سيرة الإمام علي في ضوء روايات كتاب المناقب للخوارزمي الحنفي

اشارة

مصدر الفهرسة: IQ-KaPLI ara IQ-KaPLI rda

رقم تصنيف LC: BP37.4 .M83 M3085 2019

المؤلف الشخصي: الجبوري، علاء حسين خليف – مؤلف.

العنوان: سيرة الامام علي عليه السلام : دراسة تاريخية في ضوء روايات كتاب المناقب للخوارزمي الحنفي ت 576 ه - 1172 م /

بيان المسؤولية: تأليف علاء حسين خليف الجبوري ؛ تقديم السيد نبيل الحسني الكربلائي.

بيانات الطبع: الطبعة الاولى.

بيانات النشر: كربلاء، العراق : العتبة الحسينية المقدسة، مؤسسة علوم نهج البلاغة، 2019 / 1440 للهجرة.

الوصف المادي: 376 صفحة ؛ 24 سم.

سلسلة النشر: (العتبة الحسينية المقدسة ؛ 655 ).

سلسلة النشر: (مؤسسة علوم نهج البلاغة ؛ 173 ).

سلسلة النشر : (الرسائل والاطاريح الجامعية، وحدة العلوم التاريخية ؛ 39 ).

تبصرة ببليوجرافية: يتضمن هوامش، لائحة المصادر (الصفحات 325 - 371 ).

موضوع شخصي: الموفق المكي، الموفق بن أحمد بن محمد، حوالي 568 - 484 للهجرة – كتاب المناقب.

موضوع شخصي: علي بن أبي طالب (عليه السلام) الامام الاول، 23 قبل الهجرة- 40 للهجرة – سيرة.

موضوع شخصي: علي بن أبي طالب (عليه السلام) الامام الاول، 23 قبل الهجرة- 40 للهجرة – فضائل.

مصطلح موضوعي: أهل بيت الرسول (عليهم السلام) – فضائل.

مؤلف اضافي: نقد ل- (عمل) : الموفق المكي، الموفق بن أحمد بن محمد، حوالي 568 - 484 للهجرة – كتاب المناقب.

مؤلف اضافي: الحسني، نبيل، 1384 للهجرة- -- مقدم.

اسم هيئة اضافي: العتبة الحسينية المقدسة (كربلاء، العراق). مؤسسة علوم نهج البلاغة. جهة مصدرة

عنوان اضافي: كتاب المناقب.

تمت الفهرسة قبل النشر في مكتبة العتبة الحسينية

ص: 1

اشارة

سيرة الامام علي عليه السلام :

دراسة تاريخية في ضوء روايات كتاب المناقب للخوارزمي الحنفي

ت 576 ه - 1172 م

ص: 2

سلسلة الرسائل والأطاريح الجامعية

وحدة العلوم التاريخية (39)

سيرة الامام علي عليه السلام :

دراسة تاريخية

في ضوء روايات كتاب المناقب للخوارزمي الحنفي

ت 576 ه - 1172 م /

تأليف علاء حسين خليف الجبوري ؛ تقديم السيد نبيل الحسني الكربلائي.

مؤسسة علوم نهج البلاغة

في العتبة الحسينية المقدسة

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة

العتبة الحسينية المقدسة

الطبعة الأولى

1440 ه- - 2019 م

_____________________________________

العراق - كربلاء المقدسة -مجاور مقام علي الأكبر عليه السلام

مؤسسة علوم نهج البلاغة

هاتف: 07728243600 - 07815016633

الموقع الألكتروني: www.inahj.org

الإيميل: Info@Inahj.org

_____________________________________

تنويه:

إن الأفكار والآراء المذكورة في هذا الكتاب تعبر عن وجهة نظر كاتبها، ولا تعبر

بالضرورة عن وجهة نظر العتبة الحسينية المقدسة

تخلي العتبة الحسينية المقدسة مسؤوليتها عن أي انتهاك لحقوق الملكية الفكرية

ص: 4

بسم اللّه الرحمن الرحيم

﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾

صدق اللّه العلي العظيم

(سورة المائدة: الآية 55)

ص: 5

ص: 6

الإهداء

إلى... المضحين بأنفسهم يا من تركتم المال والعيال لينعم بلدنا بالأمان شهداء الحشد الشعبي والقوات الأمنية.

إلى... أستاذي الفاضل الاستاذ الدكتور عبد الستار نصيف جاسم العامري، هذا جهدك نما وترعرع بين يديك الكريمتين.

إلى... روح الغائب الحاضر أخي بهاء (طيب اللّه ثراه).

إلى... الحبيب الذي لا حبه دنس ولا مودته عيب ونكران، إلى الذي بسط يده ومد جسده لتيسير اليسير في الدرب العسير (أبي العزيز).

إلى... نور العين وبيت الأمان والقلب الكبير ومنهل الحنان (أمي العزيزة) برًا واعتزازًا.

إلى... من أشُد بهم أزْري وسَنَدي وقاربَ نجاتي في الحياة (إخوتي).

إلى... من صبرت معي وشاركتني الصعاب (زوجتي).

إلى... قرة عيني وثمرة حياتي وفلذة كبدي (ابنتي العزيزة).

إلى... عموم أهلي وأصدقائي أهدي هذا الجهد المتواضع

الباحث

ص: 7

ص: 8

بسم اللّه الرحمن الرحيم

مقدمة المؤسسة

الحمد للّه على ما أنعم وله الشكر بما ألهم والثناء بما قدم، من عموم نعم ابتدأها وسبوغ آلاء أسداها، وتمام منن والاها، والصلاة والسلام على خیر الخلق أجمعین محمد وآله الطاهرين.

أما بعد:

فلم يزل كلام أمیر المؤمنین (علیه السلام) منهلاً للعلوم من حيث التأسيس والتبيین ولم يتقصر الأمر على علوم اللغة العربية أو العلوم الإنسانية، بل وغيرها من العلوم التي تسیر بها منظومة الحياة وإن تعددت المعطيات الفكرية، إلا أن التأصيل مثلما يجري في القرآن الكريم الذي ما فرط اللّه فيه من شيء كما جاء في قوله تعالى: ﴿مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ﴾، كذا نجد يجري مجراه في قوله تعالى: ﴿وَكُلَّ شَيْءٍأحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِینٍ﴾، غاية ما في الأمر أن أهل الاختصاصات في العلوم كافة حينما يوفقون للنظر في نصوص الثقل يجدون ما تخصصوا فيه حاضرًا وشاهدًا فيهما ، أي في القرآن الكريم وحديث العترة النبوية (علیهم السلام) فيسارعون وقد أخذهم الشوق لإرشاد العقول إلى تلك السنن والقوان والقواعد والمفاهيم والدلالات في القرآن الكريم والعترة النبوية.

من هنا ارتأت مؤسسة علوم نهج البلاغة أن تتناول تلك الدراسات الجامعية

ص: 9

المختصة بعلوم نهج البلاغة وبسیرة أمیر المؤمنین الإمام علي بن أبي طالب (علیه السلام)وفكره ضمن سلسلة علمية وفكرية موسومة ب-(سلسلة الرسائل والأطاريح الجامعية) التي يتم عبرها طباعة هذه الرسائل وإصدارها ونشرها في داخل العراق وخارجه، بغية إيصال هذه العلوم الأكاديمية إلى الباحثین والدارسین وإعانتهم على تبین هذا العطاء الفكري والانتهال من علوم أمیر المؤمنین علي (علیه السلام) والسیر على هديه وتقديم رؤى علمية جديدة تسهم في إثراء المعرفة وحقولها المتعددة.

وما هذه الدراسة الجامعية التي بین أيدينا لنيل شهادة الدكتوراه في فلسفة الآداب في التاريخ الإسلامي إلا واحدة من تلك الدراسات التي وفق صاحبها للغوص في بحر علم أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب (علیه السلام) فقد أذن له بالدخول إلى مدينة علم النبوة والتزود منها بغية بيان أثر تلك النصوص العلوية في الإثراء المعرفي والتأصيل العلمي ، إذ عمد الباحث إلى الكشف عن سیرة أمیر المؤمنین (علیه السلام) في أحد المصادر التي تختص بذك المناقب، وقد درس الباحث الأحوال الاجتماعية التي تختص بأمیر المؤمنین (علیه السلام) والأحوال العلمية، إضافة إلى بيان منزلته (علیه السلام) في الحياة الإسلامية، وبيان دوره السياسي والعسكري وما اشتملت عليه حياته الشريفة من مآثر ومناقب.

فجزى اللّه الباحث غير الجزاء فقد بذل جهده وعلى اللّه أجره.

والحمد للّه رب العالمين.

السيد نبيل الحسني الكربلائي

رئيس مؤسسة علوم نهج البلاغة

ص: 10

مقدمة

نطاق البحث واستعراض المصادر والمراجع

الحمد للّه رب العالمین ، الآمر بالعدل والإحسان، والصلاة والسلام على سيد المرسلين الهادي إلى الحق، والى صراط اللّه المستقيم، ومن دعا بدعوته وسار على نهجها إلى يوم الدين.

أما بعد:

فقد أيد اللّه تعالى رسوله محمداً (صلی اللّه علیه و آله و سلم) برجال أمنوا باللّه ورسوله، فكانوا جنوده الميامین بحماية الدين، ورسله الذين نقلوا الإسلام إلى الناس أجمعین ، واستحقوا أن يكونوا خیر أمة أخرجت للناس كما أخبرنا اللّه تعالى عنهم؛ إذ تجلت فيهم كفايات متميزة في مختلف المجالات، ومن هؤلاء الإمام علی بن أبي طالب (علیه السلام)، صاحب المواقف العظيمة في خدمة الإسلام والمسلمين.

فقد تربَّى (علیه السلام) في كنف الرسول العظيم (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحظي برعايته واهتمامه منذ سني نشأته الأولى، فكان له من الفضائل التي أشار إليها الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى الحد الذي جعله فيه وصيَّه وأخاه استنادًا إلى قوله الشريف «أنت مني بمنزلة هارون من موسى غیر أنه لا نبي بعدي »(1) وقوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أنت أخي في الدنيا والآخرة »(2)

ص: 11


1- (1) مسلم، صحيح مسام، 4/ 1870.
2- (2) الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، 3/ 38 .

وغيرها من الأحاديث الشريفة التي تؤكد هذه المنزلة الخاصة للإمام علي (علیه السلام)، ودراستنا كانت بعنوان «سیرة الإمام علي(علیه السلام) دراسة تاريخية في ضوء روايات كتاب المناقب للموفق الخوارزمي الحنفي (ت 568 ه-/ 11 72 م)».

