سُبُلُ النَّجٰاة۠
في
الأدعية والأعمال والزيارات
جمع
علي السيد محمد حسين الحكيم
الكوكب
للطباعة والتجارة
الأعمال الخيرية الرقمية: جمعية الإمام زمان (عج) أصفهان المساعدة
ص: 1
بسم الله الرحمن الرحیم
حقوق الطبع محفوظة للناشر
الطبعة الأولى
1441ه- 2021م
ص: 2
إلى من أبصرتُ نور الحياة ببركة وجوده.
إلى من شملني برعايته وعطفه وحنانه.
إلى من ربّاني على موالاة محمّد وآله الأطهار عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.
إلى من بِحُسنِ تربيته زرع في جنباتي الاقتداء بأخلاق النبيّ وأهل بيته (صلوات الله عليهم).
إلى من أنتسب له بحمل اسمه معتزّاً ومفتخراً به.
إلى سيدي المرحوم الوالد الغالي الذي كان له كلُّ الفضل بإنجاز هذا الجهد المتواضع توجيهاً وتشجيعاً.
أهدي هذا العمل إلمتواضع واضعه بين يديه راجياً منه بعد الله تعالى القبولَ والرِّضا؛ لأنعمَ ببركة دعواته في صلواته وخلواته؛ علَّ الله ينفعني به يوم لا ينفعُ مالٌ ولا بنون.
ومن فیض عطائه استمد التوفیق والعون من الله تعالی واسال الله تعالی التسدید فهو الموفق والمعین.
ص: 3
ص: 4
بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على حبيب إله العالمين وسيد الأوّلين والآخرين سيدنا ونبينا محمّد صلّى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.
ممّا يميّز تراث أهل البيت عَلَیْهِمُ السَّلَامُ هو ثقافة الدّعاء في المناسبات وغيرها، مع الحثّ منهم على الدّعاء في الأوقات والأحوال كافة وكثرته والإلحاح به، ولقد رغَّب الله تعالى بالدّعاء؛ حيث قال عزَّ اسمه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ}، وقال: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }، وقال: {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلاَ دُعَاؤُكُمْ}، وورد عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: (ما من مسلم دعا الله سبحانه دعوة ليس فيها قطيعة رحم، ولا إثم، إلاّ أعطاه الله أحد خصال ثلاثة: إمّا أن يعجّل دعوته، وإمّا أن يؤخّر له، وإمّا أن يدفع عنه من السوء مثلها، قالوا: يا رسول الله إذن نكثر قال: أكثروا)، وعنه أيضاً: (الدّعاء مُخّ العبادة، وما من مؤمن يدعو الله إلاّ استجاب له، إمّا أن يعجِّلَ له في الدنيا، أو يؤجِّلَ له في الآخرة، وإمّا أن يُكفّرَ عنه من ذنوبه بقدر ما دعا ما لم يدعُ بمأثم). وعن السكونيّ عن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: (قال رسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: الدّعاء سلاح المؤمن، وعمود الدين، ونور السماوات والأرض). وورد عن أبي جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ: (إن الدّعاء هو العبادة، إن الله عزّ وجلّ يقول: {إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} وقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ})، وعن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ: (الدّعاء كهف الإجابة، كما أنّ السّحاب كهف المطر)، وعن حنان بن سدير، عن أبيه قال: قلت لأبي جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ: أيّ العبادة أفضل؟ فقال: ما من شيء أفضل عند الله عزّ وجلّ من أن يُسألَ
ص: 5
ويُطلبَ ممّا عنده)، وعن (سيف) التمّار قال: سمعت أبا عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ يقول: (عليكم بالدّعاء، فإنكم لا تقرَّبون بمثله).
وكذلك شدّدوا على زيارة مراقدهم المقدّسة في الزيارات المخصوصة وغيرها، فقد ورد عنهم عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: بينما الحسين بن علي عَلَیْهِ السَّلَامُ في حجر رسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، إذ رفع رأسه فقال له: يا أبه ما لمن زارك بعد موتك؟ فقال: يا بنيّ، من أتاني زائراً بعد موتي فله الجنّة، ومن أتى أباك زائراً بعد موته فله الجنّة، ومن أتى أخاك زائراً بعد موته فله الجنّة، ومن أتاك زائراً بعد موتك فله الجنّة) وعن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: قال الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ لرسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: ما جزاء من زارك؟ فقال: يا بنيّ من زارني حيّاً أو ميّتاً، أو زار أباك أو زار أخاك أو زارك، كان حقّاً عليَّ أن أزوره يوم القيامة حتى أخلّصه من ذنوبه)، محمّد بن علي بن الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: قال رسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: من زارني أو زار أحداً من ذريّتي زرته يوم القيامة، فأنقذته من أهوالها)، ولذا قد تواتر عنهم عَلَیْهِ السَّلَامُ كمٌّ هائل من الأدعية والزيارات والأعمال في جميع الأوقات.
وممّا امتازت به هذه الطائفة أنها ورثت هذا التراث العظيم الخالد عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وأهل بيته الطاهرين، فكانت كتبهم مملوءة بهذه الأدعية والأعمال والزيارات؛ ولذا توجّه علماؤنا الأعلام إلى هذا الجانب، فكانت لهم مؤلَّفات كثيرة متنوّعة بأهدافها وأغراض تأليفها، فبعض منهم اهتمَّ بجانب جمع هذه الأدعية والزيارات برواياتها مسندة عن أهل البيت عَلَیْهِمُ السَّلَامُ،والآخر اهتم بجانب الجمع لها خوفاً من الضياع، وقسم جمع بعضاً منها لمناسبات خاصّة، وغير ذلك حتى وفّق الله العلاّمة الجليل الشيخ عباس القمّي رحمه الله لتأليف كتاب (مفاتيح الجنان)، والحاج الوجيه محمّد صالح الجوهرجيّ رحمه الله لتأليف كتاب (ضياء الصالحين)، فكان لهما فضل كبير في انتشار هذين الكتابين بين الناس وجزاهما الله خيراً على جهدهما، فكان عملهما موفّقا بحیث قد لايخلو بيت من بيوت شيعة آل محمّد صلوات الله عليهم من عدّة نسخ منهما، وما زالت المطابع تطبع ما لا حصر له منهما، فكان بمرور الزمن كتاب ضياء الصالحين متوافراً
ص: 6
عند عموم الناس لسهولته، ولكن كتاب مفاتيح الجنان مع أنّه أشمل من كتاب ضياء الصالحين، ولكن صار تداوله بين أهل العلم أكثر من عامّة الناس، وأعتقد أنّ ذلك يرجع إلى سببين؛ الأوّل: طريقة تبويبه التي قد يصعب على كثير من الناس العثور على ما ترغب به من أعمال وأدعية. الثاني: كونه قد أُلِّفَ باللغة الفارسية، ومن ثَمّ تُرجم إلى العربيّة، وغالباً ما لا يتأدّى نفس المراد بعد الترجمة، وقد يحصل بعض التقديم والتأخير، فتجمّعت في نفسي أن أخطو بخطواته المباركة وأن أجمع ما قدّمه، حيث كان له الفضل الأكبر في ذلك، لكن بطريقة حديثة تتناسب وتبسيطه لعموم الناس، مع حذف ما تقلّ الحاجة له، وإضافة ما لم يضفه مع اقتضاء الحاجة له، - بحسب نظري القاصر - وحيث لا يمكن إبقاء الكتاب على اسمه؛ لأنّ ذلك يكون سرقة للجهد الذي قدّمه رفع الله مقامه، فأحبَبْتُ أن أسمّيه (سبل النجاة في الأدعية والأعمال والزّيارات)، تيمّناً بأهل البيت الأطهار عَلَیْهِمُ السَّلَامُ؛ لأنّهم سبلنا للنجاة يوم لا ينفع مال ولا بنون، وبما أنّ هذه الأدعية هي من عبير نبعهم الصافي وفيض عطائهم، فهي سبلنا للنجاة بهم، وقد رتّبته على ثلاثة أبواب.
الباب الاول: وفيه أربعة فصول
الفصل الأوّل: في تعقيبات الصلاة العامّة
الفصل الثاني: في تعقيبات الصلاة الخاصّة
الفصل الثالث: في أعمال الليالي والأيام
الفصل الرابع: في أعمال ليلة الجمعة ويومها.
الباب الثاني: وفیه فصلان
الفصل الأوّل: أعمال عامّة الشهور.
الفصل الثاني: أعمال الأشهر العربيّة.
ص: 7
الباب الثالث: في زيارات النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ والأئمّة الأطهار عَلَیْهِمُ السَّلَامُ غير المخصوصة بوقت خاص.
الخاتمة: في ثلاثة أمور
الأوّل: حديث الكساء
الثاني: أعمال مسجد الكوفة
الثالث: أعمال مسجد السهلة
تمّ بحمد الله تعالى هذا الجهد المتواضع بتوفيق الله وتسديده مع الشعور منّي بالتقصير في النجف الأشرف بجوار الحرم المقدّس لسيّد الأوصياء سيّدنا ومولانا الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه أفضل التحيّة والسلام بيد الأقلّ العاصي الراجي رحمة ربّه يوم لا ينفع مال ولا بنون متمنياً منه تعالى الرضا والقبول بهذا القليل علي نجل المرحوم آية الله السيّد محمد حسين نجل العلاّمة المقدّس السيّد محمّد صادق الطباطبائي الحكيم قدّس سرّهما.
وكان الانتهاء منه أواخر أيام شهر رجب الأصبّ من سنة ألف وأربعمائة وواحد وأربعين لهجرة سيّد المرسلين صلّى الله عليه وآله الطيّبين.
ص: 8
الباب الأوّل
وفیه فصول:
الفصل الاول فی التعقیبات العامة
الفصل الثاني فی التعقیبات الخاصة
الفصل الثالث أعمال ایام الاسبوع ولیالیها
الفصل الرابع اعمال لیلة الجمعة ویومها
ص: 9
ص: 10
التي تُقرأ بعدجميع الصلوات الخمس
عَن كتاب (مصباح المُتهجّد) وغيره: فإذا سَلّمت وفرغت من الصلاة فَقُل: (اللَّهُ أَكبرُ).
ثلاث مَرّات، رافعاً عند كلّ تكبيرة يديك إلى حيال أُذنيك:
ثُمَّ قل:
لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ إِلهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَلا نَعبُدُ إِلاّ إِيّاهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ ربُّنا وَرَبُّ آبائِنا الأوّلِينَ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَه وأَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيْتُ وَيُمِيْتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ثُمَّ قُل:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.
ثُمَّ قُل:
اللّهُمَّ أهدني مِنْ عِنْدِكَ وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكاتِكَ، سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَمِيعاً، فَإنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ كلَّها جَمِيعاً إِلاّ أَنْتَ. اللّهُمَّ إِنِّي
ص: 11
أَسأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ عافِيَتَكَ فِي أُمُورِي كُلِّها، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْي الدُّنْيا وَعَذابِ الآخرَةِ، وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمْ وَعِزَّتِكَ الَّتِي لا تُرامُ وَقُدْرَتِكَ الَّتِي لا يَمْتَنِعُ مِنْها شَيءٌ مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالآخرَةِ، وَمِنْ شَرِّ الأوجَاعِ كُلِّها، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيَتِها، إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ، وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيْكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.
ثُمَّ سبِّحْ تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ.
وهو: (اللَّهُ أكبَرُ) أربعاً وثلاثين، (الحَمْدُ للَّهِ) ثلاثاً وثلاثين، (سُبْحَانَ اللَّهِ) ثلاثاً وثلاثين.
ثم قُل:
اللّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَلَكَ السَّلامُ وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ. سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، واَلحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ. السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَّبيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الأَئِمَّةِ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِياءِ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ أَجْمَعِينَ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العابِدِينَ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَليٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، اَلسَّلامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظِمِ، السَّلامُ عَلَى عَلِيّ بْنِ مُوسى
ص: 12
الرِّضا، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الجَّوادِ، السَّلامُ عَلى عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهادِي، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ العَسْكَرِيِّ، السَّلامُ عَلَى الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ القائِمِ المَهْدِيّ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
ثُمَّ سَل اللَّهَ ما شئتَ.
ثم قُل عشر مَرّات قَبلَ أَن تتحرّك مِنْ موضعك:
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ إِلهاً واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً.
ثُمَّ تقول:
سُبْحانَ اللَّهِ كُلَّما سَبَّحَ اللَّهَ شَيءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُسَبَّحَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، والحَمْدُ للَّهِ كُلَّما حَمِدَ اللَّهَ شَيءٌ، وَكَما يُحِ-بُّ اللَّهُ أَنْ يُحْمَدَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ كُلَّما هَلَّلَ اللَّهَ شَيءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُهَلَّلَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَ اللَّهَ شَيءٌ، وَكَما يُحِبُّ اللَّهُ أنْ يُكَبَّرَ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ. سُبْحانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبرُ، عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ بِها عَلَيَّ وَعَلى كُلِّ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِمَّنْ كانَ أَوْ يَكُونُ إِلى يَومِ القِيامَةِ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسأَلُكَ مِنْ خَيرِ ما أَرْجُو وَخَيْرِ ما لا أَرْجُو، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما أَحْذَرُ وَمِنْ شَرِّ ما لا أَحْذَرُ .
ثُمَّ تقرأ سورة (الحَمد)، وآية (الكرسي) وهي:
{اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فِي
ص: 13
السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255) لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256) اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النَّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}.
وآية: {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (18) إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ}.
وآية: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ}.
وآية: {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بَأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (54) ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (55) وَلاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ}.
ص: 14
ثُمَّ تقول ثلاثاً:
سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ.
ثُمَّ تقول ثلاثاً:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ.
ثُمَّ خُذْ لحيتك بيدكَ اليمنى وابسط يدكَ اليسرى إلى السماء وقُل سبع مَرّات:
يا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ.
وقُل ثلاثاً وأَنتَ على ذلكَ الحال:
يا ذا الجَلالِ والإِكْرَامِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحمْنِي وَأَجِرْنِي مِنَ النَّارِ.
ثُمَّ تقرأ اثنتيْ عَشْرَةَ مرّةً سورة (التوحيد).
ثم تَقول:
اللّهُمَّ إِنّي أَسأَلُكَ باسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزُونِ الطَّاهِرِ الطُّهرِ المُبارَكِ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيْمِ وَسُلْطانِكَ القَدِيمِ، يا واهِبَ العَطايا وَيا مُطْلِقَ الأُسَارَى، وَيا فَكَّاكَ الرِّقابِ مِنَ النَّارِ، أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّار، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنَ الدُّنْيا سالِماً وَتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ آمِناً، وَأَنْ تَجْعَلَ دُعائِي أَوَّلَهُ فَلاحاً وَأَوْسَطَهُ نَجاحاً وَآخِرَهُ صَلاحاً إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ.
وورد في الصحيفة العلويّة لتعقيب الفرائض:
يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ، وَيا مَنْ لا يُغَلِّطُهُ السَّائِلُونَ، وَيا
ص: 15
مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلحاحُ المُلِحِّينَ، أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتِكَ وَمَغْفِرتِكَ.
وَتَقول أيضاً:
إِلهِي، هذِهِ صَلاتِي صَلَّيْتُها لا لِحاجَةٍ مِنْكَ إِلَيْها، وَلا رَغْبةٍ مِنْكَ فِيها، إِلاّ تَعْظِيماً وَطاعَةً وَإِجابَةً لَكَ إِلى ما أَمَرْتَنِي بِهِ. إِلهِي إِنْ كانَ فِيها خَلَلٌ أَوْ نَقْصٌ مِنْ رُكُوعِها أو سُجُودِها فَلا تُؤاخِذْنِي، وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالقَبُولِ وَالغُفْرانِ.
وَتَدعو أيضاً بعد الصلوات بهذا الدّعاء الذي عَلَّمَهُ النَّبيِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أميرَ المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ لقوّة الذّاكرة:
سُبْحانَ مَنْ لا يَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، سُبْحانَ مَنْ لا يَأْخُذُ أَهْلَ الأَرْضِ بِأَلْوانِ العَذابِ، سُبْحانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُوراً وَبَصَراً وَفَهْماً وَعِلْماً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ثم قُل ثلاث مَرّات:
أُعِيْذُ نَفْسِي وَدِينِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي فِي دِينِي وَما رَزَقَنِي رَبِّي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ بِاللَّهِ الواحِدِ الأَحَدِ الصَّمَدِ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحدٌ، وَبِرَبِّ الفَلَقِ، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ، وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ، وَمِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ في العُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ، وَبِرَبِّ النَّاسِ، مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ، مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ الخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ.
وعن خطّ الشيخ الشهيد: أن رسول اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قالَ: مَن أراد أن لا يُطْلِعَهُ اللَّهُ يَومَ القيامة على قبيح أعماله ولا يفتح ديوان سيّئاته فليقل بَعدَ كُلّ صلاة:
ص: 16
اللّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَك أَرْجى مِنْ عَمَلِي، وَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَوْسَعُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إِنْ كانَ ذَنْبِي عِنْدَكَ عَظِيماً، فَعَفْوُكَ أَعْظَمُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَرَحْمَتُكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي؛ لأنَّهَا وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
ثم تقول:
رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وبالإسلام دِيْناً، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نَبِيّاً، وَبِعَلِّيٍّ إِماماً، وَبِالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الصَّالِحِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أَئِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً. بِهِمْ أَتَوَلّى وَمِنْ أَعْدائِهِمْ أَتَبَرَّأ .
ثُمَّ تقول ثلاثاً:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافِيَةَ وَالمُعافاةَ فِي الدُّنْيا وَالآخرَةِ .
روى الشيخ الطوسيّ عَن محمّد بن سليمان الديلمي أنّه قال للصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: إنَّ شيعتك تقول إنّ الإيمان قسمان: فمستقرّ ثابت، ومستودع يزول، فعلِّمني دعاءً يكمل به إيماني إذا دعوت به فلا يزول، قال عَلَیْهِ السَّلَامُ: قل عقيب كلّ صلاة مكتوبة:
رَضِيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وَبِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نَبِيّاً، وبالإسلام دِيناً، وَبِالقُرْآنِ كِتاباً، وَبِالكَعْبَةِ قِبْلَةً، وَبِعَلِيٍّ وَليّاً وإِماماً، وَبِالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَالحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَئِمَّةً. اللّهُمَّ إِنِّي رَضِيتُ بِهِمْ أَئِمَّةً فَارْضَنِي لَهُمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
ص: 17
أوّلاً : تعقیب صلاة الصّبح وما یُقرأ بعدها:
قل بعد صلاة الصّبح:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاهْدِنِي لِما اخْتُلِفَ فِيْهِ مِنَ الحَقِّ بِإذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ .
ثم تَقول عشر مَرّات:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَوْصِياءِ الرَّاضِينَ المَرْضِيِّينَ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَباركْ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ بَرَكاتِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَأَجْسادِهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثم قُل:
اللّهُمَّ أَحْيِنِي عَلى ما أَحْيَيْتَ عَلَيْهِ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَأَمِتْنِي عَلى ما ماتَ عَلَيْهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طالِبٍ عَلَیهِ السَّلَامُ.
وقُل مائة مرّة: اسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ .
ومائة مرّة: أَسْأَلُ اللَّهَ العافِيَةَ .
ومائة مرّة: أَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ .
ومائة مرّة: وَأَسْأَلُهُ الجَنَّةَ .
ومائة مرّة: أَسْأَلُ اللَّهَ الحُوْرَ العِينَ .
ص: 18
ومائة مرّة: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ .
ومائة مرّة: (سورة التوحيد).
ومائة مرّة: صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .
ومائة مرّة: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ للَّهِ، وَلا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .
ومائة مرّة: ما شاءَ اللَّهُ كانَ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيْمِ.
ثُمَّ قُل:
أَصْبَحْتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ المَنِيعِ الَّذِي لا يُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ مِنْ سائرِ مَنْ خَلَقْتَ وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتِ وَالنّاطِقِ فِي جُنَّةٍ مِنْ كُلِّ مَخُوْفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ وَلاَءِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ، مُحْتَجِباً مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لِي إِلى أَذَيِّةٍ بِجِدارٍ حَصِينِ الإخْلاَصِ فِي الاعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ، وَالتَّمَسُّكِ بِحَبْلِهِمْ مُوقِناً أَنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ، أُوالِي مَنْ وَالَوا وَأُجانِبُ مَنْ جانَبُوا، فَأَعِذْنِي اللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما أَتَّقِيهِ، يا عَظِيْمُ حَجَزْتُ الأعَادِي عَنِّي بِبَدِيعِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، إِنّا جَعَلْنا مِنْ بَيْن أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ .
وروي في التهذيب أن مَن قال بعد فريضة الفجر عشر مرّات:
سُبْحَانَ اللَّهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
عافَاه اللَّهُ تعالى مِن العمى والجنون والجُذام والفقر و(انهدام الدار) أو(الخرافة عند الهرم).
ص: 19
وروى الكلينيّ عَن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّ من قال بعد فريضة الصّبح وفريضة المَغرب سَبع مَرّات:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
دفع اللَّهُ عنهُ سَبعين نوعاً مِن أنواع البَلاءِ أهونها الريح والبرص والجنون، وإن كانَ شقيّاً مُحِيَ مِن الأشقياء، وكُتِبَ مِنَ السعداء.
وروي عنهُ عَلَیْهِ السَّلَامُ أيضاً للدنيا والآخرة، ولوجع العين هذا الدّعاء بَعدَ فريضتي الصّبح والمَغرب:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ النُّورَ فِي بَصَرِي، وَالبَصِيرَةَ فِي دِينِي، وَاليَقِينَ فِي قَلْبِي، وَالإخلاصَ فِي عَمَلِي، وَالسَّلامَةَ فِي نَفْسِي، وَالسَّعَةَ فِي رِزْقِي، والشُكْرَ لَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي .
روى الشيخ ابن فهد في عدّة الدّاعي عَن الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّ مَن قالَ عقيب صلاة الصّبح هذا القول ما سَألَ اللَّهَ حاجةً إِلاّ تيسّرتْ لَهُ وكفاهُ اللَّهُ ما أهمَّه:
بِسْمِ اللَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأفوِّض أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ، فَوَقاهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا. لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ. حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ. فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ. ما شَاءَ اللَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ، ما شَاءَ اللَّهُ لاَ ما شَاءَ النَّاسُ، ما شَاءَ اللَّهُ وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ. حَسْبيَ الرَّبُّ مِنَ المَرْبُوبِينَ، حَسْبِيَ الخالِقُ مِنَ المَخْلُوقِينَ، حَسْبِيَ الرَّازِقُ مِنَ المَرْزُوقِينَ، حَسْبِيَ
ص: 20
اللَّهُ رَبُّ العالَمِينَ، حَسْبِيَ مَنْ هُوَ حَسْبِي، حَسْبِيَ مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي، حَسْبِيَ مَنْ كانَ مُذْ كُنْتُ لَمْ يَزَلْ حَسْبِي، حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظيمِ.
حكى شیخنا ثقة الإسلام النوريّ نوّر اللَّهُ مرقده في كتاب دار السلام عَن شَيخِهِ المَرحوم العالم الربّانيّ الحاج المَولى فتح علي السلطان آبادي (رضي الله عنه)، أنَّ الأخوند المَولى محمّد صادق العراقيّ كانَ في غاية الضيق والعسرة والضرّاء، ومضى عليه كذلك زمان، فلم يجد من كربِهِ فَرَجاً ولا من ضيقه مَخْرَجاً، إلى أَن رأى لَيلَةً في المَنام كأنَّهُ في وادٍ يتراءى فيه خيمة عظيمة عَلَيها قبة، فسأل عَن صاحبها، فقيل فيها الكهف الحصين وغياث المُضطرّ المستكين الحُجة القائم المهدي المُنتظر (عجّل اللَّهُ تعالى فرجه)، فَأسرع الذهاب إليها، فلّما وافاهُ (صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيهِ) شكا عندهُ سوء حاله وسَأل عنهُ دعاءً يفرّج بِهِ همّه وَيَدفع بِهِ غمّه، فأحاله عَلَیْهِ السَّلَامُ إلى سيّد من ولْده وإلى خيمته، فخرج مِن حضرته ودخل في تلك الخيمة، فرأى السيّد السند والحبر المُعتمد العالم الأمجد المؤيّد جناب السَيد محمّد السلطان آبادي قاعداً على سجّادته مشغولاً بدعائه وقراءته، فذكر لَهُ بَعدَ السلام ما أحال عليه حجّة الملك العلاّم فعلّمه دعاءً يستكفي بِهِ ضيقه وَيَستجلب بِهِ رزقه فانتبه من نومه والدّعاء محفوظ في خاطره، فقصد بيت جناب السيد، وكانَ قَبلَ تلك الرؤيا نافراً عنهُ لوجهٍ لا يذكرهُ، فلمّا أتاهُ ودخل عليه رآه كَما في النوم على مصلاّه ذاكراً ربّه مستغفراً ذنبه، فلما سلّم عليه أجابه وتبسّم في وجهه كأنّه عرف القضية، فسأل عنهُ ما سأل عنهُ في الرؤيا، فعلّمه مِن حينه عين ذاك الدّعاء فدعا به في قليل من الزمان فصبّت عليه الدنيا مِن كلّ ناحية ومكان، وكانَ المَرحوم الحاج المَولى فتح علي يثني على السَيد ثناءً بليغاً، وقد أدركه في أواخر عمره وتلمّذ عليه شطراً من الزمان، وأمّا ما علّمه السيد في اليقظة والمنام فثلاثة أمور:
ص: 21
الأوّل: أَن يذكر بعد صلاة الفَجر سَبعينَ مرّةً واضعاً يدهُ على صدره: (يا فَتَّاحُ).
الثاني: أَن يواظب على هذا الدّعاء بعد صلاة الصّبح المَروي في الكافي وَقَد عَلَّمَهُ النَّبيُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ رجلاً مِن أصحابِهِ مُبتلى بالسَّقمِ والفقرِ فما لبث أَنْ ذهَب عنهُ السقم والفقر:
لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيّ الَّذِي لا يَمُوتُ وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.
الثالث: أَن يدعو بعد صلاة الصّبحِ بالدّعاء الذي رواهُ ابن فهد الذي تقدم وأوّله
(بِسْمِ اللَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأُفوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ...)الذي تقدم قبل قليل ص20.
تتمة فیما یقرأ بعد صلاة الصّبح:
الأوّل: زيارة مولانا صاحب الزمان (عجَّلَ اللَّهُ فرجَهُ)
تقرأ کلّ یوم بعد صلاة الفجر وهي:
اللّهُمَّ بَلِّغْ مَولايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَعَنْ وَالِدَيَّ وَوُلْدِي وَعَنِّي مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِيّاتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَمُنْتَهى رِضاهُ وَعَدَدَ ما أحْصاهُ كِتابُهُ وَأَحاطَ بِهِ عِلْمُهُ، اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي هذا اليَوْمِ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً فِي رَقَبَتِي، اللّهُمَّ كَما شَرَّفْتَنِي بِهذا
ص: 22
التَّشْرِيفِ وَفَضَّلْتَنِي بِهِذِهِ الفَضِيلَةِ وَخَصَصْتَنِي بِهِذِهِ النِّعْمَةِ فَصَلِّ عَلى مَوْلايَ وَسَيِّدِي صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَشْياعِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنَ المُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ طائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ فِي الصَفِّ الَّذِي نَعَتَّ أَهْلَهُ فِي كِتابِكَ، فَقُلْتَ: صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ؛ اللّهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ فِي عُنُقِي إِلى يَوْمِ القِيامَةِ .
قال العَلاّمة المجلسيّ في (البحار): وجدت في بعض الكتب القديمة بعد ذلك: ويصفق بيده اليمنى على اليسرى كتصفيق البيعة.
الثانی: دعاء العهد
رُوي في البحار عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أنَّه قال: من دعا اللَّهَ تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه اللَّهُ تعالى من قبره وأعطاه بكلِّ كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئةٍ، وهو هذا:
اللّهُمَّ رَبَّ النُّورِ العَظِيمِ وَرَبَّ الكُرْسِيِّ الرَّفِيعِ وَرَبَّ البَحْرِ المَسْجُورِ وَمُنْزِلَ التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَرَبَّ الظِّلِّ وَالحَرُورِ وَمُنْزِلَ القُرْآنِ العَظِيمِ وَرَبَّ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَبِنُورِ وَجْهِكَ المُنِيرِ وَمُلْكِكَ القَدِيمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالأَرَضُونَ وَبِاسْمِكَ الَّذِي يَصْلَحُ بِهِ الأوَّلُونَ وَالآخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ وَيا حَيّاً حِينَ لاَ حَيَّ يا مُحْيِيَ المَوْتى وَمُمِيتَ الأَحْيَاءِ يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، اللّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانا الإمامَ الهادِيَ المَهْدِيَّ القائِمَ بِأَمْرِكَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطَّاهِرِينَ عَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ
ص: 23
الأَرْضِ وَمَغارِبِها سَهْلِها وَجَبَلِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَعَنِّي وَعَنْ وَالِدَيَّ مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ وَمِدادَ كَلِماتِهِ وَما أحْصاهُ عِلْمُهُ وَأَحاطَ بِهِ كِتابُهُ، اللّهُمَّ إِنِّي أُجَدِّدُ لَهُ فِي صَبيحةِ يَوْمِي هذا وَما عِشْتُ مِنْ أيّامِي عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ فِي عُنُقِي لا أَحُولُ عَنْها وَلا أَزُولُ أَبَداً، اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَالذَّابِّينَ عَنْهُ وَالمُسارِعِينَ إِلَيْهِ فِي قَضَاءِ حَوائِجِهِ وَالمُمْتَثِلِينَ لِأَوَامِرِهِ وَالمُحامِينَ عَنْهُ وَالسَّابِقِينَ إِلى إِرادَتِهِ وَالمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، اللّهُمَّ إِنْ حالَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ المَوْتُ الَّذِي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً فَأخْرِجْنِي مِنْ قَبْرِي مُؤْتَزِراً كَفَنِي شاهِراً سَيْفِي مُجَرِّداً قَناتِي مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعِي فِي الحاضِرِ وَالبادِي، اللّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشِيدَةَ وَالغُرَّةَ الحَمِيدَةَ وَاكْحُلْ ناظِرِي بِنَظْرَةٍ مِنِّي إِلَيْهِ وَعَجِّلْ فَرَجَهُ وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ وَاسْلُكْ بِي مَحَجَّتَهُ وَأَنْفِذْ أَمْرَهُ وَاشْدُدْ أَزْرَهُ، وَأعْمُرِ اللّهُمَّ بِهِ بِلادَكَ وَأَحْيِ بِه عِبادَكَ فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الحَقُّ: ظَهَرَ الفَسادُ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ، فَأَظْهِرِ اللّهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ المُسَمّى بِاسْمِ رَسُولِكَ حَتّى لا يَظْفَرَ بِشَيْءٍ مِنَ الباطِلِ إِلاّ مَزَّقَهُ وَيُحِقَّ الحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ، وَاجْعَلْهُ اللّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ وَناصِراً لِمْن لا يَجِدُ لَهُ ناصِراً غَيْرَكَ وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ أَحْكامِ كِتابِكَ وَمُشَيِّداً لِما وَرَدَ مِنْ أَعْلامِ دِينِكَ وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَاجْعَلْهُ اللّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ المُعْتَدِينَ، اللّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِرُؤْيَتِهِ وَمَنْ تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ وَارْحَم اسْتِكانَتَنا بَعْدَهُ، اللّهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ
ص: 24
الغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الأُمَّةِ بِحُضُورِهِ وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثم تضرب على فخذك الأيمن بيدك (ثلاث مرّات) وتقول كلّ مرّة:
العَجَلَ العَجَلَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ.
الثالث: دُعاءُ الصَّباح لأمیرِ المؤمنینَ عَلَیْهِ السَّلَامُ
قد أورد العلاّمة المجلسيّ (رضي الله عنه) هذا الدُّعاء في كتابي الدُّعاء والصلاة من (البحار) وقالَ: إنّ هذا الدُّعاء من الأدعية المشهورة، وقال لكن لَمْ أَجده في كتاب يُعتمد عَلَيهِ سوى كتاب (المصباح) للسيد ابن باقي (رضوان اللَّهِ عَلَيهِ). وقالَ أيضاً: إنَّ المشهور هو أن يُدْعى به بعد فريضة الصّبح، ولكن السَّيِّد ابن باقي رواه بعد نافلة الصّبح والعمل بأيّها كان حَسَناً. وَهُوَ هذا الدُّعاء:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللّهُمَّ يا مَنْ دَلَعَ لِسانَ الصَّباحِ بِنُطْقِ تَبَلُّجهِ، وَسَرَّحَ قِطَعَ اللَّيْلِ المُظْلِمِ بِغَياهِبِ تَلَجْلُجِهِ، وَأَتْقَنَ صُنْعَ الفَلَكِ الدَّوّارِ فِي مَقادِيرِ تَبَرُّجِهِ، وَشَعْشَعَ ضِياءَ الشَّمْسِ بِنُورِ تَأَجُّجِهِ، يا مَنْ دَلَّ عَلى ذاتِهِ بِذاتِهِ، وَتَنَزَّهَ عَنْ مُجانَسَةِ مَخْلُوقاتِهِ، وَجَلَّ عَنْ مُلاءَمَةِ كَيْفِيّاتِهِ. يا مَنْ قَرُبَ مِنْ خَطَراتِ الظُّنُونِ، وَبَعُدَ عَنْ لَحَظاتِ العُيُونِ، وَعَلِمَ بِما كانَ قَبْلَ أَنْ يَكُونَ، يا مَنْ أَرْقَدَنِي فِي مِهادِ أَمْنِهِ وَأَمانِهِ، وَأَيْقَظَنِي إِلى ما مَنَحَنِي بِهِ مِنْ مِنَنِهِ وَإِحْسانِهِ، وَكَفَّ أَكُفَّ السُّوءِ عَنِّي بِيَدِهِ وَسُلْطانِهِ، صَلِّ اللّهُمَّ عَلى الدَّلِيلِ إِلَيْكَ فِي اللَّيْلِ الأَلْيَلِ، وَالماسِكِ مِنْ أَسْبابِكَ بِحَبْلِ الشَّرَفِ الأَطْوَلِ، والنَّاصِعِ الحَسَبِ فِي ذِرْوَةِ الكاهِلِ الأَعْبَلِ، وَالثَّابِتِ القَدَمِ عَلى زَحالِيفِها فِي الزَّمَنِ الأَوَّلِ وَعَلى آلِهِ الأَخْيارِ المُصْطَفِيْنَ الأَبْرارِ، وَافْتَحِ اللّهُمَّ لَنا مَصارِيعَ الصَّباحِ بِمَفاتِيحِ الرَّحْمَةِ وَالفَلاحِ،
ص: 25
وَأَلْبِسْنِي اللّهُمَّ مِنْ أَفْضَلِ خِلَعِ الهِدايَةِ وَالصَّلاحِ، وَأَغْرِسِ اللّهُمَّ بِعَظَمَتِكَ فِي شِرْبِ جَنانِي يَنابِيعَ الخُشُوعِ، وَأَجْرِ اللّهُمَّ لِهَيْبَتِكَ مِنْ آماقِي زَفَراتِ الدُّمُوعِ، وَأَدِّبِ اللّهُمَّ نَزَقَ الخُرْقِ مِنِّي بِأَزِمَّةِ القُنُوعِ، إِلهِي إِنْ لَمْ تَبْتَدِئْنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفِيقِ فَمَنِ السَّالِكُ بِي إِلَيْكَ فِي وَاضِحِ الطَّرِيقِ؟ وَإِنْ أَسْلَمَتْنِي أَناتُكَ لِقائِدِ الأَمَلِ وَالمُنى، فَمَنِ المُقِيلُ عَثَراتِي مِنْ كَبَواتِ الهَوى؟ وَإِنْ خَذَلَنِي نَصْرُكَ عِنْدَ مُحارَبَةِ النَّفْسِ وَالشَّيْطانِ، فَقَدْ وَكَلَنِي خِذْلانُكَ إِلى حَيْثُ النَّصَبِ وَالحِرْمانِ. إِلهِي أَتَرانِي ما أَتَيْتُكَ إِلاّ مِنْ حَيْثُ الآمَالِ، أَمْ عَلِقْتُ بَأَطْرافِ حِبالِكَ إِلاّ حِيْنَ باعَدَتْنِي ذُنُوبِي عَنْ دارِ الوِصالِ، فَبِئْسَ المَطِيَّةُ الَّتِي امْتَطَتْ نَفْسِي مِنْ هَواها، فَواهاً لَها لِما سَوَّلَتْ لَها ظُنُونُها وَمُناها! وَتَبَّاً لَها لِجُرأَتِها عَلى سَيِّدِها وَمَوْلاها! إِلهِي قَرَعْتُ بابَ رَحْمَتِكَ بِيَدِ رَجائِي، وَهَرَبْتُ إِلَيْكَ لاجِئاً مِنْ فَرْطِ أَهْوائِي، وَعَلَّقْتُ بِأَطْرافِ حِبالِكَ أَنامِلَ وَلائِي، فَاصْفَحِ اللّهُمَّ عمَّا كُنتُ أَجْرَمْتُهُ مِنْ زَلَلِي وَخَطائِي، وَأَقِلْنِي مِنْ صَرْعَةِ دائِي، فإِنَّكَ سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمُعْتَمَدِي وَرَجائِي، وَأَنْتَ غايَةُ مَطْلُوبِي وَمُنايَ فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ. إِلهِي كَيْفَ تَطْرُدُ مِسْكِيناً إِلْتَجأَ إِلَيْكَ مِنَ الذُّنُوبِ هارِباً؟! أَمْ كَيْفَ تُخَيِّبُ مُسْتَرْشِداً قَصَدَ إِلى جَنابِكَ ساعِياً؟! أَمْ كَيْفَ تَرُدُّ ظَمآناً وَرَدَ إِلى حِياضِكَ شارِباً؟! كَلاَّ، وَحِياضُكَ مُتْرَعَةٌ فِي ضَنْكِ المُحُولِ، وَبابُكَ مَفْتُوحٌ لِلْطَّلَبِ وَالوُغُولِ، وَأَنْتَ غايَةُ المَسؤُولِ ونِهايَةُ المَأْمُولِ. إِلهِي هذِهِ أَزِمَّةُ نَفْسِي عَقَلْتُها بِعِقالِ مَشِيَّتِكَ، وَهذِهِ أَعْباءُ ذُنُوبِي دَرَأْتُها بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَهذِهِ أَهْوائِي المُضِلَّةُ وَكَلْتُها إِلى جَنابِ لُطْفِكَ وَرَأفَتِكَ
ص: 26
فَاجْعَلِ اللّهُمَّ صَباحِي هذا نازِلاً عَلَيَّ بِضِياءِ الهُدى وَالسَّلامَةِ فِي الدِّينِ وَالدُّنْيا، وَمَسائِي جُنَّةً مِنْ كَيْدِ العِدى وَوِقايَةً مِنْ مُرْدِياتِ الهَوى، إِنَّكَ قادِرٌ عَلى ما تَشاءُ تُؤْتِي المُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ المُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِيَدِكَ الخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، تُولِجُ اللَّيلَ فِي النَّهارِ، وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ، وَتُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ، وَتُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، سُبْحانَكَ اللّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، مَنْ ذا يَعْرِفُ قَدْرَكَ فَلا يَخافُكَ، وَمَنْ ذا يَعْلَمُ ما أَنْتَ فَلا يَهابُكَ. أَلَّفْتَ بِمَشِيئَتِكَ الفِرَقَ، وَفَلَقْتَ بِقُدْرَتِكَ الفَلَقَ، وَأَنَرْتَ بِكَرَمِكَ دَياجيَ الغَسَقِ، وَأَنْهَرْتَ المِياهَ مِنَ الصُّمِّ الصَّياخِيدِ عَذْباً وَأُجَاجاً، وَأَنْزَلْتَ مِنَ المُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً، وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لِلْبَرِيَّةِ سِراجاً وَهّاجاً، مِنْ غَيْرِ أَنْ تُمارِسَ فِيما ابْتَدَأْتَ بِهِ لُغُوباً وَلا عِلاجاً، فَيا مَنْ تَوَحَّدَ بِالعِزِّ وَالبَقاءِ، وَقَهَرَ عِبادَهُ بِالمَوْتِ وَالفَناءِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَتْقِياءِ، وَاسْمَعْ نِدائِي، وَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَحَقِّقْ بِفَضْلِكَ أَمَلِي وَرَجائِي، يا خَيْرَ مَنْ دُعِيَ لِكَشْفِ الضُّرِ، وَالمَأْمُولِ لِكُلِ عُسْرٍ وَيُسْرٍ، بِكَ أَنْزَلْتُ حاجَتِي فَلا تَرُدَّنِي مِنْ سَنِيِّ مَواهِبِكَ خائِباً، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِمِ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ .
قال في البحار: ثمّ اعلم أنّ السجود والدعاء فيه غير موجود في أكثر النسخ، وفي بعضها موجود وكان في الاختيار مكتوباً على الهامش هكذا:
إِلهِي قَلْبِي مَحْجُوبٌ، وَعَقْلِي مَغْلُوبٌ، وَنَفْسِي مَعْيُوبَةٌ، وَلِسانِي مُقِرٌّ
ص: 27
بِالذُّنُوبِ وَأَنْتَ سَتَّارَ العُيُوبِ،فَاغْفِر لِي ذُنُوبِي يا غَفَارَ الذُّنُوبِ، يا شَدِيدَ العِقَابِ، يا غَفُورُ يا شَكُورُ، يا حَلِيمُ اقْضِ حَاجَتِي بِحَقِّ الصَّادِقِ رَسُولِكَ الكَرِيمِ، وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ .
الرابع: الحرز بالسُبْحَة الحسينيّة عند الصباح والمساء
فی الحدیث المعتبرلن الصادق صلوات الله علیه لما قدم العراق اتاه قوم فسالوهُ:عرفنا ان تربة الحُسَین عَلَیْهِ السَّلَامُ شفاء من کلِّ داء،فهل هی امان ایضاً من کل خوف؟قال:بلی من اراد ان تکون التربة امانا له من کلِّ خوف فلیأخذ السبحة منها بیده ویقول ثلاثاً:
أَصبحتُ اللّهُمَّ مُعْتَصِماً بِذِمامِكَ المَنِيعِ الَّذِي لا يُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ مِنْ سائِرِ مَنْ خَلَقْتَ وَما خَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ الصَّامِتِ وَالنَّاطِقِ مِنْ كُلِّ مَخُوفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ حَصِينَةٍ، وَلاَءُ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ عَلَیْهِ السَّلَامُ مُحْتَجِباً مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لِي إِلى أَذِيَّةٍ بِجِدارٍ حَصِينِ الإِخْلاصِ فِي الاِعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ وَالتَّمسُّكِ بِحَبْلِهِمْ، مُوِقِناً أَنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ، أُوالِي مَنْ وَالَوا وَأُجانِبُ مَنْ جانَبُوا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِذْنِي اللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ما أَتَّقِيهِ، يا عَظِيُم حَجَزْتُ الأعادِي عَنِّي بِبِدِيعِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ إِنّا جَعَلْنا مِنْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ سَدّاً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدّاً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ .
ثمّ يقبّل السُبْحَة ويضعها على عينيه ويقول:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ التُّرْبَةِ وَبِحَقِّ صاحِبِها وَبِحَقِّ
ص: 28
جَدِّهِ وَأَبِيهِ وَبِحَقِّ أُمِّهِ وَأَخِيهِ وَبِحَقِّ وُلْدِهِ الطَّاهِرِينَ اجْعَلْها شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَأَماناً مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَحِفْظاً مِنْ كُلِّ سُوءٍ .
ثم یجعلها علی جبینه فإن عمل ذلک صباحا کان فی امان اللهِ تعالی حتی یُمسی، وان عمله مساءً کان فی امان اللهِ تعالی حتی یُصبح وروی فی حدیث اخر ان من خاف من سلطان او غیره فلیصنع مثل ذلک حین یخرج من منزله لیکون حِرزاً له.
الخامس: ما يُقرأ قبل طلوع الشمس وغروبها
وهناك أدعية يُستحب قراءتها قبل طلوع الشمس وغروبها.
الأوّل: أن يَقول قَبلَ طلوع الشَمس وقَبلَ غروبها عشر مرّات:
لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيْرٌ .
الثاني: قُلْ قَبلَ طلوع الشَمس وقَبلَ غروبها عشرَ مَرّات:
أَعُوذُ بِاللَّهِ السَّمِيعِ العَلِيمِ مِنْ هَمَزاتِ الشَّياطِينِ وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ يَحْضُرُونِ، إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيْعُ العَلِيْمُ .
الثالث: أنْ يقول ثلاثَ مرّات قبل طلوع الشمس وقبل غروبها:
اللّهُمَّ مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالأبْصَارِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلى دِينِكَ، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ، وَأَجِرْنِي مِنَ النّارِ بِرَحْمَتِكَ. اللّهُمَّ امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي وأَوْسِعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَانْشُرْ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ، وَإنْ كُنْتُ عِنْدَكَ فِي أُمِّ الكِتابِ شَقِيّاً فَاجْعَلْنِي سَعِيداً، فَإنَّكَ تَمْحُو ما تَشاءُ وَتُثْبِتُ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتابِ.
ص: 29
الرابع: أن يقول قبل طلوع الشمس وغروبها:
الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُهُ، الحَمْدُ للَّهِ كَما يُحِبُّ اللَّهُ أَنَّ يُحْمَدَ، الحَمْدُ للَّهِ كَما هُوَ أَهْلُهُ. اللّهُمَّ أَدْخِلْنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ، وَأَخْرِجْنِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
الخامس: أنْ يقول عشرَ مرّات قبل طلوع الشمس وغروبها:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ .
ثانياً : تعقیب صلاة الظهر:
قُلْ بعد صلاة الظهر: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ العَزِيزُ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ، الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، اللّهُمَّ لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاّ غَفَرْتَهُ، وَلا هَمّاً إِلاّ فَرَّجْتَهُ، وَلا سُقْماً إِلاّ شَفَيْتَهُ، وَلا عَيْباً إِلاّ سَتَرْتَهُ، وَلا رِزْقاً إِلاّ بَسَطْتَهُ، وَلا خَوْفاً إِلاّ آمَنْتَهُ، وَلا سُوْءاً إِلاّ صَرَفْتَهُ، وَلا حاجَةً هِيَ لَكَ رِضىً وَلِيَ فِيها صَلاحٌ إِلاّ قَضَيْتَها، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .
وَتَقول عشرَ مَرّات: بِاللَّهِ اعْتَصَمْتُ وَبِاللَّهِ أَثِقُ وَعَلَى اللَّهِ أَتَوَكَّلُ.
ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي فَأَنْتَ أَعْظَمُ، وَإِنْ كَبُرَ تَفْرِيطِي فَأَنْتَ أَكْبَرُ، وَإِنْ دامَ بُخْلِي فَأَنْتَ أَجْوَدُ ،اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي عَظِيمَ ذُنُوبِي بِعَظِيمِ عَفْوِكَ، وَكَثِيرَ تَفْرِيطِي بِظاهِرِ كَرَمِكَ، وَاقْمَعْ بُخْلِي بِفَضْلِ جُودِكَ. اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.
ص: 30
ثالثاً :
ثالثاً: تعقیب صلاة العصر:
قُلْ بعد صلاة العصر: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ذُو الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ تَوْبَةَ عَبْدٍ ذَلِيلٍ خاضِعٍ فَقِيرٍ بائِسٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ مُسْتَجِيرٍ، لا يَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً .
ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ، وَمِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ، وَمِنْ صَلاةٍ لا تُرْفَعُ، وَمِنْ دُعاءٍ لا يُسْمَعُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اليُسْرَ بَعْدَ العُسْرِ، وَالفَرَجَ بَعْدَ الكَرْبِ، وَالرَّخاءَ بَعْدَ الشِّدَّةِ. اللَّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ .
وعَن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قالَ: مَن استَغفَرَ اللَّهُ تعالى بَعدَ صلاة العصر سَبعين مرَّةً غفرَ اللَّهُ لَهُ سبعمائة ذنب.
وروي عَن الإمام محمّد التّقيّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قالَ: مَن قرأ سورة (القَدْرِ) بَعدَ العصر عشر مَرّات، مرّتْ لَهُ على مثل أعمال الخلائق في ذلك اليوم.
رابعاً: تعقیب صلاة المغرب:
تقول بَعدَ تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ:
إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ، يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ .
ثُمَّ تقول سَبع مَرّات: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .
وثلاثاً: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُه.
ص: 31
ثُمَّ قُل: سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَميعاً، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَميعاً إِلاّ أَنْتَ .
ثم تُصلّي نافلة المَغرب وهي أربع ركعات بسلامين، ولا تتكلّم بينهما بشيء. وَقالَ الشيخ رُويَ أنّه يقرأُ في الركعةِ الأولى بعد سورة (الحمد) سورة (الكافِرُونَ)، وفي الركعةِ الثانية بعد سورة (الحمد) سورة (التوحيد). وَيَقرأ في الأُخريَيْن ما شاء.
وَتَقول عشراً: ما شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالرِّضْوان فِي دارِ السَّلامِ وَجِوارَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ .
وَتُصلي الغفيلة بين المَغرب والعشاء وهي ركعتان تقرأ بَعدَ سورة (الحَمد) في الركعةِ الأولى آيةَ:
{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ}.
وفي الركعةِ الثانية بعد سورة (الحمد) آية:
{وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}.
ثُمَّ تأخذ يديك للقنوت وَتَقول:
ص: 32
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَفاتِحِ الغَيْبِ الَّتِي لا يَعْلَمُها إِلاّ أَنْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وتذكر حاجتك.
ثُمَّ تقول: اللّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي وَالقادِرُ عَلى طَلِبَتِي تَعْلَمُ حاجَتِي فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ لَمّا قَضَيْتَها لِي .
وَتَسْأَل حاجتك.
خامساً: تعقیب صلاة العشاء:
قُلْ بعد صلاة العشاء: اللّهُمَّ إِنَّهُ لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِمَوْضِعِ رِزْقِي وَإِنَّما أَطْلُبُهُ بِخَطَراتٍ تَخْطُرُ عَلى قَلْبِي، فَأَجُولُ فِي طَلَبِهِ البُلْدانَ، فَأَنا فِيما أَنا طالِبٌ كَالحَيْرانِ، لا أَدْرِي أَفِي سَهْلٍ هُوَ أَمْ فِي جَبَلٍ، أَمْ فِي أَرْضٍ أَمْ فِي سَمَاءٍ، أَمْ فِي بَرٍّ أَمْ فِي بَحرٍ؟ وَعَلى يَدَي مَنْ، وَمِنْ قِبَلِ مَنْ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ عِلْمَهُ عِنْدَكَ وَأَسْبابَهُ بِيَدِكَ، وَأَنْتَ الَّذِي تَقْسِمُهُ بِلُطْفِكَ، وَتُسَبِّبُهُ بِرَحْمَتِكَ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ يا رَبِّ رِزْقَكَ لِي وَاسِعاً وَمَطْلَبَهُ سَهْلاً وَمَأْخَذَهُ قَرِيباً، وَلا تُعَنِّني بِطَلَبِ ما لَمْ تُقَدِّرْ لِي فِيهِ رِزْقاً، فَإِنَّكَ غَنِيُّ عَنْ عَذابِي وَأَنا فَقِيرٌ إِلى رَحْمَتِكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَجُدْ عَلى عَبْدِكَ بِفَضْلِكَ، إِنَّكَ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ .
وَيُستحب أيضاً أنْ يقرأ بعد صلاة العشاء سورة (القدر) سَبع مَرّات.
ويُستحب أنْ يُصلِّي الوتيرة وهي نافلة العشاء، وهي ركعتان جالساً بَعدَ العشاء، أو ركعة واحدة من قيام وأن يقرأ فيها مائة آية من القرآن، وَيُستحب أن يُعتاض عَن المائة آية بقراءة سورة (الواقِعَة) في ركعة، وسورة (التوحيد) في الركعةِ الأخرى.
ص: 33
دعاء ليلة السبت:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ وَأَنْتَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، الأَوَّلُ الْكَائِنُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ يُعَايَنُ شَيْءٌ مِنْ مُلْكِكَ، أَوْ يُتَدَبَّرُ فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْرِكَ، أَوْ يُتَفَكَّرُ فِي شَيْءٍ مِنْ قَضَائِكَ قَائِمٌ بِقِسْطِكَ، مُدَبّرٌ لأَمْرِكَ، قَدْ جَرَى فِيمَا هُوَ كَائِنٌ قَدْرُكَ، وَمَضَى فِيمَا أَنْتَ خَالِقٌ عِلْمُكَ، وَخَلَقْتَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ فِرَاشاً وَبِنَاءً، فَسَوَّيْتَ السَّمَاءَ مَنْزِلاً رَضِيتَهُ لِجَلالِكَ وَوَقَارِكَ وَعِزَّتِكَ وَسُلْطَانِكَ، ثُمَّ جَعَلْتَ فِيهَا كُرْسِيَّكَ وَعَرْشَكَ، ثُمَّ سَكَنْتَهُمَا لَيْسَ فِيهِمَا غَيْرُكَ، مُتَكَبِّراً فِي عَظَمَتِكَ، مُتَعَظِّماً فِي كِبْرِيَائِكَ، مُتَوَحِّداً فِي عُلُوِّكَ، مُتَمَكِّناً فِي مُلْكِكَ، مُتَعَالِياً فِي سُلْطَانِكَ، مُحْتَجِباً فِي عِلْمِكَ، مُسْتَوِياً عَلَى عَرْشِكَ، فَتَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، وَعَلا هُنَاكَ بَهَاؤُكَ وَنُورُكَ وَعِزَّتُكَ وَسُلْطَانُكَ، وَقُدْرَتُكَ وَحَوْلُكَ وَقُوَّتُكَ وَرَحْمَتُكَ، وَقُدْسُكَ وَأَمْرُكَ وَمَخَافَتُكَ وَتَمْكِينُكَ الْمَكِينُ، وَكِبْرُكَ الْكَبِيرُ وَعَظَمَتُكَ الْعَظِيمَةُ، وَأَنْتَ اللَّهُ الْحَيُّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَالْقَدِيمُ قَبْلَ كُلِّ قَدِيمٍ، وَالْمَلِكُ بِالْمُلْكِ الْعَظِيمِ، الْمُمْتَدِحُ الْمُمَدَّحُ اسْمُكَ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ، وَخَالِقُهُنَّ وَنُورُهُنَّ
ص: 34
وَرَبُّهُنَّ وَإِلهُهُنَّ، وَمَا فِيهِنَّ فَسُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ رَبَّنَا وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيّكَ، وَاجْزِهِ بِكُلِّ خَيْرٍ أَبْلاهُ وَشَرٍّ جَلاَهُ، وَيُسْرٍ أَتَاهُ وَضَعِيفٍ قَوَّاهُ وَيَتِيمٍ آوَاهُ وَمِسْكِينٍ رَحِمَهُ، وَجَاهِلٍ عَلَّمَهُ وَدِيْنٍ بَصَّرَهُ، وَحَقٍّ نَصَرَهُ، الْجَزَاءَ الأَوْفَى وَالرَّفِيقَ الأَعْلَى، وَالشَّفَاعَةَ الْجَائِزَةَ وَالْمَنْزِلَ الرَّفِيعَ فِي الْجَنَّةِ عِنْدَكَ آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ اجْعَلْ لَهُ مَنْزِلاً مَغْبُوطاً وَمَجْلِساً رَفِيعاً، وَظِلاًّ ظَلِيلاً وَمُرْتَفَعاً جَسِيماً جَمِيلاً، وَنَظَراً إِلَى وَجْهِكَ يَوْمَ تَحْجُبُهُ عَنِ الْمُجْرِمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْهُ لَنَا فَرَطاً وَاجْعَلْ حَوْضَهُ لَنَا مَوْرِداً وَلِقَاءَهُ لَنَا مَوْعِداً، يَسْتَبْشِرُ بِهِ أَوَّلُنَا وَآخِرُنَا وَأَنْتَ عَنَّا رَاضٍ فِي دَارِكَ دَارِ السَّلامِ مِنْ جَنَّاتِكَ جَنَّاتِ النَّعِيمِ، آمِينَ إِلهَ الْحَقّ رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي هُوَ نُورٌ مِنْ نُورٍ، وَنُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، وَنُورٌ تُضِيءُ بِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ وَتَكْسِرُ بِهِ قُوَّةَ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ، وَجَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَجِنِّيٍ عَتِيدٍ، وَتُؤْمِنُ بِهِ خَوْفَ كُلِّ خَائِفٍ، وَتُبْطِلُ بِهِ سِحْرَ كُلِّ سَاحِرٍ، وَحَسَدَ كُلِّ حَاسِدٍ وَيَتَضَرَّعُ لِعَظَمَتِهِ الْبَرُّ وَالْفَاجِرُ، وَبِاسْمِكَ الأَكْبَرِ الَّذِي سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ وَاسْتَوَيْتَ بِهِ عَلَى عَرْشِكَ، وَاسْتَقْرَرْتَ بِهِ عَلَى كُرْسِيّكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفْتَحَ لِيَ اللَّيْلَةَ يَا رَبِّ بَابَ كُلِّ خَيْرٍ فَتَحْتَهُ لأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَأَوْلِيَائِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ ثُمَّ لاَ تَسُدُّهُ عَنِّي أَبَداً، حَتَّى أَلْقَاكَ وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ، أَسْأَلُكَ ذلِكَ بِرَحْمَتِكَ وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ فِيهِ بِقُدْرَتِكَ، فَشَفّعِ اللَّيْلَةَ يَا رَبِّ رَغْبَتِي، وَأَكْرِمْ طَلِبَتِي، وَنَفّسْ كُرْبَتِي وَارْحَمْ عَبْرَتِي وَصِلْ وَحْدَتِي وَآنِسْ وَحْشَتِي وَاسْتُرْ
ص: 35
عَوْرَتِي، وَآمِنْ رَوْعَتِي، وَاجْبُرْ فَاقَتِي، وَلَقّنِي حُجَّتِي، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاسْتَجِبِ اللَّيْلَةَ دُعَائِي، وَأَعْطِنِي مَسْأَلَتِي، وَكُنْ بِدُعَائِي حَفِيّاً، وَكُنْ بِي رَحِيماً، وَلاَ تُقْنِطْنِي وَلاَ تُؤْيِسنِي مِنْ رَوْحِكَ، وَلاَ تَخْذُلْنِي وَأَنَا أَدْعُوكَ، وَلاَ تَحْرِمْنِي وَأَنَا أَسْأَلُكَ، وَلاَ تُعَذّبْنِي وَأَنَا أَسْتَغْفِرُكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ أَجْمَعِينَ.
دعاء یوم السبت:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللّهِ كَلِمَةِ الْمُعْتَصِمِينَ وَمَقَالَةِ الْمُتَحَرِّزِينَ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ تَعَالَى مِنْ جَوْرِ الْجَائِرِينَ، وَكَيْدِ الْحاسِدِينَ وَبَغْيِ الظَّالِمِينَ، وَأَحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الْحامِدِينَ. اللَّهُمَّ أَنْتَ الْوَاحِدُ بِلاَ شَرِيكٍ، وَالْمَلِكُ بِلاَ تَمْلِيكٍ، لا تُضَادُّ فِي حُكْمِكَ وَلاَ تُنَازَعُ فِي مُلْكِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَنْ تُوْزِعَنِي مِنْ شُكْرِ نُعْمَاكَ مَا تَبْلُغُ بِي غَايَةَ رِضَاكَ، وَأَنْ تُعِينَنِي عَلَى طَاعَتِكَ وَلُزُومِ عِبَادَتِكَ، وَاسْتِحْقاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنَايَتِكَ، وَتَرْحَمَنِي بِصَدِّي عَنْ مَعَاصِيكَ مَا أَحْيَيْتَنِي، وَتُوَفِّقَنِي لِمَا يَنْفَعُنِي ما أَبْقَيْتَنِي، وَأَنْ تَشَرَحَ بِكِتَابِكَ صَدْرِي، وَتَحُطَّ بِتِلاوَتِهِ وِزْرِي، وَتَمْنَحَنِي السَّلامَةَ فِي دِينِي وَنَفْسِي، وَلا تُوْحِشَ بِي أَهْلَ أُنْسِي، وَتُتِمَّ إِحْسانَكَ فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي كَما أَحْسَنْتَ فِيما مَضَى مِنْهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
زيارةُ النَّبيِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في يومه وَهُوَ يَوم السَّبت
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاَّ اللّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُهُ، وَأَنَّكَ مُحَمَّدٌ بْنُ عَبْدِ اللّهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ
ص: 36
وَنَصَحْتَ لأُمَّتِكَ، وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الْحَقِّ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَغَلُظْتَ عَلَى الْكافِرِينَ، وَعَبَدْتَ اللّهَ مُخْلِصاً حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، فَبَلَغَ اللّهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلالِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاجْعَلْ صَلَواتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ، وَأَنْبِيائِكَ وَالْمُرْسَلِينَ وَعِبادِكَ الصَّالِحِينَ، وَأَهْلِ السَّماوَاتِ وَالأَرَضِينَ، وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ الْعالَمِينَ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَنَبِيِّكَ وَأَمِينِكَ وَنَجِيبِكَ وَحَبِيبِكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَخالِصَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ،وَأَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضِيلَةَ وَالْوَسِيلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللّهَ تَوَّاباً رَحِيماً، إِلهِي فَقَدْ أَتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِراً تائِباً مِنْ ذُنُوبِي، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْها لِي، يا سَيِّدَنا أَتَوَجَّهُ بِكَ وَبِأَهْلِ بَيْتِكَ إِلَى اللّهِ تَعالَى رَبِّكَ وَ رَبِّي لِيَغْفِرَ لِي.
ثُمَّ قُلْ ثلاثاً: إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ.
ثُمَّ قُلْ: أُصِبْنا بِكَ يا حَبِيبَ قُلُوبِنا، فَما أَعْظَمَ الْمُصِيبَةَ بِكَ حَيْثُ انْقَطَعَ عَنَّا الْوَحْيُ، وَحَيْثُ فَقَدْناكَ فَإِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، يا سَيِّدَنا يا رَسُولَ اللّهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ، هَذا يَوْمُ السَّبْتِ وَهُوَ يَوْمُكَ، وَأَنَا فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي، فَإِنَّكَ
ص: 37
كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ وَمَأْمُورٌ بِالإِجارَةِ، فَأَضِفْنِي وَأَحْسِنْ ضِيافَتِي وَأَجِرْنا وَأَحْسِنْ إِجارَتَنا بِمَنْزِلَةِ اللّهِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ آلِ بَيْتِكَ وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ، وَبِما اسْتَوْدَعَكُمْ مِنْ عِلْمِهِ، فَإِنَّهُ أَكْرَمُ الأَكْرَمِينَ.
تسبیح یوم السبت:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ سُبْحَانَ الإِلهِ الْحَقّ، سْبْحَانَ الْقَابِضِ الْبَاسِطِ، سُبْحَانَ الضَّارِّ النَّافِعِ، سُبْحَانَ الْقَاضِي بِالْحَقِّ، سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ الْعَلِيِّ الأَعْلَى، سُبْحَانَ مَنْ عَلا فِي الْهَوَاءِ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالى، سُبْحَانَ الْحَسَنِ الْجَمِيلِ، سُبْحَانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ الْغَنِيِّ الْحَمِيّدِ، سُبْحَانَ الخَالِقِ الْبَارِىءِ، سُبْحَانَ الرَّفِيعِ الأَعْلى، سُبْحَانَ الْعَظِيمِ الأَعْظَمِ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هكَذا وَلاَ هَكَذَا غَيْرُهُ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ لِرَبّيَ الْحَيِّ الْحَلِيمِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْعَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ دَائِمٌ لاَ يَسْهُو، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لاَ يَلْهُو، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ غَنِيٌّ لاَ يَفْتَقِرُ، سُبْحَانَ مَنْ تَوَاضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لَعَظَمَتِهِ، سُبْحَانَ مَنْ ذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِهِ، سُبْحَانَ مَنِ اسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِهِ سُبْحَانَ مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِهِ، سُبْحَانَ مَنِ انْقَادَتْ لَهُ الأُمُورُ بِأَزِمَّتِهَا.
عوذة يوم السبت:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أُعِيذُ نَفْسِي بِاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَهُ مَا فيِ السَّماواتِ وَمَا فِي الأَرضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ والأَرْضَ وَلاَ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَالْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ
ص: 38
فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُروَةِ الوُثْقَى لاَ انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ، اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلَمَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ.
ثم تقرأ سورة (الحمد) وسورة (الناس) وسورة (الفلق) وسورة (التوحيد) ثم تقول:
كَذلِكَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسَيّدُنَا وَمَوْلاَنَا لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ نُورُ النُّورِ وَمُدَبّرُ الأَمُورِ وَاللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌ يُوْقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لاَ شَرْقَيَّةٍ وَلاَ غَرْبِيَّةً يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمسَسْهُ نَارٌ، نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ. وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقْ وَيَوْمَ يَقُولُ كُنْ فَيَكُونَ قَوْلَهُ الْحَقُّ وَلَهُ الْمُلْكُ يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكُيْمُ الْخَبِيرُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيْرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً وَأَحْصَى كُلَّ شَيءٍ عَدَداً مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ مُعْلِنٍ بِهِ أَوْ مُسِرٍّ، وَمِنْ شَرِّ آلْجِنَّةِ وَالَبَشَرِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَظْهَرُ بِاللَّيْلِ وَيَكُنُّ بِالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِق اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنَ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ الحَمَّامَاتِ وَالْحُشُوشِ وَالْخَرَاباتِ وَالأَوْدِيَةِ وَالصَّحَارِي وَالغِيَاضِ وَالشَّجَرِ، وَمَا يَكُونُ فِي الأَنْهَارِ، أُعِيذُ نَفْسِي وَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ بِاللَّهِ مَالِكِ الْمُلْكِ يُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ يَشَاءُ وَيَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ يَشَاءُ وَيُعِزُّ مِنْ يَشَاءُ وَيُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ
ص: 39
بِيَدِهِ الْخَيْرُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ ويُولَجُ آلنَّهَارَ فِي اللَّيْلِ، وَيُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيّتَ مِنَ الْحَيّ، وَيَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ. لَهُ مَقَالِيدُ آلسَّماوَاتِ وَالأَرْضِ يَبْسِطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ، خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّماوَاتِ الْعُلَى، الرَّحْمنُ عَلى الْعَرشُ اسْتَوى، لَهُ مَا فِي السَّماوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرى، وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُالْحَسْنَى، لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ مُنْزِلُ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَاغٍ وَبَاغٍ وَنَافِثٍ وَشَيْطَانٍ وَسُلْطَانٍ، وَسَاحِرٍ وَكَاهِنٍ وَنَاظِرٍ وَطَارِقٍ وَمُتَحَرِّكٍ وَسَاكِنٍ، وَمُتَكَلِّمٍ وَسَاكِتٍ وَنَاطِقٍ وَصَامِتٍ، وَمُتَخَيِّلٍ وَمُتَمَثِّلٍ وَمُتَلَوِّنٍ وَمُحْتَقِرٍ، وَنَسْتَجِيرُ باللَّهِ حِرْزِنَا وَنَاصِرِنَا وَمُؤْنِسِنا وَهُوَ يَدْفَعُ عَنَّا، لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلاَ مُعِزَّ لِمْنَ أَذَلَّ، وَلاَ مُذِلَّ لِمْنَ أَعَزَّ، وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيّ وَآلِهِ الطَّيّبَينَ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
عوذة أخرى يوم السبت:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ الْعَلَيِّ الْعَظِيمِ، اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ وَرَبَّ النَّبِيِّينَ وَالْمُرْسَلِينَ وَقاهِرَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ، كُفَّ عَنِّي بَأْسَ الأَشْرارِ، وَاعْمِ أَبْصارَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ، وَاجْعَلْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ حِجاباً، إِنَّك رَبُّنا وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ تَوَكُّلَ عائِذٍ بِهِ مِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ رَبّي آخِذٌ بَناصِيَتِها، وَمِنْ شَرِّ ما سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ، وَمِنْ كُلِّ سُوءٍ، وَصَلِّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
ص: 40
صلاة يوم السبت:
روى السيد ابن طاووس عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: قرأت من كتب آبائي عَلَیْهِمُ السَّلَامُ من صلّى يوم السبت أربع ركعات يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مرّة، وآية (الكرسي) مرّة، كتبه اللَّهُ عزَّ وجلَّ في درجة النبيّين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
دعاء ليلة الأحد:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الْمُلْكُ، وَبِيَدِكَ الْخَيْرُ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَكَ لَكَ التَّسْبِيحُ وَالتَّقْدِيسُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّكْبِيرُ وَالتَّمْجِيدُ وَالتَّحْمِيدُ، وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْجَبَرُوتُ وَالْمَلَكُوتُ وَالْعَظَمَةُ وَالْعُلُوُّ وَالْوَقَارُ وَالْجَمَالُ وَالْعِزَّةُ وَالْجَلالُ، وَالْغَايَةُ وَالسُّلْطَانُ وَالْمَنَعَةُ وَالْحَوْلُ وَالْقُوَّةُ وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةُ، وَالْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكْتَ رَبَّ الْعَالَمِينَ وَتَعَالَيْتَ، سُبْحَانَكَ لَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الْبَهْجَةُ وَالْجَمَالُ وَالْبَهَاءُ وَالنُّورُ وَالْوَقَارُ وَالْكَمَالُ وَالْعِزَّةُ وَالْجَلالُ، وَالْفَضْلُ وَالإِحْسَانُ وَالْكِبْرِيَاءُ وَالْجَبَرُوتُ، وَبَسَطْتَ الرَّحْمَةَ وَالْعَافِيَةَ، وَوَلَّيْتَ الْحَمْدَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، أَنْتَ اللَّهُ لاَ شَيْءَ مِثْلُكَ سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ، وَأَعَزَّ سُلْطَانَكَ، وَأَشَدَّ جَبَرُوتَكَ، وَأَحْصَى عَدَدَكَ، وَسُبْحَانَكَ يُسَبّحُ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ لَكَ، وَقَامَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ بِكَ، وَأَشْفَقَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ مِنْكَ، وَضَرَعَ الْخَلْقُ كُلُّهُمْ إِلَيْكَ، وَسُبْحَانَكَ تَسْبِيحاً يَنْبَغِي لَكَ وَلِوَجْهِكَ، وَيَبْلُغُ مُنْتَهَى عِلْمِكَ وَلاَ يَقْصُرُ دُونَ أَفْضَلِ رِضَاكَ، وَلاَ يَفْصُلُهُ شَيْءٌ مِنْ مَحَامِدِ خَلْقِكَ، سُبْحَانَكَ خَلَقْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَإِلَيْكَ مَعَادُهُ، وَبَدَأْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَإِلَيْكَ مُنْتَهَاهُ، وَأَنْشَأْتَ كُلَّ شَيْءٍ وَإِلَيْكَ مَصِيرُهُ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، بِأَمْرِكَ ارْتَفَعَتِ السَّمَاءُ
ص: 41
وَوُضِعَتِ الأَرَضُونُ، وَأُرْسِيَتِ الْجِبَالُ، وَسُجّرَتِ الْبُحُورُ، فَمَلَكُوتُكَ فَوْقَ كُلِّ مَلَكُوتٍ تَبَارَكْتَ بِرَحْمَتِكَ وَتَعَالَيْتَ بِرَأْفَتِكَ، وَتَقَدَّسْتَ فِي مَجْلِسِ وَقَارِكَ، لَكَ التَّسْبِيحُ بِحِلْمِكَ، وَلَكَ التَّمْجِيدُ بِفَضْلِكَ، وَلَكَ الْحَوْلُ بِقُوَّتِكَ، وَلَكَ الْكِبْرِيَاءُ بِعَظَمَتِكَ، وَلَكَ الْحَمْدُ وَالْجَبَرُوتُ بِسُلْطَانِكَ، وَلَكَ الْمَلَكُوتُ بِعِزَّتِكَ، وَلَكَ الْقُدْرَةُ بِمُلْكِكَ، وَلَكَ الرِّضَا بِأَمْرِكَ، وَلَكَ الطَّاعَةُ عَلَى خَلْقِكَ، أَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً، وَأَحَطْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، وَوَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. عَظِيمُ الْجَبَرُوتِ عَزِيزُ السُّلْطَانِ، قَوِيُّ الْبَطْشِ مَلِكُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، رَبُّ الْعَالَمِينَ ذُو الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، يُسَبّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ، فَسُبْحَانَ الَّذِي لاَ يَمُوتُ، وَسُبْحَانَ الْقُدُّوْسِ رَبِّ الْعِزَّةِ أَبَدَ الأبَدِ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، سُبْحَانَ رَبّيَ الأَعْلَى، سُبْحَانَ رَبِّي وَتَعَالَى، سُبْحَانَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ عَرْشُهُ وَفِي الأَرْضِ قُدْرَتُهُ، وَسُبْحَانَ الَّذِي فِي الْبَحْرِ سَبِيلُهُ، وَسُبْحَانَ الَّذِي فِي الْقُبُورِ قَضَاؤُهُ، وَسُبْحَانَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ رِضَاهُ، وَسُبْحَانَ الَّذِي فِي جَهَنَّمَ سُلْطَانُهُ، سُبْحَانَ الَّذِي سَبَقَتْ رَحْمَتُهُ غَضَبَهُ، سُبْحَانَ مَنْ لَهُ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ بِالْعَشِيِّ وَسُبْحَانَ اللَّهِ بِالإِبْكَارِ، سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ عَزَّ وَجْهُهُ وَنَصَرَ عَبْدَهُ وَعَلا اسْمُهُ الْمُبَارَكُ وَتَقَدَّسَ فِي مَجْلِسِ وَقَارِهِ، وَكُرْسِيّ عَرْشِهِ، يَرَى كُلَّ عَيْنٍ وَلاَ تَرَاهُ عَيْنٌ، وَيُدْرِكُ كُلَّ شَيْءٍ وَلاَ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ، وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ أَمْراً خَصَصْتَنَا بِهِ دُونَ مَنْ عَبَدَ غَيْرَكَ وَتَوَلَّى
ص: 42
سِوَاكَ، صَلِّ اللَّهُمَّ عَلَيْهِ بِمَا انْتَجَبْتَ لَهُ مِنْ رِسَالَتِكَ، وَأَكْرَمْتَهُ بِهِ مِنْ نُبُوَّتِكَ، وَلاَ تَحْرِمْنَا النَّظَرَ إِلَى وَجْهِهِ، وَالْكَوْنَ مَعَهُ فِي دَارِكَ، وَمُسْتَقَرٍّ مِنْ جِوَارِكَ. اللَّهُمَّ كَمَا أَرْسَلْتَهُ فَبَلَّغَ، وَحَمَّلْتَهُ فَأَدَّى، حَتَّى أَظْهَرَ سُلْطَانَكَ وَآمَنَ بِكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، فَضَاعِفِ اللَّهُمَّ ثَوَابَهُ وَكَرِّمْهُ بِقُرْبِهِ مِنْكَ كَرَامَةً يَفْضُلُ بِهَا عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ وَيَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ مِنْ عِبَادِكَ، وَاجْعَلْ مَثْوَانَا مَعَهُ فِيمَا لاَ ظَعَنَ لَهُ مِنْهُ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَسْأَلُكَ بِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ، وَطَوْلِكَ وَمَنِّكَ وَعَظِيمِ مُلْكِكَ، وَجَلاَلِ ذِكْرِكَ وَكِبَرِ مَجْدِكَ وَكِبَرِ سُلْطَانِكَ وَلُطْفِ جَبَرُوتِكَ، وَتَجَبُّرِ عَظَمَتِكَ وَحِلْمِ عَفْوِكَ وَتَحَنُّنِ رَحْمَتِكَ، وَتَمَامِ كَلِمَاتِكَ وَنَفَاذِ أَمْرِكَ، وَرُبُوبِيَّتِكَ الَّتِي دَانَ لَكَ بِهَا كُلُّ ذِي رُبُوبِيَّةٍ، وَأَطَاعَكَ بِهَا كُلُّ ذِي طَاعَةٍ، وَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِهَا كُلُّ ذِي رَغْبَةٍ فِي مَرْضَاتِكَ وَيَلُوذُ بِهَا كُلُّ ذِي رَهْبَةٍ مِنْ سَخَطِكَ، أَنْ تَرْزُقَنِي فَوَاتِحَ الْخَيْرِ وَخَوَاتِمَهُ وَذَخَائِرَهُ وَجَوَائِزَهُ، وَفَوَاضِلَهُ وَفَضَائِلَهُ وَخَيْرَهُ وَنَوَافِلَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاهْدِ بِالْيَقِينِ مَعْلَنَنَا، وَأَصْلِحْ بِالْيَقِينِ سَرَائِرَنَا، وَاجْعَلْ قُلُوبَنَا مُطْمَئِنَّةً إِلَى ذِكْرِكَ، وَأَعْمَالَنَا خَالِصَةً لَكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَسْأَلُكَ الرِّبْحَ مِنَ التّجَارَةِ الَّتِي لاَ تَبُورُ، وَالْغَنِيمَةَ مِنَ الأَْعْمَالِ الْخَالِصَةِ الْفَاضِلَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَالذّكْرَ الْكَثِيرَ لَكَ، وَالْعَفَافَ وَالسَّلاَمَةَ مِنَ الذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا. اللَّهُمَّ ارْزُقْنَا أَعْمَالاً زَاكِيَةً مُتَقَبَّلَةً تَرْضَى بِهَا عَنَّا، وَتُسَهِّلُ لَنَا سَكْرَةَ الْمَوْتِ وَشِدَّةَ هَوْلِ الْقِيَامَةِ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ خَاصَّةَ الْخَيْرِ وَعَامَّتَهُ لِخَاصِّنَا وَعَامِّنَا مِنْ فَضْلِكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، وَالنَّجَاةَ مِنْ
ص: 43
عَذَابِكَ وَالْفَوْزَ بِرَحْمَتِكَ. اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا لِقَاءَكَ، وَارْزُقْنَا النَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ، وَاجْعَلْ لَنَا فِي لِقَائِكَ نَضْرَةً وَسُرُوراً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَحْضِرْنَا ذِكْرَكَ عِنْدَ كُلِّ غَفْلَةٍ، وَشُكْرَكَ عِنْدَ كُلِّ نِعْمَةٍ، وَالصَّبْرَ عِنْدَ كُلِّ بَلاءٍ، وَارْزُقْنَا قُلُوباً وَجِلَةً مِنْ خَشْيَتِكَ خَاشِعَةً لِذِكْرِكَ مُنِيبَةً إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنَا مِمَّنْ يُوفِي بِعَهْدِكَ، وَيُؤْمِنُ بِوَعْدِكَ، وَيَعْمَلُ بِطَاعَتِكَ وَيَسْعَى فِي مَرْضَاتِكَ، وَيَرْغَبُ فِيمَا عِنْدَكَ وَيَفِرُّ إِلَيْكَ مِنْكَ، وَيَرْجُو أَيَّامَكَ وَيَخَافُ سُوءَ حِسَابِكَ، وَيَخْشَاكَ حَقَّ خَشْيَتِكَ وَاجْعَلْ ثَوَابَ أَعْمَالِنَا جَنَّتَكَ بِرَحْمَتِكَ، وَتَجَاوَزْ عَنْ ذُنُوبِنَا بِرَأْفَتِكَ، وَأَعِذْنَا مِنْ ظُلْمَةِ خَطَايَانَا بِنُورِ وَجْهِكَ وَتَغَمَّدْنَا بِفَضْلِكَ، وَأَلْبِسْنَا عَافِيَتَكَ وَهَنِّئْنَا كَرَامَتَكَ وَأَتْمِمْ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ، وَأَوْزِعْنَا أَنْ نَشْكُرَ نِعْمَتَكَ، آمِينَ إِلهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِينَ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِي وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.
