرِي ما نَشْكُرُ أَجَمِيلَ ما تَنْشُرُ أَمْ قَبِيحَ ما تَسْتُرُ أَمْ عَظِيمَ ما أَبْلَيْتَ وَأَوْلَيْتَ أَمْ كَثِيرَ ما مِنْهُ نَجَّيْتَ وَعافَيْتَ؟ يا حَبِيبَ مَنْ تَحَبَّبَ إِلَيْكَ وَيا قُرَّةَ عَيْنِ مَنْ لاذَ بِكَ وَانْقَطَعَ إِلَيْكَ. أَنْتَ المُحْسِنُ وَنَحْنُ المُسِيئُونَ، فَتَجاوَزْ يا رَبِّ عَنْ قَبِيحِ ما عِنْدَنا بِجَمِيلِ ما عِنْدَكَ، وَأَيُّ جَهْلٍ يا رَبِّ لا يَسَعُهُ جُودُكَ وَأَيُّ زَمانٍ أَطْوَلُ مِنْ أَناتِكَ؟ وَما قَدْرُ أَعْمالِنا فِي جَنْبِ نِعَمِكَ وَكَيْفَ نَسْتَكْثِرُ أَعْمالاً نُقابِلُ بِها كَرَمَكَ بَلْ كَيْفَ

ص: 355

يَضِيقُ عَلى المُذْنِبِينَ ما وَسِعَهُمْ مِنْ رَحْمَتِكَ؟ ! يا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ يا باسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ فَوَعِزَّتِكَ يا سَيِّدِي لَوْ نَهَرْتَنِي مابَرِحْتُ مِنْ بابِكَ وَلا كَففْتُ عَنْ تَمَلُّقِكَ لِما انْتَهى إِلَيَّ مِنْ المَعْرِفَةِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَأَنْتَ الفاعِلُ لِما تَشاءُ تُعَذِّبُ مَنْ تَشاءُ بِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ وَتَرْحَمُ مَنْ تَشاءُ بِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ، لا تُسْأَلُ عَنْ فِعْلِكَ وَلا تُنازَعُ فِي مُلْكِكَ وَلا تُشارَكُ فِي أَمْرِكَ وَلا تُضادُّ فِي حُكْمِكَ وَلا يَعْتَرِضُ عَلَيْكَ أَحَدٌ فِي تَدْبِيرِكَ، لَكَ الخَلْقُ وَالأمرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ. يا رَبِّ هذا مَقامُ مَنْ لاذَ بِكَ وَاسْتَجارَ بِكَرَمِكَ وَأَلِفَ إِحْسانَكَ وَنِعَمَكَ وَأَنْتَ الجَوادُ الَّذِي لا يَضِيقُ عَفْوُكَ وَلا يَنْقُصُ فَضْلُكَ وَلا تَقِلُّ رَحْمَتُكَ، وَقَدْ تَوَثَّقْنا مِنْكَ بالصَّفْحِ القَدِيمِ وَالفَضْلِ العَظِيمِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ أَفَتُراكَ يا رَبِّ تَخْلِفُ ظُنُونَنا أَوْ تُخَيِّبُ آمالَنا؟ كَلاَّ، يا كَرِيمُ فَلَيْسَ هذا ظَنُّنا بِكَ وَلا هذا فِيكَ طَمَعُنا، يا رَبِّ إِنَّ لَنا فِيكَ أَمَلاً طَوِيلاً كَثِيراً إِنَّ لَنا فِيكَ رَجاءً عَظِيماً عَصَيْناكَ وَنَحْنُ نَرْجُو أَنْ تَسْتُرَ عَلَيْنا وَدَعَوْناكَ وَنَحْنُ نَرْجو أَنْ تَسْتَجِيبَ لَنا فَحَقِّقْ رَجاءَنا، مَوْلانا فَقَدْ عَلِمْنا ما نَسْتَوْجِبُ بِأَعْمالِنا وَلكِنْ عِلْمُكَ فِينا وَعِلْمُنا بِأَنَّكَ لا تَصْرِفُنا عَنْكَ حَثَّنا عَلى الرَّغْبَةِ إِلَيْكَ، وَإِنْ كُنّا غَيْرَ مُسْتَوْجِبِينَ لِرَحْمَتِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ أَنْ تَجُودَ عَلَيْنا وَعَلى المُذْنِبِينَ بِفَضْلِ سَعَتِكَ، فَامْنُنْ عَلَيْنا بِما أَنْتَ أَهْلُهُ وَجُدْ عَلَيْنا فَإِنّا مُحْتاجُونَ إِلى نَيْلِكَ يا غَفَّارُ بِنُورِكَ اهْتَدَيْنا وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْنا وَبِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْنا وَأَمْسَيْنا. ذُنُوبُنا بَيْنَ يَدَيْكَ نَسْتَغْفِرُكَ اللّهُمَّ مِنْها وَنَتُوبُ إِلَيْكَ، تَتَحَبَّبُ إِلَيْنا بِالنِّعَمِ وَنُعارِضُكَ بِالذُّنُوبِ خَيْرُكَ إِلَيْنا نازِلٌ وَشَرُّنا إِلَيْكَ صاعِدٌ وَلَمْ يَزَلْ وَلا

ص: 356

يزالُ مَلَكٌ كَرِيمٌ يَأْتِيكَ عَنّا بِعَمَلٍ قَبِيحٍ فَلا يَمْنَعُكَ ذلِكَ (مِنْ) أَنْ تَحُوطَنا بِنِعَمِكَ وَتَتَفَضَّلَ عَلَيْنا بِآلائِكَ، فَسُبْحانَكَ ما أَحْلَمَكَ وَأَعْظَمَكَ وَأَكْرَمَكَ مُبْدِئاً وَمُعِيداً، تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ وَجَلَّ ثَناؤُكَ وَكَرُمَ صَنائِعُكَ وَفِعالُكَ. أَنْتَ إِلهِي أَوْسَعُ فَضْلاً وَأَعْظَمُ حِلْماً مِنْ أَنْ تُقايِسَنِي بِفِعْلِي وَخَطِيئَتِي، فَالعَفْوَ العَفْوَ العَفْوَ سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي اللَّهُمَّ اشْغَلْنا بِذِكْرِكَ وَأَعِذْنا مِنْ سَخَطِكَ وَأَجِرْنا مِنْ عَذابِكَ وَارْزُقْنا مِنْ مَواهِبِكَ وَأَنْعِمْ عَلَيْنا مِنْ فَضْلِكَ وَارْزُقْنا حَجَّ بَيْتِكَ وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَمَغْفِرَتُكَ وَرِضْوانُكَ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ إِنَّكَ قَرِيبٌ مُجِيبٌ، وَارْزُقْنا عَمَلاً بِطاعَتِكَ وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِكَ وَسُنَّةِ نَبِيِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَارْحَمْهُما كَما رَبَّيانِي صَغِيراً، اجْزِهِما بالإِحْسَانِ إِحْسَاناً وَبِالسَّيِّئاتِ غُفْراناً، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ الأحياءِ مِنْهُمْ وَالأموات وَتابِعْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ بِالخَيْراتِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنا وَمَيِّتِنا وَشاهِدِنا وَغائِبِنا ذَكَرِنا وَأُنْثانا صَغِيرِنا وَكَبِيرنا حُرِّنا وَمَمْلُوكِنا. كَذَّبَ العادِلُونَ بِاللَّهِ وَضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً وَخَسِرُوا خُسْراناً مُبِيناً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاخْتِمْ لِي بِخَيْرٍ وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتِي، وَلا تُسَلِّطْ عَلَيَّ مَنْ لا يَرْحَمُنِي وَاجْعَلْ عَلَيَّ مِنْكَ وَاقِيَةً باقِيَةً وَلا تَسْلُبْنِي صالِحَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ رِزْقاً وَاسِعاً حَلالاً طَيِّباً. اللَّهُمَّ احْرُسْنِي بِحِراسَتِكَ وَاحْفَظْنِي بِحِفْظِكَ وَاكْلَأْنِي بِكَلاءَتِكَ وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِنا هذا وَفِي كُلِّ عامٍ وَزِيارَةَ قَبْرِ نَبِيِّكَ وَالأَئِمَّةِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ، وَلا تُخْلِنِي يا رَبِّ مِنْ تِلْكَ المَشاهِدِ الشَّرِيفَةِ وَالمَواقِفِ الكَرِيمَةِ. اللّهُمَّ

ص: 357

تُبْ عَلَيَّ حَتَّى لا أَعْصِيَكَ وَأَلْهِمْنِي الخَيْرَ وَالعَمَلَ بِهِ وَخَشْيَتَكَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ ما أَبْقَيْتَنِي يا رَبَّ العَالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي كُلَّما قُلتُ قَدْ تَهَيّأْتُ وَتَعَبّأْتُ وَقُمْتُ للصَّلاةِ بَيْنَ يَدَيْكَ وَناجَيْتُكَ أَلْقَيْتَ عَلَيَّ نُعاساً إِذا أَنا صَلَّيْتُ وَسَلَبْتَنِي مُناجاتَكَ إِذا أَنا ناجَيْتُ، ما لِي كُلَّما قُلْتُ قَدْ صَلُحَتْ سَرِيرَتِي وَقَرُبَ مِنْ مَجالِسِ التَّوّابِينَ مَجْلِسِي عَرَضَتْ لِي بَلِيَّةٌ أَزالَتْ قَدْمِي وَحالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ خِدْمَتِكَ، سَيِّدِي لَعَلَّكَ عَنْ بابِكَ طَرَدْتَنِي وَعَنْ خِدْمَتِكَ نَحَّيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي مُسْتَخِفّاً بِحَقَّكَ فَأَقْصَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأيْتَنِي مُعْرِضاً عَنْكَ فَقَلَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ وَجَدْتَنِي فِي مَقامِ الكاذِبِينَ فَرَفَضْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي غَيْرَ شاكِرٍ لِنَعْمائِكَ فَحَرَمْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ فَقَدْتَنِي مِنْ مَجالِسِ العُلَماءِ فَخَذَلْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي فِي الغافِلِينَ فَمِنْ رَحْمَتِكَ آيَسْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ رَأَيْتَنِي آلِفُ مَجالِسَ البَطَّالِينَ فَبَيْنِي وَبَيْنَهُمْ خَلَّيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ لَمْ تُحِبْ أَنْ تَسْمَعَ دُعائِي فَباعَدْتَنِي،أَوْ لَعَلَّكَ بِجُرْمِي وَجَرِيرَتِي كافَيْتَنِي، أَوْ لَعَلَّكَ بِقِلَّةِ حَيائِي مِنْكَ جازَيْتَنِي؟ فَإِنْ عَفَوْتَ يا رَبِّ فَطالَما عَفَوْتَ عَنْ المُذْنِبِينَ قَبْلِي لِأَنَّ كَرَمَكَ أَيْ رَبِّ يَجِلُّ عَنْ مُكافأَةِ المُقَصِّرِينَ، وَأَنا عائِذٌ بِفَضْلِكَ هارِبٌ مِنْكَ إِلَيْكَ مُتَنَجِّزٌ ما وَعَدْتَ مِنَ الصَّفْحِ عَمَّنْ أَحْسَنَ بِكَ ظَنّاً. إِلهِي أَنْتَ أَوْسَعُ فَضْلاً وَأَعْظَمُ حِلْماً مِنْ أَنْ تُقايِسَنِي بِعَمَلِي أَوْ أَنْ تَسْتَزِلَّنِي بِخّطِيئَتِي وَما أَنا يا سَيِّدِي وَما خَطَرِي؟ هَبْنِي بِفَضْلِكَ سَيِّدِي وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَجَلِّلْنِي بِسَتْرِكَ وَاعْفُ عَنْ تَوْبِيخِي بِكَرَمِ وَجْهِكَ. سَيِّدِي أَنا الصَّغِيرُ الَّذِي رَبَّيْتَهُ وَأَنا الجاهِلُ الَّذِي عَلَّمْتَهُ وَأَنا الضَّالُّ الَّذِي هَدَيْتَهُ وَأَنا الوَضِيعُ الَّذِي رَفَعْتَهُ

ص: 358

وَأَنا الخائِفُ الَّذِي آمَنْتَهُ وَالجائِعُ الَّذِي أَشْبَعْتَهُ وَالعَطْشانُ الَّذِي أَرْوَيْتَهُ وَالعارِي الَّذِي كَسَوْتَهُ وَالفَقِيرُ الَّذِي أَغنَيْتَهُ وَالضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَهُ وَالذَّلِيلُ الَّذِي أَعْزَزْتَهُ وَالسَّقِيمُ الَّذِي شَفَيْتَهُ وَالسَّائِلُ الَّذِي أَعْطَيْتَهُ وَالمُذْنِبُ الَّذِي سَتَرْتَهُ وَالخاطِئُ الَّذِي أَقلْتَهُ، وَأَنا القَلِيلُ الَّذِي كَثَّرْتَهُ وَالمُسْتَضْعَفُ الَّذِي نَصَرْتَهُ وَأَنا الطَّرِيدُ الَّذِي آوَيْتَهُ، أَنا يا رَبِّ الَّذِي لَمْ أَسْتَحْيِكَ فِي الخَلاءِ وَلَمْ أُراقِبْكَ فِي المَلاءِ أَنا صاحِبُ الدَّواهِي العُظْمى، أَنا الَّذِي عَلى سَيِّدِهِ اجْتَرَى، أَنا الَّذِي عَصَيْتُ جَبَّارَ السَّمَاءِ، أَنا الَّذِي أَعْطَيْتُ عَلى مَعاصِي الجَلِيلِ الرُّشا، أَنا الَّذِي حِينَ بُشِّرْتُ بِها خَرَجْتُ إِلَيْها أَسْعى. أَنا الَّذِي أَمْهَلْتَنِي فَما ارْعَوَيْتُ وَسَتَرْتَ عَلَيَّ فَما اسْتَحْيَيْتُ وَعَمِلْتُ بِالمَعاصِي فَتَعَدَّيْتُ وَأَسْقَطْتَنِي مِنْ عَيْنِكَ فَما بالَيْتُ، فَبِحِلْمِكَ أَمْهَلْتَنِي وَبِسِتْرِكَ سَتَرْتَنِي حَتَّى كَأَنَّكَ أَغْفَلْتَنِي وَمِنْ عُقُوباتِ المَعاصِي جَنَّبْتَنِي، حَتَّى كَأَنَّكَ اسْتَحْيَيْتَنِي. إِلهِي لَمْ أَعْصِكَ حِيْنَ عَصَيْتُكَ وَأَنا بِرُبُوبِيَّتِكَ جاحِدٌ وَلا بِأَمْرِكَ مُسْتَخِفٌّ وَلا لِعُقُوبَتِكَ مُتَعَرِّضٌ وَلا لِوَعِيدِكَ مُتَهاوِنٌ، لكِنْ خَطِيئَةٌ عَرَضَتْ وَسَوَّلَتْ لِي نَفْسِي وَغَلَبَنِي هَوَايَ وَأَعانَنِي عَلَيْها شِقْوَتِي وَغَرَّنِي سِتْرُكَ المُرْخَى عَلَيَّ، فَقَدْ عَصَيْتُكَ وَخالَفْتُكَ بِجُهْدِي؛ فَالآنَ مِنْ عَذابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي وَمِنْ أَيْدِي الخُصَماءِ غَداً مَنْ يُخَلِّصُنِي وَبِحَبْلِ مَنْ أَتَّصِلُ إِنْ أَنْتَ قَطَعْتَ حَبْلَكَ عَنِّي؟ فَوا سَوْأَتاه عَلى ما أَحْصَى كِتابُكَ مِنْ عَمَلِي الَّذِي لَوْلا ما أَرْجو مِنْ كَرَمِكَ وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ وَنَهْيِكَ إِيَّايَ عَنْ القُنُوطِ لَقَنَطْتُ عِنْدَما أَتَذَكَّرُها، يا خَيْرَ مِنْ دَعاهُ داعٍ وَأَفْضَلَ مَنْ رَجاهُ راجٍ، اللّهُمَّ بِذِمَّةِ الإِسْلاَمِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أَعْتَمِدُ

ص: 359

عَلَيْكَ، وَبِحُبِّي النَّبِيَّ الأُمِّيَّ القَرَشِيَّ الهاشِمِيَّ العَرَبِيَّ التِّهامِيَّ المَكِّيَّ المَدَنِيَّ أَرْجُو الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ، فَلا تُوحِشِ اسْتِئْناسَ إِيْمانِي وَلا تَجْعَلْ ثَوابِي ثَوابَ مَنْ عَبَدَ سِواكَ، فَإِنَّ قَوْماً آمَنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ لِيَحْقِنُوا بِهِ دِماءَهُمْ فَأَدْرَكُوا ما أَمَّلُوا وإِنّا آمَنّا بِكَ بِأَلْسِنَتِنا وَقُلُوبِنا لِتَعْفُوَ عَنّا، فَأَدْرِكْنا ما أَمَّلْنا وَثَبِّتْ رَجاءَكَ فِي صُدُورِنا، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهّابُ. فَوَعِزَّتِكَ لَوِ انْتَهَرْتَنِي مابَرِحْتُ مِنْ بابِكَ وَلا كَفَفْتُ عَنْ تَمَلُّقِكَ لِما أُلْهِمَ قَلْبِي مِنَ المَعْرِفَةِ بِكَرَمِكَ وَسَعَةِ رَحْمَتِكَ. إِلى مَنْ يَذْهَبُ العَبْدُ إِلاّ إِلى مَوْلاهُ وَإِلى مَنْ يَلْتَجِئُ المَخْلُوقُ إِلاّ إِلى خالِقِهِ؟ إِلهِي لَوْ قَرَنْتَنِي بِالأصْفادِ وَمَنَعْتَنِي سَيْبَكَ مِنْ بَيْنِ الأَشْهَادِ وَدَلَلْتَ عَلى فَضائِحِي عُيُونَ العِبادِ وَأَمَرْتَ بِي إِلى النّارِ وَحُلْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ الأَبْرارِ ما قَطَعْتُ رَجائِي مِنْكَ، وَما صَرَفْتُ تأْمِيلِي لِلْعَفْوِ عَنْكَ وَلا خَرَجَ حُبُّكَ مِنْ قَلْبِي. أَنا لا أَنْسى أَيادِيكَ عِنْدِي وَسَتْرَكَ عَلَيَّ فِي دارِ الدُّنْيا، سَيِّدِي أَخْرِجْ حُبَّ الدُّنْيا مِنْ قَلْبِي وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ المُصْطَفى وَآلِهِ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَانْقُلْنِي إِلى دَرّجَةِ التَوْبَةِ إِلَيْكَ وَأَعِنِّي بِالبُكاءِ عَلى نَفْسِي فَقَدْ أَفْنَيْتُ بِالتَّسْوِيفِ وَالآمال عُمْرِي، وَقَدْ نَزَلْتُ مَنْزِلَةَ الآيِسِينَ مِنْ خَيْرِي فَمَنْ يَكُونُ أَسْوَأُ حالاً مِنِّي إنْ أَنا نُقِلْتُ عَلى مِثْلِ حالِي إِلى قَبْرِي، لَمْ أُمَهِّدْهُ لِرَقْدَتِي، وَلَمْ أَفْرُشْهُ بِالعَمَلِ الصَّالِحِ لِضَجْعَتِي، وَما لِي لا أَبْكِي وَلا أَدْرِي إِلى ما يَكُونُ مَصِيرِي وَأَرى نَفْسِي تُخادِعُنِي وَأَيَّامِي تُخاتِلُنِي، وَقَدْ خَفَقَتْ عِنْدَ رَأْسِي أَجْنِحَةُ المَوْتِ، فَما لي لا أَبْكِي؟ ! أَبْكِي لِخُرُوجِ نَفْسِي أَبْكِي لِظُلْمَةِ قَبْرِي

ص: 360

أَبْكِي لِضِيقِ لَحْدِي أَبْكِي لِسُؤالِ مُنْكَرٍ وَنَكِيرٍ إِيّايَ أَبْكِي لِخُرُوجِي مِنْ قَبْرِي عُرْياناً ذَلِيلاً حامِلاً ثِقْلِي عَلى ظَهْرِي، أَنْظُرُ مَرَّةً عَنْ يَمِينِي وَأُخْرى عَنْ شَمالِي إِذِ الخَلائِقُ فِي شَأْنٍ غَيْرِ شَأْنِي لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ، وَجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ وَذِلَّةٌ، سَيِّدِي عَلَيْكَ مُعَوَّلِي وَمُعْتَمَدِي وَرَجائِي وَتَوَكُّلِي وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقِي تِصِيبُ بِرَحْمَتِكَ مَنْ تَشاءُ وَتَهْدِي بِكَرامَتِكَ مَنْ تُحِبُّ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى ما نَقَّيْتَ مِنَ الشِّرْكِ قَلْبِي، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى بَسْطِ لِسانِي، أَفَبِلِسانِي هذا الكالِّ أَشْكُرُكَ أَمْ بِغايَةِ جُهْدِي فِي عَمَلِي أُرْضِيكَ وَما قَدْرُ لِسانِي يا رَبِّ فِي جَنْبِ شُكْرِكَ وَما قَدْرُ عَمَلِي فِي جَنْبِ نِعَمِكَ وَإِحْسانِكَ؟ إِلهِي إِنَّ جُودَكَ بَسَطَ أَمَلِي وَشُكْرَكَ قَبِلَ عَمَلِي. سَيِّدِي إِلَيْكَ رَغْبَتِي وَإِلَيْكَ رَهْبَتِي وَإِلَيْكَ تَأْمِيلِي وَقَدْ ساقَنِي إِلَيْكَ أَمَلِي وَعَلَيْكَ يا وَاحِدِي عَكَفَتْ هِمَّتِي وَفِيما عِنْدَكَ انْبَسَطَتْ رَغْبَتِي وَلَكَ خالِصُ رَجائِي وَخَوْفِي وَبِكَ أَنِسَتْ مَحَبَّتِي وَإِلَيْكَ أَلَقَيْتُ بِيَدِي وَبِحَبْلِ طاعَتِكَ مَدَدْتُ رَهْبَتِي، يا مَوْلايَ بِذِكْرِكَ عاشَ قَلْبِي وَبِمُناجاتِكَ بَرَّدْتُ أَلَمَ الخَوْفِ عَنِّي فَيا مَوْلايَ وَيا مُؤَمَّلِي وَيا مُنْتهى سُؤْلِي فَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَ ذَنْبِي المانِعِ لِي مِنْ لُزُومِ طاعَتِكَ، فَإِنَّما أَسْأَلُكَ لِقَدِيمِ الرَّجاءِ فِيكَ وَعَظِيمِ الطَمَعِ مِنْكَ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ مِنَ الرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ، فالأمرُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَالخَلْقُ كُلُّهُمْ عِيالُكَ وَفِي قَبْضَتِكَ وَكُلُّ شَيْءٍ خاضِعٌ لَكَ، تَبارَكْتَ يا رَبَّ العَالَمِينَ، إِلهِي ارْحَمْنِي إِذا انْقَطَعَتْ حُجَّتِي وَكَلَّ عَنْ جَوابِكَ لِسانِي وَطاشَ عِنْدَ سُؤْالِكَ إِيّايَ لُبِّي،

ص: 361

فِيا عَظِيمَ رَجائِي لا تُخَيِّبْنِي إِذا اشْتَدَّتْ فاقَتِي وَلا تَرُدَّنِي لِجَهْلِي وَلا تَمْنَعْنِي لِقِلَّةِ صَبْرِي. أَعْطِنِي لِفَقْرِي وَارْحَمْنِي لِضَعْفِي سَيِّدِي عَلَيْكَ مُعْتَمَدِي وَمُعَوَّلِي وَرَجائِي وَتَوَكُّلِي وَبِرَحْمَتِكَ تَعَلُّقِي وَبِفِنائِكَ أَحُطُّ رَحْلِي وَبِجُودِكَ أَقْصِدُ طَلِبَتِي وَبِكَرَمِكَ أَيْ رَبِّ أَسْتَفْتِحُ دُعائِي وَلَدَيْكَ أَرْجُو غِنَى فاقَتِي وَبِغناكَ أَجْبُرُ عَيْلَتِي وَتَحْتَ ظِلِّ عَفْوِكَ قِيامِي وَإِلى جُودِكَ وَكَرَمِكَ أَرْفَعُ بَصَرِي وَإِلى مَعْرُوفِكَ أُدِيمُ نَظَرِي، فَلا تُحْرِقْنِي بِالنَّارِ وَأَنْتَ مَوْضِعُ أَمَلِي وَلا تُسْكِنِّي الهاوِيَةَ فَإِنَّكَ قُرَّةُ عَيْنِي، يا سَيِّدِي لا تُكَذِّبْ ظَنِّي بِإحْسانِكَ وَمَعْرُوفِكَ فَإِنَّكَ ثِقَتِي، وَلا تَحْرِمْنِي ثَوابَكَ فَإِنَّكَ العارِفُ بِفَقْرِي. إِلهِي إِنْ كانَ قَدْ دَنا أَجَلِي وَلَمْ يُقَرِّبْنِي مِنْكَ عَمَلِي فَقَدْ جَعَلْتُ الاِعْتِرافَ إِلَيْكَ بِذَنْبِي وَسائِلَ عِلَلِي، إِلهِي إِنْ عَفَوْتَ فَمَنْ أَوْلى مِنْكَ بِالعَفْوِ وَإِنْ عَذَّبْتَ فَمَنْ أَعْدَلُ مِنْكَ فِي الحُكْمِ. ارْحَمْ فِي هذِهِ الدُّنْيا غُرْبَتِي وَعِنْدَ المَوْتِ كُرْبَتِي وَفِي القَبْرِ وَحْدَتِي وَفِي اللَّحْدِ وَحْشَتِي وَإِذا نُشِرْتُ لِلْحِسابِ بَيْنَ يَدَيْكَ ذُلَّ مَوْقِفِي، وَاغْفِرْ لِي ما خَفِيَ عَلى الآدَمِيِّينَ مِنْ عَمَلِي وَأَدِمْ لِي ما بِهِ سَتَرْتَنِي وَارْحَمْنِي صَرِيعاً عَلى الفِراشِ تُقَلِّبُنِي أَيْدِي أَحِبَّتِي، وَتَفضَّلْ عَلَيَّ مَمْدُوداً عَلى المُغْتَسَلِ يُقَلِّبُنِي صالِحُ جِيرَتِي، وَتَحَنَّنْ عَلَيَّ مَحْمُولاً قَدْ تَناوَلَ الأقْرِباءُ أَطْرافَ جَنازَتِي، وَجُدْ عَلَيَّ مَنْقُولاً قَدْ نَزَلْتُ بِكَ وَحِيداً فِي حُفْرَتِي، وَارْحَمْ فِي ذلِكَ البَيْتِ الجَدِيدِ غُرْبَتِي حَتَّى لا أَسْتَأْنِسَ بِغَيْرِكَ. يا سَيِّدِي إِنْ وَكَلْتَنِي إِلى نَفْسِي هَلَكْتُ سَيِّدِي فَبِمَنْ اسْتَغِيثُ إِنْ لَمْ تُقِلْنِي عَثْرَتِي فَإِلى مَنْ أَفْزَعُ إِنْ فَقَدْتُ عِنايَتَكَ فِي ضَجْعَتِي وَإِلى مَنْ أَلْتَجِئُ إِنْ لَمْ تُنَفِّسْ

ص: 362

كُرْبَتِي؟ سَيِّدِي مَنْ لِي وَمَنْ يَرْحَمُنِي إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِي وَفَضْلَ مَنْ أُؤَمِّلُ إِنْ عَدِمْتُ فَضْلَكَ يَوْمَ فاقَتِي وَإِلى مَنِ الفِرارُ مِنَ الذُّنُوبِ إِذا انْقَضى أَجَلِي، سَيِّدِي لا تُعَذِّبْنِي وَأَنا أَرْجُوكَ إِلهِي حَقِّقْ رَجائِي وَآمِنْ خَوْفِي فَإِنَّ كَثْرَةَ ذُنُوبِي لا أَرْجُو فِيها إِلاَّ عَفْوَكَ، سَيِّدِي أَنا أَسْأَلُكَ ما لا اسْتَحِقُّ وَأَنْتَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ، فَاغْفِرْ لِي وَأَلْبِسْنِي مِنْ نَظَرِكَ ثَوْباً يُغَطِّي عَلَيَّ التَّبِعاتِ وَتَغْفِرُها لِي وَلا أُطالَبُ بِها إِنَّكَ ذُو مَنٍّ قَدِيمٍ وَصَفْحٍ عَظِيمٍ وَتَجاوُزٍ كَرِيمٍ. إِلهِي أَنْتَ الَّذِي تُفِيضُ سَيْبَكَ عَلى مَنْ لا يَسْأَلُكَ وَعَلى الجاحِدِينَ بِرُبُوبِيَّتِكَ، فَكَيْفَ سَيِّدِي بِمَنْ سَأَلَكَ وَأَيْقَنَ أَنَّ الخَلْقَ لَكَ وَالأَمْرَ إِلَيْكَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا رَبَّ العَالَمِينَ، سَيِّدِي عَبْدُكَ بِبابِكَ أَقامَتْهُ الخَصاصَةُ بَيْنَ يَدَيْكَ يَقْرَعُ بابَ إِحْسانِكَ بِدُعائِهِ، وَيَسْتَعْطِفُ جَمِيلَ نَظَرِكَ بِمَكْنُونِ رَجائِهِ، فَلا تُعْرِضْ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ عَنِّي وَاقْبَلْ مِنِّي ما أَقُولُ فَقَدْ دَعَوْتُكَ بِهذا الدُّعاءِ وَأَنا أَرْجُو أَنْ لا تَرُدَّنِي مَعْرِفَةً مِنِّي بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ. إِلهِي أَنْتَ الَّذِي لا يُحْفِيكَ سائِلٌ وَلا يَنْقُصُكَ نائِلٌ أَنْتَ كَما تَقُولُ وَفَوْقَ ما نَقُولُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْراً جَمِيلاً وَفَرَجاً قَرِيباً وَقَوْلاً صادِقاً وَأَجْراً عَظِيماً، أَسْأَلُكَ يا رَبِّ مِنَ الخَيْرِ كُلِّهِ ما عَلِمْتُ مِنْهُ وَما لَمْ أَعْلَمُ، أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ مِنْ خَيْرِ ما سَأَلَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ وَأَجْوَدَ مَنْ أَعْطى أَعْطِنِي سُؤْلِي فِي نَفْسِي وَأَهْلِي وَوالِدَيَّ وَوُلْدِي وَأَهْلِ حُزانَتِي وَإِخْوانِي فِيكَ، وَأَرْغِدْ عَيْشِي وَأَظْهِرْ مُرُوَّتِي وَأَصْلِحْ جَمِيعَ أَحْوالِي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ أَطَلْتَ عُمْرَهُ وَحَسَّنْتَ عَمَلَهُ وَأَتْمَمْتَ عَلَيْهِ نِعْمَتَكَ وَرَضِيتَ عَنْهُ وَأَحْيَيْتَهُ

ص: 363

حَياةً طَيِّبَةً فِي أَدْوَمِ السُّرُورِ وَأَسْبَغِ الكَرامَةِ وَأَتَمِّ العَيْشِ، إِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُكَ. اللّهُمَّ خُصَّنِي مِنْكَ بِخاصَّةِ ذِكْرِكَ وَلا تَجْعَلْ شَيْئاً مِمّا أَتَقَرَّبُ بِهِ فِي آناءِ اللَّيْلِ وَأَطْرافِ النَّهارِ رِياءً وَلا سُمْعَةً وَلا أَشَراً وَلا بَطَراً، وَاجْعَلْنِي لَكَ مِنَ الخاشِعِينَ. اللّهُمَّ أَعْطِنِي السَّعَةَ فِي الرِّزْقِ وَالأمْنَ فِي الوَطَنِ وَقُرَّةَ العَيْنِ فِي الأهلِ وَالمالِ وَالوَلَدِ وَالمُقامَ فِي نِعَمِكَ عِنْدِي وَالصِّحَّةَ فِي الجِسْمِ وَالقُوَّةَ فِي البَدَنِ وَالسَّلامَةَ فِي الدِّينِ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَبَداً ما اسْتَعْمَرْتَنِي، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْفَرِ عِبادِكَ عِنْدَكَ نَصِيباً فِي كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ وَتُنْزِلُهُ فِي شَهْرِ رَمَضانَ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَما أَنْتَ مُنْزِلُهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ مِنْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها وَعافِيَةٍ تُلْبِسُها وَبَلِيَّةٍ تَدْفَعُها وَحَسَناتٍ تَتَقَبَّلُها وَسَيِّئاتٍ تَتَجاوَزُ عَنْها، وَارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِنا هذا وَفِي كُلِّ عامٍ،وَارْزُقْنِي رِزْقاً وَاسِعاً مِنْ فَضْلِكَ الواسِعِ وَاصْرِفْ عَنِّي يا سَيِّدِي الأسْوَاءَ وَاقْضِ عَنِّي الدَّيْنَ وَالظُّلاماتِ حَتَّى لا أَتَأَذّى بِشَيْءٍ مِنْهُ وَخُذْ عَنِّي بِأَسْماعِ وَأَبْصارِ أَعْدائِي وَحُسَّادِي وَالباغِينَ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَيْهِمْ وَأَقِرَّ عَيْنِي وَفَرِّحْ قَلْبِي، وَاجْعَلْ لِي مِنْ هَمِّي وَكَرْبِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَاجْعَلْ مَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ تَحْتَ قَدَمَيَّ، وَاكْفِنِي شَرَّ الشَّيْطانِ وَشَرَّ السُّلْطانِ وَسَيِّئاتِ عَمَلِي وَطَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ كُلِّها وَأَجِرْنِي مِنَ النّارِ بِعَفْوِكَ وَأَدْخِلْنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَزَوِّجْنِي مِنَ الحُورِ العِينِ بِفَضْلِكَ وَأَلْحِقْنِي بِأَوْلِيائِكَ الصَّالِحِينَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَبْرارِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ الأخْيارِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ وَعَلى أَجْسادِهِمْ وَأَرْواحِهِمْ وَرَحْمَةُ

ص: 364

اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. إِلهِي وَسَيِّدِي وَعزَّتِكَ وَجَلالِكَ لَئِنْ طالَبْتَنِي بِذُنُوبِي لَأُطالِبَنَّكَ بِعَفْوِكَ وَلَئِنْ طالَبْتَنِي بِلُؤْمِي لأُطالِبَنَّكَ بِكَرَمِكَ وَلَئِنْ أَدْخَلْتَنِي النَّارَ لأُخْبِرَنَّ أَهْلَ النّارِ بِحُبِّي لَكَ. إِلهِي وَسَيِّدِي إِنْ كُنْتَ لا تَغْفِرُ إِلاّ لأوْلِيائِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ فَإِلى مَنْ يَفْزَعُ المُذْنِبُونَ؟ وَإِنْ كُنْتَ لا تُكْرِمُ إِلاّ أَهْلَ الوَفاءِ بِكَ فَبِمَنْ يَسْتَغِيثُ المُسِيئُونَ؟ إِلهِي إِنْ أَدْخَلْتَنِي النّارَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ عَدُوِّكَ، وَإِنْ أَدْخَلْتَني الجَنَّةَ فَفِي ذلِكَ سُرُورُ نَبِيِّكَ وَأَنا وَاللَّهِ أَعْلَمُ أَنَّ سُرُورَ نَبِيِّكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ سُرُورِ عَدُوِّكَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَمْلأَ قَلْبِي حُبّاً لَكَ وَخَشْيَةً مِنْكَ وَتَصْدِيقاً بِكتابِكَ وَإِيماناً بِكَ وَفَرَقاً مِنْكَ وَشَوْقاً إِلَيْكَ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ حَبِّبْ إِلَيَّ لِقاءَكَ وَأَحْبِبْ لِقائِي وَاجْعَلْ لِي فِي لِقائِكَ الرَّاحَةَ والفَرَجَ وَالكَرامَةَ. اللّهُمَّ أَلْحِقْنِي بِصالِحِ مَنْ مَضى وَاجْعَلْنِي مِنْ صالِحِ مَنْ بَقِيَ. وَخُذْ بِي سَبِيلَ الصَّالِحِينَ وَأَعِنِّي عَلى نَفْسِي بِما تُعِينُ بِهِ الصَّالِحِينَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَاخْتِمْ عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ وَاجْعَلْ ثَوابِي مِنْهُ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَعِنِّي عَلى صالِحِ ما أَعْطَيْتَنِي وَثَبِّتْنِي يا رَبِّ وَلا تَرُدَّنِي فِي سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيْماناً لا أَجَلَ لَهُ دُونَ لِقائِكَ، أَحْينِي ما أَحْيَيْتَنِي عَلَيْهِ وَتَوَفَّنِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي عَلَيْهِ وَابْعَثْنِي إِذا بَعَثْتَنِي عَلَيْهِ وَأَبْرِئْ قَلْبِي مَنَ الرِّياءِ وَالشَّكِّ وَالسُّمْعَةِ فِي دِينِكَ حَتَّى يَكُونَ عَمَلِي خالِصاً لَكَ. اللّهُمَّ أَعْطِنِي بَصِيرَةً فِي دِينِكَ وَفَهْماً فِي حُكْمِكَ وَفِقْهاً فِي عِلْمِكَ وَكِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ وَوَرَعاً يَحْجُزُنِي عَنْ مَعاصِيكَ وَبَيِّضْ وَجْهِي بِنُورِكَ وَاجْعَلْ رَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ وَتَوفَّنِي فِي سَبِيلِكَ وَعلى مِلَّةِ رَسُولِكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. اللّهُمَّ إِنِّي

ص: 365

أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ وَالفَشَلِ وَالهَمِّ وَالجُبْنِ وَالبُخْلِ وَالغَفْلَةِ وَالقَسْوَةِ وَالذِّلَّةِ وَالمَسْكَنَةِ وَالفَقْرِ وَالفاقَةِ وَكُلِّ بَلِيَّةٍ وَالفَواحِشِ ما ظَهَرَ مِنْها وَمابَطَنَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَقْنَعُ وَبَطْنٍ لا يَشْبَعُ وَقَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَدُعاءٍ لا يُسْمَعُ وَعَمَلٍ لا يَنْفَعُ، وَأَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ عَلى نَفْسِي وَدِينِي وَمالِي وَعَلى جَمِيعِ ما رَزَقْتَنِي مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ العَلِيمُ. اللّهُمَّ إِنَّهُ لايُجِيرُنِي مِنْكَ أَحَدٌ وَلا أَجِدُ مِنْ دُونِكَ مُلْتَحَداً فَلا تَجْعَلْ نَفْسِي فِي شَيْءٍ مِنْ عَذابِكَ ولا تَرُدَّنِي بِهَلَكَةٍ وَلا تَرُدَّنِي بِعَذابٍ أَلِيمٍ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي وَأَعْلِ ذِكْرِي وَارْفَعْ دَرَجَتِي وَحُطَّ وِزْرِي وَلا تَذْكُرْنِي بِخَطِيئَتي وَاجْعَلْ ثَوابَ مَجْلِسِي وَثَوابَ مَنْطِقِي وَثَوابَ دُعائِي رِضاكَ وَالجَنَّةَ وَأَعْطِنِي يا رَبِّ جَمِيعَ ما سَألْتُكَ وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ إِنِّي إِلَيْكَ راغِبٌ يا رَبَّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَ فِي كِتابِكَ أَنْ نَعْفُوَ عَمَّنْ ظَلَمَنا وَقْدْ ظَلَمْنا أَنْفُسَنا فَاعْفُ عَنّا فَإِنَّكَ أَوْلى بِذلِكَ مِنّا، وَأَمَرْتَنا أَنْ لا نَرُدَّ سائِلاً عَنْ أَبْوابِنا وَقَدْ جِئْتُكَ سائِلاً فَلا تَرُدَّنِي إِلاّ بِقَضَاءِ حاجَتِي، وَأَمَرْتَنا بالإِحْسانِ إِلى ما مَلَكَتْ أَيْمانُنا وَنَحْنُ أَرِقّاؤُكَ فَاعْتِقْ رِقابَنا مِنَ النّارِ يا مَفْزَعِي عِنْدَ كُرْبَتِي وَيا غَوْثِي عِنْدَ شِدَّتِي إِلَيْكَ فَزِعْتُ وَبِكَ اسْتَغَثْتُ وَلُذْتُ لا أَلُوذُ بِسِواكَ وَلا أَطْلُبُ الفَرَجَ إِلاّ مِنْكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَغِثْنِي وَفَرِّجْ عَنِّي يا مَنْ يَقْبَلُ اليَسِيرَ وَيَعْفُو عَنِ الكَثِيرِ اقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ وَاعْفُ عَنِّي الكَثِيرَ إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحِيمُ الغَفُورُ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ إِيْماناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَيَقِيناً حَتَّى أَعْلَمَ أَنَّهُ لَنْ يُصِيبَنِي إِلاّ ما كَتَبْتَ لِي وَرَضِّنِي مِنَ العَيْشِ بِما قَسَمْتَ لِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِين.

ص: 366

الثامن: ينبغي أن لا يدع صلاة اللّيل في الأسحار، وأن لا يترك التهجد فيها.

الصنف الخامس: فيما يعمل في نهار شهر رمضان
اشارة

الصنف الخامس: في أعمال نهار شهر رمضان.

دعاء اللَّهم هذا شهر رمضان

الأوّل: أن يدعو كلّ يوم بهذا الدّعاء الَّذي رواه الشيخ:

اللَّهُمَّ إِنَّ هَذا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ، وَهذا شَهْرُ الصِّيامِ وَهذا شَهْرُ القِيامِ وَهذا شَهْرُ الإنابَةِ وَهذا شَهْرُ التَوبةِ وَهذا شَهْرُ المَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ وَهذا شَهْرُ العِتْقِ مِنَ النَّارِ وَالفَوْزِ بِالجَنَّةِ وَهذا شَهْرٌ فِيْهِ لَيْلَةُ القَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ. اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِنِّي عَلى صِيامِهِ وَقِيامِهِ وَسَلِّمْهُ لِي وَسَلِّمْنِي فِيْهِ وَتَسَلَّمْهُ مِنِّي، وَأَعِنِّي عَلْيهِ بِأَفْضَلِ عَوْنِكَ وَوَفِّقْنِي فِيْهِ لِطاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَأَوْلِيائِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَفَرِّغْنِي فِيْهِ لِعبادَتِكَ وَدُعائِكَ وَتِلاوَةِ كِتابِكَ، وَأَعْظِمْ لِي فِيْهِ البَرَكَةَ وَأَحْسِنْ لِي فِيْهِ العافِيَةَ وَأَصِحَّ لِي فِيْهِ بَدَنِي وَأَوْسِعْ لِي فِيْهِ رِزْقِي وَاكْفِنِي فِيْهِ ما أَهَمَّنِي، وَاسْتَجِبْ فِيْهِ دُعائِي وَبَلِّغْنِي فِيْهِ رَجائِي. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَذْهِبْ عَنِّي فِيْهِ النُّعاسَ وَالكَسَلَ وَالسَّأْمَةَ وَالفَتْرَةَ وَالقَسْوَةَ وَالغَفْلَةَ وَالغِرَّةَ وَجَنِّبْنِي فِيْهِ العِلَلَ وَالأسقَامَ وَالهُمُومَ وَالأَحْزَانَ وَالأعرَاضَ وَالأمرَاضَ وَالخَطايا وَالذُّنُوبَ، وَاصْرِفْ عَنِّي فِيْهِ السُّوءَ وَالفَحْشاءَ وَالجَهْدَ وَالبَلاَء وَالتَّعَبَ وَالعَناءَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِذْنِي فِيْهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ وَهَمْزِهِ وَلَمْزِهِ وَنَفْثِهِ وَنَفْخِهِ وَوَسْوَسَتِهِ وَتَثْبِيطِهِ وَكَيْدِهِ وَمَكْرِهِ وَحَبائِلِهِ وَخُدَعِهِ وَأَمانِيِّهِ وَغُرُورِهِ وَفِتْنَتِهِ وَشَرَكِهِ وَأَحْزابِهِ وَأَتْباعِهِ وَأَشْيَاعِهِ وَأَوْلِيائِهِ وَشُرَكائِهِ

ص: 367

وَجَمِيعِ مَكائِدِهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنا قِيامَهُ وَصِيامَهُ وَبُلُوغَ الأَمَلِ فِيْهِ وَفِي قِيامِهِ وَاسْتِكْمالَ ما يُرْضِيكَ عَنِّي صَبْراً وَاحْتِساباً وَإِيْماناً وَيَقِيناً، ثُمَّ تَقَبَّلْ ذلِكَ مِنِّي بالأَضْعافِ الكَثِيرَةِ وَالأَجْرِ العَظِيمِ يا رَبَّ العالَمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي الحَجَّ وَالعُمْرَةَ وَالاجْتِهادَ وَالقُوَّةَ وَالنَّشاطَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالقُرْبَةَ وَالخَيْرَ المَقْبولَ وَالرَّغْبَةَ وَالرَّهْبَةَ وَالتَّضَرُّعَ وَالخُشُوعَ وَالرِّقَّةَ وَالنِّيَّةَ الصادِقَةَ وَصِدْقَ اللِّسانِ، وَالوَجَلَ مِنْكَ وَالرَّجاءَ لَكَ وَالتَّوَكُّلَ عَلَيْكَ وَالثِّقَةَ بِكَ وَالوَرَعَ عَنْ مَحارِمِكَ، مَعَ صالِحِ القَوْلِ وَمَقْبُولِ السَّعْيِ وَمَرْفُوعِ العَمَلِ وَمُسْتجابِ الدَّعْوَةِ، وَلا تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ شَيءٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِعَرَضٍ وَلا مَرَضٍ وَلا هَمٍّ وَلا غَمٍّ وَلا سُقْمٍ وَلا غَفْلَةٍ وَلا نِسْيانٍ بَلْ بِالتَّعاهُدِ وَالتَّحَفُّظِ لَكَ وَفِيكَ وَالرِّعايَةَ لِحَقِّكَ وَالوَفاءِ بِعَهْدِكَ وَوَعْدِكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم ادعُ بعد ذلك بهذا الدعاء:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْسِمْ لِي فِيْهِ أَفْضَلَ ما تَقْسِمُهُ لِعبادِكَ الصّالِحِينَ، وَأَعْطِنِي فِيْهِ أَفْضَلَ ما تُعْطِي أَوْلِياءَكَ المُقَرَّبِينَ مِنَ الرَّحْمَةِ وَالمَغْفِرَةِ وَالتَّحَنُّنِ وَالإجابةِ وَالعَفُوِ وَالمَغْفِرَةِ الدَّائِمَةِ وَالعافِيَةِ وَالمُعافاةِ وَالعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَالفَوْزِ بِالجَنَّةِ وَخَيْرِ الدُّنْيا وَالآخرةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ دُعائِي فِيْهِ إِلَيْكَ واصِلاً وَرَحْمَتَكَ وَخَيْرَكَ إِلَيَّ فِيْهِ نازِلاً وَعَمَلِي فِيْهِ مَقْبُولاً وَسَعْيِي فِيْهِ مَشْكُوراً، وَذَنْبِي فِيْهِ مَغْفُوراً، حَتَّى يَكُونَ نَصِيبِي فِيْهِ الأَكْبَرَ (الأَكْثَرَ) وَحَظِّي فِيْهِ الأَوْفَرَ. اللَّهُمَّ

ص: 368

صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَوَفِّقْنِي فِيْهِ لِلَيْلَةِ القَدْرِ عَلى أَفْضَلِ حالٍ تُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عَلَيْها أَحَدٌ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَأَرْضاها لَكَ، ثُمَّ اجْعَلْها لِي خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ وَارْزُقْنِي فِيها أَفْضَلَ ما رَزَقْتَ أَحَداً مِمَّنْ بَلَّغْتَهُ إِيّاها وَأَكْرَمْتَهُ بِها، وَاجْعَلْنِي فِيها مِنْ عُتَقائِكَ مِنْ جَهَنَّمَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ وَسُعَداءِ خَلْقِكَ بِمَغْفِرَتِكَ وَرِضْواِنِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنا فِي شَهْرِنا هذا الجِدَّ وَالاِجْتِهادَ وَالقُوَّةَ وَالنَّشاطَ وَما تُحِبُّ وَتَرْضى، اللَّهُمَّ رَبَّ الفَجْرِ وَلَيالٍ عَشْرٍ وَالشَّفْعِ وَالوَتْرِ، وَرَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ وَما أَنْزَلْتَ فِيْهِ مِنَ القُرْآنِ، وَرَبَّ جِبْرائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَعِزْرائِيلَ وَجَمِيعِ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ، وَرَبَّ إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ، وَرَبَّ مُوسى وَعِيْسى وَجَمِيعِ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ وَبِحَقِّهِمْ عَلَيْكَ وَبِحَقِّكَ العَظِيمِ لَمَا صَلَّيْتَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَنَظَرْتَ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحِيمَةً تَرْضى بِها عَنِّي رِضىً لا سَخَطَ عَلَيَّ بَعْدَهُ أَبَداً، وَأَعْطَيْتَنِي جَمِيعَ سُؤْلِي وَرَغْبَتِي وَأُمْنِيَتِي وَإِرادَتِي وَصَرَفْتَ عَنِّي ما أَكْرَهُ وَأَحْذَرُ وَأَخافُ عَلى نَفْسِي وَما لا أَخافُ وَعَنْ أَهْلِي وَمالِي وَإِخْوانِي وَذُرِّيَّتِي. اللَّهُمَّ إِلَيْكَ فَرَرْنا مِنْ ذُنُوبِنا فَآوِنا تائِبِينَ وَتُبْ عَلَيْنا مُسْتَغْفِرِينَ وَاغْفِرْ لَنا مُتَعَوِّذِينَ وَأَعِذْنا مُسْتَجِيرِينَ وَأَجِرْنا مُسْتَسْلِمِينَ وَلا تَخْذُلْنا راهِبِينَ، وَآمِنَّا راغِبِينَ وَشَفِّعْنا سائِلِينَ، وَأَعْطِنا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ. اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي وَأَنا عَبْدُكَ وَأَحَقُّ مَنْ سَأَلَ العَبْدُ رَبَّهُ وَلَمْ يَسْأَلِ العِبادُ مِثْلَكَ كَرَماً وَجُوداً، يا مَوْضِعَ شَكْوى

ص: 369

السَّائِلِين وَيا مُنْتَهى حاجَةِ الرَّاغِبِينَ وَيا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ وَيا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِين وَيا مَلْجأَ الهارِبِينَ وَيا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ وَيارَبَّ المُسْتَضْعَفِينَ وَيا كاشِفَ كَرْبِ المَكْرُوَبِينَ وَيا فارِجَ هَمِّ المَهْمُومِينَ وَيا كاشِفَ الكَرْبِ العَظِيمِ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَعُيُوبِي وَإِساءَتِي وَظُلْمِي وَجُرْمِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُها غَيْرُكَ وَأعْفُ عَنِّي وَاغْفِرْ لِي كُلَّ ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي وَاعْصِمْنِي فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي وَاسْتُرْ عَلَيَّ وَعَلى وَالِدَيَّ وَوُلْدِي وَقَرابَتِي وَأَهْلِ حُزانَتِي وَمَنْ كانَ مِنِّي بِسَبِيلٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ، فَإِنَّ ذلِكَ كُلَّهُ بِيَدِكَ وَأَنْتَ واسِعُ المَغْفِرَةِ، فَلا تُخَيِّبْنِي يا سَيِّدِي وَلا تَرُدَّ دُعائِي ولا تَشُدَّ يَدِي إِلى نَحْرِي حَتَّى تَفْعَلَ ذلِكَ بِي وَتَسْتَجِيبَ لِي جَمِيعَ ما سَأَلْتُكَ وَتَزِيدَنِي مِنْ فَضْلِكُ، فَإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ونَحْنُ إِلَيْكَ راغِبُونَ. اللَّهُمَّ لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى وَالأمثَالُ العُلْيا وَالكِبْرِياءُ وَالآلاَءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، إِنْ كُنْتَ قَضَيْتَ فِي هذِهِ اللَيْلَةِ تَنَزُّلَ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ فِيها أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي السُّعَداءِ وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإِساءَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَإِيْماناً لا يَشُوبُهُ شَكٌّ وَرِضىً بِما قَسَمْتَ لِي وَآتِنِي فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً وَقِنِي عَذابَ النَّارِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ قَضَيْتَ فِي هذِهِ اللَيْلَةِ تَنَزُّلَ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ فِيها فَأَخِّرْنِي إِلى ذلِكَ وَارْزُقْنِي فِيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ

ص: 370

وَطاعَتَكَ وَحُسْنَ عِبادَتِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يا أحَدُ يا صَمَدُ، يا رَبَّ مُحَمَّدٍ اغْضَبِ اليَوْمَ لِمُحَمَّدٍ وَالأَبْرارِ عِتْرَتِهِ وَاقْتُلْ أَعْداءَهُمْ بَدَداً وَأَحْصِهِمْ عَدَداً وَلا تَدَعْ عَلى ظَهْرِ الأَرْضِ مِنْهُمْ أَحَداً وَلا تَغْفِرْ لَهُمْ أَبَداً، يا حَسَنَ الصُّحْبَةِ يا خَلِيفَةَ النَّبِيِّينَ أَنْتَ أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، البَدِيءُ البَدِيعُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِكَ شَيْءٌ وَالدَّائِمُ غَيْرُ الغافِلِ وَالحَيُّ الَّذِي لا يَمُوتُ أَنْتَ كُلُّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ، أَنْتَ خَلِيفَةُ مُحَمَّدٍ وَناصِرُ مُحَمَّدٍ وَمُفَضِّلُ مُحَمَّدٍ أَسْأَلُكَ أَنْ تَنْصُرَ وَصِيَّ مُحَمَّدٍ وَخَلِيفَةَ مُحَمَّدٍ وَالقائِمَ بِالقِسْطِ مِنْ أَوْصِياءِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ. اعْطِفْ عَلَيْهِمْ نَصْرَكَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ بِحَقِّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ وَاجْعَلْ عاقِبَةَ أَمْرِي إِلى غُفْرانِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَكَذلِكَ نَسَبْتَ نَفْسَكَ يا سَيِّدِي بِاللُّطْفِ، بَلى إِنَّكَ لَطِيفٌ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَالْطُفْ لِما تَشاءُ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي الحَجَّ وَالعُمْرَةَ فِي عامِنا هذا، وَتَطَوَّلْ عَلَيَّ بِجَمِيعِ حَوائِجِي للآخرة وَالدُّنْيا.

ثُمَّ تقول ثلاثاً: أسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُجِيبٌ، أسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّي وَأَتُوبُ إِلَيْهِ إِنَّهُ كانَ غَفّاراً اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ رَبِّ إِنِّي عَمِلْتُ سُوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ الحَلِيمُ العَظِيمُ الكَرِيمُ الغَفَّارُ لِلْذَّنْبِ العَظِيمِ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ كانَ غَفُوراً رَحِيماً .

ص: 371

ثُمَّ تقول: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأمرِ العَظِيمِ المَحْتُومِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمْ المَشْكُورِ سَعْيُهُمْ المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمْ المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي وَتُوَسِّعَ رِزْقِي وَتَؤَدِّي عَنِّي أَمانَتِي وَدَيْنِي آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ وَاحْرُسْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَرِسُ وَمِنْ حَيثُ لا أَحْتَرِسُ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلِّمْ كَثِيراً.

التسبيحات العشر في نهار شهر رمضان

الثاني:تسبّح كُلَّ يَوم مِن شَهر رَمَضان بهذه التسبيحات، وهي عشرة أجزاء، كُلّ جزءٍ يحتوي عَلى عَشرة تسبيحات:

(1) سُبْحَانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المُصَوِّرِ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ الأزواجِ كُلِّها، سُبْحَانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحَانَ اللَّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْء، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ السَّمِيعِ الَّذِي لَيْسَ شَيْءٌ أَسْمَعَ مِنْهُ يَسْمَعُ مِنْ فَوْقِ عْرشِهِ ما تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ وَيَسْمَعُ ما فِي ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحْرِ وَيَسْمَعُ الأَنِينَوَالشَّكْوى وَيَسْمَعُ السِّرَّ وَأَخْفى وَيَسْمَعُ وَساوِسَ الصُّدُورِ ولا يُصِمُّ سَمْعَهُ صَوْتٌ .

(2) سُبْحَانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المُصَوِّرِ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ الأزواجِ كُلِّها، سُبْحَانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحَانَ اللَّهِ

ص: 372

فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ البَصِيرِ الَّذِي لَيْسَ شَيْءٌ أَبْصَرَ مِنْهُ، يُبْصِرُ مِنْ فَوقِ عَرْشِهِ ما تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ ويُبْصِرُ ما فِي ظُلُماتِ البَرِّ وَالبَحْرِ لا تُدْرِكُهُ الأبْصارُ وهُوَ يُدْرِكُ الأبْصارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ، لا تُغَشِّي بَصَرَهُ الظُلْمَةُ وَلا يُسْتَتَرُ مِنْهُ بِسِتْرٍ وَلا يُوارِي مِنْهُ جِدارٌ وَلا يَغِيبُ عَنْهُ بَرٌّ وَلا بَحْرٌ وَلا يُكِنُّ مِنْهُ جَبَلٌ ما فِي أَصْلِهِ وَلا قَلْبٌ ما فِيْهِ وَلا جَنْبٌ ما فِي قَلْبِهِ وَلا يَسْتَتِرُ مِنْهُ صَغِيرٌ وَلا كَبِيرٌ وَلايَسْتَخْفِي مِنهُ صَغِيرٌ لِصِغَرِهِ وَلا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ، هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ .

(3) سُبْحَانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المُصَوِّرِ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ الأزواجِ كُلِّها، سُبْحَانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحَانَ اللَّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي يُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلائِكَةُ مِنْ خِيْفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشاءُ وَيُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْرىً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ وَيُنَزِّلُ الماءَ مِنَ السَّماءِ بِكَلِمَتِهِ وَيُنْبِتُ النَّباتَ بِقُدْرَتِهِ وَيَسْقُطُ الوَرَقُ بِعِلْمِهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّمَاءِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ .

(4) سُبْحَانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المُصَوِّرِ، سُبْحَانَ اللَّهِ

ص: 373

خالِقِ الأزواجِ كُلِّها، سُبْحَانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحَانَ اللَّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثى وَما تَغِيضُ الأَرْحامُ وَما تَزْدادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ عالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الكَبِيرُ المُتَعالِ، سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ القَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَيْلِ وَسارِبٌ بِالنَّهارِ لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي يُمِيتُ الأحياءَ وَيُحْيِي المَوْتى وَيَعْلَمُ ما تَنْقُصُ الأَرْضُ مِنْهُمْ وَيُقِرُّ فِي الأرْحامِ ما يَشاءُ إِلى أَجَلٍ مُسَمَّىً.

(5) سُبْحَانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المُصَوِّرِ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ الأزواجِ كُلِّها، سُبْحَانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحَانَ اللَّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ مالِكِ المُلْكِ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، تُولِجُ اللَيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ .

(6) سُبْحَانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المُصَوِّرِ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ الأزواجِ كُلِّها، سُبْحَانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحَانَ اللَّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ ما

ص: 374

يُرى وَما لا يُرى، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي عِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ .

(7) سُبْحَانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المُصَوِّرِ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ الأزواجِ كُلِّها، سُبْحَانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحَانَ اللَّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي لا يُحْصِي مِدْحَتَهُ القائِلُونَ وَلا يَجْزِي بِآلائِهِ الشَّاكِرُونَ العابِدُونَ، وَهُوَ كَما قالَ وَفَوْقَ ما نَقُولُ وَاللَّهُ سُبْحانَهُ كَما أَثْنى عَلى نَفْسِهِ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّ بِما شاءَ، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُدُهُ حِفْظُهُما وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ .

(8) سُبْحَانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المُصَوِّرِ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ الأزواجِ كُلِّها، سُبْحَانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحَانَ اللَّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها، وَلا يَشْغَلُهُ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيْها عَمَّا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَلا يَشْغَلُهُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها عَمَّا يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَما يَعْرُجُ فِيها، وَلا يَشْغَلُهُ عِلْمُ شَيءٍ

ص: 375

عَنْ عِلْمِ شَيءٍ، وَلا يَشْغَلُهُ خَلْقُ شَيءٍ عَنْ خَلْقِ شَيءٍ وَلا حِفْظُ شَيءٍ عَنْ حِفْظِ شَيءٍ، وَلا يُساوِيهِ شَيْءٌ وَلا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ.

(9) سُبْحَانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المُصَوِّرِ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ الأزواجِ كُلِّها، سُبْحَانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحَانَ اللَّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ فاطِرِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ جاعِلِ المَلائِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنى وَثَلاثَ وَرُباعَ، يَزِيدُ فِي الخَلْقِ ما يَشاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، ما يَفْتَحُ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها وَما يُمْسِكُ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ .

(10) سُبْحَانَ اللَّهِ بارِئِ النَّسَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المُصَوِّرِ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ الأزواجِ كُلِّها، سُبْحَانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحَانَ اللَّهِ فالِقِ الحَبِّ وَالنَّوى، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيءٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى، سُبْحَانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي يَعْلَمُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الأَرْضِ، ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاّ هُوَ رابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلاّ هُوَ سادِسُهُمْ، وَلا أَدْنى مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلاّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَما كانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا يَوْمَ القِيامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ .

ص: 376

الصلاة على النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في كلِّ يوم من شهر رمضان

الثالث:تصلّي في كُلّ يَوم مِن شهر رَمَضان عَلى النبيّ محمّد وآله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، تقول:

إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيّ يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً لَبَّيْكَ يا رَبِّ وَسَعْدَيْكَ وَسُبْحانَكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ كَما رَحِمْتَ إِبْراهِيمَ وَآلَ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ سَلِّمْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما سَلَّمْتَ عَلى نُوحٍ فِي العالَمِينَ، اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما مَنَنْتَ عَلى مُوسى وَهارونَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما شَرَّفْتَنا بِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما هدَيْتَنا بِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلونَ وَالآخِروَنَ. عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما طَلَعَتْ شَمْسٌ أوْ غَرَبَتْ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما طَرَفَتْ عَيْنٌ أوْ بَرَقَتْ، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما ذُكِرَ السَّلام، عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ السَّلامُ كُلَّما سَبَّحَ اللَّهَ مَلَكٌ أوْ قَدَّسَهُ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الأوّلِينَ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الآخِرِينَ، وَالسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ. اللَّهُمَّ رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ وَرَبَّ الرُّكْنِ وَالمَقامِ ورَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ أَبْلِغْ مُحَمَّداً نَبِيَّكَ عَنَّا السَّلاَمَ، اللَّهُمَّ وَأَعْطِ مُحَمَّداً مِنَ البَهاءِ وَالنَّضْرَةِ وَالسُّرُورِ وَالكَرامَةِ وَالغِبْطَةِ وَالوَسِيلَةِ وَالمَنْزِلَةِ وَالمَقامِ وَالشَّرَفِ وَالرِّفْعَةِ وَالشَّفاعَةِ عِنْدَكَ يَوْمَ القِيامَةِ أَفْضَلَ ما تُعْطِي أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ وَأَعْطِ مُحَمَّداً فَوْقَ ما تُعْطِي الخَلائِقَ مِنَ الخَيْرِ أَضْعافاً كَثِيرَةً لا يُحْصِيها

ص: 377

غَيْرُكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَطْيَبَ وَأَطْهَرَ وَأَزْكى وَأَنْمى وَأَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَعَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَوَالِ مَنْ وَالاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فِي دَمِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى فَاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ وَوَالِ مَنْ وَالاهَا وَعادِ مَنْ عَاداهَا وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهَا وَالْعَنْ مَنْ آذَى نَبِيَّكَ فِيها، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ إِمامِي المُسْلِمِينَ وَوَالِ مَنْ والاهُما وَعادِ مَنْ عاداهُما وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ شَرِكَ فِي دِمائِهِما، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوَالِ مَنْ وَالاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوَالِ مَنْ وَالاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوَالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوَالِ مَنْ وَالاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى معَلی مَنْ شَرِکَ فِی دَمِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوَالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلی مَنْ شَرِکَ فِی دَمِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوَالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوَالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلمَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلىْ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُسْلِمِينَ

ص: 378

وَوَالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَضاعِفِ العَذابَ عَلى مَنْ ظَلَمَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى الخَلَفِ الحُجَّةَ مِنْ بَعْدِهِ إِمامِ المُسْلِمِينَ وَوَالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى القاسِمِ وَالطَّاهِرِ ابْنَيْ نَبِيِّكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى رُقَيَّةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَالعَنْ مَنْ آذى نَبِيَّكَ فِيها، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى أُمِّ كَلْثُومٍ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَالْعَنْ مَنْ آذى نَبِيَّكَ فِيها، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ، اللَّهُمَّ اخْلُفْ نَبِيَّكَ فِي أَهْلِ بَيْتِهِ، اللّهُمَّ مَكِّنْ لَهُمْ فِي الأَرْضِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِنْ عَدَدِهِمْ وَمَدَدِهِمْ وَأَنْصارِهِمْ عَلى الحَقِّ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَّةِ، اللَّهُمَّ اطْلُبْ بِذَحْلِهِمْ وَوِتْرِهِمْ وَدِمائِهِمْ وَكُفَّ عَنَّا وَعَنْهُمْ وَعَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ بَأْسَ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ وَكُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها إِنَّكَ أَشَدُّ بَأْساً وَأَشَدُّ تَنْكِيلاً .

دعاء يا عدّتي في كربتي

الرابع: تقرأ هذا الدّعاء:

يا عُدَّتِي فِي كُرْبَتِي وَيا صاحِبِي فِي شِدَّتِي وَيا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي وَيا غايَتِي فِي رَغْبَتِي أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي وَالمُؤْمِنُ رَوْعَتِي وَالمُقِيلُ عَثْرَتِي فَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء اللَّهم إني أدعوك

الخامس: تقرأ هذا الدّعاء:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ لِهَمٍّ لا يُفَرِّجُهُ غَيْرُكَ وَلِرَحْمَةٍ لا تُنالُ إِلاّ بِكَ وَلِكَرْبٍ لا يَكْشِفُهُ إِلاّ أَنْتَ وَلِرَغْبَةٍ لا تُبْلَغُ إِلاّ بِكَ وَلِحاجَةٍ لا يَقْضِيها إِلاّ أَنْتَ. اللَّهُمَّ فَكَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ ما أَذِنْتَ لِي بِهِ مِنْ مَسْأَلَتِكَ وَرَحِمْتَنِي بِهِ مِنْ ذِكْرِكَ فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ سَيِّدِي الإجَابَةُ لِي فِيما دَعَوْتُكَ وَعوائِدُ الإِفْضالِ فِيما رَجَوْتُكَ وَالنَّجاةُ مِمّا فَزَعْتُ إِلَيْكَ فِيْهِ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي، وَإِنْ لَمْ أَكُنْ

ص: 379

لِلاِجابَةِ أَهْلاً فَأَنْتَ أَهْلُ الفَضْلِ وَرَحْمَتُكَ وَسِعَتْ كُلَّ شيءٍ، فَلْتَسَعْنِي رَحْمَتُكَ يا إِلهِي يا كَرِيمُ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَنْ تُفَرِّجَ هَمِّي وَتَكْشِفَ كَرْبِي وَغَمِّي وَتَرْحَمَنِي بِرَحْمَتِكَ وَتَرْزُقَنِي مِنْ فَضْلِكَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

ادعاء اللَّهم إني أسألك من فضلك

السادس: قُلْ في كُلّ يوم من شهر رمضان:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ بِأَفْضَلِهِ وَكُلُّ فَضْلِكَ فاضِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِفَضْلِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ بِأَعَمِّهِ وَكُلُّ رِزْقِكَ عامُّ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ عَطائِكَ بِأَهْنَئِه وَكُلُّ عَطائِكَ هَنِيٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَطائِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ بِأَعْجَلِهِ وَكُلُّ خَيْرِكَ عاجِلٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِخَيْرِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ إِحْسانِكَ بِأَحْسَنِهِ وَكُلُّ إِحْسانِكَ حَسَنٌ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِإِحْسانِكَ كُلِّهِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِما تُجِيبُنِي بِهِ حِينَ أَسْأَلُكَ فَأَجِبْنِي يا اللَّهُ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبدِكَ المُرْتَضى وَرَسُولِكَ المُصْطَفى وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ دُونَ خَلْقِكَ وَنَجِيبِكَ مِنْ عِبادِكَ وَنَبِيّكَ بِالصِّدْقِ وَحَبِيبِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنَ العالَمِينَ البَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسَّراجِ المُنِيرِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الأَبْرارِ الطَّاهِرِينَ، وَعَلى مَلائِكَتِكَ الَّذِينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَحَجَبْتَهُمْ عَنْ خَلْقِكَ، وَعَلى أَنْبِيائِكَ الَّذِينَ يُنْبِئُونَ عَنْكَ بِالصِّدْقِ، وَعَلى رُسُلِكَ الَّذِينَ خَصَصْتَهُمْ بِوَحْيِكَ وَفَضَّلْتَهُمْ عَلى العالَمِينَ بِرِسالاتِكَ، وَعَلى عِبادِكَ الصَّالِحِينَ الَّذينَ أَدْخَلْتَهُمْ فِي رَحْمَتِك الأَئِمَّةِ المُهْتَدِينَ الرَّاشِدِينَ وَأَوْلِيائِكَ المُطَهَّرِينَ، وَعَلى جَبْرائِيلَ

ص: 380

وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَمَلَكِ المَوْتِ وَرِضْوانَ خازِنِ الجِنانِ وَمالِكٍ خازِنِ النَّارِ وَرُوحِ القُدُسِ وَالرُّوحِ الأَمِينِ وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ المُقَرَّبِينَ وَعَلى المَلَكَيْنِ الحافِظِينَ عَلَيَّ، بِالصَّلاةِ الَّتِي تُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ بِها عَلَيْهِمْ أَهْلُ السَّماواتِ وَأَهْلُ الأَرَضِينَ صَلاةً طَيَّبَةً كَثِيرَةً مُبارَكَةً زاكِيَةً نامِيَةً ظاهِرَةً باطِنَةً شَرِيفَةً فاضِلَةً تُبَيِّنُ بِها فَضْلَهُمْ عَلى الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ. اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ الوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضِيلَةَ وَاجْزِهِ خَيْرَ ما جَزَيْتَ نَبِيَّاً عَنْ أُمَّتِهِ، اللَّهُمَّ وأعْطِ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مَعَ كُلِّ زُلْفَةٍ زُلْفَةً وَمَعَ كُلِّ وَسِيلَةٍ وَسِيلَةً وَمَعَ كُلِّ فَضِيلَةٍ فَضِيلَةً وَمَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً تُعْطِي مُحَمَّداً وَآلَهُ يَوْمَ القِيامَةِ أَفْضَلَ ما أَعْطَيْتَ أَحَداً مِنَ الأوَّلِينَ والآخِرِينَ، اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَدْنى المُرْسَلِينَ مِنْكَ مَجْلِساً وَأَفْسَحَهُمْ فِي الجَنَّةِ عِنْدَكَ مَنْزِلاً وَأَقْرَبَهُمْ إِلَيْكَ وَسِيلَةً وَاجْعَلْهُ أَوَّلَ شافِعٍ وَأَوَّلَ مُشَفَّعٍ وَأَوَّلَ قائِلٍ وَأَنْجَحَ سائِلٍ وَابْعَثْهُ المَقامَ المَحْمُودَ الَّذِي يَغْبِطُهُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَسْمَعَ صَوْتِي وَتُجِيبَ دَعْوَتِي وَتَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَتِي وَتَصْفَحَ عَنْ ظُلْمِي وَتُنْجِحَ طَلِبَتِي وَتَقْضِي حاجَتِي وَتُنْجِزَ لِي ما وَعَدْتَنِي وَتُقِيلَ عَثْرَتِي وَتَغْفِرَ ذُنُوبِي وَتَعْفُوَ عَنْ جُرْمِي وَتُقْبِلَ عَلَيَّ وَلا تُعْرِضَ عَنِّي وَتَرْحَمَنِي ولا تُعَذِّبَنِي وَتُعافِيَنِي وَلا تَبْتَلِيَنِي وَتَرْزُقَنِي مِنَ الرِّزْقِ أَطْيَبَهُ وَأَوْسَعَهُ وَلا تَحْرِمَنِي يا رَبِّ وَاقْضِ عَنِّي دَيْنِي وَضَعْ عَنِّي وِزْرِي وَلا تُحَمِّلْنِي ما لا طاقَةَ لِي بِهِ يا مَوْلايَ، وَأَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَأَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ

ص: 381

سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثُمَّ قُلْ ثلاثاً: اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي .

ثُمَّ قُلْ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ قَلِيلاً مِنْ كَثِيرٍ مَعَ حاجَةٍ بِي إِلَيْهِ عَظِيمَةٍ وَغِناكَ عَنْهُ قَدِيمٌ وَهُوَ عِنْدِي كَثِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ، فَامْنُنْ عَلَيَّ بِهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

دعاء يا ذا الذي كان

السابع: روى المفيد في (المقنعة) عَن الثقة الجليل عَلي بن مهزيار عَن الإمام مُحَمَّد التقي عَلَیْهِ السَّلَامُ: أنَّهُ يُستَحبُّ أن تكثر في شَهر رَمَضان في ليله ونهاره مِن أوّله إلى آخره:

يا ذا الَّذِي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيءٍ، يا ذا الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِه شَيْءٌ، وَيا ذا الَّذِي لَيْسَ فِي السَّماواتِ العُلى وَلا فِي الأَرَضِينَ السُّفْلى وَلا فَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ وَلا بَيْنَهُنَّ إِلهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ، لَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِهِ إِلاّ أَنْتَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِها إِلاّ أَنْتَ.

دعاء اللَّهم ربّ شهر رمضان

الثامن: روى في (المصباح) عَن كتاب (اختيار السيّد ابن باقي) أنّ مَن قرأ هذا الدُّعاء في كُل يَوم مِن شهر رَمَضان غفر اللَّهُ لَهُ ذنوب أربعين سنة:

اللَّهمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ وَافْتَرَضْتَ عَلى عِبادِكَ فِيْهِ الصِّيامَ ارْزُقْنِي حَجَّ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي هذا العامِ وَفِي كُلِّ عامٍ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ العِظامَ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ.

ص: 382

تسبيح كلّ يوم من شهر رمضان مائة مرّة

التاسع: أن يقول مائةَ مرّةٍ.

سُبْحانَ الضَّارِّ النَّافِعِ سُبْحانَ القاضِي بِالحَقِّ سُبْحانَ العَليِّ الأَعْلى، سُبحانَهُ وَبِحَمْدِهِ سُبحانَهُ وَتَعالى .

الصلاة على النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مائة مرّة

العاشر: قالَ المفيد في المقنعة:إنّ مِن سنن شَهر رَمَضان الصلاة عَلى النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في كُلِّ يَوم مائةَ مرّةٍ، والأفضل أن يزيد عَليها.

الأعمال الخاصّة في شهر رمضان

القسم الثاني : في أعمال شهر رمضان الخاصّة

في ليالي وأيام معينة:

أعمال الليلة الأولى

اللّيلة الأولى:وفيها أعمال:

الأوّل: الاستهلال وقَد أوجبه بعض العلماء.

أدعية رؤية الهلال

فإذا رأى الهلال استحب له الدعاء بما ورد عنهم عَلَیْهِمُ السَّلَامُ عند رؤية الهلال وهي:

أوّلاً : ما رواه في الكافي عن جابر، عن أبي جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: كان رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إذا أهل هلال شهر رمضان استقبل القبلة ورفع يديه فقال:

اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ و الإِيمَانِ والسَّلاَمَةِ والإِسْلاَمِ والْعَافِيَةِ الْمُجَلِّلَةِ والرِّزْقِ الْوَاسِعِ ودَفْعِ الأَسْقَامِ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا صِيَامَه وقِيَامَه وتِلاَوَةَ الْقُرْآنِ فِيهِ، اللَّهُمَّ سَلِّمْه لَنَا وتَسَلَّمْه مِنَّا وسَلِّمْنَا فِيهِ.

ورواه في الإقبال باختلاف يسير عن محمّد بن الحنفيَّة، عن مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: كان رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إذا استهلَّ هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه وقال:

اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنا بِالأَمْنِ وَالإِيمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، وَالْعافِيَةِ الْمُجَلَّلَةِ وَدَفْعِ الأَسْقامِ، وَالرِّزْقِ الوَاسِعِ، وَالْعَوْنِ عَلَى الصَّلاةِ وَالصِّيامِ

ص: 383

وَالقِيَامِ وَتِلاَوَةِ الْقُرْآنِ، اللَّهُمَّ سَلِّمْنا لِشَهْرِ رَمَضانَ وَتَسَلَّمْهُ مِنَّا وسَلِّمْنَا فِيهِ،حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا شَهْرُ رَمَضانَ، وَقَدْ عَفَوْتَ عَنَّا وَغَفَرْتَ لَنا وَرَحِمْتَنا .

ثالثاً: عن الفضيل بن يسار، عن أبي عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، عن آبائه عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قال: كان علي عَلَیْهِ السَّلَامُ إذا كان بالكوفة يخرج والناس معه يتراءى هلال شهر رمضان، فإذا رآه قال:

اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأَمْنِ وَالإِيمَانِ، وَالسَّلاَمَةِ وَالإِسْلاَمِ، وَصِحَّةٍ مِنَ السُّقْمِ، وَفَرَاغٍ لِطَاعَتِكَ مِنَ الشُّغْلِ، وَاكْفِنَا بِالقَلِيلِ مِنَ النَّوْمِ.

رابعاً : روي عن أبي عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: إذا رأيت الهلال فقل:

اللَّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ، وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا صِيامَهُ وَأَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلْنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ، اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلى صِيامِهِ وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا، وَسَلِّمْنا فِيْهِ وَسَلِّمْنا مِنْهُ وَسَلِّمْهُ لَنا فِي يُسْرٍ وَعافِيَةٍ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ.

خامساً: في كتاب من لا يحضره الفقيه مرويّاً عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قال:

إذا رأيت هلال شهر رمضان فلا تُشِر إليه، ولكن استقبل القبلة وارفع يديك إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ وخاطب الهلال تقول:

ص: 384

رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ رَبُّ العالَمِينَ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنا بالأمنِ وَالإيمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإسْلامِ، وَالمُسارَعَةِ إِلى ما تُحِبُّ وَتَرْضى، اللَّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي شَهْرِنَا هَذا وَارْزُقْنا خَيْرَهُ وَعَوْنَهُ، وَاصْرِفْ عَنَّا ضُرَّهُ وَشَرَّهُ وَبَلاَءَهُ وَفِتْنَتَهُ.

سادساً : روي عن أبي الحسن الأوّل عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: إذا رأيت الهلال فقل:

اللَّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ، وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا صِيامَهُ وَقِيَامَهُ، فَأَعِنَّا عَلى صِيامِهِ وَقِيَامِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنَّا، وَسَلِّمْنا فِيْهِ وَسَلِّمْهُ لَنا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

سابعاً : روي عن مولانا موسى بن جعفر، عن أبيه، عن جده عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: مرَّ علي بن الحسين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ في طريقه يوماً فنظر إلى هلال شهر رمضان فوقف فقال:

أَيُّها الخَلْقُ المُطِيعُ الدَّائِبُ السَّرِيعُ، المُتَرَدِّدُ فِي مَنازِلِ التَّقْدِيرِ، المُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ، آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ، وَأَوْضَحَ بِكَ البُهَمَ، وَجَعَلَكَ آيَةً مِنْ آياتِ مُلْكِهِ، وَعلامَةً مِنْ علاماتِ سُلْطانِهِ، فَحَدَّ بِكَ الزَّمانَ، وَامْتَهَنَكَ بِالكَمالِ وَالنُّقْصانِ، وَالطُّلُوعِ وَالأفُولِ، وَالإنارَةِ وَالكُسُوفِ، فِي كُلِّ ذلِكَ أَنْتَ لَهُ مُطِيعٌ وَإِلى إِرادَتِهِ سَرِيعٌ. سُبْحانَهُ ما أَعْجَبَ ما دَبَّرَ فِي أَمْرِكَ، وَأَلْطَفَ ما صَنَعَ فِي شَأْنِكَ، جَعَلَكَ مِفْتاحَ شَهْرٍ حادِثٍ لأمْرٍ حادِثٍ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ رَبِّي وَرَبِّكَ، وَخالِقِي وَخالِقِكَ، وَمُقَدِّرِي وَمُقَدِّرِكَ، وَمُصَوِّرِي وَمُصَوِّرِكَ، أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَكَ هِلالَ بَرَكَةٍ لا تَمْحَقُها الأيَّامُ، وَطَهارَةٍ لا تُدَنِّسُها الآثامُ، هِلالَ أَمْنٍ مِنَ الآفاتِ، وَسَلامَةٍ مِنَ السَّيِّئاتِ، هِلالَ سَعْدٍ لا

ص: 385

نَحْسَ فِيْهِ، وَيُمْنٍ لا نَكَدَ فِيهِ، ويُسْرٍ لا يُمازِجُهُ عُسْرٌ، وخَيْرٍ لا يَشُوبُهُ شَرٌّ، هِلالَ أَمْنٍ وَإِيْمانٍ وَنِعْمَةٍ وَإِحْسانٍ وَسَلامَةٍ وَإِسْلامٍ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنا مِنْ أَرْضى مَنْ طَلَعَ عَلَيْهِ، وَأَزْكى مَنْ نَظَرَ إِلَيْهِ، وَأَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيْهِ، وَوَفِّقْنا اللَّهُمَّ فِيْهِ لِلطَّاعَةِ وَالتَوْبَةِ، وَاعْصِمْنا فِيْهِ مِنَ الآثامِ وَالحَوْبَةِ، وَأَوْزِعْنا فِيْهِ شُكْرَ النِّعْمَةِ، وَأَلْبِسْنا فِيْهِ جُنَنَ العافِيَةِ، وَأَتْمِمْ عَلَيْنا بِاسْتِكْمالِ طاعَتِكَ فِيْهِ المِنَّةَ، إِنَّكَ أَنْتَ المَنّانُ الحَمِيدُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِبِينَ، وَاجْعَلْ لَنا فِيْهِ عَوْناً مِنْكَ عَلى ما نَدَبْتَنا إِلَيْهِ مِنْ مُفْتَرَضِ طاعَتِكَ، وَتَقَبَّلَها إِنَّكَ الأكْرَمُ مِنْ كُلِّ كَرِيمٍ، وَالأَرْحَمُ مِنْ كُلِّ رَحِيمٍ، آمِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

دعاء بعد صلاة المغرب

الثاني : أن يرفع يَدَيهِ إذا فرغ مِن صلاة المغرب ويدعو بهذا الدُّعاء المرويّ في (الإقبال) عَن الإمام الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:

اللَّهُمَّ يا مَنْ يَمْلِكُ التَّدْبِيرَ وَهُوَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، يا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الأعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ وَتُجِنُّ الضَّمِيرُ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنا مِمَّنْ نَوى فَعَمِلَ وَلا تَجْعَلْنا مِمَّنْ شَقِيَ فَكَسِلَ وَلا مِمَّنْ هُوَ عَلى غَيْرِ عَمَلٍ يَتَّكِلُ، اللَّهُمَّ صَحِّحْ أَبْدانَنا مِنَ العِلَلِ وَأَعِنَّا عَلى ما أَفْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنَ العَمَلِ حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا شَهْرُكَ هذا وَقَدْ أَدَّيْنا مَفْرُوضَكَ فِيْهِ عَلَيْنا، اللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلى صِيامِهِ وَوَفِّقْنا لِقِيامِهِ وَنَشِّطْنا فِيْهِ لِلصَّلاةِ وَلا تَحْجُبْنا مِنَ القَراءةِ وَسَهِّلْ لَنا فِيْهِ إِيْتاءَ الزَّكاةِ، اللَّهُمَّ لا تُسَلِّطْ عَلَيْنا وَصَباً وَلا تَعَباً وَلا سَقَماً وَلا عَطَباً، اللَّهُمَّ ارْزُقْنا الإفطَارَ مِنْ رِزْقِكَ الحَلالِ، اللَّهُمَّ سَهِّلْ لَنا فِيْهِ ما قَسَمْتَهُ مِنْ رِزْقِكَ وَيَسِّرْ ما قَدَّرْتَهُ

ص: 386

مِنْ أَمْرِكَ وَاجْعَلْهُ حَلالاً طَيِّباً نَقِيّاً مِنْ الآثامِ خالِصاً مِنَ الآصارِ وَالأَجْرامِ اللَّهُمَّ لا تُطْعِمْنا إِلاّ طَيِّباً غَيْرَ خَبِيثٍ وَلا حَرامٍ وَاجْعَلْ رِزْقَكَ لَنا حَلالاً لا يَشُوبُهُ دَنَسٌ وَلا أَسْقامٌ. يا مَنْ عِلْمُهُ بِالسِّرِّ كَعِلْمِهِ بالإِعْلاَنِ يا مُتَفَضِّلاً عَلى عِبادِهِ بالإحسانِ يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ خَبِيرٌ أَلْهِمْنا ذِكْرَكَ وَجَنِّبْنا عُسْرَكَ وَأَنِلْنا يُسْرَكَ وَاهْدِنا لِلرَّشادِ وَوَفِّقْنا لِلسَّدادِ وَاعْصِمْنا مِنَ البَلايا وَصُنّا مِنَ الأَوْزَارِ وَالخَطايا، يا مَنْ لا يَغْفِرُ عَظِيمَ الذُّنُوبِ غَيْرُهُ وَلا يَكْشِفُ السُّوءَ إِلاّ هُوَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَأَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ وَاجْعَلْ صِيامَنا مَقْبُولاً وَبِالبِرِّ وَالتَّقْوى مَوْصُولاً وَكذلِكَ فَاجْعَلْ سَعْيَنا مَشْكُوراً وَقِيامَنا مَبْرُوراً وَقُرْآنَنا مَرْفُوعاً وَدُعاءَنا مَسْمُوعاً وَاهْدِنا لِلْحُسْنى وَجَنِّبْنا العُسْرى وَيَسِّرْنا لِلْيُسْرى وَأَعْلِ لَنا الدَّرَجاتِ وَضاعِفْ لَنا الحَسَناتِ وَاقْبَلْ مِنِّا الصَّومَ وَالصَّلاةَ وَاسْمَعْ مِنَّا الدَّعَواتِ وَاغْفِرْ لَنا الخَطِيئاتِ وَتَجاوَزْ عَنَّا السَّيِّئاتِ، وَاجْعَلْنا مِنَ العامِلِينَ الفائِزِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ المَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ حَتّى يَنْقَضِيَ شَهْرُ رَمَضانَ عَنَّا وَقَدْ قَبِلْتَ فِيْهِ صِيامَنا وَقِيامَنا وَزَكَّيْتَ فِيْهِ أَعْمالَنا وَغَفْرْتَ فِيْهِ ذُنُوبَنا وَأَجْزَلْتَ فِيْهِ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ نَصِيبَنا، فَإِنَّكَ الإِلهُ المُجِيبُ وَالرَّبُّ القَرِيبُ وَأَنْتَ بِكُلِ شَيءٍ مُحِيطٌ .

الثالث: يُستَحب أن يقارب زوجته وهذا ممّا خُصَّ بهِ هذا الشّهر، ويُكره ذلِكَ في أوائل سائر الشهور.

الرابع: الغُسل، ففي الحديث إنَّ من اغتسل أوّل لَيلَة مِنهُ لَمْ يصبه الحكّة إلى شَهر رَمَضان القابل. وأن يغتسل في نهر جارٍ ويصبَّ عَلى رأسه ثلاثين كفّا مِن الماء ليكون عَلى طَهر معنويّ إلى شَهر رَمَضان القابل.

ص: 387

الخامس: أن يزور قبر الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ لتذهب عَنهُ ذنوبه ويكون لَهُ ثواب الحجّاج والمعتمرين في تِلكَ السنة وتستحبّ زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذه الليلة ولا توجد زيارة معيّنة فللزائر أن يزور بما يشاء من الزيارات.

صلاة ركعتين في الليلةِ الأولى

السادس: أن يُصلِّي ركعتين في هذه اللّيلة، يقرأُ في كُل ركعة سورةَ (الحَمد) وسورةَ (الأنعام)، ويسأل اللَّهَ تعالى أن يكفيه ويقيه المخاوف والأسقام.

السابع: أن يدعو بدعاء: ( اللَّهُمَّ إِنَّ هذا الشَّهْرَ المُبارَكَ )، الَّذي تقدم ذَكره في آخر لَيلَة مِن شعبان ص323.

دعاء اللَّهم ربّ شهر رمضان

الثامن: أن يدعو بهذا الدُّعاء عَن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ المرويّ في كتاب (الإقبال):

اللَّهُمَّ رَبَّ شَهرِ رَمَضانَ، مُنَزِّلَ القُرْآنَ، هذا شَهرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ وأَنْزَلْتَ فِيهِ آياتٍ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى والفُرْقانِ. اللَّهُمَّ ارْزُقْنا صِيامَهُ، وَأَعِنّا عَلى قِيامِهِ. اللَّهُمَّ سَلِّمْهُ لَنا وَسَلِّمْنا فِيهِ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا في يُسْرٍ مِنْكَ وَمُعافاةٍ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ لِي فِي عُمرِي، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ الحَلالِ .

الدّعاء الرابع والأربعون من أدعية الصحيفة السجادية

التاسع: أن يدعو بالدّعاء الرابع والأَرْبعين مِن أدعية الصحيفة السجادية الكاملة وهو هذا الدّعاء:

الْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي هَدَانَا لِحَمْدِه، وجَعَلَنَا مِنْ أَهْلِه لِنَكُونَ لإِحْسَانِه مِنَ الشَّاكِرِينَ، ولِيَجْزِيَنَا عَلَى ذَلِكَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِينَ والْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي حَبَانَا

ص: 388

بِدِينِه، واخْتَصَّنَا بِمِلَّتِه، وسَبَّلَنَا فِي سُبُلِ إِحْسَانِه لِنَسْلُكَهَا بِمَنِّه إِلَى رِضْوَانِه، حَمْداً يَتَقَبَّلُه مِنَّا، ويَرْضَى بِه عَنَّا والْحَمْدُ لِلَّه الَّذِي جَعَلَ مِنْ تِلْكَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ، شَهْرَ الصِّيَامِ، وشَهْرَ الإِسْلاَمِ، وشَهْرَ الطَّهُورِ، وشَهْرَ التَّمْحِيصِ، وشَهْرَ الْقِيَامِ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدَىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الهُدَى وَالْفُرْقَانِ، فَأَبَانَ فَضِيلَتَه عَلَى سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَه مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَةِ، والْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَةِ، فَحَرَّمَ فِيه مَا أَحَلَّ فِي غَيْرِه إِعْظَاماً، وحَجَرَ فِيه الْمَطَاعِمَ والْمَشَارِبَ إِكْرَاماً، وجَعَلَ لَه وَقْتاً بَيِّناً لاَ يُجِيزُ جَلَّ وعَزَّ أَنْ يُقَدَّمَ قَبْلَه، ولاَ يَقْبَلُ أَنْ يُؤَخَّرَ عَنْه. ثُمَّ فَضَّلَ لَيْلَةً وَاحِدَةً مِنْ لَيَالِيه عَلَى لَيَالِي أَلْفِ شَهْرٍ، وسَمَّاهَا لَيْلَةَ الْقَدْرِ، تَنَزَّلُ الْمَلاَئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِّنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ، دَائِمُ الْبَرَكَةِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِه بِمَا أَحْكَمَ مِنْ قَضَائِه. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وأَلْهِمْنَا مَعْرِفَةَ فَضْلِه وإِجْلاَلَ حُرْمَتِه، والتَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِيه، وأَعِنَّا عَلَى صِيَامِه بِكَفِّ الْجَوَارِحِ عَنْ مَعَاصِيكَ، واسْتِعْمَالِهَا فِيه بِمَا يُرْضِيكَ حَتَّى لاَ نُصْغِيَ بِأَسْمَاعِنَا إِلَى لَغْوٍ، ولاَ نُسْرِعَ بِأَبْصَارِنَا إِلَى لَهْوٍ وحَتَّى لاَ نَبْسُطَ أَيْدِيَنَا إِلَى مَحْظُورٍ، ولاَ نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إِلَى مَحْجُورٍ، وحَتَّى لاَ تَعِيَ بُطُونُنَا إِلاَّ مَا أَحْلَلْتَ، ولاَ تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إِلاَّ بِمَا مَثَّلْتَ، ولاَ نَتَكَلَّفَ إِلاَّ مَا يُدْنِي مِنْ ثَوَابِكَ، ولاَ نَتَعَاطَى إِلاَّ الَّذِي يَقِي مِنْ عِقَابِكَ، ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِكَ كُلَّه مِنْ رِئَاءِ الْمُرَائينَ، وسُمْعَةِ الْمُسْمِعِينَ، لاَ نُشْرِكُ فِيه أَحَداً دُونَكَ، ولاَ نَبْتَغِي فِيه مُرَاداً سِوَاكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وقِفْنَا فِيه عَلَى مَوَاقِيتِ الصَّلَوَاتِ

ص: 389

الْخَمْسِ بِحُدُودِهَا الَّتِي حَدَّدْتَ، وفُرُوضِهَا الَّتِي فَرَضْتَ، ووَظَائِفِهَا الَّتِي وَظَّفْتَ، وأَوْقَاتِهَا الَّتِي وَقَّتَّ وأَنْزِلْنَا فِيهَا مَنْزِلَةَ الْمُصِيبِينَ لِمَنَازِلِهَا، الْحَافِظِينَ لأَرْكَانِهَا، الْمُؤَدِّينَ لَهَا فِي أَوْقَاتِهَا عَلَى مَا سَنَّهُ عَبْدُكَ ورَسُولُكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْه وَآلِهِ فِي رُكُوعِهَا وسُجُودِهَا وجَمِيعِ فَوَاضِلِهَا عَلَى أَتَمِّ الطَّهُورِ وأَسْبَغِه، وأَبْيَنِ الْخُشُوعِ وأَبْلَغِه. ووَفِّقْنَا فِيه لأَنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالْبِرِّ والصِّلَةِ، وأَنْ نَتَعَاهَدَ جِيرَانَنَا بِالإِفْضَالِ والْعَطِيَّةِ، وأَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ التَّبِعَاتِ، وأَنْ نُطَهِّرَهَا بِإِخْرَاجِ الزَّكَوَاتِ، وأَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَا، وأَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا، وأَنْ نُسَالِمَ مَنْ عَادَانَا، حَاشَى مَنْ عُودِيَ فِيكَ ولَكَ، فَإِنَّه الْعَدُوُّ الَّذِي لاَ نُوَالِيه، والْحِزْبُ الَّذِي لاَ نُصَافِيه. وأَنْ نَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ فِيه مِنَ الأَعْمَالِ الزَّاكِيَةِ بِمَا تُطَهِّرُنَا بِه مِنَ الذُّنُوبِ، وتَعْصِمُنَا فِيه مِمَّا نَسْتَأْنِفُ مِنَ الْعُيُوبِ، حَتَّى لاَ يُورِدَ عَلَيْكَ أَحَدٌ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ إِلاَّ دُونَ مَا نُورِدُ مِنْ أَبْوَابِ الطَّاعَةِ لَكَ، وأَنْوَاعِ الْقُرْبَةِ إِلَيْكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ، وبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيه مِنِ ابْتِدَائِه إِلَى وَقْتِ فَنَائِهِ، مِنْ مَلَكٍ قَرَّبْتَه، أَوْ نَبِيٍّ أَرْسَلْتَه، أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ اخْتَصَصْتَه، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وأَهِّلْنَا فِيه لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِيَاءَكَ مِنْ كَرَامَتِكَ، وأَوْجِبْ لَنَا فِيه مَا أَوْجَبْتَ لأَهْلِ الْمُبَالَغَةِ فِي طَاعَتِكَ، واجْعَلْنَا فِي نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِيعَ الأَعْلَى بِرَحْمَتِكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وجَنِّبْنَا الإِلْحَادَ فِي تَوْحِيدِكَ، والْتَّقْصِيرَ فِي تَمْجِيدِكَ، والشَّكَّ فِي دِينِكَ، والْعَمَى عَنْ سَبِيلِكَ، والإِغْفَالَ لِحُرْمَتِكَ، والاِنْخِدَاعَ لِعَدُوِّكَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وإِذَا

ص: 390

كَانَ لَكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ يُعْتِقُهَا عَفْوُكَ، أَوْ يَهَبُهَا صَفْحُكَ فَاجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْكَ الرِّقَابِ، واجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَيْرِ أَهْلٍ وأَصْحَابٍ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وامْحَقْ ذُنُوبَنَا مَعَ امِّحَاقِ هِلاَلِه، واسْلَخْ عَنَّا تَبِعَاتِنَا مَعَ انْسِلاَخِ أَيَّامِه حَتَّى يَنْقَضِيَ عَنَّا وقَدْ صَفَّيْتَنَا فِيه مِنَ الْخَطِيئَاتِ، وأَخْلَصْتَنَا فِيه مِنَ السَّيِّئَاتِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وإِنْ مِلْنَا فِيه فَعَدِّلْنَا، وإِنْ زُغْنَا فِيه فَقَوِّمْنَا، وإِنِ اشْتَمَلَ عَلَيْنَا عَدُوُّكَ الشَّيْطَانُ فَاسْتَنْقِذْنَا مِنْه. اللَّهُمَّ اشْحَنْه بِعِبَادَتِنَا إِيَّاكَ، وزَيِّنْ أَوْقَاتَه بِطَاعَتِنَا لَكَ، وأَعِنَّا فِي نَهَارِه عَلَى صِيَامِه، وفِي لَيْلِه عَلَى الصَّلاَةِ والتَّضَرُّعِ إِلَيْكَ، والْخُشُوعِ لَكَ، والذِّلَّةِ بَيْنَ يَدَيْكَ حَتَّى لاَ يَشْهَدَ نَهَارُه عَلَيْنَا بِغَفْلَةٍ، ولاَ لَيْلُه بِتَفْرِيطٍ. اللَّهُمَّ واجْعَلْنَا فِي سَائِرِ الشُّهُورِ والأَيَّامِ كَذَلِكَ مَا عَمَّرْتَنَا، واجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ الَّذِينَ يَرِثُونَ الفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمِ رَاجِعُونَ، ومِنَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، فِي كُلِّ وَقْتٍ وكُلِّ أَوَانٍ وعَلَى كُلِّ حَالٍ عَدَدَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْه، وأَضْعَافَ ذَلِكَ كُلِّه بِالأَضْعَافِ الَّتِي لاَ يُحْصِيهَا غَيْرُكَ، إِنَّكَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ .

دعاء النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في أوّل ليلة من شهر رمضان

العاشر: أن يَقول ما كان يدعو به النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:

اللَّهُمَّ إِنَّهُ قَدْ دَخَلَ شَهْرُ رَمَضانَ. اللَّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ القُرْآنَ، وَجَعَلْتَهُ بَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ. اللَّهُمَّ فَبارِكْ لَنا فِي شَهْرِ رَمَضانَ، وَأَعِنّا عَلى صِيامِهِ وَصَلَواتِهِ وتَقَبَّلْهُ مِنّا .

ص: 391

الحادي عَشر: عَن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أيضاً أنّه كانَ يدعو في أوّل لَيلَة مِن شَهر رَمَضان فيقول:

الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنا بِكَ أَيُّها الشَّهْرُ المُبارَكُ. اللَّهُمَّ فَقَوِّنا عَلى صِيامِنا وَقِيامِنا، وَثَبِّتْ أَقْدامَنا، وَانْصُرْنا عَلى القَوْمِ الكافِرِينَ. اللَّهُمَّ أَنتَ الواحِدُ فَلا وَلَدَ لَكَ، وَأَنْتَ الصَّمَدُ فَلا شِبْهَ لَكَ، وَأَنتَ العَزِيزُ فَلا يُعِزُّكَ شَيْءٌ وَأَنْتَ الغَنيُّ وَأَنا الفَقِيرُ، وَأَنْتَ المَوْلى وَأَنا العَبْدُ، وَأَنْتَ الغَفُورُ وَأَنا المُذْنِبُ، وَأَنْتَ الرَّحِيمُ وَأَنا المُخْطِئُ، وَأَنْتَ الخالِقُ وَأَنا المَخْلُوقُ، وَأَنْتَ الحَيُّ وَأَنا المَيِّتُ، أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي وَتَجاوَزَ عَنِّي إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

الثاني عَشر: أن يدعو بدعاء الحجّ الَّذي مرّ في أعمال كلّ ليلة من الشّهر ص336.

الدّعاء قبل تلاوة القرآن وبعد الفراغ منه

الثالث عَشر: ينبغي الإكثار مِن تلاوة القرآن الكَريم إذا دَخَلَ شَهر رمضان، وَروي أنَّ الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ كانَ يَقول قبلما يتلو القرآن:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّ هذا كِتابُكَ المُنْزَلُ مِنْ عِنْدِكَ عَلى رَسُولِكَ مُحمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَكَلامُكَ النَّاطِقُ عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ جَعَلْتَهُ هادِياً مِنْكَ إِلى خَلْقِكَ، وَحَبْلاً مُتَّصِلاً فِيما بَيْنَكَ وَبَيْنَ عِبادِكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي نَشَرْتُ عَهْدَكَ وَكِتابَكَ. اللَّهُمَّ فاجْعَل نَظَرِي فِيْهِ عِبادَةً، وَقِراءتِي فِيْهِ فِكْراً، وَفِكْرِي فِيْهِ اعْتِباراً وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ اتَّعَظَ بِبَيانِ مَواعِظِكَ فِيْهِ، وَاجْتَنَبَ مَعاصِيَكَ، وَلا تَطْبَعْ عِنْدَ قِراءتِي عَلى سَمْعِي، وَلا تَجْعَلْ عَلى بَصَرِي غِشاوَةً وَلا تَجْعَلْ قِراءَتِي قِراءَةً لا تَدَبُّرَ فِيها بَلِ اجْعَلْنِي أَتَدَبَّرُ آياتِهِ

ص: 392

وَأَحْكامَهُ، آخِذاً بِشَرايِعِ دِينِكَ، وَلا تَجْعَلْ نَظَرِي فِيْهِ غَفْلَةً، وَلا قِراءَتِي هَذَراً، إِنَّكَ أَنْتَ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ .

ويَقول بَعد ما فرغ من تلاوته:

اللَّهُمَّ إِنِّي قَدْ قَرَأْتُ ما قَضَيْتَ مِنْ كِتابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ عَلى نَبِيِّكَ الصَّادِقِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَلَكَ الحَمْدُ رَبَّنا. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ يُحِلُّ حَلالَهُ، وَيُحَرِّمُ حَرامَهُ، وَيُؤْمِنُ بِمُحْكَمِهِ وَمُتَشابِهِهِ، وَاجْعَلْهُ لِي أُنْساً فِي قَبْرِي، وَأُنْساً فِي حَشْرِي وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ تُرَقِّيْهِ بِكُلِّ آيَةٍ قَرَأَها دَرَجَةً فِي أَعْلى عِلِّيِّينَ، آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

دعاء الإمام الكاظم عَلَيْهِ السَّلَامُ

الرابع عشر: دعاء الإمام الكاظم عَلَیْهِ السَّلَامُ:

روى الكلينيّ والطوسيّ وغيرهما بسند صحيح عَن الإمام موسى الكاظم عَلَیْهِ السَّلَامُ قالَ: ادعُ بهذا الدُّعاء في شَهر رَمَضان، وقالَ عَلَیْهِ السَّلَامُ مِن دعا اللَّهَ تعالى خلواً مِن شوائب الأغراض الفاسدة والرياء لَمْ تصبه في ذلِكَ العام فتنة ولا ضلالة ولا آفة يضرّ دينه أو بدنه، وصانه اللَّهُ تعالى مِن شرِّ ما يحدث في ذلِكَ العام مِن البلايا وهُوَ هذا الدُّعاء:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دانَ لَهُ كُلُّ شَيءٍ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْءٍ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي تَواضَعَ لَها كُلُّ شَيْءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي خَضَعَ لَها كُلُّ شَيْءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيْءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ، يا نُورُ يا قُدُّوسُ، يا أوَّلَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَيا باقِياً بَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَقْطَعُ الرَّجاءَ،

ص: 393

وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُدِيلُ الأَعْداءَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي يُسْتَحَقُّ بِها نُزُولُ البَلاَءِ وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ غَيْثَ السَّماءِ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الغِطاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الفَناءَ، وَاغْفِر لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ، وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمَ، وَأَلْبِسْنِي دِرْعَكَ الحَصِينَةَ الَّتِي لا تُرامُ، وَعافِنِي مِنْ شَرِّ ما أُحاذِرُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهارِ فِي مُسْتَقْبَلِ سَنَتِي هذِه. اللَّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبْعِ، وَرَبَّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَما فِيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، وَرَبَّ السَّبْعِ المَثانِي وَالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَرَبَّ إِسْرافِيلَ وَمِيكائِيلَ وَجَبْرائِيلَ، ورَبَّ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ، أَسْأَلُكَ بِكَ وَبِما سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ يا عَظِيمُ أَنتَ الَّذِي تَمُنُّ بِالعَظِيمِ، وَتَدْفَعُ كُلَّ مَحْذُورٍ، وَتُعْطِي كُلَّ جَزِيلٍ، وَتُضاعِفُ الحَسَناتِ بِالقَلِيلِ وَبالكَثِيرِ وَتَفْعَلُ ما تَشاءُ يا قَدِيرُ يا اللَّهُ يا رَحْمنُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَلْبِسْنِي فِي مُسْتَقْبَلِ سَنَتِي هذِهِ سِتْرَكَ، وَنَضِّرْ وَجْهِي بِنُورِكَ، وَأَحِبَّنِي بِمَحَبَّتِكَ، وَبَلِّغْنِي رِضْوانَكَ، وَشَرِيفَ كَرامَتِكَ، وَجَسِيمَ عَطِيَّتِكَ، وَأَعْطِنِي مِنْ خَيْرِ ما عِنْدَكَ وَمِنْ خَيْرِ ما أَنْتَ مُعْطِيهِ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، وَأَلْبِسْنِي مَعَ ذلِكَ عافِيَتَكَ يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى، وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى، وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَيا دافِعَ كُلَّ ما تَشاءُ مِنْ بَلِيَّةٍ، يا كَرِيمَ العَفْوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، تَوَفَّنِي عَلى مِلَّةِ إِبْراهِيمَ وَفِطْرَتِهِ، وَعَلى دِينِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَسُنَّتِهِ، وَعَلى خَيْرِ الوَفاةِ فَتَوَفَّنِي مُوالِياً لِأَوْلِيائِكَ، وَمُعادِياً لِأَعْدائِكَ. اللَّهُمَّ وَجَنِّبْنِي فِي هذِهِ السَّنَةِ كُلَّ عَمَلٍ أَوْ

ص: 394

قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ يُباعِدُنِي مِنْكَ، وَاجْلِبْنِي إِلى كُلِّ عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ يُقَرِّبُنِي مِنْكَ فِي هذِهِ السَّنَةِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَامْنَعْنِي مِنْ كُلِّ عَمَلٍ أَوْ قَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ يَكُونُ مِنِّي أَخافُ ضَرَرَ عاقِبَتِهِ، وَأَخافُ مَقْتَكَ إِيَّايَ عَلَيْهِ حَذارِ أَنْ تَصْرِفَ وَجْهَكَ الكَرِيمَ عَنِّي فَأَسْتَوْجِبَ بِهِ نَقْصاً مِنْ حَظٍّ لِي عِنْدَكَ، يا رَؤُوفُ يا رَحِيمُ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مُسْتَقْبَلِ سَنَتِي هذِهِ فِي حِفْظِكَ وَفِي جِوارِكَ وَفِي كَنَفِكَ، وَجَلِّلْنِي سِتْرَ عافِيَتِكَ، وَهَبْ لِي كَرامَتَكَ، عَزَّ جارُكَ، وَجَلَّ ثَناءُ وَجْهِكَ، وَلا إِلهَ غَيْرُكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي تابِعاً لِصالِحِي مَنْ مَضى مِنْ أَوْلِيائِكَ، وَأَلْحِقْنِي بِهِمْ، وَاجْعَلْنِي مُسَلِّماً لِمَنْ قالَ بِالصِّدْقِ عَلَيْكَ مِنْهُمْ وأَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُحِيطَ بِي خَطِيئَتِي وَظُلْمِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي وَاتِّباعِي لِهَوايَ وَاشْتِغالِي بِشَهَواتِي فَيَحُولَ ذلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَ رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ فَأَكُونُ مَنْسِيّاً عِنْدَكَ، مُتَعَرِّضاً لِسَخَطِكَ وَنِقْمَتِكَ. اللَّهُمَّ وَفِّقْنِي لِكُلِّ عَمَلٍ صالِحٍ تَرْضى بِهِ عَنِّي، وَقَرِّبْنِي بِهِ إِلَيْكَ زُلْفى. اللَّهُمَّ كَما كَفَيْتَ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَفَرَّجْتَ هَمَّهُ، وَكَشَفْتَ غَمَّهُ، وَصَدَّقْتَهُ وَعْدَكَ، وَأَنْجَزْتَ لَهُ مَوْعِدَكَ بِعَهْدِكَ. اللَّهُمَّ فَبِذلِكَ فَاكْفِنِي هَوْلَ هذِهِ السَّنَةِ وَآفاتِها وأَسْقامَها وَفِتْنَتَها وَشُرُورَها وَأَحْزانَها وَضَيقَ المَعاشِ فِيها، وَبَلِّغْنِي بِرَحْمَتِكَ كَمالَ العافِيَةِ بِتَمامِ دَوامِ العَافِيَةِ وَالنِّعْمَةِ عِنْدِي إِلى مُنْتَهى أَجَلِي، أَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنْ أَساءَ وَظَلَمَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي ما مَضى مِنَ الذُّنُوبِ الَّتِي حَصَرَتْها حَفَظَتُكَ وَأَحْصَتْها مَلائِكَتُكَ عَلَيَّ، وَأَنْ تَعْصِمَنِي إِلهِي مِنَ الذُّنُوبِ فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي إِلى مُنْتَهى أَجَلِي، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ

ص: 395

بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَآتِنِي كُلَّ ما سَأَلْتُكَ وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ فِيْهِ فَإِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالدُّعاءِ وَتَكَفَّلْتَ لِي بِالإِجابَةِ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

دعاء الجوشن الكبير

الخامس عشر: أن يدعو بدعاء الجوشن الكبير.

وهو الدعاء المذكور في كتابي البلد الأمين والمصباح للكفعميّ، وهو مرويّ عَن السجاد، عَن أبيه، عَن جدّه، عَن النبيّ صلّى اللَّهُ عليه وعليهم أجمعين، وقد هبط به جبرئيل على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وهو في بعض غزواته وعليه جوشن ثقيل آلمه، فقال: يا محمّد، ربّك يقرئك السلام، ويقول لك: اخلع هذا الجوشن، واقرأ هذا الدّعاء، فهو أمان لك ولأُمتك، ثم أطال في ذكر فضله بما لا يسعه المقام.ومن دعا به في شهر رمضان ثلاثَ مرّاتٍ حرّم اللَّهُ تعالى جسده على النّار، وأوجب له الجَّنة، ووكّل اللَّهُ تعالى به ملكين يحفظانه من المعاصي، وكان في أمان اللَّهِ طول حياته، وفي آخر... الخبر أنّه قال الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ: أوصاني أبي عليٌ بن أبي طالب عَلَیْهِ السَّلَامُ بحفظ هذا الدّعاء وتعظيمه، وأن أكتبه على كفنه، وأن أعلّمه أهلي وأحثّهم عليه، وهو ألف اسم وفيه الاسم الأَعْظَمِ. ويُستحبّ الدّعاء به في أوّل شهر رمضان، وأمّا الدّعاء به في خصوص ليالي القدر فلم يذكر في حديث، ولكن العلاّمة المجلسيّ قدّس اللَّهُ تعالى روحه قال في كتاب (زاد المعاد) في ضمن أعمال ليالي القدر: إنّ في بعض الروايات أنّه يُدعى بدعاء الجوشن الكبير في كلّ من هذه الثلاث ليالي، ويكفينا في المقام قوله الشريف، أحلّه اللَّهُ دار السلام، وبالإجمال فهذا الدّعاء يحتوي على مائة فصل، وكلّ فصل يحتوي على عشرة أسماء من أسماء اللَّهِ تعالى، وتقول في آخر كلّ فصل:

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ.

وهو هذا الدّعاء:

ص: 396

(1) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا اللَّهُ، يا رَحْمنُ، يا رَحِيمُ، يا كَرِيمُ، يا مُقِيمُ، يا عَظِيمُ، يا قَدِيمُ، يا عَلِيمُ، يا حَلِيمُ، يا حَكِيمُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(2) يا سَيِّدَ السّاداتِ، يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ، يا رافِعَ الدَّرَجاتِ، يا وَلِيَّ الحَسَناتِ، يا غافِرَ الخَطِيئاتِ، يا مُعْطِيَ المَسْأَلاتِ، يا قابِلَ التَّوْباتِ، يا سامِعَ الأَصْواتِ، يا عالِمَ الخَفِيّاتِ، يا دافِعَ البَلِيّاتِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(3) يا خَيْرَ الغافِرِينَ، يا خَيْرَ الفاتِحِينَ، يا خَيْرَ النّاصِرِينَ، يا خَيْرَ الحاكِمِينَ، يا خَيْرَ الرّازِقِينَ، يا خَيْرَ الوارِثِينَ، يا خَيْرَ الحامِدِينَ، يا خَيْرَ الذَّاكِرِينَ، يا خَيْرَ المُنْزِلِينَ، يا خَيْرَ المُحْسِنِينَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(4) يا مَنْ لَهُ العِزَّةُ وَالجَمالُ، يا مَنْ لَهُ القُدْرَةُ وَالكَمالُ، يا مَنْ لَهُ المُلْكُ وَالجَلالُ، يا مَنْ هُوَ الكَبِيرُ المُتَعالِ، يا مُنْشِئَ السَّحابِ الثِّقالِ، يا مَنْ هُوَ شَدِيدُ المِحالِ، يا مَنْ هُوَ سَرِيعُ الحِسابِ، يا مَنْ هُوَ شَدِيدُ العِقابِ، يا مَنْ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوابِ، يا مَنْ عِنْدَهُ أُمُّ الكِتابِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(5) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ باسمك، يا حَنَّانُ، يا مَنَّانُ، يا دَيّانُ، يا بُرْهانُ، يا سُلْطانُ، يا رِضْوانُ، يا غُفْرانُ، يا سُبْحانُ، يا مُسْتَعانُ، يا ذا المَنِّ وَالبَيانِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

ص: 397

(6) يا مَنْ تَواضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ، يا مَنْ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيءٍ لِقُدْرَتِهِ، يا مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لِعِزَّتِهِ، يا مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِهَيْبَتِهِ، يا مَنِ انْقادَ كُلُّ شَيءٍ مِنْ خَشْيَتِهِ، يا مَنْ تَشَقَّقَتِ الجِبالُ مِنْ مَخافَتِهِ، يا مَنْ قامَتِ السَّماواتُ بِأَمْرِهِ، يا مَنِ اسْتَقَرَّتِ الأرَضُونَ بِإِذْنِهِ، يا مَنْ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، يا مَنْ لا يَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(7) يا غافِرَ الخَطايا، يا كاشِفَ البَلايا، يا مُنْتَهى الرَّجايا، يا مُجْزِلَ العَطايا، يا واهِبَ الهَدايا، يا رازِقَ البَرايا، يا قاضِيَ المَنايا، يا سامِعَ الشَّكايا، يا باعِثَ البَرايا، يا مُطْلِقَ الأُسارى .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(8) يا ذا الحَمْدِ وَالثَّناءِ، يا ذا الفَخْرِ وَالبَهاءِ، يا ذا المَجْدِ وَالسَّناءِ، يا ذا العَهْدِ وَالوَفاءِ، يا ذا العَفْوِ وَالرِّضاءِ، يا ذا المَنِّ وَالعَطاءِ، يا ذا الفَصْلِ وَالقَضاءِ، يا ذا العِزِّ وَالبَقاءِ، يا ذا الجُودِ وَالسَّخاءِ، يا ذا الآلاء وَالنَّعْماءِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(9) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مانِعُ، يا دافِعُ، يا رافِعُ، يا صانِعُ، يا نافِعُ، يا سامِعُ، يا جامِعُ، يا شافِعُ، يا واسِعُ، يا مُوسِعُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(10)يا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ، يا خالِقَ كُلِّ مَخْلُوقٍ، يا رازِقَ كُلِّ مَرْزُوقٍ، يا مالِكَ كُلِّ مَمْلُوكٍ، يا كاشِفَ كُلِّ مَكْرُوبٍ، يا فارِجَ كُلِّ

ص: 398

مَهْمُومٍ، يا راحِمَ كُلِّ مَرْحُومٍ، يا ناصِرَ كُلِّ مَخْذُولٍ، يا ساتِرَ كُلِّ مَعْيُوبٍ، يا مَلْجَأَ كُلِّ مَطْرُودٍ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(11) يا عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتِي، يا رَجائِي عِنْدَ مُصِيبَتِي، يا مُوْنِسِي عِنْدَ وَحْشَتِي، يا صاحِبِي عِنْدَ غُرْبَتِي، يا وَلِيِّي عِنْدَ نِعْمَتِي، يا غِياثِي عِنْدَ كُرْبَتِي، يا دَلِيلِي عِنْدَ حَيْرَتِي، يا غِنائِي عِنْدَ افْتِقارِي، يا مَلْجَئِي عِنْدَ اضْطِرارِي، يا مُعِينِي عِنْدَ مَفْزَعِي .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(12) يا عَلاَّمَ الغُيُوبِ، يا غَفَّارَ الذُّنُوبِ، يا سَتَّارَ العُيُوبِ، يا كاشِفَ الكُرُوبِ، يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ، يا طَبِيبَ القُلُوبِ، يا مُنَوِّرَ القُلُوبِ، يا أَنِيسَ القُلُوبِ، يا مُفَرِّجَ الهُمُومِ، يا مُنَفِّسَ الغُمُومِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(13) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا جَلِيلُ، يا جَمِيلُ، يا وَكِيلُ، يا كَفِيلُ، يا دَلِيلُ، يا قَبِيلُ، يا مُدِيلُ، يا مُنِيلُ، يا مُقِيلُ، يا مُحِيلُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(14) يا دَلِيلَ المُتَحَيِّرِينَ، يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ، يا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ، يا جارَ المُسْتَجِيرِينَ، يا أَمانَ الخائِفِينَ، يا عَوْنَ المُؤْمِنِينَ، يا راحِمَ المَساكِينَ، يا مَلْجأَ العاصِينَ، يا غافِرَ المُذْنِبِينَ، يا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

ص: 399

(15) يا ذا الجُودِ وَالإِحْسَانِ، يا ذا الفَضْلِ وَالاِمْتِنانِ، يا ذا الأَمْنِ وَالأَمَانِ، يا ذا القُدْسِ وَالسُّبْحانِ، يا ذا الحِكْمَةِ وَالبَيانِ، يا ذا الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ، يا ذا الحُجَّةِ وَالبُرْهانِ، يا ذا العَظَمَةِ وَالسُّلْطانِ، يا ذا الرَأْفَةِ وَالمُسْتَعانِ، يا ذا العَفْوِ وَالغُفْرانِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(16) يا مَنْ هُوَ رَبُّ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ إِلهُ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ خالِقُ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ صانِعُ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَبَعْدَ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ فَوْقَ كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ عالِمٌ بكُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ قادِرٌ عَلى كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ هُوَ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيءٍ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(17) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ، يا مُؤْمِنُ، يا مُهَيْمِنُ، يا مُكَوِّنُ، يا مُلَقِّنُ، يا مُبِينُ، يا مُهَوِّنُ، يا مُمَكِّنُ، يا مُزَيِّنُ، يا مُعْلِنُ، يا مُقَسِّمُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(18)يا مَنْ هُوَ فِي مُلْكِهِ مُقِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي سُلْطانِهِ قَدِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي جَلالِهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى عِبادِهِ رَحِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَلِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ كَرِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي صُنْعِهِ حَكِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي حِكْمَتِهِ لَطِيفٌ، يا مَنْ هُوَ فِي لُطْفِهِ قَدِيمٌ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(19) يا مَنْ لا يُرْجى إِلاّ فَضْلُهُ، يا مَنْ لا يُسْأَلُ إِلاّ عَفْوُهُ، يا مَنْ لا

ص: 400

يُنْظَرُ إِلاّ بِرُّهُ، يا مَنْ لا يُخافُ إِلاّ عَدْلُهُ، يا مَنْ لا يَدُومُ إِلاّ مُلْكُهُ، يا مَنْ لا سُلْطانَ إِلاّ سُلْطانُهُ، يا مَنْ وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَتُهُ، يا مَنْ سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، يا مَنْ لَيْسَ أَحَدٌ مِثْلَهُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(20) يا فارِجَ الهَمِّ، يا كاشِفَ الغَمِّ، يا غافِرَ الذَّنْبِ، يا قابِلَ التَّوْبِ، يا خالِقَ الخَلْقِ، يا صادِقَ الوَعْدِ، يا مُوفِي العَهْدِ، يا عالِمَ السِّرِّ، يا فالِقَ الحَبِّ، يا رازِقَ الأنامِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(21)اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا عَلِيُّ، يا وَفِيُّ، يا غَنِيُّ، يا مَلِيُّ، يا حَفِيُّ، يا رَضِيُّ، يا زَكِيُّ، يا بَدِيُّ، يا قَوِيُّ، يا وَلِيُّ سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(22) يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ، يا مَنْ سَتَرَ القَبِيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالجَرِيرَةِ، يا مَنْ لَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظِيمَ العَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ المَغْفِرَةِ، يا باسِطَ اليَّدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى، يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(23) يا ذا النِّعْمَةِ السَّابِغَةِ، يا ذا الرَّحْمَةِ الواسِعَةِ، يا ذا المِنَّةِ السَّابِقَةِ، يا ذا الحِكْمَةِ البالِغَةِ، يا ذا القُدْرَةِ الكامِلَةِ، يا ذا الحُجَّةِ القاطعة، يا ذا الكَرامَةِ الظاهِرَةِ، يا ذا العِزَّةِ الدَّائِمَةِ، يا ذا القُوَّةِ المَتِينَةِ، يا ذا العَظَمَةِ المَنِيعَةِ .

ص: 401

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(24) يا بَدِيعَ السَّماواتِ، يا جاعِلَ الظُّلُماتِ، يا راحِم العَبَراتِ، يا مُقِيلَ العَثَراتِ، يا ساتِرَ العَوراتِ، يا مُحْيِيَ الأَمْوَاتِ، يا مُنْزِلَ الآياتِ، يا مُضَعِّفَ الحَسَناتِ، يا ماحِي السَّيِّئاتِ، يا شَدِيدَ النَّقَماتِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(25) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُصَوِّرُ، يا مُقَدِّرُ، يا مُدَبِّرُ، يا مُطَهِّرُ، يا مُنَوِّرُ، يا مُيَسِّرُ، يا مُبَشِّرُ، يا مُنْذِرُ، يا مُقَدِّمُ، يا مُؤَخِّرُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(26)يا رَبَّ البَيْتِ الحَرامِ، يا رَبَّ الشَّهْرِ الحَرامِ، يا رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ، يا رَبَّ الرُّكْنِ وَالمَقامِ، يا رَبَّ المَشْعَرِ الحَرامِ، يا رَبَّ المَسْجِدِ الحَرامِ، يا رَبَّ الحِلِّ وَالحَرامِ، يا رَبَّ النُّورِ وَالظَّلامِ، يا رَبَّ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ، يا رَبَّ القُدْرَةِ فِي الأنامِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(27) يا أَحْكَمَ الحاكِمِينَ، يا أَعْدَلَ العادِلِينَ، يا أَصْدَقَ الصَّادِقِينَ، يا أَطْهَرَ الطَّاهِرِينَ، يا أَحْسَنَ الخالِقِينَ، يا أَسْرَعَ الحاسِبِينَ، يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، يا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، يا أَشْفَعَ الشَّافِعِينَ، يا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(28) يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، يا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، يا فَخْرَ مَنْ لا

ص: 402

فَخْرَ لَهُ، يا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَهُ، يا مُعِينَ مَنْ لا مُعِينَ لَهُ، يا أَنِيسَ مَنْ لا أَنِيسَ لَهُ، يا أَمانَ مَنْ لا أَمانَ لَهُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(29) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا عاصِمُ، يا قائِمُ، يا دائِمُ، يا راحِمُ، يا سالِمُ، يا حاكِمُ، يا عالِمُ، يا قاسِمُ، يا قابِضُ، يا باسِطُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(30) يا عاصِمَ مَنِ اسْتَعْصَمَهُ، يا راحِمَ مَنِ اسْتَرْحَمَهُ، يا غافِرَ مَنِ اسْتَغْفَرَهُ، يا ناصِرَ مَنِ اسْتَنْصَرَهُ، يا حافِظَ مَنِ اسْتَحْفَظَهُ، يا مُكْرِمَ مَنِ اسْتَكْرَمَهُ، يا مُرْشِدَ مَنِ اسْتَرْشَدَهُ، يا صِريخَ مَنِ اسْتَصْرَخَهُ، يا مُعِينَ مَنِ اسْتَعانَهُ، يا مُغِيثَ مَنِ اسْتَغاثَهُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(31) يا عَزِيزاً لا يُضامُ، يا لَطِيفاً لا يُرامُ، يا قَيُّوماً لا يَنامُ، يا دائِماً لا يَفُوتُ، يا حَيّاً لا يَمُوتُ، يا مَلِكاً لا يَزُولُ، يا باقِياً لا يَفْنى، يا عالِماً لا يَجْهَلُ، يا صَمَداً لا يُطْعَمُ، يا قَوِيّاً لا يَضْعُفُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(32) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا أَحَدُ، يا واحِدُ، يا شاهِدُ، يا ماجِدُ، يا حامِدُ، يا راشِدُ، يا باعِثُ، يا وارِثُ، يا ضارُّ، يا نافِعُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(33) يا أَعْظَمَ مِنْ كُلِّ عَظِيمٍ، يا أَكْرَمَ مِنْ كُلِّ كَرِيمٍ، يا أَرْحَمَ مِنْ كُلِّ رَحِيمٍ، يا أَعْلَمَ مِنْ كُلِّ عَلِيمٍ، يا أَحْكَمَ مِنْ كُلِّ حَكِيمٍ، يا أَقْدَمَ مِنْ

ص: 403

كُلِّ قَدِيمٍ، يا أَكْبَرَ مِنْ كُلِّ كَبِيرٍ، يا أَلْطَفَ مِنْ كُلِّ لَطِيفٍ، يا أَجَلَّ مِنْ كُلِّ جَلِيلٍ، يا أَعَزَّ مِنْ كُلِّ عَزِيزٍ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(34) يا كَرِيمَ الصَّفْحِ، يا عَظِيمَ المَنِّ، يا كَثِيرَ الخَيْرِ، يا قَدِيمَ الفَضْلِ، يا دائِمَ اللُّطْفِ، يا لَطِيفَ الصُّنْعِ، يا مُنَفِّسَ الكَرْبِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ، يا مالِكَ المُلْكِ، يا قاضِيَ الحَقِّ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(35) يا مَنْ هُوَ فِي عَهْدِهِ وَفِيُّ، يا مَنْ هُوَ فِي وَفائِهِ قَوِيُّ، يا مَنْ هُوَ فِي قُوَّتِهِ عَلِيُّ، يا مَنْ هُوَ فِي عُلُوِّهِ قَرِيبٌ، يا مَنْ هُوَ فِي قُرْبِهِ لَطِيفٌ، يا مَنْ هُوَ فِي لُطْفِهِ شَرِيفٌ، يا مَنْ هُوَ فِي شَرَفِهِ عَزِيزٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عِزِّهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عَظَمَتِهِ مَجِيدٌ، يا مَنْ هُوَ فِي مَجْدِهِ حَمِيدٌ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(36) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا كافِي، يا شافِي، يا وافِي، يا مُعافِي، يا هادِي، يا داعِي، يا قاضِي، يا راضِي، يا عالِي، يا باقِي .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(37) يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ خاضِعٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ خاشِعٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ كائِنٌ لَهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ مَوْجُودٌ بِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ مُنِيبٌ إِلَيْهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ خائِفٌ مِنْهُ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ قائِمٌ بِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ صائِرٌ إِلَيْهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ، يا مَنْ كُلُّ شَيءٍ هالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ .

ص: 404

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(38) يا مَنْ لا مَفَرَّ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا مَفْزَعَ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا مَقْصَدَ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا مَنْجى مِنْهُ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا يُرْغَبُ إِلاّ إِلَيْهِ، يا مَنْ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِهِ، يا مَنْ لا يُسْتَعانُ إِلاّ بِهِ، يا مَنْ لا يُتَوَكَّلُ إِلاّ عَلَيْهِ، يا مَنْ لا يُرْجى إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يُعْبَدُ إِلاّ هُوَ.

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(39) يا خَيْرَ المَرْهُوبِينَ، يا خَيْرَ المَرْغُوبِينَ، يا خَيْرَ المَطْلُوبِينَ، يا خَيْرَ المَسْؤُولِينَ، يا خَيْرَ المَقْصُودِينَ، يا خَيْرَ المَذْكُورِينَ، يا خَيْرَ المَشْكُورِينَ، يا خَيْرَ المَحْبُوبِينَ، يا خَيْرَ المَدْعُوِّينَ، يا خَيْرَ المُسْتَأْنِسِينَ.

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(40) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا غافِرُ، يا ساتِرُ، يا قادِرُ، يا قاهِرُ، يا فاطِرُ، يا كاسِرُ، يا جابِرُ، يا ذاكِرُ، يا ناظِرُ، يا ناصِرُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(41) يا مَنْ خَلَقَ فَسَوَّى، يا مَنْ قَدَّرَ فَهَدى، يا مَنْ يَكْشِفُ البَلْوى، يا مَنْ يَسْمَعُ النَّجْوى، يا مَنْ يُنْقِذُ الغَرْقى، يا مَنْ يُنْجِي الهَلْكى، يا مَنْ يَشْفِي المَرْضى، يا مَنْ أَضْحَكَ وَأَبْكى، يا مَنْ أَماتَ وَأَحْيا، يا مَنْ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنثى .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(42) يا مَنْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ سَبِيلُهُ، يا مَنْ فِي الآفاق آياتُهُ، يا مَنْ

ص: 405

فِي الآياتِ بُرْهانُهُ، يا مَنْ فِي المَماتِ قُدْرَتُهُ، يا مَنْ فِي القُبُورِ عِبْرَتُهُ، يا مَنْ فِي القِيامَةِ مُلْكُهُ، يا مَنْ فِي الحِسابِ هَيْبَتُهُ، يا مَنْ فِي المِيزانِ قَضاؤُهُ، يا مَنْ فِي الجَنَّةِ ثَوابُهُ، يا مَنْ فِي النّارِ عِقابُهُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(43) يا مَنْ إِلَيْهِ يَهْرُبُ الخائِفُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَفْزَعُ المُذْنِبُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَقْصِدُ المُنِيبُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَرْغَبُ الزَّاهِدُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَلْجَأُ المُتَحَيِّرُونَ، يا مَنْ بِهِ يَسْتَأْنِسُ المُرِيدُونَ، يا مَنْ بِهِ يَفْتَخِرُ المُحِبُّونَ، يا مَنْ فِي عَفْوِهِ يَطْمَعُ الخاطِئُونَ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَسْكُنُ المُوقِنُونَ، يا مَنْ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ المُتَوَكِّلُونَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(44) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا حَبِيبُ، يا طَبِيبُ، يا قَرِيبُ، يا رَقِيبُ، يا حَسِيبُ، يا مَهِيبُ، يا مُثِيبُ، يا مُجِيبُ، يا خَبِيرُ، يا بَصِيرُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(45) يا أَقْرَبَ مِنْ كُلِّ قَرِيبٍ، يا أَحَبَّ مِنْ كُلِّ حَبِيبٍ، يا أَبْصَرَ مِنْ كُلِّ بَصِيرٍ، يا أَخْبَرَ مِنْ كُلِّ خَبِيرٍ، يا أَشْرَفَ مِنْ كُلِّ شَرِيفٍ، يا أَرْفَعَ مِنْ كُلِّ رَفِيعٍ، يا أَقْوى مِنْ كُلِّ قَوِيٍّ، يا أَغْنى مِنْ كُلِّ غَنِيٍّ، يا أَجْوَدَ مِنْ كُلِّ جَوادٍ، يا أَرْأَفَ مِنْ كُلِّ رَؤُوفٍ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(46) يا غالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ، يا صانِعاً غَيْرَ مَصْنُوعٍ، يا خالِقاً غَيْرَ

ص: 406

مَخْلُوقٍ، يا مالِكاً غَيْرَ مَمْلُوكٍ، يا قاهِراً غَيْرَ مَقْهُورٍ، يا رافِعاً غَيْرَ مَرْفُوعٍ، يا حافِظاً غَيْرَ مَحْفُوظٍ، يا ناصِراً غَيْرَ مَنْصُورٍ، يا شاهِداً غَيْرَ غائِبٍ، يا قَرِيباً غَيْرَ بَعِيدٍ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(47) يا نُورَ النُّورِ، يا مُنَوِّرَ النُّورِ، يا خالِقَ النُّورِ، يا مُدَبِّرَ النُّورِ، يا مُقَدِّرَ النُّورِ، يا نُورَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً قَبْلَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً بَعْدَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، يا نُوراً لَيْسَ كَمَثْلِهِ نُورٌ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(48) يا مَنْ عَطاؤُهُ شَرِيفٌ، يا مَنْ فِعْلُهُ لَطِيفٌ، يا مَنْ لُطْفُهُ مُقِيمٌ، يا مَنْ إِحْسانُهُ قَدِيمٌ، يا مَنْ قَوْلُهُ حَقٌّ، يا مَنْ وَعْدُهُ صِدْقٌ، يا مَنْ عَفْوُهُ فَضْلٌ، يا مَنْ عَذابُهُ عَدْلٌ، يا مَنْ ذِكْرُهُ حُلْوٌ، يا مَنْ فَضْلُهُ عَمِيمٌ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(49) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُسَهِّلُ، يا مُفَصِّلُ، يا مُبَدِّلُ، يا مُذَلِّلُ، يا مُنَزِّلُ، يا مُنَوِّلُ، يا مُفْضِلُ، يا مُجْزِلُ، يا مُمْهِلُ، يا مُجْمِلُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(50) يا مَنْ يَرى وَلا يُرى، يا مَنْ يَخْلُقُ وَلا يُخْلَقُ، يا مَنْ يَهْدِي وَلا يُهْدى، يا مَنْ يُحْيِي وَلا يُحْيى، يا مَنْ يَسْأَلُ وَلا يُسْأَلُ، يا مَنْ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ، يا مَنْ يُجِيرُ وَلا يُجارُ عَلَيْهِ، يا مَنْ يَقْضِي وَلا يُقْضى عَلَيْهِ، يا

ص: 407

مَنْ يَحْكُمُ وَلا يُحْكَمُ عَلَيْهِ، يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْواً أَحَدٌ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(51)يا نِعْمَ الحَسِيبُ، يا نِعْمَ الطَّبِيبُ، يا نِعْمَ الرَّقِيبُ، يا نِعْمَ القَرِيبُ، يا نِعْمَ المُجِيبُ، يا نِعْمَ الحَبِيبُ، يا نِعْمَ الكَفِيلُ، يا نِعْمَ الوَكِيلُ، يا نِعْمَ المَوْلى، يا نِعْمَ النَّصِيرُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(52) يا سُرُورَ العارِفِينَ، يا مُنى المُحِبِّينَ، يا أَنِيسَ المُرِيدِينَ، يا حَبِيبَ التَّوَّابِينَ، يا رازِقَ المُقِلِّينَ، يا رَجاءَ المُذْنِبِينَ، يا قُرَّةَ عَيْنِ العابِدِينَ، يا مُنَفِّسَ عَنِ المَكْرُوبِينَ، يا مُفَرِّجَ عَنِ المَغْمُومِينَ، يا إِلهَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(53) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا رَبَّنا، يا إِلهَنا، يا سَيِّدِنا، يا مَوْلانا، يا ناصِرَنا، يا حافِظَنا، يا دَلِيلَنا، يا مُعِينَنا، يا حَبِيبَنا، يا طَبِيبَنا .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(54) يا رَبَّ النَّبِيِّينَ وَالأَبْرارِ، يا رَبَّ الصِّدِّيقِينَ وَالأَخْيارِ، يا رَبَّ الجَنَّةِ وَالنَّارِ يا رَبَّ الصِّغارِ وَالكِبارِ، يا رَبَّ الحُبوبِ وَالثِّمارِ، يا رَبَّ الأنهار وَالأشجار، يا رَبَّ الصَّحارِي وَالقِفارِ، يا رَبَّ البَرارِي وَالبِحارِ، يا رَبَّ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، يا رَبَّ الإعْلانِ وَالإِسْرارِ .