أما السبب الذي شدني لاختيار هذا الموضوع هو إحساسي بالحاجة الماسة إلى تلمس السیرة العطرة، والمناقب الحميدة التي تمثل القدوة والمثل الأعلى لمن سار على درب الإيمان الحقيقي، والمجسد بسلوك شخص الإمام علي بن أبي طالب (علیه السلام)، كيف لا، وهو الذي تربى في أحضان الرسول منذ نعومة أظفاره وتخلق بأدب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وخلقه، فكان حقًا كل ما عمله يمثل ثمرة يانعة لمدرسة الرسول الكريم (صلی اللّه علیه و آله و سلم). وما أحوجنا اليوم إلى معرفة مناقب الشخصيات الإسلامية وسیرها الرائدة لتكون لنا المنار للسیر على خطاهم وسرهم، وخصوصا هذه المناقب جاءت عن طريق مؤلف حنفي المذهب ولمعرفة هذه المناقب ومقارنتها ونقدها وتحليلها مع المصادر الأخرى، اعتمدنا في دراستنا هذه منهج البحث المقارن مع المصادر الأخرى التي سبقت الموفق الخوارزمي التي عاصرته والتي جاءت بعده بالإضافة إلى تحليل الروايات التي تحتاج إلى إيضاح، وكذلك نقد بعض الروايات التي ذكرها الموفق عن مناقب الإمام علي(علیه السلام) في كتابة (المناقب) التي نعتقد بعدم دقتها.

واقتضت طبيعة البحث تقسيمه على ثلاثة فصول تسبقها مقدمة وتنتهي بخاتمة ثم قائمة المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها في إعداد الرسالة.

ففي الفصل الأول درست في مبحثین الموفق الخوارزمي، وموارده، ومنهجية اشتمل المبحث الأول على الحياة الاجتماعية والعلمية للموفق الخوارزمي فدرست في الحياة الاجتماعية اسمه وولادته وألقابه وكناه ونشأته وبيئته العلمية، أما الحياة

ص: 12

العلمية فاشتملت على شيوخه، وتلامذته، ومؤلفاته، وشهرته العلمية ورحلاته. وجاء في المبحث الثاني وصف الكتاب، وموارد الموفق الخوارزمي ومنهجيته في هذا الكتاب.

وفي الفصل الثاني درست الأحوال الاجتماعية والعلمية للإمام علي(علیه السلام)وفقًا للروايات الواردة في كتاب المناقب وفي مبحثین، الأول: في الأحوال الاجتماعية للإمام علي(علیه السلام) واشتمل على أسماء أمیر المؤمنین(علیه السلام) ونسبه، وكناه، وألقابة وإسلامه، وصفاته، وزواجه، وزهده، واستشهاده (علیه السلام)، والمبحث الثاني جاء في الاحوال العلمية للإمام عي(علیه السلام) واشتمل على علم الإمام علي(علیه السلام) وقضائه وحكمه(علیه السلام).

وعني الفصل الثالث بدراسة الروايات التاريخية الواردة في كتاب المناقب عن منزلة الإمام علي(علیه السلام) في القران الكريم، وعند الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ودوره السياسي والعسكري في مبحثن متتالین، الأول منهما: تناول منزلة الإمام علي(علیه السلام) في القران الكريم، وعند الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فيما تناول المبحث الثاني: دور الإمام علي(علیه السلام) السياسي واشتمل على بيعة الإمام علي(علیه السلام)، ومعركة بدر، واحد، والخندق، وواقعة الجمل، وصفن، والنهروان.

أما أهم المصادر والمراجع التي أفدت منها في كتابة هذه الرسالة فهي عديدة ومتنوعة، بین كتب تفسیر، وحديث، وفقه، ومؤلفات في التايخ العام، وكتب طبقات وسیر، وتواريخ مدن وأقاليم، وكتب جغرافية. وسأقصر حديثي على المصادر التي لها صلة وثيقة بموضوع هذا البحث، وبحسب أهميتها في الدراسة.

ص: 13

أولًا: كتب التاريخ العام: وهي كثيرة ومتنوعة، يأتي في مقدمتها:

- تاريخ اليعقوبي، لمؤلفه أحمد بن واضح بن يعقوب بن وهب اليعقوبي المتوفى بعد عام 284 ه-/ 897 م، فهو لا يذكر أسانيد الرواة الذين اعتمد عليهم بل يكتفي بذكرهم في أول الكتاب، ويتبع في عرض مادته التاريخية تسلسل العهود على أساس الخلفاء، وقد اتسمت بعض أخباره بالاختصار والإيجاز الشديد.

- تاريخ الرسل والملوك، لمؤلفه أبي جعفر محمد بن جرير الطبري المتوفى 310 ه-/ 922 م، ويمتاز هذا الكتاب بمعلومات قيمة ويعد من أضخم المصادر التاريخية، وقد صنف بحسب نظام الحوليات، فهو يحتوي على كثیر من الروايات والأحداث التاريخية التي تتحدث عن تاريخ الدولة الإسلامية، وأفادنا بمعلومات مهمة وقيمة خاصة في الفصل الثاني والثالث.

- مروج الذهب ومعادن الجوهر، لمؤلفه أبي الحسن علي بن الحسین بن علي المسعودي المتوفى 346 ه-/ 957 م، هو مصدر جامع للمعلومات التاريخية والجغرافية، أمدنا بمعلومات مهمة في الفصل الثاني والثالث.

- الكامل في التاريخ، لعز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم ابن الأثیر المتوفى 630 ه-/ 12 33 م وهو من المصادر التاريخية المهمة التي أمدت البحث بمعلومات مهمة وقيمة في الفصل الأول والثاني والثالث.

ثانيًا: كتب الطبقات والتراجم: وهي من المصادر المهمة؛ لأنّها تحتوي في طياتها ترجمة لحياة كثیر من الشخصيات، وخاصة لبعض شيوخ الموفق الخوارزمي، ومن بین هذه المصادر ما يأتي:

- الطبقات الكبرى، لمؤلفه أبي محمد بن سعد الزهري المتوفى 230 ه-/ 844 م

ص: 14

الذي أفاد البحث فوائد جمة خاصة في الفصل الثاني والثالث.

- رجال البرقي، لمؤلفه أحمد بن محمد بن خالد البرقي المتوفي 274 ه-، قدم لنا هذا المصدر معلومات كثیرة جدًا عن ترجمة لكثیر من الشخصيات التي جاء ذكرها في البحث.

رجال الطوسي، لمؤلفه أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي المتوفى 460 ه-/ 1067 م، وهو من أهم كتب الرجال التي أفادت البحث وأغنته بمعلومات كثیرة.

سير أعلام النبلاء، لمؤلفه الذهبي المتوفي (748 ه-).

إضافة إلى العديد من كتب التراجم الأخرى التي لا تقل أهمية عند سابقاتها كرجال ابن داود (707 ه-)، ومستدركات رجال الحديث للشاهرودي (ت 1412 ه-)، كذلك كان لمعجم السيد الخوئي رحمه اللّه فضل كبیر في ذكر كثیر من الشخصيات في هذا البحث.

ثالثا: كتب التفاسر: كان لهذه الكتب دور مهم في إيضاح وتفسیر عدد من الآيات القرآنية ذات الدلالة التاريخية في روايات الموفق الخوارزمي، ومنها:

- تفسير العياشي، محمد بن مسعود العياشي (ت 320 ه-).

- مجمع البيان في تفسير القران، لحسن بن الفضل الطبرسي (ت 548 ه-)

- البرهان في تفسير القران، لهاشم بن سليمان البحراني (ت 1107 ه-).

رابعًا: كتب الحديث: هذه الكتب أفادت البحث بمعلومات كثیرة وقيمة فيما يخص موضوع الروايات الواردة في المناقب وإجراء المقارنة فيما بينها وبین المناقب في الفصل الثاني والثالث، ومنها:

ص: 15

- مسند أحمد بن حنبل/أحمد بن محمد بن أحمد الشيباني المتوفى 241 ه-/ 854 م.

- صحيح البخاري/أبي عبد اللّه محمد بن إسماعيل البخاري المتوفى 256 ه-/ 869 م.

- صحيح مسلم/ أبي الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري المتوفى 261 ه-.

- الكافي/ محمد بن يعقوب بن إسحاق الكليني المتوفى 329 ه- الذي يعد من المصادر الشيعية المهمة في الحديث والفقه.

- كتاب من لايحضره الفقيه للشيخ الصدوق(ت 381 ه-).

- الأمالي للشيخ الصدوق، وكذلك أمالي الشيخ الطوسي (ت 460 ه-) والإرشاد للشيخ محمد بن محمد النعمان المفيد (ت 413 ه-) وغيرها من كتب الحديث.

خامسًا: كتب المقاتل: كان لهذه المجموعة من الكتب أهمية خاصة في توضيح كثیر من ملابسات الأحداث في مفاصل الرسالة وأثرها كان واضحا في الفص الثاني والثالث، ومنها:

- مقاتل الطالبين، لأبي الفرج علي بن الحسین بن محمد الأصفهاني المتوفى 356 ه-، وهو من الكتب المهمة التي أغنت البحث بمعلومات كثیرة وقيمة في أكثر فصوله.

- وقعة صفین، لنصر بن مزاحم المنقري (ت 212ه-)، الذي يعد كتابًا مختصًا بواقعة صفین أفادنا بمعلومات مهمة في البحث، وخصوصا في الفصل الثالث.

- روضة الواعظین وبصیرة المتعلمن لمحمد بن الفتال النيسابوري المتوفى 508 ه- وتأتي أهمية هذا الكتاب لما جاء فيه من معلومات غنية بما تخص البحث.

ص: 16

سادساً: كتب الأدب والمعاجم اللغوية: وقد أفادت هذه الكتب البحث بالمعلومات الوافية بالمعاني التي وردت في كتاب العيون، ومن هذه الكتب:

- العين، لأبي عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى 170 ه-/ 791 م.

تهذيب اللغة، لمحمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (ت 370 ه-).

لسان العرب لأبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم بن منظور المتوفى 711 ه-/ 1311 م.

سابعًا: كتب الجغرافية والرحلات: أغنت البحث بالمعلومات الوافية عن الأماكن التي تخص مجال البحث، ومنها:

معجم البلدان، لشهاب الدين أبي عبد اللّه بن ياقوت الحموي المتوفى 626 ه-/ 122 8 م.

ثامنًا: المراجع: وقد اعتمدت على مجموعة كثیرة من المراجع التي ساعدتني في رسم الخطوط العريضة لموضوع البحث، ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:

- منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، للخوئي، حبيب اللّه الهاشمي (1304 ه-).

- الصحيح من سيرة الإمام علي(علیه السلام) لجعفر مرتضى العاملي.

- حياة الإمام الحسين(علیه السلام) لمؤلفه باقر شريف القرشي.