دُعاء يوم الأحد:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللّهِ الَّذِي لا أَرْجُوَ إِلاَّ فَضْلَهُ، وَلا أَخْشَى إِلاَّ عَدْلَهُ، وَلا أَعْتَمِدُ إِلاَّ قَوْلَهُ، وَلا أُمْسِكُ إِلاَّ بِحَبْلِهِ. بِكَ أَسْتَجِيرُ يا ذَا الْعَفْوِ وَالرِّضْوانِ، مِنَ الظُّلْمِ وَالْعُدْوانِ، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمانِ، وَتَواتُرِ الأَحْزانِ، وَطَوارِقِ الْحَدَثانِ، وَمِنِ انْقِضاءِ الْمُدَّةِ قَبْلَ التَّأَهُّبِ وَالْعُدَّةِ، وَإِيَّاكَ أَسْتَرْشِدُ لِمَا فِيهِ الصَّلاحُ وَالإِصْلاحُ، وَبِكَ أَسْتَعِينُ فِيما يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجاحُ وَالإِنْجاحُ، وَإِيَّاكَ أَرْغَبُ فِي لِبَاسِ الْعَافِيَةِ وَتَمَامِهَا، وَشُمُولِ السَّلامَةِ وَدَوامِهَا، وَأَعُوذُ بِكَ يا رَبِّ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ،
ص: 44
وَأَحْتَرِزُ بِسُلْطَانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاطِينِ، فَتَقَبَّلْ ما كانَ مِنْ صَلاتِي وَصَوْمِي، وَاجْعَلْ غَدِي وَما بَعْدَهُ أَفْضَلَ مِنْ سَاعَتِي وَيَوْمِي، وَأَعِزَّنِي فِي عَشِيرَتِي وَقَوْمِي، وَاحْفَظْنِي فِي يَقَظَتِي وَنَوْمِي، فَأَنْتَ اللّهُ خَيْرٌ حَافِظَاً وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَبْرأُ إِلَيْكَ فِي يَوْمِي هَذا وَما بَعْدَهُ مِنَ الآحادِ، مِنَ الشِّرْكِ وَالإِلْحادِ، وَأُخْلِصُ لَكَ دُعائِي تَعَرُّضاً لِلإِجابَةِ، وَأُقِيمُ عَلَى طَاعَتِكَ رَجَاءً لِلإِثَابَةِ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَيْرِ خَلْقِكَ الدَّاعِي إِلَى حَقِّكَ، وَأَعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لا يُضَامُ، وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لا تَنَامُ، وَاخْتِمْ بِالاِنْقِطاعِ إِلَيْكَ أَمْرِي، وَبِالْمَغْفِرَةِ عُمْرِي، إِنَّكَ أَنْتَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
زيارة الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ
السَّلامُ عَلَى الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَالدَّوْحَةِ الْهاشِمِيَّةِ، الْمُضِيْئَةِ الْمُثْمِرَةِ بِالنُّبُوَّةِ الْمُوْنِقَةِ بِالإِمامَةِ، وَعَلَى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ. السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُحْدِقِينَ بِكَ وَالْحافِّينَ بِقَبْرِكَ. يا مَوْلايَ يا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، هَذا يَوْمُ الأَحَدِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَبِاسْمِكَ، وَأَنَا ضَيْفُكَ فِيهِ وَجارُكَ، فَأَضِفْنِي يا مَوْلايَ وَأَجِرْنِي فَإِنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيافَةَ، وَمَأْمُورٌ بِالإِجارَةِ، فَافْعَلْ ما رَغِبْتُ إِلَيْكَ فِيهِ وَرَجَوْتُهُ مِنْكَ بِمَنْزِلَتِكَ وَآلِ بَيْتِكَ عِنْدَ اللّهِ وَمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكُمْ، وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ اللّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
ص: 45
زِيارة الزَّهراءِ (عَلَیْهَا السَّلَامُ):
السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ، امْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ فَوَجَدَكِ لِما امْتَحَنَكِ صابِرَةً، أَنا لَكِ مُصَدِّقٌ صابِرٌ عَلَى ما أَتَى بِهِ أَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِما، وَأَنا أَسْأَلُكِ إِنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إِلاَّ أَلْحَقْتِنِي بِتَصْدِيقِي لَهُما، لِتُسَرَّ نَفْسِي، فَاشْهَدِي أَنِّي ظاهِرٌ بِوَلايَتِكِ وَوَلايَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ.
أيضاً زِيارتُها عَلَیْهَا السَّلَامُ بِرواية أُخرى
السَّلامُ عَلَيْكِ يا مُمْتَحَنَةُ امْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَكِ، وَكُنْتِ لِما امْتَحَنَكِ بِهِ صابِرَةً، وَنَحْنُ لَكِ أَوْلِياءُ مُصَدِّقُونَ، وَلِكُلِّ ما أَتَى بِهِ أَبُوكِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَأَتَى بِهِ وَصِيُّهُ عَلَیهِ السَّلَامُ مُسَلِّمُونَ، وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ إِذْ كُنَّا مُصَدِّقِينَ لَهُمْ، أَنْ تُلْحِقَنا بِتَصْدِيقِنا بِالدَّرَجَةِ العالِيَةِ، لِنُبَشِّرَ أَنْفُسَنا بِأَنَّا قَدْ طَهُرْنا بِوَلايَتِهِمْ عَلَیهِمُ السَّلَامُ.
تسبيح يوم الأحد:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ مَنْ مَلأَ الدَّهْرَ قُدْسُهُ، سُبْحَانَ مَنْ يَغْشَى الأَبَدَ نُورُهُ، سُبْحَانَ مَنْ أَشْرَقَ كُلَّ شَيْءٍ ضَوْؤُهُ، سُبْحَانَ مَنْ دَانَ بِدِينِهِ كُلُّ دِينٍ، وَلاَ يُدَانُ بِغَيْرِ دِينِهِ، سُبْحَانَ مَنْ قَدَّرَ بِقُدْرَتِهِ كُلَّ قَدَرٍ وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ قَدْرَهُ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يُوْصَفُ عِلْمُهُ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَعْتَدِي عَلَى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَأْخُذُ أَهْلَ الأَرْضِ بِأَلْوَانِ الْعَذَابِ، سُبْحَانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ مُطَّلِعٌ عَلَى خَزَائِنِ الْقُلُوبِ، سُبْحَانَ مَنْ يُحْصِي عَدَدَ الذُّنُوبِ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيَةٌ فِي
ص: 46
الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ، سُبْحَانَ رَبِّيَ الْوَدُودُ سُبْحَانَ الْفَرْدِ الْوِتْرِ، سُبْحَانَ الْعَظِيمِ الأَعْظَمِ.
عوذة يوم الأحد من عوذ أبي جعفر الثاني الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ، اسْتَوَى الرَّبُّ عَلَى الْعَرْشِ وَقَامَتِ السَّماوَاتُ وَالأَرَضُونَ بِحِكْمَتِهِ، وَزَهَرَتِ النُّجُومُ بِأَمْرِهِ، وَرَسَتِ الْجِبَالُ بِإِذْنِهِ، لاَ يُجَاوِزُ اسْمَهُ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، الَّذِي دَانَتْ لَهُ الْجِبَالُ وَهِيَ طَائِعَةٌ، وَانْبَعَثَتْ لَهُ الأَجْسَادُ وَهِيَ بَالِيَةٌ وَبِهِ أَحْتَجِبُ عَنْ كُلِّ غَاوٍ وَبَاغٍ وَطَاغٍ وَجَبَّارٍ وَحَاسِدٍ، وَبِسْمِ اللَّهِ الَّذِي جَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً، وَأَحْتَجِبُ بِاللَّهِ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً وَزَيَّنَهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظَهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ، وَجَعَلَ فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ جِبَالاً أَوْتَاداً أَنْ يَصِلَ إِلَيَّ سُوءٌ أَوْ فَاحِشَةٌ أَوْ بَلِيَّةٌ، حم حم حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، حم حم حم عسق، كَذلِكَ يُوْحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
عوذة أخرى ليوم الأحد:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، تقرأ سورة (الحمد)، وسورة (الفلق)،قل اعوذ برب الفلق، وسورة (الناس)قل اعوذ برب الناس.
وَأَعُوذُ بِاللَّهِ الوَاحِدِ الأًحَدِ الصَّمَد الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدْ، أُعِيذُ نِفْسِي بِاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ نُورِ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقّ، لَهُ الْحَمْدُ وَلَهُ
ص: 47
الْمُلْكُ، يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ. الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماوَاتٍ طِبَاقاً وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً، مِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ وَمِنْ شَرِّ الْجِنَّةِ وَالْبَشَرِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَظْهَرُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ الْحَمَّامَاتِ وَالْخَرَابَاتِ وَالأَوْدِيَةِ وَالصَّحَاريِ وَالأَشْجَارِ وَالأَنْهَارِ، وَأُعِيذُ نَفْسِي وَأَهْلِي وَإِخْوَانِي وَجَمِيعَ قَرَابَاتِي بِاللَّهِ مَالِكِ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَمُنْزِلِ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْفُرْقَانِ الْعَظِيمِ، مِنْ شَرِّ كُلِّ بَاغٍ وَطَاغٍ وَسُلْطَانٍ وَشَيْطَانٍ وَسَاحِرٍ وَكَاهِنٍ وَنَاطِقٍ وَمُتَحَرّكٍ وَسَاكِنٍ، نَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ حِرْزِنَا وَنَاصِرِنَا وَمُؤْنِسِنَا مِنْ كُلِّ شَرِّ وَهُوَ يَدْفَعُ عَنَّا لاَ شَرِيكَ لَهُ وَلاَ مُعِينَ، وَلاَ مُعِزَّ لِمَنْ أَذَلَّ، وَلاَ مُذِلَّ لِمَنْ أَعَزَّ، وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ.
صلاة يوم الأحد:
عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الأحد أربع ركعات يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة وسورة (تبارك) مرّة، بَوَّأَهُ اللَّهُ من الجنّة حيث يشاء.
دعاء ليلة الاثنين:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ اللَّهُ الْقَائِمُ عَلَى عَرْشِكَ أَبَداً، أَحَاطَ بَصَرُكَ بِجَمِيعِ الْخَلْقِ وَالْخَلْقُ كُلُّهُمْ عَلَى الْفَنَاءِ وَأَنْتَ الْبَاقِي الْكَرِيمُ، الْقَائِمُ الدَّائِمُ بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْءٍ، الْحَيُّ
ص: 48
الَّذِي لاَ يَمُوتُ بِيَدِكَ مَلَكُوتُ السَّماوَاتِ وَالأَْرْضِ وَدَهْرِ الدَّاهِرِينَ، أَنْتَ الَّذِي قَصَمْتَ بِعِزَّتِكَ الْجَبَّارِينَ وَأَضَفْتَ فِي قَبْضَتِكَ الأَْرَضِينَ، وَأَغْشَيْتَ بِضَوْءِ نُورِكَ النَّاظِرِينَ، وَأَشْبَعْتَ بِفَضْلِ رِزْقِكَ الآكِلِينَ وَعَلَوْتَ بِعَرْشِكَ عَلَى الْعَالَمِينَ وَأَعْمَرْتَ سَماوَاتِكَ بِالْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، وَعَلَّمْتَ تَسْبِيحَكَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَانْقَادَتْ لَكَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةُ بِأَزِمَّتِهَا، وَحَفِظْتَ السَّماوَاتِ وَالأَْرَضِينَ بِمَقَالِيدِهَا، وَأَذْعَنَتْ لَكَ بِالطَّاعَةِ وَمَنْ فَوْقَهَا، وَأَبَتْ حَمْلَ الأَْمَانَةِ مِنْ شَفَقَتِهَا، وَقَامَتْ بِكَلِمَاتِكَ فِي قَرَارِهَا، وَاسْتَقَامَ الْبَحْرَانِ مَكَانَهُمَا، وَاخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ كَمَا أَمَرْتَهُمَا، وَأَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْهُمَا عَدَداً وَأَحَطْتَ بِهِمَا عِلْماً، خَالِقُ الْخَلْقِ وَمُصْطَفِيهِ وَمُهَيْمِنُهُ وَمُنْشِئُهُ، وَبَارِئُهُ وَذَارِئُهُ كُنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ إِلهاً وَاحِداً، وَكَانَ عَرْشُكَ عَلَى الْمَاءِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَكُونَ أَرْضٌ وَلاَ سَمَاءٌ أَوْ شَيْءٌ مِمَّا خَلَقْتَ فِيهِمَا بِعِزَّتِكَ، كُنْتَ قَدِيماً بَدِيعاً مُبْتَدِعاً كَيْنُوناً كائِناً مُكَوِّناً كَمَا سَمَّيْتَ نَفْسَكَ، ابْتَدَعْتَ الْخَلْقَ بِعَظَمَتِكَ، وَدَبَّرْتَ أُمُوْرَهُمْ بِعِلْمِكَ، فَكَانَ عَظِيمُ مَا ابْتَدَعْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَقَدَّرْتَ عَلَيْهِ مِنْ أَمْرِكَ عَلَيْكَ هَيِّناً يَسِيراً، لَمْ يَكُنْ لَكَ ظَهِيرٌ عَلَى خَلْقِكَ، وَلاَ مُعِينٌ عَلَى حِفْظِكَ، وَلاَ شَرِيكٌ لَكَ فِي مُلْكِكَ، وَكُنْتَ رَبَّنَا تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ عَلَى ذلِكَ عَلِيّاً غَنِيّاً. فَإِنَّ أَمْرَكَ لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْتَهُ أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ، لاَ يُخَالِفُ شَيْءٌ مِنْهُ مَحَبَّتَكَ، فَسُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ وَتَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ وَتَعَالَيْتَ عَلَى ذلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ كَمَا سَبَقَتْ بِهِ رَحْمَتُكَ وَقَرُبَ إِلَيْنَا بِهِ
ص: 49
هُدَاكَ، وَأَوْرَثْتَنَا بِهِ كِتَابَكَ وَدَلَلْتَنَا بِهِ عَلَى طَاعَتِكَ فَأَصْبَحْنَا مُبْصِرِينَ بِنُورِ الْهُدَى الَّذِي جَاءَ بِهِ، ظَاهِرِينَ بِعِزّ الدِّينِ الَّذِي دَعَا إِلَيْهِ، نَاجِينَ بِحُجَجِ الْكِتَابِ الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ، اللَّهُمَّ فَآثِرْهُ بِقُرْبِ الْمَجْلِسِ مِنْكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَأَكْرِمْهُ بِتَمْكِينِ الشَّفَاعَةِ عِنْدَكَ تَفْضِيلاً مِنْكَ لَهُ عَلَى الْفَاضِلِينَ وَتَشْرِيفاً مِنْكَ عَلَى الْمُتَّقِينَ، اللَّهُمَّ وَامْنَحْنَا مِنْ شَفَاعَتِهِ نَصِيباً نَرِدُ بِهِ مَعَ الصَّادِقِينَ جِنَانَهُ وَنَنْزِلُ بِهِ مَعَ الآمِنِينَ فُسْحَةَ رِيَاضِهِ، غَيْرَ مَرْفُوضِينَ عَنْ دَعْوَتِهِ، وَلاَ مَرْدُودِينَ عَنْ سَبِيلِ مَا بَعَثْتَهُ بِهِ، وَلاَ مَحْجُوبَةٍ عَنَّا مُرَافَقَتُهُ، وَلاَ مَحْظُورَةٍ عَنَّا دَارُهُ، آمِينَ إِلهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي لاَ يَعْلَمُهُ أَحَدٌ غَيْرُكَ، وَالَّذِي سَخَّرْتَ بِهِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَأَجْرَيْتَ بِهِ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ وَبِهِ أَنْشَأْتَ السَّحَابَ وَالْمَطَرَ وَالرّياحَ، وَالَّذِي تُنْزِلُ بِهِ الْغَيْثَ وَتُذْرِي الْمَرْعَى وَتُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ، وَالَّذِي بِهِ تَرْزُقُ مَنْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، وَتَكْلَؤُهُمْ وَتَحْفَظُهُمْ، وَالَّذِي هُوَ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَالَّذِي فَلَقْتَ بِهِ الْبَحْرَ لِمُوْسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَأَسْرَيْتَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَبِكُلِّ اسْمٍ لَكَ مَخْزُونٍ مَكْنُونٍ، وَبِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ، أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ، أَوْ عَبْدٌ مُصْطَفَى، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ رَاحَتِي فِي لِقَائِكَ، وَخَاتِمَ عَمَلِي فِي سَبِيلِكَ، وَحَجَّ بَيْتِكَ الْحَرَامِ، وَاخْتِلافاً إِلَى مَسَاجِدِكَ وَمَجَالِسِ الذّكْرِ، وَاجْعَلْ خَيْرَ أَيَّامِي يَوْمَ أَلْقَاكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي وَأَسْفَلَ مِنِّي، وَاحْفَظْنِي
ص: 50
مِنَ السَّيّئاتِ وَمِنْ مَحَارِمِكَ كُلِّهَا، وَمَكِّنِّي فِي دِينِيَ الَّذِي ارْتَضَيْتَ لِي، وَفَهِّمْنِي فِيهِ وَاجْعَلْهُ لِي نُوراً، وَيَسِّرْ لِيَ الْيُسْرَ وَالْعَافِيَةَ وَأَعْزِمْ عَلَيَّ رُشْدِي كَمَا عَزَمْتَ عَلَيَّ خَلْقِي، وَأَعِنّي عَلَى نَفْسِي بِبِرٍّ وَتَقْوَىً وَعَمَلٍ رَاجِحٍ وَبَيْعٍ رَابحٍ وَتِجَارَةٍ لَنْ تَبُورَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْجَنَّةَ وَمَا قَرَّبَ إِلَيْهَا مِنْ قَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خَوْنِ الأَمَانَةِ، وَأَكْلِ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ، وَمِنَ التَّزَيُّنِ بِمَا لَيْسَ فِيَّ وَمِنَ الآثَامِ، وَالْبَغْيِ بِغَيْرِ الْحَقّ، وَأَنْ أُشْرِكَ بِكَ مَا لَمْ تُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً، وَأَجِرْنِي مِنْ مُضِلاَّتِ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَمِنْ مُحْبِطَاتِ الْخَطَايَا، وَنَجّنِي مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَاهْدِنِي سَبِيلَ الإِْسْلامِ وَاكْسُنِي حُلَلَ الإِْيمَانِ، وَأَلْبِسْنِي لِبَاسَ التَّقْوَى، وَاسْتُرْنِي بِلِبَاسِ الصَّالِحِينَ، وَزَيّنِي بِزِينَةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَثَقِّلْ عَمَلِي فِي الْمِيزَانِ وَأَلقِنِي مِنْكَ بِرَوْحٍ وَرَيْحَانٍ، آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .
دُعاء يوم الاثنين:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدْ أَحَداً حِينَ فَطَرَ السَّماواتِ وَالأَرْضَ، وَلا اتَّخَذَ مُعِيناً حِينَ بَرَأَ النَّسَمَاتِ، وَلَمْ يُشَارَكْ فِي الإِلهِيَّةِ، وَلَمْ يُظَاهَرْ فِي الْوَحْدَانِيَّةِ، كَلَّتِ الأَلْسُنُ عَنْ غَايَةِ صِفَتِهِ، وَالْعُقُولُ عَنْ كُنُهِ مَعْرِفَتِهِ، وَتَوَاضَعَتِ الْجَبابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِخَشْيَتِهِ، وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِهِ. فَلَكَ الْحَمْدُ مُتَواتِراً مُتَّسِقاً وَمُتَوالِياً مُسْتَوْسِقاً وَصَلَواتُهُ عَلَى رَسُولِهِ أَبَدَاً، وَسَلاَمُهُ دَائِماً سَرْمَداً. اللَّهُمَّ اجْعَلْ أَوَّلَ يَوْمِي هَذَا صَلاَحاً، وَأَوْسَطَهُ فَلاَحاً، وَآخِرَهُ نَجَاحاً، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمٍ أَوَّلُهُ فَزَعٌ، وَأَوْسَطُهُ جَزَعٌ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ
ص: 51
نَذْرٍ نَذَرْتُهُ، وَكُلِّ وَعْدٍ وَعَدْتُهُ، وَكُلِّ عَهْدٍ عَاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ أَفِ بِهِ، وَأَسْأَلُكَ فِي مَظَالِمِ عِبَادِكَ عِنْدِي، فَأَيُّما عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ أَوْ أَمَةٍ مِنْ إِمَائِكَ، كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلِمَةٌ ظَلَمْتُها إِيَّاهُ، فِي نَفْسِهِ أَوْ فِي عِرْضِهِ أَوْ فِي مَالِهِ، أَوْ فِي أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ، أَوْ غَيْبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِهَا، أَوْ تَحَامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ أَوْ هَوَىً، أَوْ أَنَفَةٍ أَوْ حَمِيَّةٍ أَوْ رِيَاءٍ أَوْ عَصَبِيَّةٍ، غَائِباً كَانَ أَوْ شَاهِداً، وَحَيَّاً كانَ أَوْ مَيِّتاً، فَقَصُرَتْ يَدِي وَضَاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّها إِلَيْهِ وَالتَّحَلُّلِ مِنْهُ، فَأَسْأَلُكَ يا مَنْ يَمْلِكُ الْحَاجاتِ، وَهِيَ مُسْتَجِيبَةٌ لِمَشِيئَتِهِ وَمُسْرِعَةٌ إِلَى إِرادَتِهِ، أَنْ تُصَلِيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِمَا شِئْتَ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً، إِنَّهُ لا تَنْقُصُكَ الْمَغْفِرَةُ وَلا تَضُرُّكَ الْمَوْهِبَةُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ أَوْلِنِي فِي كُلِّ يَوْمِ اثْنَيْنِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ، سَعَادَةً فِي أَوَّلِهِ بِطَاعَتِكَ، وَنِعْمَةً فِي آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ، يا مَنْ هُوَ الإِْلهُ وَلا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِوَاهُ .
زِيارة الإمام الحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ:
السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صِراطَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بَيانَ حُكْمِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ناصِرَ دِينِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّيِّدُ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْبَرُّ الْوَفِيُّ، السَّلام
ص: 52
عَلَيْكَ أَيُّها الْقائِمُ الأَمِينُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْعالِمُ بِالتَّأْوِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْهادِي الْمَهْدِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الطَّاهِرُ الزَّكِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها التَّقِيُّ النَّقِيُّ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْحَقُّ الْحَقِيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ الصِّدِّيقُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ.
زِيارَة الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ:
السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمِينَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً، وَجاهَدْتَ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى أَتَاكَ الْيَقِينُ، فَعَلَيْكَ السَّلامُ مِنِّي ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ. أَنا يا مَوْلايَ مَوْلىً لَكَ وَلآِلِ بَيْتِكَ، سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ، لَعَنَ اللّهُ أَعْداءَكُمْ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَأَنا أَبْرَأُ إِلَى اللّهِ تَعالَى مِنْهُمْ، يا مَوْلايَ يا أَبا مُحَمَّدٍ، يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللّهِ، هَذا يَوْمُ الاْثْنَيْنِ وَهُوَ يَوْمُكُما وَبِاسْمِكُما، وَأَنا فِيهِ ضَيْفُكُما، فَأَضيفانِي وَأَحْسِنا ضِيافَتِي، فَنِعْمَ مَنِ اسْتُضِيفَ بِهِ أَنْتُما، وَأَنا فِيهِ مِنْ جِوارِكُما فَأَجِيرانِي، فَإِنَّكُما مَأْمُورانِ بِالضِّيافَةِ وَالإِجارَةِ، فَصَلَّى اللّهُ عَلَيْكُما وَآلِكُما الطَّيِّبِينَ.
تسبيح يوم الاثنين:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْحَنَّانِ الْمَنَّانِ الْجَوَادِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْكَرِيمِ الأَكْرَمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْبَصِيرِ الْعَلِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ
ص: 53
السَّمِيعِ الْوَاسِعِ، سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَى إِقْبَالِ النَّهَارِ وَإِقْبَالِ اللَّيْلِ، سُبْحَانَ اللَّهِ عَلَى إِدْبَارِ النَّهَارِ وَإِدْبَارِ اللَّيْلِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَآنَاءِ النَّهَارِ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمَجْدُ وَالْعَظَمَةُ وَالْكِبْرِيَاءُ مَعَ كُلِّ نَفَسٍ وَكُلِّ طَرْفَةٍ، وَكُلِّ لَمْحَةٍ سَبَقَ فِي عِلْمِهِ، سُبْحَانَكَ عَدَدَ ذلِكَ، سُبْحَانَكَ زِنَةَ ذلِكَ، وَمَا أَحْصَى كِتَابُكَ، سُبْحَانَكَ زِنَةَ عَرْشِكَ، سُبْحَانَكَ سُبْحَانَكَ، سُبْحَانَ رَبِّنَا ذِي الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ، سُبْحَانَ رَبِّنَا تَسْبِيحاً كَمَا يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلاَلِهِ، سُبْحَانَ رَبِّنَا تَسْبِيحاً مُقَدَّساً مُزَكّىً كَذلِكَ تَعَالَى رَبُّنَا، سُبْحَانَ الْحَيِّ الْحَلِيمِ، سُبْحَانَ الَّذِي كَتَبَ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ، سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ آدَمَ بِقُدْرَتِهِ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، وَأَسْجَدَ لَهُ مَلائِكَتَهُ وَأَخْرَجَنَا مِنْ صُلْبِهِ، سُبْحَانَ الَّذِي يُحْيِي الأَْمْوَاتَ وَيُمِيتُ الأَحْيَاءَ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ رَحِيمٌ لاَ يَعْجَلُ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَرِيبٌ لاَ يَغْفُلُ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ جَوَادٌ لاَ يَبْخَلُ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ حَلِيمٌ لاَ يَجْهَلُ، سُبْحَانَ مَنْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ وَلَهُ الْمِدْحَةُ الْبَالِغَةُ فِي جَمِيعِ مَا يُثْنَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَجْدِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْحَلِيمِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً .
عوذة يوم الاثنين من عوذ أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بِرَبِّيَ الأَكْبَرِ، مِمَّا يَخْفَى وَيَظْهَرُ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ أُنْثَى وَذَكَرٍ، وَمِنْ شَرِّ مَا رَأَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ، قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، أَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الْجِنُّ إِنْ كُنْتُمْ سَامِعِينَ، وَأَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الإِنْسُ إِلَى اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ، وَأَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الْجِنُّ وَالإِنْسُ إِلَى الَّذِي خَتَمْتُهُ بِخَاتَمِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَخَاتَمِ جَبْرائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ وَخَاتَمِ
ص: 54
سُلْيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ، وَخَاتَمِ مُحَمَّدٍ سَيّدِ الْمُرْسَلِينَ وَالنَّبِيّينَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ. زَجَرْتُ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ كُلَّمَا يَغْدُو وَيَرُوحُ مِنْ ذِي سَمِّ حَيٍّ أَوْ عَقْرَبٍ أَوْ سَاحِرٍ أَوْ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ أَوْ سُلْطَانٍ عَنِيدٍ، أَخَذْتُ عَنْهُ مَا يُرى وَمَا لاَ يُرَى وَمَا رَأَتْ عَيْنُ نَائِمٍ أَوْ يَقْظَانٍ، بِإِذْنِ اللَّهِ اللَّطِيفِ الْخَبِيرِ، لاَ سُلْطَانَ لَكُمْ عَلَى اللَّهِ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ النَّبِيّ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
عوذة أخرى ليوم الاثنين:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ،اللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَكْبَرُ. اللَّهُ أَكْبَرُ. اسْتَوَى الرَّبُّ عَلَى الْعَرْشِ، وَقَامَتِ السَّماوَاتُ وَالأَرَضُونَ بِحِكْمَتِهِ، وَمُدَّتِ البُحُورُ بِأَمْرِهِ، وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ بِإِذْنِهِ، الَّذِي دَانَتْ لَهُ الْجِبَالُ وَهِيَ طَائِعَةٌ، وَنُصِبَتْ لَهُ الأَجْسَادُ وَهِيَ بَالِيَةٌ وَقَدِ احْتَجَبْتُ مِنْ ظُلْمِ كُلِّ بَاغٍ، وَاحْتَجَبْتُ بِالَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً، وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُنِيراً، وَزَيَّنَهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظَهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ، وَجَعَلَ فِي الأَرْضِ أَوْتَاداً أَنْ يُوصَلَ إِلَيَّ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِن إِخْوَانِي وأَخَوَاتِي بِسُوءٍ أَوْ فَاحِشَةٍ أَوْ بِكَيْدٍ حم حم حم تَنْزِيلٌ مِنَ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
صلاة يوم الاثنين:
عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الاثنين عشر ركعات يسلّم بين كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) عشر مرّات، جعل اللّهُ له يوم القيامة نوراً يُضيء منه الموقف حتى يغبطه به جميع من خلق اللّهُ في ذلك اليوم.
ص: 55
دعاء ليلة الثلاثاء:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَنْتَ اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ، وَأَنْتَ مَلِكٌ لاَ مَلِكَ مَعَكَ، وَلاَ شَرِيكَ لَكَ وَلاَ إِلهَ دُونَكَ، اعْتَرَفَ لَكَ الْخَلائِقُ، رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ وَلَكَ الْمُلْكُ الْعَظِيمُ الَّذِي لاَ يَزُولُ، وَالْغِنَى الْكَبِيرُ الَّذِي لاَ يَعُولُ، وَالسُّلْطَانُ الْعَزِيزُ الَّذِي لاَ يُضَامُ، وَالْعِزُّ الْمَنِيعُ الَّذِي لاَ يُرَامُ، وَالْحَوْلُ الْوَاسِعُ الَّذِي لاَ يَضِيقُ، وَالْقُوَّةُ الْمَتِينَةُ الَّتِي لاَ تَضْعُفُ وَالْكِبْرِيَاءُ الْعَظِيمُ الَّذِي لاَ يُوْصَفُ، وَالْعَظَمَةُ الْكَبِيرَةُ. فَحَوْلَ أَرْكَانِ عَرْشِكَ النُّورُ وَالْوَقَارُ قَبْلَ أَنْ تَخْلُقَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ، وَكَانَ عَرْشُكَ عَلَى الْمَاءِ وَكُرْسِيُّكَ يَتَوَقَّدُ نُوراً، وَسُرَادِقُكَ سُرَادِقُ النُّورِ وَالْعَظَمَةِ وَالإِكْلِيلُ الْمُحِيطُ بِهِ هَيْكَلُ السُّلْطَانِ وَالْعِزَّةِ وَالْمِدْحَةِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ، وَالْبَهَاءِ وَالنُّورِ وَالْحُسْنِ وَالْجَمَالِ وَالْعُلَى، وَالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيَاءِ وَالْجَبَرُوتِ وَالسُّلْطَانِ وَالْقُدْرَةِ، وَأَنْتَ الْكَرِيمُ الْقَدِيرُ عَلَى جَمِيعِ مَا خَلَقْتَ، وَلاَ يَقْدِرُ شَيْءٌ قَدْرَكَ، وَلاَ يُضْعِفُ شَيْءٌ عَظَمَتَكَ، خَلَقْتَ مَا أَرَدْتَ بِمَشِيئَتِكَ، فَنَفَذَ فِيمَا خَلَقْتَ عِلْمُكَ، وَأَحَاطَ بِهِ خُبْرُكَ، وَأَتَى عَلَى ذلِكَ أَمْرُكَ، وَوَسِعَهُ حَوْلُكَ وَقُوَّتُكَ، وَلَكَ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ وَالأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَالأَمْثَالُ الْعُلْيَا وَالآلآءُ وَالْكِبْرِيَاءُ، ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ وَالْنِّعَمِ الْعِظَامِ، وَالْعِزَّةِ الَّتِي لاَ تُرَامُ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ خَاتَمِ النَّبِيّينَ الْمُقَفَّى عَلَى آثَارِهِمْ، وَالْمُحْتَجِّ بِهِ عَلَى أُمَمِهِمْ، وَالْمُهَيْمِنِ عَلَى تَصْدِيقِهِمْ، وَالنَّاصِرِ لَهُمْ مِنْ ضَلالِ مَنِ ادَّعَى مِنْ غَيْرِهِمْ دَعْوَتَهُمْ،
ص: 56
وَسَارَ بِخِلافِ سِيرَتِهِمْ، صَلاَةً تُعَظِّمُ بِهَا نُوْرَهُ عَلَى نُورِهِمْ، وَتَزِيدُهُ بِهَا شَرَفاً عَلَى شَرَفِهِمْ، وَتُبَلِّغُهُ بِهَا أَفْضَلَ مَا بَلَّغَتْ نَبِيّاً مِنْهُمْ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ، اللَّهُمَّ فَزِدْ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مَعَ كُلِّ فَضِيلَةٍ فَضِيلَةً، وَمَعَ كُلِّ كَرَامَةٍ كَرَامَةً، حَتَّى تُعَرِّفَ فَضِيلَتَهُ وَكَرَامَتَهُ أَهْلَ الْكَرَامَةِ عِنْدَكَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَهَبْ لَهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِنَ الرِّفْعَةِ أَفْضَلَ الرِّفْعَةِ، وَمِنْ الرِّضَى أَفْضَلَ الرِّضَى، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ الْعُلْيَا وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ الْكُبْرَى، وَآتِهِ سُؤْلَهُ فِي الآخِرَةِ وَالأُوْلَى، آمِينَ إِلهَ الْحَقِّ رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَكْبَرِ الْعَظِيمِ الْمَخْزُونِ الَّذِي تُفْتَحُ بِهِ أَبْوَابُ سَمَاوَاتِكَ وَرَحْمَتِكَ، وَيَسْتَوْجِبُ رِضْوَانَكَ الَّذِي تُحِبُّ وَتَهْوَى وَتَرْضَى عَمَّنْ دَعَاكَ بِهِ، وَحَقٌّ عَلَيْكَ أَلاَّ تَحْرِمَ بِهِ سَائِلَكَ وَبِكُلِّ اسْمٍ دَعَاكَ بِهِ الرُّوْحُ الأَمِينُ، وَالْمَلائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَالْحَفَظَةُ الْكِرَامُ الْكَاتِبُونَ، وَأَنْبِيَاؤُكَ الْمُرْسَلُونَ، وَالأَخْيَارُ الْمُنْتَجَبُونَ، وَجَمِيعُ مَنْ فِي سَماوَاتِكَ وَأَقْطَارِ أَرْضِكَ وَالصُّفُوفُ حَوْلَ عَرْشِكَ تُقَدِّسُ لَكَ، أَنْ تُصَلّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَنْظُرَ فِي حَاجَتِي إِلَيْكَ وَأَنْ تَرْزُقَنِي نَعِيمَ الآخِرَةِ وَحُسْنَ ثَوَابِ أَهْلِهَا فِي دَارِ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ وَمَنَازِلِ الأَخْيَارِ فِي ظِلٍّ أَمِينٍ، فَإِنَّكَ أَنْتَ بَرَأْتَنِي، وَأَنْتَ تُعِيدُنِي، لَكَ أَسْلَمْتُ نَفْسِي، وَإِلَيْكَ فَوَّضْتُ أَمْرِي، وَإِلَيْكَ أَلْجَأْتُ ظَهْرِي، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَبِكَ وَثِقْتُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَدْعُوكَ دُعَاءَ ضَعِيفٍ مُضْطَرٍّ، وَرَحْمَتُكَ يَا رَبّ أَوْثَقُ عِنْدِي مِنْ دُعَائِي، اللَّهُمَّ فَأْذَنِ اللَّيْلَةَ لِدُعَائِي أَنْ يَعْرُجَ إِلَيْكَ، وَأْذَنْ لِكَلاَمِي أَنْ يَلِجَ إِلَيْكَ، وَاصْرِفْ بَصَرَكَ عَنْ خَطِيئَتِي، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ
ص: 57
مُحَمَّدٍ وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أَضِلَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ فَأَشْقَى، وَأَنْ أُغْوِيَ نَاسِكاً وَأَنْ أَعْمَلَ بِمَا لاَ تَهْوَى، فَالِقَ الْحَبِّ وَالنَّوَى، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اللَّيْلَةَ أَفْضَلَ النَّصِيبِ فِي الأَْنْصِبَاءِ، وَأَتَمَّ النّعْمَةِ فِي النَّعْمَاءِ، وَأَفْضَلَ الشُّكْرِ فِي السَّرَّاءِ، وَأَحْسَنَ الصَّبْرِ فِي الضَّرَّاءِ، وَأَفْضَلَ الرُّجُوعِ إِلَى أَفْضَلِ دَارِ الْمَأْوَى، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَسْأَلُكَ الْمَحَبَّةَ لِمَحَابِّكَ، وَالْعِصْمَةَ لِمَحَارِمِكَ، وَالْوَجَلَ مِنْ خَشْيَتِكَ، وَالْخَشْيَةَ مِنْ عَذَابِكَ، وَالنَّجَاةَ مِنْ عِقَابِكَ، وَالرَّغْبَةَ فِي حُسْنِ ثَوَابِكَ، وَالْفِقْهَ فِي دِينِكَ وَالْفَهْمَ فِي كِتَابِكَ، وَالْقُنُوعَ بِرِزْقِكَ، وَالْوَرَعَ عَنْ مَحَارِمِكَ، وَالاِسْتِحْلاَلَ لِحَلاَلِكَ وَالتَّحْرِيمَ لِحَرَامِكَ، وَالاِنْتِهَاءَ عَنْ مَعَاصِيكَ وَالْحِفْظَ لِوَصِيَّتِكَ، وَالصّدْقَ بِوَعْدِكَ وَالْوَفَاءَ بِعَهْدِكَ، وَالاْعْتِصَامَ بِحَبْلِكَ وَالْوُقُوفَ عِنْدَ مَوْعِظَتِكَ، وَالاْزْدِجَارَ عِنْدَ زَوَاجِرَكَ، وَالاْصْطِبَارَ عَلَى عِبَادَتِكَ، وَالْعَمَلَ بِجَمِيعِ أَمْرِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِّيِين وَعَلَى عِتْرَتِهِ الْمَهْدِيّينَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
دُعاء يوم الثلاثاء:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ وَالْحَمْدُ حَقُّهُ كَما يَسْتَحِقُّهُ حَمْداً كَثِيراً، وَأَعُوْذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي، وَأَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطانِ الَّذِي يَزِيدُنِي ذَنْباً إِلَى ذَنْبِي، وَأَحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ فَاجِرٍ وَسُلْطَانٍ جَائِرٍ وَعَدُوٍّ قَاهِرٍ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ فَإِنَّ جُنْدَكَ هُمُ الْغَالِبُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ فَإِنَّ حِزْبَكَ هُمُ
ص: 58
الْمُفْلِحُونَ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَوْلِيائِكَ فَإِنَّ أَوْلِياءَكَ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِي فَإِنَّهُ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي فَإِنَّهَا دَارُ مَقَرِّي، وَإِلَيْهَا مِنْ مُجَاوَرَةِ اللِّئَامِ مَفَرِّي، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَالْوَفَاةَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَتَمَامِ عِدَّةِ الْمُرْسَلِينَ، وَعَلَى آلِهِ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ، وَأَصْحابِهِ الْمُنْتَجَبَينَ، وَهَبْ لِي فِي الثُّلاثَاءِ ثَلاثاً: لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلا غَمَّاً إِلاَّ أَذْهَبْتَهُ، وَلا عَدُوّاً إِلاَّ دَفَعْتَهُ، بِبِسْمِ اللّهِ خَيْرِ الأَسْمَاءِ، بِسْمِ اللّهِ رَبِّ الأَرْضِ وَالسَّماءِ، أَسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ أَوَّلُهُ سَخَطُهُ، وَأَسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ أَوَّلُهُ رِضَاهُ، فَاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالْغُفْرَانِ يا وَلِيَّ الإِحْسانِ.
زيارة الإمام السجّاد والإمام الباقِر والإمام الصّادق عَلَيْهِمْ السَّلَامُ في يومهم وهو يوم الثلاثاء
السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خُزَّانَ عِلْمِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا تَراجِمَةَ وَحْيِ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَئِمَّةَ الْهُدَى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَعْلامَ التُّقَى، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلاَدَ رَسُولِ اللّهِ، أَنا عَارِفٌ بِحَقِّكُمْ، مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ، مُعَادٍ لأَعْدائِكُمْ، مُوَالٍ لأَوْلِيائِكُمْ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكُمْ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوالَى آخِرَهُمْ كَما تَوالَيْتُ أَوَّلَهُمْ، وَأَبْرَأُ مِنْ كُلِّ وَلِيجَةٍ دُونَهُمْ، وَأَكْفُرُ بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكُمْ يا مَوالِيَّ وَرَحْمَةُ اللّهِ وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الْعابِدِينَ وَسُلالَةَ الْوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا باقِرَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ
ص: 59
عَلَيْكَ يا صادِقاً مُصَدَّقاً فِي الْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، يا مَوالِيَّ هَذا يَوْمُكُمْ وَهُوَ يَوْمُ الثُّلاثاءِ، وَأَنا فِيهِ ضَيْفٌ لَكُمْ وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ فَأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِمَنْزِلَةِ اللّهِ عِنْدَكُمْ، وَآلِ بَيْتِكُمْ الطَّيِبِينَ الطَّاهِرِينَ.
تسبيح يوم الثلاثاء:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِي عُلُوِّهِ دَانٍ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِي دُنُوِّهِ عَالٍ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِي إِشْرَاقِهِ مُنِيرٌ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِي سُلْطَانِهِ قَوِيٌّ، سُبْحَانَ الْحَلِيمِ الْجَمِيلِ، سُبْحَانَ الْغَنِيِّ الْحَمِيدِ، سُبْحَانَ الْوَاسِعِ الْعَلِيِّ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى، سُبْحَانَ مَنْ يَكْشِفُ الضُّرَّ وَهُوَ الدَّائِمُ الصَّمَدُ الْفَرْدُ الْقَدِيمُ، سُبْحَانَ مَنْ عَلاَ فِي الْهَوَاءِ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الرَّفِيعِ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، سُبْحَانَ الدَّائِمِ الْبَاقِي الَّذِي لاَ يَزُولُ، سُبْحَانَ الَّذِي لاَ يَنْقُصُ خَزَائِنُهُ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَنْفَدُ مَا عِنْدَهُ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ تَبِيدُ مَعَالِمُهُ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يُشَاوِرُ فِي أَمْرِهِ أَحَداً، سُبْحَانَ مَنْ لاَ إِلهَ غَيْرُهُ، سُبْحَانَ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ ذِي الْعِزِّ الشَّامِخِ الْمُبِينِ، سُبْحَانَ ذِي الْجَلالِ الْبَاذِخِ الْعَظِيمِ، سُبْحَانَ ذِي الْجَلالِ الْفَاخِرِ الْقَدِيمِ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ فِي عُلُوِّهِ دَانٍ وَفِي دُنُوِّهِ عَالٍ وَفِي إِشْرَاقِهِ مُنِيرٌ وَفِي سُلْطَانِهِ قَوِيٌّ، وَفِي مُلْكِهِ دَائِمٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ نَبِيّهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ.
عوذة يوم الثلاثاء من عوذ أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بِاللَّهِ الأَكْبَرِ رَبِّ السَّماوَاتِ الْقَائِمَاتِ بِلاَ عَمَدٍ، وَبِالَّذِي خَلَقَهَا فِي يَوْمَيْنِ {وَقَضَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ
ص: 60
أَمْرَهَا} وَخَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا، وَجَعَلَ فِيهَا جِبَالاً أَوْتَاداً وَجَعَلَ فِيهَا فِجَاجاً سُبُلاً، وَأَنْشَأ السَّحَابَ وَسَخَّرَهُ وَأَجْرَى الْفُلْكَ، وَسَخَّرَ الْبَحْرَ وَجَعَلَ فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً مِنْ شَرِّ مَا يَكُونُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَعْقِدُ عَلَيْهِ الْقُلُوبُ وَتَرَاهُ الْعُيُونُ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ كَفَانَا اللَّهُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
عوذة أخرى ليوم الثلاثاء:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أُعِيذُ نَفْسِي بِرَبّيَ الأَكْبَرِ مِمّا يَخْفَى وَمَا يَظْهَرُ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ أُنْثى وَذَكَرٍ، وَمِنْ شَرِّ ما رَأَتِ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ قُدُّوسٌ قُدُّوسٌ، رَبُّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، أَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الْجِنُّ إِنْ كُنْتُمْ سامِعِينَ مُطِيعِينَ، وَأَدْعُوكُمْ أَيُّهَا الإِنْسُ وَالْجِنُّ بِالَّذِي دَانَتْ لَهُ الخَلاَئِقُ أَجْمَعُونَ وَخَتَمْتُ بِعِزَّةِ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ وَبِجِبْرائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَخاتَمِ سُلَيْمانَ بْنِ داوُدَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَخاتَمِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَعَلَيْهِمُ أَجْمَعِينَ.
صلاة يوم الثلاثاء:
عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الثلاثاء ستَّ ركعات يسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) وآية: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا
ص: 61
وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ} وسورة (الزلزلة) مرّةً واحدةً غفر اللّهُ له ذنوبه حتى يخرج منها كيومِ ولدته أمّه.
دعاء ليلة الأربعاء:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ اللَّهُ الْغَنِيُّ الدَّائِمُ الْمَلِكُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ إِلهٌ لاَ تَخْتَرِمُ الأَنَامُ مُلْكَكَ، وَلاَ تُغَيّرُ الآثَامُ عِزَّكَ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ وَلاَ رَبَّ سِوَاكَ، وَلاَ خَالِقَ غَيْرُكَ أَنْتَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ شَيْءٍ خَلْقُكَ، وَأَنْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ شَيْءٍ عَبْدُكَ، وَأَنْتَ إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ وَكُلُّ شَيْءٍ يَعْبُدُكَ وَيُسَبّحُ بِحَمْدِكَ وَيَسْجُدُ لَكَ، فَسُبْحَانَكَ تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ الْحُسْنَى كُلُّهَا إِلهاً مَعْبُوداً فِي جَلاَلِ عَظَمَتِكَ وَكِبْرِيَائِكَ، وَتَعَالَيْتَ مَلِكاً جَبَّاراً فِي وَقَارِ عِزَّةِ مُلْكِكَ وَتَقَدَّسْتَ رَبّاً مَنْعُوتاً فِي تَأْيِيدِ مَنَعَةِ سُلْطَانِكَ، وَارْتَفَعْتَ إِلهاً قَاهِراً فَوْقَ مَلَكُوتِ عَرْشِكَ وَعَلَوْتَ كُلَّ شَيّءٍ بِارْتِفَاعِكَ، وَأَنْفَذْتَ كُلَّ شَيْءٍ بَصَرَكَ، وَلَطُفَ بِكُلِّ شَيْءٍ خُبْرُكَ، وَأَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمُكَ، وَوَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ حِفْظُكَ، وَحَفِظَ كُلَّ شَيْءٍ كِتَابُكَ، وَمَلأَ كُلَّ شَيْءٍ نُورُكَ، وَقَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ مُلْكُكَ، وَعَدَلَ فِي كُلِّ شَيْءٍ حُكْمُكَ، وَخَافَ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ سَخَطِكَ، وَدَخَلَتْ فِي كُلِّ شَيْءٍ مَهَابَتُكَ، إِلهِي مِنْ مَخَافَتِكَ وَتَأْيِيدِكَ قَامَتِ السَّماوَات وَالأَرْضُ وَمَا فِيهِنَّ مِنْ شَيْءٍ، طَاعَةً لَكَ وَخَوْفاً مِنْ مَقَامِكَ وَخَشْيَتِكَ، فَتَقَارَّ كُلُّ شَيْءٍ فِي قَرَارِهِ، وَانْتَهَى كُلُّ شَيْءٍ إِلَى أَمْرِكَ، وَمِنْ شِدَّةِ جَبَرُوتِكَ وَعِزَّتِكَ انْقَادَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِكَ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ بِسُلْطَانِكَ وَمِنْ غِنَاكَ وَسَعَتِكَ إِفْتَقَرَ كُلُّ شَيْءٍ إِلَيْكَ، فَكُلُّ شَيْءٍ يَعِيشُ مِنْ رِزْقِكَ وَمِنْ عُلُوِّ مَكَانِكَ وَقُدْرَتِكَ عَلَوْتَ كُلَّ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِكَ،
ص: 62
وَكُلُّ شَيْءٍ أَسْفَلَ مِنْكَ وَتَقْضِي فِيهِمْ بِحُكْمِكَ وَتَجْرِي الْمَقَادِيرُ فِيهِمْ بِمَشِيئَتِكَ، مَا قَدَّمْتَ مِنْهَا لَمْ يَسْبِقْكَ، وَمَا أَخَّرْتَ مِنْهَا لَمْ يُعْجِزْكَ، وَمَا أَمْضَيْتَ مِنْهَا أَمْضَيْتَهُ بِحُكْمِكَ وَعِلْمِكَ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ، وَآثِرْهُ بِصَفْوِ كَرَامَتِكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ وَاخْصُصْهُ بِأَفْضَلِ الْفَضَايِلِ مِنْكَ، وَبَلِّغْ بِهِ أَفْضَلَ مَحَلِّ الْمُكَرَّمِينَ وَأَشْرَفَ رَحْمَتِكَ فِي شَرَفِ الْمُقَرَّبِينَ، وَالدَّرَجَةَ الْعُلْيَا مِنَ الأَعْلَيْنِ، اللَّهُمَّ بَلّغْ بِهِ الْوَسِيلَةَ مِنَ الْجَنَّةِ فِي الرّفْعَةِ مِنْكَ بِالْفَضِيلَةِ، وَأَدِمْ بِأَفْضَلِ الْكَرَامَةِ زُلْفَةً حَتَّى تُتِمَّ النّعْمَةَ عَلَيْهِ، وَيَطُولَ ذِكْرُ الْخَلائِقِ لَهُ، وَاجْعَلْنَا مِنْ رُفَقَائِهِ عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ، مَعَ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ، آمِينَ إِلهَ الْحَقّ رَبَّ الْعَالَمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَهُ عَلَى مُوْسَى فِي الأَلْوَاحِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلَى السَّماوَاتِ فَاسْتَقَلَّتْ، وَعَلَى الأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ، وَعَلَى الْجِبَالِ فَأَرْسَتْ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نَبِيِّكَ، وَإِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ، وَمُوْسَى نَجِيِّكَ، وَعِيسَى كَلِمَتِكَ وَرُوْحِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِتَوْرَاةِ مُوْسَى وَإِنْجِيلِ عِيسَى وَزَبُورِ دَاوُدَ وَفُرْقَانِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ، وَعَلَى جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ وَبِكُلِّ وَحْيٍ أَوْحَيْتَهُ وَقَضَاءٍ قَضَيْتَهُ، وَكِتَابٍ أَنْزَلْتَهُ، يَا إِلهَ الْحَقِّ الْمُبِينِ وَالنُّورِ الْمُنِيرِ، أَنْ تُتِمَّ النّعْمَةَ عَلَيَّ وَتُحْسِنَ لِيَ الْعَاقِبَةَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ أَتَقَلَّبُ فِي قَبْضَتِكَ غَيْرَ مُعْجِزٍ وَلاَ مُمْتَنِعٍ، عَجَزْتُ عَنْ نَفْسِي، وَعَجَزَ النَّاسُ عَنِّي، فَلا عَشِيرَةَ تَكْفِيَنِي، وَلاَ مَالَ يُفْدِينِي، وَلاَ عَمَلَ يُنْجِينِي، وَلاَ قُوَّةَ لِي فَأَنْتَصِرَ، وَلاَ أَنَا بَرِيءٌ مِنَ الذُّنُوبِ فَأَعْتَذِرَ،
ص: 63
وَعَظُمَ ذَنْبِي فَلْيَسَعْ عَفْوُكَ لِمَغْفِرَتِي اللَّيْلَةَ بِمَا وَأَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ، وَارْزُقْنِي الْقُوَّةَ مَا أَبْقَيْتَنِي، وَالإِصْلاحَ مَا أَحْيَيْتَنِي، وَالْعَوْنَ عَلَى مَا حَمَّلْتَنِي، وَالصَّبْرَ عَلَى مَا أَبْلَيْتَنِي، وَالشُّكْرَ فِيمَا آتَيْتَنِي، وَالْبَرَكَةَ فِيمَا رَزَقْتَنِي. اللَّهُمَّ لَقّنِي حُجَّتِي يَوْمَ الْمَمَاتِ، وَلاَ تُرِنِي عَمَلِي حَسَرَاتٍ، وَلاَ تَفْضَحْنِي بِسَرِيرَتِي يَوْمَ أَلْقَاكَ، وَلاَ تُخْزِنِي بِسَيّئاتِي وَبِبَلائِكَ عِنْدَ قَضَائِكَ، وَأَصْلِحْ مَا بَيْنِي وَبَيْنَكَ، وَاجْعَلْ هَوَايَ فِي تَقْوَاكَ، وَاكْفِنِي هَوْلَ الْمُطَّلَعِ وَمَا أَهَمَّنِي، وَمَا لاَ يُهِمُّنِي مِمَّا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي مِنْ أَمْرِ دِينِي وَآخِرَتِي، وَأَعِنِّي عَلَى مَا غَلَبَنِي وَمَا لَمْ يَغْلِبْنِي فَكُلُّ ذلِكَ بِيَدِكَ يَا رَبِّ، فَاكْفِنِي وَاهْدِنِي وَأَصْلِحْ بَالِي وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ وَعَرِّفْهَا لِي، وَأَلْحِقْنِي بِالَّذِينَ هُمْ خَيْرٌ مِنِّي وَارْزُقْنِي مُرَافَقَة النَّبِيّينَ وَالصِّدّيْقِينَ، وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً. أَنْتَ إِلهُ الْحَقِّ رَبُّ الْعَالَمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَآلِهِ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً.
دُعاء يوم الأربعاء:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ لِبَاساً وَالنَّوْمَ سُبَاتاً وَجَعَلَ النَّهارَ نُشُوراً، لَكَ الْحَمْدُ أَنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً، حَمْداً دَائِماً لا يَنْقَطِعُ أَبَداً وَلا يُحْصِي لَهُ الْخَلائِقُ عَدَداً، اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ، وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ، وَأَمَتَّ وَأَحْيَيْتَ، وَأَمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ، وَعَافَيْتَ وَأَبْلَيْتَ، وَعَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَيْتَ وَعَلَى الْمُلْكِ احْتَوَيْتَ. أَدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ
ص: 64
ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ، وَانْقَطَعَتْ حِيلَتُهُ، وَاقْتَرَبَ أَجَلُهُ، وَتَدَانَى فِي الدُّنْيا أَمَلُهُ، وَاشْتَدَّتْ إِلَى رَحْمَتِكَ فَاقَتُهُ، وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيطِهِ حَسْرَتُهُ، وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ، وَخَلُصَتْ لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّينَ، وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّيّبينَ الطَّاهِرِينَ، وَارْزُقْنِي شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الأَرْبِعَاءِ أَرْبَعاً، اجْعَلْ قُوَّتِي فِي طَاعَتِكَ، وَنَشَاطِي فِي عِبَادَتِكَ، وَرَغْبَتِي فِي ثَوابِكَ، وَزُهْدِي فِيمَا يُوجِبُ لِي أَلِيمَ عِقَابِكَ، إِنَّكَ لَطِيفٌ لِمَا تَشَاءُ.
زيارة الإمام الكاظم والإمام الرِّضا والإمام الجواد والإمام الهادي عَلَيْهِمْ السَّلَامُ في يومهم وهو يوم الأربعاء
السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَوْلِياءَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا حُجَجَ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا نُورَ اللّهِ فِي ظُلُماتِ الأَرْضِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى آلِ بَيْتِكُمُ الطَّيّبِينَ الطَّاهِرِينَ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي، لَقَدْ عَبَدْتُمُ اللّهَ مُخْلِصِينَ، وَجاهَدْتُمْ فِي اللّهِ حَقَّ جِهادِهِ حَتَّى أَتاكُمُ الْيَقِينُ، فَلَعَنَ اللّهُ أَعْداءَكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنَا أَبْرَأُ إِلَى اللّهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، يا مَوْلايَ يا أَبا إِبْراهِيمَ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ، يا مَوْلايَ يا أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوسَى، يا مَوْلايَ يا أَبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، يا مَوْلايَ يا أَبا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ، أَنَا مَوْلَىً لَكُمْ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ، مُتَضَيِّفٌ بِكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذا وَهُوَ يَوْمُ الأَرْبِعاءِ، وَمُسْتَجِيرٌ بِكُمْ فَأَضِيفُونِي وَأَجِيرُونِي بِآلِ بَيْتِكُمْ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.
ص: 65
تسبيح يوم الأربعاء:
سُبْحَانَ مَنْ تُسَبِّحُ لَهُ الأَنْعَامُ بِأَصْوَاتِهَا، يَقُولُونَ سُبُّوحاً قُدُّوساً، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْحَقّ الْمُبِينِ، سُبْحَانَ مَنْ تُسَبِّحُ لَهُ الْبِحَارُ بِأَمْوَاجِهَا، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، سُبْحَانَ مَنْ تُسَبِّحُ لَهُ السَّماوَاتُ بِأَصْوَاتِهَا، سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَحْمُودِ فِي كُلِّ مَقَالَةٍ، سُبْحَانَ اللَّهِ الَّذِي يُسَبِّحُ لَهُ الْكُرْسِيُّ وَمَا حَوْلَهُ وَمَا تَحْتَهُ، سُبْحَانَ الْمَلِكِ الْجَبَّارِ الَّذِي مَلأَ كُرْسِيُّهُ السَّماوَاتِ السَّبْعَ وَالأَرَضِينَ السَّبْعَ، سُبْحَانَ اللَّهِ بِعَدَدِ مَا سَبَّحَهُ الْمُسَبّحُونَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ بِعَدَدِ مَا حَمَدَهُ الْحَامِدُونَ، وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ بِعَدَدِ مَا هَلَّلَهُ الْمُهَلِّلُونَ، وَ اللَّهُ أَكْبَرُ بِعَدَدِ مَا كَبَّرَهُ الْمُكَبِّرُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ بِعَدَدِ مَا اسْتَغْفَرَهُ الْمُسْتَغْفِرُونَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ بِعَدَدِ مَا مَجَّدَهُ الْمُمَجِّدُونَ، وَبِعَدَدِ مَا قَالَهُ الْقَائِلُونَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ بِعَدَدِ مَا صَلَّى عَلَيْهِ الْمُصَلُّونَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ الدَّوَابُّ فِي مَرْعَاهَا وَالْوُحُوشُ فِي مَضَانِّهَا وَالسِّبَاعُ فِي فَلَوَاتِهَا، وَالطَّيْرُ فِي وُكُورِهَا، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ الْبِحَارُ فِي أَمْوَاجِهَا، وَالْحِيتَانُ فِي مِيَاهِهَا وَالْمِيَاهُ فِي مَجَارِيهَا، وَالْهَوَامُّ فِي أَمَاكِنِهَا، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْجَوَادُ الَّذِي لاَ يَبْخَلُ، الْغَنِيُّ الَّذِي لاَ يُعْدَمُ، الْجَدِيدُ الَّذِي لاَ يَبْلَى، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي تَسَرْبَلَ بِالْبَقَاءِ الدَّائِمِ الَّذِي لاَ يَفْنَى، الْعَزِيزِ الَّذِي لاَ يُذَلُّ، الْمَلِكُ الَّذِي لاَ يَزُولُ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَائِمُ الَّذِي لاَ يَعْيَا، الدَّائِمُ الَّذِي لاَ يَبِيدُ، الْعَالِمُ الَّذِي لاَ يَرْتَابُ، الْبَصِيرُ الَّذِي لاَ يَضِلُّ، الْحَلِيمُ الَّذِي لاَ يَجْهَلُ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَكِيمُ الَّذِي لاَ يَحِيفُ، الرَّقِيبُ الَّذِي لاَ يَسْهُو، الْمُحِيطُ الَّذِي لاَ يَلْهُو
ص: 66
الشَّاهِدُ الَّذِي لاَ يَغِيبُ سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَوِيُّ الَّذِي لاَ يُرَامُ، الْعَزِيزُ الَّذِي لاَ يُضَامُ، السُّلْطَانُ الَّذِي لاَ يُغْلَبُ، الْمُدْرِكُ الَّذِي لاَ يُدْرَكُ، الطَّالِبُ الَّذِي لاَ يَعْجَزُ.
عوذة يوم الأربعاء من عوذ أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بِالأَحَدِ الصَّمَدِ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ، وَمِنْ شَرِّ ابْنِ قِتْرَةَ وَمَا وَلَدَ، أَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الأَعْلَى مِنْ شَرِّ مَا رَأَتْ عَيْنِي وَمَا لَمْ تَرَهُ، أَسْتَعِيذُ بِاللَّهِ الْوَاحِدِ الْفَرْدِ الْكَبِيرِ الأَعْلَى مِنْ شَرِّ مَنْ أَرَادَنِي بِأَمْرٍ عَسِيرٍ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد وَاجْعَلْنِي فِي جَوَارِكَ وَحِصْنِكَ الْحَصِينِ، الْعَزِيزِ الْجَبَّارِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْقَهَّارِ السَّلامِ الْمُؤْمِنِ الْمُهَيْمِنِ الْغَفَّارِ عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرِ الْمُتَعَالِ، هُوَ اللَّهُ هُوَ اللَّهُ هُوَ اللَّهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ. مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً دَائِماً.
عوذة أخرى ليوم الأربعاء:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ أُعِيذُ نَفْسِي بِاللَّهِ الأَكْبَرِ الأَكْبَرِ الأَكْبَرِ رَبِّ السَّماواتِ الْقائِماتِ بِلا عَمَدٍ، وَبِاللَّهِ خَالِقِها فِي يَوْمَيْنِ وَخَالِقِ الأَرَضِ فِي يَوْمَيْنِ وَقَدَّرَ فِيها أَقْواتَها، وَجَعَلَ فِيها جِبالاً أَوْتاداً وَفِجَاجَاً سُبُلاً، وَأَنْشَأَ السَّحَابَ وَأَجْرَى الْفُلْكَ وَسَخَّرَ الْبَحْرَيْنِ، وَجَعَلَ فِي الأَرْضِ رَواسِيَ وَأَنْهاراً فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامِ سَوَاءً للسَّائِلِينَ، مِنْ شَرِّ ما يَكُونُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهارِ وَتَعْقِدُ عَلَيْهِ الْقُلُوبُ وَشِرَارِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ، كَفانَا اللَّهُ كَفانَا اللَّهُ كَفانَا اللَّهُ، لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ.
ص: 67
صلاة يوم الأربعاء:
عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الأربعاء أربع ركعات يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة(التوحيد) مرّة، وسورة (القدر) مرّة تاب اللّهُ عليه من كلِّ ذنب وزوّجهُ بزوجة من الحور العين.
دعاء ليلة الخميس:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الَّذِي بِكَلِمَتِكَ خَلَقْتَ جَمِيعَ خَلْقِكَ، فَكُلُّ مَشِيئَتِكَ أَتَتْكَ بِلا لُغُوبٍ، وَأَثْبَتَّ مَشِيئَتَكَ وَلَمْ تَأَنَّ فِيهَا لِمَؤُونَةٍ وَلَمْ تَنْصَبْ فِيهَا لِمَشَقَّةٍ وَكَانَ عَرْشُكَ عَلَى الْمَاءِ وَالظُّلْمَةُ عَلَى الْهَوَاءِ، وَالْمَلائِكَةُ يَحْمِلُونَ عَرْشَكَ عَرْشَ النُّورِ وَالْكَرَامَةِ، وَيُسَبِّحُونَ بِحَمْدِكَ، وَالْخَلْقُ مُطِيعٌ لَكَ خَاشِعٌ مِنْ خَوْفِكَ لاَ يُرَى فِيهِ نُورٌ إِلاَّ نُورُكَ، وَلاَ يُسْمَعُ فِيهِ صَوْتٌ إِلاَّ صَوْتُكَ، حَقِيقٌ بِمَا لاَ يَحِقُّ إِلاَّ لَكَ خَالِقُ الْخَلْقِ وَمُبْتَدِعُهُ، تَوَحَّدْتَ بِأَمْرِكَ وَتَفَرَّدْتَ بِمُلْكِكَ وَتَعَظَّمْتَ بِكِبْرِيَائِكَ، وَتَعَزَّزْتَ بِجَبَرُوتِكَ، وَتَسَلَّطْتَ بِقُوَّتِكَ وَتَعَالَيْتَ بِقُدْرَتِكَ، فَأَنْتَ بِالنَّظَرِ الأَعْلَى فَوْقَ السَّماوَاتِ الْعُلَى، كَيْفَ لاَ يَقْصُرُ دُونَكَ عِلْمُ الْعُلَمَاءِ وَلَكَ الْعِزَّةُ، أَحْصَيْتَ خَلْقَكَ وَمَقَادِيرَكَ لِمَا جَلَّ مِنْ جَلاَلِ مَا جَلَّ مِنْ ذِكْرِكَ، وَلِمَا ارْتَفَعَ مِنْ رَفِيعِ مَا ارْتَفَعَ مِنْ كُرْسِيِّكَ، عَلَوْتَ عَلَى عُلُوِّ مَا اسْتَعْلَى مِنْ مَكَانِكَ، كُنْتَ قَبْلَ جَمِيعِ خَلْقِكَ لاَ يَقْدِرُ الْقَادِرُونَ قَدْرَكَ، وَلاَ يَصِفُ الْوَاصِفُونَ أَمْرَكَ، رَفِيعُ الْبُنْيَانِ مُضِيءُ الْبُرْهَانِ عَظِيمُ الْجَلاَلِ قَدِيمُ الْمَجْدِ مُحِيطُ الْعِلْمِ لَطِيفُ الْخَيْرِ حَكِيمُ الأَمْرِ، أَحْكَمَ الأَمْرَ صُنْعُكَ وَقَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ سُلْطَانُكَ، وَتَوَلَّيْتَ الْعَظَمَةَ بِعِزَّةِ مُلْكِكَ وَالْكِبْرِيَاءَ بِعِظَمِ
ص: 68
جَلاَلِكَ، ثُمَّ دَبَّرْتَ الأَشْيَاءَ كُلَّهَا بِحُكْمِكَ وَأَحْصَيْتَ أَمْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ كُلِّهَا بِعِلْمِكَ، وَكَانَ الْمَوْتُ وَالْحَيَاةُ بِيَدِكَ، وَضَرَعَ كُلُّ شَيْءٍ إِلَيْكَ وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِكَ، وَانْقَادَ كُلُّ شَيْءٍ لِطَاعَتِكَ، فَتَقَدَّسْتَ رَبَّنَا وَتَقَدَّسَ اسْمُكَ وَتَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَى ذِكْرُكَ وَبِقُدْرَتِكَ عَلَى خَلْقِكَ وَلُطْفِكَ فِي أَمْرِكَ لاَ يَعْزُبُ عَنْكَ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ، وَلاَ أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ وَلاَ أَكْبَرَ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ، فَسُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيّكَ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ بُيُوتَاتِ الْمُسْلِمِينَ، صَلاَةً تُبَيِّضُ بِهَا وَجْهَهُ وَتُقِرُّ بِهَا عَيْنَهُ وَتُزَيّنُ بِهَا مَقَامَهُ وَتَجْعَلُهُ خَطِيباً بِمَحَامِدِكَ، مَا قَالَ صَدَّقْتَهُ، وَمَا سَأَلَ أَعْطَيْتَهُ، وَلِمَنْ شَفَعَ شَفَّعْتَهُ، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ عَطَائِكَ عَطَاءً تَامّاً، وَقِسْماً وَافِياً، وَنَصِيباً جَزِيلاً، وَاسْماً عَالِياً عَلَى النَّبِيّينَ وَالصّدّيْقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلئِكَ رَفِيقاً، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي إِذَا ذُكِرَ اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُكَ، وَتَهَلَّلَ لَهُ نُوْرُكَ، وَاسْتَبْشَرَتْ لَهُ مَلائِكَتُكَ، وَالَّذِي إِذَا ذُكِرَ تَضَعْضَعَتْ لَهُ السَّماوَاتُ وَالأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ، وَالَّذِي إِذَا ذُكِرَ تَفَتَّحَتْ لَهُ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَأَشْرَقَتْ لَهُ الأَرْضُ، وَسَبَّحَتْ لَهُ الْجِبَالُ، وَالَّذِي إِذَا ذُكِرَ تَصَدَّعَتْ لَهُ الأَرْضُ وَقَدَّسَتْ لَهُ الْمَلائِكَةُ وَالإِنْسُ، وَتَفَجَرَّتْ لَهُ الأَنْهَارُ، وَالَّذِي إِذَا ذُكِرَ ارْتَعَدَتْ مِنْهُ النُّفُوسُ وَوَجِلَتْ مِنْهُ الْقُلُوبُ وَخَشَعَتْ لَهُ الأَصْوَاتُ، أَنْ تَغْفِرَ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً، وَارْزُقْنِي ثَوَابَ طَاعَتِهِمَا وَمَرْضَاتِهِمَا وَعَرِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمَا فِي
ص: 69
جَنَّتِكَ، أَسْأَلُكَ لِي وَلَهُمَا الأَجْرَ فِي الآخِرَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالْعَفْوَ يَوْمَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَقُرَّةَ عَيْنٍ لاَ تَنْقَطِعُ، وَلَذَّةَ النَّظَرِ إِلَى وَجْهِكَ، وَشَوْقاً إِلَى لِقَائِكَ. اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ فِي رِضَاكَ ضَعْفِي، وَخُذْ لِيَ الْخَيْرَ بِنَاصِيَتِي، وَاجْعَلِ الإِسْلامَ مُنْتَهَى رِضَايَ، وَاجْعَلِ البِرَّ أَكْبَرَ أَخْلاَقِي، وَالتَّقْوَى زَادِي، وَارْزُقْنِي الظَّفَرَ بِالْخَيْرِ لِنَفْسِي، وَأَصْلِحْ لِي دِينِي الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي، وَبَارِكْ لِي فِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا بَلاَغِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مَعَادِي، وَاجْعَلْ دُنْيَايَ زِيَادَةً فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلْ آخِرَتِي عَافِيَةً مِنْ كُلِّ شَرٍّ، وَهَيّىءْ لِيَ الإِنَابَةَ إِلَى دَارِ الْخُلُودِ، وَالتَّجَافِي عَنْ دَارِ الْغُرُورِ، وَالاْسْتِعْدَادَ لِلْمَوْتِ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِي، اللَّهُمَّ لاَ تَأْخُذْنِي بَغْتَةً، وَلاَ تَقْتُلْنِي فَجْأَةً، وَلاَ تُعَجّلْنِي عَنْ حَقٍّ وَلاَ تَسْلُبْنِيهِ، وَعَافِنِي مِنْ مُمَارَسَةِ الذُّنُّوبِ بِتَوْبَةٍ نَصُوحٍ مِنَ الأَسْقَامِ المُذْوِيَّةِ بِالْعَفْوِ وَالْعَافِيَةِ، وَتَوَفَّ نَفْسِي آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَاضِيَةً بِمَا لَهَا، مَرْضِيَّةً لَيْسَ عَلَيْهَا خَوْفٌ وَلاَ حُزْنٌ وَلاَ جَزَعٌ وَلاَ فَزَعٌ وَلاَ وَجَلٌ وَلاَ مَقْتٌ مِنْكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنْكَ الْحُسْنَى وَهُمْ عَنِ النَّارِ مُبْعَدُونَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَنْ أَرَادَنِي بِحُسْنٍ فَأَعِنْهُ عَلَيْهِ وَيَسِّرْهُ لِي، فَإِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، وَمَنْ أَرَادَنِي بِسُوءٍ أَوْ حَسَدٍ أَوْ بَغْيٍ عَدَاوَةً وَظُلْماً، فَإِنِّي أَدْرَؤُكَ فِي نَحْرِهِ، وَأَسْتَعِينُ بِكَ عَلَيْهِ فَاكْفِنِيهِ بِمَا شِئْتَ، وَاشْغَلْهُ عَنِّي بِمَا شِئْتَ، فَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ وَمِنْ مُغَاوِيهِ وَاعْتِرَاضِهِ وَفَزَعِهِ وَوَسْوَسَتِهِ، اللَّهُمَّ فَلاَ
ص: 70
تَجْعَلْ لَهُ عَلَيَّ سُلْطَاناً وَلاَ تَجْعَلْ لَهُ عَلَيَّ سَبِيلاً، وَلاَ تَجْعَلْ لَهُ فِي مَالِي وَوَلَدِي شِرْكاً وَلاَ نَصِيباً، وَبَاعِدْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ حَتَّى لاَ يُفْسِدَ شَيْئاً مِنْ طَاعَتِكَ عَلَيْنَا، وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ عِنْدَنَا بِمَرْضَاتِكَ عَنَّا يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
دُعاء يوم الخميس:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ اللَّيْلَ مُظْلِماً بِقُدْرَتِهِ، وَجَاءَ بِالنَّهارِ مُبْصِراً بِرَحْمَتِهِ، وَكَسَانِي ضِياءَهُ وَأَنَا فِي نِعْمَتِهِ، اللَّهُمَّ فَكَمَا أَبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لأَمْثَالِهِ، وَصَلِّ عَلَى النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَلاَ تَفْجَعْنِي فِيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ بِارْتِكَابِ الْمَحَارِمِ وَاكْتِسَابِ الْمَآثِمِ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَخَيْرَ ما فِيهِ وَخَيْرَ ما بَعْدَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ وَشَرَّ ما فِيهِ وَشَرَّ ما بَعْدَهُ، اللَّهُمَّ إِنِّي بِذِمَّةِ الإِسْلامِ أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ، وَبِحُرْمَةِ الْقُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ، وَبِمُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ، فَاعْرِفِ اللَّهُمَّ ذِمَّتِي الَّتِي رَجَوْتُ بِها قَضَاءَ حَاجَتِي، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ اقْضِ لِي فِي الْخَمِيسِ خَمْساً لا يَتَّسِعُ لَها إِلاَّ كَرَمُكَ وَلا يُطِيقُها إِلاَّ نِعَمُكَ سَلامَةً أَقْوَى بِها عَلَى طَاعَتِكَ، وَعِبَادَةً أَسْتَحِقُّ بِها جَزِيلَ مَثُوبَتِكَ، وَسَعَةً فِي الْحَالِ مِنَ الرِّزْقِ الْحَلالِ، وَأَنْ تُؤْمِنَنِي فِي مَوَاقِفِ الْخَوْفِ بِأَمْنِكَ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوَارِقِ الْهُمُومِ وَالْغُمُومِ فِي حِصْنِكَ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شَافِعاً يَوْمَ الْقِيامَةِ نَافِعاً، إِنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
ص: 71
زيارة الإمام الحَسَنِ العسكَريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ في يومه وهو يوم الخميس
السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللّهِ وَخالِصَتَهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمُؤْمِنِينَ، وَوارِثَ الْمُرْسَلِينَ، وَحُجَّةَ رَبِّ الْعالَمِينَ، صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، يا مَوْلايَ يا أَبَا مُحَمَّدٍ الْحَسَنَ بنَ عَلِيٍّ، أَنا مَوْلَىً لَكَ وَلآِلِ بَيْتِكَ، وَهَذا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الْخَمِيسِ، وَأَنا ضَيْفُكَ فِيهِ وَمُسْتَجِيرٌ بِكَ فِيهِ، فَأَحْسِنْ ضِيافَتِي وَإِجارَتِي بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْوَاسِعُ الَّذِي لاَ يَضِيقُ، الْبَصِيرُ الَّذِي لاَ يَضِلُّ، النُّورُ الَّذِي لاَ يَخْمَدُ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ، الْقَيُّومُ الَّذِي لاَ يَهِنُ، الصَّمَدُ الَّذِي لاَ يُطْعَمْ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَعْظَمَ شَأْنَكَ وَأَعَزَّ سُلْطَانَكَ وَأَعْلَى مَكَانَكَ وَأَشْمَخَ مُلْكَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَبَرَّكَ وَأَرْحَمَكَ وَأَحْلَمَكَ وَأَعْظَمَكَ وَأَعْلَمَكَ وَأَسْمَحَكَ وَأَجَلَّكَ وَأَكْرَمَكَ وَأَعَزَّكَ وَأَعْلاَكَ وَأَقْوَاكَ وَأَسْمَعَكَ وَأَبْصَرَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَكْرَمَ عَفْوَكَ وَأَعْظَمَ تَجَاوُزَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَوْسَعَ رَحْمَتَكَ وَأَكْثَرَ فَضْلَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَنْعَمَ آلاءَكَ وَأَسْبَغَ نَعْمَاءَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَفْضَلَ ثَوَابَكَ وَأَجْزَلَ عَطَاءَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَا أَوْسَعَ حُجَّتَكَ وَأَوْضَحَ بُرْهَانَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ
ص: 72
مَا أَشَدَّ أَخْذَكَ وَأَوْجَعَ عِقَابَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَاأَشَدَّ مَكْرَكَ وَأَمْتَنَ كَيْدَكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبّحُ لَكَ السَّماوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرَضُونَ السَّبْعُ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَرِيبُ فِي عُلُوِّكَ الْمُتَعَالِي فِي دُنُوِّكَ الْمُتَدَانِي دُوْنَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الْقَرِيبُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَالدَّائِمُ مَعَ كُلِّ شَيْءٍ وَالْبَاقِي بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تَصَاغَرَ كُلُّ شَيْءٍ لِجَبَرُوْتِكَ، وَانْقَادَ كُلُّ شَيْءٍ لِسُلْطَانِكَ، وَذَلَّ كُلُّ شَيْءٍ لِعِزَّتِكَ، وَخَضَعَ كُلُّ شَيْءٍ لِمُلْكِكَ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْءٍ لِقُدْرَتِكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ مَلَكْتَ الْمُلُوكَ بِعَظَمَتِكَ، وَقَهَرْتَ الْجَبَابِرَةَ بِقُدْرَتِكَ، وَذَلَّلْتَ الْعُظَمَاءَ بِعِزَّتِكَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تَسْبِيحاً يَفْضُلُ عَلَى تَسْبِيحِ الْمُسَبّحِينَ كُلِّهِمْ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ، وَمِلْءَ السَّمَواتِ وَالأَرَضِينَ، وَمِلْءَ مَا خَلَقْتَ وَمِلْءَ مَا قَدَّرْتَ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ السَّماوَاتُ بِأَقْطَارِهَا، وَالشَّمْسُ فِي مَجَارِيهَا، وَالْقَمَرُ فِي مَنَازِلِهِ، وَالنُّجُومُ فِي سَيَرَانِهَا، وَالْفَلَكُ فِي مَعَارِجِهِ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ يُسَبّحُ لَكَ النَّهَارُ بُضَوْئِهِ، وَاللَّيْلُ بِدُجَاهُ، وَالنُّورُ بِشُعَاعِهِ، وَالظُّلْمَةُ بِغُمُوْضِهَا، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبّحُ لَكَ الرّيَاحُ فِي مَهَبِّهَا، وَالسَّحَابُ فِي أَمْطَارِهَا، وَالْبَرْقُ بِأَخْطَافِهِ، وَالرَّعْدُ بِأَرْزَامِهِ، سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تُسَبِّحُ لَكَ الأَرْضُ بِأَقْوَاتِهَا، وَالْجِبَالُ بِأَطْوَارِهَا، وَالأَشْجَارُ بِأَوْرَاقِهَا، وَالْمَرَاعِي فِي مَنَابِتِهَا، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، عَدَدَ مَا سَبَّحَكَ مِنْ شَيْءٍ وَكَمَا تُحِبُّ يَارَبِّ أَنْ تُحْمَدَ وَكَمَا يَنْبَغِي لِعَظَمَتِكَ وَكِبْرِيَائِكَ
ص: 73
وَعِزِّكَ وَقُوَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيّينَ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ.
عوذة يوم الخميس من عوذ أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بَرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ وَقَائِمٍ وَقَاعِدٍ، وَعَدُوٍّ وَحَاسِدٍ وَمُعَانِدٍ، وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهّرَكُمْ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْسَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ الأَقْدَامَ، ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ، وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً، الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبُّكُمْ وَرَحْمَةٌ، وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَلاَ غَالِبَ إِلاَّ اللَّهُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَأَعُوذُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ وَأَعُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
عوذة أخرى ليوم الخميس:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بِقُدْرَةِ اللَّهِ وَعِزَّةِ اللَّهِ وَعَظَمَةِ اللَّهِ وَسُلْطَانِ اللَّهِ وَجَلاَلِ اللَّهِ وَكَمَالِ اللَّهِ، وَبجَمْعِ اللَّهِ وَبِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ الطَّيّبِينَ، وَبِوُلاَةِ أَمْرِ اللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا أَخَافُ وَأَحْذَرُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيّ الْعَظِيمِ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى سَيّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
ص: 74
صلاة يوم الخميس:
عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الخميس عشر ركعات يسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة وسورة (التوحيد) عشراً قالت له الملائكة سَلْ تُعْطَ.