ص: 408

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(55) يا مَنْ نَفَذَ فِي كُلِّ شَيءٍ أَمْرُهُ، يا مَنْ لَحِقَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْمُهُ، يا مَنْ بَلَغَتْ إِلى كُلِّ شَيءٍ قُدْرَتُهُ، يا مَنْ لا تُحْصِي العِبادُ نِعَمَهُ، يا مَنْ لا تَبْلُغُ الخَلائِقُ شُكْرَهُ، يا مَنْ لا تُدْرِكُ الأفْهامُ جَلالَهُ، يا مَنْ لا تَنالُ الأوهام كُنْهَهُ،يا مَنِ العَظَمَةُ وَالكِبْرِياءُ رِداؤُهُ، يا مَنْ لا تَرُدُّ العِبادُ قَضاءَهُ، يا مَنْ لا مُلْكَ إِلاّ مُلْكُهُ، يا مَنْ لا عَطاءَ إِلاّ عَطاؤُهُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(56) يا مَنْ لَهُ المَثَلُ الأَعْلى، يا مَنْ لَهُ الصِّفاتُ العُلْيا، يا مَنْ لَهُ الآخرةُ وَالأُولَى، يا مَنْ لَهُ الجَنَّةُ المَأْوى، يا مَنْ لَهُ الآياتُ الكُبْرَى، يا مَنْ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى، يا مَنْ لَهُ الحُكْمُ وَالقَضاءُ، يا مَنْ لَهُ الهَواءُ وَالفَضاءُ، يا مَنْ لَهُ العَرْشُ وَالثَّرى، يا مَنْ لَهُ السَّماواتُ العُلى .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(57)اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا عَفُوُّ، يا غَفُورُ، يا صَبُورُ، يا شَكُورُ، يا رَؤُوفُ، يا عَطُوفُ، يا مَسْؤُولُ، يا وَدُودُ، يا سُبُّوحُ، يا قُدُّوسُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(58)يا مَنْ فِي السَّماء عَظَمَتُهُ، يا مَنْ فِي الأَرْضِ آياتُهُ، يا مَنْ فِي كُلِّ شَيءٍ دَلائِلُهُ، يا مَنْ فِي البِحارِ عَجائِبُهُ، يا مَنْ فِي الجِبالِ خَزائِنُهُ، يا مَنْ يبدأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ، يا مَنْ إِلَيْهِ يَرْجِعُ الأمرُ كُلُّهُ، يا مَنْ أَظْهَرَ فِي كُلِّ

ص: 409

شَيءٍ لُطْفَهُ، يا مَنْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيءٍ خَلْقَهُ، يا مَنْ تَصَرَّفَ فِي الخَلائِقِ قُدْرَتُهُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(59) يا حَبِيبَ مَنْ لا حَبِيبَ لَهُ، يا طَبِيبَ مَنْ لا طَبِيبَ لَهُ، يا مُجِيبَ مَنْ لا مُجِيبَ لَهُ، يا شَفِيقَ مَنْ لا شَفِيقَ لَهُ، يا رَفِيقَ مَنْ لا رَفِيقَ لَهُ، يا مُغِيثَ مَنْ لا مُغِيثَ لَهُ، يا دَلِيلَ مَنْ لا دَلِيلَ لَهُ، يا أَنِيسَ مَنْ لا أَنِيسَ لَهُ، يا راحِمَ مَنْ لا راحِمَ لَهُ، يا صاحِبَ مَنْ لا صاحِبَ لَهُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(60) يا كافِيَ مَنِ اسْتَكْفاهُ، يا هادِيَ مَنِ اسْتَهْداهُ، يا كالِئَ مَنِ اسْتَكْلاهُ، يا راعِيَ مَنِ اسْتَرْعاهُ، يا شافِيَ مَنِ اسْتَشْفاهُ، يا قاضِيَ مَنِ اسْتَقْضاهُ، يا مُغْنِيَ مَنِ اسْتَغْناهُ، يا مُوفِيَ مَنِ اسْتَوْفاهُ، يا مُقَوِّيَ مَنِ اسْتَقْواهُ، يا وَلِيَّ مَنِ اسْتَوْلاهُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(61)اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا خالِقُ، يا رازِقُ، يا ناطِقُ، يا صادِقُ، يا فالِقُ، يا فارِقُ، يا فاتِقُ، يا راتِقُ، يا سابِقُ، يا سامِقُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(62) يا مَنْ يُقَلِّبُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ، يا مَنْ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَالأنْوارَ، يا مَنْ خَلَقَ الظِّلَّ وَالحَرُورَ، يا مَنْ سَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ، يا مَنْ قَدَّرَ الخَيْرَ وَالشَّرَّ، يا مَنْ خَلَقَ المَوْتَ وَالحَياةَ، يا مَنْ لَهُ الخَلْقُ وَالأَمْرُ، يا

ص: 410

مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَنْ لَيْسَ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ، يا مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(63) يا مَنْ يَعْلَمُ مُرادَ المُرِيدِينَ، يا مَنْ يَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ، يا مَنْ يَسْمَعُ أَنِينَ الواهِنِينَ، يا مَنْ يَرى بُكاءَ الخائِفِينَ، يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ، يا مَنْ يَقْبَلُ عُذْرَ التَّائِبِينَ، يا مَنْ لا يُصْلِحُ عَمَلَ المُفْسِدِينَ، يا مَنْ لا يُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ، يا مَنْ لا يَبْعُدُ عَنْ قُلُوبِ العارِفِينَ، يا أَجْوَدَ الأجْوَدِينَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(64) يا دائِمَ البَقاءِ، يا سامِعَ الدُّعاءِ، يا واسِعَ العَطاءِ، يا غافِرَ الخَطاءِ، يا بَدِيعَ السَّمَاءِ، يا حَسَنَ البَلاَءِ، يا جَمِيلَ الثَّناءِ، يا قَدِيمَ السَّناءِ، يا كَثِيرَ الوَفاءِ، يا شَرِيفَ الجَزاءِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(65) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا سَتَّارُ، يا غَفَّارُ، يا قَهَّارُ، يا جَبَّارُ، يا صَبَّارُ، يا بارُّ، يا مُخْتارُ، يا فَتَّاحُ، يا نَفَّاحُ، يا مُرْتاحُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(66) يا مَنْ خَلَقَنِي وَسَوَّانِي، يا مَنْ رَزَقَنِي وَرَبَّانِي، يا مَنْ أَطْعَمَنِي وَسَقانِي، يا مَنْ قَرَّبَنِي وَأَدْنانِي، يا مَنْ عَصَمَنِي وَكَفانِي، يا مَنْ حَفَظَنِي وَكَلانِي، يا مَنْ أَعَزَّنِي وَأَغْنانِي، يا مَنْ وَفَّقَنِي وَهَدانِي، يا مَنْ آنَسَنِي وَآوانِي، يا مَنْ أَماتَنِي وَأَحْيانِي .

ص: 411

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(67) يا مَنْ يُحِقُّ الحَقَّ بِكَلِماتِهِ، يا مَنْ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ، يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلبِهِ، يا مَنْ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاّ بِإِذْنِهِ، يا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ، يا مَنْ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ، يا مَنْ لا رادَّ لِقَضائِهِ، يا مَنِ انْقادَ كُلُّ شَيءٍ لِأَمْرِهِ، يا مَنِ السَّماواتُ مَطْوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ، يا مَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(68)يا مَنْ جَعَلَ الأَرْضَ مِهاداً، يا مَنْ جَعَلَ الجِبالَ أَوْتاداً، يا مَنْ جَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً، يا مَنْ جَعَلَ القَمَرَ نُوراً، يا مَنْ جَعَلَ اللَّيْلَ لِباساً، يا مَنْ جَعَلَ النَّهارَ مَعاشاً، يا مَنْ جَعَلَ النَّوْمَ سُباتاً، يا مَنْ جَعَلَ السَّماءَ بِناءً، يا مَنْ جَعَلَ الأشياءَ أَزْواجاً، يا مَنْ جَعَلَ النّارَ مِرْصاداً .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(69) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا سَمِيعُ، يا شَفِيعُ، يا رَفِيعُ، يا مَنِيعُ، يا سَرِيعُ، يا بَدِيعُ، يا كَبِيرُ، يا قَدِيرُ، يا خَبِيرُ، يا مُجِيرُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(70) يا حَيّاً قَبْلَّ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ حَيُّ، يا حَيُّ الَّذِي لا يُشارِكُهُ حَيُّ، يا حَيُّ الَّذِي لا يَحْتاجُ إِلى حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي يُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي يَرْزُقُ كُلَّ حَيٍّ، يا حَيّاً لَمْ يَرِثِ الحَياةَ مِنْ حَيٍّ، يا حَيُّ الَّذِي يُحْيِي المَوْتى، يا حَيُّ يا قَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ .

ص: 412

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(71) يا مَنْ لَهُ ذِكْرٌ لا يُنْسى، يا مَنْ لَهُ نُورٌ لا يُطْفأُ، يا مَنْ لَهُ نِعَمٌ لا تُعَدُّ، يا مَنْ لَهُ مُلْكٌ لا يَزُولُ، يا مَنْ لَهُ ثَناءٌ لا يُحْصى، يا مَنْ لَهُ جَلالٌ لا يُكَيَّفُ، يا مَنْ لَهُ كَمالٌ لا يُدْرَكُ، يا مَنْ لَهُ قَضاءٌ لا يُرَدُّ، يا مَنْ لَهُ صِفاتٌ لا تُبَدَّلُ، يا مَنْ لَهُ نُعُوتٌ لا تُغَيَّرُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(72) يا رَبَّ العالَمِينَ، يا مالِكَ يَوْمِ الدِّينِ، يا غايَةَ الطَّالِبِينَ، يا ظَهْرَ اللاَّجِئِينَ، يا مُدْرِكَ الهارِبِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ المُتَطَهِّرِينَ، يا مَنْ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ، يا مَنْ هُوَ أَعْلَمُ بِالمُهْتَدِينَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(73) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا شَفِيقُ، يا رَفِيقُ، يا حَفِيظُ، يا مُحِيطُ، يا مُقِيتُ، يا مُغِيثُ، يا مُعِزُّ، يا مُذِلُّ، يا مُبْدِئُ، يا مُعِيدُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(74) يا مَنْ هُوَ أَحَدٌ بِلا ضِدٍّ، يا مَنْ هُوَ فَرْدٌ بِلا نِدٍّ، يا مَنْ هُوَ صَمَدٌ بِلا عَيْبٍ، يا مَنْ هُوَ وِتْرٌ بِلا كَيْفٍ، يا مَنْ هُوَ قاضٍ بِلا حَيْفٍ، يا مَنْ هُوَ رَبٌّ بِلا وَزِيرٍ، يا مَنْ هُوَ عَزِيزٌ بِلا ذُلٍّ، يا مَنْ هُوَ غَنِيٌّ بِلا فَقْرٍ، يا مَنْ هُوَ مَلِكٌ بِلا عَزْلٍ، يا مَنْ هُوَ مَوْصُوفٌ بِلا شَبِيهٍ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(75) يا مَنْ ذِكْرُهُ شَرَفٌ لِلذَّاكِرِينَ، يا مَنْ شُكْرُهُ فَوْزٌ لِلْشَّاكِرِينَ، يا

ص: 413

مَنْ حَمْدُهُ عِزٌّ لِلْحامِدِينَ، يا مَنْ طاعَتُهُ نَجاةٌ لِلْمُطِيعِينَ، يا مَنْ بابُهُ مَفْتُوحٌ لِلطَّالِبِينَ، يا مَنْ سَبِيلُهُ وَاضِحٌ لِلْمُنِيبِينَ، يا مَنْ آياتُهُ بُرْهانٌ لِلْنَّاظِرِينَ، يا مَنْ كِتابُهُ تَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ، يا مَنْ رِزْقُهُ عُمُومٌ لِلطَّائِعِينَ وَالعاصِينَ، يا مَنْ رَحْمَتُهُ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(76) يا مَنْ تَبارَكَ اسْمُهُ، يا مَنْ تَعالى جَدُّهُ، يا مَنْ لا إِلهَ غَيْرُهُ، يا مَنْ جَلَّ ثَناؤُهُ، يا مَنْ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ، يا مَنْ يَدُومُ بَقاؤُهُ، يا مَنِ العَظَمَةُ بَهاؤُهُ، يا مَنِ الكِبْرِياءُ رِداؤُهُ، يا مَنْ لا تُحْصَى آلاؤُهُ، يا مَنْ لا تُعَدُّ نَعْماؤُهُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(77) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُعِينُ، يا أَمِينُ، يا مُبِينُ، يا مَتِينُ، يا مَكِينُ، يا رَشِيدُ، يا حَمِيدُ، يا مَجِيدُ، يا شَدِيدُ، يا شَهِيدُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(78) يا ذا العَرْشِ المَجِيدِ، يا ذا القَوْلِ السَّدِيدِ، يا ذا الفِعْلِ الرَّشِيدِ، يا ذا البَطْشِ الشَّدِيدِ، يا ذا الوَعْدِ وَالوَعِيدِ، يا مَنْ هُوَ الوَلِيُّ الحَمِيدُ، يا مَنْ هُوَ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ، يا مَنْ هُوَ قَرِيبٌ غَيْرُ بَعِيدٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ، يا مَنْ هُوَ لَيْسَ بِظَلاّمٍ لِلْعَبِيدِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(79) يا مَنْ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا وَزِيرَ، يا مَنْ لا شَبِيهَ لَهُ وَلا نَظِيرَ، يا خالِقَ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ المُنِيرِ، يا مُغْنِيَ البائِسِ الفَقِيرِ، يا رازِقَ الطِّفْلِ

ص: 414

الصَّغِيرِ، يا راحِمَ الشَّيْخِ الكَبِيرِ، يا جابِرَ العَظْمِ الكَسِيرِ، يا عِصْمَةَ الخائِفِ المُسْتَجِيرِ، يا مَنْ هُوَ بِعِبادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ، يا مَنْ هُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(80) يا ذا الجُودِ وَالنِّعَمِ، يا ذا الفَضْلِ وَالكَرَمِ، يا خالِقَ اللَّوحِ وَالقَلَمِ، يا بارِئَ الذَّرِّ وَالنَّسَمِ، يا ذا البَأْسِ وَالنِّقَمِ، يا مُلْهِمَ العَرَبِ وَالعَجَمِ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالألَمِ، يا عالِمَ السِرِّ وَالهِمَمِ، يا رَبَّ البَيْتِ وَالحَرَمِ، يا مَنْ خَلَقَ الأَشْياءَ مِنَ العَدَمِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(81) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا فاعِلُ، يا جاعِلُ، يا قابِلُ، يا كامِلُ، يا فاصِلُ، يا واصِلُ، يا عادِلُ، يا غالِبُ، يا طالِبُ، يا واهِبُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(82) يا مَنْ أَنْعَمَ بِطَوْلِهِ، يا مَنْ أَكْرَمَ بِجُودِهِ، يا مَنْ جادَ بِلُطْفِهِ، يا مَنْ تَعَزَّزَ بِقُدْرَتِهِ، يا مَنْ قَدَّرَ بِحِكْمَتِهِ، يا مَنْ حَكَمَ بِتدْبِيرِهِ، يا مَنْ دَبَّرَ بِعِلْمِهِ، يا مَنْ تَجاوَزَ بِحِلْمِهِ، يا مَنْ دَنا فِي عُلُوِّهِ، يا مَنْ عَلا فِي دُنُوِّهِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(83) يا مَنْ يَخْلُقُ ما يَشاءُ، يا مَنْ يَفْعَلُ ما يَشاءُ، يا مَنْ يَهْدِي مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُضِلُّ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُعِزُّ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُذِلُّ مَنْ يَشاءُ، يا مَنْ يُصَوِّرُ فِي الأَرْحامِ ما يَشاءُ، يا مَنْ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشاءُ .

ص: 415

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(84) يا مَنْ لَمْ يَتَّخِذَ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، يا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ قَدْراً، يا مَنْ لا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً، يا مَنْ جَعَلَ المَلائِكَةَ رُسُلاً، يا مَنْ جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً، يا مَنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَراراً، يا مَنْ خَلَقَ مِنَ الماءِ بَشَراً، يا مَنْ جَعَلَ لِكُلِّ شَيءٍ أَمَداً، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ عِلْماً، يا مَنْ أَحْصى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(85) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا أَوَّلُ، يا آخِرُ، يا ظاهِرُ، يا بَاطِنُ، يا بَرُّ، يا حَقُّ، يا فَرْدُ، يا وِتْرُ، يا صَمَدُ، يا سَرْمَدُ سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(86) يا خَيْرَ مَعْرُوفٍ عُرِفَ، يا أَفْضَلَ مَعْبُودٍ عُبِدَ، يا أَجَلَّ مَشْكُورٍ شُكِرَ، يا أَعَزَّ مَذْكُورٍ ذُكِرَ، يا أَعْلى مَحْمُودٍ حُمِدَ، يا أَقْدَمَ مَوْجُودٍ طُلِبَ، يا أَرْفَعَ مَوْصُوفٍ وُصِفَ، يا أَكْبَرَ مَقْصُودٍ قُصِدَ، يا أَكْرَمَ مَسْؤُولٍ سُئِلَ، يا أَشْرَفَ مَحْبُوبٍ عُلِمَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(87) يا حَبِيبَ الباكِينَ، يا سَيِّدَ المُتَوَكِّلِينَ، يا هادِيَ المُضِلِّينَ، يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ، يا أَنِيسَ الذَّاكِرِينَ، يا مَفْزَعَ المَلْهُوفِينَ، يا مُنْجِيَ الصَّادِقِينَ، يا أَقْدَرَ القادِرِينَ، يا أَعْلَمَ العالِمِينَ، يا إِلهَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

ص: 416

(88) يا مَنْ عَلا فَقَهَرَ، يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ، يا مَنْ بَطَنَ فَخَبَرَ، يا مَنْ عُبِدَ فَشَكَرَ، يا مَنْ عُصِيَ فَغَفَرَ، يا مَنْ لا تَحْوِيهِ الفِكَرُ، يا مَنْ لا يُدْرِكُهُ بَصَرٌ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ أَثَرٌ، يا رازِقَ البَشَرِ، يا مُقَدِّرَ كُلِّ قَدَرٍ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(89)اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا حافِظُ، يا بارِئُ، يا ذارِئُ، يا باذِخُ، يا فارِجُ، يا فاتِحُ، يا كاشِفُ، يا ضامِنُ، يا آمِرُ، يا ناهِي .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(90) يا مَنْ لا يَعْلَمُ الغَيْبَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَصْرِفُ السُّوءَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَخْلُقُ الخَلْقَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَغْفِرُ الذَّنْبَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يُتِمُّ النِّعْمَةَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يُقَلِّبُ القُلُوبَ إِلاَّ هُوَ، يا مَنْ لا يُدَبِّرُ الأَمْرَ إلاَّ هُوَ، يا مَنْ لا يُنَزِّلُ الغَيْثَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يَبْسُطُ الرِّزْقَ إِلاّ هُوَ، يا مَنْ لا يُحْيِى المَوْتى إِلاّ هُوَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(91)يا مُعِينَ الضُّعَفاءِ، يا صاحِبَ الغُرَباءِ، يا ناصِرَ الأوْلِياء، يا قاهِرَ الأعْداءِ، يا رافِعَ السَّماء، يا أَنِيسَ الأصْفِياء، يا حَبِيبَ الأَتْقِياء، يا كَنْزَ الفُقَراءِ، يا إِلهَ الأغْنِياءِ، يا أَكْرَمَ الكُرَماءِ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(92) یا كافَياً مِنْ كُلِّ شَيءٍ، يا قائِماً عَلى كُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ لا يَشْبِهُهُ شَيْءٌ، يا مَنْ لا يَزِيدُ فِي مُلْكِهِ شَيْءٌ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ شَيْءٌ،

ص: 417

يا مَنْ لا يَنْقُصُ مِنْ خَزائِنِهِ شَيْءٌ، يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، يا مَنْ لا يَعْزُبُ عَنْ عِلْمِهِ شَيْءٌ، يا مَنْ هُوَ خَبِيرٌ بِكُلِّ شَيءٍ، يا مَنْ وَسِعَتْ رَحْمَتُهُ كُلَّ شَيءٍ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(93) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُكْرِمُ، يا مُطْعِمُ، يا مُنْعِمُ، يا مُعْطِي، يا مُغْنِي، يا مُقْنِي، يا مُفْنِي، يا مُحْيِي، يا مُرْضِي، يا مُنْجِي .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(94) يا أَوَّلَ كُلِّ شَيءٍ وَآخِرَهُ، يا إِلهَ كُلِّ شَيءٍ وَمَلِيكَهُ، يا رَبَّ كُلِّ شَيءٍ وَصانِعَهُ، يا بارِئَ كُلِّ شَيءٍ وَخالِقَهُ، يا قابِضَ كُلِّ شَيءٍ وَباسِطَهِ، يا مُبْدِيَ كُلِّ شَيءٍ وَمُعِيدَهُ، يا مُنْشِئَ كُلِّ شَيءٍ وَمُقَدِّرَهُ، يا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيءٍ وَمُحَوِّلَهُ، يا مُحْيِي كُلِّ شَيءٍ وَمُمِيتَهُ، يا خالِقَ كُلِّ شَيءٍ وَوارِثَهُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(95) يا خَيْرَ ذاكِرٍ وَمَذْكُورٍ، يا خَيْرَ شاكِرٍ وَمَشْكُورٍ، يا خَيْرَ حامِدٍ وَمَحْمُودٍ، يا خَيْرَ شاهِدٍ وَمَشْهُودٍ، يا خَيْرَ داعٍ وَمَدْعُوٍّ، يا خَيْرَ مُجِيبٍ وَمُجابٍ، يا خَيْرَ مُؤْنِسٍ وَأَنِيسٍ، يا خَيْرَ صاحِبٍ وَجَلِيسٍ، يا خَيْرَ مَقْصُودٍ وَمَطْلُوبٍ، يا خَيْرَ حَبِيبٍ وَمَحْبُوبٍ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(96) يا مَنْ هُوَ لِمَنْ دَعاهُ مُجِيبٌ، يا مَنْ هُوَ لِمَنْ أَطاعَهُ حَبِيبٌ، يا

ص: 418

مَنْ هُوَ إِلى مَنْ أَحَبَّهُ قَرِيبٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنِ اسْتَحْفَظَهُ رَقِيبٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ رَجاهُ كَرِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ عَصاهُ حَلِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي عَظَمَتِهِ رَحِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي حِكْمَتِهِ عَظِيمٌ، يا مَنْ هُوَ فِي إِحْسانِهِ قَدِيمٌ، يا مَنْ هُوَ بِمَنْ أَرادَهُ عَلِيمٌ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(97) اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ، يا مُسَبِّبُ، يا مُرَغِّبُ، يا مُقَلِّبُ، يا مُعَقِّبُ، يا مُرَتِّبُ، يا مُخَوِّفُ، يا مُحَذِّرُ، يا مُذَكِّرُ، يا مُسَخِّرُ، يا مُغَيِّرُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(98) يا مَنْ عِلْمُهُ سابِقٌ، يا مَنْ وَعْدُهُ صادِقٌ، يا مَنْ لُطْفُهُ ظاهِرٌ، يا مَنْ أَمْرُهُ غالِبٌ، يا مَنْ كِتابُهُ مُحْكَمٌ، يا مَنْ قَضاؤُهُ كائِنٌ، يا مَنْ قَرْآنُهُ مَجِيدٌ، يا مَنْ مُلْكُهُ قَدِيمٌ، يا مَنْ فَضْلُهُ عَمِيمٌ، يا مَنْ عَرْشُهُ عَظِيمْ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

(99) يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، يا مَنْ لا يَمْنَعُهُ فِعْلٌ عَنْ فِعْلٍ، يا مَنْ لا يُلْهِيهِ قَوْلٌ عَنْ قَوْلٍ، يا مَنْ لا يُغَلِّطُهُ سُؤالٌ عَنْ سُؤالٍ، يا مَنْ لا يَحْجُبُهُ شَيْءٌ عَنْ شَيءٍ، يا مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلْحاحُ المُلِحِّينَ، يا مَنْ هُوَ غايَةُ مُرادِ المُرِيدِينَ، يا مَنْ هُوَ مُنْتَهى هِمَمِ العارِفِينَ، يا مَنْ هُوَ مُنْتَهى ط َلَبِ الطَّالِبِينَ، يا مَنْ لا يَخْفى عَلَيْهِ ذَرَّةٌ فِي العالَمِينَ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

ص: 419

(100) يا حَلِيماً لا يعْجَلُ، يا جَواداً لا يَبْخَلُ، يا صادِقاً لا يُخْلِفُ، يا وَهَّاباً لا يَمَلُّ، يا قاهِراً لا يُغْلَبُ، يا عَظِيماً لا يُوصَفُ، يا عَدْلاً لا يَحِيفُ، يا غَنِيّاً لا يَفْتَقِرُ، يا كَبِيراً لا يَصْغَرُ، يا حافِظاً لا يَغْفَلُ .

سُبْحانَكَ، يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، الغَوْثَ الغَوْثَ، خَلِّصْنا مِنَ النَّارِ يا رَبِّ .

كيفيّة صلاة ألف ركعة في ليالي شهر رمضان

السادس عشر: أن يبدأ في الصلاة ألف ركعة الواردة في هذا الشّهر، ولها كيفيّات كثيرة، نذكر منها كيفيّة واحدة مشهورة، وهي أن يُصلِّي في كلِّ ليلة من العشرة الأولى والثانية عشرين ركعة، يقرأُ فيها ما شاء من السور، ويُصلِّي في العشر الأواخر في كلِّ ليلة ثلاثين ركعةً، ويضيف في ليالي القدر مائة ركعة في كلِّ ليلة.

أعمال اليوم الأوّل من شهر رمضان

اليَوم الأوّل:وفيهِ أعمال:

دعاء عند صلاة الفجر

الأوّل: أن يَقول إذا طلع الفَجر:

اللَّهُمَّ قَدْ حَضَرَ شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدِ افْتَرَضْتَ عَلَيْنا صِيامَهُ، وَأَنْزَلْتَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ. اللَّهُمَّ أَعِنّا عَلى صِيامِهِ، وَتَقَبَّلْهُ مِنّا، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا، وَسَلِّمْهُ لَنا فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

الثاني: أن يغتسل في ماء جارٍ ويصّب عَلى رأسه ثلاثين كفّاً مِن الماء؛ فإن ذلِكَ يورث الأمن مِن جميع الآلآم والأسقام في تلكَ السنة.

الثالث: أن يغسل وجهه بكفّ من ماء الورد لينجو مِن المذلّة والفقر، وأن يصبّ شيئاً مِنهُ على رأسه ليأمَن مِن السرسام.

ص: 420

صلاة ركعتين في أوّل يوم

الرابع: أن يُصلِّي ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأوّلى سورةَ (الحَمد) وسورةَ (الفتح)، وفي الركعةِ الثّانية سورةَ (الحمد) وما شاء مِن السّور؛ ليدرأ اللَّهُ عنه كُل سوءٍ ويكون في حفظ اللَّهِ إلى العام القادم.

الخامس: أن يدعو بالدّعاء الرابع والأَرْبعين مِن أدعية الصحيفة السجّاديّة الكاملة إن لَمْ يدعُ بهِ ليلاً وقد تقدم ص388.

السادس: أن يدعو بالدّعاء المتقدّم في أعمال الليلة الأولى وهو:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي دانَ لَهُ كُلُّ شَيءٍ ص393.

أعمال اليوم السادس

اليَوم السادس :

في مثل هذا اليَوم مِن سنة مائتين وواحدة بويع الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ، وذكر السيّد أنّه يُصلِّي فيها شكراً ركعتين، يقرأُ في كُلِّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّةً، وسورةَ (التوحيد) خمساً وعَشرين مرّة.

أعمال الليلة الثالثة عشرة

اللّيلة الثّالِثَة عَشرة :

وهِيَ أُولى الليالي البيض ويستحبّ فيها أمران:

الأوّل: الغُسل.

الثاني: صلاة ركعتين، قَد مرّ مثلها في اللّيلة الثّالِثَة عَشرة مِن شَهري رجب وشعبان، تقرأ في كُلِّ ركعة منها سورةَ (الفاتحة)، وسورةَ (يَس) مرّةً، وسورةَ (الملك) مرّةً، وسورةَ (التّوحيد) مرّة.

أعمال اليوم الثالث عشر

اليوم الثالث عشر :

وهو أوّل الأيام البيض وهي اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، ويُستحبّ فيها قراءة دعاء المجير:

ص: 421

دعاء المجير

دعاء المجير:

وهو دعاء رفيع الشأن مرويّ عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، نزل به جبرئيل على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وهو يُصلِّي في مقام إبراهيم عَلَیْهِ السَّلَامُ، ذكر الكفعميّ هذا الدّعاء في كتابيه (البلد الأمين) و(المصباح)، وأشار في الهامش إلى ما له من الفضل، ومن جملتها أنّ من دعا به في الأيام البيض من شهر رمضان غُفِرَتْ ذنوبه ولو كانت عدد قطر المطر، وورق الشجر، ورمل البر، ويجدي في شفاء المريض، وقضاء الدين، والغنى من الفقر، ويفرج الغم،ّ ويكشف الكرب، وهو هذا الدّعاء:

سُبْحانَكَ يا اللَّهُ، تَعالَيْتَ يا رَحْمنُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا رَحِيمُ، تَعالَيْتَ يا كَرِيمُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مَلِكُ، تَعالَيْتَ يا مالِكُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا قُدُّوسُ، تَعالَيْتَ يا سَلامُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُؤْمِنُ، تَعالَيْتَ يا مُهَيْمِنُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا عَزِيزُ، تَعالَيْتَ يا جَبّارُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُتَكَبِّرُ، تَعالَيْتَ يا مُتَجَبِّرُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا خالِقُ، تَعالَيْتَ يا بارِئُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُصَوِّرُ، تَعالَيْتَ يا مُقَدِّرُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا هادِي، تَعالَيْتَ يا باقِي، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا وَهَّابُ، تَعالَيْتَ يا تَوّابُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا فَتّاحُ، تَعالَيْتَ يا مُرْتاحُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا سَيِّدِي، تَعالَيْتَ يا مَوْلايَ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا قَرِيبُ، تَعالَيْتَ يا رَقِيبُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُبْدِئُ، تَعالَيْتَ يا مُعِيدُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا حَمِيدُ، تَعالَيْتَ يا مَجِيدُ، أَجِرْنا مِنَ

ص: 422

النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا قَدِيمُ، تَعالَيْتَ يا عَظِيمُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا غَفُورُ، تَعالَيْتَ يا شَكُورُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا شاهِدُ، تَعالَيْتَ يا شَهِيدُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا حَنّانُ، تَعالَيْتَ يا مَنّانُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا باعِثُ، تَعالَيْتَ يا وارِثُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُحْيِي، تَعالَيْتَ يا مُمِيتُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا شَفِيقُ، تَعالَيْتَ يا رَفِيقُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا أنِيسُ، تَعالَيْتَ يا مُؤْنِسُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا جَلِيلُ، تَعالَيْتَ يا جَمِيلُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا خَبِيرُ، تَعالَيْتَ يا بَصِيرُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا حَفِيُّ، تَعالَيْتَ يا مَلِيُّ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مَعْبُودُ، تَعالَيْتَ يا مَوْجُودُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا غَفّارُ، تَعالَيْتَ يا قَهّارُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مَذْكُورُ، تَعالَيْتَ يا مَشْكُورُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا جَوادُ، تَعالَيْتَ يا مَعاذُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا جَمالُ، تَعالَيْتَ يا جَلالُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا سابِقُ، تَعالَيْتَ يا رازِقُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا صادِقُ، تَعالَيْتَ يا فالِقُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا سَمِيعُ، تَعالَيْتَ يا سَرِيعُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا رَفِيعُ، تَعالَيْتَ يا بَدِيعُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا فَعّالُ، تَعالَيْتَ يا مُتَعالُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا قاضِ، تَعالَيْتَ يا راضِ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يامُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا قاهِرُ، تَعالَيْتَ يا طاهِرُ

ص: 423

(ظاهِرُ)، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا عالِمُ، تَعالَيْتَ يا حاكِمُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا دائِمُ، تَعالَيْتَ يا قائِمُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا عاصِمُ، تَعالَيْتَ يا قاسِمُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا غَنِيُّ، تَعالَيْتَ يا مُغْنِي، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا وَفِيُّ، تَعالَيْتَ يا قَوِيُّ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا كافِ، تَعالَيْتَ يا شافِ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُقَدِّمُ، تَعالَيْتَ يا مُؤَخِّرُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا أوَّلُ، تَعالَيْتَ يا آخِرُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا ظاهِرُ، تَعالَيْتَ يا باطِنُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا رَجاءُ، تَعالَيْتَ يا مُرْتَجى، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا ذا المَنِّ، تَعالَيْتَ يا ذا الطَّوْلِ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا حَيُّ، تَعالَيْتَ يا قَيُّومُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا واحِدُ، تَعالَيْتَ يا أحَدُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا سَيِّدُ، تَعالَيْتَ يا صَمَدُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا قَدِيرُ، تَعالَيْتَ يا كَبِيرُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا والِي، تَعالَيْتَ يا مَتَعالِي (عالِي)، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا عَلِيُّ، تَعالَيْتَ يا أعْلى، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا وَلِيُّ، تَعالَيْتَ يا مَوْلى، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا ذارِئُ، تَعالَيْتَ يا بارِئُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا خافِضُ، تَعالَيْتَ يا رافِعُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُقْسِطُ، تَعالَيْتَ يا جامِعُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُعِزُّ، تَعالَيْتَ يا مُذِلُّ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ.

ص: 424

سُبْحانَكَ يا حافِظُ، تَعالَيْتَ يا حَفِيظُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا قادِرُ، تَعالَيْتَ يا مُقْتَدِرٌ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا عَلِيمُ، تَعالَيْتَ يا حَلِيمُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا حَكَمُ، تَعالَيْتَ يا حَكِيمُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُعْطِي، تَعالَيْتَ يا مانِعُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا ضارُّ، تَعالَيْتَ يا نافِعُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُجِيبُ، تَعالَيْتَ يا حَسِيبُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا عادِلُ، تَعالَيْتَ يا فاصِلُ (فاضِلُ)، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا لَطِيفُ، تَعالَيْتَ يا شَرِيفُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا رَبُّ، تَعالَيْتَ يا حَقُّ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا ماجِدُ،تَعالَيْتَ يا واحِدُ (واجِدُ)، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا عَفُوُّ، تَعالَيْتَ يا مُنْتَقِمُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا واسِعُ، تَعالَيْتَ يا مُوَسِّعُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا رَؤُوفُ، تَعالَيْتَ يا عَطُوفُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا فَرْدُ، تَعالَيْتَ يا وِتْرُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُقِيتُ، تَعالَيْتَ يا مُحِيطُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا وَكِيلُ، تَعالَيْتَ يا عَدْلُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُبِينُ، تَعالَيْتَ يا مَتِينُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا بَرُّ، تَعالَيْتَ يا وَدُودُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا رَشِيدُ، تَعالَيْتَ يا مُرْشِدُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا نُورُ، تَعالَيْتَ يا مُنَوِّرُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا نَصِيرُ، تَعالَيْتَ يا ناصِرُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا صَبُورُ، تَعالَيْتَ يا

ص: 425

صابِرُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُحْصِي، تَعالَيْتَ يا مُنْشِئُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا سُبْحانُ، تَعالَيْتَ يا دَيّانُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا مُغِيثُ، تَعالَيْتَ يا غِياثُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا فاطِرُ، تَعالَيْتَ يا حاضِرُ، أَجِرْنا مِنَ النَّارِ يا مُجِيرُ. سُبْحانَكَ يا ذا العِزِّ وَالجَمالِ، تَبارَكْتَ يا ذا الجَبَرُوتِ وَالجَلالِ. سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِين، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ، وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .

أعمال الليلة الرابعة عشرة

اللّيلة الرّابعة عَشرة:

تُصلّي أربع ركعات تسلّم بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كُلِّ ركعة سورةَ (الفاتحة) وسورةَ (يَس) مرّةً، وسورةَ (الملك) مرّةً، وسورةَ (التّوحيد) مرّة.

أعمال اليوم الرابع عشر

اليوم الرابع عشر : قراءة دعاء المجير الذي تقدّم في اليوم الثالث عشر ص422.

أعمال الليلة الخامسة عشرة

اللّيلة الخامِسَة عَشرة:

لَيلَة مباركة وفيها أعمال:

الأوّل: الغُسل.

الثاني: زيارة الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وتستحبّ زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذه الليلة ولا توجد زيارة معيّنة فللزائر أن يزور بما يشاء من الزيارات.

دعاء سبحان مقلّب القلوب

الثالث: دعاء الليلة الخامسة عشر:

سُبْحَانَ مُقَلِّبِ القُلُوبِ وَالأَبْصَارِ، سُبْحَانَ مُقَلِّبِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَخَالِقِ الأَزْمِنَةِ وَالأَعْصَارِ، المُجْرِي عَلَى مَشِيَّتِهِ الأَقْدَارَ، الَّذِي لاَ

ص: 426

بَقَاءَ لِشَيْءٍ سِوَاهُ، وَكُلُّ شَيْءٍ يَعْتَوِرُهُ الفَنَاءُ غَيْرُهُ، فَهُوَ الحَيُّ البَاقِي الدَّائِمُ، تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ قَدِ انْتَصَفَ شَهْرُ الصِّيَامِ بِمَا مَضَى مِنْ أَيَّامِهِ، وَانْجَذَبَ إِلَى تَمَامِهِ وَاخْتِتَامِهِ، وَمَا لِي عُدَّةٌ أَعْتَدُّ بِهَا فَأَلْجَأُ إِلَيْهَا وَلاَ أَعْمَالٌ مِنَ الصَّالِحَاتِ أُعَوِّلُ عَلَيْهَا، سِوَى إِيْمَانِي بِكَ وَرَجَائِي لَكَ، فَأَمّا رَجائِي فَيُكَدِّرُهُ عَلَيَّ صَفْوَةُ الْخَوْفِ مِنْكَ، وَأَمَّا إِيمَانِي فَلاَ يَضِيعُ عِنْدَكَ وَهُوَ بِتَوْفِيقِكَ. اللَّهُمَّ فَلَكَ الحَمْدُ حِينَ لَمْ تُفَكِّكْ يَدِي عِنْدَ التَّمَاسُكِ بِالعُرْوَةِ الوُثْقَى، وَلَمْ تُشْقِنِي بِمُفَارَقَتِهَا فِيمَنْ اعْتَوَرَهُ الشَّقَاءُ. اللَّهُمَّ فَأَنْصِفْنِي مِنْ شَهَواتِي، فَإِلَيْكَ مِنْهَا الشَّكْوَى وَمِنْكَ عَلَيْهَا أُؤَمِّلُ العَدْوَى، فَإِنَّكَ تَشَاءُ وَتُقَدِّرُ، وَأَشَاءُ وَلاَ أَقْدِرُ، وَلَسْتَ إِلهِي وَسَيِّدِي مَحْجُوجاً، وَلَكِنْ مَسْؤُولاً تُرْجَى، وَمَخُوفاً يُتَّقَى، تُحْصِي وَنَنْسَى، وَبِيَدِكَ حُلْوُ وَمُرُّ القَضَاءِ. اللَّهُمَّ فَأَذِقْنِي حَلاَوَةَ عَفْوِكَ، وَلاَ تُجَرِّعْنِي غُصَصَ سَخَطِكَ، وَصَلَّى اللَّهَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء يا من أظهر الجميل

الرابع: دعاء آخر في هذهِ الليلةِ:

يا مَنْ أَظْهَرَ الْجَميلَ وَسَتَرَ الْقَبيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالْجَرِيرَةِ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظيمَ الْعَفْوِ، يَا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوَى، وَمُنْتَهى كُلِّ شَكْوى، يا مُقيلَ الْعَثَراتِ، يا مُجيبَ الدَّعَوَاتِ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا رَبَّاه يا سَيِّداه، يا مَوْلاه، يا غايَةَ رَغْبَتاه، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلاَ تُشَوِّهْ خَلْقِي فِي النَّارِ - وتسأَل حاجَتَكَ تُقْضَى إنْ شاءَ اللَّهُ.

ص: 427

دعاء اللَّهم يا مفرّج كلّ همّ

ثم تقول:

اللّهُمَّ يَا مُفَرِّجَ كُلِّ هَمٍّ، وَيا مُنَفِّسَ كُلِّ كَرْبٍ، وَيا صَاحِبَ كُلِّ وَحِيدٍ، وَيا كَاشِفِ ضُرِّ أَيُّوبَ، وَسامِعَ صَوتِ يُونُسَ المكْرُوبِ، وَفالِقَ البَحْرِ لِمُوسى وَبنِي إِسْرائِيلَ، وَمُنْجِيَ مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أجْمعِينَ، أَسْأَلُكَ أنْ تُصَلّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُيَسِّرَ لِي فِي هذا الشَّهْرِ العَظِيمِ، الَّذِي تُعْتَقُ فِيهِ الرِّقابُ، وتُغْفَرُ فِيهِ الذُّنوبُ، مَا أخافُ عُسْرَهُ، وَتُسَهِّلَ لِي مَا أخافُ حُزُونَتَهُ، يا غِياثِي عِنْدَ كُرْبَتي، وَيا صَاحِبي عِنْدَ شِدَّتي، يا عِصْمَةَ الخَائِفِ المُسْتَجِيرِ، يا رازِقَ البائِسِ الفَقِيرِ، يا مُغِيثَ المَقْهُورِ الضَّريرِ، يَا مُطْلِقَ المُكَبَّلِ الأَسِيرِ، وَمُخَلِّصَ المَسْجُونِ المكروبِ، أَسْأَلُكَ أنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَجْعَلَ لِي مِنْ جميعِ أمْري فَرَجاً وَمَخْرجاً، وَيُسْراً عَاجِلاً، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

صلاة ستّ ركعات

الخامس: الصلاة ستّ ركعات، تسلّم بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كُلِّ ركعة سورةَ (الفاتحة) وسورةَ (يَس) مرّةً، وسورةَ (الملك) مرّةً، وسورةَ (التّوحيد) مرّة.

الصلاة عند قبر الإمام الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ

السادس: الصلاة عند قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ كما عَن الإمام الصّادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه قيل لَهُ ما ترى لمن حضر قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ لَيلَة النصف مِن شَهر رَمَضان فقالَ: بخٍ بخٍ، مَن صلّى عِندَ قبره لَيلَة النّصف مِن شَهر رَمَضان عَشر ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين مِن بَعد العشاء مِن غير صلاة اللّيل، يقرأُ في كُلّ ركعة سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورةَ (التوحيد) عَشر مرّات، واستجار بِاللَّهِ مِن النّار، كتبه اللَّهُ عتيقاً مِن النّار، ولَمْ يمت حتّى يرى في منامه ملائكة يبشّرونه بالجنّة، وملائكة يؤمِّنونه مِن النّار.

ص: 428

أقول: الظاهر أنّ وقت هذه الصلاة بعد دخول وقت صلاة العشاء لا بعد أداء صلاة العشاء.

الصلاة مائة رکعة

السابع: الصلاة مائة، ركعة يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كُلّ ركعة سورةَ (الفاتحة) مرّةً، وسورةَ (التَوحيد) عَشر مرّات. روى الشَيخ المفيد في (المقنعة) عَن أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ: أنَّ مَن أتى بها أرسل اللَّهُ تعالى إليهِ عَشرة أملاك يدفعون عنه أعداءه من الجنّ والإنس ويرسل ثلاثين ملكاً عِندَ الموت يؤمِّنونه مِن النّار.

اعمال اليوم الخامس عشر

اليوم الخامس عشر :

فيهِ كانَت في السّنة الثّانِيَة من الهجرة ولادة الإمام الحَسَن المجتبى عَلَیْهِ السَّلَامُ. وقالَ المفيد فيهِ أيضاً في سنة مائةَ وخمس وتسعين كانَت ولادة الإمام مُحَمَّد التّقي عَلَیْهِ السَّلَامُ، ولكن المشهور خلاف ذلِكَ، وعَلى أيّ حال فإنّ هذا اليَوم يَوم شريف جدّاً، وللصدقة والبِّر فيه فضل كثير، وقراءة دعاء المجير الذي تقدّم ذكره في اليوم الثالث عشر ص422.

أعمال الليلة السابعة عشرة

اللّيلة السّابِعَة عَشرة :

لَيلَة مباركة جدّاً وفيها تقابل الجيشان في بدرْ جيش رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وجيش كفّار قريش، وفي يومها كانَت غزوة بدر، ونصر اللَّهُ جيش رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَلى المشركين، وكانَ ذلِكَ أعظم فتوح الإسلام؛ ولذلِكَ قالَ علماؤنا يُستَحبّ الإكثار مِن الصدقة والشّكر في هذا اليَوم، وللغسل والعبادة في ليله أيضاً فضل عظيم.

أعمال ليالي القدر وهي الليلة التاسعة عشرة والحادية والعشرون والثالثة والعشرين

الليلة التاسعة عشرة، والحادية والعشرون، والثالثة والعشرون:

والمعروف أنّها ليالي القدر؛ لأنّ المشهور أن إحداها هي ليلة القدر وفيها أعمال عامّة تشترك فيها الليالي الثلاث وأعمال خاصّة تخصّ كلّ ليلة منها سأذكرها في قسمين:

ص: 429

القسم الأوّل: أعمال ليالي القدرالعامة
اشارة

القسم الأوّل :أعمال ليالي القدر المشتركة

وهي التي تُؤدّى في ليالي القدر الثلاث وهي عدّة أعمال:

الأوّل: الغُسل، قالَ العَلاّمة المجلسيّ (رضي الله عنه): الأفضل أن يغتسل عِندَ غروب الشّمس ليكون عَلى غسل لصلاة العشاء.

صلاة ركعتين

الثاني: الصلاة ركعتان، يقرأُ في كُلِّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّةً، وسورةَ (التَّوحيد) سبع مرَّات، ويَقول بَعد الفراغ سبعين مرَّة:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ .

وفي (النّبويّ): مَن فعل ذلِكَ لا يقوم مِن مقامِهِ حتّى يَغفر اللَّهُ لَهُ ولأبويه... الخبر.

دعاء المصحف

الثالث: تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بين يديك، وتقول:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكِتابِكَ المُنْزَلِ وَما فِيْهِ وَفِيْهِ اسْمُكَ الأكْبَرُ وَأَسْماؤُكَ الحُسْنى وَما يُخافُ وَيُرْجى أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النَّارِ .

وتدعو بما بدا لَكَ من حاجة.

رفع المصاحف

الرّابع: تأخذ المُصحف فتدعه عَلى رأسك، وَقُلْ:

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا القُرْآنِ وَبِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيْهِ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ فَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ .

ثمّ قُلْ عَشر مرِّات: (بِكَ يا اللَّهُ )،

وعَشر مرّات: (بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ )،

ص: 430

وعَشر مرّات: (بِعَليٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بِفاطِمَةَ عَلَیْهَا السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بِالحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بِالحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بِعَليٍّ بْنِ الحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بِمُحَمَّدٍ بْنِ عَليٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بِجَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بِمُوسَى بْنِ جَعْفرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بِعَليٍّ بْنِ مُوسى عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بِمُحَمَّدٍ بْنِ عَليٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بِعَليٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وعَشر مرّات: (بِالحُجَّةِ عَلَیْهِ السَّلَامُ )،

وتسأل حاجتك.

دعاء اللَّهم إني أمسيت

الخامس: تقول قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَمْسَيتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا أَصْرِفُ عَنْها سُوءاً، أَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسِي، وَأَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْجِزْ لِي ما وَعَدْتَنِي وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ مِنَ المَغْفِرَةِ فِي هذِهِ اللَّيْلَة،

ص: 431

وَأَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَنِي فَإِنِّي عَبْدُكَ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ الضَّعِيفُ الفَقِيرُ المَهِينُ. اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي ناسِياً لِذِكْرِكَ فِيما أَوْلَيْتَنِي، وَلاَ لإِحْسانِكَ فِيما أَعْطَيْتَنِي وَلا آيساً مِنْ إِجابَتِكَ وَإِنْ أَبْطَأْتَ عَنِّي فِي سَرَّاءَ أَوْ ضَرَّاءَ أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخاءٍ أَوْ عافِيَةٍ أَوْ بَلاءٍ أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعَماءَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ .

زيارة الإمام الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ في ليالي القدر

السادس: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في ليالي القدر

إنّ الأحاديث كثيرة في فضل زيارة الإمام الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ في شهر رمضان ولا سيّما في أوّل ليلة منه وليلة النصف منه وآخر ليلة منه وفي خصوص ليلة القدر.

وروي عن الإمام محمّد التقي عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من زار الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان وهي الليلة التي يُرجى أن تكون ليلة القدر، وفيها يفرق كلُّ أمر حكيم، صافحه روح أربعة وعشرين ألف نبيّ، كلّهم يستأذن اللَّهَ في زيارة الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ في تلك الليلة.

وفي حديث معتبر آخر عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ إذا كان ليلة القدر ينادي منادٍ من السماء السابعة من بطنان العرش: أنّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ قد غفر لمن أتى قبر الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

وروى ابن قولويه عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّ من زار قبر الحُسَين بن علي عَلَیْهِ السَّلَامُ في شهر رمضان ومات في الطريق، لَم يعرض ولَم يحاسب، وقيل له: ادخل الجنّة آمنا.

وأما الألفاظ التي يُزار بها الإمام الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ في ليلة القدر فهي ما رواه المفيد في المقنعة كزيارة للإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، ولكنّه لم يخصّها بوقت معيّن ولكن الشيخ محمّد ابن المشهدي والشهيد في مزاريهِما ذكرا أنّها تخصّ ليلة

ص: 432

القدر ويومي العيدين، فإذا أردت زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ فأْتِ مشهده المقدّس بعد أن تغتسل وتلبس أطهر ثيابك فإذا وقفت على قبره فاستقبله بوجهك، واجعل القبلة بين كتفيك وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْك َيا ابْنَ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلى الأذى فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِباً حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ خالَفُوكَ وَحارَبُوكَ وَالَّذِينَ قَتَلُوكَ مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَخابَ مَنْ افْتَرى، لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ العَذابَ الأليمَ أَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لأوْلِيائِكَ مُعادِياَ لأَعْدائِكَ مُسْتَبْصِراً بِالهُدى الَّذِي أَنْتَ عَلَيهِ عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

ثم انكبّ على القبر وقبّله وضع خدّك عليه ثم انحرف عند الرأس وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلى رُوحِكَ الطَّيِّبِ وَجَسَدِكَ الطَّاهِرِ وعَلَيْكَ السَّلامُ يا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم انكبّ على القبر وقبّله وضع خدّك عليه، ثم انحرف إلى عند الرأس

ص: 433

فصلِّ ركعتين للزيارة وصلِّ بعدهما ما تيسَّر ثم تحوّل إلى عند الرجلين وزُرْ علي بن الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ العَذابَ الألِيمَ .

وادعُ بما تريد.

ثم زُرِ الشهداء منحرفاً من عند الرجلين إلى القبلة فقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الصِّدِّيقُونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الشُّهَداءُ الصَّابِرُونَ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ جاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَصَبَرْتُمْ عَلى الأذى فِي جَنْبِ اللَّهِ وَنَصَحْتُمْ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلاِبْنِ رَسُولِهِ حَتّى أَتاكُمْ اليَّقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ جَزاءِ المُحْسِنِينَ وَجَمَعَ بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي مَحَلِّ النَّعِيمِ .

ثم امضِ إلى مشهد العباس بن أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ. فإذا وقفت عليه فقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ المُطِيعُ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ وَنَصَحْتَ وَصَبَرْتَ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَأَلْحَقَهُمْ بِدَرْكِ الجَحِيمِ .

ثم صلِّ تطوّعاً في مسجده ما تشاء، وانصرف.

صلاة ركعتين عند قبر الإمام الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ

السابع: في رواية أنّ مَن كانَ عند قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ليلة القدر يُصلِّي عنده ركعتين أو ما تيسّر له وسأل اللَّهَ الجنّة واستعاذ من النار أعطاه اللَّهُ ما سأل وأعاذه اللَّهُ ممّا استعاذ منه.

الثامن: قَد روي أنَّ النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قيل لَهُ ماذا أسأل اللَّهَ تعالى إذا أدركت

ص: 434

لَيلَة القَدر؟ قالَ: العافية، ولعلَّ أفضل ما يُدعى به للعافية هو ما دَعا بهِ الإمام السجّاد عَلَیْهِ السَّلَامُ في صحيفته وهو الدعاء الثالث والعشرون وهو هذا الدعاء:

دعاء الإمام زين العابدين عَلَيْهِ السَّلَامُ إذا سأل العافية وشكرها

وكان من دعائه عَلَیْهِ السَّلَامُ إذا سأل اللَّهَ العافية وشكرها.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَلْبِسْنِي عَافِيَتَكَ، وَجَلِّلْنِي عَافِيَتَكَ، وَحَصِّنِّي بِعَافِيَتِكَ، وَأَكْرِمْنِي بِعَافِيَتِكَ، وَأَغْنِنِي بِعَافِيَتِكَ، وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِعَافِيَتِكَ، وَهَبْ لِي عَافِيَتَكَ، وَأَفْرِشْنِي عَافِيَتَكَ، وَأَصْلِحْ لِي عَافِيَتَكَ، وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَ عَافِيَتِكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَعَافِنِي عَافِيَةً كَافِيَةً، شَافِيَةً، عَالِيَةً، نَامِيةً، عَافِيَةً تُوَلِّدُ فِي بَدَنِي الْعَافِيَةَ، عَافِيَةَ الدُّنْيَا والآخِرَةِ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِالصِّحَّةِ وَالأَمْنِ وَالسَّلاَمَةِ فِي دِينِي وَبَدَنِي، وَالْبَصِيرَةِ فِي قَلْبِي، وَالنَّفَاذِ فِي أُمُورِي، وَالْخَشْيَةِ لَكَ، وَالْخَوْفِ مِنْكَ، وَالْقُوَّةِ عَلَى مَا أَمَرْتَنِي بِهِ مِنْ طَاعَتِكَ، وَالاجْتِنَابِ لِمَا نَهَيْتَنِي عَنْهُ مِنْ مَعْصِيَتِكَ. اللَّهُمَّ وَامْنُنْ عَلَيَّ بِالْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، وَزِيَارَةِ قَبْرِ رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَآلِ رَسُولِكَ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ أَبَداً مَا أَبْقَيْتَنِي فِي عَامِي هَذَا وَفِي كُلِّ عَامِ، وَاجْعَلْ ذَلِكَ مَقْبُولاً مَشْكُوراً مَذْكُوراً لَدَيْكَ، مَذْخُوراً عِنْدَكَ، وَأَنْطِقْ بِحَمْدِكَ وَشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَحُسْنِ الثَّناءِ عَلَيْكَ لِسَانِي، وَاشْرَحْ لِمَرَاشِدِ دِينِكَ قَلْبِي، وَأَعِذْنِي وَذُرِّيَّتِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَمِنْ شَرِّ السَّامَّةِ وَالْهَامَّةِ وَالْعَامَّةِ وَاللاَّمَّةِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ سُلْطَانٍ عَنِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ مُتْرَفٍ حَفِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ضَعِيفٍ وَشَدِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَرِيفٍ وَوَضِيعٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ قَرِيبٍ وَبَعِيدٍ، وَمِنْ شَرِّ

ص: 435

كُلِّ مَنْ نَصَبَ لِرَسُولِكَ وَلأِهْلِ بَيْتِهِ حَرْباً مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، وَمِنْ شَرّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَادْحَرْ عَنِّي مَكْرَهُ، وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّهُ، وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ، وَاجْعَلْ بَيْنَ يَدَيْهِ سَدّاً حَتَّى تُعْمِيَ عَنِّي بَصَرَهُ، وَتُصِمَّ عَنْ ذِكْرِي سَمْعَهُ، وَتُقْفِلَ دُونَ إِخْطَارِي قَلْبَهُ، وَتُخْرِسَ عَنِّي لِسَانَهُ، وَتَقْمَعَ رَأْسَهُ، وَتُذِلَّ عِزَّهُ، وَتَكْسِرَ جَبَرُوتَهُ، وَتُذِلَّ رَقَبَتَهُ، وَتَفْسَخَ كِبْرَهُ، وَتُؤْمِنَنِي مِنْ جَمِيعِ ضَرِّهِ، وَشَرِّهِ، وَغَمْزِهِ، وَهَمْزِهِ، وَلَمْزِهِ، وَحَسَدِهِ، وَعَدَاوَتِهِ، وَحَبَائِلِهِ، وَمَصَائِدِهِ، وَرَجلِهِ، وَخَيْلِهِ، إِنَّكَ عَزِيزٌ قَدِيرٌ.

التاسع: قَد تقدم عن العلاّمة المجلسيّ (رضي الله عنه) في بعض الأحاديث استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير في هذه الليالي الثلاث، وقد تقدّم ذكره في أعمال الليلة الأولى من شهر رمضان ص396.

صلاة مائة ركعة في ليلة القدر

العاشر: الصلاة مائةَ ركعة، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، فإنّها ذات فضل كثير، والأفضل أن يقرأ في كُلّ ركعة بَعد سورةَ (الحَمد) سورةَ (التَّوحيد) عَشر مرّات.

الحادي عشر: إحياء هذه الّليالي الثّلاثة ففي الحديث مَنْ أحيا لَيلَة القَدر غفرت لَهُ ذنوبه ولو كانَت ذنوبه عدد نجوم السّماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار.

الثاني عشر: قالَ العلاّمة المجلسيّ (رضي الله عنه): إنَّ أفضَل الأعمال في هذه الليالي هُوَ الاستغفار والدُّعاء لمطالب الدُّنيا وَالآخرَة للنفس وللوالدين والأقارب وللإخوان المؤمنين، الأحياء منهم والأموات، والذِّكر والصلاة عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ما تيسّر.

ص: 436

القسم الثاني: أعمال ليالي القدر الخاصّة وهي ما تؤدّى في كلِّ ليلة على حده
اشارة

القسم الثاني :أعمال ليالي القَدر الخاصّة

وهي ما تؤدّى في كلِّ ليلة على حده، وهي كما يأتي:

أعمال الليلة التاسعة عشرة

اللّيلة التّاسِعَة عَشرة : وفيها أعمال.

الأوّل: أن يَقول مائةَ مرّةٍ:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ رَبِّي وأَتُوبُ إِلَيْهِ .

الثاني: أن يقول مائةَ مرّةٍ:

اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ .

الثالث: قراءة هذا الدّعاء:

يا ذا الَّذِي كانَ قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ ثُمَّ خَلَقَ كُلَّ شَيءٍ ثُمَّ يَبْقى وَيَفْنى كُلُّ شَيءٍ، يا ذا الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِه شَيْءٌ، وَيا ذا الَّذِي لَيْسَ فِي السَّماواتِ العُلى وَلا فِي الأَرَضِينَ السُّفْلى وَلا فَوْقَهُنَّ وَلا تَحْتَهُنَّ وَلا بَيْنَهُنَّ إِلهٌ يُعْبَدُ غَيْرُهُ، لَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِهِ إِلاّ أَنْتَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلاةً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِها إِلاّ أَنْتَ .

الرابع: أن يقول:

اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الأَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَفِي القَضَاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، المُكَفَّرِ عَنْهُم سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيْما

ص: 437

تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي. وتسأل حاجتك.

أعمال الليلة الحادية والعشرون

الليلة الحادية والعشرون:

وفضلها أعظم مِن اللّيلة التّاسِعَة عَشرة وأعمالها:

الأوّل: روى الكفعميّ عَن السيّد ابن باقي أنّه تقول في اللّيلة الحادِية والعِشرين:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْسِمْ لِي حِلْماً يَسُدُّ عَنِّي بابَ الجَهْلِ، وَهُدىً تَمنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَةٍ، وَغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنِّي بابَ كُلِّ فَقْرٍ وَقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنِّي كُلَّ ضَعْفٍ، وَعِزاً تُكْرِمُنِي بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلٍّ، وَرِفْعَةً تَرْفَعُنِي بِها عَنْ كُلِّ ضَعَةٍ، وَأَمْناً تَرُدُّ بِهِ عَنِّي كُلَّ خَوْفٍ، وَعافِيَةً تَسْتُرُنِي بِها عَنْ كُلِّ بَلاءٍ، وَعِلْماً تَفْتَحُ لِي بِهِ كُلَّ يَقِينٍ، وَيَقِيناً تُذْهِبُ بِهِ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ، وَدُعاءً تَبْسُطُ لِي بِهِ الإِجابَةَ فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ، السَّاعَةِ السَّاعَةِ السَّاعَةِ يا كَرِيمُ، وَخَوْفاً تَنْشُرُ لِي بِهِ كُلَّ رَحْمَةٍ، وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْنِي وَبَيْنَ الذُّنُوبِ حَتَّى أُفْلِحَ عِنْدَ المَعْصُومِينَ عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

الثاني: قالَ المفيد (رضي الله عنه): ينبغي الإكثار في هذه اللّيلة مِن (الصلاة عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ).

الثالث: الجّد في اللّعن عَلى ظالمي آل مُحَمَّد عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

الرابع: اللّعن عَلى قاتل الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

الخامس: روى الكلينيّ أنه كانَ الإمام الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ إذا كانَت لَيلَة إحدى وعَشرين وثلاث وعَشرين أخذ في الدُّعاء حتى يزول الليل، أي (ينتصف)، فإذا زال الليل صلّى صلاة الليل.

ص: 438

السادس: أنَّ هذه لَيلَة تتجدّد فيها أحزان آل مُحَمَّد وأشياعهم، ففيها في سنة أربعين مِن الهجرة كانَت شهادة مولانا أمير المؤمنين صَلَواتُ اللَّهِ عَليهِ، وَروي أنّه ما رفع حجر عَن حجر في تِلكَ اللّيلة إِلاّ وكانَ تحته دماً عبيطاً كما كانَ لَيلَة شهادة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

وسنذكر بعد أعمال ليالي القدر الخاصّة أدعية كلّ ليلة من ليالي العشر الأواخر لأنّه يُبتدأ بقراءتها من هذهِ الليلةِ ص459.

أعمال الليلة الثالثة والعشرون

اللّيلة الثّالِثَة والعِشرون:وفيها أعمال:

وهِيَ أفضل مِن الليلتين السابقتين، ويُستفاد مِن أحاديث كثيرة أنّها هِيَ لَيلَة القَدر وهي ليلة الجهنيّ، وفيها يقدّر كُلّ أمر حكيم، ولهذه اللّيلة عدّة أعمال:

قراءة سورة العنكبوت

الأوّل: قراءة سورةَ (العنكبوت).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآَتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ

ص: 439

نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11) وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (12)وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ (13) َلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ (14) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15) وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (16) إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (17) وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (18) أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِىءُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (19) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِىءُ النَّشْأَةَ الآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20) يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ (21) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ (22) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (23) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

ص: 440

يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (25) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27) وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ (28) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قَالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُو أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ (31) قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالُوا لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35) وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الآخِرَ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ (36) فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ (37) وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (38) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى

ص: 441

بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (39) فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (40) مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41) إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنْ شَيْءٍ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (42) وَتِلْكَ الأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ (43) خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ (44) اتْلُ مَا أُوْحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ (45) وَلاَ تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هَؤُلاَءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الْكَافِرُونَ (47) وَمَا كُنْتَ تَتْلُو مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتَابٍ وَلاَ تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذًا لاَرْتَابَ الْمُبْطِلُونَ (48) بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلاَّ الظَّالِمُونَ (49) وَقَالُوا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ آيَاتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَإِنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (50) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (51) قُلْ كَفَى بِاللَّهِ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيدًا

ص: 442

يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالْبَاطِلِ وَكَفَرُوا بِاللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (52) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَوْلاَ أَجَلٌ مُسَمّىً لَجَاءَهُمُ الْعَذَابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ (53) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (54) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (55) يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ (56) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ (57) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفًا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (58) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (59) وَكَأَيِّنْ مِنْ دَآبَّةٍ لاَ تَحْمِلُ رِزْقَهَا اللَّهُ يَرْزُقُهَا وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (60) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ (61) اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (62) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ (63) وَمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (64) فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ (65) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِناً وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ (67) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكَافِرِينَ (68) وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69) }.

ص: 443

قراءة سورة الروم

الثاني: قراءة سورةَ (الروم).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{الم (1) غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (4) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (5) وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (6) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ (7) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمّىً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ (8) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثَارُوا الأَرْضَ وَعَمَرُوهَا أَكْثَرَ مِمَّا عَمَرُوهَا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (9) ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاءُوا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُونَ (10) اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُبْلِسُ الْمُجْرِمُونَ (12) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ وَكَانُوا بِشُرَكَائِهِمْ كَافِرِينَ (13) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (14) فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (15) وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَلِقَاءِ الآخِرَةِ فَأُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ (16) فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (17) وَلَهُ الْحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيًّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (18) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ

ص: 444

تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ (20) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (22) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (23) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّفِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (25) وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ (26) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (28) بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ (29) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ (30) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (33) لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ

ص: 445

فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (34) أَمْ أَنْزَلْنَا عَلَيْهِمْ سُلْطَاناً فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِمَا كَانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (35) وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ (36) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (37) فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (38)وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلاَ يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ (39) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذَلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (40) ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (42) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ الْقَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَ مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (43) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (44) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (45) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ يُرْسِلَ الرِّيَاحَ مُبَشِّرَاتٍ وَلِيُذِيقَكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (46) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ (47) اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلاَلِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (48) وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (49) فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَةِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ

ص: 446

ذَلِكَ لَمُحْيِي الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (50) وَلَئِنْ أَرْسَلْنَا رِيحًا فَرَأَوْهُ مُصْفَرًّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (51) فَإِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (52) وَمَا أَنْتَ بِهَادِ الْعُمْيِ عَنْ ضَلاَلَتِهِمْ إِنْ تُسْمِعُ إِلاَّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (53) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ (54) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ (56) فَيَوْمَئِذٍ لاَ يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلاَ هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (57) وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ مُبْطِلُونَ (58) كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (59) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلاَ يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لاَ يُوقِنُونَ (60)}.

وقَد آلى الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أنَّ مَن قرأ هاتين السورتين في هذه اللّيلة كانَ مَن أهَل الجَنَّةَ.

قراءة سورة الدخان

الثالث: قراءة سورةَ (الدخان).

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

{حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا إِنَّا كُنَّا مُرْسِلِينَ (5) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (7)

ص: 447

لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ (8) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (9) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (10) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ (11) رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ (12) أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (13) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (14) إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنْتَقِمُونَ (16) وَلَقَدْ فَتَنَّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجَاءَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (17) أَنْ أَدُّوا إِلَيَّ عِبَادَ اللَّهِ إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (18) وَأَنْ لاَ تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ (19) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (20) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ (21) فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاَءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29) وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنَ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدْ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32) وَآتَيْنَاهُمْ مِنَ الآيَاتِ مَا فِيهِ بَلاَءٌ مُبِينٌ (33) إِنَّ هَؤُلاَءِ لَيَقُولُونَ (34) إِنْ هِيَ إِلاَّ مَوْتَتُنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (35) فَأْتُوا بِآبَائِنَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (36) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْنَاهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (37) وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ (38) مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (39) إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لاَ يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئًا وَلاَ هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (42) إِنَّ شَجَرَةَ الزَّقُّومِ (43) طَعَامُ الأَثِيمِ (44) كَالْمُهْلِ يَغْلِي

ص: 448

فِي الْبُطُونِ (45) كَغَلْيِ الْحَمِيمِ (46) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلَى سَوَاءِ الْجَحِيمِ (47) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ (48) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ (49) إِنَّ هَذَا مَا كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ (53) كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54) يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لاَ يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الأُولَى وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ (56) فَضْلاً مِنْ رَبِّكَ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (57) فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (58) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (59)}.

الرابع: قراءة سورةَ (القَدر) ألف مرّةٍ.

دعاء اللَّهم كن لوليّك

الخامس: أن يكرر في هذه اللّيلة بل في جَميع الأوقات هذا الدُّعاء:

اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ : الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي كُلِّ ساعةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلِيلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيْها طَوِيلاً .

أدعية قصار في ليلة القدر

ثم تقول وأنت رافع يديك إلى السماء:

يا مُدَبِّرَ الأُمورِ، يا باعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ، يا مُجْرِيَ البُحُورِ يا مُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (وتسأل حاجتك) اللَّيْلَةَ اللَّيْلَةَ.

وادعُ بهذا الدُّعاء راكعاً وساجداً وقائماً وقاعداً، وكرّره وادعُ بهِ في اللّيلة الأخيرة أيضاً.

السادس: أن يَقول:

اللَّهُمَّ امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي، وَأَوْسِعْ لِي فِي رِزْقِي، وَأَصِحَّ لِي

ص: 449

جِسْمِي، وَبَلِّغْنِي أَمَلِي، وَإِنْ كُنْتُ مِنَ الأَشْقِياءِ فَامْحُنِي مِنَ الأَشْقِياءِ وَاكْتُبْنِي مِنَ السُّعَداءِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ عَلى نَبِيِّكَ المُرْسَلِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ يَمْحُو اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الكِتابِ .

السابع: أن يَقول:

اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَفِيما تُقَدِّرُ مِنَ الأمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الأَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضَاءِ الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِي هذا المَبْرُورِ حَجُّهُمُ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، المُكَفَّرِ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ، وَاجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي، وَتُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي .

الثامن: يدعو بهذا الدُّعاء المرويّ في (الإقبال):

يا باطِناً فِي ظُهُورِهِ، وَيا ظاهِراً فِي بُطُونِهِ، وَيا باطِناً لَيْسَ يَخْفَى، وَيا ظاهِراً لَيْسَ يُرى، يا مَوْصُوفاً لا يَبْلُغُ بِكَيْنُونَتِهِ مَوْصُوفٌ وَلا حَدٌّ مَحْدُودٌ، وَيا غائِباً غَيْرَ مَفْقُودٍ، وَيا شاهِداً غَيْرَ مَشْهُودٍ يُطْلَبُ فَيُصابُ وَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ السَّماواتُ وَالأَرْضُ وَما بَيْنَهُما طَرْفَةَ عَيْنٍ، لا يُدْرَكُ بِكَيْفٍ، وَلا يُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ وَلا بِحَيْثٍ، أَنتَ نُورُ النُّورُ وَرَبُّ الأَرْبابِ، أَحَطْتَ بِجَمِيعِ الأمورِ، سُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، سُبْحانَ مَن هُوَ هكَذا وَلا هكَذا غَيْرُهُ .

ثم تدعو بما تَشاء.

التاسع: أن يقرأ هذا الدعاء المرويّ في الإقبال والبحار:

اللَّهُمَّ إِيَّاكَ تَعَمَّدْتُ اللَّيْلَةَ بِحَاجَتِي، وَبِكَ أَنْزَلْتُ فَقْرِي وَمَسْأَلَتِي،

ص: 450

تَسَعُنِي اللَّيْلَةَ رَحْمَتُكَ وَعَفْوُكَ، فَأَنَا لِرَحْمَتِكَ أَرْجَى مِنِّي لِعَمَلِي وَرَحْمَتُكَ وَمَغْفِرَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي، وَاقْضِ كُلَّ حَاجَةٍ هِيَ لِي، بُقُدْرَتِكَ عَلَى ذَلِكَ، وَتَيْسِيرِهِ عَلَيْكَ، فَإِنِّي لَمْ أُصَبْ خَيْراً إِلاَّ مِنْكَ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنِّي أَحدٌ سُوءاً قَطُّ غَيْرُكَ، وَلَيْسَ لِي رَجَاءٌ لِدِينِي وَدُنْيَايَ وَلاَ لآِخِرَتِي وَلاَ لِيَوْمِ فَقْرِي يَوْمَ أُدْلَى فِي حُفْرَتِي، وَيُفْرِدُنِي النَّاسُ بِعَمَلِي غَيْرَكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

العاشر : أن يقرأ هذا الدعاء المرويّ في الإقبال والبحار:

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَوْفَرِ عِبادِكَ نَصِيباً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، أَوْ أَنْتَ مُنْزِلُهُ، مِنْ نُورٍ تَهْدِي بِهِ، أَوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها، أَوْ رِزْقٍ تَقْسِمُهُ، أَوْ بَلاءٍ تَدْفَعُهُ، أَوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَاكْتُبْ لِي ما كَتَبْتَ لأَوْلِيائِكَ الصَّالِحِينَ، الَّذِينَ اسْتَوْجَبُوا مِنْكَ الثَّوابَ، وَأَمِنُوا بِرِضاكَ عَنْهُمْ مِنْكَ الْعِقابَ، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ، صَلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بِي ذلِكَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

قراءة دعاء مكارم الأخلاق

الحادي عشر : قراءة دعاء مكارم الأخلاق للإمام السجّاد عَلَیْهِ السَّلَامُ كما ذكر العلاّمة المجلسيّ وهو هذا الدعاء:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَبَلِّغْ بِإِيمانِي أَكْمَلَ الإيمان وَاجْعَلْ يَقِينِي أَفْضَلَ اليَقِينِ وَانْتَهِ بِنِيَّتِي إِلى أَحْسَنِ النِّيَّاتِ وَبِعَمَلِي إِلى أَحْسَنِ الأعمالِ، اللّهُمَّ وَفِّرْ بِلُطْفِكَ نِيَّتِي وَصَحِّحْ بِما عِنْدَكَ يَقِينِي وَاسْتَصْلِحْ بِقُدْرَتِكَ ما فَسَدَ مِنِّي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاكْفِنِي ما يَشْغَلُنِي الاِهْتمامُ بِهِ وَاسْتَعْمِلْنِي بِما تَسْأَلُنِي غَداً عَنْهُ وَاسْتَفْرِغْ أَيَّامِي فِيما

ص: 451

خَلَقْتَنِي لَهُ، وَأغْنِنِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِكَ وَلا تَفْتِنِّي بِالنَّظَرِ وَأَعِزَّنِي وَلا تَبْتَلِيَنِي بِالكِبْرِ وَعَبِّدْنِي لَكَ وَلا تُفْسِدْ عِبادَتِي بِالعُجْبِ وَأَجْرِ لِلْناسِ عَلى يَدَيَّ الخَيْرَ وَلا تَمْحَقْهُ بِالمَنِّ وَهَبْ لِي مَعالِيَ الأَخْلاَقِ وَاعْصِمْنِي مِنَ الفَخْرِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلا تَرْفَعْنِي فِي النَّاسِ دَرَجَةً إِلاّ حطَطْتَنِي عِنْدَ نَفْسِي مِثْلَها وَلا تُحْدِثْ لِي عِزّاً ظاهِراً إِلاّ أَحْدَثْتَ لِي ذِلَّةً باطِنَةً عِنْدَ نَفْسِي بِقَدَرِها، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَتِّعْنِي بِهُدىً صالِحٍ لا اسْتَبْدِلُ بِهِ وَطَرِيقَةِ حَقٍّ لا أَزِيغُ عَنْها وَنِيَّةِ رُشْدٍ لا أَشُكُّ فِيها، وَعَمِّرْنِي ما كانَ عُمْرِي بِذْلَةً فِي طاعَتِكَ فَإِذا كانَ عُمْرِي مَرْتَعاً لِلْشَّيْطانِ فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ قَبْلَ أَنْ يَسْبِقَ مَقْتُكَ إِلَيّ أَوْ يَسْتَحْكِمَ غَضَبُكَ عَلَيَّ، اللّهُمَّ لا تَدَعْ خِصْلَةً تُعابُ مِنِّي إِلاّ أَصْلَحْتَها وَلا عائِبَةً أُؤَنَّبُ بِها إِلاّ أَحْسَنْتَها وَلا أُكْرُومَةً فِيَّ ناقِصَةً إِلاّ أَتْمَمْتَها! اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْدِلْنِي مِنْ بُغْضَةِ أَهْلِ الشَّنَآنِ المَحَبَّةَ وَمِنْ حَسَدِ أَهْلَ البَغْيِ المَوَدَّةَ وَمِنْ ظِنَّةِ أَهْلِ الصَّلاحِ الثِّقَةَ وَمِنْ عَداوَةِ الأدْنَينَ الوَلايَةَ وَمِنْ عُقُوقِ ذَوِي الأَرْحامِ المَبَرَّةَ وَمِنْ خِذْلانِ الأَقْرَبِينَ النُّصْرَةَ وَمِنْ حُبِّ المُدارِينَ تَصْحِيحَ المِقَةِ وَمِنْ رَدِّ المُلابِسِينَ كَرَمَ العِشْرَةِ وَمِنْ مَرارَةِ خَوْفِ الظَّالِمِينَ حَلاوَةَ الأَمَنَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ لِي يَداً عَلى مَنْ ظَلَمَنِي وَلِساناً عَلى مَنْ خاصَمَنِي وَظَفَراً بِمَنْ عانَدَنِي، وَهَبْ لِي مَكْراً عَلى مَنْ كايَدَنِي وَقُدْرَةً عَلى مَنِ اضْطَهَدَنِي وَتَكْذِيباً لِمَنْ قَصَبَنِي وَسَلامَةً مِمَّنْ تَوَعَّدَنِي وَوَفِّقْنِي لِطاعَةِ مَنْ سَدَّدَنِي وَمُتابَعَةِ مَنْ أَرْشَدَنِي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَدِّدْنِي لِأَنْ أُعارِضَ مَنْ غَشَّنِي

ص: 452

بِالنُّصْحِ وَأَجْزِيَ مَنْ هَجَرنِي بِالبِرِّ وَأُثِيبَ مَنْ حَرَمَنِي بِالبَذْلِ وَأُكافِيَ مَنْ قَطَعَنِي بِالصِّلَةِ وَأُخالِفَ مَنْ اغْتابَنِي إِلى حُسْنِ الذِّكْرِ، وَأَنْ أَشْكُرَ الحَسَنَةَ وَأُغْضِيَ عَنِ السَّيِّئَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَحَلِّنِي بِحِلْيَةِ الصَّالِحِينَ وَأَلْبِسْنِي زِينَةَ المُتَّقِينَ فِي بَسْطِ العَدْلِ وَكَظْمِ الغَيْظِ وَإِطْفاءِ النَّائِرَةِ وَضَمِّ أَهْلِ الفُرْقَةِ وَإِصْلاحِ ذاتِ البَيْنِ وَإِفْشاءِ العارِفَةِ وَسَتْرِ العائِبَةِ وَلِينِ العَرِيكَةِ وَخَفْضِ الجَناحِ وَحُسْنِ السِّيرَةِ وَسُكُونِ الرِّيحِ وَطِيبِ المُخالَقَةِ وَالسَّبْقِ إِلى الفَضِيلَةِ وَإِيْثارِ التَّفَضُّلِ وَتَرْكِ التَّعْيِيرِ وَالإِفْضالِ عَلى غَيْرِ المُسْتَحِقِّ وَالقَوْلِ بِالحَقِّ وَإنْ عَزَّ وَاسْتِقْلالِ الخَيْرِ وَإِنْ كَثُرَ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي،وَاسْتِكْثارِ الشَّرِّ وَإِنْ قَلَّ مِنْ قَوْلِي وَفِعْلِي وَأَكْمِلْ ذلِكَ لِي بَدَوامِ الطَّاعَةِ وَلِزُومِ الجَّماعَةِ وَرَفْضِ أَهْلِ البِدَعِ وَمُسْتَعْمِلِي الرَّأْيِ المُخْتَرَعِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ أَوْسَعَ رِزْقِكَ عَلَيَّ إِذا كَبِرْتُ وَأَقْوى قُوَّتِكَ فِيَّ إِذا نَصِبْتُ، وَلا تَبْتَلِيَنِي بِالكَسَلِ عَنْ عِبادَتِكَ وَلا العَمى عَنْ سَبِيلِكَ وَلا بِالتَّعَرُّضِ لِخِلافِ مَحَبَّتِكَ وَلا مُجامَعَةِ مِنْ تَفَرَّقَ عَنْكَ وَلا مُفارَقَةِ مَنْ اجْتَمَعَ إِلَيْكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي أَصُولُ بِكَ عِنْدَ الضَّرُورَةِ وَأَسْأَلُكَ عِنْدَ الحاجَةِ وَأَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ عِنْدَ المَسْكَنَةِ وَلا تَفْتِنِّي بِالاِسْتِعانَةِ بِغَيْرِكَ إِذا اضْطُرِرْتُ وَلا بِالخُضُوعِ بِسُؤالِ غَيْرِكَ إِذا افْتَقَرْتُ وَلا بِالتَّضَرُّعِ إِلى مَنْ دُونَكَ إِذا رَهِبْتُ، فَأَسْتَحِقَّ بِذلِكَ خِذْلانَكَ وَمَنْعَكَ وَإِعْراضَكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اجْعَلْ ما يُلْقِي الشَّيْطانُ فِي رَوْعِي مِنَ التَّمَنِّي وَالتَّظَنِّي وَالحَسَدِ ذِكْراً لِعَظَمَتِكَ وَتَفَكُّراً فِي قُدْرَتِكَ وَتَدْبِيراً عَلى عَدُوِّكَ، وَما أَجْرى عَلى لِسانِي مِنْ لَفْظَةِ فُحْشٍ أَوْ هَجْرٍ أَوْ شَتْمِ

ص: 453

عِرْضٍ أَوْ شَهادَةِ باطِلٍ أَوْ اغْتِيابِ مُؤْمِنٍ غائِبٍ أَوْ سَبِّ حاضِرٍ وَما أَشْبَهَ ذلِكَ نُطْقاً بِالحَمْدِ لَكَ وَإِغْراقاً فِي الثَّناءِ عَلَيْكَ وَذَهاباً فِي تَمْجِيدِكَ وَشُكْراً لِنِعْمَتِكَ وَاعْتِرافاً بِإِحْسانِكَ وَإِحْصاءً لِمِنَنِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَلا أُظْلَمَنَّ وَأَنْتَ مُطِيقٌ لِلْدَّفْعِ عَنِّي وَلا أَظْلِمَنَّ وَأَنْتَ القادِرُ عَلى القَبْضِ مِنِّي وَلا أَضِلَّنَّ وَقَدْ أَمْكَنَتْكَ هِدايَتِي وَلا أَفْتَقِرَنَّ وَمِنْ عِنْدِك وُسْعِي وَلا أَطْغَيَنَّ وَمِنْ عِنْدِك وُجْدِي، اللّهُمَّ إِلى مَغْفِرَتِكَ وَفَدْتُ وَإِلى عَفْوِكَ قَصَدْتُ وَإِلى تَجاوُزِكَ اشْتَقْتُ وَبِفَضْلِكَ وَثِقْتُ وَلَيْسَ عِنْدِي ما يُوجِبُ لِي مَغْفِرَتَكَ وَلا فِي عَمَلِي ما أَسْتَحِقُّ بِهِ عَفْوَكَ، وَمالِي بَعْدَ أَنْ حَكَمْتُ عَلى نَفْسِي إِلاّ فَضْلُكَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ، اللّهُمَّ وَأَنْطِقْنِي بِالهُدى وَأَلهِمْنِي التَّقْوى وَوَفِّقْنِي لِلَّتِي هِيَ أَزْكى وَاسْتَعْمِلْنِي بِما هُوَ أَرْضى، اللّهُمَّ اسْلُكْ بِي الطَّرِيقَةَ المُثْلى وَاجْعَلْنِي عَلى مِلَّتِكَ أَمُوتُ وَأَحْيا، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَمَتِّعْنِي بِالاِقْتِصادِ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ السَّدادِ وَمِنْ أَدِلَّةِ الرَّشادِ وَمِنْ صالِحِي العِبادِ وَارْزُقْنِي فَوْزَ المَعادِ وَسَلامَةَ المِرْصادِ، اللّهُمَّ خُذْ لِنَفْسِكَ مِنْ نَفْسِي ما يُخَلِّصُها وَأَبْقِ لِنَفْسِي مِنْ نَفْسِي ما يُصْلِحُها فَإِنَّ نَفْسِي هالِكَةٌ أَوْ تَعْصِمَها، اللّهُمَّ أَنْتَ عُدَّتِي إِنْ حَزِنْتُ وَأَنْتَ مُنْتَجَعِي إِنْ حُرِمْتُ وَبِكَ اسْتِغاثَتِي إِنْ كَرِثْتُ وَعِنْدَكَ مِمّا فاتَ خَلَفٌ وَلِما فَسَدَ صَلاحٌ وَفِيما أَنْكَرْتَ تَغَيِيرٌ، فَامْنُنْ عَلَيَّ قَبْلَ البَلاَء بِالعافِيَةِ وَقَبْلَ الطَّلَبِ بِالجِدَةِ وَقَبْلَ الضَّلالِ بِالرَّشادِ وَاكْفِنِي مَؤونَةَ مَعَرَّةِ العِبادِ وَهَبْ لِي أَمْنَ يَوْمِ المَعادِ وَامْنَحْنِي حُسْنَ الإرشاد، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَادْرأْ عَنِّي بِلُطْفِكَ وَاغْذُنِي

ص: 454

بِنِعْمَتِكَ وَأَصْلِحْنِي بِكَرَمِكَ وَداوِنِي بِصُنْعِكَ وَأَظِلَّنِي فِي ذَرَاكَ وَجَلِّلْنِي رِضاكَ وَوَفِّقْنِي إِذا اشْتَكَلَتْ عَلَيَّ الأمُورُ لأهداها وَإِذا تَشابَهَتِ الأعمَالُ لأَزْكاها وَإِذا تَناقَضَتِ المِلَلُ لأرضاها، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَتَوِّجْنِي بِالكِفايَةِ وَسُمْنِي حُسْنَ الوِلايَةِ وَهَبْ لِي صِدْقَ الهِدايَةِ وَلا تَفْتِنِّي بِالسِّعَةِ وَامْنَحْنِي حُسْنَ الدِّعَةِ وَلا تَجْعَلْ عَيْشِي كَدّاً كَدّاً وَلا تَرُدَّ دُعائِي عَلَيَّ رَدّاً فَإِنِّي لا أَجْعَلُ لَكَ ضِدّاً وَلا أَدْعُو مَعَكَ نِدّاً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَامْنَعْنِي مِنْ السَّرَفِ وَحَصِّنْ رِزْقِي مِنَ التَّلَفِ وَوَفِّرْ مَلَكَتِي بِالبَرَكَةِ فِيهِ وَأَصِبْ بِي سَبِيلَ الهِدايَةِ لِلْبِرِّ فِيما أُنْفِقُ مِنْهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ الاِكْتِسابِ وَارْزُقْنِي مِنْ غَيْرِ احْتِسابِ فَلا أَشْتَغِلُ عَنْ عِبادَتِكَ بِالطَّلَبِ وَلا أَحْتَمِلُ إِصْرَ تَبِعاتِ المَكْسَبِ، اللّهُمَّ فَأَطْلِبْنِي بِقُدْرَتِكَ ما أَطْلُبُ وَأَجِرْنِي بِعِزَّتِكَ مِمّا أَرْهَبُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصُنْ وَجْهِي بِاليَسارِ وَلا تَبْتَذِلْ جاهِي بالإقتار فَأَسْتَرْزِقَ أَهْلَ رِزْقِكَ وَأَسْتَعْطِيَ شِرارَ خَلْقِكَ فَأُفْتَتَنَ بِحَمْدِ مَنْ أَعْطانِي وَأُبْتَلَى بِذَمِّ مَنْ مَنَعَنِي وَأَنْتَ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيُّ الإعطاء وَالمَنْعِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَارْزُقْنِي صِحَّةً فِي عِبادَةٍ وَفَراغاً فِي زَهادَةٍ وَعِلْماً فِي اسْتِعْمالِ وَوَرَعاً فِي إِجْمالٍ، اللّهُمَّ اخْتِمْ بِعَفْوِكَ أَجَلِي وَحَقِّقْ فِي رَجاءِ رَحْمَتِكَ أَمَلِي وَسَهِّلْ إِلى بُلُوغِ رِضاكَ سُبُلِي وَحَسِّنْ فِي جَمِيعِ أَحْوالِي عَمَلِي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَنَبِّهْنِي لِذِكْرِكَ فِي أَوْقاتِ الغَفْلَةِ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ فِي أَيَّامِ المُهْلَةِ وَانْهَجْ لِي إِلى مَحَبَّتِكَ سَبِيلاً سَهْلَةً أَكْمِلْ لِي بِها خَيرَ الدُّنْيا وَالآخرةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ

ص: 455

كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ قَبْلَهُ وَأَنْتَ مُصَلٍّ عَلى أَحَدٍ بَعْدَهُ وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنِي بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ.

قراءة دعاء التوبة للإمام السجّاد عَلَيْهِ السَّلَامُ

الثاني عشر: قراءة دعاء التّوبة للإمام السجاد عَلَیْهِ السَّلَامُ كما ذكر العلاّمة المجلسيّ وهو هذا الدعاء:

اللّهُمَّ يا مَنْ لا يَصِفُهُ نَعْتُ الواصِفِينَ وَيا مَنْ لا يُجاوِزُهُ رَجاءُ الرَّاجِينَ وَيا مَنْ لا يَضِيعُ لَدَيْهِ أجْرُ الُمحْسِنِينَ وَيا مَنْ هُوَ مُنْتَهى خَوْفِ العابِدِينَ وَيا مَنْ هُوَ غايَةُ خَشْيَةِ المُتَّقِينَ، هذا مَقامُ مَنْ تَداولتْهُ أيْدِي الذُنُوبِ وَقادَتْهُ أزِمَّةُ الخَطايا وَاسْتَحْوَذَ عَلَيْهِ الشَّيْطانُ فَقَصَّرَ عَمَّا أمَرْتَ بِهِ تَفْرِيطاً، وَتَعاطى ما نَهَيْتَ عَنْهُ تَغْرِيراً كَالجاهِلِ بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهِ أوْ كَالمُنْكِرِ فَضْلَ إحْسانِكَ إلَيْهِ حَتّى إذا انْفَتَحَ لَهُ بَصَرُ الهُدى وَتَقْشَّعَتْ عَنْهُ سَحائِبُ العَمى، أحْصى ما ظَلَمَ بِهِ نَفْسَهُ وَفَكَّرَ فِيما خالَفَ بِهِ رَبَّهُ فَرَأى كَبِيرَ عِصْيانِهِ كَبِيراً وَجَلِيلَ مُخالَفَتِهِ جَلِيلاً، فَأقْبَلَ نَحْوَكَ مُؤَمِّلاً لَكَ مُسْتَحْيياً مِنْكَ وَوَجَّهَ رَغْبَتَهُ إلَيْكَ ثِقَةً بِكَ فَأمَّكَ بِطَمَعِهِ يَقِيناً وَقَصَدَكَ بِخَوْفِهِ إخْلاصاً. قَدْ خَلا طَمَعُهُ مِنْ كُلِّ مَطْمُوعٍ فِيهِ غَيْرُكَ وَأفْرَخَ رَوْعُهُ مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ مِنْهُ سِواكَ، فَمَثَلَ بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَضَرِّعاً وَغَمَّضَ بَصَرَهُ إِلى الأَرْضِ مُتَخَشِّعاً وَطَأطَأ رَأسَهُ لِعِزَّتِكَ مُتَذَلِّلاً وَأبَثَّكَ مِنْ سِرِّهِ ما أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنْهُ خُضُوعاً وَعَدَّدَ مِنْ ذُنُوبِهِ ما أنْتَ أحْصى لَها خُشُوعاً، وَاسْتَغاثَ بِكَ مِنْ عَظِيمِ ما وَقَعَ بِهِ فِي عِلْمِكَ وَقَبِيحِ ما فَضَحَهُ فِي حُكْمِكَ مِنْ ذُنُوبٍ أدْبَرَتْ لَذَّاتُها فَذَهَبَتْ وَأقامَتْ تَبِعاتُها فَلَزِمَتْ، لا يُنْكِرُ يا إِلهِي عَدْلَكَ إنْ عاقَبْتَهُ وَلا يَسْتَعْظِمُ عَفْوَكَ إنْ عَفَوْتَ عَنْهُ وَرَحِمْتَهُ؛ لأَنَّكَ الرَبُّ الكَرِيمُ الَّذِي لا

ص: 456

يَتَعاظَمُهُ غُفْرانُ الذَّنْبِ العَظِيمِ اللّهُمَّ فَها أنا ذا قَدْ جِئْتُكَ مُطِيعاً لِأَمْرِكَ فِيما أمَرْتَ بِهِ مِنَ الدُّعاءِ مُتَنَجَّزاً وَعْدَكَ فِيما وَعَدْتَ بِهِ مِنَ الإجَابَةِ، إذْ تَقُولُ ادْعُونِي أسْتَجِبْ لَكُمْ اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَالْقَنِي بِمَغْفِرَتِكَ كَما لَقَيْتُكَ بِإقْرارِي وَارْفَعْنِي عَنْ مَصارِعِ الذُّنُوبِ كَما وَضَعْتُ لَكَ نَفْسِي وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ كَما تَأَنَّيْتَنِي عَنْ الانْتِقامِ مِنِّي، اللّهُمَّ وَثَبِّتْ فِي طاعَتِكَ نِيَّتِي وَأَحْكِمْ فِي عِبادَتِكَ بَصِيرَتِي وَوَفِّقْنِي مِنَ الأعْمَاِل لِما تَغْسِلُ بِهِ دَنَسَ الخَطايا عَنِّي وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِكَ وَمِلَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ إذا تَوَفَّيْتَنِي، اللّهُمَّ إنِّي أتُوبُ إلَيْكَ فِي مَقامِي هذا مِنْ كَبائِرِ ذُنُوبِي وَصَغائِرِها وَبَواطِنِ سَيِّئاتِي وَظَواهِرِها وَسَوَالِفِ زَلاّتِي وَحَوادِثِها تَوبَةَ مَنْ لا يُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِمَعْصِيَةٍ وَلا يُضْمِرُ أنْ يَعُودَ فِي خَطِيئَةٍ، وَقَدْ قُلْتَ يا إِلهِي فِي مُحْكَمِ كِتابِكَ إِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ وَتَعْفُو عَنْ السَّيِّئاتِ وَتُحِبُّ التَّوابِينَ، فَاقْبَلْ تَوْبَتِي كَما وَعَدْتَ وَاعْفُ عَنْ سَيِّئاتِي كَما ضَمِنْتَ وَأوْجِبْ لِي مَحَبَّتَكَ كَما شَرَطْتَ وَلَكَ يا رَبِّ شَرْطِي أَلاَّ أعُودَ فِي مَكْرُوهِكَ وَضَمانِي أَلاَّ أرْجِعَ فِي مَذْمُومِكَ وَعَهْدِي أنْ أهْجُرَ جَمِيعَ مَعاصِيكَ، اللّهُمَّ إنَّكَ أعْلَمُ بِما عَمِلْتُ فَاغْفِرْ لِي ما عَلِمْتَ وَاصْرِفْنِي بِقُدْرَتِكَ إِلى ما أحْبَبْتَ، اللّهُمَّ وَعَلَيَّ تَبِعاتٌ قَدْ حَفِظْتُهُنَّ وَتَبِعاتٌ قَدْ نَسِيتُهُنَّ وَكُلُّهُنَّ بِعَيْنِكَ الَّتي لا تَنامُ وَعِلْمِكَ الَّذي لا يَنْسى، فَعَوِّضْ مِنْها أهْلَها وَاحْطُطْ عَنِّي وِزْرَها وَخَفِّفْ عَنِّي ثِقْلَها وَاعْصِمْنِي مِنْ أنْ أُقارِفَ مِثْلَها، اللّهُمَّ وَإنَّهُ لا وَفاءَ لِي بِالتَّوْبَةِ إِلاّ بِعِصْمَتِكَ وَلا اسْتِمْساكَ بِي عَنِ الخَطايا إِلاّ عَنْ قُوَّتِكَ فَقَوِّنِي بِقُوَّةٍ كافِيَةٍ وَتَوَلَّنِي بِعِصْمَةٍ مانِعَةٍ، اللّهُمَّ أيُّما عَبْدٍ تابَ إلَيْكَ وَهُوَ فِي عِلْمِ

ص: 457

الغَيْبِ عِنْدَكَ فاسِخٌ لِتَوْبَتِهِ وَعائِدٌ فِي ذَنْبِهِ وَخَطِيئَتِهِ فَإنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أكُونَ كَذلِكَ، فَاجْعَلْ تَوْبَتِي هذِهِ تَوْبَةً لا أحْتاجُ بَعْدَها إِلى تَوْبَةٍ تَوْبَةً مُوجِبَةً لِمحْوِ ما سَلَفَ وَالسَّلامَةَ فِيما بَقِيَ، اللّهُمَّ إنِّي أعْتَذِرُ إلَيْكَ مِنْ جَهْلِي وَأسْتَوْهِبُكَ سُوءَ فِعْلِي، فَاضْمُمْنِي إِلى كَنَفِ رَحْمَتِكَ تَطَوُّلاً وَاسْتُرْنِي بِسِتْر عافِيَتِكَ تَفَضُّلاً، اللّهُمَّ وَإنِّي أتُوبُ إلَيْكَ مِنْ كُلِّ ما خالَفَ إرادَتَكَ أو زالَ عَنْ مَحَبَّتِكَ مِنْ خَطَراتِ قَلْبِي وَلَحَظاتِ عَيْنِي وَحِكاياتِ لِسانِي تَوْبَةً تَسْلَمُ بِها كُلُّ جارِحَةٍ عَلَى حِيالِها مِنْ تَبِعاتِكَ وَتَأْمَنُ مِمّا يَخافُ المُعْتَدُوَنَ مِنْ ألِيمِ سَطَواتِكَ، اللّهُمَّ فارْحَمْ وَحْدَتِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَوَجِيبَ قَلْبِي مِنْ خَشْيَتِكَ وَاضْطِرابَ أرْكانِي مِنْ هَيْبَتِكَ فَقَدْ أقامَتْنِي يا رَبِّ ذُنُوبي مَقامَ الخِزْي بِفِنائِكَ فَإنْ سَكَتُّ لَمْ يَنْطِقْ عَنِّي أحَدٌ وَإنْ شَفَعْتُ فَلَسْتُ بِأهْلِ الشَّفاعَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَشَفِّعْ فِي خَطايايَ كَرَمَكَ وَعُدْ عَلى سَيِّئاتِي بِعَفْوِكَ وَلا تُجْزِنِي جَزائِي مِنْ عُقُوبَتِكَ وَابْسُطْ عَلَيَّ طَوْلَكَ وَجَلِّلْنِي بِسِتْرِكَ وَافْعَلْ بِي فِعْلَ عَزِيزٍ تَضَرَّعَ إلَيْهِ عَبْدٌ ذَلِيلٌ فَرَحِمَهُ أوْ غَنِيٍّ تَعَرَّضَ لَهُ عَبْدٌ فَقِيرٌ فَنَعَشَهُ، اللّهُمَّ لا خَفِيرَ لِي مِنْكَ فَلْيَخْفُرْنِي عِزُّكَ وَلا شَفِيعَ لِي إلَيْكَ فَلْيَشْفَعْ لِي فَضْلُكَ وَقَدْ أوْجَلَتْنِي خَطايايَ فَلْيُؤْمِنِّي عَفْوُكَ فَما كُلُّ ما نَطَقْتُ بِهِ عَنْ جَهْلٍ مِنِّي بِسُوءِ أثَرِي وَلا نِسْيانٍ لِما سَبَقَ مِنْ ذَمِيمِ فِعْلِي، لكِنْ لِتَسْمَعَ سَماؤُكَ وَمَنْ فِيها وَأرْضُكَ وَمَنْ عَلَيْها ما أظْهَرْتُ لَكَ مِنَ النَّدَمِ وَلَجَأْتُ إلَيْكَ فِيهِ مِنَ التَّوْبَةِ فَلَعَلَّ بَعْضَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَرْحَمُنِي لِسُوءِ مَوْقِفِي أوْ تُدْرِكُهُ الرِّقَّةُ عَلَيَّ لِسُوءِ حالِي فَيَنالَنِي مِنْهُ بِدَعْوَةٍ هِيَ أسْمَعُ لَدَيْكَ مِنْ دُعائِي أوْ شَفاعَةٍ أوْكَدُ

ص: 458

عِنْدَكَ مِنْ شَفاعَتِي تَكُونُ بِها نَجاتِي مِنْ غَضَبِكَ وَفَوْزِي بِرِضاكَ، اللّهُمَّ إنْ يَكُنِ النَّدَمُ تَوْبَةً إلَيْكَ فَأنا أنْدَمُ النَّادِمِينَ، وَإنْ يَكُنِ التَّرْكُ لِمَعْصِيَتِكَ إنابَةً فَأنا أوَّلُ المُنِيبينَ، وَإنْ يَكُنِ الاسْتِغْفارُ حِطَّةً للذُّنُوبِ فَإنِّي لَكَ مِنَ المُسْتَغْفِرينَ، اللّهُمَّ فَكَما أمَرْتَ بِالتَّوْبَةِ وَضَمِنْتَ القَبُولَ وَحَثَثْتَ عَلى الدُّعاءِ وَوَعَدْتَ الإِجابَةَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي وَلا تَرْجِعْنِي مَرْجِعَ الخَيْبَةِ مِنْ رَحْمَتِكَ إنَّكَ أنْتَ التَوّابُ عَلى المُذْنِبِينَ وَالرَّحِيمُ لِلْخاطِئِينَ المُنِيبِينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَما هَدَيْتَنا بِهِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَما اسْتَنْقَذْتَنا بِهِ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاةً تَشْفَعُ لَنا يَوْمَ القِيامَةِ وَيَوْمَ الفاقَةِ إلَيْكَ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَهُوَ عَلَيْكَ يَسِيرٌ .

الثالث عشر: أن يأتي غسلاً آخر في آخر الليل سوى ما يغتسله في أوّلَه.

تتمّة في أعمال وأدعية العشر الأواخر

تتمة: في أعمال وأدعية العشر الأواخر من شهر رمضان

وفيها ثلاثة أمور: ما يدعا به في كلّ ليلة من ليالي العشر الأواخر، وأعمال العشر الأواخر، وأدعية ليالي العشر الأواخر.

ما يدعا به في كلّ ليلة من العشر الأواخر

أوّلاً: ما يدعا به في كلّ ليلة من ليالي العشر الأواخر

ينبغي أن يبدأ من الليلة الحادية والعشرين بقراءة الأدعية الواردة في كلِّ ليلة من الليالي العشر الأواخر من شهر رمضان وهي:

الأوّل : روى الكفعميّ في هامش كتاب (البلد الأمين): أنَّ الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ كانَ يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الأواخر بَعد الفرائض والنوافل:

اللَّهُمَّ أَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ وَاغْفِرْ لَنا تَقْصِيرَنا فِيْهِ،

ص: 459

وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولاً، وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى أَنْفُسِنا، وَاجْعَلْنا مِنَ المَرْحُومِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ المَحْرُومِينَ .

الثاني : هذا الدُّعاء وقَد رواه الكلينيّ في (الكافي) عَن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قالَ: تقول في العشرة الأواخر مِن شَهر رَمَضان كُل لَيلَة:

أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ .

الثالث : ما رواه السيّد ابن طاووس في (الإقبال) قالَ: كانَ الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الأواخر:

اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيْهِ القُرْآنُ هُدىً لِلْنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيْهِ مِنَ القُرْآنِ وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْف شَهْرٍ. اللَّهُمَّ وَهذِهِ أَيامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدْ انْقَضَتْ وَلَيالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ، وَقَدْ صِرْتُ يا إِلهِي مِنْهُ إِلى ما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَأَحْصى لِعَدَدِهِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ فأَسْأَلُكَ بما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ، وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ، وَعِبادُكَ الصّالِحُونَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ، وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِي، وَتَسْتَجِيبَ دُعائي، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالأَمْنِ يَوْمَ الخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ القِيّامَةِ. إِلْهِي وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَبِجَلالِكَ العَظِيمِ أَنْ تَنْقَضِيَ أَيّامُ شَهْرِ

ص: 460

رَمَضانَ وَليالِيهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أوْ ذَنْبٌ تُؤأَخِذُنِي بِهِ، أوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي لَمْ تَغْفِرْها لِي سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِذْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِنْ كُنْتَ رَضِيْتَ عَنِّي فِي هذا الشَّهْرِ فَازْدَدْ عَنِّي رِضىً، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَمِنَ الآنَ فَارْضَ عَنِّي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا اللَّهُ يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ .

الرابع : أكثر من قول:

يا مُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ عَلَیْهِ السَّلَامُ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالكُرَبِ العِظامِ عَنْ أَيّوبَ عَلَیْهِ السَّلَامُ، أَيْ مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عَلَیْهِ السَّلَامُ، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عَلَیْهِ السَّلَامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ .

أعمال العشر الأواخر

ثانياً: أعمال العشر الأواخر:

الأوّل : الغسل .

فقدْ روي أنّ النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ كانَ يغتسل في كُل لَيلَة مِن هذا العشر.

الثاني : الاعتكاف.

يُستَحب الاعتكاف في هذه العشر ولَهُ فضل كثير وهُوَ أفضل الأوقات للاعتكاف، وَروي أنه يعدل حجّتين وعمرتين وكانَ رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إذا كانَ العشر الأواخر اعتكف في المسجد وضربت لَهُ قبة مِن شعر وشَمَّر المئزر و طوى فراشه وكيفيّة الاعتكاف وأحكامه مذكورة في الرسائل العمليّة للمراجع العظام فليراجع هناك.

ص: 461

ثالثاً: أدعية ليالي العشر الأواخر:

اعمال اليوم الحادي والعشرون

اللّيلة الحادي والعشرون:

أن يقرأ ما رواه في (الكافي) مسنداً، تقول في الليلة الحادية والعشرين:

يا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهارِ، وَمُولِجَ النَّهارِ فِي اللَّيْلِ، وَمُخْرِجَ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ، وَمُخْرِجَ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ، يا اللَّهُ يا رَحِيمُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاَء، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ، وَإِساءَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ، وَالإِنابَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ .

الّليلة الثّانية والعِشرون :

يقرأ فيها هذا الدعاء:

يا سالِخَ النَّهارِ مِنَ اللَّيْلِ فَإِذا نَحْنُ مُظْلِمُونَ، وَمُجْريَ َالشَّمْسِ لِمُسْتَقَرِّها بِتَقْدِيرِكَ يا عَزِيزُ يا عَلِيمُ، وَمُقَدِّرَ القَمَرِ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ، يا نُورَ كُلِّ نُورٍ، وَمُنْتَهى كُلِّ رَغْبَةٍ، وَوَلِيَّ كُلِّ نِعْمَةٍ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ، يا اللَّهُ يا قُدُّوسُ، يا أَحَدُ يا واحِدُ يا فَرْدُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاَء، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي

ص: 462

هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ، وَإِساءَتِي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ، وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ، وَالإِنابَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

الليلة الثالثة والعشرون :

يا رَبَّ لَيْلَةِ القَدْرِ وَجاعِلَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، وَرَبَّ اللّيْلِ وَالنَّهارِ وَالجِبالِ وَالبِحارِ وَالظُّلَمِ وَالأَنْوارِ وَالأَرْضِ وَالسَّماءِ، يا بارِئُ يا مُصَوِّرُ يا حَنّانُ يا مَنّانُ، يا اللَّهُ يا رحَمنُ يا اللَّهُ يا قَيُّومُ يا اللَّهُ يا بَدِيعُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاَءُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ، وَإساءتي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

اللّيلة الرّابعة والعِشرون :

يقرأ فيها هذا الدعاء:

يا فالِقَ الإِصْبَاحِ وَجاعِلَ اللّيْلِ سَكَناً وَالشَّمْسِ وَالقَمَرِ حُسْباناً، يا

ص: 463

عَزِيزُ يا عَلِيمُ يا ذَا المَنِّ وَالطَّوْلِ وَالقُوَّةِ وَالحَوْلِ وَالفَضْلِ وَالإنعامِ وَالجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا اللَّهُ يا فَرْدُ يا وِتْرُ يا اللَّهُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ، يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاَءُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإساءتي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَإِيْماناً يَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّي، وَرِضاً بِما قَسمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ.

اللّيلة الخامِسَة والعِشرون :

يقرأ فيها هذا الدعاء:

يا جاعِلَ اللَّيْلِ لِباساً، وَالنَّهارِ مَعاشاً، وَالأَرْضِ مِهاداً، وَالجِبالِ أَوْتاداً، يا اللَّهُ يا قاهِرُ، يا اللَّهُ يا جَبَّارُ، يا اللَّهُ يا سَمِيعُ، يا اللَّهُ يا قَرِيبُ، يا اللَّهُ يا مُجِيبُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاَءُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإساءتي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَإِيْماناً يَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّي، وَرِضاً بِما قَسمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ،

ص: 464

وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ.

اللّيلة السّادِسَة والعِشرون :

يقرأ فيها هذا الدعاء:

يا جاعِلَ اللّيْلِ وَالنَّهارِ آيَتَيْنِ، يا مَنْ مَحا آيَةَ اللّيْلِ وَجَعَلَ آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْهُ وَرِضْواناً، يا مُفَصِّلَ كُلِّ شَيْءٍ تَفْصِيلاً، يا ماجِدُ يا وَهّابُ يا اللَّهُ يا جَوادُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاَءُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإساءتي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكِّ عَنِّي، وَتَرْضِيَنِي بِما قَسمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ.

اللّيلة السّابِعَة والعِشرون :

يقرأ فيها هذا الدعاء:

يا مادَّ الظِّلِّ وَلَو شِئْتَ لَجَعَلْتَهُ ساكِناً وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلاً ثُمَّ قَبَضْتَهُ قَبْضاً يَسِيراً، يا ذَا الجُودِ وَالطَّوْلِ وَالكِبْرِياءِ وَالآلاَءُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ عالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمانُ الرَّحِيمُ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ يا قُدُّوسُ يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ يا مُهَيْمِنُ يا عَزِيزُ يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ يا اللَّهُ يا خالِقُ يا بارِئُ

ص: 465

يا مُصَوِّرُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاَءُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإساءتي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكِّ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ.

اللّيلة الثّامِنَة والعِشرون :

يقرأ فيها هذا الدعاء:

يا خازِنَ اللَّيْلِ فِي الهَواءِ، وَخازِنَ النُّورِ فِي السَّماءِ، وَمانِعَ السَّماءِ أَنْ تَقَعَ عَلى الأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ وَحابِسَهُما أَنْ تَزُولا، يا عَلِيمُ يا عَظِيمُ يا غَفُورُ يا دائِمُ يا اللَّهُ يا وارِثُ، يا باعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمْثالُ العُلْيا، والكِبْرِياءُ وَالآلاَء. أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإساءتي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكِّ عَنِّي، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ.

ص: 466

اللّيلة التّاسِعَة والعِشرون :

يقرأ فيها هذا الدعاء:

يا مُكَوّرَ اللَّيْلِ عَلى النَّهارِ، وَمُكَوّرَ النَّهارِ عَلى اللَّيْلِ، يا عَلِيمُ يا حَكِيمُ، يا رَبَّ الأَرْبابِ، وَسَيِّدَ السَّاداتِ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، يا أقْرَبَ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاَءُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإساءتي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكِّ عَنِّي، وَتَرْضِيَنِي بِما قَسمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ.

الليلة الثلاثون:

يقرأ فيها هذا الدعاء:

الحَمْدُ للَّهِ لا شَرِيكَ لَهُ، الحَمْدُ للَّهِ كَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، يا قُدِّوسُ يا نُورُ، يا نُورَ القُدْسِ، يا سُبُّوحُ، يا مُنْتَهى التَّسْبِيحِ، يا رَحْمنُ يا فاعِلَ الرَّحْمَةِ، يا اللَّهُ، يا عَلِيمُ، يا كَبِيرُ، يا اللَّهُ يا لَطِيفُ، يا جَلِيلُ، يا اللَّهُ، يا سَمِيعُ، يا بَصِيرُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، لَكَ الأَسْماءُ الحُسْنى، وَالأَمْثالُ العُلْيا، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاَءُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي

ص: 467

السُّعَداءِ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهَدَاءِ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ، وَإساءتي مَغْفُورَةً، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي، وَإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي، وَتَرْضِيَنِي بِما قَسمْتَ لِي، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم .

اليَوم الحادي والعِشرون:

يَوم شهادة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ وَمِن المناسب أن يزار عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليَوم بالكلمات الَّتي نطق بها الخضر عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليَوم وهِيَ كزيارة لَهُ وهي كما رواها في الكافي: عن أسيد بن صفوان صاحب رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قال: لمّا كان اليوم الذي قبض فيه أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ ارتجّ الموضع بالبكاء ودهش الناس كيوم قبض النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ و جاء رجل باكياً وهو مسرع مسترجع وهو يقول: اليوم انقطعت خلافة النبوّة حتى وقف على باب البيت الذي فيه أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ فقال:

رَحِمَكَ اللَّهُ يَا أَبَا الْحَسَنِ كُنْتَ أَوَّلَ الْقَوْمِ إِسْلاَماً وأَخْلَصَهُمْ إِيمَاناً وأَشَدَّهُمْ يَقِيناً وأَخْوَفَهُمْ لِلَّهِ وأَعْظَمَهُمْ عَنَاءً وأَحْوَطَهُمْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وآمَنَهُمْ عَلَى أَصْحَابِه وأَفْضَلَهُمْ مَنَاقِبَ وأَكْرَمَهُمْ سَوَابِقَ وأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وأَقْرَبَهُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وأَشْبَهَهُمْ بِه هَدْياً وخُلُقَاً وسَمْتاً وفِعْلاً وأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وأَكْرَمَهُمْ عَلَيْه فَجَزَاكَ اللَّهُ عَنِ الإِسْلاَمِ وعَنْ رَسُولِه وعَنِ الْمُسْلِمِينَ خَيْراً قَوَيتَ حِينَ ضَعُفَ أَصْحَابُه وبَرَزْتَ حِينَ اسْتَكَانُوا ونَهَضْتَ حِينَ وَهَنُوا ولَزِمْتَ مِنْهَاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِذْ

ص: 468

هَمَّ أَصْحَابُه وكُنْتَ خَلِيفَتَه حَقّاً لَمْ تُنَازَعْ ولَمْ تَضْرَعْ بِرَغْمِ الْمُنَافِقِينَ وغَيْظِ الْكَافِرِينَ وكُرْهِ الْحَاسِدِينَ وصِغَرِ الْفَاسِقِينَ. فَقُمْتَ بِالأَمْرِ حِينَ فَشِلُوا ونَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا ومَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا فَاتَّبَعُوكَ فَهُدُوا، وكُنْتَ أَخْفَضَهُمْ صَوْتاً وأَعْلاَهُمْ قُنُوتاً وأَقَلَّهُمْ كَلاَماً وأَصْوَبَهُمْ نُطْقاً وأَكْبَرَهُمْ رَأْياً وأَشْجَعَهُمْ قَلْباً وأَشَدَّهُمْ يَقِيناً وأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً وأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ واللَّهِ يَعْسُوباً لِلدِّينِ أَوَّلاً وآخِراً، الأَوَّلَ حِينَ تَفَرَّقَ النَّاسُ والآخِرَ حِينَ فَشِلُوا، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً إِذْ صَارُوا عَلَيْكَ عِيَالاً فَحَمَلْتَ أَثْقَالَ مَا عَنْه ضَعُفُوا وحَفِظْتَ مَا أَضَاعُوا ورَعَيْتَ مَا أَهْمَلُوا وشَمَّرْتَ إِذِ اجْتَمَعُوا وعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا وصَبَرْتَ إِذْ أَسْرَعُوا وأَدْرَكْتَ أَوْتَارَ مَا طَلَبُوا ونَالُوا بِكَ مَا لَمْ يَحْتَسِبُوا، كُنْتَ عَلَى الْكَافِرِينَ عَذَاباً صَبّاً ونَهْباً ولِلْمُؤْمِنِينَ عَمَداً وحِصْناً فَطِرْتَ واللَّهِ بِنَعْمَائِهَا وفُزْتَ بِحِبَائِهَا وأَحْرَزْتَ سَوَابِغَهَا وذَهَبْتَ بِفَضَائِلِهَا لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ ولَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ ولَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ ولَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ ولَمْ تَخِرَّ كُنْتَ كَالْجَبَلِ لاَ تُحَرِّكُه الْعَوَاصِفُ، وكُنْتَ كَمَا قَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَمِنَ النَّاسُ فِي صُحْبَتِكَ وذَاتِ يَدِكَ، وكُنْتَ كَمَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلَامُ ضَعِيفاً فِي بَدَنِكَ قَوِيّاً فِي أَمْرِ اللَّهِ مُتَوَاضِعاً فِي نَفْسِكَ عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ كَبِيراً فِي الأَرْضِ جَلِيلاً عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَكُنْ لأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ ولاَ لِقَائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ (وَلاَ لأَحَدٍ فِيكَ مَطْمَعٌ) ولاَ لأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوَادَةٌ، الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ حَتَّى تَأْخُذَ لَه بِحَقِّه والْقَوِيُّ الْعَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفٌ ذَلِيلٌ حَتَّى تَأْخُذَ مِنْه الْحَقَّ، والْقَرِيبُ والْبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ سَوَاءٌ

ص: 469

شَأْنُكَ الْحَقُّ والصِّدْقُ والرِّفْقُ وقَوْلُكَ حُكْمٌ وحَتْمٌ وأَمْرُكَ حِلْمٌ وحَزْمٌ ورَأْيُكَ عِلْمٌ وعَزْمٌ فِيمَا فَعَلْتَ، وقَدْ نَهَجَ السَّبِيلُ وسَهُلَ الْعَسِيرُ وأُطْفِئَتِ النِّيرَانُ واعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ وقَوِيَ بِكَ الإِسْلاَمُ فَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ ولَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ وثَبَتَ بِكَ الإِسْلاَمُ والْمُؤْمِنُونَ وسَبَقْتَ سَبْقاً بَعِيداً وأَتْعَبْتَ مَنْ بَعْدَكَ تَعَباً شَدِيداً فَجَلَلْتَ عَنِ الْبُكَاءِ وعَظُمَتْ رَزِيَّتُكَ فِي السَّمَاءِ وهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأَنَامَ فَإِنَّا لِلَّه وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ رَضِينَا عَنِ اللَّهِ قَضَاءَهُ وسَلَّمْنَا لِلَّهِ أَمْرَهُ فَوَاللَّهِ لَنْ يُصَابَ الْمُسْلِمُونَ بِمِثْلِكَ أَبَداً، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ كَهْفاً وحِصْناً وَقُنَّةً رَاسِياً وعَلَى الْكَافِرِينَ غِلْظَةً وغَيْظاً فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِنَبِيِّه ولاَ أَحْرَمَنَا أَجْرَكَ ولاَ أَضَلَّنَا بَعْدَكَ .

وسكت القوم حتى انقضى كلامه وبكى وبكى أصحاب رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثم طلبوه فلم يصادفوه.

اللّيلة السّابِعَة والعِشرون:

رُوِيَ أنَّ الإمام زين العابدين عَلَیْهِ السَّلَامُ كانَ يَقول فيها مِن أوّل اللّيلة إلى آخرها:

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي التَّجافِيَ عَنْ دارِ الغُرورِ، وَالإِنابَةَ إِلى دارِ الخُلُودِ وَالاِسْتِعْدادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ حُلُولِ الفَوْتِ .

الليلة الأخيرة من الشهر:

هِيَ لَيلَة كثيرة البركات وفيها أعمال:

الأوّل: الغُسل.

الثاني: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وتستحب زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذه الليلة ولا توجد زيارة معيّنة فللزائر أن يزور بما شاء من الزيارات.

ص: 470

الثالث: قراءة سورةَ (الأنعام).

سورة الأنعام

الثالث: قراءة سورةَ (الأنعام).

بسم الله الرحمن الرحیم

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (1) هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ (2) وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ (3) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (4) فَقَدْ كَذَّبُوا بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهُمْ فَسَوْفَ يَأْتِيهِمْ أَنْبَاءُ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (5) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّنْ لَكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاءَ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ (6) وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُبِينٌ (7) وَقَالُوا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الأَمْرُ ثُمَّ لاَ يُنْظَرُونَ (8) وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9) وَلَقَدِ اسْتُهْزِىءَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (10) قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (11) قُلْ لِمَنْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (12) وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (13) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أْسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ

ص: 471

عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18) قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ أَإِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللَّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُلْ لاَ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (19) الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (20) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (21) وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا أَيْنَ شُرَكَاؤُكُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (22) ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ (23) انْظُرْ كَيْفَ كَذَبُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (24) وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ يَرَوْا كُلَّ آيَةٍ لاَ يُؤْمِنُوا بِهَا حَتَّى إِذَا جَاءُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِنْ يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَالَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27) بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28) وَقَالُوا إِنْ هِيَ إِلاَّ حَيَاتُنَا الدُّنْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ (29) وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُوا بَلَى وَرَبِّنَا قَالَ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (30) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِلِقَاءِ اللَّهِ حَتَّى إِذَا جَاءَتْهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً قَالُوا يَاحَسْرَتَنَا عَلَى مَا فَرَّطْنَا فِيهَا وَهُمْ يَحْمِلُونَ أَوْزَارَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَلاَ سَاءَ مَا يَزِرُونَ (31) وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَلَلدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ

ص: 472

تَعْقِلُونَ (32) قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ (33) وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ وَلَقَدْ جَاءَكَ مِنْ نَبَإِ الْمُرْسَلِينَ (34) وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35) إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) وَقَالُوا لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِنْ دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَ اللَّهِ تَدْعُونَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (40) بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ وَتَنْسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ (41) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلاَ إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ (44) فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (45) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ وَخَتَمَ عَلَى قُلُوبِكُمْ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُمْ بِهِ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ ثُمَّ هُمْ يَصْدِفُونَ (46) قُلْ أَرَأَيْتَكُمْ إِنْ أَتَاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ بَغْتَةً أَوْ جَهْرَةً هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ (47)

ص: 473

وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49) قُلْ لاَ أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلاَءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53) وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ قُلْ لاَ أَتَّبِعُ أَهْوَاءَكُمْ قَدْ ضَلَلْتُ إِذًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ (56) قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَكَذَّبْتُمْ بِهِ مَا عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ (57) قُلْ لَوْ أَنَّ عِنْدِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ لَقُضِيَ الأَمْرُ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِينَ (58) وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ (59) وَهُوَ الَّذِي يَتَوفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُمْ فِيهِ لِيُقْضَى أَجَلٌ مُسَمّىً ثُمَّ إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ ثُمَّ يُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (60) وَهُوَ الْقَاهِرُ

ص: 474

فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ يُفَرِّطُونَ (61) ثُمَّ رُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاَهُمُ الْحَقِّ أَلاَ لَهُ الْحُكْمُ وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ (62) قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً لَئِنْ أَنْجَانَا مِنْ هَذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (63) قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْهَا وَمِنْ كُلِّ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (65) وَكَذَّبَ بِهِ قَومُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ (66) لِكُلِّ نَبَإٍ مُسْتَقَرٌّ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (67) وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68) وَمَا عَلَى الَّذِينَ يَتَّقُونَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَلَكِنْ ذِكْرَى لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (69) وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لاَ يُؤْخَذْ مِنْهَا أُولَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَاكَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ (70) قُلْ أَنَدْعُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنْفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (72) وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونُ قَوْلُهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (73) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ

ص: 475

آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ (74) وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لاَ أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّآلِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَاقَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِي لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (79) وَحَآجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَآجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلاَ أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلاَ تَتَذَكَّرُونَ (80) وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ علَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (81) الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ (82) وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83) وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلاًّ هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلاًّ فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) وَمِنْ آبَائِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَإِخْوَانِهِمْ وَاجْتَبَيْنَاهُمْ وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (87) ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (88) أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاَءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ (89)

ص: 476

أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ (90) وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى بَشَرٍمِنْ شَيْءٍ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدىً لِلنَّاسِ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا وَعُلِّمْتُمْ مَا لَمْ تَعْلَمُوا أَنْتُمْ وَلاَ آبَاؤُكُمْ قُلِ اللَّهُ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ (91) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ (92) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلاَئِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمْ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ (93) وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ (94) إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ (95) فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (96) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ (98) وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ

ص: 477

وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99) وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ (100) بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101) ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102) لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (103) قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ (104) وَكَذَلِكَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ وَلِيَقُولُوا دَرَسْتَ وَلِنُبَيِّنَهُ لِقَوْمٍ يعَلَمُونَ (105) اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106) وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (107) وَلاَ تَسُبُّواالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (108) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ جَاءَتْهُمْ آيَةٌ لَيُؤْمِنُنَّ بِهَا قُلْ إِنَّمَا الآيَاتُ عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُشْعِرُكُمْ أَنَّهَا إِذَا جَاءَتْ لاَ يُؤْمِنُونَ (109) وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُوا بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (110) وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلاَئِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلاً مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ (111) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113) أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ

ص: 478

الْكِتَابَ مُفَصَّلاً وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ (114) وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلاً لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ (116) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ مَنْ يَضِلُّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (117) فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ (118) وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120) وَلاَ تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيْاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَولِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ (121) أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (122) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَابِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُوا فِيهَا وَمَا يَمْكُرُونَ إِلاَّ بَأَنْفُسِهِمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (123) وَإِذَا جَاءَتْهُمْ آيَةٌ قَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ حَتَّى نُؤْتَى مِثْلَ مَا أُوتِيَ رُسُلُ اللَّهِ اللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ أَجْرَمُوا صَغَارٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا كَانُوا يَمْكُرُونَ (124) فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ (125) وَهَذَا صِرَاطُ رَبِّكَ مُسْتَقِيمًا قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ (126) لَهُمْ دَارُ السَّلاَمِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا

ص: 479

يَعْمَلُونَ (127) وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (128) وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (129) يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا شَهِدْنَا عَلَى أَنْفُسِنَا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنيَا وَشَهِدُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُوا كَافِرِينَ (130) ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ (131) وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عمَّا يَعْمَلُونَ (132) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَةِ قَوْمٍ آخَرِينَ (133) إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134) قُلْ يَاقُوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135) وَجَعَلُوا لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُوا هَذَا لِلَّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَذَا لِشُرَكَائِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَائِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللَّهِ وَمَا كَانَ لِلَّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَائِهِمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (136) وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُوا عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (137) وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138) وَقَالُوا مَا فِي بُطُونِ

ص: 480

هَذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِنْ يَكُنْ مَيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاءُ سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (139) قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُوا أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُوا مَا رَزَقَهُمُ اللَّهُ افْتِرَاءً عَلَى اللَّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ (140) وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلاَ تُسْرِفُوا إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) وَمِنَ الأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142)ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آلذَكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144) قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146) فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ

ص: 481

الْمُجْرِمِينَ (147) سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا وَلاَ حَرَّمْنَا مِنْ شَيْءٍ كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ حَتَّى ذَاقُوا بَأْسَنَا قُلْ هَلْ عِنْدَكُمْ مِنْ عِلْمٍ فَتُخْرِجُوهُ لَنَا إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَخْرُصُونَ (148) قُلْ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (149) قُلْ هَلُمَّ شُهَدَاءَكُمُ الَّذِينَ يَشْهَدُونَ أَنَّ اللَّهَ حَرَّمَ هَذَا فَإِنْ شَهِدُوا فَلاَ تَشْهَدْ مَعَهُمْ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَالَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ وَهُمْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ (150) قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلاَ تَقْتُلُوا أَوْلاَدَكُمْ مِنْ إِمْلاَقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أْحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لاَ نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153) ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ (154) وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (155) أَنْ تَقُولُوا إِنَّمَا أُنْزِلَ الْكِتَابُ عَلَى طَائِفَتَيْنِ مِنْ قَبْلِنَا وَإِنْ كُنَّا عَنْ دِرَاسَتِهِمْ لَغَافِلِينَ (156) أَوْ تَقُولُوا لَوْ أَنَّا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْكِتَابُ لَكُنَّا أَهْدَى مِنْهُمْ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ كَذَّبَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَصَدَفَ عَنْهَا سَنَجْزِي الَّذِينَ

ص: 482

يَصْدِفُونَ عَنْ آيَاتِنَا سُوءَ الْعَذَابِ بِمَا كَانُوا يَصْدِفُونَ (157) هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159) مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ (160) قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (161) قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ مَرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ (164) وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (165)}.

سورة الكهف

الرابع: قراءة سورةَ (الكهف).

بسم الله الرحمن الرحیم

{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا (1) قَيِّمًا لِيُنْذِرَ بَأْسًا شَدِيدًا مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا حَسَناً (2) مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا (3) وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآِبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاَّ

ص: 483

كَذِبًا (5) فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا (6) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً (7) وَإِنَّا لَجَاعِلُونَ مَا عَلَيْهَا صَعِيدًا جُرُزًا (8) أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا (9) إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّىءْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا (10) فَضَرَبْنَا عَلَى آذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا (11) ثُمَّ بَعَثْنَاهُمْ لِنَعْلَمَ أَيُّ الْحِزْبَيْنِ أَحْصَى لِمَا لَبِثُوا أَمَدًا (12) نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدىً (13) وَرَبَطْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ إِذْ قَامُوا فَقَالُوا رَبُّنَا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ لَنْ نَدْعُوَا مِنْ دُونِهِ إِلَهًا لَقَدْ قُلْنَا إِذًا شَطَطًا (14) هَؤُلاَءِ قَوْمُنَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً لَوْلاَ يَأْتُونَ عَلَيْهِمْ بِسُلْطَانٍ بَيِّنٍ فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا (15) وَإِذْ اعْتَزَلْتُمُوهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ فَأْوُوا إِلَى الْكَهْفِ يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيُهَيِّىءْ لَكُمْ مِنْ أَمْرِكُمْ مِرْفَقًا (16) وَتَرَى الشَّمْسَ إِذَا طَلَعَتْ تَزَاوَرُ عَنْ كَهْفِهِمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَإِذَا غَرَبَتْ تَقْرِضُهُمْ ذَاتَ الشِّمَالِ وَهُمْ فِي فَجْوَةٍ مِنْهُ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا (17) وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا (18) وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلاَ يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا (19) إِنَّهُمْ إِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ

ص: 484

فِي مِلَّتِهِمْ وَلَنْ تُفْلِحُوا إِذًا أَبَدًا (20) وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لاَ رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَاناً رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا (21) سَيَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ فَلاَ تُمَارِ فِيهِمْ إِلاَّ مِرَاءً ظَاهِرًا وَلاَ تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا (22) وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَيءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23) ِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيْتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا (24) وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِئَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا (25) قُلْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَبْصِرْ بِهِ وَأَسْمِعْ مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلاَ يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا (26) وَاتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ كِتَابِ رَبِّكَ لاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَلَنْ تَجِدَ مِنْ دُونِهِ مُلْتَحَدًا (27) وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلاَ تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلاَ تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا (28) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا (29) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً (30) أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا (31) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لِأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ

ص: 485

أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا (32) كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلاَلَهُمَا نَهَرًا (33) وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَرًا (34) وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُّ إِلَى رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِنْهَا مُنْقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً (37) لَكِنَّ هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلاَ أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلاَ إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَدًا (39) فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنْفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَالَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنْتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلاَيَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا (45) الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلاً (46) وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47) وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفًّا لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا (48) وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُون ياوَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لاَ يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلاَ كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلاَ يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا (49) وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُوا لآِدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ

ص: 486

أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً (50) مَا أَشْهَدْتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ وَمَا كُنْتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا (51) وَيَوْمَ يَقُولُ نَادُوا شُرَكَائِيَ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ مَوْبِقًا (52) وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفًا (53) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلاً (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلاً (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57) وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ لَوْ يُؤَاخِذُهُمْ بِمَا كَسَبُوا لَعَجَّلَ لَهُمُ الْعَذَابَ بَلْ لَهُمْ مَوْعِدٌ لَنْ يَجِدُوا مِنْ دُونِهِ مَوْئِلاً (58) وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِدًا (59) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لاَ أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا (60) فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا (61) فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا (62) قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلاَّ الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا (63) قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا (64) فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا (65) قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ

ص: 487

مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا (66) قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (67) وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا (68) قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا (69) قَالَ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا (70) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (72) قَالَ لاَ تُؤَاخِذْنِي بِمَا نَسِيتُ وَلاَ تُرْهِقْنِي مِنْ أَمْرِي عُسْرًا (73) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا لَقِيَا غُلاَمًا فَقَتَلَهُ قَالَ أَقَتَلْتَ نَفْسًا زَكِيَّةً بِغَيْرِ نَفْسٍ لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا نُكْرًا (74) قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْرًا (75) قَالَ إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا (76) فَانْطَلَقَا حَتَّى إِذَا أَتَيَا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَمَا أَهْلَهَا فَأَبَوْا أَنْ يُضَيِّفُوهُمَا فَوَجَدَا فِيهَا جِدَارًا يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ فَأَقَامَهُ قَالَ لَوْ شِئْتَ لاَتَّخَذْتَ عَلَيْهِ أَجْرًا (77) قَالَ هَذَا فِراقُ بَيْنِي وَبَيْنِكَ سَأُنَبِّئُكَ بِتَأْوِيلِ مَا لَمْ تَسْتَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (78) أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا (79) وَأَمَّا الْغُلاَمُ فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤُمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَاناً وَكُفْرًا (80) فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً وَأَقْرَبَ رُحْمًا (81) وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا (82) وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُمْ مِنْهُ ذِكْرًا (83) إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا (84) فَأَتْبَعَ سَبَبًا (85) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِنْدَهَا قَوْمًا قُلْنَا ياذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَنْ تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَنْ تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْناً (86) قَالَ أَمَّا مَنْ

ص: 488

ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا (87) وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا (88) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (89) حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَمْ نَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ دُونِهَا سِتْرًا (90) كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا (91) ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا (92) حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لاَ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً (93) قَالُوا ياذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا (94) قَالَ مَا مَكَّنْنِي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا (95) آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا (96) فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا (97) قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99) وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا (100) الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاءٍ عَنْ ذِكْرِي وَكَانُوا لاَ يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا (101) أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرَينِ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلاَ نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (108) قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا (109) قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا (110)}.

ص: 489

سورة يس

الخامس: قراءة سورةَ (يس).

سم الله الرحمن الرحیم

{يس (1) وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ (2) إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ (3) عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) تَنْزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أُنْذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (7) إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلاَلاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ (8) وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ (9) وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (10) إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَانَ بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (11) إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ (12) وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ (13) إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُمْ مُرْسَلُونَ (14) قَالُوا مَا أَنْتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِثْلُنَا وَمَا أَنْزَلَ الرَّحْمَانُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ (15) قَالُوا رَبُّنَا يَعْلَمُ إِنَّا إِلَيْكُمْ لَمُرْسَلُونَ (16) وَمَا عَلَيْنَا إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِينُ (17) قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَإِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19) وَجَاءَ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَاقَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ (20) اتَّبِعُوا مَنْ لاَ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُمْ مُهْتَدُونَ (21) وَمَا لِي لاَ أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (22) أَأَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ آلِهَةً إِنْ يُرِدْنِ الرَّحْمَانُ بِضُرٍّ لاَ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنْقِذُونِ (23) إِنِّي إِذًا لَفِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ (24) إِنِّي آمَنْتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ (25) قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ (26) بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي

ص: 490

وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ (27) وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى قَوْمِهِ مِنْ بَعْدِهِ مِنْ جُنْدٍ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا كُنَّا مُنْزِلِينَ (28) إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ خَامِدُونَ (29) يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ (30) أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ (31) وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (32) وَآيَةٌ لَهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (33) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (34) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ (35) سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لاَ يَعْلَمُونَ (36) وَآيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ فَإِذَا هُمْ مُظْلِمُونَ (37) وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (38) وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ (39) لاَالشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلاَ اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40) وآيَةٌ لَهُمْ أَنَّا حَمَلْنَا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ (41) وَخَلَقْنَا لَهُمْ مِنْ مِثْلِهِ مَا يَرْكَبُونَ (42) وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلاَ صَرِيخَ لَهُمْ وَلاَ هُمْ يُنْقَذُونَ (43) إِلاَّ رَحْمَةً مِنَّا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ (44) وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (45) وَمَا تَأْتِيهِمْ مِنْ آيَةٍ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِمْ إِلاَّ كَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ (46) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنُطْعِمُ مَنْ لَوْ يَشَاءُ اللَّهُ أَطْعَمَهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُبِينٍ (47) وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (48) مَا يَنْظُرُونَ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ (49) فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلاَ إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ (50) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ (51) قَالُوا يَاوَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا

ص: 491

مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَانُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ (52) إِنْ كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ (53) فَالْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (54) إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ (55) هُمْ وَأَزْوَاجُهُمْ فِي ظِلاَلٍ عَلَى الأَرَائِكِ مُتَّكِئُونَ (56) لَهُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ وَلَهُمْ مَا يَدَّعُونَ (57) سَلاَمٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ (58) وَامْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ (59) أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلاًّ كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64) الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) وَلَوْ نَشَاءُ لَطَمَسْنَا عَلَى أَعْيُنِهِمْ فَاسْتَبَقُوا الصِّرَاطَ فَأَنَّى يُبْصِرُونَ (66) وَلَوْ نَشَاءُ لَمَسَخْنَاهُمْ عَلَى مَكَانَتِهِمْ فَمَا اسْتَطَاعُوا مُضِيًّا وَلاَ يَرْجِعُونَ (67) وَمَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَكِّسْهُ فِي الْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ (68) وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ (71) وَذَلَّلْنَاهَا لَهُمْ فَمِنْهَا رَكُوبُهُمْ وَمِنْهَا يَأْكُلُونَ (72) وَلَهُمْ فِيهَا مَنَافِعُ وَمَشَارِبُ أَفَلاَ يَشْكُرُونَ (73) وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنْصَرُونَ (74) لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَهُمْ وَهُمْ لَهُمْ جُنْدٌ مُحْضَرُونَ (75) فَلاَ يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (76) أَوَلَمْ يَرَ الإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (77) وَضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (78) قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ

ص: 492

عَلِيمٌ (79) الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ (80) أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلاَّقُ الْعَلِيمُ (81) إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83) }.