ص: 17

ص: 18

الفصل الأول : الموفق الخوارزمي الحنفي وموارده ومنهجيته في كتابه المناقب

اشارة

الموفق الخوارزمي الحنفي وموارده ومنهجيته في كتابه المناقب

المبحث الأول: الحياة الاجتماعية والعلمية للموفق الخوارزمي الحنفي

المبحث الثاني: موارد ومنهجية الموفق الخوارزمي الحنفي في كتابة المناقب

ص: 19

ص: 20

المبحث الأول : الحياة الاجتماعية والعلمية للموفق الخوارزمي الحنفي

أولاً :حياته الاجتماعية:

- اسمه:

الموفق بن أحمد بن محمد المكي الحنفي الخوارزمي(1) ، وهناك اختلاف في اسمة بین المصادر فمن يسميه «أحمد بن مكي »(2) ، ومن يسميه «موفق بن أحمد » والظاهر ان الاسم الثاني هو الأصح؛ لاتفاق أغلب المصادر عليه (3).

ص: 21


1- (1) القفطي، أنباه الرواة، 3/ 33 ؛ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 74 ؛ ابن طاووس، اليقین ، 166 ؛ الخوارزمي، مسانيد الإمام الأعظم، 1/ 6، ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 369 ، القرشي، الجواهر المضية، 3/ 523 ؛ الفاسي، العقد الثمین ، 7/ 310 ؛ السيوطي، بغيه الوعاة، 2/ 308 ؛ حاجي خليفه، كشف الظنون، 2/ 1844 ؛ اللكنوي، الفوائد البهية، 41؛ الخوانساري، روضات الجنات، 1/ 290 ، جرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، 3/ 66 ؛ سركيس، معجم المطبوعات،1817 ؛ القمي، الكنى والألقاب، 2/ 15 ؛ الزركلي، الأعلام، 1/ 215 - 7/ 333 ؛ أغا برزك، الذريعة في تصانيف الشيعة، 22/ 315 - 3 6 ؛ الأميني، الغدير، 4/ 397 ؛ البغدادي، هديه العارفین ، 2/ 482 ؛ جواد شبر ، أدب الطف، 3/ 187 ؛ كحاله، معجم المؤلف ، 3/ 940 ؛ الميلاني، نفخات الأزهار، 9 / 147 .
2- (2) أبو الحسنات، الفوائد البهية، 41؛ الزركلي، الأعلام، 1/ 215 - 7/ 333 .
3- (3) القفطي، أنباه الرواة، 3/ 332 ؛ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2741 ؛ ابن طاووس، اليقین ، 166 ؛ الخوارزمي، مسانيد الإمام الأعظم، 1/ 6، ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 369 ، القرشي، الجواهر المضية، 3/ 523 ؛ الفاسي، العقد الثمین ، 7/ 310 ؛السيوطي، بغيه الوعاة، 2/ 308 ؛ حاجي خليفه، كشف الضنون، 2/ 1844 ؛ الخوانساري، روضات الجنات، 1/ 290 ، جرجي زيدان، تاريخ آداب اللغة العربية، 3/ 66 ؛ سركيس، معجم المطبوعات، 1817 ؛ القمي، الكنى والالقاب، 2/ 15 ؛ أغا برزك، الذريعة في تصانيف الشيعه، 22/ 315 - 316 ؛ البغدادي، هدية العارفین، 2/ 482 ؛ جواد شبر، أدب الطف، 3/ 187 ؛ كحالة، معجم المؤلفن، 3/ 940 .

ويلاحظ أيضا الاختلاف في اسم، جده فمنهم من يذكره ب- «محمد»(1) ، ومنهم من يذكره ب- «أبي سعيد إسحاق »(2)، والاسم الأول هو الأكثر شهرة لاتفاق أغلب المصادر التي ترجمت له على ذلك.

- ولادته:

اتفقت أغلب المصادر التي تمكنا من الاطاع عليها أنَّه ولد في (إقليم خوارزم)(3) عام (484 ه-)(4).

- القابه وكناه:

لقب ب-(الخوارزمي) نسبة لإقليم خوارزم مسقط رأسه(5)، كما لقب ب- (أخطب

ص: 22


1- (1) القفطي، أنباه الرواة، 3/ 332 ؛ ابن طاووس، اليقن، 166 ؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 369/5 ، القرشي، الجواهر المضية، 3/ 523 ؛ الفاسي، العقد الثمین، 7/ 310 ؛ الأميني، الغدير،397/4 ؛ البغدادي، هديه العارفین، 2/ 482 .
2- (2) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2741 ؛ السيوطي، بغيه الوعاة، 2/ 308 ؛ الزركلي، الأعلام، 215/1 ؛ أغا برزك، الذريعة في تصانيف الشيعة، 22/ 315 - 316 ؛ جواد شبر، أدب الطف، 3/ 187 ؛ الميلاني، نفخات الأزهار، 19 / 147 .
3- (3) خوارزم: وهو إقليم منقطع عن خراسان وعما وراء النهر، فتح المسلمون الأقليم سنه ( 93 ه-- 711 م) بقيادة قتيبة بن مسلم الباهلي. الاصطخري، المسالك والممالك، 168 ؛ وللمزيد من التفاصيل عن إقليم خوارزم ينظر: العامري، عبد الستار نصيف جاسم، الحياة الفكرية في إقليم خوارزم حتى نهاية القرن السادس الهجري، رسالة ماجستير، غیر منشورة.
4- (4) القرشي، الجواهر المضية، 3/ 523 ؛ السيوطي، بغيه الوعاة، 2/ 308 ؛ اللكنوي، الفوائد البهية، 41 ؛ سركيس، معجم المطبوعات، 1817 ؛ الزركلي، الإعام، 1/ 215 - 7/ 333 ؛ الاميني، الغدير، 4/ 397 ؛ البغدادي، هديه العارفین، 2/ 482 ؛ الميلاني، نفخات الإزهار، 19 / 147 .
5- (5) القرشي، الجواهر المضية، 3/ 523 ؛ السيوطي، بغيه الوعاة، 2/ 308 ؛ اللكنوي، الفوائد البهية، 41 ؛ سركيس، معجم المطبوعات، 1817 ؛ الزركلي، الاعلام، 1/ 215 - 7/ 333 ؛ الأميني، الغدير، 4/ 397 ؛ البغدادي، هديه العارفین، 2/ 482 ؛ المياني، نفخات الأزهار، 19 / 147 .

خوارزم)(1)، و(خطيب خوارزم)(2)، والمقصد واحد وهو تضلعه في إنشاء الخطب وإلقائها بجامع خوارزم، كما لقب ب- (المكي) نسبة إلى مدينة مكة المكرمة، نظرًا لما نص عليه القفطي(3) من أنَّه مكي الأصل، والمرجح أنَّه قصد مكة المكرمة حاجا وجاور بيت اللّه الحرام مدة من الزمن للدرس عى أيدي علمائها فلقب ب-(المكي) اعتزازا بهذه المدينة ومكانتها لدى المسلمين، ويكنى بأبي المؤيد، وأبي الوليد نسبة إلى ولدية(4).

- نشأته:

لم تشر المصادر التاريخية التي ترجمت للموفق إلى أسرته ونشأته الأولى، ولكن عن طريق تراجم شيوخه وتلامذته استطعنا التعرف على بعض من أسرته، وهم أبيه أحمد(5)، وأخيه أبو الفرج شمس الأئمة محمد بن أحمد المكي(6)، وولدية المؤيد والوليد(7)، ونرى أنَّ سبب قلت المعلومات المتوفرة عن نشأته؛ لأنه لا ينحدر من

ص: 23


1- (1) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2741 ؛ ابن طاووس، اليقن، 166 ؛ الخوارزمي، مسانيد الإمام الأعظم، 1/ 6؛ السيوطي، بغيه الوعاة، 2/ 308 ؛ الخوانساري، روضات الجنات، 1/ 290 ؛ القمي، الكنى والألقاب، 2/ 15 ؛ الأميني، الغدير، 4/ 397 ؛ جواد شبر، أدب الطف، 3/ 187 .
2- (2) القفطي، أنباه الرواة، 3/ 332 ؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 369 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 523/3 ؛ الفاسي، العقد الثمین، 7/ 310 ؛ اللكنوي، الفوائد البهيه، 41 ؛ البغدادي، هديه العارفین،482/2 ؛ الميلاني، نفخات الأزهار، 19 / 147 .
3- (3) القفي، أنباه الرواة، 3/ 332 .
4- (4) القفطي، أنباه الرواة، 3/ 332 ؛ القمي، الكنى والالقاب، 2/ 12.
5- (5) المناقب، مقدمة المحقق، 18 .
6- (6) الأميني، الغدير، 4/ 400 .
7- (7) القفطي، أنباه الرواة، 3/ 3332 ؛ القمي، الكنى والألقاب، 2/ 12.

عائلة ذات شأن اجتماعي أو ديني أو علمي، وأنَّ شهرته العلمية بدأت مع بداية توجهه لدراسة العلوم الدينية وصناعة الخطب حتى ذاع صيته بلقب أخطب خوارزم، أو خطيب خوارزم.

ولا ينفرد الموفق بن أحمد بهذه الظاهرة، فكثیر من العلماء والمشاهير، كانوا مغمورين في بداية حياتهم، فما أن يلجوا طريق العلم تصبح المعلومات أكثر وفرة عنهم، أمَّا من طريق شيوخهم أو تلاميذهم أو أنَّ بعضهم من يقوم بتسجيل سرته الاجتماعية و العلمية في كتبه، وبعد أن أدرك المسلمون أهمية المدونات في التعرف على تاريخ العلم والعلماء، مضى عدد منهم يدون فيها ما ألفه أو قرأه، فكان لذلك أهميته وأثرة في حفظ أسماء المؤلفین وعنوانات كتبهم وسیرهم الذاتية.

- البيئة العلمية:

لقد كان الفتح الإسلامي لهذا الإقليم فتحًا حضاريًا وعلميًا وثقافيًا مهماً فازدهرت العلوم بما في ذلك اللغة والأدب والشعر، وقد اتفقت المصادر التاريخية على أنّ إقليم خوارزم فتحه قتيبة بن مسلم الباهي سنة(93 ه-/ 711 م) صلحاً(1) وبأنتقال الإسلام إلى خوارزم انتقلت إليه اللغة والأدب العربي مع الفاتحن، وكان معهم جماعة كثیرة من العلماء والأئمة فصار هذا الإقليم مركزاً من المراكز الثقافية العربية الإسلامية وموطنًا لكبار العلماء(2) وقد تقبل أهل الإقليم هذه النهضة العلمية الإسلامية واللغوية، فصار أهله كبار العلماء لما يتمتع به أهله من قدرة

ص: 24


1- (1) لمزيد من التفاصيل حول عملية فتح إقليم خوارزم ومراحلها ينظر: العامري، الحياة الفكرية في إقليم خوارزم، رسالة ماجستير (غیر منشورة)، ص 15 .
2- (2) لمزيد من التفاصيل حول دور علماء خوارزم في الحياة الفكرية، ينظر: : العامري، الحياة الفكرية في اقليم خوارزم، رسالة ماجستير (غیر منشورة).