دعاء ليلة الجمعة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا كُنْتَ وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَكَ شَيْءٌ، وَأَنْتَ تَكُونُ حينَ لا يَكُونُ غَيْرَكَ شَيْءٌ لا يَعْلَمُ أَحَدٌ كُنْهَ عِزَّتِكَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَنْعَتَ عَظَمَتَكَ، وَلاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ أَيْنَ مُسْتَقَرُّكَ، أَنْتَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَنْتَ وَرَاءَ كُلِّ شَيْءٍ، وَأَمامَ كُلِّ شَيْءٍ، وَمَعَ كُلِّ شَيْءٍ، خَلَقْتَ يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ الْعِزَّةَ لِوَجْهِكَ، وَأَخْلَصْتَ الْكِبْرِياءَ وَالْعَظَمَةَ لِنَفْسِكَ، وَخَلَقْتَ الْقُوَّةَ وَالْقُدْرَةَ لِسُلْطَانِكَ، فَسُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى عَظَمَةِ مُلْكِكَ وَجَلالِ وَجْهِكَ الّذِي مَلأَ نُورُهُ كُلَّ شَيْءٍ، وَهُوَ حَيْثُ لا يَراهُ شَيْءٌ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ. فَسُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ تَسَلّطْتَ فَلاَ أَحَدٌ مِنَ الْعِبادِ يَحُدُّ وَصْفَكَ، تَسَلَّطْتَ بِعِزَّتِكَ وَتَعَزَّزْتَ بِجَبَرُوتِكَ، وَتَجَبَّرْتَ بِكِبْرِيائِكَ، وَتَكَبَّرْتَ بِمُلْكِكَ، وَتَمَلّكْتَ بِقُدْرَتِكَ، وَقَدَرْتَ بِقُوَّتِكَ، وَلاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ الْعِبادِ وَصْفَكَ، وَلاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ قَدْرَكَ، وَلاَ يَسْبِقُ أَحَدٌ مِنْ قَضَائِكَ، سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى جَلالِ وَجْهِكَ، وَعَظَمَةِ مُلْكِكَ الّذِي بِهِ قامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ، سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، مَلأَتَ كُلَّ شَيْءٍ عَظَمَةً، وَخَلَقْتَ كُلَّ شَيْءٍ بِقُدْرَةٍ، وَأَحَطْتَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً، وَأَحْصَيْتَ كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً، وَحَفِظْتَ كُلَّ شَيْءٍ كِتاباً، وَوَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ
ص: 75
رَحْمَةً، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ، فَسُبْحَانَكَ رَبَّنا وَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى عِزَّةِ سُلْطَانِكَ الّذِي خَشَعَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَشْفَقَ مِنْهُ كُلُّ عِبَادِكَ، وَخَضَعَتْ لَهُ كُلُّ خَليقَتِكَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدِ وَاجْزِهِ أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَأَفْضَلَ مَا أَنْتَ جَازٍ أَحَداً مِنْ أَنْبِيَائِكَ عَلَى حِفْظِهِ دينَكَ، وَإبْلاغِهِ وَاتّباعِهِ وَصِيَّتَكَ وَأَمْرَكَ حَتّى تُشَرِّفَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ بِتَفْضِيلِكَ إيَّاهُ عَلَى جَمِيعِ رُسُلِكَ يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ، اللَّهُمَّ كَمَا اسْتَنْقَذْتَنَا بِمَا انْتَجَبْتَ بِهِ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَهَدَيْتَنَا بِمَا بَعَثْتَهُ، وَبَصَّرْتَنا بِمَا أَوْصَيْتَهُ مِنَ الْعَمَلِ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ، وَاجْزِهِ عَنَّا أَفْضَلَ الْجَزَاءِ وَأَفْضَلَ ما جَزَيْتَ نَبِيَّاً مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ، وَأَنْ تَجْمَعَ لِي بِهِ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ إنَّكَ ذُو فَضْلٍ كَرِيمٍ يا ذَا الْجَلالِ وَالإكْرَامِ.
دُعاء يوم الجمعة:
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ الأَوَّلِ قَبْلَ الإِنْشاءِ وَالإِحْياءِ، وَالآخِرِ بَعْدَ فَنَاءِ الأَشْياءِ، الْعَلِيمِ الَّذِي لا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ، وَلا يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَهُ، وَلا يَخِيبُ مَنْ دَعَاهُ، وَلا يَقْطَعُ رَجَاءَ مَنْ رَجَاهُ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً، وَأُشْهِدُ جَمِيعَ مَلائِكَتِكَ وَسُكَّانَ سَماواتِكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَنْشَأْتَ مِنْ أَصْنافِ خَلْقِكَ، أَنِّي أَشْهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَلا عَدِيلَ، وَلا خُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلا تَبْدِيلَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، أَدَّى ما حَمَّلْتَهُ إِلَى الْعِبادِ، وَجَاهَدَ فِي اللّهِ عَزَّ وَجَلَّ حَقَّ الْجِهادِ، وَأَنَّهُ بَشَّرَ بِما هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوابِ، وَأَنْذَرَ بِما هُوَ صِدْقٌ مِنَ الْعِقَابِ، اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلَى
ص: 76
دِينِكَ ما أَحَيَيْتَنِي، وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِ، وَوَفِّقْنِي لأَدَاءِ فَرْضِ الْجُمُعَاتِ وَمَا أَوْجَبْتَ عَلَيَّ فِيهَا مِنَ الطَّاعَاتِ، وَقَسَمْتَ لأَهْلِهَا مِنَ الْعَطاءِ فِي يَوْمِ الْجَزَاءِ، إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ.
زيارة الإمام صاحِب الزَّمان (عجّل الله فرجهِ)في يومه وهو يوم الجمعة
السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللّهِ الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ الْمُهْتَدُونَ، وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْمُهَذَّبُ الْخائِفُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الْوَلِيُّ النَّاصِحُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِينَةَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ صَلَّى اللّهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ عَجَّلَ اللّهُ لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الأَمْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، أَنَا مَوْلاكَ عارِفٌ بِأُولاَكَ وَأُخْرَاكَ، أَتَقَرَّبُ إِلَى اللّهِ تَعالَى بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ، وَأَنْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلَى يَدَيْكَ، وَأَسْأَلُ اللّهَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَنِي مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ لَكَ وَالتَّابِعِينَ وَالنَّاصِرِينَ لَكَ عَلَى أَعْدائِكَ، وَالْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ يَدَيْكَ فِي جُمْلَةِ أَوْلِيائِكَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ، هَذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فِيهِ ظُهُورُكَ، وَالْفَرَجُ فِيهِ لِلْمُؤْمِنِينَ عَلَى يَدَيْكَ، وَقَتْلُ الْكافِرِينَ بِسَيْفِكَ، وَأَنا يا مَوْلايَ فِيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ، وَأَنْتَ يا مَوْلايَ كَرِيمٌ
ص: 77
مِنْ أَوْلادِ الْكِرامِ، وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالإِجارَةِ، فَأَضِفْنِي وَأَجِرْنِي صَلَواتُ اللَّه عَلَيْكَ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرِينَ.
تسبيح يوم الجمعة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، سُبْحَانَ مَنْ لَبِسَ الْعِزَّ وَالْوَقَارَ وَتَأَزَّرَ وَفَازَ بِهِ، سُبْحَانَ مَنْ تَعَطَّفَ بِالْمَجْدِ وَتَكَرَّمَ بِهِ، سُبْحَانَ مَنْ لاَ يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاَّ لَهُ، سُبْحَانَ مَنْ أَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ بِعِلْمِهِ، سُبْحَانَ ذِي الطَّوْلِ وَالْفَضْلِ، سُبْحَانَ ذِي الْمَنِّ وَالنِّعَمِ، سُبْحَانَ ذِي الْقُدْرَةِ وَالْكَرَمِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعَاقِدِ الْعِزّمِنْ عَرْشِكَ، وَمُنْتَهَى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتَابِكَ، وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ، وَذِكْرِكَ الأَعْلَى، وَبِكَلِمَاتِكَ التَّامَّةِ وَتَمَّتْ كَلِمَاتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً، لاَ مُبَدّلَ لِكَلِمَاتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، أَسْأَلُكَ بِمَا لاَ يَعْدِلُهُ شَيْءٌ مِنْ مَسَائِلِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَجْعَلَ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً، وَأَنْ تُوَسِّعَ عَلَيَّ رِزْقِي فِي يُسْرٍ مِنْكَ وَعَافِيَةٍ، سُبْحَانَ الْحَيِّ الْحَلِيمِ، سُبْحَانَ الْحَلِيمِ الْكَرِيمِ، سُبْحَانَ الْبَاعِثِ الْوَارِثِ، سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمُ، سُبْحَانَهُ وَبِحَمْدِهِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
عوذة يوم الجمعة من عوذ أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، اللَّهُمَّ رَبَّ الْمَلائِكَةِ وَالرُّوحِ وَالنَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلِينَ، وَقَاهِرَ مَنْ فِي السَّماوَاتِ وَالأَرَضِينَ وَخَالِقَ كُلِّ شَيْءٍ وَمَالِكَهُ، كُفَّ عَنِّي بَأْسَ أَعْدَائِنَا
ص: 78
وَمَنْ أَرَادَ بِنَا سُوءاً مِنَ الْجِنّ وَالإِنْسِ، وَاعْمِ أَبْصَارَهُمْ وَقُلُوبَهُمْ وَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ حِجَاباً وَحَرَساً وَمَدْفَعاً، إِنَّكَ رَبُّنَا وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ لَنَا إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْهِ أَنَبْنَا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ، رَبَّنَا وَعَافِنَا مِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ سُوءٍ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ، رَبَّ الْعَالَمِينَ وَإِلهَ الْمُرْسَلِينَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وَأَوْلِيَائِكَ، وَخُصَّ مُحَمَّداً وَآلَهُ بِأَتَمِّ ذلِكَ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلّيِّ الْعَظِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ وَ بِاللَّهِ أُؤْمِنُ بِاللَّهِ، وَ بِاللَّهِ أَعُوذُ وَ بِاللَّهِ أَعْتَصِمُ وَ بِاللَّهِ أَسْتَجِيرُ، وَبِعِزَّةِ اللَّهِ وَمَنَعَتِهِ أَمْتَنِعُ مِنْ شَيَاطِينِ الإِنْسِ وَالْجِنّ، وَمِنْ رَجِلِهِمْ وَخَيْلِهِمْ وَرَكْضِهِمْ وَعَطْفِهِمْ وَرَجْعَتِهِمْ وَكَيْدِهِمْ وَشَرِّهِمْ وَشَرِّ مَا يَأْتُونَ بِهِ تَحْتَ اللَّيْلِ وَتَحْتَ النَّهَارِ، مِنَ الْبُعْدِ وَالْقُرْبِ وَمِنْ شَرِّ الْغَائِبِ وَالْحَاضِرِ وَالشَّاهِدِ وَالزَّاهِرِ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتاً، أَعْمَى وَبَصِيراً، وَمِنْ شَرِّ الْعَامَّةِ وَالْخَاصَّةِ، وَمِنْ شَرِّ نَفْسِي وَوَسْوَسَتِهَا، وَمِنْ شَرِّ الدَّنَاهِشِ وَالْحِسِّ وَاللَّمْسِ وَاللَّبْسِ، وَمِنْ عَيْنِ الْجِنّ وَالإِنْسِ، وَبِالاْسْمِ الَّذِي اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُ بِلْقِيسَ، وَأُعِيذُ دِينِي وَنَفْسِي وَجَمِيعَ مَا تَحُوطُهُ عِنَايَتِي مِنْ شَرِّ كُلِّ صُوْرَةٍ وَخَيَالٍ أَوْ بَيَاضٍ أَوْ سَوَادٍ، أَوْ تِمْثَالٍ أَوْ مُعَاهِدٍ أَوْ غَيْرِ مُعَاهِدٍ، مِمَّنْ سَكَنَ الْهَوَاءَ وَالسَّحَابَ وَالظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ وَالظّلَّ وَالْحَرُورَ، وَالْبَرَّ وَالْبُحُورَ وَالسَّهْلَ وَالْوُعُورَ، وَالْخَرَابَ وَالْعُمْرَانَ، وَالآكَامَ وَالآجَامَ، وَالْمَغَائِضَ وَالْكَنَائِسَ، وَالنَّوايِسَ وَالْفَلَوَاتِ وَالجَبَّانَاتِ، وَمِنَ الصَّادِرِينَ وَالْوَارِدِينَ مِمَّنْ يَبْدُو بِاللَّيْلِ وَيَنْتَشِرُ بِالنَّهَارِ، وَبِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ وَالْغُدُوِّ وَالآصَالِ، وَالْمُرِيبِينَ
ص: 79
وَالأَسَامِرَةِ وَالأَفاتِرَةِ وَالْفَرَاعِنَةِ وَالأَبَالِسَةِ، وَمِنْ جُنُودِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَعَشَائِرِهِمْ وَقَبَائِلِهِمْ، وَمِنْ هَمْزِهِمْ وَلَمْزِهِمْ وَنَفْثِهِمْ وَأَخْذِهِمْ وَسِحْرِهِمْ وَضَرْبِهِمْ وَعَبَثِهِمْ وَلَمْحِهِمْ وَاحْتِيَالِهِمْ وَأَخْلاَقِهِمْ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ مِنَ السَّحَرَةِ وَالْغِيلاَنِ وَأُمِّ الصِّبْيَانِ، وَمَا وَلَدُوا وَمَا وَرَدُوا، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرِّ دَاخِلٍ وَخَارِجٍ وَعَارِضٍ وَمُتَعَرِّضٍ وَسَاكِنٍ وَمُتَحَرِّكٍ، وَضَرَبَانِ عِرْقٍ وَصُدَاعٍ وَشَقِيقَةٍ وَأُمِّ مِلْدَمٍ وَالْحُمَّى وَالْمُثَلَّثَةِ وَالرِّبْعِ وَالْغِبِّ وَالنَّافِضَةِ وَالصَّالِبَةِ وَالدَّاخِلَةِ وَالْخَارِجَةِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً.
عوذة أخرى ليوم الجمعة:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، أُعِيذُ نَفْسِي بَرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ وَقَائِمٍ وَقَاعِدٍ، وَعَدُوٍّ وَحَاسِدٍ وَمُعَانِدٍ، وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهّرَكُمْ وَيُذْهِبَ عَنْكُمْ رِجْسَ الشَّيْطَانِ وَلْيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبّتَ بِهِ الأَْقْدَامَ، ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ، وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً طَهُوراً لِنُحْيِيَ بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً وَنُسْقِيَهُ مِمَّا خَلَقْنَا أَنْعَاماً وَأَنَاسِيَّ كَثِيراً، الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ، ذلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللَّهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَلاَ غَالِبَ إِلاَّ اللَّهُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، أَعُوذُ بِعِزَّةِ اللَّهِ وَأَعُوذُ بِقُدْرَةِ اللَّهِ وَأَعُوذُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَجْمَعِين.
ص: 80
صلاة يوم الجمعة
عن الإمام العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من صلّى يوم الجمعة أربع ركعات يسلِّمُ بين كلِّ ركعتيْنِ ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (تبارك) مرّة، وسورة (فصلت) مرّة، أدخله اللّهُ تعالى جنّتهُ، وشَفَّعهُ في أهل بيته، ووقاه ضغطة القبر وأهوال يوم القيامة، فسأل الراوي، فقال: في أيّ ساعة من ساعات الأيام أصلّي هذه الصلوات؟ فقال ما بين طلوع الشمس إلى زوالها.
ص: 81
الفصل الرابع أعمال ليلة الجمعة ويومها(1)
أعمال ليلة الجُمعة
وهي كثيرة نقتصر هنا على عدّة منها:
الأوّل: الإكثار من قول:
سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ .
فقد روي أنّ ليلة الجُمعة ليلتها غرّاء وَيومها يَوم زاهِر، فأكثِروا من قول: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، ولا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ .
الثاني: وَأكثِروا من الصلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ. وَفي رواية: أنّ أقلّ الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله في هذه اللّيلة مائة مَرَّة، وَما زدت فهو أفضل.
وَعَن الإمام الصّادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: إن الصلاة على مُحَمَّدٍ وآله في ليلة الجُمعة تعدل ألف حسنة، وَتمحو ألف سيّئة، وَترفع ألف درجة،.وَيُستحبّ الاستكثار فيها من الصّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ من بعد صلاة العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة. وَروي بسند صحيح عَن الإمام الصّادق عَلَیْهِمُ السَّلَامُ قال: إِذا كانَ عصر الخميس نزل من السّماء ملائكة في أيديهم
ص: 82
أقلام الذّهب وَقراطيس الفضّة، لا يكتبون إلى ليلة السّبت إِلاّ الصّلاة على مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.
الثالث: قالَ الشّيخ الطّوسيّ: وَيُستحبّ في يَوم الخميس الصّلاة على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ألف مَرَّة، وَيستحبّ أنْ يقول فيه:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الجِنِّ وَالإنس مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ .
وَإنْ قالَ ذلك مِنْ بَعد العصر يَوم الخميس إلى آخر نهار يَوم الجُمعة، كانَ لَهُ فَضل كثير.
الرابع: قالَ الشّيخ أيضاً: وَيُستحبّ أنْ تَستغفر آخر نهار يَوم الخميس فتَقول:
أسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْه ِتَوْبَةَ عَبْدٍ خاضِعٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ، لا يَسْتَطِيعُ لِنَفْسِهِ صَرْفاً وَلا عَدْلاً وَلا نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا حَياةً وَلا مَوْتاً وَلا نُشُوراً. وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَّيِّبِينَ الطّاهِرِينَ الأَخْيارِ الأَبْرارِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
الخامس: أن يقرأ سُورَة (الجُمعة) في الرّكعة الأولى من فريضتي المغرب والعشاء، ويقرأ سورة (التوّحيد) في الركعةِ الثّانية من المغرب وسورة (الأعلى) في الركعةِ الثّانية من العشاء.
السادس: أن يدعو بهذا الدّعاء الوارد بسند صحيح عَن الإمام الصّادق عَلَیْهِ السَّلَامُ، فقد ورد أن من دعا به ليلة الجُمعة في السّجدة الأخيرة من نافلة العشاء سبع مرّات فرغ مغفوراً لَهُ، والأفضل أن يكرّر العمل في كُلِّ ليلة:
اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَاسْمِكَ العَظِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِيَ العَظِيمَ.
ص: 83
السابع: أن يزور الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ
زیارة الحسین عَلَیْهِ السَّلَامُ
وقد تعارف عند عموم الناس زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذه الليلة بزيارة وارث، وهي من الزيارات المطلقة التي يُزار بها الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في جميع الأوقات، وقد جرينا على ذلك.
وكيفيّة زيارته: إذا أتيت باب الحائر فقف وقُلْ:
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالحَمْدُ للَّهِ كَثِيراً وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ، لَقَدْ جاءتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ .
ثُمَّ قل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ اللَّهِ المُقِيمِينَ فِي هذا المَقامِ الشَّرِيفِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَلائِكَةَ رَبِّي المُحْدِقِينَ بِقَبْرِ الحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ مِنِّي أَبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ.
ثم تقول:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،
ص: 84
السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ المُقِرُّ بِالرِّقِّ وَالتَّارِكُ لِلْخِلافِ عَلَيْكُمْ، وَالمُوالِي لِوَلِيِّكُمْ، وَالمُعادِي لِعَدُوِّكُمْ، قَصَدَ حَرَمَكَ وَاسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ بِقَصْدِكَ، أَأَدْخُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا نَبِيَّ اللَّهِ، أَأَدْخُلُ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، أَأَدْخُلُ يا سَيِّدَ الوَصِيِّينَ، أَأَدْخُلُ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةُ نِساءِ العالَمِينَ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا بْنَ رَسُولَ اللَّهِ .
فإن خشع قلبك ودمعت عينك فهو علامة الإذن، ثم ادخل وقُلْ في حال الدخول:
الحَمْدُ للَّهِ الواحِدِ الأَحَدِ الفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذِي هَدانِي لِولايَتِكَ وَخَصَّنِي بِزِيارَتِكَ وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ .
ثم ائت باب القُبّة، وقف من حيث يلي الرأس وقُلْ:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلَیهِ السَّلَامُ وَلِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خَدِيجَةَ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالوِتْرَ المَوْتُورَ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْروفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ
ص: 85
بِذلِكَ فَرِضِيَتْ بِهِ. يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلْمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ وَأَرْكانِ المُؤْمِنِينَ وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإِمَامُ البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ وَأشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَأَعْلامُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، وَأُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ دِينِي، وَخَواتِيمِ عَمَلِي، وَقَلْبِي لِقَلْبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْرِي لِأَمْرِكُمْ مُتَّبَعٌ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَعَلى أَجْسادِكُمْ وَعَلى أَجْسامِكُمْ وَعَلىْ شاهِدِكُمْ وَعَلى غائِبِكُمْ وَعَلى ظاهِرِكُمْ وَعَلى باطِنِكُمْ .
ثمّ انكبَّ على القبر وقبِّله وقُلْ:
بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا أبا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، فَلَعَنَ اللَّهِ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَهَيَّأَتْ لِقِتالِكَ يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ قَصَدْتُ حَرَمَكَ وَأَتَيْتُ إِلى مَشْهَدِكَ أَسْأَلُ اللَّهَ بِالشَّأْنِ الَّذِي لَكَ عِنْدَهُ وَبِالمَحَلِّ الَّذِي لَكَ لَدَيْهِ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ .
ثم قُم فصلِّ ركعتين عند الرأس، اقرأ فيهما ما أحبَبْتَ، فإذا فرغتَ من صلاتك فقل:
اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ وَرَكَعْتُ وَسَجَدْتُ لَكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ؛ لِأَنَّ
ص: 86
الصَّلاةَ وَالرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ لا يَكُونُ إِلاّ لَكَ لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْهُمْ عَنِّي أَفْضَلَ السَّلامِ وَالتَّحِيَّةِ وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمْ السَّلامَ، اللّهُمَّ وَهاتانِ الرَّكْعَتانِ هَدِيَّةٌ مِنِّي إِلى مَوْلايَ الحُسِينِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَیهِمَا السَّلَامُ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ وَتَقَبَّلْ مِنُّي وَأْجُرْنِي عَلى ذلِكَ بِأَفْضَلِ أَمَلِي وَرَجائِي فِيكَ وَفِي وَلِيِّكَ يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ .
ثم قم وصر إلى عند رجلي القبر وقف عند رأس علي بن الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وقُلْ:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الشَّهِيدُ وَابْنُ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المَظْلُومُ وَابْنُ المَظْلُومُ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ .
ثم انكبَّ على القبر فقبِّله وقُلْ:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيهِ لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ المُسْلِمِينَ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكَ مِنْهُمْ .
ثم اخرج من الباب الذي عند رجلي علي بن الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، ثم توجّه إلى الشهداء وقُلْ:
السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أوْلِياءَ اللَّهِ وَأَحِبّاءَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أصْفِياءَ اللَّهِ وَأَوِدَّاءَهُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ دِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ
ص: 87
رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الوَلِيِّ (الزكي) النَّاصِحِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي طِبْتُمْ وَطابَتِ الأَرضُ الَّتِي فِيها دُفِنْتُمْ وَفُزْتُمْ فَوْزاً عَظِيماً فَيالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ مَعَكُمْ .
ثم عد إلى عند رأس الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وأكثر من الدّعاء لك ولأهلك ولوالديك ولإخوانك، فإن مشهده لا تُردُّ فيه دعوة داعٍ ولا سؤال سائل.
فإذا أردت الخروج فانكبّ على القبر وقُلْ:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَاصَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خالِصَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَمِينَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مُوَدِّعٍ لاَ قَالٍ وَلا سَئِمٍ، فَإِنْ أَمْضِ فَلا عَنْ مَلالَةٍ، وَإِنْ أُقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ. لا جَعَلَهُ اللَّهُ يا مَوْلاَيَ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكَ، وَرَزَقَنِي العَوْدَ إِلى مَشْهَدِكَ وَالمَقامَ فِي حَرَمِكَ، وَإِيَّاهُ أَسْأَلُ أَنْ يُسْعِدَنِي بِكَ وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ وِلْدِكَ وَيَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ.
ثمَّ قُمْ واخرجْ ولا تولِّ ظهرك، وأَكْثِرْ مِنْ قَوْلِ:
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ.
حتى تغيب عن القبر، فمن زار الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ بهذه الزيارة كتب الله له بكلِّ خطوة مائة ألف حسنة ومحا عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة وقضى له مائة ألف حاجة أسهلها أن يزحزحه عن النار وكانَ كمَنْ استشهد مع الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ حتى يشركهم في درجاتهم .
ص: 88
وداع الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ
ورد في كامل الزيارات عن يوسف الكناسيّ، عن أبي عبد اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال إذا أردت أن تودِّع الحسين بن علي عَلَیْهِ السَّلَامُ فقل:
السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ، وَاتَّ_بَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنَّا وَمِنْهُ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَنْفَعَنَا بِحُبِّهِ، اللَّهُمَّ ابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً، تَنْصُرُ بِهِ دِينَكَ، وَتَقتُلُ بِهِ عَدُوَّكَ، وَتُبِيرُ بِهِ مَنْ نَصَبَ حَرْباً لآلِ مُحَمَّدٍ، فَإِنَّكَ وَعَدْتَهُ ذَلِكَ، وَأَنْتَ لاَ تُخْلِفُ المِيعَاد، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ شُهَدَاءُ نُجَبَاءُ، جَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، وقُتِلْتُمْ عَلَى مِنْهَاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَابْنِ رَسُولِهِ كَثِيراً، أَنْتُم السَّابِقُونَ وَالمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَنْصَارُ اللَّهِ وَأَنْصَارُ رَسُولِهِ، فالحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَكُمْ وَعْدَهُ، وَأَرَاكُمْ مَا تُحِبُّونَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ. اللَّهُمَّ لاَ تَشْغَلْنِي فِي الدَّنْيَا عَنْ شُكْرِ نِعْمَتِكَ، لاَ بِإِكْثَارٍ تُلْهِينِي عَجَائِبُ بَهْجَتِهَا، وَتَفْتِنَنِي زَهْرَاتُ زِينَتِها، وَلاَ بِإِقْلاَلٍ يَضُرُّ بِعَمَلِي كَدُّهُ، وَيَمْلأُ صَدْرِي هَمُّهُ، أَعْطِنِي مِنْ ذَلِكَ غِنَىً عَنْ شِرَارِ خَلْقِكَ، وَبَلاَغاً أَنَالُ بِهِ رِضَاكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَعَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ الطيِّبِينَ الأَخْيَارِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتِهِ.
وورد في الإقبال: فإذا أردتَ وداعه عَلَیْهِ السَّلَامُ فقل:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ
ص: 89
يا صَفْوَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خالِصَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتِيلَ الظَّماءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا غَرِيبَ الغُرَباءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلا قالٍ، فَإِنْ أَمْضِ فَلا عَنْ مَلالَةٍ وَإِنْ أُقِمْ فَلا عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِما وَعَدَ اللَّهُ الصَّابِرِينَ. لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِكَ، وَرَزَقَنِي اللَّهُ العَوْدَ إِلى مَشْهَدِكَ وَالمَقامَ بِفِنائِكَ وَالقِيامَ فِي حَرَمِكَ، وَإِيَّاهُ أَسْأَلُ أَنْ يُسْعِدَنِي بِكُمْ وَيَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ.
زيارة العبّاس بن علي بن أبي طالب عَلَیْهِمُ السَّلَامُ
روى الشيخ الأجل جعفر بن قولويه القمّي، بسند معتبر عن أبي حمزة الثماليّ عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: إذا أردت زيارة قبر العبّاس بن علي وهو على شطّ الفرات بحذاء الحائر فقف على باب السقيفة (الروضة) وقُلْ:
سَلامُ اللَّهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِهِ المُرْسَلِينَ وَعِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهَداءِ وَالصِّدِّيقِينَ الزَّاكِياتِ الطَّيِّباتِ فِيما تَغْتَدِي وَتَرُوحُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَشْهَدُ لَكَ بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصْدِيقِ وَالوَفاءِ وَالنَّصِيحَةِ لِخَلَفِ النَّبِيِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ المُرْسَلِ وَالسِّبْطِ المُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ العالِمِ وَالوَصِيِّ المُبَلِّغِ وَالمَظْلُومِ المُهْتَضَمِ، فَجَزاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَنْ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَفْضَلَ الجَزاءِ بِما صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأَعَنْتَ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ. لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّكَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ حالَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ ماءِ الفُراتِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَأَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَكُمْ ما وَعَدَكُمْ. جِئْتُكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَافِداً إِلَيْكُمْ وَقَلَبْيِ مُسَلِّمٌ لَكُمْ وَأَنا لَكُمْ تابِعٌ
ص: 90
وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الحاكِمِينَ، فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لامَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي بِكُمْ وَبِإِيَابِكُمْ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَبِمَنْ خالَفَكُمْ وَقَتَلَكُمْ مِنَ الكافِرِينَ، قَتَلَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ بالأيدي وَالألْسُنِ .
ثم ادخل وانكبّ على القبر وقُلْ:
السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها العَبْدُ الصَّالِحُ المُطِيعُ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَمَغْفِرَتُهُ وَرِضْوانُهُ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ، أَشْهَدُ وَأُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى ما مَضى عَلَيْهِ البَدْرِيُّونَ وَالمُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ المُناصِحُونَ لَهُ فِي جِهادِ أَعْدائِهِ، المُبالِغُونَ فِي نُصْرَةِ أَوْلِيائِهِ، الذَّابُّونَ عَنْ أَحِبَّائِهِ؛ فَجَزاكَ اللَّهُ أَفْضَلَ الجَزاءِ وَأَكْثَرَ الجَزاءِ وَأَوْفَرَ الجَزاءِ وَأَوْفى جَزاءِ أَحَدٍ مِمَّنْ وَفى بِبَيْعَتِهِ وَاسْتَجابَ لَهُ دَعْوَتَهُ وَأَطاعَ وُلاةَ أَمْرِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بالَغْتَ فِي النَّصِيحَةِ وَأَعْطَيْتَ غايَةَ المَجْهُودِ، فَبَعَثَكَ اللَّهُ فِي الشُّهَداءِ وَجَعَلَ رُوحَكَ مَعَ أَرْواحِ السُّعَداءِ وَأَعْطاكَ مِنْ جِنانِهِ أَفْسَحَها مَنْزِلاً وَأَفْضَلَها غُرَفاً وَرَفَعَ ذِكْرَكَ فِي عِلّيِّينَ وَحَشَرَكَ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً، أَشْهَدُ أَنَّكَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْكُلْ، وَأَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى بَصِيرَةٍ مِنْ أَمْرِكَ مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ، وَمُتَّبِعاً لِلْنَبِيِّينَ جَمَعَ اللَّهُ بَيْنَنا وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ رَسُولِهِ وَأَوْلِيائِهِ فِي مَنازِلِ المُحْسِنِينَ فَإِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .
إلى هنا تنتهي الزيارة الواردة في كامل الزيارات، ولكن الشيخ المفيد في المزار قال:
ص: 91
ثم انحرفْ إلى عند الرأس فصلِّ ركعتين، ثم صلِّ بعدهما ما بدا لك، وادعُ اللَّهَ كَثِيراً، وقلْ عقيب الركعات:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَدَعْ لِي فِي هذا المَكانِ المُكَرَّمِ وَالمَشْهَدِ المُعَظَّمِ ذَنْباً إِلاّ غَفَرْتَهُ وَلا هَمّاً إِلاّ فَرَّجْتَهُ وَلاَ كَرْباً إلاَّ كَشَفْتَهُ وَلا مَرَضاً إِلاّ شَفَيْتَهُ وَلا عَيْباً إِلاّ سَتَرْتَهُ وَلا رِزْقاً إِلاّ بَسَطْتَهُ وَلا خَوْفاً إِلاّ آمَنْتَهُ وَلا شَمْلاً إِلاّ جَمَعْتَهُ وَلا غائِباً إِلاّ حَفِظْتَهُ وَأَدْنَيْتَهُ وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ لَكَ فِيها رِضىً وَلِيَ فِيها صَلاحٌ إِلاّ قَضَيْتَها يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
ثم عد إلى الضريح فقف عند الرجلين، وقُلْ:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الفَضْلِ العَبَّاس ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّيَن، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَوَّلِ القَوْمِ إِسْلاماً وَأَقْدِمِهْم إِيْماناً وَأَقْوَمِهِمْ بِدِينِ اللَّهِ وَأَحْوَطِهِمْ عَلى الإسْلامِ، أَشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَخِيكَ فَنِعْمَ الأَخُ المُواسِي، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً ظَلَمَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً اسْتَحَلَّتْ مِنْكَ المَحارِمَ وَانْتَهَكَتْ فِيكَ حُرْمَةَ الإسْلامِ، فَنِعْمَ الصَّابِرُ المُجاهِدُ المُحامِي النَّاصِرُ وَالأخُ الدَّافِعُ عَنْ أَخِيهِ المُجِيبُ إِلى طاعَةِ رَبِّهِ الرَّاغِبُ فِيما زَهِدَ فِيهِ غَيْرُهُ مِنَ الثَّوابِ الجَزِيلِ وَالثَّناءِ الجَمِيلِ فَأَلْحَقَكَ اللَّهُ بِدَرَجَةِ آبائِكَ فِي دَارِ النَّعِيمِ. اللّهُمَّ إِنِّي تَعَرَّضْتُ لِزِيارَةِ أَوْلِيائِكَ رَغْبَةً فِي ثَوابِكَ وَرَجاءً لِمَغْفِرَتِكَ وَجَزِيلِ إِحْسانِكَ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَأَنْ تَجْعَلَ رِزْقِي بِهِمْ دارّاً وَعَيْشِي بِهِمْ قارَّاً
ص: 92
وَزِيارَتِي بِهِمْ مَقْبُولَةً وَحَياتِي بِهِمْ طَيِّبَةً، وَأَدْرِجْنيِ إِدْراج المُكْرَمِينَ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْقَلِبُ مِنْ زِيارَةِ مَشاهِدِ أَحِبَّائِكَ مُفْلِحاً مُنْجِحاً قَدْ اسْتَوْجَبَ غُفْرانَ الذُّنُوبِ وَسَتْرَ العُيُوبِ وَكَشْفَ الكُرُوبِ إِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ .
وداع أبي الفضل العباس عَلَیْهِ السَّلَامُ
فإذا أردت وداعه فادنُ من القبر الشريف، وودّعه بما ورد في رواية أبي حمزة الثماليّ، وذكره في كامل الزيارات أيضاً:
اسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلامَ، آمَنّا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَبِكِتابِهِ وَبِما جاءَ بِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ، اللّهُمَّ فَاكْتُبْنا مَعَ الشَّاهِدِينَ اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي قَبْرَ ابْنِ أَخِي نَبِيِّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَارْزُقْنِي زِيارَتَهُ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي وَاحْشُرْنِي مَعَهُ وَمَعَ آبائِهِ فِي الجِنانِ وَعَرِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ رَسُولِكَ وَأَوْلِيائِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَوَفَّنِي عَلى الإيمانِ بِكَ وَالتَّصْدِيقِ بِرَسُولِكَ وَالوِلايَةِ لِعَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ عَلَیهِمُ السَّلَامُ وَالبَراءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَإِنِّي قَدْ رَضِيْتُ يا رَبِّي بِذلِكَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.
ثم ادعُ لنفسك و لأبويك وللمؤمنين والمسلمين واختر من الدّعاء ما شئت.
الثامن: أن يدعو بدعاء كميل بن زياد (رضي الله عنه)، وَهُوَ من الدّعوات المعروفة. قالَ العلاّمة المجلسيّ (رضي الله عنه): إنّه أفضل الأدعية، وَهُوَ دعاء الخضر عَلَیْهِ السَّلَامُ، وقد علّمه الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ كميلاً، وَهُوَ من خواص أصحابه، ويُدعى به في ليلة النصف من شعبان، وليلة الجُمعة، ويجدي في كفاية شرّ الأعداء، وفي فتح باب الرزق، وفي غفران الذُّنوب. وَهُوَ هذا الدُّعاء کما في المصباح للشیخ:
ص: 93
دعاء كُميل بن زياد (رضي الله عنه)
اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِرحَمتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهرْتَ بِها كُلَّ شَيْءٍ، وَخضَعَ لَها كُلُّ شَيءٍ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيءٍ، وَبعَزَّتِكَ الَّتِي لا يَقُومُ لَها شَيءٌ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي ملأتْ كُلَّ شَيءٍ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلا كُلَّ شَيءٍ، وَبِوَجْهِكَ الباقِي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيءٍ، وَبِأَسْمائِكَ الَّتِي غَلَبَتْ أَرْكانَ كُلِّ شَيءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحاطَ بِكُلِّ شَيءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضاءَ لَهُ كُلُّ شَيءٍ، يا نوُرُ يا قُدُّوسُ، يا أوَّلَ الأَوَّلينَ، وَيا آخِرَ الآخِرينَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعاءَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الّذنُوبَ الّتي تُنْزِلُ البَلاَءَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ كُلَّ ذَنْبٍ أذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها. اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ وَاسْتَشفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِجوُدِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ، وأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ، أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي، وَتَجْعَلَنِي بِقِسَمِكَ راضِياً قانِعاً، وَفِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ مُتَواضِعاً. اللّهُمَّ وَأَسأَلُكَ سُؤالَ مَنْ اِشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فِيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ. اللّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ وَعَلا مَكانُكَ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلا يُمْكِنُ الفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ. اللّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبِي غافِراً وَلا لِقَبائِحِي ساتِراً،
ص: 94
وَلا لِشَيءٍ مِنْ عَمَلِيَ القَبِيحِ بِالحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي، وَسَكَنْتُ إِلى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي، وَمَنِّكَ عَلَيَّ. اللّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ البَلاءِ أَقَلْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْروُهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَناءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ. اللّهُمَّ عَظُمَ بَلائِي، وَأَفْرَطَ بِي سُوءُ حالِي، وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ أَمَلِي، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسِي بِجِنايَتِها، وَمِطالِي يا سَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لا يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعالي، وَلا تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ ما اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي، وَلا تُعاجِلْنِي بِالعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ فِي خَلَواتِي مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَإسَاءَتِي، وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتِي، وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي، وَكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي فِي كُلِّ الأَحْوَالِ رَؤُوفاً، وَعَلَيَّ فِي جَمِيعِ الأُمُورِ عَطُوفاً. إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي وَالنَّظَرَ فِي أَمْرِي. إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فِيهِ هَوى نَفْسِي وَلَمْ أَحْتَرِسْ فِيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوِّي، فَغَرَّنِي بِما أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ القَضاءُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ مِنْ نَقْضِ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلَيَّ فِي جَمِيعِ ذلِكَ وَلا حُجَّةَ لِي فِيما جَرى عَلَيَّ فِيهِ قَضاؤُكَ، وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يا إِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي، مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لا أَجِدُ مَفَرّاً مِمّا
ص: 95
كانَ مِنِّي وَلا مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ فِي أَمْرِي، غَيْرَ قَبُوُلِكَ عُذْرِي وَإِدْخالِكَ إِيّايَ فِي سَعَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ. إلهِي فَاقْبَلْ عُذْرِي، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي، يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي، وَرِقَّةَ جِلْدِي وَدِقَّةَ عَظْمِي، يا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي، هَبْنِي لابْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بِي، يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي، أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ وَبَعْدَما انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِسانِي مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَمِيرِي مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافِي وَدُعائِي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ، هَيْهاتَ! أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبْعِّدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلى البَلاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ، وَلَيْتَ شِعْرِي يا سَيِّدِي وَإِلهِي وَمَوْلايَ! أَتُسَلِّطُ النّارَ عَلى وُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحِيدِكَ صادِقَةً وَبُشُكْرِكَ مادِحَةً، وَعَلى قُلُوبٍ أَعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلَى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ العِلْمِ بِكَ حَتّى صارَتْ خاشِعَةً، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً، وَأَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً؟ ! ما هكَذا الظَنُّ بِكَ وَلا أُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَرِيمُ يا رَبِّ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفِي عَنْ قَلِيلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَما يَجْرِي فِيها مِنَ المَكارِهِ عَلى أَهْلِها، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاٌء وَمَكْروهٌ قَلِيلٌ مَكْثُهُ، يَسِيرٌ بَقاؤهُ قَصِيٌر مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احْتِمالِي لِبَلاءِ الآخِرَةِ وَجَلِيلِ وُقُوعِ المَكارِهِ فِيها، وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ وَيَدُومُ مَقامُهُ وَلا يُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ؛ لأنّه لا يَكُونُ إِلاّ عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ؟! وَهذا ما لا تَقُومُ لَهُ
ص: 96
السَّماواتُ وَالأَرْضُ، يا سَيِّدِي فَكَيْفَ لِي وَأَنا عَبْدُكَ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ الحَقِيرُ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ؟! يا إِلهِي وَرَبِّي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ، لأيِّ الأُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو، وَلِما مِنها أَضِجُّ وَأَبْكِي، لأليم العَذابِ وَشِدَّتِهِ، أَمْ لِطُولِ البَلاءِ وَمُدَّتِهِ؟! فَلَئِنْ صَيَّرْتَنِي لِلْعُقُوباتِ مَعَ أَعْدائِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْنِي وَبَيْنَ أَحِبّائِكَ وَأَوْلِيائِكَ؛ فَهَبْنِي يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَرَبِّي، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَلى فِراقِكَ؟ وَهَبْنِي صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ؟ أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِي النّارِ وَرَجائِي عَفْوُكَ؟ فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدِي وَمَوْلايَ أُقْسِمُ صادِقاً، لَئِنْ تَرَكْتَنِي ناطِقاً لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجِيجَ الآمِلِينَ، وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ المُسْتَصْرِخِينَ، وَلأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الفاقِدِينَ، وَلَأُنادِيَنَّكَ أَيْنَ كُنْتَ يا وَلِيَّ المُؤْمِنِينَ، يا غايَةَ آمالِ العارِفِينَ، يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ، يا حَبِيبَ قُلوُبِ الصّادِقِينَ، وَيا إِلهَ العالَمينَ، أَفَتُراكَ، سُبْحانَكَ يا إلهِي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فِيها صَوتَ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُسْجَنُ فِيها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ، وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَرِيرَتِهِ، وَهُوَ يَضُجُّ إِلَيْكَ ضَجِيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُنادِيكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحِيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ الَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ، يا مَوْلايَ فَكَيْفَ يَبْقى فِي العَذابِ وَهُوَ يَرْجوُ ما سَلفَ مِنْ حِلْمِكَ؟ أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمَلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ؟ أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهِیبُها وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ؟ أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفِيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ؟ أَمْ كَيْفَ يَتَغَلْغَلُ بَيْنَ
ص: 97
أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ؟ أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَ يُنادِيكَ يا رَبَّه؟ أَمْ كَيْفَ تُنْزِلُهُ فِيهَا وَهُوَ يَرْجُو فَضْلَكَ فِي عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فِيها؟ هَيْهاتَ! ما ذَلِكَ الظَنُّ بِكَ وَلا المُعْروفُ مِنْ فَضْلِكَ، وَلا مُشبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ المُوَحِّدِينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسانِكَ! فَبِالْيَقِينِ أَقَطَعُ، لَولا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذِيبِ جاحِدِيكَ، وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِدِيكَ، لَجَعْلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداً وَسَلاماً، وَما كَانَ لِأَحَدٍ فِيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلأَها مِنَ الكافِرِينَ مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فِيها المُعانِدِينَ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بالإنعام مُتَكَرِّماً أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ. إِلهِي وَسَيِّدِي، فَأَسأَلُكَ بِالقُدْرَةِ الَّتِي قَدَّرْتَها، وَبِالقَضِيَّةِ الَّتِي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها، أَنْ تَهَبَ لِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ، كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبِيحٍ أَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْ أَعَلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِها الكِرامَ الكاتِبِينَ، الَّذِينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنِّي، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيّ مَعَ جَوارِحِي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِي عَنْهُمْ وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ، وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظِّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ، أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ، أَوْ خَطأٍ تَسْتُرُهُ، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، يا إِلهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقِّي، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتِي، يا عَلِيماً بِضُرِّي وَمَسْكَنَتِي، يا خَبِيراً بَفَقْرِي
ص: 98
وَفاقَتِي، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، أَسأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتِي مِنَ اللّيْلِ وَالنَّهارِ بَذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالِي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالِي وأوْرادِي كُلُّها وِرْداً وَاحِداً، وَحالِي فِي خِدْمَتِكَ سَرْمَداً. يا سَيِّدِي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلِي، يا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالِي، يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، قَوِّ عَلى خَدْمَتِكَ جَوارِحِي وَاشْدُدْ عَلى العَزِيمَةِ جَوانِحِي، وَهَبْ لِيَ الجِدَّ فِي خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الاِتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ فِي مَيادِينِ السابِقِينَ، وأُسرِعَ إِلَيْكَ فِي البارِزِينَ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي المُشْتاقِينَ، وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ المُخْلِصِينَ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ المُوقِنِينَ، وَأَجْتَمِعَ فِي جِوارِكَ مَعَ المُؤْمِنِينَ. اللّهُمَّ وَمَنْ أَرادَنِي بِسوءٍ فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَحْسَنِ عَبِيدِكَ نَصِيباً عِنْدَكَ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ؛ فِإِنَّهُ لا يُنالُ ذلِكَ إِلاّ بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لِي بِجُودِكَ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ بَمَجْدِكَ وَاحْفَظْنِي بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِسانِي بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبِي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَاغْفِرْ زَلَّتِي، فَإِنَّكَ قَضيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ، وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الإِجَابَةَ، فَإِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهِي، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدِي، فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لِي دُعائِي، وَبَلِّغْنِي مُنايَ، وَلا تَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائِي، وَاكْفِنِي شَرَّ الجِنِّ وَالإِنْسِ مِنْ أعْدائِي. يا سَرِيعَ الرِّضا اغْفِرْ لِمَنْ لا يَمْلِكُ إِلاّ الدُّعاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشاءُ، يا مَنْ اسْمُهُ دَواءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ،
ص: 99
وَطاعَتُهُ غِنىً، ارْحَمْ مَنْ رَأسُ مالِهِ الرَّجاءُ وَسِلاحُهُ البُكاءُ، يا سَابِغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا نُورَ المُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ، يا عالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَفْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ وَالأَئِمَّةِ المَيامِينِ مِنْ آلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً.
التاسع: أن يدعو بدعاء (اللَّهم من تعبّأ وتهيّأ).
وهذا الدّعاء يُدعى به في ليلة الجُمعة ونهارها وَفي ليلة عرفة ونهارها، ونحن نروي الدّعاء عَن كتاب (المصباح) للشّيخ وهُوَ:
اللّهُمَّ مَنْ تَعَبَّأَ وَتَهَيّأ وَأَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفَاَدَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجَاءَ رِفْدِهِ وَطَلَبَ نائِلِهِ وَجائِزَتِهِ، فَإِلَيْكَ يا رَبِّ تَعْبِيَتِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ عَفْوِكَ وَطَلَبَ نائِلِكَ وَجائِزَتِكَ، فَلا تُخَيِّبْ دُعائِي يا مَنْ لا يَخِيبُ عَلَيْهِ سائِلٌ وَلا يَنْقُصُهُ نائِلٌ، فَإنِّي لَمْ آتِكَ ثِقَةً بِعَمَلٍ صالِحٍ عَمِلْتُهُ وَلا لَوَفادَةِ مَخْلُوقٍ رَجَوْتُهُ؛ أَتَيْتُكَ مُقِرّاً عَلى نَفْسِي بِالإِسَاءَةِ وَالظُّلْمِ مُعْتَرِفَاً بِأَنْ لا حُجَّةَ لِي وَلا عُذْرَ، أَتَيْتُكَ أَرْجُو عَظِيمَ عَفْوِكَ الَّذِي عَفَوْتَ بِهِ عَنِ الخاطِئِينَ فَلَمْ يَمْنَعْكَ طُولُ عُكُوِفِهمْ عَلى عَظِيمِ الجُرْمِ أَنْ عُدْتَ عَلَيْهِمْ بِالرَّحْمَةِ، فَيا مَنْ رَحْمَتُهُ وَاسِعَةٌ وَعَفْوُهُ عَظِيمٌ، يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ، لا يَرُدُّ غَضَبَكَ إِلاّ حِلْمُكَ وَلا يُنْجِي مِنْ سَخَطِكَ إِلاّ التَّضَرُّعُ إِلَيْكَ، فَهَبْ لِي يا إِلهِي فَرَجاً بِالْقُدْرَةِ الَّتِي تُحْيِي بِها مَيْتَ البِلادِ، وَلا تُهلِكْنِي غَمّاً حَتّى تَسْتَجِيبَ لِي وَتُعَرِّفَنِي الإِجَابَةَ في دُعائِي، وَأَذِقْنِي طَعْمَ العافِيَةِ إِلى مُنْتَهى أَجَلِي، وَلا تُشْمِتْ بِي عَدُوِّي، وَلا تُسَلِّطْهُ عَلَيَّ، وَلا تُمَكِّنْهُ مِنْ عُنُقِي. إلهِي إِنْ وَضَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَرْفَعُنِي؟ وَإِنْ رَفَعْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَضَعُنِي؟ وَإِنْ أَهْلَكْتَنِي فَمَنْ ذَا الَّذِي يَعْرِضُ لَكَ فِي عَبْدِكَ أَوْ يَسْأَلُكَ عَنْ
ص: 100
أَمْرِهِ؟ وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لَيْسَ فِي حُكْمِكَ ظُلْمٌ وَلا فِي نَقِمَتِكَ عَجَلَةٌ، وَإِنَّما يَعْجَلُ مَنْ يَخافُ الفَوْتَ، وَإِنِّما يَحْتاجُ إِلى الظُّلْمِ الضَّعِيفُ، وَقَدْ تَعالَيْتَ يا إِلهِي عَنْ ذلِكَ عُلُوّاً كَبِيراً. اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ فَأَعِذْنِي وَأَسْتَجِيرُ بِكَ فَأَجِرْنِي، وَأَسْتْرْزِقُكَ فَارْزُقْنِي، وَأَتَوَكَّلُ عَلَيْكَ فَاكْفِنِي، وَأَسْتَنْصِرُكَ عَلى عَدُوِّي فَانْصُرْنِي، وَأَسْتَعِينُ بِكَ فَأَعِنِّي، وَأَسْتَغْفِرُكَ يا إِلهِي فَاغْفِرْ لِي آمِينَ آمِينَ آمِينَ.
العاشر: أن يقرأ دعاء (اللّهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى).
روي في الإقبال أن من دعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجمع غفر اللَّهُ له:
اللّهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَمَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَعالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ وَمُنْتهى كُلِّ حاجَةٍ يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلى العِبادِ يا كَرِيمَ العَفْوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ يا جَوادُ يا مَنْ لا يُواري مِنْهُ لَيْلٌ داجٍ وَلا بَحْرٌ عَجَّاجٌ وَلا سَماءٌ ذاتُ أبراجٍ وَلا ظُلَمٌ ذاتُ ارْتِتاجٍ يا مَنِ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِياءٌ؛ أَسأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً وَبِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِ السَّماواتِ بِلا عَمَدٍ وَسَطَحْتَ بِهِ الأَرْضَ عَلى وَجْهِ ماءٍ جَمَدٍ، وَبِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ المَكْتُوبِ الطَّاهِرِ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ أَجَبْتَ وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَبِاسْمِكَ القُدُّوسِ البُرْهانِ الَّذِي هُوَ نُورٌ عَلى كُلِ نُورٍ وَنُورٌ مِنْ نُورٍ يُضيءُ مِنْهُ كُلُّ نُورٍ إِذا بَلَغَ الأَرْضَ انْشَقَّتْ وَإِذا بَلَغَ السَّماواتِ فُتِحَتْ وَإِذا بَلَغَ العَرْشَ اهْتَزَّ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرائِصُ مَلائِكَتِكَ، وَأَسأَلُكَ بِحَقِّ جَبْرَئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَعَلى جَمِيعِ الأَنْبِياءِ وَجَمَيعِ المَلائِكَةِ، وَبِالاسْمِ الَّذِي مَشى بِهِ الخِضْرُ عَلى قُلَلِ الماءِ كَما مَشى بِهِ
ص: 101
عَلى جَدَدِ الأَرْضِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي فَلَقْتَ بِهِ البَحْرَ لِمُوسى وَاغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ وَأَنْجَيْتَ بِهِ مُوسى بْنَ عِمْرانَ وَمَنْ مَعَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ مُوسى بْنُ عِمْرانَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الأيْمنِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ وَبِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ أَحْيا عِيسى بْنُ مَرْيَمَ المَوْتى وَتَكَلَّمَ فِي المَهْدِ صَبِيّاً وَأَبْرَأَ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ بِإِذْنِكَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَجَبْرئِيلُ وَمِيكائِيلُ وَإِسْرافِيلُ وَحَبِيبُكَ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَمَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ وَعِبادُكَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ ذُو النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سبُحْانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَنَجَّيْتَهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ، وَبِاسْمِكَ العَظِيمِ الَّذِي دَعاكَ بِهِ داوُدُ وَخَرَّ لَكَ ساجِداً فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَتْكَ بِهِ آسِيَةُ امْرأَةُ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ: {رَبّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ، وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعاءَها، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ أَيُّوبُ إِذْ حَلَّ بِهِ البَلاَءُ فَعافَيْتَهُ وَآتَيْتَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ وَذِكْرى لِلعابِدِينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ يَعْقُوبُ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَقُرَّةَ عَيْنِهِ يُوسُفَ وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ سُلَيْمانُ فَوَهَبْتَ لَهُ مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الوَهابُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي سَخَّرْتَ بِهِ البُراقَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِذْ قالَ تَعالى: {سُبْحانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى}، وَقَوْلُهُ: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ
ص: 102
لَنا هذَا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ}، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَنَزَّلَ بِهِ جَبْرئِيلُ عَلى مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ آدَمُ فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ وَأَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ. وَأَسأَلُكَ بِحَقِّ القُرْآنِ العَظِيمِ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَبِحَقِّ إِبْراهِيمَ وَبِحَقِّ فَصْلِكَ يَوْمَ القَضَاءِ، وَبِحَقِّ المَوازِينِ إِذا نُصِبَتْ وَالصُّحُفِ إِذا نُشِرَتْ، وَبِحَقِّ القَلَمِ وَما جَرى، وَاللَّوْحِ وَما أَحْصى وَبِحَقِّ الاسْمِ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى سُرادِقِ العَرْشِ قَبْلَ خَلْقِكَ الخَلْقَ وَالدُّنْيا وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ بِأَلْفَي عامٍ، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ المَخْزُونِ فِي خَزائِنِكَ الَّذِي اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلا عَبْدٌ مُصْطَفى، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي شَقَقْتَ بِهِ البِحارَ وَقامَتْ بِهِ الجِبالُ وَاخْتَلَفَ بِهِ اللَيْلُ وَالنَّهارُ، وَبِحَقِّ السَّبْعِ المَثانِي وَالقُرْآنِ العَظِيمِ، وَبِحَقِّ الكِرامِ الكاتِبِينَ، وَبِحَقِّ طهَ وَيَس وَكهيعص وَحمعسق وَبِحَقِّ تَوْراةِ مُوسى وَإِنْجِيلِ عِيسى وَزَبُورِ داوُدَ وَفُرْقانِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَعَلى جَمِيعِ الرُّسُلِ وَباهِيّاً شَراهيّاً؛ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ تَلْكَ المُناجاةِ الَّتِي بَيْنَكَ وَبَيْنَ مُوسى بْنِ عِمْرانَ فَوْقَ جَبَلِ طُورِ سَيْناءَ، وأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي عَلَّمْتَهُ مَلَكَ المَوْتِ لِقَبْضِ الأَرْواحِ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كُتِبَ عَلى وَرَقِ الزَّيْتُونِ فَخَضَعَتِ النِّيرانُ لِتِلْكَ الوَرَقَةِ فَقُلْتَ: {يَا نَارُ كَوْنِي بَرْدَاً وَسَلاماً}، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى سُرادِقِ المَجْدِ وَالكَرامَةِ، يا مَنْ لا يُخْفِيهِ سائِلٌ وَلا يَنْقُصُهُ نائِلٌ يا مَنْ بِهِ يُسْتَغاثُ وَإِلَيْهِ يُلْجَأُ أَسأَلُكَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهى
ص: 103
الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَجَدِّكَ الأعْلى وَكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ العُلى. اللّهُمَّ رَبَّ الرِّياحِ وَما ذَرَتْ وَالسَّماءِ وَما أَظَلَّتْ وَالأَرْضِ وَما أَقَلَّتْ وَالشَّياطِينِ وَما أَضَلَّتْ وَالبِحارِ وَما جَرَتْ، وَبِحَقِّ كُلِّ حَقٍّ هُوَ عَلَيْكَ حَقُّ، وَبِحَقِّ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالرَّوْحانِيِّينَ وَالكَرُوبِيِّينَ وَالمُسَبِّحينَ لَكَ بِاللَيْلِ وَالنَّهارِ لا يَفْتُرُونَ، وَبِحَقِّ إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ وَبِحَقِّ كُلِّ وَلِيٍّ يُنادِيكَ بَيْنَ الصَّفا وَالمَرْوَةِ وَتَسْتَجِيبُ لَهُ دُعاءَهُ، يا مُجِيبُ أَسأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الأَسْمَاءِ وَبِهذِهِ الدَّعَواتِ أَنْ تَغْفِرَ لَنا ما قَدَّمْنا وَما أَخَّرْنا وَما أَسْرَرْنا وَما أَعْلَنَّا وَما أَبْدَيْنا وَما أَخْفَيْنا وَما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنّا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شًيْءٍ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. يا حافِظَ كُلِّ غَرِيبٍ يا مُؤْنِسَ كُلِّ وَحِيدٍ، يا قُوَّةَ كُلِّ ضَعِيفٍ، يا ناصِرَ كُلِّ مَظْلُومٍ، يا رازِقَ كُلِّ مَحْرُومٍ، يا مُؤْنِسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ، يا صاحِبَ كُلِّ مُسافِرٍ، يا عِمادَ كُلِّ حاضِرٍ، يا غافِرَ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ، يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ يا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ يا كاشِفَ كَرْبِ المَكْرُوبِينَ يا فارِجَ هَمِّ المَهْمُومِينَ يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ يا مُنْتَهى غايَةِ الطَّالِبِينَ يا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ يا أرْحَمَ الرَّاِحِمينَ يا رَبَّ العالَمِينَ يا دَيَّانَ يَوْمِ الدِّينِ يا أَجْوَدَ الأجْوَدِينَ يا أكْرَمَ الأكْرَمِينَ يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ يا أبْصَرَ النَّاظِرِينَ يا أقْدَرَ القادِرِينَ، اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ السَّقَمَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمْ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ قَطْرَ السَّماءِ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الفَناءَ،
ص: 104
وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَجْلِبُ الشقاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُظْلِمُ الهَواءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الغِطاءَ، وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي لا يَغْفِرُها غَيْرُكَ يا اللهُ، وَاحْمِلْ عَنِّي كُلَّ تَبِعَةٍ لأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَيُسْراً وَأنْزِلْ يَقِينَكَ فِي صَدْرِي وَرَجاءَكَ فِي قَلْبِي حَتَّى لا أَرْجُوَ غَيْرَكَ، اللّهُمَّ احْفَظْنِي وَعافِنِي فِي مَقامِي وَاصْحَبْنِي فِي لَيْلِي وَنَهارِي وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمالِي وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي، وَيَسِّرْ لِيَ السَّبِيلَ وَأَحْسِنْ لِي التَّيْسِيرَ، وَلا تَخْذُلْنِي فِي العَسِيرِ وَاهْدِنِي يا خَيْرَ دَلِيلٍ، وَلا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي فِي الأمور وَلَقِّنِي كُلَّ سُرُورٍ، وَاقْلِبْنِي إِلى أَهْلِي بِالفَلاحِ وَالنَّجاحِ مَحْبُوراً فِي العاجِلِ وَالآجِلِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شًيْءٍ قَدِيرٌ، وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ طَيِّباتِ رِزْقِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي فِي طاعَتِكَ وَأَجِرْنِي مِنْ عَذابِكَ وَنارِكَ وَاقْلِبْنِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي إِلى جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ وَمِنْ حُلُولِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ نُزُولِ بَلاَئِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ البَلاءِ وَدَرَكِ الشَّقاءِ وَمِنْ سُوءِ القَضَاءِ وَشَماتَةِ الأعْدَاءِ وَمِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَمِنْ شَرِّ ما فِي الكِتاب المُنْزَلِ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِنَ الأشْرارِ وَلا مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَةَ الأخْيارِ، وَأَحْيِنِي حَياةً طَيِّبَةً وَتَوَفَّنِي وَفاةً طَيِّبَةً تُلْحِقُنِي بِالأبْرارِ، وَارْزُقْنِي مُرافَقَةَ الأَنْبِياءِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ وَصُنْعِكَ وَلَكَ الحَمْدُ عَلى الإسْلامِ وَاتِّباعِ السُّنَّةِ، يا رَبِّ كَما هَدَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَعَلَّمْتَهُمْ كِتابَكَ، فَاهْدِنا وَعَلِّمْنا وَلَكَ الحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ
ص: 105
وَصُنْعِكَ عِنْدِي خاصَّةً كَما خَلَقْتَنِي فَأَحْسَنْتَ خَلْقِي وَعَلَّمْتَنِي فَأَحْسَنْتَ تَعْلِيمِي وَهَدَيْتَنِي فَأَحْسَنْتَ هِدايَتِي فَلَكَ الحَمْدُ عَلى إِنْعامِكَ عَلَيَّ قَدِيماً وَحَدِيثاً، فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يا سَيِّدِي قَدْ فَرَّجْتَهُ وَكَمْ مِنْ غَمٍّ يا سَيِّدِي قَدْ نَفَّسْتَهُ وَكَمْ مِنْ هَمٍّ يا سَيِّدِي قَدْ كَشَفْتَهُ وَكَمْ مِنْ بَلاءٍ يا سَيِّدِي قَدْ صَرَفْتَهُ وَكَمْ مِنْ عَيْبٍ يا سَيِّدِي قَدْ سَتَرْتَهُ، فَلَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ حالٍ فِي كُلِّ مَثْوىً وَزَمانٍ وَمُنْقَلَبٍ وَمَقامٍ وَعَلى هذِهِ الحالِ وَكُلِّ حالٍ. اللّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَفْضَلِ عِبادِكَ نَصِيباً فِي هذا اليَوْمِ مِنْ خَيْرٍ تَقْسِمُهُ أَوْ ضُرٍّ تَكْشِفُهُ أَوْ سُوءٍ تَصْرِفُهُ أَوْ بَلاء تَدْفَعُهُ أَوْ خَيْرٍ تَسُوقُهُ أَوْ رَحْمَةٍ تَنْشُرُها أَوْ عافِيَةٍ تُلْبِسُها، فَإنَّكَ عَلى كُلِّ شًيْءٍ قَدِيرٌ وَبِيَدِكَ خَزائِنُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَأَنْتَ الواحِدُ الكَرِيمُ المُعْطِي الَّذِي لا يُرَدُّ سائِلُهُ وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ وَلا يَنْقُصُ نائِلُهُ وَلا يَنْفَدُ ما عِنْدَهُ بَلْ يَزْدادُ كَثْرَةً وَطِيباً وَعَطاءً وَجُوداً، وارْزُقْنِي مِنْ خَزائِنِكَ الَّتِي لا تَفْنى وَمِنْ رَحْمَتِكَ الواسِعَةِ إِنَّ عَطاءَكَ لَمْ يَكُنْ مَحْظُوراً وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شًيْءٍ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
الحادي عشر: أن يقول عشر مرّات:
يا دائِمَ الفَضْلِ عَلى البَرِيَّةِ، يا باسِطَ اليَّدِيْنِ بِالعَطِيَّةِ، يا صاحِبَ المَواهِبِ السَّنِيَّةِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ الوَرى سَجِيَّةً، وَاغْفِرْ لَنا يا ذا العُلَى فِي هِذِهِ العَشِيَّةِ .
الثاني عشر: عَن النّبّي صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قالَ: من قال هذه الكلمات سبع مرّات في ليلة الجُمعة فمات ليلته دَخَل الجنّة، وَمَن قالَها يَوم الجُمعة فمات في ذلكَ اليوم دَخَل الجنّة.
اللّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ أَمَتِكَ وَفِي
ص: 106
قَبْضَتِكَ وَناصِيَتِي بِيَدِكَ أَمْسَيْتُ عَلى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بَرِضاكَ مِنْ شَرِّ ما صَنَعْتُ، وأَبُوءُ بِعَمَلِي وَأَبُوءُ بِذُنُوبِي فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي إِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ .
الثالث عشر:أنْ يقرأ ليلة الجُمعة سُورَة(الإسراء) وسورة(الكهف) وَسورة(الشعراء) وسورة (النمل)وسورة(القصص) وسورة (السّجدة) وسورة (يَس) وسورة صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَسورة (الأحقاف) وسورة (الواقعة) وسورة (فصلت) وسورة (الدّخان) وَسورة (الطُّور) وَسورة (القمر) وَسورة (الجُمعة)، فإنْ لَمْ تسنحْ لَهُ الفرصة فليختر من هذه السّور سورة (الواقعة) وَما قبلها.
الرابع عشر:يُستحبّ أن يُدعى في السَّحر ليلة الجُمعة، بهذا الدّعاء:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِي الغَداةَ رِضاكَ، وَأَسْكِنْ قَلْبِي خَوْفَكَ وَاقْطَعْهُ عَمَّنْ سِواكَ، حَتّى لا أَرْجُوَ وَلا أَخافَ إِلاّ إِيّاكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَهَبْ لِي ثَباتَ اليَقِينِ وَمَحْضَ الإِخْلاَصِ وَشَرَفَ التَوْحِيدِ وَدَوامَ الاِسْتِقامَةِ وَمَعْدِنَ الصَّبْرِ وَالرِّضَا بِالقَضَاءِ وَالقَدَرِ، يا قاضِيَ حَوائِجِ السَّائِلِينَ يا مَنْ يَعْلَمُ ما فِي ضَمِيرِ الصَّامِتِينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاسْتَجِبْ دُعائِي، وَاغْفِرْْ ذَنْبِي وَأَوْسِعْ رِزْقِي وَاقْضِ حَوائِجِي فِي نَفْسِي وَإِخْوانِي فِي دِينِي وَأَهْلِي. إِلهِي طُمُوحُ الآمال قَدْ خابَتْ إِلاّ لَدَيْكَ وَمَعاكِفُ الهِمَمِ قَدْتَعَطَّلَتْ إِلاّ عَلَيْكَ وَمَذاهِبُ العُقُولِ قَدْ سَمَتْ إِلاّ إِلَيْكَ، فَأَنْتَ الرَّجاءُ وَإِلَيْكَ المُلْتَجأُ، يا أَكْرَمَ مَقْصُودٍ وَأَجْوَدَ مَسْؤولٍ، هَرَبْتُ إِلَيْكَ بِنَفْسِي، يا مَلْجَأَ الهارِبِينَ بِأَثْقالِ الذُّنُوبِ أَحْمِلُها عَلى ظَهْرِي، لا أَجِدُ لِي إِلَيْكَ شافِعاً سِوى مَعْرِفَتِي بِأَنَّكَ أَقْرَبُ مَنْ رَجاهُ
ص: 107
الطَّالِبُونَ وَأَمّلَ ما لَدَيْهِ الرَّاغِبُونَ، يا مَنْ فَتَقَ العُقُولَ بِمَعْرِفَتِهِ وَأَطْلَقَ الأَلْسُنَ بِحَمْدِهِ وَجَعَلَ ما امْتَنَّ بِهِ عَلى عِبادِهِ فِي كِفاءٍ أَنَالَ بِهِ حَقَّهُ، صَلِّ عَلى مُحَمدٍ وَآلِهِ، وَلا تَجْعَلْ لِلْشَيْطانِ عَلى عَقْلِي سَبِيلاً وَلا لِلْباطِلِ عَلى عَمَلِي دَليلاً.
وهي كثيرة، نقتصر هنا على عدّةٍ منها:
الأوّل:إذا طلع الفجر يَوم الجُمعة فليقُل:
أَصْبَحْتُ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ وَذِمَّةِ مَلائِكَتِهِ وَذِمَمِ أَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ عَلَیهِمُ السَّلَامُ وَذِمَّةِ مُحَمدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَذِمَمِ الأَوْصِياء مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ، آمَنْتُ بِسِرِّ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ وَعَلانِيَتِهِمْ وظاهِرِهِمْ وَباطِنِهِمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّهُمْ فِي عِلْمِ اللَّهِ وَطاعَتِهِ كَمُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.
الثاني:رُوي أنّ من قالَ يَوم الجُمعة قَبلَ صلاة الصّبح ثلاث مرّات:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ,.
غُفِرتْ ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر.
الثالث:أن يقرأ في الركعةِ الأولى من صلاة الفجر سُورَة (الجُمعة)، وَفي الركعةِ الثانية سُورَة (التَوحيد).
الرابع:أن يدعو بهذا الدّعاء بعد صلاة الصّبح قَبلَ أنْ يتكلم ليكون ذلكَ كفارة لذنوبه من الجمعةٍ إلى الجمعة.
اللّهُمَّ ما قُلْتُ فِي جُمُعَتِي هذهِ مِنْ قَوْلٍ، أَوْ حَلَفْتُ فِيها مِنْ حَلْفٍ، أَوْ نَذَرْتُ فِيها مِنْ نَذْرٍ فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْ ذلكَ كُلِّهِ، فَما شِئْتَ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ كانَ، وَما لَمْ تَشَأْ مِنْهُ لَمْ يَكُنْ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَتَجاوَزْ عَنِّي، اللّهُمَّ مَنْ صَلَّيْتَ عَلَيْهِ فَصَلاتِي عَلَيْهِ، وَمَنْ لَعَنْتَ فَلَعْنَتِي عَلَيْهِ .
وليؤدِّ هذا العمل ولو مَرَّة في كُلِّ شهر.
ص: 108
الخامس:وقال الصدوق (قده) في ثواب الأعمال عن أبي عبد اللَّه عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من قرأ سورة (الرحمن) بعد صلاة الصّبح من يوم الجمعة فقال عند كلِّ{فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ}:(لا بِشيء مِنْ آلائِكَ رب أُکَذِّبُ) ، فإنْ قرأها ليلاً ثم مات، مات شهيداً، وإنْ قرأها نهاراً ثم مات، مات شهيداً.
سورة الرحمن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
{الرَّحْمَانُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ (5) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ (6) وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) أَلاَّ تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ (8) وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلاَ تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ (9) وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (11) وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ (12) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (13) خَلَقَ الإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ (14) وَخَلَقَ الْجَآنَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ (15) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (16) رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ (17) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (18) مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ (20) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (21) يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (23) وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَآتُ فِي الْبَحْرِ كَالأَعْلاَمِ (24) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (25) كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ (26) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ (27) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (28) يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (29) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (30) سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلاَنِ (31) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (32) يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطَارِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ فَانْفُذُوا لاَ تَنْفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ (33) فَبِأَيِّ
ص: 109
آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (34) يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنْتَصِرَانِ (35) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(36) فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (37) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(38) فَيَوْمَئِذٍ لاَ يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلاَ جَآنٌّ (39) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(40) يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالأَقْدَامِ (41) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ(42) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِهَا الْمُجْرِمُونَ (43) يَطُوفُونَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (44) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (45) وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ (46) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (47) ذَوَاتَا أَفْنَانٍ (48) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (49) فِيهِمَا عَيْنَانِ تَجْرِيَانِ (50) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (51) فِيهِمَا مِنْ كُلِّ فَاكِهَةٍ زَوْجَانِ (52) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (53) مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ (54) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (55) فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنّ(56) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (57) كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ (58) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (59) هَلْ جَزَاءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ (60) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (61) وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ (62) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (63) مُدْهَآمَّتَانِ (64) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (65) فِيهِمَا عَيْنَانِ نَضَّاخَتَانِ (66) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (67) فِيهِمَا فَاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (68) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (69) فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ (70) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (71) حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ (72) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (73) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلاَ جَآنٌّ (74) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (75) مُتَّكِئِينَ عَلَى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ (76) فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ (77) تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ (78)}.
ص: 110
السادس: أَنْ يغتسل غسل الجمعة كما هو مذكور في الرسائل العملية للمراجع العظام وقتاً وكيفيّة.
السابع: أَن يزوُر النبّي والأئمّة الطّاهرين سلام اللَّهِ عَلَيهم أجمعين.
زيارة الحجج الطاهرين عَلَیْهِمُ السَّلَامُ يوم الجمعة قال الشيخ في (المصباح) والسيد في (جمال الأسبوع) في ضمن أعمال يوم الجمعة: اعلم أنّه يُستحب في يوم الجمعة زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ والأئمّة عَلَیْهِمُ السَّلَامُ. وروي عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أن من أراد أن يزور قبر رسول اللَّهِ وقبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وقبور الحجج عَلَیْهِمُ السَّلَامُ، وهو في بلده، فليغتسل في يوم الجمعة وليلبس ثوبين نظيفين وليخرج إلى الفلاة من الأَرض. وعلى روايةِ أخرى:ولیصد سطحا ثم يُصلِّي أربع ركعات يقرأُ فيهنّ ما تيسّر من السّور. فإذا تشهّد وسلّم فليقم مستقبل القبلة وليقل:
السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَبِيُّ المُرْسَلُ وَالوَصِيُّ المُرْتَضَى وَالسَّيِّدَةُ الكُبْرى وَالسَّيِّدَةُ الزَّهْراءُ وَالسِبْطانِ المُنْتَجَبانِ وَالأوْلادُ الأعْلامُ وَالأُمَناءُ المُنْتَجَبُونَ المُسْتَخْزَنُونَ جِئْتُ انْقِطاعاً إِلَيْكُمْ وَإِلى آبائِكُمْ وَولدِكُمْ الخَلَفِ عَلى بَرَكَةِ الحَقِّ، فَقلْبِي لَكُمْ مُسْلِّمٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَحْكُمَ اللَّهُ بِدِينِهِ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، إِنِّي لَمِنَ القائِلِينَ بِفَضْلِكُمْ مُقِرٌّ بِرَجْعَتِكُمْ لا أُنْكِرُ للَّهِ قُدْرَةً وَلا أَزْعَمُ إِلاّ ما شَاءَ اللَّهُ، سُبْحَانَ اللَّهِ ذِي المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ يُسَبِّحُ اللَّهَ بِأَسْمائِهِ جَمِيعُ خَلْقِهِ وَالسَّلامُ عَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجْسادِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةَ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .
الثامن:أن يزور الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.
عن حنان بن سدير، عن أبيه في حديث طويل، قال: قال أبو عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ: يا سدير ما عليك أن تزور قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في كلِّ جمعة خمسَ مرّاتٍ، وفي
ص: 111
كلِّ يوم مرّة، قلت: جُعِلت فداك إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة، فقال: تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثمّ ترفع رأسك إلى السماء ثم تحوّل نحو قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ثم تقول:
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.
تكتب لك زورة، والزورة حجّة وعمرة، قال سدير: فربما فعلته في النهار أكثر من عشرين مرّة.
التاسع:أن يُصلِّي على النبيّ وآله الأطهار يوم الجمعة.
قال الطوسيّ في المصباح في خلال أعمال يوم الجمعة، حدثنا أبو محمّد عبد اللَّهِ بن محمّد العابد، قال: سألت مولاي الإمام الحسن العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ في منزله بسرَّ من رأى سنة خمس وخمسين ومائتين يملي عليّ الصَّلاة على النبيّ وأوصيائه عليه وعليهم السلام، وأحضرت معي قرطاساً كَبِيراً، فأملى عليّ لفظاً من غير كتاب، وقال: اكتب.
الصَّلاة على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما حَمَلَ وَحْيَكَ وَبَلَّغَ رِسَالاَتِكَ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أَحَلَّ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَعَلَّمَ كِتابَكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أقامَ الصَّلاةَ وَآتى الزَّكاةَ وَدَعا إِلى دِينِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما صَدَّقَ بِوَعْدِكَ وَأَشْفَقَ مِنْ وَعِيدِكَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما غَفَرْتَ بِهِ الذُّنُوبَ وَسَتَرْتَ بِهِ العُيُوبَ وَفَرَّجْتَ بِهِ الكُرُوبَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما دَفَعْتَ بِهِ الشَّقاءَ وَكَشَفْتَ بِهِ الغَمّاءِ وَأَجَبْتَ بِهِ الدُّعاءَ وَنَجَّيْتَ بِهِ مِنَ البَلاءِ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما رَحِمْتَ بِهِ العِبادَ وَأَحْييْتَ بِهِ البِلادَ وَقَصَمْتَ بِهِ الجَبابِرَةَ وَأَهْلَكْتَ بِهِ الفَراعِنَةَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أضْعَفْتَ بِهِ الأمْوَالَ وَأَحْرَزْتَ بِهِ مِنَ الأَهْوَالِ وَكَسَرْتَ بِهِ الأَصْنَامَ
ص: 112
وَرَحِمْتَ بِهِ الأنامَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما بَعَثْتَهُ بِخَيْرِ الأديانِ وَأَعْزَزْتَ بِهِ الإيْمانَ وَتَبَّرْتَ بِهِ الأوْثانَ وَعَظَّمْتَ بِهِ البَيْتَ الحَرامَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ الأَخْيارِ وَسَلِّم تَسْلِيماً .
الصَّلاة على الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ أَخِي نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ وَوَزِيرِهِ وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَبابِ حِكْمَتِهِ وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَالداعِي إِلى شَرِيعَتِهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ وَمُفَرِّجَ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ، قاصِمِ الكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الفَجَرَةِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى، اللّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاَهُ وَعادِ مَنْ عَادَاهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْصِياءِ أَنْبِيائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .
الصَّلاة على سيدة النساء فاطمة عَلَیْهَا السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الصِّدِّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ حَبِيبَةِ حَبِيبِكَ وَنَبِيِّكَ وَأُمِّ أَحِبَّائِكَ وَأَصْفِيائِكَ الَّتِي انْتَجَبْتَها وَفَضَّلْتَها وَاخْتَرْتَها عَلى نِساءِ العالَمِينَ، اللّهُمَّ كُنِ الطَّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّها وَكُنِ الثَّائِرَ اللّهُمَّ بِدَمِ أَوْلادِها، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَها أُمَّ أَئِمَّةِ الهُدى وَحَلِيلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ وَالكَرِيمَةَ عِنْدَ المَلاَ الأعْلى فَصَلِّ عَلَيْها وَعَلى أُمِّها خَدِيجَةَ الكُبْرَى صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَجْهَ أَبِيهَا مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَتُقِرُّ بِها أَعْيُنَ ذُرِّيَّتِها، وَأبْلِغْهُمْ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ .
ص: 113
الصَّلاة على الإِمامين الحسن والحسين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَبْدَيْكَ وَوَلِيَّيْكَ وَابْنَيْ رَسُولِكَ وَسِبْطَي الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلادِ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنِ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ وَوَصِيِّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّيَنَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَمِينُ اللَّهِ وَابْنُ أَمِينِهِ عِشْتَ مَظْلُوماً وَمَضْيَت شَهِيداً، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمَامُ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ قَتِيلِ الكَفَرَةِ وَطَرِيحِ الفَجَرَةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، أَشْهَدُ مُوقِناً أَنَّكَ أَمِينُ اللَّهِ وَابْنُ أَمِينِهِ قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَمَضْيَت شَهِيداً، وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ تَعالى الطَّالِبُ بِثأرِكَ وَمُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ فِي هَلاكِ عَدُوِّكَ وَإِظْهارِ دَعْوَتِكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتى أَتاكَ اليَّقِينُ. لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَذَلَتْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَلَّبَتْ عَلَيْكَ، وَأَبْرأُ إِلَى اللَّهِ تَعالى مِمَّنْ أَكْذَبَكَ وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ وَاسْتَحَلَّ دَمَكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا أبا عَبْدِ اللَّهِ لَعَنَ اللَّهُ قاتِلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ خاذِلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَمِعَ واعِيَتَكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَلَمْ يَنْصُرْكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ سَبى نِساءَكَ؛ أَنا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بَرِيءٌ وَمِمَّنْ وَالاهُمْ وَمَالَأَهُمْ وَأَعانَهُمْ عَلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَالأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَبابُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ
ص: 114
مُؤْمِنٌ وَبِمَنْزِلَتِكُمْ مُوقِنٌ وَلَكُمْ تابِعٌ بِذاتِ نَفْسِي وَشَرائِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي فِي دُنْيايَ وَآخِرَتِي .
الصَّلاة على الإمام علي بن الحسين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ سَيِّدِ العابِدِينَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَجَعَلْتَ مِنْهُ أَئِمَّةَ الهُدى الَّذِينَ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ، اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَاصْطَفَيْتَهُ وَجَعَلْتَهُ هادِياً مَهْدِيّاً، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ حَتى تَبْلُغَ بِهِ ما تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
الصَّلاة على الإمام محمّد بن علي عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ العِلْمِ وَإِمامِ الهُدى وَقائِدِ أَهْلِ التَّقْوى وَالمُنْتَجَبِ مِنْ عِبادِكَ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ عَلَماً لِعِبادِكَ وَمَناراً لِبِلادِكَ وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِكَ وَمُتَرْجِماً لِوَحْيِكَ وَأَمَرْتَ بِطاعَتِهِ وَحَذَّرْتَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ وأَصْفِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأُمَنائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .
الصَّلاة على الإمام جعفر بن محمّد عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ خازِنِ العِلْمِ الدَّاعي إِلَيْكَ بِالحَقِّ النُّورِ المُبِينِ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَوَحْيِكَ وَخازِنَ عِلْمِكَ وَلِسانَ تَوْحِيدِكَ وَوَلِيَّ أَمْرِكَ وَمُسْتَحْفِظَ دِينِكَ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ .
الصَّلاة على الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلَى الأَمِينِ المُؤْتَمَنِ مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ البَرِّ الوَفِيِّ الطَّاهِرِ
ص: 115
الزَّكِيّ النُورِ المُبِينِ المُجْتَهِدِ المُحْتَسِبِ الصَّابِرِ عَلى الأذى فِيكَ، اللّهُمَّ وَكَما بَلَّغَ عَنْ آبائِهِ ما اسْتُودِعَ مِنْ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ وَحَمَلَ عَلى المَحَجَّةِ وَكابَدَ أَهْلَ العِزَّةِ وَالشِّدَّةِ فِيما كانَ يَلْقى مِنْ جُهَّالِ قَوْمِهِ، رَبِّ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِمَّنْ أَطاعَكَ وَنَصَحَ لِعِبادِكَ إِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ .
الصلاة على الإمام علي بن موسى عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى الرِّضَا الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ وَرَضَّيْتَ بِهِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ وَقائِماً بِأَمْرِكَ وَناصِراً لِدِينِكَ وَشاهِداً عَلى عِبادِكَ، وَكَما نَصَحَ لَهُمْ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ وَدَعا إِلى سَبِيلِكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ .
الصَّلاة على الإمام محمّد بن علي بن موسى عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسى عَلَمِ التُّقى وَنُورِ الهُدى وَمَعْدِنِ الوَفاءِ وَفَرْعِ الأَزْكِياءِ وَخَلِيفَةِ الأَوْصِياء وَأَمِينِكَ عَلى وَحْيِكَ، اللّهُمَّ وَكَما هَدَيْتَ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ مِنَ الحِيرَةِ وَأَرْشَدْتَ بِهِ مَنِ اهْتَدى وَزَكَّيْتَ بِهِ مَنْ تَزَكّى فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ.
الصَّلاة على الإمام علي بن محمّد عَلَیْهِمَا السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَصِيِّ الأَوْصِياء وَإِمامِ الأَتْقِياءِ وَخَلَفِ أَئِمَّةِ الدِّينِ وَالحُجَّةِ عَلى الخَلائِقِ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ كَما جَعَلْتَهُ
ص: 116
نُوراً يَسْتَضِيءُ بِهِ المُؤْمِنُونَ فَبَشَّرَ بِالجَزِيلِ مِنْ ثَوابكَ وَأَنْذَرَ بِالأَلِيمِ مِنْ عِقابِكَ وَحَذَّرَ بَأسَكَ وَذَكَّرَ بآياتِكَ، وَأَحَلَّ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَبَيَّنَ شَرائِعَكَ وَفَرائِضَكَ وَحَضَّ عَلى عِبادَتِكَ وَأَمَرَ بِطاعَتِكَ وَنَهَى عَنْ مَعْصِيَتِكَ، فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ يا إلهَ العالَمِينَ .
قال الراوي أبو محمّد اليمني: فلمّا انتهيت إلى الصَّلاة عليه أمسك، فقلت له في ذلك. فقال: لولا أنّه دين أُمِرنا أن نبلِّغه ونؤدّيه إلى أهله لأحبَبْت الإمساك ولكنّه الدّين اكتب به.
الصَّلاة على الإمام الحسن بن علي بن محمّد عَلَیْهِمُ السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ البَرِّ التَّقِيِّ الصَّادِقِ الوَفِيِّ النُورِ المُضِيءِ، خازِنِ عِلْمِكَ وَالمُذَكِّرِ بِتَوْحِيدِكَ وَوَلِيِّ أمْرِكَ وَخَلَفِ أئِمَّةِ الدِّينِ الهُداةِ الرَّاشِدِينَ وَالحُجَّةِ عَلى أهْلِ الدُّنْيا، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ وَأَوْلادِ رُسُلِكَ يا إلهَ العالَمِينَ .
الصَّلاة على وليّ الأمر المنتظر عَلَیْهِ السَّلَامُ:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً، اللّهُمَّ انْتَصِرْ بِهِ لِدِينِكَ وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِياءَكَ وَأَوْلِياءَهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ، اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ وَمِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ
ص: 117
وَانْصُرْ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الكُفَّارَ وَالمُنافِقِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَامْلأ بِهِ الأَرْضَ عَدْلاً وَأَظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَاجْعَلْنِي اللَّهُمَّ مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ وَأَرِنِي فِي آل مُحَمَّدٍ ما يَأْمَلُونَ وَفِي عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ .
العاشر: أَن يقرأ دُعاء النُّدبة.
ويُستحب أن يدعى به في الأعياد الأربعة (أي عيد الفطر والأضحى والغدير ويوم الجمعة) وهو:
دعاء الندبة
الحَمدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسليماً، اللّهُمَّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ فِي أَوْلِيائِكَ الَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدِينِكَ إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزِيلَ ما عِنْدَكَ مِنَ النَّعيمِ المُقيمِ الَّذِي لا زَوالَ لَهُ وَلا اضْمِحْلالَ، بَعْدَ أَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ فِي دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنيا الدَّنِيَّةِ وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الوَفاءَ بِهِ فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ وَأَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ وَكَرَّمْتَهُم بِوَحْيِكَ وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ وَجَعَلْتَهُمُ الذَّرِيعَةَ إِلَيْكَ وَالوَسِيلَةَ إِلى رِضْوانِكَ، فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ إِلى أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ فِي فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ، وَبَعْضٌ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَلِيلاً وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ فِي الآخِرينَ فَأَجَبْتَهُ وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍ تَكْلِيماً وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ رِدْءاً وَوَزِيراً، وَبَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنَ غَيْرِ أَبٍ
ص: 118
وَآتَيْتَهُ البَيِّناتِ وَأيَّدْتَهُ بِرُوحِ القُدُسِ، وَكُلٌ شَرَعْتَ لَهُ شَرِيعَةً وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً وَتَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِياءَ مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ مِنْ مُدَّةٍ إِلى مُدَّةٍ إِقامَةً لِدِينِكَ وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلاَّ يَزُولَ الحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ وَيَغْلِبَ الباطِلُ عَلى أَهْلِهِ وَلا يَقُولَ أَحَدٌ لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً مُنْذِراً وَأَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى، إِلى أَنِ انْتَهَيْتَ بِالأَمْرِ إِلى حَبِيبِكَ وَنَجِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَكانَ كَما انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ وصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ وَأَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ وَأَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ. قَدَّمْتَهُ عَلى أَنْبِيائِكَ وَبَعَثْتَهُ إِلى الثَّقَلَينِ مِنْ عِبادِكَ وَأَوْطأْتَهُ مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ وَسَخَّرْتَ لَهُ البُراقَ وَعرَجْتَ بِهِ إِلى سَمائِكَ وَأوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ إِلى انْقَضاءِ خَلْقِكَ، ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرائِيلَ وَمِيكائِيلَ وَالمُسَوِّمِينَ مِن مَلائِكَتِكَ وَوَعَدْتَهُ أَنْ تُظْهِرَ دِينَهُ عَلى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ، وَذلِكَ بَعْدَ أَنْ بَوَّأْتَهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِهِ وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدىً لِلْعالَمِينَ فِيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً، وَقُلْتَ: إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً. ثُمَّ جَعَلْتَ أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ فِي كِتابِكَ فَقُلْتَ: قُلْ لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى، وَقُلْتَ: مَا سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ، وَقُلْتَ: مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَنْ شآءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً؛ فَكانُوا هُمُ السَّبِيلَ إِلَيْكَ وَالمَسْلَكَ إِلى رِضْوانِكَ. فَلَمّا انْقَضَتْ أَيّامُهُ أَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً إِذْ كانَ هُوَ المُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ،
ص: 119
فَقالَ وَالمَلَأُ أَمامَهُ: مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، اللّهُمَّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ، وَقالَ: مَنْ كُنْتُ أَنا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُهُ، وَقَالَ: أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ وَاحِدَةٍ وَسائِرُ النَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتّى، وَأَحَلَّهُ مَحلَّ هارُونَ مِنْ مُوسى فَقالَ لَهُ: أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى إِلاّ أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدِي، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ، وَأحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الأَبْوَابَ إِلاّ بابَهُ ثُمَّ أَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ: أَنَا مَدِينَةُ العِلْمِ وَعَلِيٌّ بابُها فَمَنْ أَرادَ المَدِينَةَ وَالحِكْمَةَ فَلْيَأْتِها مِنْ بابِها. ثُمَ قال لَهُ: أَنْتَ أَخِي وَوَصِيِّي وَوَارِثِي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمِي وَدَمُكَ مِنْ دَمِي وَسِلْمُكَ سِلْمِي وَحَرْبُكَ حَرْبِي، وَالإيْمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ كَما خالَطَ لَحْمِي وَدَمِي، وَأَنْتَ غَداً عَلى الحَوْضِ مَعِي وَأَنْتَ خَلِيفَتِي وَأَنْتَ تَقْضِي دَيْنِي وَتُنْجِزُ عِداتِي، وَشِيعَتُكَ عَلى مَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلِي فِي الجَنَّةِ وَهُمْ جِيرانِي، وَلَوْلا أَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ المُؤْمِنُونَ بَعْدِي. وَكانَ بَعْدَهُ هُدىً مِنَ الضَّلالِ وَنُوراً مِنَ العَمى وَحَبْلَ اللَّهِ المَتِينَ وَصِراطَهُ المُسْتَقِيمَ لا يُسْبَقُ بِقَرابَةٍ فِي رَحِمٍ وَلا بِسابِقَةٍ فِي دِينٍ وَلا يُلْحَقُ فِي مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ، يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما وَيُقاتِلُ عَلى التَأوِيلِ وَلا تَأخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ؛ قَدْ وَتَرَ فِيهِ صَناديدَ العَرَبِ وَقَتَلَ أَبْطالَهُمْ وَناوَشَ ذُؤْبانَهُمْ فَأَوْدَعَ قُلُوبَهُمْ أَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَأَضَبَّتْ عَلى عَداوَتِهِ وَأَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ حَتى قَتَلَ النَّاكِثِينَ وَالقاسِطِينَ وَالمارِقِينَ. وَلَمَّا قَضى نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ أَشْقى الآخِرينَ يَتْبَعُ أَشْقَى الأوّلِينَ لَمْ
ص: 120
يُمْتَثَلْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِي الهادِينَ بَعْدَ الهادِينَ، وَالأُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمِهِ وَإِقْصاءِ وُلْدِهِ إِلاّ القَلِيلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الحَقِّ فِيهِمْ، فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ وَأُقْصِيَ مَنْ أُقْصِيَ وَجَرى القَضَاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ المَثُوبَةِ، إِذْ كانَتِ الأَرْضُ للَّهِ يُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ الصَّالِحِينَ وَالعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ وَسُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. فَعَلى الأَطائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما فَلْيَبْكِ الباكُونَ وَإِيّاهُمْ فَليَنْدُبِ النّادِبُونَ وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتُذْرَفِ الدُّمُوعُ وَلِيَصْرُخِ الصارِخُونَ وَيَضِجَّ الضَّاجُّونَ وَيَعِجَّ العاجُّونَ! أَيْنَ الحَسَنُ أَيْنَ الحُسَيْنُ أَيْنَ أَبْناءُ الحُسَيْنِ؟ صالِحٌ بَعْدَ صالِحٍ وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ! أَيْنَ السَّبِيلُ بَعْدَ السَّبِيلِ أَيْنَ الخِيَرَةُ بَعْدَ الخِيَرَةِ؟ أَيْنَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ؟ أَيْنَ الأَقْمارُ المُنِيرَةُ؟ أَيْنَ الأَنْجُمُ الزّاهِرَةُ؟ أَيْنَ أَعْلامُ الدِّينِ وَقَواعِدُ العِلْمِ؟ أَيْنَ بَقِيَّةُ اللَّهِ الَّتِي لا تَخْلُو مِنَ العِتْرَةِ الهادِيَةِ؟ أَيْنَ المُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ؟ أَيْنَ المُنَتَظَرُ لإِقامَةِ الأَمْتِ وَالعِوَجِ؟ أَيْنَ المُرْتَجى لإِزالَةِ الجَوْرِ وَالعُدْوانِ؟ أَيْنَ المُدَّخَرُ لِتَجْدِيدِ الفَرائِضِ وَالسُّنَنِ؟ أَيْنَ المُتَخَيَّرُ لاِعادَةِ المِلَّةِ وَالشَّرِيعَةِ؟ أَيْنَ المُؤَمَّلُ لاِحْياءِ الكِتابِ وَحُدُودِهِ؟ أَيْنَ مُحْيِي مَعالِمِ الدِّينِ وَأَهْلِهِ؟ أَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ المُعْتَدِينَ؟ أَيْنَ هادِمُ أَبْنِيَةِ الشِرْكِ وَالنِّفاقِ؟ أَيْنَ مُبِيدُ أَهْلِ الفُسُوقِ وَالعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ؟ أَيْنَ حاصِدُ فُروعِ الغَيِّ وَالشِّقاقِ؟ أَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالأهواء؟ أَيْنَ قاطِعُ حَبائِلَ الكِذْبِ وَالاِفْتِراءِ؟ أَيْنَ مُبِيدُ العُتاةِ وَالمَرَدَةِ؟ أَيْنَ مُسْتَأصِلُ أَهْلِ العِنادِ وَالتَّضْلِيلِ وَالإِلْحَادِ؟ أَيْنَ
ص: 121
مُعِزُّ الأوْلِياءِ وَمُذِلُّ الأَعْدَاءِ؟ أَيْنَ جامِعُ الكَلِمَةِ عَلى التَّقْوى؟ أَيْنَ بابُ اللَّهِ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتى؟ أَيْنَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِي إِلَيْهِ يَتَوجَّهُ الأوْلِياءُ؟ أَيْنَ السَّبَبُ المُتَّصِلُ بَيْنَ الأَرْضِ وَالسَّمَاءِ؟ أَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الهُدى؟ أَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا؟ أَيْنَ الطّالِبُ بِذُحُولِ الأَنْبِياءِ وَأَبْناءِ الأَنْبِياءِ؟ أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ المَقْتُولِ بِكَرْبَلاَء؟ أَيْنَ المَنْصُورُ عَلى مَنْ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى؟ أَيْنَ المُضْطَرُّ الَّذِي يُجابُ إِذا دَعا؟ أَيْنَ صَدْرُ الخَلائِقِ ذُو البِرِّ وَالتَّقْوى؟ أَيْنَ ابْنُ النَّبِيِّ المُصْطَفى وَابْنُ عَلِيٍّ المُرْتَضى وَابْنُ خَدِيجَةَ الغَرَّاءِ وَابنُ فاطِمَةَ الكُبْرى؟! بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي لَكَ الوِقاءُ وَالحِمَى، يَا ابْنَ السّادَةِ المُقَرَّبِينَ يَا ابْنَ النُجباءِ الأَكْرَمِينَ يَا ابْنَ الهُداةِ المَهْدِيِّينَ يَا ابْنَ الخِيَرَةِ المُهَذَّبِينَ يَا ابْنَ الغَطارِفَةِ الأَنْجَبِينَ يَا ابْنَ الأَطائِبِ المُطَهَّرِينَ يَا ابْنَ الخَضارِمَةِ المُنْتَجَبِينَ يَا ابْنَ القَماقِمَةِ الأَكْرَمِينَ، يَا ابْنَ البُدُورِ المُنِيرَةِ يَا ابْنَ السُّرُجِ المُضِيئَةِ يَا ابْنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ يَا ابْنَ الأَنْجُمِ الزَّاهِرَةِ يَا ابْنَ السُّبُلِ الواضِحَةِ يَا ابْنَ الأَعْلاَمِ اللائِحَةِ، يَا ابْنَ العُلُومِ الكامِلَةِ يَا ابْنَ السُّنَنِ المَشْهُورَةِ يَا ابْنَ المَعالِمِ المَأثُورَةِ يَا ابْنَ المُعْجِزاتِ المَوْجُودَةِ يَا ابْنَ الدَّلائِلِ المَشْهُودَةِ، يَا ابْنَ الصِّراطِ المُسْتَقِيمِ يَا ابْنَ النَّبَأ العَظِيمِ يَا ابْنَ مَنْ هُوَ فِي أُمِّ الكِتابِ لَدَى اللَّهِ عَلِيٌّ حَكِيمٌ، يَا ابْنَ الآيَاتِ وَالبَيِّناتِ يَا ابْنَ الدَّلائِلِ الظّاهِراتِ يَا ابْنَ البَراهِينِ الواضِحاتِ الباهِراتِ يَا ابْنَ الحُجَجِ البالِغاتِ يَا ابْنَ النِّعَمِ السَّابِغاتِ يَا ابْنَ طهَ وَالمُحْكَماتِ يَا ابْنَ يسَّ وَالذّارِياتِ يَا ابْنَ الطُّورِ وَالعادِياتِ، يَا ابْنَ مَنْ دَنَا فَتَدَلَّى، فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى دُنُواً
ص: 122
وَاقْتِراباً مِنَ العَلِيِّ الأَعْلى! لَيْتَ شِعْرِي أين اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْ ثَرى؟! أَبِرَضْوى أَوْ غَيْرِها أَمْ ذِي طُوى؟! عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرى الخَلْقَ وَلا تُرى وَلا أَسْمَعُ لَكَ حَسِيساً وَلا نَجْوى، عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ تُحِيطَ بِكَ دُونِيَ البَلْوى وَلا يَنالُكَ مِنِّي ضَجِيجٌ وَلا شَكْوى. بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنّا بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ ما نَزَحَ عَنّا بِنَفْسِي أَنْتَ أُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّى مِنْ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ ذَكَرا فَحَنّا، بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ عَقِيدِ عِزٍّ لايُسامى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ أَثِيلِ مَجْدٍ لا يُجازَى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لا تُضاهى بِنَفْسِي أَنْتَ مِنْ نَصِيفِ شَرَفٍ لا يُساوى ! إِلى مَتى أَحارُ فِيكَ يا مَوْلايَ وَإِلى مَتَى وَأَيُّ خِطابٍ أَصِفُ فِيكَ وَأيُّ نَجْوى؟ عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أُجابَ دُونَكَ وَأُناغى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الوَرى عَزِيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى، هَلْ مِن مُعينٍ فَأُطِيلَ مَعَهُ العَوِيلَ وَالبُكاءَ هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَأُساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا هَلْ قَذِيَتْ عَينٌ فَساعَدَتْها عَيْنِي عَلَى القَذى هَلْ إِلَيْكَ يَا ابْنَ أَحْمَدَ سَبِيلٌ فَتُلْقى هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنا مِنْكَ بِعِدَةٍ فَنَحْظى؟ مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى مَتى نَنْتَفِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى مَتى نُغادِيكَ وَنُراوِحُكَ فَتُقَرُّ عُيُونُنا مَتى تَرانا وَنَراكَ وَقَدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ؟ تُرى أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَؤُمُّ المَلَأَ وَقَدْ مَلَأْتَ الأَرْضَ عَدْلاً وَأَذَقْتَ أَعْداءَكَ هَواناً وَعِقاباً وَأَبَرْتَ العُتاةَ وَجَحَدةَ الحَقِّ وَقَطَعْتَ دابِرَ المُتَكَبِّرِينَ وَاجْتَثَثْتَ أُصُولَ الظَّالِمِينَ، وَنَحْنُ نَقُولُ: الحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، اللّهُمَّ أَنْتَ كَشَّافُ الكُرَبِ وَالبَلْوى وَإِلَيْكَ أَسْتَعْدِي فَعِنْدَكَ العَدْوى وَأَنْتَ رَبُّ الآخِرةِ وَالأُولَى فَأَغِثْ يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَ لِعَدَدِها وَلانِهايَةَ لِمَدَدِها وَلا نَفادَ لأَمَدِها، اللَّهُمَّ وَأَقِمْ بِهِ الحَقَّ وَأدْحِضْ بِهِ الباطِلَ وَأَدِلْ بِهِ أَوْلِياءَكَ وَأَذْلِلْ بِهِ أَعْداءَكَ، وَصِلِ اللَّهُمَّ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدِّي إِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ وَيَمْكُثُ فِي ظِلِّهِمْ وَأَعِنّاعَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ وَالاجْتِهادِ فِي طاعَتِهِ وَاجتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ وَهَبْ لَنا رَأفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدَعاءَهُ وَخَيْرَهُ ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقْبُولَةً وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً وَدُعَاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَاجْعَلْ أَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً وَهُمُومَنا بِهِ مَكَفِيَّةً وَحَوائِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَأَقْبِلْ إِلَيْنا بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا إِلَيْكَ وَانْظُرْ إِلَيْنا نَظْرَةً رَحِيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِها الكَرامَةَ عِنْدَكَ ثُمَّ لا تَصْرِفْهَا عَنَّا
ص: 123
عُبَيْدَكَ المُبْتَلى وَأَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَدِيدَ القُوى وَأَزِلْ عَنْهُ بِهِ الأسى وَالجَوى وَبَرِّدْ غَلِيلَهُ يَا مَن عَلى العَرْشِ اسْتَوى وَمَن إِلَيْهِ الرُّجْعى وَالمُنْتَهى، اللّهُمَّ وَنَحنُ عَبِيدَكَ التّائِقُونَ إِلى وَلِيِّكِ المُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً وَأَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً وَجَعَلْتَهُ لِلمُؤْمِنِينَ مِنّا إِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً وَزِدْنا بِذلِكَ يا رَبِّ إِكْراماً وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْدِيمِكَ إِيّاهُ أَمامَنا حَتى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَداء مِنْ خُلَصائِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ جَدِّهِ وَرَسُولِكَ السَّيِّدِ الأَكْبَرِ وَعَلى أَبِيهِ السَّيِّدِ الأَصْغَرِ وَجَدَّتِهِ الصِّدِّيقَةِ الكُبْرى فاطِمَةَ بِنْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَعَلى مَنْ اصْطَفَيْتَ مِن آبائِهِ البَرَرَةِ وَعَلَيْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأَتَمَّ وَأَدْوَمَ وَأَكْبَرَ وَأَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ
ص: 124
بِجُودِكَ، وَاسْقِنا مِنْ حَوضِ جَدِّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِكَأسِهِ وَبِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنِيئاً سائِغاً لا ظَمأَ بَعْدَهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
الحادي عشر:الدّعاء لسيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان (عجل اللَّهُ فرجه).روى يونس بن عبد الرحمن عن الرضا (صلوات اللَّهِ عليه)، أنّه كان يأمر بالدّعاء لصاحب الأمر عَلَیْهِ السَّلَامُ، بهذا الدّعاء:
اللّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَلِيفَتِكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَلِسانِكَ المُعَبِّرِ عَنْكَ وَالنَّاطِقِ بِحُكْمِكَ وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ بِإِذْنِكَ وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ الجَحْجاحِ المُجاهِدِ العائِذِ بِكَ العابِدِ عِنْدَكَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذِي لا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآباءَهُ وَأَئِمَّتَكَ وَدَعائِمَ دِينِكَ، وَاجْعَلْهُ فِي وَدِيعَتِكَ الَّتِي لا تَضِيعُ وَفي جِوارِكَ الَّذِي لا يُخْفَرُ وَفِي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذِي لا يُقْهَرُ وَآمِنْهُ بِأَمانِكَ الوَثِيقِ الَّذِي لا يُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ فِي كَنَفِكَ الَّذِي لا يُرامُ مَنْ كانَ فِيهِ وَانْصُرْهُ بِنَصْرِكَ العَزِيزِ وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الغالِبِ وَقُوِّهِ بِقُوَّتِكَ وَارْدِفْهُ بِمَلائِكَتِكَ، وَوَالِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ الحَصِينَةَ وَحُفَّهُ بِالمَلائِكَةِ حَفّاً. اللّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ وَارْتُقْ بِهِ الفَتْقَ وَأَمِتْ بِهِ الجَوْرَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الأَرْضَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبُ وَقَوِّ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ وَدَمْدِمْ مَنْ نَصَبَ لَهُ وَدَمِّرْ مَنْ غَشَّهُ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَعُمُدَهُ وَدَعائِمَهُ وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ البِدَعِ وَمُمِيتَةَ السُّنَّةِ وَمُقَوِّيَةَ الباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الجَبّارِينَ وَأَبِرْ بِهِ الكافِرِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ فِي
ص: 125
مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِهاوَجَبَلِها حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً وَلا تُبْقِي لَهُمْ آثاراً، اللّهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَأَعِزَّ بِهِ المُؤْمِنِينَ وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ المُرْسَلِينَ وَدارِسَ حُكْمِ النَّبِيِّينَ، وَجَدِّدْ بِهِ ما امْتَحى مِنْ دِينِكَ وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتّى تُعِيدَ دِينَكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَدِيداً غَضّاً مَحْضاً صَحِيحاً لاعِوَجَ فِيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتّى تُنِيرَ بِعَدْلِهِ ظُلْمَ الجَوْرِ وَتُطْفِئَ بِهِ نِيرانَ الكُفْرِ وَتُوَضِّحَ بِهِ مَعاقِدَ الحَقِّ وَمَجْهُولَ العَدْلِ؛ فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى غَيْبِكَ وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأْتَهُ مِنَ العُيُوبِ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اللّهُمَّ فَإِنّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ القِيامَةِ وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلا أَتى حَوْباً وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً وَلَمْ يَضَيِّعْ لَكَ طاعَةً وَلَمْ يَهْتِكَ لَكَ حُرْمَةً وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَرِيضَةً وَلَمْ يُغَيِّرْ لَكَ شَرِيعَةً، وَأَنَّهُ الهادِي المُهْتَدِي الطَّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ، اللّهُمَّ أعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَذرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ وَجَمِيعِ رَعِيَّتِهِ ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ المُمْلَكاتِ كُلِّها قَرِيبِها وَبَعِيدِها وَعَزِيزِها وَذَلِيلِها حَتّى تُجْرِيَ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ وَيَغْلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ، اللّهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الهُدى وَالمَحَجَّةَ العُظْمى وَالطَّرِيقَةَ الوُسْطى الَّتِي يَرْجِعُ إِلَيْها الغالِي وَيَلْحَقُ بِها التَّالِي، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ وَاجْعَلنا فِي حِزْبِهِ القَوَّامِينَ بِأَمْرِهِ الصَّابِرِينَ مَعَهُ الطَّالِبِينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ حَتّى تَحْشُرَنا يَوْمَ القِيامَةِ فِي أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ، اللّهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ
ص: 126
وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ حَتّى لا نَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ وَلا نَطْلُبَ بِهِ إِلاّ وَجْهَكَ وَحَتّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ وَتَجْعَلَنا فِي الجَنَّةِ مَعَهُ، وَأَعِذْنا مِنْ السَّآمةِ وَالكَسَلِ وَالفَتْرَةِ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدِينِكَ وَتُعِزُّ بِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا فَإِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسِيرٌ وَهُوَ عَلَيْنا كَثِيرٌ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وِلاةِ عَهْدِهِ الأَئِمَّةِ مِنْ بَعْدِهِ وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ وَزِدْ فِي آجالِهِمْ وَأَعِزَّ نَصْرَهُمْ وَتَمِّمْ لَهُمْ ما أَسْنَدْتَ إِلَيْهِمْ مِنْ أَمْرِكَ لَهُمْ وَثَبِّتْ دَعائِمَهُم، وَاجْعَلْنا لَهُمْ أَعْوانا وَعَلى دِينِكَ أَنْصاراً، فَإِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ وَخُزَّانُ عِلْمِكَ وَأَرْكانُ تَوْحِيدِكَ وَدَعائِمُ دِينِكَ وَوُلاةُ أَمْرِكَ وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ وَأَوْلِياؤُكَ وَسَلائِلُ أَوْلِيائِكَ وَصَفْوَةُ أَوْلادِ نَبِيِّكَ وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .
الثاني عشر: يستحب قراءة سورة (المؤمنون) وسورة (الأحقاف).
الثالث عشر: عن المصباح فإذا زالت الشمس، فليدع بما رواه محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ:
لا إِلهَ إِلاَّ اللّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحانَ اللّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.
ثم يقول: يا سَابِغَ النِّعَمِ، يا دَافِعَ النِّقَمِ، يا بَارِىَء النَّسَمِ، يا عَلِيَّ الْهِمَمِ، يا مُغْشِيَ الظُّلَمِ، يا ذا الْجُوْدِ وَالْكَرَمِ، يا كَاشِفَ الضُّرِّ وَالأَلَمِ، يا مُؤْنِسَ الْمُسْتَوْحِشِينَ فِي الظُّلَمِ، يا عَالِماً لا يُعَلَّمُ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَوَاءٌ، وَذِكْرُهُ شِفَاءٌ،
ص: 127
وَطَاعَتُهُ غَناءٌ، ارْحَمْ مَنْ رَأْسُ مَالِهِ الرَّجاءُ، وَسِلاَحُهُ الْبُكاءُ. سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، يا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.
الرابع عشر: أن يقرأ في الركعة الأولى من صلاة الظهر بعد سورة (الحمد) سورة (الجمعة) وفي الركعة الثانية بعد سورة (الحمد) سورة (المنافقون) وفي الركعة الأولى من صلاة العصر بعد سورة (الحمد) سورة (الجمعة) وفي الثانية بعد سورة (الحمد) سورة (التوحيد).
الخامس عشر: صلاة في يوم الجمعة بين الظهر والعصر ذكرها في مصباح الكفعمي:
روي عنهم عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أنّ من صلّى الظهر يوم الجمعة، وصلّى بعدها ركعتين يقرأ فيهما سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) سبع مرّات، وقال بعد فراغه منها:
اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الجَنَّةِ الَّتِي حَشْوُهَا البَرَكَةُ وَعُمَّارُهَا المَلاَئِكَةُ مَعَ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَأَبَينَا إبْرَاهِيمَ عَلَیْهِمَا السَّلَامُ.
لم تضرّه بليّة، ولم تصبه فتنة إلى الجمعة الأخرى وجمع الله بينه وبين محمّد وإبراهيم عَلَیْهِمَا السَّلَامُ.
السادس عشر:قراءة الدعاء الوارد فی زمان الغیبة وهودعاء(اللّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ)بعد صلاة العصر.
رُوِی بسند معتبر أنَّ الشیخ ابا عمرو،النائب الاول من نوّاب امام العصر، صلوات الله علیه، أملی هذا الدعاء ابوعلی محمدبن همام وامره ان یدعو به،وقد ذکر الدعاء السید بن طاووس فی کتاب(جمال الاسبوع)وقال: وإذا كان لك عذر عن كلّ ما ذكرناه، فاحذر أن تهمل هذا الدّعاء، فإنّا قد عرفناه من فضل اللَّهِ جلَّ جلاله الذي خصّنا به، فاعتمد عليه، وهو هذا الدّعاء:
ص: 128
اللّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ، اللّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ، اللّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي، اللّهُمَّ لا تُمِتْنِي مِيْتَةً جاهِلِيَّةً وَلا تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنِي، اللّهُمَّ فَكَما هَدَيْتَنِي لِوِلايَةِ مَنْ فَرَضْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ أَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ حَتّى والَيْتُ وُلاةَ أَمْرِكَ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَالحَسَنَ وَالحُسَيْنَ وَعَلَيَّاً وَمُحَمَّداً وَجَعْفَراً وَمُوسى وَعَلَيَّاً وَمُحَمَّداً وَعَلَيَّاً وَالحَسَنَ وَالحُجَّةَ القائِمَ المَهْدِيَّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلى دِينِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي بِطاعَتِكَ وَلَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ وَعافِنِي مِمّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَثَبِّتْنِي عَلى طاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ، الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ وَبِإِذْنِكَ غابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ وَأَمْرَكَ يَنْتَظِرُ، وَأَنْتَ العالِمُ غَيْرُ المُعَلَّمِ بِالوَقْتِ الَّذِي فِيهِ صَلاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي الإِذْنِ لَهُ بِإِظْهارِ أَمْرِهِ وَكَشْفِ سِتْرِهِ، فَصَبِّرْنِي عَلى ذلِكَ حَتّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ ما أَخَّرْتَ وَلا تَأْخِيرَ ما عَجَّلْتَ وَلا كَشْفَ ما سَتَرْتَ وَلا البَحْثَ عَمّا كَتَمْتَ وَلا أُنازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ وَلا أَقُولَ: لِمَ وَكَيْفَ وَما بالُ وَلِيِّ الأَمْرِ لا يَظْهَرُ وَقَدْ امْتَلَأَتِ الأَرْضُ مِنَ الجَوْرِ؟! وَأُفَوِّضُ أُمُورِي كُلَّها إِلَيْكَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَنِي وَلِيَّ أَمْرِكَ ظاهِراً نافِذَ الأَمْرِ مَعَ عِلْمِي بِأَنَّ لَكَ السُّلْطانَ وَالقُدْرَةَ وَالبُرْهانَ وَالحُجَّةَ وَالمَشِيَّةَ وَالحَوْلَ وَالقُوَّةَ فَافْعَلْ ذلِكَ بِي وَبِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ، حَتّى نَنْظُرَ إِلى وَلِيِّ أَمْرِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ ظاهِرَ المَقالَةِ وَاضِحَ الدَّلالَةِ هادِياً مِنَ الضَّلالَةِ شافِياً مِنَ الجَهالَةِ، أَبْرِزْ
ص: 129
يا رَبِّ مُشاهَدَتَهُ وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَقِرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ، وَأَقِمْنا بِخِدْمَتِهِ وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَتِهِ، اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَمِيعِ ما خَلَقْتَ وَذَرَأْتَ وَبَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذِي لا يَضِيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ عَلَیهِ وَ آلِهِ السَّلَامُ، اللّهُمَّ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ وَزِدْ فِي أَجَلِهِ وَأَعِنْهُ عَلى ماوَلَّيْتَهُ وَاسْتَرْعَيْتَهُ وَزِدْ فِي كَرامَتِكَ لَهُ، فَإِنَّهُ الهادِي المَهْدِيُّ وَالقائِمُ المُهْتَدِي وَالطَّاهِرُ التَّقِيُّ الزَّكِيُّ النَقِيُّ الرَّضِيُّ المَرْضِيُّ الصَّابِرُ الشَّكُورُ المُجْتَهِدُ، اللّهُمَّ وَلا تَسْلُبْنا اليَقِينَ لِطُولِ الأَمَدِ فِي غَيْبَتِهِ وَانْقِطاعِ خَبَرِهِ عَنّا وَلا تُنْسِنا ذِكْرَهُ وَانْتِظارَهُ وَالإِيمَانَ بِهِ وَقُوَّةَ اليَقِينِ فِي ظُهُورِهِ وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصَّلاةَ عَلَيْهِ حَتّى لا يُقَنِّطَنا طُولُ غَيْبَتِهِ مِنْ قِيامِهِ وَيَكُونَ يَقِينُنا فِي ذلِكَ كَيَقِينِنا فِي قِيامِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَما جاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَتَنْزِيلِكَ، اللَّهُمَّ وَقَوِّ قُلُوبَنا عَلى الإِيمَانِ بِهِ حَتّى تَسْلُكَ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الهُدى وَالمَحَجَّةَ العُظْمى وَالطَّرِيقَةَ الوُسْطى، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ وَثَبِّتْنا عَلى مُتابَعَتِهِ وَاجْعَلْنا فِي حِزْبِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ وَلا تَسْلُبْنا ذلِكَ فِي حَياتِنا وَلا عِنْدَ وَفاتِنا حَتّى تَتَوَفَّانا وَنَحْنُ عَلى ذلِكَ، لا شاكِّينَ وَلا ناكِثِينَ وَلا مُرْتابِينَ وَلا مُكَذِّبِينَ. اللّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ وَدَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ وَأَظْهِرْ بِهِ الحَقَّ وَأَمِتْ بِهِ الجَوْرَ وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبادَكَ المُؤْمِنِينَ مِنَ الذُّلِّ، وَأَنْعِشْ بِهِ البِلادَ وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَذَلِّلْ
ص: 130
بِهِ الجَبَّارِينَ وَالكافِرِينَ وَأَبِرْ بِهِ المُنافِقِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَجَمِيعَ المُخالِفِينَ وَالمُلْحِدِينَ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتّى لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيّاراً وَلا تُبْقِيَ لَهُمْ آثاراً، طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبادِكَ، وَجَدِّدْ بِهِ ما امْتَحى مِنْ دِينِكَ وَأَصْلِحْ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ حَتّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً صَحِيحاً لا عِوَجَ فِيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ حَتّى تُطْفِيَ بِعَدْلِهِ نِيرانَ الكافِرِينَ، فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَارْتَضَيْتَهُ لِنَصْرِ دِينِكَ وَاصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ وَبَرَّأْتَهُ مِنَ العُيُوبِ وَأَطْلَعْتَهُ عَلى الغُيُوبِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ وَعَلى شِيعَتِهِ المُنْتَجَبِينَ وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمالِهِمْ ما يَأْمَلُونَ، وَاجْعَلْ ذلِكَ مِنَّا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ حَتّى لا نُرِيدَ بِهِ غَيْرَكَ وَلا نَطْلُبَ بِهِ إِلاّ وَجْهَكَ، اللّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا وَغَيْبَةَ إِمامِنا وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا وَوُقُوعَ الفِتَنِ بِنا وَتَظاهُرَ الأعْداءِ عَلَيْنا وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا وَقِلَّةَ عَدَدِنا، اللّهُمَّ فَافْرُجْ ذلِكَ عَنّا بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ وَإِمامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ، اللّهُمَّ إِنّانَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّكَ فِي إِظْهارِ عَدْلِكَ فِي عِبادِكَ وَقَتْلِ أَعْدائِكَ فِي بِلادِكَ، حَتّى لا تَدَعَ لِلْجَوْرِ يا رَبِّ دِعامَةً إِلاّ قَصَمْتَها وَلا بَقِيَّةً إِلاّ أَفْنَيْتَها وَلا قُوَّةً إِلاّ أَوْهَنْتَها وَلا رُكْناً إِلاّ هَدَمْتَهُ وَلا حَدّاً إِلاّ فَلَلْتَهُ وَلا سِلاحاً إِلاّ أَكْلَلْتَهُ وَلا رايَةً إِلاّ نَكَّسْتَها وَلا شُجاعاً إِلاّ قَتَلْتَهُ وَلا جَيْشاً إِلاّ خَذَلْتَهُ، وَارْمِهِمْ يا رَبِّ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ
ص: 131
القاطِعِ وَبَأْسِكَ الَّذِي لا تَرُدُّهُ عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ، وَعَذِّبْ أَعْداءَكَ وَأَعْداءَ وَلِيِّكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِيَدِ وَلِيِّكَ وَأَيْدِي عِبادِكَ المُؤْمِنِينَ، اللّهُمَّ اكْفِ وَلِيَّكَ وَحُجَّتَكَ فِي أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ وَكَيْدَ مَنْ كَادَهُ وَامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ وَاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوءِ عَلى مَنْ أَرادَ بِهِ سُوءاً، وَاقْطَعْ عَنْهُ مادَّتَهُمْ وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ وَزَلْزِلْ أَقْدامَهُمْ وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبَغْتَةً وَشَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذابَكَ وَأَخْزِهِمْ فِي عِبادِكَ وَالعَنْهُمْ فِي بِلادِكَ وَأسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نارِكَ وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذابِكَ وَأَصْلِهِمْ ناراً وَاحْشُ قُبُورَ مَوْتاهُمْ ناراً وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ وَأَضَلُّوا عِبادَكَ وَأَخْرَبُوا بِلادَكَ، اللّهُمَّ فَأَحْيِ بِوَلِيِّكَ القُرْآنَ وَأَرِنا نُورَهُ سَرْمَداً لا لَيْلَ فِيهِ وَأَحْيِ بِهِ القُلُوبَ المَيِّتَةَ وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الوَغِرَةَ وَاجْمَعْ بِهِ الأَهْواءَ المُخْتَلِفَةَ عَلى الحَقِّ، وَأَقِمْ بِهِ الحُدُودَ المُعَطَّلَةَ وَالأَحْكامَ المُهْمَلَةَ حَتّى لا يَبْقى حَقٌّ إِلاّ ظَهَرَ وَلا عَدْلٌ إِلاّ زَهَرَ، وَاجْعَلْنا يا رَبِّ مِنْ أَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ وَالمُؤْتَمِرِينَ لأَمْرِهِ وَالرَّاِضينَ بِفِعْلِهِ وَالمُسَلِّمِينَ لأَحْكامِهِ وَمِمَّنْ لا حاجَةَ بِهِ إِلى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَنْتَ يا رَبِّ الَّذِي تَكْشِفُ الضُّرَّ وَتُجِيبُ المُضْطَرَّ إِذا دَعاكَ وَتُنْجِي مِنَ الكَرْبِ العَظِيمِ فَاكْشِفِ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ وَاجْعَلْهُ خَلِيفَةً فِي أَرْضِكَ كَما ضَمِنْتَ لَهُ. اللّهُمَّ وَلاَ تَجْعَلْنِي مِنْ خُصَماءِ آل مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ وَلا تَجْعَلْنِي مِنْ أعْداءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ وَلا تَجْعَلْنِي مِنْ أَهْلِ الحَنْقِ وَالغَيْظِ عَلى آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیهِمُ السَّلَامُ، فَإِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذلِكَ فَأَعِذْنِي وَأَسْتَجِيرُ
ص: 132
بِكَ فَأَجِرْنِي، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي بِهِمْ فائِزاً عِنْدَكَ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .
السابع عشر:أن يقرأ الصلاة الواردة عن أبي الحسن الضرّاب الأصفهانيّ، بعد صلاة العصر، وهي:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، وَخاتَمِ النَّبِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، المُنْتَجَبِ فِي المِيثاقِ المُصْطَفى فِي الضِّلالِ المُطَهَّرِمِنْ كُلِّ آفَةٍ، البَريءِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، المُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ، المُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ المُفَوَّضِ إِلَيْهِ دِينُ اللَّهِ. اللّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَضِئْ نُورَهُ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَعْطِهِ الفَضلَ وَالفَضِيلَةَ، وَالمَنْزِلَةَ وَالوَسِيلَةَ، وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ الأوّلونَ وَالآخرونَ، وَصَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَوارِثِ المُرْسَلِينَ وَقائِدِ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ، وَسَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الحُسَيْنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ الحُسَيْنِ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ،
ص: 133
وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى جَعْفَرٍ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى مُوسى بنِ جَعفَرٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ مُوسى إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بنِ علِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى عَلِيّ بنِ مُحَمَّدٍ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ، وَصَلِّ عَلى الخَلَفِ الهادي المهديِّ إِمامِ المُؤْمِنِينَ، وَوارِثِ المُرْسَلِينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الأَئِمَّةِ الهادِينَ، العُلَماءِ الصَّادِقِينَ الأَبْرارِ المُتَّقِينَ، دَعائِمِ دِينِكَ، وَأَرْكانِ تَوْحِيدِكَ، وَتراجِمَةِ وَحْيِكَ، وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخُلَفائِكَ فِي أَرْضِكَ، الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ، وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ، وَأَلْبَسْتَهُمْ نُورَكَ، وَرَفَعْتَهُمْ فِي مَلَكُوتِكَ، وَحَفَفْتَهُمْ بِملائِكَتِكَ، وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ، صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً كَثِيرَةً دائِمَةً طَيِّبَةً، لا يُحِيطُ بِها إِلاّ أَنْتَ وَلا يَسَعُها إِلاّ عِلْمُكَ، وَلا يُحْصِيها أَحَدٌ غَيْرُكَ. اللّهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ المُحْيِي سُنَّتَكَ، القائِمِ بِأَمْرِكَ، الدَّاعِي إِلَيْكَ، الدَّلِيلِ عَلَيْكَ، حُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ. اللّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ وَمُدَّ فِي عُمْرِهِ، وَزَيِّنِ الأَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ. اللّهُمَّ اكْفِهِ بَغْيَ الحاسِدِينَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الكائِدِينَ، وَازْجُرْ عَنْهُ إِرادَةَ الظّالِمِينَ وَخَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِي الجَبّارِينَ. اللّهُمَّ أَعْطِهِ فِي نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَشِيعَتِهِ، وَرَعِيَّتِهِ وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ، وَعَدُوِّهِ وَجَمِيعَ أَهْلِ الدُّنْيا ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ
ص: 134
نَفْسَهُ، وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ما أَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا وَالآخرةِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ ما امْتَحى مِنْ دِيْنِكَ وَأَحْيِ بِهِ مابُدِّلَ مِنْ كِتابِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ ما غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ حَتَّى يَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً خالِصاً مُخْلَصاً، لاشَكَّ فِيهِ وَلا شُبْهَةَ مَعَهُ، وَلا باطِلَ عِنْدَهُ، وَلا بِدْعَةَ لَدَيْهِ. اللّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ وَاهْدِمْ بِعِزَّتِهِ كُلَّ ضَلالَةٍ، وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ، وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نارٍ، وَأَهْلِكْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ كُلَّ جائِرٍ، وَأَجْرِ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَأَذِلَّ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلطانٍ. اللّهُمَّ أَذِلَّ كُلَّ مَنْ ناواهُ، وأَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عاداهُ وَامْكُرْ بِمَنْ كادَهُ، وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ، وَاسْتَهانَ بِأَمْرِهِ، وَسَعى فِي إِطْفاءِ نُورِهِ، وَأَرادَ إِخْمادَ ذِكْرِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ المُصْطَفى وَعَلِيٍّ المُرْتَضى، وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ، وَالحَسَنِ الرِّضا، وَالحُسَيْنِ المُصَفَّى، وَجَمِيعِ الأَوْصِياءِ مَصابِيحِ الدُّجى، وَأَعْلامِ الهُدى، وَمَنارِ التُّقى، وَالعُرْوَةِ الوُثْقى، وَالحَبْلِ المَتِينِ والصِّراطِ المُسْتَقِيمِ، وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَوُلاةِ عَهْدِكَ، وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَمُدَّ فِي أَعْمارِهِمْ، وَزِدْ فِي آجالِهِمْ، وَبَلِّغْهُمْ أَقْصى آمالِهِمْ دِيناً وَدُنْيا وَآخِرَةً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَديرٌ .
الثامن عشر: قراءة دعاء العشرات، عصر يوم الجمعة. وهو دعاء في غاية الاعتبار، وفي نسخ رواياته اختلاف. وهذا على نسخة مصباح الشيخ، ويُستحب الدّعاء به في كلِّ صباح ومساء، وأفضل أوقاته بعد العصر من يوم الجمعة:
بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم، سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، سُبْحَانَ اللَّهِ آناءَ
ص: 135
اللَّيْلِ وَأَطْرافَ النَّهارِ، سُبْحَانَ اللَّهِ بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ، سُبْحَانَ اللَّهِ بِالعَشِيِّ وَالإبكَارِ، سُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهِرُونَ، يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ، وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ، وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها، وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ، سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ، وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ، سُبْحانَ ذِي المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ، سُبْحانَ ذِي العِزَّةِ وَالجَبَرُوتِ، سُبْحانَ ذِي الكِبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ المَلِكِ الحَقِّ المُهَيْمِنِ القُدُّوسِ، سُبْحَانَ اللَّهِ المَلِكِ الحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ، سُبْحَانَ اللَّهِ المَلِكِ الحَيِّ القُدُّوسِ، سُبْحانَ القائِمِ الدَّائِمِ، سُبْحانَ الدَّائِمِ القائِمِ، سُبْحانَ رَبِّيَ العَظِيمِ، سُبْحانَ رَبِّيَ الأَعْلى، سُبْحانَ الحَيِّ القَيُّومِ، سُبْحانَ العَلِيِّ الأَعْلى، سُبْحانَهُ وَتَعالى، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّنا وَرَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ، وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، سُبْحانَ الدائِمِ غَيْرِ الغافِلِ، سُبْحانَ العالِمِ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ، سُبْحانَ خالِقِ ما يُرى وَما لا يُرى، سُبْحانَ الَّذِي يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَلا تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ، وَهُوَ اللَّطيفُ الخَبِيرُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ مِنْكَ فِي نِعْمَةٍ وَخَيْرٍ وَبَرَكَةٍ وَعافِيَةٍ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ وَخَيْرَكَ وَبَرَكاتِكَ وَعافِيَتَكَ بِنَجاةٍ مِنَ النَّارِ، وَأَرْزِقْنِي شُكْرَكَ وَعافِيَتِكَ وَفَضْلَكَ وَكَرامَتَكَ أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي. اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ، وَبِنِعْمَتِكَ أَصْبَحْتُ وَأَمْسَيْتُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفى بِكَ شَهِيداً، وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَأَنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ، وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ، وَسُكّانَ سَماواتِكَ وَأَرْضِكَ وَجَمِيعَ خَلْقِكَ،
ص: 136
بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، وَأَنَّ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ، تُحْيِي وَتُمِيتُ، وَتُمِيتُ وَتُحْيي، وَأَشْهَدُ أَنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وَأَنَّ النّارَ حَقٌّ وَالنُشُورَ حَقٌّ، وَالسّاعَةَ آتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي القُبُورِ وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ أَمِيرُ المُوْمِنِينَ حَقّاً حَقّاً، وَأَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ هُمُ الأَئِمَّةُ الهُداةُ المَهْدِيُّونَ، غَيْرُ الضّالِّينَ وَلا المُضِلِّينَ، وَأَنَّهُمْ أَوْلِياؤُكَ المُصْطَفَونَ، وَحِزْبُكَ الغالِبُونَ، وَصَفْوَتُكَ وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَنُجَباؤُكَ الَّذِينَ انْتَجَبْتَهُمْ لِدِينِكَ، وَاخْتَصَصْتَهُم مِنْ خَلْقِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ، وَجَعَلْتَهُمْ حُجَّةً عَلى العالَمِينَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ وَالسَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي هذِهِ الشَّهادَةَ عِنْدَكَ حَتَّى تُلَقِّنَنِيَها يَوْمَ القِيامَةِ وَأَنْتَ عَنِّي راضٍ إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً يَصْعَدُ أَوَّلُهُ وَلا يَنْفَدُ آخِرُهُ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً تَضَعُ لَكَ السَّمَاءُ كَنَفَيْها، وَتُسَبِّحُ لَكَ الأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً سَرْمَداً أَبَداً لا انْقِطاعَ لَهُ وَلا نَفادَ وَلَكَ يَنْبَغِي وإِلَيْكَ يَنْتَهِي، فِيَّ وَعَلَيَّ وَلَدَيَّ وَمَعِي وَقَبْلِي وَبَعْدِي وَأَمامِي وَفَوْقِي وَتَحْتِي، وَإِذا مِتُّ وَبَقِيْتُ فَرْداً وَحِيداً ثُمَّ فَنِيتُ، وَلَكَ الحَمْدُ إذا نُشِرْتُ وَبُعِثْتُ، يا مَوْلايَ. اللَّهُمَّ وَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ بِجَمِيعِ مَحامِدِكَ كُلِّها عَلى جَمِيعِ نَعْمائِكَ كُلِّها حَتَّى يَنْتَهِي الحَمْدُ إِلى ما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ أَكْلَةٍ وَشَرْبَةٍ وَبَطْشَةٍ وَقَبْضَةٍ وبَسْطَةٍ، وَفِي كُلِّ مَوْضِعِ شَعْرَةٍ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْداً خالِداً مَعَ خُلُودِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا مُنْتَهى لَهُ دُونَ عِلْمِكَ، وَلَكَ
ص: 137
الحَمْدُ حَمْداً لا أَمَدَ لَهُ دُونَ مَشِيئَتِكَ وَلَكَ الحَمْدُ حَمْداً لا أَجْرَ لِقائِلِهِ إِلاّ رِضاكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى حِلْمِكَ بَعْدَ عِلْمِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَلى عَفْوِكَ بَعْدَ قُدْرَتِكَ، وَلَكَ الحَمْدُ باعِثَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ وَارِثَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ بَدِيعَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُنْتَهى الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُبْتَدِعَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ مُشْتَرِيَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ وَلِيَّ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ قِدِيمَ الحَمْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ صادِقَ الوَعْدِ، وَفِيَّ العَهْدِ، عَزِيزَ الجُنْدِ، قائِمَ المَجْدِ، وَلَكَ الحَمْدُ رَفِيعَ الدَّرَجاتِ مُجِيبَ الدَّعَواتِ، مُنْزِلَ الآياتِ مِنْ فَوْقِ سَبْعِ سَماواتٍ، عَظِيمَ البَرَكاتِ، مُخْرِجَ النُّورِ مِنَ الظُّلُماتِ، وَمُخْرِجَ مَنْ فِي الظُّلُماتِ إِلى النُّورِ، مُبَدِّلَ السَّيِّئاتِ حَسَناتٍ وَجاعِلَ الحَسَناتِ دَرَجاتٍ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ غافِرَ الذَّنْبِ وَقابِلَ التَّوْبِ، شَدِيدَ العِقابِ ذا الطَّوْلِ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِلَيْكَ المَصِيرُ. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى، وَلَكَ الحَمْدُ فِي النَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى، وَلَكَ الحَمْدُ فِي الآخرةِ وَالأُوْلى، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ كُلِّ نَجْمٍ وَمَلَكٍ فِي السَّماء، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ الثَّرى وَالحَصى وَالنَّوى، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما فِي جَوِّ السَّماء، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما فِي جَوْفِ الأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ أَوْزانِ مِياهِ البِحارِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ أَوْراقِ الأشجَارِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما عَلى وَجْهِ الأَرْضِ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما أَحْصى كِتابُكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ، وَلَكَ الحَمْدُ عَدَدَ الإنسِ وَالجِنِّ، وَالهَوامِّ وَالطَّيْرِ وَالبَهائِمِ والسِّباعِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّبا
ص: 138
مُبارِكاً فِيهِ كَما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ .
ثم تقول عشراً: لا إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ اللَطِيفُ الخَبِيرُ .
وعشراً: لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَيُمِيتُ وَيُحْيِي، وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .
وعشراً: اسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ .
وعشراً: يا اللَّهُ يا اللَّهُ .
وعشراً: يا رَحْمنُ يا رَحْمنُ .
وعشراً: يا رَحِيمُ يا رَحِيمُ .
وعشراً: يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرْضِ .
وعشراً: يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ .
وعشراً: يا حَنّانُ يا مَنَّانُ .
وعشراً: يا حَيُّ يا قَيُّومُ .
وعشراً: يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ .
وعشراً: يا اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاّ أَنْتَ .
وعشراً: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ .
وعشراً: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .
وعشراً: اللَّهُمَّ افْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ .
ص: 139
وعشراً: آمِينَ آمِينَ .
وعشراً: سورة التوحيد .
ثم تقول: اللَّهُمَّ اصْنَعْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلا تَصْنَعْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ، فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ المَغْفِرَةِ، وَأَنا أَهْلُ الذُّنُوبِ وَالخَطايا، فَارْحَمْنِي يا مْوْلايَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ .
وایضا تقول عشرا: لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ، تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيّ الَّذِي لا يَمُوتُ، وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً .
التاسع عشر: قراءة دعاء السّمات عصر يوم الجمعة.
وهو على روايةِ المصباح للشّيخ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ باسمِكَ العَظِيمِ الأَعْظَمِ الأعزِّ الأجلِّ الأكرَمِ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ أَبْوابِ السَّماءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى مَضائِقِ أَبْوابِ الأَرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ، وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى العُسْرِ لِلْيُسْرِ تيَسَّرَتْ، وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى الأَمْوَاتِ لِلْنُّشُورِ انْتَشَرَتْ، وَإِذا دُعِيْتَ بِهِ عَلى كَشْفِ البَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ انْكَشَفَتْ، وَبِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَكْرَمِ الوُجُوهِ وَأَعَزِّ الوُجُوهِ الَّذِي عَنَتْ لَهُ الوُجُوهُ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ، وَخَشَعَتْ لَهُ الأصواتُ وَوَجِلَتْ لَهُ القُلُوبُ مِنْ مَخافَتِكَ. وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي تُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلى الأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِكَ، وَتُمْسِكُ السَّماواتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا، وَبِمَشِيَّتِكَ الَّتِي دانَ لَها العالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتِي خَلَقْتَ بِها السَّماواتِ وَالأَرْضَ
ص: 140
وَبِحِكْمَتِكَ الَّتِي صَنَعْتَ بِها العَجائِبَ، وَخَلَقْتَ بِها الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلاً وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً، وَخَلَقْتَ بِها النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً، وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً، وَخَلَقْتَ بِها الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِياءً، وَخَلَقْتَ بِها القَمَرَ وَجَعَلْتَ القَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِها الكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماً وَبُرُوجاً وَمَصابِيحَ وَزِينَةً وَرُجُوماً، وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ، وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِي، وَجَعَلْتَ لَها فُلْكاً وَمَسابِحَ، وَقَدَّرْتَها فِي السَّماءِ مَنازِلَ فَأَحْسَنْتَ تَقْدِيرَها، وَصَوَّرْتَها فَأَحْسَنْتَ تَصْوِيرَها وَأَحْصَيْتَها بِأَسْمائِكَ إِحْصاءً وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبِيراً وَأَحْسَنْتَ تَدْبِيرَها، وَسَخَرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسَّاعاتِ وَعَرَّفتَ بِهَا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسابَ وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَمِيعِ النّاسِ مَرْأىً وَاحِداً، وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسى بْنَ عِمْرانَ عَلَیهِ السَّلَامُ فِي المُقَدَّسِينَ فَوْقَ إحساسِ الكَرُوبِيِّين فَوْقَ غَمائِمِ النُّورِ فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ فِي عَمُودِ النَّارِ وَفِي طُورِ سَيْناءَ، وَفِي جَبَلِ حُورِيثَ فِي الوادِي المُقَدَّسِ فِي البُقْعَةِ المُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الأيمنِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَفِي أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آياتٍ بَيِّناتٍ، وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَنِي إِسْرائِيلَ البَحْرَ وَفِي المُنْبَجِساتِ الَّتِي صَنَعْتَ بِها العَجائِبَ فِي بَحْرِ سُوفٍ، وَعَقَدْتَ ماءَ البَحْرِ فِي قَلْبِ الغَمْرِ كَالحِجارَةِ، وَجاوَزْتَ بِبَنِي إِسْرائِيلَ البَحْرَ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا، وَأَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الأَرْضِ وَمَغارِبَها الَّتِي بارَكْتَ فِيها لِلْعالَمِينَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ فِي اليَمِّ. وَبِاسْمِكَ العَظِيمِ الأَعْظَمِ الأعزِّ الأجلِّ الأكرمِ،
ص: 141
وَبِمَجْدِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَلِيمِكَ عَلَیهِ السَّلَامُ فِي طُورِ سَيْناءَ، وَلإِبْراهِيمَ عَلَیهِ السَّلَامُ خَلِيلِكَ مِنْ قَبْلُ فِي مَسْجِدِ الخَيْفِ، وَلإِسْحاقَ صَفِيِّكَ عَلَیهِ السَّلَامُ فِي بِئْرِ شِيعٍ، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَیهِ السَّلَامُ فِي بَيْتِ إِيْلٍ، وَأَوْفَيْتَ لإِبْراهِيمَ عَلَیهِ السَّلَامُ بِمِيثاقِكَ، وَلإِسْحاقَ عَلَیهِ السَّلَامُ بِحِلْفِكَ، وَلِيَعْقُوبَ عَلَیهِ السَّلَامُ بِشَهادَتِكَ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِوَعْدِكَ وَلِلْدَّاعِينَ بِأَسْمائِكَ فَأَجَبْتَ، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ لِمُوسى بْنِ عِمْرانَ عَلَیهِ السَّلَامُ عَلى قُبَّةِ الرُّمّانِ وَبِآياتِكَ الَّتِي وَقَعَتْ عَلى أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ العِزَّةِ وَالغَلَبَةِ بِآياتٍ عَزِيزَةٍ وَبِسُلْطانِ القُوَّةِ، وَبِعِزَّةِ القُدْرَةِ، وَبِشَأْنِ الكَلِمَةِ التَّامَّةِ، وَبِكَلِماتِكَ الَّتِي تَفَضَّلْتَ بِها عَلى أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، وَأَهْلِ الدُّنْيا والآخرةِ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي مَنَنْتَ بِها عَلى جَمِيعِ خَلْقِكَ، وَباسْتِطاعَتِكَ الَّتِي أَقَمْتَ بِها عَلى العالَمِينَ وَبِنُورِكَ الَّذِي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْناءَ وَبِعِلْمِكَ وَجَلالِكَ، وَكِبْرِيائِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتِي لَمْ تَسْتَقِلَّها الأَرْضُ، وَانْخَفَضَتْ لَها السَّماواتُ وَأَنْزَجَرَ لَها العُمْقُ الأَكْبَرُ وَرَكَدَتْ لَها البِحارُ وَالأَنْهارُ، وَخَضَعَتْ لَها الجِبالُ وَسَكَنَتْ لَها الأَرْضُ بِمَناكِبِها وَاسْتَسْلَمَتْ لَها الخَلائِقُ كُلُّها وَخَفَقَتْ لَها الرِّياحُ فِي جَرَيانِها وَخَمَدَتْ لَها النِّيرانُ فِي أَوْطانِها، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّماواتِ وَالأَرْضِ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتِي سَبَقَتْ لَأَبِينا آدَمَ عَلَیهِ السَّلَامُ وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ، وَأَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ عَلى طُورِ سَيْناءَ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسى
ص: 142
بْنِ عِمْرانَ، وَبِطَلْعَتِكَ فِي ساعِيرَ، وَظُهُورِكَ فِي جَبَلِ فارانَ، بِرَبَواتِ المُقَدَّسِينَ وَجُنُودِ المَلائِكَةِ الصَّافِّينَ، وَخُشُوعِ المَلائِكَةِ المُسَبِّحِينَ، وَبِبَرَكاتِكَ الَّتِي بارَكْتَ فِيها عَلى إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ عَلَیهِ السَّلَامُ فِي أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَبارَكْتَ لإِسْحاقَ صَفِيِّكَ فِي أُمَّةِ عِيْسى عَلَیهِمَا السَّلَامُ، وَبارَكْتَ لِيَعْقُوبَ إِسْرائِيلِكَ فِي أُمَّةِ مُوسى عَلَیهِمَا السَّلَامُ وَبارَكْتَ لِحَبِيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِي عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ. اللَّهُمَّ وَكَما غِبْنا عَنْ ذلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ وَآمَنّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَعَدْلاً أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُبارِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَرَحَّم عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ فَعّالٌ لِما تُرِيدُ وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .
ثم تذكر حاجتك، وتقول: اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الأَسْمَاءِ الَّتِي لا يَعْلَمُ تَفْسِيرَها وَلا يَعْلَمُ باطِنَها غَيْرُكَ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ وَوَسِعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوءٍ وَجارِ سَوءٍ وَقَرِينِ سَوءٍ وَسُلْطانِ سَوءٍ، إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .
وروى المجلسيّ عن مصباح السيد ابن باقي، أنّه قال:
قُلْ بعد دعاء السمات: اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الأَسْمَاء الَّتِي لا يَعْلَمُ تَفْسِيرَها وَلا تَأْوِيلَها وَلا باطِنَها وَلا ظاهِرَها غَيْرُكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَرْزُقَنِي خَيْرَ الدُّنْيا وَالآخرةِ .
ص: 143
ثم اطلبْ حاجتك، وقُلْ: وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ، وَانْتَقِمْ لِي مِنْ (فُلانِ بْنِ فُلانٍ، وسَمِّ عَدُوَّكَ)، وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي ما تَقَدَّمَ مِنْها وَما تَأَخَّرَ، وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوْءٍ، وَجارِ سَوْءٍ، وَسُلْطانِ سَوْءٍ، وَقَرِينِ سَوْءٍ وَيَوْمِ سَوْءٍ، وَساعَةِ سَوْءٍ، وَانْتَقِمْ لِي مِمّنْ يَكِيدُنِي، وَمِمّن يَبْغِي عَلَيَّ وَيُرِيدُ بِي وَبِأَهْلِي وَأَوْلادِي وَإِخْوانِي وَجِيرانِي وَقَراباتِي مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ ظُلْماً إِنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ وَبِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمْ آمِينَ رَبَّ العالَمينَ .
ثمّ قُلْ:
اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا الدُّعاءِ تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالغِنى وَالثَّرْوَةِ وَعَلى مَرْضى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ، وَعَلى أَحْياءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالكَرامَةِ، وَعَلى أَمْواتِ المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِالمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مُسافِرِي المُؤْمِنِينَ وَالمُوْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلى أَوْطانِهِمْ سالِمِينَ غانِمِينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتِمِ النَّبِيِّينَ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً .
وقال الشيخ ابن فهد: يُستحبّ أن تقول بعد دعاء السمات:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذا الدُّعاءِ وَبِما فاتَ مِنْهُ مِنَ الأَسْمَاءِ وَبِما يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنْ التَّفْسِيرِ وَالتَّدْبِيرِ الَّذِي لا يُحِيطُ بِهِ إِلاّ أَنْتَ أَن... وتذكر حاجتك.
ص: 144
وفيه فصلان:
الفصل الأوّل: أعمال عامّة الشهور
الفصل الثاني: أعمال أشهر السنة العربيّة
ص: 145
ص: 146
الأوّل:الدّعاء عند رؤية الهلال، ومنها دعاء الإمام السجاد عَلَیْهِ السَّلَامُ في الصحيفة السجّاديّة، وهو هذا الدّعاء:
أَيُّهَا الْخَلْقُ الْمُطِيعُ، الدَّائِبُ السَّرِيعُ، الْمُتَرَدِّدُ فِي مَنَازِلِ التَّقْدِيرِ، الْمُتَصَرِّفُ فِي فَلَكِ التَّدْبِيرِ. آمَنْتُ بِمَنْ نَوَّرَ بِكَ الظُّلَمَ، وأَوْضَحَ بِكَ الْبُهَمَ، وجَعَلَكَ آيَةً مِنْ آيَاتِ مُلْكِه، وعَلاَمَةً مِنْ عَلاَمَاتِ سُلْطَانِه، وامْتَهَنَكَ بِالزِّيَادَةِ والنُّقْصَانِ، والطُّلُوعِ والأُفُولِ، والإِنَارَةِ والْكُسُوفِ، فِي كُلِّ ذَلِكَ أَنْتَ لَه مُطِيعٌ، وإِلَى إِرَادَتِه سَرِيعٌ، سُبْحَانَه مَا أَعْجَبَ مَا دَبَّرَ فِي أَمْرِكَ! وأَلْطَفَ مَا صَنَعَ فِي شَأْنِكَ! جَعَلَكَ مِفْتَاحَ شَهْرٍ حَادِثٍ لأَمْرٍ حَادِثٍ فَأَسْأَلُ اللَّهَ رَبِّي ورَبَّكَ، وخَالِقِي وخَالِقَكَ، ومُقَدِّرِي ومُقَدِّرَكَ، ومُصَوِّرِي ومُصَوِّرَكَ، أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وأَنْ يَجْعَلَكَ هِلاَلَ بَرَكَةٍ لاَ تَمْحَقُهَا الأَيَّامُ، وطَهَارَةً لاَ تُدَنِّسُهَا الآثَامُ، هِلاَلَ أَمْنٍ مِنَ الآفَاتِ، وسَلاَمَةٍ مِنَ السَّيِّئَاتِ، هِلاَلَ سَعْدٍ لاَ نَحْسَ فِيه، ويُمْنٍ لاَ نَكَدَ مَعَه، ويُسْرٍ لاَ يُمَازِجُه عُسْرٌ، وخَيْرٍ لاَ يَشُوبُه شَرٌّ، هِلاَلَ أَمْنٍ وإِيمَانٍ ونِعْمَةٍ وإِحْسَانٍ وسَلاَمَةٍ وإِسْلاَمٍ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، واجْعَلْنَا مِنْ أَرْضَى مَنْ طَلَعَ عَلَيْه، وأَزْكَى مَنْ نَظَرَ إِلَيْه، وأَسْعَدَ مَنْ تَعَبَّدَ لَكَ فِيه،
ص: 147
ووَفِّقْنَا فِيه لِلتَّوْبَةِ، واعْصِمْنَا فِيه مِنَ الْحَوْبَةِ، وأحْفَظْنَا فِيه مِنْ مُبَاشَرَةِ مَعْصِيَتِكَ وأَوْزِعْنَا فِيه شُكْرَ نِعْمَتِكَ، وأَلْبِسْنَا فِيه جُنَنَ الْعَافِيَةِ، وأَتْمِمْ عَلَيْنَا بِاسْتِكْمَالِ طَاعَتِكَ فِيه الْمِنَّةَ، إِنَّكَ الْمَنَّانُ الْحَمِيدُ، وصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ .
الثاني:أن يصلِّي في الليلةِ الأولى من الشهر ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (الأنعام) مرّة، ويسأل اللَّهَ أن يكفيه كلَّ خوف ووجع، وأن لا يرى في ذلك الشهر ما يكرهه.
الثالث:قراءة سورة (الحمد) سبع مرّات لدفع وجع العين في أوّل يوم من الشهر.
الرابع: أكْلُ شيء من الجبن، وروي أن من يعتد أكله رأس الشّهر أوشك أن لا تُردّ له حاجة.
الخامس:أن يُصلِّي في أوّل يوم من الشهر ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) ثلاثين مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (القدر) ثلاثين مرّة، ثم يتصدّق بما تيسر، فإذا فعل ذلك، فقد اشترى السَّلامة في ذلك الشهر. وزاد في بعض الرّوايات: وتقول إذا فرغتَ من الرّكعتين:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: وَما مِنْ دابَةٍ فِي الأَرْضِ إِلاّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَيَعلَمُ مُستَقرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كتابٍ مُبينٍ .
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: وَإِن يَمسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كاشِفَ لَهُ إِلاّ هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلا رادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ وَهُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .
ص: 148
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ: سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً. ما شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالعِبادِ، لا إلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّالِمِينَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِليَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ، رَبِّ لا تَذَرْنِي فَرْداً وَأَنْتَ خَيْرُ الوارِثِينَ .
ص: 149
الأوّل: أعمال شهر محرم الحرام
اعلم أنّ هذا الشهر هو شهر حزن أهل البيت عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وشيعتهم. وعن الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: كان أبي صلوات اللَّهِ عليه إذا دخل شهر المحرم لم يُرَ ضاحكاً، وكانت كآبته تغلب عليه حتى يمضي منه عشرة أيام، فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هذا اليوم الذي قُتِلَ فيه الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.
الليلة الأوّلى:
روى لها السيد في (الإقبال) عدّة صلوات:
الأولى: ركعتان، يقرأُ في الركعةِ الأوّلى منها سورة (الحمد)، وسورة (الإنعام)، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) وسورة (يَس).
الثانية: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) إحدى عشرة مرّةً. وفي الحديث عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قال: من أدّى هذه الصلاة في هذه الليلة، وصام صبيحتها، وهو أوّل يوم من السنة، فهو كمن يدوم على الخير سنة، ولا يزال محفوظاً من السنة إلى قابل، فإنْ مات قبل ذلك صار إلى الجنّة.
ص: 150
الثالثة: مائة ركعة، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مرّةً.
اليوم الأوّل:
هو أوّل يوم من السنة العربيّة وفيه عملان:
الأوّل: الصيام.
وفي رواية ريّان بن شبيب عن الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه قال: من صام هذا اليوم ودعا اللَّهَ، استجاب اللَّهُ دعاءه كما استجاب لزكريا.
الثاني: عن الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه كان النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يُصلِّي أوّل يوم من محرم ركعتين، فإذا فرغ رفعَ يديهِ ودعا بهذا الدّعاء ثلاثَ مرّاتٍ:
اللّهُمَّ أَنْتَ الإِلهُ القَدِيمُ وَهذِهِ سَنَةٌ جَدِيدَةٌ فَأَسْأَلُكَ فِيها العِصْمَةَ مِنَ الشَّيْطانِ وَالقُوَّةَ عَلى هذِهِ النَّفْسِ الأمَّارَةِ بالسُّوءِ وَالاشْتِغالَ بِما يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ، يا كَرِيمُ يا ذا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ يا عِمادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا ذَخِيرَةَ مَنْ لا ذَخِيرَةَ لَهُ، يا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَهُ، يا غِياثَ مَنْ لا غِياثَ لَهُ، يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لَهُ، يا كَنْزَ مَنْ لا كَنْزَ لَهُ، يا حَسَنَ البَلاِءِ يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا عِزَّ الضُّعَفاءِ يا مُنْقِذَ الغَرْقى يا مُنْجِيَ الهَلْكى يا مُنْعِمُ يا مُجْمِلُ يا مُفَضِّلُ يا مُحْسِنُ، أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَّيْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضَوءُ القَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ وَدَوِيُّ الماءِ وَحَفِيفُ الشَّجَرِ، يا اللَّهُ لا شَرِيكَ لَكَ اللّهُمَّ اجْعَلْنا خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ وَاغْفِرْ لَنا ما لا يَعْلَمُونَ وَلا تُؤاخِذْنا بِما يَقُولُونَ حَسْبِيَ اللَّهُ لا إلهَ إِلاّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا وَما يَذَّكَّرُ إِلاّ أُولُو الأَلْبَابِ، رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنا وَهَبْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ .
ص: 151
قال الشيخ الطوسيّ: يُستحبّ صيام الأيام التسعة من أوّل محرم، وفي اليوم العاشر يمسك عن الطعام والشراب إلى بعد العصر، ثم يفطر بقليل من تربة الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وروى السيد فضلاً لصوم شهر محرم كلّه، وأنّه يعصم صائمه من كلِّ سيّئة.
اليوم الثالث:
فيه كان خلاص يوسف عَلَیْهِ السَّلَامُ من السجن، فمن صامه يسَّر اللَّهُ له الصعب، وفرَّج عنه الكرب، وفي الحديث النبوي أنّه استُجيبت دعوته.
الليلة العاشرة:
وقد أورد السيد في (الإقبال) لهذه الليلة أدعيةً وصلواتٍ كثيرة بما لها من وافر الفضل، وهي:
الأوّل: الصلاة أربع ركعات، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) خمسين مرّة، وهذه الصلاة تطابق صلاة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ ذات الفضل العظيم. وقال السيد في ذكر هذه الصلاة: فإذا سلَّمت من الرابعة فأكثرْ ذكر اللَّهِ تعالى، والصلاة على رسوله، واللعن على أعدائهم ما استطعت.
الثاني: الصلاة مائة ركعة، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، ويقول بعد الفراغ من الجميع:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .
سبعين مرّة، وقد ورد الاستغفار أيضاً بعد كلمة العليّ العظيم في رواية أخرى.
ص: 152
الثالث: الصلاة أربع ركعات في آخر الليل، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وكلاًّ من آية (الكرسي)، وسورة (التوحيد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، عشر مرّات، وبعد السلام من الأربع ركعات يقرأ سورة (التوحيد) مئة مرّة.
الرابع: إحياؤها بالعبادة والبكاء على الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.
روي في فضل إحياء هذه الليلة أن من أحياها فكأنّما عبد اللَّهَ عبادة جميع الملائكة، وأجر العامل فيها يعدل سبعين سنة.
الخامس: المبيت عند قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وزيارته.
روي أن من وُفِّق في هذه الليلة لزيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ بكربَلاء، والمبيت عنده حتى يصبح، حشره اللَّهُ يوم القيامة ملطّخاً بدم الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، في جملة الشهداء معه عَلَیْهِمُ السَّلَامُ،ولیس هناک زیارة مخصوصة بهذة اللیلة.
اليوم العاشر:
يوم عاشوراء وهو يوم استشهد فيه الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وهو يوم المصيبة والحزن للأئمّة عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وشيعتهم.
وفيه أعمال عديدة:
الأوّل:
ممّا ينبغي فيه للشيعة أن يمسكوا فيه عن السعي في حوائج دنياهم، وأن لا يدَّخروا فيه شَيْئاً لمنازلهم، وأن يتفرّغوا فيه للبكاء والنياح وذكر المصائب، وأن يقيموا مآتم الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، كما يقيمونه لأعزّ أولادهم وأقاربهم، وأن يجتهدوا في سبِّ قاتليه ولعنهم.
الثاني: تذاكر مصيبة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.
وينبغي أن يتذاكروا فيه مقتل الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، فيستبكي بعضهم بعضاً، وروي أنّه لما أُمِر موسى عَلَیْهِ السَّلَامُ بلقاء الخضر عَلَیْهِ السَّلَامُ والتعلّم منه، كان أوّل
ص: 153
ما تذاكروا فيه هو أنّ العالِمَ حدَّث موسى عَلَیْهِ السَّلَامُ بمصائب آل محمّد عَلَیْهِمُ السَّلَامُ، فبكيا واشتدّ بكاؤهما.
الثالث: سقي الماء عند قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.
يُستحبّ سقي الناس عند قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليوم، ومن سقى الناس كانَ كمَنْ سقى أعوانه عَلَیْهِ السَّلَامُ في كربلاء.
الرابع: قراءة سورة التوحيد.
ولقراءة سورة (التوحيد) ألف مرّة في هذا اليوم فضل، وروي أن اللَّهَ تعالى ينظر إلى من قرأها نظر الرحمة.
الخامس: قراءة دعاء العشرات.
وقد روى السيد لهذا اليوم دعاءً يشابه دعاء العشرات، بل الظاهر أنّه الدّعاء نفسه على بعض رواياته، وقد تقدّم في أعمال يوم الجمعة ص134.
السادس: لعن قاتلي الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.
أن يلعن قاتلي الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ألف مرّة قائلاً:
العَنْ قَتَلَةَ الحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ.
السابع: الإمساك عن الطعام والشراب من دون صيام.
وينبغي للشيعة الإمساك عن الطعام والشراب في هذا اليوم، من دون نيّة الصيام، وأن يفطروا في آخر النهار بعد العصر بما يقتات به أهل المصائب، كاللبن الخاثر والحليب ونظائرهما لا بالأغذية اللذيذة، وأن يلبسوا ثياباً نظيفة، ويحلّوا الأزرار، ويكشطوا الأكمام، على هيئة أصحاب العزاء.
وقال العلاّمة المجلسيّ في (زاد المعاد): والأحسن أن لا يُصام اليوم التاسع والعاشر؛ فإنّ بني أميّة كانت تصومهما شماتة بالحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وتبرّكاً بقتله، وقد افتروا على رسول اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أحاديث كثيرة وضعوها في فضل هذين اليومين وفضل صيامهما.
ص: 154
وقد رُوي من طريق أهل البيت عَلَیْهِمُ السَّلَامُ أحاديث كثيرة في ذمّ الصوم فيهما لا سيّما في يوم عاشوراء.
وكانت بنو أُمية لعنة اللَّهِ عليهم تدَّخر في الدار قوت سنتها في يوم عاشوراء؛ ولذلك رُوي عن الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء، قضى اللَّهُ له حوائج الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه، جعل اللَّهُ يوم القيامة يوم فرحه وسروره وقرّت بنا في الجنَّةِ عينه، ومن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادَّخر لمنزله فيه شَيْئاً، لم يُبارك له فيما ادَّخر وحُشِر يوم القيامة مع يزيد وعبيد اللَّهِ بن زياد وعمر بن سعد لعنهم اللَّه، فينبغي أن يكفَّ المرءُ فيه عن أعمال دنياه ويتجرّد للبكاء والنياحة وذكر المصائب ويأمر أهله بإقامة المأتم كما يقام لأعز الأوّلاد والأقارب، وأن يمسك في هذا اليوم من الطعام والشراب من دون قصد الصيام، ويفطر آخر النهار بعد العصر ولو بشربة من الماء، ولا يصوم فيه إلاّ إذا وجب عليه صومه بنذر أو شبهه، ولا يدَّخر فيه شَيْئاً لمنزله، ولا يضحك، ولا يُقْبِل على اللَّهو واللّعب.
الثامن: زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وأهل بيته الأطهار عَلَیْهِمُ السَّلَامُ.