السادس: يقول: (أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأَتُوبُ إِلَيْهِ) مائةَ مرّةٍ.

السابع: أن يدعو بهذا الدُّعاء الَّذي رواه الكلينيّ عَن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ:

اللَّهُمَّ هذا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فَيْهِ القُرْآنَ وَقَدْ تَصَرَّمَ، وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ يا رَبِّ أَنْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ أَوْ يَتَصَرَّمَ شَهْرُ رَمَضانَ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِي بِهِ يَوْمَ أَلْقاكَ .

الثامن: أن يدعو بالدّعاء: ( يا مُدَبِّرَ الأُمورِ ... الخ)، الَّذي مضى في أعمال اللّيلة الثّالِثَة والعِشرين ص449.

التاسع: روى السيّد ابن طاووس عَن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ، قالَ: مَن ودَّع شَهر رَمَضان في آخر لَيلَة مِنهُ وقالَ:

اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِن صِيامِي لِشَهْرِ رَمَضانَ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَطْلُعَ فَجْرُ هذِهِ اللّيْلَةِ إِلاّ وَقَدْ غَفَرْتَ لِي.

غفر اللَّهُ تعالى له قَبلَ أن يصبح، ورزقه الإنابة إِليهِ.

دعاء وداع شهر رمضان

العاشر: روى الكلينيّ رضوان اللَّهِ عليه في كتاب الكافي عن أبي بصير عن الإمام الصّادق عَلَیْهِ السَّلَامُ هذا الدّعاء لوداع شهر رمضان:

اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ: شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ، وَهذا شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدْ تَصَرَّمَ فَأَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ

ص: 493

وَكَلِماتِكَ التَّامَّةِ إِنْ كانَ بَقِيَ عَلَيَّ ذَنْبٌ لَمْ تَغْفِرْهُ لِي أَوْ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِي عَلَيْهِ أَوْ تُقايِسَنِي بِهِ أنْ يَطْلُعَ فَجْرُ هذِهِ اللَيْلَةِ أَوْ يَتَصَرَّمَ هذا الشَّهْرُ إِلاّ وَقَدْ غَفَرْتَهُ لِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها أَوَّلِها وَآخِرِها ما قُلْتَ لِنَفْسِكَ مِنْها وَما قالَ الخَلائِقُ الحامِدُونَ الُمجْتَهِدُونَ المَعْدُودُونَ المُوَفِّرونَ ذِكْرَكَ وَالشُّكْرَ لَكَ الَّذِينَ أَعَنْتَهُمْ عَلى أداءِ حَقِّكَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ مِنَ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالنَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَأَصْنافِ النَّاطِقِينَ وَالمُسَبِّحِينَ لَكَ مِنْ جَمِيعِ العالَمِينَ، عَلى أَنَّكَ بَلَّغْتَنا شَهْرَ رَمَضانَ وَعَلَيْنا مِنْ نِعَمِكَ وَعِنْدَنا مِنْ قِسَمِكَ وَإِحْسانِكَ وَتَظاهُرِ امْتِنانِكَ، فَبِذلِكَ لَكَ مُنْتَهى الحَمْدِ الخالِدِ الدّائِمِ الرّاكِدِ الُمخَلَّدِ السَّرْمَدِ الَّذِي لايَنْفَدُ طُولَ الأَبَدِ، جَلَّ ثَناؤُكَ أَعَنْتَنا عَلَيْهِ حَتّى قَضَيْتَ عَنّا صِيامَهُ وَقِيامَهُ مِنْ صَلاةٍ وَما كانَ مِنّا فِيهِ مِنْ بِرٍّ أَوْ شُكْرٍ أَوْ ذِكْرٍ، اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْهُ مِنّا بِأَحْسَنِ قَبُولِكَ وَتَجاوُزِكَ وَعَفْوِكَ وَصَفْحِكَ وَغُفْرانِكَ وَحَقِيقَةِ رِضْوانِكَ حَتّى تُظَفِّرَنا فِيهِ بِكُلِّ خَيْرٍ مَطْلُوبٍ وَجَزِيلِ عَطاءٍ مَوْهُوبٍ وَتُوقِيَنا فِيهِ مِنْ كُلِّ مَرْهُوبٍ أَوْ بَلاءٍ مَجْلُوبٍ أَوْ ذَنْبٍ مَكْسُوبٍ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَظِيمِ ما سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ مِنْ كَرِيمِ أَسْمائِكَ وَجَمِيلِ ثَنائِكَ وَخاصَّةِ عِدَاتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ شَهْرَنا هذا أَعْظَمَ شَهْرِ رَمَضانَ مَرَّ عَلَيْنا مُنْذُ أَنْزَلْتَنا إِلى الدُّنْيا بَرَكَةً فِي عِصْمَةِ دِينِي وَخَلاصِ نَفْسِي وَقَضَاءِ حَوائِجِي وَتُشَفِّعَنِي فِي مَسائِلِي وَتَمامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ وَصَرْفِ السُّوءِ عَنِّي وَلِباسِ العافِيَةِ لِي فِيهِ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي بِرَحْمَتِكَ مِمَّنْ خِرْتَ لَهُ لَيْلَةَ القَدْرِ وَجَعَلْتَها لَهُ خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ فِي أَعْظَمِ الأَجْرِ

ص: 494

وَكَرائِمِ الذُّخْرِ وَحُسْنِ الشُّكْرِ وَطُولِ العُمْرِ وَدَوامِ اليُسْرِ، اللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ وَطَوْلِكَ وَعَفْوِكَ وَنَعْمائِكَ وَجَلالِكَ وَقَدِيمِ إِحْسانِكَ وَامْتِنانِكَ أَنْ لا تَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنَّا لِشَهْرِ رَمَضانَ حَتّى تُبَلِّغَناهُ مِنْ قابِلٍ عَلى أَحْسَنِ حالٍ، وَتُعَرِّفَنِي هِلالَهُ مَعَ النَّاظِرِينَ إِلَيْهِ وَالمُعْتَرِفِينَ لَهُ فِي أَعْفى عافِيَتِكَ وَأَنْعَمِ نِعْمَتِكَ وَأَوْسَعِ رَحْمَتِكَ وَأَجْزَلِ قِسَمِكَ يا رَبِّيَ الَّذِي لَيْسَ لِي رَبُّ غَيْرُهُ، لا يَكُونُ هذا الوَداعُ مِنِّي لَهُ وَداعَ فَناءٍ وَلا آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِلِقاءٍ حَتّى تُرِيَنِيهِ مِنْ قابِلٍ فِي أَوْسَعِ النِّعَمِ وَأَفْضَلِ الرَّجاءِ، وَأنا لَكَ عَلى أَحْسَنِ الوَفاءِ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ. اللَّهُمَّ اسْمَعْ دُعائِي وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَتَذَلُّلِي لَكَ وَاسْتِكانَتِي وَتَوَكُّلِي عَلَيْكَ وَأَنا لَكَ مُسَلِّمٌ لا أَرْجُو نَجاحاً وَلا مُعافاةً وَلا تَشْرِيفاً وَلا تَبْلِيغاً إِلاّ بِكَ وَمِنْكَ، وَامْنُنْ عَلَيَّ جَلَّ ثَناؤُكَ وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ بِتَبْلِيغِي شَهْرَ رَمَضانَ وَأَنا مُعافىً مِنْ كُلِّ مَكْرُوهٍ وَمَحْذُورٍ وَمِنْ جَمِيعِ البَوائِقِ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَعانَنا عَلى صِيامِ هذا الشَّهْرِ وَقِيامِهِ حَتّى بَلَّغَنِي آخِرَ لَيْلَةٍ مِنْهُ .

الدّعاء الخامس والأربعون من أدعية الصحيفة لوداع شهر رمضان

الحادي عشر: أنْ يودِّع شَهر رَمَضان بالدُّعاء الخامس والأَرْبعين مِن الصحيفة الكاملة وهو هذا الدّعاء:

اللَّهُمَّ يَا مَنْ لاَ يَرْغَبُ فِي الْجَزَاءِ، ويَا مَنْ لاَ يَنْدَمُ عَلَى الْعَطَاءِ، ويَا مَنْ لاَ يُكَافِئُ عَبْدَه عَلَى السَّوَاءِ، مِنَّتُكَ ابْتِدَاءٌ، وعَفْوُكَ تَفَضُّلٌ، وعُقُوبَتُكَ عَدْلٌ، وقَضَاؤُكَ خِيَرَةٌ، إِنْ أَعْطَيْتَ لَمْ تَشُبْ عَطَاءَكَ بِمَنٍّ، وإِنْ مَنَعْتَ لَمْ يَكُنْ مَنْعُكَ تَعَدِّياً، تَشْكُرُ مَنْ شَكَرَكَ وأَنْتَ أَلْهَمْتَه شُكْرَكَ، وتُكَافِئُ مَنْ حَمِدَكَ وأَنْتَ عَلَّمْتَه حَمْدَكَ، تَسْتُرُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ فَضَحْتَه، وتَجُودُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ

ص: 495

فَضَحْتَه، وتَجُودُ عَلَى مَنْ لَوْ شِئْتَ مَنَعْتَه، وكِلاَهُمَا أَهْلٌ مِنْكَ لِلْفَضِيحَةِ والْمَنْعِ غَيْرَ أَنَّكَ بَنَيْتَ أَفْعَالَكَ عَلَى التَّفَضُّلِ، وأَجْرَيْتَ قُدْرَتَكَ عَلَى التَّجَاوُزِ، وتَلَقَّيْتَ مَنْ عَصَاكَ بِالْحِلْمِ، وأَمْهَلْتَ مَنْ قَصَدَ لِنَفْسِه بِالظُّلْمِ، تَسْتَنْظِرُهُمْ بِأَنَاتِكَ إِلَى الإِنَابَةِ، وتَتْرُكُ مُعَاجَلَتَهُمْ إِلَى التَّوْبَةِ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ عَلَيْكَ هَالِكُهُمْ، ولاَ يَشْقَى بِنِعْمَتِكَ شَقِيُّهُمْ إِلاَّ عَنْ طُولِ الإِعْذَارِ إِلَيْه، وبَعْدَ تَرَادُفِ الْحُجَّةِ عَلَيْه، كَرَماً مِنْ عَفْوِكَ يَا كَرِيمُ، وعَائِدَةً مِنْ عَطْفِكَ يَا حَلِيمُ، أَنْتَ الَّذِي فَتَحْتَ لِعِبَادِكَ بَاباً إِلَى عَفْوِكَ، وسَمَّيْتَه التَّوْبَةَ، وجَعَلْتَ عَلَى ذَلِكَ الْبَابِ دَلِيلاً مِنْ وَحْيِكَ لِئَلاَّ يَضِلُّوا عَنْه، فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ (تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً عَسى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ ويُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ، يَوْمَ لا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ والَّذِينَ آمَنُوا مَعَه، نُورُهُمْ يَسْعى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وبِأَيْمانِهِمْ، يَقُولُونَ: رَبَّنا أَتْمِمْ لَنا نُورَنا، واغْفِرْ لَنا، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فَمَا عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ ذَلِكَ الْمَنْزِلِ بَعْدَ فَتْحِ الْبَابِ وإِقَامَةِ الدَّلِيلِ! وأَنْتَ الَّذِي زِدْتَ فِي السَّوْمِ عَلَى نَفْسِكَ لِعِبَادِكَ، تُرِيدُ رِبْحَهُمْ فِي مُتَاجَرَتِهِمْ لَكَ، وفَوْزَهُمْ بِالْوِفَادَةِ عَلَيْكَ، والزِّيَادَةِ مِنْكَ، فَقُلْتَ تَبَارَكَ اسْمُكَ وتَعَالَيْتَ (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَه عَشْرُ أَمْثالِها، ومَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها)، وقُلْتَ (مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مَائَةُ حَبَّةٍ، واللَّهُ يُضاعِفُ لِمَنْ يَشاءُ)، وقُلْتَ (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَه أَضْعافاً كَثِيرَةً) ومَا أَنْزَلْتَ مِنْ نَظَائِرِهِنَّ فِي الْقُرْآنِ مِنْ تَضَاعِيفِ الْحَسَنَاتِ، وأَنْتَ الَّذِي دَلَلْتَهُمْ بِقَوْلِكَ

ص: 496

مِنْ غَيْبِكَ وتَرْغِيبِكَ الَّذِي فِيه حَظُّهُمْ عَلَى مَا لَوْ سَتَرْتَه عَنْهُمْ لَمْ تُدْرِكْه أَبْصَارُهُمْ، ولَمْ تَعِهِ أَسْمَاعُهُمْ، ولَمْ تَلْحَقْه أَوْهَامُهُمْ، فَقُلْتَ (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ، واشْكُرُوا لِي ولا تَكْفُرُونِ)، وقُلْتَ (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ، ولَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِي لَشَدِيدٌ)، وقُلْتَ (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ، إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ)، فَسَمَّيْتَ دُعَاءَكَ عِبَادَةً، وتَرْكَه اسْتِكْبَاراً، وتَوَعَّدْتَ عَلَى تَرْكِه دُخُولَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ، فَذَكَرُوكَ بِمَنِّكَ، وشَكَرُوكَ بِفَضْلِكَ، ودَعَوْكَ بِأَمْرِكَ، وتَصَدَّقُوا لَكَ طَلَباً لِمَزِيدِكَ، وفِيهَا كَانَتْ نَجَاتُهُمْ مِنْ غَضَبِكَ، وفَوْزُهُمْ بِرِضَاكَ، ولَوْ دَلَّ مَخْلُوقٌ مَخْلُوقاً مِنْ نَفْسِه عَلَى مِثْلِ الَّذِي دَلَلْتَ عَلَيْه عِبَادَكَ مِنْكَ كَانَ مَوْصُوفاً بِالإِحْسَانِ، ومَنْعُوتاً بِالامْتِنَانِ، ومَحْمُوداً بِكُلِّ لِسَانٍ، فَلَكَ الْحَمْدُ مَا وُجِدَ فِي حَمْدِكَ مَذْهَبٌ، ومَا بَقِيَ لِلْحَمْدِ لَفْظٌ تُحْمَدُ بِه، ومَعْنَىً يَنْصَرِفُ إِلَيْه، يَا مَنْ تَحَمَّدَ إِلَى عِبَادِه بِالإِحْسَانِ والْفَضْلِ، وغَمَرَهُمْ بِالْمَنِّ والطَّوْلِ، مَا أَفْشَى فِينَا نِعْمَتَكَ، وأَسْبَغَ عَلَيْنَا مِنَّتَكَ، وأَخَصَّنَا بِبِرِّكَ! هَدَيْتَنَا لِدِينِكَ الَّذِي اصْطَفَيْتَ، ومِلَّتِكَ الَّتِي ارْتَضَيْتَ، وسَبِيلِكَ الَّذِي سَهَّلْتَ، وبَصَّرْتَنَا الزُّلْفَةَ لَدَيْكَ، والْوُصُولَ إِلَى كَرَامَتِكَ، اللَّهُمَّ وأَنْتَ جَعَلْتَ مِنْ صَفَايَا تِلْكَ الْوَظَائِفِ، وخَصَائِصِ تِلْكَ الْفُرُوضِ شَهْرَ رَمَضَانَ الَّذِي اخْتَصَصْتَه مِنْ سَائِرِ الشُّهُورِ، وتَخَيَّرْتَه مِنْ جَمِيعِ الأَزْمِنَةِ والدُّهُورِ، وآثَرْتَه عَلَى كُلِّ أَوْقَاتِ السَّنَةِ بِمَا أَنْزَلْتَ فِيه مِنَ الْقُرْآنِ والنُّورِ، وضَاعَفْتَ فِيه مِنَ الإِيمَانِ، وفَرَضْتَ فِيه مِنَ الصِّيَامِ، ورَغَّبْتَ فِيه مِنَ الْقِيَامِ، وأَجْلَلْتَ فِيه مِنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ (خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ

ص: 497

شَهْرٍ)، ثُمَّ آثَرْتَنَا بِه عَلَى سَائِرِ الأُمَمِ، واصْطَفَيْتَنَا بِفَضْلِه دُونَ أَهْلِ الْمِلَلِ، فَصُمْنَا بِأَمْرِكَ نَهَارَه، وقُمْنَا بِعَوْنِكَ لَيْلَهُ، مُتَعَرِّضِينَ بِصِيَامِهِ وقِيَامِهِ لِمَا عَرَّضْتَنَا لَه مِنْ رَحْمَتِكَ، وتَسَبَّبْنَا إِلَيْه مِنْ مَثُوبَتِكَ، وأَنْتَ الْمَلِيءُ بِمَا رُغِبَ فِيه إِلَيْكَ، الْجَوَادُ بِمَا سُئِلْتَ مِنْ فَضْلِكَ، الْقَرِيبُ إِلَى مَنْ حَاوَلَ قُرْبَكَ، وقَدْ أَقَامَ فِينَا هَذَا الشَّهْرُ مُقَامَ حَمْدٍ، وصَحِبَنَا صُحْبَةَ مَبْرُورٍ، وأَرْبَحَنَا أَفْضَلَ أَرْبَاحِ الْعَالَمِينَ، ثُمَّ قَدْ فَارَقَنَا عِنْدَ تَمَامِ وَقْتِه، وانْقِطَاعِ مُدَّتِه، ووَفَاءِ عَدَدِهِ، فَنَحْنُ مُوَدِّعُوه وِدَاعَ مَنْ عَزَّ فِرَاقُه عَلَيْنَا، وغَمَّنَا وأَوْحَشَنَا انْصِرَافُهُ عَنَّا، ولَزِمَنَا لَه الذِّمَامُ الْمَحْفُوظُ، والْحُرْمَةُ الْمَرْعِيَّةُ، والْحَقُّ الْمَقْضِيُّ، فَنَحْنُ قَائِلُونَ: السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا شَهْرَ اللَّهِ الأَكْبَرَ، ويَا عِيدَ أَوْلِيَائِهِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَكْرَمَ مَصْحُوبٍ مِنَ الأَوْقَاتِ، ويَا خَيْرَ شَهْرٍ فِي الأَيَّامِ والسَّاعَاتِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ قَرُبَتْ فِيه الآمَالُ، ونُشِرَتْ فِيه الأَعْمَالُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ قَرِينٍ جَلَّ قَدْرُه مَوْجُوداً، وأَفْجَعَ فَقْدُه مَفْقُوداً، ومَرْجُوٍّ آلَمَ فِرَاقُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ أَلِيفٍ آنَسَ مُقْبِلاً فَسَرَّ، وأَوْحَشَ مُنْقَضِياً فَمَضَّ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مُجَاوِرٍ رَقَّتْ فِيه الْقُلُوبُ، وقَلَّتْ فِيه الذُّنُوبُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ نَاصِرٍ أَعَانَ عَلَى الشَّيْطَانِ، وصَاحِبٍ سَهَّلَ سُبُلَ الإِحْسَانِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا أَكْثَرَ عُتَقَاءَ اللَّهِ فِيكَ، ومَا أَسْعَدَ مَنْ رَعَى حُرْمَتَكَ بِكَ! السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَمْحَاكَ لِلذُّنُوبِ، وأَسْتَرَكَ لأَنْوَاعِ الْعُيُوبِ! السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَطْوَلَكَ عَلَى الْمُجْرِمِينَ، وأَهْيَبَكَ فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ! السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ لاَ تُنَافِسُه الأَيَّامُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ شَهْرٍ هُوَ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلاَمٌ،

ص: 498

السَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ كَرِيهِ الْمُصَاحَبَةِ، ولاَ ذَمِيمِ الْمُلاَبَسَةِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمَا وَفَدْتَ عَلَيْنَا بِالْبَرَكَاتِ، وغَسَلْتَ عَنَّا دَنَسَ الْخَطِيئَاتِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ غَيْرَ مُوَدَّعٍ بَرَماً ولاَ مَتْرُوكٍ صِيَامُهُ سَأَماً، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مِنْ مَطْلُوبٍ قَبْلَ وَقْتِهِ، ومَحْزُونٍ عَلَيْه قَبْلَ فَوْتِه، السَّلاَمُ عَلَيْكَ كَمْ مِنْ سُوءٍ صُرِفَ بِكَ عَنَّا، وكَمْ مِنْ خَيْرٍ أُفِيضَ بِكَ عَلَيْنَا، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وعَلَى لَيْلَةِ الْقَدْرِ الَّتِي هِيَ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ مَا كَانَ أَحْرَصَنَا بِالأَمْسِ عَلَيْكَ، وأَشَدَّ شَوْقَنَا غَداً إِلَيْكَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وعَلَى فَضْلِكَ الَّذِي حُرِمْنَاهُ، وعَلَى مَاضٍ مِنْ بَرَكَاتِكَ سُلِبْنَاهُ، اللَّهُمَّ إِنَّا أَهْلُ هَذَا الشَّهْرِ الَّذِي شَرَّفْتَنَا بِه، ووَفَّقْتَنَا بِمَنِّكَ لَه حِينَ جَهِلَ الأَشْقِيَاءُ وَقْتَه، وحُرِمُوا لِشَقَائِهِمْ فَضْلَهُ، أَنْتَ وَلِيُّ مَا آثَرْتَنَا بِه مِنْ مَعْرِفَتِهِ، وهَدَيْتَنَا لَه مِنْ سُنَّتِه، وقَدْ تَوَلَّيْنَا بِتَوْفِيقِكَ صِيَامَهُ وقِيَامَهُ عَلَى تَقْصِيرٍ، وأَدَّيْنَا فِيه قَلِيلاً مِنْ كَثِيرٍ، اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ إِقْرَاراً بِالإِسَاءَةِ، واعْتِرَافاً بِالإِضَاعَةِ، ولَكَ مِنْ قُلُوبِنَا عَقْدُ النَّدَمِ، ومِنْ أَلْسِنَتِنَا صِدْقُ الاِعْتِذَارِ، فَأْجُرْنَا عَلَى مَا أَصَابَنَا فِيه مِنَ التَّفْرِيطِ أَجْراً نَسْتَدْرِكُ بِه الْفَضْلَ الْمَرْغُوبَ فِيه، ونَعْتَاضُ بِه مِنْ أَنْوَاعِ الذُّخْرِ الْمَحْرُوصِ عَلَيْه، وأَوْجِبْ لَنَا عُذْرَكَ عَلَى مَا قَصَّرْنَا فِيه مِنْ حَقِّكَ، وابْلُغْ بِأَعْمَارِنَا مَا بَيْنَ أَيْدِينَا مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ الْمُقْبِلِ، فَإِذَا بَلَّغْتَنَاهُ فَأَعِنِّا عَلَى تَنَاوُلِ مَا أَنْتَ أَهْلُهُ مِنَ الْعِبَادَةِ، وأَدِّنَا إِلَى الْقِيَامِ بِمَا يَسْتَحِقُّهُ مِنَ الطَّاعَةِ، وأَجْرِ لَنَا مِنْ صَالِحِ الْعَمَلِ مَا يَكُونُ دَرَكاً لِحَقِّكَ فِي الشَّهْرَيْنِ مِنْ شُهُورِ الدَّهْرِ، اللَّهُمَّ ومَا أَلْمَمْنَا بِه فِي شَهْرِنَا هَذَا مِنْ لَمَمٍ أَوْ إِثْمٍ، أَوْ وَاقَعْنَا فِيه مِنْ ذَنْبٍ، واكْتَسَبْنَا فِيه مِنْ خَطِيئَةٍ عَلَى

ص: 499

تَعَمُّدٍ مِنَّا، أَوْ عَلَى نِسْيَانٍ ظَلَمْنَا فِيه أَنْفُسَنَا، أَوِ انْتَهَكْنَا بِه حُرْمَةً مِنْ غَيْرِنَا، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واسْتُرْنَا بِسِتْرِكَ، واعْفُ عَنَّا بِعَفْوِكَ، ولاَ تَنْصِبْنَا فِيه لأَعْيُنِ الشَّامِتِينَ، ولاَ تَبْسُطْ عَلَيْنَا فِيه أَلْسُنَ الطَّاعِنِينَ، واسْتَعْمِلْنَا بِمَا يَكُونُ حِطَّةً وكَفَّارَةً لِمَا أَنْكَرْتَ مِنَّا فِيه بِرَأْفَتِكَ الَّتِي لاَ تَنْفَدُ، وفَضْلِكَ الَّذِي لاَ يَنْقُصُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واجْبُرْ مُصِيبَتَنَا بِشَهْرِنَا، وبَارِكْ لَنَا فِي يَوْمِ عِيدِنَا وفِطْرِنَا، واجْعَلْه مِنْ خَيْرِ يَوْمٍ مَرَّ عَلَيْنَا أَجْلَبُهُ لِعَفْوٍ، وأَمْحَاهُ لِذَنْبٍ، واغْفِرْ لَنَا مَا خَفِيَ مِنْ ذُنُوبِنَا ومَا عَلَنَ، اللَّهُمَّ اسْلَخْنَا بِانْسِلاَخِ هَذَا الشَّهْرِ مِنْ خَطَايَانَا، وأَخْرِجْنَا بِخُرُوجِه مِنْ سَيِّئَاتِنَا، واجْعَلْنَا مِنْ أَسْعَدِ أَهْلِهِ بِهِ، وأَجْزَلِهِمْ قِسْماً فِيهِ، وأَوْفَرِهِمْ حَظَّاً مِنْهُ، اللَّهُمَّ ومَنْ رَعَى هَذَا الشَّهْرَ حَقَّ رِعَايَتِهِ، وحَفِظَ حُرْمَتَه حَقَّ حِفْظِهَا، وقَامَ بِحُدُودِه حَقَّ قِيَامِهَا، واتَّقَى ذُنُوبَهُ حَقَّ تُقَاتِهَا، أَوْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقُرْبَةٍ أَوْجَبَتْ رِضَاكَ لَهُ، وعَطَفَتْ رَحْمَتَكَ عَلَيْه، فَهَبْ لَنَا مِثْلَهُ مِنْ وُجْدِكَ، وأَعْطِنَا أَضْعَافَه مِنْ فَضْلِكَ، فَإِنَّ فَضْلَكَ لاَ يَغِيضُ، وإِنَّ خَزَائِنَكَ لاَ تَنْقُصُ بَلْ تَفِيضُ، وإِنَّ مَعَادِنَ إِحْسَانِكَ لاَ تَفْنَى، وإِنَّ عَطَاءَكَ لَلْعَطَاءُ الْمُهَنَّا، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واكْتُبْ لَنَا مِثْلَ أُجُورِ مَنْ صَامَهُ، أَوْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيه إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَتُوبُ إِلَيْكَ فِي يَوْمِ فِطْرِنَا الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنِينَ عِيداً وسُرُوراً، ولأَهْلِ مِلَّتِكَ مَجْمَعاً ومُحْتَشَداً مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْنَاهُ، أَوْ سُوءٍ أَسْلَفْنَاهُ، أَوْ خَاطِرِ شَرٍّ أَضْمَرْنَاهُ، تَوْبَةَ مَنْ لاَ يَنْطَوِي عَلَى رُجُوعٍ إِلَى ذَنْبٍ، ولاَ يَعُودُ بَعْدَهَا فِي خَطِيئَةٍ، تَوْبَةً نَصُوحاً خَلَصَتْ مِنَ الشَّكِّ والاِرْتِيَابِ، فَتَقَبَّلْهَا مِنَّا،

ص: 500

وارْضَ عَنَّا، وثَبِّتْنَا عَلَيْهَا، اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا خَوْفَ عِقَابِ الْوَعِيدِ، وشَوْقَ ثَوَابِ الْمَوْعُودِ حَتَّى نَجِدَ لَذَّةَ مَا نَدْعُوكَ بِه، وكَآبَةَ مَا نَسْتَجِيرُكَ مِنْه، واجْعَلْنَا عِنْدَكَ مِنَ التَّوَّابِينَ الَّذِينَ أَوْجَبْتَ لَهُمْ مَحَبَّتَكَ، وقَبِلْتَ مِنْهُمْ مُرَاجَعَةَ طَاعَتِكَ، يَا أَعْدَلَ الْعَادِلِينَ، اللَّهُمَّ تَجَاوَزْ عَنْ آبَائِنَا وأُمَّهَاتِنَا وأَهْلِ دِينِنَا جَمِيعاً مَنْ سَلَفَ مِنْهُمْ ومَنْ غَبَرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّنَا وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى مَلاَئِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وصَلِّ عَلَيْه وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ، وصَلِّ عَلَيْه وَآلِهِ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ، وأَفْضَلَ مِنْ ذَلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، صَلاَةً تَبْلُغُنَا بَرَكَتُهَا، ويَنَالُنَا نَفْعُهَا، ويُسْتَجَابُ لَهَا دُعَاؤُنَا، إِنَّكَ أَكْرَمُ مَنْ رُغِبَ إِلَيْه، وأَكْفَى مَنْ تُوُكِّلَ عَلَيْه، وأَعْطَى مَنْ سُئِلَ مِنْ فَضْلِه، وأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

صلاة عشر ركعات في آخر ليلة من شهر رمضان

الثاني عشر: روى السيّد ابن طاووس والكفعميّ عَن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قالَ: مَن صلّى آخر لَيلَة مِن شَهر رَمَضان عَشر ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كُل ركعة سورةَ (الحمد) مرّةً واحدة، وسورةَ (التوحيد) عَشر مرّات، ويَقول في ركوعه وسجوده عَشر مرّات:

سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ .

فإذا فرغ مِن آخر عَشر ركعات وسلم استغفر اللَّهَ ألف مرّةٍ يقول:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

فإذا فرغ مِن الاستغفار سجد ويَقول في سجوده:

يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالآخرَةِ

ص: 501

وَرَحِيمَهُما، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا إِلهَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، اغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا، وَتَقَبَّلْ مِنّا صَلاتَنا وَصِيامَنا وَقِيامَنا .

قالَ النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: والَّذي بعثَني بالحقِّ نبِيّاً إنَّ جبرائيل أخبرني عَن إسرافيل عَن ربّه تبارك وتَعالى أنّه لا يرفَعُ رأسه من السجود حتى يغفر اللَّهُ لَهُ ويتقبّل مِنهُ شَهر رَمَضان ويتجاوز عَن ذنوبِهِ (الخبر).

أعمال اليوم الأخير من شهر رمضان

اليوم الأخير من شهر رمضان:

وفيه عدّة أعمال:

دعاء أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ لختم القرآن

الأوّل:أن يختم القرآن في هذا اليومِ، فينبغي أن يدعو عِندَ الختم بهذا الدُّعاء الوجيز الَّذي رواه الشَيخ عَن الإمام أمير المؤمنين صَلَوَاتُ اللَّهِ عَليهِ:

اللَّهُمَّ اشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْرِي، وَاسْتَعْمِلْ بِالْقُرْآنِ بَدَنِي، وَنَوّرْ بِالْقُرْآنِ بَصَرِي، وَأَطْلِقْ بِالْقُرْآنِ لِسانِي، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ ما أَبْقَيْتَنِي فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ .

الثاني: أن يدعو بهذا الدُّعاء المرويّ عَن الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِخْباتَ المُخْبِتِينَ، وَإِخْلاصَ المُوقِنِينَ، وَمُرافَقَةَ الأَبْرارِ، وَاسْتِحْقاقَ حَقائِقِ الإِيْمانِ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَوُجُوبَ رَحْمَتِكَ، وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ، وَالنَّجاةَ مِنَ النّار .

الدّعاء الثاني والأربعين من الصحيفة السجادية عند ختم القرآن

الثالث: أن يدعو بالدّعاء الثاني والأربعين من أدعية الصحيفة السجّاديّة عند ختم القرآن وهو:

اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَعَنْتَنِي عَلَى خَتْمِ كِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَه نُوراً، وجَعَلْتَه مُهَيْمِناً عَلَى كُلِّ كِتَابٍ أَنْزَلْتَه، وفَضَّلْتَه عَلَى كُلِّ حَدِيثٍ قَصَصْتَه. وفُرْقَاناً فَرَقْتَ

ص: 502

بِه بَيْنَ حَلاَلِكَ وحَرَامِكَ، وقُرْآناً أَعْرَبْتَ بِه عَنْ شَرَائِعِ أَحْكَامِكَ وكِتَاباً فَصَّلْتَه لِعِبَادِكَ تَفْصِيلاً، ووَحْياً أَنْزَلْتَه عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْه وَآلِهِ تَنْزِيلاً. وجَعَلْتَه نُوراً نَهْتَدِي مِنْ ظُلَمِ الضَّلاَلَةِ والْجَهَالَةِ بِاتِّبَاعِهِ، وشِفَاءً لِمَنْ أَنْصَتَ بِفَهَمِ التَّصْدِيقِ إِلَى اسْتِمَاعِهِ، ومِيزَانَ قِسْطٍ لاَ يَحِيفُ عَنِ الْحَقِّ لِسَانُهُ، ونُورَ هُدَىً لاَ يُطْفَأُ عَنِ الشَّاهِدِينَ بُرْهَانُهُ، وعَلَمَ نَجَاةٍ لاَ يَضِلُّ مَنْ أَمَّ قَصْدَ سُنَّتِهِ، ولا تَنَالُ أَيْدِي الْهَلَكَاتِ مَنْ تَعَلَّقَ بِعُرْوَةِ عِصْمَتِهِ. اللَّهُمَّ فَإِذْ أَفَدْتَنَا الْمَعُونَةَ عَلَى تِلاَوَتِه، وسَهَّلْتَ جَوَاسِيَ أَلْسِنَتِنَا بِحُسْنِ عِبَارَتِه، فَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يَرْعَاه حَقَّ رِعَايَتِه، ويَدِينُ لَكَ بِاعْتِقَادِ التَّسْلِيمِ لِمُحْكَمِ آيَاتِه، ويَفْزَعُ إِلَى الإِقْرَارِ بِمُتَشَابِهِهِ، ومُوضَحَاتِ بَيِّنَاتِهِ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَنْزَلْتَه عَلَى نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ (ص) مُجْمَلاً، وأَلْهَمْتَه عِلْمَ عَجَائِبِه مُكَمَّلاً، ووَرَّثْتَنَا عِلْمَه مُفَسَّراً، وفَضَّلْتَنَا عَلَى مَنْ جَهِلَ عِلْمَهُ، وقَوَّيْتَنَا عَلَيْهِ لِتَرْفَعَنَا فَوْقَ مَنْ لَمْ يُطِقْ حَمْلَهُ. اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَ قُلُوبَنَا لَه حَمَلَةً، وعَرَّفْتَنَا بِرَحْمَتِكَ شَرَفَهُ وفَضْلَهُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْخَطِيبِ بِهِ، وعَلَى آلِه الْخُزَّانِ لَهُ، واجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَرِفُ بِأَنَّهُ مِنْ عِنْدِكَ حَتَّى لاَ يُعَارِضَنَا الشَّكُّ فِي تَصْدِيقِهِ، ولاَ يَخْتَلِجَنَا الزَّيْغُ عَنْ قَصْدِ طَرِيقِهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واجْعَلْنَا مِمَّنْ يَعْتَصِمُ بِحَبْلِهِ، ويَأْوِي مِنَ الْمُتَشَابِهَاتِ إِلَى حِرْزِ مَعْقِلِهِ، ويَسْكُنُ فِي ظِلِّ جَنَاحِهِ، ويَهْتَدِي بِضَوْءِ صَبَاحِهِ، ويَقْتَدِي بِتَبَلُّجِ أَسْفَارِهِ، ويَسْتَصْبِحُ بِمِصْبَاحِهِ، ولاَ يَلْتَمِسُ الْهُدَى فِي غَيْرِهِ. اللَّهُمَّ وكَمَا نَصَبْتَ بِه مُحَمَّداً عَلَماً لِلدَّلاَلَةِ عَلَيْكَ، وأَنْهَجْتَ بِآلِه سُبُلَ الرِّضَا إِلَيْكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واجْعَلِ الْقُرْآنَ وَسِيلَةً لَنَا إِلَى أَشْرَفِ

ص: 503

مَنَازِلِ الْكَرَامَةِ، وسُلَّماً نَعْرُجُ فِيه إِلَى مَحَلِّ السَّلاَمَةِ، وسَبَباً نُجْزَى بِه النَّجَاةَ فِي عَرْصَةِ الْقِيَامَةِ، وذَرِيعَةً نُقْدِمُ بِهَا عَلَى نَعِيمِ دَارِ الْمُقَامَةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واحْطُطْ بِالْقُرْآنِ عَنَّا ثِقْلَ الأَوْزَارِ، وهَبْ لَنَا حُسْنَ شَمَائِلِ الأَبْرَارِ، واقْفُ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ قَامُوا لَكَ بِه آنَاءَ اللَّيْلِ وأَطْرَافَ النَّهَارِ حَتَّى تُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ دَنَسٍ بِتَطْهِيرِهِ، وتَقْفُوَ بِنَا آثَارَ الَّذِينَ اسْتَضَاؤُوا بِنُورِهِ، ولَمْ يُلْهِهِمُ الأَمَلُ عَنِ الْعَمَلِ فَيَقْطَعَهُمْ بِخُدَعِ غُرُورِهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واجْعَلِ الْقُرْآنَ لَنَا فِي ظُلَمِ اللَّيَالِي مُؤنِساً، ومِنْ نَزَغَاتِ الشَّيْطَانِ وخَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ حَارِساً، ولأَقْدَامِنَا عَنْ نَقْلِهَا إِلَى الْمَعَاصِي حَابِساً، ولأَلْسِنَتِنَا عَنِ الْخَوْضِ فِي الْبَاطِلِ مِنْ غَيْرِ مَا آفَةٍ مُخْرِساً، ولِجَوَارِحِنَا عَنِ اقْتِرَافِ الآثَامِ زَاجِراً، ولِمَا طَوَتِ الْغَفْلَةُ عَنَّا مِنْ تَصَفُّحِ الاِعْتِبَارِ نَاشِراً، حَتَّى تُوصِلَ إِلَى قُلُوبِنَا فَهْمَ عَجَائِبِهِ، وزَوَاجِرَ أَمْثَالِهِ الَّتِي ضَعُفَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِي عَلَى صَلاَبَتِهَا عَنِ احْتِمَالِه. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وأَدِمْ بِالْقُرْآنِ صَلاَحَ ظَاهِرِنَا، واحْجُبْ بِه خَطَرَاتِ الْوَسَاوِسِ عَنْ صِحَّةِ ضَمَائِرِنَا، واغْسِلْ بِه دَرَنَ قُلُوبِنَا وعَلاَئِقَ أَوْزَارِنَا، واجْمَعْ بِه مُنْتَشَرَ أُمُورِنَا، وأَرْوِ بِه فِي مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ظَمَأَ هَوَاجِرِنَا، واكْسُنَا بِه حُلَلَ الأَمَانِ يَوْمَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ فِي نُشُورِنَا. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واجْبُرْ بِالْقُرْآنِ خَلَّتَنَا مِنْ عَدَمِ الإِمْلاَقِ، وسُقْ إِلَيْنَا بِه رَغَدَ الْعَيْشِ وخِصْبَ سَعَةِ الأَرْزَاقِ، وجَنِّبْنَا بِه الضَّرَائِبَ الْمَذْمُومَةَ ومَدَانِيَ الأَخْلاَقِ، واعْصِمْنَا بِه مِنْ هُوَّةِ الْكُفْرِ ودَوَاعِي النِّفَاقِ حَتَّى يَكُونَ لَنَا فِي الْقِيَامَةِ إِلَى رِضْوَانِكَ وجِنَانِكَ قَائِداً، ولَنَا فِي الدُّنْيَا

ص: 504

عَنْ سُخْطِكَ وتَعَدِّي حُدُودِكَ ذَائِداً، ولِمَا عِنْدَكَ بِتَحْلِيلِ حَلاَلِه وتَحْرِيمِ حَرَامِه شَاهِداً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وهَوِّنْ بِالْقُرْآنِ عِنْدَ الْمَوْتِ عَلَى أَنْفُسِنَا كَرْبَ السِّيَاقِ، وجَهْدَ الأَنِينِ، وتَرَادُفَ الْحَشَارِجِ إِذَا بَلَغَتِ النُّفُوسُ (التَّراقِيَ، وقِيلَ مَنْ راقٍ) وتَجَلَّى مَلَكُ الْمَوْتِ لِقَبْضِهَا مِنْ حُجُبِ الْغُيُوبِ، ورَمَاهَا عَنْ قَوْسِ الْمَنَايَا بِأَسْهُمِ وَحْشَةِ الْفِرَاقِ، ودَافَ لَهَا مِنْ ذُعَافِ الْمَوْتِ كَأْساً مَسْمُومَةَ الْمَذَاقِ، ودَنَا مِنَّا إِلَى الآخِرَةِ رَحِيلٌ وانْطِلاَقٌ، وصَارَتِ الأَعْمَالُ قَلاَئِدَ فِي الأَعْنَاقِ، وكَانَتِ الْقُبُورُ هِيَ الْمَأْوَى إِلَى مِيقَاتِ يَوْمِ التَّلاَقِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وبَارِكْ لَنَا فِي حُلُولِ دَارِ الْبِلَى، وطُولِ الْمُقَامَةِ بَيْنَ أَطْبَاقِ الثَّرَى، واجْعَلِ الْقُبُورَ بَعْدَ فِرَاقِ الدُّنْيَا خَيْرَ مَنَازِلِنَا، وافْسَحْ لَنَا بِرَحْمَتِكَ فِي ضِيقِ مَلاَحِدِنَا، ولاَ تَفْضَحْنَا فِي حَاضِرِي الْقِيَامَةِ بِمُوبِقَاتِ آثَامِنَا. وارْحَمْ بِالْقُرْآنِ فِي مَوْقِفِ الْعَرْضِ عَلَيْكَ ذُلَّ مَقَامِنَا، وثَبِّتْ بِه عِنْدَ اضْطِرَابِ جِسْرِ جَهَنَّمَ يَوْمَ الْمَجَازِ عَلَيْهَا زَلَلَ أَقْدَامِنَا، ونَوِّرْ بِه قَبْلَ الْبَعْثِ سُدَفَ قُبُورِنَا، ونَجِّنَا بِه مِنْ كُلِّ كَرْبٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وشَدَائِدِ أَهْوَالِ يَوْمِ الطَّامَّةِ، وبَيِّضْ وُجُوهَنَا يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهُ الظَّلَمَةِ فِي يَوْمِ الْحَسْرَةِ والنَّدَامَةِ، واجْعَلْ لَنَا فِي صُدُورِ الْمُؤْمِنِينَ وُدّاً، ولاَ تَجْعَلِ الْحَيَاةَ عَلَيْنَا نَكَداً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ كَمَا بَلَّغَ رِسَالَتَكَ، وصَدَعَ بِأَمْرِكَ، ونَصَحَ لِعِبَادِكَ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ نَبِيَّنَا صَلَوَاتُكَ عَلَيْه وعَلَى آلِه يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَقْرَبَ الْنَّبِيِّينَ مِنْكَ مَجْلِساً، وأَمْكَنَهُمْ مِنْكَ شَفَاعَةً، وأَجَلَّهُمْ عِنْدَكَ قَدْراً، وأَوْجَهَهُمْ عِنْدَكَ جَاهاً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وشَرِّفْ بُنْيَانَهُ، وعَظِّمْ بُرْهَانَهُ،

ص: 505

وثَقِّلْ مِيزَانَهُ، وتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ، وقَرِّبْ وَسِيلَتَهُ، وبَيِّضْ وَجْهَهُ، وأَتِمَّ نُورَهُ، وارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وأَحْيِنَا عَلَى سُنَّتِهِ، وتَوَفَّنَا عَلَى مِلَّتِهِ وخُذْ بِنَا مِنْهَاجَهُ، واسْلُكْ بِنَا سَبِيلَهُ، واجْعَلْنَا مِنْ أَهْلِ طَاعَتِهِ، واحْشُرْنَا فِي زُمْرَتِهِ، وأَوْرِدْنَا حَوْضَهُ، واسْقِنَا بِكَأْسِهِ، وصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، صَلاَةً تُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ مَا يَأْمُلُ مِنْ خَيْرِكَ وفَضْلِكَ وكَرَامَتِكَ، إِنَّكَ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ، وفَضْلٍ كَرِيمٍ. اللَّهُمَّ اجْزِهِ بِمَا بَلَّغَ مِنْ رِسَالاتِكَ، وأَدَّى مِنْ آيَاتِكَ، ونَصَحَ لِعِبَادِكَ، وجَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ، أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ أَحَداً مِنْ مَلاَئِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ، وأَنْبِيَائِكَ الْمُرْسَلِينَ الْمُصْطَفَيْنَ، والسَّلاَمُ عَلَيْه وعَلَى آلِه الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ.

خاتمة وفيها أمران

خاتمة : وفيها أمران: دعوات ليام شهر رمضان وصلوات الليالي :

أدعية ليالي شهر رمضان وصلواتها وأدعية الأيام
الأوّل: دعوات لیالي شهر رمضان

الأوّل: أدعية ليالي شهر رمضان وصلواتها

دعاء الليلة الأولى:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤالَ الْمِسْكِينِ الْمُسْتَكِينِ، وَأَبْتَغِي إِلَيْكَ ابْتِغاءَ الْبائِسِ الْفَقَيرِ، وَأَتَضَرَّعُ إِلَيْكَ تَضَرُّعَ الضَّعِيفِ الضَّرِيرِ، وَأَبْتَهِلُ إِلَيْكَ ابْتِهالَ الْمُذْنِبِ الذَّلِيلِ، وَأَسْأَلُكَ مَسْأَلَةَ مَنْ خَضَعَتْ لَكَ نَفْسُهُ، وَذَلَّتْ لَكَ رَقَبَتُهُ، وَرَغَمَ لَكَ أَنْفُهُ، وَعَفَّرَ لَكَ وَجْهَهُ، وَسَقَطَتْ لَكَ ناصِيَتُهُ، وَهَمَلَتْ لَكَ دُمُوعُهُ، وَاضْمَحَلَّتْ عَنْهُ حِيلَتُهُ، وَانْقَطَعَتْ عَنْهُ حُجَّتُهُ، وَضَعُفَتْ عَنْهُ قُوَّتُهُ، وَاشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَعَظُمَتْ نَدامَتُهُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمِ الْمُضْطَرَّ إِلَيْكَ، الْمُحْتاجَ إِلَى رَحْمَتِكَ،

ص: 506

بِحَقِّكَ الْعَظِيم، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَلِوالِدِيَّ وَلِكافَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَأَعْطِنِي فِي مَجْلِسي هذَا فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ الْمُفَضَّلِ، وَأَعْطِنِي مِنْ خَزَائِنِكَ، وَبارِكْ لِي فِي أَهْلِي وَمالِي وَجَمِيعِ ما رَزَقْتَنِي، وَارْزُقْنِي الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فِي عامِي هذا، فِي أَوْسَعِ السَّعَةِ وَأَسْبَغِ النَّفَقَةِ، وَاجْعَلْ ذلِكَ مَبْرُوراً مَقْبُولاً خالِصاً لِوَجْهِكَ الْكَرِيم، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ، ثُمَّ ارْزُقْنِي الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ فِي كُلِّ عامٍ ما أَبْقَيْتَنِي، وَادْرُرْ عَلَيَّ رِزْقَكَ الْحَلالَ فِي سِعَةٍ مِنْ فَضْلِكَ، وَزِيادَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَتَمامٍ مِنْ نِعْمَتِكَ، وَكَمالٍ مِنْ مُعافاتِكَ، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ، اكْفِنِي مَؤُونَةَ نَفْسِي وَأَهْلِي وَعِيالِي، وَمَؤُونَةَ مَنْ يُؤْذِينِي، وَتِجَارَتِي وَغُرَمائِي، وَجَمِيعَ ما أُحاذِرُ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ، وَاكْفِنِي شَرَّ فَسَقَةِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، وَشَرَّ فَسَقَةِ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ، وَشَرَّ الصَّواعِقِ وَالْبَرَدِ، وَشَرَّ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها، إِنَّكَ عَلَى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَهَبْ لِي حَقَّكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَهَبْ لِي حَقَّكَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَهَبْ لِي حَقَّكَ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ لِي فِيما آتَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَسَلَّمَ.

وتدعو وتسأل حوائجك.

صلاة اللية الأولى: أربع ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كلّ ركعة في كُلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة، وسورةَ (التَوحيد) خمسا وعشرين

ص: 507

مرّة، أعطي ثواب الصديقين والشهداء، وغفر له ذنوبه وكان يوم القيامة من الفائزين.

دعاء الليلة الثانية: مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

يا إِلهَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَإِلهَ مَنْ بَقِيَ، وَإِلهَ مَنْ مَضَى، رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَمَنْ فِيهِنَّ، فالِقَ الإِصْباحِ وَجَاعِلَ اللَّيْلِ سَكَناً، وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ حُسْباناً، لَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ، وَلَكَ الْمَنُّ وَلَكَ الطَّوْلُ، وَأَنْتَ الْوَاحِدُ الصَّمَدُ، أَسْأَلُكَ بِجَلالِكَ سَيِّدِي وَجَمَالِكَ مَوْلايَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، وَتَتَجاوَزَ عَنِّي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ، مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ يَحْبِسُ رِزْقِي، أَوْ يَحْجُبُ مَسْأَلَتِي، أَوْ يُبْطِلُ صَوْمِي، أَوْ يَصُدُّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ عَنِّي، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاغْفِرْ لِي مَا لاَ يَضُرُّكَ، وَأَعْطِنِي مَا لاَ يَنْقُصُكَ فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، فَإِنِّي فَقِيرٌ إِلَى رَحْمَتِكَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ أَنْتَ الرَّبُّ وَأَنَا العَبْدُ، قَضَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ الرَّحْمَةَ، وَدَلَلْتَنِي بِهَا وَأَنْتَ الصَّادِقُ البَّارُّ، يَدَاكَ مَبْسُوطَتَانِ، تُنْفِقُ كَيْفَ تَشَاءُ، لاَ يُحْفِيكَ سَائِلٌ، وَلاَ يُنْقِصُكَ نَائِلٌ، وَلاَ يَزِيدُكَ كَثْرَةُ السُّؤَالِ إِلاَّ عَطَاءً وَجُوداً، أَسْأَلُكَ قَلْباً وَجِلاً مِنْ مَخَافَتِكَ، أُدْرِكُ بِهِ جَنَّةَ رِضْوَانِكَ، وَأَمْضِي بِهِ فِي سَبِيلِ مَنْ أَحْبَبْتَ وَأَرْضَاكَ عَمَلُهُ، وَأَرْضَيْتَهُ فِي ثَوَابِكَ، حَتَّى تُبَلِّغَنِي

ص: 508

بِذَلِكَ ثِقَةَ المُؤْمِنِينَ بِكَ، وَأَمَانَ الخَائِفِينَ مِنْكَ، اللَّهُمَّ وَمَا أَعْطَيْتَنِي مِنْ عَطَاءٍ، فَاجْعَلْهُ شُغْلاً فِيمَا تُحِبُّ، وَمَا زَوَيْتَ عَنِّي فَاجْعَلْهُ فَرَاغاً لِي فِيمَا تُحِبُّ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ قَصَمْتَ الجَبَابِرَةَ بِجَبَرُوتِكَ، وَبَسَطْتَ كَفَّكَ عَلَى الخَلائِقِ، وَأَقْسَمْتَ أَنَّكَ حَيٌّ قَيُّومٌ، وَكذَلِكَ أَنْتَ، تَنْقَطِعُ حِيَلُ المُبْطِلِينَ وَمَكْرُهُمْ دُونَكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَارْزُقْنِي مُوَالاَةَ مَنْ وَالَيْتَ، وَمُعَادَاةَ مَنْ عَادَيْتَ، وَحُبّاً لِمَنْ أَحْبَبْتَ، وَبُغْضاً لِمَنْ أَبْغَضْتَ، حَتَّى لاَ أُوَالِي لَكَ عَدُوّاً، وَلاَ أُعَادِيَ لَكَ وَلِيّاً، أَشْكُو إِلَيْكَ يَا رَبِّ خَطِيئَةً أَغْشَتْ بَصَرِي. وَأَظَلَّتْ عَلَى قَلْبِي، وَفِي طَرِيقِ الخَاطِئِينَ صَرَعَتْنِي، فَهَذِهِ يَدِي رَهِينَةٌ فِي وِثَاقِكَ بِمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، وَهَذِهِ رِجْلِي مُوثَقَةٌ فِي حِبَالِكَ بِاكْتِسَابِي، فَلَوْ كَانَ هَرَبِي يُلْجِئُنِي، أَوْ مَفَازَةٍ تُوَارِينِي، أَوْ بَحْرٍ يُنْجِينِي، لَكُنْتُ العَائِذَ بِكَ مِنْ ذُنُوبِي، أَسْتَعِيذُكَ عِيَاذَةَ مَهْمُومٍ كَئِيبٍ حَزِينٍ يَرْقَبُ نَارَ السَّمُومِ، اللَّهُمَّ يَا مُجْلِيَ عَظائِمَ الأُمُورِ، اجْلِ عَنِّي هِمَّةَ الهُمُومِ، وَأَجِرْنِي مِنْ نَارٍ تَقْصِمُ عِظَامِي، وَتُحْرِقُ أَحْشَائِي، وَتُفَرِّقُ قِوَايَ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي صَبْرَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنِي أَنْتَظِرُ أَمْرَهُمْ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصَارِهِمْ وَأَعْوَانِهِمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَحْينِي مَحْيَاهُمْ، وَأَمِتْنِي مَيْتَتَهُمْ، اللَّهُمَّ أَعْطِنِي سُؤْلَهُمْ فِي وَلِيِّهِمْ وَعَدُوِّهِمْ، اللَّهُمَّ رَبَّ السَّبْعِ المَثَانِي وَالفُرْقَانِ العَظِيمِ، وَرَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَقْبَلَ صَوْمِي وَصَلاَتِي.

صلاة الليلة الثّانِيَة: أربع ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كلّ

ص: 509

ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة، وسورةَ (القدر) عشرون مرّة، غفر له ووسع عليه رِزقهُ وكفي أمر سَنَتِهِ.

دعاء الليلة الثالثة: مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

يا إِلهَ إِبْراهِيمَ وَإِلهَ اسْحقَ، وَإِلهَ يَعْقُوبَ وَالأَسْباطِ، رَبَّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، السَّمِيعُ الْعَلِيْمُ، الْحَلِيْمُ الْكَرِيمُ، الْعَلِيُّ الْعَظِيْمُ، لَكَ صِمْتُ وَعَلَى رِزْقِكَ أَفْطَرْتُ، وَإِلَى كَنَفِكَ آوَيْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيْرُ، وَأَنْتَ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ، قَوّنِي عَلَى الصَّلاةِ وَالصِّيامِ، وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ الْقِيامَةِ، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيْعادَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ قَلْبِي لِذكْرِكَ، وَاجْعَلْنِي أَتَّبِعُ كِتَابَكَ، وَأُؤْمِنُ بِرَسُولِكَ، وَأُوفِي بِعَهْدِكَ، وَأَلْبِسْنِي رَحْمَتَكَ، وَتَقَبَّلْ صَوْمِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ الشَّرِيفِ العَظِيمِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمَلاَئِكَتِكَ وَأَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالمُسْتَحْفِظِينَ، أَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَغْفِرَ لِيَ ذُنُوبِي جَمِيعاً، السَّاعَةَ السَّاعَةَ، اللَّيْلَةَ اللَّيْلَةَ.

وترفع يديك وتستدعي الدموع.

صلاة الليلة الثّالثة: عَشر ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة، وسورةَ (التَوحيد) خمسون مرّةً، نودي في القيامة بأنه عتيق اللَّهِ من النار.

ص: 510

دعاء الليلة الرابعة:

إِلهِي مَا عَمِلْتُ مِنْ حَسَنَةٍ فَلاَ حَمْدَ لِي فِيهِ، وَمَا ارْتَكَبْتُ مِنْ سُوءٍ فَلاَ عُذِرَ لِي فِيهِ، إِلهِي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى مَا لاَ حَمْدَ فِيهِ، أَوْ أَرْتَكِبَ مَا لاَ عُذْرَ لِي فِيهِ، يا إِلهِي أَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا تُبْتُ إِلَيْكَ مِنْهُ، ثُمَّ عُدْتُ فِيْهِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا وَعَدْتُكَ مِنْ نَفْسِي ثُمَّ أَخْلَفْتُكَ فِيهِ، وَأَسْتَغْفِرُكَ مِمَّا أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ الْكَرِيمَ، فَخَالَطَنِي مَا لَيْسَ لَكَ رِضَاً، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمْتَ بِهَا عَلَيَّ فَقَوِيتُ بِهَا عَلَى مَعَاصِيكَ، وَأَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَلِكُلِّ خَطِيئَةٍ ارْتَكَبْتُهَا، وَلِكُلِّ سُوءٍ أَتَيْتُهُ، يَا إِلهِي وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدِ، وَتَهَبَ لِي بِرَحْمَتِكَ كُلَّ ذَنْبٍ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنِكَ، وَأَنْ تَسْتَوْهِبَنِي مِنْ خَلْقِكَ، وَتَسْتَنْقِذَنِي مِنْهُمْ، وَلا تَجْعَلْ حَسَنَاتِي فِي مَوَازِينٍ مَنْ ظَلَمْتُهُ وأَسَأْتُ إِلَيْهِ، فَإِنَّكَ عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ يَا عَزِيزُ، وَكُلُّ ذَنْبٍ أَنَا عَلَيْهِ مُقِيمٌ فَانْقُلْنِي عَنْهُ إِلَى طَاعَتِكَ، إِلهِي، وَكُلَّ ذَنْبٍ أُرِيدُ أَنْ أَعْمَلَهُ فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَرُدَّنِي إِلَى طَاعَتِكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمَائِكَ الَّتِي لَيْسَ فَوْقَهَا شَيْءٌ، يَا اللَّهُ الرَّحْمانُ الرَّحِيمُ الَّذِي لاَ يَعْلَمُ كُنْهَ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْتَ، أسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدِ وَأنْ تَغفِرَ لِي مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبي وَتَعْصِمَنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِيْ، وَتُعْطِيَنِي جَمِيعَ سُؤْلِي فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وآخِرَتِي وَمَثْوَايَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

يا رَحْمانَ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمَهُما، وَيا جَبَّارَ الدُّنْيا وَمالِكَ

ص: 511

الْمُلُوكِ، وَيا رازِقَ الْعِبادِ، هذَا شَهْرُ التَّوْبَةِ، وَهذَا شَهْرُ الثَّوابِ، وَهَذَا شَهْرُ الرَّجاءِ، وَأَنْتَ السَّمِيْعُ الْعَلِيمُ. أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ، وَأَنْ تَسْتُرَنِي بِالسِّتْرِ الَّذِي لا يُهْتَكُ، وَتُجَلّلْنِي بِعافِيَتِكَ الَّتِي لا تُرامُ، وَتُعْطِيَنِي سُؤْلِي، وَتُدْخِلَنِي الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ، وَأَنْ لا تَدَعَ لِي ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلا كُرْبَةً إِلاَّ كَشَفْتَها، وَلا حاجَةً إِلاَّ قَضَيْتَها، بِحَقّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّكَ أَنْتَ الأَجَلُّ الأَعْظَمُ.

صلاة الليلة الرّابعة: ثماني ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كُلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة، وسورةَ (القدر) عشرين مرّة، رفع عمله في تلك الليلة بعمل سبعة أنبياء ممن بلّغ رسالات ربه.

دعاء الليلة الخامسة:

اللَّهُّمَّ اِنّي أَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ خَيْرِ الأَسْماءِ، الَّتِي تُنْزِلُ بِهَا الشِّفاءَ وَتَكْشِفُ بِهَا اللأْواءَ أَنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُنَزِّلَ منْكَ عافِيةً وَشِفاءً، وَتَدْفَعَ عَنّي بِاسْمِكَ كُلَّ سُقْمٍ وَبَلاءٍ، وَتَقْبَلَ صَوْمِي، وَتَجْعَلَنِي مِمَّنْ صامَ وَقامَ وَرَضِيتَ عَمَلَهُ، وَتَجْعَلَنِي مِمَّنْ صامَتْ جَوارِحُهُ، وحَفِظَ لِسانَهُ وَفَرَجَهُ، وَتَرْزُقَنِي عَمَلاً تَرضَاهُ، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بالصَّمْتِ وَالسَّكِينَةِ، وَوَرَعاً يَحْجُزُنِي عَنْ مَعْصِيَتِكَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

يَا صَانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ، وَيَا جَابِرَ كُلِّ كَسِيْرٍ، وَشاهِدَ كُلِّ نَجْوَى، يَا رَبَّاهُ وَيَا سَيِّداهُ، أَنْتَ النُّورُ فَوْقَ النُّورِ، وَنُورُ كُلِّ نُورٍ، فَيَا نُورَ كُلِّ نُورٍ،

ص: 512

أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبَ اللَّيْلِ وَذُنُوبَ النَّهارِ، وَذُنُوبَ السِّرِّ وَذُنُوبَ العَلاَنِيَةِ يَا قَادِرُ يَا قَدِيرُ يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ يَا وَدُودُ، يَا غَفُورُ يَا رَحِيمُ، يَا غَفَّارَ الذَّنْبِ، وَقَابِلَ التَّوْبِ شَدِيدَ العِقَابِ، ذَا الطَّوْلِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، تُحْيِي وَتُمِيتُ، وَتُمِيتُ وَتُحْيِي، أَنْتَ الوَاحِدُ القَهَّارُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، واغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَاعْفُ عَنِّي، إِنَّكَ أَنْتَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ.

صلاة الليلة الخامِسَة: ركعتان يقرأ في كُلّ ركعة منهما سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (التَوحيد) خمسين مرّة، ويَقول بَعد الفراغ من الصلاة: ( اللَّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ) مائة مرّة. زاحمني في القيامة على باب الجنّة.

دعاء الليلة السادسة:

اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ وَإِلَيْكَ المُشْتَكَى، اللَّهُمَّ أَنْتَ الواحِدُ القَدِيمُ، والآخِرُ الدَّائِمُ، والرَّبُّ الخالِقُ، وَالدَّيَّانُ يَوْمَ الدِّينِ، تَفْعَلُ مَا تَشاءُ بِلا مُغالَبَةٍ، وَتُعْطِي مَنْ تَشَاءُ بِلاَ مَنٍّ، وتَمْنَعُ مَا تَشاءُ بِلا ظُلْمٍ، وَتُداوِلُ الأَيامَ بَينَ النّاسِ، يَرْكَبُونَ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ، أَسْأَلُكَ يا ذَا الجَلالِ والإِكْرامِ، وَالعِزَّةِ التي لا تُرامُ. وَأسْأَلُكَ يا اللَّهُ، وَأَسْأَلُكَ يا رَحْمانُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَفَرَجَنَا بِفَرَجِهِمْ، وَتَقَبَّلْ صَوْمِي. وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ مَا أَرْجو، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا أَحْذَرُ، إنْ أَنْتَ خَذَلْتَ فَبَعْدَ الحُجَّةِ، وَإِنْ أَنْتَ عَصَمْتَ فَبِتَمَامِ النّعْمَةِ، يا صَاحِبَ مُحَمَّدٍ يَومَ حُنَيْنٍ، وَصَاحِبَهُ وَمُؤَيِّدَهُ يَوْمَ بَدْرٍ وَخيبرٍ، وَالمَوَاطِنِ الّتِي نَصَرْتَ فِيها نَبِيَّكَ عَليْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، يَا مُبِيرَ الجَبَّارِينَ،

ص: 513

وَيَا عَاصِمَ النَّبِيِّينَ. أَسْأَلُكَ وَأُقْسِمُ عَليكَ بِحَقِّ يَس، والقُرْآنِ الحكيم، وَبِحقِّ طَهَ وَسائِرِ القُرْآنِ العَظِيمِ، أنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأنْ تَحْصُرَني عَنِ الذُّنوبِ والخَطَايا، وَأَنْ تَزيدَنِي فِي هَذا الشَّهْر العَظِيمِ، تَأْيِيداً تَرْبُطُ بِهِ عَلى جَأْشي وَتَسُدُّ بِهِ عَلَى خِلَّتِي. اللَّهُمَّ إنّي أدْرأُ بِكَ فِي نُحورِ أَعْدائِي لاَ أَجِدُ لِي غَيْرَكَ، هَا أَنا بَيْنَ يَدَيْكَ، فاصْنَع بِي مَا شِئْتَ، لاَ يُصِيبُني إِلاّ مَا كَتَبْتَ لِي، أَنْتَ حَسْبِي وَنِعْمَ الوَكِيلُ.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّمِيْعُ الْعَلِيْمُ، وَأَنْتَ الْواحِدُ الْكَرِيْمُ، وَأَنْتَ الإِلهُ الصَّمَدُ، رَفَعْتَ السَّماواتِ بِقُدْرَتِكَ، وَدَحَوْتَ الأَْرْضَ بِعِزَّتِكَ، وَأَنْشَأْتَ السَّحابَ بِوَحْدانِيَّتِكَ، وَأَجْرَيْتَ الْبِحارَ بِسُلْطانِكَ، يا مَنْ سَبَّحَتْ لَهُ الْحِيْتانُ فِي الْبُحُورِ، وَالسّباعُ فِي الْفَلَواتِ، يا مَنْ لا تَخْفَى عَلَيْهِ خافِيَةٌ، فِي السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالأَرَضِينَ السَّبْعِ، يا مَنْ يُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاواتُ السَّبْعُ، وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَمَا فِيهِنَّ، يا مَنْ لا يَمُوتُ وَلا يَبْقَى إِلاَّ وَجْهَهُ الْجَلِيلُ الْجَبَّارُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاعْفُ عَنِّي، إِنَّكَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

صلاة الليلة السادسة: أربع ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كُلِّ ركعة سورةَ (الحَمد) وسورةَ (الملك). فكأنّما صادف ليلة القدر

دعاء الليلة السابعة:

يا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَيا مُفَرّجَ كَرْبِ الْمَكْرُوبِينَ، وَيا مُجِيْبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، وَيا كاشِفَ الْكَرْبِ الْعَظِيْمِ، وَيا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، صَلِّ عَلَى

ص: 514

مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاكْشِفْ كَرْبِي وَهَمِّي وَغَمِّي، فَإِنَّهُ لا يَكْشِفُ ذلِكَ غَيْرُكَ، وَتَقَبَّلْ صَوْمِي، وَاقْضِ لِي حَوائِجِي، وَابْعَثْنِي عَلَى الإِيْمانِ بِكَ وَالتَّصْدِيْقِ بِكِتابِكَ وَرَسُولِكَ، وَحُبِّ الأَئِمَّةِ الْمَهْدِيّينَ، أُولِي الأَْمْرِ، الَّذِينَ أَمَرْتَ بِطاعَتِهِمْ، فَإِنِّي قَدْ رَضَيْتُ بِهِمْ أَئِمَّةً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ صَلاَتِي وصَوْمِي وَنُسُكِي فِي هذَا الشَّهْرِ الْمُفْتَرَضِ عَلَيْنا صِيامُهُ، وَارْزُقْنِي فِيهِ مَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتَكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

يَا مَنْ كَانَ وَيَكُونُ وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، يَا مَنْ لاَ يَمُوتُ وَلاَ يَبْقَى إِلاَّ وَجْهُهُ الجَبَّارُ، يَا مَنْ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ، يَا مَنْ إِذَا دُعِيَ أَجَابَ، يَا مَنْ إِذَا اسْتُرْحِمَ رَحِمَ، يَا مَنْ لاَ يُدْرِكُ الوَاصِفُونَ صِفَتَهُ مِنْ عَظَمَتِهِ، يَا مَنْ لاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ، يَا مَنْ يَرَى وَلاَ يُرَى وَهُوَ بِالْمَنْظَرِ الأَعْلَى، يَا مَنْ لاَ يَعِزُّهُ شَيْءٌ وَلاَ يَفُوْقُهُ أَحَدٌ، يَا مَنْ بِيَدِهِ نَوَاصِيَ العِبَادِ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ وَبِحَقِّكَ عَلَى مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَرْحَمَ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ فِي العَالَمِينَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

صلاة الليلة السابعة: أربع ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كُل ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (القدر) ثلاثَ عَشرة مرّةً، بنى اللَّهُ تعالى له في جنّة عدن قصراً من ذهب وكان في أمان اللَّهِ إلى مثله.

ص: 515

دعاء الليلة الثامنة:

اللّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ الصَّلاةَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، والغَناءَ مِنَ العَيْلَةِ، والأَمْنَ مِنَ الخَوْفِ، اللَّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ النَّعِيمَ المُقِيمَ الَّذِي لاَ يَحُولُ وَلا يَزُولُ، يا اللَّهُ يا نُورَ النُّورِ لَكَ التّسْبِيحُ، سُبْحانَكَ لاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ لَكَ الكِبْرِياءُ، سُبْحانَكَ بِاسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، سُبْحانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْ صَوْمِي، وَلاَ تُنَكِّسْ بِرَأْسي بَيْنَ يَدَيْ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ، وَقَدْ بَلّغُوا وَنَصَحُوا لِي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَابْعَثْنِي عَلَى الإِيمانِ بِكَ، وَالتّصْدِيقِ بِكِتابِكَ وَرَسُولِكَ، اللّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ شَهْرِنَا هَذا، وَلَيْلَتِنا هَذِهِ، وَأَسْأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ، أَوْ أَنْتَ مُنْزِلُهُ فِيها، مَغْفِرَةً وَرِضْواناً، وَرِزْقاً وَاسِعاً، وَابْسُطْ عَلَيَّ وَعَلى عِيالي وَوُلْدِي وَأَهْلِي وَجَميعِ المُؤْمِنينَ والمُؤْمِناتِ، إنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرِ، اللَّهُمَّ إنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كِتابٍ قَدْ سَبَقَ.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

اللَّهُمَّ هذَا شَهْرُكَ الَّذِي أَمَرْتَ فِيهِ عِبادَكَ بِالدُّعاءِ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الإِجابَةَ، وَقُلْتَ وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيْبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ، فَأَدْعُوكَ يا مُجِيْبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، وَيا كاشِفَ السُّوءِ عَنِ الْمَكْرُوبِينَ، وَيا جاعِلَ اللَّيْلِ سَكَناً، وَيا مَنْ لا يَمُوتُ، اغْفِرْ لِمَنْ يَمُوتُ، قَدَّرْتَ وَخَلَقْتَ وَسَوَّيْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، أَطْعَمْتَ وَسَقَيْتَ،

ص: 516

وَآوَيْتَ وَرَزَقْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ فِي اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى، وَفِي النَّهارِ إِذا تَجَلَّى، وَفِي الآخِرَةِ وَالأُوْلَى، وَأَنْ تَكْفِيَنِي ما أَهَمَّنِي، وَتَغْفِرَ لِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيْمُ.

صلاة الليلة الثّامِنَة: ركعتان يقرأ في كلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (التَوحيد) إحدى عَشرة مرّة، ويَقول بَعد السّلام ألف مرّةٍ: ( سُبْحانَ اللَّهِ ). فتحت له أبواب الجنّة يدخل من أيها شاء.

دعاء الليلة التاسعة:

اللَّهُمَّ لَكَ الحمدُ لا إلَهَ إلاَّ أَنْتَ رَبِّي وأَنَا عَبْدُكَ، آمَنْتُ بِكَ مُخْلِصاً لَكَ دِيني، أمسَيْتُ عَلَى عَهْدِكَ ووَعدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَتُوبُ إلَيْكَ مِنْ سُوءِ عَمَلِي، وأَسْتَغْفِرُكَ لِذُنُوبيَ الَّتِي لا يَغْفِرُهَا إلاّ أنْتَ، صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْ صَوْمِي، وتَفَضَّلْ عَلَيَّ، وَبَلّغْنِي انْسِلاخَ هذا الشَّهْرِ. يا خيرَ المولَى وَيا مَوضِعَ كلِّ شكْوَى، وَيا سَامِعَ كلِ نَجْوَى، ويا شَاهِدَ كلِّ مَلأٍ وَيَا عَالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ، وَيا كاشِفَ مَا يَشَاءُ مِنْ بَلِيَّةٍ، خَلِيلَ إِبْراهِيمَ ونَجِيَّ مُوسى، وَمُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ (ص). أَدْعوكَ دُعَاءَ مَنْ قَدْ اشتَدَّتْ فَاقَتُهُ، وَضَعُفَتْ قُوَّتُهُ، وَقَلَّتْ حِيلَتُهُ دُعَاءَ الغَريبِ الغَرِيقِ المُضْطَرِّ البَائِسِ الفَقيرِ، الَّذِي لاَ يَجِدُ لِكَشْفِ مَا هُو فِيهِ مِنَ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وَفَرِّجْ عَنّي، واكشِفْ ما بي مِنْ ضُرٍّ، وَتَقَبَّلْ صَوْمِي وَصَلاَتِي في هَذا الشَّهْرِ العَظيمِ، وصلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلهِ الطَّاهِرِينَ.

ص: 517

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

يا سَيّداهُ يا رَبَّاهُ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ، يا ذَا الْعَرْشِ الَّذِي لا يَنامُ، وَيا ذَا الْعِزِّ الَّذِي لا يُرَامُ، يا قَاضِيَ الأُمُورِ، يا شَافِي الصُّدُورِ، اجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَاقْذِفْ رَجَاءَكَ فِي قَلْبِي حَتَّى لا أَرْجُوَ أَحَداً سِواكَ، عَلَيْكَ سَيّدِي تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ مَوْلايَ أَنَبْتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيْرُ، أَسْأَلُكَ يا إِلهَ الآلِهَةِ، وَجَبَّارَ الْجَبابِرَةِ، وَيا كَبِيرَ الأَكابِرِ، الَّذِي مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفاهُ، وَكانَ حَسْبُهُ وَبالِغُ أَمْرِهِ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَاكْفِنِي، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ فَارْحَمْنِي، وَإِلَيْكَ الْمَصِيْرُ فَاغْفِرْ لِي، وَلا تُسَوِّدْ وَجْهِي يَوْمَ تَسْوَدُّ وُجُوهٌ وَتَبْيَضُّ وُجُوهٌ، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنِّي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيْمُ.

صلاة الليلة التاسعة: ست ركعات بين صلاة المغرب والعشاء، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كُلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وآية (الكرسي) سبع مرّات، ويَقول بَعد الفراغ: ( اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ) خمسين مرّة. صعد عمله كعمل الصدّيقين والشهداء والصالحين.

دعاء الليلة العاشرة:

يا خَيرَ مَنْ سُئِلَ، وَيا أوْسَعَ مَنْ أَعْطَى، وَيا خَيرَ مُرتَجَى، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَوْسِعْ عَليَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَافْتَحْ لِي بَابَ رِزْقٍ مِنْ عِنْدِكَ، إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، وتَقَبَّلْ صَوْمِي وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ. اللَّهُمَّ رَبَّ شَهْرِ رَمَضَانَ وَمَا أَنْزلتَ فِيه مِنَ القُرآنِ وَالبَرَكاتِ، أَسألُكَ أنْ تُصَلّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وأنْ تَرْزُقَني حُبَّ الصَّلاةِ والصِّيَامِ والحجِّ والعُمْرَةِ وَصِلَةِ الرَّحْمِ، وَتُحبِّبَ إليَّ كُلَّ مَا أَحْبَبْتَ، وَتُبَغِّضَ إليَّ كُلَّ مَا

ص: 518

أَبْغَضْتَ. اللَّهُمَّ إنَّكَ تَكَفَّلْتَ بِرزْقي وَرِزْقِ كُلِّ دَابّةٍ، يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ، وَيَا خَيْرَ مَسؤولٍ، يا خَيْرَ مُرْتَجَى، وَأوْسَعَ مَنْ أَعْطَى، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وارْزُقنِي السَّعَةَ والدَّعَةَ والسَّعَادَةَ في هَذَا الشْهرِ العَظِيمِ، يا أرْحَمَ الرَّاحمينَ.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

اللَّهُمَّ يا سَلاَمُ يا مُؤْمِنُ يا مُهَيْمِنُ، يا جَبَّارُ يا مُتَكَ_بِّرُ، يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا وَاحِدُ يا فَرْدُ، يا غَفُورُ يا رَحِيْمُ يا وَدُودُ يا حَلِيمُ، مَضَى مِنَ الشَّهْرِ الْمُبارَكِ الثُّلْثُ، وَلَسْتُ أَدْرِي سَيّدِي ما صَنَعْتَ فِي حاجَتِي هَلْ غُفِرَتْ لِي، إِنْ أَنْتَ غَفَرْتَ لِي فَطُوبَى لِي، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ غَفَرْتَ لِي فَواسَوْأَتاهُ، فَمِنَ الآنَ سَيّدِي فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَتُبْ عَلَيَّ وَلا تَخْذُلْنِي، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ، وَاعْفُ عَنّي بِعَفْوِكَ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ وَتَجاوَزْ عَنّي بِقُدْرَتِكَ، إِنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

صلاة الليلة العاشرة: عُشرون ركعة، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كُلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (التَوحيد) إحدى وثلاثين مرّة. وسّع اللَّه عليه رزقه وكان من الفائزين.

دعاء الليلة الحادية عشرة:

سُبْحانَكَ لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ البارِىءُّ الواحِدُ القَهَّارُ، الَّذِي خَلَقَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئاً بِمَشِيَّتِهِ، وَأَراني فِي نَفْسي وَفِي كُلِّ شَيْءٍ مِنْ مَخْلوقَاتِهِ وَصُنْعِهِ الدَّلائِلَ البَيِّنَةَ النَيِّرَةَ عَلَى قُدْرَتِهِ، الَّذِي فَرضَ الصيَّامَ عَلَيَّ تَعَبُّداً، يُصْلِحُ

ص: 519

بِهِ شأْني، وَيَغْسِلُ عَنّي أَوْزارِي، وَيُذكِّرُنِي بِما لَهَوْتُ عَنْهُ مِنْ ذِكْرِهِ، وَيُوجِبُ لِيَ الزُّلْفى بِطاعَةِ أمْرِهِ. اللَّهُمَّ سَيِّدي أَنْتَ مَوْلايَ إنْ كُنْتَ جُدْتَ عَلَيَّ بِصالِحٍ فِيما مَضَى مِنْهُ اِرْتَضَيْتَهُ فَزدْنِي، وَإنْ كُنْتُ اقْتَرَفْتُ مَا أَسْخَطَكَ فَأَقِلْنِي. اللَّهُمَّ مَلِّكْنِي مِن نَفْسي فِي الهُدَى مَا أَنْتَ لَهُ أَملَكُ، وَقَدِّرْني مِنَ العُدُولِ بِها إلى إرادَتِكَ عَلى مَا أَنْتَ عَليْهِ أَقْدَرُ، وَكُنْ مُخْتاراً لِعَبْدِكَ مَا يُسْعِدُهُ بِطَاعَتِكَ، وَيُجَنِّبُهُ الشِّقْوةَ بِمَعْصيَتِكَ حَتّى يَفُوزَ فِي المعْصُومِينَ وَيَنْجُوَ فِي المَقْبولينَ، وَيُرافِقَنِي الفَائِزونَ الذِين لاَ خَوفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحزَنُون، وصلّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

دعاء آخر:

يَا مَنْ يَكْفِي كُلَّ مَؤُونَةٍ بِلاَ مَؤُونَةٍ، يَا جَوَادُ يَا مَاجِدُ، يَا أَحَدُ يَا وَاحِدُ يَا صَمَدُ، يَا مَنْ لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلْ صَوْمِي، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ، وَعَلَى مَا بَقِيَ مِنْ شَهْرِي. اللَّهُمَّ إِنِّي أَمْسَيْتُ لاَ أَمْلِكُ مَا أَرْجُو، وَلاَ أَسْتَطِيعُ دَفْعَ مَا أُحَاذِرُ إِلاَّ بِكَ، وَأَمْسَيْتُ مُرْتَهِناً بِعَمَلِي، وَأَمْسَى الأَمْرُ وَالقَضَاءُ بِيَدِكَ، يَا رَبِّ، فَلاَ فَقِيرَ أَفْقَرُ مِنِّي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِي يَا رَبِّ ظُلْمِي وَجُرْمِي وَجَهْلِي وَجِدِّي وَهَزْلِي وَكُلَّ ذَنْبٍ ارْتَكَبْتُهُ، وَبَلِّغْنِي، وَارْزُقْنِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فِي هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ، مِنْ غَيْرِ مَشَقَّةٍ مِنِّي، وَلاَ تُهْلِكْ رُوحِي وَجَسَدِي فِي طَلَبِ مَا لَمْ تُقَدِّرْ لِي، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ص: 520

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَأْنِفُ الْعَمَلَ، وَأَرْجُو الْعَفْوَ، وَهذِهِ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ لَيْالِي الثُّلْثَيْنِ، أَدْعُوكَ بِأَسْمائِكَ الْحُسْنَى، وَأَسْتَجِيْرُ بِكَ مِنْ نارِكَ الَّتِي لا تُطْفَأُ، وَأَسْأْلُكَ أَنْ تُقَوِّيَنِي عَلَى قِيامِهِ وَصِيامِهِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيْعادَ. اللَّهُمَّ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ (بِهَا) تُتِمُّ الصَّالِحاتِ، وَعَلَيْهَا اتَّكَلْتُ، وَأَنْتَ الصَّمَدُ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنِّي، إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

صلاة الليلة الحادِية عَشَرة: ركعتان يقرأ في كُلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (الكوثر) عَشرين مرّة. لم يتبع بذنب ذلك اليوم.

دعاء الليلة الثانية عشرة:

سُبْحَانَكَ أَيُّها المَلِكُ القَدِيرُ الَّذِي بِيدِهِ الأُمُورُ، وَلاَ يُعْجِزُهُ مَا يُريدُ، وَلاَ يُنْقِصُهُ العَطاءُ والمَزيدُ، اللَّهُمَّ إنْ كَانَتْ صَحِيفتِي مُسْوَدَّةً بِالذُّنوبِ إليْكَ، فَإِني أُعوِّلُ فِي مَحوِها فِي هذِهِ اللّيالِي البِيضِ عَلَيْكَ، وَأَرْجُو مِنَ الغُفْرانِ والعَفْو مَا هُوَ بِيَدِكَ، فَإنْ جُدْتَ بِهِ عَلَيَّ لَمْ يَنْقُصْكَ وَفُزْتُ، وَإنْ حَرَمْتَنِيهِ لَمْ يَزِدْكَ وَعَطَبْتُ. اللَّهُمَّ فَوَفِّني بِما سَبَقَ لِي مِن الحُسْنى شَهادَةَ الإِخْلاصِ بِكَ، وَبِما جُدْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ ذَلِكَ، وَمَا كُنْتَ لأَعْرِفُهُ لَولا تَفَضُّلِكَ، (وَأَعِذْنِي مِنْ سَخَطِكَ)، وَأَنِلْني بِهِ رِضَاكَ وَعِصْمَتَكَ، وَوَفّقْني لاسْتِينافِ مَا يَزْكُو لَدَيكَ مِنَ العَمَلِ، وَجَنّبْنِي الهَفَواتِ والزَّلَلَ، فَإِنَّكَ

ص: 521

تَمْحُو مَا تَشاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتابِ وَصَلّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النّبِي وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَثِيراً.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ، وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ، فَإِنَّكَ لاَ تَبِيدُ وَتَنْفَدُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقَبَّلَ مِنِّي، وَمِنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ صِيَامَ شَهْرِ رَمَضَانَ وَقِيَامِهِ، وَتَفُكَّ رِقَابَنَا مِنَ النَّارِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ قَلْبِي بَارّاً، وَعَمَلِي سَارّاً، وَرِزْقِي دَارّاً، وَحَوْضَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلاَمُ لِي قَرَاراً وَمُسْتَقَرّاً، تُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ فِي عَافِيَةٍ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

اللَّهُمَّ أَنْتَ الْعَزِيْزُ الْحَكِيْمُ، وَأَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، وَأَنْتَ الْعَلِيُّ الْعَظِيْمُ، لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَبْقَى وَلا يَفْنَى، وَلَكَ الشُّكْرُ يَبْقَى وَلاَ يَفْنَى، وَأَنْتَ الْحَيُّ الْحَكِيْمُ العَلِيمُ، أَسْأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الْكَرِيم، وَبِجَلالِكَ الَّذِي لا يُرامُ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لا تُقْهَرُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

صلاة الليلة الثّانية عَشرة: ثماني ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كُلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (القدر) ثلاثين مرّة. أعطي ثواب الشاكرين وكان يوم القيامة من الصابرين.

ص: 522

دعاء الليلة الثالثة عشرة:

الحَمْدُ لِلهِ الَّذِي يَجُودُ فَلا يَبْخَلُ، وَيَحْلُمُ فَلاَ يَعْجَلُ، الَّذِي مَنَّ عَلَيَّ مِنْ تَوْحِيدِهِ بِأَعْظَمِ المِنَّةِ، وَنَدَبَنِي مِنْ صَالِحِ العَمَلِ إلى خَيْر المِهْنَةِ، وَأَمَرَنِي بِالدُّعاءِ فَدَعَوْتُهُ فَوَجَدْتُهُ غِياثاً عِنْدَ شَدائِدِي، وَأدْرَكْتُهُ لَم يُبَعِّدْني بِالإجابَةِ حِينَ بَعُدَ مَداهُ، وَلا حَرَمَني الانْتِياشَ، لَمَّا عَمِلْتُ مَا لاَ يَرْضَاهُ، أَقالَنِي عَثْرَتِي، وَقَضى لِي حَاجَتي، وتَدارَكَ قِيامِي، وَعَجَّلَ مَعُونَتي، فَزادَني خِبْرةً بِقُدْرَتِهِ، وَعِلْماً بِنُفُوذِ مِشِيَّتِهِ. اللَّهُمَّ إنَّ كُلَّ ما جُدْتَ عَلَيَّ بِهِ بَعْدَ التّوْحِيدِ دُونَهُ وإنْ كَثُرَ، وَغَيْرَ مُوازٍ لَهُ وَإِنْ كَبُرَ، لأَنَّ جَمِيعَهُ نِعَمُ دارِ الفَناءِ المُرْتَجِعَةُ، وَهُوَ النِّعْمَةُ لِدارِ البَقاءِ الّتي لَيْسَتْ بِمُنْقَطِعَةٍ، فَيَا مَنْ جادَ بِذَلِكَ عَلَيَّ مُخْتَصّاً لِي بِرَحْمَتِهِ، وَوَفَّقَني للعملِ بِما يَقْضي حَقَّ يَدِكَ فِي هِبَتِهِ. اللَّهُمَّ بَيِّضْ أَعْمالِي بِنُورِ الهُدَى وَلا تُسَوِّدْها بِتَخْلِيَتي وَرُكُوبِ الهَوى، فَأَطْغَى فِيمَنْ طَغَى، وَأُقَارِفَ مَا يُسْخِطُكَ بَعْدَ الرِّضَا، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ، وَصَلّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَسَلّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

دعاء آخر:

يَا اللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا رَبُّ، يَا اللَّهُ يَا مُهَيْمِنُ، يَا اللَّهُ يَا رَبُّ، يَا مُتَكَبِّرُ، يَا اللَّهُ يَا رَبُّ يَا مُتَعَالٍ، يَا اللَّهُ يَا رَبُّ يَا مُعَيدُ، يَا اللَّهُ يَا رَبُّ يَا ذَا الطَّوْلِ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، يَا اللَّهُ يَا رَبَّ الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، يَا اللَّهُ يَا رَبُّ يَا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ، وَسَتَرَ القَبِيحَ، يَا مَنْ لاَ يُؤاخِذْ بِالجَرَيرَةِ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يَا كَرِيمَ العَفْوِ، يَا حَسَنَ التَّجَاوُزِ، يَا وَاسِعَ المَغْفِرَةِ، يَا

ص: 523

بَاسِطَ اليَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يَا خَلِيلَ إِبْرَاهِيمَ، وَنَجِيَّ مُوسَى، وَمُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ فِي هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ، وَلاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

وسل ما شئت وظنّ أن اللَّهَ تعالى قد استجاب لك، إن شاء اللَّهُ تعالى.

دعاء آخر مرويّ عن رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

يا جَبَّارَ السَّماواتِ وَجَبَّارَ الأَرَضِينَ، وَيا مَنْ لَهُ مَلَكُوتُ السَّماواتِ وَمَلَكُوتُ الأَرَضِينَ، وَغَفَّارَ الذُّنُوبِ وَالسَّمِيْعَ الْعَلِيمَ، الْغَفُورَ العَزِيزَ الْحَلِيْمَ الرَّحِيْمَ، الصَّمَدَ الْفَرْدَ، الَّذِي لا شَبِيهَ لَكَ، وَلا وَلِيَّ لَكَ، أَنْتَ الْعَلِيُّ الأَعْلَى، وَالْقَدِيْرُ الْقادِرُ، وَأَنْتَ الْتَوَّابُ الرَّحِيْمُ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

صلاة الليلة الثّالثة عَشرة: أربع ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كُلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (التَوحيد) خمساً وعَشرين مرّةً. مرَّ على الصراط كالبرق الخاطف.

دعاء الليلة الرابعة عشرة:

سُبْحَانَ مَنْ يَجُودُ عَلَيَّ بِرَحْمَتِهِ فَيُوَسِّعُهَا بِمَشِيَّتِهِ، ثُمَّ يُقَصِّرُهَا إِلَى نِعَمِهِ وَأَيَادِيهِ، وَلِيُبَيِّنَ فِيهِ للنَّاظِرِينَ أَثَرَ صَنِيعِهِ، وَالمُتَأَمِّلِينَ دَقَائِقَ حِكْمَتِهِ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، مُتَفَرِّداً بِخَلْقِهِ بِغَيْرِ مُعِينٍ، وَجَاعِلاً جَمِيعَ أَفْعَالِهِ وَاحِداً بِلاَ ظَهِيرٍ، عَرَفَتْهُ القُلُوبُ بِضَمَائِرِهَا وَالأَفْكَارُ بِخَوَاطِرِهَا، وَالنُّفُوسُ بِسَرَائِرِهَا، وَطَلِبَتْهُ التَّحْصِيلاَتُ فَفَاتَهَا، واعْتَرَضَتْهُ الْمَعْقُوَلاَتُ فَأَطَاعَهَا، فَهُوَ القَرِيبُ السَّمِيعُ، وَالحَاضِرُ المُرْتَفِعُ. اللَّهُمَّ هَذِهِ أَضْوَاءُ وَأَنْوَارُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِكَ، وَأَزْيَنَهَا وَأَحْصَاهَا

ص: 524

بِضَوْءِ بَدْرِكَ، بَسَطْتَ فِيهَا لَوَامِعَهُ وَارْتَجَعَتْ فِي أَرْضِكَ شُعَاعُهُ، وَهِيَ لَيْلَةُ سُبْعَيْنِ مَضَيَا مِنَ الصِّيَامِ وَأَوَّلُ سُبْعَيْنِ بَقِيَا مِنْ عَدَدِ الأَيَّامِ. اللَّهُمَّ فَوَسِّعْ لِي فِيهَا نُورَ عَفْوِكَ، وَابْسُطْهُ وامْحَصْ عَنِّي ظُلْمَ سَخَطِكَ وَاقْبِضْهُ. اللَّهُمَّ إِنَّ جُودَكَ وَنِعْمَتَكَ يُصْلِحَانِ رَجَائِي، وَإِنَّ صِيَانَتَكَ وَمَخَاصَّتَكَ يَكْشِفَانِ بَالِي، وَمَا أَنْتَ بِضُرِّي مُنْتَفِعٌ، فَأَتَّهِمُكَ بِالتَّوَفُّرِ عَلَى مَنْفَعَتِكَ، وَلاَ بِمَا يَنْفَعُنِي مَضْرُورٌ فَأَسْتَحْيكَ مِن الْتِمَاسِ مَضَرَّتِكَ، فَكَيْفَ يَبْخَلُ مَنْ لاَ حَاجَةَ بِهِ إِلَى عَفْوِ مَعْبُودٍ عَلَى عَبْدِهِ، مُضْطَرٍّ إِلَى عَفْوِهِ، أَمْ كَيْفَ يَسْمَحُ وَقَدْ جَادَ لَهُ بِهِدَايَتِهِ أَنْ يُخَلِّيَهُ وَيَقْحَمَ سُبُلَ ضَلاَلَتِهِ، كَلاَّ إِنَّكَ الأَكْرَمُ يَا مَوْلاَيَ مِنْ ذَاكَ وَأَرْأَفُ وَأَحْنَا وَأَعْطَفُ. اللَّهُمَّ اطْوِ هَذِهِ اللَّيْلَةَ بِعَمَلٍ لِي صَالِحٍ تَرْضَى مَطَاوِيهِ، وَيُبْهِجُنِي فِي الآخِرَةِ بِمَنَاشِرِهِ، وَأَمْضَاهَا بِالعَفْوِ عَنِّي فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ وَآخِرِهِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يَا رَحْمَنُ يَا رَحِيمُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَثِيراً.

دعاء آخر:

يا اللَّهُ يا رَحْمانُ يا رَحِيمُ، يا عَلِيمُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ، اللَّهُمَّ إِنّي لاَ أَسْأَلُكَ بِعَمَلِي شَيْئاً، إنّي مِنْ عَمَلِي خَائِفٌ، إنَّما أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ مَا أْسألُكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَهَبْ لِي مِنْ طَاعَتِكَ مَا يُرْضِيكَ عَنّي، وَتَقَبَّلْ صَوْمِي وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ، وارحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ إنّي أَدْعُوكَ وأَسْأَلُكَ بِأَسْمائِكَ الحُسْنَى، وَباسْمِكَ العَظِيمِ، وَوَجْهِكَ الكريمِ، وَرَوْحِكَ القُدُّوسِ، وَكلاَمِكَ الطّيِّبِ، وَمُلْكِكَ الدَّائِمِ العَظِيمِ، وَسُلْطانِكَ المُنِير، وَقُرْآنِكَ الحَكِيمِ، وَعَطائِكَ الجَليلِ الجَزِيلِ،

ص: 525

وَبِاسْمِكَ الَّذِي إذا دُعِيِتَ بِهِ أجَبْتَ، وَإذا سُئِلْتَ أَعْطِيتَ، أَنْ تُصَلّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَعْتِقَني مِنَ النَّارِ في هذا الشَّهْرِ المُبارَكِ، فَإِنّي فَقِيرٌ مِسْكِينٌ إلى رَحْمَتِكَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء آخر:

يا أَوَّلَ الأَوَّلِينَ، وَيا آخِرَ الآخِرِينَ، يا وَلِيَّ الأَوْلِياءِ، وَجَبَّارَ الْجَبابِرَةِ،أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئاً، وَأَنْتَ أَمَرْتَنِي بِالطَّاعَةِ وَأَطَعْتُ سَيّدِي جُهْدِي، فَإِنْ كُنْتُ تَوانَيْتُ أَوْ أَخْطَأْتُ أَوْ نَسِيْتُ، فَتَفَضَّلْ عَلَيَّ سَيّدِي وَلا تَقْطَعْ رَجائِي، فَامْنُنْ عَلَيَّ بِالجَنَّةِ، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ، مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَوَّابُ الرَّحِيْمُ.

صلاة الليلة الرّابعة عَشرةَ: ست ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كُلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (الزلزلة) ثلاثين مرّةً. هوّن اللَّهُ عليه سكرات الموت ومنكراً ونكيراً.

دعاء الليلة الخامسة عشرة:

الْحَنَّانُ أَنْتَ سَيِّدِي، الْمَنَّانُ أَنْتَ مَوْلايَ، الْكَرِيمُ أَنْتَ سَيِّدِي، الْعَفُوُّ أَنْتَ مَوْلايَ، الْحَلِيمُ أَنْتَ سَيِّدِي، الْوَهَّابُ أَنْتَ مَوْلايَ، الْعَزِيزُ أَنْتَ سَيِّدِي، الْقَرِيبُ أَنْتَ مَوْلايَ، الْواحِدُ أَنْتَ سَيِّدِي، الْقاهِرُ أَنْتَ مَولايَ، الصَّمَدُ أَنْتَ سَيِّدِي، الْعَزِيزُ أَنْتَ مَوْلايَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنِّي، إِنَّكَ أَنْتَ الأَجَلُّ الأَعْظَمْ.

صلاة الليلة الخامِسَة عَشرة: أربع ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في الركعة الأولى والثانية سورةَ (الحمد) مرّة وسورةَ (التوحيد) مائة مرّة

ص: 526

ويقرأ في الركعة الثالثة والرابعة سورةَ (الحمد) مرّة وسورةَ (التوحيد) خمسين مرّة. أعطي ما لا يعلمه إلاّ اللَّه.

دعاء الليلة السادسة عشرة:

اللَّهُمَّ سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُعْبَدُ بِتَوفِيقِكَ، وَتُجْحَدُ بِخِذْلاَنِكَ، أَرَيْتَ عِبَرَكَ وَظَهَرَتْ غِيَرُكَ، وَبَقِيَتْ آثَارُ المَاضِينَ عِظَةً لِلْبَاقِينَ، وَالشَّهَوَاتُ غَالِبَةٌ، وَاللَّذَّاتُ مُجَاذِيَةٌ، نَعْتَرِضُ أَمْرَكَ وَنَهْيَكَ بِسُوءِ الاخْتِيَارِ، وَالعَمَى عَنِ الاسْتِبْصَارِ، وَنَمِيلُ عَنِ الرَّشَادِ، وَنُنَافِرُ طُرُقَ السَّدَادِ. فَلَوْ عَجَّلْتَ لانْتَقَمْتَ وَمَا ظَلَمْتَ، لِأَنَّكَ تُمْهِلُ عَوْداً عَلَى يَدَيْكَ بِالإِحْسَانِ، وَتَنْظُرُ تَعَمُّداً لِلرَّأْفَةِ وَالامْتِنَانِ، فَكَمْ مِمَّنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَمَكَّنْتَهُ أَنْ يَتُوبَ كَفَرَ الحَوْبَ، وَأَرْشَدْتَهُ الطَّرِيقَ بَعْدَ أَنْ تَوَغَّلَ فِي المَضِيقِ، فَكَانَ ضَالاًّ لَوْلاَ هِدَايَتُكَ، وَطَائِحاً حَتَّى تَخَلَّصَتْهُ دَلاَئِلُكَ، وَكَمْ مِمَّنْ وَسَّعْتَ لَهُ فَطَغَى، وَرَاخَيْتَ لَهُ فَاسْتَشْرَىَ، فَأَخَذْتَهُ أَخْذَةَ الانْتِقَامِ، وَجَذَذْتَهُ جُذَاذَ الصِّرَامِ. اللَّهُمَّ فَاجْعَلْنِي فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلَهُ، وَغَفَرْتَ زَلَلَهُ، وَرَحِمْتَ غَفْلَتَهُ، وَأَخَذْتَ إِلَى طَاعَتِكَ نَاصِيَتَهُ، وَجَعَلْتَ إِلَى جَنَّتِكَ أَوْبَتَهُ، وَإِلَى جِوَارِكَ رَجْعَتَهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء آخر:

اللّهُمَّ أَنْتَ إلهي وَلِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ وَبِي إلَيْكَ فَاقَةٌ، وَلا أجدُ إلَيْكَ شَافِعاً وَلا مُتَقَرِّباً أوْجَهُ فِي نَفْسِي، وَلا أَعظَمُ رَجَاءً عِنْدي مِنْكَ، وَقَدْ نَصَبْتُ يَدَيَّ إليْكَ في تَعْظِيمِ ذِكرِكَ وَتَفْخِيمِ أَسْمائكَ، وَإنّي أُقَدِّمُ إِليْكَ

ص: 527

بَينَ يَديْ حوائِجِي بَعدَ ذِكْرِي نِعْمَاكَ عَلَيَّ بِإقرارِي لَكَ، ومَدْحِي إيَّاكَ، وَثَنَائي عَلَيْكَ، وَتَقْدِيسي مَجدَكَ، وَتَسْبيحِي قُدْسَكَ. الحمدُ لَكَ بِما أَوْجَبْتَ عَلَيَّ مِنْ شُكْرِكَ، وَعَرَّفتَني مِنْ نَعْمَائِكَ، وألبَسْتَني مِنْ عَافِيَتِكَ، وأفضَلْتَ عَلَيَّ مِنْ جَزيلِ عَطِيَّتِك، فإنَّكَ قُلْتَ سَيِّدِي: (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كفَرْتُمْ إنَّ عَذَابي لَشَدِيدٌ)، وَقَوْلُكَ وَوَعْدُكَ حَقُّ، وَقُلْتَ سَيِّدي: (وإنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها) وَقُلْتَ: (ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيةً) وَقُلْتَ: (ادْعُوهُ خَوْفاً وَطَمَعاً إنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحْسِنِينَ). اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ قَلِيلاً مِنْ كَثِيرٍ مَعَ حَاجَةٍ بِي إِلَيْهِ عَظِيْمَةٍ، وَغِناكَ عَنْهُ قَدِيمٌ، وَهُوَ عِنْدِي كَثِيرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسِيرٌ. اللَّهُمَّ إِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبِي، وَتَجاوُزَكَ عَنْ خَطِيئَتِي، وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمِي، وَسَتْرَكَ عَلَى قَبِيحِ عَمَلِي، وَحِلْمَكَ عَنْ كَثِيرِ جُرْمِي، عِنْدَما كانَ مِنْ خَطَئِي وَعَمْدِي، أَطْمَعَنِي فِي أَنْ أَسْأَلَكَ ما لا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ، فَصِرْتُ أَدْعُوكَ آمِناً، وَأَسْأَلُكَ مُسْتَأَنِساً، لا خائِفاً وَلا وَجِلاً، مُدِلاًّ عَلَيْكَ، فِيما قَصَدْتُ فِيهِ إِلَيْكَ، فَإِنْ أَبْطَأَ عَنِّي عَتِبْتُ بِجَهْلِي عَلَيْكَ، وَلَعَلَّ الَّذِي أَبْطَأَ عَنِّي، هُوَ خَيْرٌ لِي، لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الأُْمُورِ، فَلَمْ أَرَ مَوْلَىً كَرِيماً، أَصْبَرَ عَلَى عَبْدٍ لَئِيمٍ مِنْكَ عَلَيَّ يا رَبِّ، إِنَّكَ تَدْعُونِي فَأُوَلِّي عَنْكَ، وَتَتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إِلَيْكَ، وَتَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلا أَقْبَلُ مِنْكَ، كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، ثُمَّ لاَ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لِي، وَالإِْحْسانِ إِلَيَّ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَارْحَمْ عَبْدَكَ الْجَاهِلَ وَجُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ إِحْسَانِكَ وَجُودِكَ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ.

ص: 528

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا اللَّهُ، يا رَحْمانُ يا رَحْمانُ، يا رَحْمانُ يا رَحْمانُ، يا رَحْمانُ يا رَحْمانُ، يا رَحْمانُ يا رَحْمانُ، يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ، يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ، يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ، يا رَحِيمُ، يا غَفُورُ يا غَفُورُ، يا غَفُورُ يا غَفُورُ، يا غَفُورُ يا غَفُورُ، يا غَفُورُ يا غَفُورُ، يا رَؤُوفُ، يا رَؤُوفُ يا رَؤُوفُ، يا رَؤُوفُ يا رَؤُوفُ، يا رَؤُوفُ يا رَؤُوفُ، يا حَنَّانُ يا حَنَّانُ، يا حَنَّانُ يا حَنَّانُ، يا حَنَّانُ يا حَنَّانُ، يا حَنَّانُ يا حَنَّانُ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَإِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

صلاة الليلة السّادِسَة عَشرة: اثنتا عَشرةَ ركعةً، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كُلِّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (التكاثر) اثنتي عشرة مرّةً. خرج من قبره وهو ريان.

دعاء الليلة السابعة عشرة:

سُبْحَانَ العَزِيز بِقُدْرَتِهِ، الْمَالِكِ بِغَلَبَتِهِ، الّذِي لاَ يَخرُجُ شَيءٌ عَنْ قَبْضَتِهِ، وَلا أَمْرٌ إلاَّ بِيَدِهِ، الَّذِي يَجُودُ مُبتَدِئاً وَمَسْؤُولاً وَيُنْعِمُ مُعِيداً، هُوَ الحَميدُ الْمَجِيدُ، نَحْمَدُهُ بِتَوْفِيقِهِ، فَنِعَمُهُ بِذَلِكَ جُدَدٌ لاَ تُحْصَى، وَنُمَجِّدُهُ بِآلاَئِهِ وَبِدَلالاَتِهِ فَأيَادِيهِ لا تُكَافَأُ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي يَمْلِكُ الْمالِكِينَ، وَيُعِزُّ الأعِزَّاءَ، وَيُذِلُّ الأذَلّينَ. اللّهُمَّ إنَّ هذِهِ اللّيْلَةَ لَيْلَةُ سَبْعَ عَشَرَة، عَشَرٌ وَهيَ أوَّلُ عُقُودِ الأعدَادِ، وَسَبعٌ وَهِيَ شَرِيفةُ الآحادِ، لاَحِقَةٌ بِنَعْتِ سَابِقِهِ، وَيْلٌ لِمَنْ أمضَاهُنَّ بغَيْرِ حَقٍّ لَكَ يا مَوْلاَهُ قَضَاكَ، وَلاَ بِقُرْبٍ

ص: 529

إِلَيْكَ أَرْضَاكَ، وأَنَا أَحَدُ أَهلِ الوَيلِ، صَدَّتْنِي عَنْكَ بِطْنَةُ الْمَآكِلِ والْمَشَارِبِ، وَغَرَّني بِكَ أمرُ الْمَسَارِبِ وَسِعَةُ المذاهِبِ، واجتَذَبَتنْي إلى لَذّاتِها سِنَتي، ورَكِبتُ الوَطِيئَةَ اللَّذِيذَةَ مِنْ غَفْلَتي، فاطرُدْ عَنّي الاغترَارَ، وَأَنْقِذْنِي وأَنَفْ بي عَلى الاستِبصَارِ، واحفَظْنِي مِن يَدِ الغَفْلَةِ وَسَلّمْني إلى اليقْظَةِ، بِسَعَادَةٍ مِنْكَ تُمْضِيها وَتَقْضِيها لِي، وتُبَيِّضُ وَجهِي لَدَيكَ، وَتُزلِفُني عِنْدَكَ ، يَا أرحَمَ الرَّاحِمِينَ، وصَلّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبي وآلِهِ وَسَلّم.

دعاء آخر:

يا صَاحِبَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ يَومَ حُنَينٍ، وَيا مُبيرَ الجبَّارِينَ وَيا عَاصِمَ النَّبِيِّينَ، أَسألُكَ بياسِينَ والقرآنِ الحكيمِ، وَبِطَهَ وَسَائِرِ القُرآنِ العَظيمِ، أن تُصَلّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وأنْ تَهبَ لِي اللَّيْلةَ تأْييداً تَشُدُّ بِهِ عَضُدِي، وَتَسُدُّ بِهِ خَلّتي يا كريمُ، أنا المُقِرُّ بالذُّنُوبِ فَافعَل بي مَا تَشَاءُ، لَن يُصِيبَنِي إلاّ مَا كَتَبتَ لِي، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وَأَنتَ حَسْبي، وأَنتَ رَبُّ العَرشِ الكَريمِ. اللّهُمَّ إنّي أسْأَلُكَ خَيْرَ الْمَعِيشةِ أبداً ما أَبْقَيْتَنِي بُلْغَةً إلى انْقِضاءِ أَجلي، أَتقَوَّى بِها عَلى جَميعِ حَوَائِجِي، وأتَوَصَّلُ بِهَا إلَيْكَ مِنْ غَيْرِ أنْ تُفْتِنَني بِإكْثَارٍ فأَطْغَى، أَوْ تَقْصِيرٍ عَليَّ فَأَشقَى، وَلاَ تُشْغِلْني عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ، وَأَعْطِني غِنىً عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الدُنْيَا وشَرِّ ما فِيهَا. اللَّهُمَّ لا تَجْعَلِ الدُّنْيا لِي سِجْناً، وَلا تَجْعَلْ فِرَاقَها لِي حُزْناً، أخْرِجْنِي عَنْ فِتْنَتِها إذا كانَتِ الوَفَاةُ خيراً لِي مِنَ حَياتِي، مَقْبُولاً عَمَلِي إلى دَارِ الحَيَوانِ، ومَسَاكِنِ الأخْيَارِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ أزَلِها

ص: 530

وَزِلْزَالِهاَ وَسُلْطَانِها وَبَغْيِ بُغَاتِهَا. اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَني فأرِدْهُ، وَمَنْ كَادَنِي فَكِدْهُ، وَاكْفِنِي هَمَّ مَنْ أَدْخَلَ عَلَيْهِ هَمَّهُ، وَصَدِّقْ قَوْلِي بِفِعْلِي، وأَصْلِحْ لِي حَالي، وبارِكْ لِي في أهْلي ومَالِي وَوُلْدِي وإِخْوانِي، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا مَضى مِنْ ذُنُوبِي، واعصِمْنِي فِيما بَقِي مِنْ عُمري حَتّى أَلقَاكَ وأَنْتَ عَنّي رَاضٍ.

وتسأل حاجتك، ثم تسجد عقيب الدعاء وتقول في سجودك:

سَجَدَ وَجْهِيَ البَالِيَ الفانِيَ الْموُقوفُ المحاسَبُ المُذنِبُ الخاطىءُ، لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ البَاقِي، الدَّائِمِ الغَفُورِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلى وَبِحَمْدِهِ وأسْتَغْفِرُ اللَّهَ وأتُوبُ إلَيْهِ.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

اللَّهُمَّ هذَا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ الْقُرْآنَ، وَأَمَرْتَ بِعِمارَةِ الْمَسَاجِدِ، وَالْدُّعاءِ وَالصِّيامِ وَالْقِيامِ، وَضَمِنْتَ لَنا فِيهِ الاْسْتِجابَةَ، فَقَدِ اجْتَهَدْنا وَأَنْتَ أَعَنْتَنا، فَاغْفِرْ لَنا فِيهِ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنَّا، وَاعْفُ عَنَّا فَإِنَّكَ رَبُّنا، وَارْحَمْنا، فَإِنَّكَ سَيّدُنا، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَنْقَلِبُ إِلَى مَغْفِرَتِكَ وَرِضْوانِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الأَْجَلُّ الأَْعْظَمُ.

صلاة الليلة السّابِعَة عَشرة: ركعتان يقرأ في الركعة الأوّلى سورةَ (الحَمد) مرّة وما شاء مِن السّور وفي الركعة الثّانية يقرأ سورةَ (الحمد) مرّة وسورةَ (التَوحيد) مائةَ مرّةٍ ويَقول بَعد السّلام: ( لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ) مائةَ مرّةٍ. أعطي ثواب ألف ألف حجّة.

ص: 531

دعاء الليلة الثامنةَ عشرة:

لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ، لاَ شَرِيكَ لَهُ فِي مُلْكِهِ، وَلاَ مُنَازِعَ لَهُ فِي قُدْرَتِهِ، أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً، وَخَلَقَهُ وَجَعَلَ لَهُ أَمَداً، فَكُلُّ مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ، لَهُ الحُكْمُ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي قَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ بِجَبَرُوتِهِ، وَاسْتَوْلَى عَلَيْهِ بِقُدْرَتِهِ، وَمَلَكَهُ بِعِزَّتِهِ، سُبْحَانَ خَالِقِي وَلَمْ أَكُ شَيْئاً، كَفَلَنِي بِرَحْمَتِهِ، وَغَذّانِي بِنِعْمَتِهِ، وَفَسَحَ لِي فِي عَطِيَّتِهِ، وَمَنَّ عَلَيَّ بِهِدَايَتِهِ، بِمَا أَلْهَمَنِي مِنْ وَحْدَانِيَّتِهِ، وَالتَّصْدِيقِ بِأَنْبِيَائِهِ، وَحَامِلِي رِسَالاتِهِ، وَبِكُتُبِهِ المُنْزَلَةِ عَلَى بَرِيَّتِهِ المُوجِبَةِ لِحُجَّتِهِ، الَّذِي لَمْ يَخْذُلْنِي بِجُحُودٍ، وَلَمْ يُسَلِّمْنِي إِلَى عَنُودٍ، وَجَعَلَ مِنْ أَكَارِمِ أَنْبِيَائِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَرُومَتِي، وَمِنْ أَفَاضِلِهِمْ نَبعَتِي، وَلِخَاتَمِهِمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ عَوْنَتِي. اللَّهُمَّ لاَ تُذَلِّلْ مِنِّي مَا أَعْزَزْتَ، وَلاَ تَضَعْنِي بَعْدَ أَنْ رَفَعْتَ، وَلاَ تَخْذُلْنِي بَعْدَ أَنْ نَصَرْتَ، وَاطْوِ فِي مَطَاوِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ، ذُنُوبِي مَغْفُورَةً، وَأَدْعِيَتِي مَسْمُوعَةً، وَقُرْبَاتِي مَقْبُولَةً، فَإِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَما حَمَدْتَ نَفْسَكَ، وأَفْضَلَ مَا حَمِدَكَ الحَامِدُونَ مِنْ خَلقِكَ، حَمداً يكُونُ أَرْضَى الحَمْدِ لَكَ، وَأَحَقَّ الحَمْدِ عِنْدَكَ، وَأَحَبَّ الحَمْدِ إِلَيْكَ، وَأَفْضَلَ الحَمْدِ لَدَيْكَ، وأَقْرَبَ الحَمْدِ مِنْكَ، وأَوْجَبَ الحَمْدِ جَزاءً عَليْكَ، حَمْداً لاَ يَبْلُغُهُ وَصْفُ واصِفٍ، وَلاَ يُدْرِكُهُ نَعْتَ نَاعِتٍ، وَلا وَهْمُ مُتَوَهِّمٍ، وَلاَ فِكْرُ مُتَفَكّرٍ، حمْداً يَضْعُفُ عَنْهُ كُلُّ

ص: 532

أَحَدٍ مِمَّنْ في السَّماواتِ وَالأَرَضِين، وَيَقْصُرُ عَنْهُ وَعَنْ حُدُودِهِ وَمُنتَهَاهُ جَميعُ المَعْصُومِينَ، المُؤَيَّدِينَ الّذِين أَخَذْتَ مِيثاقَهُمْ فِي كِتابِكَ الّذي لاَ يُغَيَّرُ وَلاَ يُبَدَّلُ، حَمْداً يَنْبَغِي لَكَ، وَيَدُومُ مَعَكَ، وَلاَ يَصْلُحُ إلاّ لكَ، حَمْداً يَعْلُو حَمْدَ كُلِّ حَامِدٍ، وَشُكْراً يُحِيطُ بِشُكْرِ كُلِّ شَاكِرٍ، حَمْداً يَبْقَى مَعَ بَقَائِكَ، وَيَزيدُ إذا رَضِيتَ، وَيَنْمَى كُلّمَا شِئتَ، حَمْداً خالِداً مَعَ خُلُودِكَ، وَدائِماً مَعَ دَوامِكَ، كما فَضَّلْتَنَا عَلى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَلِما وَهَبْتَ مِنْ مَعْرِفَتِكَ وَصِيامِ شَهرِ رَمَضانَ. اللَّهُمَّ إنّي أَسْأَلُكَ بِمقامِ مُحَمَّدٍ، وَبِمقامِ أنْبِيائَكَ عَليْهِ وَعَليْهِمُ السَّلامُ، أَنْ تُصَلّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَقْبَلَ صَوْمِي وَتَصْرِفَ إليَّ وَإلى أهلي وَوُلْدِي وَأَهْلِ بَيْتِي وَمَنْ يَعْنِينِي أمْرُهُ، وَإلى جَميعِ المُؤْمِنينَ والمُؤْمِناتِ، مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ وَعافِيتِكَ وَنِعَمِكَ وَرِزْقِكَ الهَنيءِ المَرِيءِ، مَا تَجْعَلُهُ صَلاحاً لِدينِنَا وَقِوَامَاً لآخِرَتِنَا.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنا بِشَهْرِنا هذَا، وَأَنْزَلَ عَلَيْنا فِيهِ الْقُرْآنَ، وَعَرَّفَنا حَقَّهُ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الْبَصِيرَةِ، فَبِنُورِ وَجْهِكَ يا إِلهَنا وَإِلهَ آبائِنَا الأَوَّلِينَ ارْزُقْنا فِيهِ التَّوْبَةَ، وَلا تَخْذُلْنا، وَلا تُخْلِفْ ظَنَّنا، إِنَّكَ أَنْتَ الْجَلِيلُ الْجَبَّارُ.

صلاة الليلة الثّامِنَة عَشرة: أربع ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (الكوثر) خمساً وعَشرين مرّةٍ. بشّره ملك الموت بأن اللَّهَ راضٍ عنه.

ص: 533

دعاء اللية التاسعة عشرة:

اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلَى ما وَهَبْتَ لِي مِنْ انْطِواءِ مَا طَوَيْتَ مِنْ شَهْرِي، وَإِنَّكَ لَم تَجْنِ فِيهِ أَجَلِي، وَلَمْ تَقْطَعْ عُمْرِي، وَلَمْ تَبْتَلِنِي بِمَرَضٍ يَضْطَّرُّنِي إِلَى تَرْكِ الصِّيَامِ، وَلاَ بِسَفَرٍ يَحِلُّ لِي فِيهِ الإِفْطارُ، فَأَنَا أَصُومُهُ فِي كِفايَتِكَ وَوِقايَتِكَ، أُطِيعُ أَمْرَكَ، وَأَقْتاتُ رِزْقَكَ، وَأَرْجُو وَأُؤمِّلُ تَجاوُزَكَ. فأَتْمِمِ اللَّهُمَّ عَلَيَّ فِي ذَلِكَ نِعْمَتَكَ، وَأَجْزِلْ بِهِ مِنَّتَكَ، واسْلَخْهُ عَنِّي بِكَمالِ الصِّيَامِ وَتَمْحِيصِ الآثامِ، وَبَلِّغْنِي آَخِرَهُ بِخاتِمَةِ خَيْرٍ وَخَيْرِهِ، يَا أَجْوَدَ المَسْؤُولِينَ، وَيا أَسْمَحَ الوَاهِبِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَاهِرِينَ .

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

سُبْحانَ مَنْ لاَ يَمُوتُ، سُبْحانَ مَنْ لاَ يَزُولُ مُلْكُهُ، سُبْحانَ مَنْ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ خافِيَةٌ، سُبْحانَ مَنْ لاَ تَسْقُطُ وَرَقَةٌ إِلاَّ بِعِلْمِهِ، وَلاَ حَبَّةٌ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ إِلاَّ بِعِلْمِهِ وَبِقُدْرَتِهِ. فَسُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ، سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ، سُبْحَانَهُ سُبْحَانَهُ، ما أَعْظَمَ شَأْنَهُ، وَأَجَلَّ سُلْطَانَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْنَا مِنْ عُتَائِقِكَ، وَسُعَداءِ خَلْقِكَ بِمَغْفِرَتِكَ، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

صلاة الليلة التّاسِعَةَ عَشرةَ: خمسون ركعةً، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كلّ ركعة سورةَ (الحمد) مرّة وسورةَ (الزلزلة) مرّة. كان كمن حجَّ مائة حجّة.

ص: 534

دعاء الليلة العشرين:

اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إِلهَ لِي غَيْرُكَ أُوَحِّدُهُ، وَلاَ رَبَّ لِي سِوَاكَ أَعْبُدُهُ أَنْتَ الوَاحِدُ الأَحَدُ الصَّمَدُ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، وَكَيْفَ يَكُونُ كُفْوٌ مِنَ الْمَخُلُوقِينَ (لِلخَالِقِ) وَمِنَ الْمَرْزُوقِينَ لِلرَّازِقِ، وَمَنْ لاَ يَسْتَطِيعُونَ لأَِنْفُسِهِمْ نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً وَلاَ يَمْلِكُونَ مَوْتاً وَلاَ حَيَاةً وَلاَ نُشُوراً، وَهُوَ مَالِكُ ذَلِكَ كُلِّهِ بِعَطِيَّتِهِ وَتَحْرِيمِهِ وَيَبْتَلِي بِهِ وَيُعَافِيَ مِنْهُ، لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، إِلهِي وَسَيِّدِي مَا أَغَبَّ شَهْرُ الصِّيَامِ، إلَى جَانِبِ الفَنَاءِ وَأَنْتَ البَاقِي، وآذَنَ بِالانْقِضَاءِ وَأَنْتَ الدَّائِمُ، وَهُوَ الَّذِي عَظَّمْتَ حَقَّهُ فَعَظُمَ، وَكَرَّمْتَهُ فَكَرُمَ، وَإِنَّ لِي فِيهِ الزَلاَّتِ كَثِيرَةً وَالَهَفَواتِ عَظِيمَةً، إِنْ قَاصَصْتَنِي بِهَا كَانَ شَهْرَ شَقَاوَتِي، وَإِنْ سَمَحْتَ لِي بِهَا كَانَ شَهْرَ سَعَادَتِي. اللَّهُمَّ وَكَمَا أَسْعَدْتَنِي بِالإِقْرَارِ بِرُبُوبِيَّتِكَ مُبْدِئاً، فَأَسْعِدْنِي بِرَحْمَتِكَ وَرَأْفَتِكَ وَتَمْحِيصِكَ وَسَمَاحَتِكَ مُعِيداً، فَإِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٍ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَثِيراً.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ كَلَّفْتَنِي مِنْ نَفْسِي مَا أَنْتَ أَمْلَكُ بِهِ مِنِّي، وَقُدْرَتُكَ أَعْلَى مِنْ قُدْرَتِي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعْطِنِي مِنْ نَفْسِي مَا يُرْضِيكَ عَنِّي، وَخُذْ لِنَفْسِكَ رِضَاهَا مِنْ نَفْسِي. إِلهِي لاَ طَاقَةَ لِي بِالجَهْدِ، وَلاَ صَبْرَ لِي عَلَى البَلاَءِ، وَلاَ قُوَّةَ لِي عَلَى الْفَقْرِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلاَ تَحْظُرْ عَلَيَّ رِزْقَكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ المُبَارَكِ. وَلاَ تُلْجِئْنِي إِلَى خَلْقِكَ، بَلْ تَفَرَّدْ يَا سَيِّدِي بِحَاجَتِي، وَتَولَّ كِفَايَتِي، وَانْظُرْ فِي أُمُورِي،

ص: 535

فَإنَّكَ إِنْ وَكَلْتَنِي إِلَى خَلْقِكَ تَجَهَّمُونِي، وَإِنْ أَلْجَأْتَنِي إِلَى أَهْلِي حَرَمُونِي وَمَقَتُونِي، وَإِنْ أَعْطَوْا أَعْطَوْا قَلِيلاً نَكِداً، وَمَنُّوا عَلَيَّ كَثِيراً، وَذَمُّوا طَوِيلاً. فَبِفَضْلِكَ يَا سَيِّدِي فَأَغْنِنِي، وَبِعَطِيَّتِكَ فَأَنْعَشْنِي، وَبِسَعَتِكَ فَابْسُطْ يَدِي، وَبِمَا عِنْدَكَ فَاكْفِنِي، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا مَضَى مِنْ ذُنُوبِي فَأُنْسِيتُها، وَهِيَ مُثْبَتَةٌ عَلَيَّ يُحْصِيها عَلَيَّ الْكِرامُ الْكاتِبُونَ، يَعْلَمُونَ ما أَفْعَلُ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِنْ مُوبِقاتِ الذُّنُوبِ، وَأَسْتَغْفِرُهُ مِنْ مُفْظِعاتِ الذُّنُوبِ، وَأَسْتَغْفِرُهُ مِمَّا فَرَضَ عَلَيَّ فَتَوانَيْتُ، وَأَسْتَغْفِرُهُ مِنْ نِسْيانِ الشَّيْءِ الَّذِي باعَدَنِي مِنْ رَبّي، وَأَسْتَغْفِرُهُ مِنَ الزَّلاَّتِ وَالضَّلالاتِ، وَمِمَّا كَسَبَتْ يَدَايَ، وَأُؤْمِنُ بِهِ وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْهِ كَثِيراً، وَأَسْتَغْفِرُهُ وَأَسْتَغْفِرُهُ وَأَسْتَغْفِرُهُ وَأَسْتَغْفِرُهُ وَأَسْتَغْفِرُهُ وَأَسْتَغْفِرُهُ وَأَسْتَغْفِرُهُ، (فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَعْفُوَ عَنِّي، وَتَغْفِرَ لِي ما سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِِي، وَاسْتَجِبْ يَا سَيِّدِي دُعائِي، فَإِنَّكَ أَنْتَ التَوّابُ الرَّحِيمُ).

صلاة الليلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين: في كُلّ مِن هذه الليالي يصلّي ثماني ركعات يسلم بين كلّ ركعتين ويقرأ فيهما ما شاء من السّور. غفر له وفي الليلة الثانية والعشرين فتحت له أبواب السماوات وفي اللية الثالثة والعشرين غفر له وفي الليلة الرابعة والعشرين كان كمن حجّ واعتمر.

دعاء الليلة الحادية والعشرين:

لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُدَبِّرُ الأُمُورِ، وَمُصَرِّفُ الدُّهُورِ، وَخَالِقُ الأَشْيَاءِ جَمِيعاً بِحِكْمَتِهِ، دَالَّةً عَلَى أَزَلِيَّتِهِ وَقِدَمِهِ، جَاعِلُ الحُقُوقِ الوَاجِبَةِ لِمَا

ص: 536

يَشَاءُ، رَأْفَةً مِنْهُ وَرَحْمَةً، لِيَسْأَلَ بِهَا سَائِلٌ وَيَأْمُلَ إِجَابَةَ دُعَائِهِ بِهَا آمِلٌ، فَسُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ، (وَ) الأَسْبَابُ إِلَيْهِ كَثِيرَةٌ، وَالوَسَائِلُ إِلَيْهِ مَوْجُودَةٌ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي لاَ تَعْتَوِرُهُ فَاقَةٌ، وَلاَ تَسْتَذِلُّهُ حَاجَةٌ، وَلاَ تُطِيفُ بِهِ ضَرُورَةٌ، وَلاَ يَحْذَرُ إِبْطَاءَ رِزْقِ رَازِقٍ، وَلاَ سَخَطَ خَالِقٍ، فَإِنَّهُ القَدِيرُ عَلَى رَحْمَةِ مَنْ هُوَ بِهذِهِ الخِلاَلِ مَقْهُورٌ، وَفِي مَضَائِقِهَا مَحْصُورٌ، يَخَافُ وَيَرْجُو مَنْ بِيَدِهِ الأُمُورُ، وَإِلَيْهِ المَصِيرُ، وَهُوَ عَلَى مَا يَشَاءُ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، مُؤَدِّي الرِّسَالَةِ، وَمُوَضِّحِ الدِّلاَلَةِ، أَوْصَلَ كِتَابَكَ، وَاسْتَحَقَّ ثَوَابَكَ، وَأَنْهَجَ سَبِيلَ حَلاَلِكَ وَحَرَامِكَ، وَكَشَفَ عَنْ شَعَائِرِكَ وَأَعْلاَمِكَ، فَإِنَّ هذِهِ اللَّيْلَةَ الَّتِي وَسَمْتَهَا بِالقَدْرِ، وَأَنْزَلْتَ فِيهَا مُحْكَمَ الذِّكْرِ، وَفَضَّلْتَهَا عَلَى أَلْفِ شَهْرٍ، وَهِيَ لَيْلَةُ مَوَاهِبِ المَقْبُولِينَ، وَمَصَائِبِ المَرْدُودِينَ، فَيَا خُسْرَانَ مَنْ بَاءَ فِيهَا بِسَخَطِهِ، وَيَا وَيْحَ مَنْ حَظِيَ فِيهَا بِرَحْمَتِهِ. اللَّهُمَّ فَارْزُقْنِي قِيَامَهَا، وَالنَّظَرَ إِلَى مَا عَظَّمْتَ مِنْهَا مِنْ غَيْرِحُضُورِ أَجَلٍ وَلاَ قُربَهُ، وَلاَ انْقِطَاعَ أَمَلٍ وَلاَ فَوْتَهُ، وَوَفِّقْنِي فِيهَا لِعَمَلٍ تَرْفَعُهُ، وَدُعَاءٍ تَسْمَعُهُ، وَتَضَرُّعٍ تَرْحَمُهُ، وَشَرٍّ تَصْرِفُهُ، وَخَيْرٍ تَهَبُهُ، وَغُفْرَانٍ تُوجِبُهُ، وَرِزْقٍ تُوَسِّعُهُ، وَدَنَسٍ تُطَهِّرُهُ، وَإِثْمٍ تَغْسِلُهُ، وَدَيْنٍ تَقْضِيهِ، وَحَقٍّ تَتَحَمَّلُهُ وَتُؤَدِّيهِ، وَصِحَّةٍ تُتِمُّهَا، وَعَافِيَةٍ تُنَمِّيهَا، وَأَشْعَاثٍ تَلُمُّهَا، وَأَمْرَاضٍ تَكْشِفُهَا، وَصَنْعَةٍ تَكْنِفُهَا، وَمَوَاهِبَ تَكْشِفُهَا، وَمَصَائِبَ تَصْرِفُهَا، وَأَوْلاَدٍ وَأَهْلٍ تُصْلِحُهُمْ، وَأَعْدَاءٍ تَغْلِبُهُمْ وَتَقْهَرُهُمْ، وَتَكْفِي مَا أَهَمَّ مِنْ أَمْرِهِمْ، وَتَقْدِرُ عَلَى قُدْرَتِهِمْ، وَتَسْطُو بِسَطَوَاتِهِمْ، وَتَصُولُ عَلَى صَوْلاَتِهِمْ، وَتَغُلُّ أَيْدِيَهُمْ إِلَى صُدُورِهِمْ،

ص: 537

وَتُخْرِسُ عَنْ مَكَارِهِ أَلْسِنَتِهِم، وَتَرُدَّ رُؤُوسَهُمْ عَلَى صُدُورِهِمْ. اللَّهُمَّ سَيِّدِي وَمَوْلاَيَ اكْفِنِي البَغْيَ، وَمَصَارَعَةُ الغَدْرِ وَمَعَاطِبِهِ، وَاكْفِنِي سَيِّدِي شَرَّ عِبَادِكَ، وَاكْفِنِي شَرِّ جَمِيعَ عِبَادِكَ، وَانْشُرْ عَلَيْهِمُ الخَيْرَاتِ مِنِّي حَتَّى تَنْزِلَ عَلَيَّ فِي الآخِرِينَ، وَاذْكُرْ وَالِدَيَّ وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ بِرَحْمَتِكَ وَمَغْفِرَتِكَ، ذِكْرَ سَيِّدٍ قَرِيبٍ لِعَبِيدٍ وَإِمَاءٍ فَارَقُوا الأَحِبَّاءَ، وَخَرِسُوا عَنِ النَّجْوى، وَصَمُّوا عَنِ النِّدَاءِ، وَحَلُّوا أَطْبَاقَ الثَّرَى، وَتَمَزَّقَهُمُ البِلَى. اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَوْجَبْتَ لِوَالِدَيَّ عَلَيَّ حَقّاً وَقَدْ أَدَّيْتُهُ بِالاسْتِغْفَارِ لَهُمَا إِلَيْكَ، إِذْ لاَ قُدْرَةَ لِي عَلَى قَضَائِهِ إِلاَّ مِنْ جِهَتِكَ، وَفَرَضْتَ لَهُمَا فِي دُعَائِي فَرْضاً قَدْ أَوْفَدْتُهُ عَلَيْكَ، إِذْ حَلَّتْ بِيَ القُدْرَةُ عَلَى وَاجِبِهَا، وَأَنْتَ تَقْدِرُ، وَكُنْتُ لاَ أَمْلِكُ وَأَنْتَ تَمْلِكُ. اللَّهُمَّ لاَ تَحْلُلْ بِي فِيمَا أَوْجَبْتَ، وَلاَ تُسْلِمْنِي فِيمَا فَرَضْتَ، وَأَشْرِكْنِي فِي كُلِّ صَالِح دُعَاءٍ أَجَبْتَهُ، وَأَشْرِكْ فِي صَالِحِ دُعَائِي جَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، إِلاَّ مَنْ عَادَى أَوْلِيَاءَكَ، وَحَارَبَ أَصْفِيَاءَكَ، وَأَعْقَبَ بِسُوءِ الخِلاَفَةِ أَنْبِيَاءَكَ، وَمَاتَ عَلَى ضَلاَلَتِهِ، وَانْطَوَى فِي غِوَايَتِهِ، فَإِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ دُعَاءٍ لَهُمْ. أَنْتَ القَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ، غَفَّارُ الصَّغَائِرِ، وَالمُوبِقُ بِالكَبَائِرِ بِلاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَانْشُرْ عَلَيَّ رَأْفَتَكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَثِيراً.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ

ص: 538

وَرَسُولُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنّ_ارَ حَقٌّ، وَأَنَّ السّ_اعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيه_ا، وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الرَّبَّ رَبِّي لا شَرِيكَ لَهُ، وَلا وَلَدَ لَهُ، وَلا والِدَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ الْفَعّ_الُ لِم_ا يُرِيدُ، وَالْق_ادِرُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ، وَالصّ_انِعُ لِم_ا يُرِيدُ، وَالْق_اهِرُ مَنْ يَش_اءُ، وَالرَّافِعُ مَنْ يَش_اءُ، م_الِكُ الْمُلْكِ، وَرازِقُ الْعِب_ادِ، الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، الْعَلِيمُ الْحَلِيمُ، أَشْهَدُ أَشْهَدُ، أَشْهَدُ أَشْهَدُ، أَشْهَدُ أَشْهَدُ، أَشْهَدُ (أَنَّكَ سَيّدِي كَذلِكَ، وَفَوْقَ ذلِكَ، لا يَبْلُغُ الْواصِفُونَ كُنْهَ عَظَمَتِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاهْدِنِي وَلا تُضِلَّنِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْه_ادِي الْمَهْدِيُّ).

دعاء الليلة الثانية والعشرين:

سُبْحانَ مَنْ تَبْهُرُ قُدْرَتُهُ الأَفْكارَ وَتَمْلَأُ عَجائِبُهُ الأَبْصارَ، الَّذِي لا ينقصُهُ العَطَاءُ، وَلا يَتَعَرَّضُ جُودَهُ الذَّكاءُ، الَّذي أَنْطَقَ الأَلْسُنَ بِصِفاتِهِ، وَاقْتَدَرَ بِالفِعْلِ عَلَى مَفْعُولاتِهِ، وَأَدْخَلَ فِي صَلاَحِهَا الفَسَادَ، وَعَلَى مُجْتَمَعِها الشَّتَاتَ، وَعَلَى مُنْتَظِمِها الانْفِصامَ، لِيَدُلَّ المُبْصِرِينَ عَلَى أَنَّها فانِيَةٌ مِنْ صنْعَةِ باقٍ، مَخْلُوقَةٌ مِنْ إِنْشاءِ خالِقٍ، لا بَقاءَ وَلا دَوامَ إِلاَّ لَهُ، وَالواحِدُ الغَالِبُ الَّذِي لا يُغْلَبُ وَالمالِكُ الَّذي لا يُمْلَكُ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي بَلَّغْنِيكِ لَيْلَةً طَوَيْتُ يَوْمَهَا عَلَى صِيامٍ، وَرُزِقْتُ فِيها اليَقَظَةَ مِنَ المَنامِ، وقَصَدْتُ رَبَّ العِزَّةِ بِالقِيامِ، بِرَحْمَةٍ مِنْهُ تَخُصَّنِي، وَنِعْمَةٍ أَلْبَسْتَنِي، وحُسْنٍ تَغْشَنِي، وَأَسْأَلُهُ إِتْمَامَ ابْتِدَائِهِ، وَزِيَادَةً لِي مِن اجْتِبائِهِ، فَإِنَّهُ المَلِكُ القَدِيرُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كَثِيراً.