عقلية، و(قد خصهم اللّه بصحة القراءة والذهن)(1).

وقال المقدسي عن خوارزم(2): إنه أجلّ الأقاليم، ومستقر العلم، وأهله أصحاب فهم وعلم وقرائح وأدب، وفي كاث (وهي من مدن الإقليم) علماء وأدباء وقراء ليس مثلهم في العراق في جودة القراءة.

وهذا الوصف يظهر لنا الحياة العلمية ومكانة العلماء وما يتمتع به الخوارزميون من الذكاء والفطنة، وأحب أهل خوارزم العرب والعربية، فأصبح أهل خوارزم يفتخرون بها فقال الزمخشري: «أحمد اللّه على أن جعلني من علماء العربية وجبلني على الغضب للعرب والعصبية »ولذلك ساروا في تأليفهم على النهج العربي(3).

وفي القرن السادس الذي عاشه الموفق بن أحمد الخوارزمي كانت العلوم الدينية من تفسیر، وقراءات، وحديث، وفقه، وعلوم العربية، والعلوم الأخرى قد انتشرت في خوارزم وأصبح فيها مخزونًا فكريًا عظيماً، وقد أوردت كتب الطبقات والتراجم اعدادًا كثیرة من علماء خوارزم الذين عاصرهم الموفق بن أحمد منهم، علی بن أحمد بن ارسلان بن محمد بن أبي علي أبو الحسن الكاتب، من أهل مرو ورد في خوارزم واقام بها حتى وفاته سنة 536 ه-، وقد صنف كتابًا في التاريخ اسمه «تعلة المشتاق إلى ساكني العراق »(4) علي بن محمد بن علی بن أحمد بن مروان العمراني الخوارزمي، الملقب ب-(حجه الافاضل) و (فخر المشايخ) ايضًا، توفي سنة 560 ه-(5)، تتلمذ للزمخشري

ص: 25


1- (1) المقدسي، أحسن التقاسيم، 227 .
2- (2) المقدسي، أحسن التقاسيم، 212، 227 - 229 .
3- (3) الحوفي، الزمخشري، المقدمة، 2.
4- (4) البغدادي، هدية العارفين، 1/ 697 .
5- (5) ياقوت الحموي، معجم الادباء، 5/ 1916 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 22/ 62 ؛ البغدادي، هدية العارفین، 1/ 698 ؛ كحاله، معجم المؤلفن، 7/ 215 .

وصار من أبرز أصحابه، سمع أيضاً عن عمر الترجماني، والإمام الحسن بن سليمان الخجندي، والقاضي عبد الواحد الباقرجي وغيرهم(1) وكان على ذكر ياقوت الحموي «ولوعًا بالسامع كتوبًا جعل آخر أيامه مقصورة وأوقاته موقوفة على نشر العلم وأفادته لطالبيه، وإفاضته على الراغبین فيه فحول عليه العلماء يرجعون إليه ويقرأون عليه ويفزعون في حل المشكلات وشرح المعضلات إليه »(2)، وله تصانيف حسان منها في التفسیر كتاب «تفسیر القرآن»(3)، وأيضا عبد الغفور بن لقامن بن محمد الخوارزمي الكردري(4)، ، المتوفي بحلب سنة 562 ه- لقب ب- (تاج الدين) و (شمس الأئمة)(5)، ولقب أيضاً ب- (أبي المفاخر)(6)، أحد أئمة الحنفية، تفقه على أبي الفضل عبد الرحمن بن محمد الكرماني(7)، وكان في غاية من الزهد وتولى قضاء حلب للسلطان نور الدين محمود زنكني(8)، وصنف كتب عدة في الفقه منها «أصول الفقه » و «شرح التجريد » و «شرح الجامع الكبیر» و «شرح الجامع الصغير» الذي نحا فيه نحو شرح الجامع الكبير، إذ ذكر لكل باب أصلاً ثم يخرج عليه المسائل(9)، ومن تصانيفه أيضا كتاب «حیرة الفقهاء » جمع فيه المسائل التي يتحیر في حلها العلماء، وكتاب «المفيد المؤيد في شرح

ص: 26


1- (1) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 5/ 1916 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 22/ 62 .
2- (2) معجم الأدباء، 5/ 1916
3- (3) ياقوت الحموي، معجم الادباء، 5/ 1916 ؛ ذكر البغدادي في هدية العارفین، ، 1/ 698 إن مصنفه اسمه «تاريخ الدرر في تفسر الرأي والسور .
4- (4) الكردري، نسبة إلى كردر قرية بخوارزم: ينظر: المقدسي، ، أحسن التقاسيم، 288 - 289 .
5- (5) القرشي، الجواهر المضية، 1/ 323 .
6- (6) اللكنوي، الفوائد البهية، 98 ؛ الزركلي، الأعلام، 4/ 32 .
7- (7) القرشي، الجواهر المضية، 1/ 323 .
8- (8) القرشي، الجواهر المضية، 1/ 323 .
9- (9) القرشي، الجواهر المضية، 1/ 323 .

التجريد » لشيخه أبو الفضل الكرماني، وكتاب في بيان ألفاظ تجري على ألسنة العوام فيكفرون بها وهو لطيف نفيس(1)، وله أيضاً شرح الزيادات للشيباني في الفروع(2) أبو الفضل محمد بن أبي القاس ابن بابجوك الخوارزمي البقالي(3) المعروف بالأدمي لحفظه كتاب الادمي في النحو، والملقب ب-(زين المشايخ)(4)، ولد في خوارزم سنه 490 ه-، وتوفي بجرجانيتها سنة 562 ه-(5)، وتلقى علومه الأولية بخوارزم على أبي القاسم الزمخشري وخلفه في مجلسه، وكان قد رحل إلى مرو فدرس على الحافظ أبي طاهر محمد ابن أبي بكر بن محمد السنجي، وأبي حفص عمر بن محمد القرغولي وغيرهم(6)، وله مصنفات كثیرة منها في التفسیر، كتاب «تفسیر القرآن » و «ومفتاح التنزيل» و «التنبيه على إعجاز القرآن»(7). وكذلك محمود بن محمد بن العباس بن أرسلان أبو محمد العباسي، مظهر الدين الخوارزمي، ولد بخوارزم في الخامس عشر من شهر رمضان سنة 496 ه-، وتوفي فيها سنة 568 ه-(8)، وكان بيته بيت العلم

ص: 27


1- (1) اللكنوي، الفوائد البهية، 98 .
2- (2) البغادي، هدية العارفين، 1/ 587 .
3- (3) وهو البقال الذي يبيع الأشياء اليابسة والعجم يزيدون الياء، وهي زيادة العجم لا نسبة، ينظر فيه: ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2618 ؛ اللكنوي، الفوائد البهية، 162 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 2/ 372 ، 1/ 117 ؛ البغدادي، هدية العارفین، 2/ 98 ؛ كحالة، معجم المؤلفین، 11/ 137 ؛ الزركلي، الأعام، 6/ 335 .
4- (4) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2618 ؛ السيوطي، طبقات المفسرين، 1/ 117 .
5- (5) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2618 ؛ وذكر اللكنوي في الفوائد البهية، 162 ؛ والقرشي في الجواهر المضية، 2/ 372 ؛ والبغدادي في هدية العارفین، 2/ 98 إنه توفي سنة 576 ه-.
6- (6) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2618 ؛ السيوطي، طبقات المفسرين، 1/ 117 .
7- (7) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2618 ؛ اللكنوي، الفوائد البهية، 162 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 2/ 372 ؛ السيوطي، طبقات المفسرين، 1/ 117 ؛ البغدادي، هدية العارفین، 2/ 89 ؛ الزركلي، الأعام، 6/ 335 .
8- (8) السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 289 ؛ الأسنوي، طبقات الشافعية، 2/ 352 ؛ السخاوي، الإعان بالتوبيخ، 2/ 262 ؛ البغدادي، هدية العارفین، 2/ 97 ؛ كحالة، معجم المؤلفین، 12/ 196 ؛ شاكر مصطفى، التاريخ العربي والمؤرخون، 2/ 129 .

والصلاح(1)، ورحل إلى مرو، وسمرقند، وبخاري، وبغداد في طلب الحديث، وعندما دخل بغداد وعظ بالمدرسة النظامية وحدث(2)، سمع الحديث من أبيه وجده العباس بن أرسلان وإسماعيل بن أحمد البيهقي بخوارزم، ومحمد بن عبداللّه الحفصوي بمرو، وأحمد بن عبد الواحد الفارسي بسمرقند، ومحمد بن علی المطهري ببخاري، وحينما رجع إلى بلاده أخذ ينشر العلم ويفيد الناس، ان هؤلاء العلماء وغيرهم(3)، الذين عاصرهم الموفق بن أحمد الخوارزمي يظهر لنا البيئة العلمية التي عاش فيها الموفق وكوَّن فيها مخزونه العلمي والفكري.

ثانيًا: حياته العلمية:

أ: شيوخه:
اشارة

تتلمذ الموفق بن أحمد الخوارزمي على يد طائفة كبیرة من العلماء في شتى العلوم الإسلامية، وذلك عن طريق تتلمذه على علماء خوارزم، وعلى العلماء الذين التقى بهم في أثناء رحلاته إلى البلدان الإسلامية، وتفاديًا للإطالة سنقتصر على ذكر بعض منهم.

1- سعيد بن محمد بن الصیرفي (ت 532 ه-/ 1137 م).

سعيد بن محمد بن أبي بكر الصرفي، أبو الفرج الدوري، من أهالي أصبهان،

ص: 28


1- (1) الأسنوي، طبقات الشافعية، 2/ 352 .
2- (2) السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 289 .
3- (3) لمزيد من التفاصيل حول علماء خوارزم ودورهم في الحياة الفكرية، ينظر: العامري، الحياة الفكرية في أقليم خوارزم، رسالة ماجستير (غري منشورة).

ولد عام( 440 ه-)، وسمع وحدَّث في أصفهان(1)، وقال السمعاني(2) إنَّه «كان شيخا صحيح السماع مكثرا مسندا سديدا»، وتوفي عام (532 ه-)(3)، روى عنه الموفق سماعًا(4) في خوارزم(5).