ثم قم وسلِّم على رسول اللَّهِ وعليٍّ المرتضى وفاطمة الزهراء والحسن المجتبى، وسائر الأئمّة من ذرّية سيد الشهداء عَلَیْهِ السَّلَامُ، وعَزِّهم على هذه المصائب العظيمة بمهجة حرّى وعين عَبْرى، وزُرْ بهذه الزيارة:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَلِيِّ
ص: 155
اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ الحَسَنِ الشَّهِيدِ سِبْطِ رَسُولِ اللَّهِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ البَشِيرِ النَّذِيرِ وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوِتْرُ المَوْتُورُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإِمَامُ الهادِي الزَّكِيُّ وَعَلى أَرْواحٍ حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَقامَتْ فِي جِوارِكَ وَوَفَدَتْ مَعَ زُوَّارِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنِّي ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِكَ الرَّزِيَّةُ وَجَلَّ المُصابُ فِي المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ وَفِي أَهْلِ السَّماواتِ أَجْمَعِينَ وَفِي سُكَّانِ الأَرَضِينَ، فَإنّا للَّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ وَصَلَواتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيّاتُهُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرِينَ الطَّيِّبِينَ المُنْتَجَبِينَ وَعَلى ذَراريهِمُ الهُداةِ المَهْدِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى رُوحِكَ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَعَلى تُرْبَتِكَ وَعَلى تُربَتِهِمْ، اللّهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَرَوْحاً وَرَيْحاناً. السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ يا ابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَيا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَيا ابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهيدُ يا ابْنَ الشَّهِيدِ يا أخَ الشَّهِيدِ يا أبا الشُّهَدَاءِ. اللّهُمَّ بَلِّغْهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي هذا اليَوْمِ وَفِي هذا الوَقْتِ وَفِي كُلِّ وَقْتٍ تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً، سَلامُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ يا ابْنَ سَيِّدِ العالَمِينَ وَعَلى المُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ سَلاماً مُتَّصِلاً ما اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ. السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهِيدِ السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ السَّلامُ عَلى العَبّاسِ ابْنِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ الشَّهِيدِ السَّلامُ
ص: 156
عَلى الشُّهَدَاءِ مِنْ وَلْدِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلى الشُّهَدَاءِ مِنْ وَلْدِ الحَسَنِ السَّلامُ عَلى الشُّهَدَاءِ مِنْ وَلْدِ الحُسَيْنِ السَّلامُ عَلى الشُّهَدَاءِ مِنْ وَلْدِ جَعْفَرٍ وَعَقِيلٍ السَّلامُ عَلى كُلِّ مُسْتَشْهَدٍ مَعَهُمْ مِنْ المُؤْمِنِينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْهُمْ عَنِّي تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ أَحْسَنَ اللَّهُ لَكِ العَزاءَ فِي وَلَدِكِ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي أَخِيكَ الحُسَيْنِ. يا مَوْلايَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ أَنا ضَيْفُ اللَّهِ وَضَيْفُكَ وَجارُ اللَّهِ وَجارُكَ وَلِكُلِّ ضَيْفٍ وَجارٍ قِرىً وَقِرايَ فِي هذا الوَقْتِ أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ سُبْحانَهُ وَتَعالى أَنْ يَرْزُقَنِي فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ إِنَّهُ سَمِيعُ الدُّعاءِ قَرِيبٌ مُجِيبٌ .
التاسع: زيارة الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.
ويُستحب زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ هذا اليوم بزيارات:
الأولى: زيارة عاشوراء المشهورة
ويُزار بها من قرب ومن بعد.
روى في كامل الزيارات، قال صالح بن عقبة الجهنيّ، وسيف بن عميرة، قال علقمة بن محمّد الحضرميّ: قلت لأبي جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ: علّمني دعاءً أدعو به في ذلك اليوم إذا أنا زرته من قرب، ودعاءً أدعو به إذا لم أزرْهُ من قرب، وأومأت من بُعْد البلاد، ومن داري بالسلامِ إليه. فقال لي: يا علقمة إذا أنت صليت الركعتين بعد أن تومِي إليه بالسلام، فقل بعد الإيماء إليه من بعد التكبير، هذا القول (أي الزيارة الآتية)، فإنّك إذا قلت ذلك فقد دعوت بما يدعو به زوّاره من الملائكة، وكتب اللَّهُ لك مائة ألف ألف درجة، وكنت كمن استشهدوا معه تشاركهم في درجاتهم، وما عُرِفتَ إِلاّ في زمرة الشهداء الذين استشهدوا معه، وكتب لك ثواب
ص: 157
زيارة كلّ نبيّ وكلّ رسول، وزيارة كلّ من زار الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ منذ يوم قتل سلام اللَّهِ عليه وعلى أهل بيته، تقول في زيارته:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالوِتْرَ المَوتُورَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الأَرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ،عَلَيْكُمْ مِنِّي جَميعاً سَلامُ اللَّهِ أَبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ. يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فِيها، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً قَتَلَتْكُمْ وَلَعَنَ اللَّهُ المُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْكِينِ مِنْ قِتالِكُمْ، يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ، فَلَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مرَوْانٍ وَلَعَنَ اللَّهُ بَنِي أُمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ، وَلَعَنَ اللَّهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلجَمَتْ وَتَهَيّأَتْ لِقِتالِكَ، يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. لَقَدْ عَظُمَ مُصابِي بِكَ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَ مَقامَكَ أَنْ يُكْرِمَنِي بِكَ، وَيَرْزُقَنِي طَلَبَ ثَأْرِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ. اللّهُمَّ اجْعَلْنِي وَجِيهاً عِنْدَكَ بِالحُسَيْنِ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ، يا سَيِّدِي يا أبا عَبْدِ اللَّهِ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلى رَسُولِهِ وَإِلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَإِلى فاطِمَةَ وَإِلى الحَسَنِ وَإِلَيْكَ
ص: 158
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلَيْهِم، بِمُوالاتِكَ وَالبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَمِمَّنْ قاتَلَكَ، وَنَصَبَ لَكَ الحَرْبَ، وَمِنْ جَمِيعِ أَعْدَائِكُم، وَبِالبَراءَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ الجَوْرَ وَبَنَى عَلَيْهِ بُنْيَانَهُ، وَأجْرى ظُلْمَهُ وَجَوْرَهُ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ، وَالبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَمِنَ النَّاصِبِينَ لَكُمْ الحَرْبَ، وَالبَراءَةِ مِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ، إِنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عَادَاكُمْ، فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ أَوْلِيائِكُمْ، وَرَزَقَنِي البَرَاءَةَ مِنْ أَعْدائِكُمْ، أَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ، وَأَنْ يُثَبِّتَ لِي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي المَقامَ المَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَنْ يَرْزُقَنِي طَلَبَ ثارَكُم مَعَ إِمَامٍ مَهْدِيٍّ ناطِقٍ لَكُمْ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ، وَبِالَّشْأنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَهُ، أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أَفْضَلَ ما أَعْطَى مُصاباً بِمُصِيبَتِهِ، أَقُولُ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، يَا لَهَا مِنْ مُصِيبَةٍ ما أَعْظَمَها وَأَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الإسْلامِ وَفِي جَمِيعِ السَّماواتِ وَالأَرَضِين. اللّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقامِي هذا مِمَّنْ تَنالَهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَهٌ، اللّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَماتِي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اللّهُمَّ إِنَّ هذا يَوْمٌ تَنَزَّلَتْ فِيهِ اللَّعْنَةُ عَلَى آلِ زِيَادٍ وَآلِ أُمَيَّةَ وَابْنِ آكِلَةِ الأَكْبَادِ، اللَّعِينِ ابْنِ اللَّعِينِ عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ، فِي كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيُّكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ. اللّهُمَّ العَنْ أَبا سُفيانَ، وَمُعاوِيَةَ، وَعَلَى يَزِيدَ بْنِ مُعاوِيَةَ
ص: 159
اللَّعْنَةُ أَبَدَ الآبِدِينَ، اللّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةَ أَبَداً لِقَتْلِهِمُ الحُسَيْنَ عَلَیْهِ السَّلَامُ. اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ فِي هذا اليَوْمِ، وَفِي مَوْقِفِي هذا، وَأَيامِ حَياتِي بالبَراءَةِ مِنْهُمْ وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ، وَبِالمُوالاةِ لِنَبِيِّكَ وَأَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَهُ عَلَيهِ وَعلَيْهِمْ أَجْمَعِين .
ثم تقول مائة مرّة:
اللّهُمَّ العَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ، اللّهُمَّ العَنِ العِصابَةَ الَّتِي حارَبَتِ الحُسَيْنَ، وَشايَعَتْ وَتابَعَتْ أَعْدَاءَهُ عَلى قَتْلِهِ وَقَتْلِ أَنْصَارِهِ، اللّهُمَّ العَنْهُمْ جَميعاً .
ثم تقول (مائة مرّة):
السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ وَعَلى الأَرواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَنَاخَتْ بِرَحْلِكَ، عَلَيْكَ مِنِّي سَلامُ اللَّهِ أَبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُمْ، السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ وَعَلى أَصْحابِ الحُسَيْنِ صَلَوَات اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِين.
ثم تقول مرّة واحدة:
اللّهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ نَبِيِّكَ بِاللَّعْنِ، ثُمَّ الْعَنْ أَعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الأَوَّلِينَ والآخِرِينَ، اللّهُمَّ الْعَنْ يَزِيدَ وَأَبَاهُ وَالعَنْ عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ وَبَنِي أُمَيَّةَ قَاطِبَةً إلى يَوْمِ القِيامَةِ(1).
ص: 160
ثم تسجد وَتقول:
اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرِينَ عَلى مُصابِهِمْ، الحَمْدُ للَّهِ عَلى عَظِيمِ رَزِيَّتِي فِيهِم، اللّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفاعَةَ الحُسَيْنِ يَوْمَ الوُرُودِ وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الحُسَيْنِ، الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ.
قال علقمة: قال الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ: وإن استطعت أن تزوره في كلِّ يوم بهذه الزيارة في دهرك فافعلْ، فلك ثواب جميع ذلك إن شاء اللَّهُ تعالى.
ويُستحبُّ أن تُزار زيارة عاشوراء المتقدّمة عند رأس أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، ويُقرأ بعدها دعاء صفوان المعروف بدعاء علقمة:
دعاء صفوان المشهور بدعاء علقمة
روى محمّد بن خالد الطيالسيّ عن سيف بن عميرة، قال: خرجت مع صفوان بن مهران وجماعة من أصحابنا إلى الغري، بعد ما خرج الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ، فسرنا من الحيرة إلى المدينة، فلمّا فرغنا من الزيارة، أي زيارة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، صرف صفوان وجهه إلى ناحية أبي عبد اللَّه عَلَیْهِ السَّلَامُ، فقال لنا: تزورون الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ من هذا المكان من عند رأس أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ من هاهنا، أومأ إليه الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ وأنا معه. قال سيف بن عميرة: فدعا صفوان بالزيارة التي رواها علقمة بن محمّد الحضرميّ عن الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ، في يوم عاشوراء، ثمّ صلّى ركعتين عند رأس أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وودّع في دبرهما أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وأومأ إلى الحُسَين صلوات اللَّهِ عليه بالسلام مصرفاً بوجهه نحوه، وودّع وكان ممّا دعا دبرها:
يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ يا كاشِفَ كُرَبِ المَكْرُوبِينَ وَيا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ وَيا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ، وَيا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ وَيا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ المَرْءِ وَقَلْبِهِ وَيا مَنْ هُوَ
ص: 161
بِالمَنْظَرِ الأعْلى وَبالأُفُقِ المُبِين وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ عَلى العَرْشِ اسْتَوى وَيا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَ الأعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ وَيا مَنْ لا یخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ، يا مَنْ لا تَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الأصْوَاتُ وَيا مَنْ لا تُغَلِّطُهُ الحاجاتُ وَيا مَنْ لا يُبْرِمُهُ إِلْحاحُ المُلِحِّينَ، يا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ وَيا جامِعَ كُلِّ شَمْلٍ وَيا بارِيَ النُّفُوسِ بَعْدَ المَوْتِ يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ، يا قاضِيَ الحاجاتِ يا مُنَفِّسَ الكُرُباتِ يا مُعْطِيَ السُّؤُلاتِ يا وَلِيَّ الرَّغَباتِ يا كافِيَ المُهِمَّاتِ، يا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيءٍ وَلا يَكْفي مِنْهُ شَيءٌ فِي السَّماواتِ وَالأَرضِ. أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنَت نَبِيِّكَ وَبِحَقِّ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ فَإِنِّي بِهِمْ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ فِي مَقامِي هذا وَبِهِمْ أَتَوَسَّلُ وَبِهِمْ أَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ وَبِحَقِّهِمْ أَسْأَلُكَ وَأُقْسِمُ وَأَعْزِمُ عَلَيْكَ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالقَدْرِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَكَ وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلى العالَمِينَ وَباسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ العالَمِينَ وَبِهِ أَبَنْتَهُمْ وَأَبَنْتَ فَضَلَهُمْ مِنْ فَضْلِ العالَمِينَ حَتّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ العالَمِينَ جَميعاً، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي وَتَكْفِيَنِي المُهِمَّ مِنْ أُمُورِي وَتَقْضِيَ عَنِّي دَيْنِي وَتُجِيرَنِي مِنَ الفاقَةِ وتُغْنِيَنِي عَنِ المَسْأَلَةِ إِلى المَخْلُوقِينَ، وَتَكْفِيَنِي هَمَّ مَنْ أَخافُ هَمَّهُ وَعُسْرَ مَنْ أَخافُ عُسْرَهُ وَحُزُونَةَ مَنْ أَخافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَا أَخافُ شَرَّهُ وَمَكْرَ مَنْ أَخافُ مَكْرَهُ وَبَغْيَ مَنْ أَخافُ بَغْيَهُ وَجَوْرَ مَنْ أَخافُ جَوْرَهُ وَسُلْطانَ مَنْ أَخافُ سُلْطانَهُ وَكَيْدَ مَنْ أَخافُ كَيْدَهُ وَمَقْدُرَةَ مَنْ أَخافُ بَلاَءَ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ وَتَرُدَّ عَنِّي كَيْدَ الكَيَدَةِ وَمَكَرَ المَكَرَه.
ص: 162
اللّهُمَّ مَنْ أَرادَنِي فَأَرِدْهُ وَمَنْ كادَنِي فَكِدْهُ وَاصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأَمانِيَّهُ وَامْنَعْهُ عَنِّي كَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ، اللّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّي بِفَقْرٍ لا تَجْبُرُهُ وَبِبَلاءٍ لا تَسْتُرُهُ وَبِفاقَةٍ لا تَسُدُّها وَبِسُقْمٍ لا تُعافِيهِ وَذُلٍّ لا تُعِزُّهُ وَبِمَسْكَنَةٍ لا تَجْبُرُها، اللّهُمَّ اضْرِبْ بِالذُلِّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ الفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ وَالسُّقْمَ فِي بَدَنِهِ حَتّى تَشْغَلَهُ عَنِّي بِشُغْلٍ شاغِلٍ لا فَراغَ لَهُ، وَأَنْسِهِ ذِكْري كَما أَنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ وَخُذْ عَنِّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوارِحِهِ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ ذلِكَ السُّقْمَ وَلا تُشْفِهِ حَتّى تَجْعَلَ ذلِكَ لَهُ شاغِلاً بِهِ عَنِّي وَعَنْ ذِكْرِي، وَاكْفِنِي يا كافِيَ مالا يَكْفِي سِواكَ فَإِنَّكَ الكافِي لا كافِيَ سِواكَ وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ وَمُغِيثٌ لا مُغِيثَ سِواكَ وَجارٌ لا جارَ سِواكَ؛ خابَ مَنْ كانَ جارُهُ سِواكَ وَمُغِيثُهُ سِواكَ وَمَفْزَعُهُ إِلى سِواكَ وَمَهْرَبُهُ إِلى سِواكَ وَمَلْجَؤُهُ إِلى غَيْرِكَ وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيْرُكَ. فَأَنْتَ ثِقَتِي وَرَجائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَئِي وَمَنْجايَ فَبِكَ أَسْتَفْتِحُ وَبِكَ أَسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ وَأَتَوَسَّلُ وَأَتَشَفَّعُ، فَأَسْأَلُكَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ فَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَإِلَيْكَ المُشْتَكى وَأَنْتَ المُسْتَعانُ، فَأَسْأَلُكَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي فِي مَقامِي هذا كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ، فَاكْشِفْ عَنِّي كَما كَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنِّي كَما فَرَّجْتَ عَنْهُ وَاكْفِنِي كَما كَفَيْتَهُ وَاصْرِفْ عَنِّي هَوْلَ ما أَخافُ هَوْلَهُ وَمَؤونَةَ ما أَخافُ مَؤونَتَهُ وَهَمَّ ما أَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤونَةٍ عَلَى نَفْسِي مِنْ ذلِكَ،
ص: 163
وَاصْرِفْنِي بِقَضاء حَوائِجِي وَكِفايَةِ ما أَهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيايَ. يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيا أَبا عَبْدِ اللَّهِ عَلَيْكُمَا مِنِّي سَلامُ اللَّهِ أَبَداً ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما وَلا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنِي وَبَيْنَكُما، اللّهُمَّ أَحْيِنِي حَياةَ مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ وَأَمِتْنِي مَماتَهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِمْ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ وَلا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ، يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيا أَبا عَبْدِ اللَّهِ أَتَيْتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمَا، وَمُتَوَجِّهاً إِلَيْهِ بِكُمَا وَمُسْتَشْفِعاً بِكُمَا إِلَى اللَّهِ تَعالى فِي حاجَتِي هذِهِ، فَاشْفَعَا لِي فَإِنَّ لَكُمَا عِنْدَ اللَّهِ المَقامَ المَحْمُودَ وَالجاهَ الوَجِيهَ وَالمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالوَسِيلَةَ، إِنِّي أَنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللَّهِ بِشَفاعَتِكُما لِي إِلَى اللَّهِ فِي ذلِكَ، فَلا أَخِيبُ وَلا يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً، بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً راجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً لِي بِقَضاء جَمِيعِ حَوائِجِي، وَتَشَفَّعَا لِي إِلَى اللَّهِ. انْقَلَبْتُ عَلى ما شاءَ اللَّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ مُفَوِّضاً أَمْرِي إِلَى اللَّهِ مُلْجِئاً ظَهْرِي إِلَى اللَّهِ مُتَوَكِّلاً عَلَى اللَّهِ، وَأَقُولُ: حَسْبِيَ اللَّهُ وَكَفى سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعا لَيْسَ لِي وَراءَ اللَّهِ وَوَراءَكُمْ يا سادَتِي مُنْتَهى، ما شاءَ رَبِّي كَانَ وَما لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ.
اسْتَودِعُكُما اللَّهَ وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي إِلَيْكُما انْصَرَفْتُ يا سَيِّدِي يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ومَوْلايَ وَأَنْتَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ يا سَيِّدِي، وَسَلامِي عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ ما اتَّصَلَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلِكَ إِلَيْكُما غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُما سَلامِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ، وَأَسْأَلُهُ بِحَقِّكُما أَنْ يَشاءَ ذلِكَ
ص: 164
وَيَفْعَلَ فَإِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ. انْقَلَبْتُ يا سَيِّدَيَّ عَنْكُما تائِباً حامِداً للَّهِ شاكِراً راجِياً لِلإِجَابَةِ غَيْرَ آيِسٍ وَلا قانِطٍ آيِباً عائِداً راجِعاً إِلى زِيارَتِكُما غَيْرَ راغِبٍ عَنْكُما وَلا مِنْ زِيارَتِكُما، بَلْ راجِعٌ عائِدٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ، يا سيِّدَيَّ رَغِبْتُ إِلَيْكُما وَإِلى زِيارَتِكُما بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فِيكُما وَفِي زِيارَتِكُما أَهْلُ الدُّنْيا فَلا خَيَّبَنِيَ اللَّهُ ما رَجَوْتُ وَما أَمَّلْتُ فِي زِيارَتِكُما إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.
الثانية: زيارة عاشوراء غير المشهورة
عن مستدرك الوسائل عن المزار القديم: عن علقمة بن محمّد الحضرميّ: عن أبي جعفر الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: من أراد زيارة الحسين بن علي بن أبي طالب (صلوات اللَّهِ عليهم أجمعين) يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرّم.. إلى آخر ما تقدّم في باب استحباب التسليم على الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ والصلاة عليه، من بعيد وقريب كلّ يوم، قال عَلَیْهِ السَّلَامُ: ثم تقول وأنت خاشع مستكين:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ البَشِيرِ النَّذِيرِ وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ وَابْنَ خِيَرَتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوِتْرُ المَوْتُورُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمَامُ الهادِي الزَّكِيُّ وَعَلى أَرْواحٍ حَلَّتْ بِفنائِكَ وَأَقامَتْ فِي جِوارِكَ وَوَفَدَتْ مَعَ زُوّارِكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنِّي ما بَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِكَ الرَزِيَّةُ وَجَلَّتْ فِي المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ وَفِي أَهْلِ السَّماواتِ وأَهْلِ الأَرَضِينَ أَجْمَعِينَ، فَإِنّا للَّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. صَلَواتُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيّاتُهُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنِ وَعَلى آبائِكَ الطَّيِّبِينَ المُنْتَجَبِينَ وَعلى ذُرِّياتِكُمُ الهُداةِ المَهْدِيِّينَ،
ص: 165
لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خَذَلَتْكَ وَتَرَكَتْ نُصْرَتَكَ وَمَعُونَتَكَ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ لَكُمْ وَمَهَّدَتْ الجَوْرَ عَلَيْكُمْ وَطَرَّقَتْ إِلى أَذِيَّتِكُمْ وَتَحَيُّفِكُمْ وَجارَتْ ذلِكَ فِي دِيارِكُمْ وَأَشْياعِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَيْكُمْ يا سادَتِي وَمَوالِيَّ وَأَئِمَّتِي مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذِي أَكْرَمَ يا مَوَالِيَّ مَقامَكُمْ وَشَرَّفَ مَنْزِلَتَكُمْ وَشَأْنَكُمْ أَنْ يُكْرِمَنِي بِوِلايَتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَالاِئْتِمامِ بِكُمْ وَالبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ البَرَّ الرَّحِيمَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَوَدَّتَكُمْ وَأَنْ يُوَفِّقَنِي لِلْطَلَبِ بِثَأْركم مَعَ الإِمَامِ المُنْتَظَرِ الهادِي مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَأَنْ يُبَلِّغَنِي المَقامَ المَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ، وَأَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أَفْضَلَ ما أَعْطى مُصاباًبِمُصِيبَتِهِ. إِنّا للَّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ يا لَها مِنْ مُصِيبَةٍ ما أَفْجَعَها وَأَنْكاها لِقُلُوبِ المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ!
فَإِنّا للَّهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي فِي مَقامِي مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحَمْةٌ وَمَغْفِرَهٌ واجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ، فَإِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ وَإِنِّي أَتَوَسَّلُ وَأَتَوَجَّهُ بِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالطَّيِّبِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِما، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ مَحْيايَ مَحْياهُمْ وَمَماتِي مَماتَهُمْ وَلا تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ، اللّهُمَّ وَهذا يَوْمٌ تَجَدَّدُ فِيهِ النِّقْمَةُ وَتَنَزَّلُ فِيهِ اللّعْنَةُ عَلى اللّعِينِ يَزِيدَ وَعلى آلِ يَزِيدَ وَعَلى آلِ زِيادٍ وَعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَالشِّمْرِ، اللّهُمَّ العَنْهُمْ
ص: 166
وَالعَنْ مَنْ رَضِيَ بِقَوْلِهِمْ وَفِعْلِهِمْ مِنْ أَوَّلٍ وَآخِرٍ لَعْناً كَثِيراً وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ وَأَسْكِنْهُمْ جَهَنَّمَ وَساءَتْ مَصِيراً، وَأَوْجِبْ عَلَيْهِمْ وَعَلى كُلِّ مَنْ شايَعَهُمْ وَبايَعَهُمْ وَتابَعَهُمْ وَساعَدَهُمْ وَرَضِيَ بِفِعْلِهِمْ وَافْتَحْ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى كُلِّ مَنْ رَضِيَ بِذلِكَ لَعَناتِكَ الَّتِي لَعَنْتَ بِها كُلَّ ظالِمٍ وَكُلَّ غاصِبٍ وَكُلَّ جاحِدٍ وَكُلَّ كافِرٍ وَكُلَّ مُشْرِكٍ وَكُلَّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ وَكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، اللّهُمَّ العَنْ يَزِيدَ وَآلَ يَزِيدَ وَبَنِي مَرْوانَ جَميعاً، اللّهُمَّ وَضَعِّفْ غَضَبَكَ وَسَخَطَكَ وَعَذابَكَ وَنَقِمَتَكَ عَلى أَوَّلِ ظالِمٍ ظَلَمَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ، اللّهُمَّ وَالعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ لَهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ إِنَّكَ ذُو نَقِمَةٍ مِنَ المُجْرِمِينَ، اللّهُمَّ وَالعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَالعَنْ أَرْواحَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَقُبُورَهُمْ، وَالعَنْ اللّهُمَّ العِصابَةَ الَّتِي نازَلَتِ الحُسَيْنَ ابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَحارَبَتْهُ وَقَتَلَتْ أَصحابَهُ وَأَنْصارَهُ وَأَعْوانَهُ وَأَوْلِياءَهُ وَشِيعَتَهُ وَمُحِبِّيهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ وَذُرِّيَّتَهُ، وَالعَنِ اللّهُمَّ الَّذِينَ نَهَبُوا مالَهُ وَسَلَبُوا حَرِيمَهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ وَلا مَقالَهُ، اللّهُمَّ وَالعَنْ كُلَّ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَالخَلائِقِ أَجْمَعِينَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنَ وَعَلى مَنْ ساعَدَكَ وَعاوَنَكَ وَواساكَ بِنَفْسِهِ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِي الذَّبِّ عَنْكَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعلَيْهِمْ وَعَلى رُوحِكَ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَعَلى تُرْبَتِكَ وَعَلى تُرْبَتِهِمْ، اللّهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَرَوْحاً وَرَيْحاناً، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ يا ابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَيا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَيا ابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهِيدُ يا ابْنَ الشَّهِيدِ اللّهُمَّ بَلِّغْهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي هذا اليَوْمِ
ص: 167
وَفِي هذا الوَقْتِ وَكُلِّ وَقْتٍ تَحِيَّةً وَسَلاماً، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ العالَمِينَ وَعَلى المُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ سَلاماً مُتَّصِلاً ما اتَّصَلَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ، السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ بْن الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلى العَبَّاسِ ابْنِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى الشُّهَداءِ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرٍ وَعَقِيلٍ، السَّلامُ عَلى كُلِّ مُسْتَشْهَدٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْهُمْ عَنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً.
السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ يَا بِنْتَ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ، وَعَلَيْكِ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَحْسَنَ اللَّهُ لَكِ العَزاءَ فِي وَلَدِكِ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ، وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَحْسَنَ اللَّهُ لَكَ العَزاءَ فِي أَخِيكَ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى أَرْواحِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ الأحياءِ مِنْهُمْ وَالأمواتِ، وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُمُ العَزاءَ فِي مَوْلاهُمُ الحُسَيْنِ. اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ إِمامٍ عَدْلٍ تُعِزُّ بِهِ الإسْلامَ وَأَهْلَهُ يا رَبَّ العالَمِينَ.
ثم اسجد وقُلْ:
اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى جَمِيعِ ما نابَ مِنْ خَطْبٍ وَلَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ أَمْرٍ وَإِلَيْكَ المُشْتَكى فِي عَظِيمِ المُهِمَّاتِ بِخِيَرَتِكَ وَأَوْلِيائِكَ وَذلِكَ
ص: 168
لِما أَوْجَبْتَ لَهُمْ مِنَ الكَرامَةِ وَالفَضْلِ الكَثِيرِ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ الحُسَيْنِ عَلَیهِ السَّلامُ يَوْمَ الوُرُودِ وَالمَقامِ المَشْهُودِ وَالحَوْضِ المَوْرُودِ، وَاجْعَلْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الحُسَيْنِ عَلَیهِ السَّلامُ الَّذِينَ وَاسَوْهُ بِأَنْفُسِهِمْ وَبَذَلُوا دُونَهُ مُهَجَهُمْ وَجاهَدُوا مَعَهُ أَعْداءَكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَرَجائِكَ وَتَصْدِيقاً بِوَعْدِكَ وَخَوْفاً مِنْ وَعِيدِكَ إِنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشاءُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
قال الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: هذه الزيارة يُزار بها الحسين بن علي من عند رأس أمير المؤمنين (صلوات الله عليهم أجمعين). قال علقمة بن محمّد الحضرميّ، عن أبي جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ: إن استطعت يا علقمة أن تزوره في كلِّ يوم بهذه الزيارة، في دارك وناحيتك وحيث كنت من البلاد في أرض الله فافعلْ ذلك، ولك ثواب جميع ذلك، فاجتهدوا في الدّعاء على قاتله وعدوّه، ويكون في صدر النهار قبل الزوال، يا علقمة واندبوا الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ. إلى آخر ما تقدّم من باب استحباب البكاء لقتل الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.
الثالثة: زيارة الناحية:
زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم العاشر، المعروفة بزيارة الناحية، أذكرها عن كتاب البحار عن المزار الكبير.
وممّا خرج من الناحية المقدّسة عنه عَلَیْهِ السَّلَامُ إلى أحد الأبواب، قال: تقف على قبر الحسين صلوات الله عليه وتقول:
السَّلامُ عَلَى آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ مِنْ خَلِيقَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى شَيْثٍ وَلِيِّ اللَّهِ وَخِيَرَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى إِدْرِيسَ الْقَائِمِ لِلَّهِ بِحُجَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى نُوحٍ الْمُجَابِ فِي دَعْوَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى هُودٍ الْمَمْدُودِ مِنَ اللَّهِ بِمَعُونَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى صَالِحٍ الَّذِي تَوَّجَهُ اللَّهُ بِكَرَامَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ الَّذِي حَبَاهُ اللَّهُ
ص: 169
بِخُلَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى اسْمَاعِيلَ الَّذِي فَدَاهُ اللَّهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ مِنْ جَنَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى إِسْحَاقَ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ فِي ذُرّيَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى يَعْقُوبَ الَّذِي رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ بِرَحْمَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى يُوسُفَ الَّذِي نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ الْجُبِّ بِعَظَمَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مُوسَى الَّذِي فَلَقَ اللَّهُ الْبَحْرَ لَهُ بِقُدْرَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى هَارُونَ الَّذِي خَصَّهُ اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى شُعَيْبٍ الَّذِي نَصَرَهُ اللَّهُ عَلَى أُمَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى دَاوُدَ الَّذِي تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ خَطِيئَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى سُلَيْمَانَ الَّذِي ذَلَّتْ لَهُ الْجِنُّ بِعِزَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى أَيُّوبَ الَّذِي شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ عِلَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى يُوْنُسَ الَّذِي أَنْجَزَ اللَّهُ مَضْمُونَ عِدَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى عُزَيْرَ الَّذِي أَحْيَاهُ اللَّهُ بَعْدَ مَيْتَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى زَكَرِيَّا الصَّابِرِ فِي مِحْنَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى يَحْيَى الَّذِي أَزْلَفَهُ اللَّهُ بِشَهَادَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى عِيسَى رُوحِ اللَّهِ وَكَلِمَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ وَصَفْوَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْمَخْصُوصِ بِأُخُوَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ابْنَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى أَبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَصِيِّ أَبِيهِ وَخَلِيفَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى الْحُسَيْنِ الَّذِي سَمِحَتْ نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ أَطَاعَ اللَّهَ فِي سِرِّهِ وَعَلاَنِيَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ جَعَلَ اللَّهُ الشّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنِ الإِجَابَةُ تَحْتَ قُبَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنِ الأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ خَاتَمِ الأَنْبِيَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ سَيّدِ الأَوْصِيَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ خَدِيجَةَ الْكُبْرَى، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ جَنَّةِ الْمَأْوَى، السَّلاَمُ عَلَى ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفَا، السَّلاَمُ عَلَى الْمُرَمَّلِ بِالدّمَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمَهْتُوكِ الْخِبَاءِ،
ص: 170
السَّلاَمُ عَلَى خَامِسِ أَصْحَابِ الْكِسَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى غَرِيبِ الْغُرَبَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى شَهِيدِ الشُّهَدَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى قَتِيلِ الأَدْعِيَاءِ، السَّلاَمُ عَلَى سَاكِنِ كَرْبَلاءِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّمَاءُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ ذُرّيَّتُهُ الأَزْكِيَاءُ، السَّلاَمُ عَلَى يَعْسُوبِ الدِّينِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنَازِلِ الْبَرَاهِينِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَئِمَّةِ السَّادَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الْجُيُوبِ الْمُضَرَّجَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الشّفَاهِ الذَّابِلاَتِ، السَّلاَمُ عَلَى النُّفُوسِ الْمُصْطَلَمَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَرْوَاحِ الْمُخْتَلَسَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَجْسَادِ الْعَارِيَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الْجُسُومِ الشَّاحِبَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الدِّمَاءِ السَّائِلاَتِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُشَالاَتِ، السَّلاَمُ عَلَى النِّسْوَةِ الْبَارِزَاتِ.
السَّلاَمُ عَلَى حُجَّةِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى آبَائِكَ الطَّاهِرِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى أَبْنَائِكَ الْمُسْتَشْهَدِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى ذُرِيَّتِكَ النَّاصِرِينَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ المُضاجِعِينَ، السَّلاَمُ عَلَى الْقَتِيلِ الْمَظْلُومِ، السَّلاَمُ عَلَى أَخِيهِ الْمَسْمُومِ، السَّلاَمُ عَلَى عَلِيٍّ الْكَبِيرِ، السَّلاَمُ عَلَى الرَّضِيعِ الصَّغِيرِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَبْدَانِ السَّلِيبَةِ، السَّلاَمُ عَلَى الْعِتْرَةِ القَرِيبَة، السَّلاَمُ عَلَى الْمُجَدَّلِينَ فِي الْفَلَوَاتِ، السَّلاَمُ عَلَى النَّازِحِينَ عَنِ الأَوْطَانِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمَدْفُونِينَ بِلاَ أَكْفَانٍ، السَّلاَمُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُفَرَّقَةِ عَنِ الأَبْدَانِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُحْتَسِبِ الصَّابِرِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمَظْلُومِ بِلاَ نَاصِرٍ، السَّلاَمُ عَلَى سَاكِنِ التُّرْبَةِ الزَّاكِيَةِ، السَّلاَمُ عَلَى صَاحِبِ الْقُبَّةِ السَّامِيَةِ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ طَهَّرَهُ الْجَلِيلُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنِ افْتَخَرَ بِهِ جِبْرَائِيلُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ نَاغَاهُ
ص: 171
فِي الْمَهْدِ مِيكَائِيلُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ نُكِثَتْ ذِمَّتُهُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ هُتِكَتْ حُرْمَتُهُ، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ أُرِيقَ بِالظُّلْمِ دَمُهُ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُغَسَّلِ بِدَمِ الْجِرَاحِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُجَرَّعِ بِكَاسَاتِ الرِّمَاحِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُضَامِ الْمُسْتَبَاحِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمَنْحُورِ فِي الْوَرَى، السَّلاَمُ عَلَى مَنْ دَفَنَهُ (تَوَلَّى دَفْنَهُ) أَهْلُ الْقُرَى، السَّلاَمُ عَلَى الْمَقْطُوعِ الْوَتِينِ، السَّلاَمُ عَلَى الْمُحَامِي بِلاَ مُعِينِ، السَّلاَمُ عَلَى الشَّيْبِ الْخَضِيبِ، السَّلاَمُ عَلَى الْخَدِّ التَّريْبِ، السَّلاَمُ عَلَى الْبَدَنِ السَّلِيبِ، السَّلاَمُ عَلَى الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ، السَّلاَمُ عَلَى الرَّأْسِ الْمَرْفُوعِ، السَّلاَمُ عَلَى الأَجْسَامِ الْعَارِيَة فِي الْفَلَوَاتِ تَنْهَشُهَا الذّئَابُ الْعَادِيَاتُ، وَتَخْتَلِفُ إِلَيْهَا السّبَاعُ الضَّارِيَاتُ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمُرَفْرِفِينَ حَوْلَ قُبَّتِكَ، الْحَافِّينَ بِتُرْبَتِكَ الطَّائِفِينَ بِعَرْصَتِكَ الْوَارِدِينَ لِزِيَارَتِكَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ فَإِنِّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ وَرَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيْكَ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ سَلاَمَ الْعَارِفِ بِحُرْمَتِكَ الْمُخْلِصِ فِي وِلاَيَتِكَ الْمُتَقَرِّبِ إِلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِكَ الْبَرِيءِ مِنْ أَعْدَائِكَ، سَلاَمَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِكَ مَقْرُوحٌ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ، سَلاَمَ الْمَفْجُوعِ الحَزِين، الْوَالِهِ الْمُسْتَكِينِ، سَلاَمَ مَنْ لَوْ كَانَ مَعَكَ فِي الطُّفُوفِ لَوَقَاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ، وَبَذَلَ حَشَاشَتَهُ دُوْنَكَ لِلْحُتُوفِ، وَجَاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ وَنَصَرَكَ عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيْكَ، وَفَدَاكَ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ وَمَالِهِ وَوَلَدِهِ، وَرُوحُهُ لِرُوحِكَ فِدَاءٌ، وَأَهْلُهُ لأَهْلِكَ وَقَاءٌ، فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ وَعَاقَنِي عَنْ نَصْرِكَ الْمَقْدُورُ، وَلَمْ أَكُنْ لِمَنْ حَارَبَكَ مُحَارِباً وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَدَاوَةَ مُنَاصِباً، فَلأَنْدُبَنَّكَ صَبَاحاً وَمَساءً، وَلأَبْكِيَنَّ لَكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً حَسْرَةً عَلَيْكَ وَتَأَسُّفاً عَلَى مَا دَهَاكَ، وَتَلَهُّفاً حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِ
ص: 172
الْمُصَابِ، وَغُصَّةِ الاكْتِئَابِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاَةَ وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْعُدْوَانِ، وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَمَا عَصَيْتَهُ، وَتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبْلِهِ فَأَرْضَيْتَهُ، وَخَشِيتَهُ وَرَاقَبْتَهُ وَاسْتَحْيَيْتَهُ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ وَأَطْفَأْتَ الْفِتَنَ، وَدَعَوْتَ إِلَى الرَّشَادِ وَأَوْضَحْتَ سُبُلَ السَّدَادِ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الْجِهَادِ، وَكُنْتَ لِلَّهِ طَائِعاً وَلِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ تَابِعاً، وَلِقَوْلِ أَبِيكَ سَامِعاً، وَإِلَى وَصِيَّةِ أَخِيكَ مُسَارِعاً، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً، وَلِلْطُّغْيَانِ قَامِعاً، وَلِلطُّغَاةِ مُقَارِعاً، وَلِلأُمَّةِ نَاصِحاً، وَفِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ سَابِحاً، وَلِلْفُسَّاقِ مُكَافِحاً، وَبِحُجَجِ اللَّهِ قَائِماً، وَلِلإِسْلاَمِ وَالْمُسْلِمِينَ رَاحِماً، وَلِلْحَقِّ نَاصِراً، وَعِنْدَ الْبَلاءِ صَابِراً، وَلِلدِّينِ كَالِئاً، وَعَنْ حَوْزَتِهِ مُرَامِياً، تَحُوطُ الْهُدَى وَتَنْصُرُهُ، وَتَبْسُطُ الْعَدْلَ وَتَنْشُرُهُ، وَتَنْصُرُ الدِّينَ وَتُظْهِرُهُ، وَتَكُفُّ الْعَابِثَ وَتَزْجُرُهُ، وَتَأْخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ الشَّرِيفِ، وَتُسَاوِي فِي الْحُكْمِ بَيْنَ الْقَوّيِّ وَالضَّعِيفِ، كُنْتَ رَبِيعَ الأَيْتَامِ وَعِصْمَةَ الأَنَامِ، وَعِزَّ الإِسْلاَمِ، وَمَعْدِنَ الأَحْكَامِ، وَحَلِيفَ الإِنْعَامِ، سَالِكاً طَرَائِقَ جَدِّكَ وَأَبِيكَ، مُشْبِهاً فِي الْوَصِيَّةِ لأَخِيكَ، وَفِيَّ الذِّمَمِ، رَضِيَّ الشِّيَمِ، ظَاهِرَ الْكَرَمِ، مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ قَوِيمَ الطَّرَائِقِ، كَرِيمَ الْخَلائِقِ، عَظِيمَ السَّوَابِقِ. شَرِيفَ النَّسَبِ، مُنِيفَ الْحَسَبِ، رَفِيعَ الرُّتَبِ، كَثِيرَ الْمَنَاقِبِ، مَحْمُودَ الضَّرَائِبِ، جَزِيلَ الْمَوَاهِبِ، حَلِيمٌ رَشِيدٌ مُنِيبٌ جَوَادٌ عَلِيمٌ شَدِيدٌ إِمَامٌ شَهِيدٌ، أَوَّاهٌ مُنِيبٌ حَبِيبٌ مُهِيبٌ، كُنْتَ لِلرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَلَداً، وَلِلْقُرْآنِ سَنَداً، وَلِلأُمَّةِ عَضُداً وَفِي الطَّاعَةِ مُجْتَهِداً، حَافِظاً لِلْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ، نَاكِباً عَنْ سُبُلِ الْفُسَّاقِ، وَبَاذِلاً لِلْمَجْهُودِ، طَوِيلَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ، زَاهِداً فِي الدُّنْيَا زُهْدَ
ص: 173
الرَّاحِلِ عَنْهَا، نَاظِراً إِلَيْهَا بِعَيْنِ الْمُسْتَوْحِشِينَ مِنْهَا، آمَالُكَ عَنْهَا مَكْفُوفَةٌ، وَهِمَّتُكَ عَنْ زِينَتِهَا مَصْرُوفَةٌ، وَأَلْحَاظُكَ عَنْ بَهْجَتِهَا مَطْرُوفَةٌ، وَرَغْبَتُكَ فِي الآخِرَةِ مَعْرُوفَةٌ، حَتَّى إِذَا الْجَوْرُ مَدَّ بَاعَهُ وَأَسْفَرَ الظُّلْمُ قِنَاعَهُ، وَدَعَا الْغَيُّ أَتْبَاعَهُ وَأَنْتَ فِي حَرَمِ جَدِّكَ قَاطِنٌ، وَلِلظَّالِمِينَ مُبَايِنٌ، جَلِيسُ الْبَيْتِ وَالْمِحْرَابِ، مُعْتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَوَاتِ، تُنْكِرُ الْمُنْكَرَ بِقَلْبِكَ وَلِسَانِكَ عَلَى حَسَبِ طَاقَتِكَ وَإِمْكَانِكَ، ثُمَّ اقْتَضَاكَ الْعِلْمُ لِلإِنْكَارِ، وَلَزِمَكَ أَنْ تُجَاهِدَ الْفُجَّارَ، فَسِرْتَ فِي أَوْلاَدِكَ وَأَهَالِيكَ وَشِيعَتِكَ وَمَوَالِيكَ وَصَدَعْتَ بِالْحَقّ وَالْبَيِّنَةِ وَدَعَوْتَ إِلَى اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَمَرْتَ بِإِقَامَةِ الْحُدُودِ وَالطَّاعَةِ لِلْمَعْبُودِ وَنَهَيْتَ عَنِ الْخَبَائِثِ وَالطُّغْيَانِ، وَوَاجَهُوكَ بِالظُلْمِ وَالْعُدْوَانِ.
فَجَاهَدْتَهُمْ بَعْدَ الإِيعَاظِ (الإِيعَاز) إِلَيْهِمْ، وَتَأْكِيدِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ، فَنَكَثُوا ذِمَامَكَ وَبَيْعَتَكَ، وَأَسْخَطُوا رَبَّكَ وَجَدَّكَ وَبَدَؤُوكَ بِالْحَرْبِ، فَثَبَتَّ لِلْطَّعْنِ وَالضَّرْبِ، وَطَحَنْتَ جُنُودَ الْفُجَّارِ وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبَارِ، مُجَالِداً بِذِي الْفِقَارِ كَأَنَّكَ عَلِيٌّ الْمُخْتَارُ، فَلَمَّا رَأَوْكَ ثَابِتَ الْجَأْشِ غَيْرَ خَائِفٍ وَلاَ خَاشٍ، نَصَبُوا لَكَ غَوَائِلَ مَكْرِهِمْ وَقَاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمْ وَشَرِّهِمْ، وَأَمَرَ اللَّعِينُ جُنُودَهُ فَمَنَعُوكَ الْمَاءَ وَوُرُودَهُ، وَنَاجَزُوكَ الْقِتَالَ وَعَاجَلُوكَ النِّزَالَ وَرَشَقُوكَ بِالسّهَامِ وَالنّبَالِ، وَبَسَطُوا إِلَيْكَ أَكُفَّ الاصْطِلاَمِ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ ذِمَاماً، وَلاَ رَاقَبُوا فِيكَ آثَاماً فِي قَتْلِهِمْ أَوْلِيَاءَكَ، وَنَهْبِهِمْ رِحَالَكَ، وَأَنْتَ مُقَدَّمٌ فِي الْهَبَوَاتِ، وَمُحْتَمِلٌ لِلأَذِیَّاتِ، قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّمَاوَاتِ، فَأَحْدَقُوا بِكَ مِنْ كُلِّ الْجِهَاتِ، وَأَثْخَنُوكَ بِالْجِرَاحِ، وَحَالُوا بَيْنَكَ وَبَيْنَ الرَّوَاحِ وَلَمْ يَبْقَ لَكَ نَاصِرٌ وَأَنْتَ مُحْتَسِبٌ
ص: 174
صَابِرٌ، تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِكَ وَأَوْلاَدِكَ، حَتَّى نَكَسُوكَ عَنْ جَوَادِكَ فَهَوَيْتَ إِلَى الأَرْضِ جَرِيحاً، تَطَؤُكَ الْخُيُولُ بِحَوَافِرِهَا، وَتَعْلُوكَ الطُّغَاةُ بِبَوَاتِرِهَا، قَدْ رَشَحَ لِلْمَوْتِ جَبِينُكَ، وَاخْتَلَفَتْ بِالانْقِبَاضِ وَالانْبِسَاطِ شِمَالُكَ وَيَمِينُكَ، تُدِيرُ طَرْفاً خَفِيّاً إِلَى رَحْلِكَ وَبَيْتِكَ، وَقَدْ شُغِلْتَ بِنَفْسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأَهَالِيكَ، وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شَارِداً، إِلَى خِيَامِكَ قَاصِداً، مُحَمْحِماً بَاكِياً، فَلَمَّا رَأَيْنَ النّسَاءَ جَوَادَكَ مَخْزِيّاً، وَنَظَرَنْ سَرْجَكَ عَلَيْهِ مَلْوِيّاً، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُوْرِ، نَاشِرَاتِ الشُّعُورِ، عَلَى الْخُدُودِ لاَطِمَاتٍ، الْوُجُوهُ سَافِرَاتٌ، وَبِالْعَوِيلِ دَاعِيَاتٍ، وَبَعْدَ الْعِزِ مُذَلَّلاتٍ، وَإِلَى مَصْرَعِكَ مُبَادِرَاتٍ، وَالشّمْرُ جَالِسٌ عَلَى صَدْرِكَ، وَمُولِغٌ سَيْفَهُ عَلَى نَحْرِكَ، قَابِضٌ عَلَى شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ، ذَابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ، قَدْ سَكَنَتْ حَوَاسُّكَ وَخَفِيَتْ أَنْفَاسُكَ، وَرُفِعَ عَلَى الْقَنَا رَأْسُكَ، وَسُبِيَ أَهْلُكَ كَالْعَبِيدِ، وَصُفِّدُوا فِي الْحَدِيدِ، فَوْقَ أَقْتَابِ الْمَطِيَّاتِ تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ حَرُّ الْهَاجِرَاتِ، يُسَاقُونَ فِي الْبَرَارِي وَالْفَلَوَاتِ، أَيْدِيهِمْ مَغْلُولَةٌ إِلَى الأَعْنَاقِ، يُطَافُ بِهِمْ فِي الأَسْوَاقِ، فَالْوَيْلُ لِلْعُصَاةِ الْفُسَّاقِ، لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الإِسْلاَمَ، وَعَطَّلُوا الصَّلاَةَ وَالصّيَامَ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالأَحْكَامَ، وَهَدَمُوا قَوَاعِدَ الإِيمَانِ، وَحَرَّفُوا آيَاتِ الْقُرْآنِ، وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْيِ وَالْعُدْوَانِ، لَقَدْ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَسَلَّمَ مَوْتُوراً، وَعَادَ كِتَابُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ مَهْجُوراً، وَغُودِرَ الْحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً، وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحْلِيلُ وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأْوِيلُ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْيِيرُ وَالتَّبْدِيلُ، وَالإِلْحَادُ وَالتَّعْطِيلُ وَالأَهْوَاءُ وَالأَضَالِيلُ وَالْفِتَنُ وَالأَبَاطِيلُ، فَقَامَ نَاعِيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ، فَنَعاكَ إِلَيْهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ، قَائِلاً يَا رَسُولَ
ص: 175
اللَّهِ قُتِلَ سِبْطُكَ وَفَتَاكَ، وَاسْتُبِيحَ أَهْلُكَ وَحِمَاكَ، وَسُبِيَتْ بَعْدَكَ ذَرَارِيكَ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَذَوِيكَ، فَانْزَعَجَ الرَّسُولُ، وَبَكَى قَلْبُهُ الْمَهُولُ، وَعَزَّاهُ بِكَ الْمَلائِكَةُ وَالأَنْبِيَاءُ، وَفُجِعَتْ بِكَ أُمُّكَ الزَّهْرَاءُ وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبِينَ، تُعَزِّي أَبَاكَ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَأُقِيمَتْ لَكَ الْمَآتِمُ فِي أَعْلَى عِلّيّينَ، وَلَطَمَتْ عَلَيْكَ الْحُورُ الْعِينُ، وَبَكَتِ السَّمَاءُ وَسُكَّانُهَا، وَالْجِنَانُ وَخُزَّانُهَا، وَالْهِضَابُ وَأَقْطَارُهَا، وَالْبِحَارُ وَحِيتَانُهَا، (وَمَكَّةُ وَبُنْيَانُهَا)، وَالْجِنَانُ وَوِلْدَانُهَا، وَالْبَيْتُ وَالْمَقَامُ، وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ وَالْحِلُّ وَالإِحْرَامُ. اللَّهُمَّ فَبِحُرْمَةِ هذَا الْمَكَانِ الْمُنِيفِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفَاعَتِهِمْ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يَا أَسْرَعَ الْحَاسِبِينَ، وَيَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ، وَيَا أَحْكَمَ الْحَاكِمِينَ، بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيّينَ رَسُولِكَ إِلَى الْعَالَمِينَ أَجْمَعِينَ، وَبِأَخِيهِ وَابْنِ عَمّهِ الأَنْزَعِ الْبَطِينِ، الْعَالِمِ الْمَكِينِ عَلِيٍّ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ، وَبِفَاطِمَةَ سَيّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، وَبِالْحَسَنِ الزَّكِيِّ عِصْمَةِ الْمُتَّقِينَ، وَبِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ أَكْرَمِ الْمُسْتَشْهَدِينَ، وَبِأَوْلاَدِهِ الْمَقْتُولِينَ، وَبِعِتْرَتِهِ الْمَظْلُومِينَ، وَبِعَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعَابِدِينَ، وَبِمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ قِبْلَةِ الأَوَّابِينَ، وَجَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ أَصْدَقِ الصَّادِقِينَ، وَمُوْسَى بْنِ جَعْفَرٍ مُظْهِرِ الْبَرَاهِينِ، وَعَليٍّ بْنِ مُوسى نَاصِرِ الدِّين، وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ قُدْوَةِ الْمُهتَدِينَ، وَعَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَزْهَدِ الزَّاهِدِينَ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وَارِثِ الْمُسْتَخْلَفِينَ، وَالْحُجَّةِ عَلَى الْخَلْق أَجْمَعِينَ، أَنْ تُصَلّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ الأَبَرِّينَ، آلَ طَهَ وَيس، وَأَنْ تَجْعَلَنِي فِي الْقِيَامَةِ مِنَ الآمِنِينَ الْمُطْمَئِنّيْنَ الْفَائِزِينَ الْفَرِحِينَ الْمُسْتَبْشِرِينَ. اللَّهُمَّ اكْتُبْنِي فِي الْمُسْلِمِينَ
ص: 176
وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ {وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ}، وَانْصُرْنِي عَلَى الْبَاغِينَ، وَاكْفِنِي كَيْدَ الْحَاسِدِينَ وَأَصْرِفْ عَنِّي مَكْرَ الْمَاكِرِينَ، وَاقْبِضْ عَنِّي أَيْدِي الظَّالِمِينَ، وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَ السَّادَةِ الْمَيَامِينَ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ، مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيّينَ وَالصّدّيْقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أُقْسِمُ عَلَيْكَ بِنَبِيِّكَ الْمَعْصُومِ، وَبِحُكْمِكَ الْمَحْتُومِ، وَنَهْيِكَ الْمَكْتُومِ، وَبِهَذَا الْقَبْرِ الْمَلْمُومِ، الْمُوَسَّدِ فِي كَنَفِهِ الإِمَامُ الْمَعْصُومُ الْمَقْتُولُ الْمَظْلُومُ، أَنْ تَكْشِفَ مَا بِي مِنَ الْغُمُومِ، وَتَصْرِفَ عَنِّي شَرَّ الْقَدَرِ الْمَحْتُومِ، وَتُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ ذَاتِ السَّمُومِ، اللَّهُمَّ جَلِّلْنِي بِنِعْمَتِكَ، وَرَضِّنِي بِقِسَمِكَ، وَتَغَمَّدْنِي بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَبَاعِدْنِي مِنْ مَكْرِكَ وَنِقَمِكَ، اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الزَّلَلِ وَسَدّدْنِي فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، وَافْسَحْ لِي فِي مُدَّةِ الأَجَلِ وَاعْفِنِي مِنَ الأَوْجَاعِ وَالْعِلَلِ، وَبَلّغْنِي بِمَوَالِيَّ وَبِفَضْلِكَ أَفْضَلَ الأَمَلِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْبَلْ تَوْبَتِي، وَارْحَمْ عَبْرَتِي، وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي، وَنَفِّسْ كُرْبَتِي، وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي، وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِيَّتِي، اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لِي فِي هذَا الْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ وَالْمَحَلِّ الْمُكَرَّمِ، ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلا عَيْباً إِلاَّ سَتَرْتَهُ، وَلا غَمّاً إِلاَّ كَشَفْتَهُ، وَلا رِزْقاً إِلاَّ بَسَطْتَهُ، وَلا جَاهاً إِلاَّ عَمَّرْتَهُ، وَلا فَسَاداً إِلاَّ أَصْلَحْتَهُ، وَلا أَمَلاً إِلاَّ بَلَّغْتَهُ، وَلا دُعَاءً إِلاَّ أَجَبْتَهُ، وَلا مُضَيَّقاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلا شَمْلاً إِلاَّ جَمَعْتَهُ، وَلا أَمْراً إِلاَّ أَتْمَمْتَهُ، وَلا مَالاً إِلاَّ كَثَّرْتَهُ، وَلاَ خُلُقاً إِلاَّ حَسَّنْتَهُ، وَلاَ إِنْفَاقاً إِلاَّ أَخْلَفْتَهُ، وَلاَ حَالاً إِلاَّ عَمَّرْتَهُ، وَلاَ حَسُوداً إِلاَّ قَمَعْتَهُ، وَلاَ
ص: 177
عَدُوّاً إِلاَّ أَرْدَيْتَهُ، وَلاَ شَرّاً إِلاَّ كَفَيْتَهُ، وَلاَ مَرَضاً إِلاَّ شَفَيْتَهُ، وَلاَ بَعِيداً إِلاَّ أَدْنَيْتَهُ، وَلاَ شَعَثاً إِلاَّ لَمَمْتَهُ، وَلاَ سُؤَالاً إِلاَّ أَعْطَيْتَهُ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْعَاجِلَةِ، وَثَوَابَ الآجِلَةِ، اللَّهُمَّ أَغْنِنِي بِحَلالِكَ عَنِ الْحَرَامِ، وَبِفَضْلِكَ عَنْ جَمِيعِ الأَنَامِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نَافِعاً وَقَلْباً خَاشِعاً، وَيَقِيناً صَادِقاً، وَعَمَلاً زَاكِياً، وَصَبْراً جَمِيلاً، وَأَجْراً جَزِيلاً، اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شُكْرَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَزِدْ فِي إِحْسَانِكَ وَكَرَمِكَ إِلَيَّ، وَاجْعَلْ قَوْلِي فِي النَّاسِ مَسْمُوعاً، وَعَمَلِي عِنْدَكَ مَرْفُوعاً وَأَثَرِي فِي الْخَيْرَاتِ مَتْبُوعاً وَعَدُوّي مَقْمُوعاً، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الأَخْيَارِ فِي آنَاءِ اللَّيْلِ وَأَطْرَافِ النَّهَارِ، وَاكْفِنِي شَرَّ الأَشْرَارِ، وَطَهّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالأَوْزَارِ، وَأَجِرْنِي مِنَ النَّارِ، وَأَحِلَّنِي دَارَ الْقَرَارِ وَاغْفِرْ لِي وَلِجَمِيعِ إِخْوَانِي فِيكَ وَأَخَوَاتِيَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثم توجّه إلى القبلة، وصلِّ ركعتين، تقرأ في الركعةِ الأولى: سورة (الحمد)، وسورة (الأنبياء)، وفي الركعةِ الثانية: سورة (الحمد) وسورة (الحشر)، وتقنت فتقول في قنوتك:
لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ، لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ رَبُّ السَّموَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الأَرَضِينَ السَّبْعِ وَمَا فِيهِنَّ وَمَا بَيْنَهُنَّ، خِلاَفاً لأَعْدَائِهِ وَتَكْذِيباً لِمَنْ عَدَلَ بِهِ، وَإِقْرَاراً لِرُبُوبِيَّتِهِ، وَخُضُوعاً لِعِزَّتِهِ الأَوَّلُ بِغَيْرِ أَوَّلٍ، وَالآخِرُ إِلَى غَيْرِ آخِرٍ، الظَّاهِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ بِقُدْرَتِهِ، الْبَاطِنُ دُوْنَ كُلِّ شَيْءٍ بِعِلْمِهِ وَلُطْفِهِ، لاَ تَقِفُ الْعُقُولُ عَلَى كُنْهِ عَظَمَتِهِ، وَلاَ تُدْرِكُ الأَوْهَامُ حَقِيقَةَ مَاهِيَّتِهِ، وَلاَ تَتَصَوَّرُ الأَنْفُسُ مَعَانِيَ كَيْفِيَّتِهِ،
ص: 178
مُطَّلِعاً عَلَى الضَّمَائِرِ عَارِفاً بِالسَّرَائِرِ، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}. اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ عَلَى تَصْدِيقِي رَسُولَكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَإِيمَانِي بِهِ، وَعِلْمِي بِمَنْزِلَتِهِ، وَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ النَّبِيُّ الَّذِي نَطَقَتِ الْحِكْمَةُ بِفَضْلِهِ، وَبَشَّرَتِ الأَنْبِيَاءُ بِهِ وَدَعَتْ إِلَى الإِقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ، وَحَثَّتْ عَلَى تَصْدِيقِهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَى {الَّذِي يَجِدُوْنَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ، يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ، وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ إِلَى الثَّقَلَيْنِ، وَسَيّدِ الأَنْبِيَاءِ الْمُصْطَفَيْنَ، وَعَلَى أَخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الَّذَيْنِ لَمْ يُشْرِكَا بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً، وَعَلَى فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ سَيّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ، وَعَلَى سَيّدَيْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، صَلاَةً خَالِدَةَ الدَّوَامِ عَدَدَ قَطْرِ الرِّهَامِ وَزِنَةَ الْجِبَالِ وَالآكَامِ، مَا أَوْرَقَ السَّلاَمُ وَاخْتَلَفَ الضّيَاءُ وَالظَّلاَمُ، وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ الأَئِمَّةِ الْمُهْتَدِينَ الذَّائِدِينَ عَنِ الدِّينِ، عَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوْسَى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّةِ الْقُوَّامِ بِالْقِسْطِ، وَسُلاَلَةِ السّبْطِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذَا الإِمَامِ فَرَجاً قَرِيباً وَصَبْراً جَمِيلاً وَنَصْراً عَزِيزاً، وَغِنىً عَنِ الْخَلْقِ وَثَبَاتاً فِي الْهُدَى وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَرِزْقاً وَاسِعاً حَلاَلاً طَيّباً مَرِيئاً، دَارَّاً سَائِغاً فَاضِلاً مُفَضَّلاً صَبّاً صَبّاً، مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلا نَكَدٍ وَلاَ مِنَّةٍ مِنْ أَحَدٍ، وَعَافِيَةٍ مِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَسَقَمٍ وَمَرَضٍ، وَالشُّكْرَ عَلَى الْعَافِيَةِ وَالنَّعْمَاءِ. وَإِذَا جَاءَ الْمَوْتُ فَاقْبِضْنَا عَلَى أَحْسَنِ مَا يَكُونُ لَكَ طَاعَةً عَلَى مَا أَمَرْتَنَا مُحَافِظِينَ، حَتَّى تُؤَدّيَنَا إِلَى جَنَّاتِ النَّعِيمِ
ص: 179
بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَوْحِشْنِي مِنَ الدُّنْيَا وَآنِسْنِي بِالآخِرَةِ، وَإِنَّهُ لاَ يُوْحِشُ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ خَوْفُكَ وَلاَ يُؤْنِسُ بِالآخِرَةِ إِلاَّ رَجَاؤُكَ. اللَّهُمَّ لَكَ الْحُجَّةُ لاَ عَلَيْكَ وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكَى لاَ مِنْكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَعِنِّي عَلَى نَفْسِيَ الظَّالِمَةِ الْعَاصِيَةِ وَشَهْوَتِيَ الْغَالِبَةِ، وَاخْتِمْ لِي بِالْعَافِيَةِ. اللَّهُمَّ إِنَّ اسْتِغْفَارِي إِيَّاكَ وَأَنَا مُصِرٌّ عَلَى مَا نَهَيْتَ قِلَّةُ حَيَاءٍ، وَتَرْكِيَ الاِسْتِغْفَارَ مَعَ عِلْمِي بِسَعَةِ حِلْمِكَ تَضْيِيعٌ لِحَقِّ الرَّجَاءِ. اللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبِي تُؤْيِسُنِي أَنْ أَرْجُوكَ، وَإِنَّ عِلْمِي بِسَعَةِ رَحْمَتِكَ يَمْنَعُنِي أَنْ أَخْشَاكَ فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَدِّقْ رَجَائِي لَكَ وَكَذِّبْ خَوْفِي مِنْكَ، وَكُنْ لِي عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنّي بِكَ يَا أَكْرَمَ الأَكْرَمِينَ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَيّدْنِي بِالْعِصْمَةِ، وَأَنْطِقْ لِسَانِي بِالْحِكْمَةِ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْدَمُ عَلَى مَا ضَيَّعَهُ فِي أَمْسِهِ وَلاَ يُغْبَنُ حَظُّهُ فِي يَوْمِهِ، وَلاَ يَهِمُّ لِرِزْقِ غَدِهِ. اللَّهُمَّ إِنَّ الْغَنِيَّ مَنْ اسْتَغْنَى بِكَ وَافْتَقَرَ إِلَيْكَ، وَالْفَقِيرُ مَنِ اسْتَغْنَى بِخَلْقِكَ عَنْكَ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَغْنِنِي عَنْ خَلْقِكَ بِكَ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ لاَ يَبْسُطُ كَفّاًإِلاَّ إِلَيْكَ. اللَّهُمَّ إِنَّ الشَّقِيَّ مَنْ قَنَطَ، وَأَمَامَهُ التَّوْبَةُ وَوَرَاءَهُ الرَّحْمَةُ، وَإِنْ كُنْتُ ضَعِيفَ الْعَمَلِ فَإِنِّي فِي رَحْمَتِكَ قَوِيُّ الأَمَلِ، فَهَبْ لِي ضَعْفَ عَمَلِي لِقُوَّةِ أَمَلِي.
اللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ مَا فِي عِبَادِكَ مَنْ هُوَ أَقْسَى قَلْباً مِنِّي، وَأَعْظَمُ مِنِّي ذَنْباً، فَإِنِّي أَعْلَمُ إِنَّهُ لاَ مَوْلَىً أَعْظَمُ مِنْكَ طَوْلاً، وَأَوْسَعُ رَحْمَةً وَعَفْواً، فَيَا مَنْ هُوَ أَوْحَدٌ فِي رَحْمَتِهِ اغْفِرْ لِمَنْ لَيْسَ بِأَوْحَدَ فِي خَطِيئَتِهِ.
ص: 180
اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنَا فَعَصَيْنَا، وَنَهَيْتَ فَمَا انْتَهَيْنَا، وَذَكَّرْتَ فَتَنَاسَيْنَا، وَبَصَّرْتَ فَتَعَامَيْنَا، وَحَذَّرْتَ فَتَعَدَّيْنَا، وَمَا كَانَ ذَلِكَ جَزَاءَ إِحْسَانِكَ إِلَيْنَا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِمَا أَعْلَنَّا وَأَخْفَيْنَا، وَأَخْبَرُ بِمَا نَأْتِي وَمَا أَتَيْنَا، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاَ تُؤْاخِذْنَا بِمَا أَخْطَأْنَا وَنَسَيْنَا وَهَبْ لَنَا حُقُوقَكَ لَدَيْنَا، وَأَتِمَّ إِحْسَانَكَ إِلَيْنَا، وَأَسْبِلْ رَحْمَتَكَ عَلَيْنَا. اللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهذَا الصّدِّيْقِ الإِمَامِ، وَنَسْأَلُكَ بِالْحَقّ الَّذِي جَعَلْتَهُ لَهُ وَلِجَدِّهِ رَسُولِكَ، وَلأَبَوَيْهِ عَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، إِدْرَارَ الرّزْقِ الَّذِي بِهِ قِوَامُ حَيَاتِنَا، وَصَلاَحُ أَحْوَالِ عِيَالِنَا، فَأَنْتَ الْكَرِيمُ الَّذِي تُعْطِي مِنْ سَعَةٍ وَتَمْنَعُ مِنْ قُدْرَةٍ، وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ مِنَ الرّزْقِ مَا يَكُونُ صَلاَحاً لِلدُّنْيَا، وَبَلاَغاً لِلآخِرَةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَيْنَا وَلِجَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، وَآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ.
ثم تركع وتسجد فتتشهّد وتسلّم، فإذا سبّحت فعفّر خدّيك وقُلْ:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ (أربعين مرّة).
واسأل الله العصمة والنجاة، والمغفرة والتوفيق لحسن العمل والقول، لما تتقرّب به إليه وتبتغي به وجهه، وقف عند الرأس ثم صلِّ ركعتين على ما تقدّم، ثم انكبّ على القبر وقبّله وقُلْ:
زَادَ اللَّهُ فِي شَرَفِكُمْ وَالسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
وادعُ لنفسك ولوالديك ولمن أردت، وانصرف إن شاء الله تعالى.
ص: 181
الرابعة: زيارة عاشوراء عن بُعد:
رواها الشيخ الطوسي في المصباح عن عبدالله بن سنان، قال: دخلت على سيدي أبي عبدالله جعفر بن محمّد عَلَیْهِ السَّلَامُ في يوم عاشوراء، فألفيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط، فقلت: يا ابن رسول الله! مِمَّ بكاؤك؟ لا أبكى الله عينيك، فقال لي: أَوَفي غفلة أنت؟ أما علمت أن الحسين بن علي عَلَیْهِ السَّلَامُ أُصِيب في مثل هذا اليوم؟ فقلت: يا سيدي! فما قولك في صومه؟ فقال لي: صُمْهُ من غير تبييت، وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كاملاً وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة ماء، فإنَّه في مثل ذلك الوقت من ذلك اليوم تجلّت الهيجاء عن آل رسول الله، وانكشفت الملحمة عنهم، وفي الأرض منهم ثلاثون صريعاً في مواليهم، يعزّ على رسول الله صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذٍ حيّاً لكان صلوات الله عليه هو المُعزّى بهم، قال: وبكى أبو عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ حتى اخضلّت لحيته بدموعه، ثم قال: إنّ الله جلّ ذكره لمّا خلق النور خلقه يوم الجمعة في تقديره في أوّل يوم من شهر رمضان، وخلق الظلمة في يوم الأربعاء يوم عاشوراء في مثل ذلك، يعني يوم العاشر من المحرّم في تقديره، وجعل لكلٍّ منها شرعةً ومنهاجاً، يا عبد الله بن سنان! إنّ أفضل ما تأتي به في هذا اليوم أن تعمد إلى ثياب طاهرة فتلبسها وتتسلَّب، قلت: وما التسلّب؟ قال: تحلل أزرارك وتكشف عن ذراعيك كهيئة أصحاب المصائب، ثم تخرج إلى أرض مقفرة أو مكان لا يراك به أحد، أو تعمد إلى منزل لك خالٍ، أو في خلوة منذ حين يرتفع النهار فتصلّي أربع ركعات تحسن ركوعها وسجودها وخشوعها، وتسلّم بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في الركعةِ الأُولى: سورة (الحمد)، وسورة (الكافرون)، وفي الركعةِ الثانية: سورة (الحمد)، وسورة (التوحيد)، ثم تصلّي ركعتين تقرأ في الركعةِ الأولى: سورة (الحمد)، وسورة (الأحزاب)، وفي الركعةِ الثانية: سورة (الحمد)، وسورة (المنافقون)، أو ما تيسّر من القرآن، ثم تسلّم وتحوّل وجهك نحو قبر الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ومضجعه فتمثّل
ص: 182
لنفسك مصرعه ومن كان معه من أهله وتسلّم وتصلّي عليه وتلعن قاتليه وتبرأ من أفعالهم، يرفع الله عزَّ وجلَّ لك بذلك في الجنَّةِمن الدرجات، ويحطّ عنك من السيّئات، ثم تسعى من الموضع الذي أنت فيه إن كان صحراء أو فضاء أو أي شيء كان خطوات، تقول في ذلك:
إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ رِضاً بِقَضَاءِ اللَّهِ وَتَسْلِيماً لِأَمْرِهِ.
وليكن عليك في ذلك الكآبة والحزن، وأكثِرْ من ذكر الله سبحانه والاسترجاع في ذلك اليوم. فإذا فرغتَ من سعيك وفعلك هذا، فقف في موضعك الذي صلّيت فيه، ثمّ قُلْ:
اللَّهُمَّ! عَذِّبِ الفَجَرَةَ الَّذِينَ شَاقُّوا رَسُولَكَ وَحَارَبُوا أَوْلِيَاءَكَ وَعَبَدُوا غَيْرَكَ وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَكَ وَالْعَنِ القَادَةَ وَالأَتْبَاعَ وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ فَخَبَّ وَأَوْضَعَ مَعَهُمْ أَوْ رَضِيَ بِفِعْلِهِمْ لَعْناً كَثِيراً. اللَّهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَاسْتَنْقِذْهُمْ مِنْ أَيْدِي المُنَافِقِينَ وَالمُضِلِّينَ وَالكَفَرَةِ الجَاحِدِينَ وَافْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يَسِيراً وَأَتِحْ لَهُمْ رَوْحاً وَفَرَجاً قَرِيباً وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ سُلْطَاناً نَصِيراً.
ثم ارفع يديك واقنتْ بهذا الدعاء، وقُلْ وأنت تومي إلى أعداء آل محمّد صلّى الله عليه وعليهم وقُلْ:
اللَّهُمَّ! إِنَّ كَثِيراً مِنَ الأُمَّةِ نَاصَبَتِ المُسْتَحْفَظِينَ مِنَ الأَئِمَّةِ وَكَفَرَتْ بِالكَلِمَةِ وَعَكَفَتْ عَلَى القَادَةِ الظَّلَمَةِ وَهَجَرَتِ الكِتَابَ وَالسُّنَّةَ وَعَدَلَتْ عَنِ الحَبْلَيْنِ الَّذَيْنِ أَمَرْتَ بِطَاعَتِهِمَا وَالتَّمَسُّكِ بِهِمَا فَأَمَاتَتِ الحَقَّ وَحَادَتْ عَنِ القَصْدِ وَمَالأَتِ الأَحْزَابَ وَحَرَّفَتِ الكِتَابَ وَكَفَرَتْ بِالحَقِّ لَمَّا جَاءَهَا وَتَمَسَّكَتْ بِالبَاطِلِ لَمَّا اعْتَرَضَهَا وَضَيَّعَتْ حَقَّكَ وَأَضَلَّتْ
ص: 183
خَلْقَكَ وَقَتَلَتْ أَوْلاَدَ نَبِيِّكَ وَخِيَرَةَ عِبَادِكَ وَحَمَلَةَ عِلْمِكَ وَوَرَثَةَ حِكْمَتِكَ وَوَحْيِكَ، اللَّهُمَّ فَزَلْزِلْ أَقْدَامَ أَعْدَائِكَ وَأَعْدَاءِ رَسُولِكَ وَأَهْلِ بَيْتِ رَسُولِكَ اللَّهُمَّ وَاخْرِبْ دِيَارَهُمْ وَافْلُلْ سِلاَحَهُمْ وَخَالِفْ بَيْنَ كَلِمَتِهِمْ وَفُتَّ فِي أَعْضَادِهِمْ وَأَوْهِنْ كَيْدَهُمْ وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ القَاطِعِ وَارْمِهِمْ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ وَطُمَّهُمْ بِالبَلاَءِ طَمّاً وقُمَّهُمْ بِالعَذَابِ قَمّاً وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً نُكْراً وَخُذْهُمْ بِالسِّنِينَ وَالمَثُلاَتِ الَّتِي أَهْلَكْتَ بِهَا أَعْدَاءَكَ إِنَّكَ ذُو نِقْمَةٍ مِنَ المُجْرِمِينَ، اللَّهُمَّ إِنَّ سُنَّتَكَ ضَائِعَةٌ وَأَحْكَامَكَ مُعَطَّلَةٌ وَعِتْرَةَ نَبِيِّكَ فِي الأَرْضِ هَائِمَةٌ، اللَّهُمَّ فَأَعِنِ الحَقَّ وَأَهْلَهُ وَاقْمَعِ البَاطِلَ وَأَهْلَهُ وَمُنَّ عَلَيْنَا بِالنَّجَاةِ وَاهْدِنَا إِلَى الإِيمَانِ وَعَجِّلْ فَرَجَنَا وَانْظِمْهُ بِفَرَجِ أَوْلِيَائِكَ وَاجْعَلْهُمْ لَنَا وُدّاً وَاجْعَلْنَا لَهُمْ وَفْداً، اللَّهُمَّ وَأَهْلِكْ مَنْ جَعَلَ يَوْمَ قَتْلِ ابْنِ نَبِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ عِيداً وَاسْتَهَلَّ بِهِ فَرَحاً وَمَرَحاً وَخُذْ آخِرَهُمْ كَمَا أَخَذْتَ أَوَّلَهُمْ، وَأَضْعِفِ اللَّهُمَّ العَذَابَ وَالتَّنْكِيلِ عَلَى ظَالِمِي أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ وَأَهْلِكْ أَشْيَاعَهُمْ وَقَادَتَهُمْ وَأَبِرْ حُمَاتَهُمْ وَجَمَاعَتَهُمْ، اللَّهُمَّ وَضَاعِفْ صَلَوَاتِكَ وَرَحْمَتَكَ وَبَرَكَاتِكَ عَلَى عِتْرَةِ نَبِيِّكَ العِتْرَةِ الضَّائِعَةِ الخَائِفَةِ المُسْتَذَلَّةِ بَقِيَّةٌ مِنَ الشَّجَرَةِ الطَّيِّبَةِ الزَّاكِيَةِ المُبَارَكَةِ، وَأَعْلِ اللَّهُمَّ كَلِمَتَهُمْ وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُمْ وَاكْشِفِ البَلاَءَ وَاللأْوَاءَ وَحَنَادِسَ الأَبَاطِيلِ وَالعَمَى عَنْهُمْ، وَثَبِّتْ قُلُوبَ شِيعَتِهِمْ وَحِزْبِكَ عَلَى طَاعَتِهِمْ وَوِلاَيَتِهِمْ وَنُصْرَتِهِمْ وَمُوَالاَتِهِمْ، وَأَعِنْهُمْ وَامْنَحْهُمُ الصَّبْرَ عَلَى الأَذَى فِيكَ، وَاجْعَلْ لَهُمْ أَيَّاماً مَشْهُودَةً وَأَوْقَاتاً مَحْمُودَةً مَسْعُودَةً يُوشِكُ فِيهَا فَرَجَهُمْ وَتُوجِبُ فِيهَا تَمْكِينَهُمْ وَنَصْرَهُمْ كَمَا ضَمِنْتَ لِأَوْلِيَائِكَ فِي كِتَابِكَ المُنْزَلِ، فَإِنَّكَ قُلْتَ
ص: 184
وَقَوْلُكَ الحَقُّ {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً}. اللَّهُمَّ فَاكْشِفْ غُمَّتَهُمْ يَا مَنْ لاَ يَمْلِكُ كَشْفَ الضُّرِّ إِلاَّ هُوَ، يَا وَاحِدُ يَا أَحَدُ يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، وَأَنا يَا إِلهِي عَبْدُكَ الخَائِفُ مِنْكَ وَالرَّاجِعُ إِلَيْكَ السَّائِلُ لَكَ المُقْبِلُ عَلَيْكَ اللاَّجِىءُ إِلَى فِنَائِكَ العَالِمُ بِأَنَّهُ لاَ مَلْجَأَ مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْ دُعَائِي وَاسْمَعْ يَا إِلهِي عَلاَنِيَتِي وَنَجْوَايَ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلَهُ وَقَبِلْتَ نُسُكَهُ وَنَجَّيْتَهُ بِرَحْمَتِكَ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ، اللَّهُمَّ وَصَلِّ أَوَّلاً وَآخِراً عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ بِأَكْمَلِ وَأَفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَمَلاَئِكَتِكَ وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ بِلاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، اللَّهُمَّ وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ وَاجْعَلْنِي يَا مَوْلاَيَ مِنْ شِيعَةِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَذُرِّيَتِهِمُ الطَّاهِرَةِ المُنْتَجَبَةِ وَهَبْ لِيَ التَّمَسُّكَ بِحُبِّهِمْ وَالرِّضَا بِسَبِيلِهِمْ وَالأَخْذَ بِطَرِيقَتِهِمْ إِنَّكَ جَوَادٌ كَرِيمٌ.
ثم عفِّر وجهك في الأرض وقُلْ:
يَا مَنْ يَحْكُمُ مَا يَشَاءُ وَيَفْعَلُ مَا يُرِيدُ أَنْتَ حَكَمْتَ فَلَكَ الحَمْدُ مَحْمُوداً مَشْكُوراً فَعَجِّلْ يَا مَوْلاَيَ فَرَجَهُمْ وَفَرَجَنَا بِهِمْ فَإِنَّكَ ضَمِنْتَ إِعْزَازَهُمْ بَعْدَ الذِّلَّةِ وَتَكْثِيرَهُمْ بَعْدَ القِلَّةِ وَإِظْهَارَهُمْ بَعْدَ الخُمُولِ يَا أَصْدَقَ الصَّادِقِينَ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، فَأَسْأَلُكَ يَا إِلهِي وَسَيِّدِي مُتَضَرِّعاً إِلَيْكَ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ بَسْطَ أَمَلِي وَالتَّجَاوُزَ عَنِّي وَقَبُولَ قَلِيلِ عَمَلِي وَكَثِيرِهِ
ص: 185
وَالزِّيَادَةَ فِي أَيَّامِي وَتَبْلِيغِي ذلِكَ المَشْهَدَ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُدْعَى فَيُجِيبُ إِلَى طَاعَتِهِمْ وَمُوَالاَتِهِمْ وَنَصْرِهِمْ وَتُرِيَنِي ذلِكَ قَرِيباً سَرِيعاً فِي عَافِيَةٍ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ثم ارفعْ رأسك إلى السماء، وقُلْ:
أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَكُونَ مِنَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ أَيَّامَكَ فَأَعِذْنِي يَا إِلهِي بِرَحْمَتِكَ مِنْ ذلِكَ.