ص: 539

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

أَنْتَ سَيِّدِي جَبَّارٌ غَفَّارٌ، قَادِرٌ قَاهِرٌ، سَمِيعٌ عَلِيمٌ، غَفُورٌ رَحِيمٌ، غَافِرُ الذَّنْبِ، وَقَابِلُ التَّوْبِ، شَدِيدُ العِقَابِ، فَالِقُ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ، وَمُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ، وَمُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ، وَمُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، وَرَازِقُ العِبَادِ بِغَيْر حِسَابٍ، يَا جَبَّارُ، يَا جَبَّارُ، يَا جَبَّارُ، يَا جَبَّارُ، يَا جَبَّارُ، يَا جَبَّارُ، (صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ) وَاعْفُ عَنِّي وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

دعاء الليلة الثالثة والعشرين:

يَا فَالِقَ الإِصْبَاحِ، وَجَاعِلَ اللَّيْلِ وَالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ حُسْبَاناً، يا عَزِيزُ يا عَلِيمُ يا ذَا المَنِّ والطَّوْلِ وَالْقُوَّةِ والحَوْلِ والْفَضْلِ والإِنْعامِ وَالجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا اللَّهُ يا فَرْدُ يا اللَّهُ يا وِتْرُ يا اللَّهُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ يا حَيُّ يا لا إِلهَ إلاَّ أَنْتَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ لَكَ الأَسْماءُ الْحُسْنَى وَالأَمْثالُ الْعُلْيا، وَالْكِبْرِياءُ وَالآلاءُ وَالنَّعْمَاءُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، إِنْ كُنْتَ قَضَيْتَ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ تَنَزُّلَ الْمَلائِكَةِ وَالْرُّوحِ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ حَكِيمٍ فَتُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلَ اسْمِي فِي السُّعَداءِ وَرُوحِي مَعَ الشُّهَداءِ وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإِساءَتِي مَغْفُورَةً وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَإِيماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي وَآتِنِي فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنِي عَذابَ النَّارِ وَارْزُقْنِي يَا رَبِّي فِيها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ

ص: 540

وَالإِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَلاَ تَفْتِنِّي بِطَلَبِ مَا زَوَيْتَ عَنِّي بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ وَأَغْنِنِي يَا رَبِّ بِرِزْقٍ مِنْكَ وَاسِعٍ بِحَلاَلِكَ عَنْ حَرَامِكَ وَارْزُقْنِي العِفَّةَ فِي بَطْنِي وَفَرْجِي وَفَرِّجْ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَغَمٍّ وَلاَ تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي وَوَفِّقْ لِي لَيْلَةَ القَدْرِ عَلَى أَفْضَلِ مَا رَآهَا أَحَدٌ وَوَفِّقْنِي لِمَا وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلاَمُ وافْعَلْ بِي (واسأل حاجتك) السَّاعَةَ السَّاعَةَ.

حتى ينقطع النفس.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

اللَّهُمَّ أَنْتَ أَمَرْتَ بِالدُّعاءِ وَضَمِنْتَ الإِْجابَةَ فَدَعَوْناكَ، وَنَحْنُ عِبادُكَ وَبَنُو إِمائِكَ، نَواصِينا بِيَدِكَ، وَأَنْتَ رَبُّنا وَنَحْنُ عِبادُكَ، وَلَمْ يَسْأَلِ الْعِبادُ مِثْلَكَ، وَنَرْغَبُ إِلَيْكَ وَلَمْ يَرْغَبِ الْخَلائِقُ إِلَى مِثْلِكَ، يا مَوْضِعَ شَكْوى السَّائِلِينَ، وَمُنْتَهَى حاجَةِ الرَّاغِبِينَ، وَيا ذَا الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ، وَيا ذَا السُّلْطَانِ وَالْعِزِّ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا بَارُّ يا رَحِيمُ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ، يا بَدِيعَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِْكْرامِ، يا ذَا النِّعَمِ الجِسَامِ وَالطَّوْلِ الَّذِي لا يُرامُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

دعاء الليلة الرابعة والعشرين:

الحَمْدُ للَّهِ شَفْعاً وَوِتْراً فِي الشَّفْعِ والوِتْرِ مِنْ هَذه اللَّيَالِي المبَارَكاتِ، وَعلى مَا مَنَحَني وأَعْطَانِي فِيهِنَّ مِنَ الخيْراتِ، وَتَصَدَّقَ بِهِ عَلَيَّ وَوَهَبَهُ لِي مِنَ البَاقِيَاتِ الصَّالِحاتِ، الَّذِي صَوَّمَني ليأجُرَني وَفَطَّرَنِي عَلى مَا

ص: 541

رَزَقَنِي، فَكُلٌّ مِنْ عِنْدِهِ وَبِمِنَنِهِ، وَبِحُسْنِ اخْتيَاره وَنَظَرِهِ بِعَبْدِهِ، سُبحَانَهُ سَيِّداً أخَذَ بِيَدِي مِنَ الوَرَطَاتِ، وَمَحَّصَ عَنِّي الخطِيئاتِ، وكفانِي المُهِمَّاتِ، وأَغْنَانِي عَنِ المَخْلُوقِينَ، وَلَمْ يَجْعَلْ رِزْقي إلى الْمَرْزُوقِينَ، وَشَهَرَ ذِكْرِي فِي العَالَمينَ، وَجَعَلَ اسْمي فِي الْمَذْكورِينَ، وَلَم يُشْقِنِي بعُجْبٍ يَحُطُّنِي عَنْ دَرَجَاتٍ رَفِيعَةٍ، فَيَهْوِي بي إلى ظُلَمِ غَضَبِهِ وَنِقْمَتِهِ، ولا أَبْلانِي بِاسْتِحْلالٍ يُنْزِعُ عَنّي مَلابِسَ رَحْمتِهِ، وَيُعَوِّضَنِي لَبُوسَ الذُّلِّ مِنْ سَخَطِهِ، إيَّاهُ أشكُرُ وَلَهُ أَعْبُدُ، وَمْنْهُ أرْجُو التَّمَامَ وَالْمَزيدَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ باللَّهِ العَلِيِّ العظيمِ، وَصَلّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ النّبِي وآلِهِ وَسَلَّمَ تَسلِيماً.

دعاء آخر في هذه الليلة مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

اللَّهُمَّ أَنْتَ أَمَرْتَ بِالدُّعاءِ وَضَمِنْتَ الإِجابَةَ فَدَعَوْناكَ، وَنَحْنُ عِبادُكَ وَبَنُو إِمائِكَ، نَواصِينا بِيَدِكَ، وَأَنْتَ رَبُّنا وَنَحْنُ عِبادُكَ، وَلَمْ يَسْأَلِ الْعِبادُ مِثْلَكَ، وَنَرْغَبُ إِلَيْكَ وَلَمْ يَرْغَبِ الْخَلائِقُ إِلَى مِثْلِكَ، يا مَوْضِعَ شَكْوى السَّائِلِينَ، وَمُنْتَهَى حاجَةِ الرَّاغِبِينَ، وَيا ذَا الْجَبَرُوتِ وَالْمَلَكُوتِ، وَيا ذَا السُّلْطَانِ وَالْعِزِّ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، يا بَارُّ يا رَحِيمُ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ، يا بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ، يا ذَا النِّعَمِ الجِسَامِ وَالطَّوْلِ الَّذِي لا يُرامُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

دعاء الليلة الخامسة والعشرين مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

تَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالِقِينَ، خالِقُ الخَلقِ، مُنْشَىءُ السَّحابِ، وَآمِرُ الرَّعْدِ أَنْ يُسَبِّحَ لَهُ، تَبارَكَ الَّذِي بِيدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرِ،

ص: 542

الَّذي خَلَقَ المَوْتَ وَالحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمُ أحْسَنُ عَمَلاً، تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرقانَ عَلى عَبْدِهِ لِيَكُوْنَ لِلعالَمِينَ نَذِيراً، تَبارَكَ الَّذِي إنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ وَيَجْعَلُ لَكَ قُصوراً، تَبارَكَ اللَّهُ اَحْسَنُ الخالِقِينَ.

صلاة الليلة الخامِسَة والعشرين: ثماني ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (التَوحيد) عَشر مرّات. كتب اللَّهُ له ثواب العابدين.

دعاء الليلة السادسة والعشرين مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ، رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا، رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا، وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا، وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ. رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَادَ، رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا، رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا.،رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ، وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا، أَنْتَ مَوْلاَنَا، فَانْصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ.

صلاة الليلة السّادِسَة والعِشرين: ثماني ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كلّ ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وما تيسر من السور. غفر له.

دعاء الليلة السابعة والعشرين:

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ بَدَايِعَهُ بِقُدْرَتِهِ، وَمَلَكَ الأُمُورَ بِعِزَّتِهِ، وَعَدَلَ فَلاَ يَجُورُ، وَأَنْصَفَ فَلاَ يَحِيفُ، وَكَيْفَ يَجُورُ وَيَحِيفُ عَلَى مَنْ سَمَّاهُ

ص: 543

بِالضَّعْفِ، وَقَرَعَهُ بِالفَقْرِ، وَنَبَّهَهُ عَلَى الغِناءِ الأَكْبَرِ مِنْ رِضْوَانِهِ، وَدَعاهُ إِلَى الحَظِّ الأَوْفَرِ مِنْ غُفْرَانِهِ، وَأَشْرَعَ لَهُ إِلَى ذَلِكَ السَّبِيلَ، وَأَمَرَهُ أَنْ يَلِجَهَا بِصَالِحِ العَمَلِ. لَمْ يُتَّهَمْ بِالشَّقْوَةِ مَنْ أَمَرَ بِالرَّحْمَةِ وَ(أَوْعَدَ) بِالجَورِ عَلَى العَبِيدِ بَلْ أَوْجَبَ العِقَابَ عَلَى فَاسِقِهِمْ، وَالثَّوَابَ لِمَنْ نَهَاهُمْ، مَنْ هُوَ أَشْفَقُ عَلَيْهِمْ مِنْ أُمِّ الفُرُوخِ عَلَى فَرْخِهَا، تَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً، سُبْحَانَ مَنْ صَوَّمَنِي مِنَ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَمِنْ فِرَقِهِ بِمَا يُوَرِّطُنِي فِي أَلِيمِ العَذَابِ، فَيُخَلِّصُنِي مِنَ العِقَابِ بِصِيَامٍ أَوْجَبَ لِيَ الثَّوَابَ، الحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى أَنْ هَدَانِي وعَافَانِي وَكَفَانِي كَمَا يَسْتَحِقُّ الجَوَادُ الكَرِيمُ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.

دعاء آخر مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

رَبَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ، رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَادَ، رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ، رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً، رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّتَنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً، رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ المَصِيرُ، رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا، رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا، رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ.

ص: 544

صلاة الليلة السّابِعَة والعِشرين: أربع ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كُل ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (الملك) مرّة فإن لَمْ يتمكن قرأ سورةَ (التَوحيد) خمساً وعَشرين مرّةٍ. غفر له ولوالديه.

دعاء الليلة الثامنة والعشرين مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

آمَنَّا بِاللَّهِ وَكَفَرْنَا بِالْجِبْتِ والطَّاغُوتِ، آمَنَّا بِمَنْ لاَ يَمُوتُ، آمَنَّا بِمَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرَضِينَ وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ، وَالنُّجُومَ وَالجِبَالَ، وَالشَّجَرَ وَالدَّوَابَ، وَخَلَقَ الجِنَّ وَالإِنْسَ، آمَنَّا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنَا وَإِلهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى، آمَنَّا بِرَبِّ المَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، آمَنَّا بِمَنْ أَنْشَأَ السَّحَابَ وَخَلَقَ العَذَابَ وَالعِقَابَ، آمَنَّا آمَنَّا، آمَنَّا آمَنَّا، آمَنَّا آمَنَّا بِاللَّهِ.

صلاة الليلة الثّامِنَة والعِشرين: ستّ ركعات، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كلّ ركعة سورةَ (الحمد) مرّة وآية (الكرسي) عَشر مرّات و سورةَ (الكَوثَر) عَشر مرّات وسورةَ (التوحيد) عَشر مرّات وبعد الصلاة ( يُصَلّي عَلى النّبِيّ وَآلِهِ ) مائةَ مرّةٍ.

دعاء الليلة التاسعة والعشرين مرويّ عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ:

تَوَكَّلْتُ عَلَى السَيِّدِ الَّذِي لا يَغْلِبُهُ أَحَدٌ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْجَبَّارِ الَّذِي لا يَقْهَرُهُ أَحَدٌ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ الَّذِي يَرانِي حِينَ أَقُومُ وَتَقَلُّبِي فِي السَّاجِدِينَ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى مَنْ بِيَدِهِ نَوَاصِي الْعِبادِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَلِيمِ الَّذِي لا يَعْجَلُ، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْعَدْلِ الَّذِي لا يَجُورُ، (تَوَكَّلْتُ عَلَى الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ

ص: 545

يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ)، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْقادِرِ الْقاهِرِ، الْعَلِيِّ الصَّمَدِ، تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ، تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ، تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ تَوَكَّلْتُ.

صلاة الليلة التّاسِعَة والعِشرين: ركعتان يقرأ في كُل ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (التّوحيد) عَشرين مرّةً. كان من المرحومين ورفع كتابه في العلّيين.

دعاء الليلة الثلاثين:

الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَمَّلَ صِيامِي أَيّامَ شَهْرِهِ الشَّرِيفِ مِنْ غَيْرِ إِفْطارٍ، وأَقْبَلَ بِوَجْهِي فِيهِ إِلَى طاعَتِهِ مِنْ غَيْرِ إِدْبارٍ، وَاسْتَنْهَضَنِي إِلَيْهِ للاعْتِرَافِ بِذُنُوبِي مِنْ غَيْرِ إِصْرارٍ، وَأَوْجَبَ لِي بِإِنْعامِهِ الإِقَالَةَ مِنَ العِثارِ، وَوَفَّقَنِي لِلْقِيامِ فِي لَيَالِيهِ إِلَيْهِ داعِياً وَلَهُ مُنادِياً أَسْتَوْهِبُ وَأَسْتَمِيحُ العيُوبَ وأَتَقَرَّبُ بِأَسْمائِهِ وَأَسْتَشْفِعُ بِآلائِهِ، وَأَتَذَلَّلُ بِكِبْرِيائِهِ وَهُوَ تَبارَكَ اسْمُهُ فِي كلٍّ يَصْرِفُنِي بِقُوَّةِ الرّجاءِ وَالتَّأْمِيلِ عَنِ الشَّكِّ فِي رَحْمَتِهِ، لِتَضَرُّعِي إِلَى التَّحْصِيلِ ثِقةً بِجُودِهِ وَرَأْفَتِهِ، وَسَعْياً لإِشْفاقِهِ وَعَطْفِهِ. اللَّهُمَّ هَذا شَهْرُكَ وَقَدْ كَمُلَ وَمَضَى، وَهَذا الصِّيامُ قَدْ تَمَّ وَانْقَضَى، قَدِمَ وَكُرْهُ قُدُومِهِ، تَمَكَّنَ ما فِي النُّفُوسِ مِنْ لَذَّاتِهَا وَنُفُورِهَا مِنْ مُفَارَقَةِ عاداتِها، فَما وَرَدَ حَتَّى ذَلَّلَها بِطَاعَتِهِ، وَأَشْخَصَها إِلَى طَلَبِ رَحْمَتِهِ، فَكانَ نَهارُ صِيامِنا يُذْكَرُ لَدَيْكَ، وَلَيْلَةُ قِيامِنا يُوقَدُ عَلَيْكَ، وأَرْهَبَ القُلُوبَ، وعادلَ الذُّنُوبَ، وَأَخْضَعَ الخُدُودَ، وَرَفَعَ إِلَيْكَ الرَّاحاتِ، وَاسْتَدَرَّ العَبَراتِ بِالنَّحِيبِ والزَّفَراتِ، أَسَفاً عَلَى الزَلاَّتِ، واعْتِرافاً بِالْهَفَواتِ، وَاسْتِقالةً للْعَثَراتِ، فَرَحَمْتَ وعَطَفْتَ، وَسَتَرْتَ وَغَفَرْتَ، وَأَقَلْتَ وَأَنْعَمْتَ، فَعادَ حَبِيباً مَأْلُوفاً قُربُهُ، وَقادِماً

ص: 546

يُكْرَهُ فِراقُهُ، فَعَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ شَهْرٍ وَدَّعْتَهُ بِخَيْرٍ أَوْدَعْتُهُ، وَبَعُدَ مِنْكَ قُرْبُهُ، وَغَنِمَ مِنْ فَضْلِكَ استِجْلَبُهُ، وَفَضائِحَ تَقَدَّمَتْ عِنْدَكَ هَدَرَها، وَقَبائِحَ مَحاها وَنَثَرَها، وَخْيْراتٍ نَشَرَها، وَمَنافِعَ نَثَرَها، وَمِنَناً مِنْكَ وَفَّرَها، وَعَطايا كَثَّرها، وِداعَ مُفارِقٍ خَلَّفَ خَيْراتِهِ، وَأَسعَدَ بَرَكاتِهِ، وَجادَ بِعَطاياهُ. اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ مِنِّي حَمْدَ مَنْ لا يُخادِعُ نَفْسَهُ تَقَدَّمَ جَزَعُها مِنْهُ، وَلا يَجَحَدُ نِعْمَتَكَ فِي الَّذِي أَفَدْتَهُ وَمَحَوْتَهُ عَنْهُ، سائِلٌ لَكَ أنْ تَعَرَّضَ عَمّا اعْتَمَدْتُهُ فِيهِ، وَلمْ يَعْتَمِدْهُ مِنْ زَلَلِهِ، إِعْرَاضَ المُتَجافِي العَظِيمِ، وَأَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ بِتَيْسِيرِ ما تَقَرَّبْتُ بِهِ إِقْبالَ الرَّاضِي الكَرِيمِ، أَنْ يَنْظُرَ إِلَيَّ بِنَظْرَةِ البَرِّ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ. اللَّهُمَّ عَقِّبْ عَلَيَّ بِغُفْرانِكَ فِي عُقْباهُ، وَآمِنِّي مِنْ عَذابِكَ ما أَخْشاهُ، وَقِنِي مِنْ صُنُوفِهِ ما أَتَوَقّاهُ، وَاخْتِمْ لِي فِي خاتِمَتِهِ بِخَيْرٍ تُجْزِلُ مِنْهُ عَطِيَّتِي، وتُشَفِّعْ فِيهِ مَسْأَلَتِي، وَتَسُدَّ بِهِ فاقَتِي، وَتُنْفِي بِهِ شَقْوَتِي، وَتُقَرِّبْ بِهِ سَعادَتِي، وَتَمْلَأَ يَدَيَّ مِنْ خَيْراتِ الدَّارَيْنِ، بِأَفْضَلِ مَا مَلَأْتَ بِهِ يَدَ سائِلٍ، وَرَجِعْتَ بِهِ أَمَلَ آمِلٍ، وَتَمْنَحَنِي فِي وَالِدَيَّ وَفِي جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ الغُفْرانَ وَالرِّضْوَانَ، وتُذَكِّرَهُمْ مِنْكَ بِإِحْسانٍ تُنِيلَ أَرْواحَهَمْ مَسَرَّةَ رِضْوَانِكَ، وَتُوصِلَ إِلَيْها لَذَّةَ غُفْرانِكَ، تَرْعاها فِي رِياضِ جِنانِكَ بَيْنَ ظِلالِ أَشْجارِها، وَجَداوِلَ أَنْهارِها، وهَنِيءَ ثِمارِها، وَكَثِيرِ خَيْراتِها، وَاسْتِواءِ أَقْواتِها، وَصُنُوفِ لَذّاتِها، وَسَائِغِ بَرَكاتِها.

صلاة الليلة الثلاثين: اثنتا عَشرة ركعة، يُسلِّم بينَ كُلِّ ركعتين، يقرأُ في كُل ركعة سورةَ (الحَمد) مرّة وسورةَ (التَوحيد) عشرين مرّةً وبَعد الفراغ ( يُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّد ٍ) مائةَ مرّةٍ. ختم له بالرحمة.

ص: 547

الثاني: أدعية أيّام شهر رمضان

الثاني: أدعية أيّام شهر رمضان

دعاء اليوم الأوّل:

اللَّهُمَّ اجْعَلْ صِيامِي فِيهِ صِيامَ الصَّائِمِينَ، وَقِيامِي فِيهِ قِيامَ الْقائِمِينَ، وَنَبِّهْنِي فِيهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغَافِلِينَ، وَهَبْ لِي جُرْمِي فِيهِ يا إِلهَ الْعَالَمِينَ، وَاعْفُ عَنِّي يا عافِياً عَنِ الْمُجْرِمِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ يا رَبِّ أَصْبَحْتُ لا أَرْجُو غَيْرَكَ، وَلا أَدْعُو سِواكَ، وَلا أَرْغَبُ إِلاَّ إِلَيْكَ، وَلا أَتَضَرَّعُ إِلاَّ عِنْدَكَ، وَلا أَلُوذُ إِلاَّ بِفِنائِكَ، إِذْ لَوْ دَعَوْتُ غَيْرَكَ لَمْ يُجِبْنِي، وَلَوْ رَجَوْتُ غَيْرُكَ لأَخْلَفَ رَجائِي، وَأَنْتَ ثِقَتِي وَرَجائِي وَمَوْلايَ وَخالِقِي، وَبارِئي وَمُصَوِّرِي، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، تَحْكُمُ فِيَّ كَيْفَ تَشاءُ، لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي ما أَرْجُو، وَلا أَسْتَطِيعُ دَفْعَ ما أَحْذَرُ، أَصْبَحْتُ مُرْتَهِناً بِعَمَلِي، وَأَصْبَحَ الأَمْرُ بِيَدِ غَيْرِي. اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً، وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَأَنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ، عَلَى أَنْ أَتَوَلَّى مَنْ تَوَلَّيْتَهُ، وَأَتَبَرَّأُ مِمَّنْ تَبَرَّأْتَ مِنْهُ وَأُؤْمِنُ بِما أَنْزَلْتَ عَلَى أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ، فَافْتَحْ مَسامِعَ قَلْبِي لِذِكْرِكَ، حَتَّى أَتَّبِعَ كِتابَكَ، وَأُصَدِّقَ رُسُلَكَ، وَأُؤْمِنَ بِوَعْدِكَ، وَأُوْفِي بِعَهْدِكَ، فَإِنَّ أَمْرَ الْقَلْبِ بِيَدِكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْقُنُوطِ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَالْيَأْسِ مِنْ رَأْفَتِكَ، فَأَعِذْنِي مِنَ الشَّكِّ وَالشِّرْكِ، وَالرَّيْبِ وَالنّفاقِ وَالرِّياءِ وَالسُّمْعَةِ، وَاجْعَلْنِي فِي جِوَارِكَ الَّذِي لا يُرامُ، وَاحْفَظْنِي مِنَ الشَّكِّ الَّذِي صَاحِبُهُ يُسْتَهَانُ. اللَّهُمَّ وَكُلَّما قَصُرَ عَنْهُ اسْتِغْفارِي مِنْ

ص: 548

سُوءٍ لا يَعْلَمُهُ غَيْرُكَ، فَعافِنِي مِنْهُ وَاغْفِرْهُ لِي، فَإِنَّكَ كاشِفُ الغَمِّ وَمُفَرِّجُ الْهَمِّ، رَحْمَانُ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَرَحِيمُهُمَا، فَامْنُنْ عَلَيَّ بِالْرَّحْمَةِ الَّتِي رَحِمْتَ بِها مَلائِكَتَكَ وَرُسُلَكَ وَأَوْلِياءَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ. اللَّهُمَّ رَبَّ هذَا الْيَوْمِ، وَما أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنْ بَلاءٍ أَوْ مُصِيبَةٍ أَوْ غَمٍّ أَوْ هَمٍّ، فَاصْرِفْهُ عَنِّي وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِي وَوُلْدِي وَإِخْوانِي وَمَعارِفِي، وَمَنْ كانَ مِنِّي بِسَبِيلٍ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ عَلَى كَلِمَة الإِْخْلاصِ وَفِطْرَةِ الإِْسْلامِ، وَمِلَّةِ إِبْراهِيمَ وَدِينِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ. اللَّهُمَّ احْفَظْنِي وَأَحْيِنِي عَلَى ذلِكَ، وَتَوَفَّنِي عَلَيْهِ وَابْعَثْنِي يَوْمَ تَبْعَثُ الْخَلائِقَ فِيهِ، وَاجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هذَا صَلاحاً، وَأَوْسَطَهُ فَلاحاً، وَآخِرَهُ نَجاحاً بِرَحْمَتِكَ، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهُ وَخَيْرَ أَهْلِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وَشَرِّ أَهْلِهِ، وَمِنْ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَرِجْلِهِ، وَكُنْ لِي مِنْهُ حاجِزاً، عَزَّ جارُكَ وَجَلَّ ثَناؤُكَ، وَلا إِلهَ غَيْرُكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي مَواهِبَ الدُّعاءِ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ، وَأَسْأَلُكَ خَيْرَ يَوْمِي هذَا، وَفَتْحَهُ وَنَصْرَهُ وَنُورَهُ وَهُداهُ وَرُشُدَهُ وَبُشْراهُ. أَصْبَحْتُ بِاللَّهِ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ مُمْتَنِعاً، وَبِعِزَّةِ اللَّهِ الَّتِي لا تُرامُ وَلا تُضامُ مُعْتَصِماً، وَبِسُلْطانِ اللَّهِ الَّذِي لا يُقْهَرُ وَلا يُغْلَبُ عائِذاً، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ وَذَرَأَ وَبَرَأَ، وَمِنْ شَرِّ ما يَكِنُّ بِاللَّيْلِ وَيَخْرُجُ بِالنَّهارِ، وَشَرِّ ما يَخْرُجُ بِاللَّيْلِ وَيَكِنُّ بِالنَّهارِ، وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالإِْنْسِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي سُلْطانٍ أَوْ غَيْرِهِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ هُوَ آخِذٌ بِناصِيَتِها، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ.

ص: 549

دعاء اليوم الثاني:

اللَّهُمَّ قَرُّبْنِي فِيهِ إِلَى مَرْضاتِكَ، وَجَنِّبْنِي فِيهِ مِنْ سَخَطِكَ وَنَقِماتِكَ، وَوَفِّقْنِي فِيهِ لِقَراءَةِ آياتِكَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ إِلَيْكَ غَدَوْتُ بِحاجَتِي، وَبِكَ الْيَوْمَ أَنْزَلْتُ فَقْرِي وَمَسْكَنَتِي، فَإِنِّي لِمَغْفِرَتِكَ وَرَحْمَتِكَ أَرْجَى مِنِّي لِعَمَلِي، وَمَغْفِرَتُكَ أَوْسَعُ لِي مِنْ ذُنُوبِي كُلِّها. اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَوَلَّ قَضاءَ كُلِّ حاجَةٍ لِي، بِقُدْرَتِكَ عَلَيْها وَتَيْسِيرِها عَلَيْكَ وَفَقْرِي إِلَيْكَ، فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ خَيْراً قَطُّ إِلاَّ مِنْكَ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنِّي سُوءاً قَطُّ غَيْرُكَ، وَلا أَرْجُو لأَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ سِواكَ، يَوْمَ يُفْرِدُنِي النَّاسُ فِي حُفْرَتِي، وَأُفْضِى إِلَيْكَ يا كَرِيمُ. اللَّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ وَتَعَبَّأَ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوفَادَةٍ إِلَى مَخْلُوقٍ رَجاءَ رِفْدِهِ وَطَلَبِ نائِلِهِ وَجائِزَتِهِ، فَإِلَيْكَ يا رَبِّ تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ رِفْدِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَجائِزَتِكَ، فَلا تُخَيِّبْ دُعائِي يا مَنْ لا يَخِيْبُ عَلَيْهِ السَّائِلُ وَلا يُنْقِصُهُ نائِلُ، فَإِنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صالِحٍ عَمِلْتُهُ، وَلا لِوَفادَةٍ إِلَى مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ، أَتَيْتُكَ مُقِرَّاً بِالإِسَاءَةِ عَلَى نَفْسِي وَالظُّلْمِ لَها، مُعْتَرِفاً بِأَنْ لا حُجَّةَ لِي وَلا عُذْرَ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الْخاطِئِينَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَى عَظِيمِ الْجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمُ بِالرَّحْمَةِ، فَيا مَنْ رَحْمَتُهُ واسِعَةٌ وَعَفْوُهُ عَظِيمٌ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ، يا رَبِّ لَيْسَ يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلاَّ حِلْمُكَ، وَلا يُنْجِي مِنْ سَخَطِكَ إِلاَّ التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ، فَهَبْ لِي يا إِلهِي فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي تُحْيِي بِها مَيْتَ الْبِلادِ، وَلا تُهْلِكْنِي

ص: 550

غَمَّاً حَتَّى تَسْتَجِيبَ لِي دُعائِي وَتُعَرِّفَنِي الإِجابَةَ، وَأَذِقْنِي طَعْمَ الْعافِيَةِ إِلَى مُنْتَهَى أَجَلِي، وَلا تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي وَلا تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ، وَلا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي، إِلهِي إِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي، وَإِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي، وَإِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ، أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِهِ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ حُكْمَكَ ظُلْمٌ، وَلا فِي نَقْمَتِكَ عَجَلَةٌ، وَإِنَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخافُ الْفَوْتَ، وَإِنَّما يَحْتاجُ إِلَى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ، وَقَدْ تَعالَيْتَ عَنْ ذلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْصُرْنِي وَاهْدِنِي وَارْحَمْنِي وَآثِرْنِي وَارْزُقْنِي وَأَعِنِّي، وَاغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ وَاعْصِمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي فِي جَمِيعَ ما سَأَلْتُكَ، وَأَرِدْهُ بِي وَقَدِّرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ وَأَمْضِهِ وَبارِك فِيهِ، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِهِ وَأَسْعِدْنِي بِما تُعْطِينِي مِنْهُ، وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ سِعَةً مِنْ نِعَمِكَ الدَّائِمَةِ، وَأَوْصِلْ لِي ذلِكَ كُلَّهُ بِخَيْرِ الآخِرَةِ وَنَعِيمِها، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء اليوم الثالث:

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيهِ الذِّهْنَ وَالتَّنْبِيهَ، وَباعِدْنِي فِيهِ مِنَ السَّفاهَةِ وَالتَّمْوِيهِ، وَاجْعَلْ لِي نَصِيباً مِنْ كُلّ خَيْرٍ تُنْزِلُهُ فِيهِ، بِجُودِكَ يا أَجْوَدَ الأَْجْوَدِينَ.

دعاء آخر:

يا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكارِهِ، وَيا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِد، وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ إِلَى رَوْحِ الْفَرَجِ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ، وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الأَْسْبابُ، وَجَرَى بِطَاعَتِكَ الْقَضاءُ، وَمَضَتْ عَلَى إِرادَتِكَ

ص: 551

الأَشْياءُ، فَهِيَ بِمَشِيئَتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ، وَبِإِرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ، أَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ، وَأَنْتَ الْمَفْزَعُ فِي الْمُلِمَّاتِ، لا يَنْدَفِعُ مِنْها إِلاَّ ما دَفَعْتَ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْها إِلاَّ ما كَشَفْتَ، وَقَدْ نَزَلَ بِي يا رَبِّ ما قَدْ تَكَأَّدَنِي ثِقْلُهُ، وَأَلَمَّ بِي ما قَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ، وَبِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ، وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ إِلَيَّ، فَلا مُصْدِرَ لِما أَوْرَدْتَ وَلاَ مُورِدَ لِمَا أَصْدَرْتَ، وَلا صارِفَ لِما وَجَّهْتَ، وَلا فاتِحَ لِما أَغْلَقْتَ، وَلا مُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ، وَلا مُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ، وَلاَ مُعَسِّرَ لِمَا يَسَّرْتَ وَلا ناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ وَلاَ خَاذِلَ لِمَا نَصَرْتَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْتَحْ لِي يا رَبِّ بابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ، وَاكْسِرْ عَنِّي سُلْطانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ، وَأَنِلْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيما شَكَوْتُ، وَأَذِقْنِي حَلاوَةَ الصُّنْعِ فِيما سَأَلْتُ، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ فَرَجاً هَنِيئاً، وَاجْعَلْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحَيّاً، وَلا تَشْغَلْنِي بِالاِهْتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ، فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بِي يا رَبِّ ذَرْعاً، وَامْتَلأْتُ بِحَمْلِ ما حَدَثَ عَلَيَّ هَمَّاً، وَأَنْتَ الْقادِرُ عَلَى كَشْفِ ما مُنِيتُ بِهِ، وَدَفْعِ ما وَقَعْتُ فِيهِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ذلِكَ وَإِنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ، يا ذَا الْعَرْشِ الْكَرِيمِ وَالسُّلْطانِ الْعَظِيمِ، يا خَيْرَ مَنْ خَلَوْنا بِهِ وَحْدَنا، وَيا خَيْرَ مَنْ أَشَرْنا إِلَيْهِ بِكَفِّنا، نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ أَنْ تُلْهِمَنَا الْخَيْرَ وَتُعْطِيَنَاهُ، وَأَنْ تَصْرِفَ عَنَّا الشَّرَّ وَتَكْفِيَنَاهُ، وَأَنْ تَدْحَرَ عَنَّا الشَّيْطانَ وَتُبَعِدَنَاهُ، وَأَنْ تَرْزُقَنَا الْفِرْدَوْسَ وَتُحِلَّناهُ، وَأَنْ تُسْقِيَنا مِنْ حَوْضِ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَتُوْرِدْنَاهُ، نَدْعُوكَ يا رَبَّنا تَضَرُّعاً وَخِيفَةً، وَرَغْبَةً وَرَهْبَةً وَخَوْفاً وَطَمَعاً، إِنَّكَ سَمِيعُ

ص: 552

الدُّعاءُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ مَنْ عاذَ بِكَ مِنْكَ، وَلَجَأَ إِلَى عِزِّكَ، وَاسْتَظَلَّ بِفَيْئِكَ، وَاعْتَصَمَ بِحَبْلِكَ، وَلَمْ يَثِقُ إِلاَّ بِكَ، يا جَزِيلَ الْعَطايا، وَيَا فَكَّاكَ الأُسارَى، أَنْتَ الْمَفْزَعُ فِي الْمُلِمَّاتِ، وَأَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ لِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنِي رِزْقاً واسِعاً بِما شِئْتَ إِذَا شِئْتَ كَيْفَ شِئْتَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء اليوم الرابع:

اللَّهُمَّ قَوِّنِي فِيهِ عَلَى إِقامَةِ أَمْرِكَ، وَأَذِقْنِي فِيهِ حَلاوَةَ ذِكْرِكَ، وَأَوْزِعْنِي فِيهِ لأَدَاءِ شُكْرِكَ بِكَرَمِكَ، وَاحْفَظْنِي فِيهِ بِحِفْظِكَ وَسِتْرِكَ يا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ.

دعاء آخر:

يا كَهْفِي حِينَ تُعْيينِي الْمَذَاهِبُ، وَمَلْجَئِي حِينَ تَقِلُّ بِيَ الْحِيَلُ، وَيا بارِىءَ خَلْقِي بِي وَكُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيَّاً، وَيا مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلَى أَعْدائِي وَلَوْلا نَصْرُكَ إِيّايَ لَكُنْتُ مِنَ الْمَغْلُوبِينَ، وَيا مُقِيلَ عَثْرَتِي وَلَوْلا سَتْرُكَ عَوْرَتِي لَكُنْتُ مِنَ الْمَفْضُوحِينَ، وَيا مُرْسِلَ الرِّياحِ مِنْ مَعادِنِها، وَيا ناشِرَ الْبَرَكاتِ مِنْ مَواضِعِها، وَيا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِشُمُوخِ الرِّفْعَةِ فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزَّتِهِ يَتَعَزَّزُونَ، وَيا مَنْ وَضَعَ نِيرَ الْمَذَلَّةِ عَلَى أَعْناقِ الْمُلُوكِ فَهُمْ مِنْ سَطْوَتِهِ خائِفُونَ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي هُوَ مِنْ نُوْرِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِنُورِكَ الَّذِي هُوَ مِنْ كَيْنُونَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكَيْنُونَتِكَ الَّتِي هِيَ مِنْ كِبْرِيائِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِي هِيَ مِنْ عَظَمَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ الَّتِي هِيَ مِنْ عِزَّتِكَ،

ص: 553

وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي لا تُرامُ، وَبِقُدْرَتِكَ الَّتِي خَلَقْتَ بِها خَلْقَكَ، فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ، وَبِاسْمِكَ الأَْجَلِّ الأَْعْظَمِ الْمُبِينِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي، وَتُغْنِيَنِي مِنَ الْفَقْرِ، وَتُمَتّعَنِي بِسَمْعِي وَبَصَرِي وَتَجْعَلُهُما الْوارِثَيْنِ مِنِّي، وَأَنْ تَرْزُقَنِي مِنْ فَضْلِكَ الْواسِعِ مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ يا اللَّهُ، يَا رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَلِكُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤمِنَةٍ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء اليوم الخامس:

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِيهِ مِنَ الْمُسْتَغْفِرِينَ، وَاجْعَلْنِي فِيهِ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، وَاجْعَلْنِي فِيهِ مِنْ أَوْلِيائِكَ الْمُقَرَّبِينَ بِرَأْفَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْزَعْ ما فِي قَلْبِي مِنْ حَسَدٍ أَوْ غِلٍّ أَوْ غِشٍّ أَوْ فِسْقٍ أَوْ فَرَحٍ أَوْ مَرَحٍ أَوْ بَطَرٍ أَوْ أَشَرٍ، أَوْ خُيَلاءٍ أَوْ شَكٍّ أَوْ رَيْبَةٍ أَوْ نِفاقٍ أَوْ شِقاقٍ، أَوْ غَفْلَةٍ أَوْ قَطِيعَةٍ أَوْ جَفاءٍ أَوْ ما تَكْرَهُهُ مِمَّا هُوَ فِي قَلْبِي. اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي التَّثَبُّتَ فِي أَمْرِي، وَالْمُشاوَرَةَ مَعَ أَهْلِ النَّصِيحَةِ وَالْمَوَدَّةِ لِي، بِالتَّواضُعِ فِي قَلْبِي، وَالْتِماسِ الْبَرَكَةِ فِيما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ. اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي سَلامَةَ الصَّدْرِ، وَالسَّكِينَةَ إِلَى ما تُحِبُّ وَتَرْضَى. اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَرْحَ الصَّدْرِ وَانْفِتَاحَهُ إِلَى ما تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَنُورَ الْقَلْبِ وَتَفَهُّمَهُ لِما تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَضِياءَ الْقَلْبِ، وَذَكَاءَ الْقَلْبِ وَتَوَقُّدَهُ فِيما

ص: 554

تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَحُسْنَ الأَمْنِ وَإِيمانَهُ بِما تُحِبُّ وَتَرْضَى، يا مَنْ بِيَدِهِ صَلاحُ الْقَلْبِ أَصْلِحْهُ لِي، يا مَنْ بِيَدِهِ سَلامَةُ الْقَلْبِ فَاجْعَلْهُ سالِماً لِي، وَارْزُقْنِي ما سَأَلْتُكَ، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِما لَمْ أَسْأَلْ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَسِعَتِكَ وَجُودِكَ وَكَثْرَةِ نائِلِكَ ماأَنْتَ أَهْلُهُ. اللَّهُمَّ اعْفِنِي عَنْ طَلَبِ ما تُقَدِّرْهُ لِي، وَسَهِّلْ لِي سَبِيلَ ما رَزَقْتَنِي مِنْهُ، وَسُقْهُ إِلَيَّ فِي عافِيَةٍ وَيُسْرٍ وَرَحْمَةٍ وَلُطْفٍ، وَلا تُعَسِّرْهُ لِي. اللَّهُمَّ لا تَنْزَعْ مِنِّي صالِحاً أَعْطَيْتَنِيهِ، وَلا تُوقِعْنِي فِي شَرٍّ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ، وَاكْفِنِي بِرِزْقِكَ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمَتِّعْنا بِأَسْماعِنا وَأَبْصَارِنا، وَاجْعَلْهُما الْوارِثَيْنِ مِنَّا، فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ.

دعاء اليوم السادس:

اللَّهُمَّ لا تَخْذُلْنِي فِيهِ لِتَعَرُّضِ مَعْصِيَتِكَ، وَلا تَضْرِبْنِي بِسِياطِ نَقْمَتِكَ، وَزَحْزِحْنِي فِيهِ مِنْ مُوْجِباتِ سَخَطِكَ، بِمَنِّكَ وَأَيادِيكَ، يا مُنْتَهى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ.

دعاء آخر:

يا خَيْرَ مَنْ وَجَّهْتُ إِلَيْهِ وَجْهِي، وَيا خَيْرَ مَنْ شَكَوْتُ إِلَيْهِ وَحْدَتِي، يا خَيْرَ مَنْ شَخَصْتُ إِلَيْهِ بِبَصَرِي، وَيا خَيْرَ مَنْ ناجَيْتُهُ فِي سِرِّي، يا خَيْرَ مَنْ بَسَطْتُ إِلَيْهِ يَدِي، يا خَيْرَ مَنْ رَجَوْتُهُ فِي حاجَتِي، يا خَيْرَ مَنْ فَكَّرْتُ فِيهِ بِقَلْبِي، يا خَيْرَ مَنْ أَشَرْتُ إِلَيْهِ بِكَفّي، اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَواتِكَ عَلَى أَفْضَلِ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَاجْعَلْهُمُ وَإِيَّانا وَما تَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَيْهِمُ وَعَلَيْنا، فِي كَنَفِكَ وَحِرْزِكَ وَكِفايَتِكَ وَكَلاَءَتِكَ وَسِتْرِكَ الْواقِي مِنْ

ص: 555

كُلِّ سُوءٍ وَمَخُوفٍ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، فَإِنَّا قَدِ اسْتَغْنَيْنا وَاعْتَصَمْنا وَتَعَزَّزْنا بِكَ، وَأَنْتَ الْغالِبُ غَيْرُ الْمَغْلُوبِ، وَرَمَيْنا كُلَّ مَنْ أَرَادَ أَهْلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَأَشْياعَهُمْ وَأَحِبَّاءَهُمْ بِسُوءٍ أَوْ خَوْفٍ أَوْ بِأَذَىً بِلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَكِيمُ الْكَرِيمُ، وَبِلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، وَبِلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّماوَاتِ السَّبْعِ وَما فِيهِنَّ، وَرَبُّ الأَْرَضِينَ السَّبْعِ وَما فِيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ.

دعاء اليوم السابع:

اللَّهُمَّ أَعِنِّي فِيهِ عَلَى صِيامِهِ وَقِيامِهِ، وَجَنِّبْنِي فِيهِ مِنْ هَفَواتِهِ وَآثامِهِ، وَارْزُقْنِي فِيهِ ذِكْرَكَ بِدَوامِهِ، بِتَوْفِيقِكَ يا هادِيَ الْمُضَلِّينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي حِينَ يَسُوءُ ظَنِّي بِأَعْمالِي، وَأَنْتَ أَمَلِي عِنْدَ انْقِطاعِ الْحِيَلِ مِنِّي وَأَنْتَ رَجائِي عِنْدَ تَضَايُقِ حُلُولِ الْبَلاءِ عَلَيَّ، وَأَنْتَ عُدَّتِي فِي كُلِّ شَدِيدَةٍ نَزَلَتْ بِي، وَفِي كُلِّ مُصِيبَةٍ دَخَلَتْ عَلَيَّ، وَفِي كُلِّ كُلْفَةٍ صارَتْ عَلَيَّ، وَأَنْتَ مَوْضِعُ كُلِّ شَكْوى، وَمُفَرِّجُ كُلِّ بَلْوى، أَنْتَ لِكُلِّ عَظِيمَةٍ تُرْجَى، وَلِكُلِّ شَدِيدَةٍ تُدْعَى، إِلَيْكَ الْمُشْتَكَى، وَأَنْتَ الْمُرْتَجَى لِلآخِرَةِ وَالأُوْلَى. اللَّهُمَّ ما أَكْبَرَ هَمِّي إِنْ لَمْ تُفَرِّجْهُ، وَأَطْوَلَ حُزْنِي إِنْ لَمْ تُخَلِّصْنِي، وَأَعْسَرَ حَسَناتِي إِنْ لَمْ تُيَسِّرْهَا، وَأَخَفَّ مِيزَانِي إِنْ لَمْ تُثْقِلْهُ، وَأَزَلَّ لِسانِي إِنْ لَمْ تُثْبِتْهُ، وَأَوْضَعَ جِدِّي إِنْ لَمْ تُقِلْ عَثْرَتِي. أَنا صاحِبُ الذَّنْبِ الْكَبِيرِ، وَالْجُرْمِ الْعَظِيمِ، أَنا الَّذِي بَلَغَتْ بِي سَوْأَتِي وَكَشَفْتُ قِناعِي، وَلَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ حِجابٌ

ص: 556

يُوارِينِي مِنْكَ، فَلَوْ عاقَبْتَنِي عَلَى قَدْرِ جُرْمِي لَما فَرَّجْتَ عَنِّي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً. اللَّهُمَّ أَنَا الذَّلِيلُ الَّذِي أَعْزَزْتَ، وَأَنَا الضَّعِيفُ الَّذِي قَوَّيْتَ، وَأَنَا الْمُقِرُّ الَّذِي سَتَرْتَ، فَما شَكَرْتُ نِعْمَتَكَ، وَلا أَدَّيْتُ حَقَّكَ، وَلا تَرَكْتُ مَعْصِيَتَكَ، يا كاشِفَ كَرْبِ أَيُّوبَ، وَسامِعَ صَوْتِ يُوْنُسَ الْمَكْرُوبِ، وَفالِقَ الْبَحْرِ لِبَنِي إِسْرائِيلَ، وَمُنْجِيَ مُوْسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَيُسْراً، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء اليوم الثامن:

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيهِ رَحْمَةَ الأَْيْتامِ، وَإِطْعامَ الطَّعامِ، وَإِفْشاءَ السَّلامِ، وَصُحْبَةَ الْكِرامِ، بِطَوْلِكَ يا مَلْجَأَ الآمِلِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ إِنِّي لا أَجِدُ مِنْ أَعْمالِي عَمَلاً أَعْتَمِدُ عَلَيْهِ وَأَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيْكَ، أَفْضَلَ مِنْ وِلايَتِكَ وَوِلايَةِ رَسُولِكَ وَآلِ رَسُولِكَ الطَّيِّبِينَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَتَوَجَّهُ بِهِمْ إِلَيْكَ، فَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ يا إِلهِي بِكَ وَبِهِمْ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ، فَإِنِّي قَدْ رَضِيتُ بِذلِكَ مِنْكَ تُحْفَةً وَكَرامَةً، فَإِنَّهُ لا تُحْفَةَ وَلا كَرامَةَ أَفْضَلُ مِنْ رِضْوانِكَ وَالتَّنَعُّمِ فِي دارِكَ مَعَ أَوْلِيائِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ. اللَّهُمَّ أَكْرِمْنِي بِوِلايَتِكَ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَةِ أَهْلِ وَلايَتِكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي وَدائِعِكَ الَّتِي لا تَضِيعُ، وَلا تَرُدَّنِي خائِباً بِحَقِّكَ وَحَقِّ مَنْ أَوْجَبْتَ حَقَّهُ عَلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،

ص: 557

وَتُعَجِّلَ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَفَرَجِي مَعَهُمْ، وَفَرِّجْ عَنْ كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء اليوم التاسع:

اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِيهِ نَصِيباً مِنْ رَحْمَتِكَ الْواسِعَةِ، وَاهْدِنِي فِيهِ لِبَراهِينِكَ السَّاطِعَةِ، وَخُذْ بِناصِيَتِي إِلَى مَرْضَاتِكَ الْجامِعَةِ، بِمَحَبَّتِكَ يا أَمَلَ الْمُشْتاقِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي، وَاعْصِمْ عَمَلِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَاشْرَحْ صَدْرِي، وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي، وَجَوِّدْ فَهْمِي، وَخَفّفْ وِزْرِي، وَآمِنْ خَوْفِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَارْبُطْ جَأْشِي، وَبَيِّضْ وَجْهِي، وَارْفَعْ جاهِي، وَصَدِّقْ قَوْلِي، وَبَلِّغْ حَدِيثِي، وَعافِنِي فِي عُمْرِي، وَبارِكْ لِي فِي مُنْقَلَبِي، وَاعْصِمْنِي فِي جَمِيعِ أَحْوالِي، وَأَوْسِعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَسَهِّلْ عَلَيَّ مَطالِبِي، وَأَعْطِنِي مِنْ جَزِيلِ عَطائِكَ أَفْضَلَ ما أَعْطَيْتَ أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، وَتَجاوَزْ عَنْ جَمِيعِ ما عِنْدِي بِحُسْنِ لُطْفِكَ الَّذِي عِنْدَكَ. اللَّهُمَّ لا تُشْمِتْ بِي عَدُوّي، وَلا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي، وَلا تَفْضَحْنِي فِي نَفْسِي، وَلا تَفْجَعْنِي فِي جارِي، وَهَبْ لِي يَا إِلهِي عَطِيَّةً كَرِيمَةً رَحِيمَةً مِنْ عَطائِكَ الَّذِي لا فَقْرَ بَعْدَهُ، فَقَدْ ضَعُفَتْ قُوَّتِي، وَانْقَطَعَ مِنَ الْخَلْقِ رَجائِي، فَقُدْرَتُكَ يا رَبِّ أَنْ تَرْحَمَنِي وَتُعافِيَنِي كَقُدْرَتِكَ عَلَى أَنْ تُعَذِّبَنِي وَتَبْتَلِيَنِي، فَاجْعَلْ يا مَوْلايَ فِيما قَضَيْتُ تَعْجِيلَ خَلاصِي مِنْ جَمِيعِ ما أَنَا فِيهِ مِنَ الْمَكْرُوهِ وَالْمَحْذُورِ وَالْمَشَقَّةِ، وَعافِنِي مِنْهُ كُلَّهِ، إِلهِي لا

ص: 558

أَرْجُو لِدَفْعِ ذلِكَ عَنِّي أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ، فَكُنْ يا ذَا الْجَلالِ وَالإِْكْرامِ عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنِّي بِكَ، وَامْنُنْ عَلَيَّ بِذلِكَ وَعَلَى كُلِّ داعٍ دَعاكَ بِهِ يا مَوْلايَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنْتَ يَا سَيِّدِي أَمَرْتَ بِالدُّعاءِ وَضَمِنْتَ لِمَنْ شِئْتَ الإِْجابَةَ، وَوَعْدُكَ الْحَقُّ الَّذِي لا خُلْفَ لَهُ.

دعاء اليوم العاشر:

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِيهِ مِنَ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ، وَاجْعَلْنِي فِيهِ مِنَ الْفائِزِينَ لَدَيْكَ، وَاجْعَلْنِي فِيهِ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ إِلَيْكَ، بِإِحْسانِكَ يا غايَةَ الطَّالِبِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ يا مَنْ بَطْشُهُ شَدِيدٌ، وَعَفْوُهُ قَدِيمٌ، وَمُلْكُهُ مُسْتَقِيمٌ، وَلُطْفُهُ شَدِيدٌ، يا مَنْ سَتَرَ عَلَيَّ الْقَبِيحَ، وَظَهَرَ بالْجَمِيلِ، وَلَمْ يُعْجِّلْ بِالْعُقُوبَةِ، يا مَنْ أَذِنَ لِلْعِبادِ بِالتَّوْبَةِ، يا مَنْ لَمْ يَهْتِكِ السّتْرَ لِذِي الْفَضِيحَةِ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما فِي غَدٍ غَيْرُهُ، يا جابِرَ كُلِّ كَسِيرٍ، يا مَأْوَى كُلِّ هارِبٍ، يا غَاذِيَ ما فِي بُطُونِ الأُمَّهاتِ، يا سَيِّدِي أَنْتَ لِي فِي كُلِّ حاجَةٍ نَزَلَتْ بِي، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي، وَارْزُقْنِي مِنْ رِزْقِكَ الْواسِعِ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً، يا حَيُّ يا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ اسْتَغَثْتُ، فُكَّ أَسْرِي، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء اليوم الحادي عشر:

اللَّهُمَّ حبِّبْ إِلَيَّ فِيهِ الإِحْسانَ، وَكَرِّهْ إِلَيَّ فِيهِ الْفُسُوقَ وَالْعِصْيانَ، وَحَرِّمْ عَلَيَّ فِيهِ السَّخَطَ وَالنِّيْرانَ، بِعَوْنِكَ يا غِيَاثَ الْمُسْتَغِيثِينَ.

ص: 559

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ بِيَدِكَ مَقادِيرُ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَبِيَدِكَ مَقادِيرُ الْغِنَى وَالْفَقْرِ، وَبِيَدِكَ مَقادِيرُ الْخِذْلانِ وَالنَّصْرِ. اللَّهُمَّ بارِكْ لِي فِي دِينِي وَدُنْيايَ، وَبارِكْ لِي فِي آخِرَتِي وَأُوْلايَ، وَبارِكْ لِي فِي أَهْلِي وَمالِي وَوَلَدِي، وَبارِكْ لِي فِي سَمْعِي وَبَصَرِي وَيَدِي وَرِجْلِي وَجَمِيعِ جَسَدِي، وَبارِكْ لِي فِي عَقْلِي وَذِهْنِي وَفَهْمِي وَعِلْمِي وَعَمَلِي وَجَمِيعِ ما خَوَّلْتَنِي. اللَّهُمَّ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الْحَلالِ، وَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ دارَ الْقَرارِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَهْوالِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَبَوائِقِ الدَّهْرِ وَمُصِيباتِ اللَّيالِي وَالأَيَّامِ. اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ غَضِبْتَ عَلَيَّ وَأَنْتَ رَبِّي فَلا تُحِلَّهُ بِي يا رَبَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ، وَمِنْ شَرِّ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فَسَلِّمْنِي، وَأَنْتَ رَبِّي فَلا تَكِلْنِي إِلَى عَدُوّي وَلا إِلَى صَدِيقِي، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَيَّ فَما أُبالِي، غَيْرَ أَنَّ عافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي وَأَهْنَأُ لِي. إِلهِي أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرَضُونَ، وَكُشِفَتْ بِهِ الظُّلْمَةُ عَنْ عِبادِكَ مِنْ أَنْ يَحِلَّ بِي سَخَطُكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى، وَإِذا رَضِيتَ وَبَعْدَ الرِّضا، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ.

دعاء اليوم الثاني عشر:

اللَّهُمَّ زَيِّنِّي فِيهِ بِالسِّتْرِ وَالْعَفافِ، وَاسْتُرْنِي فِيهِ بِلِباسِ الْقُنُوعِ وَالْكَفافِ، وَاحْمِلْنِي فِيهِ عَلَى الْعَدْلِ وَالإِنْصافِ، وَآمِنِّي فِيهِ مِنْ كُلِّ ما أَخَافُ، بِعِصْمَتِكَ يا عِصْمَةَ الْخائِفِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ غارَتْ نُجُومُ سَمائِكَ، وَنامَتْ عُيُونُ أَنامِكَ، وَهَدَأَتْ أَصْواتُ

ص: 560

عِبادِكَ وَأَنْعامِكَ، وَغَلَّقَتْ مُلُوكُ الأَرْضِ عَلَيْها أَبْوابَها، وَطافَتْ عَلَيْها حُرَّاسُها، وَاحْتَجَبُوا عَمَّنْ يَسْأَلُهُمْ حاجَةً أَوْ يَنْتَجِعَ مِنْهُمْ فائِدَةً. وَأَنْتَ إِلهِي حَيٌّ قَيُّومٌ، لا تَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ، وَلا يَشْغَلُكَ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، أَبْوابُ سَمَاوَاتِكَ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحاتٌ، وَخَزَائِنُكَ غَيْرُ مُغَلَّقاتٍ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ وَأَسْتَحْفِظُكَ بِأَنْ لاَ إلَهَ إِلاَّ أَنْتَ الحيُّ القَيُّومُ وَالنُّورُ القُدُّوسُ، نَفْسِي وَرُوحِي وَرِزْقِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي، وَأَنْفُسَ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَأَنْفُسَ أَشْيَاعِ مُحَمَّدٍ، وَجَمِيَعَ مَا تَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ حَيّاً وَمَيِّتاً،وَشَاهِداً وَغَائِباً، وَنَائِماً وَيَقْظَاناً، وَقَائِماً وقَاعِداً، وَمُسْتَخِفّاً وَمُتَهَاوِناً، بِنُورِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ الجَلِيلِ، الرَّفِيعِ العَظِيمِ القَائِمِ بِالْقِسْطِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ العَزِيزُ الحَكِيمُ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. يَا وَلِيَّ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ، وَمَلاَئِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ، صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، وَبَيْتُكَ المَعْمُورُ وَالسَّبْعُ المَثَانِي وَالقْرْآنُ العَظِيمُ، وَبِكُلِّ مَنْ يَكْرُمُ عَلَيْكَ مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ يَا سَيِّدِي، مَع مَا تَفَضَّلْتَ عَلَيْهِمْ وَعَلَيْنَا، فَاجْعَلْنَا فِي حِمَاكَ الَّذِي لاَ يُسْتَبَاحُ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء اليوم الثالث عشر:

اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي فِيهِ مِنَ الْدَنَسِ وَالأَْقْذَارِ، وَصَبِّرْنِي فِيهِ عَلَى كَائِناتِ الأَْقْدارِ، وَوَفِّقْنِي فِيهِ لِلتُّقَى وَصُحْبَةِ الأَْبْرارِ، بِعَوْنِكَ يا قُرَّةَ عَيْنِ الْمَساكِينِ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَدِينُكَ بِطاعَتِكَ وَوِلايَتِكَ، وَوِلايَةِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ، وَوِلايَةِ

ص: 561

أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ حَبِيبِ نَبِيِّكَ، وَوِلايَةِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنِ سِبْطَيْ نَبِيِّكَ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ جَنَّتِكَ، وَأَدِينُكَ يارَبِّ بِوِلايَةِ عَلِيّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيّ، وَجَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوْسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوْسَى، وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ صاحِبِ الزَّمانِ، أَدِينُكَ يا رَبّ بِطاعَتِهِمْ وَوِلايَتِهِمْ وَبِالتَّسْلِيمِ بِما فَضَّلْتَهُمْ، راضِياً غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلاَ مُسْتَكَبِرٍ عَلَى ما أَنْزَلْتَ فِي كِتابِكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ، وَلِسانِكَ وَالْقائِمِ بِقِسْطِكَ، وَالْمُعَظِّمِ لِرَحْمَتِكَ، وَالْمُعَبِّرِ عَنْكَ، وَالنَّاطِقِ بِحُكْمِكَ، وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ وَأُذُنِكَ السَّامِعَةِ، وَشَاهِدِ عِبَادِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلَى خَلْقِكَ، وَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِكَ، وَالْمُجْتَهِدِ فِي طاعَتِكَ، وَاجْعَلْهُ فِي وَدِيعَتِكَ الَّتِي لا تَضِيعُ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ، وَأَعِنْهُ وَأَعِنْ عَنْهُ، وَاجْعَلْنِي وَوالِدَيَّ وَما وَلَدَا وَوُلْدِي مِنَ الَّذِينَ يَنْصُرُونَهُ وَيَنْتَصِرُونَ بِهِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا. اللَّهُمَّ أَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَدَمْدِمْ بِمَنْ نَصَبَ لَهُ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ، حَتَّى لا تَدَعْ عَلَى الأَرْضِ مِنْهُمْ دَيّاراً.

دعاء اليوم الرابع عشر:

اللَّهُمَّ لا تُؤاخِذْنِي فِيهِ بِالْعَثَراتِ، وَأَقِلْنِي فِيهِ مِنَ الْخِطايا وَالْهَفَواتِ، وَلا تَجْعَلْنِي فِيهِ غَرَضاً لِلْبَلايا وَالآفاتِ، بِعِزَّتِكَ يا عِزَّ الْمُسْلِمِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهمَّ لا تُؤَدّبْنِي بِعُقُوبَتِكَ، وَلا تَمْكُرْ بِي فِي حِيلَتِكَ، مِنْ أَيْنَ لِيَ

ص: 562

الْخَيْرُ وَلا يُوجَدُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِكَ، وَمِنْ أَيْنَ لِيَ النَّجاةُ وَلا تُسْتَطَاعَ إِلاَّ بِكَ، لا الَّذِي أَحْسَنَ اسْتَغْنَى عَنْكَ، وَلا الَّذِي أَساءَ خَرَجَ عَنْ قُدْرَتِكَ، يا رَبِّ بِكَ عَرَفْتُكَ، وَأَنْتَ دَلَلْتَنِي، وَلَوْلا أَنْتَ ما دَرَيْتُ مَنْ أَنْتَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَدْعُوهُ فَيُجِيبُنِي وَإِنْ كُنْتُ بَطِيئاً حِينَ يَدْعُونِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي وَإِنْ كُنْتُ بَخِيلاً حِينَ يَسْتَقْرِضُنِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَكَلَنِي إِلَيْهِ فَأَكْرَمَنِي، وَلَمْ يُكِلْنِي إِلَى النَّاسِ فَيَهِينُونِي، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَحَبَّبَ إِلَيَّ وَهُوَ غَنِيٌّ عَنِّي. اللَّهُمَّ لا أَجِدُ شافِعاً إِلَيْكَ إِلاَّ مَعْرِفَتِي بِأَنَّكَ أَفْضَلُ مَنْ قَصَدَ إِلَيْهِ الْمُضْطَرُّونَ، أَسْأَلُكَ مُقِرّاً بِأَنَّ لَكَ الطَّوْلَ وَالْقُوَّةَ، وَالْحَوْلَ وَالْقُدْرَةَ، أَنْ تَحُطَّ عَنِّي وِزْرِيَ الَّذِي حَنَى ظَهْرِي وَتَعْصِمَنِي مِنَ الْهَوَى الْمُسَلَّطِ عَلَى عَقْلِي، وَتَجْعَلَنِي مِنَ الَّذِينَ انْتَجَبْتَهُمْ لِطاعَتِكَ.

دعاء اليوم الخامس عشر:

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيهِ طاعَةَ الْخاشِعِينَ، وَاشْرَحْ فِيهِ صَدْرِي بِإِنابَةِ الْمُخْبِتِينَ، بِأَمَانِكَ يا أَمانَ الْخائِفِينَ.

دعاء آخر:

يا ذَا الْمَنِّ وَالإِحْسانِ، يا ذَا الْجَلالِ وَالإِْكْرامِ يا ذَا الْجُودِ وَالأَْفْضالِ، يا ذَا الطَّوْلِ، يا لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، ظَهْرُ اللاَّجِئِينَ وَأَمانُ الْخائِفِينَ، إِنْ كُنْتَ كَتَبْتَنِي فِي أُمِّ الْكِتابِ شَقِيّاً فَاكْتُبْنِي عِنْدَكَ سَعِيداً مُوَفَّقاً لِلْخَيْرِ، وَامْحُ اسْمَ الشَّقاءِ عَنِّي، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي الْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلْتَ عَلَى نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ: {يَمْحُو اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ}. اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي طَيِّباً، وَاسْتَعْمِلْنِي صالِحاً، اللَّهُمَّ امْنُنْ عَلَيَّ

ص: 563

بِالْرِّزْقِ الْواسِعِ الْحَلالِ الطَّيِّبِ بِرَحْمَتِكَ، تَكُونُ لَكَ الْمِنَّةُ عَلَيَّ وَتَكُونُ لِي غِنَىً عَنْ خَلْقِكَ، خالِصاً لَيْسَ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ مِنَّةٌ مِنْ غَيْرِكَ، وَاجْعَلْنا فِيهِ مِنَ الشَّاكِرِينَ، وَلا تَفْضَحْنِي يَوْمَ التّلاقِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ السَّعَةَ فِي الدُّنْيا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ السَّرَفِ فِيها، وَأَسْأَلُكَ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْحِرْصِ عَلَيْها، وَأَسْأَلُكَ الْغِنَى فِي الدُّنْيا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْفَقْرِ فِيها. اللَّهُمَّ إِنْ بَسَطْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيا فَزَهّدْنِي فِيها، وَإِنْ قَتَّرْتَ عَلَيَّ رِزْقِي فِلا تُرَغِّبْنِي فِيها.

دعاء اليوم السادس عشر:

اللَّهُمَّ وَفِّقْنِي لِمُوافَقَةِ الأَبْرارِ، وَجَنِّبْنِي فِيهِ مُرافَقَةَ الأَْشْرارِ، وَآوِنِي فِيهِ بِرَحْمَتِكَ إِلَى دارِ الْقَرارِ بِإِلهِيَّتِكَ يا إِلهَ الْعالَمِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي وَأَوْسِعْ عَلَيَّ رِزْقِي، وَبارِكْ لِي فِيما رَزَقْتَنِي وَلا تُحْوِجْنِي إِلَى أَحَدٍ سِوَاكَ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنا مِنْ فَضْلِكَ، وَبارِكْ لَنا فِي رِزْقِكَ، وَأَغْنِنا عَنْ خَلْقِكَ، وَلا تَحْرِمْنا رِفْدَكَ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ السَّعَةَ مِنْ طَيِّبِ رِزْقِكَ، وَالْعَوْنَ عَلَى طاعَتِكَ، وَالْقُوَّةَ عَلَى عِبادَتِكَ. اللَّهُمَّ عافِنا مِنْ بَلائِنَا، وَارْزُقْنا مِنْ فَضْلِكَ، وَاكْفِنا شَرَّ خَلْقِكَ.

دعاء اليوم السابع عشر:

اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيهِ لِصالِحِ الأَعْمالِ، وَاقْضِ لِي فِيهِ الْحَوائِجَ وَالآمالِ، يا مَنْ لا يَحْتاجُ إِلَى التَّفْسِيرِ وَالسُّؤَالِ، يا عَالِماً بِما فِي صُدُورِ الْعالَمِينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.

ص: 564

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ لا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً، وَلا تُحْوِجْنِي إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى طاعَتِكَ. اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي بِحَبْلِكَ، وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ، وَنَجِّنِي مِنَ النَّارِ بِعَفْوِكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ تَعْجِيلَ ما تَعْجِيلُهُ خَيْرٌ لِي، وَتَأْخِيرَ ما تَأْخِيرُهُ خَيْرٌ لِي. اللَّهُمَّ ما رَزَقْتَنِي مِنْ رِزْقٍ فَاجْعَلْهُ حَلالاً طَيِّباً فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ. اللَّهُمَّ سُدَّ فَقْرِي فِي الدُّنْيا، وَاجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي، وَاجْعَلْ رَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ. اللَّهُمَّ ثَبّتْ رَجاءَكَ فِي قَلْبِي وَاقْطَعْ رَجائِي عَنْ خَلْقِكَ، حَتَّى لا أَرْجُوَ أَحَداً غَيْرَكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ. اللَّهُمَّ وَفِي سَفَرِي فاحْفَظْنِي، وَفِي أَهْلِي فَاخْلُفْنِي، وَفِيما رَزَقْتَنِي فَبارِكْ لِي وَفِي نَفْسِي فَذَلِّلْنِي، وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ فَعَظّمْنِي، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ فَحبِّبْنِي، وَفِي صالِحِ الأَعْمالِ فَقَوِّنِي، وَبِسُوءِ عَمَلِي فَلا تَسْلِبْنِي، وَبِسَرِيرَتِي فَلا تَفْضَحْنِي، وَبِقَدْرِ ذُنُوبِي فَلا تُخْزِنِي، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ أَشْكُو غُرْبَتِي وَبُعْدَ دارِي، وَقِلَّةَ مَعْرِفَتِي، وَهَوانِي عَلَى النَّاسِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء اليوم الثامن عشر:

اللَّهُمَّ نَبِّهْنِي فِيهِ لِبَرَكاتِ أَسْحارِهِ، وَنَوِّرْ فِيهِ قَلْبِي بِضِياءِ أَنْوارِهِ، وَخُذْ بِكُلِّ أَعْضائِي إِلَى اتِّباعِ آثارِهِ، بِنُورِكَ يا مُنَوِّرَ قُلُوبِ الْعارِفِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ إِنَّ الظَّلَمَةَ كَفَرُوا بِكِتابِكَ، وَجَحَدُوا آياتِكَ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، وَبَدَّلُوا ما جاءَ بِهِ رَسُولُكَ، وَشَرَّعُوا غَيْرَ دِينِكَ، وَسَعَوْا بِالْفَسادِ فِي

ص: 565

أَرْضِكَ، وَتَعاوَنُوا عَلَى إِطْفاءِ نُورِكَ، وَشاقُّوا وُلاةَ أَمْرِكَ، وَوَالَوْا أَعْدَاءَكَ، وَعادَوْا أَوْلِياءَكَ، وَظَلَمُوا أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ. اللَّهُمَّ فَانْتَقِمْ مِنْهُمْ، وَاصْبِبْ عَلَيْهِمْ عَذَابَكَ، وَاسْتَأْصِلْ شَأْفَتَهُمْ. اللَّهُمَّ إِنَّهُمْ اتَّخَذُوا دِينَكَ دَغَلاً، وَمالَكَ دُوَلاً، وَعِبادَكَ خِوَلاً، فَاكْفُفْ بَأْسَهُمْ، وَأَوْهِنْ كَيْدَهُمْ، وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُوْرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَخالِفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَشَتِّتْ أَمْرَهُمْ، وَاجْعَلْ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ، وَاسْفِكْ بِأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ دِمَاءَهُمْ، وَخُذْهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَشْهَدُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ، أَنَّهُمْ لَمْ يُذْنِبُوا لَكَ ذَنْباً، وَلَمْ يَرْتَكِبُوا لَكَ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعُوا لَكَ طاعَةً، وَأَنَّ مَوْلانا وَسَيِّدَنا صاحِبَ الزَّمانِ، الْهادِيَ المَهْدِيَّ التَّقِيَّ النَّقِيَّ الزَّكِيَّ الرَّضِيَّ، فَاسْلُكْ بِنا عَلَى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدَى وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمَى، وَقَوِّنا عَلَى مُتابَعَتِهِ وَأَداءِ حَقِّهِ، وَاحْشُرْنا فِي أَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ، إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ.

دعاء اليوم التاسع عشر:

اللَّهُمَّ وَفِّرْ فِيهِ حَظِّي مِنْ بَرَكاتِهِ، وَسَهِّلْ سَبِيلِي إِلَى خَيْراتِهِ، وَلا تَحْرِمْنِي قَبُولَ حَسَنَاتِهِ، يا هادِياً إِلَى الْحَقِّ الْمُبِينِ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَبِأَنَّكَ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، وَبِأَنَّكَ جَوادٌ ماجِدٌ رَحْمَانُ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، تَعْطِي مَنْ تَشاءُ وَتَحْرِمُ مَنْ تَشاءُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ

ص: 566

مُحَمَّدٍ، فِيمَا تَقْضِيَ وَتُقَدِّرُ مِنَ الأَْمْرِ الْمَحْتُومِ، أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بِيتِكَ الْحَرامِ، الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَبْسُوطِ رِزْقُهُمُ، الْمَحْفُوظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ وَأَدْيانِهِمْ وَأَهالِيهِمْ وَأَوْلادِهِمْ، وَأَنْ تَجْعَلَ ذلِكَ فِي عامِي هذَا وَفِي كُلِّ عامٍ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعافِيَةٍ وَصِحَّةٍ مِنْ جِسْمِي، وَنِيَّةٍ خالِصَةٍ لَكَ، وَسِعَةٍ فِي ذاتِ يَدِي، وَقُوَّةٍ فِي بَدَنِي عَلَى جَمِيعِ أُمُورِي. اللَّهُمَّ مَنْ طَلَبَ حاجَتَهُ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ فَإِنِّي لا أَطْلُبُ حاجَتِي إِلاَّ مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ لِي أَنْ أَغُضَّ بَصَرِي، وَأَنْ أَحْفَظَ فَرْجِي، وَأَنْ أَكُفَّ عَنْ مَحارِمِكَ، وَأَنْ أَعْمَلَ ما أَحْبَبْتَ، وَأَنْ أَدَعَ ما سَخِطْتَ.

دعاء اليوم العشرين:

اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي فِيهِ أَبْوابَ الْجِنانِ، وَاغْلِقْ عَنِّي فِيهِ أَبْوابَ النِّيرانِ، وَوَفِّقْنِي فِيهِ لِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ، يا مُنْزِلَ السَّكِينَةِ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الطَّاهِرِ الْمُطَهَّرِ، يا مَنِ اسْتَجابَ لأَبْغَضِ خَلْقِهِ إِلَيْهِ إِذْ قالَ: {أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ}، فَإِنِّي لا أَكُونُ أَسْوَأَ حالاً مِنْهُ فِيما سَأَلْتُكَ، فَاسْتَجِبْ لِي فِيما دَعَوْتُكَ، وَأَعْطِنِي يا رَبِّ ما سَأَلْتُكَ، إِنِّي أَسْأَلُكَ يا سَيِّدِي أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ، وَتُقاتِلُ بِهِ عَدُوَّكَ فِي الصَّفِّ الَّذِي ذَكَرْتَ فِي كِتَابِكَ، فَقُلْتَ: {كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ}، مَعَ أَحَبِّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ، فِي أَحَبِّ الْمَواطِنِ لَدَيْكَ. اللَّهُمَّ وَفِي صُدُورِ الْكافِرِينَ

ص: 567

فَعَظِّمْنِي، وَفِي أَعْيُنِ المُؤْمِنِينَ فَجَلِّلْنِي، وَفِي نَفْسِي وَأَهْلِ بَيْتِي فَذَلِّلْنِي، وَحبِّبْ إِلَيَّ مَنْ أَحْبَبْتَ، وَبَغّضْ إِلَيَّ مَنْ أَبْغَضْتَ، وَوَفِّقْنِي لأَحَبِّ الأُمُورِ إِلَيْكَ، وَأَرْضاها لَدَيْكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي مِنْكَ إِلَيْكَ أَفِرُّ، وَلَيْسَ ذلِكَ إِلاَّ مِنْ خَوْفِ عَدْلِكَ، وَإِيَّاكَ أَسْأَلُ بِكَ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ إِلاَّ دُونَكَ، وَلا أَقْدِرُ أَنْ أَسْتَتِرَ مِنْكَ فِي لَيْلٍ وَلا نَهارٍ، وَأَنا عارِفٌ بِرُبُوبِيَّتِكَ مُقِرٌّ بِوَحْدانِيَّتِكَ، أَحَطْتَ يا إِلهِي خُبْراً بِأَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلِ الأَرَضِينَ، لا يَشْغَلُكَ شَيْءٌ عَنْ شَيْءٍ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

دعاء اليوم الحادي والعشرين:

اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِيهِ إِلَى مَرْضاتِكَ دَلِيلاً، وَلا تَجْعَلْ لِلشَّيْطَانِ فِيهِ عَلَيَّ سَبِيلاً، وَاجْعَلِ الْجَنَّةَ لِي مَنْزِلاً وَمَقِيلاً يا قَاضِيَ حَوائِجِ الطَّالِبِينَ.

دعاء آخر:

سُبْحانَ اللَّهِ السَّمِيعِ الَّذِي لَيْسَ شَيْءٌ أَسْمَعَ مِنْهُ، يَسْمَعُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ ما تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ، وَيَسْمَعُ ما فِي ظُلُماتِ الْبَرّ وَالْبَحْرِ، وَيَسْمَعُ الأَْنِينَ وَالشَّكْوى، وَيَسْمَعُ السِّرَّ وَأَخْفَى، وَيَسْمَعُ وَساوِسَ الصُّدُوْرِ، وَيَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ، وَمَا تُخْفِي الصُّدورُ، وَلا يُصِمُّ سَمْعَهُ صَوْتٌ. سُبْحانَ اللَّهِ بارِىءِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوَى، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرَى وَما لا يُرَى، سُبْحانَ اللَّهِ مِدَاد كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

ص: 568

دعاء آخر:

لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مُقَلِّبُ الْقُلُوبِ وَالأَْبْصارِ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ خالِقُ الْخَلْقِ بِلا حاجَةٍ فِيكَ إِلَيْهِمْ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مُبْدِىءُ الْخَلْقِ، وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ مُلْكِكَ شَيْءٌ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ باعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مُدَبِّرُ الأُْمُورِ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ دَيَّانُ الدِّيْنِ وَجَبَّارُ الْجَبابِرَةِ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مُجْرِيَ الْماءِ فِي الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مُجْرِيَ الْماءِ فِي النَّباتِ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مُكَوِّنُ طَعْمِ الثِّمَارِ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مُحْصِي عَدَدَ الْقَطْرِ وَما تَحْمِلُهُ السَّحابُ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مُحْصِي عَدَدَ ما تَجْرِي بِهِ الرِّياحُ فِي الْهَواءِ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مُحْصِيَ ما فِي الْبِحارِ مِنْ رَطْبٍ وَيابِسٍ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مُحْصِيَ ما يَدِبُّ فِي ظُلُماتِ الْبِحارِ وَفِي أَطْباقِ الثَّرَى، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوِ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ عَلَى عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، مِنْ نَبِيّ أَوْ صِدِّيقٍ أَوْ شَهِيدٍ أَوْ أَحَدٍ مِنْ مَلائِكَتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وَإِذَا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ وَبَرَكاتُكَ، وَبِحَقِّهِمُ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلَى نَفْسِكَ وَأَنَلْتَهُمْ بِهِ فَضْلَكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ الدَّاعِي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ وَسِراجِكَ السَّاطِعِ بَيْنَ عِبادِكَ فِي أَرْضِكَ وَسَمائِكَ، وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ، نُوراً اسْتَضاءَ بِهِ الْمُؤْمِنُونَ، فَبَشَّرَنَا بِجَزِيلِ ثَوابِكَ، وَأَنْذَرَنا الأَلِيمَ مِنْ عَذَابِكَ. أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ جاءَ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِ الْحَقِّ، وَصَدَّقَ الْمُرْسَلِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوهُ ذائِقُو الْعَذابِ الأَلِيمِ، أَسْأَلُكَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ، يا رَبَّاهُ يا رَبَّاهُ يا رَبَّاهُ، يا سَيِّدِي يا

ص: 569

سَيِّدِي يا سَيِّدِي، يا مَوْلايَ يا مَوْلايَ يا مَوْلايَ أَسْأَلُكَ فِي هذِهِ الْغَداةِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ أَوْفَرِ عِبادِكَ وَسائِلِيكَ نَصِيباً، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِفَكَاكِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَأَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ ما سَأَلْتُكَ وَما لَمْ أَسْأَلْكَ مِنْ عَظِيمِ جَلالِكَ، ما لَوْ عَلِمْتُهُ لَسَأَلْتُكَ بِهِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَأَنْ تَأْذَنَ لِفَرَجِ مَنْ بِفَرَجِهِ فَرَجُ أَوْلِيائِكَ وَأَصْفِيائِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِهِ تُبِيدُ الظَّالِمِينَ وَتُهْلِكُهُمْ، عَجِّلْ ذلِكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي يا ذَا الْجَلالِ وَالإِكْرامِ فِي جَمِيعِ ما سَأَلْتُكَ لِعاجِلِ الدُّنْيا وَآجِلِ الآخِرَةِ، يا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ، أَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاقْلِبْنِي بِقَضاءِ حَوائِجِي، يا خالِقِي وَيا رَازِقِي وَيا باعِثِي وَيا مُحْيِي عِظامِي وَهِيَ رَمِيمٌ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتَجِبْ لِي دُعائِي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

دعاء اليوم الثاني والعشرين:

اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي فِيهِ أَبْوابَ فَضْلِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ فِيهِ بَرَكاتِكَ، وَوَفِّقْنِي فِيهِ لِمُوْجِباتِ مَرْضاتِكَ، وَأَسْكِنِّي فِيهِ بَحْبُوْحاتِ جَنَّاتِكَ، يا مُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ.

دعاء آخر:

سُبْحانَ اللَّهِ الْبَصِيرِ الَّذِي لَيْسَ شَيْءٌ أَبْصَرَ مِنْهُ، يُبْصِرُ مِنْ فَوْقِ عَرْشِهِ ما تَحْتَ سَبْعِ أَرَضِينَ، وَيُبْصِرُ ما فِي ظُلُماتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، لا تُدْرِكُهُ الأَْبْصارُ، وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصارَ، وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ، لا تَغْشَى بَصَرَهُ الْظُلُمَاتُ، وَلا يُسْتَتَرُ مِنْهُ بِسِتْرٍ، وَلا يُوَارِي مِنْهُ جِدَارٌ، وَلا يَغِيبُ عَنْهُ بَرٌّ

ص: 570

وَلا بَحْرٌ، وَلا يَكِنُّ مِنْهُ جَبَلٌ ما فِي أَصْلِهِ، وَلا قَلْبٌ ما فِيهِ، وَلا يَسْتَتِر مِنْهُ صَغِيرٌ وَلا كَبِيرٌ، وَلاَ يَسْتَخْفِي صَغِيرٌ لِصِغَرِهِ، وَلا يَخْفَى عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ، هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحامِ كَيْفَ يَشاءُ، لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، ذَلِكَ اللَّهُ، سُبْحانَ اللَّهِ بارِىءِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الأَْزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فَالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوَى، سُبْحانَ اللَّهِ خَالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرَى وَما لا يُرَى، سُبْحانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

دعاء اليوم الثالث والعشرين:

اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي فِيهِ مِنَ الذُّنُوبِ، وَطَهِّرْنِي فِيهِ مِنَ الْعُيُوبِ، وَامْتَحِنْ قَلْبِي فِيهِ بِتَقْوى الْقُلُوبِ، يا مُقِيلَ عَثَراتِ الْمُذْنِبِينَ.

دعاء آخر:

سُبْحانَ اللَّهِ الَّذِي يُنْشِىءُ السَّحابَ الثِّقالَ وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ، وَيُرْسِلُ الصَّواعِقَ فَيُصِيبُ بِها مَنْ يَشَاءُ، وَيُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ، وَيُنْزِلُ الْماءَ مِنَ السَّماءِ بِكَلِمَاتِهِ، وَيُنْبِتُ النَّباتَ بِقُدْرَتِهِ، وَيُسْقِطُ الْوَرَقَ بِعِلْمِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ بارِىءِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوَى، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرَى وَما لا يُرَى، سُبْحانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِماتِهِ _ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ _ ثلاثاً.

ص: 571

دعاء اليوم الرابع والعشرين:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِيهِ ما يُرْضِيكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمَّا يُؤْذِيكَ، وَأَسْأَلُكَ التَّوْفِيقَ فِيهِ لأَنْ أُطِيعَكَ وَلا أَعْصِيْكَ، يا جَوادَ السَّائِلِينَ.

دعاء آخر :

سُبْحانَ الَّذِي يَعْلَمُ ما تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى، وَما تَغِيضُ الأَْرْحامُ وَما تَزْدادُ، وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدارٍ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ، سَواءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ، وَمَنْ جَهَرَ بِهِ، وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسارِبٍ بِالنَّهارِ، يُمِيتُ الأَْحْياءَ وَيُحْيِيِ الْمَوْتَى، وَيَعْلَمُ ما تَنْقُصُ الأَْرْضُ مِنْهُمْ، وَيَقِرُّ فِي الأَْرْحامِ ما يَشاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمَّىً. سُبْحانَ اللَّهِ بارِىءِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الأَْزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوَى، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرَى وَما لا يُرَى، سُبْحانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِماتِهِ _ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ _ ثلاثاً.

دعاء اليوم الخامس والعشرين:

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِيهِ مُحِبّاً لأَوْلِيائِكَ، وَمُعادِياً لأَعْدائِكَ، مُسْتَنّاً بِسُنَّةِ خاتَمِ أَنْبِيائِكَ، يا عاصِمَ قُلُوبِ النَّبِيِّينَ.

دعاء آخر :

سُبْحانَ اللَّهِ الَّذِي يَعْلَمُ ما فِي السَّمَاوَاتِ وَما فِي الأَرْضِ، ما يَكُونُ مِنْ نَجْوى ثَلاثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ، وَلاَ خَمْسَةٍ إِلاَّ وَهُوَ سادِسُهُمْ، وَلاَ أَدْنَى

ص: 572

مِنْ ذلِكَ وَلاَ أَكْثَرَ إلاَّ هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَمَا كانُوا، ثُمَّ يُنْبِئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَومَ القِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيم. سُبْحانَ اللَّهِ بارِىءِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوَى، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرَى وَما لا يُرَى، سُبْحانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِماتِهِ، _ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ _ ثلاثاً.

دعاء اليوم السادس والعشرين:

اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَعْيِي فِيهِ مَشْكُوراً، وَذَنْبِي فِيهِ مَغْفُوراً، وَعَمَلِي فِيهِ مَقْبُولاً، وَعَيْبِي فِيهِ مَسْتُوراً، يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ.

دعاء آخر :

سُبْحانَ اللَّهِ مالِكِ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ تُوْلِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الحَيّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ. سُبْحانَ اللَّهِ بارِىءِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الأَْزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوَى، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرَى وَما لا يُرَى، سُبْحانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِماتِهِ _ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ _ ثلاثاً.

دعاء اليوم السابع والعشرين:

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيهِ فَضْلَ لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَصَيِّرْ أُمُورِي فِيهِ مِنَ الْعُسْرِ إِلَى

ص: 573

الْيُسْرِ، وَاقْبَلْ مَعاذِيرِي، وَحُطَّ عَنِّي الذَّنْبَ وَالْوِزْرَ، يا رَؤُوفاً بِعِبادِهِ الصَّالِحِينَ.

دعاء آخر:

سُبْحانَ اللَّهِ الَّذِي بِيَدِهِ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَما تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الأَْرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ. سُبْحانَ اللَّهِ بارِىءِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الأَْزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوَى، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرَى وَما لا يُرَى، سُبْحانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِماتِهِ _ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ _ ثلاثاً.

دعاء اليوم الثامن والعشرين:

اللَّهُمَّ وَفِّرْ حَظِّي فِيهِ مِنَ النَّوافِلِ، وَأَكْرِمْنِي فِيهِ بِإِحْضَارِ الْمَسائِلِ، وَقَرِّبْ فِيهِ وَسِيلَتِي إِلَيْكَ مِنْ بَيْنِ الْوَسائِلِ، يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحّينَ.

دعاء آخر:

سُبْحانَ اللَّهِ الَّذِي لا يُحْصِي مِدْحَتَهُ الْقائِلُونَ، وَلا يَجْزِي بِآلائِهِ الشَّاكِرُونَ الْعابِدُونَ، وَهُوَ كَما قَالَ وَفَوْقَ ما نَقُولُ، وَاللَّهُ كَما أَثْنَى عَلَى نَفْسِهِ، وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِما شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ. سُبْحانَ اللَّهِ بارِىءِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ

ص: 574

اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوَى، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرَى وَما لا يُرَى، سُبْحانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِماتِهِ _ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ _ ثلاثاً.

دعاء اليوم التاسع والعشرين:

اللَّهُمَّ غَشِّنِي فِيهِ بِالرَّحْمَةِ، وَارْزُقْنِي فِيهِ التَّوْفِيقَ وَالْعِصْمَةَ، وَطَهِّرْ قَلْبِي مِنْ غَياهِبِ التُّهْمَةَ، يا رَحِيماً بِعِبادِهِ الْمُؤْمِنِينَ.

دعاء آخر:

سُبْحانَ اللَّهِ الَّذِي يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها، وَلا يَشْغَلُهُ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها، عَمَّا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها، وَلا يَشْغَلُهُ ما يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها، عَمَّا يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها، وَلا يَشْغَلُهُ عِلْمُ شِيءٍ عَنْ عِلْمِ شَيْءٍ، وَلا يَشْغَلُهُ خَلْقُ شَيْءٍ عَنْ خَلْقِ شَيْءٍ، وَلا حِفْظُ شَيْءٍ عَنْ حِفْظِ شَيْءٍ، وَلا يُسَاوِيهِ شَيْءٌ، وَلا يَعْدِلُهُ شَيْءٌ، لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ. سُبْحانَ اللَّهِ بارِىءِ النَّسَمِ، سُبْحانَ اللَّهِ الْمُصَوِّرِ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ الأَزْواجِ كُلِّها، سُبْحانَ اللَّهِ جاعِلِ الظُّلُماتِ وَالنُّورِ، سُبْحانَ اللَّهِ فالِقِ الْحَبِّ وَالنَّوَى، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحانَ اللَّهِ خالِقِ ما يُرَى وَما لا يُرَى، سُبْحانَ اللَّهِ مِدَادَ كَلِماتِهِ _ سُبْحانَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ _ ثلاثاً.

دعاء اليوم الثلاثين:

اللَّهُمَّ اجْعَلْ صِيامِي فِيهِ بِالْشُكْرِ وَالْقَبُولِ، عَلَى ما تَرْضاهُ وَيَرْضاهُ

ص: 575

الرَّسُولُ، مُحْكَمَةً فُرُوعُهُ بالأُصُولِ، بِحَقِّ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ.

دعاء آخر:

اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، تَفَضَّلْتَ عَلَيْنا فَهَدَيْتَنا، وَمَنَنْتَ عَلَيْنا فَعَرَّفْتَنا، وَأَحْسَنْتَ إِلَيْنا فَأَعَنْتَنا عَلَى أَدَاءِ ما افْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنْ صِيامِ شَهْرِكَ شَهْرِ رَمَضانَ، فَلَكَ الْحَمْدُ بِمَحامِدِكَ كُلِّها عَلَى جَمِيعِ نَعْمائِكَ كُلِّها، حَتَّى يَنْتَهِي الْحَمْدُ إِلَى ما تُحِبُّ وَتَرْضَى. وَهذَا آخِرُ يَوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ، فَإِذَا انْقَضَى فَاخْتِمْهُ لَنا بِالسَّعادَةِ وَالرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ وَالرِّزْقِ الْواسِعِ الْكَثِيرِ الطَّيِّبِ الَّذِي لا حِسابَ فِيهِ وَلا عَذَابَ عَلَيْهِ، وَالْبَرَكَةِ وَالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ، وَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْهُ، وَأَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِأَفْضَلِ الْخَيْرِ وَالبَرَكَةِ وَالسُّرُورِ عَلَيَّ وَعَلَى أَهْلِي وَوَالِدَيَّ وَذُرِّيَّتِي يا كَرِيم. اللَّهُمَّ هذَا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فِيهِ الْقُرْآنَ {هُدَىً لِلنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقانَ}، وَقَدْ تَصَرَّمَ، فَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ مِنْ هذَا الْيَوْمِ أَوْ يَطْلُعَ الْفَجْرُ مِنْ هذِهِ اللَّيْلَةِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِي عَلَيْها يَوْمَ أَلْقاكَ، أَيْ مُلَيِّنَ الْحَدِيدِ لِداوُدَ، أَيْ كاشِفَ الْكَرْبِ الْعَظِيمِ عَنْ أَيُّوب، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَهَبْ لِي فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَكُلَّ تَبِعَةٍ وَذَنْبٍ لَكَ قِبَلِي، وَاخْتِمْ لِي بِالرِّضَا وَالْجَنَّةِ. يَا اللَّهُ يَا أَرَحَمَ الرَّاحِمِينَ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الْمُبارَكِينَ الأَخْيارِ وَسَلِّمَ تَسْلِيماً.

ص: 576

العاشر: أعمال شهر شوال

اشارة

العاشر:اعمال شهرشوال

اشارة

أعمال الليلة الأولى

الليلة الأولى : لیلة عید الفطر:

(ليلة عيد الفطر) وهي من الليالي الشريفة وقد وردت في فضل العبادة فيها وإحيائها أحاديث كثيرة، وروي أنها لا تقل عن ليلة القدر فضلا ولها عدة أعمال :

الأول : الغسل إذا غربت الشمس.

التكبيرات بعدالدعوات

الثاني : أن يقول في أعقاب صلوات المغرب والعشاء والصبح وعقيب صلاة العيد :

(اَللَّهُ أَكْبَرُ اَللَّهُ أَكْبَرُ لاَ إِله إلاَّ اللّه وَاللّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ اَلْحَمْدُ اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى مَا هَدَانَا وَلَه اَلشُّكْرُ عَلَى مَا أَوْلاَنَا).

الدّعاء بعد صلاة المغرب

الثالث : أن يرفع يديه إلى السماء إذا فرغ من فريضة المغرب ونافلته ويقول :

يَا ذَا المَنِّ وَالطَّولِ يَا ذَا الجُودِ يَا مُصطَفيَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَناصِرِهُ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ حِميَرٍ واغْفِر لِي كُلَّ ذَنبٍ أحْصَيْتَهُ وَهُوَ عِندَكَ في كِتابٍ مُبينٍ.

السجود بعد صلاة المغرب

ثم يسجد ويقول في سجوده مائة مرة : أتُوبُ إِلى اللهِ.

ثم یسأل الله تعالى ما يشاء يقضي إن شاء الله تعالی.

ص: 577

وعلى رواية الشيخ يسجد بعد صلاة المغرب ويقول :

يَا ذَا الْحُؤلِ يَا ذَا الطُّؤْلِ يا مُصطَفِياً مُحَمَّداً وَناصِرَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لي كُلَّ ذَنبٍ أَذنَبْتُهُ وَنَسيتُهُ أَنا وَهُوَ عِنْدَكَ في كِتَابٍ مُبِين.

ثمّ قُل مائةَ مرّةٍ :

أَتُوبُ إلى اللهِ.

دعاء يا دائم الفضل

الرابع : أن یقول عَشر مرّات :

يَا دَائِمَ الْفَضْلِ عَلَى الْبَرِيَّةِ يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالْعَطِيَّةِ يا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ خَيْرِ الْوَرَى سَجِيَّةٌ وَاغْفِرْ لَنَا يَا ذَا اَلْعُلَى فِي هَذِهِ اَلْعَشِيَّة.

الخامس :أن يصلي العشر ركعات التي مضت في أعمال الليلة الأخيرة من شهر رمضان ص501.

صلاة ركعتين

السادس :يصلي ركعتين يقرأ في الركعة الأولى سورة (الحمد) مرة وسورة (التوحيد )ألف مرة وفي الركعة الثانية يقرأ سورة( الحمد) مرة وسورة(التوحيد )مرة ويسجد بعد السلام فيقول :

(أَتُوبَ إِلى اللهِ).

ثم يقول : يا ذَا المَنِّ وَالْجُودِ يا ذا المَنِّ وَالطَّوْلِ يا مُصطَفى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ويسأل حاجته .

وروی أن أمير المؤمنين عَلَىْهِ السَّلَامُ كان يصليها كما ذكر فإذا رفع رأسه يقول :والذی نفسی بيده لا يفعلها أحد يسأل الله تعالى شيئا إلا أعطاه ولو أتاه من الذنوب عدد رمل الصحراء غفر الله له.

ص: 578

وفي رواية أخرى تقرأ في الركعة الأولى بعد سورة (الحمد) سورة( التوحيد )مائة مرة عوض الألف مرة ولكن على هذه الرواية يصلي هذه الصلاة بعد فريضة المغرب ونافلته.

وقد روى الشيخ والسيد بعد هذه الصلاة هذا الدعاء :

يَا اَللَّهُ يَا اَللَّهُ يَا اَللَّهُ يَا رَحْمَانُ يَا اَللَّهُ يَا مَلِكُ يَا اَللَّهُ يَا قُدُّوسُ يَا اَللَّهُ يَا سَلاَمُ يَا اَللَّهُ يَا مُؤْمِنُ يَا اَللَّهُ يَا مُهَيْمِنُ يَا اَللَّهُ يَا عَزِيزُ يَا اَللَّهُ يَا جَبَّارُ يَا اَللَّهُ يَا مُتَكَبِّرُ يَا اَللَّهُ يَا خَالِقُ يَا اَللَّهُ يَا بَارِئُ يَا اَللَّهُ يَا مُصَوِّرُ يَا اَللَّهُ يَا عَالِمُ يَا اَللَّهُ يَا عَظِيمُ يَا اَللَّهُ يَا عَلِيمُ يَا اَللَّهُ يَا كَرِيمُ يَا اَللَّهُ يَا حَلِيمُ يَا اَللَّهُ يَا حَكِيمُ يَا اَللَّهُ يَا سَمِيعُ يَا اَللَّهُ يَا بَصِيرُ يَا اَللَّهُ يَا قَرِيبُ يَا اَللَّهُ يَا مُجِيبُ يَا اَللَّهُ يَا جَوَادُ يَا اَللَّهُ يَا وَاحِدُ يَا اَللَّهُ يَا مَلِيُّ يَا اَللَّهُ يَا حَفِيظُ يَا اَللَّهُ يَا مُحِيطُ يَا اَللَّهُ يَا مَاجِدُ يَا اَللَّهُ يَا وَفِيُّ يَا اَللَّهُ يَا مَوْلَى يَا اَللَّهُ يَا قَاضِي يَا اَللَّهُ يَا سَرِيعُ يَا اَللَّهُ يَا شَدِيدُ يَا اَللَّهُ يَا رَءُوفُ يَا اَللَّهُ يَا رَقِيبُ يَا اَللَّهُ يَا قَاهِرُ يَا اَللَّهُ يَا أَوَّلُ يَا اَللَّهُ يَا آخِرُ يَا اَللَّهُ يَا ظَاهِرُ يَا اَللَّهُ يَا بَاطِنُ يَا اَللَّهُ يَا فَاخِرُ يَا اَللَّهُ يَا سَيِّدَ اَلسَّادَةِ يَا اَللَّهُ يَا رَبَّاهْ يَا اَللَّهُ يَا وَدُودُ يَا اَللَّهُ يَا نُورُ يَا اَللَّه يَا رَافِعُ يَا اَللَّهُ يَا مَانِعُ يَا اَللَّهُ يَا دَافِعُ يَا اَللَّهُ يَا فَاتِحُ يَا اَللَّهُ يَا نَفَّاحُ يَا اَللَّهُ يَا جَلِيلُ يَا اَللَّهُ يَا جَمِيلُ يَا اَللَّهُ يَا شَهِيدُ يَا اَللَّهُ يَا شَاهِدُ يَا اَللَّهُ يَا مُغِيثُ يَا اَللَّهُ يَا حَبِيبُ يَا اَللَّهُ يَا فَاطِرُ يَا اَللَّهُ يَا مُطَهِّرُ يَا اَللَّهُ يَا مَلِيكُ يَا اَللَّهُ يَا مُقْتَدِرُ يَا اَللَّهُ يَا قَابِضُ يَا اَللَّهُ يَا بَاسِطُ يَا اَللَّهُ يَا مُحْيِي يَا اَللَّهُ يَا مُمِيتُ يَا اَللَّهُ يَا بَاعِثُ يَا اَللَّهُ يَا وَارِثُ يَا اَللَّهُ يَا مُعْطِي يَا اَللَّهُ يَا

ص: 579

مُفضِل يَا اَللَّهُ يَا مُنْعِمُ يَا اَللَّهُ يَا حَقُّ يَا اَللَّهُ يَا مُبِينُ يَا اَللَّه يَا طَيِّبُ يَا اَللَّهُ يَا مُحْسِنُ يَا اَللَّهُ يَا مُجْمِلُ يَا اَللَّهُ يَا مُبْدِئُ يَا اَللَّهُ يَا مُعِيدُ يَا اَللَّه يَا بَارُّ يَا اَللَّهُ يَا بَدِيعُ يَا اَللَّهُ يَا هَادِي يَا اَللَّهُ يَا كَافِي يَا اَللَّهُ يَا شَافِي يَا اَللَّهُ يَا عَلِيُّ يَا اَللَّهُ يَا حَنَّانُ يَا اَللَّهُ يَا مَنَّانُ يَا اَللَّهُ يَا ذَا اَلطَّوْلِ يَا اَللَّه يَا مُتَعَالِ يَا اَللَّهُ يَا عَدْلُ يَا اَللَّهُ يَا ذَا اَلْمَعَارِجِ يَا اَللَّهُ يَا صَادِقُ يَا اَللَّه يَا دَيَّانُ يَا اَللَّهُ يَا بَاقِي يَا اَللَّهُ يَا مُعِينُ يَا اَللَّه يَا ذَا اَلْجَلاَلِ وَ اَلْإِكْرَامِ يَا اَللَّه يَا مَحْمُودُ يَا اَللَّهُ يَا مَعْبُودُ يَا اَللَّهُ يَا صَانِعُ يَا اَللَّهُ يَا مُكَوِّنُ يَا اَللَّه يَا فَعَّالاً لِمَا يَشَاءُ يَا اَللَّهُ يَا لَطِيفُ يَا اَللَّهُ يَا خَبِيرُ يَا اَللَّهُ يَا غَفُورُ يَا اَللَّه يَا شَكُورُ يَا اَللَّهُ يَا نُورُ يَا اَللَّهُ يَا قَدِيرُ يَا اَللَّه يَا رَبَّاهْ يَا اَللَّهُ يَا رَبَّاهْ يَا اَللَّه عَشْراً أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِرِضَاكَ وَ تَعْفُوَ عَنِّي بِحِلْمِكَ وَ تُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ اَلْحَلاَلِ اَلطَّيِّبِ مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَ مِنْ حَيْثُ لاَ أَحْتَسِب فَإِنِّي عَبْدُكَ لَيْسَ لِي أَحَدٌ سِوَاكَ وَ لاَ أَحَدٌ أَسْأَلُهُ غَيْرُكَ يَا أَرْحَمَ اَلرَّاحِمِينَ مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ لاٰ قُوَّةَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ اَلْعَلِيِّ اَلْعَظِيمِ.

ثم تسجد و تقول:

يا اللَّهُ، يا اللَّهُ، يا رَبُّ يا اللَّهُ، يا رَبُّ يا اللَّهُ، يا رَبُّ يا اللَّهُ، يا مُنْزِلَ البَرَكاتِ بِكَ تُنْزَلُ كُلُّ حاجَةٍ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ فِي مَخْزُونِ الغَيْبِ

ص: 580

عِنْدَكَ وَالأَسْمَاءِ المَشْهُورَةِ عِنْدَكَ المَكْتُوبَةِ عَلى سُرادِقِ عَرْشِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وأَنْ تَقْبَلَ مِنِّي شَهْرَ رَمَضانَ وَتَكْتُبَنِي مِنَ الوافِدِينَ إِلى بَيْتِكَ الحَرامِ وَتَصْفَحَ لِي عَنِ الذُّنُوبِ العِظامِ وَتَسْتَخْرِجَ يا رَبِّ كُنُوزَكَ يا رَحْمانُ .

صلاة أربع عشرة ركعة

السابع : يُصلِّي أربع عشرة ركعة يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين يقرأُ في كُلّ ركعة سورةَ (الحمد )مرّةً و(آية الكرسي) مرة وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ ليكون لَهُ بكل ركعة عبادة أربعين سنة وعبادة كل من صام وصلى في هذا الشهر.

زيارة الإمام الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ ليلة عيد الفطر المبارك

الثامن: زیارة الحسین عَلَىْهِ السَّلَامُ لیلة عیدالفطر:

فإن لها فضلا عظيما، بسند معتبر عن الصادق عَلَىْهِ السَّلَامُ قال : من زار قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ليلة من ثلاث ليال غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر : ليلة الفطر، وليلة الأضحى، وليلة النصف من شعبان.

وفي رواية معتبرة عن موسی بن جعفر عَلَىْهِ السَّلَامُ قال : ثلاث ليال من زار فيها الحسين عَلَىْهِ السَّلَامُ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر : ليلة النصف من شعبان، وليلة الثالث والعشرون من رمضان، وليلة العيد (أي ليلة عيد الفطر)،وعن الصادق عَلَىْهِ السَّلَامُ قال : من زار الحسين بن علي عَلَىْهِ السَّلَامُ ليلة النصف من شعبان،ولیلة الفطر، وليلة عرفة في سنة واحدة كتب الله له ألف حجة مبرورة وألف عمرة متقبلة، وقضيت له ألف حاجة من حوائج الدنيا والآخرة.

فإذا أردت زيارته هذه الليلة فقف على باب القبة الطاهرة وارم بنظرك نحو القبر مستأذنا فقل :

يَا مَوْلاَيَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ يَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَبْدُكَ وابْنُ أمَتِكَ الذَّليلُ بَينَ يَدَيْكَ والمُصَغَّرُ في عُلؤِ قَدْرِك والمُعْتَرِفُ بِحَقِّكَ جاءَكَ

ص: 581

مُسْتَجِيراً بِكَ قاصِداً إِلى حَرَمِكَ مُتَوَجِّهاً إِلَى مَقَامِكَ مُتَوَسِّلاً إِلَى اَللَّهِ تَعَالَي بِك، أَأْ دَخَلَ يَا مَوْلاَيَ أَأْ دَخَل يَا وَلِيَّ اَللَّهِ أَأَدْخِلُ يَا مَلاَئِكَةَ اَللَّهِ اَلْمُحْدِقِينَ بِهَذَا الحَرَمِ اَلْمُقِيمِينَ فِي هَذَا اَلْمَشْهَد.

فإن خشع قلبك ودمعت عينك فادخل وقدم رجلك اليمنى على اليسرى وقل :

بِسْمِ اللَّهِ وبِاللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسولِ اللَّهِ اَللّهُمَّ أَنْزِلْنِي مُنْزَ لا مُبارَكاً وانت خَيْرُ اَلْمُنْزِلِينَ.

ثم قل :اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وسُبْحَانَ اللَّهِ بُكرَةً أصيلاً وَالْحَمدُ لِلَّهِ الفَردِ الصَّمَدِ الْماجِدِ الأَحَدِ الْمُتَفَضِّلُ الْمَنَّانُ الْمُتَطَوِّلُ الْحَنَّانُ الَّذِي مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لي زِيارَةَ مَوْلاي بِإِحْسانِهِ ولَمْ يَجْعَلْنِي عَن زِيَارَتِهِ مَمْنُوعاً ولا عَنْ ذِمَّتِهِ مَدْفُوعاً بَلْ تَطُوَّلُ ومَنْحَ.

ثم ادخل فإذا توسطت فقم حذاء القبر بخضوع وبكاء وتضرع وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اَللَّهِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ نُوحٍ أَمِينِ اَللَّهِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اَللَّهِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُوسِي كَلِيمِ اَللَّهِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عِيسي رُوحِ اَللَّهِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَىْهِ و آلِهِ وَ سَلَّمَ حَبِيبِ اَللَّهِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ عَلِيٍ حُجَّةِ اَللَّهِ السَّلامُ عليكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَرُّ التَّقِيُّ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يا ثَارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ أشهَدُ أنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ آتَيْتَ الزَّكَاةَ وأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ ونَهَيْتَ عَنِ المُنكَرِ وجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى استُبيحَ حَرَمُكَ وَقُتِلتَ مَظلوماً.

ثم قم عند رأسه خاشعاً قلبك دامعة عينك ثم قل :

ص: 582

اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا اَباعَبْدِاللَّهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یا خِیَرَةَ اللَّهِ و َابْنَ خِیَرَتِهِ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ اَمیرِالْمُؤْمِنینَ و َابْنَ سَیِّدِ الْوَصِیّینَ اَلسَّلامُ عَلَیْکَ یَابْنَ فاطِمَةَ سَیِّدَةِ نِساَّءِ الْعالَمینَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَطَلَ الْمُسْلِمِينَ يَا مَوْلاَيَ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنتَ نُوراً في الأصلابِ الشَّامِخَةِ وَالأرحامِ المُطَهَّرَةِ لَم تُنَجِّسْك الْجَاهِلِيهِ بِأَنْجَاسِهَا ولَمْ تُلبِسْكَ وَ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها وَأَشهَدُ أنَّك مِن دَعَائِمِ الدِّينِ وأَرْكَانِ المُسلِمينَ وَمَعْقِلِ المُؤمِنِينَ وَأشهَدُ أَنَّكَ الإِمَامُ البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادي المَهدِيُّ وَأَشهَدُ أنَّ الأئِمَّةَ مِن وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى وأعْلامُ الْهُدَى وَالْعُرْوَةُ الوُثقى وَالحَجُّهُ عَلَى أهلِ الدُّنيا.

ثم انكب على القبر وقل :

إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ يا مَوْلايَ أنَا مُوَالٍ لِوَلِيِّكُم ومُعَادٍ لِعَدُوِّكُمْ وأَنَا بِكُم مُؤْمِنٌ وَبايا بِكُم مُوقِنٌ بِشَرَايِعِ دِينِي وخَوَاتِيمِ عَمَلِي وقَلبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ وأَمْرِي لامْرِكُمْ مُتَّبِعٌ يا مَوْلايَ أَتَيْتُكَ خَائِفاً فَآمِنِّي وَأَتَيتُكَ مُستَجيراً فَأَجِرْني وأَتَيْتُكَ فَقِيراً فَأَغْنِني سَيِّدي وَمَوْلايَ أَنتَ مَولايَ حَجَّهُ اللَّهُ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ آمَنْتُ بِسِرِّكُم وَعَلانِيَتِكُم وَ بِظاهِرِكُم وَباطِنِكُم وَأوَّلِكُم وَآخِرِكُم وَأَشهَدُ أنَّكَ التَّالي لِكِتَابِ اللَّهِ وَأَمِينُ اَللَّهِ الدَّاعِي إلَى اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنَةِ لَعَنَ اللَّهُ أم ظَلَمتُكَ وَ اُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللّهُ اُمَّةً سَمِعَت بِذلِكَ فَرَضِيَت بِه.

ثم صل عند الرأس ركعتين فإذا سلمت فقل :

اللَّهُمَّ إنِّي لَكَ صَلَّيتُ وَلَكَ رَكَعْتُ ولَكَ سَجَدْتُ وَحْدَكَ لا شَريكَ

ص: 583

لَكَ فَإنَّهُ لا تَجُوزُ الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجودُ إِلاَّ لَكَ أنتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبلِغْهُم عَنِّي أفضَلَ السَّلامِ والتَّحِيَّةِ وارْدُدْ عَلَى مِنهِمُ السَّلامَ اَللَّهُمَّ وهاتان اَلرَّكْعَتَانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلَى سَيِّدِي اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَعَلَيهِ وَتَقَبَّلْهُما مِنّي وَأجُرني عَلَيهِما أفضَلَ أَمَلي وَرَجائي فيكَ وَفي وَلِيِّكَ يا وَلِيَّ المُؤمِنينَ).

ثم انكب على القبر وقبِّله وقُل :

السَّلامُ عَلَى الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍ المَظلومِ الشَّهِيدِ قَتيلِ الْعَبَراتِ وَأَسيرِ الكُرُباتِ اللّهُمَّ إنِّي أَشهَدُ أنَّهُ وَلِكٌ وَابنُ وَلِيِّكَ وَصَفيُّكَ الثَّائِرُ بِحَقِّكَ اكرَمتَهُ بِكَرامَتِكَ وَخَتَمتَ لَهُ بِالشَّهادَةِ وَجَعَلتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ وَقَائِداً مِنَ الْقَادَةِ وَأَكْرَمْتَهُ بِطِيبِ الوِلادَةِ وَاعطَيْتَهُ مَوَارِيثَ الأنْبِيَاءِ وجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلَى خَلْقِكَ مِنَ الأوصياءِ فَأعْذَرَ في الدُّعاءِ ومَنَحَ النَّصِيحَةَ وبَذَلَ مُهْجَتَهُ فيك حَتَّى استَنقَذَ عِبَادَك مِنَ الْجَهَالَةِ وحَيْرَةِ الضَّلالَةِ وقَدْ تَوَازَرَ عَلَيْهِ مَن غَرَّتْهُ الدُّنْيَا وِبَاعَ حَظِّهِ مِنَ الآخِرَةِ بِالأدْنى وتُرْدِي فِي هَوَاهُ وأَسْخَطَكَ وَأَسخَطَ بَيكَ وأَطَاعَ مِن عِبادِكَ أُولي الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وحَمَلَةِ الْأَوْزَارِ الْمُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ فَجاهَدَهُمْ فِي صَابِراً مُحْتَسِبأً مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ لاَ تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ حُتّي سَفِكَ في طاعَتِكَ دَمُهُ وَاستُبيحَ حَريمُهُ اللّهُمَّ الْعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً وَ عَذِّبْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً.

ثم اعطف على علي بن الحسين عَلَىْهِ السَّلَامُ وهو عند رجل الحسين عَلَىْهِ السَّلَامُ وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اَللَّهِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اَللَّهِ اَلسَّلاَمُ

ص: 584

عَلَيْكَ يَا بِتَّ خَاتَمَ البيينِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بِتَّ فَاطِمَةُ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المَظلومُ الشَّهِيدُ بِأَبِي أَنتَ وَأُمِّي عِشتَ سَعيداً وَقُتِلْتَ مَظلوماً شَهِيدا.

ثم انحرف إلى قبور الشهداء رضوان الله عليهم وقل :

السلامُ عَلَيْكُم أَيُّهَا اَلذَّابُّونَ عَنْ تَوْحِيدِ اللَّهِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ بِأبي أَنتُم وَأُمِّي فُزتُم فَوزاً عَظيماً.

ثم امض إلى مشهد العباس بن علي عَلَىْهِ السَّلَامُ وقف على ضريحه الشريف وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالصِّدِّيقُ الْمُوَاسِي أشهَدُ أنَّكَ آمَنْتَ بِاللَّهِ ونَصَرْتَ ابنَ رَسولِ اللَّه ودَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ اللَّهِ وَواسَيْتَ بِنَفسِكَ فَعَلَيكَ مِنَ اللَّهِ أفضَلُ التَّحِيَّةِ والسَّلامِ.

ثم انكب على القبر وقل:

بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي يا نَاصِرَ دِينِ اللَّهِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَاصِرَ اَلْحُسَيْنِ اَلصِّدِّيقِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ الْحُسَيْنِ الشَّهِيدِ عَلَيْكَ مِنِّي السَّلامُ ما بَقيتُ وَبَقي اللَّيلَ وَالنَّهارَ.

ثم صل عند رأسه عَلَیْهِ السَّلَامُ ركعتين وقل ما قلت عند رأس الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ أي ادع بدعاء : (اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيتُ...) وقد تقدم ص86.

ثم ارجع إلى مشهد الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وأقم عنده ما أحببت إلا أنه يستحب أن لا تجعله موضع مبيتك فإذا أردت وداعه فقم عند الرأس وأنت تبكي وتقول :

السَّلامُ عَلَيْكَ يَا مَوْلايَ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا قالٍ ولا سَئِمٍ فَإِنْ أَنْصَرِفْ

ص: 585

فَلا عَنْ مَلالَةٍ وإِنْ أُقِمْ فَلا عَنْ سُوءٍ بِمَا وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ يَا مَولايَ لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ العَهدِ مِنِّي لِزِيارَتِكَ وَرَزَقَنِي الْعَوْدَ إِلَيْكَ وَالْمُقامَ في حَرَمِكَ وَالكُؤنُ في مَشْهَدِكَ آمِينَ يا رَبَّ العالَمِينَ.

ثم قبله وأمر عليه جميع جسدك فإنه أمان وحرز، واخرج من عنده القهقرى ولا توله دبرك وقل :

اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَابَ اَلْمَقَامِ اَلسَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا شَرِيكَ الْقُرْآنِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اَلْخِصَامِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ النَّجَاةِ السَّلَامُ عَلَيْكُمْ يَا مَلاَئِكَةَ رَبِّي اَلْمُقِيمِينَ فِي هَذَا اَلْحَرَمِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَبَداً مابِقِيتَ وبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ.

وقل :

إِنَّا لِلَّهِ وإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ولا حَولَ ولا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.

ثم انصرف وقال السيد ابن طاووس ومحمد ابن المشهدي : فإذا فعلت ذلك كنت كمن زار الله في عرشه.

التاسع :قال الشيخ في المصباح اغتسل في آخر الليل واجلس في مصلاك إلى طلوع الفجر.

العاشر : إحياؤها بالصلاة والدعاء والاستغفار والبيتوتة في المسجد.

أعمال اليوم الأوّل يوم عيد الفطر المبارك

الیوم الاول:وهو یوم عید الفطرالمبارک

وفيه أعمال عديدة :

الاول: أن تكبر بعد صلاة الصبح وبعد صلاة العيد بما مر من التکبیرات في ليلة العيد بعد الفريضة ص577.

الدّعاء بعد صلاة الصّبح

ص: 586

الثاني : أن تدعو بعد صلاة الصبح بما رواه السيّد (رضي اللهُ عنه) من دعاء و هو:

اللَّهُمَّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَمَامِي وَ عَلِيٍّ مِنْ خَلْفِي عَنْ يَمِينِي وَ أَئِمَّتِي عَنْ يَسَارِي،أَسْتَتِرُ بِهِمْ مِنْ عَذَابِكَ وَ أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ زُلْفَى، لَا أَجِدُ أَحَداً أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْهُمْ،فَهُمْ أَئِمَّتِي فَآمِنْ بِهِمْ خَوْفِي مِنْ عِقَابِكَ وَ سَخَطِكَ وَ أَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ.أَصْبَحْتُ بِاللَّهِ مُؤْمِناً مُخْلِصاً عَلَى دِينِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه وآله وسلم وَ سُنَّتِهِ وَ عَلَى دِينِ عَلِيٍّ وَ سُنَّتِهِ وَ عَلَى دِينِ الْأَوْصِيَاءِ وَ سُنَّتِهِمْ آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَ عَلَانِيَتِهِمْ وَ أَرْغَبُ إِلَى اللَّهِ تعالى فِيمَا رَغِبَ فِيهِ إِلَيْهِ مُحَمَّدٌ وَ عَلِيٌّ وَ الْأَوْصِيَاءُوَ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ لَا عِزَّةَ وَ لَا مَنْعَةَ وَ لَا سُلْطَانَ إِلَّا بِللَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ، إِن اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ.اللَّهُمَّ إِنِّي أُرِيدُكَ فَأَرِدْنِي وَ أَطْلُبُ مَا عِنْدَكَ فَيَسِّرْهُ لِي وَ اقْضِ لِي حَوَائِجِي،فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتَابِكَ وَ قَوْلُكَ الْحَقُ (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَ بَيِّناتٍ مِنَ الْهُدى وَ الْفُرْقانِ)فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضَانَ بِمَا أَنْزَلْتَ فِيهِ مِنَ الْقُرْآنِ وَ خَصَصْتَهُ وَ عَظَّمْتَهُ بِتَصْيِيرِكَ فِيهِ لَيْلَةَ الْقَدْرِ فَقُلْتَ (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)اللَّهُمَّ وَ هَذِهِ أَيَّامُ شَهْرِ رَمَضَانَ قَدِ انْقَضَتْ وَ لَيَالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ وَ قَدْ صِرْتُ مِنْهُ يَا إِلَهِي إِلَى مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَ أَحْصَى لِعَدَدِهِ مِنْ عَدَدِي.فَأَسْأَلُك يَا إِلَهِي بِمَا سَأَلَكَ بِهِ عِبَادُكَ الصَّالِحُونَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍوَ أَنْ تَتَقَبَّلَ مِنِّي مَا تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ

ص: 587

وَ تَفَضَّلَ عَلَيَّ بِتَضْعِيفِ عَمَلِي وَ قَبُولِ تَقَرُّبِي وَ قُرُبَاتِي وَ اسْتِجَابَةِ دُعَائِي وَ هَبْ لِي مِنْكَ عِتْقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَ مُنَّ عَلَيَّ بِالْفَوْزِ بِالْجَنَّةِ وَ الْأَمْنِ يَوْمَ الْخَوْفِ مِنْ كُلِّ فَزَعٍ وَ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ أَعُوذُ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ وَ حُرْمَةِ نَبِيِّكَ وَ حُرْمَةِ الصَّالِحِينَ أَنْ يَنْصَرِمَ هَذَا الْيَوْمُ وَ لَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ تُرِيدُ أَنْ تُؤَاخِذَنِي بِهَا أَوْ ذَنْبٌ تُرِيدُ أَنْ تُقَايِسَنِي بِهِ وَ تَشْقِيَنِي وَ تَفْضَحَنِي بِهِ أَوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تُقَايِسَنِي بِهَا وَ تَقْتَصَّهَا مِنِّي لَمْ تَغْفِرْهَا لِي وَ أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ الْفَعَّالِ لِمَا تُرِيدُ، الَّذِي تَقُولُ لِلشَّيْ ءِ كُنْ فَيَكُونُ، لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِلَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ إِنْ كُنْتَ رَضِيتَ عَنِّي فِي هَذَا الشَّهْرِ أَنْ تَزِيدَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي رِضًى وَ إِنْ كُنْتَ لَمْ تَرْضَ عَنِّي فِي هَذَا الشَّهْرِ فَمِنَ الْآنَ فَارْضَ عَنِّي، السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ وَ اجْعَلْنِي فِي هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِي هَذَا الْمَجْلِسِ مِنْ عُتَقَائِكَ مِنَ النَّارِ وَ طُلَقَائِكَ مِنْ جَهَنَّمَ وَ سُعَدَاءِ خَلْقِكَ بِمَغْفِرَتِكَ وَ رَحْمَتِكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ أَنْ تَجْعَلَ شَهْرِي هَذَا خَيْرَ شَهْرِ رَمَضَانَ عَبَدْتُكَ فِيهِ وَ صُمْتُهُ لَكَ وَ تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ مُنْذُ أَسْكَنْتَنِي فِيهِ،أَعْظَمَهُ أَجْراً وَ أَتَمَّهُ نِعْمَةً وَ أَعَمَّهُ مَغْفِرَةً وَ أَكْمَلَهُ رِضْوَاناً وَ أَقْرَبَهُ إِلَى مَا تُحِبُّ وَ تَرْضَى.اللَّهُمَّ لَا تَجْعَلْهُ آخِرَ شَهْرِ رَمَضَانَ صُمْتُهُ لَكَ وَ ارْزُقْنِي الْعَوْدَ فِيهِ ثُمَّ الْعَوْدَ حَتَّى تَرْضَى وَ بَعْدَ الرِّضَا وَ حَتَّى تُخْرِجَنِي مِنَ الدُّنْيَا سَالِماً وَ أَنْتَ عَنِّي رَاضٍ وَ أَنَا لَكَ مَرْضِيٌّ.اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيمَا تَقْضِي وَ تُقَدِّرُ مِنَ الْأَمْرِ الْمَحْتُوم ِ الَّذِي لَا

ص: 588

يُرَدُّ وَ لَا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الْحَرَامِ فِي هَذَا الْعَامِ وَ فِي کُلٍّ عَامٍ،الْمَبْرُورِ حَجُّهُمُ، الْمَشْكُورِ سَعْيُهُمُ، الْمَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ، الْمُتَقَبِّلِ مَنَاسِكُهُمْ، الْمُعَافَيْنَ عَلَى أَسْفَارِهِمْ،الْمُقْبِلِينَ عَلَى نُسُكِهِمْ، الْمَحْفُوظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ وَ ذَرَارِيِّهِمْ وَ كُلِّ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْهِمْ.اللَّهُمَّ اقْلِبْنِي مِنْ مَجْلِسِي هَذَا فِي شَهْرِي هَذَا فِي يَوْمِي هَذَا فِي سَاعَتِي هَذِهِ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي مَغْفُوراً ذَنْبِي مُعَافًا مِنَ النَّارِ وَ مُعْتَقاً مِنْهَا عِتْقاً لَا رِقَّ بَعْدَهُ أَبَداً وَ لَا رَهْبَةَ يَا رَبَّ الْأَرْبَابِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَ فِيمَا شِئْتَ وَ أَرَدْتَ وَ قَضَيْتَ وَ قَدَّرْتَ وَ حَتَمْتَ وَ أَنْفَذْتَ أَنْ تُطِيلَ عُمُرِي وَ أن تُنْسِئَ فِي أَجَلِي وَ أَنْ تُقَوِّيَ ضَعْفِي وَ أَنْ تُغْنِيَ فَقْرِي وَ أَنْ تَجْبُرَ فَاقَتِي وَ أَنْ تَرْحَمَ مَسْكَنَتِي وَ أَنْ تُعِزَّ ذُلِّي وَ أَنْ تَرْفَعَ ضَعَتِي وَ أَنْ تُغْنِيَ عَائِلَتِي وَ أَنْ تُؤْنِسَ وَحْشَتِي وَ أَنْ تُكْثِرَ قِلَّتِي وَ أَنْ تُدِرَّ رِزْقِي فِي عَافِيَةٍ وَ يُسْرٍ وَ خَفْضٍ وَ أَنْ تَكْفِيَنِي مَا أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيَايَ وَ آخِرَتِي وَ لَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فَأَعْجِزَ عَنْهَا وَ لَا إِلَى النَّاسِ فَيَرْفُضُونِي وَ أَنْ تُعَافِيَنِي فِي دِينِي وَ بَدَنِي وَ جَسَدِي وَ رُوحِي وَ وُلْدِي وَ أَهْلِي وَ أَهْلِ مَوَدَّتِي وَ إِخْوَانِي وَ جِيرَانِي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُسْلِمِينَ وَ الْمُسْلِمَاتِ الْأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتِ وَ أَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ بِالْأَمْنِ وَ الْإِيمَانِ مَا أَبْقَيْتَنِي فَإِنَّكَ وَلِيِّي وَ مَوْلَايَ وَ ثِقَتِي وَ رَجَائِي وَ مَعْدِنُ مَسْأَلَتِي وَ مَوْضِعُ شَكْوَايَ وَ مُنْتَهَى رَغْبَتِي، فَلَا تُخَيِّبْنِي فِي رَجَائِي يَا سَيِّدِي وَ مَوْلَايَ وَ لَا تُبْطِلْ طَمَعِي وَ رَجَائِي. فَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ قَدَّمْتُهُمْ إِلَيْكَ أَمَامِي

ص: 589

وَ أَمَامَ حَاجَتِي وَ طَلِبَتِي وَ تَضَرُّعِي وَ مَسْأَلَتِي، فَاجْعَلْنِي بِهِمْ وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ وَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَإِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِهِمْ بِمَعْرِفَتِهِمْ فَاخْتِمْ لِي بِالسَّعَادَةِ اِنَّکَ عَلَی کُلِّ شَیءٍ قَدِیرٍ.

وفي نسخة زیادة بعد قوله: مننتَ عليَّ بهم.

مَنَنتَ عَلَیَّ بِهِم، فَاختُم لِی بِالسَّعَادَةِ وَ الْأَمْنِ وَ الْإِيمَانِ وَ الْمَغْفِرَةِ وَ الرِّضْوَانِ وَ السَّعَادَةِ وَ الْحِفْظِ.يَا اللَّهُ أَنْتَ لِكُلِّ حَاجَةٍ لَنَا فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ وَ عَافِنَا وَ لَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا أَحَداً مِنْ خَلْقِكَ لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَ اكْفِنَا كُلَّ أَمْرٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ يَا ذَا الْجَلَالِ وَ الْإِكْرَام صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ تَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ سَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ، كَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَ بَارَكْتَ وَ تَرَحَّمْتَ وَ سَلَّمتَ وَ تَحَنَّنْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَ آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

الثالث : الإفطار أوّل النَّهار قَبلَ صلاة العيد والأفضل أن يفطر عَلى التمر أو عَلى شَيءٍ مِن الحلوى. وقالَ الشَيخ المفيد يُستَحب أن يبتلع شيئاً مِن تربة الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ فإنها شفاء من كلّ داء.

الرابع : الغسل.

ووقت الغسل مِن الفَجر إلى حين أداء صلاة العيد كما قالَ الشيخ وفي الحديث ليكن غسلك تَحتَ الظلال أو تَحتَ حائط فإذا هممت بذلِكَ فقل:

اللَّهُمَّ إيماناً بِكَ وَتَصدِيقأً بِكِتابِكَ وَاتِّباعَ سُنَّةَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلَّي اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

ثم سَمِّ باسم اللَّهِ واغتسل فإذا فرغت مِن الغسل فقل:

اللَّهُمَّ اجعَلهُ كَفَّارَةً لِذَوُنوبي وَطَهِّر دِينِي اَللَّهُمَّ اِذْهَبْ عَنِّي اَلدَّنَسَ.

إخراج زكاة الفطرة قَبلَ صلاة العيد عَلى التفصيل المبيّن في

ص: 590

الكتب الفقهية، واعلم أنّ زكاة الفطرة مِن الواجبات المؤكّدة وهِيَ شرط في قَبول صيام شَهر رَمَضان وهِيَ أمان عَن الموت إلى السنة القابلة، وقَد قدّم اللَّهُ تَعالى ذكرها على الصلاة في الآية الكريمة:

قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى .

السادس : تحسين الثياب واستعمال الطّيب والاصحار في غير مكّة للصلاة تَحتَ السّماء.

الدّعاء قبل صلاة العيد

السابع :أن لا تخرج لصلاة العيد إِلّا بعد طلوع الشمس وأن تدعو بما روي عن أبي حمزة الثمالي عن الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: أدع في العيدين والجمعة إذا تهيأت للخروج بهذا الدعاء :

اللَّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ وَتَعَبَّأَ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوَفَادَةٍ إلَى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَطَلَبَ جَوَائِزِهِ وَفَوَاضِلهِ فَإِلَيْكَ يَا سَيِّدِي وِفَادَتِي وَتَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَإِعْدَادِي وَاسْتِعْدَادِي رَجَاءَ رِفْدِكَ وَجَوَائِزِكَ وَنَوَافِلِكَ فَلاَ تُخَيِّبِ اليَوْمَ رَجَائِي، يَا مَنْ لاَ يَخِيبُ عَلَيْهِ سَائِلٌ وَلاَ يَنْقُصُهُ نَائِلٌ فَإِنِّي لَمْ آتِكَ اليَوْمَ بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتُهُ وَلاَ شَفَاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ وَلكِنْ أَتَيْتُكَ مُقِرّاً بِالظُّلْمِ وَالإِسَاءَةِ لاَ حُجَّةَ لِي وَلاَ عُذْرَ فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تُعْطِيَنِي مَسْأَلَتِي وَتَقْلِبَنِي بِرَغْبَتِي وَلاَ تَرُدَّنِي مَجْبُوهاً وَلاَ خَائِباً يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ أَرْجُوكَ لِلْعَظِيمِ أَسْأَلُكَ يَا عَظِيمُ أَنْ تَغْفِرَ لِيَ العَظِيمَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي خَيْرَ هذَا اليَوْمِ الَّذِي شَرَّفْتَهُ وَعَظَّمْتَهُ وَتَغْسِلَنِي فِيهِ مِنْ جَمِيعِ ذُنُوبِي وَخَطَايَايَ وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ.

ص: 591

الثامن : أن يقرأ ما ذكره السيد في الإقبال قبل صلاة العيد أيضاً:

اللَّهُمَّ مَنْ تَهيَّأَ فِي هذا اليَوْمِ أَوْ تَعَبَّأ أَوْ أَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجاءَ رِفْدِهِ وَنَوافِلِهِ وَفَواضِلِهِ وَعطاياهُ فَإِنَّ إِلَيْكَ يا سَيِّدِي تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَإِعْدادِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ رَفْدِكَ وَجَوائِزِكَ وَنَوافِلِكَ وَفَواضِلِكَ وَفَضائِلِكَ وَعَطاياكَ وَقَدْ غَدَوْتُ إِلى عِيْدٍ مِنْ أَعْيادِ أُمَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَلَمْ أَفِدْ إِلَيْكَ اليَوْمَ بِعَمَلٍ صالِحٍ أَثِقُ بِهِ قَدَّمْتُهُ، وَلا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوقٍ أَمَّلْتُهُ، وَلكِنْ أَتَيْتُكَ خاضِعاً مُقِرّاً بِذُنُوبِي وَإِساءَتِي إِلى نَفْسِي، فَيا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ اغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ مِنْ ذُنُوبِي، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ العِظامَ إِلاّ أَنْتَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

كيفيّة صلاة العيد

التاسِع: صلاة العيد:

وكيفيّة صلاة العيد كما رواها الشيخ في المصباح هِيَ ركعتان، يقرأُ في الركعةِ الأوّلى سورةَ (الحَمد) وسورةَ (الأعلى)، ويكبّر بَعد القراءة خمس تكبيرات، وتقنت بَعد كُل تكبيرة فتقول:

اللَّهُمَّ أَهْلَ الكَبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ، وَأَهْلَ الجُودِ وَالجَبَرُوتِ، وَأَهْلَ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ، وَأَهْلَ التَّقوى وَالمَغْفِرَةِ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا اليَوْمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيْداً، وَلِمُحَمَّدٍ صلَّي اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ذُخْراً وَمَزِيداً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ، وَأَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِمّا اسْتَعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ .

ص: 592

ثّم تكبّر السّادِسَة وتركع وتسجد، ثم تنهض للركعة الثّانِيَة فتقرأ فيها بَعد سورةَ (الحَمد) سورةَ (الشمس)، ثم تكبّر أربع تكبيرات تقنت بَعد كُل تكبيرة وتقرأ في القنوت ما مرّ، فإذا فرغتَ كبّرت الخامِسَة فركعت وأتممت الصلاة وسبّحت بَعد الصلاة تسبيح الزهراء (ع). ويُستَحب أن يبرز في صلاة العيد تَحتَ السماء وأن يُصلِّي عَلى الأَرْض مِن دون بساط ولا بارية وأن يرجع عن المصلى مِن غير الطريق الَّذي ذَهَبَ مِنهُ وأن يدعو لإخوانه المؤمنين بقبول أعمالهم.