2- عمر بن محمد النسفي (ت 537 ه-/ 1142 م)

عمر بن محمد بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن لقمان النسفي السمرقندي(6)،

ولد بنسف(7) سنة (461 ه-)(8)، وكان عالم بالتفسیر والأدب والتاريخ واللغة

ص: 29


1- (1) السمعاني، الأنساب، 5/ 398 ؛ الذهبي، سیر أعام النبلاء، 19 / 622 ؛ العبر، 2/ 442 ؛ ابن العماد الحنبي، شذرات الذهب، 6/ 164 .
2- (2) السمعاني، الأنساب، 5/ 398 .
3- (3) السمعاني، الأنساب، 5/ 398 وانظر أيضًا: الذهبي، سیر أعلام النبلاء، 19 / 622 ؛ العبر، 442/2 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 164 .
4- (4) السماع: أخذ الحديث عن لفظ الشيخ املاء، أو تحديثا من حفظه أو كتابته. السيوطي، معجم مقاليد العلوم، 44 .
5- (5) الخوارزمي، مقتل الحسين، 1/ 51 .
6- (6) السمعاني، التحبیر، 1/ 527 ؛ الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 593 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 674 ؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 6/ 139 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 219 ؛ السيوطي، طبقات المفسرين، 1/ 88 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 189 ؛ الزركلي، الأعلام، 5/ 60 ؛ كحالة، معجم المؤلفین، 7/ 305 .
7- (7) نسف: هي مدينة كبیرة كثیرة الأهل والرستاق بین جيحون وسمرقند. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 5/ 258 ؛ البغدادي، مراصد الاطلاع، 3/ 1371 .
8- (8) السمعاني، التحبیر، 1/ 528 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 674 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 220/1 ؛ السيوطي، طبقات المفسرين، 1/ 88 ؛ الزركلي، الأعلام، 5/ 60 ؛ كحالة، معجم المؤلفین،305/7 .

والفقه(1)، وقال السمعاني(2) إنه «إمام فقيه فاضل، عارف بالمذهب، والأدب، صنف التصانيف في الفقه والحديث ونظم «الجامع الصغیر » وجعله شعرًا »، وصنف العديد من التصانيف منها «القند في ذكر علماء سمرقند» و «نظم الجامع الصغیر » ورد بغداد حاجًا وسمع وحدثاً بها(3)، توفي في سمرقند(4) سنة (537 ه-)(5)، روى عنه الموفق بن أحمد بالمكاتبة(6) من سمرقند(7).

3- أبو القاسم جاراللّه الزمخشري (ت 538 ه-/ 1143 م):

محمود بن عمر بن محمد بن عمر يكنى أبو القاسم(8)، ويلقب

ص: 30


1- (1) الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 593 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 674 ؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 6/ 139 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 220 ؛ السيوطي، طبقات المفسرين، 1/ 88 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 189 ؛ الزركلي، الاعلام، 5/ 61 ؛ كحالة، معجم المؤلفین، 7/ 305 .
2- (2) التحبير، 1/ 528 .
3- (3) الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 593 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 674 ؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 6/ 139 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 189 ؛ كحالة، معجم المؤلفین، 7/ 306 .
4- (4) سمرقند: مدينة مشهورة بما وراء النهر خلف نهر جيحون. القزويني، آثار البلاد، 1/ 535 .
5- (5) السمعاني، التحبیر، 1/ 529 ؛ الأربلي، تاريخ اربل، 2/ 593 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 674 ؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 6/ 139 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 220 ؛ السيوطي، طبقات المفسرين، 1/ 88 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 189 ؛ الزركلي، الاعلام، 5/ 60 ؛ كحالة، معجم المؤلفین، 7/ 305 .
6- (6) المكاتبة: هي أن يكتب الشيخ مسموعه لغائب أو حاضر بخطه أو بخط غیره بإذنه، إما مقترنة بالإجازة أو مجردة عنها. السيوطي، معجم مقاليد العلوم، 45 ؛ التهانوي، موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم، 2/ 1634 .
7- (7) الخوارزمي، مناقب أبي حنيفة، 1/ 66 .
8- (8) السمعاني، الأنساب، 6/ 315 ؛ ياقوت الحموي، معجم الادباء، 6/ 2687 ؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 168 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 697 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 155 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 292 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 2/ 279 ؛ طبقات المفسرين، 1/ 120 .

ب-(الزمخشري)(1) و(جاراللّه)(2)، ولد في زمخشر عام (467 ه-)(3)، كان امام عصره نحوياً زكياً فقيهاً مناظراً متمكناً أديباً شاعراً مفسراً من كبار الحنفية(4)، دخل خراسان وقدم إلى بغداد وسمع بها، وتوجه إلى الحجاز فحج وأقام هناك مدة (5)، له العديد من التصانيف منها كتاب «الكشاف » في التفسیر وكتاب «الفائق » في تفسیر الحديث، وكتاب «المفصل » في النحو وغيرها من التصانيف(6)، توفي في خوارزم عام (538 ه-)(7)،

ص: 31


1- (1) نسبة الى زمخشر: وهي قرية من قرى خوارزم، وإنَّ العمارة وصلت اليها وشملتها فصارت من جملة محالها. ينظر: السمعاني، الأنساب، 6/ 315 ؛ القفطي، أنباه الرواة، 3/ 265 ؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 168 .
2- (2) سافر إلى مكة، وجاور بها زمانًا، فصار يقال له «جار اللّه »، ينظر: ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 169 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 697 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 2/ 279 ؛ طبقات المفسرين، 1/ 120 .
3- (3) السمعاني، الأنساب، 6/ 315 ؛ القفطي، أنباه الرواة، 3/ 267 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 697 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 292 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 2/ 279 ؛ طبقات المفسرين، 1/ 12 0 ؛ الزركلي، الأعلام 7/ 178 .
4- (4) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2687 ؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 168 ؛ السيوطي بغية الوعاة، 2/ 279 ؛ طبقات المفسرين، 1/ 120 ؛ الزركلي، الأعلام، 7/ 178 .
5- (5) القفطي، أنباه الرواة، 3/ 266 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 697 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 153 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 2/ 279 ؛ طبقات المفسرين، 1/ 120 ؛ الزركلي، الأعلام، 7/ 178 .
6- (6) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2691 ؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 168 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 697 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 152 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 292 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 2/ 279 ؛ طبقات المفسرين، 1/ 120 ؛ الزركلي، الأعلام، 7/ 178 .
7- (7) السمعاني، الأنساب، 6/ 315 ؛ القفطي، أنباه الرواة، 3/ 268 ؛ الذهبي تاريخ الإسلام، 11/ 967 ؛ القرشي، الجواهر المضيئة، 1/ 394 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 292 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 279/2 ؛

روى عنة الموفق بن أحمد سماعًا في خوارزم(1).

4- عبد الرحمن الكرماني(543 ه-/ 1148 م)

عبد الرحمن بن محمد بن أميرويه بن محمد بن إبراهيم، أبو الفضل الكرماني(2)، ولد في كرمان(3) عام (457 ه-)(4)، وقدم مرو(5) فتفقه وبرع حتى صار إمام الحنفية بخراسان(6)، وله كتاب «شرح الجامع الكبیر » وكتاب «التجريد » وشرحه بكتاب سماه «الإيضاح » وكتاب «إشارات الأسرار» وكتاب «النكت على الجامع الصغير»(7)،

ص: 32


1- (1) الخوارزمي، المناقب، 317 .
2- (2) السمعاني، الأنساب، 11/ 85 ؛ التحبیر، 1/ 405 ؛ المنتخب، 1/ 1007 ؛ ابن الأثیر، اللباب في تهذيب الأنساب، 3/ 93 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 829 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 206 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 1/ 304 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 184 ؛ السيوطي، طبقات المفسرين، 1/ 64 ؛الزركلي، الاعلام، 3/ 327 .
3- (3) كرمان: وهي ولاية مشهورة وناحية كبیرة معمورة ذات بلاد وقرى ومدن واسعة بین فارس ومكران وسجستان وخراسان. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 4/ 454 .
4- (4) السمعاني، الأنساب، 11/ 85 ؛ التحبیر، 1/ 405 ؛ المنتخب، 1/ 1007 ؛ ابن الأثیر، اللباب في تهذيب الأنساب، 3/ 93 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 829 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 206 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 1/ 304 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 184 ؛ الزركلي، الأعلام، 3/ 327 .
5- (5) مرو: من أشهر مدن خراسان وأقدمها وأكثرها خیرًا، وأحسنها منظرًا وأطيبها مخبرًا. القزويني، اثار البلاد، 1/ 456 .
6- (6) السمعاني، التحبیر، 1/ 405 ؛ المنتخب، 1/ 1007 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 829 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 206 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 184 ؛ السيوطي، طبقات المفسرين، 1/ 64 ؛ الزركلي، الأعام، 3/ 327 .
7- (7) القرشي، الجواهر المضية، 1/ 304 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 184 ؛ الزركلي، الأعلام، 327/3 .

وتوفي بمرو عام (543 ه-)(1)، وقيل عام (544 ه-)(2)، روى عنه الخوارزمي سماعًا في خوارزم(3).

5- أبو الفتح عبد الملك الكروخي (ت 548 ه-/ 1153 م).

عبد الملك بن عبد اللّه بن أبي سهل بن أبو الفتح بن أبي القاسم الهروي، الكروخي(4) نسبة إلى بلدة كروخ(5) التي ولد فيها عام (462 ه-)(6)، وروى «جامع الترمذي » وانتقل إلى بغداد، وكان ينسخ الجامع، ويبيعه ويتقوت به، وحدث في بغداد وانتقل إلى مكة وتوفي فيها عام(548 ه-)(7)، روى عنه الموفق سماعًا منه في بغداد(8).

ص: 33


1- (1) السمعاني، الأنساب، 11/ 85 ؛ ابن الأثير، اللباب في تهذيب الأنساب، 3/ 93 .
2- (2) السمعاني، التحبیر، 1/ 405 ؛ المنتخب، 1/ 1007 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 829 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 206 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 1/ 304 ؛ ابن قلطوبغا، تاج التراجم، 1/ 184 ؛ السيوطي، طبقات المفسرين، 1/ 64 ؛ الزركلي، الأعلام، 3/ 327 .
3- (3) الخوارزمي، مقتل الحسين، 1/ 97 .
4- (4) السمعاني، الأنساب، 11/ 91 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 93 ؛ ابن الأثیر، الكامل في التاريخ، 211/9 ؛ الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 12 9 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 932 ؛ سیر أعلام النبلاء،20 / 273 ؛ العبر، 3/ 6؛ ابن قنفذ، الوفيات، 1/ 281 .
5- (5) كروخ: وهي مدينة صغيرة بينها وبين هراة عشرة فراسخ. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 4/ 458 .
6- (6) السمعاني، الأنساب، 11/ 91 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 93 ؛ ابن الأثیر، الكامل في التاريخ، 211 /9 ؛ الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 12 9 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 932 ؛ سیر أعلام النبلاء،20 / 273 ؛ العبر، 3/ 6؛ ابن قنفذ، الوفيات، 1/ 281 .
7- (7) السمعاني، الأنساب، 11/ 91 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 93 ؛ ابن الأثیر، الكامل في التاريخ،211 /9 ؛ الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 129 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 932 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 273 ؛ العبر، 3/ 6؛ ابن قنفذ، الوفيات، 1/ 281 ، ابن قلطوبغا، الثقات، 6/ 451 .
8- (7) الخوارزمي، مقتل الحسين، 1/ 101 .
6- الفضل بن سهل الحلبي (ت 548 ه-/ 1153 م)

الفضل بن سهل بن بشر بن أحمد بن سعيد أبو المعالي بن أبي الفرج الإسفرايني(1)، يعرف بالأثیر(2)، ولد بمصر سنة (461 ه-)(3)، ونشأ ببيت المقدس، ورحل إلى دمشق وسمع بها، وورد بغداد وحدَّث بها، وسافر بالتجارة إلى خرسان(4)، وتوفي في بغداد سنة (548 ه-)(5)، روى عنه الموفق بن أحمد سماعًا منه في بغداد(6).