فإن هذا أفضل يا ابن سنان! من كذا وكذا حجّة، وكذا وكذا عمرة تتطوّعها وتنفق فيها مالك وتنصب فيها بدنك وتفارق فيها أهلك وولدك. واعلم أن الله تعالى يعطي من صلّى هذه الصلاة في هذا اليوم ودعا بهذا الدّعاء مخلصاً، وعمل هذا العمل موقناً مصدّقاً عشر خصال، منها: أن يقيه الله ميتة السوء، ويؤمنه من المكاره والفقر، ولا يظهر عليه عدوّاً إلى أن يموت، ويقيه الله من الجنون والجذام والبرص في نفسه وولده إلى أربعة أعقاب له، ولا يجعل للشيطان ولا لأوليائه عليه ولا على نسله إلى أربعة أعقاب سبيلاً. قال ابن سنان: فانصرفت وأنا أقول: الحمد لله الذي مَنَّ عليَّ بمعرفتكم وحبّكم، وأسأله المعونة على المفترض عليّ من طاعتكم بمنّه ورحمته.
الخامسة: عمل من لم يحضر قبر الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ في عاشوراء
رواه في كامل الزيارات في صدر رواية زيارة عاشوراء قال:
عن مالك الجهنيّ، عن الإمام أبي جعفر الباقر عَلَیْهِ السَّلَامُ، قال: من زار الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم عاشوراء حتى يظل عنده باكياً لقي اللَّهَ عزّ وجلّ يوم القيامة بثواب ألفي ألف حجّة وألفي ألف عمرة وألفي ألف غزوة، وثواب كلّ حجّة وعمرة وغزوة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ومع الأئمّة الراشدين عَلَیْهِمُ السَّلَامُ. قال: قلت: جُعِلت فداك فما لمن كان في بعد البلاد
ص: 186
وأقاصيها ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟ قال: إذا كان ذلك اليوم برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره، وأومأ إليه بالسلام واجتهد على قاتله بالدّعاء، وصلّى بعده ركعتين، يفعل ذلك في صدر النهار قبل الزوال، ثم ليندب الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ ويبكه ويأمر من في داره بالبكاء عليه، ويقيم في داره مصيبة بإظهار الجزع عليه، ويتلاقون بالبكاء بعضهم بعضاً بمصاب الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، فأنا ضامن لهم إذا فعلوا ذلك على اللَّهِ عزّوجلّ جميع هذا الثواب. فقلت: جُعِلت فداك وأنت الضامن لهم إذا فعلوا ذلك والزعيم به، قال: أنا الضامن لهم ذلك والزعيم لمن فعل ذلك، قال: قلت: فكيف يعزّي بعضهم بعضاً؟ قال: يقولون:
عَظَّمَ اللَّهُ أُجُورَنَا بِمُصَابِنَا بِالحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَجَعَلَنَا وَإِيَّاكُم مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ وَلِيِّهِ الإمَامِ المَهْدِيِّ مِنْ آلِ مُحَمَّد صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.
اليوم الخامس والعشرون:
في هذا اليوم من السنة الرابعة والتسعين، أو في اليوم الثاني عشر من السنة الخامسة والتسعين، وكانت تُسمّى سنة الفقهاء تُوفِّي الإمام زين العابدين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وينبغي زيارته فيه وسيأتي كيفيّة زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في باب الزيارات ص699.
ص: 187
الثاني: أعمال شهر صفر
ذكر الشيخ عباس القميّ (قدّس سرّه) في (مفاتيح الجنان) أن هذا الشهر معروف بالنحوسة ولا شيء أجدى لرفع النحوسة من الصدقة والأدعية الاستعاذات المأثورة.
فمن أراد أن يُصان ممّا ينزل في هذا الشهر من البَلاءِ، فليقُلْ كلّ يوم عشر مرّات، كما روى المحدِّث الفيض وغيره:
يا شَدِيدَ القُوى وَيا شَدِيدَ المِحالِ يا عَزِيزُ يا عَزِيزُ يا عَزِيزُ ذَلَّتْ لِعَظَمَتِكَ جَمِيعُ خَلْقِكَ، فَاكْفِنِي شَرَّ خَلْقِكَ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ يا لا إلهَ إِلاّ أَنْتَ، سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنْ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرينَ .
اليوم الثالث:
روى السيد ابن طاووس عن كتب أصحابنا الإماميّة استحباب الصلاة في هذا اليوم ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأوّلى سورة (الحمد) وسورة (الفتح)، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) وسورة (التوحيد).
وبعد السلام يقول مائة مرّة: اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .
ويقول مائة مرّة: اللّهُمَّ الْعَنْ آلَ أَبِي سُفْيانَ .
ويقول مائة مرّة: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. ثم يسأل حاجته.
ص: 188
اليوم السابع:
استُشهد فيه في سنة خمسين الإمام الحسن المجتبى عَلَیْهِ السَّلَامُ على قول الشهيد والكفعميّ وغيرهما، وينبغي زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ فيه وسيأتي كيفيّة زيارته في باب الزيارات ص699. ولكن على قول الشيخين تكون وفاته عَلَیْهِ السَّلَامُ في اليوم الثامن والعشرين من الشهر نفسه، أي يوم وفاة النبيّ محمّد صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.
وفيه في سنة 128ه_ كانت ولادة الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ في الأبواء، وهو منزل بين مكة والمدينة.
اليوم السابع عشر:
كانت فيه شهادة الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ مسموماً على يد المأمون العباسيّ على روايةِ، وينبغي زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ فيه وستأتي كيفيّة زيارته في باب الزيارات ص752.
اليوم العشرون:
يوم الأَرْبعين، وعلى قول الشيخين هو يوم ورود حرم الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ المدينة عائداً من الشام، وهو يوم ورود جابر بن عبد اللَّهِ الأنصاري كربَلاءِ لزيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وهو أوّل من زاره عَلَیْهِ السَّلَامُ.
وعلى روايةِ أنّه يوم ورود حرم الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ إلى كربلاء قادماً من الشام، روى الشيخ في (التهذيب) و(المصباح) عن الإمام الحسن العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: علامات المؤمن خمس: صلاة إحدى وخمسين (أي الفرائض اليوميّة وهي سبع عشرة ركعة، والنوافل اليوميّة، وهي أربع وثلاثون ركعةً)، وزيارة الأربعين، والتختّم باليمين، وتعفير الجبين بالسجود، والجهر ببسم اللَّهِ الرحمن الرحيم). وقد رُويت له عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليوم زيارتان:
الزيارة الأولى:
ما رواه الشيخ في التهذيب والمصباح عن صفوان الجمّال، قال: قال لي مولاي الصادق صلوات اللَّهِ عليه في زيارة الأربعين: تزور عند ارتفاع النهار، وتقول:
ص: 189
السَّلامُ عَلى وَلِيِّ اللَّهِ وَحَبِيبِهِ، السَّلامُ عَلى خَلِيلِ اللَّهِ وَنَجِيبِهِ، السَّلامُ عَلى صَفِيِّ اللَّهِ وَابْنِ صَفِيِّهِ، السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلى أَسِيرِ الكُرُباتِ وَقَتِيلِ العَبَراتِ، اللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّكَ وَابْنُ وَلِيِّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الفائِزُ بِكَرامَتِكَ أَكْرَمْتَهُ بالشَّهَادَةِ وَحَبَوْتَهُ بالسَّعَادَةِ وَاجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الوِلادَةِ وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ وَقائِداً مِنَ القادَةِ وَذائِداً مِنَ الذَّادَةِ وَأَعْطَيْتَهُ مَوارِيثَ الأَنْبِياءِ وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الأَوْصِياءِ، فَأَعْذَرَ فِي الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَهِ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا وَباعَ حَظَّهُ بِالأرْذَلِ الأدْنى وَشَرَى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الأوْكَسِ وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فِي هَواهُ وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ نَبِيَّكَ وَأَطاعَ مِنْ عِبادِكَ أَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الأَوْزَارِ المُسْتَوْجِبِينَ النَّارَ، فَجاهَدَهُمْ فِيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ؛ اللّهُمَّ فَالعَنْهُمْ لَعْناً وَبِيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً. السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الأَوْصِياءِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِينُ اللَّهِ وَابْنُ أَمِينِهِ عِشْتَ سَعِيداً وَمَضَيْتَ حَمِيداً وَمُتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهِيداً، وَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ وَمُهْلِكٌ مَنْ خَذَلَكَ وَمُعَذِّبٌ مَنْ قَتَلَكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ، فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ، اللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي وَلِيٌّ لِمَنْ وَالاهُ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداهُ. بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأَصْلاَبِ الشَّامِخَةِ
ص: 190
وَالأرْحامِ المطَّهِرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ المُدْلَهِمَّاتِ مِنْ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ وَأَرْكانِ المُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ المُؤْمِنِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمامُ البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَأَعْلامُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ على أَهْلِ الدُّنْيا، وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَابِكُمْ، مُوقِنٌ بِشَرايِعِ دِينِي، وَخَواتِيمِ عَمَلِي، وَقَلْبِي لِقَلبِكُمْ سِلْمٌ، وَأَمْرِي لأَمْرِكُمْ مُتَّبِ-عٌ، وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَأْذَنَ اللَّهُ لَكُمْ؛ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجسادِكُمْ وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ .
ثم تصلّي ركعتين وتدعو بما أحبَبْتَ وترجع.
الزيارة الثانية: ما یُروی عن جابر
و هی أنّه روی عن عن عطا قال: كنت مع جابر بن عبد اللَّهِ الأنصاري يوم العشرين من صفر، فلما وصلنا الغاضريّة اغتسل في شريعتها ولبس قميصاً كان معه طاهراً، ثم قال لي: أمعك شيء من الطيب يا عطا؟ قلت: سُعْد، فجعل منه على رأسه وسائر جسده، ثم مشى حافياً حتى وقف عند رأس الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وكبّر (ثلاثاً)، ثم خرَّ مغشيّاً عليه، فلمّا أفاق سمعته يقول:
السَّلامُ عَلَيكُمْ يا آلَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا صَفْوَةَ اللَّهِ، (السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا خِيَرَةَ اللَّهِ مِنْ خَلْقِهِ)، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سادَةَ السَّاداتِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا لُيُوثَ الغاباتِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا سُفُنَ النَّجاةِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِلْمِ الأَنْبِياءِ وَرَحمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُه. السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ آدَمَ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ
ص: 191
نُوحٍ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ إِسْماعِيلَ ذَبِيحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ عِيسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ عَلِيٍّ المُرْتَضى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ الزَهْراءِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يابْنَ خَدِيجَةَ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهَيدُ ابْنَ الشَّهِيدِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قَتِيلُ ابْنَ القَتِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ عَلى خَلْقِهِ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَرُزِئْتَ (بَرَرْتَ) بِوَلَدَيْكَ وَجاهَدْتَ عَدُوَّكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ الكَلامَ وَتَرُدُّ الجَوابَ وَأَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ وَخَلِيلُهُ وَنَجِيبُهُ (وَنَجِيُّهِ) وَصَفِيُّهُ وَابْنُ صَفِيِّهِ. يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ زُرْتُكَ مُشْتاقاً فَكُنْ لِي شَفِيعاً إِلَى اللَّهِ يا سَيِّدِي وَاسْتَشْفِعُ إِلَى اللَّهِ بِجَدِّكَ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ وَبِأَبِيكَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَبِأُمِّكَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، أَلا لَعَنَ اللَّهُ قاتِلِيكَ وَلَعَنَ اللَّهُ ظالِمِيكَ وَلَعَنَ اللَّهُ سالِبِيكَ وَمُبْغِضِيكَ مِنَ الأوّلِينَ والآخِريِن وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ.
ثم قبّل القبر الطاهر، وتوجّه إلى قبر علي بن الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ فزُرْهُ، وقُلْ:
السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَابْنَ مَوْلايَ لَعَنَ اللَّهُ قاتِلِيكَ وَلَعَنَ اللَّهُ ظالِمِيكَ وَإِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ بِزِيارَتِكُمْ وَبِمَحَبَّتِكُمْ وَأَبْرَأُ إِلَى اللَّهِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثم امضِ إلى قبور الشهداء رضوان اللَّهِ عليهم، فإذا بلغتها فقف وقُلْ:
ص: 192
السَّلامُ عَلى الأَرواحِ المُنِيخَةِ بِقَبْرِ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الحُسَيْنِ عَلَیْهِ السَّلَامُ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا طاهِرِينَ مِنَ الدَّنَسِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا مَهْدِيُّونَ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أبْرارَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ وَعَلى المَلائِكَةِ الحافِّينَ بِقِبُورِكُمْ أَجْمَعِينَ جَمَعَنا اللَّهُ وَإِيَّاكُمْ فِي مُسْتَقَرِّ رَحْمَتِهِ وَتَحْتِ عَرْشِهِ إِنَّهُ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ والسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثم امضِ إلى حرم العباس بن أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ، فإذا بلغته فقفْ على باب قبّته، وقُلْ: (سَلامُ اللَّهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبِينَ...) إلى آخر ما سبق من زيارته في ليلة الجمعة ص90.
اليوم الثامن والعشرون
من سنة إحدى عشرة يوم وفاة خاتم النبيّين صلوات اللَّهِ عليه وآله، وقد صادفت يوم الاثنين من أيّام الأسبوع باتّفاق الآراء، وكان له عندئذٍ من العمر ثلاث وستون سنة، فبدأ الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ في تغسيله وتحنيطه وتكفينه، ثم صلّى عليه، ثم كان الأصحاب يأتون أفواجاً فيصلّون عليه فُرادى، من دون إمام يأتمّون به، وقد دفنه الإمام أمير المؤمنين صلوات اللَّهِ عليه في الحجرة الطاهرة في الموضع الذي تُوفِّي فيهِ، وينبغي زيارته ولو من بعد.
زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ من بُعد
قال الشيخ المفيد والشهيد والسيّد ابن طاووس رحمهم اللّه: إذا أردت زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في ما عدا المدينة الطيبة من البلاد، فاغتسل ومثِّل بين يديك شبه القبر واكتب عليه اسمه الشريف، ثم قف وتوجَّه بقلبك إليه وقُلْ:
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَأَنَّهُ سَيِّدُ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الأَئِمَّةِ الطَيِّبِينَ .
ص: 193
ثمّ قُلْ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيلَ اللَّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَحْمَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَجِيبَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خاتَمَ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا قائِماً بِالقِسْطِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا فاتِحَ الخَيْرِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الوَحْي وَالتَّنْزِيلِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَلِّغاً عَنِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُبَشِّرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَذِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُنْذِرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ الَّذِي يُسْتَضاءُ بِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرينَ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ عَبْدِ المُطَّلِبِ وَعَلى أَبِيكَ عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى أُمِّكَ آمِنَةَ بِنْتِ وَهَبٍ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ حَمْزَةَ سَيِّدِ الشُّهَدَاءِ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ العَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ المُطَّلِبِ، السَّلامُ عَلى عَمِّكَ وَكَفِيلِكَ أَبِي طالبٍ، السَّلامُ عَلى ابْنِ عَمِّكَ جَعْفَرٍ الطَيَّارِ فِي جِنانِ الخُلْدِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أحْمَدُ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى الأوَّلِينَ وَالآخِرينَ وَالسَّابِقَ إِلى طاعَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَالمُهَيْمِنَ عَلى رُسُلِهِ وَالخاتِمَ لأنْبِيائِهِ وَالشَّاهِدَ عَلى خَلْقِهِ وَالشَّفِيعَ إِلَيْهِ وَالمَكِينَ لَدَيْهِ وَالمُطاعَ فِي مَلَكُوتِهِ الأحْمَدَ مِنَ الأوْصافِ المُحَمَّدَ لِسائِرِ الأشْرافِ الكَرِيمَ عِنْدَ الرَّبِّ وَالمُكَلَّمَ مِنْ وَراءِ الحُجُبِ الفائِزَ بِالسِّباقِ وَالفائِتَ عَنِ اللحاقِ؛ تَسْلِيمَ عارِفٍ بِحَقِّكَ مُعْتَرِفٍ بِالتَّقْصِيرِ فِي قِيامِهِ بِواجِبِكَ غَيْرِ مُنْكِرٍ ما انْتَهى إِلَيْهِ مِنْ فَضْلِكَ مُوقِنٍ بِالمَزِيداتِ مِنْ رَبِّكَ مُؤْمِنٍ بِالكِتابِ المُنَزَّلِ عَلَيْكَ مُحَلِّلٍ حَلالَكَ
ص: 194
مُحَرِّمٍ حَرامَكَ. أَشْهَدُ يا رَسُولَ اللَّهِ مَعَ كُلِّ شاهِدٍ وَأَتَحَمَّلُها عَنْ كُلِّ جاحِدٍ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسالاتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لأُمَّتِكَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ رَبِّكَ وَصَدَعْتَ بِأَمْرِهِ وَاحْتَمَلْتَ الأذى فِي جَنْبِهِ وَدَعَوْتَ إِلى سَبِيلِهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ الجَمِيلةِ وَأَدَّيْتَ الحَقَّ الَّذِي كانَ عَلَيْكَ، وَأَنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالمُؤْمِنِيينَ وَغَلُظْتَ عَلى الكافِرِينَ وَعَبَدْتَ اللَّهَ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ، فَبَلَغَ اللَّهُ بِكَ أَشْرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمِينَ وَأَعْلى مَنازِلَ المُقَرَّبِينَ وَأَرْفَعَ دَرَجاتِ المُرْسَلِينَ حَيْثُ لا يَلْحَقُكَ لاحِقٌ وَلا يَفُوقُكَ فائِقٌ وَلا يَسْبِقُكَ سابِقٌ وَلا يَطْمَعُ فِي إدْراكِكَ طامِعٌ. وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنا بِكَ مِنَ الهَلَكَةِ وَهَدانا بِكَ مِنَ الضَّلالَةِ وَنَوَّرَنا بِكَ مِنَ الظُّلْمَةِ، فَجَزاكَ اللَّهُ يا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ مَبْعُوثٍ أَفْضَلَ ما جازى نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ وَرَسُولاً عَمَّنْ أُرْسِلَ إِلَيْهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا رَسُولَ اللَّهِ زُرْتُكَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُقِرّاً بِفَضْلِكَ مُسْتَبْصِراً بِضَلالَةِ مَنْ خالَفَكَ وَخالَفَ أَهْلَ بَيْتِكَ عارِفاً بِالهُدى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي ومالِي وَوَلَدِي أَنا أُصَلِّي عَلَيْكَ كَما صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَصَلَّى عَلَيْكَ مَلائِكَتُهُ وأَنْبِياؤُهُ وَرُسُلُهُ صَلاةً مُتَتابِعَةً وَافِرَةً مُتَواصِلَةً لا انْقِطاعَ لَها وَلا أَمَدَ وَلا أَجَلَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ كَما أَنْتُمْ أَهْلَهُ .
ثم ابسط كفّيك وَقُلْ:
اللّهُمَّ اجْعَلْ جَوامِعَ صَلَواتِكَ وَنَوامِي بَرَكاتِكَ وَفَواضِلَ خَيْراتِكَ وَشَرائِفَ تَحِيَّاتِكَ وَتَسْلِيماتِكَ وَكَراماتِكَ وَرَحَماتِكَ وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَأَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ وأَئِمَّتِكَ المُنْتَجَبِينَ وَعِبادِك الصَّالِحِينَ
ص: 195
وَأَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يا رَبَّ العالَمِينَ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَشاهِدِكَ وَنَبِيِّكَ وَنَذِيرِكَ وَأَمِينِكَ وَمَكِينِكَ وَنَجِيِّكَ وَحَبِيبِكَ وَخَلِيلِكَ وَصَفِيِّكَ وَصَفْوَتِكَ وَخاصَّتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ وَخازِنِ المَغْفِرَةِ وَقائِدِ الخَيْرِ وَالبَرَكَةِ وَمُنْقِذِ العِبادِ مِنَ الهَلَكَةِ بِإِذْنِكَ وَداعِيهِمْ إِلى دِينِكَ القَيِّمِ بِأَمْرِكَ، أَوَّلِ النَبِيِّينَ مِيثاقاً وَآخِرِهِمْ مَبْعَثاً الَّذِي غَمَسْتَهُ فِي بَحْرِ الفَضِيلَةِ وَالمَنْزِلَةِ الجَلِيلَةِ وَالدَّرَجَةِ الرَّفِيعَةِ وَالمَرْتَبَةِ الخَطِيرَةِ وَأَوْدَعْتَهُ الأصْلابَ الطَّاهِرَةَ وَنَقَلْتَهُ مِنها إِلى الأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لُطْفاً مِنْكَ لَهُ وَتَحَنُّناً مِنْكَ عَلَيْهِ، إِذْ وَكَّلْتَ لِصَوْنِهِ وَحِراسَتِهِ وَحِفْظِهِ وَحِياطَتِهِ مِنْ قُدْرَتِكَ عَيْناً عاصِمَةً حَجَبْتَ بِها عَنْهُ مَدانِسَ العُهْرِ وَمَعائِبَ السِّفاحِ حَتّى رَفَعْتَ بِهِ نَواظِرَ العِبادِ وَأَحْيَيْتَ بِهِ مَيْتَ البِلادِ بِأَنْ كَشَفْتَ عَنْ نُورِ وِلادَتِهِ ظُلَمَ الأسْتارِ وَأَلْبَسْتَ حَرَمَكَ بِهِ حُلَلَ الأنْوارِ. اللّهُمَّ فَكَما خَصَصْتَهُ بِشَرَفِ هذِهِ المَرْتَبَةِ الكَرِيمَةِ وَذُخْرِ هذِهِ المَنْقَبَةِ العَظِيمَةِ صَلِّ عَلَيْهِ كَما وَفى بِعَهْدِكَ وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ وَقاتَلَ أَهْلَ الجُحُودِ عَلى تَوْحِيدِكَ وَقَطَعَ رَحِمَ الكُفْرِ فِي إِعْزازِ دِينِكَ وَلَبِسَ ثَوْبَ البَلْوى فِي مُجاهَدَةِ أَعْدائِكَ، وَأَوْجَبْتَ لَهُ بِكُلِّ أَذىً مَسَّهُ أَوْ كَيْدٍ أَحَسَّ بِهِ مِنَ الفِئَةِ الَّتِي حاوَلَتْ قَتْلَهُ فَضِيلَةً تَفُوقُ الفَضائِلَ وَيَمْلِكُ بِها الجَزِيلَ مِنْ نَوالِكَ، وَقَدْ أَسَرَّ الحَسْرَةَ وَأَخْفى الزَّفْرَةَ وَتَجَرَّعَ الغُصَّةَ وَلَمْ يَتَخَطَّ ما مَثَّلَ لَهُ وَحْيُكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ صَلاةً تَرْضاها لَهُمْ وَبَلِّغْهُمْ مِنّا تَحِيَّةً كَثِيرَةً وَسَلاماً، وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي موالاتِهِمْ فَضْلاً وَإِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْراناً إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ .
ص: 196
ثم صلِّ أربع ركعات صلاة الزيارة بسلامين، واقرأ فيها ما شئت من السور، فإذا فرغتَ فسبِّح تسبيح الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ وقُلْ:
اللّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ لِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ {وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤُوكَ فاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمْ الرَّسُولُ لَوَجَدوا اللَّهَ تَوَّاباً رَحِيماً} وَلَمْ أَحْضَرْ زَمانَ رَسُولِكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ؛ اللّهُمَّ وَقَدْ زُرْتُهُ راغِباً تائِباً مِنْ سَيِّىءِ عَمَلِي وَمُسْتَغْفِراً لَكَ مِنْ ذُنُوبِي وَمُقِرّاً لَكَ بِها وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِها مِنِّي وَمُتَوَجِّها إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، فَاجْعَلْنِي اللّهُمَّ بِمُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عِنْدَكَ وَجِيهاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ. يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا نَبِيَّ اللَّهِ يا سَيِّدَ خَلْقِ اللَّهِ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَيَتَقَبَّلَ مِنِّي عَمَلِي وَيَقْضِي لِي حَوائِجي، فَكُنْ لِي شَفِيعاً عِنْدَ رَبِّكَ وَرَبِّي فَنِعْمَ المَسْؤُولُ المَوْلى رَبِّي وَنِعْمَ الشَّفِيعُ أَنْتَ يا مُحَمَّدُ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ السَّلامُ، اللّهُمَّ وَأَوْجِبْ لِي مِنْكَ المَغْفِرَةَ وَالرَّحْمَةَ وَالرِّزْقَ الواسِعَ الطَيِّبَ النافِعَ كَما أَوْجَبْتَ لِمَنْ أَتى نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَهُوَ حَيٌّ فَأَقَرَّ لَهُ بِذُنُوبِهِ وَاسْتَغْفَرَ لَهُ رَسُولُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ فَغَفَرْتَ لَهُ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللّهُمَّ وَقَدْ أَمَّلْتُكَ وَرَجَوْتُكَ وَقُمْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ وَرَغِبْتُ إِلَيْكَ عَمَّنْ سِواكَ وَقَدْ أَمَّلْتُ جَزِيلَ ثَوابِكَ وَإِنِّي لَمُقِرٌّ غَيْرُ مُنْكِرٍ وَتائِبٌ إِلَيْكَ مِمَّا اقْتَرَفْتُ وَعائِذٌ بِكَ فِي هذا المَقامِ مِمَّا قَدَّمْتُ مِنَ الأعْمالِ الَّتِي تَقَدَّمْتَ إِليَّ فِيها وَنَهَيْتَنِي عَنْها وَأَوعَدْتَ عَلَيْها العِقابَ، وَأَعُوذُ بِكَرَمِ وَجهِكَ أَنْ تُقِيمَنِي مَقامَ الخِزْيِ وَالذُّلِّ يَوْمَ تُهْتَكُ فِيهِ الأسْتارُ وَتَبْدُو فِيهِ الأسْرارُ وَالفَضائِحُ وَتَرْعَدُ فِيه الفَرائِصُ، يَوْمَ الحَسْرَةِ وَالنَّدامَةِ، يَوْمَ
ص: 197
الآفِكَةِ، يَوْمَ الآزِفَةِ، يَوْمَ التَّغابُنِ، يَوْمَ الفَصْلِ، يَوْمَ الجَزاءِ، يَوْماً كانَ مِقْدارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ، يَوْمَ النَّفْخَةِ، يَوْمَ تَرجُفُ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُها الرَّادِفَةُ، يَوْمَ النَّشْرِ، يَوْمَ العَرْضِ، يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العالَمِينَ، يَوْمَ يَفِرُّ المَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأَمِّهِ وَأَبِيهِ وَصاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ، يَوْمَ تَشَقَّقُ الأَرضُ وَأَكْنافُ السَّمَاءِ، يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها، يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلَى اللَّهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِما عَمِلُوا، يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاّ مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمِ، يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، يَوْمَ يُرَدُّونَ إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الحَقِّ، يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأجْداثِ سِراعاً كَأَنَّهُمْ إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ وَكَأَنَّهُمْ جَرادٌ مُنْتَشِرٌ مُهْطِعِينَ إِلى الدَّاعي إِلَى اللَّهِ، يَوْمَ الواقِعَةِ، يَوْمَ تُرَجُّ الأَرضُ رَجّاً، يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالمُهْلِ وَتَكُونُ الجِبالُ كَالعِهْنِ وَلا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً، يَوْمَ الشَّاهِدِ وَالمَشْهُودِ، يَوْمَ تَكُونُ المَلائِكَةُ صَفّاً صَفّاً. اللّهُمَّ ارْحَمْ مَوْقِفِي فِي ذلِكَ اليَوْمِ بِمَوْقِفِي فِي هذا اليَوْمِ وَلا تُخْزِنِي فِي ذلِكَ المَوْقِفِ بِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي، وَاجْعَلْ يا رَبِّ فِي ذلِكَ اليَوْمِ مَعَ أوْلِيائِكَ مُنْطَلَقِي وَفِي زُمْرَةِ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ مَحْشَرِي، وَاجْعَلْ حَوْضَهُ مَوْرِدِي وَفِي الغُرِّ الكِرامِ مَصْدَرِي وَأَعْطِنِي كِتابِي فِي يَمِينِي حَتّى أَفُوزَ بِحَسناتِي وَتُبَيِّضَ بِهِ وَجْهِي وَتُيَسِّرَ بِهِ حِسابِي وَتُرَجِّحَ بِهِ مِيزانِي وَأَمْضِي مَعَ الفائِزِينَ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ يَا إِلهَ العالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ تَفْضَحَنِي فِي ذلِكَ اليَوْمِ بَيْنَ يَدَي الخَلائِقِ بِجَرِيرَتِي أوْ أَنْ أَلْقى الخِزْيَ وَالنَّدامَةَ بِخَطِيئَتِي أوْ أَنْ تُظْهِرَ فِيهِ سَيِّئاتِي
ص: 198
عَلى حَسناتِي أَوْ أَنْ تُنَوِّهَ بَيْنَ الخَلائِقِ بِاسْمِي، يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ العَفْوَ العَفْوَ السَّتْرَ السَّتْرَ، اللّهُمَّ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ فِي ذلِكَ اليَوْمِ فِي مواقِفِ الأشْرارِ مَوْقِفِي أوْ فِي مَقامِ الأشْقِياءِ مَقامِي، وَإِذا مَيَّزْتَ بَيْنَ خَلْقِكَ فَسُقْتَ كُلاًّ بِأَعْمالِهِمْ زُمَراً إِلى مَنازِلِهِمْ فَسُقْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبادِكَ الصَّالِحِينَ وَفِي زُمْرَةِ أَوْلِيائِكَ المُتَّقِينَ إِلى جَنَّاتِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ .
ثم ودِّعه وقُلْ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها البَشِيرُ النَّذِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّفِيرُ بَيْنَ اللَّهِ وَبَيْنَ خَلْقِهِ، أَشْهَدُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الأصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالأَرحامِ المُطَهَّرَةِ لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ مِنْ مُدْلَهِمَّاتِ ثِيابِها، وَأَشْهَدُ يا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي مُؤْمِنٌ بِكَ وَبِالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ مُوقِنٌ بِجَمِيعِ ما أَتَيْتَ بِهِ راضٍ مُؤْمِنٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِكَ أَعْلامُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَةِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، وَإِنْ تَوَفَيْتَنِي فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلى ما أَشْهَدُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي أَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ وَأَنَّ الأَئِمَّةَ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ أَوْلِياؤُكَ وَأَنْصارُكَ وَحُجَجُكَ عَلى خَلْقِكَ وَخُلَفاؤكَ فِي عِبادِكَ وَأَعْلامُكَ فِي بِلادِكَ وَخُزَّانُ عِلْمِكَ وَحَفَظَةُ سِرِّكَ وَتَراجِمَةُ وَحْيِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْ رُوحَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ فِي ساعَتِي هذِهِ وَفِي كُلِّ ساعَةٍ تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ لا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ .
ص: 199
و إذا کانت عند قبره فزره بما سنذکره من زیارته عَلَيْهِ السَّلَامُ عن قرب في باب الزیارات ص 691.
اليوم الأخير من الشهر:
فيه في سنة ثلاث ومائتين على روايةِ الطبرسيّ وابن الأثير استشهد الإمام الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ بعنب دُسَّ فيه السم، وكان له من العمر خمس وخمسون سنة، وقبره الشريف في بيت حميد بن قحطبة في قرية سناباد بأرض طوس، وينبغي زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ فيه، وسيأتي في باب الزيارات كيفيّة زيارته ص752.
ص: 200
الثالث: أعمال شهر ربيع الأوّل
الليلة الأولى:
في السنة الثالثة عشرة من البعثة، هاجر النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ من مكّة إلى المدينة المنوّرة فاختبأ هذه الليلة في غار ثور وفداه الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ بنفسه، فنام في فراشه غير مجانب سيوف قبائل المشركين، وأظهر بذلك على العالمين فضله ومواساته وإخاءه النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فنزلت فيه الآية: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرضاةِ اللَّهِ} .
اليوم الأوّل:
قال العلماء يُستحبُّ فيه الصيام شكراً لله على ما أنعم من سلامة النبيّ والإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ، ومن المناسب زيارتهما عَلَیْهِمَا السَّلَامُ في هذا اليوم.
وقد روى السيد في (الإقبال) دعاءً لهذا اليوم وهو:
اللَّهُمَّ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالقُوَّةِ، وَالحَوْلِ وَالعِزَّةِ، سُبْحَانَكَ مَا أَعْظَمَ وَحْدَانِيَّتَكَ، وَأَقْدَمَ صَمَدِيَّتَكَ، وَأَوْحَدَ إِلهِيَّتَكَ وَأَبْيَنَ رُبُوبِيَّتَكَ، وَأَظْهَرَ جَلاَلَكَ، وَأَشْرَفَ بَهَاءِ آلاَئِكَ وَأَبْهَى كَمَالِ صَنَائِعِكَ، وَأَعْظَمَكَ فِي كِبْرِيَائِكَ، وَأَقْدَمَكَ فِي سُلْطَانِكَ، وَأَنْوَرَكَ فِي أَرْضِكَ وَسَمَائِكَ، وَأَقْدَمَ مُلْكَكَ، وَأَدْوَمَ عِزَّكَ، وَأَكْرَمَ عَفْوَكَ، وَأَوْسَعَ حِلْمَكَ، وَأَغْمَضَ عِلْمَكَ، وَأَنْفَذَ قُدْرَتَكَ، وَأَحْوَطَ قُرْبَكَ. أَسْأَلُكَ بِنُورِكَ القَدِيمِ، وَأَسْمَائِكَ الَّتِي كَوَّنْتَ بِهَا كُلَّ شَيْءٍ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَرَحِمْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ
ص: 201
إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَأَنْ تَأْخُذَ بِنَاصِيَتِي إِلَى مُوَافَقَتِكَ، وَتَنْظُرَ إِلَيَّ بِرَأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ وَتَرْزُقَنِي الحَجَّ إِلَى بَيْتِكَ الحَرَامِ، وَتَجْمَعَ بَيْنَ رُوحِي وَأَرْوَاحِ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ، وَتُوصِلَ المِنَّةَ بِالمِنَّةَ، وَالمَزِيدَ بِالمَزِيدِ، وَالخَيْرَ بِالْبَرَكَاتِ، وَالإِحْسَانَ بِالإِحْسَانِ، كَمَا تَفَرَّدْتَ بِخَلْقِ مَا صَنَعْتَ، وَعَلَى مَا ابْتَدَعْتَ وَحَكَمْتَ وَرَحِمْتَ. فَأَنْتَ الَّذِي لاَ تُنَازَعُ فِي المَقْدُورِ، وَأَنْتَ مَالِكُ العِزِّ وَالنُّورِ، وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً، وَأَنْتَ القَائِمُ الدَّائِمُ المُهَيْمِنُ القَدِيرُ. إِلهِي لَمْ أَزَلْ سَائِلاً مِسْكِيناً فَقِيراً إِلَيْكَ، فَاجْعَلْ جَمِيعَ أُمُورِي مَوْصُولَةً بِثِقَةِ الاِعْتِمَادِ عَلَيْكَ وَحُسْنِ الرُّجُوعِ إِلَيْكَ وَالرِّضَا بِقَدَرِكَ، وَاليَقِينِ بِكَ، وَالتَّفْوِيضِ إِلَيْكَ. سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ العَلِيمُ الحَكِيمُ، سُبْحَانَهُ بَلْ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ، سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ المُؤْمِنِينَ، سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا مِنْ دُونِهِمْ، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ المُشْرِكِينَ، سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ، سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، سُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ، وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَعَشِيّاً وَحِينَ تُظْهرُونَ. يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَقُولُونَ عُلُوّاً كَبِيراً، سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنْ كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً، سُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ
ص: 202
شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ، سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ، سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ، سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِينَ وَالحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَرِّفْنَا بَرَكَةَ هذَا الشَّهْرِ وَيُمْنَهُ، وَارْزُقْنَا خَيْرَهُ وَاصْرِفْ عَنَّا شَرَّهُ، وَاجْعَلْنَا فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ، بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
وفيه كانت وفاة الإمام الحسن العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ على قول الشيخ والكفعميّ، والمشهور على أنّها في اليوم الثامن. ولعلَّ في هذا اليوم كان بدء مرضه عَلَیْهِ السَّلَامُ.
اليوم الثامن:
سنة مائتين وستين تُوفّي الإمام الحسن العسكريّ عَلَیْهِ السَّلَامُ، فنصب صاحب الأمر عَلَیْهِ السَّلَامُ إماماً على الخلق، ومن المناسب زيارتهما عَلَیْهِمَا السَّلَامُ في هذا اليوم، وسيأتي في باب الزيارات زيارتهما عَلَیْهِمَا السَّلَامُ ص764.
اليوم التاسع:
هذا اليوم يكون أوّل يوم من عصر إمامة صاحب العصر أرواح العالمين له الفداء، وهذا ممّا يزيد اليوم شرفاً وفضلاً. وهو عيد عظيم وهو عيد البَقْر وروي أن من أنفق شَيْئاً في هذا اليوم غُفِرَتْ ذنوبه. يُستحبّ في هذا اليوم إطعام الإخوان المؤمنين وإفراحهم، والتوسُّع في نفقة العيال، ولبس الثياب الطيِّبة، وشكر اللَّهِ تعالى وعبادته. وهو يوم زوال الغموم والأحزان وهو يوم شريف جداً.
اليوم الثاني عشر:
ميلاد النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ علي رأي الكلينيّ والمسعوديّ وهو المشهور لدى العامّة.
ويُستحبُّ فيه الصلاة ركعتان، يقرأُ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة (الكافرون) ثلاثاً، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة وسورة (التوحيد) ثلاثاً.
وفي هذا اليوم دخل صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ المدينة مهاجراً من مكّة.
ص: 203
الليلة السابعة عشرة:
ليلة ميلاد خاتم الأنبياء (صلوات اللَّهِ عليه) وهي ليلة شريفة جداً، وحكى السيد قولاً بأن في مثل هذه الليلة أيضاً كان معراجه قبل الهجرة بسنة واحدة.
اليوم السابع عشر:
ميلاد خاتم الأنبياء محمّد بن عبد اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ على المشهور بين الإماميّة، والمعروف أن ولادته كانت في مكّة المعظّمة في بيته عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل في عهد أنوشروان العادل. وفي هذا اليوم الشريف أيضاً في سنة ثلاث وثمانين ولد الإمام جعفر الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ، فزاده فضلاً وشرفاً. والخلاصة أن هذا اليوم يوم شريف جداً وفيه عدّة أعمال:
الأوّل: الغُسل.
الثاني: الصوم وله فضل كثير، وروي أن من صامه كتب له صيام سنة. وهذا اليوم هو أحد الأيام الأَرْبعة التي خصُّت بالصيام بين أيّام السنة. والأيام الاربعة هي كما ورد عن إسحاق بن عبد اللَّهِ العلويّ العريضيّ، قال: ركب أبي وعمومتي إلى أبي الحسن عَلَیْهِ السَّلَامُ، وقد اختلفوا في الأيام التي تُصام في السنة، وهو مقيم بقرية قبل سيره إلى سُرَّ من رأى، فقال لهم: جئتم تسألوني عن الأيام التي تُصام في السنة؟ فقالوا: ما جئناك إلاّ لهذا، فقال: اليوم السابع عشر من ربيع الأوّل، وهو اليوم الذي وُلِدَ فيه رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، واليوم السابع والعشرون من رجب وهو اليوم الذي بُعث فيه رسول اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، واليوم الخامس والعشرون من ذي القعدة وهو اليوم الذي دُحِيت فيه الأرض تحت الكعبة، واليوم الثامن عشر من ذي الحجّة وهو يوم الغدير.
الثالث: زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عن قرب أو عن بُعد، وتقدّمت زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عن بُعد في أعمال شهر صفر في يوم وفاة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ص193، وأمّا زيارته عن قرب فسيأتي في باب الزيارات كيفيّة زيارته ص691.
ص: 204
الرابع: زيارة أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ يوم ميلاد النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ
ويُزار بما زار به الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ وعلّمه محمّد بن مسلم من ألفاظ الزيارة أنّ الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ زار الإمام أمير المؤمنين صلوات اللَّهِ عليه في اليوم السابع عشر من ربيع الأوّل عند طلوع الشّمس بهذه الزيارة، وعلّمها الثقة الجليل محمّد بن مسلم الثقفيّ (قدس سرّه) فقال: إذا أتيت مشهد أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ فاغتسل للزيارة والبس أنظف ثيابك واستعمل شَيْئاً من الطيب وسر وعليك السكينة والوقار، فإذا وصلت إلى باب السَّلامِ أي باب الحرم الطاهر فاستقبل القبلة، وقُلْ: اللَّهُ أكبر «ثلاثَ مرّاتٍ» ثمّ قُلْ:
السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى خِيَرَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلى البَشِيرِ النَّذِيرِ السِّراجِ المُنِيرِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلى الطُّهْرِ الطَّاهِرِ، السَّلامُ عَلى العَلَمِ الزَّاهِرِ، السَّلامُ عَلى المَنْصُورِ المُؤَيَّدِ، السَّلامُ عَلى أَبِي القاسِمِ مُحَمَّدٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ السَّلامُ عَلى أَنْبِياءِ اللَّهِ المُرْسَلِينَ وَعِبادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ، السَّلامُ عَلى مَلائِكَةِ اللَّهِ الحافِّينَ بِهذا الحَرَمِ وَبِهذا الضَّرِيحِ اللاَّئِذِينَ بِهِ .
ثم ادنُ من القبر، وقُلْ:
السَّلامُ عَلَيكَ يا وَصِيَّ الأَوْصِيَاءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عِمادَ الأَتْقِياءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ الأوْلِياءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا سَيِّدَ الشُّهَدَاءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا آيَةَ اللَّهِ العُظْمى، السَّلامُ عَلَيكَ يا خامِسَ أَهْلِ العَباءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا قائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ الأَتْقِياءِ السَّلامُ عَلَيكَ يا عِصْمَةَ الأوْلِياءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا زَيْنَ المُوَحِّدِينَ النُّجَباءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خالِصَ الأخلاّءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا والِدَ الأَئِمَّةِ الأُمَنَاءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صاحِبَ الحَوْضِ وَحامِلَ اللِّواءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا قَسِيمَ الجَنَّةِ وَلَظى، السَّلامُ
ص: 205
عَلَيكَ يا مَنْ شُرِّفَتْ بِهِ مَكَّةُ وَمِنى، السَّلامُ عَلَيكَ يا بَحْرَ العُلومِ وَكَهْفَ الفُقَراءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ وُلِدَ فِي الكَعْبَةِ وَزُوِّجَ فِي السَّماء بِسَيِّدَةِ النَّساءِ وَكانَ شُهُودُها المَلائِكَةُ السَّفَرَةُ البَرَرَةُ الأصْفِياءُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مِصْباحَ الضِّياءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ خَصَّهُ النَّبِيُّ بِجَزِيلِ الحِباءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ باتَ عَلى فِراشِ خاتَمِ الأَنْبِياءِ وَوَقاهُ بِنَفْسِهِ شَرَّ الأَعْدَاءِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ رُدَّتْ لَهُ الشَّمْسُ فَسامى شَمْعُونَ الصَّفا، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ أَنْجَا اللَّهُ سَفِينَةَ نُوحٍ بِاسْمِهِ وَاسْمِ أَخِيهِ حَيْثُ التَطَمَ الماءُ حَوْلَها وَطَمى، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ تابَ اللَّهُ بِهِ وَبِأَخِيهِ عَلى آدَمَ إِذْ غَوى، السَّلامُ عَلَيكَ يا فُلْكَ النَّجاةِ الَّذِي مَنْ رَكِبَهُ نَجَا وَمَنْ تَأَخَّرَ عَنْهُ هَوى، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ خاطَبَ الثُّعْبانَ وَذِئْبَ الفَلا، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى مَنْ كَفَرَ وَأَنابَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إِمَامَ ذَوِي الألْبابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَعْدِنَ الحِكْمَةِ وَفَصْلَ الخِطابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الكِتابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مِيزانَ يَوْمِ الحِسابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا فاصِلَ الحُكْمِ النَّاطِقَ بِالصَّوابِ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها المُتَصَدِّقُ بِالخاتَمِ فِي المِحْرابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ كَفى اللَّهُ المُؤْمِنِينَ القِتالَ بِهِ يَوْمَ الأحْزابِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ أَخْلَصَ للَّهِ الوَحْدانِيَّةَ وَأَنابَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا قاتِلَ خَيْبَرَ وَقالِعَ البابِ (يَا قَالِعَ بَابَ خَيْبَرَ الصَّيخُودَ مِنَ الصُّلاَّبِ)، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ دَعاهُ خَيْرُ الأنامِ لِلْمَبِيتِ عَلى فِراشِهِ فَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لِلْمَنِيَّةِ وَأَجابَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ لَهُ طُوبى وَحُسْنُ مَآبٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ عِصْمَةِ الدِّينِ وَيا سَيِّدَ السَّاداتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا صاحِبَ
ص: 206
المُعْجِزاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ نَزَلَتْ فِي فَضْلِهِ سُورَةُ العادِياتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ كُتِبَ اسْمُهُ فِي السَّماء عَلى السُّرادِقاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُظْهِرَ العَجائِبِ وَالآياتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمِيرَ الغَزَواتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُخْبِراً بِما غَبَرَ وَبِما هُوَ آتٍ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُخاطِبَ ذِئْبِ الفَلَواتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا خاتِمَ الحَصَى وَمُبَيِّنَ المُشْكِلاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ عَجِبَتْ مِنْ حَمَلاتِهِ فِي الوَغى مَلائِكَةُ السَّماواتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ نَاجَى الرَّسُولَ فَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ نَجْواهُ الصَّدَقاتِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا والِدَ الأَئِمَّةِ البَرَرَةِ السَّاداتِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيكَ يا تالِيَ المَبْعُوثِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عِلْمِ خَيْرِ مَوْرُوثٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا سَيِّدَ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إِمامَ المُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا غِياثَ المَكْرُوبِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عِصْمَةَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا مُظْهِرَ البَراهِين، السَّلامُ عَلَيكَ يا طه وَيَس، السَّلامُ عَلَيكَ يا حَبْلَ اللَّهِ المَتِين، السَّلامُ عَلَيكَ يا مَنْ تَصَدَّقَ فِي صَلاتِهِ بِخاتَمِهِ عَلى المِسْكِينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا قالِعَ الصَّخْرَةِ عَنْ فَمِ القَلِيبِ وَمُظْهِرَ الماءِ المَعِينِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَيْنَ اللَّهِ النَّاظِرَةَ فِي العَالَمِينَ وَيَدَهُ الباسِطَةَ وَلِسانَهُ المُعَبِّرَ عَنْهُ فِي بَرِيَّتِهِ أَجْمَعِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ وَمُسْتَوْدَعَ عِلْمِ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَصاحِبَ لِواءِ الحَمْدِ وَساقِيَ أَوْلِيائِهِ مِنْ حَوضِ خاتَمِ النَّبِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا يَعْسُوبَ الدِّينِ وَقائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ وَوالِدَ الأَئِمَّةِ المَرْضِيِّينَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى اسْمِ اللَّهِ الرَّضِيِّ وَوَجْهِهِ المُضِيءِ، وَجَنْبِهِ القَوِيِّ وَصِراطِهِ السَّوِيِّ، السَّلامُ عَلى الإِمَامِ التَّقِيِّ المُخْلِصِ الصَّفِيّ، السَّلامُ
ص: 207
عَلى الكَوْكَبِ الدُّرِّيّ، السَّلامُ عَلى الإِمَامِ أَبِي الحَسَنِ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى أَئِمَّةِ الهُدى وَمَصابِيحِ الدُّجى وَأَعْلامِ التُّقى وَمَنارِ الهُدى وَذَوِي النُّهى وَكَهْفِ الوَرى وَالعُرْوَةِ الوُثْقى وَالحُجَّةِ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى نُورِ الأنْوارِ وَحُجَّةِ الجَبَّارِ وَوالِدِ الأَئِمَّةِ الأطْهارِ وَقَسِيمِ الجَنَّةِ وَالنَّارِ المُخْبِرِ عَنِ الآثارِ المُدمِّرِ عَلى الكُفّارِ مُسْتَنْقِذِ الشَّيِعَةِ المُخْلِصِينَ مِنْ عَظِيمِ الأوْزارِ، السَّلامُ عَلى المَخْصُوصِ بِالطَّاهِرَةِ التَّقِيَّةِ ابْنَةِ المُخْتارِ المَوْلُودِ فِي البَيْتِ ذِي الأسْتارِ المُزَوَّجِ فِي السَّمَاءِ بِالبَرَّةِ الطَّاهِرَةِ الرَّضِيَّةِ المَرْضِيَّةِ وَالِدَةِ الأَئِمَّةِ الأطْهارِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلى النَّبَا العَظِيمِ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ وَعَلَيْهِ يُعْرَضُونَ وَعَنْهُ يُسْأَلُونَ، السَّلامُ عَلى نُورِ اللَّهِ الأنْوَرِ وَضِيائِهِ الأزْهَرِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ وَخالِصَةَ اللَّهِ وَخاصَّتَهُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ لَقَدْ جاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَاتَّبَعْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَحَلَّلْتَ حَلالَ اللَّهِ وَحَرَّمْتَ حَرامَ اللَّهِ وَشَرَّعْتَ أَحْكامَهُ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ صابِراً مُحْتَسِباً ناصِحاً مُجْتَهِداً مُحْتسِباً عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمَ الأجْرِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ؛ فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ دَفَعَكَ عَنْ حَقِّكَ وَأَزالَكَ عَنْ مَقامِكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ أَنا إِلَى اللَّهِ مِن أَعْدَائِكَ بَرِيء. أُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَأَنْبِياءَهُ وَرُسُلَهُ أَنِّي وَلِيُّ لِمَنْ وَالاكَ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكَ، السَّلامُ عَلَيكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثم انكبّ على القبر وقَبِّله، وقُلْ: أَشْهَدُ أَنَّكَ تَسْمَعُ كَلامِي وَتَشْهَدُ مَقامِي وَأَشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ بِالبَلاغِ وَالأَداءِ يا مَوْلايَ يا حُجَّةَ اللَّهِ يا
ص: 208
أمِينَ اللَّهِ يا وَلِيَّ اللَّهِ، إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ذُنُوباً قَدْ أَثْقَلَتْ ظَهْرِي وَمَنَعَتْنِي مِنَ الرُّقادِ وَذِكْرُها يُقَلْقِلُ أَحْشائِي، وَقَدْ هَرَبْتُ مِنُها إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَيْكَ، فَبِحَقِّ مَنْ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ وَاسْتَرْعاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ وَمُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ كُنْ لِي إِلَى اللَّهِ شَفِيعاً وَمِنَ النَّارِ مُجِيراً وَعَلى الدَّهْرِ ظَهِيراً .
ثم انكبّ أيضاً على القبر وقبِّلهُ، وقُلْ:
يا وَلِيَّ اللَّهِ يا حُجَّةَ اللَّهِ يا بابَ حِطَّةِ اللَّهِ وَلِيُّكَ وَزائِرُكَ وَاللائِذُ بِقَبْرِكَ وَالنَّازِلُ بِفِنائِكَ وَالمُنِيخُ رَحْلَهُ فِي جِوارِكَ يَسْأَلُكَ أَنْ تَشْفَعَ لَهُ إِلَى اللَّهِ فِي قَضاء حاجَتِي وَنُجْحِ طَلِبَتِي فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ، فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ الجاهَ العَظِيمَ وَالشَّفاعَةَ المَقْبُولَةَ فَاجْعَلْنِي يا مَوْلايَ مِنْ هَمِّكَ وَأَدْخِلْنِي فِي حِزْبِكَ وَالسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ وَالسَّلامُ عَلَيكَ وَعَلى وَلَدَيْكَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلى الأَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثم صلِّ ستَّ ركعات للزيارة تسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ركعتين للأمير عَلَیْهِ السَّلَامُ، وركعتين لآدم عَلَیْهِ السَّلَامُ، وركعتين لنوح عَلَیْهِ السَّلَامُ وادعُ اللَّهَ كَثِيراً تُجَبْ لك إن شاء اللَّهُ تعالى.
الخامس: أن يُصلِّي عند ارتفاع النهار ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (القدر) (عشر مرّات)، وسورة (التوحيد) (عشر مرّات).
السادس: أن يعظِّم المسلمون هذا اليوم، ويتصدّقون فيه، ويعملون الخير، ويسرّون المؤمنين، ويزورون المشاهد الشريفة.
ص: 209
الرابع: أعمال شهر ربيع الثاني
اليوم الأوّل:
ويُستحبّ أن يقرأ فيه هذا الدّعاء:
اللَّهُمَّ أَنْتَ إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ، وَخَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَمَالِكُ كُلِّ شَيْءٍ وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، أَسْأَلُكَ بِالْعُرْوَةِ الوُثْقَى، وَالغَايَةِ وَالمُنْتَهَى، وَبِمَا خَالَفْتَ بِهِ بَيْنَ الأَنْوَارِ وَالظُّلُمَاتِ، وَالجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَالدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَبِأَعْظَمِ أَسْمَائِكَ فِي اللَّوْحِ المَحْفُوظِ، وَأَتَمِّ أَسْمَائِكَ فِي التَّوْرَاةِ نُبْلاً، وَأَزْهَرِ أَسْمَائِكَ فِي الزَّبُورِ عِزّاً، وَأَجَلِّ أَسْمَائِكَ فِي الإِنْجِيلِ قَدْراً، وَأَرْفَعِ أَسْمَائِكَ فِي القُرْآنِ ذِكْراً، وَأَعْظَمِ أَسْمَائِكَ فِي الكُتُبِ المُنْزَلَةِ وَأَفْضَلِهَا، وَأَسَرِّ أَسْمَائِكَ فِي نَفْسِكَ، الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ. وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ وَقُدْرَتِكَ وَبِالعَرْشِ العَظِيمِ وَمَا حَمَلَ، وَبِالكُرْسِيِّ الكَرِيمِ وَمَا وَسِعَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتُتِيحَ لِي مِنْ عِنْدِكَ فَرَجَكَ القَرِيبَ العَظِيمَ الأَعْظَمَ، اللَّهُمَّ أَتْمِمْ عَلَيَّ إِحْسَانَكَ القَدِيمَ الأَقْدَمَ، وَتَابِعْ إِلَيَّ مَعْرُوفَكَ الدَّائِمَ الأَدْوَمَ، وَأَنْعِشْنِي بِعِزِّ جَلاَلِكَ الكَرِيمِ الأَكْرَمِ.
ثم تقرأ: وَإِلهُكُمْ إِلهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمانُ الرَّحِيمُ، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ، الم اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ، هُوَ الَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأَرْحَامِ كَيْفَ يَشَاءُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالمَلاَئِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قَائِماً
ص: 210
بِالقِسْطِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ، ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ المُشْرِكِينَ. قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ، فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ. وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا إِلهاً وَاحِداً لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ، قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ يُنَزِّلُ المَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ، وَإِنْ تَجْهَرْ بِالقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى، وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى، إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي إِنَّمَا إِلهُكُمُ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُوحِي إِلَيْهِمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدُونِ، وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ، فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، فَتَعَالَى اللَّهُ المَلِكُ الحَقُّ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ الَعَظِيمِ، وَهُوَ اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَلاَ
ص: 211
تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ. ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ المُلْكُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ العِقَابِ ذِي الطَّوْلِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ إِلَيْهِ المَصِيرُ ذلِكُمُ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَتَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ هُوَ الحَيُّ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ. الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ رَبِّ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمانُ الرَّحِيمُ، هُوَ اللَّهُ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ المَلِكُ القُدُّوسُ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ المُهَيْمِنُ العَزِيزُ الجَبَّارُ المُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ، اللَّهُ لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَفْواً لَيْسَ بَعْدَهُ عُقُوبَةٌ، وَرِضىً لَيْسَ بَعْدَهُ سَخَطٌ، وَعَافِيَةً لَيْسَ بَعْدَهَا بَلاَءٌ، وَسَعَادَةً لَيْسَ بَعْدَهَا شَقَاءٌ، وَهُدىً لاَ يَكُونُ بَعْدَهُ ضَلاَلَةٌ، وَإِيمَاناً لاَ يُدَاخِلُهُ كُفْرٌ، وَقَلْباً لاَ يُدَاخِلُهُ فِتْنَةٌ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ السَّعَةَ فِي القَبْرِ وَالحُجَّةَ البَالِغَةَ وَالقَوْلَ الثَّابِتَ، وَأَنْ تُنَزِّلَ عَلَيَّ الأَمَانَ والفَرَحَ وَالسُّرُورَ وَنَضْرَةَ النَّعِيمِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَرِّفْنِي بَرَكَةَ هذَا الشَّهْرِ وَيُمْنَهُ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ، واجْعَلْنِي فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ
ص: 212
الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ أَنْتَ وَهَّابُ الخَيْرِ فَهَبْ لِي شَوْقاً إِلَى لِقَائِكَ، وَإِشْفَاقاً مِنْ عَذَابِكَ وَحَيَاءً مِنْكَ وَتَوْقِيراً وَإِجْلاَلاً حَتَّى يَوْجَلَ مِنْ ذلِكَ قَلْبِي، وَيَقْشَعِرَّ مِنْهُ جِلْدِي وَيَتَجَافَى لَهُ جَنْبِي وَتَدْمَعَ مِنْهُ عَيْنِي، وَلاَ أَخْلُو مِنْ ذِكْرِكَ فِي لَيْلِي وَنَهَارِي يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أُثْنِي عَلَيْكَ وَمَا عَسَى أَنْ يَبْلُغَ مَدْحِي وَثَنَائِي مَعَ قِلَّةِ عَمَلِي وَقِصَرِ رَأْيِي، وَأَنْتَ الخَالِقُ وَأَنَا المَخْلُوقُ، وَأَنْتَ المَالِكُ وَأَنَا المَمْلُوكُ، وَأَنْتَ الرَّبُّ وَأَنَا العَبْدُ، وَأَنْتَ العَزِيزُ وَأَنَا الذَّلِيلُ، وَأَنْتَ القَوِيُّ وَأَنَا الضَّعِيفُ، وَأَنْتَ الغَنِيُّ وَأَنَا الفَقِيرُ، وَأَنْتَ المُعْطِي وَأَنَا السَّائِلُ، وَأَنْتَ الحَيُّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَأَنَاخَلْقٌ أَمُوتُ، فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي، وَأَعْطِنِي سُؤْلِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي، وَتَجَاوَزْ عَنِّي وَعَنْ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَصَفِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، اللَّهُمَّ ارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَكَرِّمْ مَقَامَهُ، وَأَجْزِلْ ثَوَابَهُ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ، وَأَظْهِرْ عُذْرَهُ، وَعَظِّمْ نُورَهُ، وَأَدِمْ كَرَامَتَهُ، وَأَلْحِقْ بِهِ أُمَّتَهُ وَذُرِّيَّتَهُ، وَأَقِرَّ بِذلِكَ عَيْنَهُ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ مُحَمَّداً أَكْرَمَ النَّبِيِّينَ تَبَعاً، وَأَعْظَمَهُمْ مَنْزِلَةً، وَأَشْرَفَهُمْ كَرَامَةً، وَأَعْلاَهُمْ دَرَجَةً، وَأَفْسَحَهُمْ فِي الجَنَّةِ مَنْزِلاً، اللَّهُمَّ بَلِّغْ مُحَمَّداً الدَّرَجَةَ وَالوَسِيلَةَ، وَشَرِّفْ بُنْيَانَهُ، وَعَظِّمْ نُورَهُ وَبُرْهَانَهُ، وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ فِي أُمَّتِهِ، وَتَقَبَّلْ صَلاَةَ أُمَّتِهِ عَلَيْهِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا بَلَّغَ رِسَالاَتِكَ وَتَلاَ آيَاتِكَ، وَنَصَحَ لَعِبَادِكَ، وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِكَ حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينُ، اللَّهُمَّ زِدْ مُحَمَّداً مَعَ كُلِّ شَرَفٍ شَرَفاً، وَمَعَ كُلِّ فَضْلٍ فَضْلاً،
ص: 213
وَمَعَ كُلِّ كَرَامَةٍ كَرَامَةً، وَمَعَ كُلِّ سَعَادَةٍ سَعَادَةً، حَتَّى تَجْعَلَ مُحَمَّداً فِي الشَّرَفِ الأَعْلَى مِنَ الدَّرَجَاتِ العُلَى. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَسَهِّلْ لِي مَحَبَّتِي، وَبَلِّغْنِي أُمْنِيَّتِي وَوَسِّعْ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَاقْضِ عَنِّي دَيْنِي، وَفَرِّجْ عَنِّي هَمِّي وَغَمِّي وَكَرْبِي، وَيَسِّرْ لِي إِرَادَتِي، وَأَوْصِلْنِي إِلَى بُغْيَتِي سَرِيَعاً عَاجِلاً يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
اليوم الثامن:
كانت فيه شهادة سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ على الرواية الأولى، فينبغي إقامة عزائها وزيارتها فيه، وذكر السيد ابن طاووس في (الإقبال) في يوم وفاتها هذه الزيارة:
السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ المَمْنُوعَةُ حَقَّها .
ثم يقول:
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ وَابْنَةِ نَبِيِّكَ وَزَوْجَةِ وَصِيِّ نَبِيِّكَ صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفى عِبادِكَ المُكَرَّمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلِ الأَرَضِينَ .
فقد رُوي أن من زارها بهذه الزيارة واستغفر اللَّهَ غفر اللَّهُ له وأدخله الجنّة.
وقد أورد هذه الزيارة نجل السيد ابن طاووس أيضاً في كتاب زوائد الفوائد، وقال: إنَّها تخصّ يوم وفاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ.
وقال في كيفيّة الزيارة تصلّي صلاة الزّيارة أو صلاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ، وهي ركعتان تقرأ في كلٍّ منهما سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) (ستين مرّة)، فإن لم تقدر فاقرأ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة
ص: 214
(التوحيد) مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (الكافرون) مرّة، فإذا سلَّمت فقُلْ: (ما تقدّم من الزيارة).
اليوم العاشر:
قال السيد في الإقبال، روينا بإسنادنا إلى شيخنا المفيد رضوان اللَّهِ عليه في كتاب حدائق الرياض الذي أشرنا إليه، فقال عند ذكر ربيع الآخر ما هذا لفظه: اليوم العاشر منه سنة اثنين ومائتين من الهجرة كان مولد سيدنا الإمام أبي محمّد الحسن بن علي بن محمّد بن علي الرضا صلوات اللَّهِ عليه، وهو يوم شريف عظيم البركة يُستحبّ صيامه.
ص: 215
الخامس:أعمال شهر جمادى الأولى
اليوم الأوّل:
ويُستحبّ أن يقرأ فيه هذا الدّعاء:
اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ وَأَنْتَ الرَّحْمانُ الرَّحِيمُ، وَأَنْتَ المَلِكُ القُدُّوسُ، وَأَنْتَ السَّلاَمُ المُؤْمِنُ، وَأَنْتَ المُهَيْمِنُ، وَأَنْتَ العَزِيزُ، وَأَنْتَ الجَبَّارُ، وَأَنْتَ المُتَكَبِّرُ، وَأَنْتَ الخَالِقُ، وَأَنْتَ البَارِىءُ، وأَنْتَ المُصَوِّرُ، وَأَنْتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، وَأَنْتَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالبَاطِنُ لَكَ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى. أَسْأَلُكَ يَا رَبِّ بِحَقِّ هذِهِ الأَسْمَاءِ، وَبِحَقِّ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَآتِنَا اللَّهُمَّ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَاخْتِمْ لَنَا بِالسَّعَادَةِ وَالشَّهَادَةِ فِي سَبِيلِكَ، وَعَرِّفْنَا بَرَكَةَ شَهْرِنَا هذَا وَيُمْنَهُ، وَارْزُقْنَا خَيْرَهُ، وَاصْرِفْ عَنَّا شَرَّهُ، وَاجْعَلْنَا فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ، وَقِنَا بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.
ثم تقرأ: الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ، ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ، هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُسَمّىً عِنْدَهُ ثُمَّ أَنْتُمْ تَمْتَرُونَ، وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماوَاتِ وَفِي الأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ
ص: 216
وَيَعْلَمُ مَا تَكْسِبُونَ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّماوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الحَكِيمُ الخَبِيرُ، الحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّماوَاتِ وَالأَرْضِ جَاعِلِ المَلاَئِكَةِ رُسُلاً أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاَ مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلاَ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ. الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِي لَوْلاَ أَنْ هَدَانَا اللَّهُ لَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالحَقِّ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ. الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ المُؤْمِنِينَ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي سَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ العَامِلِينَ. وَتَرَى المَلاَئِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالحَقِّ وَقِيلَ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ فَلِلَّهِ الحَمْدُ رَبِّ السَّماوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ العَالَمِينَ وَلَهُ الكِبْرِيَاءُ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ، الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي، وَتَدَارَكْنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي، وَقَوِّ ضَعْفِي لِلَّذِي خَلَقْتَنِي لَهُ، وَحَبِّبْ
ص: 217
إِلَيَّ الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي قَلْبِي، وَقَدْ دَعَوْتُكَ كَمَا أَمَرْتَنِي فَاسْتَجِبْ لِي كَمَا وَعَدّتَنِي. اللَّهُمَّ إِنِّي أَصْبَحْتُ لَكَ عَبْداً لاَ أَسْتَطِيعُ دَفْعَ مَا أَكْرَهُ وَلاَ أَمْلِكُ مَا أَرْجُو، وَأَصْبَحْتُ مُرْتَهَناً بِعَمَلِي فَلاَ فَقِيرَ أَفْقَرُ مِنِّي إِلَيْكَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَسْتَعْمِلَنِي عَمَلَ مَنِ اسْتَيْقَنَ حُضُورَ أَجَلِهِ لاَ بَلْ عَمَلَ مَنْ قَدْ مَاتَ فَرَأَى عَمَلَهُ وَنَظَرَ إِلَى ثَوَابِ عَمَلِهِ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ هذَا مَكَانُ العَائِذِ بِرَحْمَتِكَ مِنْ عَذَابِكَ. وَهذَا مَكَانُ العَائِذِ بِمُعَافَاتِكَ مِنْ غَضَبِكَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِمَّنْ دَعَاكَ فَأَجَبْتَهُ، وَسَأَلَكَ فَأَعْطَيْتَهُ، وَآمَنَ بِكَ فَهَدَيْتَهُ، وَتَوَكَّلَ عَلَيْكَ فَكَفَيْتَهُ، وَتَقَرَّبَ إِلَيْكَ فَأَدْنَيْتَهُ، وَافْتَقَرَ إِلَيْكَ فَأَغْنَيْتَهُ، وَاسْتَغْفَرَكَ فَغَفَرْتَ لَهُ وَرَضِيتَ عَنْهُ وَأَرْضَيْتَهُ وَهَدَيْتَهُ إِلَى مَرْضَاتِكَ، وَاسْتَعْمَلْتَهُ بِطَاعَتِكَ وَلِذلِكَ فَرَّغْتَهُ أَبَداً مَا أَحْيَيْتَهُ. فَتُبْ عَلَيَّ يَا رَبِّ وَأَعْطِنِي سُؤْلِي وَلاَ تَحْرِمْنِي شَيْئاً مِمَّا سَأَلْتُكَ، وَاكْفِنِي شَرَّ مَا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الأَرْضِ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ الَّذِي لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ هُوَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، وَأَعِنِّي عَلَى الدُّنْيَا وَارْزُقْنِي خَيْرَهَا وَكَرِّهْ إِلَيَّ الكُفْرَ وَالفُسُوقَ وَالعِصْيَانَ، وَاجْعَلْنِي مِنَ الرَّاشِدِينَ. اللَّهُمَّ قَوِّنِي لِعِبَادَتِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي فِي طَاعَتِكَ وَبَلِّغْنِي الَّذِي أَرْجُو مِنْ رَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الرَّيَّ يَوْمَ الظَّمَا وَالنَّجَاةَ يَوْمَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ، وَالفَوْزَ يَوْمَ الحِسَابِ، وَالأَمْنَ يَوْمَ الخَوْفِ. وَأَسْأَلُكَ النَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ الكَرِيمِ، وَالخُلُودَ فِي جَنَّتِكَ فِي دَارِ المُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ وَالسُّجُودَ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ، وَالظِّلَّ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّكَ، وَمُرَافَقَةَ أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَوْلِيَائِكَ. اللَّهُمّ
ص: 218
اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ مِنْ ذُنُوبِي وَمَا أَخَّرْتُ وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ عَلَى نَفْسِي وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، وَارْزُقْنِي التُّقَى وَالهُدَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى، وَوَفِّقْنِي لِلْعَمَلِ بِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى. اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لِي دِينِيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ
أَمْرِي، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فِيهَا مَعَاشِي، وَأَصْلِحْ لِي آخِرَتِي الَّتِي إِلَيْهَا مُنْقَلَبِي، وَاجْعَلِ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي فِي كُلِّ خَيْرٍ، وَاجْعَلِ المَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا رَبَّ الأَرْبَابِ وَيَا سَيِّدَ السَّادَاتِ، وَيَا مَالِكَ المُلُوكِ، أَنْ تَرْحَمَنِي وَتَسْتَجِيبَ لِي وَتُصْلِحَنِي، فَإِنَّهُ لاَ يُصْلِحُ مَنْ صَلَحَ مِنْ عِبَادِكَ إِلاَّ أَنْتَ، فَإِنَّكَ أَنْتَ رَبِّي وَثِقَتِي وَرَجَائِي وَمَوْلاَيَ وَمَلْجَئِي، وَلاَ رَاحِمَ لِي غَيْرُكَ، وَلاَ مُغِيثَ لِي سِوَاكَ وَلاَ مَالِكَ سِوَاكَ وَلاَ مُجِيبَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ الخَاطِىءُ الَّذِي وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ، وَأَنْتَ العَالِمُ بِحَالِي وَحَاجَتِي وَكَثْرَةِ ذُنُوبِي، وَالمُطَّلِعُ عَلَى أُمُورِي كُلِّهَا، فَأَسْأَلُكَ يَا لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ أَنْ تَغْفِرَ لِي مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِي وَمَا تَأَخَّرَ. اللَّهُمَّ لاَ تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمّاً إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً هِيَ لَكَ رِضاً إِلاَّ قَضَيْتَهَا، وَلاَ عَيْباً إِلاَّ أَصْلَحْتَهُ، اللَّهُمَّ وَآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنِي عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى أَهْوَالِ الدُّنْيَا وَبَوَائِقِ الدُّهُورِ، وَمُصِيبَاتِ اللَّيَالِي وَالأَيَّامِ. اللَّهُمَّ وَاحْرُسْنِي مِنْ شَرِّ مَا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ فِي الأَرْضِ فَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِيمَاناً ثَابِتاً، وَعَمَلاً مُتَقَبَّلاً وَدُعَاءً مُسْتَجَاباً وَيَقِيناً صَادِقاً، وَقَوْلاً طَيِّباً، وَقَلْباً شَاكِراً، وَبَدَناً صَابِراً، وَلِسَاناً ذَاكِراً اللَّهُمَّ انْزَعْ حُبَّ الدُّنْيَا وَمَعَاصِيَهَا وَذِكْرَهَا وَشَهْوَتَهَا مِنْ
ص: 219
قَلْبِي. اللَّهُمَّ إِنَّكَ بِكَرَمِكَ تَشْكُرُ اليَسِيرَ مِنْ عَمَلِي فَاعْفُ لِيَ الكَثِيرَ مِنْ ذُنُوبِي، وَكُنْ لِي وَلِيّاً وَنَصِيراً وَمُعِيناً وَحَافِظاً، اللَّهُمَّ هَبْ لِي قَلْباً أَشَدَّ رَهْبَةً لَكَ مِنْ قَلْبِي، وَلِسَاناً أَدْوَمَ لَكَ ذِكْراً مِنْ لِسَانِي، وَجِسْماً أَقْوَى عَلَى طَاعَتِكَ وَعِبَادَتِكَ مِنْ جِسْمِي. اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَمِنْ فُجْأَةِ نِقْمَتِكَ، وَمِنْ تَحْوِيلِ عَافِيَتِكَ، وَمِنْ هَوْلِ غَضَبِكَ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ البَلاَءِ، وَمَنْ دَرَكِ الشَّقَاءِ، وَمِنْ شَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ وَسُوءِ القَضَاءِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الكَرِيمِ، وَعَرْشِكَ العَظِيمِ، وَمُلْكِكَ القَدِيمِ، يَا وَهَّابَ العَطَايَا، وَيَا مُطْلِقَ الأُسَارَى، وَيَا فَكَّاكَ الرِّقَابِ، وَيَا كَاشِفَ العَذَابِ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُخْرِجَنِي مِنَ الدُّنْيَا سَالِماً غَانِماً، وَأَنْ تُدْخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ آمِناً، وَأَنْ تَجْعَلَ أَوَّلَ شَهْرِي هذَا صَلاَحاً، وَأَوْسَطَهُ فَلاَحاً، وَآخِرَهُ نَجَاحاً، إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ.
اليوم الخامس عشر:
قال السيد في الإقبال روينا بإسنادنا إلى شيخنا المفيد رضوان اللَّهِ عليه من كتابه الذي أشرنا إليه، فقال عند ذكر جمادى الأولى ما هذا لفظه. النصف منه سنة ست وثلاثين من الهجرة كان مولد سيدنا أبي محمّد علي بن الحسين زين العابدين عَلَیْهِمَا السَّلَامُ، وهو يوم شريف يُستحبّ فيه الصيام والتطوّع بالخيرات.
وفيه كانت شهادة سيدتنا ومولاتنا فاطمة الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ على الرواية الثانية، فينبغي إقامة عزائها وزيارتها فيه، وذكر السيد ابن طاووس في (الإقبال) في يوم وفاتها هذه الزيارة:
ص: 220
السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ المَمْنُوعَةُ حَقَّها .
ثم يقول: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ وَابْنَةِ نَبِيِّكَ وَزَوْجَةِ وَصِيِّ نَبِيِّكَ صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفى عِبادِكَ المُكَرَّمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ وَأَهْلِ الأَرَضِينَ .
فقد روي أن من زارها بهذه الزيارة واستغفر اللَّهَ غفر اللَّهُ له وأدخله الجنّة.
وقد أورد هذه الزيارة نجل السيد ابن طاووس أيضاً في كتاب زوائد الفوائد، وقال: إنَّها تخصّ يوم وفاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ.
وقال في كيفيّة الزيارة: تصلّي صلاة الزّيارة أو صلاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ، وهي ركعتان؛ تقرأ في كلِّ منهما سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) (ستين مرّة)، فإن لم تقدر فاقرأ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (الكافرون) مرّة، فإذا سلَّمت فقُلْ: (ما تقدّم من الزيارة).
ص: 221
السادس: أعمال شهر جمادى الآخرة
صلاة شهر جمادى الآخِرة:
روى السيد بن طاووس: أن يُصلِّي أربع ركعات بسلامين في أيّ وقت شاء من الشهر، يقرأ سورة (الحمد) في الأولى (مرّة)، و(آية الكرسي) (مرّة)، وسورة (القدر) (خمساً وعشرين مرّة)، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) (مرّة)، وسورة (التكاثر) (مرّة)، وسورة (التوحيد) (خمساً وعشرين مرّة)، وفي الركعةِ الثالثة سورة (الحمد) (مرّة)، وسورة (الكافرون) (مرّة)،وسورة (الفلق) (خمساً وعشرين مرّة)، وفي الركعةِ الرابعة سورة (الحمد) (مرّة)، وسورة (النصر) (مرّة)، وسورة (الناس) (خمساً وعشرين مرّة)، ثم يقول بعد السلام من الركعة الرابعة:
سُبحانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ (سبعين مرّة)،
و اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (سبعين مرّة)،
ثم يقول: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ (ثلاثاً).
ثم يسجد ويقول في سجوده: يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (ثلاثَ مرّاتٍ).
ثم يسأل اللَّهَ حاجته فإنَّه يُصان من فعل ذلك في نفسه وماله وأهله وولده ودينه ودنياه إلى مثلها في السنة القادمة، وإن مات في تلك السنة مات على الشهادة، أي: كان له ثواب الشهداء.
ص: 222
اليوم الأوّل:
ويُستحبّ أن يقرأ فيه هذا الدّعاء:
اللَّهُمَّ يَا اللَّهُ أَنْتَ الدَّائِمُ القَائِمُ، يَا اللَّهُ أَنْتَ الحَيُّ القَيُّومُ، يَا اللَّهُ أَنْتَ العَلِيُّ الأَعْلَى، يَا اللَّهُ أَنْتَ المُتَعَالِي فِي عُلُوِّكَ، إِلهُ كُلِّ شَيْءٍ، وَرَبُّ كُلِّ شَيْءٍ، وَخَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ، وَصَانِعُ كُلِّ شَيْءٍ، القَاضِي الأَكْبَرُ القَدِيرُ المُقْتَدِرُ، تَبَارَكَتْ أَسْمَاؤُكَ وَجَلَّ ثَنَاؤُكَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ وَعَرِّفْنَا بَرَكَةَ شَهْرِنَا هذَا وَارْزُقْنَا يُمْنَهُ وَنُورَهُ وَنَصْرَهُ وَخَيْرَهُ وَبِرَّهُ وَسَهِّلْ لِي فِيهِ مَا أُحِبُّهُ وَيَسِّرْ لِي فِيهِ مَا أُرِيدُهُ، وَأَوْصِلْنِي إِلَى بُغْيَتِي فِيهِ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا مَنْ يَمْلِكُ حَوَائِجَ السَّائِلِينَ، وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ، وَيَا مَنْ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ عِنْدَهُ سَمْعٌ حَاضِرٌ وَجَوَابٌ عَتِيدٌ، وَكُلِّ صَامِتٍ عِلْمٌ مِنْهُ بَاطِنٌ مُحِيطٌ، مَوَاعِيدُكَ الصَّادِقَةُ، وَأَيَادِيكَ النَّاطِقَة، وَنِعَمُكَ السَّابِغَةُ، وَأَيَادِيكَ الفَاضِلَةُ، وَرَحْمَتُكَ الوَاسِعَةُ. إِلهِي خَلَقْتَنِي وَلَمْ أَكُ شَيْئاً مَذْكُوراً، وَأَنَا عَائِذُكَ وَعَائِذٌ إِلَيْكَ، وَقَدْ ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَأَنَا مُقِرٌّ لَكَ بِالعُبُودِيَّةِ، مُعْتَرِفٌ لَكَ بِالرُّبُوبِيَّةِ، مُسْتَغْفِرٌ مِنْ ذُنُوبِي، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي، يَا مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ، وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ، يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، يَا حَنَّانُ يَا مَنَّانُ. يا مَنْ أَظْهَرَ الْجَمِيلَ، وَسَتَرَ الْقَبِيحَ، يَا مَنْ لَمْ يُؤَاخِذْ بِالْجَرِيرَةِ، وَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظِيمَ الْعَفْوِ، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا وَاسِعَ الْمَغْفِرَةِ، يا باسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ وَالمَشِيئَةِ، وَالقُدْرَةِ وَالظُّلُمَاتِ وَالنُّورِ، يا صَاحِبَ كُلِّ نَجْوَى وَمُنْتَهَى كُلِّ شَكْوَى، وَوَلِيَّ كُلِّ حَسَنَةٍ وَنِعْمَةٍ. يا كَرِيمَ الصَّفْحِ يا عَظِيمَ المَنِّ، يا مُبْتَدِىءَ النِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا رَبَّاهُ يا
ص: 223
غِيَاثَاهُ، يا سَيِّدَاهُ يَا مَوْلاَيَاهُ، يَامَوْلاَهُ يَا غَايَةَ رَغْبَتَاهُ، أَسْأَلُكَ بِكَ يَا اللَّهُ أَلاَّ تُشَوِّهَ خَلْقِي بِالنَّارِ، فَإِنِّي ضَعِيفٌ مِسْكِينٌ مَهِينٌ، وَآتِنِي فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنِي بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ. يَا جَامِعَ النَّاسِ لِيَوْمٍ لاَ رَيْبَ فِيهِ، اجْمَعْ لِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
وتقرأ اثنتيْ عشْرةَ مرّةً: قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمانَ أَيّاً مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى، وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً. وَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.