الدّعاء السادس والأربعون من أدعية الصحيفة بعد صلاة العيد

العاشر : قد وردت دعوات كثيرة بعد صلاة العيد ونحن نقتصر على الدعاء السادس والأربعون من الصحيفة الكاملة وهو هذا الدعاء : كان من دعا ئه عَلَیْهِ السَّلَامُ في يوم الفطر إذا انصرف من صلاته قام قائما ثم استقبل القبلة، وفي يوم الجمعة، فقال :

العاشر: قَد وردت دعوات كثيرة بَعد صلاة العيد ونحن نقتصر على الدُّعاء السادس والأَرْبعين مِن الصحيفة الكاملة وهو هذا الدّعاء: كَانَ مِنْ دُعَائِه عَلَيْه السَّلاَمُ فِي يَوْمِ الْفِطْرِ إِذَا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِه قَامَ قَائِماً ثُمَّ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وفِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ:

يَا مَنْ يَرْحَمُ مَنْ لاَ يَرْحَمُه الْعِبَادُ، ويَا مَنْ يَقْبَلُ مَنْ لاَ تَقْبَلُه الْبِلاَدُ، ويَا مَنْ لاَ يَحْتَقِرُ أَهْلَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ، ويَا مَنْ لاَ يُخَيِّبُ الْمُلِحِّينَ عَلَيْهِ، ويَا مَنْ لاَ يَجْبَهُ بِالرَّدِّ أَهْلَ الدَّالَّةِ عَلَيْهِ، ويَا مَنْ يَجْتَبِي صَغِيرَ مَا يُتْحَفُ بِه، ويَشْكُرُ يَسِيرَ مَا يُعْمَلُ لَهُ، ويَا مَنْ يَشْكُرُ عَلَى الْقَلِيلِ ويُجَازِي بِالْجَلِيلِ، ويَا مَنْ يَدْنُو إِلَى مَنْ دَنَا مِنْهُ، ويَا مَنْ يَدْعُو إِلَى نَفْسِه مَنْ أَدْبَرَ عَنْهُ، ويَا مَنْ لاَ يُغَيِّرُ النِّعْمَةَ، ولاَ يُبَادِرُ بِالنَّقِمَةِ، ويَا مَنْ يُثْمِرُ الْحَسَنَةَ حَتَّى يُنْمِيَهَا، ويَتَجَاوَزُ عَنِ السَّيِّئَةِ حَتَّى يُعَفِّيَهَا، انْصَرَفَتِ الآمَالُ دُونَ مَدَى كَرَمِكَ بِالْحَاجَاتِ، وامْتَلأَتْ بِفَيْضِ جُودِكَ أَوْعِيَةُ الطَّلِبَاتِ، وتَفَسَّخَتْ دُونَ بُلُوغِ نَعْتِكَ الصِّفَاتُ، فَلَكَ الْعُلُوُّ الأَعْلَى فَوْقَ كُلِّ عَالٍ، والْجَلاَلُ الأَمْجَدُ فَوْقَ كُلِّ جَلاَلٍ، كُلُّ جَلِيلٍ عِنْدَكَ صَغِيرٌ، وكُلُّ شَرِيفٍ فِي جَنْبِ شَرَفِكَ حَقِيرٌ، خَابَ الْوَافِدُونَ عَلَى غَيْرِكَ، وخَسِرَ الْمُتَعَرِّضُونَ إِلاَّ لَكَ،

ص: 593

وضَاعَ الْمُلِمُّونَ إِلاَّ بِكَ، وأَجْدَبَ الْمُنْتَجِعُونَ إِلاَّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بَابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاغِبِينَ، وجُودُكَ مُبَاحٌ لِلسَّائِلِينَ، وإِغَاثَتُكَ قَرِيبَةٌ مِنَ الْمُسْتَغِيثِينَ، لاَ يَخِيبُ مِنْكَ الآمِلُونَ، ولاَ يَيْأَسُ مِنْ عَطَائِكَ الْمُتَعَرِّضُونَ، ولا يَشْقَى بِنَقِمَتِكَ الْمُسْتَغْفِرُونَ، رِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصَاكَ، وحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ نَاوَاكَ، عَادَتُكَ الإِحْسَانُ إِلَى الْمُسِيئِينَ، وسُنَّتُكَ الإِبْقَاءُ عَلَى الْمُعْتَدِينَ حَتَّى لَقَدْ غَرَّتْهُمْ أَنَاتُكَ عَنِ الرُّجُوعِ، وصَدَّهُمْ إِمْهَالُكَ عَنِ النُّزُوعِ، وإِنَّمَا تَأَنَّيْتَ بِهِمْ لِيَفِيئُوا إِلَى أَمْرِكَ، وأَمْهَلْتَهُمْ ثِقَةً بِدَوَامِ مُلْكِكَ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ السَّعَادَةِ خَتَمْتَ لَه بِهَا، ومَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الشَّقَاوَةِ خَذَلْتَه لَهَا، كُلُّهُمْ صَائِرُونَ، إِلَى حُكْمِكَ، وأَمُورُهُمْ آئِلَةٌ إِلَى أَمْرِكَ، لَمْ يَهِنْ عَلَى طُولِ مُدَّتِهِمْ سُلْطَانُكَ، ولَمْ يَدْحَضْ لِتَرْكِ مُعَاجَلَتِهِمْ بُرْهَانُكَ، حُجَّتُكَ قَائِمَةٌ لاَ تُدْحَضُ، وسُلْطَانُكَ ثَابِتٌ لاَ يَزُولُ، فَالْوَيْلُ الدَّائِمُ لِمَنْ جَنَحَ عَنْكَ، والْخَيْبَةُ الْخَاذِلَةُ لِمَنْ خَابَ مِنْكَ، والشَّقَاءُ الأَشْقَى لِمَنِ اغْتَرَّ بِكَ، مَا أَكْثَرَ تَصَرُّفَهُ فِي عَذَابِكَ، ومَا أَطْوَلَ تَرَدُّدَهُ فِي عِقَابِكَ، ومَا أَبْعَدَ غَايَتَهُ مِنَ الْفَرَجِ، ومَا أَقْنَطَهُ مِنْ سُهُولَةِ الْمَخْرَجِ! ! عَدْلاً مِنْ قَضَائِكَ لاَ تَجُورُ فِيهِ، وإِنْصَافاً مِنْ حُكْمِكَ لاَ تَحِيفُ عَلَيْهِ، فَقَدْ ظَاهَرْتَ الْحُجَجَ، وأَبْلَيْتَ الأَعْذَارَ، وقَدْ تَقَدَّمْتَ بِالْوَعِيدِ، وتَلَطَّفْتَ فِي التَّرْغِيبِ، وضَرَبْتَ الأَمْثَالَ، وأَطَلْتَ الإِمْهَالَ، وأَخَّرْتَ وأَنْتَ مُسْتَطِيعٌ لِلمُعَاجَلَةِ، وتَأَنَّيْتَ وأَنْتَ مَلِيءٌ بِالْمُبَادَرَةِ، لَمْ تَكُنْ أَنَاتُكَ عَجْزاً، ولاَ إِمْهَالُكَ وَهْناً، ولاَ إِمْسَاكُكَ غَفْلَةً، ولاَ انْتِظَارُكَ مُدَارَاةً، بَلْ لِتَكُونَ حُجَّتُكَ أَبْلَغَ، وكَرَمُكَ أَكْمَلَ،

ص: 594

وإِحْسَانُكَ أَوْفَى، ونِعْمَتُكَ أَتَمَّ، كُلُّ ذَلِكَ كَانَ ولَمْ تَزَلْ، وهُوَ كَائِنٌ ولاَ تَزَالُ، حُجَّتُكَ أَجَلُّ مِنْ أَنْ تُوصَفَ بِكُلِّهَا، ومَجْدُكَ أَرْفَعُ مِنْ أَنْ يُحَدَّ بِكُنْهِهِ، ونِعْمَتُكَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُحْصَى بِأَسْرِهَا، وإِحْسَانُكَ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُشْكَرَ عَلَى أَقَلِّهِ، وقَدْ قَصَّرَ بِيَ السُّكُوتُ عَنْ تَحْمِيدِكَ، وفَهَّهَنِيَ الإِمْسَاكُ عَنْ تَمْجِيدِكَ، وقُصَارَايَ الإِقْرَارُ بِالْحُسُورِ، لاَ رَغْبَةً يَا إِلَهِي بَلْ عَجْزاً، فَهَا أَنَا ذَا أَؤُمُّكَ بِالْوِفَادَةِ، وأَسْأَلُكَ حُسْنَ الرِّفَادَةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واسْمَعْ نَجْوَايَ، واسْتَجِبْ دُعَائِي، ولاَ تَخْتِمْ يَوْمِي بِخَيْبَتِي، ولاَ تَجْبَهْنِي بِالرَّدِّ فِي مَسْأَلَتِي، وأَكْرِمْ مِنْ عِنْدِكَ مُنْصَرَفِي، وإِلَيْكَ مُنْقَلَبِي، إِنَّكَ غَيْرُ ضَائِقٍ بِمَا تُرِيدُ، ولاَ عَاجِزٍ عَمَّا تُسْأَلُ، وأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، ولاَ حَوْلَ ولاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ .

الحادي عشر :ان یزور الحسین عَلَیْهِ السَّلَامُ و قد تقدمت زیارته عَلَیْهِ السَّلَامُ فی لیالی القدر ص432 ، فهی نفسها یزار بها یوم العیدین الفطر و الاضحی.

الثاني عشر:قراءة دعاء الندبة و قد مر فی اعمال یوم الجمعة ص118.

وقال السيد ابن طاووس (رضي اللَّهُ عنه) اسجد إذا فرغت من دعاء الندبة في يوم عيد الفطر فقل :

أَعُوذُ بِكَ بِي نَارٌ حَرُّهَا لاَ يَطْفَّاءُ وَجْدِيدُهَا لاَ يَبْلِي وَ عِشَّانُهَا لاَ يُرَوِّي.

ثم ضع خدك الأيمن على الأرض وقل :

إِلَهِي لاَ تُقَلِّبْ وَجْهِي فِي النَّارِ بَعدَ سُجُودِي وتَعْفِيرِي لَكَ بِغَيرِ مَنٍ مِنِّي عَلَيكَ بَلْ لَكَ المَنُّ عَلَى.

ص: 595

ثم ضع خدك الأيسر على الأرض وقل :

ارحَم مَن أَساءَ وَاقتَرَفَ وَاستَكانَ وَاعتَرَفَ.

ثم عد إلى السجود وقل :

اِنْ كُنْتُ بِئْسَ الْعَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ عَظُمَ اَلذَّنْبُ مِنْ عِنْدِكَ فَلْيَحْسُنِ اَلْعَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يَا كَرِيمَ.

ثم قل : (اَلعَفوَ العَفوَ).مائة مرة.

الخامس والعشرون من شوال

اليوم الخامس والعشرون :

فيه على بعض الأقوال توفي الإمام جعفر بن محمد الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ في سنة مائة وثماني وأربعين وقد ارتأى البعض أن وفاته كانت في النصف من رجب وكان سبب وفاته سما دس له في العنب. وروي أنه عَلَیْهِ السَّلَامُ حينما حضرته الوفاة فتح عينيه وقال : اجمعوا لي الأقارب فلما اجتمعوا كلهم نظر إليهم وقال : لا يبلغ شفاعتنا من استخف بصلاته ولم يهتم بها وينبغي زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليوم وسيأتي في باب الزيارات كيفية زيارته ص 699.

ص: 596

الحادي عشر: أعمال شهر ذي القعدة

اشارة

الحادی عشر:اعمال شهرذی القعدة

هذا الشهر هو أول الأشهر الحرم التي ذكرها الله في كتابه المجيد.

وروى السيد ابن طاووس في حديث : أن شهر ذي القعدة موقع إجابة الدعاء عند الشدة.

صلاة اليوم الأحد من شهر ذي القعدة

صلاة يوم الأحد من شهر ذي القعدة:

وروي عن رسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ صلاة في اليوم الأحد من هذا الشهر ذات فضل كثير وفضلها ملخصا: أن من صلاها قبلت توبته،وغفرت ذنوبه، ورضي عنه خصماؤه يوم القيامة، ومات على الإيمان وما سلب منه الدين، ويفسح في قبره وينور فيه، ويرضى عنه أبواه ويغفر لأبويه ولذريته ويوسع في رزقه، ويرفق به ملك الموت عند موته ويخرج الروح من جسده بيسر وسهولة.

وصفتها : أن يغتسل في يوم الأحد ويتوضأ ويصلي أربع ركعات يسلم بين كل ركعتين يقرأ في كل ركعة سورة (الحمد) مرة وسورة (التوحيد) ثلاث مرات وسورة (الفلق) مرة وسورة (الناس) مرة، ثم بعد الصلاة يستغفر سبعين مرة ثم يختم بكلمة :

لا حَولَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ.

يا عُزَيْرُ يا غَفَّارُ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وُثَوبَ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِنَاتِ فَإنَّهُ لا يَغفِرُ الذُّنوبَ إِلاَّ أنتَ.

ص: 597

ویُستَحبُّ صیام یوم الخمیس و الجمعة و السبت من شهر حرام و مر ثوابه فی أعمال شهر محرم.

الليلة الخامسة عشرة

اللیلة الخامسة عشرة

لیلة مبارکة ینظر الله تعالی فیها الی عباده المومنین بالرحمة و اجر العامل فیها بطاعة الله اجر مائة سائح-ای الصائم الملازم للمسجد-لم یعص الله طرفة عین کما فی(النبوی) فاغتنم هذه اللیلة و اشتغل فیها بالعبادة و الطاعة و الصلاة و طلب الحاجات من الله. فقد روی انه من سال الله تعالی فیها حاجة اعطاه ما سأل.

اليوم الثالث والعشرون

الیوم الثالث والعشرون:

من سنة مائتین توفی فیه الامام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ علی بعض الاقوال ،ومن المسنون فیه زیارة الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ من قرب و من بعد.قال السید ابن طاووس فی (الاقبال ):ورایت فی بعض تصانیف اصحابنا العجم رضوان الله علیهم:انه یستحب ان یزار مولانا الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ یوم ثالث و عشرین من ذی القعدة من قرب او بعد ببعض زیاراته المعروفة او بما یکون کالزیارة من الروایة بذلک و سیاتی فی باب الزیارات کیفیة زیارته عَلَیْهِ السَّلَامُص752.

الليلة الخامسة والعشرون

اللیلة الخامسة والعشرون:

لیلة دحو الارض-وهو انبساط الارض من تحت الکعبة علی الماء-وهی لیلة شریفة تنزل فیها رحمة الله تعالی ،وللقیام بالعبادة فیها اجر جزیل . و روی عن الحسین بن علی الوشاء قال: کنت مع ابی و انا غلام فتعشینا عند الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ لیلة خمس و عشرین من ذی القعدة فقال له:لیلة خمس و عشرین من ذی القعدة ولد فیها ابراهیم عَلَیْهِ السَّلَامُ وولد فیها عیسی بن مریم عَلَیْهِ السَّلَامُ و فیها دحیت الارض من تحت الکعبة فمن صام ذلک الیوم کان کمن صام ستین شهراً.و قال علی روایة اخری :الا ان فیها یقوم القائم عَلَیْهِ السَّلَامُ.

ص: 598

اليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة يوم دحو الأرض

الیوم الخامس والعشرون:یوم دحو الارض:

أعمال يوم دحو الأرض

وفيه عدّة أعمال:

الأوّل: الصيام فهو أحد الأيام الأَرْبعة التي خُصّت بالصيام بين أيّام السنة، وروى: أن صيامه يعدل صيام سبعين سنة، وهو كفارة لذنوب سبعين سنة، على روايةِ أخرى، ومَن صامَ هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مائة سنة ويستغفر لمَن صامه كلّ شيء بين السماء والأَرْض، وهو يوم انتشرت فيه رحمة اللَّهِ تعالى، وللعبادة والاجتماع لذكر اللَّهِ تعالى فيه أجر جزيل.

الثاني: الغُسل.

صلاة ركعتان يوم دحو الأرض

الثالث: صلاة مرويّة في كتب الشيعة القميّين، وهي ركعتان تصلّى عند الضحى تقرأ في كلِّ منهما سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورةَ (الشمس) خمسَ مرّاتٍ، ويقول بعد التسليم:

لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .

ثم يدعو وَيقول:

يا مُقِيلَ العَثَراتِ أَقِلْنِي عَثْرَتِي يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ أَجِبْ دَعْوَتِي يا سامِعَ الأصواتِ اسْمَعْ صَوْتِي وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي وَما عِنْدِي يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ.

دعاء يوم دحو الأرض

الرابع: قال الشيخ في (المصباح) إنَّه يُستحَبّ الدّعاء بهذا الدّعاء:

اللّهُمَّ داحِيَ الكَعْبَةِ وَفالِقَ الحَبَّةِ وَصارِفَ اللَّزْبَةِ وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَةٍ، أَسأَلُكَ فِي هذا اليَوْمِ مِنْ أَيَّامِكَ الَّتِي أَعْظَمْتَ حَقَّها وَأَقْدَمْتَ سَبْقَها وَجَعَلْتَها عِنْدَ المُؤْمِنِينَ وَدِيعَةً وَإِلَيْكَ ذَرِيعَةً وَبِرَحْمَتِكَ الوَسِيعَةِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ المُنْتَجَبِ فِي المِيثاقِ القَرِيبِ يَوْمَ التَّلاقِ فاتِقِ كُلِّ رَتْقٍ

ص: 599

وَداعٍ إِلى كُلِّ حَقٍّ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الأَطْهارِ الهُداةِ المَنارِ دَعائِمِ الجَبَّارِ وَوُلاةِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَأَعْطِنا فِي يَوْمِنا هذا مِنْ عَطائِكَ المَخْزُونِ غَيْرَ مَقْطُوعٍ وَلا مَمْنُونٍ، تَجْمَعُ لَنا بِهِ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الأَوْبَةِ، يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ وَأَكْرَمَ مَرْجُوٍّ يا كَفَيُّ يا وَفِيُّ، يا مَنْ لُطْفُهُ خَفِيُّ الطُفْ لِي بِلُطْفِكَ وَأسعدني بِعَفْوِكَ وَأَيِّدْنِي بِنَصْرِكَ وَلا تُنْسِنِي كَرِيمَ ذِكْرِكَ بِوُلاةِ أَمْرِكَ وَحَفَظَةِ سِرِّكَ، وَاحْفَظْنِي مِنْ شَوائِبِ الدَّهْرِ إِلى يَوْمِ الحَشْرِ وَالنَّشْرِ وَأَشْهِدْنِي أَوْلِياَءَكَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِي وَحُلُولِ رَمْسِي وَانْقِطاعِ عَمَلِي وَانْقَضاءِ أَجَلِي، اللّهُمَّ وَاذْكُرْنِي عَلى طُولِ البِلى إِذا حَلَلْتُ بَيْنَ أَطْباقِ الثَّرى وَنَسِيَنِي النَّاسُونَ مِنَ الوَرى وَأحْلِلْنِي دارَ المُقامَةِ وَبَوِّئْنِي مَنْزِلَ الكَرامَةِ وَاجْعَلْنِي مِنْ مُرافِقي أَوْلِيائِكَ وَأَهْلِ اجْتِبائِكَ واصْطِفائِكَ، وَبارِكْ لِي فِي لِقائِكَ وَارْزُقْنِي حُسْنَ العَمَلِ قَبْلَ حُلُولِ الأَجَلِ بَريئاً مِنَ الزَلَلِ وَسُوءِ الخَطَلِ، اللّهُمَّ وَأَوْرِدْنِي حَوْضَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَاسْقِنِي مِنْهُ مَشْرَباً رَوِيّاً سائِغاً هَنِيئاً لا أَظْمأُ بَعْدَهُ وَلا أُحَلأُ وِرْدَهُ وَلا عَنْهُ أُذادُ، وَاجْعَلْهُ لِي خَيْرَ زادٍ وَأَوْفى مِيعادٍ يَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ. اللّهُمَّ وَالْعَنْ جَبابِرَةَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَبِحُقُوقِ أَوْلِيائِكَ المُسْتَأْثِرِينَ، اللّهُمَّ وَاقْصِمْ دَعائِمَهُمْ وَأَهْلِكْ أَشْياعَهُمْ وَعامِلَهُمْ وَعَجِّلْ مَهالِكَهُمْ وَاسْلُبْهُمْ مَمالِكَهُمْ وَضَيِّقْ عَلَيْهِمْ مَسالِكَهُمْ وَالعَنْ مُساهِمَهُمْ وَمُشارِكَهُمْ، اللّهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ أَوْلِيائِكَ وَارْدُدْ عَلَيْهِمْ مَظالِمَهُمْ وأَظْهِرْ بِالحَقِّ قائِمَهُمْ وَاجْعَلْهُ لِدِينِكَ مُنْتَصِراً وَبِأَمْرِكَ فِي أَعْدائِكَ مُؤْتَمِراً، اللّهُمَّ احْفُفْهُ بِملائِكَةِ النَّصْرِ وَبِما أَلْقَيْتَ إِلَيْهِ مِنَ الأَمْرِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مُنْتَقِماً لَكَ حَتَّى تَرْضى وَيَعُودَ

ص: 600

دِينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَدِيداً غَضّاً وَيَمْحَضَ الحَقَّ مَحْضاً وَيَرْفُضَ الباطِلَ رَفْضاً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى جَمِيعِ آبائِهِ وَاجْعَلْنا مِنْ صَحْبِهِ وَأُسْرَتِهِ وَابْعَثْنا فِي كَرَّتِهِ حَتَّى نَكُونَ فِي زَمانِهِ مِنْ أَعْوانِهِ، اللّهُمَّ أَدْرِكْ بِنا قِيامَهُ وَأَشْهِدْنا أَيَّامَهُ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَارْدُدْ إِلَيْنا سَلامَهُ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

الخامس: قال السيد الداماد (رضي اللَّهُ عنه) في رسالته المسماة (الأَرْبعة أيّام في خلال أعمال يوم دحو الأَرْض): إنّ زيارة الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليومِ هي آكد آدابه المسنونة كذلك، ويتأكد استحباب زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في اليوم الأوّل من شهر رجب، وقد حثّ عليها حثّاً بالغاً، وسيأتي في باب الزيارات كيفيّة زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ ص752.

اليوم الأخير من ذي القعدة

الیوم الاخیر من ذی القعدة:

في هذا اليومِ من سنة مائتين وعشرين على المشهور استشهد الإمام محمّد بن علي التقي عَلَیْهِ السَّلَامُ في بغداد، وقد سمّه المعتصم بِاللَّهِ العباسي، وكانتْ شهادته بعد سنتين ونصف من وفاة المأمون، كما كان الإمام نفسه يتنبأ بذلك فيقول: الفرج بعد المأمون بثلاثين شهراً؛ تُشعر هذه الكلمة بما كان يعانيه من الأذى والمحن من سوء معاشرة المأمون له حتى اعتبر الموت فرجه الذي يرتقبه ! كما عانى من المحن ما عاناه أبوه العظيم الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ حينما وُلِّيَ العهد، وكان كلما رجع من الجامع يوم الجمعة رفعَ يديهِ إلى السماء وهو عرقان مغبراً، فقال: إلهي إن كان فرجي في موتي فعجّل وفاتي لساعتي!، وكان دائم الكآبة والغم حتى قضى نحبه، وقد توفي الإمام محمّد بن علي التقي عَلَیْهِ السَّلَامُ وله من العمر خمس وعشرون سنة وبضعة أشهر، ويقع قبره الشريف خلف قبر جده العظيم الإمام موسى الكاظم عَلَیْهِ السَّلَامُ في الكاظميّة.

وينبغي أن يُزار عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليومِ وسيأتي في باب الزيارات كيفيّة زيارته ص743.

ص: 601

الثاني عشر: أعمال ذي الحجّة

اشارة

الثاني عشر: أعمال شهر ذي الحجّة

وهو شهر شريف وكان صلحاء الصحابة والتابعين يهتمّون بالعبادة فيه اهتماماً بالغاً. والعشر الأوائل من أيامه هي الأيام المعلومات المذكورة في القرآن الكريم، وهي أيّام فاضلة غاية الفضل، وقد روي عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: ما من أيامٍ العمل فيها أحبّ إلى اللَّهِ عزَّ وجلَّ من أيّام هذه العشر. ولهذه العشر أعمال عدّة:

الأوّل: صيام الأيام التسعة الأُوَل منه، فإنَّه يعدل صيام العمر كلّه.

صلاة العشر الأوّل من ذي الحجّة بين صلاة المغرب والعشاء

الثاني: أن يُصلِّي بين فريضتي المغرب والعشاء في كلِّ ليلة من ليالي العشر الأوّل ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورةَ (التوحيد) مرّة واحدة، وهذه الآية:

(وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلاَثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلاَ تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ).

ليشارك الحجاج في ثوابهم.

دعاء العشر الأوّل من ذي الحجّة

الثالث: أن يدعو بهذا الدّعاء من أوّل يوم من عشر ذي الحجّة إلى فجر يوم العيد بعد صلاة الصّبح وقبل المغرب، وقد رواه الشيخ والسيد عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ:

اللّهُمَّ هذِهِ الأيَّامُ الَّتِي فَضَّلْتَها عَلى الأيامِ وَشَرَّفْتَها وَقَدْ بَلَّغْتَنِيها

ص: 602

بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ فَأَنْزِلْ عَلَيْنا مِنْ بَرَكاتِكَ وَأَوْسِعْ عَلَيْنا فِيها مِنْ نَعَمائِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَهْدِيَنا فِيها لِسَبِيلِ الهُدى وَالعَفافِ وَالغِنى وَالعَمَلِ فِيها بِما تُحِبُّ وَتَرْضى، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَيا سامِعَ كُلِّ نَجْوى وَيا شاهِدَ كُلِّ مَلا وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنَّا فِيها البَلاءَ وَتَسْتَجِيبَ لَنا فِيها الدُّعاءَ وَتُقَوِّيَنا فِيها وَتُعِينَنا وَتُوَفِّقَنا فِيها لِما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى وَعَلى ما افْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنْ طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَأَهْلِ وَلايَتِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَهَبَ لَنا فِيها الرِّضا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ، ولا تَحْرِمْنا خَيْرَ ما تُنْزِلُ فِيها مِنَ السَّماء وَطَهِّرْنا مِنَ الذُّنُوبِ يا عَلاّمَ الغُيُوبِ وَأَوْجِبْ لَنا فِيها دارَ الخُلُودِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَتْرُكْ لَنا فِيها ذَنْباً إِلاّ غَفَرْتَهُ وَلا هَمّاً إِلاّ فَرَّجْتَهُ وَلا دَيْناً إِلاّ قَضَيْتَهُ وَلا غائِباً إِلاّ أَدْنَيْتَهُ وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخرةِ إِلاّ سَهَّلْتَها وَيَسَّرْتَها إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ يا عالِمَ الخَفِيَّاتِ يا راحِمَ العَبَراتِ يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ يا رَبَّ الأَرَضِينَ وَالسَّماواتِ يا مَنْ لا تَتَشابَهُ عَلَيْهِ الأصْواتُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنا فِيها مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ وَالفائِزِينَ بِجَنَّتِكَ وَالنَّاجِينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِمْ تَسْلِیماً.

دعاء كلّ يوم من العشر الأوّل من ذي الحجّة

الرابع: أَنْ يدعو في كلِّ يومٍ من أيّام العشر الأُول من ذي الحجّة بهذه الدعوات التي رواها في الإقبال بسنده عن الشيخ المفيد (رضي اللَّهُ عنه) مسنداً إلى الإمام أبي جعفر الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: إنَّ اللَّهَ تعالى أهدى إلى عيسى

ص: 603

بن مريم عَلَیْهِ السَّلَامُ خمس دعوات جاء بها جبرائيل عَلَیْهِ السَّلَامُ في أيّام العشر فقال: يا عيسى ادعُ بهذه الخمس دعوات، فإنّه ليس عبادة أحبّ إلى اللَّهِ مِنْ عبادته في أيّام العشر يعني عشر ذي الحجّة وهي:

(1): أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

(2): أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ أَحَداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً .

(3): أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ أَحَداً صَمَداً لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ .

(4): أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

(5): حَسْبِيَ اللَّهُ وَكَفَى، سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعا، لَيْسَ وَراءَ اللَّهِ مُنْتَهى، أَشْهَدُ للَّهِ بِما دَعا وَأَنَّهُ بَرِيءٌ مِمَّنْ تَبَرَّأَ وَأَنَّ للَّهِ الآخِرَةَ وَالأُولَى .

ثم ذكر عيسى عَلَیْهِ السَّلَامُ أجراً جزيلاً للدعاء بكلٍّ من هذه الدعوات الخمس مائة مرّة.

التهليل في كلِّ يوم من العشر الأوّل من ذي الحجّة

الخامس: أن يهلّل في كلِّ يوم من العشر بهذا التهليل المرويّ عن أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ بأجره الجزيل، والأفضل التهليل به في كلِّ يوم عشْرَ مرّاتٍ:

لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ عَدَدَ اللَّيالِي وَالدُّهُورِ، لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ عَدَدَ أَمْواجِ البُحُورِ، لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَرَحْمَتُهُ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ، لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ عَدَدَ الشَّوْكِ وَالشَّجَرِ، لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ عَدَدَ الشَّعْرِ وَالوَبَرِ، لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ عَدَدَ

ص: 604

الحَجَرِ والمَدَرِ، لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ عَدَدَ لَمْحِ العُيُونِ، لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ فِي اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَ(فِي) الصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ، لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ عَدَدَ الرِّياحِ فِي البَرارِي وَالصُّخُورِ، لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ مِنْ اليَوْمِ إِلى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ .

أعمال اليوم الأوّل من ذي الحجّة

اليوم الأوّل:

يوم شريف جداً، وقد ورد فيه عدّة أعمال:

الأوّل: الصيام فإنَّه يعدل صوم ثمانين شهراً.

صلاة فاطمة الزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ

الثاني: صلاة فاطمة عَلَیْهَا السَّلَامُ، قال الشيخ رُوِي أنّها أربع ركعات بسلامين، وهي كصلاة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورةَ (التوحيد) خمسين مرّة، ويسبّح بعد السلام تسبيحها عَلَیْهَا السَّلَامُ ويقول:

سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشَّامِخِ المُنِيفِ، سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ العَظِيمِ، سُبْحانَ ذِي المُلْكِ الفاخِرِ القَدِيمِ، سُبْحانَ مَنْ يَرى أَثَرَ النَّمِلَةِ فِي الصَّفا، سُبْحانَ مَنْ يَرى وَقْعَ الطَّيْرِ فِي الهَواءِ، سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكَذا وَلا هكَذا غَيْرُهُ .

صلاة رکعتان قبل الزوال

الثالث: الصلاة ركعتان قبل الزوال بنصف ساعة، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وكلاًّ من سورةَ (التوحيد) وآية (الكرسي) وسورةَ (القدر) عشْرَ مرّاتٍ.

الرابع: من خاف ظالماً فقال في هذا اليومِ:

حَسْبِي حَسْبِي حَسْبِي مِنْ سُؤالِي عِلْمُكَ بِحالِي .

كفاه اللَّهُ شره.

وفي هذا اليومِ وُلِد إبراهيم الخليل عَلَیْهِ السَّلَامُ، وعلى روايةِ الشيخين: كان فيه أيضاً تزويج فاطمة من أمير المؤمنين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ.

ص: 605

اليوم السابع

اليوم السابع :

يوم حزن الشيعة كان فيه في سنة مائة وأربع عشرة وفاة الإمام محمّد بن علي الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ في المدينة، وينبغي زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ فيه، وسيأتي في باب الزيارات كيفيّة زيارته ص627.

اليوم الثامن يوم التروية

الیوم الثامن:

يوم التروية وللصيام فيه فضل كثير ورُوي أنّه كفارة لذنوب ستّين سنة. وقال الشيخ الشهيد (رضي اللَّهُ عنه): إنَّه يُستحبّ فيه الغُسل.

الليلة التاسعة: ليلة عرفة:

وهي ليلة مباركة وهي ليلة مناجاة قاضي الحاجات والتوبة فيها مقبولة والدّعاء فيها مستجاب، وللعامل فيها بطاعة اللَّهِ أجر سبعين ومائة سنة وفيها عدّة أعمال:

أعمال ليلة عرفة

الأوّل: أن يقرأ دعاء: (اللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيَّأَ) الوارد قراءته يوم عرفة وليلة الجمعة ونهارها، وقَدْ مَرَّ في خلال أعمال ليلة الجمعة ص100.

الثاني: أن يدعو بدعاء (اللَّهمَّ ياشاهدَ كُلِّ نجوى) حيث قد رُوي أن من دعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجمع غفر اللَّهُ له، وقد تقدم في أعمال ليلة الجمعة ص101.

الثالث: أن يزور الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في أرض كربَلاءِ ويقيم بها حتى يعيِّد ليقيه اللَّهُ شر سنته ولعلّ الأولى أن يُزار بزيارة يوم عرفة التي سيأتي ذكرها ص607. كما ذكر ذلك في البحار نقلاً عن الشيخ المفيد والسيّد ابن طاووس والشهيد.

يوم عرفة وأعماله

اليوم التاسع : وهو يوم عرفة:

وهو عيد من الأعياد العظيمة، وإن لم يُسَمَّ عيداً، وهو يوم دعا اللَّهُ عباده

ص: 606

فيه إلى طاعته وعبادته، وبسط لهم موائد إحسانه وجوده، والشيطان فيه ذليل حقير طريد غضبان أكثر من أيّ وقت سواه.

وروي أن الإمام زين العابدين عَلَیْهِ السَّلَامُ سمع في يوم عرفة سائلا يسأل الناس، فقال له: ويلك أتسأل غير اللَّهِ في هذا اليومِ وهو يوم يرجى فيه للأجنّة في الأَرْحام أن يعمها فضل اللَّهِ تعالى فتسعد.

ولهذا اليوم عدّة أعمال:

الأوّل: الغُسل.

زيارة الإمام الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ يوم عرفة

الثاني: زيارة الإمام الحسين صلواتُ اللَّهِ عليهِ، فإنَّها تعدل ألف حجّة وألف عمرة وألف جهاد بل تفوقها، والأحاديث في كثرة فضل زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليومِ متواترة، ومن وُفِّق فيه لزيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ والحضور تحت قبته المقدّسة فهو لا يقل أجراً عمَّن حضر عرفات بل يفوقه.

وإذا أردت زيارته في هذا اليومِ فاغتسل من الفرات إن أمكنك وإِلاّ فمن حيث أمكنك والبس أطهر ثيابك واقصد حضرته الشريفة وأنت على سكينة ووقار، فإذا بلغت باب الحائر فكبّر اللَّهَ تعالى وقُلْ: (اللَّهُ أَكْبَرُ).

ثمّ قُلْ:

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالحَمْدُ للَّهِ كَثِيراً وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانا اللَّهُ، لَقَدْ جاءتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ. السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، السَّلامُ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَينِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ،

ص: 607

السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ على الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى الخَلَفِ الصَّالِحِ المُنْتَظَرِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؛ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ المُوالِي لِوَلِيِّكَ المُعادِي لِعَدُوِّكَ اسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِقَصْدِكَ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانِي لِوِلايَتِكَ وَخَصَّنِي بِزِيارَتِكَ وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ .

ثم ادخل فقف ممّا يلي الرأس وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ ياابْنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خَدِيجَةَ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالوِتْرَ المَوْتُورِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَأَطَعْتَ اللَّهَ حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ أُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي إِلى رَبِّي، فَصَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَعَلى

ص: 608

أَجْسَادِكُمْ وَعَلى شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ وَعَلى ظاهِرِكُمْ وَعَلى باطِنِكُمْ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَابْنَ إِمامِ المُتَّقِينَ وَابْنَ قائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ إِلى جَنَّاتِ النَّعِيمِ وَكَيْفَ لا تَكُونُ كَذلِكَ وَأَنْتَ بابُ الهُدى وَإِمامُ التُّقى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا وَخامِسُ أَصْحابِ الكِساءِ؟ ! غَذَّتْكَ يَدُ الرَّحْمَةِ وَرَضَعْتَ مِنْ ثَدْي الإيمانِ وَرُبِّيتَ فِي حِجْرِ الإسْلامِ، فَالنَّفْسُ غَيْرُ راضِيَةٍ بِفِراقِكَ وَلا شاكَّةٍ فِي حَياتِكَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَأَبْنائِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَرِيعَ العَبْرَةِ السَّاكِبَةِ وَقَرِينَ المُصِيبَةِ الرَّاتِبَةِ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ المَحارِمَ فَقُتِلْتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ مَقْهُوراً وَأَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِكَ مَوْتُوراً وَأَصْبَحَ دِينُ اللَّهِ لِفَقْدِكَ مَهْجُوراً، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ وَأَبِيكَ وَأُمِّكَ وَأَخِيكَ وَعَلى الأئِمَّةِ مِنْ بَنِيكَ وَعَلى المُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ وَعَلى المَلائِكَةِ الحافِّينَ بِقَبْرِكَ وَالشَّاهِدِينَ لِزُوَّارِكَ المُؤَمِّنِينَ بِالقَبُولِ عَلى دعُاءِ شِيعَتِكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرضِ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ. يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَأَتَيْتُ إِلى مَشْهَدِكَأَسْأَلُ اللَّهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ بِمَنِّهِ وَجُودِهِ وَكَرَمِهِ .

ثم قبّل الضريح وَصلِّ عند الرأس ركعتين تقرأ فيهما ما أحبَبْتَ مِنْ السور، فإذا فرغتَ فقل:

ص: 609

اللّهُمَّ إِنِّي لَكَ صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ لِأَنَّ الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا يَكُونُ إِلاّ لَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمُ التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ، اللّهُمَّ وَهاتانِ الرّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلى مَوْلايَ وَسَيِّدِي وإِمامِي الحُسَيْنِ بِنْ عَلِيٍّ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ ذلِكَ مِنِّي وَاجْزِنِي عَلى ذلِكَ أَفْضَلَ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وفِي وَلِيِّكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم صِرْ إلى عند رجلي الحُسَين وزر عليَّ بن الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ، ورأسه عند رجلي أبي عبد اللَّه عَلَیْهِ السَّلَامُ وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ ابْنُ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المَظْلُومُ ابْنُ المَظْلُومِ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ. (السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ)، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ .

ثم توجّه إلى الشهداء وزُرْهُمْ وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أوْلِياءَ اللَّهِ وَأَحِبّاءَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَصْفِياءَ اللَّهِ وَأَوِدّاءَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ دِينِ اللَّهِ وَأَنْصارَ نَبِيِّهِ وَأَنْصارَ أَمِيرِ

ص: 610

المُؤْمِنِينَ وَأَنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ الوَلِيِّ النَّاصِحِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ المَظْلُومِ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي طِبْتُمْ وَطابَتْ الأَرضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ وَاللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ فِي الجِنانِ مَعَ الشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم عُدْ إلى عند رأس الإمام الحُسَين (صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ) وأَكثِر من الدّعاء لنفسك ولأهلك ولإخوانك المؤمنين.

قال السيد ابن طاووس والشهيد: ثم امضِ إلى مشهد العباس (رضي اللَّهُ عنه) فإذا أتيته فقف على قبره وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الفَضْلِ العَبَّاسَ بْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَوَّلِ القَوْمِ إِسْلاماً وَأَقْدَمِهِمْ إِيْماناً وَأَقْوَمِهِمْ بِدِينِ اللَّهِ وَأَحْوَطِهِمْ عَلى الإسْلامِ، أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأخيك (فَنِعْمَ الأخُ المُواسِي، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ المَحارِمَ وَانْتَهَكَتْ فِي قَتْلِكَ حُرْمَةَ الإسْلامِ)، فَنِعْمَ الأخُ الصَّابِرُ المُجاهِدُ المُحامِي النَّاصِرُ وَالأخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ المُجِيبُ إِلى طاعَةِ رَبِّهِ الرَّاغِبُ فِيما زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الجَزِيلِ وَالثَّناءِ الجَمِيلِ وَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي دارِ النَّعِيمِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .

ثُم انكبّ عَلى القبر وَقل:

ص: 611

اللّهُمَّ لَكَ تَعَرَّضْتُ وَلِزِيارَةِ أَوْلِيائِكَ قَصَدْتُ رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ وَرَجاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزِيلِ إِحْسانِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دارَّاً وَعَيْشِي بِهِمْ قَارَّاً وَزِيارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً، وَاقْلِبْنِي بِهِمْ مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً دُعائِي بِأَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوَّارِهِ وَالقاصِدِينَ إِلَيْهِ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم قبِّل الضريح وصلِّ عنده صلاة الزيارة وما بدا لكَ، فإذا أردت وداعه فقل ما ذكرناه سابقاً في وداعه عَلَیْهِ السَّلَامُ تقدم في زيارته في أعمال ليلة الجمعة ص98.

أعمال يوم عرفة

الثالث: أن يُصلِّي بعد فريضة العصر قبل أن يبدأ في دعوات عرفة ركعتين تحت السماء، يحسن ركوعهما وسجودهما ويُقِرُّ للَّهِ تعالى بذنوبه ليفوز بثواب عرفات ويغفر ذنوبه،ثم يشرع في أعمال عرفة ودعواته المأثورة عن الحجج الطاهرة صلواتُ اللَّهِ عليهِم وهی اکثر من ان تذکر فی هذه الوجیز ونحن نقتصر منها یسعه الکتاب.

الرابع: صلّ أربع ركعات تُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورةَ (التوحيد) خمسين مرّة.

وحسب الظاهر أن هذه الصلاة هي صلاة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

الخامس: ثمّ قُلْ ما ذكره ابن طاووس مرويّاً عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وهو:

سُبْحَانَ اَلَّذِی فِی اَلسَّمَاءِ عَرْشُهُ سُبْحَانَ اَلَّذِی فِی اَلْأَرْضِ حُکْمُهُ سُبْحَانَ اَلَّذِی فِی اَلْقُبُورِ قَضَاؤُهُ سُبْحَانَ اَلَّذِی فِی اَلْبَحْرِ سَبِیلُهُ سُبْحَانَ اَلَّذِی فِی اَلنَّارِ سُلْطَانُهُ سُبْحَانَ اَلَّذِی فِی اَلْجَنَّهِ رَحْمَتُهُ سُبْحَانَ اَلَّذِی فِی

ص: 612

اَلْقِیَامَهِ عَدْلُهُ سُبْحَانَ اَلَّذِی رَفَعَ اَلسَّمَاءَ سُبْحَانَ اَلَّذِی بَسَطَ اَلْأَرْضَ سُبْحَانَ اَلَّذِی لاَ مَلْجَأَ وَ لاَ مَنْجَی مِنْهُ إِلاَّ إِلَیْهِ .

السادس: قل:

(سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ) مائة مرّة.

ثم اقرأ سورةَ (التوحيد) مائة مرّة.

وآية (الكرسي) مائة مرّة، والظاهر كفاية قراءتها إلى ( وَهُوَ العَلِيُّ العَظِيمُ ).

و( صلِّ عَلًى محمّدٍ وآلِهِ ) مائة مرّة.

ثمّ قُلْ: (لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمِيتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ) عشراً.

و(أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ) عشراً.

و(يا اللَّهُ ) عشراً.

و(يا رَحْمنُ ) عشراً.

و(يا رَحِيمُ ) عشراً.

و(يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ ) عشراً.

و(يا حَيُّ يا قَيُّومُ ) عشراً.

و(يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ ) عشراً.

و(يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ) عشراً.

و(آمِينَ ) عشراً.

ص: 613

ثمّ قُلْ: اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ يا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ يا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرءِ وَقَلْبِهِ يا مَنْ هُوَ بِالمَنْظَرِ الأعْلى وَبالأفقِ المُبِينِ يا مَنْ هُوَ الرَّحْمانُ عَلى العَرْشِ اسْتَوى يا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .

وسل حاجتك تُقضَ إن شاء اللَّهُ تعالى.

السابع: ثم ادعُ بهذه الصلوات التي روي عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أن من أراد أن يسرَّ محمّداً وآل محمّد عَلَیْهِ السَّلَامُ فليقل في صلاته عليهم:

اللّهُمَّ يا أجْوَدَ مَنْ أَعْطى وَياخَيْرَ مَنْ سُئِلْ وَيا أرْحَمَ مَنْ اسْتُرْحِمْ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الأوَّلِينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي الآخِرِينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي المَلا الأعْلى وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي المُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالفَضِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالرِّفْعَةَ وَالدَّرَجَةَ الكَبِيرَةَ، اللّهُمَّ إِنِّي آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَلَمْ أَرَهُ فَلا تَحْرِمْنِي فِي القِيامَةِ رُؤْيَتَهُ وَارْزُقْنِي صُحْبَتَهُ وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِ وَاسْقِنِي مِنْ حَوْضِهِ مَشْرَباً رَوِيّاً سائِغاً هَنِيئاً لا أَظْمأُ بَعْدَهُ أَبَداً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ إِنِّي آمَنْتُ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَلَمْ أَرَهُ فَعَرِّفْنِي فِي الجِنانِ وَجْهَهُ، اللّهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِنِّي تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً.

الثامن: ثم ادعُ بدعاء أُمِّ داود وقَدْ مرَّ ذكره في أعمال يوم النصف من رجب ص262.

التاسع: ثم سبِّح بهذا التسبيح وثوابه لا يحصى كثرة وهو:

سُبْحَانَ اللَّهِ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَسُبْحَانَ

ص: 614

اللَّهِ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، يَبْقى رَبُّنا وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ المُسَبِّحِينَ فَضْلاً كَثِيراً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ المُسَبِّحِينَ فَضْلاً كَثِيراً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ المُسَبِّحِينَ فَضْلاً كَثِيراً مَعَ كُلِّ أَحَدٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِيحاً يَفْضُلُ تَسْبِيحَ المُسَبِّحِينَ فَضْلاً كَثِيراً لِرَبِّنا الباقِي وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِيحاً لا يُحْصى ولا يُدْرى وَلا يُنْسى وَلا يَبْلى وَلا يَفْنى وَلَيْسَ لَهُ مُنْتَهى، وَسُبْحَانَ اللَّهِ تَسْبِيحاً يَدُومُ بِدَوامِهِ وَيَبْقى بِبَقائِهِ فِي سِنِيِّ العالَمِينَ وَشُهُورِ الدُّهُورِ وَأَيَّامِ الدُّنْيا وَسَاعَاتِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ أَبَدَ الأبَدِ وَمَعَ الأَبَدِ مِمَّا لا يُحْصِيهِ العَدَدُ ولا يُفْنِيهِ الأمَدُ وَلا يَقْطَعُهُ الأبَدُ وَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالِقِينَ .

وَالحَمْدُ للَّهِ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَالحَمْدُ للَّهِ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَالحَمْدُ للَّهِ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ، وَالحَمْدُ للَّهِ يَبْقى رَبُّنا وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ، وَالحَمْدُ للَّهِ حَمْداً يَفْضُلُ حَمْدَ الحامِدِينَ فَضْلاً كَثِيراً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَالحَمْدُ للَّهِ حَمْداً يَفْضُلُ حَمْدَ الحامِدِينَ فَضْلاً كَثِيراً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَالحَمْدُ للَّهِ حَمْداً يَفْضُلُ حَمْدَ الحامِدِينَ فَضْلاً كَثِيراً مَعَ كُلِّ أَحَدٍ، وَالحَمْدُ للَّهِ حَمْداً يَفْضُلُ حَمْدَ الحامِدِينَ فَضْلاً كَثِيراً لِرَبِّنا الباقِي وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ، وَالحَمْدُ للَّهِ حَمْداً لا يُحْصى وَلا يُدْرى وَلا يُنْسى وَلا يَبْلى وَلا يَفْنى وَليس لَهُ مُنْتَهى، وَالحَمْدُ للَّهِ حَمْداً يَدُومُ بِدَوامِهِ وَيَبْقى بِبَقائِهِ فِي سِنِيِّ العالَمِينَ وَشُهُورِ الدُّهُورِ وَأَيَّامِ الدُّنْيا وَسَاعَاتِ اللَيْلِ وَالنَّهارِ، وَالحَمْدُ للَّهِ أَبَدَ

ص: 615

الأبَدِ وَمَعَ الأبَدِ مِمّا لا يُحْصِيهِ العَدَدُ وَلا يُفْنِيهِ الأمَدُ وَلا يَقْطَعُهُ الأبَدُ، وَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالِقِينَ .

ولا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ يَبْقى رَبُّنا وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ تَهْلِيلاً يَفْضُلُ تَهْلِيلَ المُهَلِّلِينَ فَضْلاً كَثِيراً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ تَهْلِيلاً يَفْضُلُ تَهْلِيلَ المُهَلِّلِينَ فضْلاً كَثِيراً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ تَهْلِيلاً يَفْضُلُ تَهْلِيلَ المُهِلِّلِينَ فَضْلاً كَثِيراً مَعَ كُلِّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ تَهْلِيلاً يَفْضُلُ تَهْلِيلَ المُهَلِّلِينَ فَضْلاً كَثِيراً لِرَبِّنا الباقِي وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ، وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ تَهْلِيلاً لا يُحْصى وَلا يُدْرى وَلا يُنْسى وَلا يَبْلى وَلا يَفْنى وَليس لَهُ مُنْتَهى، وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ تَهْلِيلاً يَدُومُ بِدَوامِهِ وَيَبْقى بِبَقائِهِ فِي سِنِيِّ العالَمِينَ وَشُهُورِ الدُّهُورِ وَأَيَّامِ الدُّنْيا وَسَاعَاتِ اللَيْلِ وَالنَّهارِ، وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ أَبَدَ الأبَدِ وَمَعَ الأبَدِ مِمّا لا يُحْصِيهِ العَدَدُ وَلا يُفْنِيهِ الأمَدُ وَلا يَقْطَعُهُ الأبَدُ، وَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالِقِينَ .

وَاللَّهُ أَكْبَرُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ مَعَ كُلِّ أَحَدٍ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ يَبْقى رَبُّنا وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيراً يَفْضُلُ تَكْبِيرَ المُكَبِّرِينَ فَضْلاً كَثِيراً قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيراً يَفْضُلُ تَكْبِيرَ المُكَبِّرِينَ فَضْلاً كَثِيراً بَعْدَ كُلِّ أَحَدٍ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيراً يَفْضُلُ تَكْبِيرَ المُكَبِّرِينَ فَضْلاً كَثِيراً مَعَ كُلِّ أَحَدٍ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيراً يَفْضُلُ تَكْبِيرَ المُكَبِّرِينَ فَضْلاً كَثِيراً لِرَبِّنا الباقِي وَيَفْنى كُلُّ أَحَدٍ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ تَكْبِيراً لا يُحْصى وَلا يُدْرى وَلا يُنْسى وَلا يَبْلى وَلا يَفْنى وَليس لَهُ مُنْتَهى، وَاللَّهُ

ص: 616

أَكْبَرُ تَكْبِيراً يَدُومُ بِدَوامِهِ وَيَبْقى بِبَقائِهِ فِي سِنِيِّ العالَمِينَ وَشُهُورِ الدُّهُورِ وَأَيَّامِ الدُّنْيا وَسَاعَاتِ اللَيْلِ وَالنَّهارِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَبَدَ الأبَدِ وَمَعَ الأبَدِ مِمّا لا يُحْصِيهِ العَدَدُ وَلا يُفْنِيهِ الأمَدُ وَلا يَقْطَعُهُ الأبَدُ، وَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخالِقِينَ .

العاشر: تدعو بالدّعاء: (اللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيَّأَ) ، وقَدْ مرَّ في أعمال ليلة الجمعة ص100.

الزيارتة الجامعة الواردة يوم عرفة

الحادی عشر : اقرأ في هذا الیوم هذه الزیارة الجامعة و هذه زیارة رواها السید ابن طاووس في خلال أدعیة عرفة عن الصادق صلوات الله علیه، ویزار بها في کل مکان وزمان وهي هذه الزیارة:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ وَأَمِينَهُ عَلى وَحْيِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ أَنْتَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ وَبابُ عِلْمِهِ وَوَصِيُّ نَبِيِّهِ وَالخَلِيفَةُ مِنْ بَعْدِهِ فِي أُمَّتِهِ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً غَصَبَتْكَ حَقَّكَ وَقَعَدَتْ مَقْعَدَكَ أَنا بَرِيءٌ مِنْهُمْ وَمِنْ شِيعَتِهِمْ إِلَيْكَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ البَتُولُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَيْنَ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلَيْهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أمَّ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً غَصَبَتْكِ حَقَّكِ وَمَنَعَتْكِ ما جَعَلَهُ اللَّهُ لَكِ حَلالاً أَنا بَرِيٌ إِلَيْكِ مِنْهُمْ وَمِنْ شِيعَتِهِمْ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ الزَّكِيَّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قُتَلَتْكَ وَبايَعَتْ فِي أَمْرِكَ وَشايَعَتْ أَنا بَرِيءٌ إِلَيْكَ مِنْهُمْ وَمِنْ شِيعَتِهِمْ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ

ص: 617

وَعَلى أَبِيكَ وَجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ دَمَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَاسْتَباحَتْ حَرِيمَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أَشْيَاعَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ وَلَعَنَ اللَّهُ المُمَهّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ أَنا بَرِيٌ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا مُحَمَّدٍ عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاَيَ يا أبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا القاسِمِ مُحَمَّدَ بْنَ الحَسَنِ صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى عِتْرَتِكَ الطَّاهِرَةِ الطَّيِّبَةِ. يا مَوالِيَّ كُونُوا شُفَعائِي فِي حَطِّ وِزْرِي وَخَطايايَ، آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَأَتَوالى آخِرَكُمْ بِما أَتَوالى أَوَّلَكُمْ وَبَرِئْتُ مِنَ الجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللاّتِ وَالعُزَّى، يا مَوْلايَ أَنا سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ وَوَلِيٌّ لِمَنْ وَالاكُمْ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ، وَلَعَنَ اللَّهُ ظالِمِيكُمْ وَغاصِبِيكُمْ وَلَعَنَ اللَّهُ أَشْياعَهُمْ وَأَتْباعَهُمْ وَأَهْلَ مَذْهَبِهِمْ وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ .

الدّعاء السابع والأربعون من أدعية الصحيفة في يوم عرفة

الثاني عشر:وادع في هذا اليومِ وأنت خاشع بالدّعاء السابع والأَرْبعين من الصحيفة الكاملة وهو يحتوي على جميع مطالب الدنيا والآخرة صلوات اللَّهِ على منشئها وهو هذا الدّعاء:

(الْحَمْدُ لِلَّه رَبِّ الْعالَمِينَ)، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ بَدِيعَ السَّمَاوَاتِ

ص: 618

والأَرْضِ، ذَا الْجَلاَلِ والإِكْرَامِ، رَبَّ الأَرْبَابِ، وإِلَهَ كُلِّ مَأْلُوه، وخَالِقَ كُلِّ مَخْلُوقٍ، ووَارِثَ كُلِّ شَيْءٍ، (لَيْسَ كَمِثْلِه شَيْءٌ)، ولاَ يَعْزُبُ عَنْه عِلْمُ شَيْءٍ، وهُوَ (بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطٌ)، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبٌ، أَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الأَحَدُ الْمُتَوَحِّدُ الْفَرْدُ الْمُتَفَرِّدُ، وأَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الْكَرِيمُ الْمُتَكَرِّمُ، الْعَظِيمُ الْمُتَعَظِّمُ، الْكَبِيرُ الْمُتَكَبِّرُ، وأَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الْعَلِيُّ الْمُتَعَالِ، الشَّدِيدُ الْمِحَالِ، وأَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ، الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ، وأَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، السَّمِيعُ الْبَصِيرُ، الْقَدِيمُ الْخَبِيرُ، وأَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الْكَرِيمُ الأَكْرَمُ، الدَّائِمُ الأَدْوَمُ، وأَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ أَحَدٍ، والآخِرُ بَعْدَ كُلِّ عَدَدٍ، وأَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الدَّانِي فِي عُلُوِّه، والْعَالِي فِي دُنُوِّه، وأَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، ذُو الْبَهَاءِ والْمَجْدِ، والْكِبْرِيَاءِ والْحَمْدِ، وأَنْتَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الَّذِي أَنْشَأْتَ الأَشْيَاءَ مِنْ غَيْرِ سِنْخٍ، وصَوَّرْتَ مَا صَوَّرْتَ مِنْ غَيْرِ مِثَالٍ، وابْتَدَعْتَ الْمُبْتَدَعَاتِ بِلاَ احْتِذَاءٍ، أَنْتَ الَّذِي قَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيراً، ويَسَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَيْسِيراً، ودَبَّرْتَ مَا دُونَكَ تَدْبِيراً، أَنْتَ الَّذِي لَمْ يُعِنْكَ عَلَى خَلْقِكَ شَرِيكٌ، ولَمْ يُوَازِرْكَ فِي أَمْرِكَ وَزِيرٌ، ولَمْ يَكُنْ لَكَ مُشَاهِدٌ ولاَ نَظِيرٌ، أَنْتَ الَّذِي أَرَدْتَ فَكَانَ حَتْماً مَا أَرَدْتَ، وقَضَيْتَ فَكَانَ عَدْلاً مَا قَضَيْتَ، وحَكَمْتَ فَكَانَ نِصْفاً مَا حَكَمْتَ، أَنْتَ الَّذِي لاَ يَحْوِيكَ مَكَانٌ، ولَمْ يَقُمْ لِسُلْطَانِكَ سُلْطَانٌ، ولَمْ يُعْيِكَ بُرْهَانٌ ولاَ بَيَانٌ، أَنْتَ الَّذِي أَحْصَيْتَ (كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً)، وجَعَلْتَ لِكُلِّ شَيْءٍ أَمَداً، وقَدَّرْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَقْدِيراً، أَنْتَ الَّذِي

ص: 619

قَصُرَتِ الأَوْهَامُ عَنْ ذَاتِيَّتِكَ، وعَجَزَتِ الأَفْهَامُ عَنْ كَيْفِيَّتِكَ، ولَمْ تُدْرِكِ الأَبْصَارُ مَوْضِعَ أَيْنِيَّتِكَ، أَنْتَ الَّذِي لاَ تُحَدُّ فَتَكُونَ مَحْدُوداً، ولَمْ تُمَثَّلْ فَتَكُونَ مَوْجُوداً، ولَمْ تَلِدْ فَتَكُونَ مَوْلُوداً، أَنْتَ الَّذِي لاَ ضِدَّ مَعَكَ فَيُعَانِدَكَ، ولاَ عِدْلَ لَكَ فَيُكَاثِرَكَ، ولاَ نِدَّ لَكَ فَيُعَارِضَكَ، أَنْتَ الَّذِي ابْتَدَأَ واخْتَرَعَ واسْتَحْدَثَ وابْتَدَعَ وأَحْسَنَ صُنْعَ مَا صَنَعَ، سُبْحَانَكَ! مَا أَجَلَّ شَأْنَكَ، وأَسْنَى فِي الأَمَاكِنِ مَكَانَكَ، وأَصْدَعَ بِالْحَقِّ فُرْقَانَكَ سُبْحَانَكَ! مِنْ لَطِيفٍ مَا أَلْطَفَكَ، ورَؤُوفٍ مَا أَرْأَفَكَ، وحَكِيمٍ مَا أَعْرَفَكَ سُبْحَانَكَ! مِنْ مَلِيكٍ مَا أَمْنَعَكَ، وجَوَادٍ مَا أَوْسَعَكَ، ورَفِيعٍ مَا أَرْفَعَكَ! ذُو الْبَهَاءِ والْمَجْدِ والْكِبْرِيَاءِ والْحَمْدِ، سُبْحَانَكَ! بَسَطْتَ بِالْخَيْرَاتِ يَدَكَ، وعُرِفَتِ الْهِدَايَةُ مِنْ عِنْدِكَ، فَمَنِ الْتَمَسَكَ لِدِينٍ أَوْ دُنْيَا وَجَدَكَ سُبْحَانَكَ! خَضَعَ لَكَ مَنْ جَرَى فِي عِلْمِكَ، وخَشَعَ لِعَظَمَتِكَ مَا دُونَ عَرْشِكَ، وانْقَادَ لِلتَّسْلِيمِ لَكَ كُلُّ خَلْقِكَ سُبْحَانَكَ! لاَ تُحَسُّ ولاَ تُجَسُّ ولاَ تُمَسُّ ولاَ تُكَادُ ولاَ تُمَاطُ ولاَ تُنَازَعُ ولاَ تُجَارَى ولاَ تُمَارَى ولاَ تُخَادَعُ ولاَ تُمَاكَرُ سُبْحَانَكَ! سَبِيلُكَ جَدَدٌ وأَمْرُكَ رَشَدٌ، وأَنْتَ حَيٌّ صَمَدٌ سُبْحَانَكَ! قَولُكَ حُكْمٌ، وقَضَاؤُكَ حَتْمٌ، وإِرَادَتُكَ عَزْمٌ، سُبْحَانَكَ! لاَ رَادَّ لِمَشِيَّتِكَ، ولاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِكَ، سُبْحَانَكَ! قَاهِرَ الأَرْبَابِ، بَاهِرَ الآيَاتِ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ، بَارِئَ النَّسَمَاتِ !ذ لَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَدُومُ بِدَوَامِكَ، ولَكَ الْحَمْدُ حَمْداً خَالِداً بِنِعْمَتِكَ، ولَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يُوَازِي صُنْعَكَ، ولَكَ الْحَمْدُ حَمْداً يَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ، ولَكَ الْحَمْدُ حَمْداً مَعَ حَمْدِ كُلِّ حَامِدٍ، وشُكْراً يَقْصُرُ عَنْه شُكْرُ كُلِّ شَاكِرٍ، حَمْداً لاَ يَنْبَغِي إِلاَّ

ص: 620

لَكَ، ولاَ يُتَقَرَّبُ بِه إِلاَّ إِلَيْكَ، حَمْداً يُسْتَدَامُ بِه الأَوَّلُ، ويُسْتَدْعَى بِه دَوَامُ الآخِرِ، حَمْداً يَتَضَاعَفُ عَلَى كُرُورِ الأَزْمِنَةِ، ويَتَزَايَدُ أَضْعَافاً مُتَرَادِفَةً، حَمْداً يَعْجَزُ عَنْ إِحْصَائِه الْحَفَظَةُ، ويَزِيدُ عَلَى مَا أَحْصَتْه فِي كِتَابِكَ الْكَتَبَةُ، حَمْداً يُوازِنُ عَرْشَكَ الْمَجِيدَ ويُعَادِلُ كُرْسِيَّكَ الرَّفِيعَ، حَمْداً يَكْمُلُ لَدَيْكَ ثَوَابُه، ويَسْتَغْرِقُ كُلَّ جَزَاءٍ جَزَاؤُه، حَمْداً ظَاهِرُه وَفْقٌ لِبَاطِنِه، وبَاطِنُه وَفْقٌ لِصِدْقِ النِّيَّةِ، حَمْداً لَمْ يَحْمَدْكَ خَلْقٌ مِثْلَه، ولاَ يَعْرِفُ أَحَدٌ سِوَاكَ فَضْلَهُ حَمْداً يُعَانُ مَنِ اجْتَهَدَ فِي تَعْدِيدِه، ويُؤَيَّدُ مَنْ أَغْرَقَ نَزْعاً فِي تَوْفِيَتِهِ، حَمْداً يَجْمَعُ مَا خَلَقْتَ مِنَ الْحَمْدِ، ويَنْتَظِمُ مَا أَنْتَ خَالِقُه مِنْ بَعْدُ، حَمْداً لاَ حَمْدَ أَقْرَبُ إِلَى قَوْلِكَ مِنْه، ولاَ أَحْمَدَ مِمَّنْ يَحْمَدُكَ بِهِ، حَمْداً يُوجِبُ بِكَرَمِكَ الْمَزِيدَ بِوُفُورِه، وتَصِلُه بِمَزِيدٍ بَعْدَ مَزِيدٍ طَوْلاً مِنْكَ، حَمْداً يَجِبُ لِكَرَمِ وَجْهِكَ، ويُقَابِلُ عِزَّ جَلاَلِكَ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، الْمُنْتَجَبِ الْمُصْطَفَى الْمُكَرَّمِ الْمُقَرَّبِ، أَفْضَلَ صَلَوَاتِكَ، وبَارِكْ عَلَيْه أَتَمَّ بَرَكَاتِكَ، وتَرَحَّمْ عَلَيْه أَمْتَعَ رَحَمَاتِكَ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، صَلاَةً زَاكِيَةً لاَ تَكُونُ صَلاَةٌ أَزْكَى مِنْهَا، وصَلِّ عَلَيْه صَلاَةً نَامِيَةً لاَ تَكُونُ صَلاَةٌ أَنْمَى مِنْهَا، وصَلِّ عَلَيْه صَلاَةً رَاضِيَةً لاَ تَكُونُ صَلاَةٌ فَوْقَهَا، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، صَلاَةً تُرْضِيهِ وتَزِيدُ عَلَى رِضَاهُ، وصَلِّ عَلَيْه صَلاَةً تُرْضِيكَ وتَزِيدُ عَلَى رِضَاكَ لَه وصَلِّ عَلَيْه صَلاَةً لاَ تَرْضَى لَه إِلاَّ بِهَا، ولاَ تَرَى غَيْرَه لَهَا أَهْلاً، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ صَلاَةً تُجَاوِزُ رِضْوَانَكَ، ويَتَّصِلُ اتِّصَالُهَا بِبَقَائِكَ، ولاَ يَنْفَدُ كَمَا لاَ تَنْفَدُ كَلِمَاتُكَ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، صَلاَةً تَنْتَظِمُ صَلَوَاتِ

ص: 621

مَلاَئِكَتِكَ وأَنْبِيَائِكَ ورُسُلِكَ وأَهْلِ طَاعَتِكَ، وتَشْتَمِلُ عَلَى صَلَوَاتِ عِبَادِكَ مِنْ جِنِّكَ وإِنْسِكَ وأَهْلِ إِجَابَتِكَ، وتَجْتَمِعُ عَلَى صَلاَةِ كُلِّ مَنْ ذَرَأْتَ وبَرَأْتَ مِنْ أَصْنَافِ خَلْقِكَ، رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وَآلِهِ، صَلاَةً تُحِيطُ بِكُلِّ صَلاَةٍ سَالِفَةٍ ومُسْتَأْنَفَةٍ، وصَلِّ عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ، صَلاَةً مَرْضِيَّةً لَكَ ولِمَنْ دُونَكَ، وتُنْشِئُ مَعَ ذَلِكَ صَلَوَاتٍ تُضَاعِفُ مَعَهَا تِلْكَ الصَّلَوَاتِ عِنْدَهَا، وتَزِيدُهَا عَلَى كُرُورِ الأَيَّامِ زِيَادَةً فِي تَضَاعِيفَ لاَ يَعُدُّهَا غَيْرُكَ، رَبِّ صَلِّ عَلَى أَطَايِبِ أَهْلِ بَيْتِه الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لأَمْرِكَ، وجَعَلْتَهُمْ خَزَنَةَ عِلْمِكَ، وحَفَظَةَ دِينِكَ، وخُلَفَاءَكَ فِي أَرْضِكَ، وحُجَجَكَ عَلَى عِبَادِكَ، وطَهَّرْتَهُمْ مِنَ الرِّجْسِ والدَّنَسِ تَطْهِيراً بِإِرَادَتِكَ، وجَعَلْتَهُمُ الْوَسِيلَةَ إِلَيْكَ، والْمَسْلَكَ إِلَى جَنَّتِكَ، رَبِّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، صَلاَةً تُجْزِلُ لَهُمْ بِهَا مِنْ نِحَلِكَ وكَرَامَتِكَ، وتُكْمِلُ لَهُمُ الأَشْيَاءَ مِنْ عَطَايَاكَ ونَوَافِلِكَ، وتُوَفِّرُ عَلَيْهِمُ الْحَظَّ مِنْ عَوَائِدِكَ وفَوَائِدِكَ، رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِ وعَلَيْهِمْ صَلاَةً لاَ أَمَدَ فِي أَوَّلِهَا، ولاَ غَايَةَ لأَمَدِهَا، ولاَ نِهَايَةَ لآِخِرِهَا، رَبِّ صَلِّ عَلَيْهِمْ زِنَةَ عَرْشِكَ ومَا دُونَه، ومِلْءَ سَمَاوَاتِكَ ومَا فَوْقَهُنَّ، وعَدَدَ أَرَاضِيكَ ومَا تَحْتَهُنَّ ومَا بَيْنَهُنَّ، صَلاَةً تُقَرِّبُهُمْ مِنْكَ زُلْفَى، وتَكُونُ لَكَ ولَهُمْ رِضًى، ومُتَّصِلَةً بِنَظَائِرِهِنَّ أَبَداً، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَيَّدْتَ دِينَكَ فِي كُلِّ أَوَانٍ بِإِمَامٍ أَقَمْتَه عَلَماً لِعِبَادِكَ، ومَنَاراً فِي بِلاَدِكَ بَعْدَ أَنْ وَصَلْتَ حَبْلَه بِحَبْلِكَ، وجَعَلْتَه الذَّرِيعَةَ إِلَى رِضْوَانِكَ، وافْتَرَضْتَ طَاعَتَه، وحَذَّرْتَ مَعْصِيَتَه، وأَمَرْتَ بِامْتِثَالِ أَوَامِرِه، والاِنْتِهَاءِ عِنْدَ نَهْيِه، وأَلاَّ يَتَقَدَّمَه مُتَقَدِّمٌ، ولاَ يَتَأَخَّرَ عَنْه مُتَأَخِّرٌ فَهُوَ عِصْمَةُ اللاَّئِذِينَ، وكَهْفُ الْمُؤْمِنِينَ

ص: 622

وعُرْوَةُ الْمُتَمَسِّكِينَ، وبَهَاءُ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ فَأَوْزِعْ لِوَلِيِّكَ شُكْرَ مَا أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيْه، وأَوْزِعْنَا مِثْلَه فِيه، وآتِهِ (مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصِيراً)، وافْتَحْ لَه فَتْحاً يَسِيراً، وأَعِنْهُ بِرُكْنِكَ الأَعَزِّ، واشْدُدْ أَزْرَهُ، وقَوِّ عَضُدَهُ، ورَاعِهِ بِعَيْنِكَ، واحْمِهِ بِحِفْظِكَ وانْصُرْهُ بِمَلاَئِكَتِكَ، وامْدُدْهُ بِجُنْدِكَ الأَغْلَبِ، وأَقِمْ بِهِ كِتَابَكَ وحُدُودَكَ وشَرَائِعَكَ وسُنَنَ رَسُولِكَ، صَلَوَاتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْه وَآلِهِ، وأَحْيِ بِهِ مَا أَمَاتَهُ الظَّالِمُونَ مِنْ مَعَالِمِ دِينِكَ، واجْلُ بِهِ صَدَاءَ الْجَوْرِ عَنْ طَرِيقَتِكَ، وأَبِنْ بِهِ الضَّرَّاءَ مِنْ سَبِيلِكَ، وأَزِلْ بِهِ النَّاكِبِينَ عَنْ صِرَاطِكَ، وامْحَقْ بِهِ بُغَاةَ قَصْدِكَ عِوَجاً، وأَلِنْ جَانِبَهُ لأَوْلِيَائِكَ، وابْسُطْ يَدَهُ عَلَى أَعْدَائِكَ، وهَبْ لَنَا رَأْفَتَهُ، ورَحْمَتَهُ وتَعَطُّفَهُ وتَحَنُّنَهُ، واجْعَلْنَا لَه سَامِعِينَ مُطِيعِينَ، وفِي رِضَاهُ سَاعِينَ، وإِلَى نُصْرَتِهِ والْمُدَافَعَةِ عَنْه مُكْنِفِينَ، وإِلَيْكَ وإِلَى رَسُولِكَ صَلَوَاتُكَ اللَّهُمَّ عَلَيْه وَآلِهِ بِذَلِكَ مُتَقَرِّبِينَ، اللَّهُمَّ وصَلِّ عَلَى أَوْلِيَائِهِمُ الْمُعْتَرِفِينَ بِمَقَامِهِمُ، الْمُتَّبِعِينَ مَنْهَجَهُمُ، الْمُقْتَفِينَ آثَارَهُمُ، الْمُسْتَمْسِكِينَ بِعُرْوَتِهِمُ، الْمُتَمَسِّكِينَ بِوِلاَيَتِهِمُ، الْمُؤْتَمِّينَ بِإِمَامَتِهِمُ، الْمُسَلِّمِينَ لأَمْرِهِمُ، الْمُجْتَهِدِينَ فِي طَاعَتِهِمُ، الْمُنْتَظِرِينَ أَيَّامَهُمُ، الْمَادِّينَ إِلَيْهِمْ أَعْيُنَهُمُ، الصَّلَوَاتِ الْمُبَارَكَاتِ الزَّاكِيَاتِ النَّامِيَاتِ الْغَادِيَاتِ الرَّائِحَاتِ، وسَلِّمْ عَلَيْهِمْ وعَلَى أَرْوَاحِهِمْ، واجْمَعْ عَلَى التَّقْوَى أَمْرَهُمْ، وأَصْلِحْ لَهُمْ شُؤُونَهُمْ، وتُبْ عَلَيْهِمْ، (إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)، و(خَيْرُ الْغافِرِينَ)، واجْعَلْنَا مَعَهُمْ فِي دَارِ السَّلاَمِ بِرَحْمَتِكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ هَذَا يَوْمُ عَرَفَةَ يَوْمٌ شَرَّفْتَه وكَرَّمْتَه وعَظَّمْتَه، نَشَرْتَ فِيه رَحْمَتَكَ، ومَنَنْتَ فِيه بِعَفْوِكَ،

ص: 623

وأَجْزَلْتَ فِيه عَطِيَّتَكَ، وتَفَضَّلْتَ بِه عَلَى عِبَادِكَ، اللَّهُمَّ وأَنَا عَبْدُكَ الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْه قَبْلَ خَلْقِكَ لَه وبَعْدَ خَلْقِكَ إِيَّاهُ، فَجَعَلْتَه مِمَّنْ هَدَيْتَه لِدِينِكَ، ووَفَّقْتَه لِحَقِّكَ، وعَصَمْتَهُ بِحَبْلِكَ، وأَدْخَلْتَهُ فِي حِزْبِكَ، وأَرْشَدْتَهُ لِمُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ، ومُعَادَاةِ أَعْدَائِكَ، ثُمَّ أَمَرْتَهُ فَلَمْ يَأْتَمِرْ، وزَجَرْتَه فَلَمْ يَنْزَجِرْ، ونَهَيْتَه عَنْ مَعْصِيَتِكَ، فَخَالَفَ أَمْرَكَ إِلَى نَهْيِكَ، لاَ مُعَانَدَةً لَكَ، ولاَ اسْتِكْبَاراً عَلَيْكَ، بَلْ دَعَاهُ هَوَاهُ إِلَى مَا زَيَّلْتَهُ وإِلَى مَا حَذَّرْتَهُ، وأَعَانَه عَلَى ذَلِكَ عَدُوُّكَ وعَدُوُّهُ، فَأَقْدَمَ عَلَيْهِ عَارِفاً بِوَعِيدِكَ، رَاجِياً لِعَفْوِكَ، وَاثِقاً بِتَجَاوُزِكَ، وكَانَ أَحَقَّ عِبَادِكَ مَعَ مَا مَنَنْتَ عَلَيْهِ أَلاَّ يَفْعَلَ، وهَا أَنَا ذَا بَيْنَ يَدَيْكَ صَاغِراً ذَلِيلاً خَاضِعاً خَاشِعاً خَائِفاً، مُعْتَرِفاً بِعَظِيمٍ مِنَ الذُّنُوبِ تَحَمَّلْتُهُ، وجَلِيلٍ مِنَ الْخَطَايَا اجْتَرَمْتُهُ، مُسْتَجِيراً بِصَفْحِكَ، لاَئِذاً بِرَحْمَتِكَ، مُوقِناً أَنَّه لاَ يُجِيرُنِي مِنْكَ مُجِيرٌ، ولاَ يَمْنَعُنِي مِنْكَ مَانِعٌ، فَعُدْ عَلَيَّ بِمَا تَعُودُ بِهِ عَلَى مَنِ اقْتَرَفَ مِنْ تَغَمُّدِكَ، وجُدْ عَلَيَّ بِمَا تَجُودُ بِهِ عَلَى مَنْ أَلْقَى بِيَدِهِ إِلَيْكَ مِنْ عَفْوِكَ، وامْنُنْ عَلَيَّ بِمَا لاَ يَتَعَاظَمُكَ أَنْ تَمُنَّ بِه عَلَى مَنْ أَمَّلَكَ مِنْ غُفْرَانِكَ، واجْعَلْ لِي فِي هَذَا الْيَوْمِ نَصِيباً أَنَالُ بِه حَظَّاً مِنْ رِضْوَانِكَ، ولاَ تَرُدَّنِي صِفْراً مِمَّا يَنْقَلِبُ بِه الْمُتَعَبِّدُونَ لَكَ مِنْ عِبَادِكَ، وإِنِّي وإِنْ لَمْ أُقَدِّمْ مَا قَدَّمُوهُ مِنَ الصَّالِحَاتِ فَقَدْ قَدَّمْتُ تَوْحِيدَكَ ونَفْيَ الأَضْدَادِ والأَنْدَادِ والأَشْبَاهِ عَنْكَ، وأَتَيْتُكَ مِنَ الأَبْوَابِ الَّتِي أَمَرْتَ أَنْ تُؤْتَى مِنْهَا، وتَقَرَّبْتُ إِلَيْكَ بِمَا لاَ يَقْرُبُ أَحَدٌ مِنْكَ إِلاَّ بالتَّقَرُّبِ بِهِ ثُمَّ أَتْبَعْتُ ذَلِكَ بِالإِنَابَةِ إِلَيْكَ، والتَّذَلُّلِ والاِسْتِكَانَةِ لَكَ، وحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ، والثِّقَةِ بِمَا عِنْدَكَ، وشَفَعْتُهُ بِرَجَائِكَ الَّذِي قَلَّ مَا

ص: 624

يَخِيبُ عَلَيْهِ رَاجِيكَ، وسَأَلْتُكَ مَسْأَلَةَ الْحَقِيرِ الذَّلِيلِ الْبَائِسِ الْفَقِيرِ الْخَائِفِ الْمُسْتَجِيرِ، ومَعَ ذَلِكَ خِيفَةً وتَضَرُّعاً وتَعَوُّذاً وتَلَوُّذاً، لاَ مُسْتَطِيلاً بِتَكَبُّرِ الْمُتَكَبِّرِينَ، ولاَ مُتَعَالِياً بِدَالَّةِ الْمُطِيعِينَ، ولاَ مُسْتَطِيلاً بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ، وأَنَا بَعْدُ أَقَلُّ الأَقَلِّينَ، وأَذَلُّ الأَذَلِّينَ، ومِثْلُ الذَّرَّةِ أَوْ دُونَهَا، فَيَا مَنْ لَمْ يُعَاجِلِ الْمُسِيئِينَ، ولاَ يَنْدَهُ الْمُتْرَفِينَ، ويَا مَنْ يَمُنُّ بِإِقَالَةِ الْعَاثِرِينَ، ويَتَفَضَّلُ بِإِنْظَارِ الْخَاطِئِينَ، أَنَا الْمُسِيءُ الْمُعْتَرِفُ الْخَاطِئُ الْعَاثِرُ، أَنَا الَّذِي أَقْدَمَ عَلَيْكَ مُجْتَرِئاً، أَنَا الَّذِي عَصَاكَ مُتَعَمِّداً، أَنَا الَّذِي اسْتَخْفَى مِنْ عِبَادِكَ وبَارَزَكَ، أَنَا الَّذِي هَابَ عِبَادَكَ وأَمِنَكَ، أَنَا الَّذِي لَمْ يَرْهَبْ سَطْوَتَكَ ولَمْ يَخَفْ بَأْسَكَ، أَنَا الْجَانِي عَلَى نَفْسِهِ، أَنَا الْمُرْتَهَنُ بِبَلِيَّتِهِ، أَنَا القَلِيلُ الْحَيَاءِ، أَنَا الطَّوِيلُ الْعَنَاءِ، بِحَقِّ مَنِ انْتَجَبْتَ مِنْ خَلْقِكَ، وبِمَنِ اصْطَفَيْتَه لِنَفْسِكَ، بِحَقِّ مَنِ اخْتَرْتَ مِنْ بَرِيَّتِكَ، ومَنِ اجْتَبَيْتَ لِشَأْنِكَ، بِحَقِّ مَنْ وَصَلْتَ طَاعَتَه بِطَاعَتِكَ، ومَنْ جَعَلْتَ مَعْصِيَتَه كَمَعْصِيَتِكَ، بِحَقِّ مَنْ قَرَنْتَ مُوَالاتَهُ بِمُوَالاتِكَ، ومَنْ نُطْتَ مُعَادَاتَهُ بِمُعَادَاتِكَ، تَغَمَّدْنِي فِي يَوْمِي هَذَا بِمَا تَتَغَمَّدُ بِه مَنْ جَارَ إِلَيْكَ مُتَنَصِّلاً، وعَاذَ بِاسْتِغْفَارِكَ تَائِباً، وتَوَلَّنِي بِمَا تَتَوَلَّى بِه أَهْلَ طَاعَتِكَ والزُّلْفَى لَدَيْكَ والْمَكَانَةِ مِنْكَ، وتَوَحَّدْنِي بِمَا تَتَوَحَّدُ بِه مَنْ وَفَى بِعَهْدِكَ، وأَتْعَبَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِكَ، وأَجْهَدَهَا فِي مَرْضَاتِكَ، ولاَ تُؤَاخِذْنِي بِتَفْرِيطِي فِي جَنْبِكَ، وتَعَدِّي طَوْرِي فِي حُدُودِكَ، ومُجَاوَزَةِ أَحْكَامِكَ، ولاَ تَسْتَدْرِجْنِي بِإِمْلاَئِكَ لِي اسْتِدْرَاجَ مَنْ مَنَعَنِي خَيْرَ مَا عِنْدَه ولَمْ يَشْرَكْكَ فِي حُلُولِ نِعْمَتِه بِي، ونَبِّهْنِي مِنْ رَقْدَةِ الْغَافِلِينَ، وسِنَةِ الْمُسْرِفِينَ، ونَعْسَةِ

ص: 625

الْمَخْذُولِينَ، وخُذْ بِقَلْبِي إِلَى مَا اسْتَعْمَلْتَ بِه الْقَانِتِينَ، واسْتَعْبَدْتَ بِه الْمُتَعَبِّدِينَ، واسْتَنْقَذْتَ بِه الْمُتَهَاوِنِينَ، وأَعِذْنِي مِمَّا يُبَاعِدُنِي عَنْكَ، ويَحُولُ بَيْنِي وبَيْنَ حَظِّي مِنْكَ، ويَصُدُّنِي عَمَّا أُحَاوِلُ لَدَيْكَ، وسَهِّلْ لِي مَسْلَكَ الْخَيْرَاتِ إِلَيْكَ، والْمُسَابَقَةَ إِلَيْهَا مِنْ حَيْثُ أَمَرْتَ، والْمُشَاحَّةَ فِيهَا عَلَى مَا أَرَدْتَ، ولاَ تَمْحَقْنِي فِيمَن تَمْحَقُ مِنَ الْمُسْتَخِفِّينَ بِمَا أَوْعَدْتَ، ولاَ تُهْلِكْنِي مَعَ مَنْ تُهْلِكُ مِنَ الْمُتَعَرِّضِينَ لِمَقْتِكَ، ولاَ تُتَبِّرْنِي فِيمَنْ تُتَبِّرُ مِنَ الْمُنْحَرِفِينَ عَنْ سُبُلِكَ، ونَجِّنِي مِنْ غَمَرَاتِ الْفِتْنَةِ، وخَلِّصْنِي مِنْ لَهَوَاتِ الْبَلْوَى، وأَجِرْنِي مِنْ أَخْذِ الإِمْلاَءِ، وحُلْ بَيْنِي وبَيْنَ عَدُوٍّ يُضِلُّنِي، وهَوًى يُوبِقُنِي، ومَنْقَصَةٍ تَرْهَقُنِي، ولاَ تُعْرِضْ عَنِّي إِعْرَاضَ مَنْ لاَ تَرْضَى عَنْه بَعْدَ غَضَبِكَ، ولاَ تُؤْيِسْنِي مِنَ الأَمَلِ فِيكَ فَيَغْلِبَ عَلَيَّ الْقُنُوطُ مِنْ رَحْمَتِكَ، ولاَ تَمْنَحْنِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لِي بِه فَتَبْهَظَنِي مِمَّا تُحَمِّلُنِيهُ مِنْ فَضْلِ مَحَبَّتِكَ، ولاَ تُرْسِلْنِي مِنْ يَدِكَ إِرْسَالَ مَنْ لاَ خَيْرَ فِيه، ولاَ حَاجَةَ بِكَ إِلَيْه، ولاَ إِنَابَةَ لَهُ، ولاَ تَرْمِ بِي رَمْيَ مَنْ سَقَطَ مِنْ عَيْنِ رِعَايَتِكَ، ومَنِ اشْتَمَلَ عَلَيْه الْخِزْيُ مِنْ عِنْدِكَ، بَلْ خُذْ بِيَدِي مِنْ سَقْطَةِ الْمُتَرَدِّينَ، ووَهْلَةِ الْمُتَعَسِّفِينَ، وزَلَّةِ الْمَغْرُورِينَ، ووَرْطَةِ الْهَالِكِينَ، وعَافِنِي مِمَّا ابْتَلَيْتَ بِه طَبَقَاتِ عَبِيدِكَ وإِمَائِكَ، وبَلِّغْنِي مَبَالِغَ مَنْ عُنِيتَ بِهِ، وأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، ورَضِيتَ عَنْهُ، فَأَعَشْتَه حَمِيداً، وتَوَفَّيْتَه سَعِيداً، وطَوِّقْنِي طَوْقَ الإِقْلاَعِ عَمَّا يُحْبِطُ الْحَسَنَاتِ، ويَذْهَبُ بِالْبَرَكَاتِ، وأَشْعِرْ قَلْبِيَ الاِزْدِجَارَ عَنْ قَبَائِحِ السَّيِّئَاتِ، وفَوَاضِحِ الْحَوْبَاتِ، ولاَ تَشْغَلْنِي بِمَا لاَ أُدْرِكُهُ إِلاَّ بِكَ عَمَّا لاَ يُرْضِيكَ عَنِّي غَيْرُهُ،

ص: 626

وانْزِعْ مِنْ قَلْبِي حُبَّ دُنْيَا دَنِيَّةٍ تَنْهَى عَمَّا عِنْدَكَ، وتَصُدُّ عَنِ ابْتِغَاءِ الْوَسِيلَةِ إِلَيْكَ، وتُذْهِلُ عَنِ التَّقَرُّبِ مِنْكَ، وزَيِّنْ لِيَ التَّفَرُّدَ بِمُنَاجَاتِكَ بِاللَّيْلِ والنَّهَارِ، وهَبْ لِي عِصْمَةً تُدْنِينِي مِنْ خَشْيَتِكَ، وتَقْطَعُنِي عَنْ رُكُوبِ مَحَارِمِكَ، وتَفُكَّنِي مِنْ أَسْرِ الْعَظَائِمِ، وهَبْ لِيَ التَّطْهِيرَ مِنْ دَنَسِ الْعِصْيَانِ، وأَذْهِبْ عَنِّي دَرَنَ الْخَطَايَا، وسَرْبِلْنِي بِسِرْبَالِ عَافِيَتِكَ، ورَدِّنِي رِدَاءَ مُعَافَاتِكَ، وجَلِّلْنِي سَوَابِغَ نَعْمَائِكَ، وظَاهِرْ لَدَيَّ فَضْلَكَ وطَوْلَكَ، وأَيِّدْنِي بِتَوْفِيقِكَ وتَسْدِيدِكَ، وأَعِنِّي عَلَى صَالِحِ النِّيَّةِ، ومَرْضِيِّ الْقَوْلِ، ومُسْتَحْسَنِ الْعَمَلِ، ولاَ تَكِلْنِي إِلَى حَوْلِي وقُوَّتِي دُونَ حَوْلِكَ وقُوَّتِكَ، ولاَ تُخْزِنِي يَوْمَ تَبْعَثُنِي لِلِقَائِكَ، ولاَ تَفْضَحْنِي بَيْنَ يَدَيْ أَوْلِيَائِكَ، ولاَ تُنْسِنِي ذِكْرَكَ، ولاَ تُذْهِبْ عَنِّي شُكْرَكَ، بَلْ أَلْزِمْنِيه فِي أَحْوَالِ السَّهْوِ عِنْدَ غَفَلاَتِ الْجَاهِلِينَ لآِلاْئِكَ، وأَوْزِعْنِي أَنْ أُثْنِيَ بِمَا أَوْلَيْتَنِيهِ، وأَعْتَرِفَ بِمَا أَسْدَيْتَهُ إِلَيَّ، واجْعَلْ رَغْبَتِي إِلَيْكَ فَوْقَ رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ، وحَمْدِي إِيَّاكَ فَوْقَ حَمْدِ الْحَامِدِينَ، ولاَ تَخْذُلْنِي عِنْدَ فَاقَتِي إِلَيْكَ، ولاَ تُهْلِكْنِي بِمَا أَسْدَيْتُهُ إِلَيْكَ، ولاَ تَجْبَهْنِي بِمَا جَبَهْتَ بِهِ الْمُعَانِدِينَ لَكَ، فَإِنِّي لَكَ مُسَلِّمٌ، أَعْلَمُ أَنَّ الْحُجَّةَ لَكَ، وأَنَّكَ أَوْلَى بِالْفَضْلِ، وأَعْوَدُ بِالإِحْسَانِ، وَأَهْلُ التَّقْوى وأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، وأَنَّكَ بِأَنْ تَعْفُوَ أَوْلَى مِنْكَ بِأَنْ تُعَاقِبَ، وأَنَّكَ بِأَنْ تَسْتُرَ أَقْرَبُ مِنْكَ إِلَى أَنْ تَشْهَرَ، فَأَحْيِنِي حَيَاةً طَيِّبَةً تَنْتَظِمُ بِمَا أُرِيدُ، وتَبْلُغُ مَا أُحِبُّ مِنْ حَيْثُ لاَ آتِي مَا تَكْرَهُ، ولاَ أَرْتَكِبُ مَا نَهَيْتَ عَنْهُ، وأَمِتْنِي مِيتَةَ مَنْ يَسْعَى نُورُه بَيْنَ يَدَيْهِ وعَنْ يَمِينِهِ، وذَلِّلْنِي بَيْنَ يَدَيْكَ، وأَعِزَّنِي عِنْدَ خَلْقِكَ، وضَعْنِي إِذَا خَلَوْتُ

ص: 627

بِكَ، وارْفَعْنِي بَيْنَ عِبَادِكَ، وأَغْنِنِي عَمَّنْ هُوَ غَنِيٌّ عَنِّي، وزِدْنِي إِلَيْكَ فَاقَةً وفَقْراً، وأَعِذْنِي مِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ، ومِنْ حُلُولِ الْبَلاَءِ، ومِنَ الذُّلِّ والْعَنَاءِ، تَغَمَّدْنِي فِيمَا اطَّلَعْتَ عَلَيْه مِنِّي بِمَا يَتَغَمَّدُ بِه الْقَادِرُ عَلَى الْبَطْشِ لَوْلاَ حِلْمُهُ، والآخِذُ عَلَى الْجَرِيرَةِ لَوْلاَ أَنَاتُهُ وإِذَا أَرَدْتَ بِقَوْمٍ فِتْنَةً أَوْ سُوءاً فَنَجِّنِي مِنْهَا لِوَاذاً بِكَ، وإِذْ لَمْ تُقِمْنِي مَقَامَ فَضِيحَةٍ فِي دُنْيَاكَ فَلاَ تُقِمْنِي مِثْلَهُ فِي آخِرَتِكَ، واشْفَعْ لِي أَوَائِلَ مِنَنِكَ بِأَوَاخِرِهَا، وقَدِيمَ فَوَائِدِكَ بِحَوَادِثِهَا، ولاَ تَمْدُدْ لِي مَدّاً يَقْسُو مَعَه قَلْبِي، ولاَ تَقْرَعْنِي قَارِعَةً يَذْهَبُ لَهَا بَهَائِي، ولاَ تَسُمْنِي خَسِيسَةً يَصْغُرُ لَهَا قَدْرِي ولاَ نَقِيصَةً يُجْهَلُ مِنْ أَجْلِهَا مَكَانِي، ولاَ تَرُعْنِي رَوْعَةً أُبْلِسُ بِهَا، ولاَ خِيفَةً أُوجِسُ دُونَهَا، اجْعَلْ هَيْبَتِي فِي وَعِيدِكَ، وحَذَرِي مِنْ إِعْذَارِكَ وإِنْذَارِكَ، ورَهْبَتِي عِنْد تِلاَوَةِ آيَاتِكَ، واعْمُرْ لَيْلِي بِإِيقَاظِي فِيه لِعِبَادَتِكَ، وتَفَرُّدِي بِالتَّهَجُّدِ لَكَ، وتَجَرُّدِي بِسُكُونِي إِلَيْكَ، وإِنْزَالِ حَوَائِجِي بِكَ، ومُنَازَلَتِي إِيَّاكَ فِي فَكَاكِ رَقَبَتِي مِنْ نَارِكَ، وإِجَارَتِي مِمَّا فِيهِ أَهْلُهَا مِنْ عَذَابِكَ، ولاَ تَذَرْنِي فِي طُغْيَانِي عَامِهاً، ولاَ فِي غَمْرَتِي سَاهِياً حَتَّى حِينٍ، ولاَ تَجْعَلْنِي عِظَةً لِمَنِ اتَّعَظَ، ولاَ نَكَالاً لِمَنِ اعْتَبَرَ، ولاَ فِتْنَةً لِمَنْ نَظَرَ، ولاَ تَمْكُرْ بِي فِيمَنْ تَمْكُرُ بِه، ولاَ تَسْتَبْدِلْ بِي غَيْرِي، ولاَ تُغَيِّرْ لِي اسْماً، ولاَ تُبَدِّلْ لِي جِسْماً، ولاَ تَتَّخِذْنِي هُزُواً لِخَلْقِكَ، ولاَ سُخْرِيّاً لَكَ، ولاَ تَبَعاً إِلاَّ لِمَرْضَاتِكَ، ولاَ مُمْتَهَناً إِلاَّ بِالانْتِقَامِ لَكَ، وأَوْجِدْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ، وحَلاَوَةَ رَحْمَتِكَ ورَوْحِكَ ورَيْحَانِكَ، وجَنَّةِ نَعِيمِكَ، وأَذِقْنِي طَعْمَ الْفَرَاغِ لِمَا تُحِبُّ بِسَعَةٍ مِنْ سَعَتِكَ، والاِجْتِهَادِ فِيمَا يُزْلِفُ لَدَيْكَ وعِنْدَكَ،

ص: 628

وأَتْحِفْنِي بِتُحْفَةٍ مِنْ تُحَفَاتِكَ، واجْعَلْ تِجَارَتِي رَابِحَةً، وكَرَّتِي غَيْرَ خَاسِرَةٍ، وأَخِفْنِي مَقَامَكَ، وشَوِّقْنِي لِقَاءَكَ، وتُبْ عَلَيَّ (تَوْبَةً نَصُوحاً) لاَ تُبْقِ مَعَهَا ذُنُوباً صَغِيرَةً ولاَ كَبِيرَةً، ولاَ تَذَرْ مَعَهَا عَلاَنِيَةً ولاَ سَرِيرَةً، وانْزِعِ الْغِلَّ مِنْ صَدْرِي لِلْمُؤْمِنِينَ، واعْطِفْ بِقَلْبِي عَلَى الْخَاشِعِينَ، وكُنْ لِي كَمَا تَكُونُ لِلصَّالِحِينَ، وحَلِّنِي حِلْيَةَ الْمُتَّقِينَ، (واجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ) فِي الْغَابِرِينَ، وذِكْراً نَامِياً فِي الآخِرِينَ، ووَافِ بِي عَرْصَةَ الأَوَّلِينَ، وتَمِّمْ سُبُوغَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وظَاهِرْ كَرَامَاتِهَا لَدَيَّ، امْلَأْ مِنْ فَوَائِدِكَ يَدِي، وسُقْ كَرَائِمَ مَوَاهِبِكَ إِلَيَّ، وجَاوِرْ بِيَ الأَطْيَبِينَ مِنْ أَوْلِيَائِكَ فِي الْجِنَانِ الَّتِي زَيَّنْتَهَا لأَصْفِيَائِكَ، وجَلِّلْنِي شَرَائِفَ نِحَلِكَ فِي الْمَقَامَاتِ الْمُعَدَّةِ لأَحِبَّائِكَ، واجْعَلْ لِي عِنْدَكَ مَقِيلاً آوِي إِلَيْه مُطْمَئِنّاً، ومَثَابَةً أَتَبَوَّؤُهَا، وأَقَرُّ عَيْناً، ولاَ تُقَايِسْنِي بِعَظِيمَاتِ الْجَرَائِرِ، ولاَ تُهْلِكْنِي (يَوْمَ تُبْلَى السَّرائِرُ)، وأَزِلْ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ وشُبْهَةٍ، واجْعَلْ لِي فِي الْحَقِّ طَرِيقاً مِنْ كُلِّ رَحْمَةٍ، وأَجْزِلْ لِي قِسَمَ الْمَوَاهِبِ مِنْ نَوَالِكَ، ووَفِّرْ عَلَيَّ حُظُوظَ الإِحْسَانِ مِنْ إِفْضَالِكَ، واجْعَلْ قَلْبِي وَاثِقاً بِمَا عِنْدَكَ، وهَمِّي مُسْتَفْرَغاً لِمَا هُوَ لَكَ، واسْتَعْمِلْنِي بِمَا تَسْتَعْمِلُ بِه خَالِصَتَكَ، وأَشْرِبْ قَلْبِي عِنْدَ ذُهُولِ الْعُقُولِ طَاعَتَكَ، واجْمَعْ لِيَ الْغِنَى والْعَفَافَ والدَّعَةَ والْمُعَافَاةَ والصِّحَّةَ والسَّعَةَ والطُّمَأْنِينَةَ والْعَافِيَةَ، ولاَ تُحْبِطْ حَسَنَاتِي بِمَا يَشُوبُهَا مِنْ مَعْصِيَتِكَ، ولاَ خَلَوَاتِي بِمَا يَعْرِضُ لِي مِنْ نَزَغَاتِ فِتْنَتِكَ، وصُنْ وَجْهِي عَنِ الطَّلَبِ إِلَى أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ، وذُبَّنِي عَنِ الْتِمَاسِ مَا عِنْدَ الْفَاسِقِينَ، ولاَ تَجْعَلْنِي لِلظَّالِمِينَ ظَهِيراً، ولاَ لَهُمْ عَلَى مَحْوِ كِتَابِكَ

ص: 629

يَداً ونَصِيراً، وحُطْنِي مِنْ حَيْثُ لاَ أَعْلَمُ حِيَاطَةً تَقِينِي بِهَا، وافْتَحْ لِي أَبْوَابَ تَوْبَتِكَ ورَحْمَتِكَ ورَأْفَتِكَ ورِزْقِكَ الْوَاسِعِ، إِنِّي إِلَيْكَ مِنَ الرَّاغِبِينَ، وأَتْمِمْ لِي إِنْعَامَكَ، إِنَّكَ خَيْرُ الْمُنْعِمِينَ، واجْعَلْ بَاقِيَ عُمُرِي فِي الْحَجِّ والْعُمْرَةِ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، والسَّلاَمُ عَلَيْه وعَلَيْهِمْ أَبَدَ الآبِدِينَ.

الثالث عشر: قال السيد ابن طاووس في خلال أدعية يوم عرفة: إذا دنا غروب الشمس فقل:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ .

وهذا هو دعاء العشرات الذي تقدم ذكره في أعمال يوم الجمعة ص135.

دعاء الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في عرفة

الرابع عشر: دعاء الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم عرفة، والظاهر أنّه عَلَیْهِ السَّلَامُ دعا به آخر نهار عرفة كما يظهر من آخر الدّعاء:

روى بشر وبشير ابنا غالب الأسدي قالا: كنّا مع الحسين بن علي عَلَیْهِ السَّلَامُ عشيّة عرفة، فخرج عَلَیْهِ السَّلَامُ من فسطاطه متذلّلاً خاشعاً. فجعل يمشي هوناً هوناً حتى وقف هو وجماعة من أهل بيته وولده ومواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت، ثم رفعَ يديهِ تلقاء وجهه كاستطعام المسكين، ثم قال:

الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَيْسَ لِقَضائِهِ دافِعٌ وَلا لِعَطائِهِ مانِعٌ وَلا كَصُنْعِهِ صُنْعُ صانِعٍ وَهُوَ الجَوادُ الواسِعُ، فَطَرَ أَجْناسَ البَدائِعِ وَأَتْقَنَ بِحِكْمَتِهِ الصَّنائِعِ وَلا تَخْفى عَلَيْهِ الطَلائِعُ وَلا تَضِيعُ عِنْدَهُ الوَدائِعُ جَازِيَ كُلِّ صانِعٍ وَرايِشُ كُلِّ قانِعٍ وَراحِمُ كُلِّ ضارِعٍ مُنْزِلُ المَنافِعِ وَالكِتابِ الجامِعِ بِالنُّورِ السَّاطِعِ وَهُوَ لِلدَّعَواتِ سامِعٌ وَللْكُرُباتِ دافِعٌ وَلِلْدَّرَجاتِ رافِعٌ وَلِلْجَبابِرَةِ قامِعٌ؛ فَلا إِلهَ غَيْرُهُ وَلا شَيْءَ يَعْدِلُهُ وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ

ص: 630

اللَّطِيفُ الخَبِيرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ إِنِّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ وَأَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ مُقِرَّا بِأَنَّكَ رَبِّي وَإِلَيْكَ مَرَدِّي. ابْتَدَأْتَنِي بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ أَنْ أَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً وَخَلَقْتَنِي مِنَ التُرابِ ثُمَّ أَسْكَنْتَنِي الأصْلابَ آمِناً لِرَيْبِ المَنُونِ وَاخْتِلافِ الدُّهُورِ وَالسِّنِينَ، فَلَم أَزَلْ ظَاعِناً مِنْ صُلْبٍ إِلى رَحِمٍ فِي تَقادُمٍ مِنَ الأيَّامِ الماضِيَةِ وَالقُرُونِ الخالِيَةِ، لَمْ تُخْرِجْنِي لِرأْفَتِكَ بِي وَلُطْفِكَ لِي وَإِحْسانِكَ إِلَيَّ فِي دَوْلَةِ أَئِمَّةِ الكُفْرِ الَّذِينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، لكِنَّكَ أَخْرَجْتَنِي لِلَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الهُدى الَّذِي لَهُ يَسَّرْتَنِي وَفِيهِ أَنْشَأْتَنِي وَمِنْ قَبْلِ ذلِكَ رَأْفَةً بِي بِجَمِيلِ صُنْعِكَ وَسَوابِغِ نِعَمِكَ، فَابْتَدَعْتَ خَلْقِي مِنْ مَنِيٍّ يُمْنى وَأَسْكَنْتَنِي فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ بَيْنَ لَحْمٍ وَدَمٍ وَجِلْدٍ لَمْ تُشْهِدْنِي خَلْقِي، وَلَمْ تَجْعَلْ إِلَيَّ شَيْئاً مِنْ أَمْرِي ثُمَّ أَخْرَجْتَنِي لِلَّذِي سَبَقَ لِي مِنَ الهُدى إِلى الدُّنْيا تامّاً سَوِيّاً وَحَفَظْتَنِي فِي المَهْدِ طِفْلاً صَبِيّاً، وَرَزَقْتَنِي مِنَ الغِذاءِ لَبَناً مَرِيّاً وَعَطَفْتَ عَلَيَّ قُلُوبَ الحَواضِنِ وَكَفَّلْتَنِي الأُمَّهَاتِ الرَّواحِمَ وَكَلَأْتَنِي مِنْ طَوارِقِ الجانِّ وَسَلَّمْتَنِي مِنَ الزِّيادَةِ وَالنُّقْصانِ، فَتَعالَيْتَ يا رَحيمُ يا رَحْمنُ حَتَّى إِذا اسْتَهْلَلْتُ ناطِقاً بِالكَلامِ أَتْمَمْتَ عَلَيَّ سَوابِغَ الإِنْعَامِ وَرَبَّيْتَنِي زائِداً فِي كُلِّ عامٍ، حَتَّى إِذا اكْتَمَلَتْ فِطْرَتِي وَاعْتَدَلَتْ مِرَّتِي أَوْجَبْتَ عَلَيَّ حُجَّتَكَ بِأَنْ أَلْهَمْتَنِي مَعْرِفَتَكَ وَرَوَّعْتَنِي بِعَجائِبِ حِكْمَتِكَ، وَأيْقَظْتَنِي لِما ذَرَأْتَ فِي سَمائِكَ وَأَرْضِكَ مِنْ بَدائِعِ خَلْقِكَ وَنَبَّهْتَنِي لِشُكْرِكَ وَذِكْرِكَ وَأَوْجَبْتَ عَلَيَّ طاعَتَكَ وَعِبادَتَكَ وَفَهَّمْتَنِي ما جَاءَتْ بِهِ رُسُلُكَ وَيَسَّرْتَ لِي تَقَبُّلَ مَرْضاتِكَ وَمَنَنْتَ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ بِعَوْنِكَ وَلُطْفِكَ. ثُمَّ إِذْ خَلَقْتَنِي

ص: 631

مِنْ خَيْرِ الثَّرى لَمْ تَرْضَ لِي يا إِلهِي نِعْمَةً دُونَ أخرى وَرَزَقْتَنِي مِنْ أَنْواعِ المَعاشِ وَصُنُوفِ الرِّياشِ بِمَنِّكَ العَظِيمِ الأَعْظَمِ عَلَيَّ وَإِحْسانِكَ القَدِيمِ إِليَّ، حَتَّى إِذا أتمَمْتَ عَلَيَّ جَمِيعَ النِّعَمِ وَصَرَفْتَ عَنِّي كُلَّ النِّقَمِ لَمْ يَمْنعْكَ جَهْلِي وَجُرْأَتِي عَلَيْكَ أَنْ دَلَلْتَنِي إِلى ما يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ وَوَفَّقْتَنِي لِما يُزْلِفُنِي لَدَيْكَ، فَإِنْ دَعَوْتُكَ أَجَبْتَنِي وَإِنْ سَأَلْتُكَ أَعْطَيْتَنِي وَإِنْ أَطَعْتُكَ شَكَرْتَنِي وَإِنْ شَكَرْتُكَ زِدْتَنِي؛ كُلُّ ذلِكَ إِكْمالٌ لأنْعُمِكَ عَلَيَّ وَإِحْسانِكَ إِلَيَّ فَسُبْحانَكَ سُبْحانَكَ مِنْ مُبْدٍ مُعِيدٍ حَمِيدٍ مَجِيدٍ وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ وَعَظُمَتْ آلاؤُكَ. فَأَيُّ نِعَمِكَ يا إِلهِي أُحْصِي عَدَداً وَذِكْراً أَمْ أَيُّ عَطاياكَ أَقُومُ بِها شُكْراً؟ وَهِي يا رَبِّ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصِيها العادُّونَ أَوْ يَبْلُغَ عِلْماً بِها الحافِظُونَ، ثُمَّ ما صَرَفْتَ وَدَرَأْتَ عَنِّي اللّهُمَّ مِنَ الضُّرِّ وَالضَّرَّاءِ أَكْثَرُ مِمَّا ظَهَرَ لِي مِنَ العافِيَةِ وَالسَّرَّاءِ، وَأنا أَشْهَدُ يا إِلهِي بِحَقِيقَةِ إِيْمانِي وَعَقْدِ عَزَماتِ يَقِينِي وَخالِصِ صَرِيحِ تَوْحِيدِي وَباطِنِ مَكْنُونِ ضَمِيرِي وَعَلائِقِ مَجارِي نُورِ بَصَرِي وَأَسارِيرِ صَفْحَةِ جَبِينِي وَخُرْقٍ مَسارِبِ نَفْسِي وَخَذارِيفِ مارِنِ عِرْنِينِي وَمَسارِبِ سِماخِ سَمْعِي وَما ضُمَّتْ وَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِ شَفَتايَ وَحَرَكاتِ لَفْظِ لِسانِي وَمَغْرَزِ حَنَكِ فَمِي وَفَكّي وَمَنابِتِ أَضْراسِي وَمَساغِ مَطْعَمِي وَمَشْرَبِي وَحِمالَةِ أُمِّ رَأْسِي وَبُلوغِ فارِغِ حَبَائِلِ عُنُقِي وَما اشْتَمَلَ عَلَيْهِ تامُورُ صَدْرِي وَحَمائِلُ حَبْلِ وَتِينِي وَنِياطُ حِجابِ قَلْبِي وَأَفْلاذُ حَواشِي كَبِدِي وَما حَوَتْهُ شَراسِيفُ أضْلاعِي وَحِقَاقُ مَفاصِلِي وَقَبْضُ عَوامِلِي وَأَطْرافُ أَنامِلِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَشَعْرِي وَبَشَرِي وَعَصَبِي وَقَصَبِي وَعِظامِي وَمُخِّي وَعُرُوقِي وَجَمِيعِ جَوارِحِي وَما انْتَسَجَ

ص: 632

عَلى ذلِكَ أَيّامَ رِضاعِي وَما أَقَلَّتِ الأَرْضُ مِنِّي وَنَوْمِي وَيَقْظَتِي وَسُكُونِي وَحَرَكاتِ رُكُوعِي وَسُجُودِي؛ أَنْ لَوْ حاوَلْتُ وَاجْتَهَدْتُ مَدى الأعْصارِ وَالأحْقابِ لَوْ عُمِّرْتُها أَنْ أُؤَدِّي شُكْرَ وَاحِدَةٍ مِنْ أَنْعُمِكَ ما اسْتَطَعْتُ ذلِكَ إِلاّ بِمَنِّكَ المُوجَبِ عَلَيَّ بِهِ شُكْرُكَ أَبَداً جَدِيداً وَثَناءً طارِفاً عَتِيداً! أَجَلْ، وَلَوْ حَرَصْتُ أَنا وَالعادُّونَ مِنْ أَنامِكَ أَنْ نُحْصِيَ مَدى إِنْعامِكَ سالِفِهِ وَآنِفِهِ ما حَصَرْناهُ عَدَداً وَلا أَحْصَيْناهُ أَمَداً. هَيْهاتَ أَنَّى ذلِكَ وَأَنْتَ المُخْبِرُ فِي كِتابِكَ النَّاطِقِ وَالنَّبَأ الصَّادِقِ: وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوها صَدَقَ كِتابُكَ اللّهُمَّ وَإِنْباؤُكَ، وَبَلَّغَتْ أَنْبِياؤُكَ وَرُسُلُكَ ما أَنْزَلْتَ عَلَيْهِمْ مِنْ وَحْيِكَ وَشَرَعْتَ لَهُمْ وَبِهِمْ مِنْ دِينِكَ غَيْرَ أَنِّي يا إِلهِي أَشْهَدُ بِجُهْدِي وَجِدِّي وَمَبْلَغِ طاعَتِي وَوُسْعِي، وَأَقُولُ مُؤْمِناً مُوقِناً: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً فَيَكُونَ مَوْرُوثاً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي مُلْكِهِ فَيُضادَّهُ فِيما ابْتَدَعَ وَلا وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ فَيُرْفِدَهُ فِيما صَنَعَ، فَسُبْحانَهُ سُبْحانَهُ لَوْ كَانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتا وَتَفَطَّرَتا! سُبْحانَ اللَّهِ الواحِدِ الأحَدِ الصَّمَدِ الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدُ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ، الحَمْدُ للَّهِ حَمْداً يُعادِلُ حَمْدَ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى خِيَرَتِهِ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ المُخْلِصِينَ وَسَلَّمَ .

ثُمَّ اندفع فِي المسألة واجتهد فِي الدّعاء، وَقال وَعيناه سالتا دموعاً:

اللّهُمَّ اجْعَلْنِي أَخْشاكَ كَأَنِّي أَراكَ وَأسْعِدْنِي بِتَقْواكَ وَلا تُشْقِنِي بِمَعْصِيَتِكَ وَخِرْ لِي فِي قَضائِكَ وَبارِكْ لِي فِي قَدَرِكَ حَتَّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ وَلا تَأْخِيرَ ما عَجَّلْتَ، اللّهُمَّ اجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي وَاليَّقِينَ فِي

ص: 633

قَلْبِي وَالإِخْلاَصَ فِي عَمَلِي وَالنُّورَ فِي بَصَرِي وَالبَصِيرَةَ فِي دِينِي وَمَتِّعْنِي بِجَوارِحِي وَاجْعَلْ سَمْعِي وَبَصَرِي الوارِثَيْنِ مِنِّي، وَانْصُرْنِي عَلى مَنْ ظَلَمَنِي وَأَرِنِي فِيهِ ثأري وَمَآرِبِي وَأَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنِي، اللّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتِي وَاسْتُرْ عَوْرَتِي وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي وَاخْسَأْ شَيْطانِي وَفُكَّ رِهانِي وَاجْعَلْ لِي يا إِلهِي الدَّرَجَةَ العُلْيا فِي الآخرةِ وَالأُولى، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ كَما خَلَقْتَنِي فَجَعَلْتَنِي سَمِيعَاً بَصِيراً وَلَكَ الحَمْدُ كَما خَلَقْتَنِي فَجَعَلْتَنِي خَلْقاً سَوِيّاً رَحْمَةً بِي، وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً، رَبِّ بِما بَرَأْتَنِي فَعَدَّلْتَ فِطْرَتِي، رَبِّ بِما أَنْشَأْتَنِي فَأَحْسَنْتَ صُورَتِي، رَبِّ بِما أَحْسَنْتَ إِلَيَّ وَفِي نَفْسِي عافَيْتَنِي، رَبِّ بِما كَلأْتَنِي وَوَفَّقْتَنِي، رَبِّ بِما أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَهَدَيْتَنِي، رَبِّ بِما أَوْلَيْتَنِي وَمِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَعْطَيْتَنِي، رَبِّ بِما أَعْطَيْتَنِي وَسَقَيْتَنِي، رَبِّ بِما أَغْنَيْتَنِي وَاقْنَيْتَنِي، رَبِّ بِما أعنْتَنِي وَأَعْزَزْتَنِي، رَبِّ بِما أَلْبَسْتَنِي مِنْ سِتْرِكَ الصَّافِي وَيَسَّرْتَ لِي مِنْ صُنْعِكَ الكافِي، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِنِّي عَلى بَوائِقِ الدُّهُورِ وَصُرُوفِ اللَّيالِي وَالأيَّامِ وَنَجِّنِي مِنْ أَهْوالِ الدُّنْيا وَكُرُباتِ الآخرةِ وَاكْفِنِي شَرَّ ما يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الأَرْضِ، اللّهُمَّ ما أَخافُ فَاكْفِنِي وَماأَحْذَرُ فَقِنِي وَفِي نَفْسِي وَدِينِي فَاحْرُسْنِي وَفِي سَفَرِي فَاحْفَظْنِي وَفِي أَهْلِي وَمالِي فَاخْلُفْنِي وَفِيما رَزَقْتَنِي فَبارِكْ لِي وَفِي نَفْسِي فَذَلِّلْنِي وَفِي أَعْيُنِ النَّاسِ فَعَظِّمْنِي وَمِنْ شَرِّ الجِنِّ وَالإنْسِ فَسَلِّمْنِي وَبِذُنُوبِي فَلا تَفْضَحْنِي وَبِسَرِيرَتِي فَلا تُخْزِنِي وَبِعَمَلِي فَلا تَبْتَلِنِي وَنِعَمَكَ فَلا تَسْلُبْنِي وَإِلى غَيْرِكَ فَلا تَكِلْنِي إِلهِي إِلى مَنْ تَكِلُنِي إِلى قَرِيبٍ فَيَقْطَعُنِي أَمْ إِلى بَعِيدٍ فَيَتَجَهَّمُنِي أَمْ إِلى المُسْتَضْعِفِينَ لِي وَأَنْتَ رَبِّي وَمَلِيكُ أَمْرِي؟

ص: 634

أَشْكُو إِلَيْكَ غُرْبَتِي وَبُعْدَ دارِي وَهَوانِي عَلى مَنْ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِلهِي فَلا تُحْلِلْ عَلَيَّ غَضَبَك فَإِنْ لَمْ تَكُنْ غَضِبْتَ عَلَيَّ فَلا أُبالِي سُبْحانَكَ غَيْرَ أَنَّ عافِيَتَكَ أَوْسَعُ لِي، فَأَسْأَلُكَ يا رَبِّ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الأَرْضُ وَالسَّماواتُ وَكُشِفَتْ بِهِ الظُّلُماتُ وَصَلُحَ بِهِ أَمْرُ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ أَنْ لا تُمِيتَنِي عَلى غَضَبِكَ وَلا تُنْزِلْ بِي سَخَطَكَ لَكَ العُتْبى لَكَ العُتْبى حَتَّى تَرْضى قَبْلَ ذلِكَ. لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ رَبَّ البَلَدِ الحَرامِ وَالمَشْعَرِ الحَرامِ وَالبَيْتِ العَتِيقِ الَّذِي أَحْلَلْتَهُ البَرَكَةَ وَجَعَلْتَهُ لِلنَّاسِ أَمْناً، يا مَنْ عَفا عَنْ عَظِيمِ الذُّنُوبِ بِحِلْمِهِ يا مَنْ أَسْبَغَ النَّعَماءَ بِفَضْلِهِ يا مَنْ أَعْطى الجَزِيلَ بِكَرَمِهِ يا عُدَّتِي فِي شِدَّتِي يا صاحِبِي فِي وَحْدَتِي يا غِياثِي فِي كُرْبَتِي يا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي يا إِلهِي وَإِلهَ آبائِي إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَرَبَّ جَبْرئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَرَبَّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَآلِهِ المُنْتَجَبِينَ وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالإنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالفُرْقانِ وَمُنْزِلَ كهيعص وَطهَ وَيَس وَالقُرْآنَ الحَكِيم، أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذاهِبُ فِي سَعَتِها وَتَضِيقُ بِيَ الأَرْضُ بِرُحْبِها وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الهالِكِينَ، وَأَنْتَ مُقِيلُ عَثْرَتِي وَلَوْلا سَتْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنْ المَفْضُوحِينَ وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلى أَعْدائِي وَلْولا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَغْلُوبِينَ. يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالسُّمُوِّ وَالرِّفْعَةِ فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَعْتَزُّونَ يا مَنْ جَعَلَتْ لَهُ المُلُوكُ نَيْرَ المَذَلَّةِ عَلى أَعْناقِهِمْ فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الأعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورِ، وَغَيْبَ ما تَأْتِي بِهِ الأزْمِنَةُ وَالدُّهُورِ، يا مَنْ لا يَعْلَمُ كَيْف هُوَ إِلاّ هُوَ يا مَنْ لا يَعْلَمُ ما هُوَ إِلاّ هُوَ يا مَنْ لا يَعْلَمُهُ إِلاّ هُوَ يا مَنْ كَبَسَ

ص: 635

الأَرْضَ عَلى الماءِ وَسَدَّ الهَواءَ بِالسَّماء يا مَنْ لَهُ أَكْرَمُ الأَسْماء، يا ذا المَعْرُوفِ الَّذِي لا يَنْقَطِعُ أَبَداً يا مُقَيِّضَ الرَّكْبِ لِيُوسُفَ فِي البَلَدِ القَفْرِ وَمُخْرِجَهُ مِنْ الجُبِّ وَجاعِلَهُ بَعْدَ العُبُودِيَّةِ مَلِكاً يا رادَّهُ عَلى يَعْقُوبَ بَعْدَ أَنْ ابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الحُزْنُ فَهُوَ كَظِيمٌ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالبَلْوى عَنْ أَيُّوبَ وَمُمْسِكَ يَدَيْ إِبْراهِيمَ عَنْ ذَبْحِ ابْنِهِ بَعْدَ كِبَرِ سِنِّهِ وَفَناءِ عُمُرِهِ، يا مَنِ اسْتَجابَ لِزَكَرِيَّا فَوَهَبَ لَهُ يَحْيى وَلَمْ يَدَعْهُ فَرْداً وَحِيداً، يا مَنْ أَخْرَجَ يُونُسَ مِنْ بَطْنِ الحُوتِ يا مَنْ فَلَقَ البَحْرَ لِبَنِي إِسْرائِيلَ فَأَنْجاهُمْ وَجَعَلَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ مِنَ المُغْرَقِينَ يا مَنْ أَرْسَلَ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ يا مَنْ لَمْ يُعَجِّلْ عَلى مَنْ عَصاهُ مِنْ خَلْقِهِ يا مَنْ اسْتَنْقَذَ السَّحَرَةَ مِنْ بَعْدِ طُولِ الجُحُودِ وَقَدْ غَدَوا فِي نِعْمَتِهِ يَأْكُلُونَ رِزْقَهُ وَيَعْبُدُونَ غَيْرَهُ وَقَدْ حادُّوهُ وَنادُّوهُ وَكَذَّبُوا رُسُلَهُ، يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا بَدِيءُ يا بَدِيعُ لا نِدَّ لك، يا دائِماً لا نَفادَ لَكَ، يا حَيّاً حِينَ لاحَيَّ يا مُحْيِيَ المَوْتى يا مَنْ هُوَ قائِمٌ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ، يا مَنْ قَلَّ لَهُ شُكْرِي فَلَمْ يَحْرِمْنِي وَعَظُمَتْ خَطِيئَتِي فَلَمْ يَفْضَحْنِي وَرَآنِي عَلى المَعاصِي فَلَمْ يَشْهرْنِي يا مَنْ حَفِظَنِي فِي صِغَرِي يا مَنْ رَزَقَنِي فِي كِبَرِي يا مَنْ أَيادِيهِ عِنْدِي لا تُحْصَى وَنِعَمُهُ لا تُجَازَى يا مَنْ عارَضَنِي بِالخَيْرِ وَالإحْسانِ وَعارَضْتُهُ بِالإِساءَةِ وَالعِصْيانِ يا مَنْ هَدانِي للإيمَانِ مِنْ قَبْلِ أَنْ أَعْرِفَ شُكْرَ الاِمْتِنانِ، يا مَنْ دَعَوْتُهُ مَرِيضاً فَشَفانِي وَعُرْياناً فَكَسانِي وَجائِعاً فَأَشْبَعَنِي وَعَطْشاناً فَأَرْوانِي وَذَلِيلاً فَأَعَزَّنِي وَجاهِلاً فَعَرَّفَنِي وَوَحِيداً فَكَثَّرَنِي وَغائِباً فَرَدَّنِي وَمُقِلاًّ فَأَغْنانِي وَمُنْتَصِراً فَنَصَرَنِي وَغَنِيّاً فَلَمْ يَسْلُبْنِي وَأَمْسَكْتُ عَنْ جَمِيعِ ذلِكَ

ص: 636

فَابْتَدَأَنِي؛ فَلَكَ الحَمْدُ وَالشُّكْرُ يا مَنْ أَقالَ عَثْرَتِي وَنَفَّسَ كُرْبَتِي وَأَجابَ دَعْوَتِي وَسَتَرَ عَوْرَتِي وَغَفَرَ ذُنُوبِي وَبَلَّغَنِي طَلَبِي وَنَصَرَنِي عَلى عَدُوِّي، وَإِنْ أَعُدُّ نِعَمَكَ وَمِنَنَكَ وَكَرائِمَ مِنَحِكَ لا أُحْصِيها، يا مَوْلايَ أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ، أَنْتَ الّذِي أَنْعَمْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَحْسَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَجْمَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَفْضَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَكْمَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي رَزَقْتَ، أَنْتَ الَّذِي وَفَّقْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَغْنَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَقْنَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي كَفَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي عَصَمْتَ، أَنْتَ الَّذِي سَتَرْتَ، أَنْتَ الَّذِي غَفَرْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَقَلْتَ، أَنْتَ الَّذِي مَكَّنْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَعَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي عَضَدْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَيَّدْتَ، أَنْتَ الَّذِي نَصَرْتَ، أَنْتَ الَّذِي شَفَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي عافَيْتَ، أَنْتَ الَّذِي أَكْرَمْتَ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ فَلَكَ الحَمْدُ دائِماً وَلَكَ الشُّكْرُ وَاصِباً أَبَداً، ثُمَّ أَنا يا إِلهِي المُعْتَرِفُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْها لِي. أَنا الَّذِي أَسَأْتُ، أَنا الَّذِي أَخْطَأْتُ، أَنا الَّذِي هَمَمْتُ، أَنا الَّذِي جَهِلْتُ، أَنا الَّذِي غَفَلْتُ، أَنا الَّذِي سَهَوْتُ، أَنا الَّذِي أَعْتَمَدْتُ، أَنا الَّذِي تَعَمَّدْتُ، أَنا الَّذِي وَعَدْتُ، أَنا الَّذِي أَخْلَفْتُ، أَنا الَّذِي نَكَثْتُ، أَنا الَّذِي أَقْرَرْتُ، أَنا الِّذِي اعْتَرَفْتُ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَعِنْدِي، وَأَبُوُءُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْها لِي يا مَنْ لا تَضُرُّهُ ذُنُوبُ عِبادِهِ وَهُوَ الغَنِيُّ عَنْ طاعَتِهِمْ وَالمُوَفِّقُ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْهُمْ بِمَعُونَتِهِ وَرَحْمَتِهِ. فَلَكَ الحَمْدُ إِلهِي وَسَيِّدِي أَمَرْتَنِي فَعَصَيْتُكَ وَنَهَيْتَنِي فَارْتَكَبْتُ نَهْيَكَ فَأَصْبَحْتُ لا ذا بَراءةٍ لِي فَأَعْتَذِرُ وَلا ذا قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ فَبِأَيِّ شَيءٍ أَسْتَقْبِلُكَ يا مَوْلايَ أَبِسَمْعِي أَمْ بِبَصَرِي أَمْ بِلِسانِي أَمْ

ص: 637

بِيَدِي أَمْ بِرِجْلِي؟ أَلَيْسَ كُلُّها نِعَمَكَ عِنْدِي وَبِكُلِّها عَصَيْتُكَ يا مَوْلايَ؟ فَلَكَ الحُجَّةُ وَالسَّبِيلُ عَلَيَّ يا مَنْ سَتَرَنِي مِنَ الآباءِ وَالأُمّهاتِ أَنْ يَزْجُرُونِي وَمِنَ العَشائِرِ وَالإِخْوانِ أَنْ يُعَيِّرُونِي وَمِنَ السَّلاطِينِ أَنْ يُعاقِبُونِي، وَلَوْ اطَّلَعُوا يا مَوْلايَ عَلى ما اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنِّي إِذاً ما أَنْظَرُونِي وَلَرَفَضُونِي وَقَطَعُونِي؛ فَها أَنا ذا يا إِلهِي بَيْنَ يَدَيْكَ يا سَيِّدِي خاضِعٌ ذَلِيلٌ حَصِيرٌ فَقِيرٌ لا ذو بَراءةٍ فَأَعْتَذِرُ وَلا ذو قُوَّةٍ فَأَنْتَصِرُ وَلا ذُو حُجَّةٍ فَاحْتَجُّ بِها وَلا قائِلٌ لَمْ اجْتَرِحْ وَلَمْ أَعْمَلْ سُوءاً، وَما عَسى الجُحُودُ وَلَوْ جَحَدْتُ يا مَوْلايَ يَنْفَعُنِي كَيْفَ وَأَنَّى ذلِكَ وَجَوارِحِي كُلُّها شاهِدَةٌ عَلَيَّ بِما قَدْ عَمِلْتُ؟ وَعَلِمْتُ يَقِيناً غَيْرَ ذِي شَكٍّ أَنَّكَ سائِلِي مِنْ عَظائِمِ الأُمُورِ وَأَنَّكَ الحَكَمُ العَدْلُ الَّذِي لا تَجُورُ وَعَدْلُكَ مُهْلِكِي وَمِنْ كُلِّ عَدْلِكَ مَهْرَبِي فَإِنْ تُعَذِّبْنِي يا إِلهِي فَبِذُنُوبِي بَعْدَ حُجَّتِكَ عَلَيَّ وَإِنْ تَعْفُ عَنِّي فَبِحِلْمِكَ وَجُودِكَ وَكَرَمِكَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ المُسْتَغْفِرِينَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ المُوَحِّدِينَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الخائِفِينَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الوَجِلِينَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الرَّاجِينَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الرَّاغِبِينَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ المُهَلِّلِينَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ السَّائِلِينَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ المُسَبِّحِينَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ المُكَبِّرِينَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ رَبِّي وَرَبُّ آبائِيَ الأوّلِينَ. اللّهُمَّ هذا ثَنائِي عَلَيْكَ مُمَجِّداً وَإِخْلاصِي

ص: 638

لِذِكْرِكَ مُوَحِّداً وَإِقْرارِي بآلائِكَ مُعَدِّداً، وَإِنْ كُنْتُ مُقِرّاً أَنِّي لَمْ أُحْصِها لِكَثْرَتِها وَسُبُوغِها وَتَظاهُرِها وَتَقادُمِها إِلى حادِثٍ ما لَمْ تَزَلْ تَتَعَهَّدُنِي بِهِ مَعَها مُنْذُ خَلَقْتَنِي وَبَرَأْتَنِي مِنْ أَوَّلِ العُمرِ مِنَ الإِغْناءِ مِنَ الفَقْرِ وَكَشْفِ الضُّرِّ وَتَسْبِيبِ اليُسْرِ وَدَفْعِ العُسْرِ وَتَفْرِيجِ الكَرْبِ وَالعافِيَةِ فِي البَدَنِ وَالسَّلامَةِ فِي الدِّينِ، وَلَوْ رَفَدَنِي عَلى قَدْرِ نِعْمَتِكَ جَمِيعُ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ما قَدَرْتُ وَلا هُمْ عَلى ذلِكَ، تَقَدَّسْتَ وَتَعالَيْتَ مِنْ رَبٍّ كَرِيمٍ عَظِيمٍ رَحِيمٍ لا تُحْصَى آلاؤُكَ وَلا يُبْلَغُ ثَناؤُكَ وَلا تُكَافَأُ نَعْمَاؤُكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَتْمِمْ عَلْينا نِعَمَكَ وَأَسْعِدْنا بِطاعَتِكَ سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، اللّهُمَّ إِنَّكَ تُجِيبُ المُضْطَرَّ وَتَكْشِفُ السُّوءَ وَتُغِيثُ المَكْرُوبَ وَتُشْفِي السَّقِيمَ وَتُغْنِيَ الفَقِيرَ وَتَجْبُرُ الكَسِيرَ وَتَرْحَمُ الصَّغِيرَ وَتُعِينُ الكَبِيرَ وَلَيْسَ دُونَكَ ظَهِيرٌ وَلا فَوْقَكَ قَدِيرٌ وَأَنْتَ العَلِيُّ الكَبِيرُ، يا مُطْلِقَ المُكَبَّلِ الأسِيرِ يا رازِقَ الطِّفْلِ الصَّغِيرِ يا عِصْمَةَ الخائِفِ المُسْتَجِيرِ يا مَنْ لا شَرِيكَ لَهُ وَلا وَزِيرَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعْطِنِي فِي هذِهِ العَشِيَّةِ أَفْضَلَ ما أَعْطَيْتَ وَأَنَلْتَ أَحَداً مِنَ العالَمِينَ مِنْ عِبادِكَ مِنْ نِعْمَةٍ تُولِيها وَآلاءٍ تُجَدِّدُها وَبَلِيَّةٍ تَصْرِفُها وَكُرْبَةٍ تَكْشِفُها وَدَعْوَةٍ تَسْمَعُها وَحَسَنَةٍ تَتَقَبَّلُها وَسَيِّئَةٍ تَتَغَمَّدُها، إِنَّكَ لَطِيفٌ بِما تَشاءُ خَبِيرٌ وَعَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ إِنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ دُعِيَ وَأَسْرَعُ مَنْ أَجابَ وَأَكْرَمُ مَنْ عَفا وَأَوْسَعُ مَنْ أَعْطى وَأَسْمَعُ مَنْ سُئِلَ يا رَحْمانَ الدُّنْيا وَالآخرةِ وَرَحِيمَهُما لَيْسَ كَمِثْلِكَ مَسْؤولٌ وَلا سِواكَ مَأْمُولٌ، دَعَوْتُكَ فَأَجَبْتَنِي وَسَأَلْتُكَ فَأَعْطَيْتَنِي وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ فَرَحِمْتَنِي وَوَثِقْتُ بِكَ فَنَجَّيْتَنِي وَفَزِعْتُ

ص: 639

إِلَيْكَ فَكَفَيْتَنِي، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَعَلى آلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَجْمَعِينَ وَتَمِّمْ لَنا نَعْماءَكَ وَهَنِّئْنا عَطاءَكَ وَاكْتُبْنا لَكَ شاكِرِينَ وَلآِلائِكَ ذاكِرِينَ آمِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ يا مَنْ مَلَكَ فَقَدَرَ وَقَدَرَ فَقَهَرَ وَعُصِيَ فَسَتَرْ وَاسْتُغْفِرَ فَغَفَرَ، يا غايَةَ الطَّالِبِينَ وَمُنْتَهى أَمَلِ الرَّاجِينَ يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وَوَسِعَ المُسْتَقِيلينَ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَحِلْماً، اللّهُمَّ إِنَّا نَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِي هذِهِ العَشِيَّةِ الَّتِي شَرَّفْتَها وَعَظَّمْتَها بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَأَمِينِكَ عَلى وَحْيِكَ البَشِيرِ النَّذِيرِ السِّراجِ المُنِيرِ الَّذِي أَنْعَمْتَ بِهِ عَلى المُسْلِمِينَ وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ. اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما مُحَمَّدٌ أَهْلٌ لِذلِكَ مِنْكَ يا عَظِيمُ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ المُنْتَجَبِينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ أَجْمَعِينَ وَتَغَمَّدْنا بِعَفْوِكَ عَنّا، فَإِلَيْكَ عَجَّتِ الأصْواتُ بِصُنُوفِ اللُّغاتِ فَاجْعَلْ لَنا اللّهُمَّ فِي هذِهِ العَشِيَّةِ نَصيباً مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ بَيْنَ عِبادِكَ وَنُوراً تَهْدِي بِهِ وَرَحْمَةً تَنْشُرُها وَبَرَكَةً تُنْزِلُها وَعافِيَةً تُجَلِّلُها وَرِزْقاً تَبْسُطُهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ اقْلِبْنا فِي هذا الوَقْتِ مُنْجِحِينَ مُفْلِحِينَ مَبْرُورِينَ غانِمِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ القانِطِينَ وَلا تُخْلِنا مِنْ رَحْمَتِكَ وَلا تَحْرِمْنا ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ فَضْلِكَ وَلا تَجْعَلْنا مِنْ رَحْمَتِكَ مَحْرُومِينَ وَلا لِفَضْلِ ما نُؤَمِّلُهُ مِنْ عَطائِكَ قانِطِينَ وَلا تَرُدَّنا خائِبِينَ وَلا مِنْ بابِكَ مَطْرُودِينَ، يا أجْوَدَ الأجْوَدِينَ وَيا أكْرَمَ الأكْرَمِينَ إِلَيْكَ أَقْبَلْنا مُوقِنِينَ وَلِبَيْتِكَ الحَرامِ آمِّينَ قاصِدِينَ فَأَعِنّا عَلى مَناسِكِنا وَأَكْمِلْ لَنا حَجَّنا وَاعْفُ اللَّهُمَّ عَنّا وَعافِنا فَقَدْ مَدَدْنا إِلَيْكَ أَيْدِينا فَهِيَ بِذِلَّةِ الاِعْتِرافِ مَوْسُومَةٌ، اللّهُمَّ فَأَعْطِنا

ص: 640

فِي هذِهِ العَشِيَّةِ ما سَأَلْناكَ وَاكْفِنا ما اسْتَكْفَيْناكَ فَلا كافِيَ لِنا سِواكَ وَلا رَبَّ لَنا غَيْرُكَ، نافِذٌ فِينا حُكْمُكَ مُحِيطٌ بِنا عِلْمُكَ عَدْلٌ فِينا قَضاؤُكَ اقْضِ لَنا الخَيْرَ وَاجْعَلْنا مِنْ أَهْلِ الخَيْرِ، اللّهُمَّ أَوْجِبْ لَنا بِجُودِكَ عَظِيمَ الأجْرِ وَكَرِيمَ الذُّخْرِ وَدَوامَ اليُسْرِ وَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا أَجْمَعِينَ وَلا تُهْلِكْنا مَعَ الهالِكِينَ وَلا تَصْرِفْ عَنّا رَأْفَتَكَ وَرَحْمَتَكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ اجْعَلْنا فِي هذا الوَقْتِ مِمَّنْ سَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ وَشَكَرَكَ فَزِدْتَهُ وَتابَ إِلَيْكَ فَقَبِلْتَهُ وَتَنَصَّلَ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهُ كُلِّها فَغَفَرْتَها لَهُ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ، اللّهُمَّ وَفِّقْنا وَسَدِّدْنا وَاقْبَلْ تَضَرُّعَنا يا خَيْرَ مَنْ سُئِلْ وَيا أرْحَمَ مَنْ اسْتُرْحِمَ، يا مَنْ لا يَخفى عَلَيْهِ إِغْماضُ الجُفُونِ وَلا لَحْظُ العُيُونِ وَلا ما اسْتَقَرَّ فِي المَكْنُونِ وَلا ما انْطَوَتْ عَلَيْهِ مُضْمَراتُ القُلُوبِ أَلا كُلُّ ذلِكَ قَدْ أَحْصاهُ عِلْمُكَ وَوَسِعَهُ حِلْمُكَ؟ سُبْحانَكَ وَتَعالَيْتَ عَمّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً تُسَبِّحُ لَكَ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالأَرَضونَ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ وَالمَجْدُ وَعُلُوُّ الجَدِّ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ وَالفَضْلِ وَالإنْعامِ وَالأيْادِي الجِسامِ وَأَنْتَ الجَوادُ الكَرِيمُ الرَّؤُوفُ الرَّحِيمُ، اللّهُمَّ أَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الحَلالِ وَعافِنِي فِي بَدَنِي وَدِينِي وَآمِنْ خَوْفِي وَاعْتِقْ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، اللّهُمَّ لا تمْكُرْ بِي وَلا تَسْتَدْرِجْنِي وَلا تَخْدَعْنِي وَادْرَأْ عَنِّي شَرَّ فَسَقَةِ الجِنِّ وَالإنْسِ.

ثم رفع رأسه وبصره إلى السماء وعيناه ماطرتان كأنّهما مزنتان، وقال بصوتٍ عالٍ:

يا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ وَيا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ وَيا أَسْرَعَ الحاسِبِينَ وَيا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ السَّادَةِ المَيامِينَ، وَأَسأَلُكَ اللّهُمَّ

ص: 641

حاجَتِي الَّتِي إِنْ أَعْطَيْتَنِيها لَمْ يَضُرَّنِي ما مَنَعْتَنِي وَإِنْ مَنَعْتَنِيها لَمْ يَنْفَعْنِي ما أَعْطَيْتَنِي؛ أَسأَلُكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ لَكَ المُلْكُ وَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ .

وكان يكرّر قوله: يا رَبِّ، وشغل من حضر ممَّن كانَ حوله عن الدّعاء لأنفسهم وأقبلوا على الاستماع له والتأمين على دعائه، ثم علت أصواتهم بالبكاء معه، وغربت الشمس وأفاض الناس معه.

الخامس عشر: قل في آخر نهار عرفة:

يا رَبِّ إِنَّ ذُنُوبِي لا تَضُرُّكَ وَإِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِي لا تَنْقُصُكَ فَأَعْطِنِي مالا يَنْقُصُكَ وَاغْفِرْ لِي مالا يَضُرُّكَ .

و َقل أيضاً:

اللّهُمَّ لا تَحْرِمْنِي خَيْرَ ما عِنْدَكَ لِشَرِّ ما عِنْدِي فَإِنْ أَنْتَ لَمْ تَرْحَمْنِي بِتَعَبِي وَنَصَبِي فَلا تَحْرِمْنِي أَجْرَ المُصابِ عَلى مُصِيبَتِهِ .

أعمال ليلة العاشرة ليلة عيد الأضحى

الليلة العاشرة : ليلة عيد الأضحى:

وهي ليلة مباركة وهي إحدى اللّيالي الأَرْبع التي يُستحبّ إحياؤها وتفتح فيها أبواب السماء، وفيها اعمال:

الأوّل: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وقد تقدّمت زيارته ليلة عيد الفطر المبارك فهي نفسها يُزار بها ليلة العيدين ص581.

الثاني: قُلْ عشر مرّات: يا دائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ، يا باسِطَ اليَّدِيْنِ بِالعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذا العُلَى فِي هِذِهِ العَشِيَّةِ .

أعمال اليوم العاشر يوم عيد الأضحى

اليوم العاشر: يوم عيد الأضحى المبارك:

وهو يوم ذو شرافة بالغة وأعماله عديدة:

الأوّل: الغُسل وهو سنّة مؤكّدة في هذا اليومِ، وقد أوجبه بعض العلماء.

ص: 642

الثاني: أداء صلاة العيد كما وصفناها في عيد الفطر ولكن يُستحبّ أن يُؤخَّر في هذا اليومِ الإفطار عن الصلاة كما يُستحبّ أن يفطر على لحم الأضحية، وتقدّمت كيفيّة صلاة العيد ص592.