7- العباس بن محمد الطوسي(ت 549 ه-/ 1154 م).

العباس بن محمد ابن أبي منصور ابن أبي القاسم، العصاري الطوسي الطبراني، المعروف بعباسة (7)، ولد عام (460 ه-)(8)، وقال السمعاني(9) إنَّه «كان شيخاً، صالحاً،

ص: 34


1- (1) ابن عساكر، تاريخ دمشق، 48 / 315 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 93 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 938/11 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 22 6 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 24 / 36 ؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 6/ 341 .
2- (2) ابن عساكر، تاريخ دمشق، 48 / 315 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 93 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 938/11 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 226 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 24 / 36 .
3- (3) ابن عساكر، تاريخ دمشق، 48 / 316 .
4- (4) ابن عساكر، تاريخ دمشق، 48 / 315 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 93 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام،938/11 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 226 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 24 / 36 .
5- (5) ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 93 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 938 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 22 6 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 24 / 36 ؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 6/ 341 .
6- (6) الخوارزمي، مناقب أبي حنيفة، 1/ 193 .
7- (7) السمعاني، التحبیر، 1/ 602 - 603 ؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان، 2/ 342 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 964 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 288 ؛ ابن ناصر الدين، توضيح المشتبه، 6/ 285 .
8- (7) السمعاني، التحبير، 1/ 604 .
9- (9) المصدر نفسه، 1/ 603 .

سكن نيسابور، وكان يعظ في بعض الأوقات »، روى كتاب «الكشف والبيان في تفسیر القرآن » لأبي إسحاق الثعالبي(1)، توفي في وقعة الغز(2) على نيسابور عام (549 ه-)(3)، روى عنه الخوارزمي بالمكاتبة من نيسابور(4).

8- الفضل بن محمد الزيادي (ت 550 ه-/ 1155 م).

الفضل بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن إسماعيل الزيادي أبو محمد(5)، ولد في سرخس(6) سنة (458 ه-)(7)، تولى قضاء سرخس مدة من الزمن، وكان فقيهًا، عابدًا، متزهدًا، تاركًا للتكلف، متوددًا(8)، ورد بغداد مرتین(9) وقال السمعاني(10)

ص: 35


1- (1) السمعاني، التحبير، 1/ 604 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 964 ؛ سير أعلام النبلاء، 20 / 289 .
2- (2) وقعة الغز: وهي هجوم الغز الأتراك على نيسابور نهاية عام (548 ه-) وقتلوا كل من وجدوا فيها ونهبوا أموالها حتى لم يبق فيها من يعرف، وخربوها وأحرقوها. ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 95 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 9/ 200 .
3- (3) السمعاني، التحبیر، 1/ 604 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 964 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 289 ؛ ابن ناصر الدين، توضيح المشتبه، 6/ 285
4- (4) الخوارزمي، المناقب، 267 .
5- (5) السمعاني، الأنساب، 6/ 361 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 989 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 263 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 1/ 407 ؛ ابن الملقن، العقد المذهب، 1/ 502 .
6- (6) سرخس: مدينة قديمة من نواحي خراسان كبیرة واسعة وهي بین نيسابور ومرو في وسط الطريق. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 3/ 208 .
7- (7) السمعاني، الأنساب، 6/ 361 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 989 ؛ السبكي طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 263 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 1/ 407 ؛ ابن الملقن، العقد المذهب، 1/ 502 .
8- (8) السمعاني، الأنساب، 6/ 361 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 989 ؛ السبكي طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 263 ؛ ابن الملقن، العقد المذهب، 1/ 502 .
9- (9) القرشي، الجواهر المضية، 1/ 407 ؛ ابن الملقن، العقد المذهب، 1/ 502 .
10- (10) الأنساب، 6/ 361 .

إنه «إمام سرخس في عصره كان مسنا كبیرا جليل القدر فقيها »، توفي سنة (550 ه-)(1)، روى الخوارزمي بالاجازة(2) من الزيادي(3).

9- محمد بن ناصر السلامي (ت 550 ه-/ 1155 م)

محمد بن ناصر بن محمد بن علي بن عمر السلامي، أبو الفضل البغدادي(4)، ولد في بغداد سنة (467 ه-)(5)، سمع العديد من الشيوخ، وعني بطلب العلم وأصبح محدِث العراق في عصره(6)، كان على المذهب الشافعي ثم خالط الحنابلة،

ص: 36


1- (1) السمعاني، الأنساب، 6/ 361 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 989 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 263 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 1/ 407 ؛ ابن الملقن، العقد المذهب، 1/ 502 .
2- (2) الإجازة: إِذن الشيخ لمعن، أو غیر معین في الرواية عنه، أي الإذن في مروياته ومسموعاته. السيوطي، معجم مقاليد العلوم، 44 ؛ الزبيدي، تاج العروس، 15 / 86 .
3- (3) الخوارزمي، مناقب أبي حنيفة، 1/ 13 .
4- (4) السمعاني، الأنساب، 7/ 324 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 1/ 28 ؛ الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 14 ؛ القفطي، أنباه الرواة، 3/ 222؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 4/ 293 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 991/11 ؛ تذكرة الحفاظ، 4/ 58 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 265 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 5/ 71 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 5/ 320 ؛ السيوطي، طبقات الحفاظ، 1/ 467 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 256 ؛ الزركلي، الأعلام، 7/ 121؛ كحالة، معجم المؤلفن، 12/ 72 .
5- (5) السمعاني، الأنساب، 7/ 324 ؛ القفطي، أنباه الرواة، 3/ 222؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 293/4 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 991 ؛ تذكرة الحفاظ، 4/ 58 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 265 ؛السيوطي، طبقات الحفاظ، 1/ 467 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 256 ؛ الزركلي، الأعلام، 121 /7 ؛ كحالة، معجم المؤلفین، 12/ 72 .
6- (6) السمعاني، الأنساب، 7/ 324 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 1/ 28 ؛ القفطي، أنباه الرواة، 3/ 222؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 4/ 293 ؛ الذهبي، تذكرة الحفاظ، 4/ 58 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 265 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 256 .

وانتقل للمذهب الحنبي(1)، توفي في بغداد سنة (550 ه-)(2)، روى عنه الخوارزمي سماعًا في بغداد(3).

10- ابو الحسن الغزنوي (ت 551 ه-/ 1156 م).

علي بن الحسن بن عبد اللّه بن محمد أبو الحسن الغزنويّ الواعظ(4)، يلقب بالبرهان(5)، سمع بغزنة(6)، وقدم إلى بغداد عام (516 ه-)(7)، فسمع الحديث وكان يعظ فأمرت خاتون زوجة المستظهر فبنى له رباط بباب الأزج ووقفت عليه الوقوف وصار له جاه عظيم تميل الأعاجم إليه، وكان السلطان يأتيه فيزوره وكثر زبون مجلسه بأسباب منها طلب جاهه وكثرة المحتشمين عنده والقراء واستعبد

ص: 37


1- (1) الذهبي، تاريخ الإسلام، 11/ 994 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 5/ 72 ؛ السيوطي، طبقات الحفاظ، 1/ 467 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 256 .
2- (2) السمعاني، الأنساب، 7/ 324 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 1/ 28 ؛ الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 14 ؛ القفطي، أنباه الرواة، 3/ 222؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 4/ 294 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 991/11 ؛ تذكرة الحفاظ، 4/ 60 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 270 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 5/ 71 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 5/ 320 ؛ السيوطي، طبقات الحفاظ، 1/ 467 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 256 ؛ الزركلي، الأعلام، 7/ 121؛ كحالة، معجم المؤلفن، 12/ 72 .
3- (3) الخوارزمي، مناقب أبي حنيفة، 1/ 88 .
4- (4) ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 108 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 8/ 681 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 33 ؛ سیر أعلام النبلاء، 22/ 103 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 12/ 234 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 323/5 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 264 .
5- (5) ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 110 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 8/ 681 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 234/12 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 5/ 323 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 264 .
6- (6) غزنه: وهي مدينة عظيمة وولاية واسعة في طرف خراسان، وهي الحدّ بن خراسان والهند. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 4/ 301 .
7- (7) ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 108 ؛ ابن الأثير، الكامل، 8/ 681 .

كثیرا من العلماء والفقراء بنواله وعطائه(1)، توفي في بغداد عام (551 ه-)(2)، روى عنه الموفق سماعا في بغداد(3).

11- علي بن أحمد اليزدي (ت 551 ه-/ 1156 م):

علي بن أحمد بن الحسبن بن أحمد بن الحسبن محمويه الجويني الشافعي، المحدث، الزاهد، نزيل بغداد(4)، ولد بيزد(5) عام (473 ه-)(6)، وحدث وسمع في أصبهان، وهمدان، والكوفة، والبصرة، والحجاز، وتفقه في واسط وبغداد، وصنف في الفقه، واللغة، والزهد، كان من أعيان الفقهاء ومشهوري الزهاد وأهل الورع والجهاد، توفي عام (551 ه-)(7)، روى عنه الموفق سماعًا بخوارزم(8).

ص: 38


1- (1) ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 108 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 33 ؛ سیر أعلام النبلاء، 22/ 103 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 12/ 234 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 5/ 323 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 264 .
2- (2) ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 108 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 8/ 681 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 33 ؛ سیر أعلام النبلاء، 22/ 103 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 12/ 234 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 323/5 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 264 .
3- (3) الخوارزمي، مقتل الحسين، 1/ 165 .
4- (4) الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 32 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 334 ؛ معرفة القراء الكبار، 1/ 290 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 20 / 89 ؛ ابن الجزري، غاية النهاية، 1/ 517 .
5- (5) يزد: مدينة متوسطة بین نيسابور وشیراز وأصبهان معدودة في أعمال فارس. ياقوت الحموي، معجم، البلدان، 5/ 435 .
6- (6) الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 32 ؛ سير أعلام النبلاء، 20 / 334 .
7- (7) الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 32 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 334 ؛ معرفة القراء الكبار، 1/ 290 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 20 / 89 ؛ ابن الجزري، غاية النهاية، 1/ 517 .
8- (8) الخوارزمي، مقتل الحسين، 1/ 25 .
12- محمد بن عبيد اللّه بن نصر الزاغوني (ت 552 ه-/ 1157 م)

محمد بن عبيد اللّه بن نصر بن سري أبو بكر ابن الزاغوني(1)، نسبة إلى قرية زاغون(2)، ولد عام (468 ه-)(3)، كان مجلدًا للكتب واستاذًا حاذقًا(4)، توفي سنه(552 ه-)(5)، روى عنه الموفق سماعًا في بغداد(6).