اللَّهُمَّ هَبْ لِي بِكَرَامَتِكَ، وَأَتِمَّ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ، وَأَلْبِسْنِي عَفْوَكَ وَعَافِيَتَكَ وَأَمْنَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ لاَ تُسَلِّمْنِي بِجَرِيرَتِي، وَلاَ تُخْزِنِي بِخَطِيئَتِي، وَلاَ تُشْمِتْ بِي أَعْدَائِي، وَلاَ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي،اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ، وَفِي قَبْضَتِكَ، وَنَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ. أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ سَمَّاكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ مَلاَئِكَتُكَ وَرُسُلُكَ، وَبِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَرْفُوعِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الَّذِي هُوَ حَقٌّ عَلَيْكَ، أَنْ تَسْتَجِيبَ لِمَنْ دَعَاكَ بِهِ، وَبِكُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلْتَهُ عَلَى نَبِيِّكَ مُوسَى، وَبِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعَاكَ بِهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِكُلِّ حَرْفٍ أَنْزَلْتَهُ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ، أَنْ تَسْتَجِيبَ لِي، وَأَنْ تَجْعَلَنِي فِي عِيَاذِكَ وَحِفْظِكَ وَكَنَفِكَ وَسِتْرِكَ وَحِصْنِكَ وَفِي فَضْلِكَ إِنَّكَ أَنْتَ الحَيُّ الَّذِي لاَ تَمُوتُ، وَأَنَا خَلْقٌ أَمُوتُ، فَاغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي
ص: 224
وَأَعْطِنِي سُؤْلِي فِي دُنْيَايَ وَآخِرَتِي، وَاغْفِرْ لِي وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ، الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَاجْعَلْ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ أَكْرَمَ خَلْقِكَ عَلَيْكَ، وَأَفْضَلَهُمْ لَدَيْكَ، وَأَعْلاَهُمْ مَنْزِلَةً عِنْدَكَ وَأَشْرَفَهُمْ مَكَاناً، وَأَفْسَحَهُم فِي الجَنَّةِ مَنْزِلاً، وَآتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ النَّارِ، فَإِنَّهُ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ، يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ .
اليوم الثالث:
سنة إحدى عشرة للهجرة على الرواية الثالثة توفيت فاطمة الزهراء صلوات اللَّهِ عليها، فينبغي أن يقيم الشيعة عزاءها ويزوروها ويلعنوا ظالميها وغاصبي حقّها، وذكر السيد ابن طاووس في (الإقبال) في يوم وفاتها هذه الزيارة:
السَّلامُ عَليكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ الحُجَجِ عَلى النّاسِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها المَظْلومَةُ المَمْنُوعَةُ حَقَّها .
ثم يقول: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمَتِكَ وَابْنَةِ نَبِيِّكَ وَزَوْجَةِ وَصِيِّ نَبِيِّكَ صَلاةً تُزْلِفُها فَوْقَ زُلْفى عِبادِكَ المُكَرَّمِينَ مِنْ أَهْلِ السَّماوات وَأَهْلِ الأَرَضِينَ .
فقد رُوي أن من زارها بهذه الزيارة، واستغفر اللَّهَ غفر اللَّهُ له وأدخله الجنّة.
وقد أورد هذه الزيارة نجل السيد ابن طاووس أيضاً في كتاب زوائد الفوائد، وقال: إنَّها تخصّ يوم وفاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ، وهو الثالث من جمادى الآخِرة.
وقال في كيفيّة الزيارة: تصلّي صلاة الزّيارة أو صلاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ، وهي ركعتان؛ تقرأ في كلٍّ منهما سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) (ستين مرّة)، فإن لم تقدر فاقرأ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة
ص: 225
(التوحيد) مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (الكافرون) مرّة، فإذا سلّمت فقل: (ما تقدم من الزيارة).
اليوم العشرون:
وُلدت فيه فاطمة الزهراء عَلَیْهَا السَّلَامُ بعد البعثة بخمس سنين أو سنتين، ويناسب فيها عدّة أعمال:
الأوّل: الصيام.
الثاني: الخيرات والتصدّق على المؤمنين.
الثالث: زيارة سيدة نساء الدنيا والآخِرة.
وذكر السيد ابن طاووس في هذا اليوم المبارك هذه الزيارة:
السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ نَبِيِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ حَبِيبِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَمِينِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ خَلْقِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَفْضَلِ أَنْبِياءِ اللَّهِ. السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ خَيْرِ البَرِيَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمِينَ مِنَ الأَوّلِينَ وَالآخِرِينَ. السَّلامُ عَلَيْكِ يا زَوْجَةَ وَلِيِّ اللَّهِ وَخَيْرِ الْخَلْقِ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا أُمَّ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصِّدِّيقَةُ الشَّهِيدَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الرَّضِيَّةُ الْمَرْضِيَّةُ. السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الصَّادِقَةُ الرَّشِيدَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الْفاضِلَةُ الزَّكِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الْحَوْراءُ الإِنْسِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الْمُحَدَّثَةُ الْعَلِيمَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا المَعْصُومَةُ المَظْلُومَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الطَّاهِرَةُ
ص: 226
المُطَهَّرَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الْمُضْطَّهَدَةُ الْمَغْصُوبَةُ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُهَا الغَرَّاءُ الزَّهْرَاءُ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكِ يَا مَوْلاَتِي وابْنَةَ مَوْلاَيَ وَعَلَى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ. أَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّكِ، وَأَنَّ مَنْ سَرَّكِ فَقْدْ سَرَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَمَنْ جَفاكِ فَقَدْ جَفا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَمَنْ وَصَلَكِ فَقَدْ وَصَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَمَنْ قَطَعَكِ فَقَدْ قَطَعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، لأَنَّكِ بَضْعَةٌ مِنْهُ وَرُوحُهُ الَّذِي بَيْنَ جَنْبَيْهِ، كَمَا قَالَ عَلَيْهِ أَفْضَلُ الصَّلاَةِ وأَكْمَلُ السَّلاَمِ. أُشْهِدُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ أَنِّي رَاضٍ عَمَّنْ رَضِيتِ عَنْهُ وَساخِطٌ عَلَى مَنْ سَخِطْتِ عَلَيْهِ، وَلِيٌّ لِمَنْ والاكِ وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكِ وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكِ، أَنَا يَا مَوْلاَتِي بِكِ وبِأَبِيكِ وَبَعْلِكِ والأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكِ مُوقِنٌ وَبِوَلاَيَتِهِمْ مُؤْمِنٌ وَبِطَاعَتِهِم مُلْتَزِمٌ، أَشْهَدُ أَنَّ الدِّينَ دِينُهُمْ، والْحُكمَ حُكْمُهُمْ، وأَنَّهُمْ قَدْ بَلَّغُوا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَدَعُوا إِلَى سَبِيلِ اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، لاَ تَأْخُذُهُمْ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ، وَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْكِ وَعَلَى أَبِيكِ وَبَعْلِكِ وذُرِّيَّتِكِ الأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلَى البَتُوْلِ الطَّاهِرَةِ، الصِّدِّيقَةِ المَعْصُوْمَةِ، التَّقِيَّةِ النَّقِيَّةِ، الرَّضِيَّةِ (المَرْضِيَّةِ)، الزَّكِيَّةِ الرَّشِيدَةِ، المَظْلُومَةِ المَقْهُورَةِ، المَغْصُوْبَةِ حَقَّهَا، المَمْنُوعَةِ إِرْثَهَا، المَكْسُوْرِ ضِلْعُهَا، المَظْلُوْمِ بَعْلُهَا، المَقْتُوْلِ وَلَدُهَا، فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ، وَبَضْعَةِ لَحْمِهِ وَصَمِيمِ قَلْبِهِ، وَفَلْذَةِ كَبِدِهِ، وَالنُّخْبَةِ مِنْكَ لَهُ، وَالتُّحْفَةِ خَصَصْتَ بِهَا وَصِيَّهُ، وَحَبِيبَةُ المُصْطَفَى وَقَرِينَةُ المُرْتَضَى، وَسَيِّدَةِ النِّسَاءِ
ص: 227
وَمُبَشِّرَةِ الأَوْلِيَاءِ، حَلِيفَةِ الوَرَعِ وَالزُّهْدِ، وَتُفَّاحَةِ الفِرْدَوْسِ وَالخُلْدِ الَّتِي شَرَّفْتَ مَوْلِدَهَا بِنِسَاءِ الجَنَّةِ، وَسَلَلْتَ مِنْهَا أَنْوَارَ الأَئِمَّةِ، وَأَرْخَيْتَ دُوْنَهَا حِجَابَ النُّبُوَّةِ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهَا صَلاَةً تَزِيدُ فِي مَحْلِّهَا عِنْدَكَ وَشَرَفِهَا لَدَيْكَ وَمَنْزِلَتِهَا مِنْ رِضَاكَ، وَبَلِّغْهَا مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاَماً، وَآتِنَا مِنْ لَدُنْكَ فِي حُبِّهَا فَضْلاً وَإِحْساناً وَرَحْمَةً وَغُفْرَاناً، إِنَّكَ ذُوْ الفَضْلِ الكَرِيمِ.
ثم تصلّي صلاة الزّيارة أو صلاتها عَلَیْهَا السَّلَامُ، وهي ركعتان تقرأ في كلٍّ منهما سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) (ستين مرّة)، فإن لم تقدر فاقرأ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (الكافرون) مرّة، فإذا سلَّمت قلت:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَبِأَهْلِ بَيْتِهِ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ الْعَظِيمِ عَلَيْهِمْ، الَّذِي لاَ يَعْلَمُ كُنْهَهُ سِوَاكَ، وَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنْ حَقُّهُ عِنْدَكَ عَظِيمٌ، وَبِأَسْمَائِكَ الْحُسْنى الَّتِي أمَرْتَنِي أَنْ أَدْعُوَكَ بِهَا. وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الَّذِي أَمَرْتَ بِهِ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَدْعُوَ بِهِ الطَّيْرَ فَأَجَابَتْهُ، وَبِاسْمِكَ الْعَظِيمِ الَّذِي قُلْتَ لِلنَّارِ: {كُونِي بَرْداً وَسَلاَماً عَلَى إِبْرَاهِيمَ}، فَكَانَتْ بَرْداً، وَبِأَحَبِّ الأَسْمَاءِ إِلَيْكَ وَأَشْرَفِهَا وَأَعْظَمِهَا لَدَيْكَ، وَأسْرَعِهَا إِجَابَةً وَأَنْجَحِهَا طَلِبَةً، وَبِمَا أَنْتَ أَهْلُهُ وَمُسْتَحِقُّهُ وَمُسْتَوجِبُهُ، وَأَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ وَأَتَضَرَّعُ وَأُلِحُّ عَلَيْكَ. وَأَسْأَلُكَ بِكُتُبِكَ الَّتِي أَنْزَلْتَهَا عَلَى أَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِمْ، مِنَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ وَالقُرْآنِ الْعَظِيمِ، فَإِنَّ فِيهَا اسْمَكَ الأَعْظَمَ، وَبِمَا فِيهَا مِنْ أَسْمَائِكَ الْعُظْمى، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنْ مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَشِيعَتِهِمْ وَمُحِبِّيهِمْ وَعَنِّي، وَتَفْتَحَ أَبْوَابَ السَّماءِ
ص: 228
لِدُعَائِي وَتَرْفَعَهُ فِي عِلِّيّيْنَ، وَتَأْذَنَ لِي في هَذَا اليَوْمِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ بِفَرَجِي وَإِعْطَاءِ أَمَلِي وَسُؤْلِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. يَا مَنْ لاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ كَيْفَ هُوَ وَقُدْرَتَهُ إِلاَّ هُوَ، يَا مَنْ سَدَّ الْهَواءَ بِالسَّمَاءِ، وَكَبَسَ الأَرْضَ عَلَى الْمَاءِ، وَاخْتَارَ لِنَفْسِهِ أَحْسَنَ الأَسْمَاءِ، يَا مَنْ سَمَّى نَفْسَهُ بِالاسْمِ الَّذِي تُقْضى بِهِ حَاجَةُ مَنْ يَدْعُوهُ. أَسْأَلُكَ بِحَقِّ ذلِكَ الاسْمِ فَلاَ شَفِيعَ أَقْوى لِي مِنْهُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ لِي حَوَائِجِي وَتَسْمَعَ بِمُحَمَّدٍ وَعَليٍّ وَفَاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِيٍّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيٍّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحُجَةِ الْمُنْتَظِرِ لإِذْنِكَ، صَلَوَاتُكَ وَسَلاَمُكَ وَرَحْمَتُكَ وَبَرَكَاتُكَ عَلَيْهِمْ، لِيَشْفَعُوا لِي إِلَيْكَ وَتُشَفِّعَهُمْ فِيَّ، وَلاَ تَرُدَّنِي خَائِباً، بِحَقِّ لا إِلّهَ إِلا أَنْتَ. وتسأل حوائجك تُقضى إن شاء اللَّهُ تعالى.
ص: 229
السابع: أعمال شهر رجب
الاستغفار في رجب
عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: قال رسول اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: رجب شهر الاستغفار لأمّتي، فأكثروا فيه الاستغفار فإنَّه غفور رحيم. ويُسمى رجب الأصبّ لأنَّ الرحمة على أُمّتي تصبُّ فيه صَبّاً، فاستكثروا من قول:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ .
وروى ابن بابويه بسند معتبر عن سالم، قال: دخلت على الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ في رجب وقد بقيت منه أيام، فلما نظر إليّ قال لي: يا سالم، هل صمت في هذا الشهر شَيْئاً؟ قلت: لا واللَّهِ يا ابن رسول اللَّه، فقال لي: فقد فاتك من الثواب ما لم يعلم مبلغه إلاَّ اللَّهُ عزَّ وجلَّ. إن هذا شهر قد فضّله اللَّهُ وعظّم حرمته، وأوجب للصائمين فيه كرامته. قال: فقلت له: يابن رسول اللَّه، فإن صمت ممّا بقي منه شَيْئاً هل أنا أفوز ببعض ثواب الصائمين فيه؟ فقال: يا سالم، مَنْ صام يوماً من آخر هذا الشهر كان ذلك أماناً من شدّة سكرات الموت، وأماناً له من هول المطلع وعذاب القبر، ومن صام يومين من آخر الشهر كان له بذلك جوازاً على الصّراط، ومن صام ثلاثة أيّام من آخر هذا الشهر أمن من يوم الفزع الأكبر من أهواله وشدائده، وأُعطي براءة من النار. واعلم أنّه قد ورد لصوم شهر رجب فضل كثير.
وأما أعماله فهي على قسمين، قسم منها عامّ يُؤدّى في جميع الشهر، وقسم آخر خاصّ ببعض أيامه:
ص: 230
القسم الأوّل: الأعمال العامّة التي لا تخص أياماً أو ليالٍ معينة.
الأوّل:أن يسبِّح كلّ يوم من شهر رجب بالتسبيح الوارد بدل الصوم في ذلك الشهر لمن لم يتسنَّ له الصوم في ذلك اليوم، فقد رُوي أنّ من لم يقدر على الصوم يسبّح اللَّهُ في كلِّ يوم (مائة مرّة) بهذا التسبيح لينال أجر الصيام فيه وهو:
تسبيح كلّ يوم بدل الصوم
سُبْحانَ الإلهِ الجَلِيلِ سُبْحانَ مَنْ لا يَنْبَغِي التَّسْبِيحُ إِلاّ لَهُ سُبْحانَ الأعزِّ الأكرمِ سُبْحانَ مَنْ لَبِسَ العِزَّ وَهُوَ لَهُ أَهْلٌ .
الثاني:أن يدعو في كلِّ يوم من رجب بهذا الدّعاء الذي روي أنّ الإمام زين العابدين عَلَیْهِ السَّلَامُ دعا به في الحِجْر في غُرّة رَجَبْ:
يا مَنْ يَمْلِكُ حَوائِجَ السَّائِلِينَ وَيَعْلَمُ ضَمِيرَ الصَّامِتِينَ لِكُلِّ مَسْأَلَةٍ مِنْكَ سَمْعٌ حاضِرٌ وَجَوابٌ عَتِيدٌ، اللّهُمَّ وَمَواعِيدُكَ الصَّادِقَةُ وَأَيادِيكَ الفاضِلَةُ وَرَحْمَتُكَ الواسِعَةُ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ حَوائِجِي لِلْدُنْيا وَالآخرةِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
الثالث:أن يدعو بهذا الدّعاء الذي كان يدعو به الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ في كلِّ يوم من رجب:
خابَ الوافِدُونَ عَلى غَيْرِكَ، وَخَسِرَ المُتَعَرِّضُونَ إِلاّ لَكَ، وَضاعَ المُلِمُّونَ إِلاّ بِكَ، وَأَجْدَبَ المُنْتَجِعُونَ إِلاّ مَنِ انْتَجَعَ فَضْلَكَ، بابُكَ مَفْتُوحٌ لِلرَّاِغِبينَ، وَخَيْرُكَ مَبْذُولٌ لِلطَّالِبِينَ، وَفَضْلُكَ مُباحٌ لِلْسَّائِلِينَ، وَنَيْلُكَ مُتاحٌ للآملين، وَرِزْقُكَ مَبْسُوطٌ لِمَنْ عَصاكَ، وَحِلْمُكَ مُعْتَرِضٌ لِمَنْ ناواكَ، عادَتُكَ الاِحْسانُ إِلى المُسِيئِينَ، وَسَبِيلُكَ الإِبْقاءُ عَلى
ص: 231
المُعْتَدِينَ. اللّهُمَّ فَاهْدِنِي هُدى المُهْتَدِينَ وَارْزُقْنِي اجْتِهادَ المُجْتَهِدِينَ وَلا تَجْعَلْنِي مِنَ الغافِلِينَ المُبْعَدِينَ وَاغْفِرْ لِي يَوْمَ الدِّينِ .
الرابع: قال الشيخ في (المصباح): روى المعلّى بن خُنيس عن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ أنَّه قال: قُلْ في رجب:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ صَبْرَ الشَّاكِرِينَ لَكَ وَعَمَلَ الخائِفِينَ مِنْكَ وَيَقِينَ العابِدِينَ لَكَ، اللّهُمَّ أَنْتَ العَلِيُّ العَظِيمُ وَأَنا عَبْدُكَ البائِسُ الفَقِيرُ أَنْتَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ وَأَنا العَبْدُ الذَّلِيلُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَامْنُنْ بِغِناكَ عَلى فَقْرِي وَبِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي وَبِقُوَّتِكَ عَلى ضَعْفِي يا قَوِيُّ يا عَزِيزُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الأَوْصِيَاءِ المَرْضِيِّينَ وَاكْفِنِي ما أَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخرةِ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
الخامس: قال الشيخ: يُستحبّ أن يدعو بهذا الدّعاء في كلِّ يوم من رجب:
اللّهُمَّ يا ذا المِنَنِ السَّابِغَةِ وَالآلاءِ الوازِعَةِ وَالرَّحْمَةِ الواسِعَةِ وَالقُدْرَةِ الجامِعَةِ وَالنِّعَمِ الجَسِيمَةِ وَالمَواهِبِ العَظِيمَةِ وَالأيادي الجَمِيلَةِ وَالعَطايا الجَزِيلَةِ، يا مَنْ لا يُنْعَتُ بِتَمْثِيلٍ وَلا يُمَثَّلُ بِنَظِيرٍ وَلا يُغْلَبُ بِظَهِيرٍ، يا مَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ وَأَلْهَمَ فَأَنْطَقَ وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ وَعَلا فَارْتَفَعَ وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ وَأَنْعَمَ فَأَسْبَغَ وَأَعْطى فَأَجْزَلَ وَمَنَح فَأَفْضَلَ، يا مَنْ سَما فِي العِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الأَبْصَارِ وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الأَفْكَارِ، يا مَنْ تَوَحَّدَ بِالمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ فِي مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ، وَتَفَرَّدَ بِالآلاِء وَالكِبْرِياءِ فَلا ضِدَّ لَهُ فِي جَبَرُوتِ شَأْنِهِ، يا مَنْ حارَتْ فِي
ص: 232
كِبْرياءِ هَيْبَتِهِ دقائِقُ لَطائِفِ الأَوْهَامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ إدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصَارِ الأَنَامِ، يا مَنْ عَنَتِ الوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ وَوَجِلَتِ القُلُوبُ مِنْ خِيفَتِهِ؛ أَسْأَلُكَ بِهذِهِ المِدْحَةِ الَّتِي لا تَنْبَغِي إِلاّ لَكَ وَبِما وَأَيْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعِيكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَبِما ضَمِنْتَ الإِجَابَةَ فِيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعِينَ، يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ وَأَبْصَرَ النَّاِظرِينَ وَأَسْرَعَ الحاسِبِينَ، يا ذا القُوَّةِ المَتِين صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ، وَاقْسِمْ لِي فِي شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ وَاحْتِمْ لِي فِي قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ وَاخْتِمْ لِي بِالسَّعادَةِ فِيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِنِي ما أَحْيَيْتَنِي مَوْفوراً وَأَمِتْنِي مَسْرُوراً وَمَغْفوراً، وَتَوَلَّ أَنْتَ نَجاتِي مِنْ مُسأَلَةِ البَرْزَخِ وَادْرأْ عَنِّي مُنْكَراً وَنَكِيراً وَأَرِ عَيْنِي مُبَشِّراً وَبَشِيراً، وَاجْعَلْ لِي إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ مَصِيراً وَعَيْشاً قَرِيراً وَمُلْكاً كَبِيراً وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثِيراً .
وهذا دعاء يُدعى به في مسجد صعصعة في الكوفة قرب مسجد السهلة أيضاً.
السادس: روى الشيخ: أنّه خرج هذا التوقيع الشريف من الناحية المقدّسة على يد الشيخ الكبير أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد (قدّس سره): ادعُ في كلِّ يوم من أيّام رجب:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعانِي جَمِيعِ ما يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُ أَمْرِكَ المَأْمُونُونَ عَلى سِرِّكَ المُسْتَبْشِرُونَ بِأَمْرِكَ الواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ المُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ، أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فِيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ وَأَرْكاناً لِتَوْحِيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتِي لا تَعْطِيلَ لَها
ص: 233
فِي كُلِّ مَكانٍ يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُم إِلاّ أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُها وَرَتْقُها بِيَدِكَ بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها إِلَيْكَ، أَعْضادٌ وَأَشْهادٌ وَمُناةٌ وَأَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ، فَبِهِمْ مَلَأْتَ سَماءَكَ وَأَرْضَكَ حَتّى ظَهَرَ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ؛ فَبِذلِكَ أَسْأَلُكَ وَبِمَواقِعِ العِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ وَبِمَقاماتِكَ وَعَلاماتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَزِيدَنِي إِيْماناً وَتَثْبِيتاً، يا باطِناً فِي ظُهُورِهِ وَظاهِراً فِي بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ، يا مُفَرِّقاً بَيْنَ النُّورِ وَالدَّيْجُورِ، يا مَوْصُوفاً بِغَيْرِ كُنْهٍ وَمَعْرُوفاً بِغَيْرِ شِبْهٍ، حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ وَشاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ وَمُوجِدَ كُلِّ مَوْجُودٍ وَمُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ وَفاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَهْلَ الكِبْرِياءِ وَالجُودِ، يا مَنْ لا يُكَيَّفُ بِكَيْفٍ وَلا يُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ يا مُحْتَجِباً عَنْ كُلِّ عَيْنٍ، يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ، وَعالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَعَلى عِبادِكَ المُنْتَجَبِينَ وَبَشَرِكَ المُحْتَجِبِينَ وَمَلائِكَتِكَ المُقَرَّبِينَ وَالبُهْمِ الصَّافِّينَ الحافِّينَ، وَبارِكْ لَنا فِي شَهْرِنا هذا المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الأشْهُرِ الحُرُمِ، وَأَسْبِغْ عَلَيْنا فِيهِ النِّعَمَ وَأَجْزِلْ لَنا فِيهِ القِسَمَ، وَأَبْرِزْ لَنا فِيهِ القَسَمَ بِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَجَلِّ الأَكْرَمِ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلى النَّهارِ فَأَضاءَ وَعَلى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ، وَاغْفِرْ لَنا ما تَعْلَمُ مِنَّا وَلا نَعْلَمُ وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوِب خَيْرَ العِصَمِ واكْفِنا كَوافِيَ قَدَرِكَ وَامْنُنْ عَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ وَلا تَكِلْنا إِلى غَيْرِكَ وَلا تَمْنَعْنا مِنْ خَيْرِكَ وَبارِكْ لَنا فِيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْ أَعْمارِنا وَأَصْلِحْ لَنا خَبِيئَةَ أَسْرارِنا وَأَعْطِنا مِنْكَ الأَمانَ وَاسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِ الإِيمانِ وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّيامِ وَما بَعْدَهُ مِنَ الأيَّامِ وَالأعْوامِ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ.
ص: 234
السابع: وروى الشيخ: أنّه خرج من الناحية المقدّسة على يد الشيخ أبي القاسم (قدس سرّه) هذا الدّعاء في أيّام رجب:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالمَولُودَيْنِ فِي رَجَبٍ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الثَّانِي وَابْنِهِ عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ، وَأَتَقَرَّبُ بِهما إِلَيْكَ خَيْرَ القُرَبِ يا مَنْ إِلَيْهِ المَعْرُوفُ طُلِبَ وَفِيما لَدَيْهِ رُغِبَ، أَسْأَلُكَ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ وَأَوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ فَطَالَ عَلى الخَطايا دُؤُوبُهُ وَمِنَ الرَّزَايا خُطُوبُهُ؛ يَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الأَوْبَةِ وَالنُّزُوعَ عَنْ الحَوْبَةِ وَمِنَ النَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ وَالعَفْوَ عَمَّا فِي رِبْقَتِهِ، فَأَنْتَ مَوْلايَ أَعْظَمُ أَمَلِهِ وَثِقَتِهِ. اللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَ الشَّرِيفَةِ وَوَسائِلكَ المُنِيفَةِ أَنْ تَتَغَمَّدَنِي فِي هذا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ وَاسِعَةٍ وَنِعْمَةٍ وَازِعَةٍ وَنَفْسٍ بِما رَزَقْتَها قانِعَةٍ إِلى نُزُولِ الحافِرَةِ وَمَحَلِّ الآخرةِ وَما هِيَ إِلَيْهِ صائِرَةٌ .
الثامن: وروى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسين بن روح قدس سره النائب الخاص للحجّة عَلَیْهِ السَّلَامُ: أنّه قال: زرْ أي المشاهد كنت بحضرتها في رجب تقول:
بسم اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ فِي رَجَبٍ وَأَوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ ما قَدْ وَجَبَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ المُنْتَجَبِ وَعَلى أَوْصِيائِهِ الحُجُبِ، اللّهُمَّ فَكَما أَشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ فَأنْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ غَيْرَ مُحَلَّئِينَ عَنْ وِردٍ فِي دارِ المُقامَةِ وَالخُلْدِ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ؛ إِنِّي قَصْدُتُكْم وَاعْتَمَدْتُكُمْ بَمَسْأَلَتِي وَحاجَتِي وَهِيَ فَكاكُ رَقَبَتِي مِنَ النَّار وَالمَقَرُّ مَعَكُمْ فِي دارِ القَرارِ مَعَ شِيعَتِكُمُ الأَبْرارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ أَنا سائِلُكُمْ
ص: 235
وَ آمِلُكُمْ فِيما إِلَيْكُمْ التَّفْوِيضُ وَعَلَيْكُمْ التَّعْوِيضُ، فَبِكُمْ يُجْبَرُ المَهيضُ وَيُشْفى المَرِيضُ وَما تَزْدادُ الأَرْحامُ وَما تَغِيضُ. إِنِّي بِسِرِّكُمْ مُؤْمِنٌ وَلِقَوْلِكُمْ مُسَلِّمٌ وَعَلَى اللَّهِ بِكُمْ مُقْسِمٌ فِي رَجْعِي بِحَوائِجِي وَقَضائِها وَإِمْضائِها وَإِنْجاحِها وَإِبْراحِها وَبِشُؤُونِي لَدَيْكُمْ وَصَلاحِها، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلامَ مُوَدِّعٍ وَلَكُمْ حَوَائِجَهُ مُودِعٌ يَسْأَلُ اللَّهَ إِلَيْكُمْ المَرْجِعَ وَسَعْيَهُ إِلَيْكُمْ غَيْرَ مُنْقَطِعٍ وَأَنْ يُرْجِعَنِي مِنْ حَضْرَتِكُمْ خَيْرَ مَرْجِعٍ إِلى جَنابٍ مُمْرِعٍ وَخَفْضِ مُوْسِعٍ وَدَعَةٍ وَمَهَلٍ إِلى حِينِ الأجل وَخَيْرِ مَصِيرٍ وَمَحَلٍّ فِي النَّعِيمِ الأزَلِ وَالعَيْشِ المُقْتَبَلِ وَدَوامِ الأُكُلِ وَشُرْبِ الرَّحِيقِ وَالسَّلْسَلِ وَعَلٍّ وَنَهَلٍ لا سَأَمَ مِنْهُ وَلا مَلَلَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكُمْ حَتَّى العَوْدِ إِلى حَضْرَتِكُمْ وَالفَوْزِ فِي كَرَّتِكُمْ، وَالحَشْرِ فِي زُمْرَتِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُم، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ وَهُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ .
التاسع: روى السيد ابن طاووس عن محمّد بن ذكوان قال: قلت للصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: جُعِلت فداك هذا رجب علّمني فيه دعاءً ينفعني اللَّهُ به، قال عَلَیْهِ السَّلَامُ: بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم قُلْ في كلِّ يوم من رجب صباحاً ومساءً وفي أعقاب صلواتك في يومك وليلتك:
يا مَنْ أَرْجُوهُ لِكُلِّ خَيْرٍ وَآمَنُ سَخَطَهُ عِنْدَ كُلِّ شَرٍّ، يا مَنْ يُعْطِي الكَثيرَ بِالقَلِيلِ، يا مَنْ يُعْطِي مَنْ سَأَلَهُ يا مَنْ يُعْطِي مَنْ لَمْ يَسأَلْهُ وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْهُ تَحَنُّناً مِنْهُ وَرَحْمَةً؛ أَعْطِنِي بِمَسأَلَتِي إِيّاكَ جَمِيعَ خَيْرِ الدُّنْيا وَجَمِيعَ خَيْرِ الآخرةِ، واصْرِفْ عَنِّي بِمَسْأَلَتِي إِيَّاكَ جَمِيعَ شَرِّ الدُّنْيا وَشَرِّ الآخرةِ
ص: 236
فَإِنَّهُ غَيْرُ مَنْقُوصٍ ما أَعْطَيْتَ وَزِدْنِي مِنْ فَضْلِكَ يا كَرِيمُ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ يا ذَا النَّعَماءِ وَالجُودِ يا ذَا المَنِّ وَالطَّوْلِ حَرِّمْ شَيْبَتِي عَلى النَّارِ.
قال الراوي: ثم مدّ عَلَیْهِ السَّلَامُ يده اليسرى فقبض على لحيته، ودعا بهذا الدّعاء وهو يلوذ بسبابته اليمنى.
العاشر: عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنّه قال: من قال في رجب:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ وَحَدْهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ (مائة مرّة).
وختمها بالصدقة ختم اللَّهُ له بالرحمة والمغفرة، ومن قال أربعمائة مرّة كتب اللَّهُ له أجر مائة شهيد.
الحادي عشر: وعنه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قال: من قال في شهر رجب:
لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ (ألف مرّة).
كتب اللَّهُ له مائة ألف حسنة، وبنى اللَّهُ له مائة مدينة في الجنَّةِ.
قال العلاّمة المجلسيّ (رضي الله عنه) من المأثور قول: لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ (ألف مرّة) في كلِّ ليلة من هذا الشهر.
الثاني عشر: في الحديث من استغفر اللَّهَ في رجب سبعين مرّةً صباحاً وسبعين مرّةً مساءً يقول:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.
فإذا بلغ تمام سبعين مرّةٍ رفعَ يديهِ وقال:
اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ.
فإن مات في رجب مات مرضيّاً عنه، ولا تمسُّه النار ببركة رجب.
ص: 237
الثالث عشر: أن يستغفر في هذا الشهر ألف مرّة قائلاً:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ مِنْ جَمِيعِ الذُّنُوبِ والآثامِ.
ليغفر له اللَّهُ الرحيم.
الرابع عشر: روى السيد في (الإقبال) فضلاً كَثِيراً لقراءة سورة (التوحيد)، عشرة آلاف مرّة، أو ألف مرّة، أو مائة مرّة في شهر رجب.
وروى أيضاً:أنّ من قرأ سورة (التوحيدٌ) مائة مرّة في يوم الجمعة من شهر رجب، كان له يوم القيامة نور يجذبه إلى الجنّة.
الخامس عشر: روى السيد أنّ من صام يوماً من رجب، وصلّى أربع ركعات يسلّم بين كلِّ ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأوّلى سورة (الحمد) مرّة، وآية (الكرسي) مائة مرّة، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مائتي مرّة، لم يمت إِلاّ وقد شاهد مكانه في الجنَّةِ أو شوهد له.
السادس عشر:روى السيد أيضاً عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: أنّ من صلّى يوم الجمعة من رجب أربع ركعات، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ما بين صلاة الظهر وصلاة العصر، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وآية (الكرسي) سبع مرّات، وسورة (التوحيد) خمسَ مرّاتٍ، ثم يقول عشراً:
أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَأَسْأَلُهُ التَّوْبَةَ .
كتب اللَّهُ له من اليوم الذي صلّى فيه هذه الصلاة إلى اليوم الذي يموت فيه بكلِّ يوم ألف حسنة، وأعطاه بكلِّ آية تلاها مدينة في الجنَّةِ من الياقوت الأحمر، وبكلِّ حرف قصراً في الجنَّةِ من الدرّ الأبيض، وزوجه الحور العين، ورضي عنه بغير سخط، وكُتب من العابدين، وختم له بالسعادة والمغفرة... الخبر.
السابع عشر:أن يصوم ثلاثة أيّام من هذا الشهر، هي: أيّام الخميس
ص: 238
والجمعة والسبت، فقد رُوي: أنّ من صامها في شهر من الأشهر الحرم كتب اللَّهُ له عبادة تسعمائة عام.
الثامن عشر:أن يُصلِّي في هذا الشهر ستين ركعة، يُصلِّي منها في كلِّ ليلة ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (الكافِرُونَ) ثلاثَ مرّاتٍ، وسورة (التوحيد) مرّة واحدة، فإذا سلّم رفعَ يديهِ إلى السماء وقال:
لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَإِلَيْهِ المَصِيرُ، وَلاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَبِيِّ الأُمِّيِّ وَآلِهِ .
ويمرّر يديه على وجهه، وعن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: أنّ من فعل ذلك استجاب اللَّهُ دعاءَهُ وأعطاه أجر ستين حجّةً وعمرةً.
التاسع عشر:رُوي عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: أنّ من قرأ في ليلة من ليالي رجب مائة مرّة سورة (التوحيد) في ركعتين، فكأنما قد صام مائة سنة في سبيل اللَّه، ورزقه اللَّهُ في الجنَّةِ مائة قصر، كلّ قصر في جوار نبيٍّ من الأنبياء عَلَیْهِ السَّلَامُ.
العشرون: وعنه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أيضاً: أنّ من صلّى في ليلة من ليالي رجب عشر ركعات، يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (الكافِرُونَ) مرّة، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، غفر اللَّهُ له ما اقترفه من الإثم.
عمل كلّ ليلة ويوم من شهر رجب وشعبان ورمضان
الحادي والعشرون:قال العلاّمة المجلسيّ في (زاد المعاد): رُوي عن الإمام أمير المؤمنين عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه قال: قال رسول اللَّه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ من قرأ في كلِّ يوم من أيّام رجب وشعبان ورمضان وفي كلِّ ليلة منها كلاًّ من سورة (الحمد)، وآية (الكرسي)، وسورة (الكاِفُرونَ)، وسورة (التوحيد)، وسورة (الفَلَقِ)، وسورة (النَّاسِ) ثلاثَ مرّاتٍ، وقال بعد ذلك ثلاثَ مرّاتٍ:
ص: 239
سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ.
وثلاثاً: اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ .
وثلاثاً: اللّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ .
وقال أربعمائة مرّة: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.
غفر اللَّهُ له ذنوبه وإن كانت عدد قطر الأمطار، وورق الأشجار، وزبد البحار.
القسم الثاني : في الأعمال الخاصّة بليالي أو أيّام خاصّة من رجب
الليلة الأولى من رجب
هي ليلة شريفة وقد ورد فيها أعمال:
الأوّل: أن يقول إذا رأى الهلال:
اللّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلّيْنا بالأمنِ وَالإيمانِ وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلاَمِ رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ .
ورُوي عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنّه كان إذا رأى هلال رجب، قال:
اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي رَجَبٍ وَشَعْبانَ وَبَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ وَأَعِنَّا عَلى الصِيامِ وَالقِيامِ وَحِفْظِ اللّسانِ وَغَضِّ البَصَرِ وَلا تَجْعَلْ حَظَّنا مِنْهُ الجُوعَ وَالعَطَشَ .
الثاني:أن يغتسل، فعن بعض العلماء عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنّه قال: من أدرك شهر رجب فاغتسل في أوّله وأوسطه وآخره خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمه.
ص: 240
الثالث: أن يُصلِّي بعد صلاة المغرب عشرين ركعة، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّة، وسورة (التوحيد) مرّة، ليُحفظ في أهله وماله وولده، ويُجار من عذاب القبر، ويجوز على الصراط كالبرق الخاطف من غير حساب.
الرابع: أن يزور الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ.
وهذه الزيارة نقل في البحار عن المفيد وابن طاووس أنّها يُزار بها في أوّل ليلة من رجب وفي أوّل يوم منه وليلة النصف من شعبان ووافقهما في ذلك الشهيد في المزار لكنّ الكفعميّ في المصباح أضاف لها يوم النصف من رجب وفي البلد الأمين أضاف لها ليلة النصف من رجب ويوم النصف من شعبان، فعلى ما ذكره الأعلام (رضوان الله عليهم) بمجموعه يُزار بهذه الزيارة في ستة أوقات:
1 _ الليلة الأولى من رجب واليوم الأوّل منه.
2 _ ليلة النصف من رجب ويوم النصف منه.
3 _ ليلة النصف من شعبان ويوم النصف منه.
وأمّا صفة هذه الزيارة كما في البحار فهي كما يلي:
إذا أردت زيارته عَلَیْهِ السَّلَامُ في الأوقات المذكورة فاغتسل والبس أطهر ثيابك، وقف على باب قبته مستقبلاً القبلة، وسلّم على سيدنا رسول اللَّهِ وعلى أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحُسَين والأئمّة (صلوات اللَّهِ عليهم أجمعين) وقُلْ في السلام عليهم:
اللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيراً وَالحَمْدُ للَّهِ كَثِيراً وَسُبْحَانَ اللَّهِ بُكْرَةً وَأَصِيلاً وَالحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ، لَقَدْ جاءتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالحَقِّ. السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، السَّلامُ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ، السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَينِ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى
ص: 241
جَعْفَرٍ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ، السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُحَمَّدٍ، السَّلامُ على الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلى الخَلَفِ الصَّالِحِ المُنْتَظَرِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؛ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ المُوالِي لِوَلِيِّكَ المُعادِي لِعَدُوِّكَ اسْتَجارَ بِمَشْهَدِكَ وَتَقَرَّبَ إِلَى اللَّهِ بِقَصْدِكَ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانِي لِوِلايَتِكَ وَخَصَّنِي بِزِيارَتِكَ وَسَهَّلَ لِي قَصْدَكَ .
ثم ادخل وقف عند الضريح المقدّس وقُلْ:
اللَّهُ أَكْبَرُ (مائة مرّة).
ثمّ قُلْ: السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَابْنَ وَلِيِّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللَّهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللَّهِ وَابْنَ حَبِيبِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفِيرَ اللَّهِ وَابْنَ سَفِيرِهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ الكِتابِ المَسْطُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وارِثَ التَّوْراةِ وَالإِنْجِيلِ وَالزَّبُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ الرَّحْمنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَرِيكَ القُرْآنِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ حِكْمَةِ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ حِطَّةٍ الَّذِي مَنْ دَخَلَهُ كانَ مِنَ الآمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ عِلْمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْضِعَ سِرِّ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ اللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ وَالوِتْرَ
ص: 242
المَوْتُورِ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الأَرواحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنائِكَ وَأَناخَتْ بِرَحْلِكَ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي يا أبا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ المُصِيبَةُ وَجَلَّتِ الرَّزِيَّةُ بِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَمِيعِ أَهْلِ الإسْلامِ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً أَسَّستْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ البَيْتِ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً دَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتِي رَتَّبَكُمْ اللَّهُ فِيها، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي وَنَفْسِي يا أبا عَبْدِ اللَّهِ، أَشْهَدُ لَقَدْ اقْشَعَرَّتْ لِدِمائِكُمْ أَظِلَّةُ العَرْشِ مَعَ أَظِلَّةِ الخَلائِقِ وَبَكَتْكُمْ السَّماءُ وَالأَرضُ وَسُكّانُ الجِنانِ وَالبَرِّ وَالبَّحْرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ عَدَدَ ما فِي عِلْمِ اللَّهِ لَبَّيْكَ داعِيَ اللَّهِ، إِنْ كانَ لَمْ يُجِبْكَ بَدَنِي عِنْدَ اسْتِغاثَتِكَ وَلِسانِي عِنْدَ اسْتِنْصارِكَ فَقَدْ أَجابَكَ قَلْبِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي، سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً. أَشْهَدُ أَنَّكَ طُهْرٌ طاهِرٌ مُطَهَّرٌ مِنْ طُهْرٍ طاهِرٍ مُطَهَّرٍ طَهُرْتَ وَطَهُرَتْ بِكَ البِلادُ وَطَهُرَتْ أَرْضٌ أَنْتَ بِها وَطَهُرَ حَرَمُكَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَمَرْتَ بِالقِسْطِ وَالعَدْلِ وَدَعَوْتَ إِلَيْهِما وَأَنَّكَ صادِقٌ صِدِّيقٌ صَدَقْتَ فِيما دَعَوْتَ إِلَيْهِ وَأَنَّكَ ثارُ اللَّهِ فِي الأَرضِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وَعَنْ جَدِّكَ رَسُولِ اللَّهِ وَعَنْ أَبِيكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَنْ أَخِيكَ الحَسَنِ وَنَصَحْتَ وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَقِينُ؛ فَجَزاكَ اللَّهُ خَيْرَ جَزاءِ السَّابِقِينَ وَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى الحُسَيْنِ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ الرَّشِيدِ قَتِيلِ العَبَراتِ وَأَسِيرِ الكُرُباتِ صَلاةً نامِيَةً زاكِيَةً مُبارَكَةً يَصْعَدُ أوّلُها وَلا يَنْفَدُ آخِرُها أفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلادِ أَنْبِيائِكَ المُرْسَلِينَ يا إِلهَ العالَمِينَ .
ص: 243
ثم قبّل الضريح وضع خدك الأيمن عليه ثم الأيسر ثم طُفْ حول الضريح، وقبّله من جوانبه الأَربعة.
وقال المفيد (رضي الله عنه): ثم امضِ إلى ضريح علي بن الحُسَين عَلَیْهِ السَّلَامُ، وقف عليه وقُلْ:
السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الطَيِّبُ الزَّكِيُّ الحَبِيبُ المُقَرَّبُ وَابْنُ رَيْحانَةِ رَسُولِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ شَهِيدٍ مُحْتَسِبٍ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُه، ما أَكْرَمَ مَقامَكَ وَأَشْرَفَ مُنْقَلَبَكَ! أَشْهَدُ لَقَدْ شَكَرَ اللَّهُ سَعْيَكَ وَأَجْزَلَ ثَوابَكَ وَأَلْحَقَكَ بِالذِّرْوَةِ العالِيَةِ حَيْثُ الشَّرَفُ كُلُّ الشَّرَفِ وَفِي الغُرَفِ السَّامِيَةِ، كَما مَنَّ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَجَعَلَكَ مِنْ أَهْلِ البَيْتِ الَّذِينَ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمْ الرّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَرِضْوانُهُ فَاشْفَعْ أَيُّها السَيِّدُ الطَّاهِرُ إلى رَبِّكَ فِي حَطِّ الأثْقالِ عَنْ ظَهْري وَتَخْفِيفِها عَنِّي وَارْحَمْ ذُلِّي وَخُضُوعِي لَكَ وَلِلْسَيِّدِ أَبِيكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُما .
ثم انكبّ على القبر وَقُلْ: زادَ اللَّهُ فِي شَرَفِكُمْ فِي الآخِرةِ كَما شَرَّفَكُمْ فِي الدُّنْيا وَأَسْعَدَكُمْ كَما أَسْعَدَ بِكُمْ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَعْلامُ الدِّينِ وَنُجُومُ العالَمِينَ وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُه .
ثم توجّه إلى الشهداء وقُلْ: السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أنْصارَ اللَّهِ وَأَنْصارَ رَسُولِهِ وَأَنْصارَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَأَنْصارَ فاطِمَةَ وَأَنْصارَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَأَنْصارَ الإسْلامِ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَقَدْ نَصَحْتُمْ للَّهِ وَجاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِهِ فَجَزاكُمُ اللَّهُ عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ، فُزْتُمْ وَاللَّهِ فَوْزاً
ص: 244
عَظِيماً يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَكُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً أَشْهَدُ أَنَّكُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّكُمْ تُرْزَقُونَ، أَشْهَدُ أَنَّكُمْ الشُّهَدَاءُ وَالسُّعَداءُ وَأَنَّكُمُ الفائِزُونَ فِي دَرَجاتِ العُلى وَالسَّلامُ عَلَيكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ .
ثم عُدْ إلى الرأس، فصلِّ صلاة الزيارة وادعُ لنفسك ولوالديك ولإخوانك المؤمنين.
الخامس: أن يُصلِّي ركعتين بعد العشاء يقرأُ في أوّل ركعة منهما سورة (الحمد)، وسورة (الانشراح) مرّةً، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، وفي الركعةِ الثانية سورة (الحمد) مرّةً، وسورة (الانشراح) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّةً، وسورة (الفلق) مرّةً، وسورة (الناس) مرّةً، فإذا سلّم قال: (لا إلهَ إلاَّ اللَّهُ ) ثلاثين مرّةً، وصلّى على النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثلاثين مرّةً، ليغفر اللَّهُ له ذنوبه ويخرج منها كيوم ولدته أُمه.
السادس:عن الإمام أبي جعفر الثاني عَلَیْهِ السَّلَامُ أنّه قال: يُستحبّ أن يدعو بهذا الدّعاء أوّل ليلة من رجب بعد العشاء الآخرة:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّكَ مَلِكٌ وَأَنَّكَ عَلى كُلِّ شيءٍ مُقْتَدِرٌ وَأَنَّكَ ما تَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ، اللّهُمَّ إِنِّي أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ يا مُحَمَّدُ يا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَتَوَجَّهُ بِكَ إِلَى اللَّهِ رَبِّكَ وَرَبِّي لِيُنْجِحَ بِكَ طَلِبَتِي، اللّهُمَّ بِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ وَالأَئِمَّةِ مِنْ أَهْل بَيْتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَنْجِح طَلِبَتِي .
ثم تسأل حاجتك.
السابع:روى علي بن حديد قال كان موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ يقول وهو ساجد بعد فراغه من صلاة اللیل:
ص: 245
لَكَ المَحْمَدَةُ إِنْ أَطَعْتُكَ وَلَكَ الحُجَّةُ إِنْ عَصَيْتُكَ لا صُنْعَ لِي وَلا لِغَيْرِي فِي إِحْسانٍ إِلاّ بِكَ، يا كائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ وَيا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ العَدِيلَةِ عِنْدَ المَوْتِ وَمِنْ شَرِّ المَرْجِعِ فِي القُبُورِ وَمِنَ النَّدامَةِ يَوْمَ الآزِفَةِ؛ فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ عِيْشَتِي عِيْشَةً نَقِيَّةً وَمِيتَتِي مِيتَةً سَويَّةً وَمُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً كَرِيماً غَيْرَ مُخْزٍ وَلا فاضِحٍ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ يَنابِيعِ الحِكْمَةِ وَأُولِي النِّعْمَةِ وَمَعادِنِ العِصْمَةِ وَاعْصِمْنِي بِهِمْ مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَلا تَأْخُذْنِي عَلى غِرَّةٍ وَلا عَلى غَفْلَةٍ، وَلا تَجْعَلْ عَواقِبَ أَعْمالِي حَسْرَةً وَارْضَ عَنِّي فَإِنَّ مَغْفِرَتَكَ لِلظَّالِمِينَ وَأَنا مِنَ الظَّالِمِينَ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي مالا يَضُرُّكَ وَأَعْطِنِي مالا يَنْقُصُكَ فَإِنَّكَ الوَسِيعُ رَحْمَتُهُ البَدِيعُ حِكْمَتُهُ، وَأَعْطِنِي السِّعَةَ وَالدِّعَةَ وَالأَمْنَ وَالصِّحَّةَ وَالبُخُوعَ وَالقُنُوعَ والشُّكْرَ وَالمُعافاةَ وَالتَّقْوى وَالصَّبْرَ وَالصِّدْقَ عَلَيْكَ وَعَلى أَوْلِيائِكَ وَاليُسْرَ وَالشُّكْرَ، وَاعْمُمْ بِذلِكَ يا رَبِّ أَهْلِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي فِيكَ وَمَنْ أَحْبَبْتُ وَأَحَبَّنِي وَوَلَدْتُ وَوَلَدَنِي مِنَ المُسْلِمِينَ وَالمُؤْمِنِينَ يا رَبَّ العالَمِينَ .
قال ابن أشيم:
هذا الدّعاء يعقب الثماني ركعات صلاة الليل قبل صلاة الشفع والوتر، ثم تصلّي الثلاث ركعات صلاة الشفع والوتر، فإذا سلّمت قلت وأنت جالس:
الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لا تَنْفَدُ خَزائِنُهُ وَلا يَخافُ آمِنُهُ، رَبِّ إِنِ ارْتَكَبْتُ المَعاصِي فَذلِكَ ثِقَةٌ مِنِّي بِكَرَمِكَ إِنَّكَ تَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِكَ وَتَعْفُو عَنْ
ص: 246
سَيِّئاتِهِمْ وَتَغْفِرُ الزَّلَلَ، وَإِنَّكَ مُجِيبٌ لِداعِيكَ وَمِنْهُ قَرِيبٌ وَأَنا تائِبٌ إِلَيْكَ مِنَ الخَطايا وَراغِبٌ إِلَيْكَ فِي تَوْفِيرِ حَظِّي مِنَ العَطايا، يا خالِقَ البَرايا يا مُنْقِذِي مِنْ كُلِّ شَدِيدَةٍ يا مُجِيرِي مِنْ كُلِّ مَحْذُورٍ وَفِّرْ عَلَيَّ السُّرُورَ وَاكْفِنِي شَرَّ عَواقِبِ الأُمُورِ، فَأَنْتَ اللَّهُ عَلى نَعَمائِكَ وَجَزِيلِ عَطائِكَ مَشْكُورٌ وَلِكُلِّ خَيْرٍ مَذْخُورٌ .
الثامن: أن يقرأ هذا الدعاء الذي رواه الشيخ في المصباح.
روى الشيخ عن ابن عيّاش عن محمّد بن أحمد الهاشميّ المنصوريّ عن أبيه أبي موسى عن سيدنا أبي الحسن علي بن محمّد عَلَیْهِمَا السَّلَامُ أنّه كان يدعو في هذه الساعة به فادْعُ به:
يَا نُورَ النُّورِ! يَا مُدَّبِرَ الأُمُورِ! يَا مُجْرِيَ البُحُورِ! يَا بَاعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ! يَا كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذَاهِبُ وَكَنْزِي حِينَ تُعْجِزُنِي المَكَاسِبُ، وَمُؤْنِسِي حِينَ تَجْفُونِي الأَبَاعِدُ وَتَمَلُّنِي الأَقَارِبُ وَمُنَزِّهِي بِمُجَالَسَةِ أَوْلِيَائِهِ، وَمُرَافَقَةِ أَحِبَّائِهِ فِي رِيَاضِهِ وَسَاقِيَّ بِمُؤانَسَتِهِ مِنْ نَمِيرِ حِيَاضِهِ وَرَافِعِي بِمُجَاوَرَتِهِ مِنْ وَرْطَةِ الذُنُوبِ إِلَى رَبْوَةِ التَّقْرِيبِ، وَمُبَدِّلِي بِوِلاَيَتِهِ عِزَّةَ العَطَايَا مِنْ ذِلَّةِ الخَطَايَا. أَسْأَلُكَ يَا مَوْلاَيَ بِالفَجْرِ وَاللَّيَالِي العَشْرِ، وَالشَّفْعِ وَالوَتْرِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ، وَبِمَا جَرَى بِهِ قَلَمُ الأقْلاَمِ بِغَيْرِ كَفٍّ وَلاَ إِبْهَامٍ، وَبِأَسْمَائِكَ العِظَامِ وَبِحُجَجِكَ عَلَى جَمِيعِ الأَنَامِ عَلَيْهمْ مِنْكَ أَفْضَلُ السَّلاَمِ وَبِمَا اسْتَحْفَظْتَهُمْ مِنْ أَسْمَائِكَ الكِرَامِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ وَتَرْحَمَنَا فِي شَهْرِنَا هذَا وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الشُّهُورِ وَالأَيَّامِ وَأَنْ تُبَلِّغَنَا شَهْرَ القِيَامِ فِي عَامِنَا هذَا وَفِي كُلِّ عَامٍ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ وَالمِنَنِ الجِسَامِ! وَعَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ مِنَّا أَفْضَلُ السَّلاَمِ.
ص: 247
اليوم الأوّل : وفيه أعمال:
الأوّل: الصيام، وقد روي أنّ نوحاً عَلَیْهِ السَّلَامُ كان قد ركب سفينته في هذا اليوم فأمر من معه أن يصوموه. ومن صام هذا اليوم تباعدت عنه النار مسير سنة.
الثاني: الغُسل.
الثالث: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ. روى الشيخ عن بشير الدهّان عن الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: من زار الحسين بن علي عَلَیْهِمَا السَّلَامُ أوّل يوم من رجب غفر اللَّهُ له البتة، وقد تقدمت زيارته في الليلةِ الأولى ص241.
الرابع: أن يدعو بالدّعاء المرويّ في كتاب (الإقبال) وهو:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ يَا اللهُ يَا اللهُ يَا اللهُ، أَنْتَ اللهُ القَدِيمُ الأَزَلِيُّ المَلِكُ العَظِيمُ، أَنْتَ اللهُ الحَيُّ القَيُّومُ المَوْلَى السَّمِيعُ البَصِيرُ، يَا مَنِ العِزُّ وَالجَلاَلُ، وَالكِبْرِيَاءُ وَالعَظَمَةُ، وَالقُوَّةُ وَالعِلْمُ وَالقُدْرَةُ، وَالنُّورُ وَالرُّوحُ، وَالمَشِيئَةُ وَالحَنَانُ وَالرَّحْمَةُ وَالمُلْكُ لِرُبُوبِيَّتِهِ، نُورُكَ أَشْرَقَ لَهُ كُلُّ نُورٍ، وَخَمَدتْ لَهُ كُلُّ نَارٍ، وانْحَسَرَتْ لَهُ كُلُّ الظُّلُمَاتِ. أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ قِدَمِكَ وَأَزَلِكَ وَنُوِرِكَ، وَبِالاسْمِ الأَعْظَمِ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ كِبْرِيَائِكَ وَجَبَرُوتِكَ وَعَظَمَتِكَ وَعِزِّكَ، وَبِجُودِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهَا مِنْ رَأْفَتِكَ، وَبِرَأْفَتِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَهَا مِنْ جُودِكَ، وَبِجُودِكَ الَّذِي اشْتَقَقْتَهُ مِنْ غَيْبِكَ، وَبِغَيْبِكَ وَإِحَاطَتِكَ وَقِيَامِكَ وَدَوَامِكَ وَقِدَمِكَ. وَأَسْأَلُكَ بِجَمِيعِ أَسْمَائِكَ الحُسْنى لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ الوَاحِدُ الأَحَدُ الفَرْدُ الصَّمَدُ الحَيُّ، الأَوَّلُ الآخِرُ الظَّاهِرُ البَاطِنُ، وَلَكَ كُلُّ اسْمٍ عَظِيمٍ، وَكُلُّ نُورٍ وَغَيْبٍ، وَعِلْمٍ وَمَعْلُومٍ، وَمُلْكٍ
ص: 248
وَشَأْنٍ، وَبِلاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ تَقَدَّسْتَ وَتَعَالَيْتَ عُلُوّاً كَبِيراً. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ طَاهِرٍ مُطَهَّرٍ، طَيِّبٍ مُبَارَكٍ مُقَدَّسٍ، أَنْزَلْتَهُ فِي كُتُبِكَ وَأَجْرَيْتَهُ فِي الذِّكْرِ عِنْدَكَ، وَتَسَمَّيْتَ بِهِ لِمَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ أَوْ سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ وَأَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ بِخَيْرٍ تُعْطِيهِ فَأَعْطَيْتَهُ، أَوْ شَرٍّ تَصْرِفُهُ فَصَرَفْتَهُ، يَنْبَغِي أَنْ أَسْأَلَكَ بِهِ. فَأَسْأَلُكَ يَا رَبِّ أَنْ تَنْصُرَنِي عَلَى أَعْدَائِي وَتَغْلِبَ ذِكْرِي عَلَى نِسْيَانِي، اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِعَقْلِي عَلَى هَوَايَ سُلْطَاناً مُبِيناً، وَاقْرِنِ اخْتِيَارِي بِالتَّوفِيقِ، وَاجْعَلْ صَاحِبي التَّقْوى، وَأَوْزِعْنِي شُكْرَكَ عَلَى مَوَاهِبِكَ. وَاهْدِني اللَّهُمَّ بِهُدَاكَ إِلَى سَبِيلِكَ المُقِيمِ وَصِرَاطِكَ المُسْتَقِيمِ، وَلاَ تُمَلِّكْ زِمَامِي الشَّهَوَاتِ فَتَحْمِلَنِي عَلَى طَرِيقِ المَخْذُولِينَ، وَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ المُنْكَرَاتِ، وَاجْعَلْ لِي عِلْماً نَافِعاً، وَاغْرِسْ فِي قَلْبِي حُبَّ المَعْرُوفِ وَلاَ تَأْخُذْنِي بَغْتَةً، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. وَعَرِّفْنِي بَرَكَةَ هذَا الشَهْرِ وَيُمْنَهُ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ، وَقِني المَحْذُورَ فِيهِ، وَأَعِنِّي عَلَى مَا أُحِبُّهُ مِنَ القِيَامِ بِحَقِّهِ، وَمَعْرِفَةِ فَضْلِهِ، وَاجْعَلْنِي فِيهِ مِنَ الفَائِزِينَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المُتَعَالِ الجَلِيلِ العَظِيمِ، وَبِاسْمِكَ الوَاحِدِ الصَّمَدِ، وَباسْمِكَ العَزِيزِ الأَعْلَى، وَبِأَسْمَائِكَ الحُسْنَى كُلِّهَا، يَا مَنْ خَشَعَتْ لَهُ الأَصْوَاتُ وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ وَذَلَّتْ لَهُ الأَعْنَاقُ، وَوَجِلَتْ مِنْهُ القُلُوبُ، وَدَانَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ، وَقَامَتْ بِهِ السَّماواتُ وَالأَرْضُ، أَشْهَدُ أَنَّكَ لاَ تُدْرِكُكَ الأَبْصَارُ وأَنْتَ تُدْرِكُ الأَبْصَارَ، وَأَنْتَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ. يَا رَبَّ جَبْرَئِيلِ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ، وَجَمِيعِ المَلاَئِكَةِ المُقَرَّبِينَ
ص: 249
وَالكَرُوبَيِّينَ وَالكِرَامِ الكَاتِبِينَ، وَجَمِيعِ المَلاَئِكَةِ المُسَبِّحِينَ بِحَمْدِكَ، وَرَبِّ آدَمَ وَشِيثٍ وَإِدْرِيسَ، وَنُوحٍ وَهُودٍ وَصَالِحٍ، وَإِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَلُوطٍ، وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَالأَسْبَاطِ وَأَيُّوبَ وَمُوسَى وَهارُونَ وَشُعَيْبٍ، وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ وَأَرْمِيَا، وَعُزَيْرٍ وَحِزْقِيلَ، وَشَعْيَا وَإِلْيَاسَ، وَاليَسَعَ وَيُونُسَ وَذِي الكِفْلِ، وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى، وَعِيسى وجِرْجِيسَ، وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، وَعَلَى مَلاَئِكَةِ اللهِ المُقَرَّبِينَ وَالكِرَامِ الكَاتِبِينَ وَجَمِيعِ الأَمْلاَكِ المُسَبِّحِينَ وَسَلِّمْ تَسْلِيماً كَثِيراً. أَنْتَ رَبُّنَا الأَوَّلُ الآخِرُ، الظَّاهِرُ البَاطِنُ، الَّذِي خَلَقْتَ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ ثُمَّ اسْتَوَيْتَ عَلَى العَرْشِ المَجِيدِ، بِأَسْمَائِكَ الحُسْنَى تُبْدِىءُ وَتُعِيدُ، وَتُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً، وَالشَّمْسُ وَالقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالفُلْكُ وَالدُّهُورُ وَالخَلْقُ مُسَخَّرُونَ بِأَمْرِكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. لاَ إِلهَ إلاَّ أَنْتَ الحَنَّانُ المَنَّانُ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ، ذُو الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، لَوْ كَانَ البَحْرُ مِدَاداً لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ البَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَداً. تَعْلَمُ مَثَاقِيلَ الجِبَالِ وَمَكَايِيلَ البِحَارِ وَعدَدَ الرِّمَالِ، وَقَطْرَ الأَمْطَارِ، وَوَرَقَ الأَشْجَارِ، وَنُجُومَ السَّمَاءِ وَمَا أَظْلَمَ عَلَيْهِ اللَّيْلُ وَأَشْرَقَ عَلَيْهِ النَّهَارُ، لاَ يُوَارِي مِنْكَ سَمَاءٌ سَمَاءً وَلاَ أَرْضٌ أَرْضاً، وَلاَ بَحْرٌ مُتَطَابِقٌ، وَلاَ مَا بَيْنَ سَدِّ الرُّتُوقِ، وَلاَ مَا فِي القَرَارِ مِنَ الهَبَاءِ المَبْثُوثِ. أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ النُّورِ المُنِيرِ، الحَقِّ المُبِينِ، الَّذِي هُوَ نُورٌ مِنْ نُورٍ وَنُورٌ عَلَى نُورٍ، وَنُورٌ فَوْقَ كُلِّ نُورٍ، وَنُورٌ مَعَ كُلِّ نُورٍ، وَلَهُ كُلُّ نُورٍ، مِنْكَ يَا رَبِّ النُّورُ، وَإِلَيْكَ يَرْجَعُ النُّورُ.
ص: 250
وَبِنُورِكَ الَّذِي تُضِيءُ بِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَتُبْطِلُ بِهِ كَيْدَ كُلِّ شَيْطَانٍ مَريدٍ، وَتُذِلُّ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ، وَلاَ يَقُومُ لَهُ شَيْءٌ مِنْ خَلَقِكَ وَيَتَصَدَّعُ لِعَظَمَتِهِ البَرُّ وَالبَحْرُ، وَتَسْتَقِلُّ المَلاَئِكَةُ حِينَ يُتَكَلَّمُ بِهِ، وَتَرْعُدُ مِنْ خَشْيَتِهِ حَمَلَةُ العَرْشِ العَظِيمِ إِلَى تُخُومِ الأَرَضِينَ السَّبْعِ، الَّذِي انْفَلَقَتْ بِهِ البِحَارُ، وَجَرَتْ بِهِ الأَنْهَارُ، وَتَفَجَّرَتْ بِهِ العُيُونُ، وَسَارَتْ بِهِ النُّجُومُ، وَأُرْكِمَ بِهِ السَّحَابُ وَأُجْرِيَ وَاعْتَدَلَ بِهِ الضَّبَابُ، وَهَالَتْ بِهِ الرِّمَالُ، وَرَسَتْ بِهِ الجِبَالُ، وَاسْتَقَرَّتْ بِهِ الأَرَضُونَ، وَنَزَلَ بِهِ القَطْرُ وَخَرَجَ بِهِ الحَبُّ، وَتَفَرَّقَتْ بِهِ جِبِلاَّتُ الخَلْقِ، وَخَفَقَتْ بِهِ الرِّيَاحُ، وَانْتَشَرَتْ وَتَنَفَّسَتْ بِهِ الأَرْوَاحُ. يَا اللهُ أَنْتَ المُتَسَمِّي بِالإِلهِيَّةِ، بِاسْمِكَ الكَبِيرِ الأكْبَرِ العَظِيمِ الأَعْظَمِ الَّذِي عَنَتْ لَهُ الوُجُوهُ، يَا ذَا الطَّوْلِ وَالآلاَءِ، لاَ إِلهَ إِلاَّ أَنْتَ يَا قَرِيبُ، أَنْتَ الغَالِبُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِجَمِيعِ أَسْمَائِكَ كُلِّهَا مَا عَلِمْتُ مِنْهَا وَمَا لاَ أَعْلَمُ، وَبِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْفِيَنِي أَمْرَ أَعْدَائِي وَتُبَلِّغَني مُنَايَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللَّهُمَّ أَعْطِ مُحَمَّداً الوَسِيلَةَ وَالشَّرَفَ وَالرِّفْعَةَ وَالفَضِيلَةَ عَلَى خَلْقِكَ واجْعَلْ فِي المُصْطَفِينَ تَحِيَّاتِهِ، وَفِي العِلِّييِّنَ دَرَجَتَهُ، وَفِي المُقَرَّبِينَ مَنْزِلَتَهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى جَمِيعِ مَلاَئِكَتِكَ وَأَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَهْلِ طَاعَتِكَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالمُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ منْهُمْ وَالأَمْوَاتِ، وَأَلِّفْ
ص: 251
بَيْنَ قُلُوبِنَا وَقُلُوبِهِمْ عَلَى الخَيْرَاتِ، اللَّهُمَّ اجْزِ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَفْضَلَ مَا جَزَيْتَ نَبِيّاً عَنْ أُمَّتِهِ، كَمَا تَلاَ آيَاتِكَ وَبَلَّغَ مَا أَرْسَلْتَهُ بِهِ، وَنَصَحَ لأُمَّتِهِ وَعَبَدَكَ حَتَّى أَتَاهُ اليَقِينُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ الطَّيِّبِينَ.
ثم تقرأ: تَبَارَكَ اللهُ رَبُّ العَالَمِينَ تَبَارَكَ اللهُ أَحْسَنُ الخَالِقينَ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيراً، الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً تَبَارَكَ الَّذي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْراً مِنْ ذلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُوراً تَبَارَكَ الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَعِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونْ تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَملاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجَاً وَقَمَراً مُنِيراً.
وتقول: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ كُلِّهَا الَّتِي لاَ يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ إِبْلِيسَ وَجُنُودِهِ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ شَيْطَانٍ وَسُلْطَانٍ، وَسَاحِرٍ وَكَاهِنٍ، وَشَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ نَفْسِي وَدِينِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَجَسَدِي وَجَمِيعَ جَوَارِحِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَأَوْلاَدِي وَجَمِيعَ مَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِي وَسَائِرَ مَا مَلَّكْتَنِي وَخَوَّلْتَنِي وَرَزَقْتَنِي وَأَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ وَجَمِيعَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ، يَا خَيْرَ مُسْتَوْدَعٍ وَيَا خَيْرَ حَافِظٍ وَيَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ اللهُ اللهُ اللهُ اللهُ
ص: 252
اللهُ، الَّذِي لاَ إِلهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي يَا رَبَّ السَّماواتِ وَالأَرَضِينَ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَمُجْرِيَ البِحَارِ وَرَازِقَ مَنْ فِيهِنَّ، وَفَاطِرَ السَّماواتِ وأَطْبَاقِهَا وَمُسَخِّرَ السَّحَابِ وَمُجْرِيَ الفُلْكِ، وَجَاعِلَ الشَّمْسِ ضِياءً وَالقَمَرِ نُوراً، وَخَالِقَ آدَمَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَمُنْشِىءَ الأَنْبِيَاءِ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ، وَمُعَلِّمَ إِدْرِيسَ عَدَدَ النُّجُومِ وَالحِسَابَ وَالسِّنِينَ وَالشُّهُورَ وَأَوْقَاتَ الأَزْمَانِ، وَمُكَلِّمَ مُوسَى، وَجَاعِلَ عَصَاهُ ثُعْبَاناً، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ فِي الأَلْوَاحِ عَلَى مُوسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ.وَمُجْرِيَ الفُلْكِ لِنُوحٍ، وَفَادِيَ إِسْمَاعِيلَ مِنَ الذَّبْحِ، وَالمُبْتَلِيَ يَعْقُوبَ بِفَقْدِ يُوسُفَ، وَرَادَّ يُوسُفَ عَلَيْهِ بَعْدَ أَنْ ابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ البُكَاءِ، فَتَفَرَّجَ قَلْبُهُ مِنَ الحُزْنِ وَالشَّجَى، وَرَازِقَ زَكَرِيَّا يَحْيَى عَلَى الكِبَرِ بَعْدَ الإِيَاسِ، وَمُخْرِجَ النَّاقَةِ لِصَالِحٍ، وَمُرْسِلَ الصَّيْحَةِ عَلَى مَكِيدِي هُودٍ، وَكَاشِفَ البَلاَءِ عَنْ أَيُّوبَ، وَمُنْجِيَ لُوطٍ مِنَ القَوْمِ الفَاحِشِينَ. وَوَاهِبَ الحِكْمَةَ لِلُقْمَانَ، وَمُلْقِيَ رُوحِ القُدُسِ بِكَلِمَاتِهِ عَلَى مَرْيمَ عَلَیْهَا السَّلَامُ، وَخَلْقَكَ مِنْهَا عَبْدَكَ عِيسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَالمُنْتَقِمَ مِنْ قَتَلَةِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا عَلَیْهِمَا السَّلَامُ، وَأَسْأَلُكَ بِرَفْعِكَ عِيسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ إِلَى سَمَائِكَ وَبِإِبْقَائِكَ لَهُ إِلَى أَنْ تَنْتَقِمَ لَهُ مِنْ أَعْدَائِكَ. وَيَا مُرْسِلَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ خَاتِمَ أَنْبِيَائِكَ إِلَى أَشَرِّ عِبَادِكَ بِشَرَائِعِكَ الحَسَنَةِ، وَدِينِكَ القَيِّمِ، وَمِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وَإِظْهَارِ دِينِهِ القَيِّمِ، وَإِعْلاَئِكَ كَلِمَتَهُ يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ، يَا مَنْ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ، يَا أَحَدُ يَا صَمَدُ، يَا عَزِيزُ يَا قَادِرُ يَا قَاهِرُ، يَا ذَا القُوَّةِ وَالسُّلْطَانِ وَالجَبَرُوتِ وَالكِبْرِيَاءِ. يَا عَلِيُّ يَا قَدِيرُ، يَا قَرِيبُ يَا مُجِيبُ، يَا حَلِيمُ يَا مُعِيدُ، يَا مُتَدَانِي يَا بَعِيدُ، يَا رَؤوفُ
ص: 253
يَا رَحِيمُ، يَا كَرِيمُ يَا غَفُورُ، يَا ذَا الصَّفْحِ، يَا مُغِيثُ يَا مُطْعِمُ، يَا شَافِي يَا كَافِي، يَا كَاسِي يَا مُعَافِي، يَا شَافِيَ الضُّرِّ، يَا عَلِيمُ يَا حَكِيمُ، يَا وَدُودُ يَا غَفُورُ، يَا رَحِيمُ يَا رَحْمانَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، يَا ذَا المَعَارِجِ يَا ذَا القُدُسِ، يَا خَالِقُ يَا عَلِيمُ، يَا مُفَرِّجُ يَا أَوَّابُ يَا ذَا الطَّوْلِ يَا خَبِيرُ، يَا مَنْ خَلَقَ وَلَمْ يُخْلَقُ يَا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، يَا مَنْ بَانَ مِنَ الأَشْيَاءِ وَبَانَتْ الأَشْيَاءُ مِنْهُ بِقَهْرِهِ لَهَا وَخُضُوعِهَا لَهُ، يَا مَنْ خَلَقَ البِحَارَ وَأَجْرَى الأَنْهَارَ وَأَنْبَتَ الأَشْجَارَ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا النَّارَ وَمِنْ يَابِسِ الأَرَضِينَ النَّبَاتَ وَالأَعْنَابَ وَسَائِرَ الثِّمَارِ. يَا فَالِقَ البَحْرِ لِعَبْدهِ مُوسَى عَلَیْهِ السَّلَامُ وَمُكَلِّمَهُ، وَمُغْرِقَ فِرْعَوْنَ وَحِزْبَهُ وَمُهْلِكَ نَمْرُودَ وَأَشْياعَهُ، وَمُليِّنَ الحَدِيدِ لِخَلِيفَتِهِ دَاوُدَ عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَمُسَخِّرَ الجِّبَالِ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بالغُدُوِّ وَالآصَالِ، وَمُسَخِّرَ الطَّيْرِ وَالهَوَامِّ وَالرِّيَاحِ وَالجِّنِّ وَالإِنْسِ لِعَبْدِكَ سُلَيْمَانَ عَلَیْهِ السَّلَامُ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي اهْتَزَّ لَهُ عَرْشُكَ وَفَرِحَتْ بِهِ مَلاَئِكَتُكَ، فَلاَ إلهَ إلاَّ أَنْتَ خَالِقُ النَّسَمَةِ وَبَارِىءُ النَّوَى وَفَالِقُ الحَبَّةِ، وَبِاسْمِكَ العَزِيزِ الجَّلِيلِ الكَبِيرِ المُتَعَالِ. وَبِاسْمِكَ الَّذِي يَنْفُخُ بِهِ عَبْدُكَ وَمَلَكُكَ إِسْرَافِيلُ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِي الصُّورِ فَيَقُومُ بِهِ أَهْلُ القُبُورِ سِرَاعاً إِلَى المَحْشَرِ يَنْسِلُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِ السَّماواتِ مِنْ غَيْرِ عِمَادٍ وَجَعَلْتَ بِهِ لِلأَرَضِينَ أَوْتَاداً، وَبِاسْمِكَ الَّذِي سَطَحْتَ بِهِ الأَرَضِينَ فَوْقَ المَاءِ المَحْبُوسِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي حَبَسْتَ بِهِ ذلِكَ المَاءَ وَبِاسْمِكَ الَّذِي حَمَّلْتَ بِهِ الأَرَضِينَ مَنِ اخْتَرْتَهُ لِحَمْلِهَا، وَجَعَلْتَ لَهُ مِنَ القُوَّةِ مَا اسْتَعَانَ بِهِ عَلَى حَمْلِهَا. وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَجْرِي بِهِ الشَّمْسُ وَالقَمَرُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي سَلَخْتَ بِهِ النَّهَارَ مِنَ اللَّيْلِ، وَبِاسْمِكَ
ص: 254
الَّذِي إِذَا دُعِيتَ بِهِ أَنْزَلْتَ أَرْزَاقَ العِبَادِ وَجَمِيعِ خَلْقِكَ وَأَرْضِكَ وَبِحَارِكَ وَسُكَّانِ البِحَار وَالهَوَامِّ، وَالجِنِّ وَالإِنْسِ وَكُلِّ دَابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا وَبِأَنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ. وَبِاسْمِكَ الَّذِي جَعَلْتَ بِهِ لِجَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلَامُ جَنَاحاً يَطِيرُ بِهِ مَعَ المَلاَئِكَةِ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ يُونُسُ عَلَیْهِ السَّلَامُ فِي بَطْنِ الحُوْتِ فَأَخْرَجْتَهُ مِنْهُ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي أَنْبَتَّ بِهِ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطِينٍ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَكَشَفْتَ عَنْهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ ضِيقِ بَطْنِ الحُوتِ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِينَ، وَأَنْ تُفَرِّجَ عَنِّي وَتَكْشِفَ ضُرِّي وَتَسْتَنْقِذَنِي مِنْ وَرْطتِي، وَتُخَلِّصَنِي مِنْ مِحْنَتِي، وَتَقْضِيَ عَنِّي دُيُونِي، وَتُؤَدِّيَ عَنِّي أَمَانَتِي، وَتَكْبِتَ عَدُوِّي، وَلاَ تُشْمِتَ بِي حُسَّادِي، وَلاَ تَبْتَلِيَنِي بِمَا لاَ طَاقَةَ لِي بِهِ، وَأَنْ تُبَلِّغَنِي أُمْنِيَتِي، وَتُسَهِّلَ لِي مَحَبَتي، وَتُيَسِّرَ لِي إِرَادَتِي، وَتُوصِلَنِي إلَى بُغْيَتِي، وَتَجْمَعَ لِي خَيْرَ الدَّارَيْنِ، وَتَحْرُسَنِي وَكُلَّ مَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ، بِعَيْنِكَ الَّتِي لاَ تَنَامُ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ والأَسْمَاءِ العِظَامِ. اللَّهُمَّ يَا رَبِّ أَنَا عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ، وَابْنُ أَمَتِكَ وَمِنْ أَوْلِيَاءِ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، الَّذِينَ بَارَكْتَ عَلَيْهِمْ وَرَحِمْتَهُمْ وَصَلَّيْتَ عَلَيْهِمْ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَآلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَلِمَجْدِكَ وَطَوْلِكَ، أَسْأَلُكَ يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ، يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ، يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ، يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ، يَا رَبَّاهُ يَا رَبَّاهُ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَبِحَقِّكَ عَلَى نَفْسِكَ إِلاَّ
ص: 255
خَصَمْتَ أَعْدَائِي وَحُسَّادِي وَخَذَلْتَهُمْ وَانْتَقَمْتَ لِي مِنْهُمْ، وَأَظْهَرْتَنِي عَلَيْهِمْ، وَكَفَيْتَنِي أَمْرَهُمْ، وَنَصَرْتَنِي عَلَيْهِمْ، وَحَرَسْتَنِي مِنْهُمْ، وَوَسَّعْتَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي، وَبَلَّغْتَنِي غَايَةَ أَمَلي، إِنَّكَ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
الخامس:أن يبتدئ صلاة سلمان (رضي الله عنه)، وهي ثلاثون ركعةً يُصلِّي منها في هذا اليوم عشرَ ركعاتٍ يُسلِّمُ بعدَ كلِّ ركعتينِ، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، وسورة (الكافرون) ثلاثَ مرّاتٍ، فإذا سلَّم رفعَ يديهِ وقال:
لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
ثم يقول: اللّهُمَّ لا مانِعَ لِما أَعْطَيْتَ وَلا مُعْطِيَ لِما مَنَعْتَ وَلا يَنْفَعُ ذا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ.
ثم يمسح بها وجهه ويُصلِّي عشراً في يوم النصف من رجب مع اختلاف بسيط في الدّعاء نذكره في محلّه، ويُصلِّي مثلها في آخر يوم من الشهر ، وهذه صلاة ذات فوائد جمّة لا ينبغي التغاضي عنها.
السادس: صلاة أخری لسلمان (رضي الله عنه) في هذا الیوم:
وهي عشر ركعات يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الفاتحة) مرّةً، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، وهي صلاة ذات فضل عظيم فإنَّها توجب غفران الذنوب، والوقاية من فتنة القبر، ومن عذاب يوم القيامة، ويصرف عَمَّن صلاها الجذام والبرص وذات الجنب.
السابع: روى السيد في (الإقبال) صلاة لهذا اليوم عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وكيفيتها.
تصلّي أربع ركعات بتسليمة واحدة، تقرأ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) عشر مرّات، وفي الركعةِ الثانية سورة
ص: 256
(الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) عشر مرّات، وسورة (الكافرون) ثلاثَ مرّاتٍ، وفي الركعةِ الثالثة سورة (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) عشر مرّات، وسورة (التكاثر) مرّة، وفي الركعةِ الرابعة سورة (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) خمساً وعشرين مرّةً، و(آية الكرسي) ثلاثَ مرّاتٍ.
الیوم الثالث:
وكانت فيه شهادة الإمام علي بن محمّد الهادي عَلَیْهِ السَّلَامُ وينبغي زيارته في هذا اليوم وسنذكر كيفيّة زيارته في الباب الثالث ص627.
وعن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أنّه قال: من صلّى في اليوم الثالث من رجب أربع ركعات يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وآية {وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ (163) إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (164) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ (165)}
الليلة الثالثة عشرة:
يُستحبّ أن يُصلَّى في كلِّ ليلة من الليالي البيض من الأشهر الثلاثة: رجب وشعبان ورمضان في الليلةِ الثالثة عشرة منها ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (يَس) مرّةً، وسورة (الملك) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّة، ويُصلَّى مثلها أربع ركعات بسلاميْنِ في الليلةِ الرابعة عشرة، وسنذكرها في محلّها، ويُصلِّي ستّ ركعات مثلها في الليلةِ الخامسة عشرة، وسنذكرها في محلّها.
ص: 257
فعن الإمام الصادق عَلَیْهِ السَّلَامُ: أنّه من فعل ذلك حاز فضل هذه الأشهر الثلاثة وغُفِرَ لهُ كلُّ ذنب سوى الشرك.