الدّعاء الثامن والأربعون من أدعية الصحيفة بعد صلاة عيد الأضحى

الثالث: قراءة الدّعوات الماثورة قبل صلاة العید وبعدها وهی مذکورة فی کتاب(الاقبال)ومنها الدعاءالثامن والأَرْبعون من الصحيفة الكاملة وهو:

اللَّهُمَّ هَذَا يَوْمٌ مُبَارَكٌ مَيْمُونٌ، والْمُسْلِمُونَ فِيه مُجْتَمِعُونَ فِي أَقْطَارِ أَرْضِكَ، يَشْهَدُ السَّائِلُ مِنْهُمْ والطَّالِبُ والرَّاغِبُ والرَّاهِبُ وأَنْتَ النَّاظِرُ فِي حَوَائِجِهِمْ، فَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ وكَرَمِكَ وهَوَانِ مَا سَأَلْتُكَ عَلَيْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا بِأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ، ولَكَ الْحَمْدَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ الْحَنَّانُ الْمَنَّانُ (ذُو الْجَلالِ والإِكْرامِ)، (بَدِيعُ السَّماواتِ والأَرْضِ)، مَهْمَا قَسَمْتَ بَيْنَ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ خَيْرٍ أَوْ عَافِيَةٍ أَوْ بَرَكَةٍ أَوْ هُدىً أَوْ عَمَلٍ بِطَاعَتِكَ، أَوْ خَيْرٍ تَمُنُّ بِه عَلَيْهِمْ تَهْدِيهِمْ بِه إِلَيْكَ، أَوْ تَرْفَعُ لَهُمْ عِنْدَكَ دَرَجَةً، أَوْ تُعْطِيهِمْ بِه خَيْراً مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا والآخِرَةِ أَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي ونَصِيبِي مِنْه، وأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِأَنَّ لَكَ الْمُلْكَ والْحَمْدَ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ ورَسُولِكَ وحَبِيبِكَ وصِفْوَتِكَ وخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ الأَبْرَارِ الطَّاهِرِينَ الأَخْيَارِ صَلاَةً لاَ يَقْوَى عَلَى إِحْصَائِهَا إِلاَّ أَنْتَ، وأَنْ تُشْرِكَنَا فِي صَالِحِ مَنْ دَعَاكَ فِي هَذَا الْيَوْمِ مِنْ عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ، وأَنْ تَغْفِرَ لَنَا ولَهُمْ، (إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)، اللَّهُمَّ إِلَيْكَ تَعَمَّدْتُ بِحَاجَتِي، وبِكَ أَنْزَلْتُ الْيَوْمَ فَقْرِي وفَاقَتِي ومَسْكَنَتِي، وإِنِّي بِمَغْفِرَتِكَ ورَحْمَتِكَ أَوْثَقُ مِنِّي بِعَمَلِي، ولَمَغْفِرَتُكَ ورَحْمَتُكَ أَوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وتَوَلَّ قَضَاءَ كُلِّ حَاجَةٍ هِيَ لِي

ص: 643

بِقُدْرَتِكَ عَلَيْهَا، وتَيْسِيرِ ذَلِكَ عَلَيْكَ، وبِفَقْرِي إِلَيْكَ، وغِنَاكَ عَنِّي، فَإِنِّي لَمْ أُصِبْ خَيْراً قَطُّ إِلاَّ مِنْكَ، ولَمْ يَصْرِفْ عَنِّي سُوءاً قَطُّ أَحَدٌ غَيْرُكَ، ولاَ أَرْجُو لأَمْرِ آخِرَتِي ودُنْيَايَ سِوَاكَ، اللَّهُمَّ مَنْ تَهَيَّأَ وتَعَبَّأَ وأَعَدَّ واسْتَعَدَّ لِوِفَادَةٍ إِلَى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِه ونَوَافِلِه وطَلَبَ نَيْلِه وجَائِزَتِه، فَإِلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ كَانَتِ الْيَوْمَ تَهْيِئَتِي وتَعْبِئَتِي وإِعْدَادِي واسْتِعْدَادِي رَجَاءَ عَفْوِكَ ورِفْدِكَ وطَلَبَ نَيْلِكَ وجَائِزَتِكَ، اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، ولاَ تُخَيِّبِ الْيَوْمَ ذَلِكَ مِنْ رَجَائِي، يَا مَنْ لاَ يُحْفِيهِ سَائِلٌ ولاَ يَنْقُصُهُ نَائِلٌ، فَإِنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً مِنِّي بِعَمَلٍ صَالِحٍ قَدَّمْتُهُ، ولاَ شَفَاعَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ إِلاَّ شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِه عَلَيْه وعَلَيْهِمْ سَلاَمُكَ، أَتَيْتُكَ مُقِرّاً بِالْجُرْمِ والإِسَاءَةِ إِلَى نَفْسِي، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عَفَوْتَ بِه عَنِ الْخَاطِئِينَ، ثُمَّ لَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوفِهِمْ عَلَى عَظِيمِ الْجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ والْمَغْفِرَةِ، فَيَا مَنْ رَحْمَتُه وَاسِعَةٌ، وعَفْوُهُ عَظِيمٌ، يَا عَظِيمُ يَا عَظِيمُ، يَا كَرِيمُ يَا كَرِيمُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وعُدْ عَلَيَّ بِرَحْمَتِكَ وتَعَطَّفْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ وتَوَسَّعْ عَلَيَّ بِمَغْفِرَتِكَ، اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْمَقَامَ لِخُلَفَائِكَ وأَصْفِيَائِكَ ومَوَاضِعَ أُمَنَائِكَ فِي الدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ الَّتِي اخْتَصَصْتَهُمْ بِهَا قَدِ ابْتَزُّوهَا، وأَنْتَ الْمُقَدِّرُ لِذَلِكَ، لاَ يُغَالَبُ أَمْرُكَ، ولاَ يُجَاوَزُ الْمَحْتُومُ مِنْ تَدْبِيرِكَ كَيْفَ شِئْتَ وأَنَّى شِئْتَ، ولِمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِه غَيْرُ مُتَّهَمٍ عَلَى خَلْقِكَ ولاَ لإِرَادَتِكَ حَتَّى عَادَ صَفْوَتُكَ وخُلَفَاؤُكَ مَغْلُوبِينَ مَقْهُورِينَ مُبْتَزِّينَ، يَرَوْنَ حُكْمَكَ مُبَدَّلاً، وكِتَابَكَ مَنْبُوذاً، وفَرَائِضَكَ مُحَرَّفَةً عَنْ جِهَاتِ أَشْرَاعِكَ، وسُنَنَ نَبِيِّكَ مَتْرُوكَةً، اللَّهُمَّ الْعَنْ أَعْدَاءَهُمْ

ص: 644

مِنَ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ، ومَنْ رَضِيَ بِفِعَالِهِمْ وأَشْيَاعَهُمْ وأَتْبَاعَهُمْ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، كَصَلَوَاتِكَ وبَرَكَاتِكَ وتَحِيَّاتِكَ عَلَى أَصْفِيَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وآلِ إِبْرَاهِيمَ، وعَجِّلِ الْفَرَجَ والرَّوْحَ والنُّصْرَةَ والتَّمْكِينَ والتَّأْيِيدَ لَهُمْ، اللَّهُمَّ واجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ والإِيمَانِ بِكَ، والتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ، والأَئِمَّةِ الَّذِينَ حَتَمْتَ طَاعَتَهُمْ مِمَّنْ يَجْرِي ذَلِكَ بِه وعَلَى يَدَيْه، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ لَيْسَ يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلاَّ حِلْمُكَ، ولاَ يَرُدُّ سَخَطَكَ إِلاَّ عَفْوُكَ، ولا يُجِيرُ مِنْ عِقَابِكَ إِلاَّ رَحْمَتُكَ، ولاَ يُنْجِينِي مِنْكَ إِلاَّ التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ وبَيْنَ يَدَيْكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، وهَبْ لَنَا يَا إِلَهِي مِنْ لَدُنْكَ فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي بِهَا تُحْيِي أَمْوَاتَ الْعِبَادِ، وبِهَا تَنْشُرُ مَيْتَ الْبِلاَدِ، ولاَ تُهْلِكْنِي يَا إِلَهِي غَمّاً حَتَّى تَسْتَجِيبَ لِي، وتُعَرِّفَنِي الإِجَابَةَ فِي دُعَائِي، وأَذِقْنِي طَعْمَ الْعَافِيَةِ إِلَى مُنْتَهَى أَجَلِي، ولاَ تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي، ولاَ تُمَكِّنْه مِنْ عُنُقِي، ولاَ تُسَلِّطْه عَلَيَّ، إِلَهِي إِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي، وإِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي، وإِنْ أَكْرَمْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُهِينُنِي، وإِنْ أَهَنْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يُكْرِمُنِي، وإِنْ عَذَّبْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْحَمُنِي، وإِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ، أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ أَمْرِه، وقَدْ عَلِمْتُ أَنَّه لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ، ولاَ فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ، وإِنَّمَا يَعْجَلُ مَنْ يَخَافُ الْفَوْتَ، وإِنَّمَا يَحْتَاجُ إِلَى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ، وقَدْ تَعَالَيْتَ يَا إِلَهِي عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ، ولاَ تَجْعَلْنِي لِلْبَلاَءِ غَرَضاً، ولاَ لِنَقِمَتِكَ نَصَباً، ومَهِّلْنِي، ونَفِّسْنِي، وأَقِلْنِي عَثْرَتِي، ولاَ

ص: 645

تَبْتَلِيَنِي بِبَلاَءٍ عَلَى أَثَرِ بَلاَءٍ، فَقَدْ تَرَى ضَعْفِي وقِلَّةَ حِيلَتِي وتَضَرُّعِي إِلَيْكَ، أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ الْيَوْمَ مِنْ غَضَبِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وأَعِذْنِي، وأَسْتَجِيرُ بِكَ الْيَوْمَ مِنْ سَخَطِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وأَجِرْنِي، وأَسْأَلُكَ أَمْناً مِنْ عَذَابِكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وآمِنِّي، وأَسْتَهْدِيكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واهْدِنِي، وأَسْتَنْصِرُكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وانْصُرْنِي، وأَسْتَرْحِمُكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وارْحَمْنِي، وأَسْتَكْفِيكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واكْفِنِي، وأَسْتَرْزِقُكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وارْزُقْنِي، وأَسْتَعِينُكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وأَعِنِّي، وأَسْتَغْفِرُكَ لِمَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واغْفِرْ لِي، وأَسْتَعْصِمُكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واعْصِمْنِي، فَإِنِّي لَنْ أَعُودَ لِشَيْءٍ كَرِهْتَهُ مِنِّي إِنْ شِئْتَ ذَلِكَ. يَا رَبِّ يَا رَبِّ، يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ، يَا ذَا الْجَلاَلِ والإِكْرَامِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واسْتَجِبْ لِي جَمِيعَ مَا سَأَلْتُكَ وطَلَبْتُ إِلَيْكَ ورَغِبْتُ فِيه إِلَيْكَ، وأَرِدْهُ وقَدِّرْهُ واقْضِهِ وأَمْضِهِ، وخِرْ لِي فِيمَا تَقْضِي مِنْهُ، وبَارِكْ لِي فِي ذَلِكَ، وتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِه، وأَسْعِدْنِي بِمَا تُعْطِينِي مِنْهُ، وزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ وسَعَةِ مَا عِنْدَكَ، فَإِنَّكَ وَاسِعٌ كَرِيمٌ، وصِلْ ذَلِكَ بِخَيْرِ الآخِرَةِ ونَعِيمِهَا، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثُمَّ تَدْعُو بِما بدا لَكَ، (وتُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ) أَلْفَ مَرَّةٍ.

هَكَذَا كَانَ يَفْعَلُ عَلَيْه السَّلاَمُ.

الرابع: قراءة دعاء الندبة، وقد تقدم ذكره في أعمال يوم الجمعة ص118.

ص: 646

الخامس: التضحية، وهي سُنَّة مؤكدة مذكور تفاصيلها في الرسائل العملية للمراجع العظام.

السادس: أن يكبّر بالتكبيرات الآتية عقيب كلّ فريضة من خمس عَشْرَةَ فريضة، أوّلها فريضة ظهر العيد، وآخرها فريضة فجر اليوم الثالث عشر. هذا لمَن كانَ في مِنى، وأمّا مَن كانَ في سائر البلاد فيكبّر بها عقيب عشر فرائض، تبدأ من فريضة ظهر العيد وتنتهي بفجر اليوم الثاني عشر، والتكبيرات على روايةِ الكافي الصحيحة کما یلی:

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ، اللَّهُ أَكْبَرُ عَلى ما هَدانا اللَّهُ أَكْبَرُ عَلى ما رَزَقَنا مِنْ بَهِيمَةِ الأنْعامِ وَالحَمْدُ للَّهِ عَلى ما أَبْلانا .

ويُستحبّ تكرار هذه التكبيرات عقيب الفرائض ما تيسّر، كما يُستحبّ التكبير بها بعد النّوافل أيضاً.

السابع: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ بما تقدم زيارته به في ليالي القدر ويوم عيد الفطر ص432.

أعمال الليلة الثامنة عشرة ليلة عيد الغدير

الليلة الثامنة عشرة: ليلة عيد الغدير:

وهي ليلة شريفة، روى السيد في (الإقبال) لهذه اللّيلة صلاة وهی:

الأوّل: صلاة اثنتا عشرة ركعة بكيفيّة خاصّة:

وهي لیلة شریفة،يتشهّد بينَ كلِّ ركعتين، ولا يسلّم إلاّ في الركعةِ الأخيرة، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورةَ (التوحيد) عشْرَ مرّاتٍ، وآية (الكرسي) مرّة، فإذا وصلت إلى الركعة الثانية عشرة فاقرأ فيها سورةَ (الحمد) سبع مرّات، وسورةَ (التوحيد) سبع مرّات، ثم اقنت قبل الركوع وقُلْ:

ص: 647

لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

ثم تركع وتسجد وتقول في سجودك عشْرَ مرّاتٍ:

سُبْحَانَ مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عِلْمُهُ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاَّ لَهُ، سُبْحَانَ ذِي المَنِّ وَالنِّعَمِ، سُبْحَانَ ذِي الفَضْلِ وَالطَّوْلِ، سُبْحَانَ ذِي العِزِّ وَالكَرَمِ. أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، وَبِالاسْمِ الأَعْظَمِ وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ وتطلب حاجتك، إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.

الثاني: هذا الدّعاء الذي ذکره السیّد ابن طاووس فی الاقبال:

اللَّهُمَّ إِنَّكَ دَعَوْتَنا إِلَى سَبِيلِ طاعَتِكَ وَطاعَةِ نَبِيّكَ وَوَصِيّهِ وَعِتْرَتِهِ، دُعاءً لَهُ نُورٌ وَضِياءٌ، وَبَهْجَةٌ وَاسْتِينارٌ، فَدَعانا نَبِيُّكَ لِوَصِيّهِ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ، فَوَفَّقْتَنا لِلإِْصابَةِ، وَسَدَّدْتَنا لِلإِجابَةِ لِدُعائِهِ، فَأَنَبْنا إِلَيْكَ بِالإِنابَةِ، وَأَسْلَمْنا لِنَبِيِّكَ قُلُوبَنا، وَلِوَصِيّهِ نُفُوسَنا، وَلِمَا دَعَوْتَنا إِلَيْهِ عُقُولَنا، فَتَمِّم لَنا نُورَكَ يا هَادِيَ الْمُضِلّينَ، أَخْرِجِ النَّصْبَ وَالْبُغْضَ وَالْمُنْكَرَ وَالْغُلُوَّ لأَمِينِكَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ مِنْ قُلُوبِنا وَنُفُوسِنا وَأَلْسِنَتِنا وَهُمُومِنا، وَزِدْنا مِنْ مُوالاتِهِ وَمَحَبَّتِهِ وَمَوَدَّتِهِ لَهُ وَالأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ زِيادَاتٍ لا انْقِطاعَ لَها، وَمُدَّةً لا تَناهِيَ لَها، وَاجْعَلْنا نُعادِي لِوَلِيِّكَ مَنْ ناصَبَهُ، وَنُوَالِي لَهُ مَنْ أَحَبَّهُ، وَنَأْمَلُ بِذلِكَ طاعَتَكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين. اللَّهُمَّ اجْعَلْ عَذابَكَ وَسَخَطَكَ عَلَى مَنْ ناصَبَ وَلِيَّكَ وَجَحَدَ إِمامَتَهُ، وَأَنْكَرَ

ص: 648

وِلايَتَهُ، وَقَدَّمْتَهُ أَيَّامَ فِتْنَتِكَ فِي كُلِّ عَصْرٍ وَزَمانٍ وَأَوانٍ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ بِحَقّ مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ، وَعَلِيٍّ وَلِيِّكَ، وَالأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ حُجَجِكَ، أَثْبِتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ، وَمُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ، مَعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ تَجْمَعُها لِي وَلأَهْلِي وَلِوُلْدِي وَلإِخْوانِي الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

أعمال اليوم الثامن عشر يوم عيد الغدير

اليوم الثامن عشر :يوم عيد الغدير:

وهو عيد اللَّهِ الأكبر وعيد آل محمّد عَلَیْهِمُ السَّلَامُ، وهو أعظم الأعياد، ما بعث اللَّهُ تعالى نبيّاً إِلاّ وهو يعيّد هذا اليوم ويحفظ حرمته، واسم هذا اليوم في السماء يوم العهد المعهود، واسمه في الأَرْض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود. ورُوِي أنّه سُئِلَ الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟ قال: نعم أعظمها حرمة. قال الراوي: وأيُّ عيد هو؟ قال: اليوم الذي نصب فيه رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وقال: مَن كنت مولاه فعلي مولاه، وهو يوم الثامن عشر من ذي الحجّة. قال الراوي وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟ قال: الصيام والعبادة والذكر لمحمّد وآل محمّد عَلَیْهِمُ السَّلَامُ والصلاة عليهم، وأوصى رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ أن يتخذ ذلك اليوم عيداً، وكذلك كانت الأنبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتخذونه عيداً.

وفي حديث أبي نصر البزنطيّ عن الإمام الرضا (صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ) أنّه قال: يا بن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، فإنّ اللَّهَ تبارك وتعالى يغفر لكلّ مؤمن ومؤمنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، وأفضِل على إخوانك في هذا اليومِ، وسُرَّ فيه كلّ مؤمن ومؤمنة، واللَّهِ لو عرف الناس

ص: 649

فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كلِّ يوم عشر مرّات. والخلاصة أن تعظيم هذا اليوم الشريف لازم وأعماله عديدة.

الأوّل: الصوم وهو كفّارة ذنوب ستين سنة. وقد روي أنّ صيامه يعدل صيام الدهر، ويعدل مائة حجّة وعمرة. وهو أحد الأيام الأربعة التي خصّت بالصوم في السنة.

الثاني: الغُسل.

عوذة النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يوم الغدير

الثالث: قال السيد في (الإقبال) فيما نذكره من عوذة تعوّذ بها النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في يوم الغدير، فتعوّذ بها أنت أيضاً قبل شروعك في عمل اليوم المذكور ليكون حرزاً لك من المحذور، وهي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الأَسْمَاءِ، بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الآخِرَةِ والأُولَى، وَرَبِّ الأَرْضِ والسَّمَاءِ، الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسمِهِ كَيْدَ الأَعْدَاءِ، وَبِهَا تُدْفَعُ كُلُّ الأَسْوَاءِ، وَبِالقَسَمِ بِهَا يُكفَى مَنْ اسْتَكْفَى. اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وخَالِقُهُ، وبَارِئُ كُلِّ مَخْلُوقٍ وَرَازِقُهُ، وَمُحصِيَ كُلِّ شَيْءٍ وَعَالِمُهُ، وَكَافِيَ كُلِّ جَبَّارٍ وقَاصِمُهُ، وَمُعِينُ كُلِّ مُتَوَكِّلٍ عَلَيْهِ وَعَاصِمُهُ، وبِرُّ كُلِّ مَخْلُوقٍ وَرَاحِمُهُ، لَيَسَ لَكَ ضِدٌّ فَيُعَانِدُكَ، وَلاَ نِدٌّ فيُقَاوِمُكَ، وَلاَ شَبِيهٌ فَيُعَادِلُكَ، تَعَالَيْتَ عَنْ ذَلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً. اللَّهُمَّ بِكَ اعْتَصَمْتُ وَبِاسْمِكَ تَوَجَّهْتُ وَعَلَيْكَ اعْتَمَدْتُ، يَا خَيْرَ عَاصِمٍ وَأَكْرَمَ رَاحِمٍ وأَحْكَمَ وَأَعْلَمَ عَالِمٍ، مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ عَصَمْتَهُ، ومَنِ اسْتَرْحَمَكَ رَحِمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَكْفَاكَ كَفَيْتَهُ، ومَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ آمَنْتَهُ وَهَدَيْتَهُ، سَمْعَاً لِقَوْلِكَ يَا رَبِّ وَطَاعَةً لِأَمْرِكَ. اللَّهُمَّ أَقُولُ، وبِتَوْفِيقِكَ أَقُولُ، وَعَلَى كِفَايَتِكَ أَعُولُ، وبِقُدْرَتِكَ أَطُولُ، وَبِكَ أَسْتَكْفِي وأَصُولُ، فَاكْفِنِي اللَّهُمَّ

ص: 650

وأَنْقِذنِي وتَولَّنِي واعْصِمْنِي وَعَافِنِي، وامْنَعْ مِنِّي وخُذْ لِي وكُنْ لِي بِعَيْنِكَ وَلاَ تَكُنْ عَليَّ، اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ وإِلَيْكَ أَنَبْتُ وإِلَيْكَ الْمَصِيرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.

زيارات الأمير عَلَيْهِ السَّلَامُ يوم الغدير

الرابع: زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ وينبغي أن يجتهد المرء أينما كان فيحضر عند قبر الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

وقد رويت له عَلَیْهِ السَّلَامُ زيارات ثلاث في هذا اليومِ:

الزيارة الأولى المعروفة بزيارة أمين الله

الزيارة الأولى: زيارة أمين اللَّهِ المعروفة.

ويُزار بها في القرب والبعد، وهي من الزيارات الجامعة المطلقة، وهي كما رُوي بأسناد معتبرة عن جابر عن الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ، ورواها في كامل الزيارات عن الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه زار الإمام زين العابدين عَلَیْهِ السَّلَامُ أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ فوقف عند القبر وبكى وقال:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيَر المُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَحُجَّتَهُ عَلى عِبادِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ جاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ وَاتَّبَعْتَ سُنَنَ نَبِيِّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَتّى دَعاكَ اللَّهُ إِلى جِوارِهِ وَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاخْتِيارِهِ وَأَلْزَمَ أَعْداءَكَ الحُجَّةَ فِي قَتْلِهِمْ إِيَّاكَ مَعَ ما لَكَ مِنَ الحُجَجِ البالِغَةِ عَلى جَمِيعِ خَلْقِهِ، اللّهُمَّ فَاجْعَلْ نَفْسِي مُطْمَئِنَّةً بِقَدَرِكَ راضِيةً بِقَضائِكَ مُولَعَةً بِذِكْرِكَ وَدُعائِكَ مُحِبَّةً لِصَفْوَةِ أَوْلِيائِكَ مَحْبُوبَةً فِي أَرْضِكَ وَسَمائِكَ صابِرَةً عَلى نُزُولِ بَلائِكَ شاكِرَةً لِفَواضِلِ نَعْمائِكَ ذاكِرَةً لِسَوابِغِ آلائِكَ مُشْتاقَةً إِلى فَرْحَةِ لِقائِكَ مُتَزَوِّدَةً التَّقْوى لِيَوْمِ جَزائِكَ مُسْتَنَّةً بِسُنَنِ أَوْلِيائِكَ مُفارِقَةً لاَخْلاقِ أَعْدائِكَ مَشْغُولَةً عَنِ الدُّنْيا بِحَمْدِكَ وَثَنائِكَ .

ص: 651

ثمّ وضع خدّه على القبر وقال:

اللّهُمَّ إِنَّ قُلُوبَ المُخْبِتِينَ إِلَيْكَ والِهَةٌ، وَسُبُلَ الرَّاغِبِينَ إِلَيْكَ شارِعَةٌ، وَأَعْلامَ القاصِدِينَ إِلَيْكَ وَاضِحَةٌ، وَأَفْئِدَةَ العارِفِينَ مِنْكَ فازِعَةٌ، وَأَصْواتَ الدَّاعِينَ إِلَيْكَ صاعِدَةٌ، وَأَبْوابَ الإجابَةِ لَهُمْ مُفَتَّحَةٌ، وَدَعْوَةَ مَنْ ناجاكَ مُسْتَجابَهٌ، وَتَوْبَةَ مَنْ أَنابَ إِلَيْكَ مَقْبُولَةٌ، وَعَبْرَةَ مَنْ بَكى مِنْ خَوْفِكَ مَرْحُومَةٌ، وَالإعانَةَ لِمَنْ اسْتَعانَ بِكَ مَوْجُودَةٌ، وَالإِغاثَةَ لِمَنْ اسْتَغاثَ بِكَ مَبْذُولَةٌ، وَعِداتِكَ لِعِبادِكَ مُنْجَزَهٌ، وَزَلَلَ مَنِ اسْتَقالَكَ مُقالَةٌ، وَأَعْمالَ العامِلِينَ لَدَيْكَ مَحْفُوظَةٌ، وَأَرْزاقَكَ إِلى الخَلائِقِ مِنْ لَدُنْكَ نازِلَةٌ، وَعَوائِدَ المَزِيدِ لَهُمْ مُتَوَاتِرَةٌ، وَذُنُوبَ المُسْتَغْفِرِينَ مَغْفُورَةٌ، وَحَوائِجَ خَلْقِكَ عِنْدَكَ مَقْضِيَّةٌ، وَجَوائِزَ السَّائِلِينَ عِنْدَكَ مَوْفَّرَةٌ، وَعَوائِدَ المَزِيدِ إِلَيْهِمْ وَاصِلَةٌ، وَمَوائِدَ المُسْتَطْعِمِينَ مُعَدَّةٌ، وَمَناهِلَ الظِّماءِ مُتْرَعَةٌ، اللّهُمَّ فَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَاقْبَلْ ثَنائِي، وَأَعْطِنِي جَزَائِي، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَوْلِيائِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ إِنَّكَ وَلِيُّ نَعْمائِي وَمُنْتَهى رَجائِي وَغايَةُ مُنايَ فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ .

أَنْتَ إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ اغْفِرْ لِي وَلِأَوْلِيائِنا وَكُفَّ عَنَّا أَعْداءَنا وَاشْغَلْهُمْ عَنْ أَذانا وَأَظْهِرْ كَلِمَةَ الحَقِّ وَاجْعَلْها العُلْيا وَأدْحِضْ كَلِمَةَ الباطِلِ وَاجْعَلْها السُّفْلى إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

ثم قال الإمام الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ: ما قال هذا الكلام ولا دعا به أحد من شيعتنا عند قبر أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ أو عند قبر أحد الأئمّة عَلَیْهِمُ السَّلَامُ إلاّ رُفع دعاؤه في درج من نور وطُبع عليه بخاتم محمّد صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وكان محفوظاً كذلك حتى يسلم إلى قائم آل محمّد عَلَیْهِ السَّلَامُ، فيلقى صاحبه بالبشرى والتحية والكرامة إن شاء اللَّهُ تعالى.

ص: 652

وهذه الزيارة معدودة من الزيارات المطلقة للأمير عَلَیْهِ السَّلَامُ، كما أنّها عُدَّت من زيارته المخصوصة بيوم الغدير، وهي معدودة أيضاً من الزيارات الجامعة التي يُزار بها في جميع الروضات المقدّسة للأئمّة الطاهرين عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

الزيارة الثانية

الزيارة الثانية:زيارة مرويّة بأسناد معتبرة عن الإمام علي بن محمّد النقي عَلَیْهِ السَّلَامُ،

وقد زار بها عَلَیْهِ السَّلَامُ أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم الغدير في السنة التي أشخصه المعتصم، وصفتها كما يلي:

إذا أردت ذلك فقف على باب القبّة المنوّرة واستأذن، وقال الشيخ الشهيد تغتسل وتلبس أنظف ثيابك وتستأذن وتقول:

اللّهُمَّ إِنِّي وَقَفْتُ عَلى بابٍ مِنْ أَبْوابِ بُيُوتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَقَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ أَنْ يَدْخُلُوا إِلاّ بِإِذْنِهِ فَقُلْتَ: يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هذا المَشْهَدِ الشَّرِيفِ فِي غَيْبَتِهِ كَما أَعْتَقِدُها فِي حَضْرَتِهِ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفاءَكَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أَحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ يَرَوْنَ مَقامِي وَيَسْمَعُونَ كَلامِي وَيَرُدُّونَ سَلامِي، وَأَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلامَهُمْ وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُناجاتِهِمْ وَإِنِّي أَسْتأْذِنُكَ يا رَبِّ أَوَّلاً، وَأَسْتَأْذِنُ رَسُولَكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثانِياً، وَأَسْتَأْذِنُ خَلِيفَتَكَ الإمامَ المُفْرُوضَ عَلَيَّ طاعَتُهُ عَلِيّاً ابن أبي طالب عَلَیْهِ السَّلَامُ وَالمَلائِكَةَ المُوَكَّلِينَ بِهِذِهِ البُقْعَةِ المُبارَكَةِ ثالِثاً، أَأَدْخُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا حُجَّةَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ المُقَرَّبِينَ المُقَيمِينَ فِي هذا المَشْهَدِ، فَأْذَنْ لِي يا مَوْلايَ فِي الدُّخُولِ أَفْضَلَ ما أَذِنْتَ لأحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً لِذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ.

ثم قبل العتبة الشريفة وادخل وقُلْ:

ص: 653

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

ثم ادخل مقدّماً رجلك اليمنى على اليسرى، وامشِ حتى تقف على الضريح واستقبله واجعل القبلة بين كتفيك وقُلْ:

السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ خاتَمِ النَّبِيِّنَ وَسَيِّدِ المُرْسَلِينَ وَصَفْوَةِ رَبِّ العالَمِينَ أَمِينِ اللَّهِ عَلى وَحْيِهِ وَعَزائِمِ أَمْرِهِ وَالخاتِمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِحِ لِما اسْتُقْبِلَ وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ. السَّلامُ عَلى أَنْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدَ الوَصِيِّينَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّنَ وَوَلِيَّ رَبِّ العالَمِينَ وَمَوْلايَ وَمَوْلى المُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ يا أمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَسَفِيرَهُ عَلى خَلْقِهِ وَحُجَّتَهُ البالِغَةَ عَلى عِبادِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا دِينَ اللَّهِ القَوِيمَ وَصِراطَهُ المُسْتَقِيمَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّبَأُ العَظِيمُ الَّذِي هُمْ فِيِهِ مُخْتَلِفُونَ وَعَنْهُ يَسْأَلُونَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، آمَنْتَ بِاللَّهِ وَهُمْ مُشْرِكونَ وَصَدَّقْتَ بِالحَقِّ وَهُمْ مُكَذِّبُونَ وَجاهَدْتَ (في اللَّهِ) وَهُمْ مُحْجِمُونَ (مُجمِحُونَ) وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ؛ أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلى الظَّالِمِينَ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ المُسْلِمِينَ وَيَعْسُوبَ المُؤْمِنِينَ وَإِمامَ المُتَّقِينَ وَقائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَخُو رَسُولِ اللَّهِ وَوَصِيُّهُ وَوارِثُ عِلْمِهِ وَأَمِينُهُ عَلى شَرْعِهِ وَخَلِيفَتُهُ فِي أُمَّتِهِ وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ

ص: 654

بِاللَّهِ وَصَدَّقَ بِما أُنْزِلَ عَلى نَبِيِّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنِ اللَّهِ ما أَنْزَلَهُ فِيكَ، فَصَدَعَ بِأَمْرِهِ وَأَوْجَبَ عَلى أُمَّتِهِ فَرْضَ طاعَتِكَ وَوِلايَتِكَ وَعَقَدَ عَلَيْهِمُ البَيْعَةَ لَكَ وَجَعَلَكَ أَوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفِسِهِمْ كَما جَعَلَهُ اللَّهُ كَذلِكَ، ثُمَّ أَشْهَدَ اللَّهَ تَعالى عَلَيْهِمْ فَقالَ: أَلَسْتُ قَدْ بَلَّغْتُ؟ فَقالُوا: اللّهُمَّ بَلى، فَقالَ: اللّهُمَّ أَشْهَدْ وَكَفى بِكَ شَهِيداً وَحاكِماً بَيْنَ العِبادِ فَلَعَنَ اللَّهُ جاحِدَ وِلايَتِكَ بَعْدَ الإقْرارِ وَناكِثَ عَهْدِكَ بَعْدَ المِيثاقِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ تَعالى وَأَنَّ اللَّهَ تَعالى مُوفٍ لَكَ بِعَهْدِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهِ اللَّهَ فَسَيُؤْتيهِ أجراً عَظِيماً، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ الحَقُّ الَّذِي نَطَقَ بِولايَتِكَ التَّنْزِيلُ وَأَخَذَ لَكَ العَهْدَ عَلى الأُمَّةِ بِذلِكَ الرَّسُولُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَعَمَّكَ وَأَخاكَ الَّذِينَ تاجَرْتُمُ اللَّهَ بِنُفُوسِكُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيكُمْ: إِنَّ اللَّهَ اشْتَرى مِنَ المُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الجَنَّةَ يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ وَالقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بايَعْتُمْ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ التَّائِبُونَ العابِدُونَ الحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالمَعْرُوفِ النَّاهُونَ عَنِ المُنْكَرِ وَالحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ وَبَشِّرِ المُؤْمِنِين. أَشْهَدُ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَنَّ الشَّاكَّ فِيكَ ما آمَنَ بِالرَّسُولِ الأَمِينِ وَأَنَّ العادِلَ بِكَ غَيْرَكَ عانِدٌ عَنِ الدِّينِ القَوِيمِ الَّذِي ارْتَضاهُ لَنا رَبُّ العالَمِينَ وَأَكْمَلَهُ بِوِلايَتِكَ يَوْمَ الغَدِيرِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ المَعْنِيُّ بِقَوْلِ العَزِيزِ الرَّحِيمِ وَأَنَّ هذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ

ص: 655

سَبِيلِهِ؛ ضَلَّ وَاللَّهِ وَأَضَلَّ مِنْ اتَّبَعَ سِواكَ وَعَنَدَ عَنِ الحَقِّ مَنْ عاداكَ، اللّهُمَّ سَمِعْنا لأمْرِكَ وَأَطَعْنا وَاتَّبَعْنا صِراطَكَ المُسْتَقِيمَ فَاهْدِنا رَبَّنا وَلا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا إِلى طاعَتِكَ وَاجْعَلْنا مِنَ الشَّاكِرِينَ لَأَنْعُمِكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَزَلْ لِلْهَوى مُخالِفاً، وَلِلْتُقى مُحالِفاً، وَعَلى كَظْمِ الغَيْظِ قادِراً، وَعَنِ النَّاسِ غافِراً عافِياً، وَإِذا عُصيَ اللَّهُ ساخِطاً، وَإِذا أُطِيعَ اللَّهُ راضِياً، وَبِما عَهِدَ إِلَيْكَ عامِلاً، راعِياً لِما اسْتُحْفِظْتَ، حافِظاً لِما اسْتُودِعْتَ، مُبَلِّغاً ما حُمِّلْتَ، مُنْتَظِراً ما وُعِدْتَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ ما اتَّقَيْتَ ضارِعاً وَلا أَمْسَكْتَ عَنْ حَقِّكَ جازِعاً وَلا أَحْجَمْتَ عَنْ مُجاهَدَةِ غاصِبِيكَ (عَاصِيكَ) ناكِلاً وَلا أَظْهَرْتَ الرِّضى بِخِلافِ ما يُرْضِي اللَّهَ مُداهِناً وَلا وَهَنْتَ لِما أَصابَكَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا ضَعُفْتَ وَلا اسْتَكَنْتَ عَنْ طَلَبِ حَقِّكَ مُراقِباً، مَعاذَ اللَّهِ أَنْ تَكُونَ كَذلِكَ بَلْ إِذْ ظُلِمْتَ احْتَسَبْتَ رَبَّكَ وَفَوَّضْتَ إِلَيْهِ أَمْرَكَ وَذَكَّرْتَهُمْ فَما ذَكَرُوا وَوَعَظْتَهُمْ فَما اتَّعَظُوا وَخَوَّفْتَهُمُ اللَّهَ فَما تَخَوَّفُوا، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ جاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى دَعاكَ اللَّهُ إِلى جِوارِهِ وَقَبَضَكَ إِلَيْهِ بِاْخِتيارِهِ وَأَلْزَمَ أَعْداءَكَ الحُجَّةَ بِقَتْلِهِمْ إِيَّاكَ لِتَكُونَ الحُجَّةُ لَكَ عَلَيْهِمْ مَعَ مالَكَ مِنَ الحُجَجِ البالِغَةِ عَلى جَمِيعِ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ صابِراً وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ وَعَمِلْتَ بِكِتابِهِ، وَاتَّبَعْتَ سُنَّةَ نَبِيِّهِ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ ما اسْتَطَعْتَ مُبْتَغِياً مَرْضَاةَ ما عِنْدَ اللَّهِ، راغِباً فِيما وَعَدَ اللَّهُ، لا تَحْفِلُ بِالنَّوائِبِ، وَلاتَهِنُ عِنْدَ الشَّدائِدِ، وَلا

ص: 656

تَحْجُمُ عَنْ مُحارِبٍ؛ أَفِكَ مَنْ نَسَبَ غَيْرَ ذلِكَ إِلَيْكَ وَافْتَرى باطِلاً عَلَيْكَ وَأَوْلى لِمَنْ عَنَدَ عَنْكَ، لَقَدْ جاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الجِهادِ وَصَبَرْتَ عَلى الأذى صَبْرَ احْتِسابٍ وَأَنْتَ أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَصَلّى لَهُ وَجاهَدَ وَأَبْدى صَفْحَتَهُ فِي دارِ الشِّرْكِ، وَالأَرضُ مَشْحُونَةٌ ضَلالَةً وَالشَّيْطانُ يُعْبَدُ جَهْرَةً وَأَنْتَ القائِلُ: لا تَزِيدُنِي كَثْرَةُ النَّاسِ حَوْلِي عِزَّةً وَلا تَفَرُّقَهُمْ عَنِّي وَحْشَةً وَلَوْ أَسْلَمَنِي النَّاسُ جَميعاً لَمْ أَكُنْ مُتَضَرِّعاً. اعْتَصَمْتَ بِاللَّهِ فَعَزَزْتَ وَآثَرْتَ الآخِرَةَ عَلى الأُولى فَزَهِدْتَ وَأَيَّدَكَ اللَّهُ وَهَداكَ وَأَخْلَصَكَ وَاجْتَباكَ فَما تَناقَضَتْ أَفْعالُكَ وَلا اخْتَلَفَتْ أَقْوالُكَ وَلا تَقَلَّبَتْ أَحْوالُكَ وَلا ادَّعَيْتَ وَلا افْتَرَيْتَ عَلَى اللَّهِ كَذِباً، وَلا شَرِهْتَ إِلى الحُطامِ وَلا دَنَّسَكَ الآثامُ، وَلَمْ تَزَلْ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَيَقِينٍ مِنْ أَمْرِكَ تَهْدِي إِلى الحَقِّ وَإِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ. أَشْهَدُ شَهادَةَ حَقٍّ وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ قَسَمَ صِدْقٍ أَنَّ مُحَمَّداً وَآلَهُ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ ساداتُ الخَلْقِ، وَأَنَّكَ مَوْلايَ وَمَولى المُؤْمِنِينَ وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَوَلِيُّهِ وَأَخُو الرَّسُولِ وَوَصِيُّهِ وَوارِثُهِ وَأَنَّهُ القائِلُ لَكَ: وَالَّذي بَعَثَنِي بِالحَقِّ ما آمَنَ بِي مَنْ كَفَرَ بِكَ وَلا أَقَرَّ بِاللَّهِ مَنْ جَحَدَكَ وَقَدْ ضَلَّ مَنْ صَدَّ عَنْكَ وَلَمْ يَهْتَدِ إِلَى اللَّهِ تَعالَى وَلا إِليَّ مَنْ لا يَهْتَدِي بِكَ، وَهُوَ قَوْلُ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدى إِلى وَلايَتِكَ. مَوْلايَ فَضْلُكَ لا يَخْفى وَنُورُكَ لا يُطْفأُ، وَأَنَّ مَنْ جَحَدَكَ الظَّلُومُ الأشْقى مَوْلايَ أَنْتَ الحُجَّةُ عَلى العِبادِ وَالهادِي إِلى الرَّشادِ وَالعُدَّةُ لِلْمَعادِ، مَوْلايَ لَقَدْ رَفَعَ اللَّهُ فِي الأُولى مَنْزِلَتَكَ وَأَعْلى فِي الآخِرةِ دَرَجَتَكَ وَبَصَّرَكَ ما عَمِيَ عَلى مَنْ

ص: 657

خالَفَكَ وَحالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مواهِبِ اللَّهِ لَكَ، فَلَعَنَ اللَّهُ مُسْتَحِلِّي الحُرْمَةِ مِنْكَ وَذائِدِي الحَقِّ عَنْكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ الأَخْسَرُونَ الَّذِينَ تَلْفَحُ وَجُوهَهَمُ النَّارُ وَهُمْ فِيها كالِحُونَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ ما أَقْدَمْتَ وَلا أَحْجَمْتَ وَلا نَطَقْتَ وَلا أَمْسَكْتَ إِلاّ بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ؛ قُلْتَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ نَظَرَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدُماً فَقالَ: يا عَلِيُّ، أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارونَ مِنْ مُوسى، إِلاّ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَأُعْلِمُكَ أَنَّ مَوْتَكَ وَحَياتَكَ مَعِي وَعَلى سُنَّتِي. فَوَاللَّهِ ما كَذِبْتُ وَلا كُذِّبْتُ وَلا ضَلَلْتُ وَلا ضُلَّ بِي وَلا نَسِيتُ ما عَهِدَ إِلَيَّ رَبِّي وَإِنِّي لَعَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي بَيَّنَها لِنَبِيِّهِ وَبَيَّنَها النَّبِيُّ لِي، وَإِنِّي لَعَلى الطَّرِيقِ الواضِحِ أَلْفُظُهُ لَفْظاً. صَدَقْتَ وَاللَّهِ وَقُلْتَ الحَقَّ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ساواكَ بِمَنْ ناواكَ وَاللَّهُ جَلَّ اسْمُهُ يَقُولُ: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ. فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ عَدَلَ بِكَ مَنْ فَرَضَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلايَتَكَ وَأَنْتَ وَلُيُّ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ وَالذَّابُّ عَنْ دِينِهِ وَالَّذِي نَطَقَ القُرْآنُ بِتَفْضِيلِهِ؛ قالَ اللَّهُ تَعالى: وَفَضَّلَ اللَّهُ المُجاهِدِينَ عَلى القاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً دَرَجاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً وَقالَ اللَّهُ تَعالى: أَجَعَلْتُمْ سِقايَةَ الحاجِّ وَعِمارَةَ المَسْجِدِ الحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَاليَّوْمِ الآخِرِ وَجاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوونَ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ؛ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولئِكَ هُمُ الفائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيها نَعِيمٌ مُقِيمٌ خالِدِينَ فِيها أَبَداً إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ أَشْهَدُ أَنَّكَ المَخْصُوصُ

ص: 658

بِمِدْحَةِ اللَّهِ المُخْلِصُ لِطاعَةِ اللَّهِ لَمْ تَبْغِ بِالهُدىْ بَدَلاً وَلَمْ تُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّكَ أَحَداً، وَأَنَّ اللَّهَ تَعالى اسْتَجابَ لِنَبِيِّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِيكَ دَعْوَتَهُ ثُمَّ أَمَرَهُ بِإِظْهارِ ما أَوْلاكَ لأُمَّتِهِ إِعْلاءً لِشَأْنِكَ وَإِعْلاناً لِبُرْهانِكَ وَدَحْضاً لِلأَباطِيلِ وَقَطْعاً لِلْمَعاذِيرِ، فَلَمّا أشْفَقَ مِنْ فِتْنَةِ الفاسِقِينَ وَاتَّقى فِيكَ المُنافِقِينَ أَوْحى إِلَيْهِ رَبُّ العالَمِينَ: يا أيُّها الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ؛ فَوَضَعَ عَلى نَفْسِهِ أوْزارَ المَسِيرِ وَنَهَضَ فِي رَمْضاءِ الهَجِيرِ فَخَطَبَ وَأَسْمَعَ وَنادى فَأَبْلَغَ، ثُمَّ سَأَلَهُمْ أَجْمَعَ فَقالَ: هَلْ بَلَّغْتُ؟ فَقالوا: اللّهُمَّ بَلى، فَقالَ: اللّهُمَّ اشْهَدْ. ثُمَّ قالَ: أَلَسْتُ أَوْلى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ؟ فَقالوا: بَلى، فَأَخَذَ بَيَدِكَ وَقالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَهذا عَلِيٌّ مَولاهُ، اللّهُمَّ والِ مَنْ وَالاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ. فَما آمَنَ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ عَلى نَبِيِّهِ إِلاّ قَلِيلٌ وَلا زادَ أَكْثَرَهُمْ غَيْرَ تَخْسِيرٍ، وَلَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعالى فِيكَ مِنْ قَبْلُ وَهُمْ كارِهُونَ: يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلى الكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ إِنَّما وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الغالِبُونَ؛ رَبَّنا آمَنّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ؛ رَبَّنا لاتُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. اللّهُمَّ إِنَّا نَعْلَمُ أَنَّ

ص: 659

هذا هُوَ الحَقُّ مِنْ عِنْدِكَ فَالعَنْ مَنْ عارَضَهُ وَاسْتَكْبَرَ وَكَذَّبَ بِهِ وَكَفَرَ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدَ الوَصِيِّينَ وَأَوَّلَ العابِدِينَ وَأَزْهَدَ الزَّاهِدِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَصَلَواتُهُ وَتَحِياتُهُ، أَنْتَ مُطْعِمُ الطَّعامِ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً لِوَجْهِ اللَّهِ لا تُرِيدُ مِنْهُمْ جَزاءً وَلا شُكُوراً، وَفِيكَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعالى: وَيُؤْثِرُونَ عَلى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ، وَأَنْتَ الكاظِمُ لِلْغَيْظِ وَالعافِي عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ، وَأَنْتَ الصَّابِرُ فِي البَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ البَأْسِ وَأَنْتَ القاسِمُ بِالسَّوِيَّةِ وَالعادِلُ فِي الرَّعِيَّةِ وَالعالِمُ بِحُدُودِ اللَّهِ مِنْ جَمِيعِ البَرِيَّةِ، وَاللَّهُ تَعالى أَخْبَرَ عَمَّا أَوْلاكَ مِنْ فَضْلِهِ بِقَوْلِهِ: أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ؛ أَمّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ المَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ؛ وَأَنْتَ المَخْصُوصُ بِعِلْمِ التَّنْزِيلِ وَحُكْمِ التَّأْوِيلِ وَنَصِّ الرَّسُولِ، وَلَكَ المَواقِفُ المَشْهُودَةُ وَالمَقاماتُ المَشْهُورَةُ وَالأيَّامُ المَذْكُورَةُ يَوْمَ بَدْرٍ وَيَوْمَ الأَحْزابِ، إِذْ زاغَتِ الأَبْصارُ وَبَلَغَتِ القُلُوبُ الحَناجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونا، هُنالِكَ ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزالاً شَدِيداً، وَإذْ يَقُولُ المُنافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ ما وَعَدَنا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلاّ غُرُوراً، وَإِذْ قالَتْ طائِفَةٌ مِنْهُمْ يا أهْلَ يَثْرِبَ لا مُقامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ النَّبِيَّ يَقُولُونَ: إِنَّ بُيُوتَنا عَوْرَةٌ وَما هِي بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلاّ فِراراً، وَقالَ اللَّهُ تَعالى: وَلَمَّا رَأَى المُؤْمِنُونَ الأحْزابَ قالُوا هذا ما وَعَدَنا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ

ص: 660

اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَما زادَهُمْ إِلاّ إِيْماناً وَتَسْلِيماً، فَقَتلْتَ عَمْرَهُمْ وَهَزَمْتَ جَمْعَهُمْ وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنالُوا خَيْراً وَكَفى اللَّهُ المُؤْمِنِينَ القِتالَ، وَكانَ اللَّهُ قَوِياً عَزِيزاً. وَيَوْمَ أُحُدٍ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُوْنَ عَلى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْراكُمْ وَأَنْتَ تَذُودُ بِهِمُ المُشْرِكينَ عَنِ النَّبِيَّ ذاتَ اليَمِينِ وَذاتَ الشِّمالِ حَتّى رَدَّهُمُ اللَّهُ تَعالى عَنْكُما خائِفِينَ وَنَصَرَ بِكَ الخاذِلِينَ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ عَلى ما نَطَقَ بِهِ التَّنْزِيلُ، إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئاً وَضاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرينَ ثُمَّ أَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلى رَسُولِهِ وَعَلى المُؤْمِنِينَ، وَالمُؤْمِنُونَ أَنْتَ وَمَنْ يَلِيكَ، وَعَمُّكَ العَبَّاسُ يُنادِي المُنْهَزِمِينَ: يا أصْحابَ سُورَةِ البَقَرَةِ، يا أهْلَ بَيْعَةِ الشَّجَرَةِ، حَتّى اسْتَجابَ لَهُ قَوْمٌ قَدْ كَفَيْتَهُمُ المُؤُونَةَ وَتَكَلَّفْتَ دُونَهُمُ المَعُونَةَ فَعادُوا آيِسِينَ مِنَ المَثُوبَةِ راجِينَ وَعْدَ اللَّهِ تعالى بِالتَّوْبَةِ وَذلِكَ قَوْلُ اللَّهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ عَلى مَنْ يَشاءُ؛ وَأَنْتَ حائِزٌ دَرَجَةَ الصَّبْرِ فائِزٌ بِعَظِيمِ الأَجْرِ، وَيَوْمَ خَيْبَرَ إِذْ أَظْهَرَ اللَّهُ خَوَرَ المُنافِقِينَ وَقَطَعَ دابِرَ الكافِرِينَ وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، وَلَقَدْ كانُوا عاهَدُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ لا يُوَلُّونَ الأَدْبارَ وَكانَ عَهْدُ اللَّهِ مَسْؤولاً. مَوْلايَ أَنْتَ الحُجَّةُ البالِغَةُ وَالمَحَجَّةُ الواضِحَةُ وَالنِّعْمَةُ السابِغَةُ وَالبُرْهانُ المُنِيرُ فَهَنِيئاً لَكَ بِما أَتاكَ اللَّهُ مِنْ فَضْلٍ وَتَبّاً لِشانِئِكَ ذِي الجَهْلِ، شَهِدْتَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ جَمِيعَ حُروبِهِ وَمَغازِيهِ تَحْمِلُ الرَّايَةَ أَمامَهُ وَتَضْرِبُ بِالسَّيْفِ قُدَّامَهُ، ثُمَّ لِحَزْمِكَ المَشْهُورِ وَبَصِيرَتِكَ فِي الأُمورِ أَمَّرَكَ فِي المَواطِنِ وَلَمْ يَكُنْ

ص: 661

عَلَيْكَ أَمِيرٌ. وَكَمْ مِنْ أَمْرٍ صَدَّكَ عَنْ إِمْضاءِ عَزْمِكَ فِيهِ التُّقى وَاتَّبَعَ غَيْرُكَ فِي مِثْلِهِ الهَوى فَظَنَّ الجاهِلُونَ أَنَّكَ عَجَزْتَ عَمَّا إِلَيْهِ انْتَهى، ضَلَّ وَاللَّهِ الظَّانُّ لِذلِكَ وَما اهْتَدى وَلَقَدْ أَوْضَحْتَ ما أَشْكَلَ مِنْ ذلِكَ لِمَنْ تَوَهَّمَ وَامْتَرى بِقَوْلِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ: قَدْ يَرى الحُوَّلُ القُلَّبُ وَجْهَ الحِيلَةِ وَدُونَها حاجِزٌ مِنْ تَقْوى اللَّهِ فَيَدَعُها رَأْيَ العَيْنِ وَيَنْتَهِزُ فُرْصَتَها مَنْ لا حَرِيجَةَ لَهُ فِي الدِّينِ؛ صَدَقْتَ وَخَسِرَ المُبْطِلُونَ. وَإِذْ ماكَرَكَ الناكِثانِ فَقالا: نُرِيدُ العُمْرَةَ! فَقُلْتَ لَهُما: لَعَمْرُكُما ما تُرِيدانِ العُمْرَةَ لكِنْ تُرِيدانِ الغَدْرَةَ، فَأَخَذْتَ البَيْعَةَ عَلَيْهِما وَجَدَّدْتَ المِيثاقَ فَجَدَّا فِي النِّفاقِ، فَلَمَّا نَبَّهْتَهُما عَلى فِعْلِهِما أَغْفَلا وَعادا وَما انْتَفَعا وَكانَ عاقِبَةُ أَمْرِهِما خُسْراً. ثُمَّ تَلاهُما أَهْلُ الشَّامِ فَسِرْتَ إِلَيْهِمْ بَعْدَ الإِعْذارِ وَهُمْ لا يَدِينُونَ دِينَ الحَقِّ وَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ هَمَجٌ رُعاعٌ ضالُّونَ وَبِالَّذِي أُنْزِلَ عَلى مُحَمَّدٍ فِيْكَ كافِرُونَ وَلأِهْلِ الخِلافِ عَلَيْكَ ناصِرُونَ، وَقَدْ أَمَرَ اللَّهُ تَعالى بِاتِّباعِكَ وَنَدَبَ المُؤْمِنِينَ إِلى نَصْرِكَ، وَقالَ عَزَّوَجَلَّ: يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ. مَوْلايَ بِكَ ظَهَرَ الحَقُّ وَقَدْ نَبَذَهُ الخَلْقُ وَأَوْضَحْتَ السُّنَنَ بَعْدَ الدُّرُوسِ وَالطَّمْسِ فَلَكَ سابِقَةُ الجِهادِ عَلى تَصْدِيقِ التَّنْزِيلِ وَلَكَ فَضِيلَةُ الجِهادِ عَلى تَحْقِيقِ التَّأْوِيلِ. وَعَدُوُّكَ عَدُوُّ اللَّهِ جاحِدٌ لِرَسُولِ اللَّهِ يَدْعُو باطِلاً وَيَحْكُمُ جائِراً وَيَتَأَمَّرُ غاضِباً وَيَدْعُو حِزْبَهُ إِلى النَّارِ، وَعَمَّارُ يُجاهِدُ وَيُنادِي بَيْنَ الصَّفَّيْنِ الرَّواحَ الرَّواحَ إِلى الجَنَّةِ وَلَمّا اسْتَسْقَى فَسُقِيَ اللَّبَنَ كَبَّرَ، وَقالَ: قالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: آخِرُ شَرابِكَ مِنَ الدُّنْيا ضَياحٌ مِنْ لَبَنٍ وَتَقْتُلُكَ الفِئَةُ الباغِيَةُ،

ص: 662

فَاعْتَرَضَهُ أَبُو العادِيَةِ الفَزارِيِّ فَقَتَلَهُ؛ فَعَلى أَبِي العادِيَةِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَلَعْنَةُ مَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ أجْمَعِينَ، وَعَلى مَنْ سَلَّ سَيْفَهُ عَلَيْكَ وَسَلَلْتَ سَيْفَكَ عَلَيْهِ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ مِنْ المُشْرِكِينَ وَالمُنافِقِينَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ، وَعَلى مَنْ رَضِيَ بِما ساءَكَ وَلَمْ يَكْرَهْهُ وَأَغْمَضَ عَيْنَهُ وَلَمْ يُنْكِرْ، أَوْ أَعانَ عَلَيْكَ بِيَدٍ أَوْ لِسانٍ أوْ قَعَدَ عَنْ نَصْرِكَ أوْ خَذَّلَ عَنِ الجِهادِ مَعَكَ أوْ غَمَطَ فَضْلَكَ وَجَحَدَ حَقَّكَ أوْ عَدَلَ بِكَ مَنْ جَعَلَكَ اللَّهُ أَوْلى بِهِ مِنْ نَفْسِهِ، وَصَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَسَلامُهُ وَتَحِيَّاتُهُ وَعَلى الأَئِمَّةِ مِنْ آلِكَ الطَّاِهرِينَ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. وَالأمْرُ الأَعْجَبُ وَالخَطْبُ الأفْظَعُ بَعْدَ جَحْدِكَ حَقَّكَ غَصْبُ الصِّدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ النِّساءِ فَدَكاً وَرَدُّ شَهادَتِكَ وَشَهادَةِ السَّيِّدَيْنِ سُلالَتِكَ وَعِتْرَةِ أَخِيكَ المُصْطَفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمْ، وَقَدْ أَعْلى اللَّهُ تَعالى عَلى الأُمَّةِ دَرَجَتَكُمْ وَرَفَعَ مَنْزِلَتَكُمْ وَأَبانَ فَضْلَكُمْ وَشَرَّفَكُمْ عَلى العالَمِينَ، فَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً قالَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ: إِنَّ الإنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإِذا مَسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً إِلاّ المُصَلِّينَ، فَاسْتَثْنى اللَّهُ تَعالى نَبِيَّهُ المُصْطَفى وَأَنْتَ يا سَيِّدَ الأَوْصِياءِ مِنْ جَمِيعِ الخَلْقِ فَما أَعْمَهَ مَنْ ظَلَمَكَ عَنِ الحَقِّ! ثُمَّ أَفْرَضُوكَ سَهْمَ ذِي القُرْبى مَكْراً وَأَحادُوهُ عَنْ أَهْلِهِ جَوْراً، فَلَمّا آلَ الأمْرُ إِلَيْكَ أَجْرَيْتَهُمْ عَلى ما أَجْرَيا رَغْبَةً عَنْهُما بِما عِنْدَ اللَّهِ لَكَ فَأَشْبَهَتْ مِحْنَتُكَ بِهِما مِحَنَ الأَنْبِياءِ عَلَیْهِ السَّلَامُ عِنْدَ الوَحْدَةِ وَعَدَمِ الأَنْصارِ، وَأَشْبَهْتَ فِي البِياتِ عَلى الفِراشِ الذَّبِيحَ عَلَیهِ السَّلَامُ إِذْ أَجَبْتَ كَما أَجابَ وَأَطَعْتَ كَما أَطاعَ إسْماعِيلُ صابِراً مُحْتَسِباً، إِذْ قالَ لَهُ: يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى

ص: 663

فِي المَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ماذا تَرى قالَ يا أبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّاِبِرينَ؛ وَكَذلِكَ أَنْتَ لَمّا أَباتَكَ النَّبِيُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَأَمَرَكَ أَنْ تَضْجَعَ فِي مَرْقَدِهِ وَاقِياً لَهُ بِنَفْسِكَ أَسْرَعْتَ إِلى إِجابَتِهِ مُطِيعاً وَلِنَفْسِكَ عَلى القَتْلِ مُوَطِّناً، فَشَكَرَ اللَّهُ تَعالى طاعَتَكَ وَأَبانَ عَنْ جَمِيلِ فِعْلِكَ بِقَوْلِهِ جَلَّ ذِكْرُهُ: وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللَّهِ. ثُمَّ مِحْنَتُكَ يَوْمَ صِفِّينَ وَقَدْ رُفِعَتِ المَصاحِفُ حِيلَةً وَمَكْراً فَأَعْرَضَ الشَّكُّ وَعُرِفَ الحَقُّ وَاتُّبِعَ الظَّنُّ أَشْبَهْتْ مِحْنَةَ هارُونَ إِذْ أَمَّرَهُ مُوسى عَلى قَوْمِهِ فَتَفَرَّقُوا عَنْهُ وَهارُونُ يُنادِي بِهِمْ وَيَقُولُ: يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمنُ فَاتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوا أَمْرِي قالُوا لَنْ نَبْرَحَ عَلَيْهِ عاكِفِينَ حَتّى يَرْجِعَ إِلَيْنا مُوسى، وَكذلِكَ أَنْتَ لَمَّا رُفِعَتِ المَصاحِفُ قُلْتَ: يا قَوْمِ إِنَّما فُتِنْتُمْ بِها وَخُدِعْتُمْ فَعَصَوكَ، وَخالَفُوا عَلَيْكَ وَاسْتَدْعَوا نَصْبَ الحَكَمَيْنِ فَأَبَيْتَ عَلَيْهِمْ وَتَبَرَّأْتَ إِلَى اللَّهِ مِنْ فِعْلِهِمْ وَفَوَّضْتَهُ إِلَيْهِمْ، فَلَمَّا أَسْفَرَ الحَقُّ وَسَفِهَ المُنْكَرُ وَاعْتَرَفُوا بِالزَّلَلِ وَالجَوْرِ عَنِ القَصْدِ اخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِهِ وَأَلْزَمُوكَ عَلى سَفَهٍ التَّحْكِيمَ الَّذِي أَبَيْتَهُ وَأَحَبُّوُهُ وَحَظَرْتَهُ وَأَباحُوا ذَنْبَهُمْ الَّذِي اقْتَرَفُوهُ، وَأَنْتَ عَلى نَهْجِ بَصِيرَةٍ وَهُدىً وَهُمْ عَلى سُنَنِ ضَلالَةٍ وَعَمىً، فَما زالُوا عَلى النِّفاقِ مُصِرِّينَ وَفِي الغَيِّ مُتَرَدِّدِينَ حَتّى أَذاقَهُمُ اللَّهُ وَبالَ أَمْرِهِمْ فَأَماتَ بِسَيْفِكَ مَنْ عانَدَكَ فَشَقِيَ وَهَوى وَأَحْيا بِحُجَّتِكَ مَنْ سَعَدَ فَهُدِيَ. صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ غادِيَةً وَرائِحَةً وَعاكِفَةً وَذاهِبَةً، فَما يُحِيطُ المادِحُ وَصْفَكَ وَلا يُحْبِطُ الطَّاعِنُ فَضْلَكَ! أَنْتَ أَحْسَنُ الخَلْقِ عِبادَةً وَأَخْلَصُهُمْ زَهادَةً وَأَذَبُّهُمْ عَنِ الدِّينِ. أَقَمْتَ حُدُودَ اللَّهِ بِجُهْدِكَ وَفَلَلْتَ

ص: 664

عَساكِرَ المارِقِينَ بِسَيْفِكَ تُخْمِدُ لَهَبَ الحُرُوبِ بِبَنانِكَ وَتَهْتِكُ سُتُورَ الشُّبَهِ بِبَيانِكَ وَتَكْشِفُ لَبْسَ الباطِلِ عَنْ صَرِيحِ الحَقِّ، لا تَأْخُذُكَ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ وَفِي مَدْحِ اللَّهِ تَعالى لَكَ غِنىً عَنْ مَدْحِ المادِحِينَ وَتَقْرِيظِ الواصِفِينَ قالَ اللَّهُ تَعالى: مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً. وَلَمَّا رَأَيْتَ أَنْ قَتَلْتَ النَّاكِثِينَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ وَصَدَّقَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَعْدَهُ فَأَوْفَيْتَ بِعَهْدِهِ قُلْتَ: أَما آنَ أَنْ تُخْضَبَ هذِهِ مِنْ هذِهِ أَمْ مَتى يُبْعَثُ أَشْقاها واثِقاً بِأَنَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَبَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ قادِمٌ عَلَى اللَّهِ مُسْتَبْشِرٌ بِبَيْعِكَ الَّذِي بايَعْتَةُ بِهِ وَذلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ أَنْبِيائِكَ وَأَوْصِياءِ أَنْبِيائِكَ بِجَمِيعِ لَعَناتِكَ وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، وَالعَنْ مَنْ غَصَبَ وَلِيَّكَ حَقَّهُ وَأَنْكَرَ عَهْدَهُ وَجَحَدَهُ بَعْدَ اليَقِينِ وَالإٍقْرارِ بِالوِلايَةِ لَهُ يَوْمَ أَكْمَلْتَ لَهُ الدِّينَ، اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَمَنْ ظَلَمَهُ وَأَشْياعَهُمْ وَأَنْصارَهُمْ، اللّهُمَّ الْعَنْ ظالِمِي الحُسَيْنِ وَقاتِلِيهِ وَالمُتابِعِينَ عَدُوَّهُ وَناصِرِيهِ وَالرَّاضِينَ بقَتْلِهِ وَخاذِلِيهِ لَعْناً وَبِيلاً، اللّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ وَمانِعِيهِمْ حُقُوقَهُمْ، اللّهُمَّ خُصَّ أَوَّلَ ظالِمٍ وَغاصِبٍ لآلِ مُحَمَّدٍ بِاللّعْنِ وَكُلَّ مُسْتَنٍّ بِما سَنَّ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَبِيِّينَ وَعَلى عَلِيٍّ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَاجْعَلْنا بِهِمْ مُتَمَسِّكِينَ وَبِوِلايَتِهِمْ مِنَ الفائِزِينَ الآمِنِينَ الَّذِينَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ إِنَّكَ حَمِیدٌ مَجِیدٌ.

الزيارة الثالثة

الزيارة الثالثة: زيارة رواها في (الإقبال)ِ قال عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أمير المؤمنين (صَلَواتُ اللَّهِ

ص: 665

وسَلامُهُ عَلَيهِ) فادنُ من قبره بعد الصلاة والدّعاء، وإن كنت في بُعْدٍ منه فأَوْمِ إليه بعد الصلاة:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَأَخِيِ نَبِيِّكَ وَوَزِيرِهِ وَحَبِيبِهِ وَخَلِيلِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَخِيَرَتِهِ مِنْ أُسْرَتِهِ وَوَصِيِّهِ وَصَفْوَتِهِ وَخالِصَتِهِ وَأَمِينِهِ وَوَلِيِّهِ وَأَشْرَفِ عِتْرَتِهِ، الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَأَبِي ذُرِّيَّتِهِ وَبابِ حِكْمَتِهِ وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَالدَّاعِي إِلى شَرِيعَتِهِ وَالماضِي عَلى سُنَّتِهِ وَخَلِيفَتِهِ عَلى أُمَّتِهِ، سَيِّدِ المُسْلِمِينَ وَأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَأَصْفِيائِكَ وَأَوْصِيَاءِ أَنَبِيائِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِيِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ما حُمِّلَ وَرَعى ما اسْتُحْفِظَ وَحَفِظَ ما اسْتُوْدِعَ وَحَلَّلَ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَأَقامَ أَحْكامَكَ وَدَعا إِلى سَبِيلِكَ وَوَالَى أَوْلِياَءَكَ وَعادَى أَعْداءَكَ وَجاهَدَ النَّاكِثِينَ عَنْ سَبِيلِكَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ، صابِراً مُحْتَسِباً مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ حَتّى بَلَغَ فِي ذلِكَ الرِّضا وَسَلَّمَ إِلَيْكَ القَضاء وَعَبَدَكَ مُخْلِصاً وَنَصَحَ لَكَ مُجْتَهِداً حَتّى أَتاهُ اليَقِينُ فَقَبَضْتَهُ إِلَيْكَ شَهِيداً سَعِيداً وَلِيّاً تَقِيّاً رَضِيّاً زَكِيّاً هادِياً مَهْدِيّاً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَأَصْفِيائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .

صلاة يوم الغدير

الخامس: روي أنّ من صلّى ركعتين في هذا اليومِ كانَ كمَنْ حضر ذلك اليوم وبايع رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ على الولاية، والأفضل أن يُصلِّي هذه الصلاة قرب الزوال وهي الساعة التي نصب فيها الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ بغدير خم إماماً للناس. وأن يقرأ في الركعةِ الأوّلى منها سورةَ (الحمد)، وسورةَ (القدر)، وفي الركعةِ الثانية سورةَ (الحمد)، وسورةَ (التوحيد)، ثمّ يسجد بعد الصلاة ويشكر اللَّهَ عزَّ وجلَّ مائة مرّة، ثم يرفع رأسه من السجود ويقول:

ص: 666

اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمْدَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّكَ وَاحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواً أَحَدٌ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ كَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَيَّ بِأَنْ جَعَلْتَنِي مِنْ أَهْلِ إِجابَتِكَ وَأَهْلِ دِينِكَ وَأَهْلِ دَعْوَتِكَ وَوَفَّقْتَنِي لِذلِكَ فِي مُبْتَدَئِ خَلْقِي تَفَضُّلاً مِنْكَ وَكَرَماً وَجُوداً، ثُمَّ أَرْدَفْتَ الفَضْلَ فَضْلاً وَالجُودَ جُوداً وَالكَرَمَ كَرَماً رَأْفَةً مِنْكَ وَرَحْمَةً إِلى أَنْ جَدَّدْتَ ذلِكَ العَهْدَ لِي تَجْدِيداً بَعْدَ تَجْدِيدِكَ خَلْقِي، وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً نَاسِياً ساهِياً غافِلاً فَأَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ بِأَنْ ذَكَّرْتَنِي ذلِكَ وَمَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ وَهَدَيْتَنِي لَهُ، فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ أَنْ تُتِمَّ لِي ذلِكَ وَلا تَسْلُبْنِيهِ حَتّى تَتَوَفَّانِي عَلى ذلِكَ وَأَنْتَ عَنِّي راضٍ فَإِنَّكَ أَحَقُّ المُنْعِمِينَ أَنْ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ اللّهُمَّ سَمِعْنا وَأَطَعْنا وَأَجَبْنا داعِيكَ بِمَنِّكَ فَلَكَ الحَمْدُ غُفْرانَكَ رَبَّنا وإِلَيْكَ المَصِيرُ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَصَدَّقْنا وَأَجَبْنا داعِيَ اللَّهِ، وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ فِي مُوالاةِ مَولانا وَمَوْلى المُؤْمِنِينَ أمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَبِدِ اللَّهِ وَأَخِي رَسُولِهِ وَالصِّدّيقِ الأكْبَرِ وَالحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِةِ المُؤَيِّدِ بِهِ نَبِيَّهُ وَدِينَهُ الحَقَّ المُبِينَ، عَلَماً لِدِينِ اللَّهِ وَخازِناً لِعِلْمِهِ وَعَيْبَةَ غَيْبِ اللَّهِ وَمَوْضِعَ سِرِّ اللَّهِ وَأَمِينَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ وَشاهِدَهُ فِي بَرِيَّتِهِ، اللّهُمَّ رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلإيْمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الأبْرارِ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ

ص: 667

القِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيعادَ فَإِنَّا يا رَبَّنا بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ أجَبْنا داعِيَكَ وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ وَصَدَّقْناهُ وَصَدَّقْنا مَوْلى المُؤْمِنِينَ وَكَفَرْنا بِالجِبْتِ والطَّاغُوتِ؛ فَوَلِّنا ما تَوَلَّيْنا وَاحْشُرْنا مَعَ أَئِمَّتِنا فَإِنَّا بِهِمْ مُؤْمِنُونَ وَلَهُمْ مُسْلِمُونَ؛ آمَنَّا بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ وَرَضِينا بِهِمْ أَئِمَّةً وَقادَةً وَسادَةً وَحَسْبُنا بِهِمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ اللَّهِ دُونَ خَلْقِهِ لا نَبْتَغِي بِهِمْ بَدَلاً، ولا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيجَةً وَبَرِئْنا إِلَى اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْباً مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ مِنَ الأوّلِينَ وَالآخرينَ، وَكَفَرْنا بِالجِبْتِ والطَّاغُوتِ وَالأوْثانِ الأَرْبَعَةِ وَأَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَكُلِّ مَنْ وَالاهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالإنْسَ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلى آخِرِهِ، اللّهُمَّ إِنَّا نُشْهِدُكَ أَنَّا نَدِينُ بِما دانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَقَوْلُنا ما قالُوا وَدِينُنا ما دانُوا بِهِ؛ ما قالُوا بِهِ قُلْنا وَما دانُوا بِهِ دِنَّا وَما أَنْكَرُوا أَنْكَرْنا وَمَنْ وَالَوا وَالَيْنا وَمَنْ عادَوا عادَيْنا وَمَنْ لَعَنُوا لَعَنَّا وَمَنْ تَبَرَّؤوا مِنْهُ تَبَرَّأْنا مِنْهُ وَمَنْ تَرَحَّمُوا عَلَيْهِ تَرَحَّمْنا عَلَيْهِ، آمَنَّا وَسَلَّمْنا وَرَضِينا وَاتَّبَعْنا مَوالِينا صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، اللّهُمَّ فَتَمِّمْ لَنا ذلِكَ وَلا تَسْلُبْناهُ، وَاجْعَلْهُ مُسْتَقِرّاً ثابِتاً عِنْدَنا وَلا تَجْعَلْهُ مُسْتَعاراً وَأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلَيْهِ وَأَمِتْنا إذا أَمَتَّنا عَلَيْهِ؛ آلُ مُحَمَّدٍ أَئِمَّتُنا فَبِهِمْ نَأْتَمُّ وَإِيَّاهُمْ نُوالِي وَعَدوَّهُمْ عَدُوَّ اللَّهِ نُعادِي فَاجْعَلْنا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ فَإنَّا بِذلِكَ راضُونَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم يسجد ثانياً ويقول:

مائة مرّة: ( الحَمْدُ للَّهِ )

ومائة مرّة: ( شُكْراً للَّهِ ).

ص: 668

صلاة أخرى يوم الغدير مع دعاء يوم الغدير

السادس: الصلاة في هذا اليومِ كما رواها الشيخ المفيد (قدس سره) في المقنعة قال:

صلاة ركعتين على ما نشرحه في الترتيب: فإذا ارتفع النهار من اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة فاغتسل فيه كغسلك للعيدين والجمعة، والبس أطهر ثيابك وامسس شيئاً من الطيب إن قدرت عليه، وابرز تحت السماء، وارتقب الشمس، فإذا بقي لزوالها نصف ساعة أو نحو ذلك فصلِّ ركعتيْنِ، تقرأ في كلّ واحدة منهما سورةَ (الحمد) مرّة وسورةَ (التوحيد) عشْرَ مرّاتٍ وسورةَ (القدر) عشْرَ مرّاتٍ وآية (الكرسي) عشْرَ مرّاتٍ فإذا سلّمت فاحمد اللَّهَ تعالى، واثن عليه بما هو أهله، وصلِّ على رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وابتهل إلى اللَّهِ تعالى في اللعنة لظالمي آل الرسول عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وأشياعهم، ثم ادع فقل:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ، وَعَلِيٍّ وَلِيِّكَ، وَالشَّأْنِ وَالْقَدْرِ الَّذِي خَصَصْتَهُما بِهِ دُونَ خَلْقِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِما وَعَلَى ذُرِّيَّتِهِما، وَأَنْ تَبْدَأَ بِهِما فِي كُلِّ خَيْرٍ عاجِلٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، الأَئِمَّةِ الْقادَةِ، وَالدُّعاةِ السَّادَةِ، وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَةِ، وَالأَعْلامِ الْباهِرَةِ، وَساسَةِ الْعِبادِ، وَأَرْكانِ الْبِلادِ، وَالنَّاقَةِ الْمُرْسَلَةِ، وَالسَّفِينَةِ النَّاجِيَةِ، الْجارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الْغامِرَةِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، خُزَّانِ عِلْمِكَ، وَأَرْكانِ تَوْحِيدِكَ، وَدَعائِمِ دِينِكَ، وَمَعادِنِ كَرامَتِكَ، وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، الأَتْقِياءِ الأَنْقِياءِ، النُّجَبَاءِ الأَبْرارِ، وَالْبابِ الْمُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ، مَنْ أَتاهُ نَجَا، وَمَنْ أَباهُ هَوَى، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، أَهْلِ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَسْأَلَتِهِمْ، وَذَوِي الْقُرْبَى الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ، وَفَرَضْتَ حَقَّهُمْ، وَجَعَلْتَ الْجَنَّةَ مَعادَ مَنِ اقْتَصَّ آثارَهُمْ، اللَّهُمَّ صَلِّ علَى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، كَما أَمَرُوا بِطاعَتِكَ،

ص: 669

وَنَهَوْا عَنْ مَعْصِيَتِكَ، وَدَلُّوا عِبادَكَ عَلَى وَحْدانِيَّتِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ، وَنَجِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ، وَأَمِينِكَ وَرَسُولِكَ إِلَى خَلْقِكَ، وَبِحَقِّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَيَعْسُوبِ الدِّينِ، وَقائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ، الْوَصِيِّ الْوَفِيِّ، وَالصِّدِّيقِ الأَكْبَرِ، وَالْفارُوقِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْباطِلِ، وَالشَّاهِدِ لَكَ، وَالدَّالِّ عَلَيْكَ، وَالصَّادِعِ بِأَمْرِكَ، وَالْمُجاهِدِ فِي سَبِيلِكَ، لَمْ تَأْخُذْهُ فِيكَ لَوْمَةُ لائِمٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي فِي هذَا الْيَوْمِ الَّذِي عَقَدْتَ فِيهِ الْعَهْدَ لِوَلِيِّكَ فِي أَعْناقِ خَلْقِكَ، وَأَكْمَلْتَ لَهُمُ الدِّينَ، مِنَ الْعارِفِينَ بِحُرْمَتِهِ، وَالْمُقِرِّينَ بِفَضْلِهِ مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ، وَلا تُشْمِتْ بِي حاسِدِي النِّعَمِ، اللَّهُمَّ فَكَما جَعَلْتَهُ عِيدَكَ الأَكْبَرَ، وَسَمَّيْتَهُ فِي السَّماءِ يَوْمَ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ، وَفِي الأَرْضِ يَوْمَ الْمِيثاقِ الْمَأْخُوذِ، وَالْجَمْعِ الْمَسْؤُولِ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَقْرِرْ بِهِ عُيُونَنا، وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَنا، وَلا تُضِلَّنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا، وَاجْعَلْنا لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَرَّفَنا فَضْلَ هذَا الْيَوْمِ، وَبَصَّرَنا حُرْمَتَهُ، وَكَرَّمَنا بِهِ، وَشَرَّفَنا بِمَعْرِفَتِهِ، وَهَدانا بِنُورِهِ، يا رَسُولَ اللَّهِ، يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، عَلَيْكُما وَعَلَى عِتْرَتِكُما، وَعَلَى مُحِبِّيكُما مِنِّي أَفْضَلُ السَّلامِ ما بَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، بِكُما أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُما فِي نَجاحِ طَلِبَتِي، وَقَضاءِ حَوائِجِي، وَتَيْسِيرِ أُمُورِي، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَلْعَنَ مَنْ جَحَدَ حَقَّ هذَا الْيَوْمِ، وَأَنْكَرَ حُرْمَتَهُ، فَصَدَّ عَنْ سَبِيلِكَ لإِطْفاءِ نُورِكَ، فَأَبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ، اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، وَاكْشِفْ

ص: 670

عَنْهُمْ وَبِهِمْ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ الْكُرُباتِ، اللَّهُمَّ امْلَأِ الأَرْضَ بِهِمْ عَدْلاً، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، وَأَنْجِزْ لَهُمْ ما وَعَدْتَّهُمْ، إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ.

السابع: أن يدعو بدعاء الندبة وقد تقدم ذكره في أعمال يوم الجمعة ص118.

الثامن: أن يهنّي من لاقاه من إخوانه المؤمنين بقوله:

الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَنا مِنَ المُتَمَسِّكِينَ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

وَيقول أيضاً:

الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أكْرَمَنا بِهذا اليَوْمِ وَجَعَلَنا مِنَ المُوْفِينَ بِعَهْدِهِ إلَيْنا وَمِيثاقِهِ الَّذِي وَاثَقَنا بِهِ مِنْ ولايَةِ وُلاةِ أمْرِهِ وَالقُوَّامِ بِقِسْطِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الجاحِدِينَ وَالمُكذِّبِينَ بِيَومِ الدِّينِ .

التاسع: أن يقول:

الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَ كَمالَ دِينِهِ وَتَمامَ نِعْمَتِهِ بِولايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَلَیهِ السَّلَامُ . مائة مرّة.

المؤاخاة بين المؤمنين يوم الغدير

العاشر: ينبغي فيه أن يؤاخي المؤمن أخاه المؤمن، وهي على ما رواه شيخنا في مستدرك الوسائل عن كتاب زاد الفردوس بأن يضع يده اليمنى على اليد اليمنى لأخيه المؤمن ويقول:

واخَيْتُكَ فِي اللَّهِ وَصافَيْتُكَ فِي اللَّهِ وَصافَحْتُكَ فِي اللَّهِ وَعاهَدْتُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وكُتُبَهُ وَرُسُلَهُ وَأنْبِياءَهُ وَالأئِمَّةَ المَعْصُومِينَ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ عَلى أَنِّي إنْ

ص: 671

كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ وَالشَّفاعَةِ وَأُذِنَ لِي بِأنْ أدْخُلَ الجَنَّةَ لا أدْخُلُها إِلاّ وَأَنْتَ مَعِي .

ثُمَّ يقول أخوه المؤمن: ( قبلت ). ثُمَّ يقول الأوّل:

أسْقَطْتُ عَنْكَ جَمِيعَ حُقُوقِ الأُخُوَّةِ ماخَلا الشَّفاعَةَ وَالدُّعاءَ وَالزِّيارةَ .

والمحدِّث الفيض أيضاً قد أورد إيجاب عقد المواخاة في كتاب (خلاصة الأذكار) بما يقرب ممّا ذكرناه، ثم قال: ثم يقبل الطرف الآخر لنفسه أو لموكله باللفظ الدال على القبول، ثم يُسْقِط كلّ منهما عن صاحبه جميع حقوق الاخوّة، ما سوى الدّعاء والزيارة.

الثانی عشر: الإكثار من الصلاة على محمّد وآل محمّد عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

الثالث عشر: قد ورد في هذا اليومِ فضيلة عظيمة لكل من أعمال تحسين الثياب والتزين واستعمال الطيب والسرور والابتهاج وإفراح شيعة أمير المؤمنين (صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ) والعفو عنهم وقضاء حوائجهم وصلة الأَرْحام والتوسيع على العيال وإطعام المؤمنين وتفطير الصائمين ومصافحة المؤمنين وزيارتهم والتبسُّم في وجوههم وإرسال الهدايا إليهم وشكر اللَّهِ تعالى على نعمته العظمى نعمة الولاية، والإكثار من العبادة والطاعة. ودرهم يعطي فيه المؤمن أخاه يعدل مائة ألف درهم في غيره من الأيَّامِ وإطعام المؤمن فيه كإطعام جميع الأنبياء والصدّيقين.

ومن خطبة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ في يوم الغدير: ومن فطَّر مؤمناً في ليلته فكأنّما فطَّر فئاماً وفئاماً يعدّها بيده عشراً، فنهض ناهض فقال: يا أمير المؤمنين وما الفئام؟ قال: مائتا ألف نبيّ وصدّيق وشهيد، فكيف بمن يكفل عدداً من المؤمنين والمؤمنات فأنا ضمينه على اللَّهِ تعالى الأمان من الكفر والفقر... إلخ.

ص: 672

والخلاصة أنّ فضل هذا اليوم الشريف أكثر من أن يُذكر، وهو يوم قبول أعمال الشيعة ويوم كشف غمومهم وهو اليوم الذي انتصر فيه موسى على السحرة وجعل اللَّهُ تعالى النار فيه على إبراهيم الخليل برداً وسلاماً ونصب فيه موسى عَلَیْهِ السَّلَامُ وصيه يوشع بن نون، وجعل فيه عيسى عَلَیْهِ السَّلَامُ شمعون الصَّفا وصَيّاً له، وأشهد فيه سليمان عَلَیْهِ السَّلَامُ قومه على استخلاف آصف بن برخيا، وآخى فيه رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بين أصحابه.

أعمال اليوم الرابع والعشرون يوم المباهلة

اليوم الرابع والعشرون:

هو يوم المباهلة على الأشهر وفيه باهل رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نصارى نجران.

وهو أيضاً يوم نزول آية التطهير حيث كان النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قد اكتسى بعباءة، وأدخل معه تحت الكساء علياً وفاطمة والحسن والحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وقال:

اللَّهُمَّ إنَّهُ قَدْ كَانَ لِكُلِّ نَبِيٍّ مِنَ الأَنْبِياءِ أَهلُ بيتٍ هُمْ أَخَصُّ الخَلْقِ إِلَيْهِ اللَّهُمَّ وَهَؤلاءِ أَهْلُ بَيْتِي فَأَذْهِبْ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ تَطْهِيراً.

فهبط جبرائيل بآية التطهير في شأنهم، ثم خرج النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بهم عَلَیْهِ السَّلَامُ للمباهلة، فلمّا أبصرهم النصارى ورأوا منهم الصدق وشاهدوا أمارات العذاب لم يجرؤوا على المباهلة، فطلبوا المصالحة وقبلوا الجزية عليهم.

وفي هذا اليومِ أيضاً تصدّق الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ بخاتمه على الفقير وهو راكع، فنزلت فيه الآية:

إِنَّما وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرُسُولُهُ والَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةً وَهُمْ رَاكِعُونَ .

والخلاصة أن هذا اليوم يوم شريف وفيه عدّة أعمال:

الأوّل: الغُسل.

ص: 673

الثاني: الصيام.

الثالث: الصلاة ركعتان، كصلاة يوم عيد الغدير وقتاً وصفةً وأجراً، ولكن فيها تقرأ آية الكرسي إلى (هُمْ فِيها خالِدُونَ) وقد تقدمت ص669.

دعاء يوم المباهلة

الرابع: أن يدعو بدعاء المباهلة، وهو يشبه دعاء أسحار شهر رمضان، وهذا على روايةِ الشيخ في المصباح، قال: دعاء يوم المباهلة مرويّاً عن الإمام الصادق (صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ) بما له من الفضل تقول:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ بَهائِكَ بِأبْهاهُ وَكُلُّ بَهائِكَ بَهِيُّ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِبَهائِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ جَلالِكَ بِأَجَلِّهِ وَكُلُّ جَلالِكَ جَلِيلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِجَلالِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ جَمالِكَ بِأَجْمَلِهِ وَكُلُّ جَمالِكَ جَمِيلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِجَمالِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ عَظَمَتِكَ بِأَعْظَمِها وَكُلُّ عَظَمَتِكَ عَظِيمَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِعَظَمَتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ نُورِكَ بِأَنْوَرِهِ وَكُلُّ نُورِكَ نَيِّرٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِنُورِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ رَحْمَتِكَ بِأَوْسَعِها وَكُلُّ رَحْمَتِكَ وَاسِعَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ كَمالِكَ بِأَكْمَلِهِ وَكُلُّ كَمالِكَ كامِلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِكَمالِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ كَلِماتِكَ بِأَتَمِّها وَكُلُّ كَلِماتِكَ تامَّةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِكَلِماتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ أَسْمائِكَ بِأَكْبَرِها وَكُلُّ أَسْمائِكَ كَبِيرَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ عِزَّتِكَ بِأَعَزِّهَا وَكُلُّ عِزَّتِكَ عَزِيزَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِعِزَّتِكَ

ص: 674

كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ مَشِيَّتِكَ بِأَمْضاها وَكُلُّ مَشِيَّتِكَ ماضِيَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِمَشِيَّتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ الَّتِي اسْتَطَلْتَ بِها عَلى كُلِّ شَيءٍ وَكُلُّ قُدْرَتِكَ مُسْتَطِيلَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ عِلْمِكَ بِأَنْفَذِهِ وَكُلُّ عِلْمِكَ نافِذٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِعِلْمِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ قَوْلِكَ بِأَرْضاهُ وَكُلُّ قَوْلِكَ رَضِيُّ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِقَوْلِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ مَسائِلِكَ بِأَحَبِّها وَكُلُّها إِلَيْكَ حَبِيبَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِمَسائِلِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ شَرَفِكَ بِأَشْرَفِهِ وَكُلُّ شَرَفِكَ شَرِيفٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِشَرَفِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ سُلْطانِكَ بِأَدْوَمِهِ وَكُلُّ سُلْطانِكَ دائِمٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِسُلْطانِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ مُلْكِكَ بِأَفْخَرِهِ وَكُلُّ مُلْكِكَ فاخِرٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِمُلْكِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ عَلائِكَ بِأَعْلاهُ وَكُلُّ عَلائِكَ عالٍ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِعَلائِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ آياتِكَ بِأَعْجَبِها وَكُلُّ آياتِكَ عَجِيبَةٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِآياتِكَ كُلِّها، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ مَنِّكَ بِأَقْدَمِهِ وَكُلُّ مَنِّكَ قَدِيمٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِمَنِّكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِما أَنْتَ فِيهِ مِنَ الشَأنِ وَالجَبَروتِ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِكُلِّ شَأْنٍ وَكُلِّ جَبَروتٍ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِما تُجِيبُنِي بِهِ حِينَ أَسأَلُكَ يا اللَّهُ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ أَسأَلُكَ بِبَهاءِ لا إِلهَ

ص: 675

إِلاّ أَنْتَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ أَسأَلُكَ بِجَلالِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سأَلُكَ بلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ بِأَعَمِّهِ وَكُلُّ رِزْقِكَ عامٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِرِزْقِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ عَطائِكَ بِأَهْنَئِهِ وَكُلُّ عَطائِكَ هَنِيٌّ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَطائِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ خَيْرِكَ بِأَعْجَلِهِ وَكُلُّ خَيْرِكَ عاجِلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِخَيْرِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ بِأَفْضَلِهِ وَكُلُّ فَضْلِكَ فاضِلٌ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِفَضْلِكَ كُلِّهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَابْعَثْنِي عَلى الإِيمانِ بِكَ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ وَالوِلايَةِ لِعَليٍّ بْنِ أَبِي طالِب وَالبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِ وَالائْتِمَامِ بِالأَئِمَّةِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ فَإنِّي قَدْ رَضِيتُ بِذلِكَ يا رَبِّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ فِي الأوَّلِينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ فِي الآخِرِينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ فِي المَلإِ الأعْلى وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ فِي المُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالفَضِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الكَبِيرَةَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَنِّعْنِي بِما رَزَقْتَنِي وَبارِكْ لَي فِيما آتَيْتَنِي وَاحْفَظْنِي فِي غَيْبَتِي وَكُلِّ غائِبٍ هُوَ لِي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَابْعَثْنِي عَلى الإيمانِ بِكَ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَسأَلُكَ خَيْرَ الخَيْرِ رِضْوانَكَ وَالجَنَّةَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الشَّرِّ سَخَطِكَ وَالنَّارِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْفَظْنِي مِنْ كُلِّ مُصِيبَةٍ وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ وَمِنْ كُلِّ عُقُوبَةٍ وَمِنْ كُلِّ فِتْنَةٍ وَمِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَمِنْ كُلِّ شَرٍّ وَمِنْ كُلِّ

ص: 676

مَكْروهٍ وَمِنْ كُلِّ مَصِيبَةٍ وَمِنْ كُلِّ آفَةٍ نَزَلَتْ أَوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلى الأَرْضِ فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هذا اليَوْمِ وَفِي هذا الشَّهْرِ وَفِي هذِهِ السَّنَةِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْسِمْ لِي مِنْ كُلِّ سُرُورٍ وَمِنْ كُلِّ بَهْجَةٍ وَمِنْ كُلِّ اسْتِقامَةٍ وَمِنْ كُلِّ فَرَجٍ وَمِنْ كُلِّ عافِيَةٍ وَمِنْ كُلِّ سَلامَةٍ وَمِنْ كُلِّ كَرامَةٍ وَمِنْ كُلِّ رِزْقٍ وَاسِعٍ حَلالٍ طَيِّبٍ وَمِنْ كُلِّ نِعْمَةٍ وَمِنْ كُلِّ سَعَةٍ نَزَلَتْ أَوْ تَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ إِلى الأَرْضِ فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفِي هذا اليَوْمِ وَفِي هذا الشَّهْرِ وَفِي هذِهِ السَّنَةِ، اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ ذُنُوبِي قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَكَ وَحالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَغَيَّرَتْ حالِي عِنْدَكَ فَإنِّي أَسأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي لا يُطْفَأُ وَبِوَجْهِ مُحَمَّدٍ حَبِيبِكَ المُصْطَفى وَبِوَجْهِ وَلِيِّكَ عَلِيٍّ المُرْتَضى وَبِحَقِّ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ أَنْتَجَبْتَهُمْ أَنْ تُصَلِّيَ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ما مَضى مِنْ ذُنُوبِي وَأَنْ تَعْصِمَنِي فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي وَأَعُوذُ بِكَ اللّهُمَّ أَنْ أَعُودَ فِي شَيْءٍ مِنْ مَعاصِيكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي حَتّى تَتَوَفَّانِي وَأَنا لَكَ مُطِيعٌ وَأَنْتَ عَنِّي راضٍ وَأَنْ تَخْتِمَ لِي عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ وَتَجْعَلَ لِي ثَوابَهُ الجَنَّةَ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا أهْلَ التَّقْوى وَيا أهْلَ المَغْفِرَةِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

عمل لطلب الحاجة يوم المباهلة

الخامس: أن يؤدّي العمل الذي ذكره السيّد في الإقبال وهو:

إذا أردت ذلك فابدأ بصوم ذلك اليوم شكراً للَّهِ تعالى، واغتسل والبس أنظف ثيابك، وتطيب بما قدرت عليه، وعليك السكينة والوقار، والذي يعمله من يزور أن يمضى إلى مشهد وليّ من أولياء اللَّه، أو موضع خالٍ، أو جبل عالٍ، أو وادٍ أخضر، وعليه ألاّ يقيم في منزله، ويخرج بعد أن يغتسل، ويلبس

ص: 677

أحسن ثيابه. فإذا وصل إلى المقام الذي يريد فيه أداء الحق وطلب الحاجة والمسألة بهم صلّى حين يدخل ركعتين بقراءة وتسبيح، فإذا جلس في التشهّد وسلم استغفر اللَّهَ سبعين مرّة، ثم يقوم قائماً ويرفعُ يديهِ ويرم طرفه نحو الهواء، ويقول:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَرَّفَنِي مَا كُنْتُ بِهِ جَاهَلاً، وَلَوْلاَ تَعْرِيفُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ الهَالِكينَ، إِذْ قُلتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ {قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى} فَبَيَّنْتَ لِيَ الْقَرَابَةَ، فَقُلتَ: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} فَبَيَّنْتَ لِيَ الْبَيْتَ بَعْدَ الْقَرَابَةَ. ثُمَّ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ بِتَفَضُّلِكَ عَلَى خَلقِكَ وأَرَدْتَ مَعْرِفَتَهُمْ بالبَيتِ والقَرَابَةِ، فقُلتَ وقَولُكَ الحَقُّ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الكَاذِبِينَ فَلَكَ الشُّكْرُ يَا رَبِّ وَلَكَ الْمَنُّ حَيْثُ هَدَيتَنِي وَأَرْشَدْتَنِي، حَتَّى لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ الأَهْلُ وَالْبَيْتُ وَالْقَرَابَةُ. حَتَّى عَرَّفْتَنِي نِسَاءَهُمْ وَأَوْلاَدَهُمْ وَرِجَالَهُمْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذَلِكَ الْمَقَامِ الَّذِي لاَ يَكُونُ أَعْظَمُ فَضْلاً مِنْهُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ أَكْثَرَ رَحْمَةً بِمَعْرِفَتِكَ إيَّاهُمْ، فَلَوْلاَ هَذَا الْمَقَامُ المَحْمُودُ الَّذِي أَنْقَذْتَنَا، وَدَلَلْتَنَا عَلَى اتِّبَاعِ الْمحِقِّينَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ وَعِتْرَتِهِ، فَلَكَ الْحَمْدُ وَالمَنُّ وَالشُّكْرُ عَلَى نَعْمَائِكَ وَأَيَادِيكَ. اللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الَّذِينَ افْتَرَضْتَ عَلَيْنَا طَاعَتَهُمْ، وَثَبَّتَّنَا بِالْقَوْلِ الَّذِي عَرَفُونَا، وَاجْزِ مُحَمَّداً وَآلَهُ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ مِنَّا أَفْضَلَ الْجَزَاءِ، وَأَدْخِلْنَا فِي شَفَاعَتِهمْ دَارَ كَرَامَتِكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ هَؤُلاَءِ أَهْلُ الْكِسَاءِ وَالْعَبَاءِ يَوْمَ الْمُبَاهَلَةِ، وَمَنْ دَخَلَ مِنَ الإِنْسِ وَالمَلاَئِكَةِ المُقرَّبِينَ،

ص: 678

اجْعَلْهُمْ شُفَعَاءَنَا، أَسأَلُكَ بِحَقِّ ذَلِكَ الْمَقَامِ أَنْ تَغْفِرَ لِي وَتَرْحَمَنِي وَتَتُوبَ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهَدُكَ أَنَّ أَرْوَاحَهُمْ وَطِينَتَهُمْ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ الشَّجَرَةُ الَّتِي طَابَ أَصْلُهَا وَأَغْصَانُهَا وَأَوْرَاقُهَا. اللَّهُمَّ فَارْحَمْنَا بِحَقِّهِمْ، فَإنَّكَ أَقَمْتَهُمْ حُجَجاً عَلَى خَلْقِكَ، وَدَلاَئِلَ عَلَى مَا يُسْتَدَلُّ بِوَحْدَانِيَّتِكَ، وَبَاباً إِلَى المُعْجِزَاتِ بِعِلْمِكَ الَّذِي يَعْجَزُ عَنْهُ الخَلْقُ غَيْرُهُم، وَأَنْتَ المُتَفَضِّلُ عَلَيْهِمْ حَيْثُ أَقَمْتَهُمْ مِنْ بَيْنِ خَلْقِكَ وَنَقْلْتَهُمْ مِنْ عِبادِكَ، فَجَعَلْتَهُمْ مُطَهَّرِينَ أُصُولاً وفُرُوعاً وَمَنْبَتَاً، ثُمَّ أَكْرَمْتَهُمْ بِنُورِكَ، حَتَّى فَضَّلْتَهُمْ مِنْ بَيْنِ أَهْلِ زَمَانِهِمْ وَالأَقْرَبِينَ إِلَيْهِمْ، فَخَصَصْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَأَنْزَلْتَ عَلَيْهِمْ كِتَابَكَ، وَأَمَرْتَنَا بالتَّمَسُّكِ بِهِمَا. اللَّهُمَّ فَإِنَّا قَدْ تَمَسَّكْنَا بِكِتَابِكَ وَبِعتْرَةِ نَبيِّكَ، الَّذينَ أَقَمْتَهُمْ لَنَا دَلِيلاً وعَلَماً، وأَمَرْتَنَا باتِّبَاعِهِمْ، اللَّهُمَّ إنَّا قَدْ تَمَسَّكْنَا فارْزُقْنَا شَفَاعَتَهُمْ، وَلاَ تُضِلَّنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ.

ثم تقيم إلى انتصاف النهار، أو زوال الشمس، وقد قيل إلى اصفرار الشمس، وكلّ ذلك حسن.

السادس: وينبغي التصدّق في هذا اليومِ على الفقراء تأسِّياً بمولى كلّ مؤمن ومؤمنة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

السابع: وينبغي أيضاً زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ، والأنسب قراءة الزيارة الجامعة الكبيرة التي سنذكرها في باب الزيارات ص683.

أعمال اليوم الخامس والعشرون

اليوم الخامس والعشرون:

يوم شريف وهو اليوم الذي نزلت فيه سورة (هل أتى) في شأن أهل البيت عَلَیْهِمُ السَّلَامُ؛ لأنّهم كانوا قد صاموا ثلاثة أيّام وأعطوا فطورهم مسكيناً ويتيماً

ص: 679

وأسيراً وأفطروا على الماء، وينبغي على شيعة أهل البيت عَلَیْهِمُ السَّلَامُ في هذه الأيَّامِ ولا سيّما في الليلةِ الخامسة والعشرين أن يتأسّوا بمولاهم في التَّصدّق على المساكين والأيتام، وأن يجتهدوا في إطعامهم، وأن يصوموا هذا اليوم.

وعند بعض العلماء أنّ هذا اليوم هو يوم المباهلة فمن المناسب أن يقرأ فيه أيضاً الزيارة الجامعة، ودعاء المباهلة.

اليوم الأخير من ذي الحجّة

اليوم الأخير:من ذي الحجّة

يوم الختام للسنة العربيّة، ذكر السيد في (الإقبال) طبقاً لبعض الروايات أنّه يُصلَّى فيه ركعتان، يُقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورةَ (التوحيد) عشْرَ مرّاتٍ، وآية (الكرسي) عشْرَ مرّاتٍ، ثم يدعو بعد الصلاة بهذا الدّعاء:

اللّهُمَّ ما عَمِلْتُ فِي هذِهِ السَّنَةِ مِنْ عَمَلٍ نَهَيْتَنِي عَنْهُ وَلَمْ تَرْضَهُ وَنَسِيْتُهُ وَلَمْ تَنْسَهُ وَدَعَوْتَنِي إِلى التَّوْبَةِ بَعْدَ اجْتِرائِي عَلَيْكَ، اللّهُمَّ فَإِنِّي اسْتَغْفِرُكَ مِنْهُ فَاغْفِرْ لِي وَما عَمِلْتُ مِنْ عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ فَاقْبَلْهُ مِنِّي وَلا تَقْطَعْ رَجائِي مِنْكَ يا كَرِيمُ .

فإذا قلت هذا قال الشيطان يا ويلي ما تعبت فيه هذه السنة هدمه أجمع بهذه الكلمات، وشهدت له السنة الماضية أنّه قد ختمها بخير.

ص: 680

الباب الثالث في زيارات النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ والزهراء والأئمّة الأطهار عَلَيْهِمُ السَّلَامُ غير المخصوصة بوقت معيّن

اشارة

الباب الثالث:زيارات النبيّ الأكرم صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وسيدتنا فاطمة الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ والأئمّة الأطهار عَلَیْهِمُ السَّلَامُ غير المخصوصة بوقت معين وهي عديدة:

ص: 681

ص: 682

الأولى: الزيارة الجامعة الكبيرة

الأولى:الزيارة الجامعة الكبيرة

وهي تُزار في جميع المشاهد المقدّسة.

روى الصدوق في (الفقيه) و(العيون) عن موسى بن عبد اللَّهِ النخعيّ أنّه قال: قلت: لعليّ بن محمّد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عَلَیْهِ السَّلَامُ علّمني يا بن رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قولاً أقوله بليغاً كاملاً إذا زرت واحداً منكم.

فقال: إذا صرت إلى الباب فقف واشهد الشهادتين، أيْ قل:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ .

وأنت على غسل. فإذا دخلت ورأيت القبر، فقف وقُلْ: ( اللَّهُ أكْبَرُ ) «ثلاثين مرّة» ثم امشِ قليلاً وعليك السكينة والوقار، وقارب بين خطاك، ثم قف وكبّر اللَّهَ عزَّ وجلَّ «ثلاثين مرّة». ثم ادنُ من القبر وكبِّر اللَّهَ «أربعين مرّة» تمام مائة تكبيرة.

ثمّ قُلْ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَوْضِعَ الرِّسالَةِ وَمُخْتَلَفَ المَلائِكَةِ وَمَهْبِطَ الوَحْي وَمَعْدِنَ الرَّحْمَةِ وَخُزَّانَ العِلْمِ وَمُنْتَهى الحِلْمِ وَأُصُولَ الكَرَمِ وَقادَةَ الأُمَمِ وَأَوْلِياءَ النِّعَمِ وَعَناصِرَ الأَبْرارِ وَدَعائِمَ الأَخْيارِ وَساسَةَ العِبادِ وَأَرْكانَ البِلادِ وَأَبْوابَ الإيْمانِ وَأُمَناءَ الرَّحْمانِ وَسُلالَةَ النَّبِيِّينَ وَصَفْوَةَ المُرْسَلِينَ وَعِتْرَةَ خِيرَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ

ص: 683

وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى أَئِمَّةِ الهُدى وَمَصابِيحِ الدُّجى وَأَعْلامِ التُّقى وَذَوِي النُّهى وَأُولِي الحِجى وَكَهْفِ الوَرى وَوَرَثَةِ الأَنْبِياءِ وَالمَثَلِ الأَعْلى وَالدَّعْوَةِ الحُسْنى وَحُجَجِ اللَّهِ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَالأُولَى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَمَساكِنِ بَرَكَةِ اللَّهِ وَمَعادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ وَحَفَظَةِ سِرِّ اللَّهِ وَحَمَلَةِ كِتابِ اللَّهِ وَأَوْصِياءِ نَبِيِّ اللَّهِ وَذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى الدُّعاةِ إِلَى اللَّهِ وَالأَدِلاّءِ عَلى مَرْضاةِ اللَّهِ وَالمُسْتَقِرِّينَ فِي أَمْرِ اللَّهِ وَالتَّامِّينَ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ وَالمُخْلِصِينَ فِي تَوْحِيدِ اللَّهِ وَالمُظْهِرِينَ لِأَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ وَعِبادِهِ المُكْرَمِينَ الَّذِينَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْلَمُونَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى الأَئِمَّةِ الدُّعاةِ وَالقادَةِ الهُداةِ وَالسَّادَةِ الوُلاةِ وَالذَّادَةِ الحُماةِ وَأَهْلِ الذِّكْرِ وَأُولِي الأَمْرِ وَبَقِيَّةِ اللَّهِ وَخِيَرَتِهِ وَحِزْبِهِ وَعَيْبَةِ عِلْمِهِ وَحُجَّتِهِ وَصِراطِهِ وَنُورِهِ وَبُرْهانِهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ كَما شَهِدَ اللَّهُ لِنَفْسِهِ وَشَهِدَتْ لَهُ مَلائِكَتُهُ وَأُولُوا العِلْمِ مِنْ خَلْقِهِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ العزِيزُ الحَكِيمُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ المُنْتَجَبُ وَرَسُولُهُ المُرْتَضى أَرْسَلَهُ بِالهُدى وَدِينِ الحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ الأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ المَهْدِيُّونَ المَعْصُومُونَ المُكَرَّمُونَ المُقَرَّبُونَ المُتَّقُونَ الصَّادِقُونَ المُصْطَفَوْنَ المُطِيعُونَ للَّهِ القَوَّامُونَ بِأَمْرِهِ العامِلُونَ بِإِرادَتِهِ الفائِزُونَ بِكَرامَتِهِ، اصْطَفاكُمْ بِعِلْمِهِ وَارْتَضاكُمْ لِغَيْبِهِ وَاخْتارَكُمْ لِسِرِّهِ وَاجْتَباكُمْ بِقُدْرَتِهِ وَأَعَزَّكُمْ بِهُداهُ وَخَصَّكُمْ بِبُرْهانِهِ وَانْتَجَبَكُمْ بِنُورِهِ وَأَيَّدَكُمْ بِرُوحِهِ، وَرَضِيَكُمْ خُلَفاءَ فِي

ص: 684

أَرْضِهِ وَحُجَجاً عَلى بَرِيَّتِهِ وَأَنْصاراً لِدِينِهِ وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ وَخَزَنَةً لِعِلْمِهِ وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِهِ وَتَراجِمَةً لِوَحْيِهِ وَأرْكاناً لِتَوْحِيدِهِ وَشُّهَداءَ عَلى خَلْقِهِ وَأَعْلاماً لِعِبادِهِ وَمَناراً فِي بِلادِهِ وَأدِلاَّءَ عَلى صِراطِهِ، عَصَمَكُمْ اللَّهُ مِنَ الزَّلَلِ وَآمَنَكُمْ مِنَ الفِتَنِ وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَكُمْ تَطْهِيراً، فَعَظَّمْتُمْ جَلالَهُ وَأَكْبَرْتُمْ شَأْنَهُ وَمَجَّدْتُمْ كَرَمَهُ وَأَدَمْتُمْ ذِكْرَهُ وَوَكَّدْتُمْ مِيثاقَهُ وَأَحْكَمْتُمْ عَقْدَ طاعَتِهِ وَنَصَحْتُمْ لَهُ فِي السِّرِّ وَالعَلاَنِيَةِ وَدَعَوْتُمْ إِلى سَبِيلِهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَبَذَلْتُمْ أَنْفُسَكُمْ فِي مَرْضاتِهِ وَصَبَرْتُمْ عَلى ما أَصابَكُمْ فِي جَنْبِهِ، وَأَقَمْتُمْ الصَّلاةَ وَآتَيْتُمْ الزَّكاةَ وَأَمَرْتُمْ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، حَتّى أَعْلَنْتُمْ دَعْوَتَهُ وَبَيَّنْتُمْ فَرائِضَهُ وَأَقَمْتُمْ حُدُودَهُ وَنَشَرْتُمْ شَرائِعَ أَحْكامِهِ وَسَنَنْتُمْ سُنَّتَهُ وَصِرْتُمْ فِي ذلِكَ مِنْهُ إِلى الرِّضا وَسَلَّمْتُمْ لَهُ القَضَاءَ وَصَدَّقْتُمْ مِنْ رُسُلِهِ مَنْ مَضى؛ فَالرَّاغِبُ عَنْكُمْ مارِقٌ وَاللازِمُ لَكُمْ لاحِقٌ وَالمُقَصِّرُ فِي حَقِّكُمْ زاهِقٌ وَالحَقُّ مَعكُمْ وَفِيكُمْ وَمِنْكُمْ وَإِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَمَعْدِنُهُ، وَمِيراثُ النُّبُوَّةِ عِنْدَكُمْ وَإِيابُ الخَلْقِ إِلَيْكُمْ وَحِسابُهُمْ عَلَيْكُمْ وَفَصْلُ الخِطابِ عِنْدَكُمْ وَآياتُ اللَّهِ لَدَيْكُمْ وَعَزائِمُهُ فِيكُمْ وَنُورُهُ وَبُرْهانُهُ عِنْدَكُمْ وَأَمْرُهُ إِلَيْكُمْ. مَنْ وَالاكُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ وَمَنْ عاداكُمْ فَقَدْ عادى اللَّهَ وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ وَمَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ، أَنْتُمُ الصِّراطُ الأَقْوَمُ وَشُهَداءُ دارِ الفَناءِ وَشُفَعاءُ دارِ البَقاءِ وَالرَّحْمَةُ المَوْصُولَةُ وَالآيَةُ المَخْزُونَةُ وَالأمانَةُ المَحْفُوظَةُ وَالبابُ المُبْتَلى بِهِ النَّاسُ، مَنْ أَتاكُمْ نَجا وَمَنْ لَمْ يَأْتِكُمْ هَلَكَ إِلَى اللَّهِ تَدْعُونَ

ص: 685

وَعَلَيْهِ تَدُلُّونَ وَبِهِ تُؤْمِنُونَ وَلَهُ تُسَلِّمُونَ وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ وَإِلى سَبِيلِهِ تُرْشِدُونَ وَبِقَوْلِهِ تَحْكُمُونَ، سَعَدَ مَنْ وَالاكُمْ وَهَلَكَ مَنْ عاداكُمْ وَخابَ مَنْ جَحَدَكُمْ وَضَلَّ مَنْ فارَقَكُمْ وَفازَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكُمْ وَأمِنَ مَنْ لَجَأَ إِلَيْكُمْ وَسَلِمَ مَنْ صَدَّقَكُمْ وَهُدِيَ مَنْ اعْتَصَمَ بِكُمْ. مَنِ اتَّبَعَكُمْ فَالجَنَّةُ مَأْواهُ وَمَنْ خالَفَكُمْ فَالنَّارُ مَثْواهُ، وَمَنْ جَحَدَكُمْ كافِرٌ وَمَنْ حارَبَكُمْ مُشْرِكٌ وَمَنْ رَدَّ عَلَيْكُمْ فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الجَّحِيمِ. أَشْهَدُ أَنَّ هذا سابِقٌ لَكُمْ فِيما مَضى وَجارٍ لَكُمْ فِيما بَقِيَ وَأَنَّ أَرْواحَكُمْ وَنُورَكُمْ وَطِينَتَكُمْ وَاحِدَةٌ طابَتْ وَطَهُرَتْ بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ، خَلَقَكُمُ اللَّهُ أَنْواراً فَجَعَلَكُمْ بِعَرْشِهِ مُحْدِقِينَ حَتّى مَنَّ عَلَيْنا بِكُمْ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ، وَجَعَلَ صَلَواتِنَا عَلَيْكُمْ وَما خَصَّنا بِهِ مِنْ وِلايَتِكُمْ طِيباً لِخَلْقِنا وَطَهارَةً لأنْفُسِنا وَتَزْكِيَةً لَنا وَكُفَّارَةً لِذُنُوبِنا، فَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَلِّمِينَ بِفَضْلِكُمْ وَمَعْرُوفِينَ بِتَصْدِيقِنا إِيّاكُمْ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكُمْ أَشْرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ وَأَعْلى مَنازِلَ المُقَرَّبِينَ وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ المُرْسَلِينَ حَيْثُ لا يَلْحَقُهُ لاحِقٌ وَلا يَفُوقُهُ فائِقٌ وَلا يَسْبِقُهُ سابِقٌ وَلا يَطْمَعُ فِي إِدْراكِهِ طامِعٌ، حَتّى لا يَبْقى مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلا صِدِّيقٌ وَلا شَهِيدٌ، وَلا عالِمٌ وَلا جاهِلٌ وَلا دَنِيُّ وَلا فاضِلٌ وَلا مُؤْمِنٌ وَلا صالِحٌ وَلا فاجِرٌ طالِحٌ وَلا جَبّارٌ عَنِيدٌ وَلا شَيْطانٌ مَرِيدٌ وَلا خَلْقٌ فِيما بَيْنَ ذلِكَ شَهِيدٌ إِلاّ عَرَّفْهُمْ جَلالَةَ أَمْرِكُمْ وَعِظَمَ خَطَرِكُمْ وَكِبَرَ شَأْنِكُمْ وَتَمامَ نُورِكُمْ وَصِدْقَ مَقاعِدِكُمْ وَثَباتَ مَقامِكُمْ وَشَرَفَ مَحَلِّكُمْ وَمَنْزِلَتِكُمْ عِنْدَهُ وَكَرامَتِكُمْ عَلَيْهِ وَخاصَّتِكُمْ لَدَيْهِ وَقُرْبَ مَنْزِلَتِكُمْ مِنْهُ. بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَأَهْلِي وَمالِي وَأُسْرَتِي، أُشْهِدُ اللَّهَ

ص: 686

وَأُشْهِدُكُمْ أَنِّي مُؤْمِنٌ بِكُمْ وَبِما آمَنْتُمْ بِهِ كافِرٌ بِعَدُوِّكُمْ وَبِما كَفَرْتُمْ بِهِ مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ وَبِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُمْ مُوالٍ لَكُمْ وَلِأَوْلِيائِكُمْ مُبْغِضٌ لِأَعْدائِكُمْ وَمُعادٍ لَهُمْ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ مُحَقِّقٌ لِما حَقَّقْتُمْ مُبْطِلٌ لِما أَبْطَلْتُمْ مُطِيعٌ لَكُمْ عارِفٌ بِحَقِّكُمْ مُقِرٌّ بِفَضْلِكُمْ مُحْتَمِلٌ لِعِلْمِكُمْ مُحْتَجِبٌ بِذِمَّتِكُمْ مُعْتَرِفٌ بِكُمْ مُؤْمِنٌ بِإِيابِكُمْ مُصَدِّقٌ بِرَجْعَتِكُمْ مُنْتَظِرٌ لِأَمْرِكُمْ مُرْتَقِبٌ لِدَوْلَتِكُمْ، آخِذٌ بِقَوْلِكُمْ عامِلٌ بَأْمِركُمْ مُسْتَجِيرٌ بِكُمْ زائِرٌ لَكُمْ لائِذٌ عائِذٌ بِقُبُورِكُمْ مُسْتَشْفِعٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ بِكُمْ وَمُتَقَرِّبٌ بِكُمْ إِلَيْهِ وَمُقَدِّمُكُمْ أمامَ طَلِبَتِي وَحَوائِجِي وَإِرادَتِي فِي كُلِّ أحْوالِي وَأُمُورِي، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ وَمُفَوِّضٌ فِي ذلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ وَمُسَلِّمٌ فِيهِ مَعَكُمْ، وَقَلْبِي لَكُمْ مُسَلِّمٌ وَرأيِي لَكُمْ تَبَعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يُحْيِي اللَّهُ تَعالى دِينَهُ بِكُمْ وَيَرُدَّكُمْ فِي أَيَّامِهِ وَيُظْهِرَكُمْ لِعَدْلِهِ وَيُمَكِّنَكُمْ فِي أَرْضِهِ؛ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ آمَنْتُ بِكُمْ وَتَوَلَّيْتُ آخِرَكُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَكُمْ وَبَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ مِنْ أَعْدائِكُمْ، وَمِنَ الجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَالشَّياطِينِ وَحِزْبِهِمُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ الجاحِدِينَ لِحَقِّكُمْ وَالمارِقِينَ مِنْ وِلايَتِكُمْ وَالغاصِبِينَ لإِرْثِكُمْ الشَّاكِّينَ فِيكُمْ المُنْحَرِفِينَ عَنْكُمْ وَمِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَكُمْ وَكُلِّ مُطاعٍ سِوَاكُمْ، وَمِنَ الأَئِمَّةِ الَّذِينَ يَدْعُونَ إِلى النَّارِ. فَثَبَّتَنِيَ اللَّهُ أَبَداً ما حَيِيْتُ عَلى مُوالاتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَدِينِكُمْ وَوَفَّقَنِي لِطاعَتِكُمْ وَرَزَقَنِي شَفاعَتَكُمْ وَجَعَلَنِي مِنْ خِيارِ مَوالِيكُمْ التَّابِعِينَ لِما دَعَوْتُمْ إِلَيْهِ، وَجَعَلَنِي مِمَّنْ يَقْتَصُّ آثارَكُمْ وَيَسْلُكُ سَبِيلَكُمْ وَيَهْتَدِي بِهُداكُمْ وَيُحْشَرُ فِي زُمْرَتِكُمْ

ص: 687

وَيَكِرُّ فِي رَجْعَتِكُمْ وَيُملَّكُ فِي دَوْلَتِكُمْ وَيُشَرَّفُ فِي عافِيَتِكُمْ وَيُمَكَّنُ فِي أَيّامِكُمْ وَتَقَرُّ عَيْنُهُ غَداً بِرُؤْيَتِكُمْ. بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي، مَنْ أَرادَ اللَّهَ بَدَأَ بِكُمْ وَمَنْ وَحَّدَهُ قَبِلَ عَنْكُمْ وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ، مَوالِيَّ لا أُحْصِي ثَناءَكُمْ وَلا أَبْلُغُ مِنَ المَدْحِ كُنْهَكُمْ وَمِنَ الوَصْفِ قَدْرَكُمْ وَأنْتُمْ نُورُ الأَخْيارِ وَهُداةُ الأَبْرارِ وَحُجَجُ الجَبَّارِ، بِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ وَبِكُمْ يَخْتِمُ وَبِكُمْ يُنَزِّلُ الغَيْثَ وَبِكُمْ يُمْسِكُ السَّمَاءَ أنْ تَقَعَ عَلى الأرْضِ إِلاّ بِإذْنِهِ وَبِكُمْ يُنَفِّسُ الهَمَّ وَيكْشِفُ الضُّرَّ، وَعِنْدَكُمْ ما نَزَلَتْ بِهِ رُسُلُهُ وَهَبَطَتْ بِهِ مَلائِكَتُهُ وَإِلى جَدِّكُمْ (وإن كانت الزيارة للنبي الأكرم صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فقل: (وإليكَ بُعِثَ الروحُ الأمينُ) أما إذا كانت لأميرِ المؤمنينَ عَلَیْهِ السَّلَامُ فعوض: وإلى جدِّكُمْ قُلْ: وإِلى أخِيكَ) بُعِثَ الرُّوحُ الأَمِينُ. آتاكُمُ اللَّهُ ما لَمْ يُؤْتِ أحَداً مِنَ العالَمِينَ، طَأْطَأَ كُلُّ شَرِيفٍ لِشَرَفِكُمْ وَبَخَعَ كُلُّ مُتَكَبِّرٍ لِطاعَتِكُمْ وَخَضَعَ كُلُّ جَبَّارٍ لِفَضْلِكُمْ وَذَلَّ كُلُّ شَيءٍ لَكُمْ وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِكُمْ وَفازَ الفائِزُونَ بِوِلايَتِكُمْ، بِكُمْ يُسْلَكُ إِلى الرِّضْوانِ وَعَلى مَنْ جَحَدَ وِلايَتَكُمْ غَضَبُ الرَّحْمنِ. بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي، ذِكْرُكُمْ فِي الذَّاكِرِينَ وَأسْماؤُكُمْ فِي الأَسْماء وَأَجْسادُكُمْ فِي الأَجْسادِ وَأَرْواحُكُمْ فِي الأَرْواحِ وَأَنْفُسُكُمْ فِي النُّفُوسِ وَآثارُكُمْ فِي الآثارِ وَقُبُورُكُمْ فِي القُبُورِ؛ فَما أَحْلى أَسْماءَكُمْ وَأَكْرَمَ أَنْفُسَكُمْ وَأَعْظَمَ شَأْنَكُمْ وَأجَلَّ خَطَرَكُمْ وَأَوْفى عَهْدَكُمْ وَأَصْدَقَ وَعْدَكُمْ! كَلامُكُمْ نُورٌ وَأَمْرُكُمْ رُشْدٌ وَوَصِيَّتُكُمْ التَّقْوى وَفِعْلُكُمْ الخَيْرُ وَعادَتُكُمْ الإِحْسانُ وَسَجِيَّتُكُمُ الكَرَمُ وَشَأْنُكُمُ الحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ وَرَأْيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ، إِنْ ذُكِرَ الخَيْرُ كُنْتُمْ أَوَّلَهُ وَأصْلَهُ وَفَرْعَهُ وَمَعْدِنَهُ وَمَأْواهُ وَمُنْتَهاهُ

ص: 688

بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي، كَيْفَ أَصِفُ حُسْنَ ثَنائِكُمْ وَأُحْصِي جَمِيلَ بَلائِكُمْ وَبِكُمْ أَخْرَجَنا اللَّهُ مِنَ الذُّلِّ وَفَرَّجَ عَنّا غَمَراتِ الكُرُوبِ وَأَنْقَذَنا مِنْ شَفا جُرُفِ الهَلَكاتِ وَمِنَ النَّارِ؟! بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي وَنَفْسِي بِمُوالاتِكُمْ عَلَّمَنا اللَّهُ مَعالِمَ دِينِنا وَأَصْلَحَ ما كانَ فَسَدَ مِنْ دُنْيانا وَبِمُوالاتِكُمْ تَمَّتِ الكَلِمَةُ وَعَظُمَتِ النِّعْمَةُ وَأْتَلَفَتِ الفُرْقَةُ وَبِمُوالاتِكُمْ تُقْبَلُ الطَّاعَةُ المُفْتَرَضَةُ، وَلَكمْ المَوَدَّةُ الواجِبَةُ وَالدَّرَجاتُ الرَّفِيعَةُ وَالمَقامُ المَحْمُودُ وَالمَكانُ (وَالمَقامُ) المَعْلُومُ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ وَالجاهُ العَظِيمُ وَالشَأْنُ الكَبِيرُ وَالشَّفاعَةُ المَقْبُولَةُ. رَبَّنا آمَنَّا بِما أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ، سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً. يا وَلِيَّ اللَّهِ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأْتِي عَلَيْها إِلاّ رِضاكُمْ فَبِحَقِّ مَنْ ائْتَمَنَكُمْ عَلى سِرِّهِ وَاسْتَرْعاكُمْ أمْرَ خَلْقِهِ وَقَرَنَ طاعَتَكُمْ بِطاعَتِهِ، لَمَّا اسْتَوْهَبْتُمْ ذُنُوبِي وَكُنْتُمْ شُفَعائِي فَإِنِّي لَكُمْ مُطِيعٌ، مَنْ أَطاعَكُمْ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ عَصاكُمْ فَقَدْ عَصى اللَّهَ وَمَنْ أَحَبَّكُمْ فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ وَمَنْ أَبْغَضَكُمْ فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ. اللّهُمَّ إِنِّي لَوْ وَجَدْتُ شُفَعاءَ أَقْرَبَ إِلَيْكَ مِنْ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الأَخْيارِ الأَئِمَّةِ الأَبْرارِ لَجَعَلْتُهُمْ شُفَعائِي، فَبِحَقِّهِمْ الَّذِي أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلَيْكَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُدْخِلَنِي فِي جُمْلَةِ العارِفِينَ بِهِمْ وَبِحَقِّهِمْ وَفِي زُمْرَةِ المَرْحُومِينَ بِشَفاعَتِهِمْ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ كَثِيراً وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلِ .

وهذه الزيارة كما صرّح به العلاّمة المجلسيّ (رضي الله عنه)، إنما هي أرقى الزيارات الجامعة متناً وسنداً، وهي أفصحها وأبلغها.

ص: 689

الثانية: الزيارة الجامعة القصيرة وتزار في مسجد قباء

الثانية:زيارة الجامعة القصيرة الواردة لزيارة جميع الأئمّة عَلَیْهِ السَّلَامُ ويُزار بها في مسجد قباء أيضاً

والزيارة كما عن كامل الزيارات سئل الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ عن إتيان قبر أبي الحسن عَلَیْهِ السَّلَامُ قال صلّوا في المساجد حوله ويجزي في المواضع كلّها أن تقول:

السَّلامُ عَلى أَوْلياءِ اللَّهِ وَأَصْفِيائِهِ السَّلامُ عَلى أمَناءِ اللَّهِ وَأَحِبّائِهِ السَّلامُ عَلى أَنْصارِ اللَّهِ وَخُلَفائِهَ، السَّلامُ عَلى مَحالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ السَّلامُ عَلى مَساكِنِ ذِكْرِ اللَّهِ السَّلامُ عَلى مَظاهِرِ أَمْرِ اللَّهِ وَنَهْيِهِ السَّلامُ عَلى الدُّعاةِ إِلَى اللَّهِ السَّلامُ عَلى المُسْتَقِرِّينَ فِي مَرْضاةِ اللَّهِ السَّلامُ عَلى المُمَحَّصِينَ فِي طاعَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى الَّذِينَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالَى اللَّهَ وَمَنْ عاداهُمْ فَقَدْ عادى اللَّهَ وَمَنْ عَرَفَهُمْ فَقَدْ عَرَفَ اللَّهَ وَمَنْ جَهِلَهُمْ فَقَدْ جَهِلَ اللَّهَ وَمَنْ اعْتَصَمَ بِهِمْ فَقَدْ اعْتَصَمَ بِاللَّهِ وَمَنْ تَخَلّى مِنْهُمْ فَقَدْ تَخَلّى عَنِ اللَّهِ،َأُشْهِدُ اللَّهَ أَنِّي سِلْمٌ لِمِنْ سالَمَكُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ، مُفَوِّضٌ فِي ذلِكَ كُلِّهِ إِلَيْكُمْ، لَعَنَ اللَّهُ عَدُوَّ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الجِنِّ وَالإنْسِ، وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.

هذا يجزي من الزيارات كلها، وتُكثرُ من الصلاة على محمّد وآله، وتسمّي واحداً واحداً بأسمائهم، وتبرأ من أعدائهم، وتخير لنفسك من الدّعاء للمؤمنين والمؤمنات.

وفي مسجد قباء امضِ إليه وصلِّ فيه ركعتين للتحية وسبّح تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ. ثم زر بالزيارة الجامعة المتقدمة.

ص: 690

الثالثة: زيارة النبيّ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في المدينة المنورة

الثالثة:زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في المدينة المنورة

يُستحبّ استحباباً أكيداً لكافة الناس ولاسيّما للحجاج أن يتشرّفوا بزيارة الروضة الطاهرة والعتبة المنورة لمفخرة الدهر مولانا سيد المرسلين محمّد بن عبد اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وترك زيارته جفاءٌ في حقّه يوم القيامة. وقال الشهيد (رضي الله عنه): فإن ترك الناس زيارته فعلى الإمام أن يجبرهم عليها فإن ترك زيارته جفاء محرم. روى الصدوق عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: إذا حجّ أحدكم فليختم حجه بزيارتنا لانّ ذلك من تمام الحج. وروي أيضاً عن أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: أتموا بزيارة رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حجّكم، فإن تركه بعد الحج جفاء. وبذلك أمرتم بالقبور التي ألزمكم اللَّهُ عزَّ وجلَّ حقّها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها. وعن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قال: من زارني حياً أو ميتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة. وفي الحديث: إنَّه شهد الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ عيداً بالمدينة فانصرف فدخل على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فسلم عليه ثم قال لمن حضره أمّا لقد فضلنا على أهل البلدان كلهم مكّة فمن دونها لسلامنا على رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ. وروى الطوسيّ (رضي الله عنه) في (التهذيب) عن يزيد بن عبد الملك عن أبيه عن جده أنّه قال: دخلت على فاطمة سلام اللَّهِ عليها فبدأتني بالسلام، ثم قالت: ما غدا بك؟ قلت: طلب البركة. قالت: أخبرني أبي وهو ذا هو، أنّه من سلم عليه وعليّ ثلاثة أيّام أوجب اللَّهُ له الجنّة. قلت لها: في حياته وحياتك؟ قالت: نعم وبعد موتنا.

وأما كيفيّة زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: فهي كما يلي: إذا وردت مدينة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فاغتسل للزيارة فإذا أردت دخول مسجده صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فقف على الباب واستأذن بقولك:

اللّهُمَّ إِنِّي وَقَفْتُ عَلى بابٍ مِنْ أَبْوابِ بُيُوتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ

ص: 691

وَقَدْ مَنَعْتَ النَّاسَ أَنْ يَدْخُلُوا إِلاّ بِإِذْنِهِ فَقُلْتَ: يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَبِيِّ إِلاّ أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعْتَقِدُ حُرْمَةَ صاحِبِ هذا المَشْهَدِ الشَّرِيفِ فِي غَيْبَتِهِ كَما أَعْتَقِدُها فِي حَضْرَتِهِ، وَأَعْلَمُ أَنَّ رَسُولَكَ وَخُلَفاءَكَ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَحْياءٌ عِنْدَكَ يُرْزَقُونَ يَرَوْنَ مَقامِي وَيَسْمَعُونَ كَلامِي وَيَرُدُّونَ سَلامِي، وَأَنَّكَ حَجَبْتَ عَنْ سَمْعِي كَلامَهُمْ وَفَتَحْتَ بابَ فَهْمِي بِلَذِيذِ مُناجاتِهِمْ وَإِنِّي أَسْتأْذِنُكَ يا رَبِّ أَوَّلاً، وَأَسْتَأْذِنُ رَسُولِكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثانِياً، وَأَسْتَأْذِنُ خَلِيفَتَكَ النَّبِيَّ الأَكْرَمَ المَفْرُوضَ عَلَيَّ طَاعَتَهُ مُحَمَّداً بنَ عَبْدِ اللَّهِ وَالمَلائِكَةَ المُوَكَّلِينَ بِهِذِهِ البُقْعَةِ المُبارَكَةِ ثالِثاً، أَأَدْخُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا حُجَّةَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ المُقَرَّبِينَ المُقَيمِينَ فِي هذا المَشْهَدِ فَأْذَنْ لِي يا مَوْلايَ فِي الدُّخُولِ أَفْضَلَ ما أَذِنْتَ لأَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً لِذلِكَ فَأَنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ.

تأتي قبر النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وتُسلِّم على رسول اللَّهِ وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيِّينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ الرِّسالَةَ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ فَصَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ .

ثمّ قف عند الأسطوانة المقدّمة من جانب القبر الأيمن مستقبل القبلة ومنكبك الأيسر إلي جانب القبر ومنكبك الأيمن ممّا يلي المنبر فإنّه موضع رأس النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وقُل:

ص: 692

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِاللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبّكَ، وَنَصَحْت لِأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ حَتّي أَتاكَ الْيَقِينُ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ، وَغَلُظْتَ عَلَي الْكافِرِينَ، فَبَلَّغَ اللَّهُ بِكَ أَفْضَلَ شَرَفِ مَحَلّ الْمُكَرَّمِينَ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشّرْكِ وَالضَّلالَةِ، اللَّهُمَّ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصالِحِينَ، وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرَضِينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، عَلي مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَخاصَّتِكَ وَصَفْوَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ أَعْطِهِ الدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَآتِهِ الْوَسِيلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ: وَلَو أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً، وَإِنّي أَتَيْتُكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبِي، وَإِنّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَي اللَّهِ رَبّي وَرَبّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي.

فإن کانت لك حاجة فاجعل قبر خلف کتفیك و استقبل القبله و ارفع یدك و سل حاجتک فإنك أحری ان تقضی إن شاء اللّه تعالی.

و روی ابن قولویه بسند معتبر عن محمد بن مسعود قال : رأیت الصدق عَلَیْهِ السَّلَامُ انتهی إلی قبر النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فوضع یده علیه وقال :

أَسْأَلُ اَللَّهَ اَلَّذِی اِجْتَبَاكَ وَ اِخْتَارَكَ وَ هَدَاكَ وَ هَدَی بِكَ أَنْ یُصَلِّیَ

ص: 693

عَلَیْكَ إِنَّ اَللّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی اَلنَّبِیِّ یا أَیُّهَا اَلَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً.

وقال الشیخ في (المصباح) فإذا فرغت من الدعاء عند القبر فأتِ المنبر وامسحه بیدك و خذ برمانتیه وهما السفلاوان وامسح وجهك و عینیك به فإن فیه شفاء للعین، وقم عنده واحمد الله واثن علیه وسل حاجتك فإنَّ رسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قال : ما بین قبري و منبري روضة من ریاض الجنة، و منبري علی باب من أبواب الجنة.

ثم تأتي مقام النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فتصلي فیه ما بداً لك و أکثر الصلاة في مسجد النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فأن الصلاة فیه بألف صلاة، و إذا دخلت المسجد أو خرجت منه فصل علی النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وصل في بیت فاطمة عَلَیْهَاالسَّلَامُ وأتِ مقام جبرائیل عَلَیْهِ السَّلَامُ و هو تحت المیزاب فإنَّه کان مقامه إذا استأذن علی الرسول صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وقل :

أَسْأَلُكَ أَیْ جَوَادُ أَیْ کَرِیمُ أَیْ قَرِیبُ أَیْ بَعِیدُ أَنْ تَرُدَّ عَلَیَّ نِعْمَتَكَ.

السَّلاَمُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

روى في كامل الزيارات قال: وكان علي بن الحسين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ يقف علي قبر النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ويسلم عليه ويشهد له بالبلاغ، ويدعو بما حضره، ثم يسند ظهره إلى المروة الخضراء الدقيقة العرض ممّا يلي القبر، ويلتزق بالقبر، ويسند ظهره إلى القبر، ويستقبل القبلة، ويقول:

اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَلْجَأْتُ أَمْرِي، وَإِلَى قَبْرِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ أَسْنَدْتُ ظَهْرِي، وَالْقِبْلَةَ التِي رَضِيتَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَسَلَّمَ اسْتَقْبَلْتُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي خَيْرَ مَا أَرْجُو لَهَا، وَلا أَدْفَعُ عَنْهَا شَرَّ مَا أَحْذَرُ عَلَيْهَا، وَأَصْبَحَتِ الاُّمُورُ بِيَدِكَ وَلاَ فَقِيرَ أَفْقَرَ

ص: 694

مِنِّي، (إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ) اللَّهُمَّ أُردُدْني مِنْكَ بِخَيرٍ، وَلاَ رَادَّ لِفَضْلِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تُبَدِّلَ اسْمِي، أَوْ تُغَيِّرَ جِسْمِي، أَوْ تُزِيلَ نِعْمَتَكَ عَنِّي. اللَّهُمَّ زَيِّنِّي بِالتَّقْوى، وَجَمِّلْنِي بِالنِّعَمِ، وَاغْمُرْنِي بِالعَافِيَةِ، وَارْزُقْنِي شُكْرَ الْعَافِيَةِ.

سلام آخر على النبيّ محمد صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ

وعن إبراهيم بن أبي البلاد قال: قال لي أبو الحسن عَلَیْهِ السَّلَامُ: كيف تقول في التسليم على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟ قلت: الذي نعرفه ورويناه، قال: أولا أعلّمك ما هو أفضل من هذا؟ قلت: نعم جعلت فداك، فكتب لي وأَنا قاعد عنده بخطِّهِ، وقرأه عليَّ: إذا وقفت على قبره صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فقل:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مُحَمَّدٌ عَبْدُ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ خاتَمُ النبيِّين، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالَةَ رَبِّكَ، وَنَصَحْتَ لأُمَّتِكَ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ، وَعَبَدْتَهُ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، وأَدَّيْتَ الّذِي عَلَيْكَ مِنَ الحَقِّ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَنَجِيبِكَ وَأَمِينِكَ، وَصَفِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ. اللَّهُمَّ سَلِّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا سَلَّمْتَ عَلَى نُوحٍ فِي الْعالَمِينَ. وَامْنُنْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا مَنَنْتَ عَلَى مُوسَى وَهرُونَ، وَبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَما بارَكْتَ عَلَى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَرَحَّمْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. اللَّهُمَّ رَبَّ البَيْتِ الحَرَامِ، وَرَبَّ المَسْجِدِ الحَرَامِ، وَرَبَّ الرُّكْنِ وَالمَقَامِ،

ص: 695

وَرَبَّ البَلَدِ الحَرَامِ، وَرَبَّ الحِلِّ وَالحَرَامِ، وَرَبَّ المَشْعَرِ الحَرَامِ، بَلِّغْ رُوحَ مُحَمَّدٍ مِنِّي السَّلامَ.