13- عبد الواحد بن الحسين الباقرجي (553 ه-/ 1158 م).

عبد الواحد بن الحسن بن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد بن جعفر، أبو الفتح الباقرجي(7)، ولد عام (482 ه-)(8)، فقيه شافعي فاضل، من أولاد

ص: 39


1- (1) ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 122؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان، 3/ 126 ؛ ابن نقطة الحنبلي، التقييد، 1/ 80 ؛ الأربي، تاريخ أربل، 2/ 130 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 54 ؛ سیر أعلام النبلاء، 278/20 ؛ ابن تغري بردي؛ النجوم الزاهرة، 5/ 327 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 272 .
2- (2) زاغون: قرية من قرى بغداد، ياقوت الحموي، معجم البلدان، 3/ 126 .
3- (3) ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 122؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان، 3/ 126 ؛ الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 130 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 54 .
4- (4) ياقوت الحموي، معجم البلدان، 3/ 12 6 ؛ ابن نقطة الحنبلي، التقييد، 1/ 80 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 54 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 278 .
5- (5) ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 122؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان، 3/ 126 ؛ ابن نقطة الحنبلي، التقييد، 1/ 80 ؛ الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 130 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 54 ؛ سیر أعلام النبلاء، 278/20 ؛ ابن تغري بردي؛ النجوم الزاهرة، 5/ 327 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 272 .
6- (6) الخوارزمي، مقتل الحسين، 1/ 34 .
7- (7) الصريفيني، المنتخب من كتاب السياق، 1/ 372 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 71 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 19 / 167 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 204 .
8- (8) الصريفيني، المنتخب من كتاب السياق، 1/ 372 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 71 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 19 / 167 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 204 .

المحدثین، سمع الكثیر في بغداد وخراسان تغرب وجال في الآفاق(1)، وتوفي عام (553 ه-)(2)، روى عنه الموفق سماعًا في خوارزم(3).

14- محمد بن أبي جعفر الطائي(ت 555 ه-/ 1160 م).

محمد بن أبي جعفر محمد بن علي بن محمد أبو الفتوح الطائي الهمذاني(4)،صاحب كتاب «الأربعین الطائية »(5)، ولد سنة (475 ه-)(6)، وكان شيخاً صالحاً، واعظاً، محدّثاً، وانتقل إلى مرو وتفقه بها(7)، وورد بغداد حاجًا عام (510 ه-)(8)، وبعدها عاد إلى همذان، وقد سمع وحدَّث بها، وتوفي فيها سنة (555 ه-)(9)، روى

ص: 40


1- (1) الصريفيني، المنتخب من كتاب السياق، 1/ 372 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 71 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 19 / 167 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 204 .
2- (2) الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 71 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 19 / 167 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 204 .
3- (3) الخوارزمي، مقتل الحسين، 1/ 78 .
4- (4) السمعاني، الأنساب، 12/ 515 ؛ ابن الفوطي، مجمع الآداب، 4/ 525 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 101/12 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 360 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 6/ 188 ؛ ابن العماد الحنبي، شذرات الذهب، 6/ 292 .
5- (5) ابن الفوطي، مجمع الآداب، 4/ 525 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 101 ؛ سیر أعلام النبلاء، 360/20 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 6/ 188 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 292 .
6- (6) الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 101 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 361 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 6/ 188 ؛ وذكر ابن الفوطي في مجمع الآداب، 4/ 525 انه ولد عام 576 ه-.
7- (7) ابن الفوطي، مجمع الآداب، 4/ 525 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 101 ؛ سیر أعلام النبلاء، 361/20 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 6/ 189 .
8- (8) ابن الفوطي، مجمع الآداب، 4/ 525 .
9- (9) ابن الفوطي، مجمع الآداب، 4/ 525 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 101 ؛ سیر أعلام النبلاء، 361/20 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 6/ 189 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 293

عنه الموفق بالمكاتبة من همذان(1).

15- شهردار بن شيرويه (ت 558 ه-/ 1163 م).

شهردار بن شیرويه بن شهردار بن شیرويه(2) بن فاخسره بن خسركان بن أستنب بن زينونه بن خسرو الديلمي(3)، أبو منصور ابن المؤرخ أبي شجاع الهمذاني، ولد بهمذان سنة (483 ه-)(4)، وقال السمعاني(5) إنَّه «كان عالمًا فاضاً، حافظًا، قيماً، عارفًا بالأدب، ظريفًا خفيفًا. لازم مسجده، متبعًا أثر والده في كتابة الحديث وسماعه وطلبه»، كان من أبناء العلماء والحفاظ، أخرج أسانيداً لكتاب والده المسمى بالفردوس في ثلاث مجلدات ورتبه ترتيبا حسنا ويسمى الفردوس الكبیر(6)، ورحل مع ابيه إلى اصفهان والى بغداد، وتوفي سنة (558 ه-)(7)، روى

ص: 41


1- (1) الخوارزمي، مقنل الحسين، 1/ 43 .
2- (2) ابن نقطه الحنبلي، التقييد، 1/ 297 ؛ ابن الصلاح، طبقات الفقهاء الشافعية، 1/ 484 ؛ الذهبي، سیر أعلام النبلاء، 20 / 375 ؛ ابن قاضي شهبه، طبقات الشافعية، 1/ 317 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 5/ 364 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 305 ؛ الزركلي، الأعلام، 3/ 179 .
3- (3) السمعاني، التحبیر، 1/ 327 - 328 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 137 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 16 / 113 ؛ السبكي، طبقات الشافعية، 7/ 110 .
4- (4) السمعاني، التحبیر، 1/ 328 ؛ ابن الصاح، طبقات الفقهاء الشافعية، 1/ 484 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 137 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 376 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 16 / 113 ؛ ابن قاضي شهبه، طبقات الشافعية، 1/ 317 ؛ الزركلي، الأعلام، 3/ 179 .
5- (5) التحبير، 1/ 328 .
6- (6) الذهبي، سیر أعلام النبلاء، 20 / 376 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 16 / 113 ؛ ابن قاضي شهبه، طبقات الشافعية، 1/ 317 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 305 ؛
7- (7) السمعاني، التحبیر، 1/ 330 ؛ ابن نقطه الحنبلي، التقييد، 1/ 297 ؛ ابن الصلاح، طبقات الفقهاء الشافعية، 1/ 484 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 137 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 376 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 16 / 113 ؛ السبكي، طبقات الشافعية، 7/ 110 ؛ ابن قاضي شهبه، طبقات الشافعية، 317/1 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 5/ 364 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 6/ 305 ؛ الزركلي، الأعلام، 3/ 179 .

عنه الموفق بالمكاتبة من همذان(1).

16- أبو سعد السمعاني (ت 562 ه-/ 1167 م).

عبد الكريم بن محمد بن منصور(2) بن محمد بن عبد الجبار المروزي، أبو سعد بن السمعاني(3)، مؤرخ رحالة من حفاظ الحديث، ولد بمرو سنة (506 ه-)(4)، وانتقل مع والده إلى نيسابور سنة (509 ه-)(5)، رحل إلى العديد من البلدان الإسلامية وسمع وحدَّث بها، له العديد من التصانيف منها «الأنساب » و «التحبیر في المعجم الكبیر » و «تاريخ مدينة مرو»(6) و «فرط الغرام إلى ساكني الشام»(7)، توفي في مرو

ص: 42


1- (1) الخوارزمي، مقتل الحسين، 1/ 39 .
2- (2) ابن الجوزي، المنتظم، 18 / 187 ؛ ابن الأثیر، الكامل في التاريخ، 9/ 334 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 274/12 ؛ العبر، 3/ 37 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 456 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 16 / 426 ؛ أبو اليمن، الأنس الجليل، 1/ 302 ؛ الزركلي، الأعلام، 4/ 55 .
3- (3) ابن عساكر، تاريخ دمشق، 36 / 447 ؛ ابن نقطة الحنبلي، التقييد، 1/ 367 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 19 / 61 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 180 ؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية، 12 /2 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 5/ 378 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 1/ 41 .
4- (4) ابن عساكر، تاريخ دمشق، 36 / 447 ؛ ابن نقطة الحنبلي، التقييد، 1/ 367 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 274/12 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 456 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 180 ؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية، 2/ 12؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 1/ 41 ؛ الزركلي، الأعلام، 4/ 55 .
5- (5) ابن عساكر، تاريخ دمشق، 36 / 447 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 274 ؛ سیر أعلام النبلاء، 456/20 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 180 .
6- (6) ابن الأثیر، الكامل في التاريخ، 9/ 335 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 274 ؛ سیر أعلام النبلاء، 457/20 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 180 ؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية، 2/ 13 ؛ الزركلي، الأعلام، 4/ 55 .
7- (7) ابن نقطة الحنبلي، التقييد، 1/ 367 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 1/ 41 .

سنة (562 ه-)(1)، روى عنه الموفق بن أحمد الخوارزمي بالمكاتبة من مرو(2).

17- محمد بن أبي الربيع المازني (ت 565 ه-/ 1169 م).

محمد بن أبي الربيع بن سليمان بن ربيع المازني، القيسي، أبو حامد(3)، عالم أديب، حافظ، رحالة، ولد بغرناطة(4) سنة (473 ه-)(5)، ودخل الاسكندرية(6)، وحدَّث بدمشق، وسمع ببغداد، ودخل خوارزم، وحدَّث بها(7)، وتوفي سنة (565 ه-)(8)، قرأ على الموفق بن أحمد كتاب «العالم والمتعلم » لأبي حنيفة في خوارزم(9).

18- محمد بن علي المطهر المرتضى الحسيني(ت 566 ه-/ 1170 م).