اليوم الثالث عشر:
هو أوّل الأيام البيض، وقد ورد للصيام في هذا اليوم واليومين بعده أجر جزيل، ومن أراد أن يعمل عمل أم داوود في يوم النصف، فليبدأ بصيام هذا اليوم، وكان في هذا اليوم على المشهور ولادة الإمام أمير المؤمنين (صَلَواتُ اللَّهِ وسَلامُهُ عَلَيهِ) في الكعبة بعد ثلاثين سنة من عام الفيل، فينبغي زيارته فيه، وسيأتي كيفيّة زيارته في باب الزيارات ص707.
الليلة الرابعة عشرة:
يُصلِّي أربع ركعات يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (يَس) مرّةً، وسورة (الملك) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّةً.
الليلة الخامسة عشر:
وهي ليلة شريفة وردت فيها أعمال:
الأوّل: الغُسل.
الثاني: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ وقد ورد في هذا اليوم ما تقدم من زيارته في الليلةِ الأولى من رجب وهي نفسها يُزار بها في هذه الليلة المباركة تقدمت ص241.
الثالث: يُصلِّي ستّ ركعات يسلّم بينَ كلِّ ركعتين، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (يَس) مرّةً، وسورة (الملك) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّةً.
الرابع: الصلاة اثنتا عشْرةَ ركعةً كما في الإقبال تسلّم بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ كلاًّ من سورة (الفاتحة)، وسورة (التوحيد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، وآية (الكرسي)، وسورة (القدر) أربع مرّات، ثم تسلّم وتقول بعد الفراغ أربع مرّات:
ص: 258
اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيَّاً .
ثم تدعو بما أحبَبْتَ.
ولكنَّ الشيخ (قدّس سرّه) رواها في المصباح بكيفيّتين أخريين: فروى عن داود بن سرحان عن أبي عبد الله عَلَیْهِ السَّلَامُ قال: تصلّي ليلة النصف من رجب اثنتَيْ عشْرةَ ركعة، تُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد)، وسورة، فإذا فرغتَ من الصلاة قرأت بعد ذلك كلاًّ من سورة (الحمد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، وسورة (التوحيد)، وآية (الكرسي)، أربع مرّات، وتقول بعد ذلك:
سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ . أربع مرّات.
ثم تقول:
اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً، وَما شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .
وتقول في ليلة سبع وعشرين مثله.
قال ابن أبي عمير وفي رواية أخرى: تقرأُ بعد الاثنتَيْ عشرة ركعة كلاًّ من سورة (الحمد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، وسورة (التوحيد)، وسورة (الكافرون) سبع مرّات.
وبعد ذلك تقول:
الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.
ثم تقول بعد ذلك:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَقْدِ عِزِّكَ عَلَى أَرْكَانِ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى رَحْمَتِكَ مِنْ
ص: 259
كِتَابِكَ وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ وَذِكْرِكَ الأَعْلَى الأَعْلَى الأَعْلَى وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ كُلِّهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَسْأَلُكَ مَا كَانَ أَوْفَى بِعَهْدِكَ وَأَقْضَى لِحَقِّكَ وَأَرْضَى لِنَفْسِكَ وَخَيْراً لِي فِي المَعَادِ عِنْدَكَ وَالمَعَادِ إِلَيْكَ أَنْ تُعْطِيَنِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ. وتسأل حاجتك.
وتدعو بعد ذلك بما أحبَبْت.
الخامس: إحياؤها بالعبادة كما قال العلاّمة المجلسيّ.
اليوم الخامس عشر:
وهو يوم مبارك وفيه أعمال:
الأوّل: الغُسل.
الثاني: زيارة الإمام الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ، فعن ابن أبي نصر أنّه قال: سأَلت أبا الحسن الرضا عَلَیْهِ السَّلَامُ في: أي شهر نزور الحسين عَلَیْهِ السَّلَامُ؟ قال:في النصف من رجب والنصف من شعبان.
وله في هذا اليوم زيارتان:
الزيارة الأولى: ما تقدم من زيارته يوم العشرين من صفر يوم الأربعين وهي زيارة جابر الأنصاري ص191.
الزيارة الثانية: ما تقدم من زيارته في الليلةِ الأولى من شهر رجب الواردة عن الشيخ المفيد ص241.
الثالث : صلاة عشر ركعات من صلاة سلمان.
وهي عشرُ ركعاتٍ يُسلِّمُ بعدَ كلِّ ركعتينِ، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، وسورة (الكافرون) ثلاثَ مرّاتٍ، فإذا سلَّم رفعَ يديهِ وقال:
ص: 260
لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
ثم يقول: إلهاً وَاحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً .
ثم يمسح وجهه بيده ويسأل حاجته.
الرابع:أن يُصلِّي أربع ركعات، فإذا سلّم بسط يده وقال:
اللّهُمَّ يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ وَيا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ، أَنْتَ كَهْفِي حِينَ تُعْيِينِي المَذاهِبُ وَأَنْتَ بارِئُ خَلْقِي رَحْمَةً بِي وَقَدْ كُنْتَ عَنْ خَلْقِي غَنِيّاً وَلَوْلا رَحْمَتُكَ لَكُنْتُ مِنَ الهالِكِينَ، وَأَنْتَ مُؤَيِّدِي بِالنَّصْرِ عَلى أَعْدائِي وَلَوْلا نَصْرُكَ إِيَّايَ لَكُنْتُ مِنَ المَفْضُوحِينَ، يا مُرْسِلَ الرَّحْمَةِ مِنْ مَعادِنِها وَمُنْشِيَ البَرَكَةِ مِنْ مَوَاضِعها يا مَنْ خَصَّ نَفْسَهُ بِالشّمُوخِ وَالرِّفْعَةِ فَأَوْلِياؤُهُ بِعِزِّهِ يَتَعَزَّزُونَ، وَيا مَنْ وَضَعَتْ لَهُ المُلُوكُ نِيرَ المَذَلَّةِ عَلى أَعْناقِهِمْ فَهُمْ مِنْ سَطَواتِهِ خائِفُونَ، أَسْأَلُكَ بِكَيْنُوِنَّيِتَك الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ كِبْرِيائِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِكِبْرِيائِكَ الَّتِي اشْتَقَقْتَها مِنْ عِزَّتِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ الَّتِي اسْتَوَيْتَ بِها عَلى عَرْشِكَ فَخَلَقْتَ بِها جَمِيعَ خَلْقِكَ فَهُمْ لَكَ مُذْعِنُونَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ .
وفي الحديث: ما دعا بهذا الدّعاء مكروب إِلاّ نفّس اللَّهُ كربته.
الخامس: صلاة اثنتَيْ عشْرةَ ركعةً.
قال الشيخ في (المصباح): روى الرّيّان بن الصَّلت قال: صام الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ لمّا كان ببغداد يوم النصف من رجب، ويوم سبع وعشرين منه، وصام جميع حشمه، وأمرنا أن نصلّي الصلاة التي هي اثنتا عشْرةَ ركعةً، تسلّم بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة، فإذا فرغتَ من
ص: 261
الصلاة قرأت سورة (الفاتحة) أربعاً، وسورة (التوحيد) أربعاً، وسورة (الفلق) أربعاً، وسورة (الناس) أربعاً، و( لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ) أربعاً، و( اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ) أربعاً، و( لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً ) أربعاً.
السادس: صلاة خمسين ركعة.
قال في الإقبال وجدتها في عمل رجب بإسناد متّصل إلى النبيّ (ص): أنَّ مَن صلّى في النصف من رجب يوم الخامس عشر عند ارتفاع النهار خمسينَ ركعةً، يُسلِّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعة سورة (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) مرّةً، وسورة (الفلق) مرّةً، وسورة (الناس) مرّة، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أُمّهُ، وحشر من قبره مع الشهداء ويدخل الجنّة مع النبيّين ولا يُعذَّبُ في القبرِ ويُرفَعُ عنه ضيقُ القبرِ وظلمتهُ وقامَ من قبرِهِ ووجهُهُ يتلألأُ.
السادس: عمل امّ داود
وهو أهم أعمال هذا اليوم، ومن آثاره قضاء الحوائج وكشف الكروب ودفع ظلم الظالمين، وصفته على ما أورده الشيخ في (المصباح): هي أنّ من أراد ذلك فليصم اليوم الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، فإذا كان عند الزوال من اليوم الخامس عشر اغتسل، فإذا زالت الشمس صلّى الظهر والعصر يحسن ركوعهما وسجودهما، وليكن في موضع خالٍ لا يشغله شاغل، ولا يكلّمه إنسان فإذا فرغ من الصلاة استقبل القبلة وقرأ سورة (الحمد) مائة مرّة، وسورة (التوحيد) مائة مرّة، وآية (الكرسي) عشر مرّات، ثم يقرأ بعد ذلك سورة (الأنعام)، وسورة (الإسراء)، وسورة (الكهف)، وسورة (لقمان)، وسورة (يَس)، وسورة (الصافات)، وسورة (فصلت)، وسورة (الشورى)، وسورة (الدخان)، وسورة (الفتح)، وسورة (الواقعة)، وسورة (الملك)، وسورة (القلم)، وسورة (الانشقاق)، وما بعدها إلى آخر القرآن، فإذا فرغ من ذلك قال وهو مستقبل القبلة:
ص: 262
صَدَقَ اللَّهُ العَظِيمُ الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ذُو الجَلالِ وَالإِكْرَامِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ الحَلِيمُ الكَرِيمُ الَّذِي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ البَصِيرُ الخَبِيرُ، شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَالمَلائِكَةُ وَأُولُو العِلْمِ قائِماً بِالقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَبَلَّغَتْ رُسَلُهُ الكِرامُ وَأَنا عَلى ذلِكَ مِنَ الشَّاهِدِينَ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ وَلَكَ المَجْدُ وَلَكَ العِزُّ وَلَكَ الفَخْرُ وَلَكَ القَهْرُ وَلَكَ النِّعْمَةُ وَلَكَ العَظَمَةُ وَلَكَ الرَّحْمَةُ وَلَكَ المَهابَةُ وَلَكَ السُّلْطانُ وَلَكَ البَهاءُ وَلَكَ الاِمْتِنانُ وَلَكَ التَّسْبِيحُ وَلَكَ التَّقْدِيسُ وَلَكَ التَّهْلِيلُ وَلَكَ التَّكْبِيرُ وَلَكَ ما يُرى وَلَكَ مالا يُرى وَلَكَ ما فَوْقَ السَّماواتِ العُلى وَلَكَ ما تَحْتَ الثَّرى وَلَكَ الأَرَضُونَ السُّفْلى وَلَكَ الآخِرَةُ وَالأُولى وَلَكَ ما تَرْضى بِهِ مِنَ الثَّناءِ وَالحَمْدِ وَالشُّكْرِ وَالنَّعْماءِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَبْرَئِيلَ أَمِينِكَ عَلى وَحْيِكَ وَالقَوِيِّ عَلى أَمْرِكَ وَالمُطاعِ فِي سَماواتِكَ وَمَحالِّ كَراماتِكَ المُتَحَمِّلِ لِكَلِماتِكَ النَّاصِرِ لِأَنْبِيَائِكَ المُدَمِّرِ لِأَعْدَائِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مِيكائِيلَ مَلَكِ رَحْمَتِكَ وَالمَخْلُوقِ لِرَأْفَتِكَ وَالمُسْتَغْفِرِ المُعِينِ لِأَهْلِ طاعَتِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى إِسْرافِيلَ حامِلِ عَرْشِكَ وَصاحِبِ الصُّورِ المُنْتَظِرِ لِأَمْرِكَ الوَجِلِ المُشْفِقِ مِنْ خِيْفَتِكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى حَمَلَةِ العَرْشِ الطَّاهِرينَ وَعَلى السَّفَرَةِ الكِرامِ البَرَرَةِ الطَّيِّبِينَ وَعَلى مَلائِكَتِكَ الكِرامِ الكاتِبِينَ وَعَلى مَلائِكَةِ الجِنانِ وَخَزَنَةِ النِّيْرانِ وَمَلَكِ المَوْتِ وَالأَعْوانِ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَبِينا آدَمَ بَدِيعِ فِطْرَتِكَ الَّذِي كَرَّمْتَهُ بِسُجُودِ مَلائِكَتِكَ وَأَبَحْتَهُ جَنَّتَكَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أُمِّنا حَوَّاءَ المُطَهَّرَةِ مِنَ الرِّجْسِ المُصَفَّاةِ مِنَ
ص: 263
الدَّنَسِ المُفَضَّلَةِ مِنَ الإنس المُتَرَدِّدَةِ بَيْنَ مَحالِّ القُدْسِ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى هابِيلَ وَشِيثَ وَإِدْرِيسَ وَنُوحٍ وَهُودٍ وَصالِحٍ وَإِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَيُوسُفَ وَالأَسْباطِ وَلُوطٍ وَشُعَيْبٍ وَأَيُّوبَ وَمُوسى وَهارُونَ وَيُوشَعَ وَمِيشا وَالخِضْرِ وَذِي القَرْنَيْنِ وَيُونُسَ وَإِلْياسَ وَاليَسَعَ وَذِي الكِفْلِ وَطَالُوتَ وَداودَ وَسُلَيْمانَ وَزَكَريَّا وَشَعْيا وَيَحْيى وَتُورَخَ وَمَتّى وَإِرْمِيا وَحَيْقُوقَ وَدانيالَ وَعُزَيْرٍ وَعِيسى وَشَمْعُونَ وَجِرْجِيسَ وَالحَوارِيِّينَ وَالأَتْباعِ وَخالِدٍ وَحَنْظَلَةَ وَلُقْمانَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَرَحِمْتَ وَبارَكْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الأَوْصِياءِ وَالسُّعَداءِ وَالشُّهَدَاءِ وَأَئِمَّةِ الهُدى، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الأَبْدالِ وَالأَوْتَادِ وَالسُّيَّاحِ وَالعُبّادِ وَالمُخْلِصِينَ وَالزُّهّادِ وَأَهْلِ الجِدِّ وَالاجْتِهادِ، وَاخْصُصْ مُحَمَّداً وَأَهْلَ بَيْتِهِ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ وَأَجْزَلِ كَراماتِكَ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ مِنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً وَزِدْهُ فَضْلاً وَشَرَفاً وَكَرَماً حَتّى تُبَلِّغَهُ أَعْلى دَرَجاتِ أَهْلِ الشَّرَفِ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ وَالأَفاضِلِ المُقَرَّبِينَ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مَنْ سَمَّيْتُ وَمَنْ لَمْ أُسَمِّ مِنْ مَلائِكَتِكَ وَأَنْبِيائِكَ ورُسُلِكَ وَأَهْلِ طاعَتِكَ وَأَوْصِلْ صَلَواتِي إِلَيْهِمْ وَإِلى أَرْواحِهِمْ وَاجْعَلْهُمْ إِخْوانِي فِيكَ وَأَعْوانِي عَلى دُعائِكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَيْكَ وَبِكَرَمِكَ إِلى كَرَمِكَ وَبِجُودِكَ إِلى جُودِكَ وَبِرَحْمَتِكَ إِلى رَحْمَتِكَ وَبِأَهْلِ طاعَتِكَ إِلَيْكَ، وَأَسْأَلُكَ اللّهُمَّ بِكُلِّ ما سَأَلَكَ بِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ مِنْ مَسْأَلَةٍ شَرِيفَةٍ غَيْرِ مَرْدُودَةٍ وَبِما دَعَوْكَ بِهِ مِنْ دَعْوةٍ مُجابَةٍ غَيْرِ مُخَيَّبَةٍ؛ يا
ص: 264
اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا حَلِيمُ يا كَرِيمُ يا عَظِيمُ يا جَلِيلُ يا مُنِيلُ يا جَمِيلُ يا كَفِيلُ يا وَكِيلُ يا مُقِيلُ يا مُجِيرُ يا خَبِيرُ يا مُنِيرُ يا مُبِيرُ يا مَنِيعُ يا مُدِيلُ يا مُحِيلُ يا كَبِيرُ يا قَدِيرُ يا بَصِيرُ يا شَكُورُ يا بَرُّ يا طُهْرُ يا طاهِرُ يا قاهِرُ يا ظاهِرُ يا باطِنُ يا ساتِرُ يا مُحيطُ يا مُقْتَدِرُ يا حَفِيظُ يا مُتَجَبِّرُ يا قَرِيبُ يا وَدُودُ يا حَمِيدُ يا مَجِيدُ يا مُبْدِئُ يا مُعِيدُ يا شَهِيدُ يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُنْعِمُ يا مُفْضِلُ يا قابِضُ يا باسِطُ يا هادِي يا مُرْسِلُ يا مُرْشِدُ يا مُسَدِّدُ يا مُعْطِي يا مانِعُ يا دافِعُ يا رافِعُ يا باقِي يا واقِي يا خَلاَّقُ يا وَهَّابُ يا تَوَّابُ يا فَتَّاحُ يا نَفَّاحُ يا مُرْتاحُ يا مَنْ بِيَدِهِ كُلُّ مِفْتاحٍ يا نَفَّاعُ يا رَؤُوفُ يا عَطُوفُ يا كافِي يا شافِي يا مُعافِي يا مُكافِي يا وَفِيُّ يا مُهَيْمِنُ يا عَزِيزُ يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ يا أحَدُ يا صَمَدُ يا نُورُ يا مُدَبِّرُ يا فَرْدُ يا وِتْرُ يا قُدُّوسُ يا ناصِرُ يا مُؤْنِسُ يا باعِثُ يا وارِثُ يا عالِمُ يا حاكِمُ يا بادِي يا مُتَعالِي يا مُصَوِّرُ يا مُسَلِّمُ يا مُتَحَبِّبُ يا قائِمُ يا دائِمُ يا عَلِيمُ يا حَكِيمُ يا جَوادُ يا بارِئُ يا بَارُّ يا سارُّ يا عَدْلُ يا فاصِلُ يا دَيَّانُ يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا سَمِيعُ يا بَدِيعُ يا خَفِيرُ يا مُعِينُ يا ناشِرُ يا غافِرُ يا قَدِيمُ يا مُسَهِّلُ يا مُيَسِّرُ يا مُمِيتُ يا مُحْيِي يا نافِعُ يا رازِقُ يا مُقْتَدِرُ يا مُسَبِّبُ يا مُغِيثُ يا مُغْنِي يا مُقْنِي يا خالِقُ يا راصِدُ يا واحِدُ يا حاضِرُ يا جابِرُ يا حافِظُ يا شَديدُ يا غِياثُ يا عائِدُ يا قابِضُ، يا مَنْ عَلا فَاسْتَعْلى فَكانَ بِالمَنْظَرِ الأَعْلى يا مَنْ قَرُبَ فَدَنا وَبَعُدَ فَنَأَى وَعَلِمَ السِّرَّ وَأَخْفى يا مَنْ إِلَيْهِ التَّدْبِيرُ وَلَهُ المَقادِيرُ وَيا مَنِ العَسِيرُ عَلَيْهِ سَهْلٌ يَسِيرٌ يا مَنْ هُوَ عَلى ما يَشاءُ قَدِيرٌ يا مُرْسِلَ الرِّياحِ يا فالِقَ الإِصْبَاحِ يا باعِثَ الأَرْواحِ يا ذا الجُودِ وَالسَّماحِ يا رادَّ ما
ص: 265
قَدْ فاتَ يا ناشِرَ الأَمْوَاتِ يا جامِعَ الشَّتاتِ يا رَازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ وَيا فاعِلَ ما يَشاءُ كَيْفَ يَشاءُ وَيا ذا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا حَيُّ حِينَ لاحَيُّ يا مُحْيِيَ المَوْتَى يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ بَدِيعُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ. يا إِلهِي وَسيِّدِي صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ وَبارِكْ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهِيمَ وَآلِ إِبْراهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَفَقْرِي وَانِفْرادِي وَوَحْدَتِي وَخُضُوعِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَاعْتِمادِي عَلَيْكَ وَتَضَرُّعِي إِلَيْكَ أَدْعُوكَ دُعاءَ الخاضِعِ الذَّلِيلِ الخاشِعِ الخائِفِ المُشْفِقِ البائِسِ المَهينِ الحَقِيرِ الجائِعِ الفَقِيرِ العائِذِ المُسْتَجِيرِ المُقِرِّ بِذَنْبِهِ المُسْتَغْفِرِ مِنْهُ المُسْتَكِينِ لِرَبِّهِ دُعاءَ مَنْ أَسْلَمَتْهُ ثِقَتُهُ وَرَفَضَتْهُ أَحِبَّتُهُ وَعظُمَتْ فَجِيعَتُهُ، دُعاءَ حَرِقٍ حَزِينٍ ضَعِيفٍ مَهِينٍ بائِسٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ بِكَ مُسْتَجِيرٍ، اللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بأَنَّكَ مَلِيكٌ وأَنَّكَ ما تَشاءُ مِنْ أَمْرٍ يَكُونُ وَأَنَّكَ عَلى ما تَشاءُ قَدِيرٌ، وَأَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذا الشَّهْرِ الحَرامِ والبَيْتِ الحَرامِ وَالبَلَدِ الحَرامِ وَالرُّكْنِ وَالمَقامِ وَالمَشاعِرِ العِظامِ وَبِحَقِّ نِبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ، يا مَنْ وَهَبَ لآدَمَ شِيثاً وَلإِبْراهِيمَ إِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيا مَنْ رَدَّ يُوسُفَ عَلى يَعْقُوبَ وَيا مَنْ كَشَفَ بَعْدَ البَّلاءِ ضُرَّ أَيُّوبَ يا رادَّ مُوسى عَلى أُمِّهِ وَزائِدَ الخِضْرِ فِي عِلْمِهِ وَيا مَنْ وَهَبَ لِداوُدَ سُلَيْمانَ وَلِزَكَرِيَّا يَحْيى وَلِمَرْيَمَ عِيسى يا حافِظَ بِنْتِ شُعَيْبٍ وَيا كافِلَ وَلَدِ أُمِّ مُوسى؛ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها وَتُجِيرَنِي مِنْ عَذابِكَ وَتُوجِبَ لِي رِضْوانَكَ وَأَمانَكَ وَإِحْسانَكَ
ص: 266
وَغُفْرانَكَ وَجِنانَكَ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تَفُكَّ عَنِّي كُلَّ حَلَقَةٍ بَيْنِي وَبَيْنَ مَنْ يُؤْذِينِي وَتَفْتَحَ لِي كُلَّ بابٍ وَتُلَيِّنَ لِي كُلَّ صَعْبٍ وَتُسَهِّلَ لِي كُلَّ عَسِيرٍ وَتُخْرِسَ عَنِّي كُلَّ ناطِقٍ بِشَرٍّ وَتَكُفَّ عَنِّي كُلَّ باغٍ وَتَكْبِتَ عَنِّي كُلَّ عَدُوٍّ لِي وَحاسِدٍ وَتَمْنَعَ مِنِّي كُلَّ ظالِمٍ وَتَكْفِيَني كُلَّ عائِقٍ يَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ حاجَتِي وَيُحاوِلُ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنِي وَبَيْنَ طاعَتِكَ وَيُثَبِّطَنِي عَنْ عِبادَتِكَ، يا مَنْ أَلْجَمَ الجِنَّ المُتَمَرِّدِينَ وَقَهَرَ عُتاةَ الشَّياطِينَ وَأَذَلَّ رِقابَ المُتَجَبِّرِينَ وَرَدَّ كَيْدَ المُتَسَلِّطِينَ عَنِ المُسْتَضْعَفِينَ؛ أَسْأَلُكَ بِقُدْرَتِكَ عَلى ما تَشاءُ وَتَسْهِيلِكَ لِما تَشاءُ كَيْفَ تَشاءُ أَنْ تَجْعَلَ قَضاءَ حاجَتِي فِيما تَشاءُ .
ثم اسجدْ على الأَرْضِ وعفِّرْ خدّيك وقُلْ: اللّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ وَبِكَ آمَنْتُ فارْحَمْ ذُلِّي وَفاقَتِي وَاجْتِهادِي وَتَضَرُّعِي وَمَسْكَنَتِي وَفَقْرِي إِلَيْكَ يا رَبِّ .
واجتهدْ أنْ تَسِحَّ عيناكَ ولَوْ بِقَدَرِ رأسِ الذبابةِ دموعاً، فإنَّ ذلكَ من علامةِ الإجابةِ.
اليوم الخامس والعشرون:
في هذا اليوم من سنة مائة وثلاث وثمانين كانت وفاة الإمام موسى بن جعفر عَلَیْهِ السَّلَامُ في بغداد، ولهُ منَ العمرِ خمسٌ وخمسونَ سنةً، وهو يوم تتجدّد فيهِ أحزانُ آلِ محمّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلَامُ وشيعتِهم وينبغي زيارتُه عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذا اليوم وسيأتي في البابِ الثالثِ كيفيّةُ زيارتهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ ص733.
الليلة السابعة والعشرون:
وهي ليلةُ المبعثِ النبوي الشريفِ وهي من الليالي المباركة وفيها أعمال:
الأوّل: قال الشيخُ في (المصباح): رُويَ عن الإمام أبي جعفر الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ
ص: 267
قال: إنَّ في رجبَ ليلةٌ هي خيرُ للناسِ ممّا طلعتْ عليه الشمسُ، وهي ليلةُ السابعِ والعشرينَ منهُ نُبِّيَ رسولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في صبيحتِها، وإنَّ للعاملِ فيها من شيعتِنا مثلَ أجرِ عملِ ستينَ سنةً.
قيل: وما العملُ فيها؟ قال: إذا صلَّيتَ العشاءَ ثمَّ أخذتَ مضجَعَكَ ثم استيقظتَ أيَّ ساعةٍ من ساعاتِ الليلِ كانتْ قبلَ منتصفِهِ صلّيتَ اثنتَيْ عشْرةَ ركعةً، تُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتينِ، تقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد)، وسورة خفيفة من المفصّل، والمفصّلُ هو من سورةِ (محمّد) صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إلى آخر القرآن، فإذا فرغْتَ مِنَ السلام بعد كلِّ ركعتين، تقرأ سورةَ (الحمد)، وسورةَ (الفلق)، وسورةَ (الناس)، وسورةَ (التوحيد)، وسورةَ (الكافرون)، وسورةَ (القدر)، وآية (الكرسي)، كلاًّ منها سبعاً وتقول بعد ذلك كلّه؛
الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَعاقِدِ عِزِّكَ عَلى أَرْكانِ عَرْشِكَ وَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأَعْظَمِ وَذِكْرِكَ الأَعْلى الأَعْلى الأَعْلى وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ .
ثم ادعُ بما شئت.
الثاني: الغُسل في هذه الليلة.
الثالث: قد مرّت عند ذكر ليلة النصف من رجب صلاةٌ تُصلّى أيضاً في هذه الليلة وهي اثنتَا عَشْرةَ ركعةً، تُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتينِ، تقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد)، وسورة، فإذا فرغتَ من الصلاة كلِّها قرأتَ سورةَ (الحمد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، وسورة (التوحيد)، و آية (الكرسي)، أربع مرّات، وتقول بعد ذلك:
ص: 268
سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أربع مرّات.
ثم تقول:
اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً وَما شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .
وقال ابنُ أبي عُمَيْرٍ وفي رواية أُخرى: تقرأ بعدَ الاثنتَيْ عشْرةَ ركعة سورةَ (الحمد)، وسورةَ (الفلق)، وسورةَ (الناس)، وسورةَ (التوحيد)، وسورةَ (الكافرون)، سَبع مرّاتٍ.
وبعد ذلكَ تقولُ:
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً.
ثم تقولُ بعدَ ذلكَ:
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَقْدِ عِزِّكَ عَلَى أَرْكَانِ عَرْشِكَ وَمُنْتَهَى رَحْمَتِكَ مِنْ كِتَابِكَ وَاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَذِكْرِكَ الأَعْلَى وَكَلِمَاتِكَ التَّامَّاتِ كُلِّهَا أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَسْأَلُكَ مَا كَانَ أَوْفَى بِعَهْدِكَ وَأَقْضَى لِحَقِّكَ وَأَرْضَى لِنَفْسِكَ وَخَيْراً لِي فِي المَعَادِ عِنْدَكَ وَالمَعَادِ إِلَيْكَ أَنْ تُعْطِيَنِي السَّاعَةَ السَّاعَةَ... وتدعو بعدَ ذلكَ بما أحبَبْتَ.
الرابع: زيارةُ الإمام أميرِ المؤمنينَ عَلَیْهِ السَّلَامُ وهي أفضلُ أعمالِ هذهِ الليلةِ، وله عَلَیْهِ السَّلَامُ في هذهِ الليلةِ زياراتٌ ثلاثٌ.
الزيارة الأولى : الزيارَةُ الرَجَبِيّةُ:
وقد تقدّمتْ في أعمالِ شهرِ رجب العامّةِ، وهيَ زيارةٌ يُزارُ بها كلٌّ منَ المشاهدِ المشرّفةِ في شهرِ رجب وقد عدَّها صاحبُ كتابِ (المزار القديم)
ص: 269
والشيخ محمّد بن المشهديّ من زيارات ليلة المبعث المخصوصة، وقالا: صلِّ بعدَها للزيارةِ ركعتيْن، ثم ادعُ بما شئتَ وقد تقدَّمتْ ص235.
الزيارة الثانية : زيارة السلام على أبي الأئمّة
وهي زيارة صفوان الجمّال لأمير المؤمنين. كما رواها في البحار:
السَّلامُ عَلَيْكَ يَا أَبَا الأَئِمَّةِ، وَمَعْدِنَ الْوَحْيِ وَالنُّبُوَّةِ، وَالْمَخْصُوصَ بِالأُخُوَّةِ، السَّلامُ عَلَى يَعْسُوبِ الدِّينِ والإِيمَانِ، وَكَلِمَةِ الرَّحْمانِ، وَكَهْفِ الأَنَامِ، السَّلاَمُ عَلَى مِيزَانِ الأعْمَالِ ومُقَلِّبِ الأَحْوَالِ وَسَيْفِ ذِي الْجَلاَلِ، السَّلاَمُ عَلَى صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ، وَوَارِثِ عِلْمِ النَّبِيّينَ، وَالْحَاكِمِ يَوْمَ الدِّينِ، السَّلاَمٌ عَلَى شَجَرَةِ التَّقْوَى، وَسَامِعِ السّرِّ وَالنَّجْوَى، وَمُنْزِلِ المَنِّ والسَّلْوَى، السَّلاَمُ عَلَى حُجَّةِ اللَّهِ الْبَالِغَةِ وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ، وَنِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ، السَّلاَمُ عَلَى إِسْرَائِيلَ الأُمَّةِ، وَبَابِ الرَّحْمَةِ وَأَبِي الأَئِمَّةِ، السَّلاَمُ عَلَى صِراطِ اللَّهِ الْواضِحِ، وَالنَّجْمِ اللاَّئِحِ، وَالإِمامِ النَّاصِحِ، وَالزَّنادِ القَادِحِ، السَّلامُ عَلَى وَجْهِ اللَّهِ الَّذِي مَنْ آمَنَ بِهِ أَمِنَ، السَّلامُ عَلَى نَفْسِ اللَّهِ تَعَالَى القَائِمَةِ فِيهِ بِالسُّنَنِ، وَعَيْنِهِ الَّتِي مَنْ عَرَفَهَا يَطْمَئِنُّ، السَّلامُ عَلَى أُذُنِ اللَّهِ الوَاعِيَةِ فِي الأُمَمِ، ويَدِهِ البَاسِطَةِ بِالنِّعَمِ، وَجَنْبِهِ الَّذي مَنْ فَرَّطَ فِيهِ نَدِمَ، أَشْهَدُ أَنَّكَ مُجَازِيَ الخَلْقِ، وَشَافِعُ الرِّزْقِ، وَالْحَاكِمُ بِالْحَقِّ، بَعَثَكَ اللَّهُ عَلَماً لِعِبَادِهِ، فَوَفَيْتَ بِمُرَادِهِ، وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ، فَصَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمْ وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْكُمْ، فَالْخَيرُ مِنْكَ وَإِلَيْكَ، عَبْدُكَ الزَّائِرُ لِحَرَمِكَ، اللاَّئِذُ بِكَرَمِكَ، الشَّاكِرُ لِنِعَمِكَ، قَد هَرَبَ إِلَيْكَ مِنْ ذُنُوبِهِ، وَرَجاكَ لِكَشْفِ كُرُوبِهِ فَأَنْتَ سَاتِرُ عُيُوبِهِ، فَكُنْ لِي إِلَى اللَّهِ سَبِيلاً، وَمِنَ النَّارِ مُقِيلاً، وَلِمَا أَرْجُو فِيكَ
ص: 270
كَفِيلاً أَنْجُو نَجَاةَ مَنْ وَصَلَ حَبْلَهُ بِحَبْلِكَ، وَسَلَكَ بِكَ إِلَى اللَّهِ سَبِيلاً فَأَنْتَ سَامِعُ الدُّعاءِ وَوَلِيُّ الجَزَاءِ، عَلَيْنَا مِنْكَ التسَّلاَمُ، وأَنْتَ السيِّدُ الكَرِيمُ وَالإِمامُ العَظِيمُ، فَكُنْ بِنَا رَحِيماً يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ، والسَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.
الزيارة الثالثة : زيارة أوردها الشيخُ المفيدُ والسيّدُ والشهيدُ بهذهِ الكيفيّةِ: إذا أردتَ زيارةَ الأميرِ عَلَیْهِ السَّلَامُ في ليلةِ المبعثِ أو يومهِ فقفْ على بابِ القُبَّةِ الشريفةِ مقابلَ قبرهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ وقُلْ:
أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ وَأَنَّ الأَئِمَّةَ الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجُ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ .
ثم ادخلْ وقفْ عند القبرِ مستقبلاً القبرَ، والقبلةُ وراءَ ظهركَ وقُلْ: ( اللَّهُ أَكْبَرُ ) مائةَ مرّةٍ ثم قُلْ:
السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ آدَمَ خَلِيفَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ نُوحٍ صَفْوَةِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ إِبْراهِيمَ خَلِيلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ مُوسى كَلِيمِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عِيْسى رُوحِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ مُحَمَّدٍ سَيِّدِ رُسُلِ اللَّهِ، السَّلامُ عَلَيكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إِمامَ المُتَّقِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا سَيِّدَ الوَصِيِّينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وَصِيَّ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ، السَّلامُ عَلَيكَ يا وارِثَ عِلْمِ الأوّلِينَ وَالآخِرِينَ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَبَأُ العَظِيمُ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الصِّراطُ المُسْتَقِيمُ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها المُهَذَّبُ الكَرِيمُ، السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الوَصِيُّ التَّقِيُّ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ،
ص: 271
السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها البَدْرُ المُضِيءُ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها الصِّدِّيقُ الأَكْبَرُ، السَّلامُ عَلَيكَ أيُّها الفارُوقُ الأعْظَمُ السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها السِّراجُ المُنِيرُ، السَّلامُ عَلَيكَ يا إِمامَ الهُدى، السَّلامُ عَلَيكَ يا عَلَمَ التُّقى، السَّلامُ عَلَيكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ الكُبْرى، السَّلامُ عَلَيكَ يا خاصَّةَ اللَّهِ وَخالِصَتَهُ وَأَمِينَ اللَّهِ وَصَفْوَتَهُ وَبابَ اللَّهِ وَحُجَّتَهُ وَمَعْدِنَ حُكْمِ اللَّهِ وَسِرَّهُ وَعَيْبَةَ عِلْمِ اللَّهِ وَخازِنَهُ وَسَفِيرَ اللَّهِ فِي خَلْقِهِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَاتَّبَعْتَ الرَّسُولَ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ، وَبَلَّغْتَ عَنِ اللَّهِ وَوَفَيْتَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَتَمَّتْ بِكَ كَلِماتُ اللَّهِ وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهادِهِ وَنَصَحْتَ للَّهِ وَلِرَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ صابِراً مُحْتَسِباً مُجاهِداً عَنْ دِينِ اللَّهِ مُوَقِّياً لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ طالِباً ما عِنْدَ اللَّهِ راغِباً فِيما وَعَدَ اللَّهُ وَمَضَيْتَ لِلَّذِي كُنْتَ عَلَيْهِ شَهِيداً وَشاهِداً وَمَشْهُوداً، فَجَزاكَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنِ الإسلامِ وَأَهْلِهِ مِنْ صِدِّيقٍ أَفْضَلَ الجَزاءِ. أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ أَوَّلَ القَوْمِ إِسْلاماً وَاَخْلَصَهُمْ إِيماناً وَأَشَدَّهُمْ يَقِيناً وَأَخْوَفَهُمْ للَّهِ وَأَعْظَمَهْم عَناءً وَأَحْوَطَهُمْ عَلى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَأَفْضَلَهُمْ مَناقِبَ وَأَكْثَرَهُمْ سَوابِقَ وَأَرْفَعَهُمْ دَرَجَةً وَأَشْرَفَهُمْ مَنْزِلَةً وَأَكْرَمَهُمْ عَليْهِ؛ فَقَوِيْتَ حِينَ وَهَنُوا وَلَزَمْتَ مِنْهاجَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ خَلِيفَتَهُ حَقّاً لَمْ تُنازَعْ بِرَغْمِ المُنافِقِينَ وَغَيْظِ الكافِرِينَ وَضِغْنِ الفاسِقِينَ وَقُمْتَ بِالأمْرِ حِينَ فَشِلُوا وَنَطَقْتَ حِينَ تَتَعْتَعُوا وَمَضَيْتَ بِنُورِ اللَّهِ إِذْ وَقَفُوا، فَمَنْ اتَّبَعَكَ فَقَدْ اهْتَدى، كُنْتَ أَوَّلَهُمْ كَلاماً وَأَشَدَّهُمْ خِصاماً وَأَصْوَبَهُمْ مَنْطِقاً وأَسَدَّهُمْ رَأْياً وَأَشْجَعَهُمْ قَلْباً وَأَكْثَرَهُمْ
ص: 272
يَقِيناً وَأَحْسَنَهُمْ عَمَلاً وَأَعْرَفَهُمْ بِالأُمُورِ، كُنْتَ لِلْمُؤْمِنِينَ أَباً رَحِيماً إِذْ صارُوا عَلَيكَ عِيالاً فَحَمَلْتَ أَثْقالَ ما عَنْهُ ضَعُفُوا وَحَفِظْتَ ما أَضاعُوا وَرَعَيْتَ ما أَهْمَلُوا وَشَمَّرْتَ إِذْ جَبَنُوا وَعَلَوْتَ إِذْ هَلَعُوا وَصَبَرْتَ إِذْ جَزَعُوا، كُنْتَ عَلى الكافِرِينَ عَذاباً صَبّاً وَغِلْظَةً وَغَيْظاً وَلِلْمُؤْمِنِينَ غَيْثاً وَخِصْباً وَعِلْماً، لَمْ تُفْلَلْ حُجَّتُكَ وَلَمْ يَزِغْ قَلْبُكَ وَلَمْ تَضْعُفْ بَصِيرَتُكَ وَلَمْ تَجْبُنْ نَفْسُكَ، كُنْتَ كَالجَبَلِ لا تُحَرِّكُهُ العَواصِفُ وَلا تُزِيلُهُ القَواصِفُ. كُنْتَ كَما قالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: قَوِيّاً فِي بَدَنِكَ مُتَواضِعاً فِي نَفْسِكَ عَظِيماً عِنْدَ اللَّهِ كَبِيراً فِي الأَرضِ جَلِيلاً فِي السَّمَاءِ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدٍ فِيكَ مَهْمَزٌ وَلا لِقائِلٍ فِيكَ مَغْمَزٌ وَلا لِخَلْقٍ فِيكَ مَطْمَعٌ وَلا لِأَحَدٍ عِنْدَكَ هَوادَةٌ يُوجَدُ الضَّعِيفُ الذَّلِيلُ عِنْدَكَ قَوِيّاً عَزِيزاً حَتّى تَأْخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ وَالقَوِيُّ العَزِيزُ عِنْدَكَ ضَعِيفاً حَتّى تَأْخُذَ مِنْهُ الحَقَّ، القَرِيبُ وَالبَعِيدُ عِنْدَكَ فِي ذلِكَ سَواءٌ، شَأْنُكَ الحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ وَقَوْلُكَ حُكْمٌ وَحَتْمٌ وَأَمْرُكَ حِلْمٌ وَعَزْمٌ وَرأْيُكَ عِلْمٌ وَحَزْمٌ. اعْتَدَلَ بِكَ الدِّينُ وَسَهُلَ بِكَ العَسِيرُ وَأُطْفِأَتْ بِكَ النِّيرانُ وَقَوِيَ بِكَ الإيمانُ وَثَبَتَ بِكَ الإسْلامُ، وَهَدَّتْ مُصِيبَتُكَ الأنامُ، فَإِنَّا للَّهِ وَإِنَّا إإِلَيْهِ راجِعُونَ. لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ خالَفَكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنِ افْتَرى عَلَيكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ظَلَمَكَ وَغَصَبَكَ حَقّكَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ، إِنَّا إِلَى اللَّهِ مِنْهُمْ بُراءُ، لَعَنَ اللَّهُ أُمَّةً خالَفَتْكَ وَجَحَدَتْ وِلايَتَكَ وَتَظاهَرَتْ عَلَيكَ وَقَتَلَتْكَ وَحادَتْ عَنْكَ وَخَذَلَتْكَ، الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي جَعَلَ النَّارَ مَثْواهُمْ وَبِئْسَ الوِرْدُ المَوْرُودُ. أَشْهَدُ لَكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ وَوَلِيَّ رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِالبَلاغِ وَالأَداءِ،
ص: 273
وَأَشْهَدُ أَنَّكَ جَنْبُ اللَّهِ وَبابُهُ وَأَنَّكَ حَبِيبُ اللَّهِ وَوَجْهُهُ الَّذِي مِنْهُ يُؤْتى وَأَنَّكَ سَبِيلُ اللَّهِ وَأَنَّكَ عَبْدُ اللَّهِ وَأَخُو رَسُولِهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؛ أَتَيْتُكَ زائِراً لِعَظِيمِ حالِكَ وَمَنْزِلَتِكَ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ مُتَقَرِّباً إِلَى اللَّهِ بِزِيارَتِكَ راغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفاعَةِ، أَبْتَغِي بِشَفاعَتِكَ خَلاصَ نَفْسِي مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ النَّارِ هارِباً مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْرِي فَزِعاً إِلَيْكَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبِّي، أَتَيْتُكَ أَسْتَشْفِعُ بِكَ يا مَوْلايَ إِلَى اللَّهِ وَأَتَقَرَّبُ بِكَ إِلَيْهِ لِيَقْضِيَ حَوائِجِي فَاشْفَعْ لِي يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ إِلَى اللَّهِ فَإِنِّي عَبْدُ اللَّهِ وَمَوْلاكَ وَزائِرُكَ وَلَكَ عِنْدَ اللَّهِ المَقامُ المَعْلُومُ وَالجاهُ العَظِيمُ وَالشَّأْنُ الكَبِيرُ وَالشَّفاعَةُ المَقْبُولَةُ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَصَلِّ عَلى عَبْدِكَ وَأَمِينِكَ الأَوْفى وَعُرْوَتِكَ الوُثْقى وَيَدِكَ العُلْيا وَكَلِمَتِكَ الحُسْنى وَحُجَّتِكَ عَلى الوَرى وَصِدِّيقِكَ الأَكْبَرِ، سَيِّدِ الأَوْصِيَاءِ وَرُكْنِ الأَوْلِياءِ وَعِمادِ الأصْفِياءِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَيَعْسُوبِ المُتَّقِينَ وَقُدْوَةِ الصِّدِّيقِينَ وَإِمامِ الصَّالِحِينَ، المَعْصُومِ مِنَ الزَّلَلِ وَالمَفْطُومِ مِنَ الخَلَلِ وَالمُهَذَّبِ مِنَ العَيْبِ وَالمُطَهَّرِ مِنَ الرَّيْبِ، أَخِي نَبِيِّكَ وَوَصِيِّ رَسُولِكَ وَالبائِتِ عَلى فِراشِهِ وَالمُواسِي لَهُ بِنَفْسِهِ وَكاشِفِ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ الَّذِي جَعَلْتَهُ سَيْفاً لِنُبوَّتِهِ وَمُعْجِزاً لِرِسالَتِهِ وَدَلالَةً وَاضِحَةً لِحُجَّتِهِ وَحامِلاً لِرايَتِهِ وَوِقايَةً لِمُهْجَتِهِ وَهادياً لأُِمَّتِهِ وَيَداً لِبَأْسِهِ وَتاجاً لِرَأْسِهِ وَباباً لِنَصْرِهِ وَمِفْتاحاً لِظَفَرِهِ، حَتّى هَزَمَ جُنُودَ الشِّرْكِ بَأَيْدِكِ وَأَبادَ عَساكِرَ الكُفْرِ بِأَمْرِكَ وَبَذَلَ نَفْسَهُ فِي مَرْضاتِكَ وَمَرْضاةِ رَسُولِكَ وَجَعَلَها وَقْفاً عَلى طاعَتِهِ وَمِجَنّاً دُونَ نَكْبَتِهِ، حَتّى فاضَتْ نَفْسُهُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِي كَفِّهِ وَاسْتَلَبَ بَرْدَها وَمَسَحَهُ عَلى وَجْهِهِ وَأَعانَتْةُ مَلائِكَتُكَ
ص: 274
عَلى غُسْلِهِ وَتَجْهِيزِهِ وَصَلّى عَلَيْهِ وَوَارَى شَخْصَهُ وَقَضَى دَيْنَهُ وَأَنْجَزَ وَعْدَهُ وَلَزِمَ عَهْدَهُ وَاحْتَذى مِثالَهُ وَحَفِظَ وَصِيَّتَهُ. وَحِينَ وَجَدَ أَنْصاراً نَهَضَ مُسْتَقِلاًّ بِأَعْباءِ الخِلافَةِ مُضْطَلِعاً بِأَثْقالِ الإِمامةِ فَنَصَبَ رايَةَ الهُدى فِي عِبادِكَ وَنَشَرَ ثَوْبَ الأَمْنِ فِي بِلادِكَ وَبَسَطَ الَعْدَلَ فِي بَرِيَّتِكَ وَحَكَمَ بِكِتابِكَ فِي خَلِيقَتِكَ وَأَقامَ الحُدُودَ وَقَمَعَ الجُحُودَ وَقَوَّمَ الزَّيْغَ وَسَكَّنَ الغَمْرَةَ وَأَبادَ الفَتْرَةَ وَسَدَّ الفُرْجَةَ وَقَتَلَ النَّاكِثَةَ وَالقاسِطَةَ وَالمارِقَةَ، وَلَمْ يَزَلْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَوَتِيرَتِهِ وَلُطْفِ شاكِلَتِهِ وَجَمالِ سِيرَتِهِ، مُقْتَدِياً بِسُنَّتِهِ مُتَعَلِّقاً بِهِمَّتِهِ مُباشِراً لِطَريِقَتِهِ وَأَمْثِلَتُهُ نَصْبُ عَيْنَيْهِ يَحْمِلُ عِبادَكَ عَلَيْها وَيَدْعُوهُمْ إِلَيْها إِلى أَنْ خُضِّبَتْ شَيْبَتُهُ مِنْ دَمِ رَأْسِهِ. اللّهُمَّ فَكَما لَمْ يُؤْثِرْ فِي طاعَتِكَ شَكّاً عَلى يَقِينٍ وَلَمْ يُشْرِكْ بِكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ؛ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً زاكِيَةً نامِيَةً يَلْحَقُ بِها دَرَجَةَ النُّبُوَّةِ فِي جَنَّتِكَ وَبَلِّغْهُ مِنّا تَحِيَّةً وَسَلاماً وَآتِنا مِنْ لَدُنْكَ فِي مُوالاتِهِ فَضْلاً وَإِحْساناً وَمَغْفِرَةً وَرِضْواناً إِنَّكَ ذُو الفَضْلِ الجَسِيمِ بَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
ثم قبِّل الضريح وضع خدَّكَ الأيمنَ عليهِ ثمَّ الأيسرَ ومِلْ إلى القبلةِ وصلِّ صلاةَ الزيارة وادْعُ بما بدا لكَ بعدَها وقُلْ بعدَ تسبيحِ الزهراء عَلَيْهَا السَّلَامُ:
اللّهُمَّ إِنَّكَ بَشَّرْتَنِي عَلى لِسانِ نَبِيِّكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَقُلْتَ: وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ، اللّهُمَّ وَإِنِّي مُؤْمِنٌ بِجَمِيعِ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ فَلا تَقِفْنِي بَعْدَ مَعِرَفَتِهِمْ مَوْقِفاً تَفْضَحُنِي فِيهِ عَلى رِؤُوسِ الأَشْهَادِ بَلْ قِفْنِي مَعَهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلى التَّصْدِيقِ بِهِمْ، اللّهُمَّ وَأَنْتَ خَصَصْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ وَأَمَرْتَنِي باتِّباعِهِم، اللّهُمَّ وَإِنِّي عَبْدُكَ وَزائِرُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِزِيارَةِ أَخِي رَسُولِكَ وَعَلى كُلِّ
ص: 275
مَأْتِيٍّ وَمَزُورٍ حَقٌّ لِمَنْ أَتاهُ وَزارَهُ وَأَنْتَ خَيْرُ مَأتِيٍّ وَأَكْرَمُ مَزُورٍ فَأَسْأَلُكَ يا اللَّهُ يا رَحْمنُ يا رَحِيمُ يا جَوادُ يا ماجِدُ يا أحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ وَلَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ تُحْفَتَكَ إِيَّايَ مِنْ زِيارَتِي أَخا رَسُولِكَ فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يُسارِعُ فِي الخَيْراتِ وَيَدْعُوكَ رَغَباً وَرَهَباً وَتَجْعَلَنِي لَكَ مِنَ الخاشِعِينَ. اللّهُمَّ إِنَّكَ مَنَنْتَ عَلَيَّ بِزِيارَةِ مَوْلايَ عَلِيٍّ بْنِ أَبِي طالِبٍ وَوِلايَتِهِ وَمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِي مِمَّنْ يَنْصُرُهُ وَيَنْتَصِرُ بِهِ وَمُنَّ عَلَيَّ بِنَصْرِكَ لِدِينِكَ، اللّهُمَّ وَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَتِهِ وَتَوَفَّنِي عَلى دِينِهِ، اللّهُمَّ أَوْجِبْ لِي مِنَ الرَّحْمَةِ وَالرِّضْوانِ وَالمَغْفِرَةِ وَالإحْسانِ وَالرِّزْقِ الواسِعِ الحَلالِ الطَيِّبِ ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَالحَمْدُ للَّهِ رَبِّ العالَمِينَ.
فإذا أردتَ ودَاعَهُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فقِفْ عليهِ وقُلْ:
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا تَاجَ الأَوْصِيَاءِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَارِثَ الأَنْبِيَاءِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَأْسَ الصِّدِّيقِينَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَابَ الأَحْكَامِ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رُكْنَ المَقَامِ أَسْتَوْدِعُكَ اللَّهَ وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلاَمَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُوْلِ وَبِمَا جاءَ بِهِ وَدَعا إِلَيْهِ وَدَلَّ عَلَيْهِ اللَّهُمَّ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ، اللَّهُمَّ فَلا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيّاهُ وَلاَ تَحْرِمْنِي ثَوابَ مَنْ زَارَهُ وَاسْتَعْمِلْنِي بِالَّذِي افْتَرَضْتَ لَهُ عَلَيَّ وَارْزُقْنِي العَوْدَ إِلَيْهِ فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُمْ أَعْلامُ الْهُدَى وَالْعُرْوَةُ الْوُثْقَى وَالْكَلِمَةُ العُلْيَا وَالحُجَّةُ العُظْمَى وَالنُّجُومُ العُلَى وَالعُذْرُ البَالِغُ بَيْنَكَ وَبَيْنَ خَلْقِكَ وَأَشْهَدُ أَنَّ مَنْ رَدَّ ذَلِكَ أَسْفَلَ دَرَكِ الجَحِيمِ، اللَّهُمَّ
ص: 276
وَاجْعَلْنِي مِنْ وَفْدِهِ المُبَارَكِينَ وَزُوَّارِهِ المُخْلِصِينَ وَشِيعَتِهِ الصَّادِقِينَ وَمَوَالِيهِ المَيَامِينَ وَأَنْصَارِهِ المُكَرَّمِينَ وَأَصْحَابِهِ المُؤَيَّدِينَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي أَكْرَمَ وَافِدٍ وَأَفْضَلَ وَارِدٍ وَأَنْيَلَ قَاصِدٍ قَصْدَكَ إِلَى هَذا الحَرَمِ الكَرِيمِ وَالمَقَامِ العَظِيمِ وَالمَنْهَلِ الجَلِيلِ الَّذِي أَوْجَبْتَ فِيهِ غُفْرَانَكَ وَرَحْمَتَكَ، اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَأُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلاَئِكَتِكَ أَنَّ الَّذِي سَكَنَ هذَا الرَّمْسَ وَهذا الضَّرِيحَ طُهْرٌ مُقَدَّسٌ مُنْتَجَبٌ وَصِيٌّ مَرْضِيٌّ، طُوبَى لَكِ مِنْ تُرْبَةٍ ضَمِنْتِ كَنْزاً مِنَ الخَيْرِ وَشِهَاباً مِنَ النُّوْرِ وَيَنْبُوعَ الحِكْمَةِ وَعَيْناً مِنَ الرَّحْمَةِ وَمَبْلَغَ الحُجَّةِ، أَنَا أَبْرَأُ إِلى اللَّهِ مِنْ قَاتِلِكَ وَالنَّاصبِينَ وَالمُعِينِينَ عَلَيْكَ وَالمُحَارِبِينَ لَكَ، اللَّهُمَّ ذَلِّلْ قُلُوبَنا لَكَ بِالطَّاعَةِ وَالْمُناصَحَةِ وَالْمُوالاةِ وَحُسْنِ الْمُؤازَرَةِ وَالتَّسْلِيمِ حَتَّى نَسْتَكْمِلَ بِذلِكَ طاعَتَكَ وَنَبْلُغْ بِهِ مَرْضَاتِكَ وَنَسْتَوْجِبُ ثَوَابَكَ وَرَحْمَتَكَ، اللَّهُمَّ وَفِّقْنا لِكُلِ مَقامٍ مَحْمُودٍ وَاقْلُبْنِي مِنْ هذَا الحَرَمِ لِكُلِّ خَيْرٍ مَوْجُودٍ يا ذا الجَلالِ وَالإِكْرامِ أُوَدِّعُكَ يَا مَوْلاَيَ يَا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَدَاعَ مَحْزُوْنٍ عَلَى فِرَاقِكَ لاَ جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ عَهْدِي مِنْكَ وَلاَ زِيَارَتِي لَكَ إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ وَالسَلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ.
ثم استقبِل القبلةَ وابْسطْ يديكَ وقُلْ:
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَبْلِغْ عَنّا الوصِيَّ الخَليفةَ وَالدَّاعِي إِلَيْكَ وَإِلَى دَارِ السَّلام صِدِّيقَكَ الأَكْبَرَ فِي الإِسْلامِ وَفارُوقَكَ بَيْنَ الحَقِّ وَالباطِلِ وَنُورَكَ الظَّاهِرَ وَلِسَانَكَ النَّاطِقَ بِأَمْرِكَ بِالْحَقِّ المُبِينِ وَعُرْوَتَكَ الوُثْقَى وَكَلِمَتَكَ العُلْيا وَوَصِيَّ رَسُولِكَ المُرْتَضَى عَلَمَ الدِّينِ وَمَنَارَ المُسْلِمِينَ وَخاتَمَ الوَصِيِّينَ وَسَيِّدَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ أَمِيرَ
ص: 277
المُؤْمِنِينَ وَإِمَامَ المُتَّقِينَ وَقَائِدَ الغُرِّ المُحَجَّلِينَ صَلاَةً تَرْفَعُ بِهَا ذِكْرَهُ وَتُحْيِي بِهَا أَمْرَهُ وتُظْهِرُ بِها دَعْوَتَهُ وَتَنْصُرُ بِهَا ذُرِّيَّتَهُ وَتُفْلِجُ بِها حُجَّتَهُ وَتُعْطِيهِ بَصِيرَتَهُ اللَّهُمَّ وَاجْزِهِ عَنّا خَيْرَ جَزَاءِ المُكْرَمِينَ وَاعْطِهِ سُؤْلَهُ يا رَبَّ العَالَمِينَ فَإِنّا نَشْهَدُ أنَّهُ قَدْ نَصَحَ لِرَسُولِكَ وَهَدَى إِلَى سَبِيلِكَ وَقَامَ بِحَقِّكَ وَصَدَعَ بِأَمْركَ وَلَمْ يَجُرْ فِي حُكْمِكَ وَلَمْ يَدْخُلْ فِي ظُلْمٍ وَلْمْ يَسْعَ فِي إِثْمٍ وَأَنَّهُ أخُو رَسُولِكَ وَأَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ وَاتَّبَعَهُ وَنَصَرَهُ وَأَنَّهُ وَصِيُّهُ وَوَارثُ عِلْمِهِ وَمَوْضِعُ سِرِّهِ وأَحَبُّ الخَلْقِ إِلَيْهِ فَأَبْلِغْهُ عَنّا السَّلامَ وَرُدَّ عَلَيْنَا مِنْهُ السَّلامَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.
الخامس:دعاء ليلة المبعث:
قال الكفعميّ في كتاب (البلد الأمين)، أدعُ في ليلة المبعث ويومه بهذا الدّعاء:
اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالتَجَلِّي الأَعْظَمِ فِي هذِهِ اللَيْلَةِ مِنَ الشَّهْرِ المُعَظَّمِ وَالمُرْسَلِ المُكَرَّمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَغْفِرَ لَنا ما أَنْتَ بِهِ مِنَّا أَعْلَمُ يا مَنْ يَعْلَمُ وَلا نَعْلَمُ، اللّهُمَّ بارِكْ لَنا فِي لَيْلَتِنا هذِهِ الَّتِي بِشَرَفِ الرِّسالَةِ فَضَّلْتَها وَبِكَرامَتِكَ أَجْلَلْتَها وَبِالمَحَلِّ الشَّرِيفِ أَحْلَلْتَها اللّهُمَّ فَإَنَّا نَسأَلُكَ بِالمَبْعَثِ الشَّرِيفِ وَالسَيِّدِ اللَّطِيفِ وَالعُنْصُرِ العَفِيفِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تَجْعَلَ أَعْمالَنا فِي هذِهِ اللَيْلّةِ وَفِي سائِرِ اللَيالِي مَقْبُولَةً وَذُنُوبَنا مَغْفُورَةً وَحَسَناتِنا مَشْكُورَةً وَسيِّئاتِنا مَسْتُورَةً وَقُلُوبَنا بِحُسْنِ القَوْلِ مَسْرُورَةً وَأَرْزاقَنا مِنْ لَدُنْكَ باليُسْرِ مَدْرُورَةً، اللّهُمَّ إِنَّكَ تَرى وَلا تُرى وَأَنْتَ بِالمَنْظَرِ الأَعْلى وَإِنَّ إِلَيْكَ الرُّجْعى وَالمُنْتَهى وَإِنَّ لَكَ المَماتَ وَالمَحْيا وَإِنَّ لَكَ الآخِرَةَ وَالأوّلى، اللّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى
ص: 278
وَأَنْ نَأْتِيَ ما عَنْهُ تَنْهى، اللّهُمَّ إِنَّا نَسأَلُكَ الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ وَنَسْتَعِيذُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَعِذْنا مِنْها بِقُدْرَتِكَ، وَنَسْأَلُكَ مِنَ الحُورِ العِينِ فَارْزُقْنا بِعِزَّتِكَ وَاجْعَلْ أَوْسَعَ أَرْزاقِنا عِنْدَ كِبَرِ سِنِّنا وَأَحْسَنَ أَعْمالِنا عِنْدَ اقْتِرابِ آجالِنا، وَأَطِلْ فِي طاعَتِكَ وَما يُقَرِّبُ إِلَيْكَ وَيُحْظى عِنْدَكَ وَيُزْلِفُ لَدَيْكَ أَعْمارَنا وَأَحْسِنْ فِي جَميعِ أَحْوالِنا وَأُمُورِنا مَعْرِفَتَنا وَلا تَكِلْنا إِلى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ فَيَمُنَّ عَلّيْنا وَتَفَضَّلْ عَلَيْنا بِجَمِيعِ حَوائِجِنا لِلْدُنْيا وَالآخرةِ وَابْدأْ بآبائِنا وَأَبْنائِنا وَجَمِيعِ إِخْوانِنا المُؤْمِنِينَ فِي جَمِيعِ ما سَأَلْناكَ لأَنْفُسِنا يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ وَمُلْكِكَ القَدِيمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَغْفِرَ لَنا الذَّنْبَ العَظِيمَ إِنَّهُ لا يَغْفِرُ العَظِيمَ إِلاّ العَظِيمُ، اللّهُمَّ وَهذا رَجَبٌ المُكَرَّمُ الَّذِي كَرَّمْتَنا بِهِ أَوَّلَ أَشْهُرِ الحَرامِ أَكْرَمْتَنا بِهِ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، فَلَكَ الحَمْدُ يا ذا الجُودِ وَالكَرَمِ، فَأَسأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَجَلِّ الأَكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ، وَأَنْ تَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالآمِلِينَ فِيهِ لِشَفاعَتِكَ، اللّهُمَّ اهْدِنا إِلى سَواءِ السَّبِيلِ وَاجْعَلْ مَقِيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ وَمُلْكٍ جَزِيلٍ فَإنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ، اللّهُمَّ اقْلِبْنا مُفْلِحِينَ مُنْجِحِينَ غَيْرَ مَغْضُوبٍ عَلَيْنا وَلا ضالِّينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ وَبِواجِبِ رَحْمَتِكَ السَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالنَّجاةَ مِنَ النَّارِ، اللّهُمَّ دَعاكَ الدَّاعُونَ وَدَعَوْتُكَ وَسَأَلَكَ السَّائِلُونَ وَسَأَلْتُكَ وَطَلَبَ إِلَيْكَ
ص: 279
الطالِبُونَ وَطَلَبْتُ إِلَيْكَ، اللّهُمَّ أَنْتَ الثِّقَةُ وَالرَّجاءُ وَإِلَيْكَ مُنْتَهى الرَّغْبَةِ وَالدُّعاءِ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ اليَقِينَ فِي قَلْبِي وَالنُّورَ فِي بَصَرِي وَالنَّصِيحَةَ فِي صَدْرِي وَذِكْرَكَ بِالليْلِ وَالنَّهارِ عَلى لِسانِي وَرِزْقاً وَاسِعاً غَيْرَ مَمْنُونٍ وَلا مَحْظُورٍ فَارْزُقْنِي وَبارِكْ لِي فِيما رَزَقْتَنِي وَاجْعَلْ غِنايَ فِي نَفْسِي وَرَغْبَتِي فِيما عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
ثم اسجدْ وقُلْ: الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي هَدانا لِمَعْرِفَتِهِ وَخَصَّنا بِولايَتِهِ وَوَفَّقَنا لِطاعَتِهِ .
ثم قُلْ: (شُكْراً شُكْراً ) مائةَ مرّةٍ.
ثم ارفعْ رأسَكَ من السجودِ وقُلْ:
اللّهُمَّ إِنِّي قَصَدْتُكَ بِحاجَتِي وَاعْتَمَدْتُ عَلَيْكَ بِمَسْأَلَتِي وَتَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِأَئِمَّتِي وَسادَتِي، اللّهُمَّ انْفَعْنا بِحُبِّهِمْ وَأَوْرِدْنا مَوْرِدَهُمْ وَارْزُقْنا مُرافَقَتَهُمْ وَأَدْخِلْنا الجَنَّةَ فِي زُمْرَتِهمْ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .
اليوم السابع والعشرون:
وهوَ يومُ المبعثِ الشريفِ، وهو عيدٌ من الأعيادِ العظيمةِ وفيه كانتْ بعثةُ النبيِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، وهبوطُ جبرئيلِ عليه صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بالرسالةِ، ومن الأعمالِ الواردةِ فيه:
الأوّل: الغُسل.
الثاني: الصيام، وهذا اليوم أحدُ الأيامِ الأَرْبعةِ التي خُصَّت بالصيامِ بينَ أيّام السنة، ويعدلُ صومَ هذا اليومِ صيامَ سبعينَ سنةً.
الثالث: الإكثارُ من الصلاةِ على محمّدٍ وآلِ محمّدٍ.
الرابع:زيارة النبيّ وزيارة أمير المؤمنين عليهما وآلهما السلام، وقد تقدّمت
ص: 280
زيارة النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عن بعد ص193، وزيارات الأمير الثلاث في ليلة المبعث ص269. وسيأتي في الباب الثالث زيارة النبي صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ في المدينة ص691.
الخامس: قال الشيخ في (المصباح): روى الرّيان بن الصَّلت قال: صام الجواد عَلَیْهِ السَّلَامُ لما كان ببغداد يوم النصف من رجب، ويوم سبع وعشرين منه، وصام جميع حشمه وأمرنا أن نصلي الصلاة التي هي اثنتا عشْرةَ ركعةً، تسلّم بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) وسورة، فإذا فرغتَ من الصلاة قرأت سورة (الفاتحة) أربعاً، وسورة (التوحيد) أربعاً، وسورة (الفلق) أربعاً، وسورة (الناس) أربعاً، و( لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا حَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ) أربعاً، و( اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ) أربعاً، و( لا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً) أربعاً.
السادس: روى الشيخ أيضاً عن أبي القاسم حسين بن روح (رضي الله عنه) قال: تصلّي في هذا اليوم اثنتَيْ عشْرةَ ركعةَ، تُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، تقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) وما تيسّرَ من السور، وتتشهّد وتسلّم وتجلس، وتقول بين كلّ ركعتين:
الحَمْدُ للَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً، يا عُدَّتِي فِي مُدَّتِي يا صاحِبي فِي شِدَّتِي يا وَلِيِّي فِي نِعْمَتِي يا غِياثِي فِي رَغْبَتِي يا نَجاحِي فِي حاجَتِي يا حافِظِي فِي غَيْبَتِي يا كافِيَّ فِي وَحْدَتِي يا أُنْسِي فِي وَحْشَتِي، أَنْتَ الساتِرُ عَوْرَتِي فَلَكَ الحَمْدُ وَأَنْتَ المُقِيلُ عَثَرتِي فَلَكَ الحَمْدُ، وَأَنْتَ المُنْعِشُ صَرْعَتِي فَلَكَ الحَمْدُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاسْتُرْ عَوْرَتِي وَآمِنْ رَوْعَتِي وَأَقِلْنِي عَثْرَتِي وَاصْفَحْ عَنْ جُرْمِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي فِي أَصْحابِ الجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كانُوا يُوعَدُونَ .
ص: 281
فإذا فرغتَ من الصلاةِ والدّعاءِ قرأتَ كلاًّ من سورة (الفاتحة)، وسورة (التوحيد)، وسورة (الفلق)، وسورة (الناس)، وسورة (الكافرون)، وسورة (القدر)، وآية (الكرسي)، سبع مرّات، ثم تقول:
لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ للَّهِ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ سبعَ مرّاتٍ.
ثم تقول: اللَّهُ اللَّهُ رَبِّي لا أُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً سبعَ مرّاتٍ.
وتدعو بما أحبَبْتَ.
السابع:دعاء يوم المبعث:
في (مصباح المتهجّد) أنّه يُستحبُّ الدّعاءُ في هذا اليومِ بهذا الدّعاء:
يا مَنْ أَمَرَ بِالعَفْوِ وَالتَّجاوُزِ وَضَمَّنَ نَفْسَهُ العَفْوَ وَالتَّجاوُزَ يا مَنْ عَفا وَتَجاوَزَ اعْفُ عَنِّي وَتَجاوَزْ يا كَرِيمُ، اللّهُمَّ وَقَدْ أَكْدى الطَّلَبُ وَأَعْيَتِ الحِيلَةُ وَالمَذْهَبُ وَدَرَسَتِ الآمَالُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ إِلاّ مِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ، اللّهُمَّ إِنِّي أَجِدُ سُبُلَ المَطالِبِ إِلَيْكَ مُشْرَعَةً وَمَناهِلَ الرَّجاءِ لَدّيْكَ مُتْرَعَةً وَأبْوابَ الدُّعاءِ لِمَنْ دَعاكَ مُفَتَّحَهً وَالاِسْتِعانَةَ لِمَنْ اسْتَعانَ بِكَ مُباحَةً، وَأعْلَمُ أَنَّكَ لِداعِيكَ بِمَوْضِعِ إِجابَةٍ وَلِلْصَّارِخِ إِلَيْكَ بِمِرْصَدِ إِغاثَةٍ وَأَنَّ فِي اللَّهَفِ إِلى جُودِكَ وَالضَّمانِ بِعِدَتِكَ عِوَضاً مِنْ مَنْعِ الباخِلِينَ وَمَنْدُوحَةً عَمَّا فِي أَيْدِي المُسْتَأْثِرِينَ، وَأَنَّكَ لا تَحْتَجِبُ عَنْ خَلْقِكَ إِلاّ أَنْ تَحْجُبَهُمُ الأعْمالُ دُونَكَ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّ أَفْضَلَ زادِ الرَّاحِلِ إِلَيْكَ عَزْمُ إِرادَةٍ يَخْتارُكَ بِها وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الإِرَادَةِ قَلْبِي، وَأَسْأَلُكَ بِكُلِّ دَعْوَةٍ دَعاكَ بِها راجٍ بَلَّغْتَهُ أَمَلَهُ أَوْ صارِخٍ إِلَيْكَ أَغَثْتَ صَرْخَتَهُ أَوْ مَلْهُوفٍ مَكْرُوبٍ فَرَّجْتَ كَرْبَهُ أَوْ مُذْنِبٍ خاطِئٍ غَفَرْتَ لَهُ أَوْ
ص: 282
مُعافىً أَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ عَلَيْهِ أَوْ فَقِيرٍ أَهْدَيتَ غِناكَ إِلَيْهِ وَلِتِلْكَ الدَّعْوَةِ عَلَيْكَ حَقٌّ وَعِنْدَكَ مَنْزِلَةٌ؛ إِلاّ صَلَّيْتَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَقَضَيْتَ حَوائِجِي حَوائِجَ الدُّنْيا وَالآخرةِ، وَهذا رَجَبٌ المُرَجَّبِ المُكَرَّمِ الَّذِي أَكْرَمْتَنَا بِهِ أَوَّلَ أَشْهُرِ الحُرُمِ أَكْرَمْتَنَا بِهِ مِنْ بَيْنِ الأُمَمِ، يَا ذَا الجُودِ والكرمِ، فَنَسْأَلُكَ بِهِ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَعْظَمِ الأَجَلِّ الأكْرَمِ الَّذِي خَلَقْتَهُ فَاسْتَقَرَّ فِي ظِلِّكَ فَلا يَخْرُجُ مِنْكَ إِلى غَيْرِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ وَتَجْعَلَنا مِنَ العامِلِينَ فِيهِ بِطاعَتِكَ وَالآمِلِينَ فِيهِ بِشَفاعَتِكَ (لإِجَابَتِكَ)، اللّهُمَّ وَاهْدِنا إِلى سَواءِ السَّبِيلِ وَاجْعَلْ مَقِيلَنا عِنْدَكَ خَيْرَ مَقِيلٍ فِي ظِلٍّ ظَلِيلٍ فَإِنَّكَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الوَكِيلُ، وَالسَّلامُ عَلى عِبادِهِ المُصْطَفَيْنَ وَصَلَواتُهُ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ، اللّهُمَّ وَبارِكْ لَنا فِي يَوْمِنا هذا الَّذِي فَضَّلْتَهُ وَبِكَرامَتِكَ جَلَّلْتَهُ وَبِالمَنْزِلِ العَظِيمِ الأَعْلَى أَنْزَلْتَهُ صَلِّ عَلى مَنْ فِيهِ إِلى عِبادِكَ أَرْسَلْتَهُ وَبِالمَحَلِّ الكَرِيمِ أَحْلَلْتَهُ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً دائِمَةً تَكُونُ لَكَ شُكْراً وَلَنا ذُخْراً وَاجْعَلْ لنا مِنْ أَمْرِنا يُسْراً وَاخْتِمْ لَنا بِالسَّعادَةِ إِلى مُنْتَهى آجالِنا وَقَدْ قَبِلْتَ اليَسِيرَ مِنْ أَعْمالِنا وَبَلَّغْتَنا بِرّحْمَتِكَ أَفْضَلَ آمالِنا، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ .
الثامن: قال في (الإقبال) قُلْ: ( اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالتَّجَلِّي الأَعْظَمِ ...) الدّعاء الذي قَدْ مرَّ على روايةِ الكفعميّ في الليلةِ السابعةِ والعشرينَ ص278.
اليوم الأخير:وفيه أعمال:
الأوّل: الغُسل.
الثاني: الصيامُ فإنَّه يوجبُ غفرانَ الذنوبِ ما تقدّمَ منها وما تأخّرَ.
ص: 283
الثالث: يُصلِّي فيه عشرَ ركعاتٍ من صلاةِ سلمان.
وهيَ عشرُ ركعاتٍ يُسلِّمُ بعدَ كلِّ ركعتينِ، ويقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ، وسورة (الكافرون) ثلاثَ مرّاتٍ، فإذا سلَّم رفعَ يديهِ وقال:
لا إِلهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
ثم يقول: وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ .
ثم يمسح وجهه بيده ويسأل حاجته.
صلوات ليالي شهر رجب كما رواها الكفعميّ في مصباحه قال:
ذكر السيدُ رضيُّ الدين عليٌّ بن طاووس في كتابهِ مصباحُ الزائرينَ هذه الصلواتِ رواها سلمان الفارسيّ عن النبيّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ.
الليلة الأولى: ثلاثونَ ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وسورة (الكافرون)، و(التوحيد) ثلاثاً.
غفرَ اللَّهُ لهُ ذنوبه، وبرئَ من النفاقِ، وكُتِب من المصلِّيَن إلى السنةِ المقبلةِ.
الليلة الثانية: عشرُ ركعاتٍ، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الكافرون) مرّةً.
وثوابُهُ كما مرَّ في الليلةِ الأولى.
الليلة الثالثة: عشرُ ركعاتٍ، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(النصر) خمسَ مرّاتٍ.
ص: 284
بنى اللَّهُ تعالى له قصراً في الجنَّةِ وذلك القصرُ أوسعُ من الدنيا سبعَ مرّاتٍ، ونودي بالبشارة بمرافقة النبيّين والصدّيقين والشهداء والصالحين.
الليلة الرابعة: مائةَ ركعة، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّةً، و(الفلق) مرّةً، وفى الركعة الثانية سورة (الحمد) مرّةً، و(الناس) مرّةً.
نزلَ من كلِّ سماءٍ ملكٌ يكتبونَ ثوابَهُ إلى يومِ القيامة... الخبر.
الليلة الخامسة: ستّ ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلّ ركعةٍ سورة (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) خمساً وعشرينَ مرّةً.
أُعْطِيَ ثواب أربعين نبياً... الخبر.
الليلة السادسة: ركعتان، يقرأُ في كلِّ منهما سورة (الحمد) مرّةً، و(آية الكرسي) سبع مرّات.
نودي أنت وليّ اللَّهِ حقاً حقاً... الخبر.
الليلة السابعة: أربع ركعاتِ، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد)، و(الفلق)، و(الناس) ثلاثاً، فإذا سلَّم من كلِّ ركعتين قال بعد السلام: (اللَّهمَّ صلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ) عشراً، و قال: (سُبْحَانَ اللَّهِ وَالحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ واللَّهُ أَكْبَرُ) عشراً.
ظلَّلهُ اللَّهُ تعالى في ظلِّ عرشه وأعطاهُ ثوابَ مَن صامَ شهرَ رمضان... الخبر.
الليلة الثامنة: عشرونَ ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الكافرون)، و(التوحيد)، و(الفلق)، و(الناس) ثلاثاً.
أعطاهُ اللَّهُ ثوابَ الشاكرينَ والصابرينَ... الخبر.
ص: 285
الليلة التاسعة: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التكاثر) خمسَ مرّاتٍ.
لمْ يَقُمْ حتى يغفرَ لهُ... الخبر.
الليلة العاشرة: اثنتا عشْرةَ ركعةً بعد صلاة المغرب، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) ثلاثَ مرّاتٍ.
رفعَ اللَّهُ لَهُ قصراً في الجنَّةِ... الخبر.
الليلة الحادية عشرة: اثنتا عشْرةَ ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وآية (الكرسي) اثنتيْ عشرةَ مرّةً.
كانَ كمَنْ قرأَ كلَّ كتابٍ أنزلَهُ اللَّهُ ونودي استأنف العملَ فقد غُفِر لك.
الليلة الثانية عشرة: ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وآية {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ } عشر مرات.
أُعْطِيَ ثواب الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر الخبر.
الليلة الثالثة عشرة: عشر ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في الركعةِ الأولى سورة (الحمد) مرّةً، و(العاديات) مرّةً، وفى الركعة الثانية منها سورة (الحمد) مرّةً، و(التكاثر) مرّةً.
غُفِر له وإنْ كانَ عاقاًالخبر.
الليلة الرابعة عشرة: ثلاثون ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ
ص: 286
ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) مرّةً، وآية {قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاَ يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا } مرّةً واحدةً.
غفرت له ذنوبه.
اليلة الخامسة عشرة والسادسة عشرة والسابعة عشرة: ثلاثون ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين يقرأ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و (التوحيد) عشر مرّات.
أُعْطِیَ ثواب سبعین شهیداً.
الليلة الثامنة عشرة: ركعتین، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورَةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) مرّةً، و(الفلق) عشر مرّاتٍ، و(الناس) عشر مرّات.
غُفِرَتْ ذنوبه... الخبر.
الليلة التاسعة عشرة: أربعَ ركعاتٍ، يسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتينِ، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(آية الكرسي) خمس عشرة مرّةً، و(التوحيد) خمس عشرة مرّةً.
أُعطِي كثوابِ موسى عَلَیْهِ السَّلَامُ... الخبر.
الليلة العشرون: ركعتانِ، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورَةَ (الحمد) مرّةً، و(القدر) خمسَ مرّات.
أُعطِي ثواب إبراهيم وموسى وعيسى عَلَیْهِ السَّلَامُ وأَمِنَ من شرِّ الثقلينِ ونظرَ اللَّهُ إليه بالمغفرة.
الليلة الحادية والعشرون: ستّ ركعات، يسلِّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الكوثر) عشر مرّات، و(التوحيد) عشر مرّات.
لم يُكتَب عليه ذنب سنة الخبر.
الليلة الثانية والعشرون: ثماني ركعات، يسلِّم بين كلِّ ركعتين، يقرأُ
ص: 287
في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الكافرون) سبع مرّات، وبعد أن يسلم من كلِّ ركعتين يقول: (اللَّهمَّ صلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ) عشر مرّات، ثم (يستغفر اللَّه) عشر مرّات.
لم يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه في الجنَّةِ، ويموت على الاسلام، ويكون له أجر سبعين نبياً... الخبر.
الليلة الثالثة والعشرون: ركعتان، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الضحى) خمسَ مرّاتٍ.
أُعطِىَ بكلِّ حرف وبكلِّ كافر وكافرة درجةً في الجنَّةِ... الخبر.
الليلة الرابعة والعشرون: أربعون ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) مرّةً.
كتب اللَّهُ له ألفاً من الحسنات ومحا عنه من السيّئات، ورفع له من الدرجات كذلك... الخبر.
الليلة الخامسة والعشرون: عشرونَ ركعةً، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين بين المغرب والعشاء، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، وآية {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِيْنَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلاَنَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ}
حفظه اللَّهُ ونفسه... الخبر.
ص: 288
الليلة السادسة والعشرون: اثنتا عشرة، ركعة يسلِّم بينَ كلِّ ركعتين، يقرا في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً،و(التوحيد) أربعينَ مرّةً.
صافحته الملائكة الخبر.
الليلة السابعة والعشرون والثامنة والعشرون والتاسعة والعشرون: اثنتَا عشْرةَ ركعة، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(الأعلى) عشر مرّات، و(القدر) عشر مرّات، وبعد أن يسلم (يُصلِّي على النبيّ وآله) مائة مرّة و(يستغفر اللَّه) مائة مرّة.
يكتب له ثواب عبادة الملائكة.
الليلة الثلاثون: عشر ركعات، يُسلِّمُ بينَ كلِّ ركعتين، يقرأُ في كلِّ ركعةٍ سورةَ (الحمد) مرّةً، و(التوحيد) إحدى عشرة مرّةً.
أُعطِيَ في جنّة الفردوس سبع مدن.
ص: 289
الثامن: أعمال شهر شعبان
اشارة
وما ورد في هذا الشهر الشريف من الأعمال نوعان:
النوع الأوّل: أعمالٌ عامّة؛ تؤتى ف