سلام آخر على النبيّ محمد صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ

وعن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن عَلَیْهِ السَّلَامُ: كيف السلام على رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عند قبره؟ فقال:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِينَ اللَّهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ نَصَحْتَ لأُمَّتِكَ، وَجَاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ اليَقِينُ، فَجَزَاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ مَا جَزَى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

وداع قبر النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:

روى في الكافي عن معاوية بن عمار قال: قال أبو عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ: إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل ثم ائت قبر النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بعد ما تفرغ من حوائجك واصنع مثل ما صنعت عند دخولك وقُلْ:

اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيَارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَمَاتِي عَلَى مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَيَاتِي أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ.

وعن عن يونس بن يعقوب قال: سألت أبا عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ عن وداع قبر النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قال: تقول:

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ لاَ جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ.

ص: 696

وفي كتاب المزار فإذا قُضيت حوائجك وعزمت على الخروج فودّع النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فإذا وقفت عليه فسلم عليه كما فعلت أوّل مرّة وقُلْ:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَسْتَوْدِعُكَ وَأَسْتَرْعِيكَ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، آمََنتُ بِاللَّهِ وَبِمَا جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ. اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيَارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ، فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ، فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَمَاتِي عَلَى مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.

الرابعة: زيارة فاطمة الزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ

الرابعة:زيارة فاطمة الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ

تزار عَلَیْهَا السَّلَامُ من عند الروضة: واختلف في موضع قبرها، فقال قوم هي مدفونة في الروضة أي ما بين القبر والمنبر، وقال آخرون في بيتها،وقالت فرقة ثالثة: إنَّها مدفونة بالبقيع. والذي عليه أكثر أصحابنا أنّها تزار من عند الروضة ومن زارها في هذه الثلاثة مواضع كان أفضل. وإذا وقفت عليها للزيارة فقل:

يا مُمْتَحَنَةٌ امْتَحَنَكِ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ فَوَجَدَكِ لِما امْتَحَنَكِ صابِرَةً، وَزَعَمْنا أَنَّا لَكِ أَوْلِياءُ وَمُصَدِّقُونَ وَصابِرونَ لِكُلِّ ما أَتى بِهِ أَبُوكِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَأَتى بِهِ وَصِيُّهُ، فَإِنَّا نَسْأَلُكِ إِنْ كُنّا صَدَّقْناكِ إِلاّ أَلْحَقْتِنا بِتَصْدِيقِنا لَهُما لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنا بِوِلايَتِكِ .

وَيُستحبّ أيضاً أن تقول:

السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبِيبِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَلِيلِ اللَّهِ

ص: 697

السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ صَفِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَمِينِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَفْضَلِ أَنْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ البَرِيَّةِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ وَلِيِّ اللَّهِ وَخَيْرِ الخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكِ يا أمَّ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الرَّضِيَّةُ المَرْضِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الفاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الحَوْراءُ الإِنْسِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المُحَدَّثَةُ العَلِيمَةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلُومَةُ المَغْصُوبَةُ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المُضْطَهَدَةُ المَقْهُورَةُ السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ أَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكِ وَأَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقَدْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَمَنْ جَفاكِ فَقَدْ جَفا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَمَنْ آذاكِ فَقَدْ آذى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَمَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِأَنَّكِ بِضْعَةٌ مِنْهُ وَرُوحُهُ الَّتِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، كَمَا قَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أُشْهِدُ اللَّهَ وَرُسُلَهُ وَمَلائِكَتَهُ أَنِّي راضٍ عَمَّنْ رَضِيتِ عَنْهُ ساخِطٌ عَلى مَنْ سَخَطْتِ عَلَيْهِ مُتَبَرِّئٌ مِمَّنْ تَبَرَّأْتِ مِنْهُ مُوالٍ لِمَنْ وَالَيْتِ مُعادٍ لِمَنْ عادَيْتِ مُبْغِضٌ لِمَنْ أَبْغَضْتِ مُحِبٌّ لِمَنْ أَحْبَبْتِ وَكَفى بِاللَّهِ شَهِيداً وَحَسِيباً وَجازِياً وَمُثِيباً .

ثم تصلّي على النبيّ والأئمّة الأطهار (صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيهِم).

ص: 698

الخامسة: زيارة أئمّة البقيع عَلَيْهِمُ السَّلَامُ

الخامسة:زيارة أئمّة البقيع عَلَیْهِمُ السَّلَامُ

أي الإمام الحسن المجتبى والإمام زين العابدين والإمام محمّد الباقر والإمام جعفر الصادق عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

إذا أردت زيارتهم فاعمل بآداب الزيارة من الغُسل والكون على الطهارة ولبس الثياب الطاهرة النظيفة والتطيّب والاستئذان للدخول ونحو ذلك وقُلْ أيضاً:

يا مَوالِيَّ يا أَبْناءَ رَسُولِ اللَّهِ، عَبْدُكُمْ وَابْنُ أَمَتِكُمْ الذَّلِيلُ بَيْنَ أَيْدِيَكُمْ وَالمُضَعَّفُ فِي عُلُوِّ قَدْرِكُمْ وَالمُعْتَرِفُ بِحَقِّكُمْ جَاءَكُمْ مُسْتَجِيراً بِكُمْ قاصِداً إِلى حَرَمِكُمْ مُتَقَرِّباً إِلى مَقامِكُمْ مُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ تَعالى بِكُمْ، أَأَدْخُلُ يا مَوالِيَّ أَأَدْخُلُ يا أُمَناءَ اللَّهِ أَأَدْخُلُ يا أوْلِيَاءَ اللَّهِ أَأَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ المُحْدِقِينَ بِهذا الحَرَمِ المُقِيمِينَ بِهذا المَشْهَدِ .

وادخل بعد الخشوع والخضوع ورقة القلب وقدِّم رجلك اليُمنى وقُلْ:

اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالحَمْدُ للَّهِ كَثِيراً وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَالحَمْدُ للَّهِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الماجِدِ الأَحَدِ المُتَفَضِّلِ المَنَّانِ المُتَطَوِّلِ الحَنَّانِ الَّذِي مَنَّ بِطَوْلِهِ وَسَهَّلَ زِيارَةَ ساداتِي بِإِحْسانِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِمْ مَمْنُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ .

ثم اقترب من قبورهم المقدَّسة واستقبلها واستدبر القبلة وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ التَّقْوى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الحُجَجُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها القُوَّامُ فِي البَرِيَّةِ بِالقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الصَّفْوَةِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ آلَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ

ص: 699

أَهْلَ النَّجْوى، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ بَلَّغْتُمْ وَنَصَحْتُمْ وَصَبَرْتُمْ فِي ذاتِ اللَّهِ وَكُذِّبْتُمْ وَأُسِيءَ إِلَيْكُمْ فَغَفَرْتُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمُ الأَئِمَّةُ الرَّاشِدُونَ المُهْتَدُونَ وَأَنَّ طاعَتَكُمْ مَفْرُوضَةٌ وَأَنَّ قَوْلَكُمْ الصِّدْقُ وَأَنَّكُمْ دَعَوْتُمْ فَلَمْ تُجابُوا وَأَمَرْتُمْ فَلَمْ تُطاعُوا، وَأَنَّكُمْ دَعائِمُ الدِّينِ وَأَرْكانُ الأَرضِ لَمْ تَزالُوا بِعَيْنِ اللَّهِ يَنْسَخُكُمْ مِنْ أَصْلابِ كُلِّ مُطَهَّرٍ وَيَنْقُلُكُمْ مِنْ أَرْحامِ المُطَهَّراتِ، لَمْ تُدَنِّسْكُمُ الجاهِلِيَّةُ الجَهْلاءُ وَلَمْ تُشْرِكْ فِيكُمْ فِتَنُ الأَهْواءِ. طِبْتُمْ وَطابَ مَنْبَتُكُمْ مَنَّ بِكُمْ عَلَيْنا دَيّانُ الدِّينِ فَجَعَلَكُمْ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ. وَجَعَلَ صَلاتَنا عَلَيْكُمْ رَحْمَةً لَنا وَكُفَّارَةً لِذُنُوبِنا إِذِ اخْتارَكُمُ اللَّهُ لَنا وَطَيَّبَ خَلْقَنا بِما مَنَّ عَلَيْنا مِنْ وِلايَتِكُمْ وَكُنَّا عِنْدَهُ مُسَمِّينَ بِعِلْمِكُمْ مُعْتَرِفِينَ بِتَصْديقِنا إِيَّاكُمْ وَهذا مَقامُ مَنْ أَسْرَفَ وَأَخْطَأَ وَاسْتَكانَ وَأَقَرَّ بِما جَنى وَرَجا بِمَقامِهِ الخَلاصَ مِنْ لَظَى وَأَنْ يَسْتَنْقِذَهُ بِكُمْ مُسْتَنْقِذُ الهَلْكى مِنَ الرَّدى، فَكُونُوا لِي شُفَعاءَ فَقَدْ وَفَدْتُ إِلَيْكُمْ إِذْ رَغِبَ عَنْكُمْ أَهْلُ الدُّنْيا وَاتَّخَذُوا آياتِ اللَّهِ هُزُواً وَاسْتَكْبَرُوا عَنْها .

ثم ارفع هنا رأسك إلى السماء وقُلْ:

يا مَنْ هُوَ قائِمٌ لا يَسْهُو وَدائِمٌ لا يَلْهُو وَمُحِيطٌ بِكُلِّ شَيءٍ لَكَ المَنُّ بِما وَفَّقْتَنِي وَعَرَّفْنَيِ بِما ائْتَمَنْتَنِي عَلَيْهِ إِذْ صَدَّ عَنْهُم عِبادُكَ وَجَهِلُوا مَعْرِفَتَهُم وَاسْتَخَفُوا بِحَقِّهِم وَمالُوا إِلى سِواهُم، فَكانَتْ المِنَّةُ مِنْكَ عَلَيَّ مَعَ أَقْوامٍ خَصَصْتَهُمْ بِما خَصَصْتَنِي بِهِ فَلَكَ الحَمْدُ إِذْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي مَقامِي هذا مَذْكُوراً مَكْتُوباً فَلا تَحْرِمْنِي ما رَجَوْتُ وَلا تُخَيِّبْنِي فِيما دَعَوْتُ بِحُرْمَةِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .

ثم ادعُ لنفسك بما تريد.

ص: 700

وقال الطوسيّ (رضي الله عنه) في (التهذيب) ثم صلِّ صلاة الزيارة ثماني ركعات أيْ صلِّ لكل إمام ركعتين. وقال الشيخ الطوسيّ والسيد ابن طاووس: إذا أردت أن تودعهم عَلَیْهِمُ السَّلَامُ فقل:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَئِمَّةَ الهُدى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكُمْ اللَّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمْ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتُمْ بِهِ وَدَلَلْتُمْ عَلَيْهِ اللّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

ثم أَكثِر من الدّعاء وسَلِ اللَّهَ العود وأن لا يكون هذا آخر عهدك من زيارتهم.

السادسة: زيارة فاطمة بنت أسد عَلَيْهَا السَّلَامُ

السادسة:زيارة فاطمة بنت أسد والدة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ في البقيع

وهي مدفونة عند قبر أئمّة البقيع عَلَیْهِمُ السَّلَامُ

تقف عند قبرها وتقول:

السَّلامُ عَلى نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الأوّلِينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الآخِرِينَ، السَّلامُ عَلى مَنْ بَعَثَهُ اللَّهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ الهاشِمِيَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الصِدِّيقَةُ المَرْضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الكَرِيمَةُ الرَّضِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا كافِلَةَ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ ظَهَرَتْ شَفقَتُها عَلى رَسُولِ اللَّهِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ تَرْبِيَتُها لِوَلِيِّ اللَّهِ الأمِينِ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطَّاهِرِ،

ص: 701

السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى وَلَدِكِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكِ أَحْسَنْتِ الكَفالَةَ وَأَدَّيْتِ الأَمانَةَ وَاجْتَهَدْتِ فِي مَرْضاةِ اللَّهِ، وَبالَغْتِ فِي حِفْظِ رَسُولِ اللَّهِ عارِفَةً بِحَقِّهِ مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِ مُعْتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ مُسْتَبْصِرَةً بِنِعْمَتِهِ كافِلَةً بِتَرْبِيَتِهِ مُشْفِقَةً عَلى نَفْسِهِ وَاقِفَةً عَلى خِدْمَتِهِ مُخْتارَةً رِضاهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلى الإِيمانِ وَالتَّمَسُّكِ بِأَشْرَفِ الأَدْيانِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً طاهِرَةً زَكِيَّةً تَقِيَّةً نَقِيَّةً فَرَضِيَ اللَّهُ عَنْكِ وأَرْضاكِ وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْواكِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْفَعْنِي بِزِيارَتِهِا وَثَبِّتْنِي عَلى مَحَبَّتِها وَلا تَحْرِمْنِي شَفاعَتَها وَشَفاعَةَ الأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِها وَارْزُقْنِي مُرافَقَتَها وَاحْشُرْنِي مَعَها وَمَعَ أَوْلادِها الطَّاهِرِينَ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيَّاها وَارْزُقْنِي العَوْدَ إِلَيْها أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي، وَإِذا تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِها وَأَدْخِلْنِي فِي شَفاعَتِها بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ بِحَقِّها عِنْدَكَ وَمَنْزِلَتِها لَدَيْكَ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ .

ثم تصلّي ركعتين للزيارة وتدعو بما تشاء وتنصرف.

السابعة: زيارة إبراهيم ابن النبيّ محمّد صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ

السابعة:زيارة إبراهيم ابن رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في البقيع

تقف عند القبر وتقول:

السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلى نَبِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلى حَبِيبِ اللَّهِ السَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلى نَجِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ سَيِّدِ الأَنْبِياءِ وَخاتَمِ المُرْسَلِينَ وَخِيَرَةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ فِي أَرْضِهِ

ص: 702

وَسَمائِهِ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ، السَّلامُ عَلى الشُّهَدَاءِ وَالسُّعَداءِ وَالصّالِحِينَ،السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللَّهِ الصّالِحِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها الرُّوحُ الزَّاكِيَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها النَّفْسُ الشَّرِيفَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها السُّلالَةُ الطَّاهِرَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها النَّسَمَةُ الزَّاكِيَةُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خَيْرِ الوَرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ النَبَيِّ المُجْتَبى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ المَبْعُوثِ إِلى كافَّةِ الوَرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ البَّشِيرِ النَّذِيرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ السِّراجِ المُنِيرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ المُؤَيَّدِ بِالقُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ المُرْسَلِ إِلى الإِنْسِ وَالجانِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ صَاحِبِ الرَّايَةِ وَالعَلامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الشَّفِيعِ يَوْمَ القِيامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ مَنْ حَباهُ اللَّهُ بِالكَرامَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدِ اخْتارَ اللَّهُ لَكَ دارَ إِنْعامِهِ قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ عَلَيْكَ أَحْكامَهُ وَيُكَلِّفَكَ حَلالَهُ وَحَرامَهُ فَنَقَلَكَ إِلَيْهِ طَيِّباً زاكِياً مَرْضِيّاً طاهِراً مِنْ كُلِّ نَجَسٍ مُقَدَّساً مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَبَوَّأَكَ جَنَّةَ المَأْوى وَرَفَعَكَ إِلى الدَّرَجاتِ العُلى، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ صَلاةً تَقَرُّ بِها عَيْنُ رَسُولِهِ وَتُبْلِغُهُ أَكْبَرَ مَأْمُولِهِ، اللّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَواتِكَ وَأَزْكاها وَأَنْمى بَرَكاتِكَ وَأَوْفاها عَلى رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى مَنْ نَسَلَ مِنْ أَوْلادِهِ الطَيِّبِينَ وَعَلى مَنْ خَلَّفَ مِنْ عِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَفِيِّكَ وَإِبْراهِيمَ نَجْلِ نَبِيِّكَ أَنْ تَجْعَلَ سَعْيي بِهِمْ مَشْكُوراً وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً وَحَياتِي بِهِمْ سَعِيدَةً وَعاقِبَتِي بِهِمْ حَمِيدَةً وَحَوائِجِي بِهِمْ مَقْضِيَّةً

ص: 703

وَ أَفْعالِي بِهِمْ مَرْضِيَّةً وَأُمُورِي بِهِمْ مَسْعُودَةً وَشُؤُونِي بِهِمْ مَحْمُوَدةً، اللّهُمَّ وَأحْسِنْ لِيَ التَّوْفِيقَ وَنَفِّسْ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَضِيقٍ، اللّهُمَّ جَنِّبْنِي عِقابَكَ وَامْنَحْنِي ثَوابَكَ وَأسْكِنِّي جِنانَكَ وَارْزُقْنِي رِضوانَكَ وَأَمانَكَ وَأَشْرِكْ لِي فِي صالِحِ دُعائِي والِدَيَّ وَوُلْدِي وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ الأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوات إِنَّكَ وَلِيُّ الباقِياتِ الصالِحاتِ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .

ثم تسأل حوائجك وتصلّي ركعتين.

الثامنة: زيارة حمزة عم النبيّ عَلَيْهِ السَّلَامُ

الثامنة:زيارة حمزة (رضوان اللَّهِ عليه) عم النبيّ الأكرم صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في أحد

تقول عند قبره إذا مضيت لزيارته:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ الشُّهَداءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أسَدَ اللَّهِ وَأَسَدَ رَسُولِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ وَنَصَحْتَ لِرَسُولَ اللَّهِ وَكُنْتَ فِيما عِنْدَ اللَّهِ سُبْحانَهُ راغِباً بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِزِيارَتِكَ، وَمُتَقَرِّباً إِلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِذلِكَ، راغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفاعَةِ أَبْتَغِي بِزِيارَتِكَ خَلاصَ نَفْسِي مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ نارٍ اسْتَحَقَّها مِثْلِي بِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي هارِباً مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْرِي فَزِعاً إِلَيْكَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبِّي أَتَيْتُكَ أَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى مَوالِيَّ وَأَتَقَرَّبُ بِنَبِيِّهِ إِلَيْهِ لِيَقْضِي لِي بِكَ حَوائِجِي، أَتَيْتُكَ مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ طالِباً فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَقَدْ أوْقَرَتْ ظَهْرِي ذُنُوبِي وَأَتَيْتُ ما أَسْخَطَ رَبِّي وَلَمْ أَجِدْ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَيْهِ خَيْراً لِي مُنْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ فَكُنْ لِي شَفِيعاً يَوْمَ فَقْرِي وَحاجَتِي، فَقَدْ سِرْتُ إِلَيْكَ مَحْزُوناً مَكْرُوباً وَسَكَبْتُ عَبْرَتِي عِنْدَكَ باكِياً

ص: 704

وَصِرْتُ إِلَيْكَ مُفْرَداً، وَأَنْتَ مِمَّنْ أَمَرَنِي اللَّهُ بِصَلَتِهِ وَحَثَّنِي عَلى بِرِّهِ وَدَلَّنِي عَلى فَضْلِهَ وَهَدانِي لِحُبِّهِ وَرَغَّبَنِي فِي الوِفادَةِ إِلَيْهِ وَأَلْهَمَنِي طَلَبَ الحَوائِجِ عِنْدَهُ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ لا يَشْقى مَنْ تَوَلاَّكُمْ وَلا يَخِيبُ مَنْ أَتاكُمْ وَلا يَخْسَرُ مَنْ يَهْواكُمْ وَلا يَسْعَدُ مَنْ عاداكُمْ .

ثم تستقبل القبلة وتصلّي ركعتين للزيارة، وبعد الفراغ تنكبّ على القبر وتقول:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اللّهُمَّ إِنِّي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُومِي لِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِيُجِيرَنِي مِنْ نِقْمَتِكَ وَسَخَطِكَ وَمَقْتِكَ فِي يَوْمٍ تَكْثَرُ فِيهِ الأَصْواتُ وَتُشْغَلُ كُلُّ نَفْسٍ بِما قَدَّمَتْ وَتُجادِلُ كُلُّ نَفْسٍ عَنْ نَفْسِها، فَإِنْ تَرْحَمْنِي اليَوْمَ فَلا خَوْفٌ عَلَيَّ وَلا حُزْنٌ وَإِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ القُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ وَلا تُخَيِّبْنُي بَعْدَ اليَوْمِ وَلا تَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حاجَتِي، فَقَدْ لَصِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ وَتَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَرَجاءَ رَحْمَتِكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّي وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي وَبِرَأفَتِكَ عَلى جِنايَةِ نَفْسِي، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي وَما أَخافُ أَنْ تَظْلِمَنِي وَلكِنْ أَخافُ سُوءَ الحِسابِ فانْظُرِ اليَوْمَ تَقَلُّبِي عَلى قَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ، فَبِهما فُكَّنِي مِنْ النَّارِ وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي وَلا يَهُونَنَّ عَلَيْكَ ابْتِهالِي وَلا تَحْجُبَنَّ عَنْكَ صَوْتِي وَلا تَقْلِبْنِي بِغَيْرِ حَوائِجِي، يا غِياثَ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَمَحْزُونٍ وَيا مُفَرِّجاً عَنِ المَلْهُوفِ الحَيْرانِ الغَرِيقِ المُشْرِفِ عَلى الهَلَكَةِ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْظُرْ إِليَّ نَظْرَةً لا أَشْقى بَعْدَها أَبَداً، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَعَبْرَتِي وَانْفِرادِي فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاكَ وَتَحَرَّيْتُ الخَيْرَ الَّذِي لا يُعْطِيهِ أَحَدٌ سِواكَ فَلا تَرُدَّ أَمَلِي، اللّهُمَّ إِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ القُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ وَجَزائِهِ بِسُوءِ فِعْلِهِ فَلا

ص: 705

أَخِيبَنَّ اليَوْمَ، وَلا تَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حاجَتِي وَلا تُخَيِّبَنَّ شُخُوصِي وَوِفادَتِي فَقَدْ أَنْفَدْتُ نَفَقَتِي وَأَتْعَبْتُ بَدَنِي وَقَطَعْتُ المَفازاتِ وَخَلَّفْتُ الأهْلَ وَالمالَ وَما خَوَّلْتَنِي وَآثَرْتُ ما عِنْدَكَ عَلى نَفْسِي وَلُذْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَتَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ، فَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي وَبِرأْفَتِكَ عَلى ذَنْبِي فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي بِرَحْمَتِكَ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ .

التاسعة: زيارة شهداء أحد

التاسعة:زيارة قبور الشهداء (رضوان اللَّهِ عليهم) بأُحد

تقول في زيارتهم:

السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى نَبِي اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الشُّهَدَاء المُؤْمِنُونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ الإيْمانِ وَالتَّوْحِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دِينِ اللَّهِ وَأَنْصارَ رَسُولِهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ اخْتارَكُمْ لِدِينِهِ وَاصْطَفاكُمْ لِرَسُولِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ جاهَدْتُمْ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَذَبَبْتُمْ عَنْ دِينِ اللَّهِ وَعَنْ نَبِيِّهِ وَجُدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ دُونَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللَّهِ فَجَزاكُمْ اللَّهُ عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنِ الإسلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ وَعَرَّفَنا وَجُوهَكُمْ فِي مَحَلِّ رِضْوانِهِ وَمَوْضِعِ إِكْرامِهِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقاً. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ حِزْبُ اللَّهِ وَأَنَّ مَنْ حارَبَكُمْ فَقَدْ حارَبَ اللَّهَ وَأَنَّكُمْ لَمِنَ المُقَرَّبِينَ الفائِزِينَ الَّذِينَ هُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ، فَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينِ، أَتَيْتُكُمْ يا أهْلَ التَّوْحِيدِ زائِراً وَبِحَقِّكُمْ عارِفاً وَبِزِيارَتِكُمْ إِلَى اللَّهِ مُتَقَرِّباً

ص: 706

وَبِما سَبَقَ مِنْ شَرِيفِ الأعْمالِ وَمَرْضِيِّ الأفْعالِ عالِماً، فَعَلَيْكُمْ سَلامُ اللَّهِ وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكاتُهُ وَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَغَضَبُهُ وَسَخَطُهُ، اللّهُمَّ انْفَعْنِي بِزِيارَتِهِمْ وَثَبِّتْنِي عَلى قَصْدِهِمْ وَتَوَفَّنِي عَلى ما تَوَفَّيْتَهُمْ عَلَيْهِ وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي مُسْتَقَرِّ دارِ رَحْمَتِكَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَنا فَرَطٌ وَنَحْنُ بِكُمْ لاحِقُونَ .

وتكرر سورةَ (القدر) ما تمكّنت، وقال البعض تصلّي عندهم ركعتين.

العاشرة: زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ الأولى

اشارة

العاشرة:زيارات الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عَلَیْهِ السَّلَامُ المطلقة التي لا تخصّ وقتاً معيّناً وهي عديدة:

أولاها : ما رواها الشهيد في المزار عن صفوان عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ. وصفتها أنّك إذا أردت زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ فاغتسل والبس ثوبين طاهرين ونَلْ شَيْئاً من الطِّيب، وإن لم تنَلْ أجزأك.

فإذا وقفت على باب الصحن فقل:

اللّهُمَّ إِنَّ هذا الحَرَمَ حَرَمُكَ وَالمَقَامَ مَقامُكَ وَأَنا أَدْخُلُ إِلَيْهِ أُناجِيكَ بِما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَمِنْ سِرِّي وَنَجْوايَ، الحَمْدُ للَّهِ الحَنَّانِ المَنَّانِ المُتَطَوِّلِ الَّذِي مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لِي زِيارَةَ مَوْلايَ بِإِحْسانِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِ مَمْنُوعاً وَلا عَنْ وِلايَتِهِ مَدْفُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ، اللّهُمَّ كَما مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَتِهِ وَادْخِلْنِي الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثُمَّ ادخل الصحن وَقل:

الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِهِ وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ وَمَنْ فَرَضَ عَلَيَّ

ص: 707

طاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ لِي وَتطَوُّلاً مِنْهُ عَلَيَّ وَمَنَّ عَلَيَّ بِالإيْمانِ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَدْخَلَنِي حَرَمَ أَخِي رَسُولِهِ وَأَرانِيهِ فِي عافِيَةٍ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ زُوَّارِ قَبْرِ وَصِيِّ رَسُولِهِ. أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جاءَ بِالحَقِّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً عَبْدُ اللَّهِ وَأَخو رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ والحَمْدُ للَّهِ عَلى هِدايَتِهِ وَتَوْفِيقِهِ بِما دَعا إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلِهِ، اللّهُمَّ إِنَّكَ أَفْضَلُ مَقْصُودٍ وَأَكْرَمُ مأْتِيٍّ وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمةِ وَبِأَخِيهِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَليِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي وَانْظُرْ إِليَّ نَظْرَةً رَحِيمَةً تُنْعِشُنِي بِها وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ .

ثم امشِ حتى تقف على باب الرواق واتجه للقبلة وقُلْ:

السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ أَمِينِ اللَّهِ عَلى وَحْيِهِ وَعَزائِمِ أَمْرِهِ الخاتِمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِحِ لِما اسْتُقْبِلَ وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ السَّكِينَةِ، السَّلامُ عَلى المَدْفُونِ بِالمَدِينَةِ، السَّلامُ عَلى المَنْصُورِ المُؤَيَّدِ، السَّلامُ عَلى أَبِّي القاسِمِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم ادخل الرواق وقدّم رجلك اليمنى قبل اليسرى وقف على باب القُبَّة وقُلْ:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جاءَ بِالحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ وَصَدَّقَ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ وَخِيَرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلى أَمِيرِ

ص: 708

المُؤْمِنِينَ عَبْدِ اللَّهِ وَأَخِي رَسُولِ اللَّهِ. يا مَوْلايَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ جاءكَ مُسْتَجِيراً بِذِمَّتِكَ قاصِداً إِلى حَرَمِكَ مُتَوَجِّهاً إِلى مَقامِكَ مُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ تَعالى بِكَ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ أَأَدْخُلُ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَأَدْخُلُ يا حُجَّةَ اللَّهِ أَأَدْخُلُ يا أمِينَ اللَّهِ أَأَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ المُقِيمِينَ فِي هذا المَشْهَدِ يا مَوْلايَ أَتَأْذَنُ لِي بِالدُّخُولِ أَفْضَلَ ما أَذِنْتَ لأحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ لَهُ أَهْلاً فَأنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ .

ثم قبّل العتبة وقدّم رجلك اليمنى على اليسرى وادخل وأنت تقول:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحِيمُ.

ثم امشِ حتى تحاذي القبر واستقبله بوجهك وقف قبل وصولك إليه وقُلْ:

السَّلامُ مِنَ اللَّهِ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ أَمِينِ اللَّهِ عَلى وَحْيِهِ وَرِسالاتِهِ وَعَزائِمِ أَمْرِهِ وَمَعْدِنِ الوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ الخاتِمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِحِ لِما اسْتُقْبِل وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ الشَّاهِدِ عَلى الخَلْقِ السِّراجِ المُنِيرِ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ المَظْلُومِينَ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأرْفَعَ وَأَشْرَفَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَصْفِيائِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ وَأَخِي رَسُولِكَ وَوَصِيِّ حَبِيبِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ وَالدَّلِيلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ القَوَّامِينَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ المُطَهَّرِينَ الَّذِينَ ارْتَضَيْتَهُمْ أَنْصاراً لِدِينِكَ

ص: 709

وَحَفَظَةً لِسِرِّكَ وَشُّهداءَ عَلى خَلْقِكَ وَأَعْلاماً لِعِبادِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. السَّلامُ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَليِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَخَلِيفَتِهِ وَالقائِمِ بِأَمْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلى الأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ، السَّلامُ عَلى الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلى الأئِمَّةِ المُسْتَوْدَعِينَ، السَّلامُ عَلى خاصَّةِ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلى المُتَوَسِّمِينَ، السَّلامُ عَلى المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ قامُوا بِأَمْرِهِ وَوَازَرُوا أَوْلِياءَ اللَّهِ وَخافُوا بِخَوْفِهِمْ، السَّلامُ عَلى المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ .

ثم ادنُ من القبر واستقبله واجعل القبلة خلفك وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ التُّقى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البَرُّ التَّقِيُّ النَقِيُّ الوَفِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الوَصِييِّنَ وَأَمِينَ رَبِّ العالَمِينَ وَدَيَّانَ يَوْمِ الدِّينِ وَخَيْرَ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدَ الصِدِّيقِينَ وَالصَفْوَةَ مِنْ سُلالَةِ النَّبِيِّينَ وَبابَ حِكْمَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَخازِنَ وَحْيِهِ وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ وَالنَّاصِحَ لِأُمَّةِ نَبِيِّهِ وَالتَّالِيَ لِرَسُولِهِ وَالمُواسِيَ لَهُ بِنَفْسِهِ وَالنَّاطِقَ بِحُجَّتِهِ وَالدَّاعِيَ إِلى شَرِيعَتِهِ وَالماضِيَ عَلى سُنَّتِهِ، اللّهُمَّ إِنِّي

ص: 710

أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ رَسُولِكَ ما حُمِّلَ وَرعى ما اسْتُحْفِظَ وَحَفِظَ ما اسْتُودِعَ وَحَلَّلَ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَأَقامَ أَحْكامَكَ وَجاهَدَ النَّاكِثِينَ فِي سَبِيلِكَ وَالقاسِطِينَ فِي حُكْمِكَ وَالمارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ صابِراً مُحْتَسِباً لا تأْخُذُهُ فِيكَ لَوْمَةُ لائِمٍ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَأَصْفِيائِكَ وَأَوْصِيَاءِ أَنْبِيائِكَ اللّهُمَّ هذا قَبْرُ وَلِيِّكَ الَّذِي فَرَضْتَ طاعَتَهُ وَجَعَلْتَ فِي أَعْناقِ عِبادِكَ مُبايَعَتَهُ وَخَلِيفَتِكَ الَّذِي بِهِ تَأْخُذُ وَتُعْطِي وَبِهِ تُثِيبُ وَتُعاقِبُ وَقَدْ قَصَدْتُهُ طَمَعاً لِما أَعْدَدْتَهُ لأَوْلِيائِكَ؛ فَبِعَظِيمِ قَدْرِهِ عِنْدَكَ وَجَلِيلِ خَطَرِهِ لَدَيْكَ وَقُرْبِ مَنْزِلَتِهِ مِنْكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ الكَرَمِ وَالجُودِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم قبل الضريح وقف ممّا يلي الرأس، وقُلْ:

يا مَوْلايَ إِلَيْكَ وُفُودِي وَبِكَ أَتَوَسَّلُ إِلى رَبِّي فِي بُلُوغِ مَقْصُودِي وَأَشْهَدُ أَنَّ المُتَوَسِّلَ بِكَ غَيْرُ خائِبٍ وَالطَّالِبَ بِكَ عَنْ مَعْرِفَةٍ غَيْرُ مَرْدُودٍ إِلاّ بِقَضاءِ حَوائِجِهِ، فَكُنْ لِي شَفِيعاً إِلَى اللَّهِ رَبِّكَ وَرَبِّي فِي قَضاءِ حَوائِجي وَتَيْسِيرِ أُمُورِي وَكَشْفِ شِدَّتِي وَغُفْرانِ ذَنْبِي وَسَعَةِ رِزْقِي وَتَطْوِيلِ عُمْرِي وَإِعْطاءِ سُؤْلِي فِي آخِرَتِي وَدُنْيايَ، اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ اللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ اللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الأَئِمَّةِ وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً لا تُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنْ العالَمِينَ عَذاباً كَثِيراً لا انْقِطاعَ لَهُ وَلا أَجَلَ وَلا أَمَدَ بِما شاقُّوا وُلاةَ أَمْرِكَ وَأَعِدَّ لَهُمْ عَذاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ وَأَدْخِلْ عَلى قَتَلَةِ أَنْصارِ رَسُولِكَ وَعَلى قَتَلَةِ أَمِيرِ

ص: 711

المُؤْمِنِينَ وَعَلى قَتَلَةِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلى قَتَلَةِ أَنْصارِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَقَتَلَةِ مَنْ قُتِلَ فِي وِلايَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أجْمَعِينَ عَذاباً أليماً مُضاعَفاً فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الجَحِيمِ لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذابُ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَدْ عايَنُوا النَّدامَةَ وَالخِزْيَ الطَّوِيلَ لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَتْباعِهِمْ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ، اللّهُمَّ العَنْهُمْ فِي مُسْتَسِرِّ السِرِّ وَظاهِرِ العَلانِيَةِ فِي أَرْضِكَ وَسَمائِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيائِكَ وَحَبِّبْ إِلَيَّ مَشاهِدَهُمْ وَمُسْتَقَرَّهُمْ حَتّى تُلْحِقَنِي بِهِمْ وَتَجْعَلَنِي لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم قبّل الضريح واستقبل قبر الإمام الحسين بن علي عَلَیْهِ السَّلَامُ بوجهك واجعل القبلة خلفك وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا الأَئِمَّةِ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَرِيعَ الدَّمْعَةِ السَّاكِبَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ المُصِيبةِ الراتِبةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ وَأَبِيكَ وَعَلى أُمِّكَ وَأَخِيكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَتِكَ وَبَنِيكَ. أَشْهَدُ لَقَدْ طَيَّبَ اللَّهُ بِكَ التُّرابَ وَأَوْضَحَ بِكَ الكِتابَ وَجَعَلَكَ وَأَباكَ وَجَدَّكَ وَأَخاكَ وَبَنِيكَ عِبْرَةً لأِولِي الألْبابِ، يا ابْنَ المَيامِينِ الأطْيابِ التَّالِينَ الكِتابَ وَجَّهْتُ سَلامِي إِلَيْكَ صَلَواتُ اللَّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْكَ وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْكَ ما خابَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكَ وَلَجَأَ إِلَيْكَ .

ثم تحوّل إلى عند الرجلين وقُلْ:

ص: 712

السَّلامُ عَلى أَبِي الأَئِمَّةِ وَخَلِيلِ النُّبُوَّةِ وَالمَخْصُوصِ بِالأُخُوَّةِ، السَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدِّينِ وَالإيْمانِ وَكَلِمَةِ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلى مِيْزانِ الأعْمالِ وَمُقَلِّبِ الأحْوالِ وَسَيْفِ ذِي الجَلالِ وَساقِي السَلْسَبِيلِ الزُّلالِ، السَّلامُ عَلى صالِحِ المُؤْمِنِينَ وَوارِثِ عِلْمِ النَبِييِّنَ وَالحاكِمِ يَوْمَ الدِّينَ، السَّلامُ عَلى شَجَرَةِ التَّقْوى وَسامِعِ السِّرِّ وَالنَّجْوى، السَّلامُ عَلى حُجَةِ اللَّهِ البالِغَةِ وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ وَنِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ، السَّلامُ عَلى الصِّراطِ الواضِحِ وَالنَّجْمِ اللائِحِ وَالإمامِ النَّاصِحِ وَالزِّنادِ القادِحِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثمّ قُلْ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ أَخِي نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَناصِرِهِ وَوَصِيِّهِ وَوَزِيرِهِ وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَبابِ حِكْمَتِهِ وَالناطِقِ بِحُجَّتِهِ وَالدَّاعِي إِلى شَرِيعَتِهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ وَمُفَرِّجِ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الفَجَرَةِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةَ هارُونَ مِنْ مُوسى، اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْصِياء أَنْبِيائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .

ثم عد إلى جانب الرأس لزيارة نبيَّيْ الله آدم ونوح عَلَیْهِمَا السَّلَامُ.

وقُلْ في زيارة نبيّ الله آدم عَلَیْهِ السَّلَامُ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ

ص: 713

اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا البَشَرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلى الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَذُرِّيَّتِكَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ صَلاةً لا يُحْصِيها إِلاّ هُوَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

وقل في زيارة نبيّ الله نوح عَلَیْهِ السَّلَامُ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَيْخَ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، صَلَواتُ اللَّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْكَ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلى الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم صلِّ ستّ ركعات تسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ركعتان منها لزيارة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ تقرأ في الركعةِ الأولى سورةَ (الحمد) وسورةَ (الرحمن)، وفي الركعةِ الثانية سورةَ (الحمد) وسورةَ (يَس)، وتتشهّد وتسلّم ثم سبّح تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ واستغفر اللَّهَ عزَّ وجلَّ وادعُ لنفسك ثمّ قُلْ:

اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ هَدِيَّةً مِنِّي إِلى سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَلِيِّكَ وَأَخِي رَسُولِكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدِ الوَصِيِّينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طالِبٍ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْها مِنِّي وَاجْزِنِي عَلى ذلِكَ جَزاءَ المُحْسِنِينَ، اللّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ وَلَكَ رَكَعْتُ وَلَكَ سَجَدْتُ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ؛ لِأَنَّهُ لا تَكُونُ الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ إِلاّ لَكَ لأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْ مِنِّي زِيارَتِي وَأعْطِنِي سُؤْلِي بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ .

ص: 714

ثم تهدي الأَربع ركعات الأُخَر إلى آدم عَلَیْهِ السَّلَامُ ونوح عَلَیْهِ السَّلَامُ ثم تسجد سجدة الشكر وقُلْ فيها:

اللّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَبِكَ اعْتَصَمْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، اللّهُمَّ أَنْتَ ثِقَتِي وَرَجائِي فَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي وَما لا يَهِمُّنِي وَما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، عَزَّ جارُكَ وَجَلَّ ثَناؤُكَ وَلا إِلهَ غَيْرُكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ.

ثم ضع خدّك الأيمن على الأَرض وقُلْ:

ارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ وَأُنْسِي بِكَ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ .

ثم ضع خدّك الأيسر على الأَرض وقُلْ:

لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ رَبِّي حَقّاً سَجَدْتُ لَكَ يا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقّاً، اللّهُمَّ إِنَّ عَمَلِي ضَعِيفٌ فَضاعِفْهُ لِي يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ .

ثم عُدْ إلى السجود وقُلْ: ( شكراً ) «مائة مرّة»، واجتهد في الدّعاء فإنَّه موضع مسألة وأكثِر من الاستغفار فإنَّه موضع مغفرة، واسأل الحوائج فإنَّه مقام إجابة.

وقال السيد ابن طاووس في المزار وكلما صلّيت صلاة فرضاً كانت أو نفلاً مدة مقامك بمشهد أمير المؤمنين ادع بهذا الدّعاء:

اللّهُمَّ لابُدَّ مِنْ أَمْرِكَ وَلابُدَّ مِنْ قَدَرِكَ وَلابُدَّ مِنْ قَضائِكَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ، اللّهُمَّ فَما قَضَيْتَ عَلَيْنا مِنْ قَضاءٍ أَوْ قَدَّرْتَ عَلَيْنا مِنْ قَدَرٍ فَأَعْطِنا مَعَهُ صَبْراً يَقْهَرُهُ وَيَدْمَغُهُ، وَاجْعَلْهُ لَنا صاعِداً فِي رِضْوانِكَ يُنْمِي فِي حَسَناتِنا وَتَفْضِيلِنا وَسَؤْدَدِنا وَشَرَفِنا وَمَجْدِنا وَنَعْمائِنا وَكَرامَتِنا

ص: 715

فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَلا تَنْقُصْ مِنْ حَسَناتِنا، اللّهُمَّ وَما أَعْطَيْتَنا مِنْ عَطاءٍ أوْ فَضَّلْتَنا بِهِ مِنْ فَضِيلَةٍ أَوْ أَكْرَمْتَنا مِنْ كَرامَةٍ فَأعْطِنا مَعَهُ شُكْراً يَقْهَرُهُ وَيَدْمَغُهُ وَاجْعَلْهُ لَنا صاعِداً فِي رِضْوانِكَ وَفِي حَسَناتِنا وَسَؤْدَدِنا وَشَرَفِنا وَنَعْمائِكَ وَكَرامَتِكَ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَلا تَجْعَلْهُ لَنا أَشَراً وَلا بَطَراً وَلا فِتْنَةً وَلا مَقْتاً وَلا عَذاباً وَلا خِزْياً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ، اللّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ عَثْرَةِ اللِّسانِ وَسُوءِ المَقامِ وَخِفَّةِ المِيزانِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلَقِّنا حَسَناتِنا فِي المَماتِ وَلا تُرِنا أَعْمالَنا حَسَراتٍ وَلا تُخْزِنا عِنْدَ قَضائِكَ وَلا تَفْضَحْنا بِسَيِّئاتِنا يَوْمَ نَلْقاكَ، وَاجْعَلْ قُلُوبَنا تَذْكُرُكَ وَلا تَنْساك وَتَخْشاكَ كَأَنَّها تَراكَ حَتّى تَلْقاكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَدِّلْ سَيِّئاتِنا حَسَناتٍ وَاجْعَلْ حَسَناتِنا دَرَجاتٍ وَاجْعَلْ دَرَجاتِنا غُرُفاتٍ وَاجْعَلْ غُرُفاتِنا عالِياتٍ، اللّهُمَّ وَأَوْسِعْ لِفَقِيرِنا مِنْ سَعَةِ ما قَضَيْتَ عَلى نَفْسِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمُنَّ عَلَيْنا بِالهُدى ما أَبْقَيْتَنا وَالكَرامَةِ ما أَحْيَيْتَنا وَالكَرامَةِ إِذا تَوَفَّيْتَنا وَالحِفْظِ فِيما بِقِيَ مِنْ عُمُرِنا وَالبَرَكَةِ فِيما رَزَقْتَنا وَالعَوْنِ عَلى ما حَمَّلْتَنا وَالثَّباتِ عَلى ما طَوَّقْتَنا، وَلا تُؤاخِذْنا بِظُلْمِنا وَلا تُقايِسْنا بِجَهْلِنا وَلا تَسْتَدْرِجْنا بِخَطايانا وَاجْعَلْ أَحْسَنَ ما نَقُولُ ثابِتاً فِي قُلُوبِنا وَاجْعَلْنا عُظَماءَ عِنْدَكَ وَأَذِلَّةً فِي أَنْفُسِنا وَانْفَعْنا بِما عَلَّمْتَنا وَزِدْنا عِلْماً نافِعاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ وَمِنْ عَيْنٍ لا تَدْمَعُ وَمِنْ صَلاةٍ لا تُقْبَلُ أَجِرْنا مِنْ سُوءِ الفِتَنِ يا وَلِيَّ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ .

زيارة رأس الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ عند رأس الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ:

وعن كتاب (المزار) لمحمّد ابن المشهدي أنّه زار الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ رأس الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ عند رأس الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ وصلّى عنده أربع ركعات وهذه هي الزيارة:

ص: 716

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْك يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الصِدِّيقَةِ الطَّاهِرَةِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلى الأَذى فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِباً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ خالَفُوكَ وَحارَبُوكَ وَأَنَّ الَّذِينَ خَذَلُوكَ وَالَّذِينَ قَتَلُوكَ مَلْعُونُونَ عَلى لِسانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى، لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمِينَ لَكُمْ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَضاعَفَ عَلَيْهِمُ العَذابَ الألِيمَ. أَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لأَوْلِيائِكَ مُعادِياً لِأَعْدائِكَ مُسْتَبْصِراً بِالهُدى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

ولعله هذه الزيارة تزار في مسجد الرأس الذي كان فيه مقام لرأس الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وهو ممّا يلي رأس الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ.

وروى محمّد ابن المشهديّ عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه زار الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في مسجد الحنانة بهذه الزيارة وصلّى أربع ركعات، ولا يخفى أنّ مسجد الحنانة من مساجد النجف الشريفة، وقد روي أنّ فيه رأس الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ. وروى أيضاً أنّ الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ صلّى هناك ركعتين فسُئِل: ما هذه الصلاة؟ فقال: هذا موضع رأس جدّي الحسين بن علي عَلَیْهِ السَّلَامُ وضعوه هنا عندما أتوا به من كربَلاءِ ثم ذهبوا به إلى عبيد اللَّهِ بن زياد. وروي أنّه عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: ادعُ هنالك، فقل:

اللّهُمَّ إِنَّكَ تَرى مَكانِي وَتَسْمَعُ كَلامِي وَلا يَخْفى عَلَيْكَ شَيْءٌ مِنْ أَمْرِي وَكَيْفَ يَخْفى عَلَيْكَ ما أَنْتَ مَكَوِّنُهُ وَبارِئُهُ، وَقَدْ جِئْتُكَ مُسْتَشْفِعاً

ص: 717

بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَمُتَوَسِّلاً بِوَصِيِّ رَسُولِكَ، فَأَسْأَلُكَ بِهِما ثَباتَ القَدَمِ وَالهُدى وَالمَغْفِرَةَ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ .

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ الثانية والثالثة

ثانيها : زيارة أمين اللَّهِ وقد تقدم ذكرها في أعمال يوم الغدير لأنّها من الزيارات المخصوصة في ذلك اليوم ص651.

ثالثها: ما رواه السيّد عبد الكريم ابن طاووس عن صفوان الجمّال قال: لما وافيت مع جعفر الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ الكوفة يريد أبا جعفر المنصور، قال لي: يا صفوان الجمال أَنِخْ الراحلة فهذا قبر جدّي أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ فأنختها ثم نزل فاغتسل وغيَّر ثوبه وتحفّى، وقال لي: افعلْ مثل ما أفعله.

ثم أخذ نحو الذَّكوة (النجف) وقال: قصّرْ خطاك وألقِ ذقنك نحو الأَرض فإنَّه يُكتب لك بكلِّ خطوة مائة ألف حسنة، ويمحي عنك مائة ألف سيئة، وترفع لك مائة ألف درجة، وتُقضى لك مائة ألف حاجة، ويُكتب لك ثواب كلّ صدّيق وشهيد مات أو قتل، ثمَّ مشى ومشيت معه على السكينة والوقار نسبّح ونقدّس ونهلّل إلى أن بلغنا الذَّكوات (التلول)، فوقف عَلَیْهِ السَّلَامُ ونظر يمنةً ويسرةً وخط بعكازته فقال لي: اطلب فطلبت فإذا أثر القبر ثم أرسل دموعه على خده وقال:(إِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ).

وقال:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البَرُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّبَأُ العَظِيمُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الرَّشِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَرُّ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ عَلى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ. أَشْهَدُ أَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ وَخاصَّةُ اللَّهِ وَخالِصَتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَمَوْضِعَ سِرِّهِ وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ وَخازِنَ وَحْيِهِ .

ص: 718

ثم انكبّ على القبر وقال:

بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ يا حُجَّةَ الخِصامِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا بابَ المَقامِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا نُورَ اللَّهِ التَّامَّ أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وَعَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ما حُمِّلْتَ وَرَعَيْتَ ما اسْتُحْفِظْتَ وَحَفِظْتَ ما اسْتُوْدِعْتَ وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللَّهِ وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللَّهِ وَأَقَمْتَ أَحْكامَ اللَّهِ وَلَمْ تَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى الأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِكَ .

ثم قام عَلَیْهِ السَّلَامُ فصلّى عند الرأس ركعات، وقال: يا صفوان من زار أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ بهذه الزيارة وصلّى بهذه الصلاة رجع إلى أهله مغفُوراً ذنبه مشكوراً سعيه ويكتب له ثواب كلّ من زاره من الملائكة قلت: ثواب كلّ من يزوره من الملائكة؟ قال: بلى يزوره في كلِّ ليلة سبعون قبيلة. قلت كم القبيلة؟ قال: مائة ألف ثم خرج من عنده القهقرى وهو يقول:

يا جَدَّاهُ يا سَيِّداهُ يا طَيِّباهُ يا طاهِراهُ لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْكَ وَرَزَقَنِى العَوْدَ إِلَيْكَ وَالمُقامَ فِي حَرَمِكَ وَالكَوْنَ مَعَكَ وَمَعَ الأَبْرارِ مِنْ وُلْدِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى المَلائِكَةِ المُحْدِقِينَ بِكَ .

قال صفوان: يا سيدي أتأذن لي أن أخبر أصحابنا من أهل الكوفة وأدلهم على هذا القبر، فقال: نعم، وأعطاني دراهم وأصلحت القبر.

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ الرابعة

رابعها : ما رواه الكلينيّ عن أبي الحسن الثالث الإمام علي بن محمّد النقي عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: تقول عند قبر أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ وَأَوَّلُ مَنْ غُصِبَ حَقُّهُ صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ فَأَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيْتَ اللَّهَ وَأَنْتَ شَهِيدٌ

ص: 719

عَذَّبَ اللَّهُ قاتِلَكَ بِأَنْواعِ العَذابِ وَجَدَّدَ عَلَيْهِ العَذابَ جِئْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ مُعادِياً لأعْدائِكَ وَمَنْ ظَلَمَكَ أَلقى عَلى ذلِكَ رَبِّي إِنْ شَاءَ اللَّهُ يا وَلِيَّ اللَّهِ إِنَّ لِي ذُنُوباً كَثِيرَةً فَاشْفَعْ لِي إِلى رَبِّكَ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقاماً مَعْلوماً وَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ جاهاً وَشَفاعَةً وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعالى وَلا يَشْفَعُونَ إِلاّ لِمَنْ ارْتَضى.

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ الخامسة

خامسها: ما رواه في الكافي والتهذيب

تَقُولُ:عند قبر الإمام أمیر المؤمنین عَلَیْهِ السَّلَامُ:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا خَلِيفَةَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ النَّبِيِّينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا قَسِيمَ الْجَنَّةِ والنَّارِ وصَاحِبَ الْعَصَا والْمِيسَمِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ كَلِمَةُ التَّقْوَى وبَابُ الْهُدَى والْعُرْوَةُ الْوُثْقَى والْحَبْلُ الْمَتِينُ والصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ، وأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ، وشَاهِدُه عَلَى عِبَادِهِ، وأَمِينُهُ عَلَى عِلْمِهِ، وخَازِنُ سِرِّه ومَوْضِعُ حِكْمَتِه وأَخُو رَسُولِه عَلَیْهِ السَّلَامُ وأَشْهَدُ أَنَّ دَعْوَتَكَ حَقٌّ، وكُلَّ دَاعٍ مَنْصُوبٍ دُونَكَ بَاطِلٌ مَدْحُوضٌ، أَنْتَ أَوَّلُ مَظْلُومٍ، وأَوَّلُ مَغْصُوبٍ حَقُّهُ فَصَبَرْتَ واحْتَسَبْتَ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ واعْتَدَى عَلَيْكَ وصَدَّ عَنْكَ لَعْناً كَثِيراً يَلْعَنُهُمْ بِه كُلُّ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ، وكُلُّ نَبِيٍّ مُرْسَلٍ، وكُلُّ عَبْدٍ مُؤْمِنٍ مُمْتَحَنٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وصَلَّى اللَّهُ عَلَى رُوحِكَ وبَدَنِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وأَمِينُه بَلَّغْتَ نَاصِحاً وأَدَّيْتَ أَمِيناً وقُتِلْتَ صِدِّيقاً ومَضَيْتَ عَلَى يَقِينٍ لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلَى هُدىً ولَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلَى بَاطِلٍ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ

ص: 720

الصَّلاَةَ وآتَيْتَ الزَّكَاةَ وأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ونَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ واتَّبَعْتَ الرَّسُولَ ونَصَحْتَ لِلأُمَّةِ وتَلَوْتَ الْكِتَابَ حَقَّ تِلاَوَتِه وجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِه ودَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِه بِالْحِكْمَةِ والْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ ودَعَوْتَ إِلَيْه عَلَى بَصِيرَةٍ وبَلَّغْتَ مَا أُمِرْتَ بِه وقُمْتَ بِحَقِّ اللَّهِ غَيْرَ وَاهِنٍ ولاَ مُوهِنٍ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ صَلاَةً مُتَّبَعَةً مُتَوَاصِلَةً مُتَرَادِفَةً يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضاً لاَ انْقِطَاعَ لَهَا ولاَ أَمَدَ ولاَ أَجَلَ والسَّلاَمُ عَلَيْكَ ورَحْمَةُ اللَّهِ وبَرَكَاتُهُ، وجَزَاكَ اللَّهُ مِنْ صِدِّيقٍ خَيْراً عَنْ رَعِيَّتِهِ، أَشْهَدُ أَنَّ الْجِهَادَ مَعَكَ جِهَادٌ وأَنَّ الْحَقَّ مَعَكَ وإِلَيْكَ وأَنْتَ أَهْلُه ومَعْدِنُه ومِيرَاثَ النُّبُوَّةِ عِنْدَكَ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وسَلَّمَ تَسْلِيماً وعَذَّبَ اللَّهُ قَاتِلَكَ بِأَنْوَاعِ الْعَذَابِ، أَتَيْتُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَارِفاً بِحَقِّكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ مُعَادِياً لأَعْدَائِكَ مُوَالِياً لأَوْلِيَائِكَ، بِأَبِي أَنْتَ وأُمِّي أَتَيْتُكَ عَائِذاً بِكَ مِنْ نَارٍ اسْتَحَقَّهَا مِثْلِي بِمَا جَنَيْتُ عَلَى نَفْسِي، أَتَيْتُكَ زَائِراً أَبْتَغِي بِزِيَارَتِكَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، أَتَيْتُكَ هَارِباً مِنْ ذُنُوبِيَ الَّتِي احْتَطَبْتُهَا عَلَى ظَهْرِي، أَتَيْتُكَ وَافِداً لِعَظِيمِ حَالِكَ ومَنْزِلَتِكَ عِنْدَ رَبِّي فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ فَإِنَّ لِي ذُنُوباً كَثِيرَةً وإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقَاماً مَعْلُوماً وجَاهاً عَظِيماً وشَأْناً كَبِيراً وشَفَاعَةً مَقْبُولَةً وقَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ: (ولا يَشْفَعُونَ إِلاَّ لِمَنِ ارْتَضى)، اللَّهُمَّ رَبَّ الأَرْبَابِ صَرِيخَ الأَحْبَابِ إِنِّي عُذْتُ بِأَخِي رَسُولِكَ مَعَاذاً فَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، آمَنْتُ بِاللَّهِ ومَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ، وأَتَوَلَّى آخِرَكُمْ بِمَا تَوَلَّيْتُ بِه أَوَّلَكُمْ، وكَفَرْتُ بِالْجِبْتِ والطَّاغُوتِ واللاَّتِ والْعُزَّى.

ص: 721

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَيْهِ السَّلَامُ السادسة

سادسها: ما رواه في مستدرك الوسائل عن المزار القديم.

روي عن مولانا الإمام محمّد الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه قال: مضيت مع والدي علي بن الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ إلى قبر جدّي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عَلَیْهِ السَّلَامُ بالنجف بناحية الكوفة، فوقف عليه ثم بكى، وقال:

السَّلامُ عَلَى أَبِي الأَئِمَّةِ، وَخَلِيلِ النُّبُوَّةِ، وَالْمَخْصُوصِ بِالأُْخُوَّةِ، السَّلامُ عَلَى يَعْسُوبِ الإِْيمانِ، وَمِيزانِ الأَْعْمالِ، وَسَيْفِ ذِي الْجَلالِ، السَّلامُ عَلَى صالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَالْحاكِمِ فِي يَوْمَ الدِّينَ، السَّلامُ عَلَى شَجَرَةِ التَّقْوَى، السَّلامُ عَلَى حُجَّةِ اللَّهِ الْبالِغَةِ، وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ، وَنِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ، السَّلامُ عَلَى الصّراطِ الْواضِحِ، وَالنَّجْمِ اللاَّئِحِ، وَالإِْمامِ النَّاصِحِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثم قال:

أَنْتَ وَسِيلَتِي إِلَى اللَّهِ وَذَرِيعَتِي، وَلِيَ حَقُّ مُوالاتِي وَتَأْمِيلِي فَكُنْ شَفِيعِي إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْوُقُوفِ عَلَى قَضَاءِ حاجَتِي، وَهِيَ فَكاكُ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَاصْرِفْنِي فِي مَوْقِفِي هذَا بِالنُّجْحِ بِما سَأَلْتُهُ كُلَّهُ بِرَحْمَتِهِ وَقُدْرَتِهِ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي عَقْلاً كامِلاً، وَلُبّاً راجِحاً، وَقَلْباً ذَكِيّاً، وَعَمَلاً كَثِيراً، وَأَدَباً بارِعاً، وَاجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ لِي، وَلاَ تَجْعَلْهُ عَلَيَّ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

وداع الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ

وداع الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ

قال في كامل الزيارات حدثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد في كتاب الجامع، يروي عن أبي الحسن (ع)، قال: إذا أردت ان تودع قبر أمير المؤمنين (ع) فقل:

ص: 722

السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، امَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرُّسُلِ، وَبِما جَاءَتْ بِهِ وَدَعَتْ إِلَيْهِ وَدَلَّتْ عَلَيْهِ، فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ. اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ اخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيَّاهُ، فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلَى مَا شَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ الأَئِمَّةُ _ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَالْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ وَعَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ وَعَلِيُّ بْنُ مُوسَى وَمُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَعَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ وَالْحُجَّةُ بْنُ الْحَسَنِ _ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ قَتَلَهُمْ وَحَارَبَهُمْ مُشْرِكُونَ، وَمَنْ رَدَّ عَلَيْهِمْ وَرَدَّ عِلْمَهُمْ فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الْجَحِيمِ. وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ حارَبَهُمْ لَنا أَعْداءُ وَنَحْنُ مِنْهُمْ بُراءُ، وَأَنَّهُمْ حِزْبُ الشَّيْطانِ وَعَلَى مَنْ قَتَلَهُمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَمَنْ شَرِكَ فِيهِمْ وَمَنْ سَرَّهُ قَتْلَهُمْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بَعْدَ الصَّلاةِ وَالتَّسْلِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ _ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيٍّ بْنِ مُوسَى وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ _ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَلا تَجْعَلْهُ اخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاحْشُرْنِي مَعَ هَؤُلاءِ الْمُسَمَّيْنَ الأَئِمَّةِ. اللَّهُمَّ وَذَلِّلْ قُلُوبَنا لَهُمْ بِالطَّاعَةِ وَالْمُناصَحَةِ وَالْمَحَبَّةِ وَحُسْنِ الْمُؤازَرَةِ.

ص: 723

الحادية عشرة: زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) الأولى والثانية

اشارة

الحادية عشرة:زيارات الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ المطلقة غير المخصوصة بوقت معين وهي عديدة:

اشارة

أولاها: زيارة وارث المشهورة وقد تقدمت في أعمال ليلة الجمعة ص.

ثانيها: ما رواه الكلينيّ في (الكافي) بسنده عن الحسين بن ثوير في حديث قال: فقلت: جعلت فداك إنِّي كَثِيراً ما أذكر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ فأيّ شيء أقول؟.

قال: تقول وتعيد ذلك «ثلاثاً»:

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ .

فإن السلام يصل إليه من قريبٍ وبعيدٍ.

ثم قال: إنّ أبا عبد اللَّه عَلَیْهِ السَّلَامُ لما مضى بكت السماوات السبع والأَرضون السبع وما فيهن وما بينهن ومن يتقلّب في الجنَّةِ والنار من خلق ربنا وما يرى ومالا يرى بكاءً على أبي عبد اللَّه عَلَیْهِ السَّلَامُ إِلاّ ثلاثة أشياء لم تبكِ عليه.

قلت: جُعلت فداك ما هذه الثلاثة الأشياء؟ قال: لم تبكِ عليه البصرة ولا دمشق ولا آل عثمان.

قال قلت: جُعلت فداك إنِّي أريد أن أزوره فكيف أقول وكيف أصنع؟ قال: إذا أتيت أبا عبد اللَّه عَلَیْهِ السَّلَامُ فاغتسل على شاطئ الفرات ثمّ البس ثيابك الطاهرة ثمَّ امشِ حافياً فإنك في حرم من حرم اللَّهِ ورسولهِ بالتكبير والتهليل والتمجيد والتسبيح والتحميد والتعظيم للَّهِ كَثِيراً والصلاة على محمّد وأهل بيته حتى تصير إلى باب الحائر ثمّ قُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ وَزُوَّارَ قَبْرِ ابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ .

ص: 724

ثم اخطُ عشر خُطىً، ثم قف فكبر «ثلاثين» تكبيرة، ثم امشِ إلى القبر من قبل وجهه واستقبل وجهك بوجهه، واجعل القبلة بين كتفيك ثم تقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتِيلَ اللَّهِ وَابْنَ قَتِيلِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وِتْرَ اللَّهِ المَوْتُورِ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ، أَشْهَدُ أَنَّ دَمَكَ سَكَنَ فِي الخُلْدِ وَاقْشَعَرَّتْ لَهُ أَظِلَّةُ العَرْشِ وَبَكى لَهُ جَمِيعُ الخَلائِقِ وَبَكَتْ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ وَما فِيهِنَّ وَما بَيْنَهُنَّ وَمَنْ يَتَقَلَّبُ فِي الجَنَّةِ وَالنَّار مِنْ خَلْقِ رَبِّنا وَما يُرى وَما لاَ يُرى، أَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ وَابْنُ حُجَّتِهِ وَاشْهَدُ أَنَّكَ قَتِيلُ اللَّهِ وَابْنُ قَتِيلِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ ثارُ اللَّهِ وَابْنُ ثارِهِ وَاشْهَدُ أَنَّكَ وِتْرُ اللَّهِ المَوْتُورُ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَنَصَحْتَ وَوَفَيْتَ وَأَوْفَيْتَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً وَمُسْتَشْهِداً وَشاهِداًوَمَشْهُوداً، أَنا عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلاكَ وَفِي طاعَتِكَ وَالوافِدُ إِلَيْكَ أَلْتَمِسُ كَمالَ المَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ وثَباتَ القَدَمِ فِي الهِجْرَةِ إِلَيْكَ وَالسَّبِيلَ الَّذِي لا يَخْتَلِجُ دُونَكَ مِنَ الدُّخُولِ فِي كَفالَتِكَ الَّتِي أُمِرْتَ بِها، مِنْ أَرادَ اللَّهَ بَدَأَ بِكُمْ، بِكُمْ يُبَيِّنُ اللَّهُ الكَذِبَ، وَبِكُمْ يُباعِدُ اللَّهُ الزَّمانَ الكَلِبَ، وَبِكُمْ فَتَحَ اللَّهُ، وَبِكُمْ يَخْتِمُ اللَّهُ، وَبِكُمْ يَمْحُو ما يَشاءُ وَبِكُمْ يُثْبِتُ وَبِكُمْ يَفُكُّ الذُّلَّ مِنْ رِقابِنا وَبِكُمْ يُدْرِكُ اللَّهُ تِرَةَ كُلِّ مُؤْمِنٍ يُطْلَبُ بِها وَبِكُمْ تُنْبِتُ الأَرضُ أَشْجارَها وَبِكُمْ تُخْرِجُ الأَشْجارُ أَثْمارَها وَبِكُمْ تُنْزِلُ السَّماءُ قَطْرَها وَرِزْقَها وَبِكُمْ يَكْشِفُ اللَّهُ الكَرْبَ وَبِكُمْ يُنَزِّلُ اللَّهُ الغَيْثَ وَبِكُمْ تُسَبِّحُ الأَرضُ الَّتِي تَحْمِلُ أَبْدانَكُمْ وَتَسْتَقِرُّ جِبالُها عَنْ مَراسِيها، إِرادَةُ

ص: 725

الرَّبِّ فِي مَقادِيرِ أُمورِهِ تَهْبِطُ إِلَيْكُمْ وَتَصْدُرُ مِنْ بُيُوتِكُمْ وَالصَّادِرُ عَمَّا فُصِّلَ مِنْ أَحْكامِ العِبادِ، لُعِنَتْ أُمَّةٌ قَتَلَتْكُمْ وَأُمَّةٌ خالَفَتْكُمْ وَأُمَّةٌ جَحَدَتْ وِلايَتَكُمْ وَأُمَّةٌ ظاهَرَتْ عَلَيْكُمْ وَأُمَّةٌ شَهِدَتْ وَلَمْ تَسْتَشْهِدْ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَأْواهُمْ (مَثْواهُمْ) وَبِئْسَ وِرْدُ الوارِدِينَ وَبِئْسَ الورْدُ المَوْرُودُ وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ .

وقل «ثلاثَ مرّاتٍ»:

وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ.

وقل «ثلاثَ مرّاتٍ»:

أَنّا إِلَى اللَّهِ مِمَّنْ خالَفَكَ بَرِيٌ .

ثم تقوم فتأتي ابنه علياً وهو عند رجليه فتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خَدِيجَةَ وَفاطِمَةَ.

ثم تقول ثلاثاً:

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ .

ثم تقول:

أَنا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِيٌ .

ثمّ تقوم فتومئ بيدك إلى الشّهداء (رضي اللَّهُ عنهم) وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، فُزْتُمْ وَاللَّهِ، فُزْتُمْ وَاللَّهِ، فُزْتُمْ وَاللَّهِ، فَلَيْتَ أَنِّي مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً .

ص: 726

ثم تدور فتجعل قبر أبي عبد اللَّه عَلَیْهِ السَّلَامُ بين يديك، أي تقف خلف القبر المطهر، فتصلّي ستّ ركعات، وقد تمت زيارتك فإن شئت فانصرف.

قال الصدوق إنِّي قد ذكرت في كتابي (المزار) و(المقتل) أنواعاً من الزيارات وانتخبت هذه الزيارة لهذا الكتاب فإنّها أصحُّ الزيارات عندي روايةً وهي تكفينا وتفي بالمقصود انتهى.

زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) الثالثة

ثالثها: ما رواه الشيخ الكلينيّ عن الإمام علي النقيّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: تقول عند رأس الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَشاهِدَهُ عَلى خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَتَّى أَتاكَ اليَقِينُ فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ حَيّاً وَمَيِّتاً .

ثم تضع خدّك الأيمن على القبر وتقول:

أَشْهَدُ أَنَّكَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكَ جِئْتُ مُقِرّاً بِالذُّنُوبِ لِتَشْفَعَ لِي عِنْدَ رَبِّكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ .

ثم تذكر الأئمّة عَلَیْهِ السَّلَامُ وقُلْ:

يا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبِ، يا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، يا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، يا عليُّ بْنُ الحُسَيْنِ يا مُحَمَّدُ بنُ عَلِيٍّ، يا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، يا مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، يا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى، يا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، يا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، يا حَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، يا حُجَّةُ بْنُ الحَسَنِ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ حُجَجُ اللَّهِ .

ص: 727

ثمّ قُلْ:

اكْتُبْ لِي عِنْدَكَ مِيثاقاً وَعَهْداً إِنِّي أَتَيْتُكَ مُجَدِّداً المِيثاقَ فَاشْهَدْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ إِنَّكَ أَنْتَ الشَّاهِدُ .

زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) الرابعة

رابعها : ما رواه في كامل الزيارات عن عمّار عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: تقول إذا انتهيت إلى قبره عَلَیْهِ السَّلَامُ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ رِضاهُ مِنْ رِضى الرَّحْمانِ وَسَخَطُهُ مِنْ سَخَطِ الرَّحْمانِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللَّهِ وَحُجَّةَ اللَّهِ وَبابَ اللَّهِ وَالدَّلِيلَ عَلَى اللَّهِ وَالدَّاعِيَ إِلَى اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ حَلَّلْتَ حَلالَ اللَّهِ وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللَّهِ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَدَعَوْتَ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَمَنْ قُتِلَ مَعَكَ شُهَداءٌ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ قاتِلَكَ فِي النَّارِ أَدِينُ اللَّهَ بِالبَراءَةِ مِمَّنْ قَتَلَكَ وَمِمَّنْ قاتَلَكَ وَشايَعَ عَلَيْكَ وَمِمَّنْ جَمَعَ عَلَيْكَ وَمِمَّنْ سَمِعَ صَوْتَكَ وَلَمْ يُعِنْكَ يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً .

زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) الخامسة

خامسها: ما رواه في كامل الزيارات عن المفضل بن عمر.

عن جابر الجعفيّ، قال: قال أبو عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ للمفضّل: كم بينك وبين قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: قلت: بأبي أنت وأمّي يوم وبعض يوم آخر، قال: فتزوره، فقال: نعم، فقال: ألا أبشّرك ألا أفرحك ببعض ثوابه، قلت: بلى جعلت فداك، قال: فقال لي: إنّ الرجل منكم ليأخذ في جهازه ويتهيّأ لزيارته فيتباشر به

ص: 728

أهل السماء، فإذا خرج من باب منزله راكباً أو ماشياً وكّل الله به أربعة آلاف ملك من الملائكة يصلّون عليه حتى يوافي قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ. يا مفضّل إذا أتيت قبر الحسين بن علي عَلَیْهِمَا السَّلَامُ فقف بالباب وقُلْ هذه الكلمات، فإنّ لك بكلِّ كلمة كفلاً من رحمة الله، فقلت: ما هي جعلت فداك، قال: تقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَارِثَ مُوسَى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسَى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَارِثَ عَلِيٍّ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الْحَسَنِ الرَّضِيِّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَصِيُّ الْبَارُّ التَّقِيُّ، السَّلامُ الأَْرْواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ، السَّلامُ عَلَى مَلائِكَةِ اللَّهِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثم تسعى، فلك بكلِّ قدم رفعتها أو وضعتها كثواب المتشحّط بدمه في سبيل الله، فإذا سلّمت على القبر فالتمسه بيدك وقُلْ:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ في أَرْضِهِ.

ثم تمضي إلى صلواتك، ولك بكلِّ ركعة ركعتها عنده كثواب من حجّ واعتمر ألف مرّة، وأعتق ألف رقبة، وكأنّما وقف في سبيل الله ألف مرّة مع نبيّ مرسل. فإذا انقلبت من عند قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ناداك منادٍ لو سمعت مقالته

ص: 729

لأقمت عمرك عند قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وهو يقول: طوبى لك أيها العبد قد غنمت وسلمت، وقد غفر لك ما سلف فاستأنف العمل. فإن مات في عامه أو في ليلته أو يومه لم يلِ قبض روحه إلاّ الله، وتقبل الملائكة معه، ويستغفرون له ويصلّون عليه حتى يوافي منزله، وتقول الملائكة: يا ربّ هذا عبدك وقد وافى قبر ابن نبيّك صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وقد وافى منزله فأين نذهب، فيأتيهم النداء من السماء: يا ملائكتي قفوا بباب عبدي، فسبّحوا وقدّسوا، واكتبوا ذلك في حسناته إلى يومِ يتوفى. قال: فلا يزالون ببابه إلى يومِ يتوفى، يسبّحون الله ويقدّسونه ويكتبون ذلك في حسناته، فإذا توفى شهدوا كفنه وغسله والصلاة عليه، ويقولون: ربّنا وكّلتنا بباب عبدك وقد توفي فأين نذهب، فينادي بهم: يا ملائكتي قفوا بقبر عبدي فسبّحوا وقدّسوا واكتبوا ذلك في حسناته إلى يومِ القيامة.

زيارة الإمام الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ السادسة والسابعة

سادسها : ما رواه في كامل الزيارات عن معاوية بن عمّار، قال: قلت لأبي عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ: ما أقول إذا أتيت قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: قل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، رَحِمَكَ اللَّهُ يا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ شَرِكَ فِي دَمِكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، أَنَا إِلَى اللَّهِ مِنْ ذلِكَ بَرِيءٌ.

سابعها : ما رواه في كامل الزيارات عن إبراهيم بن أبي البلاد، قال: قلت لأبي الحسن عَلَیْهِ السَّلَامُ: ما تقول في زيارة قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، فقال لي: ما تقولون أنتم فيه، فقلت: بعضنا يقول: حجّة، وبعضنا يقول: عمرة، قال: فأيّ شيء تقول إذا أتيت، فقلت: أقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَاتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ،

ص: 730

وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَدَعَوْتَ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ سَفَكُوا دَمَكَ وَاسْتَحَلُّوا حُرْمَتَكَ مَلْعُونُونَ مُعَذَّبُونَ عَلَى لِسانِ داوُدَ وَعِيسَى بْنِ مَرْيَمَ، ذلِكَ بِما عَصَوْا وَكانُوا يَعْتَدُونَ.

زيارة الإمام الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ الثامنة

ثامنها : ما رواه في كامل الزيارات عن ابان، عن الحسين بن عطية أبي ناب بياع السابريّ، قال: سمعت أبا عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ وهو يقول: من أتى قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ كتب اللَّهُ له حجّة وعمرة، وعمرة وحجّة، قال: قلت: جعلت فداك فما أقول إذا أتيته، قال: تقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَومَ وُلِدْتَ وَيَوْمَ تَمُوتُ وَيَوْمَ تُبْعَثُ حَيّاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ حَيٌّ شَهِيدٌ تُرْزَقُ عِنْدَ رَبِّكَ، وَأَتَوَلَّى وَلِيِّكَ وَأَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الَّذِينَ قاتَلُوكَ وَانْتَهَكُوا حَرَمَكَ مَلْعُونُونَ عَلَى لِسَانِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ. وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ . أَسْأَلُ اللَّهَ وَلِيَّكَ وَوَلِيَّنا أَنْ يَجْعَلَ تُحْفَتَنا مِن زِيَارَتِكَ الصَّلاةَ عَلَى نَبِيِّنا، وَالْمَغْفِرَةَ لِذُنُوبِنا، اشْفَعْ لِي يا ابنَ رَسُولِ اللَّهِ عِنْدَ رَبِّكَ.

زيارة الإمام الحسين عَلَيْهِ السَّلَامُ عن بُعد

تاسعها : زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ عن بعد

قال في البحار وجدت بخط بعض الأفاضل نقلاً من خط الشهيد ابن مكيّ قدّس اللَّهُ روحهما عنه عن أبي الحسن الفارسيّ قال: كنت كثير الزيارة لمولانا أبي عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ فقلَّ مالي وضعف من الكبر جسمي، فتركت الزيارة

ص: 731

فرأيت ذات ليلة رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في المنام ومعه الحسن والحسين فمررت بهم، فقال الحسين: يا رسول اللَّهِ هذا الرجل كان يكثر زيارتي فانقطع عني، فقال رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: أعن مثل الحسين تهاجر وتترك زيارته؟ فقلت: يا رسول اللَّهِ حاشا لي أن أهجر مولاي لكني ضعفت وكبرت ولهذا عزت زيارته ولقلة مالي تركت زيارته. فقال عَلَیْهِ السَّلَامُ: اصعد كلّ ليلة على سطح دارك وأشر بإصبعك السبابة إليه، وقُلْ:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ وعلَى جَدِّكَ وَأَبِيكَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمِّكَ وَأَخِيكَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأَئِمَّةِ مِنْ بَنِيكَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الدَّمْعَةِ السَّاكِبَةِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ المُصِيبَةِ الرَّاتِبَةِ، لَقَدْ أَصْبَحَ كِتَابُ اللَّهِ فِيكَ مَهْجوراً، وَرَسُوْلُ اللَّهِ فِيكَ مَحْزُوناً وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلاَمُ عَلَى أَنْصَارِ اللَّهِ وَخُلَفَائِهِ السَّلاَمُ عَلَى أُمَنَاءِ اللَّهِ وَأَحِبَّائِهِ السَّلاَمُ عَلَى مَحَالِّ مَعْرِفَةِ اللَّهِ وَمَعَادِنِ حِكْمَةِ اللَّهِ وَحَفَظَةِ سِرِّ اللَّهِ وَحَمَلَةِ كِتَابِ اللَّهِ وَأَوْصِيَاءِ نَبِيِّ اللَّهِ وَذُرِّيَّةِ رَسُوْلِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

ثم سل ما شئت فان زيارتك تقبل من قريب وبعيد.

عاشرها: زيارة قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ عن بُعد أيضاً. ذكرها في كامل الزيارات في يوم الجمعة قد تقدّمت في أعمال يوم الجمعة ص111.

وداع قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ:

قد تقدّم وداع قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ بعد زيارة وارث في أعمال ليلة الجمعة ص89.

ص: 732

الثانية عشرة: زيارة الإمامين الكاظميين عَلَيْهِمَا السَّلَامُ

اشارة

الثانية عشرة

زيارات الإمامين الكاظميين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ

أوّلاً: زيارة الإمام موسى بن جعفر عَلَيْهِ السَّلَامُ الأولى

اشارة

أوّلاً : زيارة الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ وذكرت له عدّة زيارات:

أولاها: على ما رواه في البحار عن السيّد ابن طاووس في المزار كما يلي: إذا أردت زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ فينبغي أن تغتسل ثم تأتي المشهد المقدَّس وعليك السكينة والوقار فإذا أتيته فقف على بابه وقُلْ:

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، الحَمْدُ للَّهِ على هِدايَتِهِ لِدِينِهِ وَالتَّوْفِيقِ لِما دَعا إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلِهِ، اللّهُمَّ إِنَّكَ أَكْرَمُ مَقْصُودٍ وَأَكْرَمُ مَأْتِيٍّ وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتّقَرِّباً إِلَيْكَ بِابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطَّاهِرِينَ وَأَبْنائِهِ الطَيِّبِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تُخَيِّبْ سَعْيِي وَلا تَقْطَعْ رَجائِي وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ .

ثم ادخل وقدِّم رجلك اليُمنى وقُلْ:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ .

فإذا وصلت باب القُبَّة فقف عليه واستأذن تقول:

أَأَدْخُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَأَدْخُلُ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ، أَأَدْخُلُ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنِ، أَأَدْخُلُ يا أبا مُحَمَّدٍ عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ، أَأَدْخُلُ يا أبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَأَدْخُلُ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا جَعْفَرٍ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ .

ص: 733

وادخل وقُلْ «أربعاً»: ( اللَّهُ أَكْبَرُ )، ثم قف مستقبلاً القبر واجعل القبلة بين كتفيك وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللَّهِ وَابْنَ أَمِينِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الهُدى السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الدِّينِ وَالتُّقى السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ المُرْسَلِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نائِبَ الأَوْصِياء السَّابِقِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الوَحْي المُبِينِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ العِلْمِ اليَقِينِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ عِلْمِ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمَامُ الصَّالِحُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمَامُ الزَّاهِدُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمَامُ العابِدُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمَامُ السَيِّدُ الرَّشِيدُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإِمامُ المَقْتُولُ الشَّهِيدُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَابْنَ وَصِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا مُوْسى بْنَ جَعْفَرٍ وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ ما حَمَّلَكَ وَحَفِظْتَ ما اسْتَوْدَعَكَ وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللَّهِ وَحَرَّمْتَ حرامَ اللَّهِ وَأَقَمْتَ أَحْكامَ اللَّهِ وَتَلَوْتَ كِتابَ اللَّهِ وَصَبَرْتَ عَلى الأذى فِي جَنْبِ اللَّهِ وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطَّاهِرُونَ وَأَجْدادُكَ الطَيِّبُونَ الأَوْصِيَاءُ الهَادُونَ الأَئِمَّةُ المَهْدِيُّونَ لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلى باطِلٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، وَأَنَّكَ أَدَّيْتَ الأمانَةَ وَاجْتَنَبْتَ الخِيانَةَ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً

ص: 734

مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ؛ فَجَزاكَ اللَّهُ عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ وَأَشْرَفَ الجَزاءِ. أَتَيْتُكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُقِرَّاً بِفَضْلِكَ مُحْتَمِلاً لِعِلْمِكَ مُحْتَجِباً بِذِمَّتِكَ عائِذاً بِقَبْرِكَ لائِذاً بِضَرِيحِكَ مُسْتَشْفِعاً بِكَ إِلَى اللَّهِ، مُوالِياً لأوْلِيائِكَ مُعادِياً لأعْدائِكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ وَبِالهُدى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ عالِماً بِضَلالَةِ مَنْ خَالَفَكَ وَبِالعَمى الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ. بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوَلَدِي يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِزِيارَتِكَ إِلَى اللَّهِ تَعالى وَمُسْتَشْفِعاً بِكَ إِلَيْهِ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَيَعْفُوَ عَنْ جُرْمِي وَيَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتِي وَيَمْحُوَ عَنِّي خَطِيئاتِي وَيُدْخِلَنِي الجَنَّةَ وَيَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما هُوَ أَهْلُهُ وَيَغْفِرَ لِي وَلآِبائِي وَلإِخْوانِي وَأَخواتِي وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها بِفَضْلِهِ وَجُودِهِ وَمَنِّهِ .

ثم تنكبّ على القبر وتقبّله وتعفر خدَّيك عليه وتدعو بما تريد، ثمّ تتحوّل إلى الرأس وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمَامُ الهادِي وَالوَلِيُّ المُرْشِدُ وَأَنَّكَ مَعْدِنُ التَّنْزِيلِ وَصاحِبُ التَّأْوِيلِ وَحامِلُ التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ وَالعالِمُ العادِلُ وَالصَّادِقُ العامِلُ، يا مَوْلايَ أَنا أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعْدائِكَ وَأَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِمُوالاتِكَ فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَأَجْدادِكَ وَأَبْنائِكَ وَشِيعَتِكَ وَمُحِبِّيكَ وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم تصلِّي ركعتين للزيارة تقرأ فيهما سورةَ (يَس)، و(الرحمن)، أو ما تيسر من القرآن ثم ادعُ بما تريد.

زيارة الإمام موسى بن جعفر عَلَيْهِ السَّلَامُ الثانية

ثانيها: زيارة رواها الشيخ المفيد والشهيد:

قال المفيد والشهيد ومحمّد ابن المشهديّ: إذا أردت زيارته ببغداد

ص: 735

فاغتسل للزيارة واقصد المشهد وقف على الباب الشريف واستأذن ثم ادخل وأنت تقول:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَالسَّلامُ عَلى أَوْلِياءِ اللَّهِ .

ثم امضِ حتى تستقبل قبر الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ فإذا وقفت عند قبره فقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلى الأذى فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِباً وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْلى بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَأَنَّكَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ حَقّاً، أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعْدائِكَ وَأَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِمُوالاتِكَ، أَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لأوْلِيائِكَ مُعادِياً لأعْدائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

ثم انكبَّ على القبر وقبله وضع خدّيك عليه وتحوّل إلى عند الرأس وقف وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ صادِقٌ أَدَّيْتَ ناصِحاً وَقُلْتَ أَمِيناً وَمَضَيْتَ شَهِيداً لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى الهُدى وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلى باطِلٍ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَأَبْنائِكَ الطَّاهِرِينَ .

ثم قبّل القبر وصلّ ركعتين وصلِّ بعدهما ما أحبَبْتَ واسجد وقُلْ:

اللّهُمَّ إِلَيْكَ اعْتَمَدْتُ وَإِلَيْكَ قَصَدْتُ وَلِفَضْلِكَ رَجَوْتُ وَقَبْرَ إِمامِي الَّذِي أَوْجَبْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ زُرْتُ وَبِهِ إِلَيْكَ تَوَسَّلْتُ، فَبِحَقِّهِمُ الَّذِي أَوْجَبْتَ عَلى نَفْسِكَ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يا كَرِيمُ .

ص: 736

ثم اقلب خدّك الأيمن وقُلْ:

اللّهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها .

ثم اقلب خدَّك الأيسر وقُلْ:

اللّهُمَّ قَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ .

ثم عُدْ إلى السجود وقُلْ:

(شُكْراً شُكْراً ) مائة مرّة

ثم ارفع رأسك من السجود وادعُ بما شئت وأحبَبْتَ.

زيارة الإمام موسى بن جعفر عَلَيْهِ السَّلَامُ الثالثة

ثالثها: زيارة رواها الشيخ القميّ في كامل الزيارات.

روى الشيخ الجليل جعفر بن محمّد بن قولويه القميّ في كتاب (كامل الزيارات) عن الإمام علي النقي عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: قل في زيارة الإمام الكاظم عَلَیْهِ السَّلَامُ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الأرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَدا للَّهِ فِي شَأْنِهِ أَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُعادِياً لأعْدائِكَ مُوالِياً لأوْلِيائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ يا مَوْلايَ.

وإذا أردت أن تودع الإمام موسى عَلَیْهِ السَّلَامُ فقف عند القبر وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

زيارة الإمام موسى بن جعفر عَلَيْهِ السَّلَامُ الرابعة

رابعها: ما رواه في البحار قال: قف على بابه وقُلْ:

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، أَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى هِدايَتِهِ لِدِينِهِ، وَالتَّوْفِيقِ لِما دَعا إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلِهِ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَكْرَمُ مَقْصُودٍ

ص: 737

وَأَكْرَمُ مَأْتِيٍّ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَى ابائِهِ الطَّاهِرِينَ، وَأَبْنائِهِ الطَّيِّبِينَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَالِ مُحَمَّدٍ وَلا تُخَيِّبْ سَعْيِي، وَلا تَقْطَعْ رَجائِي وَاجْعَلْنِي بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ.

ثم تقدّم رجلك اليمنى عند الدخول وتقول:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلَى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ.

فإذا وصلت إلى باب القبة فقف عليه واستأذن تقول:

أَأَدْخُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا مُحَمَّدُ بنَ عَبْدِ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، أَأَدْخُلُ يا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ، أَأَدْخُلُ يا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنَ، أَأَدْخُلُ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، أَأَدْخُلُ يَا أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَأَدْخُلُ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَأَدْخُلُ يَا مَوْلاَيَ يا أَبَا الحَسَنِ مُوْسَى بْنَ جَعْفَرٍ، أَأَدْخُلُ يَا مَوْلاَيَ يا أَبَا جَعْفَر، أَأَدْخُلُ يَا مَوْلاَيَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ.

ثم تدخل مقدّما رجلك اليمنى فإذا دخلت فقل (اللَّهُ أَكبرُ) مائة مرّة وتقف مستقبل الضريح وتقول:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا العَبْدُ الصَّالِحُ،السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النُّورُ السَّاطِعُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا القَمَرُ الطَّالِعُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الغَيْثُ النَّافِعُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الإِمَامُ الكاظِمُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فِي الظُّلُماتِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا آلَ

ص: 738

اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا بَابَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا خاصَّةَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا سِرَّ اللَّهِ المُسْتَوْدَعَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا صِرَاطَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الأَبْرارِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا سَلِيلَ الأَطْهارِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا عُنْصُرَ الأَخْيارِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا مِحْنَةَ الخَلْقِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا مَنْ بَدا لِلَّهِ فِي شَأْنِهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، وَسُلالَةَ الوَصِيِّينَ، وَشاهِدَ يَومِ الدِّينِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ وَآباءَكَ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِكَ، وَأَبْناءَكَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِكَ مَواليِّ وَأَوْلِيائِي وَأَئِمَّتِي، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْفِياءُ اللَّهِ وَخِيَرَتُهُ وَحُجَّتُهُ البالِغَةُ، انْتَجَبَكُمْ بِعِلْمِهِ وَجَعَلَكُمْ أَنْصاراً لِدِينِهِ، وَقُوَّاماً بِأَمْرِهِ، وَخُزّاناً لِحُكْمِهِ، وَحَفَظَةً لِسِرِّهِ، وَأَرْكاناً لِتَوْحِيدِهِ، وَمَعادِنَ لِكَلِماتِهِ، وَتَراجِمَةً لِوَحْيهِ، وَشُهُوداً عَلَى عِبَادِهِ، اسْتَرْعَاكُمْ خَلْقَهُ وَآتاكُمْ كِتابَهُ، وَخصَّكُمْ بِكَرائِمِ التَّنْزِيلِ، وَأَعْطاكُمْ فَضائِلَ التَّأوِيلِ، وَجَعَلَكُمْ تابُوتَ حِكْمَتِهِ، وَعَصا عِزِّهِ، ومَناراً فِي بِلادِهِ، وَأَعْلاماً لِعِبادِهِ، وَأَجْرَى فِيكُمْ مِنْ رُوحِهِ، وَعَصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَّ الدَّنَسِ، وَأَذْهَبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الفِتَنِ. بِكُمْ تَمَّتْ النِّعْمَةُ وَاجْتَمَعَتِ الفُرْقَةُ وَائْتَلَفَتِ الكَلِمَةُ، وَلَكُمُ الطَّاعَةُ المُفْتَرَضَةُ وَالمَوَدَّةُ الواجِبَةُ، وَأَنْتُمْ أَوْلِياءُ اللَّهِ النُّجَباءُ، وَعِبَادُهُ المُكْرَمُونَ، أَتَيْتُكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ، مُوَالِياً لِأَوْلِيائِكَ، مُعادِياً لأَِعْدائِكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً .

زيارة الإمام موسى بن جعفر عَلَيْهِ السَّلَامُ الخامسة

خامسها: ما رواه في البحار قال: تقف على ضريحه وتقول:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلاَمُ

ص: 739

عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ المُتَّقِينَ، وَوارِثِ عِلْمِ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا سُلالَةَ الوَصِيِّينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا شاهِدَ يَومِ الدِّينِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ وَآباءَكَ الَّذِينَ كانُوا مِنْ قَبْلِكَ، وَأَبْناءَكَ الَّذِينَ يَكُونُونَ مِنْ بَعْدِكَ، مَوالِيِّ وَأَوْلِيائِي وَأَئِمَّتِي وَقَادَتِي فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ. وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَصْفِياءُ اللَّهِ وَخِيَرَتُهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحُجَّتُهُ البالِغَةُ، انْتَجَبَكُمْ لِعِلْمِهِ وَجَعَلَكُمْ خَزَنَةً لِسِرِّهِ، وَأَرْكاناً لِتَوْحِيدِهِ، وَتَراجِمَةً لِوَحْيهِ، وَمَعادِنَ لِكَلِماتِهِ، وَشُهُوداً لَهُ عَلَى عِبَادِهِ، وَاسْتَرْعَاكُمْ أَمْرَ خَلْقِهِ، وَخصَّكُمْ بِكَرائِمِ التَّنْزِيلِ، وَأَعْطاكُمْ التَّأوِيلَ، وَجَعَلَكُمْ أَبْواباً لِحِكْمَتِهِ، ومَناراً فِي بِلادِهِ، وَأَعْلاماً لِعِبادِهِ، وَضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ نُورِهِ، وَعَصَمَكُمْ مِنَ الزَّلَلِ، وَطَهَّرَكُمْ مِنَ الدَّنَسِ، وَآمَنَكُمْ مِنَ الفِتَنِ، فَبِكُمْ تَمَّتْ النِّعْمَةُ وَاجْتَمَعَتِ بِكُمُ الفُرْقَةُ، وَبِكُمْ انْتَظَمَتِ الكَلِمَةُ، وَلَكُمُ الطَّاعَةُ المُفْتَرَضَةُ وَالمَوَدَّةُ الواجِبَةُ المُوظَفَةُ، وَأَنْتُمْ أَوْلِياءُ اللَّهِ النُّجَباءُ، أَحْيا بِكُمُ الصِّدْقَ. فَنَصَحْتُمْ لِعِبادِهِ، وَدَعَوْتُمْ إِلَى كِتابِ اللَّهِ وَطاعَتِهِ، وَنَهَيْتُمْ عَنْ مَعاصِي اللَّهِ، وَذَبَبْتُمْ عَنْ دِينِ اللَّهِ. أَتَيْتُكَ يَا مَوْلاَيَ يا أَبا إِبْراهِيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، يا ابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، وَابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ عارِفاً بِحَقِّكَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ، مُصَدِّقاً بِوَعْدِكَ، مُوالِياً لأَِوْلِيائِكَ، مُعادِياً لِأَعْدائِكَ، فَعَلَيْكَ يا مَوْلاَيَ مِنِّي أفْضَلُ التحِيَّةِ وَالسَّلامِ.

ثم تقول:

اللَّهُمَ صَلِّ عَلَى حُجَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَمِينِكَ فِي بِلادِكَ، وَخَلِيفَتِكَ فِي عِبادِكَ، وَلِسانِ حِكْمَتِكَ، وَمَنْهَجِ حَقِّكَ، وَمَقْصَدِ سَبِيلِكَ، وَالسَّبَبِ

ص: 740

إِلَى طاعَتِكَ، وصِراطِكَ المُسْتَقِيمِ، وَخَازِنِكَ وَالطَّرِيقِ إِلَيْكَ، مُوسَى بنِ جَعَفَرٍ فَرْطِ أَنْبِيائِكَ، وَسُلاَلَةِ أَصْفِيائِكَ، داعِيَ الحِكْمَةِ وَخازِنِ الحِلْمِ، وَكاظِمِ الغَيْظِ، وَصَائِمِ القَيْظِ، وَإِمَامِ المُؤْمِنِينَ، وَزَيْنِ المُهْتَدِينَ، الحاكِمِ الرَّضِيِّ، وَالإِمامِ الزَّكِيِّ الوَفِيِّ الوَصِيِّ.اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى الأَئِمَّةِ مِنْ آبائِهِ وَوِلْدِهِ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ، وَاجْعَلْنِي فِي حِزْبِهِ، وَلاَ تَحْرِمْنِي مُشَاهَدَتَهُ، اللَّهُمَّ فَكَمَا مَنَنْتَ عَلَيَّ بِوِلايَتِهِ، وَبَصَّرْتَنِي طَاعَتَهُ وَهَدَيْتَنِي لِمَوَدَّتِهِ، وَرَزَقْتَنِي البَراءَةَ مِنْ عَدُوِّهِ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَجْعَلَنِي مَعَهُ وَمَعَ الأَئِمَّةِ مِنْ آبائِهِ وَوِلْدِهِ بِرَحْمَتِكَ، وَمعَ مَنِ ارْتَضَيْتَ مِنَ المُؤْمِنِينَ بِوِلايَتِهِ يا رَبَّ العالَمِينَ وَخَيْرَ النَّاصِرِينَ.

ثم تصلّي صلاة الزيارة وتدعو بعدها ثم تمضي فتقف عند رجليه عليه السلام وتقول:

اللَّهُمَّ عَظُمَ البَلاَءُ، وَبَرِحَ الخَفَاءُ، وَانْكَشَفَ الغِطَاءُ، وَضَاقَتِ الأَرْضُ وَمَنَعَتِ السَّمَاءُ، وَأَنْتَ يَا رَبِّ المُسْتَعانُ، وَإِلَيْكَ يَا رَبِّ المُشْتَكى، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، الَّذِينَ فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ، وَعَرَّفْتَنَا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، وَفَرِّجْ عَنَّا كَرْبَنَا قَرِيباً كَلَمْحِ البَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ، يا أَبْصَرَ النَّاظِرِينَ، ويا أَسْمَعَ السَّامِعِينَ، وَيَا أَسْرَعَ الحاسِبِينَ، وَيا أَحْكَمَ الحاكِمِينَ، يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ يا مُصْطَفَى يا مُرْتَضى يا مُرْتَضَى يا مُصْطَفَى، انْصُرَانِي فَإِنَّكُمَا نَاصِرَايَ وَاكْفِيَانِي فَإِنَّكُمَا كَافِيَايَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ، الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ، أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي.

تقول ذلك حتى ينقطع النفس، ثم تسأل حاجتك فإنّها تقضى بإذن اللَّه.

ص: 741

الصلاة على الإمام موسى بن جعفر عَلَيْهِ السَّلَامُ

الصلاة على مولانا الإمام موسى بن جعفرعَلَیْهِ السَّلَامُ

وقد أورد السيد علي بن طاووس (قدس سرّه) في كتاب (مصباح الزائر) عند ذكر بعض زيارات الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ صلاة يُصلَّى بها عليه تحوي ذكر نبذ من فضائله ومناقبه وعباداته ومصائبه ينبغي للزائر أن لا يفوته فضل الصلاة بها عليه وهي:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ وَصِيِّ الأبْرارِ وَإِمامِ الأخْيارِ وَعَيْبَةِ الأنْوارِ وَوارِثِ السَّكِينَةِ وَالوَقارِ وَالحِكَمِ وَالآثار، الَّذِي كانَ يُحْيِي اللَيْلَ بِالسَّهَرِ إِلى السَّحَرِ بِمُواصَلَةِ الاسْتِغْفارِ، حَلِيفِ السَّجْدَةِ الطَّوِيلَةِ، وَالدُّمُوعِ الغَزِيرَةِ، وَالمُناجاةِ الكَثِيرَةِ، والضَّراعاتِ المُتَّصِلَةِ الجَمِيلَةِ، وَمَقَرِّ النُّهى وَالعَدْلِ وَالخَيْرِ وَالفَضْلِ وَالنَّدى وَالبَذْلِ، وَمَأْلَفِ البَلْوى وَالصَبْرِ، وَالمُضْطَهَدِ بِالظُّلْمِ وَالمَقْبُورِ بِالجَوْرِ، وَالمُعَذَّبِ فِي قَعْرِ السُّجُونِ وَظُلَمِ المَطامِيرِ، ذِي السَّاقِ المَرْضُوضِ بِحَلَقِ القُيُودِ، وَالجَنازَةِ المُنادى عَلَيها بِذُلِّ الاِسْتِخْفافِ، وَالوارِدِ عَلى جَدِّهِ المُصْطَفى وَأَبِيهِ المُرْتَضى وَأُمِّهِ فاطَمَةَ سَيِّدَةِ النِّساءِ بِإِرْثٍ مَغْصُوبٍ وَوَلاءٍ مَسْلُوبٍ وَأَمْرٍ مَغْلُوبٍ وَدَمٍ مَطْلُوبٍ وَسُمٍّ مَشْرُوبٍ. اللّهُمَّ وَكَما صَبَرَ عَلى غَلِيظِ المِحَنْ، وَتَجَرَّعَ غُصَصَ الكُرَبِ، وَاسْتَسْلَمَ لِرِضاكَ، وَأَخْلَصَ الطَّاعَةَ لَكَ، وَمَحَضَ الخُشُوعَ وَاسْتَشْعَرَ الخُضُوعَ وَعادى البِدْعَةَ وَأَهْلَها وَلَمْ يَلْحَقْهُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَوامِرِكَ وَنَواهِيكَ لَوْمَةُ لائِمٍ؛ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً نامِيَةً مُنِيفَةً زاكِيَةً تُوجِبُ لَهُ بِها شَفاعَةَ أُمَمٍ مِنْ خَلْقِكَ وَقُرُونٍ مِنْ بَراياكَ وَبَلِّغْهُ عَنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَمِيمِ وَالتَّجاوُزِ العَظِيمِ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ص: 742

ثانياً: زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَيْهِ السَّلَامُ الأولى

اشارة

ثانياً : زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ

وذكرت له عدّة زيارات:

أولاها: إذا وقفت على قبره وهو خلف قبر جدّه الإمام موسى الكاظم عَلَیْهِ السَّلَامُ فقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الأرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعلى آبائِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبْنائِكَ السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَوْلِيائِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلى الأذى فِي جَنْبِهِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، أَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لأوْلِيائِكَ مُعادِياً لأعْدائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

ثم قبّل القبر وضع خدَّيك عليه ثم صلِّ ركعتين للزيارة وصلِّ بعدهما ما شئت.

ثم اسجد وقُلْ:

ارْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ .

ثم اقلب خدك الأيمن وقُلْ:

إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدِ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ .

ثم اقلب خدّك الأيسر وقُلْ:

عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَرِيمُ .

ثم عد إلى السجود وقُلْ: ( شُكْراً شُكْراً )، «مائة مرّة». ثم انصرف.

زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَيْهِ السَّلَامُ الثانية

ثانيها: ما رواه السيد بن طاووس.

قال السيد ابن طاووس في (المزار): قف على قبر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ وقبّله وقُلْ:

ص: 743

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ البَرَّ التَّقِيَ الإِمامَ الوَفِيَّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَجِيَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِيرَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا سِرَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ضِياءَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَناءَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا كَلِمَةَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَحْمَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النُّورُ السَّاطِعُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَدْرُ الطَّالِعُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطَّيِّبُ مِنَ الطَّيِّبِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطَّاهِرُ مِنَ المُطَهَّرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الآيةُ العُظْمى السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الحُجَّةُ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُطَهَّرُ مِنَ الزَّلاَّتِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُنَزَّهُ عَنِ المُعْضِلاتِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَلِيُّ عَنْ نَقْصِ الأَوْصافِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الرَّضِيُّ عِنْدَ الأشرافِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ وَلِيُّ اللَّهِ وَحُجَّتُهُ فِي أَرْضِهِ وَأَنَّكَ جَنْبُ اللَّهِ وَخِيَرَةُ اللَّهِ وَمُسْتَوْدَعُ عِلْمِ اللَّهِ وَعِلْمِ الأَنْبِياءِ وَرُكْنُ الإيْمانِ وَتَرْجُمانُ القُرْآنِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنِ اتَّبَعَكَ عَلى الحَقِّ وَالهُدى وَأَنَّ مَنْ أَنْكَرَكَ وَنَصَبَ لَكَ العَداوَةَ عَلى الضَّلالَةِ وَالرَّدى. أَبْرأُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ ما بَقَيْتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ.

ثم صلِّ صلاة الزيارة، وقُلْ بعد السلام:

اللّهُمَّ أَنْتَ الرَّبُّ وَأَنا المَرْبُوبُ، وَأَنْتَ الخالِقُ وَأَنا المَخْلُوقُ، وَأَنْتَ المالِكَ وَأَنا المَمْلُوكُ، وَأَنْتَ المُعْطِي وَأَنا السَّائِلُ، وَأَنْتَ الرَّازِقُ وَأَنا المَرْزُوقُ،وَأَنْتَ القادِرُ وَأَنا العاجز، وَأَنْتَ القَوِيُّ وَأَنا الضَّعِيفُ، وَأَنْتَ المُغِيثُ وَأَنا المُسْتَغِيثُ، وَأَنْتَ الدَّائِمُ وَأَنا الزَّائِلُ،

ص: 744

وَأَنْتَ الكَبِيرُ وَأَنا الحَقِيرُ، وَأَنْتَ العَظِيمُ وَأَنا الصَّغِيرُ، وَأَنْتَ المَوْلى وَأَنا العَبْدُ، وَأَنْتَ العَزِيزُ وَأَنا الذَّلِيلُ، وَأَنْتَ الرَّفِيعُ وَأَنا الوَضِيعُ، وَأَنْتَ المُدَبِّرُ وَأَنا المُدَبَّرُ، وَأَنْتَ الباقِي وَأَنا الفانِي، وَأَنْتَ الدَّيَّانُ وَأَنا المُدانُ، وَأَنْتَ الباعِثُ وَأَنا المَبْعُوثُ، وَأَنْتَ الغَنِيُّ وَأَنا الفَقِيرُ، وَأَنْتَ الحَيُّ وَأَنا المَيِّتُ، تَجِدُ مَنْ تُعَذِّبُ يا رَبِّ غَيْرِي وَلا أَجِدُ مَنْ يَرْحَمُنِي غَيْرَكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَرِّبْ فَرَجَهُمْ وَارْحَمْ ذُلِّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ وَوَحْشَتِي مِنَ النَّاسِ وَأُنْسِي بِكَ يا كَرِيمُ؛ تَصَدَّقْ عَلَيَّ فِي هذِهِ السَّاعَةِ بِرَحْمَةٍ مِنْ عِنْدِكَ تَهْدِي بِها قَلْبِي وَتَجْمَعُ بِها أَمْرِي وَتَلُمُّ بِها شَعَثِي وَتُبَيِّضُ بِها وَجْهِي وَتُكْرِمُ بِها مَقامِي وَتَحُطُّ بِها عَنِّي وِزْرِي وَتَغْفِرُ بِها ما مَضى مِنْ ذُنُوبِي وَتَعْصِمُنِي فِيما بَقِيَ مِنْ عُمْرِي وَتَسْتَعْمِلُنِي فِي ذلِكَ كُلِّهِ بِطاعَتِكَ وَما يُرْضِيكَ عَنِّي، وَتَخْتِمُ عَمَلِي بِأَحْسَنِهِ وَتَجْعَلُ لِي ثَوابَهُ الجَنَّةَ وَتَسْلُكُ بِي سَبِيلَ الصَّالِحِينَ وَتُعِينُنِي عَلى صالِحِ ما أَعْطَيْتَنِي كَما أَعَنْتَ الصَّالِحِينَ عَلى صالِحِ ما أَعْطَيْتَهُمْ، وَلا تَنْزِعْ مِنِّي صالِحاً أَعْطَيْتَنِيهِ أَبَداً وَلا تَرُدَّنِي فِي سُوءٍ اسْتَنْقَذْتَنِي مِنْهُ أَبَداً وَلا تُشْمِتْ بِي عَدُوّاً وَلا حاسِداً أَبَداً وَلا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً وَلا أَقَلَّ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْثَرَ يا رَبَّ العالَمِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَرِنِي الحَقَّ حَقّاً فَأَتَّبِعَهُ وَالباطِلَ باطِلاً فَأَجْتَنِبَهُ، وَلا تَجْعَلْهُ عَلَيَّ مُتَشابِها فَأَتَّبِعَ هَوايَ بِغَيْرِ هُدىً مِنْكَ وَاجْعَلْ هَوايَ تَبَعاً لِطاعَتِكَ وَخُذْ رِضا نَفْسِكَ مِنْ نَفْسِي،

ص: 745

وَاهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ .

ثم سل اللَّهَ حاجتك فإنَّها تُقضى إن شاء اللَّهُ تعالى.

زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَيْهِ السَّلَامُ الثالثة

ثالثها: ما رواه الصدوق في الفقيه.

روى الصدوق في (الفقيه) قال: إذا أردت زيارته فاغتسل وتنظّف والبِسْ ثوبين طاهرين وقُلْ في زيارته:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الإمامِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ الرَّضِيِّ المَرْضِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى صَلاةً كَثِيرَةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً مُتَواصِلَةً مُتَرادِفَةً مُتَواتِرَةً، كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمَامَ المُؤْمِنِينَ وَوارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَسُلالَةَ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الأرْضِ، أَتَيْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُعادِياً لأَعْدائِكَ مُوالِياً لأَوْلِيائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

ثم سل حاجتك.

ثم صلِّ في القبة التي فيها قبر الإمام محمّد بن علي عَلَیْهِ السَّلَامُ عند رأسه، ركعتين للزيارة ولا تصلِّ عند رأس الإمام موسى الكاظم عَلَیْهِ السَّلَامُ فإنَّه يقابل قبور قريش.

زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَيْهِ السَّلَامُ الرابعة

رابعها: ما رواه في كامل الزيارات أيضاً:

تقول وأَنت علی غسل:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيِّ، الإمامِ البِرِّ التَّقِيِّ، الرَّضِيِّ المَرْضِيِّ، وَحُجَّتِكَ عَلَى مَنْ فَوْقَ الأَرَضِينَ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرَى، صَلاةً

ص: 746

كَثيرَةً تَامَّةً زَاكِيَةً مُبارَكَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً، كَأفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلَى أحَدٍ مِنْ أوْلِيائِكَ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ النَّبِيِّينَ، وَسُلاَلَةَ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الأَْرْضِ، أَتَيْتُكَ زَائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ، مُعادِياً لأَعْدائِكَ، مُوالِياً لأَوْلِيائِكَ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ يَا مَوْلاَيَ.

ثم سل حاجتک،فانها تقصی ان شاء اللهُ تعالی.

زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَيْهِ السَّلَامُ الخامسة

خامسها: ما رواه في البحار.

تقف على قبره عَلَیْهِ السَّلَامُ وتقول:

السَّلامُ عَلَى البَابِ الأَقْصَدِ، وَالطَّرِيقِ الأَرْشَدِ، وَالعالِمِ المُؤَيَّدِ، يُنْبُوعِ الحِكَمِ، وَمِصْباحِ الظُّلَمِ، سَيِّدِ العَرَبِ وَالعَجَمِ، الهادِي إِلَى الرَّشادِ، المُوَفَّقِ بِالتَّأيِيدِ وَالسَّدَادِ، مَوْلاَيَ أَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الجَوَادِ، أَشْهَدُ يا وَلِيَّ اللَّهِ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَعِشْتَ سَعِيداً، وَمَضَيْتَ شَهِيداً، يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

ثم قبّل التربة وضع خدّك الأيمن عليها وصلّ ركعتين للزيارة وادع بعدهما بما تشاء.

ص: 747

زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَيْهِ السَّلَامُ السادسة

سادسها: ما رواه أيضأ في البحار:

تقف عليه وأنت مستقبله بوجهك وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ،السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإِمامُ ابْنُ الإِمامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ جَمِيعِ الأَنامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُبَرَّأُ مِنَ الآثامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الدّاعِي إِلَى الحَقِّ وَالهُدَى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُزِيلُ للشَّكِّ وَالعَمَى وَالرَّدَى، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الدَّاعِي إِلَى الخَيْرِ وَالسَّدادِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإِمامُ المَعْرُوفُ بِأَبِي جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ بنِ عَلِيٍّ الجَوادِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ الأَنامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الأَئِمَّةِ الكِرامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ العِلْمِ وَمَعْدِنَ الحِكْمَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا المُؤَيَّدُ بِالْعِصْمَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاَيَ يا أَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكَ يا مَوْلاَيَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ، وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاَوَتِهِ، وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَصَبَرْتَ عَلَى الأذَى فِي جَنْبِهِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتاكَ اليَقِينُ، أَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعْدائِكَ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِمُوالاَتِكَ، أَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ يابْنَ رَسُولِ اللَّهِ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ،عائِذاً بِقَبْرِكَ، مُقِرّاً بِفَضْلِكَ، مُوالِياً لِمَنْ والَيْتَ، مُعادِياً لِمَنْ عادَيْتَ، مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ، وَبِضَلالَةِ مَنْ

ص: 748

خَالَفَكَ، مُسْتَشْفِعاً بِكَ إِلَى اللَّهِ لِيَغْفِرَ بِكَ ذُنُوبِي، وَيَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتِي، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ.

ثم تنكبّ على القبر وتقبّله وتدعو بما تريد.

وداع الإمام محمّد الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ .

الصلاة على الإمام الجواد عَلَيْهِ السَّلَامُ

الصلاة على الإمام محمّد الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيّ التَقِيّ وَالبَرِّ الوَفِيّ وَالمُهَذَّبِ النَّقِيِّ، هادِي الأُمَّةِ وَوارِثِ الأَئِمَّةِ وَخازِنِ الرَّحْمَةِ وَيَنْبُوعِ الحِكْمَةِ وَقائِدِ البَرَكَةِ وَعَدِيلِ القُرْآنِ فِي الطَّاعَةِ وَواحِدِ الأَوْصِياء فِي الإخْلاصِ وَالعِبادَةِ وَحُجَّتِكَ العُلْيا وَمَثَلِكَ الأَعْلى وَكَلِمَتِكَ الحُسْنى الدَّاعِي إِلَيْكَ وَالدَّالِّ عَلَيْكَ، الَّذِي نَصَبْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ وَمُتَرْجِماً لِكِتابِكَ وَصادِعاً بِأَمْرِكَ وَناصِراً لِدِينِكَ وَحُجَّةً عَلى خَلْقِكَ وَنُوراً تُخْرَقُ بِهِ الظُّلَمُ وَقُدْوَةً تُدْرَكُ بِها الهِدايَةُ وَشَفِيعاً تُنالُ بِهِ الجَنَّةُ، اللّهُمَّ وَكَما أَخَذَ فِي خُشُوعِهِ لَكَ حَظَّهُ وَاسْتَوْفى مِنْ خَشْيَتِكَ نَصِيبَهُ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَضْعافَ ما صَلَّيْتَ عَلى وَلِيٍّ ارْتَضَيْتَ طاعَتَهُ وَقَبِلْتَ خِدْمَتَهُ وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا فِي مُوالاتِهِ مِنْ لَدُنْكَ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً إِنَّكَ ذُو المَنِّ القَدِيمِ وَالصَّفْحِ الجَمِيلِ .

ص: 749

ثالثاً: زيارة مشتركة يزاران بها عَلَيْهِمَا السَّلَامُ معاً

ثالثاً : زيارة مشتركة يُزاران بها معاً عَلَیْهِمَا السَّلَامُ

قال المفید والشهید ومحمد ابن المشهدی: تقول في زيارتهما عَلَیْهِمَا السَّلَامُ إذا وقفت عند الضريح الطاهر:

السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّيِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتَيِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُما يا نُورَي اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الأرْضِ، أَشْهَدُ أَنَّكُما قَدْ بَلَّغْتُما عَنِ اللَّهِ ما حَمَّلَكُما وَحَفِظْتُما ما اسْتُودِعْتُما وَحَلَّلْتُما حَلالَ اللَّهِ وَحَرَّمْتُما حَرامَ اللَّهِ وَأَقَمْتُما حُدُودَ اللَّهِ وَتَلَوْتُما كِتابَ اللَّهِ وَصَبَرْتُما عَلى الأَذَى فِي جَنْبِ اللَّهِ مُحْتَسِبَيْنِ حَتّى أَتَاكُمَا اليَّقِينُ، أَبْرأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعدائِكُما وَأَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِوِلايَتِكُما، أَتَيْتُكُما زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُما مُوالِياً لأوْلِيائِكُما مُعادِياً لأعْدائِكُما مُسْتَبْصِراً بِالهُدى الَّذِي أَنْتُما عَلَيْهِ عارِفاً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكُما؛ فَاشْفَعا لِي عِنْدَ رَبِّكُما فَإِنَّ لَكُما عِنْدَ اللَّهِ جاهاً عَظِيماً وَمَقاماً مَحْمُوداً .

ثم قبّل التربة الشريفة وضع خدّك الأيمن عليها، ثم تحوّل إلى جانب الرأس المقدّس فقل:

السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتَي اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ عَبْدُكُما وَوَلِيُّكُما زائِرُكُما مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِزِيارَتِكُما، اللّهُمَّ اجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيائِكَ المُصْطَفِينَ وَحَبِّبْ إِلِيَّ مَشاهِدَهُمْ وَاجْعَلْنِي مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم صلِّ ركعتين لزيارة كلّ إمام وادعُ بما أحبَبْتَ. ثم سل اللَّهَ تعالى أن لا يكون هذا آخر عهدك من زيارتهم، وأن توفّق للعود، وقبّل القبر وضع خدّيك عليه.

ص: 750

وداع الإمامين الکاظميين عَلَيْهِمَا السَّلَامُ

وداع الإمامين الكاظميين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ

إذا أردت الانصراف من زيارة الإمامين الكاظميين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ فقف على قبريهما وقُلْ:

السَّلاَمُ عَلَيْكُمَا يَا وَلِيَّيِ اللَّهِ، أَسْتَوْدِعُكُمَا اللَّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكُمَا السَّلاَمَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وبِالرَّسُولِ وَبِمَا جِئْتُمَا بِهِ وَدَلَلْتُمَا عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ اكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيَارَتِي، وَارْزُقْنِي مُرافَقَتَهُما، وَاحْشُرْنِي مَعَهُمَا، وَانْفَعْنِي بِحُبِّهِما، وَالسَّلامُ عَلَيْكُما وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.

وداع آخر لهما عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:

تقف على قبر الإمام الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامَ عَلَيْكَ يابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامَ عَلَيْكَ يابْنَ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى آبائِكَ المُطَهَّرِينَ وَعَلَى أَبْنائِكَ الطَيِّبِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلاَيَ يا أَبا جَعْفَرٍ وَرَحْمَةُ اللِّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ سَلاَمَ مُوَدِّعٍ لاَ سَئِمٍ وَلاَ قَالٍ وَرَحْمَةُ اللِّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ يا مَوْلاَيَ وَأَسْتَرْعِيكَ، وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ، آمَنْتُ بِاللَّهِ وَبِالرَّسُوْلِ وَبِمَا جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيّاهُ، وَارْزُقْنِي زِيارَتَهُ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي، فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي

ص: 751

فاحْشُرْنِي مَعَهُ وَفِي زُمْرَتِهِ وَزُمْرَةِ آبائِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، اللَّهُمَّ لاَ تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ أَبَداً، وَلاَ تُخْرِجْنِي مِنْ هذِهِ القِبَّةِ الشَّرِيفَةِ إِلاَّ مَغْفُوراً ذَنْبِي، مَشْكُوراً سَعْيِي مَقْبُولاً عَمَلِي، مَبْرُوراً زِيارَتِي، مَقْضِيّاً حَوائِجِي، قَدْ كَشَفْتَ جَمِيعَ البَلاَءِ عَنِّي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مُفْلِحاً مُنْجِحاً سالِماً غانِماً بِأَفْضَلِ ما يَنْقَلِبُ بِهِ أَحَدٌ مِنْ زُوّارِهِ وَمَوالِيهِ وَمُحِبِّيهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي يا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ وَيا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، اجْعَلانِي فِي هَمِّكُمَا، وَصَيِّرانِي فِي حِزْبِكُما، وادْخِلاَنِي فِي شَفاعََتِكُما، وَاذْكُرانِي عِنَدَ رَبِّكُمَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمَا وَعَلَى أَهْلِكُما، ولاَ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُما وَلاَ قَطَعَ عَنِّي بَرَكَتَكُما، وَغَفَرَ لِي وَلِوَالِدََيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

ثم تدعو بما تحب ثم تخرج ولا تجعل ظهرك إلى الضريح.

الثالثة عشرة: زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عَلَيْهِ السَّلَامُ الأولى

اشارة

الثالثة عشرة:زيارات الإمام علي بن موسى الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُوذكرت له زيارات عديدة:

أولاها: ما رواه الصدوق (قدّس سرّه) في عيون أخبار الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ إذا أردت زيارة قبر الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ بطوس فاغتسل قبلما تخرج من الدار وقُلْ وأنت تغتسل:

اللّهُمَّ طَهِّرْنِي وَطَهِّرْ لِي قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَأَجْرِ عَلى لِسانِي مِدْحَتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي طَهُوراً وَشِفاءً .

وقل وأنت تخرج من دارك:

ص: 752

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَإِلَى اللَّهِ وَإِلى ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ حَسْبِيَ اللَّهُ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ، اللّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَإِلَيْكَ قَصَدْتُ وَما عِنْدَكَ أَرَدْتُ .

فإذا خرجت فقف على باب دارك وقُلْ:

اللّهُمَّ إِلَيْكَ وَجَّهْتُ وَجْهِي وَعَلَيْكَ خَلَّفْتُ أَهْلِي وَمالِي وَما خَوَّلْتَنِي وَبِكَ وَثِقْتُ فَلا تُخَيِّبْنِي، يا مَنْ لا يُخَيِّبُ مَنْ أَرادَهُ وَلا يُضَيِّعُ مَنْ حَفِظَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْفَظْنِي بِحِفْظِكَ فَإِنَّهُ لا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَ .

فإذا وافيت سالماً إن شاء اللَّهُ فاغتسل إذا أردت أن تزور وقُلْ حين تغتسل:

اللّهُمَّ طَهِّرْنِي وَطَهِّرْ لِي قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَأَجْرِ عَلى لِسانِي مِدْحَتَكَ وَمَحَبَّتَكَ وَالثَّناءَ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ قِوامَ دِينِي التَّسْلِيمُ لأمْرِكَ وَالاتِّباعُ لِسُنَّةِ نَبِيِّكَ وَالشَّهادَةُ عَلى جَمِيعِ خلْقِكَ، اللّهُمَّ اجْعَلْهُ لِي شِفاءً وَنُوراً إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

والبس أطهر ثيابك وامشِ حافياً وعليك السكينة والوقار، واذكر اللَّهَ بقلبك وقُلْ:

اللَّهُ أَكْبَرُ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ .

وقصِّرْ خطاك، وقُلْ حين تدخل الروضة المقدّسة:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّ اللَّهِ .

وسر حتى تقف على قبره وتستقبل وجهه بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقُلْ:

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ

ص: 753

وَرَسُولُهُ وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَسَيِّدِ خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ صَلاةً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِها غَيْرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَبْدِكَ وَأَخِي رَسُولِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُ هادِياً لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَالدَّلِيلَ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ وَدَيَّانَ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلقِكَ وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكِ وَزَوْجَةِ وَلِيِّكَ وَأُمِّ السِّبْطَيْنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ الطُّهْرَةِ الطَّاهِرَةِ المُطَهَّرَةِ التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ الرَّضِيَّةِ الزَّكِيَّةِ سَيِّدَةِ نِساءِ أَهْلِ الجَنَّةُ أَجْمَعِينَ صَلاةً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِها غَيْرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سِبْطَي نَبِيِّكَ وَسَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجنَّةِ القائِمَيْنِ فِي خَلْقِكَ وَالدَّلِيلَيْنِ عَلى مَنْ بَعَثْتَ بِرِسالاتِكَ وَدَيّانَيِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلَيْ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ عَبْدِكَ القائِمِ فِي خَلْقِكَ وَالدَّلِيلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلقِكَ سَيِّدِ العابِدِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ عَبْدِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادِقِ عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ أَجْمَعِينَ الصَّادِقِ البارِّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ عَبْدِكَ الصَّالِحِ وَلِسانِكَ فِي خَلْقِكَ النَّاطِقِ بِحُكْمِكَ وَالحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى الرِّضا المُرْتَضى عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ القائِمِ بِعَدْلِكَ وَالدَّاعِي إِلى دِينِكَ وَدِينِ آبائِهِ الصَّادِقِينَ

ص: 754

صَلاةً لا يَقْوى عَلى إِحْصائِها غَيْرُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عبَدْكِ وَوَلِيِّكَ القائِمِ بِأَمْرِكَ وَالدَّاعِي إِلى سَبِيلِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَوَلِيِّ دِينِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ العامِلِ بِأَمْرِكَ القائِمِ فِي خَلْقِكَ وَحُجَّتِكَ المُؤَدِّي عَنْ نَبِيِّكَ وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ المَخْصُوصِ بِكَرامَتِكَ الدَّاعي إِلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّكَ القائِمِ فِي خَلْقِكَ صَلاةً تامَّةً نامِيَةً باقِيَةً تُعَجِّلْ بِها فَرَجَهُ وَتَنْصُرُهُ فِيها وَتَجْعَلُنا مَعَهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَأُوالِي وَلِيَّهُمْ وَأُعادِي عَدُوَّهُمْ فَارْزُقْنِي بِهِمْ خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَأَصْرِفْ عَنِّي بِهِمْ شَرَّ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَأَهْوالَ يَوْمِ القِيامَةِ .

ثم تجلس عند رأسه وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الأرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِسْماعِيلَ ذَبِيحِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ وَحَبِيبِ رَبِّ العالَمِينَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالبٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَلِيِّ اللَّهِ وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العَالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحَسَنِ وَالحُسّيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ

ص: 755

الجَنَّةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العابِدِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ عِلْمِ الأوّلِينَ وَالآخِرِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ البارِّ الأَمِينِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ (أَبِي الحَسَنِ مُوسَى الكاظِمِ الحَلِيمِ) السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِيقُ الشَّهِيدُ السَّعِيدُ المَظْلُومُ المَقْتُولُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البارُّ التَّقِيُّ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالجُورِ وَالبِدْعَةِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ.

ثم تنكبّ على القبر وتقول:

اللّهُمَّ إِلَيْكَ صَمَدْتُ مِنْ أَرْضِي وَقَطَعْتُ البِلادَ رَجاءَ رَحْمَتِكَ فَلا تُخَيِّبْنِي وَلا تَرُدَّنِي بِغِيْرِ قَضَاءِ حاجَتِي وَارْحَمْ تَقَلُّبِي عَلى قَبْرِ ابْنِ أَخِي رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا مَوْلايَ أَتَيْتُكَ زائِراً وَافداً عائِذاً مِمّا جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْرِي فَكُنْ لِي شافِعاً إِلَى اللَّهِ يَوْمَ حاجَتِي وفَقْرِي وَفاقَتِي فَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ مَقامٌ مَحْمُودٌ وَأَنْتَ عِنْدَهُ وَجِيهٌ .

ثم ترفع يدك اليمنى وتبسط اليسرى على القبر وتقول:

اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِحُبِّهِمْ وَبِوِلايَتِهِمْ أَتَوَلّى آخِرَهُمْ بِما تَوَلَّيْتُ بِهِ أَوَّلَهُمْ وَأَبْرأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُمْ، اللّهُمَّ العَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا دِينَكَ وَغَيَّرُوا نِعْمَتَكَ وَاتَّهَمُوا نَبِيَّكَ وَجَحَدُوا بِآياتِكَ وَسَخِرُوا بِإِمامِكَ وَحَمَلُوا

ص: 756

النَّاسَ عَلى أَكْتافِ آلِ مُحَمَّدٍ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ وَالبَراءَةِ مِنْهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ يا رَحْمْنُ .

ثم تحوّل عند رجليه وتقول:

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ صَلَّى اللَّهُ عَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ صَبَرْتَ وَأَنْتَ الصَّادِقُ المُصَدَّقُ قَتَلَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ بِالأيْدِي وَالألْسُنِ .

ثم ابتهل في اللعنة على قاتل أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ وعلى قتلة الحسن والحسين وعلى جميع قتلة أهل بيت رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ولعل الأنسب أن يكون اللعن بهذه العبارة المتخذة من بعض الأدعية:

اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَقَتَلَةَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَقَتَلَةَ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، اللّهُمَّ العَنْ أَعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ وَقَتَلَتَهُمْ وَزِدْهُمْ عَذَاباً فَوْقَ العَذابِ وَهَواناً فَوْقَ هَوانٍ وَذُلاًّ فَوْقَ ذُلٍّ وَخِزْياً فَوْقَ خِزْي، اللّهُمَّ دُعَّهُمْ إِلى النَّارِ دَعّاً وَأَرْكِسْهُمْ فِي أَلِيمِ عَذابِكَ رَكْساً وَاحْشُرْهُمْ وَأَتْباعَهُمْ إِلى جَهَنَّمَ زُمَراً .

ثم تحوّل عند رأسه من خلفه وصلّ ركعتين تقرأ في إحداهما سورةَ (يَس)، وفي الأخِرى سورةَ (الرحمن)، وتجتهد في الدّعاء والتضرّع، وأكثِر من الدّعاء لنفسك ولوالديك ولجميع إخوانك من المؤمنين، وأقم عند رأسه ما شئت، ولتكن صلاتك عند القبر.

زيارة الإمام الرضا عَلَيْهِ السَّلَامُ الثانية

ثانيها: هي ما أوردها المفيد في المُقنِعة، قال: تقف عند قبره عَلَیْهِ السَّلَامُ بعدما اغتسلت غسل الزيارة ولبست أنظف ثيابك وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمامَ الهُدى وَالعُرْوَةَ الوُثْقى وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطَّاهِرُونَ صَلَواتُ اللَّهِ

ص: 757

عَلَيْهِمْ، لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍ إِلى باطِلٍ وَأَنَّكَ نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَأَدَّيْتَ الأَمانَةَ؛ فَجَزاكَ اللَّهُ عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ خَيْرَ الجَزاءِ. أَتَيْتُكَ بِأَبِي وَأُمِّي زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لأَوْلِيائِكَ مُعادِياً لأَعْدائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ .

ثم انكبّ على القبر وقِّبله وضع جانبي وجهك عليه، ثم تحوّل إلى جانب الرأس وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمَامُ الهادِي وَالوَلِيُّ المُرْشِدُ، أَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعْدائِكَ وَأَتَقَرَّبُ إلى اللَّهِ بِولايَتِكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم صلِّ ركعتين للزيارة، وصلِّ بعدهما ما شئت، ثم تحوّل إلى جانب الرجل، فادعُ بما شئت إن شاء اللَّه.

زيارة الإمام الرضا عَلَيْهِ السَّلَامُ الثالثة

ثالثها: زيارة مختصرة له عَلَیْهِ السَّلَامُ: رواها ابن قولويه عن بعض الأئمّة عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أنّه قال: إذا صرت إلى قبر الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ فقل:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى الرِّضا المُرْتَضَى الإمَامِ التَّقِيِّ النَّقِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى الصِّدِّيقِ الشَّهِيدِ صَلاةً كَثِيرَةً تامَّةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ .

وداع الإمام الرضا عَلَيْهِ السَّلَامُ

وداع الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ كما رواه في عيون الأخبار

فإذا أردت أن تودّعه عَلَیْهِ السَّلَامُ فقل:

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ وَابْنَ مَوْلاَيَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَنْتَ لَنَا جُنَّةٌ مِنَ الْعَذَابِ، وَهذَا أَوانُ انْصِرافِي عَنْكَ، إِنْ كُنْتَ أَذِنْتَ لِي غَيْرُ راغِبٍ عَنْكَ، وَلا مُسْتَبْدِلٌ بِكَ وَمُؤْثِرٌ عَلَيْكَ، وَلا زاهِدٌ فِي قُرْبِكَ وَقَدْ

ص: 758

جُرْتُ بِنَفسِي لِلْحَدَثانِ وَتَرَكْتُ الأَهْلَ وَالأَوْلاَدَ وَالأَوْطانَ فَكُنْ لِي شافِعاً يَوْمَ حاجَتِي وَفَقْرِي وفَاقَتِي يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنِّي حَمِيمِي وَقَرِيبِي يَوْمَ لاَ يُغْنِي عَنِّي وَالِدَيَّ ولاَ وُلْدِي، أَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي قَدَّرَ عَلَيَّ رَحِيلِي إِلَيْكَ أَنْ تُنَفَّسَ بِكَ كُرْبَتِي، وَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي قَدَّرَ عَلَيَّ فِرَاقَ مَكانِكَ، أَنْ لا يَجْعَلَهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي مِنْ زِيارَتِي لَكَ وَرُجُوعِي إِلَيْكَ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَبْكَى عَلَيْكَ عَيْنِي أنْ يَجْعَلَهُ سَبَباً لِي وَذُخْراً، وَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَرانِي مَكانَكَ، وَهَدانِي لِلْتَسْلِيمِ عَلَيْكَ، وَزِيارَتِي إِيَّاكَ، أَنْ يُورِدَنِي حَوْضَكُمْ، وَيَرْزُقَنِي مِنْ مُرافَقَتِكُمْ فِي الْجِنانِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبِّ العَالَمِينَ وَقَائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَليٍّ، اَلسَّلامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ، السَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلَى الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللَّهِ الحافِّينَ، السَّلاَمُ عَلَى مَلاَئِكَةِ اللَّهِ المُقِيمِينَ المُسَبِّحِينَ الَّذِينَ هُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ، السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيِارَتِي إِيَّاهُ، فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَآبائِي (آبَائِهِ) المَاضِينَ، وَإِنْ أَبْقَيْتَنِي يَا رَبِّ فَارْزُقْنِي زِيِارَتَهُ أَبَداً مَا أَبقَيْتَنِي، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.

وداع آخر له عَلَیْهِ السَّلَامُ تقول:

اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيَهُ إِيَّاكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، مُؤْمِنٌ بِاللَّهِ وَبِمَا

ص: 759

دَعَوْتَ إِلَيْهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، اللّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُمْ وَمَوَدَّتَهُمْ أَبَداً مَا أَبقَيْتَنِي، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللَّهِ وَزُوَّارِ قَبْرِابْنِ نَبِيِّ اللَّهِ، أَبَداً مَا بَقِيتُ وَدَائِماً إِذَا فَنِيتُ السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ.

وإذا خرجت من القبة فلا تولِّ وجهك حتى يغيب القبر الشريف عن بصرك.

الرابعة عشرة: زيارة الإمامين العسكريّين عَلَيْهِمَا السَّلَامُ

اشارة

الرابعة عشرة:زيارات الإمامين العسكريّين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ

أوّلاً: زيارة الإمام علي الهادي عَلَيْهِ السَّلَامُ

أوّلاً: زيارة الإمام علي بن محمّد الهادي عَلَیْهِ السَّلَامُ

فإذا وصلت إلى محلّه الشريف بسرّ من رأى فاغتسل عند وصولك غسل الزيارة والبس أطهر ثيابك وامشِ على سكينة ووقار إلى أن تصل الباب الشريف فإذا بلغته فاستأذن وقُلْ:

أَأَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَأَدْخُلُ يا فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالمِينَ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ الحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُوسىْ بْنَ جَعْفَرٍ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ عَلِيَّ بْنَ مُوسى، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيّ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَأَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ المُوَكَّلِينَ بِهذا الحَرَمِ الشَّرِيفِ .

ص: 760

ثم تدخل مقدّماً رجلك اليمنى، وتقف على ضريح الإمام أبي الحسن الهادي عَلَیْهِ السَّلَامُ مستقبلاً القبر ومستدبراً القبلة وتقول مائة مرّة: ( اللَّهُ أَكْبَرُ )، وتقول:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ الزَّكِيَّ الرَّاشِدَ النُّورَ الثَّاقِبَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا سِرَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبْلَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا آلَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَقَّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الأنْوارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا زَيْنَ الأَبْرارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَلِيلَ الأَخْيارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عُنْصُرَ الأطْهارِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الرَّحْمنِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ الإيْمانِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلى المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الصَّالِحِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ الهُدى السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَلِيفَ التُّقى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الأمِينُ الوَفِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَلَمُ الرَّضِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الزَّاهِدُ التَّقِيُّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الحُجَّةُ عَلى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها التَّالِي لِلْقُرْآنِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المُبَيِّنُ لِلْحَلالِ مِنَ الحَرامِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَلِيُّ النَّاصِحُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطَّرِيقُ الواضِحُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّجْمُ اللائِحُ، أَشْهَدُ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ أنَكَّ حُجَّةُ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ وَخَلِيفَتُهُ فِي بَرِيَّتِهِ وَأَمِينُهُ فِي بِلادِهِ وَشاهِدُهُ عَلى

ص: 761

عِبادِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَبابُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى مَنْ فَوْقَ الأرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ المُطَهَّرُ مِنَ الذُّنُوبِ المُبَرَّأُ مِنَ العُيُوبِ وَالمُخْتَصُّ بِكَرامَةِ اللَّهِ وَالمَحْبُوُّ بِحُجَّةِ اللَّهِ وَالمَوْهُوبُ لَهُ كَلِمَةُ اللَّهِ وَالرُّكْنُ الَّذِي يَلْجَأُ إِلَيْهِ العِبادُ وَتَحْيا بِهِ البِلادُ، وَأَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنِّي بِكَ وَبِآبائِكَ وَأَبْنائِكَ مُوقِنٌ مُقِرٌّ وَلَكُمْ تابِعٌ فِي ذاتِ نَفْسِي وَشَرائِعِ دِينِي وَخاتِمَةِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ، وَأَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاكُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَعَلانِيَتِكُمْ وَأَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم قبّل ضريحه وضع خدّك الأيمن عليه ثم الأيسر وقُلْ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى حُجَّتِكَ الوَفِيِّ وَوَلِيِّكَ الزَّكِيَ وَأَمِينِكَ المُرْتَضى وَصَفِيِّكَ الهادِي وَصِراطِكَ المُسْتَقِيمِ وَالجادَّةِ العُظْمى وَالطَّرِيقَةِ الوُسْطى، نُورِ قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ وَوَلِيِّ المُتَّقِينَ وَصاحِبِ المُخْلِصِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا وَمَوْلانا مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّاشِدِ المَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ وَالطَّاهِرِ مِنَ الخَلَلِ وَالمُنْقَطِعِ إِلَيْكَ بِالأمَلِ، المَبْلُوِّ بِالفِتَنِ وَالمُخْتَبَرِ بِالمِحَنِ وَالمُمْتَحَنِ بِحُسْنِ البَلْوى وَصَبْرِ الشَّكْوى، مُرْشِدِ عِبادِكَ وَبَرَكَةِ بِلادِكَ وَمَحَلِّ رَحْمَتِكَ وَمُسْتَوْدَعِ حِكْمَتِكَ وَالقائِدِ إِلى جَنَّتِكَ العالِمِ فِي بَرِيَّتِكَ وَالهادِي فِي خَلِيقَتِكَ، الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ وَانْتَجَبْتَهُ وَاخْتَرْتَهُ لِمَقامِ رَسُولِكَ فِي أُمَّتِهِ وَأَلْزَمْتَهُ حِفْظَ شَرِيعَتِهِ فَاسْتَقَلَّ بِأَعْباءِ الوَصِيَّةِ ناهِضاً بِها وَمُضْطَلِعاً بِحَمْلِها، لَمْ يَعْثُرْ فِي مُشْكِلٍ وَلا هَفا فِي مُعْضِلٍ بَلْ كَشَفَ الغُمَّةَ وَسَدَّ الفُرْجَةَ وَأَدَّى المُفْتَرَضَ، اللّهُمَّ فَكما

ص: 762

أَقْرَرْتَ ناظِرَ نَبِيِّكَ بِهِ فَرَقِّهِ دَرَجَتَهُ وَأَجْزِلْ لَدَيْكَ مَثُوبَتَهُ وَصَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ .

ثم تصلّي صلاة الزيارة فإذا سلّمت فقل:

يا ذا القُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالمِنَنِ المُتَتابِعَةِ والآلاءِ المُتَواتِرَةِ وَالأَيادِي الجَلِيلَةِ وَالمَواهِبِ الجَزِيلَةِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي وَاجْمَعْ شَمْلِي وَلُمَّ شَعَثِي وَزَكِّ عَمَلِي وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَلا تُزِلْ قَدَمِي وَلا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً، وَلا تُخَيِّبْ طَمَعِي وَلا تُبْدِ عَوْرَتِي وَلا تَهْتِكْ سِتْرِي وَلا تُوْحِشْنِي وَلا تُؤْيِسْنِي وَكُنْ بِي رَؤُوفاً رَحِيماً، وَاهْدِنِي وَزَكِّنِي وَطَهِّرْنِي وَصَفِّنِي وَاصْطَفِنِي وَخَلِّصْنِي وَاسْتَخْلِصْنِي وَاصْنَعْنِي وَاصْطَنِعْنِي وَقَرِّبْنِي إِلَيْكَ وَلا تُباعِدْنِي مِنْكَ، وَالْطُفْ بِي وَلا تَجْفُنِي وَأَكْرِمْنِي وَلا تُهِنِّي وَما أَسْأَلُكَ فَلا تَحْرِمْنِي وَما لا أَسْأَلُكَ فَاجْمَعْهُ لِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ وَبِحُرْمَةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَبِحُرْمَةِ أَهْلِ بَيْتِ رَسُولِكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ ومُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الباقِي صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ عَلَيْهِمْ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَتُعَجِّلَ فَرَجَ قائِمِهِمْ بِأَمْرِكَ وَتَنْصُرَهُ وَتَنْتَصِرَ بِهِ لِدِينِكَ وَتَجْعَلَنِي فِي جُمْلَةِ النَّاجِينَ بِهِ وَالمُخْلِصِينَ فِي طاعَتِهِ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّهِمْ لَمَّا اسْتَجَبْتَ لِي دَعْوَتِي وَقَضَيْتَ لِي حاجَتِي وَأَعْطَيْتَنِي سُؤْلِي وَكَفَيْتَنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دُنْيايَ وَآخِرَتِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا نُورُ يا بُرْهانُ يا مُنِيرُ

ص: 763

يا مُبِينُ يا رَبِّ اكْفِنِي شَرَّ الشُّرُورِ وَآفاتِ الدُّهُورِ، وَأَسْأَلُكَ النَّجاةَ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ .

وادعُ بما شئت وأكثِرْ من قولك:

يا عُدَّتِي عِنْدَ العُدَدِ وَيا رَجائِي وَالمُعْتَمَدَ وَيا كَهْفِي وَالسَّنَدَ يا واحِدُ يا أحَدُ وَيا قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِحَقِّ مَنْ خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَلَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً صَلِّ عَلى جَماعَتِهِمْ.

وسلْ حوائجك، فقدْ روي عنه (صلواتُ اللَّهِ عليهِ) أنّه قال: إنّني دعوت اللَّهَ عزَّ وجلَّ أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي.

ثانياً: زيارة الإمام الحسن العسكريّ

ثانياً: زيارة الإمام الحسن العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ.

قال السيد ابن طاووس: إذا أردت زيارة الإمام أبي محمّد الحسن العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ فليكن بعد عمل جميع ما قدّمناه في زيارة أبيه الإمام الهادي عَلَیْهِ السَّلَامُ، ثم قف على ضريحه عَلَیْهِ السَّلَامُ وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ العَسْكَرِيِّ بْنَ عَلِيٍّ الهادِي المُهْتَدِي وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ أَوْلِيائِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وابْنَ حُجَجِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ وَابْنَ أَصْفِيائِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ اللَّهِ وَابْنَ خُلَفائِهِ وَأَبا خَلِيفَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سِّيَدِة نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الأَئِمَّةِ الهادِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الأَوْصِيَاءِ الرَّاشِدِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عِصْمَةَ المُتَّقِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الفائِزِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا رُكْنَ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا فَرَجَ

ص: 764

المَلْهُوفِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الأَنْبِياءِ المُنْتَجَبِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ وَصِيِّ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الدَّاعِي بِحُكْمِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَّاطِقُ بِكِتابِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الحُجَجِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا هادِيَ الأُمَمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ النِّعَمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ العِلْمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ الحِلْمِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الإمامِ المُنْتَظَرِ الظَّاهِرِ لِلعاقِلِ حُجَّتُهُ وَالثَّابِتَةِ فِي اليَّقِينِ مَعْرِفَتُهُ المُحْتَجَبِ عَنْ أَعْيُنِ الظَّالِمِينَ وَالمُغَيَّبِ عَنْ دَوْلَةِ الفاسِقِينَ وَالمُعِيدِ رَبُّنا بِهِ الإِسْلاَمَ جَدِيداً بَعْدَ الانْطِماسِ وَالقُرْآنَ غَضّاً بَعْدَ الانْدِراسِ. أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَدَعَوْتَ إِلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، أَسْأَلُ اللَّهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ أَنْ يَتَقَبَّلَ زِيارَتِي لَكُمْ وَيَشْكُرَ سَعْيِي إِلَيْكُمْ وَيَسْتَجِيبَ دُعائِي بِكُمْ وَيَجْعَلَنِي مِنْ أَنْصارِ الحَقِّ وَأَتْباعِهِ وَأَشْياعِهِ وَمَوالِيهِ وَمُحِبِّيهِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم قبّل ضريحه وضع خدّك الأيمن عليه ثم الأيسر وقُلْ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنَ عَلِيٍّ الهادِي إِلى دِينِكَ وَالدَّاعِي إِلى سَبِيلِكَ عَلَمِ الهُدى وَمَنارِ التُّقى وَمَعْدَنِ الحِجى وَمَأْوى النُّهى وَغَيْثِ الوَرى وَسَحابِ الحِكْمَةِ وَبَحْرِ المَوْعِظَةِ وَوارِثِ الأَئِمَّةِ وَالشَّهِيدِ عَلى الأمَّةِ، المَعْصُومِ المُهَذَّبِ وَالفاضِلِ الُمَقَرَّبِ وَالمُطَهَّرِ مِنَ الرِّجْسِ الَّذِي وَرَّثْتَهُ عِلْمَ الكِتابِ وَأَلْهَمْتَهُ فَصْلَ الخِطابِ وَنَصَبْتَهُ عَلَماً لأهْلِ قِبْلَتِكَ وَقَرَنْتَ طاعَتَهُ بِطاعَتِكَ وَفَرَضْتَ

ص: 765

مَوَدَّتَهُ عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ فَكَما أَنابَ بِحُسْنِ الإخْلاصِ فِي تَوْحِيدِكَ وَأَرْدى مِنْ خاضَ فِي تَشْبِيهِكَ وَحَامَى عَنْ أَهْلِ الإيْمانِ بِكَ؛ فَصَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِ صَلاةً يَلْحَقُ بِها مَحَلَّ الخاشِعِينَ وَيَعْلُو فِي الجَنَّةِ بِدَرَجَةِ جَدِّهِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ وَمَنٍّ جَسِيمٍ .

ثم تصلّي صلاة الزيارة فإذا فرغتَ قل:

يا دائِمُ يا دَيْمُومُ يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا كاشِفَ الكَرْبِ وَالهَمِّ وَيا فارِجَ الغَمِّ وَيا باعِثَ الرُّسُلِ وَيا صادِقَ الوَعْدِ وَيا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ وَوَصِيِّهِ عَلِيٍّ ابْنِ عَمِّهِ وَصِهْرِهِ عَلى ابْنَتِهِ الَّذِي خَتَمْتَ بِهِما الشَّرائِعَ وَفَتَحْتَ بِهِما التَّأْوِيلَ وَالطَّلائِعَ فَصَلِّ عَلَيْهِما صَلاةً يَشْهَدُ بِها الأوَّلونَ وَالآخِرُونَ وَيَنْجُو بِها الأوْلِياءُ وَالصَّالِحُونَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِفاطِمَةَ الزَّهْراءِ وَالِدَةِ الأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ وَسَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ المُشَفَّعَةِ فِي شيعَةِ أَوْلادِها الطَّيِّبِينَ، فَصَلِّ عَلَيْها صَلاةً دائِمَةً أَبَدَ الآبِدِينَ وَدَهْرَ الدَّاهِرِينَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِالحَسَنِ الرَّضِيِّ الطَّاهِر الزَّكِيِّ وَالحُسَيْنِ المَظْلُومِ المَرْضِيِّ البَرِّ التَّقِيِّ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ الإِمَامَيْنِ الخَيِّرَيْنِ الطَّيِّبَيْنِ التَّقِيَّيْنِ النَّقِيَّيْنِ الطَّاهِرَيْنِ الشَّهِيدَيْنِ المَظْلُومَيْنِ المَقْتُولَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَما غَرَبَتْ صَلاةً مُتَوالِيَةً مُتَتالِيَةً وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ سَيِّدِ العابِدِينَ المَحْجُوبِ مِنْ خَوْفِ الظَّالِمِينَ وَبِمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الباقِرِ الطَّاهِرِ النُّورِ الزَّاهِرِ الإماميْنِ السَّيِّدَيْنِ مِفْتاحَي البَرَكاتِ وَمِصْباحَيِ الظُّلُماتِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما سَرَى لَيْلٌ وَما أَضَاءَ نَهارٌ صَلاةً تَغْدُو وَتَرُوحُ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِجَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَنِ اللَّهِ وَالنَّاطِقِ

ص: 766

فِي عِلْمِ اللَّهِ وَبِمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ العَبْدِ الصَّالِحِ فِي نَفْسِهِ وَالوَصِيِّ النَّاصِحِ الإماميْنِ الهادِيَيْنِ المَهْدِيَّيْنِ الوافِيَيْنِ الكافِيَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما سَبَّحَ لَكَ مَلَكٌ وَتَحَرَّكَ لَكَ فَلَكٌ صَلاةً تُنْمى وَتَزِيدُ وَلا تَفْنى وَلا تَبِيدُ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيٍّ بْنِ مُوسى الرِّضا وَبِمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ المُرْتَضى الإماميْنِ المُطَهَّرَيْنِ المُنْتَجَبَيْنِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما ما أَضاءَ صُبْحٌ وَدامَ صَلاةٌ تُرَقِّيهِما إِلى رِضْوانِكَ فِي العِلِّيِّينَ مِنْ جِنانِكَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِعَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّاشِدِ وَالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الهادِي القائِمَيْنِ بِأَمْرِ عِبادِكَ المُخْتَبَرَيْنِ بِالمِحَنِ الهائِلَةِ وَالصَّابِرَيْنِ فِي الإِحَنِ المائِلَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِما كِفاءَ أَجْرِ الصَّابِرِينَ وَإزاءَ ثَوابِ الفائِزِينَ صَلاةً تُمَهِّدُ لَهُما الرِّفْعَةَ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يا رَبِّ بِإِمامِنا وَمُحَقِّقِ زَمانِنا اليَوْمِ المَوْعُودِ وَالشَّاهِدِ المَشْهُودِ وَالنُّورِ الأزْهَرِ وَالضِّياءِ الأنْوَرِ المَنْصُورِ بِالرُّعْبِ وَالمُظَفَّرِ بِالسَّعادَةِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ عَدَدَ الثَّمَرِ وَأَوْراقِ الشَّجَرِ وَأَجْزاءِ المَدَرِ وَعَدَدَ الشَّعْرِ وَالوَبَرِ وَعَدَدَ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ وَأَحْصاهُ كِتابُكَ صَلاةً يَغْبِطُهُ بِها الأوّلُونَ وَالآخِرُونَ، اللّهُمَّ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ وَاحْفَظْنا عَلى طاعَتِهِ وَاحْرُسْنا بِدَوْلَتِهِ وَأَتْحِفْنا بِوِلايَتِهِ وَانْصُرْنا عَلى أَعْدائِنا بِعِزَّتِهِ وَاجْعَلْنا يا رَبِّ مِنَ التَّوَّابِينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ وَإِنَّ إِبْلِيسَ المُتَمَرِّدَ اللّعِينَ قَدِ اسْتَنْظَرَكَ لإغْواءِ خَلْقِكَ فَأنْظَرْتَهُ وَاسْتَمْهَلَكَ لإضْلالِ عَبِيدَكَ، فَأَمْهَلْتَهُ بِسابِقِ عِلْمِكَ فِيهِ وَقَدْ عَشَّشَ وَكَثُرَتْ جُنُودُهُ وَازْدَحَمَتْ جُيُوشُهُ وَانْتَشَرَتْ دُعاتُهُ فِي أَقْطارِ الأرْضِ، فَأَضَلُّوا عِبادَكَ وَأَفْسَدُوا دِينَكَ وَحَرَّفُوا الكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ وَجَعَلُوا عِبادَكَ شِيَعاً مُتَفَرِّقِينَ وَأَحْزابا مُتَمَرِّدِينَ، وَقَدْ وَعَدْتَ نَقْضَ بُنْيانِهِ

ص: 767

وَتَمْزِيقَ شَأْنِهِ فَأَهْلِكْ أَوْلادَهُ وَجُيُوشَهُ وَطَهِّرْ بِلادَكَ مِنْ اخْتِراعاتِهِ وَاخْتِلافاتِهِ وَأَرِحْ عِبادَكَ مِنْ مَذاهِبِهِ وَقِياساتِهِ وَاجْعَلْ دائِرَةَ السُّوءِ عَلَيْهِمْ، وَابْسُطْ عَدْلَكَ وَأظْهِرْ دِينَكَ وَقَوِّ أَوْلِياءَكَ وَأَوْهِنْ أَعْداءَكَ وَأَوْرِثْ دِيارَ إِبْلِيسَ وَدِيارَ أَوْلِيائِهِ أَوْلِياءَكَ وَخَلِّدْهُمْ فِي الجَحِيمِ وَأَذِقْهُمْ مِنَ العَذابِ الألِيمِ، وَاجْعَلْ لَعائِنَكَ المُسْتَوْدَعَةَ فِي مَناحِسِ الخِلْقَةِ وَمَشاوِيهِ الفِطْرَةِ دائِرَةً عَلَيْهِمْ وَمُوَكَّلَةً بِهِمْ وَجارِيَةً فِيهِمْ كُلَّ صَباحٍ وَمَساءٍ وَغُدُوٍّ وَرَواحٍ، رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم ادعُ بما تحبّ لنفسك ولإخوانك.

ثالثاً: زيارة مشتركة يزاران بها عَلَيْهِمَا السَّلَامُ معاً

ثالثاً: ما يُزاران به معاً عَلَیْهِمَا السَّلَامُ.

في زيارة الإمامين المعصومين علي بن محمّد النقي والحسن بن علي العسكريّ (صلواتُ اللَّهِ عليهِم).

قال ابن قولويه في كامل الزيارات روي عن بعضهم عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أنّه قال: إذا أردت زيارة أبي الحسن الثالث علي بن محمّد الهادي وأبي محمّد الحسن العسكريّ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ تقول بعد الغُسل إن وصلت إلى قبريهما:

السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّيِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُما يا حُجَّتَي اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُما يا نُورَي اللَّهِ فِي ظُلُماتِ الأرْضِ السَّلامُ عَلَيْكُما يا مَنْ بَدا للَّهِ فِي شَأْنِكُما، السَّلامُ عَلَيْكُما يا حَبِيبَي اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكُما يا إمَامَي الهُدَى، أَتَيْتُكُما عارِفاً بِحَقِّكُما مُعادِياً لأعْدائِكُما مُوالِياً لأوْلِيائِكُما مُؤْمِناً بِما آمَنْتُما بِهِ كافِراً بِما كَفَرْتُما بِهِ مُحَقِّقاً لِما حَقَّقْتُما مُبْطِلاً لِما أَبْطَلْتُما، أَسْأَلُ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُما أَنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زِيارَتِكُما الصَّلاةَ

ص: 768

عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي مُرافَقَتَكُما فِي الجِنانِ مَعَ آبائِكُما الصَّالِحِينَ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَيَرْزُقَنِي شَفاعَتَكُما وَمُصاحَبَتَكُما وَيُعَرِّفَ بَيْنِي وَبَيْنَكُما وَلا يَسْلُبَنِي حُبَّكُما وَحُبَّ آبائِكُما الصَّالِحِينَ، وَأَنْ لا يَجْعَلَهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما وَيَحْشُرَنِي مَعَكُما فِي الجَنَّةِ بِرَحْمَتِهِ. اللّهُمَّ ارْزُقْنِي حُبَّهُما وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهما، اللّهُمَّ العَنْ ظالِمِي آلِ مُحَمَّدٍ حَقَّهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ، اللّهُمَّ العَنْ الأوَّلِينَ مِنْهُمْ وَالآخِرِينَ وَضاعِفْ عَلَيْهِمُ العَذابَ وَبَلِّغ بِهِمْ وَبِأَشْياعِهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَمُتَّبِعِيهِمْ أَسْفَلَ دَرَكٍ مِنْ الجَّحِيمِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ وَاجْعَلْ فَرَجَنا مَعَ فَرَجِهِمْ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

وتجتهد في الدّعاء لنفسك ولوالديك وتخير من الدّعاء وصلِّ عند قبريهما ركعتين.

وداع الإمامين العسكريّين عَلَيْهِمَا السَّلَامُ

وداع الإمامین العسكريَّيْن عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:

فإذا شئت أن تودّع العسكريَّيْن عَلَیْهِمَا السَّلَامُ فقف على القبر الطاهر وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكُما يا وَلِيَّيِ اللَّهِ اسْتَوْدِعُكُما اللَّهَ وَأقْرَأُ عَلَيْكُما السَّلامُ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتُما بِهِ وَدَلَلْتُما عَلَيْهِ، اللّهُمَّ اكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيّاهُما وَارْزُقْنِي العَوْدَ إِلَيْهِما وَاحْشُرْنِي مَعَهُما وَمَعَ آبائِهِما الطَّاهِرِينَ وَالقائِمِ الحُجَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِهِما يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ولا يفوت الزائر أن يزور السيدة الجليلة والدة الإمام المنتظر (عجّل اللَّهُ فرجه) خلف ضريح مولانا الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ، ولم أجد زيارة مخصوصة لها عن أحد المعصومين عَلَیْهِمُ السَّلَامُ، إلاّ ما ذكره في المزار عن رجل من البحرين

ص: 769

سمعه يزور بها فلم أذكرها، وكذلك يزور السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ عمة الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ بما يُزار به أولاد الأئمّة سنذكرها في الزيارة السابعة عشرة ص782.

الخامسة عشرة: زيارة صاحب العصر والزمان عَلَيْهِ السَّلَامُ الأولى والثانية

اشارة

الخامسة عشرة:زيارات الإمام الحجّة المنتظر (عجل اللَّهُ فرجه)وله زیارات عدیدة

اشارة

أولاها: ما تقدّم في زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في النصف من شعبان ص316.

ثانيها: زيارة أخرى منقولة عَنْ المزار للمشهديّ والمصباح للكفعميّ: قف على باب حرمه الشريف قبل أن تنزل إلى السرداب وَقل:

السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ اللَّهِ وَخَلِيفَةَ آبائِهِ المَهْدِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ الأَوْصِياءِ الماضِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حافِظَ أَسْرارِ رَبِّ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللَّهِ مِنَ الصَّفْوَةِ المُنْتَجَبِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الأنْوَارِ الزَّاهِرَةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الأعْلاَمِ الباهِرَةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ العِتْرَةِ الطَّاهِرَةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ العُلُومِ النَّبَوِيَّةِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ الَّذِي لا يُؤْتى إِلاّ مِنْهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَبِيلَ اللَّهِ الَّذِي مِنْ سَلَكَ غَيْرَهُ هَلَكَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناظِرَ شَجَرَةِ طُوبى وَسِدْرَةِ المُنْتَهى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ الَّذِي لا يُطْفَأُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ الَّتِي لا تَخْفى السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى مَنْ فِي الأَرْضِ وَالسَّماءِ السَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مَنْ عَرَفَكَ بِما عَرَّفَكَ بِهِ اللَّهُ وَنَعَتَكَ بِبَعْضِ نُعُوتِكَ الَّتِي أَنْتَ أَهْلُها وَفَوْقَها. أَشْهَدُ أَنَّكَ الحُجَّةُ عَلى مَنْ مَضى وَمَنْ بَقِيَ وَأَنَّ حِزْبَكَ هُمُ الغالِبُونَ وَأَوْلِياءَكَ هُمُ الفائِزُونَ وَأَعْداءَكَ هُمُ الخاسِرُونَ، وَأَنَّكَ خازِنُ كُلِّ عِلْمٍ وَفاتِقُ كُلِّ رَتْقٍ وَمُحَقِّقُ كُلِّ حَقٍّ وَمُبْطِلُ كُلِّ باطِلٍ؛ رَضَيْتُكَ يا

ص: 770

مَوْلايَ إِماماً وَهادِياً وَوَلِيّاً وَمُرْشِداً لا أَبْتَغِي بِكَ بَدَلاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِكَ وَلِيّاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ الحَقُّ الثَّابِتُ الَّذِي لا عَيْبَ فِيهِ وَأَنَّ وَعْدَ اللَّهِ فِيكَ حَقٌّ لا ارْتِيابَ لِطُولِ الغَيْبَةِ وَبُعْدِ الأَمَدِ وَلا أَتَحَيَّرُ مَعَ مَنْ جَهِلَكَ وَجَهِلَ بِكَ، مُنْتَظِرٌ مُتَوَقِّعٌ لأيّامِكَ وَأَنْتَ الشَّافِعُ الَّذِي لا تُنازَعُ وَالوَلِيُّ الَّذِي لا تُدافَعُ ذَخَرَكَ اللَّهُ لِنُصْرَةِ الدِّينِ وَإِعْزازِ المُؤْمِنِينَ وَالاِنْتِقامِ مِنْ الجاحِدِينَ المارِقِينَ. أَشْهَدُ أَنَّ بِوِلايَتِكَ تُقْبَلُ الأعْمالُ وَتُزَكّى الأَفْعالُ وَتُضاعَفُ الحَسَناتُ وَتُمْحى السَيِّئاتُ فَمَنْ جاءَ بِوِلايَتِكَ وَاعْتَرَفَ بِإِمامَتِكَ قُبِلَتْ أَعْمالُهُ وَصُدِّقَتْ أَقْوالُهُ وَتَضاعَفَتْ حَسَناتُهُ وَمُحِيَتْ سَيِّئاتُهُ، وَمَنْ عَدَلَ عَنْ وِلايَتِكَ وَجَهِلَ مَعْرِفَتَكَ وَاسْتَبْدَلَ بِكَ غَيْرَكَ كَبَّهُ اللَّهُ عَلى مَنْخَرِهِ فِي النَّارِ وَلَمْ يَقْبَلِ اللَّهُ لَهُ عَمَلاً وَلَمْ يُقِمْ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ وَزْناً أُشْهِدُ اللَّهَ وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَهُ وَأُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ بِهذا ظاهِرُهُ كَباطِنِهِ وَسِرُّهِ كَعَلانِيَتِهِ، وَأَنْتَ الشَّاهِدُ عَلى ذلِكَ وَهُوَ عَهْدِي إِلَيْكَ وَمِيثاقِي لَدَيْكَ إِذْ أَنْتَ نِظامُ الدِّينِ وَيَعْسُوبُ المُتَّقِينَ وَعِزُّ المُوَحِّدِينَ وَبِذلِكَ أَمَرَنِي رَبُّ العالَمِينَ، فَلَوْ تَطاوَلَتِ الدُّهُورُ وَتَمادَتِ الأَعْمارُ لَمْ أَزْدَدْ فِيكَ إِلاّ يَقِيناً وَلَكَ إِلاّ حُبّاً وَعَلَيْكَ إِلاّ مُتَّكَلاً وَمُعْتَمَداً وَلِظُهُورِكَ إِلاّ مُتَوَقِّعاً وَمُنْتَظِراً وَلِجِهادِي بَيْنَ يَدَيْكَ مُتَرَقِّباً؛ فَأَبْذِلُ نَفْسِي وَمالِي وَوَلَدِي وَأَهْلِي وَجَمِيعَ ما خَوَّلَنِي رَبِّي بَيْنَ يَدَيْكَ وَالتَّصَرُّفَ بَيْنَ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ. مَوْلايَ فَإِنْ أَدْرَكْتُ أَيَّامَكَ الزَّاهِرَةَ وَأَعْلامَكَ الباهِرَةَ فَها أَنا ذا عَبْدُكَ المُتَصَرِّفُ بَيْنَ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ أَرْجُو بِهِ الشَّهادَةَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَالفَوْزَ لَدَيْكَ، مَوْلايَ فَإِنْ أَدْرَكَنِي المَوْتُ قَبْلَ ظُهُورِكَ فَإِنِّي أَتَوَسَّلُ بِكَ وَبِآبائِكَ الطَّاهِرِينَ إِلَى اللَّهِ تَعالى وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى

ص: 771

مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَ لِي كَرَّةً فِي ظُهُورِكَ وَرَجْعَةً فِي أَيّامِكَ لأَبْلُغَ مِنْ طاعَتِكَ مُرادِي وَأَشْفِي مِنْ أَعْدائِكَ فُؤادِي، مَوْلايَ وَقَفْتُ فِي زِيارَتِكَ مَوْقِفَ الخاطِئِينَ النَّادِمِينَ الخائِفِينَ مِنْ عِقابِ رَبِّ العالَمِينَ وَقَدْ اتَّكَلْتُ عَلى شَفاعَتِكَ وَرَجَوْتُ بِمُوالاتِكَ وَشَفاعَتِكَ مَحْوَ ذُنُوبِي وَسَتْرَ عُيُوبِي وَمَغْفِرَةَ زَلَلِي، فَكُنْ لِوَلِيِّكَ يا مَوْلايَ عِنْدَ تَحْقِيقِ أَمَلِهِ وَاسْأَلِ اللَّهَ غُفْرانَ زَلَلِهِ فَقَدْ تَعَلَّقَ بِحَبْلِكَ وَتَمَسَّكَ بِوِلايَتِكَ وَتَبَرَّأَ مِنْ أَعْدائِكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ ما وَعَدْتَهُ، اللّهُمَّ أظْهِرْ كَلِمَتَهُ وَأعْلِ دَعْوَتَهُ وَانْصُرْهُ عَلى عَدُوِّهِ وَعَدُوِّكَ يا رَبَّ العالَمِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَظْهِرْ كَلِمَتَكَ التَّامَّةَ وَمُغَيَّبَكَ فِي أَرْضِكَ الخائِفَ المُتَرَقِّبَ، اللّهُمَّ انْصُرْهُ نَصْراً عَزِيزاً وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسِيراً، اللّهُمَّ وَأَعِزَّ بِهِ الدِّينَ بَعْدَ الخُمُولِ وَأَطْلِعْ بِهِ الحَقَّ بَعْدَ الأُفُولِ وَأَجْلِ بِهِ الظُّلْمَةَ وَاكْشِفْ بِهِ الغُمَّةَ، اللّهُمَّ وَآمِنْ بِهِ البِلادَ وَاهْدِ بِهِ العِبادَ، اللّهُمَّ امْلأْ بِهِ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ ائْذَنْ لِوَلِيِّكَ فِي الدُّخُولِ إِلى حَرَمِكَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

زيارة صاحب العصر والزمان (عليه السلام) الثالثة

ثالثها: ما رواه في البحار: ائتِ سرداب الغيبة، وقف بين البابين ماسكاً جانب الباب بيدك ثم تنحنح كالمستأذن وقُلْ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ.

وانزل بسكينة وحضور قلب، وصلِّ ركعتين في عرصة السرداب وقُلْ:

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلِلَّهِ الحَمْدُ الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَعَرَّفَنا أَوْلِياءَهُ وَأَعْداءَهُ وَوَفَّقَنا لِزِيارَةِ أَئِمَّتِنا،

ص: 772

وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ المُعانِدِينَ النَّاصِبِينَ وَلا مِنَ الغُلاةِ المُفَوِّضِينَ وَلا مِنَ المُرْتابِينَ المُقَصِّرِينَ. السَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللَّهِ وَابْنِ أَوْلِيائِهِ السَّلامُ عَلى المُدَّخَرِ لِكَرامَةِ أَوْلِياءِ اللَّهِ وَبَوارِ أَعْدائِهِ السَّلامُ عَلى النُّورِ الَّذِي أَرادَ أَهْلُ الكُفْرِ إِطْفاءَهُ، فَأَبى اللَّهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ بِكُرْهِهِمْ وَأَيَّدَهُ بِالحَياةِ حَتّى يُظْهِرَ عَلى يَدِهِ الحَقَّ بِرَغْمِهِمْ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ اصْطَفاكَ صَغِيراً وَأَكْمَلَ لَكَ عُلُومَهُ كَبِيراً وَأَنَّكَ حَيٌّ لا تَمُوتَ حَتّى تُبْطِلَ الجِبْتَ وَالطَّاغُوتَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وعَلى خُدَّامِهِ وَأَعْوانِهِ وَعَلى غَيْبَتِهِ وَنَأْيِهِ وَاسْتُرْهُ سَتْراً عَزِيزاً وَاجْعَلْ لَهُ مَعْقِلاً حَرِيزاً وَاشْدُدِ اللّهُمَّ وَطْأَتَكَ عَلى مُعانِدِيهِ وَاحْرُسْ مَوالِيهِ وَزائِرِيهِ، اللّهُمَّ كَما جَعَلْتَ قَلْبِي بِذِكْرِهِ مَعْمُوراً فَاجْعَلْ سِلاحِي بِنُصْرَتِهِ مَشْهُوراً، وَإِنْ حالَ بَيْنِي وَبَيْنَ لِقائِهِ المَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً وَأَقْدَرْتَ بِهِ عَلى خَلِيقَتِكَ رَغْماً فَابْعَثْنِي عِنْدَ خُرُوجِهِ ظاهِراً مِنْ حُفْرَتِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي حَتّى أُجاهِدَ بَيْنَ يَدَيْهِ فِي الصَّفِّ الَّذِي أَثْنَيْتَ عَلى أَهْلِهِ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ: كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ. اللّهُمَّ طالَ الاِنْتِظارُ وَشَمُتَ مِنّا الفُجّارُ وَصَعُبَ عَلَيْنا الاِنْتِصارُ، اللّهُمَّ أَرِنا وَجْهَ وَلِيِّكَ المَيْمُونَ فِي حَياتِنا وَبَعْدَ المَنُونِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَدِينُ لَكَ بِالرَّجْعَةِ بَيْنَ يَدَيْ صاحِبِ هذِهِ البُقْعَةِ الغَوْثَ الغَوْثَ يا صاحِبَ الزَّمانِ! قَطَعْتُ فِي وُصْلَتِكَ الخُلاّنَ وَهَجَرْتُ لِزِيارَتِكَ الأَوْطانَ وَأَخْفَيْتُ أَمْرِي عَنْ أَهْلِ البُلْدانِ، لِتَكُونَ شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي وَإِلى آبائِكَ وَمَوالِيَّ فِي حُسْنِ التَّوْفِيقِ لِي وَأَسْبَابِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ وَسَوْقِ الإِحْسانِ إِلَيَّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَصْحابِ الحَقِّ وَقادَةِ الخَلْقِ وَاسْتَجِبْ مِنِّي ما دَعَوْتُكَ

ص: 773

وَأَعْطِنِي ما لَمْ أَنْطِقْ بِهِ فِي دُعائِي مِنْ صَلاحِ دِينِي وَدُنْيايَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ .

ثم ادخل الصّفة فصلِّ ركعتيْنِ وقُلْ:

اللّهُمَّ عَبْدُكَ الزَّائِرُ فِي فَناءِ وَلِيِّكَ المَزُورِ الَّذِي فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلى العَبِيدِ وَالأَحْرارِ وَأَنْقَذْتَ بِهِ أَوْلِياءَكَ مِنْ عَذابِ النَّارِ، اللّهُمَّ اجْعَلْها زِيارَةً مَقْبُولَةً ذاتَ دُعاءٍ مُسْتَجابٍ مِنْ مُصَدِّقٍ بِوَلِيِّكَ غَيْرِ مُرْتابٍ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ بِهِ وَلا بِزِيارَتِهِ وَلا تَقْطَعْ أَثَرِي مِنْ مَشْهَدِهِ وَزِيارَةِ أَبِيهِ وَجَدِّهِ، اللّهُمَّ اخْلُفْ عَلَيَّ نَفَقَتِي وَانْفَعْنِي بِما رَزَقْتَنِي فِي دُنْيايَ وَآخِرَتِي لِي وَلإِخْوانِي وَأَبَوَيَّ وَجَمِيعِ عتْرَتِي أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ أَيُّها الإِمامُ الَّذِي يَفُوزُ بِهِ المُؤْمِنُونَ وَيَهْلَكُ عَلى يَدَيْهِ الكافِرُونَ المُكَذِّبُونَ، يا مَوْلايَ يا ابْنَ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ جِئْتُكَ زائِراً وَلأَبِيكَ وَجَدِّكَ، مُتَيَقِّناً الفَوْزَ بِكُمْ مُعْتَقِداً إِمامَتَكُمْ، اللّهُمَّ اكْتُبْ هذِهِ الشَّهادَةَ وَالزِّيارَةَ لِي عِنْدَكَ فِي عِلِّيِّينَ وَبَلِّغْنِي بَلاغَ الصَّالِحِينَ وَانْفَعْنِي بِحُبِّهُمْ يا رَبَّ العالَمِينَ .

زيارة صاحب العصر والزمان عَلَيْهِ السَّلَامُ الرابعة

رابعها: زيارة رواها السيّد ابن طاووس، تقول:

السَّلامُ عَلى الحَقِّ الجَدِيدِ وَالعالِمِ الَّذِي عِلْمُهُ لا يَبِيدُ السَّلامُ عَلى مُحْيي المُؤْمِنِينَ وَمُبِيرِ الكافِرِينَ السَّلامُ عَلى مَهْدِيِّ الأُمَمِ وَجامِعِ الكَلِمِ السَّلامُ عَلى خَلَفِ السَّلَفِ وَصاحِبِ الشَّرَفِ، السَّلامُ عَلى حُجَّةِ المَعْبُودِ وَكَلِمَةِ المَحْمُودِ السَّلامُ عَلى مُعِزِّ الأَوْلِياءِ وَمُذِلِّ الأَعْداءِ السَّلامُ عَلى وَارِثِ الأنْبِياءِ وَخاتَمِ الأوْصِياءِ، السَّلامُ عَلى القائِمِ المُنْتَظَرِ وَالعَدْلِ المُشْتَهَرِ السَّلامُ عَلى السَّيْفِ الشَّاهِرِ وَالقَمَرِ الزَّاهِرِ وَالنُّورِ الباهِرِ، السَّلامُ عَلى شَمْسِ الظَّلامِ وَبَدْرِ التَّمامِ السَّلامُ

ص: 774

عَلى رَبِيعِ الأنامِ وَنَضْرَةِ الأيّامِ السَّلامُ عَلى صاحِبِ الصَّمْصامِ وَفَلاّقِ الهامِ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ الدِّينِ المَأْثُورِ وَالكِتابِ المَسْطُورِ السَّلامُ عَلى بَقِيَّةِ اللَّهِ فِي بِلادِهِ وَحُجَّتِهِ عَلى عِبادِهِ المُنْتَهى إِلَيْهِ مَوارِيثُ الأَنْبِياءِ وَلَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثارُ الأصْفِياءِ، المُؤْتَمَنِ عَلى السِّرِّ وَالوَلِيِّ لِلأَْمْرِ السَّلامُ عَلَى المَهْدِيِّ الَّذِي وَعَدَ اللَّهُ عَزَّ وَجَّل بِهِ الأُمَمَ أَنْ يَجْمَعَ بِهِ الكَلِمَ وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ وَيَمْلأَ بِهِ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً وَيُمَكِّنَ لَهُ وَيُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ المُؤْمِنِينَ. أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ وَالأَئِمَّةَ مِنْ آبائِكَ أَئِمَّتِي وَمَوالِيَّ فِي الحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ، أَسْأَلُكَ يا مَوْلايَ أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ تَبارَكَ وَتَعالى فِي صَلاحِ شَأْنِي وَقَضاءِ حَوائِجِي وَغُفْرانِ ذُنُوبِي وَالأخذِ بِيَدِي فِي دِينِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي لِي وَلإِخْوَانِي وَأَخَواتِي المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ كافَّةً إِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ .

ثم صلّ صلاة الزيارة، اثنتَيْ عشْرةَ ركعة، تسلّم بعدَ كلِّ ركعتيْنِ منها، وتسبّح تسبيح الزهراء عَلَیْهِ السَّلَامُ، واهدها إليه عَلَیْهِ السَّلَامُ فإذا فرغتَ من صلاة الزيارة فقل:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ فِي أَرْضِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي بِلادِكَ الدَّاعِي إِلى سَبِيلِكَ وَالقائِمِ بِقِسْطِكَ وَالفائِزِ بِأَمْرِكَ وَلِيِّ المُؤْمِنِينَ وَمُبِيرِ الكافِرِينَ وَمُجَلِّيَ الظُّلْمَةِ وَمُنِيرِ الحَقِّ وَالصَّادِعِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ وَعَيْبَتِكَ وَعَيْنِكَ فِي أَرْضِكَ المُتَرَقِّبِ الخائِفِ الوَلِيِّ النَّاصِحِ سَفِينَةِ النَّجاةِ وَعَلَمِ الهُدى وَنُورِ أَبْصارِ الوَرى وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى وَالوِتْرِ المَوْتُورِ وَمُفَرِّجِ الكَرْبِ وَمُزِيلِ الهَمِّ وَكاشِفِ البَلْوى، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الأَئِمَّةِ الهادِينَ وَالقادَةِ المَيامِينَ ما طَلَعَتْ

ص: 775

كَواكِبُ الأَسْحارِ وَأَوْرَقَتِ الأَشْجارُ وَأَيْنَعَتِ الأَثْمارُ وَاخْتَلَفَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ وَغَرَّدَتِ الأَطْيارُ، اللّهُمَّ انْفَعْنا بِحُبِّهِ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ وَتَحْتَ لِوائِهِ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.

الصلاة على إمام العصر والزمان عجّل الله فرجه

الصلاة على إمام العصر والزمان عَلَیْهِ السَّلَامُ:

اللّهمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وأَهْلِ بَيْتِهِ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّ الحَسَنِ وَوَصِيِّهِ وَوارِثِهِ القائِمِ بأَمْرِكَ وَالغائِبِ فِي خَلْقِكَ وَالمُنْتَظِرِ لإِذْنِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَقَرِّبْ بُعْدَهُ وَأَنْجِزْ وَعْدَهُ وَأَوْفِ عَهْدَهُ وَاكْشِفْ عَنْ بَأسِهِ حِجابَ الغَيْبَةِ وَأَظْهِرْ بِظُهُورِهِ صَحائِفَ المِحْنَةِ، وَقَدِّمْ أَمامَهُ الرُّعْبَ وَثَبِّتْ بِهِ القَلْبَ وَأَقِمْ بِهِ الحَرْبَ وَأَيِّدْهُ بِجُنْدٍ مِنَ المَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ وَسَلِّطْهُ عَلى أَعْداء دِينِكَ أَجْمَعِينَ،وَأَلْهِمْهُ أَنْ لا يَدَعَ مِنْهُمْ رُكْناً إِلاّ هَدَّهُ وَلا هَاماً إِلاّ قَدَّهُ وَلا كَيْداً إِلاّ رَدَّهُ وَلا فاسِقاً إِلاّ حَدَّهُ وَلا فِرْعَوْنَ إِلاّ أَهْلَكَهُ وَلا سِتْراً إِلاّ هَتَكَهُ وَلا عَلَماً إِلاّ نَكَّسَهُ وَلا سُلْطاناً إِلاّ كَسَبَهُ وَلا رُمْحاً إِلاّ قَصَفَهُ وَلا مِطْرَداً إِلاّ خَرَقَهُ وَلا جُنْداً إِلاّ فَرَّقَهُ وَلا مِنْبَراً إِلاّ أَحْرَقَهُ وَلا سَيْفاً إِلاّ كَسَرَهُ وَلا صَنَماً إِلاّ رَضَّهُ وَلا دَماً إِلاّ أَراقَهُ وَلا جَوْراً إِلاّ أَبادَهُ وَلا حِصْناً إِلاّ هَدَمَهُ وَلا باباً إِلاّ رَدَمَهُ وَلا قَصْراً إِلاّ خَرَّبَهُ وَلا مَسْكَناً إِلاّ فَتَّشَهُ وَلا سَهْلاً إِلاّ أَوْطَأَهُ وَلا جَبَلاً إِلاّ صَعَدَهُ وَلا كَنْزاً إِلاّ أَخْرَجَهُ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

الاستغاثة بالإمام المهدي عجّل الله فرجه

الاستغاثة بالإمام المهدي (عجل اللَّهُ فرجه):

كما رواها الكفعميّ في البلد الأمين وهي بعد الغسل وصلاة ركعتين تحت السماء تقرأ في الركعة الأولى سورةَ (الحمد) وسورةَ (الفتح) وفي الركعة الثانية سورةَ (الحمد) وسورةَ (النصر) فإذا سلّمت فقم وقُلْ:

ص: 776

سَلاَمُ اللَّهِ الْكَامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ الْعَامُّ، وَصَلَوَاتُهُ الدَّائِمَةُ وَبَرَكَاتُهُ العامَّةُ، عَلَى حُجَّةِ اللَّهِ وَوَلِيِّهِ فِي أَرْضِهِ وَبِلاَدِهِ، وَخَلِيفَتِهِ عَلَى خَلْقِهِ وَعِبَادِهِ، سُلاَلَةِ النُّبُوَّةِ وَبَقِيَّةِ الْعِتْرَةِ وَالصَّفْوَةِ، صَاحِبِ الزَّمَانِ، وَمُظْهِرِ الإِيمانِ، وَمُعْلِنِ أَحْكَامِ الْقُرْآنِ، وَمُطِهِّرِ الأَرْضِ، وَنَاشِرِ الْعَدْلِ فِي الطُّولِ وَالْعَرْضِ، الْحُجَّةِ الْقَائِمِ الْمَهْدِيّ، وَالإِمَامِ الْمُنْتَظَرِ المَرْضِيّ، الطَّاهِرِ ابْنِ الطَّاهِرِينَ، الْوَصِيِّ ابْنِ الأَوْصِيَاءِ الْمَرْضِيّينَ، الْهَادِي الْمَعْصُومِ ابْنِ الهُدَاةِ الْمَعْصُومِينَ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا إِمَامَ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ النَّبِيّينَ وَمُسْتَوْدَعَ حِكْمَةِ الوَصِيِّينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عِصْمَةِ الدِّينِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ الْمُسْتَضْعَفِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مُذِلَّ الْكَافِرِينَ الْمُتَكَبّرِينَ الظَّالِمِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ يَاابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ الأَئِمَّةِ الْحُجَجِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ سَلاَمَ مُخْلِصٍ لَكَ فِي الْوَلاَءِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإِمَامُ الْمَهْدِيُّ قَوْلاً وَفِعْلاً، وَأَنَّكَ الَّذِي تَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، فَعَجَّلَ اللَّهُ فَرَجَكَ، وَسَهَّلَ مَخْرَجَكَ، وَقَرَّبَ زَمَانَكَ، وَكَثَّرَ أَنْصَارَكَ وَأَعْوَانَكَ، وَأَنْجَزَ لَكَ مَوْعِدَكَ، وَهُوَ أَصْدَقُ الْقَائِلِينَ: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ}.

يا مولاي حاجتي وتسأل حاجتك.

ص: 777

السادسة عشرة: زيارة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة رضي الله عنهما

اشارة

السادسة عشرة:زيارة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة

زيارة مسلم بن عقيل رضي الله عنه

أوّلاً: زيارة مسلم بن عقيل (رضوان اللَّهِ عليه)

كما رواها في البحار، قف عنده وقُلْ:

الحَمْدُ للَّهِ المَلِكِ الحَقِّ المُبِينِ المُتَصاغِرِ لِعَظَمَتِهِ جَبابِرَةُ الطَّاغِينَ المُعْتَرِفِ بِرُبُوبِيَّتِهِ جَمِيعُ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ المُقِرِّ بِتَوْحِيدِهِ سائِرُ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِ الأنامِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الكِرامِ صَلاةً تَقَرُّ بِها أَعْيُنُهُمْ وَيَرْغَمُ بِها أَنْفُ شانِئِهِمْ مِنَ الجِنِّ وَالإِنْسِ أَجْمَعِينَ سَلامُ اللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ وَأَئِمَّتِهِ المُنْتَجَبِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهَدَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ وَالزَّاكِياتِ الطَّيِّباتِ فِيما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يا مُسْلِمَ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، وَقُتِلْتَ عَلى مِنْهاجِ المُجاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ حَتّى لَقِيتَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ عَنْكَ راضٍ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ فِي نُصْرَةِ حُجَّةِ اللَّهِ وَابْنِ حُجَّتِهِ حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَالوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ المُرْسَلِ وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ العالِمِ وَالوَصِيِّ المُبَلِّغِ وَالمَظْلُومِ المُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ أَفْضَلَ الجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ، فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ. لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ أَمَرَ بِقَتْلِكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ افْتَرى عَلَيْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَاسْتَخَفَّ

ص: 778

بِحُرْمَتِكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بايَعَكَ وَغَشَّكَ وَخَذَلَكَ وَأَسْلَمَكَ وَمَنْ أَلَّبَ عَلَيْكَ وَلَمْ يُعِنْكَ الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْواهُمْ وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْرُودُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَأَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ. جِئْتُكَ زائِراً عارِفاً بِحَقِّكُمْ مُسَلِّماً لَكُمْ تابِعاً لِسُنَّتِكُمْ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّهٌ حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الحاكِمِينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، قَتَلَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بِالأيْدِي وَالألْسُنِ .

ثم ادخلْ وادنُ من القبرِ وأشِرْ إلى الضريح، ثمّ قُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ المُطِيعُ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ و لِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ، الحَمْدُ للَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ البَدْرِيُّونَ المُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ المُبالِغُونَ فِي جِهادِ أَعْدائِهِ وَنُصْرَةِ أَوْلِيائِهِ؛ فَجِزاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ الجَزاءِ وَأَكْثَرَ الجَزاءِ وَأَوْفَرَ جَزاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِهِ وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَأَطاعَ وُلاةَ أَمْرِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ وَأَعْطَيْتَ غايَةَ المَجْهُودِ حَتّى بَعَثَكَ اللَّهُ فِي الشُّهَدَاءِ وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ وَأَعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ أَفْسَحَها مَنْزِلاً وَأَفْضَلَها غُرَفاً وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي العِلِّيِّينَ وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ وَأَنَّكَ قَدْ مَضَيْتَ عَلى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ وَمُتَّبِعاً لِلْنَبِيِّينَ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْلِيائِهِ فِي مَنازِل المُخْبِتِينَ فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .

ص: 779

ثُمَّ صَلِّ ركعتين فِي جانب الرأس واهدهما إلى جنابه، ثُمَّ قل:

اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لاَ تَدَعْ لِي فِي هَذَا الْمَكَانِ الْمُكَرَّمِ وَ الْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ وَ لاَ هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ وَ لاَ مَرَضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ وَ لاَ عَيْباً إِلاَّ سَتَرْتَهُ وَ لاَ رِزْقاً إِلاَّ بَسَطْتَهُ وَ لاَ خَوْفاً إِلاَّ آمَنْتَهُ وَ لاَ شَمْلاً إِلاَّ جَمَعْتَهُ وَ لاَ غَائِباً إِلاَّ حَفِظْتَهُ وَ أَدْنَيْتَهُ وَ لاَ حَاجَةً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَ الْآخِرَةِ لَكَ فِيهَا رِضًى وَ لِي فِيهَا صَلاَحٌ إِلاَّ قَضَيْتَهَا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ قُلْ في وداعه:

أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِكِتابِهِ وَبِما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، اللّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي هَذَا الْعَبّدَ الصَّالِحَ وَارْزُقْنِي زِيارَتَهُ ما أَبْقَيْتَنِي وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَعَرِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِكَ وَأَوْلِيائِكَ فِي الجِنانِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَوَفَّنِي عَلى الإيمانِ بِكَ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ وَالوِلايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَالبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِهِمْ فَإِنِّي رَضِيْتُ بِذلِكَ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .

زيارة هاني بن عروة رضي الله عنه

ثانياً: زيارة هاني بن عروة (رحمة اللَّهِ ورضوانه عليه)

تقف عند قبره وتسلّم على رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وتقول:

سَلامُ اللَّهِ العَظِيمِ وَصَلَواتُهُ عَلَيْكَ يا هانِيَ بْنَ عُرْوَةَ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ النَّاصِحُ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأميرِ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ وَحَشا قُبُورَهُمْ ناراً، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَقِيتَ اللَّهَ وَهُوَ راضٍ عَنْكَ بِما

ص: 780

فَعَلْتَ وَنَصَحْتَ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَغْتَ دَرَجَةَ الشُّهَدَاءِ وَجُعِلَ رُوحُكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ بِما نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ مُجْتَهِداً وَبَذَلْتَ نَفْسَكَ فِي ذاتِ اللَّهِ وَمَرْضاتِهِ؛ فَرَحِمَكَ اللَّهُ وَرَضِيَ عَنْكَ وَحَشَرَكَ مَعَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَجَمَعَنا وَإِيَّاكُمْ مَعَهُمْ فِي دارِ النَّعِيمِ وَسَلامٌ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

ثم صلِّ ركعتين واهْدِهما إلى هاني، وادعُ لنفسك بما شئت وودّعه بما تقدّم من وداع مسلم بن عقيل (رضوان اللَّهِ عليه).

السابعة عشرة: زيارة أولاد الأئمّة عَلَيْهِمُ السَّلَامُ

السابعة عشرة:زيارة أولاد الأئمّة عَلَیْهِمُ السَّلَامُ

روى السيد الأجلّ علي بن طاووس (رضي اللَّهُ عنه) في مصباح الزائر زيارتين يُزار بهما أولاد الأئمّة عَلَیْهِمُ السَّلَامُ ينبغي لنا ذكرهما هنا.

الأولى: إذا أردت زيارة أحد منهم كالقاسم بن الكاظم عَلَیْهِ السَّلَامُ أو العباس بن أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ أو علي بن الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ المقتول بالطّف ومن جرى في الحكم مجراهم فقف على قبر المزور منهم وقُلْ:

السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّيِّدُ الزَّكِيُّ الطَّاهِرُ الوَلِيُّ وَالدَّاعِي الحَفِيُّ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُلْتَ حَقّاً وَنَطَقْتَ حَقّاً وَصِدْقاً وَدَعَوْتَ إِلى مَوْلايَ وَمَوْلاكَ عَلانِيَةً وَسِرّاً، فازَ مُتَّبِعُكَ وَنَجا مُصَدِّقُكَ وَخابَ وَخَسِرَ مُكَذِّبُكَ وَالمُتَخَلِّفُ عَنْكَ اشْهَدْ لِي بِهذِهِ الشَّهادَةَ لأَكُونَ مِنَ الفائِزِينَ بِمَعْرِفَتِكَ وَطاعَتِكَ وَتَصْدِيقِكَ وَاتِّباعِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدِي وَابْنَ سَيِّدِي أَنْتَ بابُ اللَّهِ المُؤْتى مِنْهُ وَالمَأْخُوذُ عَنْهُ، أَتَيْتُكَ زائِراً وَحاجاتِي لَكَ

ص: 781

مُسْتَوْدِعاً وَها أَنا ذا أَسْتَوْدِعُكَ دِينِي وَأَمانَتِي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَجوامِعَ أَمَلِي إِلى مُنْتَهى أَجَلِي وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .

الثانية: زيارة أخرى لأولاد الأئمّة عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.

تقول: السَّلامُ عَلى جَدِّكَ المُصْطَفى السَّلامُ عَلى أَبِيكَ المُرْتَضى الرِّضَا السَّلامُ عَلى السَّيِّدَيْنِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ السَّلامُ عَلى خَدِيجَةَ أمِّ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ أُمِّ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلى النُّفُوسِ الفاخِرَةِ بُحُورِ العُلُومِ الزَّاخِرَةِ شُفَعائِي فِي الآخِرةِ وَأَوْلِيائِي عِنْدَ عَوْدِ الرُّوحِ إِلى العِظامِ النَّاخِرَةِ أَئِمَّةِ الخَلْقِ وَوُلاةِ الحَقِّ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّخْصُ الشّرِيفُ الطَّاهِرُ الكَرِيمُ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَمُصْطَفاهُ وَأَنَّ عَلِيّاً وَلِيُّهُ وَمُجْتَباهُ، وَأَنَّ الإمامَةَ فِي وُلْدِهِ إِلى يَوْمِ الدِّينِ نَعْلَمُ ذلِكَ عِلْمَ اليَقِينِ وَنَحْنُ لِذلِكَ مُعْتَقِدُونَ وَفِي نَصْرِهِمْ مُجْتَهِدُونَ .

خاتمة حديث الكساء

خاتمة وفیها ثلاثة أمور

الأوّل: حدیث الکساء

عن كتاب إحقاق الحقّ للسيد المرعشيّ، قال الشيخ عبد اللَّهِ البحرانيّ صاحب العوالم: رأيت بخطّ الشيخ الجليل السيد هاشم البحرانيّ عن شيخه الجليل السيد ماجد البحرانيّ عن الشيخ الحسن بن زين الدين الشهيد الثاني عن شيخه المقدّس الأردبيليّ عن شيخه بن عبد العالي الكركيّ عن الشيخ علي بن هلال الجزائريّ عن الشيخ أحمد بن فهد الحليّ عن الشيخ علي بن الخازن الحائريّ عن الشيخ ضياء الدين علي بن الشهيد الأوّل عن أبيه عن فخر المحقّقين عن شيخه ووالده العلاّمة الحليّ عن شيخه المحقق ابن نما الحليّ عن شيخه محمّد بن إدريس الحليّ عن ابن حمزة الطوسيّ صاحب ثاقب المناقب عن الشيخ الجليل محمّد بن شهر آشوب عن الطبرسيّ صاحب الاحتجاج عن شيخه الجليل الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسيّ عن أبيه

ص: 782

شيخ الطائفة الحقّة عن شيخه المفيد عن شيخه ابن قولويه القميّ عن شيخه الكلينيّ عن علي بن إبراهيم عن أبيه إبراهيم بن هاشم عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ عن قاسم بن يحيى الجلاّء الكوفيّ عن أبي نصر عن أبان بن تغلب عن جابر بن يزيد الجعفيّ عن جابر بن عبد اللَّهِ الأنصاريّ رحمة اللَّهِ عليهم أجمعين أنّه قال:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سَمِعْتُ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ عَلَیْهَا السَّلَامُ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَنَّها قالَتْ: دَخَلَ عَلَيَّ أَبِي رَسُولُ اللَّهِ فِي بَعْضِ الأيَّامِ، فَقَالَ: السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يَا أَبَتَاهُ، قالَ: إِنِّي لأَجِدُ فِي بَدَنِي ضَعْفاً، فَقُلْتُ لَهُ: أُعِيذُكَ بِاللَّهِ يا أبَتاهُ مِنَ الضَّعْفِ! فَقالَ: يا فاطِمَةُ، ائتِينِي بِالكِساءِ اليَمانِيّ فَغَطِّينِي بِهِ، فَأَتَيْتُهُ بِالكِساءِ اليَمانِيّ فَغَطَّيْتُهُ بِهِ وَصِرْتُ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَإِذا وَجْهُهُ يَتَلَأْلَأُ كَأَنَّهُ البَدْرُ فِي لَيْلَةِ تَمامِهِ وَكَمالِهِ. فَما كانَتْ إِلاّ ساعَةً وَإِذا بِوَلَدِيَ الحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَدْ أَقْبَلَ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّاهُ فَقُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيْنِي وَثَمَرَةَ فُؤادِي، فَقالَ لِي: يا أُمَّاهُ إِنِّي أَشُمُّ عِنْدَكِ رائِحَةً طيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِّي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَقُلْتُ: نَعَمْ يا وَلَدِي، إِنَّ جَدَّكَ تَحْتَ الكِساءِ، فَأَقْبَلَ الحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلَامُ نَحْوَ الكِساءِ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدَّاهُ يا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، أَتَأْذَنَ لِي أَنْ أَدْخُلَ مَعَكَ تَحْتَ الكِساءِ؟ فَقالَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَيا صاحِبَ حَوْضِي، قَدْ أَذِنْتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُ تَحْتَ الكِساءِ. فَما كانَتْ إِلاّ ساعَةً وَإِذا بِوَلَدِيَ الحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قَدْ أَقْبَلَ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّاهُ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا قُرَّةَ عَيْنِي وَثَمَرَةَ فُؤادِي، فَقالَ لِي يا أُمَّاهُ إِنِّي أَشُمُّ عِنْدَكِ رائِحَةً طيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ جَدِّي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، إِنَّ جَدَّكَ وَأَخاكَ تَحْتَ الكِساءِ، فَدَنا

ص: 783

الحُسَيْنُ عَلَیْهِ السَّلَامُ نَحْوَ الكِساءِ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَدّاهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنِ اخْتارَهُ اللَّهُ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَكُونَ مَعَكُما تَحْتَ هَذا الكِساءِ؟ فَقالَ: وعَلَيْكَ السَّلامُ يا وَلَدِي وَيا شافِعَ أُمَّتِي، قَدْ أَذِنْتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُما تَحْتَ الكِساءِ، فَأَقْبَلَ عِنْدَ ذلِكَ أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بْنِ أَبِي طالِبٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيْكِ يا فَاطِمَةُ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَقُلْتُ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا أَبا الحَسَنِ وَيا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ فَقالَ: يا فاطِمَةُ إِنِّي أَشُمُّ عِنْدَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأَنَّها رائِحَةُ أَخِي وَابْنِ عَمِّي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَقُلْتُ: نَعَمْ، ها هُوَ مَعَ وَلَدَيْكَ تَحْتَ الكِساءِ، فَأَقْبَلَ عَلِيٌّ عَلَیْهِ السَّلَامُ نَحْوَ الكِساءِ وَقالَ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنَ لِي أَنْ أَكُونَ مَعَكُمْ تَحْتَ الكِساءِ؟ قالَ: وعَلَيْكَ السَّلامُ يا أخِي وَوَصِيِّي وَخَلِيفَتِي وَصاحِبَ لِوائِي فِي المَحْشَرِ نَعَمْ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ فَدَخَلَ عَلِيٌّ عَلَیْهِ السَّلَامُ تَحْتَ الكِساءِ. ثُمَّ أَتَيْتُ نَحْوَ الكِساءِ وَقُلْتُ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبَتاهُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَكُونَ مَعَكُمْ تَحْتَ الكِساءِ؟ قالَ: وَعَلَيْكِ السَّلامُ يا بِنْتِي وَيا بِضْعَتِي قَدْ أَذِنْتُ لَكِ فَدَخَلَتُ مَعَهُمْ تَحْتَ الكِساءِ، فَلَمّا اكْتَمَلْنا وَاجْتَمَعْنَا جَمِيعاً تَحْتَ الكِساءِ أَخَذَ أَبِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِطَرَفَي الكِساءِ وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ اليُمْنى إِلى السَّماء وَقالَ: اللّهُمَّ إِنَّ هؤُلاءِ أَهْلُ بَيْتِي وَخاصَّتِي وَحامَّتِي لَحْمُهُمْ لَحْمِي وَدَمُهُمْ دَمِي يُؤْلِمُنِي ما يُؤْلِمُهُمْ وَيَحْزُنُنِي ما يَحْزُنُهُمْ، أَنا حَرْبٌ لِمَنْ حارَبَهُمْ وَسِلْمٌ لِمَنْ سالَمَهُمْ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُمْ وَمُحِبٌّ لِمَنْ أَحَبَّهُمْ، إِنَّهُمْ مِنِّي وَأَنا مِنْهُمْ فَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَبَرَكاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وَغُفْرانَكَ وَرِضْوانَكَ عَلَيَّ وَعَلَيْهِمْ، وَأذْهِبْ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهِّرْهُمْ

ص: 784

تَطْهِيراً. فَقالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (يا مَلائِكَتِي وَيا سُكَّانَ سَماواتِي، إِنِّي ما خَلَقْتُ سَماءً مَبْنِيَّةً وَلا أَرْضاً مَدْحِيَّةً وَلا قَمَراً مُنِيراً وَلا شَمْساً مُضِيئَةً وَلا فَلَكاً يَدُورُ وَلا بَحْراً يَجْرِي وَلا فُلْكاً يَسْرِي إِلاّ فِي مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمْسَةِ الَّذِينَ هُمْ تَحْتَ الكِساءِ). فَقالَ الأمِينُ جبْرائِيلَ: يا رَبِّ وَمَنْ تَحْتَ الكِساءِ؟ فَقالَ عَزَّ وَجَلَ: هُمْ أَهْلُ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنُ الرِّسالَةِ، هُمْ: فاطِمَةُ وَأَبُوها وَبَعْلُها وَبَنُوها. فَقالَ جَبْرائِيلُ: يا رَبِّ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَهْبِطَ إِلى الأرْضِ لأكُوَنَ مَعَهُمْ سادِساً؟ فَقالَ اللّهُ عَزَّ وَجَلَّ: نَعَمْ، قَدْ أَذِنْتُ لَكَ، فَهَبَطَ الأمِينُ جَبْرائِيلُ وَقالَ لِأَبِي: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، العَلِيُّ الأَعْلى يُقْرِئُكَ السَّلامُ وَيَخُصُّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَالإكْرامِ وَيَقُولَ لَكَ: وَعِزَّتِي وَجَلالِي إِنِّي ما خَلَقْتُ سَماءً مَبْنِيَّةً وَلا أَرْضاً مَدْحِيّةً وَلا قَمَراً مُنِيراً وَلا شَمْساً مُضِيئَةً وَلا فَلَكاً يَدُورُ وَلا بَحْراً يَجْرِي وَلا فُلْكاً يَسْرِي إِلاّ لأجْلِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ. وَقَدْ أَذِنَ لِي أَنْ أَدْخُلَ مَعَكُمْ فَهَلْ تَأْذَنُ لِي أَنْتَ يا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟ فَقالَ أَبِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: وَعَلَيْكَ السَّلامُ يا أمِينَ وَحْيِ اللَّهِ، إِنَّهُ نَعَمْ قَدْ أَذِنْتُ لَكَ فَدَخَلَ جَبرائِيلَ مَعَنا تَحْتَ الكِساءِ. فَقالَ جَبْرائِيلُ لأبِي: إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحى إِلَيْكُمْ يَقُولُ: إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُم الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً، فَقالَ عَلِيٌّ عَلَیْهِ السَّلَامُ لأبِي: يا رَسُولَ اللَّهِ، أَخْبِرْنِي ما لِجُلُوسِنا هذا تَحْتَ الكِساءِ مِنَ الفَضْلِ عِنْدَ اللَّهِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيّاً وَاصْطَفانِي بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فِي مَحْفَلٍ مِنْ مَحافِلِ أَهْلِ الأَرْضِ وَفِيهِ جَمْعٌ مِنْ شِيعَتِنا وَمُحِبِّينا، إِلاّ وَنَزَلَتْ عَلَيْهِمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْ بِهِمُ المَلائِكَةُ

ص: 785

وَاسْتَغْفَرَتْ لَهُمْ إِلى أَنْ يَتَفَرَّقُوا! فَقالَ عَلِيٌّ عَلَیْهِ السَّلَامُ: إِذاً وَاللَّهِ فُزْنا وَفازَ شِيعَتُنا وَرَبِّ الكَعْبَةِ، فَقالَ أَبِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: يا عَلِيُّ وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالحَقِّ نَبِيّاً وَاصْطَفانِي بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا فِي مَحْفَلٍ مِنْ مَحافِلِ أَهْلِ الأرْضِ وَفِيهِ جَمْعٌ مِنْ شِيعَتِنا وَمُحِبِّينا، وَفِيهِمْ مَهْمُومٌ إِلاّ وَفَرَّجَ اللَّهُ هَمَّهُ وَلا مَغْمُومٌ إِلاّ وَكَشَفَ اللَّهُ غَمَّهُ وَلا طالِبُ حاجَةٍ إِلاّ وَقَضَى اللَّهُ حاجَتَهُ! فَقالَ عَلِيٌّ عَلَیْهِ السَّلَامُ: إِذاً وَاللَّهِ فُزْنا وَسُعِدْنا وَكَذلِكَ شِيعَتُنا فازُوا وَسُعِدُوا فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَرَبِّ الكَعْبَةِ .

أعمال مسجد الکوفة

الثاني: أعمال مسجد الكوفة:

وهي على ما في (مصباح الزائر) وغيره كما يلي: قل حينما تدخل مدينة الكوفة:

بِسْمِ اللَّهِ وَباللَّهِ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، اللَّهُمَّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبارَكاً وَأَنْتَ خَيْرُ المُنْزَلِينَ .

ثم سر نحو المسجد وأنت تقول:

اللَّهُ أَكْبَرُ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَالحَمْدُ للَّهِ وَسُبْحانَ اللَّهِ .

حتى تأتي باب المسجد، فإذا أتيته فقف على الباب وقُلْ:

السَّلامُ عَلى سَيِّدِنا رَسُولِ اللَّهِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ السَّلامُ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وَعَلى مَجالِسِهِ وَمَشاهِدِهِ وَمَقامِ حِكْمَتِهِ وَآثارِ آبائِهِ آدَمَ وَنُوحٍ وَإِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَتِبْيانِ بَيِّناتِهِ، السَّلامُ عَلى الإِمَامِ الحَكِيمِ العَدْلِ الصِّدِّيقِ الأَكْبَرِ الفارُوقِ بِالقِسْطِ الَّذِي فَرَّقَ اللَّهُ بِهِ بَيْنَ الحَقِّ وَالباطِلِ وَالكُفْرِ

ص: 786

وَالإيمانِ وَالشِّرْكِ وَالتَّوْحِيدِ لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيا مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ. أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِيرُ المُؤْمِنِينَ وَخاصَّةُ نَفْسِ المُنْتَجَبِينَ وَزَيْنُ الصِّدِّيقِينَ وَصابِرُ المُمْتَحَنِينَ، وَأَنَّكَ حَكَمُ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ وَقاضِي أَمْرِهِ وَبابُ حِكْمَتِهِ وَعاقِدُ عَهْدِهِ وَالنَّاطِقُ بِوَعْدِهِ وَالحَبْلُ المَوْصُولُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ عِبادِهِ وَكَهْفُ النَّجاةِ وَمِنْهاجُ التُّقَى وَالدَّرَجَةُ العُلْيا وَمُهَيْمِنُ القاضِي الأَعْلى، يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ بِكَ أَتَقَرَّبُ إِلى اللَّهِ زُلْفى أَنْتَ وَلِيِّي وَسَيِّدِي وَوسِيلَتِي فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ .

ثم تدخل المسجد والأفضل أن تدخل من الباب الواقع خلف المسجد المشهور بباب الفيل ثمّ تقول:

اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ هذا مَقامُ العائِذِ بِاللَّهِ وَبِمُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَبِوِلايَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ الصَّادِقِينَ النَّاطِقِينَ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً رَضِيْتُ بِهِمْ أَئِمَّةً وَهُداةً وَمَوالِيَ، سَلَّمْتُ لأمْرِ اللَّهِ لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَلا أَتَّخِذُ مَعَ اللَّهِ وَلِيّاً كَذِبَ العادِلُونَ بِاللَّهِ وَضَلُّوا ضَلالاً بَعِيداً، حَسْبِيَ اللَّهُ وَأَوْلِياءُ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَأَنَّ عَلِيّاً وَالأَئِمَّةَ المَهْدِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، أَوْلِيائِي وَحُجَّةُ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ .

ثمَّ سِرْ إلى الأسطوانة الرابعة الواقعة إلى جانب باب الأنماط بحذاء الخامسة وهي أسطوانة إبراهيم عَلَیْهِ السَّلَامُ فصلِّ عندها أربع ركعات تُسلِّم بينَ كلِّ ركعتين: ركعتان تقرأ فيهما سورةَ (الحمد) وسورةَ (التوحيد) وركعتان تقرأ

ص: 787

فيهما سورةَ (الحمد) وسورةَ (القدر) فإذا فرغت من الأربع ركعات فسبّح تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ وقُلْ بعده:

السَّلامُ عَلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً وَجَعَلَهُمْ أَنْبِياءَ مُرْسَلِينَ وَحُجَّةً عَلى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ ذلِكَ تَقْدِيرُ العَزِيزِ العَلِيمِ .

ثمّ قُلْ «سبع مرّات»:

سَلامٌ عَلى نُوحٍ فِي العالَمِينَ .

ثمّ قُلْ:

نَحْنُ عَلى وَصِيَّتِكَ يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ الَّتِي أَوْصَيْتَ بِها ذُرِّيَّتَكَ مِنَ المُرْسَلِينَ وَالصِّدِّيقِينَ، وَنَحْنُ مِنْ شِيعَتِكَ وَشِيعَةِ نَبِيِّنا مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَعَلَيكَ وَعَلى جَمِيعِ المُرْسَلِينَ وَالأَنْبِياءِ وَالصَّادِقِينَ، وَنَحْنُ عَلى مِلَّةِ إِبْراهِيمَ وَدِينِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ وَالأَئِمَّةِ المَهْدِيِّينَ وَوِلايَةِ مَوْلانا عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى البَشِيرِ النَّذِيرِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَرَحْمَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَبَرَكاتُهُ وَعَلى وَصِيِّهِ وَخَلِيفَتِهِ الشَّاهِدِ للَّهِ مِنْ بَعْدِهِ عَلى خَلْقِهِ عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ الصِّدِّيقِ الأَكْبَرِ وَالفارُوقِ المُبِينِ الَّذِي أَخَذْتَ بَيْعَتَهُ عَلى العالَمِينَ، رَضِيْتُ بِهِمْ أَوْلِياءَ وَمَوالِي وَحُكَّاماً فِي نَفْسِي وَوُلْدِي وَأَهْلِي وَمالِي وَقَسَمِي وَحِلِّي وَإِحْرامِي وَإِسْلامِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي، أَنْتُمُ الأَئِمَّةُ فِي الكِتابِ وَفَصْلُ المَقامِ وَفَصْلُ الخِطابِ وَأَعْيُنُ الحَيِّ الَّذِي لا يَنامُ، وَأَنْتُمْ حُكَماءُ اللَّهِ وَبِكُمْ

ص: 788

حَكَمَ اللَّهُ وَبِكُمْ عُرِفَ حَقُّ اللَّهِ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، أَنْتُمْ نُورُ اللَّهِ مِنْ بَيْنِ أَيْدِينا وَمِنْ خَلْفِنا أَنْتُمْ سُنَّةُ اللَّهِ الَّتِي بِها سَبَقَ القَضَاءُ، يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَنا لَكُمْ مُسَلِّمٌ تَسْلِيماً لا أُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيَّاً، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانِي بِكُمْ وَما كُنْتُ لأهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانِيَ اللَّهُ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ الحَمْدُ للَّهِ عَلى ماهَدانا .

أعمال دكّة القضاء وبيت الطّست:

واعلم أن المشهور في ترتيب أعمال جامع الكوفة أن تتلو أعمال وسط المسجد أعمال الأسطوانة الرابعة، فتؤخر أعمال دكّة القضاء وبيت الطّست عن جميع أعمال المسجد وتؤدّي عند الفراغ من أعمال دكّة الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ ونحن نجاري في الترتيب السيد ابن طاووس في مصباح الزائر، وأمّا من تابع المشهور فليؤخر أعمال دكّة القضاء وبيت الطّست عن الكلّ وليأتها بعد أعمال دكّة الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ.

وبالجملة نقول: ثم امضِ إلى دكّة القضاء، فصلِّ عليها ركعتين تقرأ فيها سورةَ (الحمد) وبعدها ما أردت من السور، فإذا فرغت منها وسبّحت تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ فقل:

يا مالِكِي وَمُمَلِّكِي وَمُتَغَمِّدِي بِالنِّعَمِ الجِسامِ مِنْ غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ، وَجْهِي خاضِعٌ لِما تَعْلُوهُ الأَقْدامُ لِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ، لا تَجْعَلْ هذِهِ الشِّدَّةَ وَلا هذِهِ المِحْنَةَ مُتَّصِلَةً بِاسْتِئْصالِ الشَّأَفَةِ وَامْنَحْنِي مِنْ فَضْلِكَ ما لَمْ تَمْنَحْ بِهِ أَحَداً مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ. أَنْتَ القَدِيمُ الأوَّلُ الَّذِي لَمْ تَزَلْ وَلَا تَزالُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَزَكِّ عَمَلِي

ص: 789

وَبارِكْ لِي فِي أَجَلِي وَاجْعَلْنِي مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

أعمال بيت الطّست المتّصل بدكَّة القضاء:

تصلّي هناك ركعتين، فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ فقل:

اللّهُمَّ إِنِّي ذَخَرْتُ تَوْحِيدِي إِيَّاكَ وَمَعْرِفَتِي بِكَ وَإِخْلاصِي لَكَ وَإِقْرارِي بِرُبُوبِيَّتِكَ، وَذَخَرْتُ وِلايَةَ مَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِمْ مِنْ بَرِيَّتِكَ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ لَيَوْمِ فَزَعِي إِلَيْكَ عاجِلاً وَآجِلاً، وَقَدْ فَزِعْتُ إِلَيْكَ وَإِلَيْهِمْ يا مَوْلايَ فِي هذا اليَوْمِ وَفِي مَوْقِفِي هذا وَسَأَلْتُكَ مادَّتِي مِنْ نِعْمَتِكَ وَإِزاحَةَ ما أَخْشاهُ مِنْ نِقْمَتِكَ وَالبَرَكَةَ فِيما رَزَقْتَنِي وَتَحْصِينَ صَدْرِي مِنْ كُلِّ هَمٍّ وَجائِحَةٍ وَمَعْصِيَةٍ فِي دِينِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

وروي أنّ الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قد صلّى ركعتين في بيت الطّست.

ذكر الصلاة والدعاء في وسط المسجد:

تصلّي هناك ركعتين تقرأ في الأولى سورةَ (الحمد) وسورةَ (التوحيد)، وفي الثانية سورةَ (الحمد) وسورةَ (الكافرون). فإذا سلَّمت سبّح تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ وقُلْ:

اللّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ، وَدارُكَ دارُ السَّلامِ حَيِّنا رَبَّنا مِنْكَ بِالسَّلامِ، اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ رَحْمَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَمَغْفِرَتِكَ وَتَعْظِيماً لِمْسْجِدِكَ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْفَعْها فِي عِلِّيِّينَ وَتَقَبَّلْها مِنِّي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

أقول: قد دعي هذا المقام بدكّة المعراج ووجه التسمية على ما يظهر أن

ص: 790

رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ استأذن اللَّهَ تعالى ليلة المعراج فهبط إلى الأَرض في هذه البقعة فصلّى ركعتين ..

أعمال الأسطوانة السابعة:

وهي مقام وفَّق اللَّهُ تعالى آدم فيه للتوبة فقف عندها واستقبل القبلة وقُلْ:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى أَبِينا آدَمَ وَأُمِّنا حَوَّاءَ، السَّلامُ عَلى هابِيلَ المَقْتُولِ ظُلْماً وَعُدْوَاناً عَلى مَواهِبِ اللَّهِ وَرِضْوانِهِ، السَّلامُ عَلى شِيثَ صَفْوَةِ اللَّهِ الُمْختارِ الأَمِينِ وَعلى الصَّفْوَةِ الصَّادِقِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ الطَّيِّبِينَ أَوَّلِهِمْ وَآخِرِهِمْ، السَّلامُ عَلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِمُ المُخْتارِينَ، السَّلامُ عَلى مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى عِيْسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَذُرِّيَّتِهِ الطَيِّبِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكُمْ فِي الأوَّلِينَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فِي الآخِرِينَ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلى الأَئِمَّةِ الهادِينَ شُّهَداءِ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَى الرَّقِيبِ الشَّاهِدِ عَلى الأُمَمِ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ .

ثم تصلّي عندها أربع ركعات تقرأ في الركعة الأولى من كلّ منهما سورةَ (الحمد) وسورةَ (القدر)، وفي الركعة الثانية سورةَ (الحمد) وسورةَ (التوحيد)، ثمّ سبّح بتسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ ثمّ قُلْ:

اللّهُمَّ إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ فَإِنِّي قَدْ أَطَعْتُكَ فِي الإيمانِ مِنِّي بِكَ مَنّاً مِنْكَ عَلَيَّ لا مَنّاً مِنِّي عَلَيكَ، وَأَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الأَشْياءِ لَكَ لَمْ أَتَّخِذْ

ص: 791

لَكَ وَلَداً وَلَمْ أَدْعُ لَكَ شَرِيكاً، وَقَدْ عَصَيْتُكَ فِي أَشْياءَ كَثِيرَةٍ عَلى غَيْرِ وَجْهِ المُكابَرَةِ لَكَ وَلا الخُرُوجِ عَنْ عُبُودِيَّتِكَ وَلا الجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ وَلَكِنِ اتَّبَعْتُ هَوايَ وَأَزَلَّنِي الشَّيْطانُ بَعْدَ الحُجَّةِ عَلَيَّ وَالبَيانِ، فَإِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي غَيْرُ ظالِمٍ لِي وَإِنْ تَعْفُ عَنِّي وَتَرْحَمْنِي فَبِجُودِكَ وَكَرَمِكَ يا كَرِيمُ. اللّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي لَمْ يَبْقَ لَها إِلاّ رَجاءُ عَفْوِكَ وَقَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الحِرْمانِ فَأَنا أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ مالا أَسْتَوْجِبُهُ وَأَطْلِبُ مِنْكَ ما لا أَسْتَحِقُّهُ، اللّهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي وَلَمْ تَظْلِمْنِي شَيْئاً وَإِنْ تَغْفِرْ لِي فَخَيْرُ راحِمٍ أَنْتَ يا سَيِّدِي، اللّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ وَأَنا أَنا أَنْتَ العَوَّادُ بِالمَغْفِرَةِ وَأَنا العَوَّادُ بِالذُّنُوبِ وَأَنْتَ المُتَفَضِّلُ بِالحِلْمِ وَأَنا العَوَّادُ بِالجَهْلِ، اللّهُمَّ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ يا كَنْزَ الضُّعَفاءِ يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا مُنْقِذَ الغَرْقى يا مُنْجِيَ الهَلْكى يا مُمِيتَ الأَحْياءِ يا مُحْييَ المَوْتى أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِيُّ الماءِ وَحَفِيفُ الشَّجَرِ وَنُورُ القَمَرِ وَظُلْمَةُ اللَيْلِ وَضَوْءُ النَّهارِ وَخَفَقَانُ الطَّيْرِ، فَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ يا عَظِيمُ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى عَلِيٍّ وَبِحَقِّ عَلِيٍّ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى فاطِمَةَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى الحَسَنِ وَبِحَقِّ الحَسَنِ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى الحُسَيْنِ وَبِحِقِّ الحُسَيْنِ عَلَيكَ، فَإِنَّ حُقُوقَهُمْ عَلَيكَ مِنْ أَفْضَلِ إِنْعامِكَ عَلَيْهِمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ صَلِّ عَلَيْهِمْ يا رَبِّ صَلاةً دائِمَةً مُنْتَهى رِضاكَ، وَاغْفِرْ لِي بِهِمُ الذُّنُوبَ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأَرْضِ عَنِّي خَلْقَكَ وَأَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ كَما أَتْمَمْتَها عَلى آبائِي مِنْ قَبْلُ، وَلا تَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنَ

ص: 792

المَخْلُوقِينَ عَلَيَّ فِيها امْتِناناً وَامْنُنْ عَلَيَّ كَما مَنَنْتَ عَلى آبائِي مِنْ قَبْلُ يا كهيعص، اللّهُمَّ كَما صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فَاسْتَجِبْ لِي دُعائِي فِيما سَأَلْتُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ .

ثم اسجد وقُلْ في سجودك:

يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِج السَّائِلينَ وَيَعْلَمُ ما فِي ضَمِيرِ الصَّامِتِينَ يا مَنْ لا يَحْتاجُ إِلى التَّفْسِيرِ يا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ يا مَنْ أَنْزَلَ العَذابَ عَلى قَوْمِ يُونُسَ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ، فَدَعَوْهُ وَتَضَرَّعُوا إِلَيْهِ فَكَشَفَ عَنْهُمُ العَذابَ وَمَتَّعَهُمْ إِلى حِينٍ، قَدْ تَرى مَكانِي وَتَسْمَعُ دُعائِي وَتَعْلَمُ سِرِّي وَعَلانِيَتِي وَحالِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ دِينِي وَدُنْيايَ وَآخِرَتِي .

ثمّ قُلْ «سبعين مرّة»:

يا سَيِّدِي .

ثم ارفع رأسك من السجود وقُلْ:

يا رَبِّ أَسْأَلُكَ بَرَكَةَ هذا المَوْضِعِ وَبَرَكَةَ أَهْلِهِ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَنِي مِنْ رِزْقِكَ رِزْقاً حَلالاً طَيِّباً تَسُوقُهُ إِلَيَّ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ وَأَنا خائِضٌ فِي عافِيَةٍ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثمّ قُلْ:

اللّهُمَّ إِنَّكَ تَعْلَمُ وَلا أَعْلَمُ وَتَقْدِرُ وَلا أَقْدِرُ وَأَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ صَلِّ اللّهُمَّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنِّي وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ص: 793

ثم اسجد وقُلْ:

(يا مَنْ يَقْدِرُ عَلى حَوائِجِ السَّائِلِينَ...) ما تقدم في السجود قبل قليل.

أعمال الأسطوانة الخامسة:

إعلم أنّ من المقامات ذوات المزيّة في جامع الكوفة الأسطوانة الخامسة ينبغي أن تصلّي عندها وتطلب المسألات، ففي رواية معتبرة أنّها بقعة صلّى فيها إبراهيم خليل الرحمن عَلَیْهِ السَّلَامُ ولا ينافي هذا ما في سائر الروايات فلعله عَلَیْهِ السَّلَامُ كان قد صلّى في مختلف هذه المواضع الواردة في مختلف الروايات.

وفي رواية معتبرة عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: الأسطوانة الخامسة هي مقام جبرائيل عَلَیْهِ السَّلَامُ ويظهر من الروايات السالفة أنّها مقام الحسن عَلَیْهِ السَّلَامُ وبالإجمال إن ما يظهر من الروايات هو أنّ عند الأسطوانة السابعة والأسطوانة الخامسة أشرف المقامات في الجامع.

وقال السيد ابن طاووس: ثم تصلّي عند الأسطوانة الخامسة ركعتين تقرأ فيهما سورةَ (الحمد) وما شئت من السور فإذا سلّمت سبّحت تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ ثمّ قُلْ:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ أَسْمائِكَ كُلِّها ما عَلِمْنا مِنْها وَما لا نَعْلَمُ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ الأعْظَمِ الكَبِيرِ الأَكْبَرِ الَّذِي مَنْ دَعاكَ بِهِ أَجَبْتَهُ وَمَنْ سَأَلَكَ بِهِ أَعْطَيْتَهُ وَمَنْ اسْتَنْصَرَكَ بِهِ نَصَرْتَهُ وَمَنْ اسْتَغْفَرَكَ بِهِ غَفَرْتَ لَهُ وَمَنِ اسْتَعانَكَ بِهِ أَعَنْتَهُ وَمَنِ اسْتَرْزَقَكَ بِهِ رَزَقْتَهُ وَمَنِ اسْتَغاثَكَ بِهِ أَغَثْتَهُ وَمَنِ اسْتَرْحَمَكَ بِهِ رَحِمْتَهُ وَمَنِ اسْتَجارَكَ بِهِ أَجَرْتَهُ وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ بِهِ كَفَيْتَهُ وَمَنِ اسْتَعْصَمَكَ بِهِ عَصَمْتَهُ وَمَنِ اسْتَنْقَذَكَ بِهِ مِنَ النَّارِ أَنْقَذْتَهُ وَمَنِ

ص: 794

اسْتَعْطَفَكَ بِهِ تَعَطَّفْتَ لَهُ وَمَنْ أَمَّلَكَ بِهِ أَعْطَيْتَهُ، الَّذِي اتَّخَذْتَ بِهِ آدَمَ صَفِيّاً وَنُوحاً نَجِيّاً وَإِبْراهِيمَ خَلِيلاً وَمُوسى كَلِيماً وَعِيسى رُوحاً وَمُحَمَّداً حَبِيباً وَعَلِيّاً وَصِيّاً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ؛ أَنْ تَقْضِيَ لِي حَوائِجِي وَتَعْفُوَ عَمّا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي وَتَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ لِلدُّنْيا وَالآخِرةِ يا مُفَرِّجَ هَمِّ المَهْمُومِينَ وَيا غِياثَ المَلْهُوفِينَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .

عمل الأسطوانة الثالثة مقام الإمام زين العابدين عَلَیْهِ السَّلَامُ:

تصلّي عليها ركعتين تقرأ فيهما سورةَ (الحمد) وما شئت من السور فإذا سلمت سبّحت تسبيح الزهراء (ع) ثمّ قُلْ:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي قَدْ كَثُرَتْ وَلَمْ يَبْقَ لَها إِلاّ رَجاءُ عَفْوِكَ وَقَدْ قَدَّمْتُ آلَةَ الحِرْمانِ إِلَيْكَ، فَأَنا أَسْأَلُكَ اللّهُمَّ مالا أَسْتَوْجِبُهُ وَأَطْلُبُ مِنْكَ مالا أَسْتَحِقُّهُ، اللّهُمَّ إِنْ تُعَذِّبْنِي فَبِذُنُوبِي وَلَمْ تَظْلِمْنِي شَيْئاً وَإِنْ تَغْفِرْ لِي فَخَيْرُ راحِمٍ أَنْتَ يا سَيِّدِي، اللّهُمَّ أَنْتَ أَنْتَ وَأَنا أَنا، أَنْتَ العَوَّادُ بِالمَغْفِرَةِ، وَأَنا العَوَّادُ بِالذُّنُوبِ وَأَنْتَ المُتَفَضِّلُ بِالحِلْمِ وَأَنا العَوَّادُ بِالجَهْلِ، اللّهُمَّ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ يا كَنْزَ الضُّعَفاءِ يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا مُنْقِذَ الغَرْقى يا مُنْجِيَ الهَلْكى يا مُمِيتَ الأَحْياءِ يا مُحْييَ المَوْتى، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ شُعاعُ الشَّمْسِ وَنُورُ القَمَرِ وَظُلْمَةُ اللَيْلِ وَضَوْءُ النَّهارِ وَخَفَقَانُ الطَّيْرِ، فَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ يا عَظِيمُ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الصَّادِقِينَ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى عَلِيٍّ وَبِحَقِّ عَلِيٍّ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى فاطِمَةَ وَبِحَقِّ

ص: 795

فاطِمَةَ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى الحَسَنِ وَبِحَقِّ الحَسَنِ عَلَيكَ وَبِحَقِّكَ عَلى الحُسَيْنِ وَبِحِقِّ الحُسَيْنِ عَلَيكَ، فَإِنَّ حُقُوقَهُمْ عَلَيكَ مِنْ أَفْضَلِ إِنْعامِكَ عَلَيْهِمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ صَلِّ يا رَبِّ عَلَيْهِمْ صَلاةً دائِمَةً مُنْتَهى رِضاكَ، وَاغْفِرْ لِي بِهِمُ الذُّنُوبَ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ كَما أَتْمَمْتَها عَلى آبائِي مِنْ قَبْلُ يا كهيعص، اللّهُمَّ كَما صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فَاسْتَجِبْ لِي دُعائِي فِيما سَأَلْتُ .

ثمّ اسجد وضع خدّك الأيمن على الأَرض وقُلْ:

يا سَيِّدِي يا سَيِّدِي يا سَيِّدِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي وَاغْفِرْ لِي .

وأكثر من قولك ذلك باكياً خاشعاً ثم ضع الخد الأيسر وقُلْ مثل ذلك القول ثم ادع بما شئت.

أعمال باب الفرج المعروف بمقام نوح عَلَیْهِ السَّلَامُ :

فإذا فرغت من عمل الأسطوانة الثالثة فامض إلى دكّة باب أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ وهي الصّفَّة الواقعة ممّا يلي باب الجامع من دار أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ فصلِّ عليها أربع ركعات تُسلِّم بينَ كلِّ ركعتين تقرأ فيهما سورةَ (الحمد) وما شئت من السور فإذا فرغت سبّحت تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ ثمّ قُلْ:

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِ حاجَتِي يا اللَّهُ يا مَنْ لا يَخِيبُ سائِلُهُ وَلا يَنْفَدُ نائِلُهُ، يا قاضِيَ الحاجاتِ يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ يا رَبَّ الأَرَضِينَ وَالسَّماواتِ يا كاشِفَ الكُرُباتِ يا واسِعَ العَطَّياتِ يا دافِعَ النَّقِماتِ يا مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسناتٍ، عُدْ عَلَيَّ بِطَوْلِكَ وَفَضْلِكَ وَإِحْسانِكَ

ص: 796

وَاسْتَجِبْ دُعائِي فِيما سَأَلْتُكَ وَطَلَبْتُ مِنْكَ بِحَقِّ نَبِيِّكَ وَوَصِيِّكَ وَأَوْلِيائِكَ الصَّالِحِينَ .

صفة صلاة أخرى في هذا المقام: وهي ركعتان فإذا فرغت منهما وسبّحت تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ فقل:

اللّهُمَّ إِنِّي حَلَلْتُ بِساحَتِكَ لِعِلْمِي بِوِحْدانِيَّتِكَ وَصَمَدانِيَّتِكَ وَأَنَّهُ لا قادِرَ عَلى قَضاءِ حاجَتِي غَيْرُكَ وَقَدْ عَلِمْتُ يا رَبِّ أَنَّهُ كُلَّما شاهَدْتُ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ اشْتَدَّتْ فاقَتِي إِلَيْكَ، وَقدْ طَرَقَنِي يا رَبِّ مِنْ مُهمِّ أَمْرِي ما قَدْ عَرَفْتَهُ لِأَنَّكَ عالِمٌ غَيْرُ مُعَلَّمٍ، وَأَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلى السَّماواتِ فَانْشَقَّتْ وَعَلى الأَرَضِينَ فَانْبَسَطَتْ وَعَلى النُّجُومِ فَانْتَشَرَتْ وَعَلى الجِبالِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَأَسْأَلُكَ بِالاسْمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَ مُحَمَّدٍ وَعِنْدَ عَلِيٍّ وَعِنْدَ الحَسَنِ وَعِنْدَ الحُسَيْنِ وَعِنْدَ الأَئِمَّةِ كُلِّهِمْ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِي لِي يا رَبِّ حاجَتِي وَتُيَسِّرَ عَسِيرَها وَتَكْفِيَنِي مُهِمَّها وَتَفْتَحَ لِي قُفْلَها؛ فَإِنْ فَعَلْتَ ذلِكَ فَلَكَ الحَمْدُ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَلَكَ الحَمْدُ غَيْرُ جائِرٍ فِي حُكْمِكَ وَلا خائِفٍ فِي عَدْلِك .

ثم تبسط خدّك الأيمن على الأَرض وتقول:

اللّهُمَّ إِنَّ يُونُسَ بْنَ مَتّى عَلَیْهِ السَّلَامُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ دَعاكَ فِي بَطْنِ الحُوتِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَأَنا أَدْعُوكَ فَاسْتَجِبْ لِي بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .

وتدعو بما تحب ثم تقلب خدّك الأيسر وتقول:

اللّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَ بِالدُّعاءِ وَتَكَفَّلْتَ بِالإِجابَةِ وَأَنا أَدْعُوكَ كَما أَمَرْتَنِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتَجِبْ لِي كَما وَعَدْتَنِي يا كَرِيمُ .

ص: 797

ثم تعود إلى السجود وتقول:

يا مُعِزَّ كُلِّ ذَلِيلٍ وَيا مُذِلَّ كُلِّ عَزِيزٍ تَعْلَمُ كُرْبَتِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَفَرِّجْ عَنِّي يا كَرِيمُ .

صلاة الحاجة في مسجد الكوفة

صفة صلاة للحاجة في المحلّ المذكور: تصلّي أربع ركعات فإذا فرغت وسبّحت تسبيح الزهراء عَلَیْهاَ السَّلَامُ فقل:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يا مَنْ لا تَراهُ العُيُونُ وَلا تُحِيطُ بِهِ الظُّنُونُ وَلا يَصِفُهُ الواصِفُونَ وَلا تُغَيِّرُهُ الحَوادِثُ وَلا تُفْنِيهِ الدُّهُورُ، تَعْلَمُ مَثاقِيلَ الجِبالِ وَمَكايِيلَ البِحارِ وَوَرَقَ الأَشْجارِ وَرَمْلَ القِفارِ وَما أَضاءَتْ بِهِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَأَظْلَمَ عَلَيْهِ اللَيْلُ وَوَضَحَ عَلَيْهِ النَّهارُ وَلا تُوارِي مِنْكَ سَماءٌ سَماءً وَلا أَرْضٌ أَرْضاً وَلا جَبَلٌ ما فِي أَصْلِهِ وَلا بَحْرٌ ما فِي قَعْرِهِ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ أَمْرِي آخِرَهُ وَخَيْرَ أَعْمالِي خَواتِيمَها وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقاكَ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ مَنْ أَرادَنِي بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ وَمَنْ بَغانِي بِهَلَكَةٍ فَأَهْلِكْهُ وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِمَّنْ دَخَلَ هَمُّهُ عَلَيَّ، اللّهُمَّ ادْخِلْنِي فِي دِرْعِكَ الحَصِينَةِ وَاسْتُرْنِي بِسِتْرِكَ الواقِي يا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلا يَكْفِي مِنْهُ شَيْءٌ اكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَصَدِّقْ قَوْلِي وَفِعْلِي يا شَفِيقُ يا رَفِيقُ فَرِّجْ عَنِّي المَضِيقَ وَلا تُحَمِّلْنِي ما لا أُطِيقُ، اللّهُمَّ احْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ وَارْحَمْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ أَنْتَ عالِمٌ بِحاجَتِي وَعَلى قَضائِها قَدِيرٌ وَهِي لَدَيْكَ يَسِيرٌ وَأَنا إِلَيْكَ فَقِيرٌ فَمُنَّ بِها عَلَيَّ يا كَرِيمُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

ص: 798

ثم تسجد وتقول:

إِلهِي قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْها يا كَرِيمُ .

ثم تقلب خدك الأيمن وتقول:

إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ .

ثم تقلب خدك الأيسر وتقول:

اللّهُمَّ إِنْ عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَرِيمُ .

ثم تعود إلى السجود وتقول:

ارْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ .

أعمال محراب الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ:

ثم صلّ في المكان الذي ضرب فيه الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ ركعتين تقرأ فيهما سورةَ (الحمد) وسورة فإذا سلّمت وسبّحت تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ قل:

يا مَنْ أَظْهَرَ الجَمِيلَ وَسَتَرَ القَبِيحَ يا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ بِالجَرِيرَةِ وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ وَالسَّرِيرَةَ يا عَظِيمَ العَفْوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ يا واسِعَ المَغْفِرَةِ يا باسِطَ اليَّدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ يا صاحِبَ كُلِّ نَجْوى يا مُنْتَهى كُلِّ شَكْوى يا كَرِيمَ الصَّفْحِ يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا سَيِّدِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا كَرِيمُ .

أعمال دكّة الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ:

ثم امض إلى مقام الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ وهو قريب من مسلم بن عقيل (رضوان اللَّهِ عليه) فصلّ عليها ركعتين فإذا سلمت وسبّحت تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ فقل:

ص: 799

يا صانِعَ كُلِّ مَصْنُوعٍ وَيا جابِرَ كُلِّ كَسِيرٍ وَيا حاضِرَ كُلِّ مَلا وَيا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ وَيا شاهِداً غَيْرَ غائِبٍ وَيا غالِباً غَيْرَ مَغْلُوبٍ وَيا قَرِيباً غَيْرَ بَعِيدٍ وَيا مُؤْنِسَ كُلِّ وَحِيدٍ وَيا حَيّاً حِينَ لا حَيَّ غَيْرُهُ، يا مُحْيِيَ المَوْتى وَمُمِيتَ الأَحْياءِ القائِمَ عَلى كُلِّ نَفْسٍ بِما كَسَبَتْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

ثم ادع بما أحببت.

ذكر صلاة الحاجة في جامع الكوفة:

عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ من صلّى في جامع الكوفة ركعتين يقرأ في كلّ ركعة سورةَ (الحمد) وسورةَ (الفلق) وسورةَ (الناس) وسورةَ (التوحيد) وسورةَ (الكافرون) وسورةَ (النصر) وسورةَ (القدر) وسورةَ (الأعلى) فإذا سلّم سبّح تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ ثم سأل اللَّهَ ما شاء قضى اللَّهُ حاجته واستجاب دعاءه.

زيارة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة (قدس اللَّهُ روحيهما ونوّر ضريحهما)

فإذا فرغت من أعمال جامع الكوفة فامض إلى قبر مسلم بن عقيل (رضوان اللَّهِ عليه) وقد تقدمت زيارته في باب الزيارات ص778 ثم زر قبر هاني بن عروة (رضوان اللَّهِ عليه) وقد تقدمت زيارته في باب الزيارات ص780.

أعمال مسجد السهلة

الثالث: أعمال مسجد السهلة

إذا أردت أن تدخل المسجد فقف على الباب وقُلْ:

بِسْمِ اللَّهِ وَبِاللَّهِ وَمِنَ اللَّهِ وَإِلى اللَّهِ وَما شاءَ اللَّهُ وَخَيْرُ الأَسْماءِ للَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلى اللَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ عُمَّارِ مَساجِدِكَ وَبُيُوتِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ

ص: 800

مُحَمَّدٍ وَأُقَدِّمُهُمْ بَيْنَ يَدَيْ حَوائِجِي، فَاجْعَلْنِي اللّهُمَّ بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيهاً في الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ، اللّهُمَّ اجْعَلْ صَلاتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً وَرِزْقِي بِهِمْ مَبْسُوطاً وَدُعائِي بِهِمْ مُسْتَجاباً وَحَوائِجِي بِهِمْ مَقْضِيَّةً، وَانْظُرْ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ نَظْرَةً رَحِيمَةً أسْتَوْجِبُ بِها الكَرامَةَ عِنْدَكَ ثُمَّ لا تَصْرِفْهُ عَنِّي أَبَداً بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالأَبْصارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ وَدِينِ نَبِيِّكَ وَوَلِيِّكَ وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهّابُ، اللّهُمَّ إِلَيْكَ تَوَجَّهْتُ وَمَرْضاتَكَ طَلَبْتُ وَثَوابَكَ ابْتَغَيْتُ وَبِكَ آمَنْتُ وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ فَأقْبِلْ بِوَجْهِكَ إِلَيَّ وَأَقْبِلْ بِوَجْهِي إِلَيْكَ .

ثم اقرأ (آية الكرسي) وسورةَ (الفلق) وسورةَ (الناس) كلّ منها مرّة واحدة وقُلْ (سُبْحَانَ اللَّهِ) و (الحَمْدُ لِلَّهِ) و (لاَ إلَهَ إلاّ اللَّهُ) و (اللَّهُ أَكبَرُ) كلّ منها سبع مرّات ثمّ قُلْ:

اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى ما هَدَيْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى ما فَضَّلْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى ما شَرَّفْتَنِي وَلَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ بَلاءٍ حَسَنٍ ابْتَلَيْتَنِي، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ صَلاتِي وَدُعائِي وَطَهِّرْ قَلْبِي وَاشْرَحْ لِي صَدْرِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحِيمُ .

عمل مقام الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ

قال السيد ابن طاووس (رضي اللَّهُ عنه): إذا أردت أن تمضي إلى السهلة فاجعل ذلك بين المغرب والعشاء الآخِرة من ليلة الأَربعاء وهو أفضل من غيره من الأوقات. فإذا أتيته فصلّ المغرب ونافلتها ثم قم فصلّ ركعتين تحية المسجد قربة إلى اللَّهِ تعالى فإذا فرغت فارفع يديك إلى السماء وقُلْ:

ص: 801

أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُبْدِئُ الخَلْقِ وَمُعِيدُهُمْ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خالِقُ الخَلْقِ وَرازِقُهُمْ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ القابِضُ الباسِطُ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُدَبِّرُ الأُمُورِ وَباعِثُ مَنْ فِي القُبُورِ أَنْتَ وَارِثُ الأَرضِ وَمَنْ عَلَيْها، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ الحَيِّ القَيُّومِ وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ عالِمُ السِّرِّ وَأَخْفى، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَبِحَقِّهِمْ الَّذِي أَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ لِي حاجَتِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ، يا سامِعَ الدُّعاءِ يا سَيِّداهُ يا مَوْلاهُ يا غِياثاهُ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَو اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عَلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَنا السَّاعَةَ يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالأَبْصارِ يا سَمِيعَ الدُّعاءِ .

ثم اسجد واخشع وادع اللَّهَ بما تريد.

وتعارف أداء هذه الصلاة في وسط المسجد بما يعرف بمقام الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ لأنه صلّى في المسجد ركعتين، وقرأ هذا الدعاء في قضية مشهورة رواها ابن المشهدي في مزاره وهي:

(عن بشار المكاريّ، قال: دخلت على أبي عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ بالكوفة وقد قدّم له طبق رطب طبرزد وهو يأكل فقال لي: يا بشار ادن فكل، فقلت: هناك اللَّهُ وجعلني فداك قد أخذتني الغيرة من شيء رأيته في طريقي أوجع قلبي وبلغ مني، فقال لي: بحقي لما دنوت فأكلت، قال: فدنوت فأكلت، فقال لي: حديثك، قلت: رأيت جلوازاً يضرب رأس امرأة ويسوقها إلى الحبس وهي تنادي بأعلى صوتها: المستغاث باللَّهِ ورسوله، ولا يغيثها أحد، قال: ولم فعل بها ذاك، قال:

ص: 802

سمعت الناس يقولون: انها عثرت فقالت: لعن اللَّهُ ظالميك يا فاطمة، فارتكب منها ما ارتكب. قال: فقطع الاكل ولم يزل يبكي حتى ابتل منديله ولحيته وصدره بالدموع، ثم قال: يا بشار قم بنا إلى مسجد السهلة فندعو اللَّهَ عزَّ وجلَّ ونسأله خلاص هذه المرأة، قال: ووجه بعض الشيعة إلى باب السلطان وتقدم إليه بأَن لا يبرح إلى أن يأتيه رسوله فان حدث بالمرأة حدث صار إلينا حيث كنا. قال: فصرنا إلى مسجد السهلة وصلّى كلّ واحد منا ركعتين، ثم رفع الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ يده إلى السماء وقال: (أَنت اللَّهُ لا إله إلاّ أنت) الدعاء المتقدم ص801. قال: ثم خر ساجدا لا اسمع منه الا النفس، ثم رفع رأسه فقال: قم فقدْ أطلقت المرأة، قال: فخرجنا جميعا فبينما نحن في بعض الطريق إذ لحق بنا الرجل الذي وجهناه إلى باب السلطان فقال له: ما الخبر، قال: قد اطلق عنها، قال: كيف كان اخراجها، قال: لا أدري ولكنني كنت واقفا على باب السلطان إذ خرج حاجب فدعاها وقال لها: ما الذي تكلمت به، قالت: عثرت، فقلت: لعن اللَّهُ ظالميك يا فاطمة ففعل بي ما فعل. قال: فاخرج مائتي درهم وقال: خذي هذه واجعلي الأمير في حل فأبت ان تأخذها، فلما رأى ذلك منها دخل واعلم صاحبه بذلك ثم خرج فقال: انصرفي إلى بيتك، فذهبت إلى منزلها، فقال أبو عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ: أبت ان تأخذ المائتي درهم، قال: نعم وهي واللَّهِ محتاجة إليها، قال: فاخرج من جيبه صرة فيها سبعة دنانير وقال: اذهب أنت بهذه إلى منزلها فأقرأها مني السلام وادفع إليها هذه الدنانير. قال: فذهبنا جميعا فأقرأناها منه السلام، فقالت: باللَّهِ أقرأني جعفر بن محمّد السلام، فقلت لها: رحمك اللَّهُ واللَّهِ ان جعفر بن محمّد أقرأك السلام، فشهقت ووقعت مغشية عليها، قال: فصبرنا حتى أفاقت وقالت: أعدها علي، فاعدنا عليها حتى فعلت ذلك ثلاثا، ثمّ قُلْنا لها: خذي هذا ما ارسل به إليك وابشري بذلك، فأخذته منا وقالت: سلوه ان يستوهب أمته من اللَّهِ فما اعرف أحدا أتوسل به إلى اللَّهِ أكثر منه ومن آبائه وأجداده عَلَیْهِمُ السَّلَامُ. قال: فرجعنا إلى أبي عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ فجعلنا نحدثه بما كان منها، فجعل يبكي ويدعو لها).

ص: 803

عمل مقام نبيّ الله إبراهيم عَلَیْهِ السَّلَامُ

ثم اذهب إلى مقام إبراهيم الخليل عَلَیْهِ السَّلَامُ، وهو في الزاوية الغربية الشمالية وصل ركعتين وهو موضع دار إبراهيم الخليل عَلَیْهِ السَّلَامُ حيث كان يذهب منها إلى قتال العمالقة فإذا فرغت من الصلاة فسبّح تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ ثمّ قُلْ بعد ذلك:

اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ البُقْعَةِ الشَّرِيفَةِ وَبِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيها قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها، وَقَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها، اللّهُمَّ أَحْيِنِي ما كانَتْ الحَياةُ خَيْراً لِي وَأَمِتْنِي إِذا كانَتِ الوَفاةُ خَيْراً لِي عَلى مُوالاةِ أَوْلِيائِكَ وَمُعاداةِ أَعْدائِكَ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

عمل مقام نبيّ الله إدريس عَلَیْهِ السَّلَامُ

ثم اذهب إلى مقام النبي إدريس عَلَیْهِ السَّلَامُ، وهو في الزاوية الغربية الجنوبية التي هي في سمت القبلة وصل فيه ركعتين ثم ترفع يديك بعد الصلاة فتقول:

اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هذِهِ الصَّلاةَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَرَجاءَ رِفْدِكَ وَجَوائِزِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلْها مِنِّي بِأَحْسَنِ قَبُولٍ وَبَلِّغْنِي بِرَحْمَتِكَ المَأْمُولَ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم اهْوِ إلى السجود وضع خدّيك على التراب.

عمل مقام الخضر عَلَیْهِ السَّلَامُ

ثم اذهب إلى مقام الخضر عَلَیْهِ السَّلَامُ، وهو في الزاوية الشرقية الجنوبية فصلّ ركعتين وابسط يديك وقُلْ:

ص: 804

اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ الذُّنُوبُ وَالخَطايا قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَك فَلَمْ تَرْفَعْ لِي إِلَيْكَ صوَتاً وَلمْ تَسْتَجِبْ لِي دَعْوَةً، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ بِكَ يا اللَّهُ فَإِنَّهُ لَيْسَ مِثْلَكَ أَحَدٌ وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُقْبِلَ إِلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَتُقْبِلَ بِوَجْهِي إِلَيْكَ وَلا تُخَيِّبْنِي حِينَ أَدْعُوَك وَلا تَحْرِمْنِي حِينْ أَرْجُوكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

عمل مقام الأنبياء والصالحين

ثم تمضي إلى ما يعرف بمقام الأنبياء والصالحين، وهو في الزاوية الشرقية الجنوبية وتصلّي هناك ركعتين وتقول:

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ يا اللَّهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ خَيْرَ عَمَلِي آخِرَهُ وَخَيْرَ أَعْمالِي خَواتِيمَها وَخَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقاكَ فِيهِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ تَقَبَّلْ دُعائِي وَاسْمَعْ نَجْوايَ يا عَلِيُّ يا عَظِيمُ يا قادِرُ يا قاهِرُ يا حَيّاً لا يَمُوتُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَلا تَفْضَحْنِي عَلى رُؤُوسِ الأَشْهادِ وَاحْرُسْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنامُ وَارْحَمْنِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ يا رَبَّ العالَمِينَ .

عمل مقام الإمام زين العابدين عَلَیْهِ السَّلَامُ

ثم تذهب الى وسط المسجد إلى ما يعرف بمقام الإمام زين العابدين عَلَیْهِ السَّلَامُ وتصلّي ركعتين وتقول:

يا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ يا فَعَّالاً لِما يُرِيدُ يا مَنْ يَحُولُ

ص: 805

بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَحُلْ بَيْنَنا وَبَيْنَ مَنْ يؤُذْيِنا بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، يا كافِي مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلا يَكْفِي مِنْهُ شَيْءٌ اكْفِنا المُهِمَّ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم ضع جانبي وجهك على التراب.

عمل مقام الإمام المهدي عجّل الله فرجه

ويقرب من هذه البقعة موضع يعرف بمقام الأمام المهدي عَلَیْهِ السَّلَامُ، ومن المناسب فيه زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ، ونقل عن بعض كتب الزيارات أنّه ينبغي أن يزور الزائر هنا قائماً على قدميه بهذه الزيارة: ( سَلامُ اللَّهِ الكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ... ) الخ، وتقدمت هذه الاستغاثة بعد زيارات الإمام المهدي (عجل اللَّهُ فرجه) ص776.

إلى هنا تمَّ بحمد الله وتسديده وعونه وتوفيقه ما أردت جمعه من الأعمال والأدعية والزيارات المهمّة بترتيب جديد حاولت فيه جهد الإمكان التسهيل على القارئ الكريم، راجياً من الله تعالى القبول والرضا والعفو عمّا بدر منّي من خللٍ أو خطإٍ أو زللٍ، كما أرجو العذر من القارئ الكريم على الخطأ والسهو الوارد في الكتاب لا عن قصد، وأن لا ينسوني من دعائهم وأنا المذنب الراجي رحمة ربِّه علي نجل المرحوم السيّد محمّد حسين الحكيم قدّس سرّه.

ص: 806

الفهرس

الإهداء..3

المقدّمة..5

الباب الأوّل

الفصل الأوّل في التعقيبات العامّة

التعقيبات التي تقرأ بعد الصلوات الخمس جميعاً...11

الفصل الثاني في التعقيبات الخاصّة

أوّلاً: تعقيبات صلاة الصّبح وما يقرأ بعدها...18

تتمة فيما يقرأ بعد صلاة الصبح...22

زيارة إمام العصر (عجل اللَّهُ فرجه) بعد صلاة الصّبح...22

الثاني: دعاء العهد...23

الثالث: دعاء الصباح لأمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ...25

الرابع: الحرز بالسبحة الحسينية...28

الخامس: ما يقرأ قبل طلوع الشمس وغروبها...29

ثانياً: تعقيبات صلاة الظهر...30

ثالثاً: تعقيبات صلاة العصر...31

ص: 807

رابعاً: تعقيبات صلاة المغرب...31

كيفيّة نافلة المغرب...32

كيفيّة صلاة الغفيلة...32

خامساً: تعقيبات صلاة العشاء...33

ما يقرأ في نافلة العشاء صلاة الوتيرة...33

الفصل الثالث أعمال أيّام الأسبوع ولياليها

دعاء ليلة السبت...34

دعاء يوم السبت...36

زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يوم السبت...36

تسبيح يوم السبت...38

عوذة يوم السبت...38

عوذة أخرى يوم السبت...40

صلاة يوم السبت...41

دعاء ليلة الأحد...41

دعاء يوم الأحد...41

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ وفاطمة الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ يوم الأحد...45

تسبيح يوم الأحد...46

عوذة يوم الأحد...47

عوذة أخرى يوم الأحد...47

صلاة يوم الأحد...48

ص: 808

دعاء ليلة الاثنين...48

دعاء يوم الاثنين...51

زيارة الإمامين الحسن والحسين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ يوم الاثنين...52

تسبيح يوم الاثنين...53

عوذة يوم الاثنين...54

عوذة أخرى يوم الاثنين...55

صلاة يوم الاثنين...55

دعاء ليلة الثلاثاء...56

دعاء يوم الثلاثاء...58

زيارة الإمام السجاد والإمام الباقر والإمام الصادق عَلَیْهِمُ السَّلَامُ يوم الثلاثاء...59

تسبيح يوم الثلاثاء...60

عوذة يوم الثلاثاء...60

عوذة أخرى يوم الثلاثاء...61

صلاة يوم الثلاثاء...61

دعاء ليلة الأربعاء...62

دعاء يوم الأربعاء...64

زيارة الإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي عَلَیْهِمُ السَّلَامُ يوم الأربعاء...65

تسبيح يوم الأربعاء...66

عوذة يوم الأربعاء...67

عوذة أخرى يوم الأربعاء...67

ص: 809

صلاة يوم الأربعاء...68

دعاء ليلة الخميس...68

دعاء يوم الخميس...71

زيارة الإمام الحسن العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم الخميس ...72

تسبيح يوم الخميس...72

عوذة يوم الخميس...74

عوذة أخرى يوم الخميس...74

صلاة يوم الخميس...75

دعاء ليلة الجمعة...75

دعاء يوم الجمعة...76

زيارة إمام العصر والزمان (عجل اللَّهُ فرجه) يوم الجمعة...77

تسبيح يوم الجمعة...78

عوذة يوم الجمعة...78

عوذة أخرى يوم الجمعة...80

صلاة يوم الجمعة...81

الفصل الرابع أعمال ليلة الجمعة ويومها

أعمال ليلة الجمعة...82

قول سبحان اللَّهِ واللَّهُ أكبر ولا إله إلاّ اللَّه...82

الصلاة على النبيّ وآله...82

ص: 810

استغفار عصر الخميس...83

ما يقرأ في صلاتي المغرب والعشاء من ليلة الجمعة...83

الدّعاء في السجدة الأخيرة من نافلة العشاء...83

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ليلة الجمعة المعروفة بوارث...84

وداع الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ...89

زيارة أبي الفضل العباس عَلَیْهِ السَّلَامُ...90

وداع أبي الفضل العباس عَلَیْهِ السَّلَامُ...93

دعاء كميل...94

دعاء اللَّهم من تعبأ وتهيّأ...100

دعاء اللَّهم يا شاهد كلّ نجوى...101

دعاء يادائم الفضل على البريّة...106

دعاء اللَّهم أنت ربّي...107

بعض سور القرآن الكريم التي يُستحبّ قراءتها ليلة الجمعة...107

دعاء السحر ليلة الجمعة...107

أعمال يوم الجمعة...108

دعاء فجر الجمعة...108

الاستغفار قبل صلاة الصّبح من يوم الجمعة...108

ما يقرأ في صلاة الصّبح يوم الجمعة...108

دعاء بعد صلاة الصّبح يوم الجمعة...108

قراءة سورة الرحمن فجر الجمعة...109

ص: 811

زيارة النبيّ محمّد صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وآل بيته الأطهار يوم الجمعة...111

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم الجمعة...111

الصلاة على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وآله الأطهار يوم الجمعة...112

دعاء الندبة...118

الدّعاء لإمام العصر اللَّهم ادفع عن وليّك...125

الدّعاء عند الزوال يوم الجمعة...127

صلاة بين الظهر والعصر يوم الجمعة...128

الدّعاء في زمان الغيبة بعد صلاة العصر...128

صلاة أبي الحسن الضرّاب الأصفهانيّ بعد صلاة العصر...133

دعاء العشرات عصر يوم الجمعة...135

دعاء السمات عصر يوم الجمعة...140

الباب الثاني

في أعمال أشهر السنة العربيّة

الفصل الأوّل أعمال الشهور عامّة

دعاء الإمام السجاد عَلَیْهِ السَّلَامُ عند رؤية الهلال...147

صلاة أوّل ليلة من الشهر...148

أعمال أول يوم من الشهر...148

صلاة أوّل يوم من الشهر...148

ص: 812

الفصل الثاني أعمال أشهر السنة العربيّة الأوّل: أعمال شهر محرم الحرام

أعمال الليلة الأولى من شهر محرم...150

أعمال اليوم الأوّل من شهر محرم...151

أعمال اليوم الثالث من شهر محرم...152

أعمال الليلة العاشرة من شهر محرم...152

أعمال اليوم العاشر من شهر محرم...153

زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وأهل بيته عَلَیْهِمُ السَّلَامُ في يوم العاشر من شهر محرم...155

زيارة عاشوراء المشهورة...157

دعاء صفوان المعروف بدعاء علقمة بعد زيارة عاشوراء...161

زيارة عاشوراء غير المشهورة...165

زيارة الناحية...169

زيارة عاشوراء عن بُعد...182

عمل من لم يحضر قبر الحسين في عاشوراء...186

اليوم الخامس والعشرون...187

الثاني: أعمال شهر صفر

أعمال اليوم الثالث من صفر...188

أعمال اليوم السابع من صفر...189

أعمال اليوم السابع عشر من صفر...189

أعمال اليوم العشرين من صفر...189

ص: 813

زيارة الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ الأولى في العشرين من صفر...189

زيارة الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ الثانية في العشرين من صفر...191

أعمال اليوم الثامن والعشرين من صفر...193

زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عن بعد...193

اليوم الأخير من شهر صفر...200

الثالث: أعمال شهر ربيع الأوّل

أعمال الليلة الأولى من شهر ربيع الأوّل...201

أعمال اليوم الأوّل من شهر ربيع الأوّل...201

اليوم الثامن من ربيع الأوّل...203

اليوم التاسع من ربيع الأوّل...203

اليوم الثاني عشر من ربيع الأوّل وأعماله...203

الليلة السابعة عشرة من ربيع الأوّل...204

اليوم السابع عشر من ربيع الأوّل...204

زيارة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم ميلاد النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ...205

صلاة يوم السابع عشر من ربيع الأوّل...209

الرابع: أعمال شهر ربيع الثاني

أعمال اليوم الأوّل من شهر ربيع الثاني...210

اليوم الثامن من شهر ربيع الثاني ...214

اليوم العاشر من شهر ربيع الثاني...215

ص: 814

الخامس: أعمال شهر جمادى الأولى

أعمال اليوم الأوّل من جمادى الأولى...216

اليوم الخامس عشر من جمادى الأولى...220

السادس: أعمال شهر جمادى الآخرة

صلاة جمادى الآخرة...222

أعمال اليوم الأوّل من جمادى الآخرة...223

أعمال اليوم الثالث من جمادى الآخرة...225

أعمال اليوم العشرون من جمادى الآخرة...226

السابع: أعمال شهر رجب

الاستغفار في رجب...230

القسم الأوّل: الأعمال العامّة التي لا تخصّ أياماً أو ليالي معيّنة...231

تسبيح كلّ يوم بدل الصوم...231

دعاء يا من يملك حوائج السائلين...231

دعاء خاب الوافدون على غيرك...231

دعاء اللَّهم إني أسألك صبر الشاكرين...232

دعاء اللَّهم يا ذا المنن السابغة...232

دعاء اللَّهم إني أسألك بمعاني جميع...233

دعاء اللَّهم إني أسألك بالمولودين...235

زيارة الحمد للَّهِ الذي أشهدنا...235

دعاء يا من أرجوه بعد الصلاة...236

ص: 815

الصلاة مع صوم يومٍ من رجب...238

صلاة بين الظهر والعصر في يوم الجمعة من رجب...238

صلاة في كلِّ ليلة من رجب...239

صلاة عشر ركعات في ليلة من ليالي رجب...239

عمل كلّ ليلة ويوم من شهر رجب وشعبان ورمضان...239

القسم الثاني: الأعمال الخاصّة بليالي وأيام خاصّة من رجب...240

الليلة الأولى من رجب...240

دعاء رؤية هلال رجب...240

كيفيّة صلاة عشرين ركعة بين المغرب والعشاء في الليلةِ الأولى من رجب...241

زيارة الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في الليلةِ الأولى من رجب...241

كيفيّة صلاة ركعتين بعد العشاء في الليلةِ الأولى من رجب...245

الدّعاء بعد صلاة العشاء في الليلةِ الأولى من رجب...245

دعاء السجود بعد الثماني ركعات صلاة الليل في الليلةِ الأولى من رجب...245

الدّعاء بعد صلاة الوتر في الليلةِ الأولى من رجب...246

أعمال اليوم الأوّل من رجب...248

دعاء اليوم الأوّل من رجب...248

صلاة سلمان رضي الله عنه في اليوم الأوّل من رجب...256

صلاة أخرى لسلمان رضي الله عنه في اليوم الأوّل من رجب...256

صلاة أخرى...256

اليوم الثالث من رجب...257

ص: 816

الليلة الثالثة عشرة من رجب...257

اليوم الثالث عشر من رجب...258

الليلة الرابعة عشرة من رجب...258

الليلة الخامسة عشرة من رجب...258

صلوات الليلة الخامسة عشرة من رجب...258

اليوم الخامس عشر من رجب...260

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في النصف من رجب...260

صلاة سلمان رضي الله عنه في النصف من رجب...260

صلاة أخرى في النصف من رجب...261

صلاة اثنتا عشرة ركعة...261

صلاة خمسون رکعة...262

عمل أم داود في النصف من رجب...262

اليوم الخامس والعشرون من رجب...267

أعمال الليلة السابعة والعشرون من رجب ليلة المبعث النبوي الشريف...267

صلاة ليلة المبعث...268

صلاة ثانية ليلة المبعث...268

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ في ليلة المبعث الأولى...269

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ في ليلة المبعث الثانية...270

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ في ليلة المبعث الثالثة...271

دعاء ليلة المبعث...278

ص: 817

أعمال اليوم السابع والعشرون من رجب يوم المبعث النبوي الشريف...280

زيارة النبيّ الأكرم صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ والإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم المبعث...280

صلاة إثنا عشرة ركعة يوم المبعث...281

صلاة إثنا عشرة ركعة أخرى يوم المبعث...281

دعاء يوم المبعث...282

أعمال اليوم الأخير من شهر رجب...283

صلاة سلمان في اليوم الأخير من شهر رجب...284

صلوات ليالي رجب...284

الثامن: أعمال شهر شعبان

الأعمال العامّة...290

استغفار سبعين مرّة...290

استغفار آخر سبعين مرّة...290

الصلاة على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عند الزوال في كلِّ يوم من شعبان...290

مناجاة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ في كلِّ يوم من شعبان...291

التهليل ألف مرّة في شعبان...295

صلاة كلّ خميس من شعبان...295

صيام ثلاثة أيّام من شعبان مع صلاة...296

الأعمال الخاصّة في شعبان...296

الليلة الأولی...296

صلاة ركعتين في الليلةِ الأولى...296

ص: 818

صلاة إثنتا عشرة ركعة في الليلةِ الأولى...296

اليوم الأوّل...297

اليوم الثالث من شعبان...299

دعاء اليوم الثالث...299

دعاء الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في اليوم الثالث...300

صلاة الليلة الثالثة عشرة...301

صلاة الليلة الرابعة عشرة...301

أعمال الليلة الخامسة عشرة...301

زيارة الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في ليلة النصفِ من شعبانَ...302

زيارة صاحب الزمان (عجل اللَّهُ فرجه) في ليلة النصف...303

دعاء ليلةَ النصفِ من شعبانَ...304

سجود النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في ليلة النصفِ من شعبانَ...305

صلاة ركعتين بعد العشاء...306

صلاة جعفر الطيار...308

صلاة مائة ركعة في ليلة النصفِ من شعبانَ...311

صلاة ست ركعة في ليلة النصفِ من شعبانَ...311

أدعية صلاة الليل في ليلةَ النصفِ من شعبانَ...311

أعمال يوم النصف من شعبان...315

زيارة الإمام صاحب العصر (عجل اللَّهُ فرجه) في يوم النصف...318

ص: 819

أعمال ما بقي من شهر شعبان...322

دعاء آخر ليلة من شعبان...323

صلوات ليالي شعبان...324

التاسع: أعمال شهر رمضان

خطبة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ...330

القسم الأوّل: في أعمال شهر رمضان العامّة...332

الصنف الأوّل: فيما يدعا به بعد الفرائض...333

الصنف الثاني: فيما يدعا به عند الإفطار...336

الصنف الثالث: في أعمال ليالي شهر رمضان...336

دعاء الحجّ وهو اللَّهم إني بك ومنك أطلب حاجتي...336

دعاء اللَّهم ربّ شهر رمضان...337

دعاء الافتتاح...337

دعاء اللَّهم برحمتك في الصالحين فأدخلنا...341

دعاء اللَّهم إني أسألك...342

دعاء إلهي وقف السائلون...342

صلاة كلّ ليلة من شهر رمضان...343

قراءة سورة الفتح...343

الصنف الرابع: فيما يعمل في أسحار شهر رمضان...343

دعاء البهاء...344

دعاء يا عدّتي في كربتي...345

ص: 820

دعاء يا مفزعي عند كربتي...349

تسبيح السّحر...349

دعاء إدریس عَلَیْهِ السَّلَامُ...350

دعاء أبي حمزة الثمالي...352

الصنف الخامس: فيما يعمل في نهار شهر رمضان...367

دعاء اللَّهم هذا شهر رمضان...367

التسبيحات العشر في نهار شهر رمضان...372

الصلاة على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في كلِّ يوم من شهر رمضان...377

دعاء يا عدّتي في كربتي...379

دعاء اللَّهم إني أدعوك...379

ادعاء اللَّهم إني أسألك من فضلك...380

دعاء يا ذا الذي كان...382

دعاء اللَّهم ربّ شهر رمضان...382

تسبيح كلّ يوم من شهر رمضان مائة مرّة...383

الصلاة على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مائة مرّة...383

الأعمال الخاصّة في شهر رمضان...383

أعمال الليلة الأولى...383

أدعية رؤية الهلال...383

دعاء بعد صلاة المغرب...386

صلاة ركعتين في الليلةِ الأولى...388

ص: 821

دعاء اللَّهم ربّ شهر رمضان...388

الدّعاء الرابع والأربعون من أدعية الصحيفة السجادية...388

دعاء النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في أوّل ليلة من شهر رمضان...391

الدّعاء قبل تلاوة القرآن وبعد الفراغ منه...392

دعاء الإمام الكاظم عَلَیْهِ السَّلَامُ...393

دعاء الجوشن الكبير...396

كيفيّة صلاة ألف ركعة في ليالي شهر رمضان...420

أعمال اليوم الأوّل من شهر رمضان...420

دعاء عند صلاة الفجر...420

صلاة ركعتين في أوّل يوم...421

أعمال اليوم السادس...421

أعمال الليلة الثالثة عشرة...421

أعمال اليوم الثالث عشر...421

دعاء المجير...422

أعمال الليلة الرابعة عشرة...426

أعمال اليوم الرابع عشر...426

أعمال الليلة الخامسة عشرة...426

دعاء سبحان مقلّب القلوب...426

دعاء يا من أظهر الجميل...427

دعاء اللَّهم يا مفرّج كلّ همّ...428

ص: 822

صلاة ستّ ركعات...428

الصلاة عند قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ...428

الصلاة مائة رکعة...429

اعمال الیوم الخامس عشر...429

أعمال الليلة السابعة عشرة...429

أعمال ليالي القدر وهي الليلة التاسعة عشرة والحادية والعشرون والثالثة والعشرین...429

القسم الأوّل: أعمال ليالي القدرالعامة...430

صلاة ركعتين...430

دعاء المصحف...430

رفع المصاحف...430

دعاء اللَّهم إني أمسيت...431

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في ليالي القدر...432

صلاة ركعتين عند قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ...434

دعاء الإمام زين العابدين عَلَيْهِ السَّلَامُ إذا سأل العافية وشكرها...435

صلاة مائة ركعة في ليلة القدر...436

القسم الثاني: أعمال ليالي القدر الخاصّة وهي ما تؤدّى في كلِّ ليلة على حده...437

أعمال الليلة التاسعة عشرة...437

أعمال الليلة الحادية والعشرون...438

أعمال الليلة الثالثة والعشرون...439

قراءة سورة العنكبوت...439

ص: 823

قراءة سورة الروم...444

قراءة سورة الدخان...447

دعاء اللَّهم كن لوليّك...449

أدعية قصار في ليلة القدر...449

قراءة دعاء مكارم الأخلاق...451

قراءة دعاء التوبة للإمام السجّاد عَلَیْهِ السَّلَامُ...456

تتمّة في أعمال وأدعية العشر الأواخر...459

ما يدعا به في كلّ ليلة من العشر الأواخر...459

أعمال العشر الأواخر...461

اليوم الحادي والعشرون...468

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم شهادته...468

الليلة السابعة والعشرون...470

أعمال الليلة الأخيرة من شهر رمضان...470

سورة الأنعام...471

سورة الكهف...483

سورة يس...490

دعاء وداع شهر رمضان...493

الدّعاء الخامس والأربعون من أدعية الصحيفة لوداع شهر رمضان...495

صلاة عشر ركعات في آخر ليلة من شهر رمضان...501

ص: 824

أعمال اليوم الأخير من شهر رمضان ...502

دعاء أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ لختم القرآن...502

الدّعاء الثاني والأربعين من الصحيفة السجادية عند ختم القرآن...502

خاتمة وفيها أمران...506

أدعية ليالي شهر رمضان وصلواتها وأدعية الأيام...506

الأوّل: دعوات لیالي شهر رمضان...506

الثاني: أدعیة أیّام شهر رمضان...548

العاشر: أعمال شهر شوال

أعمال الليلة الأولى...577

التكبيرات بعدالدعوات...577

الدّعاء بعد صلاة المغرب...577

السجود بعد صلاة المغرب...578

دعاء يا دائم الفضل...578

صلاة عشر رکعات...578

صلاة ركعتين...578

صلاة أربع عشرة ركعة...581

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ليلة عيد الفطر المبارك...581

أعمال اليوم الأوّل يوم عيد الفطر المبارك...586

الدّعاء بعد صلاة الصّبح..587

ص: 825

الدّعاء قبل صلاة العيد..591

كيفيّة صلاة العيد...592

الدّعاء السادس والأربعون من أدعية الصحيفة بعد صلاة العید...593

الخامس والعشرون من شوال...596

الحادي عشر: أعمال شهر ذي القعدة

صلاة اليوم الأحد من شهر ذي القعدة...597

الليلة الخامسة عشرة ...598

اليوم الثالث والعشرون...598

الليلة الخامسة والعشرون...598

اليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة يوم دحو الأرض...599

أعمال يوم دحو الأرض...599

صلاة ركعتان يوم دحو الأرض...599

دعاء یوم دحو الأرض...599

اليوم الأخير من ذي القعدة...601

الثاني عشر: أعمال ذي الحجّة

صلاة العشر الأوّل من ذي الحجّة بين صلاة المغرب والعشاء...602

دعاء العشر الأوّل من ذي الحجّة...602

دعاء كلّ يوم من العشر الأوّل من ذي الحجّة...603

التهليل في كلِّ يوم من العشر الأوّل من ذي الحجّة...604

ص: 826

أعمال اليوم الأوّل من ذي الحجّة...605

صلاة فاطمة الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ...605

صلاة رکعتان قبل الزوال...605

اليوم السابع...606

اليوم الثامن يوم التروية...606

أعمال ليلة عرفة...606

يوم عرفة وأعماله...606

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم عرفة...607

أعمال يوم عرفة...612

الزیارتة الجامعة الواردة یوم عرفة...617

الدّعاء السابع والأربعون من أدعية الصحيفة في يوم عرفة...618

دعاء الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في عرفة...630

أعمال ليلة العاشرة ليلة عيد الأضحى...642

أعمال اليوم العاشر يوم عيد الأضحى...642

الدّعاء الثامن والأربعون من أدعية الصحيفة بعد صلاة عيد الأضحى...643

أعمال الليلة الثامنة عشرة ليلة عيد الغدير...647

أعمال اليوم الثامن عشر يوم عيد الغدير...649

عوذة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يوم الغدير...650

زيارات الأمير عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم الغدير...651

الزيارة الأولى المعروفة بزيارة أمين الله...651

ص: 827

الزيارة الثانية...653

الزيارة الثالثة...665

صلاة يوم الغدير...666

صلاة أخرى يوم الغدير مع دعاء يوم الغدير...669

المؤاخاة بين المؤمنين يوم الغدير...671

أعمال اليوم الرابع والعشرون يوم المباهلة...673

دعاء يوم المباهلة...674

عمل لطلب الحاجة يوم المباهلة...677

أعمال اليوم الخامس والعشرون...679

اليوم الأخير من ذي الحجّة...680

الباب الثالث في زيارات النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ والزهراء والأئمّة الأطهار عَلَیْهِمُ السَّلَامُ غير المخصوصة بوقت معيّن

الأولى: الزيارة الجامعة الكبيرة...683

الثانية: الزيارة الجامعة القصيرة وتزار في مسجد قباء...690

الثالثة: زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في المدينة المنورة...691

الرابعة: زيارة فاطمة الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ...697

الخامسة: زيارة أئمّة البقيع عَلَیْهِمُ السَّلَامُ...699

السادسة: زيارة فاطمة بنت أسد عَلَیْهَا السَّلَامُ...701

السابعة: زيارة إبراهيم ابن النبيّ محمّد صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ...702

ص: 828

الثامنة: زيارة حمزة عم النبيّ عَلَیْهِ السَّلَامُ...704

التاسعة: زيارة شهداء أحد...706

العاشرة: زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ الأولى...707

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ الثانية والثالثة...718

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ الرابعة...719

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ الخامسة...720

زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ السادسة...722

وداع الإمام أمير المؤمنين...722

الحادية عشرة: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ الأولى والثانية...724

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ الثالثة...727

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ الرابعة...728

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ الخامسة...728

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ السادسة والسابعة...730

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ الثامنة...731

زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ عن بُعد...731

الثانية عشرة: زيارة الإمامين الكاظميين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ...733

أوّلاً: زيارة الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ الأولى...733

زيارة الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ الثانية...735

زيارة الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ الثالثة ...737

زيارة الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ الرابعة ...737

ص: 829

زيارة الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ الخامسة ...739

الصلاة على الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ...742

ثانياً: زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ الأولى...743

زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ الثانية ...743

زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ الثالثة...746

زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ الرابعة...746

زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ الخامسة...747

زيارة الإمام محمّد الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ السادسة...748

الصلاة على الإمام الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ...749

ثالثاً: زيارة مشتركة يزاران بها عَلَیْهِمَا السَّلَامُ معاً...750

وداع الإمامین الکاظمیین عَلَیْهِمَا السَّلَامُ...751

الثالثة عشرة: زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ الأولى...752

زيارة الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ الثانية...757

زيارة الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ الثالثة...758

وداع الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ...758

الرابعة عشرة: زيارة الإمامين العسكريّين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ...760

أوّلاً: زيارة الإمام علي الهادي عَلَیْهِ السَّلَامُ...760

ثانياً: زيارة الإمام الحسن العسكريّ...764

ثالثاً: زيارة مشتركة يزاران بها عَلَیْهِمَا السَّلَامُ معاً...768

ص: 830

وداع الإمامين العسكريّين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ...769

الخامسة عشرة: زيارة صاحب العصر والزمان عَلَیْهِ السَّلَامُ الأولى والثانية...770

زيارة صاحب العصر والزمان عَلَیْهِ السَّلَامُ الثالثة...772

زيارة صاحب العصر والزمان عَلَیْهِ السَّلَامُ الرابعة...774

الصلاة على إمام العصر والزمان عجّل الله فرجه...776

الاستغاثة بالإمام المهدي عجّل الله فرجه...776

السادسة عشرة: زيارة مسلم بن عقيل وهاني بن عروة رضي الله عنهما...778

زيارة مسلم بن عقيل رضي الله عنه...778

زيارة هاني بن عروة رضي الله عنه...780

السابعة عشرة: زيارة أولاد الأئمّة عَلَیْهِمُ السَّلَامُ...781

خاتمة حديث الكساء ...782

أعمال مسجد الکوفة...786

أعمال مسجد السهلة...800

الفهرس...807

ص: 831

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.