محمد بن علي بن محمد بن المطهر بن المرتضى الحسيني(10)، نقيب النقباء،

ص: 43


1- (1) ابن عساكر، تاريخ دمشق، 36 / 447 ؛ ابن نقطة الحنبلي، التقييد، 1/ 368 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 274/12 ؛ سیر أعلام النبلاء، 20 / 463 ؛ العبر، 3/ 37 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 19 / 63 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 7/ 183 ؛ ابن قاضي شهبة، طبقات الشافعية، 2/ 13 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 1/ 41 ؛ الزركلي، الأعلام، 4/ 55 . وذكر ابن الجوزي في المنتظم، 18 / 178 ؛ وابن الأثیر، في الكامل، 9/ 334 ؛ وابن كثیر في البداية والنهاية، 16 / 426 انه توفي سنة (563 ه-).
2- (2) الخوارزمي، مناقب أبي حنيفة، 1/ 4.
3- (3) السمعاني، الأنساب، 10 / 28 ؛ الزركلي، الأعلام، 6/ 199 ؛ كحالة، معجم المؤلفين، 10 / 158 .
4- (4) السمعاني، الأنساب، 10 / 28 ؛ الزركلي، الأعلام، 6/ 199 ؛ كحالة، معجم المؤلفين، 10 / 158 .
5- (5) الزركلي، الأعلام، 6/ 200 ؛ كحالة، معجم المؤلفين، 10 / 158 .
6- (6) الاسكندرية: وهي المدينة المشهورة بمصر، على ساحل البحر. القزويني، اثار البلاد، 1/ 143 .
7- (7) السمعاني، الأنساب، 10 / 28 ؛ الزركلي، الأعلام، 6/ 199 ؛ كحالة، معجم المؤلفين، 10 / 158 .
8- (8) الزركلي، الأعلام، 6/ 199 ؛ كحالة، معجم المؤلفين، 10 / 158 .
9- (9) الخوارزمي، مناقب أبي حنيفة، 1/ 96 .
10- (10) منتجب الدين، الفهرست، 100 ؛ القزويني، التدوين في أخبار قزوين، 1/ 470 ؛ الأردبيلي، جامع الرواة، 2/ 158 ؛ العاملي، امل الامل، 2/ 290 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 18 / 29 .

السيد شرف الدين أبو الفضل الرازي(1)، قال منتجب الدين(2) إنه «فاضل ثقة راوية قرأت عليه كتبا جمة في الأحاديث»، رحل إلى قزوين سنة (559 ه-)، فسمع منه وسمع أبا الفضل الْكَرَجِيّ وأبا سليمان الزبري(3)، وتوفي بساوة(4) سنة (566 ه-)(5)، روى عنه الموفق بالمكاتبة من مدينة الري(6).

19- ابو العلاء الهمداني (569 ه-/ 1174 م):

حسن بن أحمد بن الحسن العطار الإمام الحافظ العلامة شيخ الإسلام أبو العلاء الهمداني، ولد عام (488 ه-)(7)، كان إمامًا في النحو واللغة وعلوم القران والحديث والادب والزهد، وله تصانيف عدة في أنواع العلوم منها «زاد المسیر في التفسیر»، وكان عفيفا لا يتردد إلى أحد، شيخ همذان با مدافع، حافظ متقن ومقرئ فاضل السیرة، يعرف الحديث والقراءات والأدب(8)، توفي عام

ص: 44


1- (1) منتجب الدين، الفهرست، 100 ؛ الأردبيلي، جامع الرواة، 2/ 158 ؛ العاملي، امل الامل، 2/ 290 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 18 / 29 .
2- (2) الفهرست، 100 .
3- (3) القزويني، التدوين في أخبار قزوين، 1/ 470 .
4- (4) ساوة: مدينة حسنة بین الري وهمذان في وسط، بينها وبین كل واحد من همذان والري ثلاثون فرسخا. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 3/ 179 .
5- (5) القزويني، التدوين في أخبار قزوين، 1/ 470 .
6- (6) الخوارزمي، المناقب، 31 .
7- (7) ابن الجوزي، المنتظم، 8/ 208 ؛ ياقوت الحموي، معجم الادباء، 5/ 8؛ ابن الأثیر، الكامل في التاريخ، 401/9 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 39 / 334 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 11/ 295 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 16 / 496 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 6/ 72 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 1/ 494 ؛ الخوانساري، روضات الجنات، 3/ 86 ؛ الزركلي، الاعلام، 2/ 181 ؛كحاله، معجم المؤلفین، 3/ 197 .
8- (8) ابن الجوزي، المنتظم، 8/ 208 ؛ ابن الأثیر، الكامل في التاريخ، 9/ 401 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 39 / 334 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 11/ 295 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 16 / 496 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 6/ 72 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 1/ 494 ؛ الخوانساري، روضات الجنات، 86/3 ؛ الزركلي، الأعلام، 2/ 181 ؛كحاله، معجم المؤلفین، 3/ 197 .

(569 ه-)(1)، روى عنه الموفق بن أحمد بالِإجازة من همذان(2).

20- محمد بن الحسين البغدادي (ت 571 ه-/ 1175 م):

نجم الدين محمد بن الحسن بن محمد بن محمد، أبو منصور البغدادي، ولد في بغداد سنة ( 491 ه-)(3)، ودرس الفقه فيها وشغل منصب نائب قاضي القضاة(4)، رحل مدة من الزمن إلى همذان وأقام بها وسمع وحدّث هناك، وبعدها عاد إلى بغداد وتوفي فيها سنه (571 ه-)(5)، روى عنه الموفق عن طريق المكاتبة من همذان(6).

21- محمد بن بنيمان (ت 573 ه-/ 1177 م):

محمد بن بنيمان بن يوسف(7) ابن أبي بكر ابن أبي سعد بن عبد الملك بن

ص: 45


1- (1) ابن الجوزي، المنتظم، 8/ 208 ؛ ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 5/ 8؛ ابن الأثیر، الكامل في التاريخ، 9/ 401 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 39 / 334 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 11/ 295 ؛ ابن كثیر،البداية والنهاية، 16 / 496 ؛ ابن تغري بردي، النجوم الزاهرة، 6/ 72 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 1/ 494 ؛ الخوانساري، روضات الجنات، 3/ 86 ؛ الزركلي، الأعلام، 2/ 181 ؛ كحاله، معجم المؤلفین، 3/ 197 .
2- (2) الخوارزمي، مقتل الحسين، 1/ 123 .
3- (3) الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 504 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 2/ 50
4- (4) الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 504 .
5- (5) الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 504 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 2/ 50
6- (6) الخوارزمي، مناقب أبي حنيفة، 1/ 34 .
7- (7) ابن نقطة الحنبلي، التقييد، 1/ 60 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 13 / 561 ؛ سیر أعلام النبلاء، 598/20 .

عبد الجبار الهمذاني(1)، ولد سنة (488 ه-)(2)، وقال السمعاني(3) إنَّه «أديب فاضل، مليح الخط، حسن السیرة، جميل الطريقة، له سمت ووقار وصاح وتودد، مكثر من الحديث » وكان مسنِد همذان فِي وقته، وكان شيخًا صالحًا، أديبًا، فاضلاً(4)، توفي سنة (573 ه-)(5)، روى عنه الموفق عن طريق المكاتبة من همذان(6).

22- حماد بن ابراهيم البخاري (ت 576 ه-/ 1180 م)

حماد بن إبراهيم بن إسماعيل بن إسحاق الصفار أبو المحامد البخاري(7)، ولد في بخاري، وسمع بها وحدث عن أبيه(8)، وورد بغداد سنة (560 ه-) وحدث بها(9)، توفي سنة (576 ه-)(10)، روى عنه الموفق بالمكاتبة من بخاري(11).

23- علي بن عمر العلوي.

علي بن عمر بن إبراهيم بن محمد بن محمد بن حمزة العلوي الحسيني الكوفي،

ص: 46


1- (1) السمعاني، التحبير، 2/ 101 .
2- (2) السمعاني، التحبير، 2/ 101 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 13 / 561 ؛ سير أعلام النبلاء، 20 / 598 .
3- (3) التحبير، 2/ 101 .
4- (4) الذهبي، تاريخ الإسلام، 13 / 561 ؛ سير أعلام النبلاء، 20 / 598 .
5- (5) الذهبي، تاريخ الإسلام، 13 / 561 ؛ سير أعلام النبلاء، 20 / 598 .
6- (6) الخوارزمي، المناقب، 309 .
7- (7) ابن الفوطي، مجمع الآداب، 3/ 491 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 581 ؛ سیر أعلام النباء،91/21 ؛ ابن حجر العسقلاني، تبصیر المنتبه، 2/ 795 ؛ لسان الميزان، 3/ 265 .
8- (8) ابن الفوطي، مجمع الآداب، 3/ 491 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 581 ؛ سیر أعلام النبلاء، 91/21 ؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 3/ 265 .
9- (9) ابن حجر العسقلاني، تبصير المنتبه، 2/ 795 .
10- (10) الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 581 ؛ سير أعلام النبلاء، 21/ 92 .
11- (11) الخوارزمي، مناقب أبي حنيفة، 1/ 137 .

أبو الحسن العلوي، ساكن متودد، فاضل، من أهل العلم، وأولاد العلماء، ولد في الكوفة عام (476 ه-)(1)، روى عنه الموفق سماعا بالكوفة(2).

25- منصور بن نوح الشهرستاني.

منصور بن نوح بن محمد بن إبراهيم الشهرستاني، أبو القاسم، يروى عن شيخ الحفاظ أبي الحسن، عمر بن أبي الحسن عبد الكريم بن سعدويه الرواسي روى عنه ابنه أبو منصور محمد(3)، وروى عنه الموفق عن طريق السماع بشهرستان(4).

ب: تلامذته:
اشارة

اكتسب الموفق بن أحمد علم شيوخه وأضاف إليه الكثیر من علمه وأصبح من علماء زمانه في علم الحديث، وبعد ذلك بدأت مرحلة عطائه وأقبل عليه طلاب العلم ينهلون من علومه ومعارفه، وتتلمذ على يديه العديد من التلاميذ الذين أصبحوا فيما بعد من أعلام المحدثین، والعلماء والفقهاء خاصة في علم الحديث، وهم:

1- ابن شهر آشوب(588 ه-/ 1192).

محمد بن علي بن شهر اشوب المازندراني، أبو جعفر، رشيد الدين(5)، عالم

ص: 47


1- (1) السمعاني، التحبير، 1/ 575 - 576 .
2- (2) الخوارزمي، مناقب أبي حنيفة، 1/ 103 .
3- (3) السمعاني، الأنساب، 8/ 182 .
4- (4) الخوارزمي، مقتل الحسين، 2/ 3.
5- (5) الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 860 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 4/ 11 8 ؛ الفيروزآبادى، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، 1/ 278 ؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 5/ 310 ؛ السيوطي،بغية الوعاة، 1/ 181 ؛ طبقات المفسرين، 1/ 110 ؛ الداوودي، طبقات المفسرين، 2/ 201 ؛ الزركلي، الاعلام، 6/ 278 .

بالحديث والتفسیر والأصول، من فقهاء الشيعة الأمامية، وقال الصفدي(1): إنه «كان بهي المنظر حسن الوجه والشيبة صدوق اللهجة مليح المحاورة واسع العلم كثر الخشوع والعبادة والتهجد لا يكون إِلا على وضوء »، له العديد من المؤلفات منها، أسباب نزول القران، ومتشابه القرآن، ومناقب آل أبي طالب (2). توفي سنة (588 ه-)(3)، يروي عن الموفق الخوارزمي بالمكاتبة(4).

2– برهان الدين المطرزي (ت 610 ه-/ 1213 م).

ناصر بن عبد السيد بن على المطرزي الخوارزمي، أبو الفتح ابن أبي المكارم(5)، ولد في خوارزم سنة (538 ه-)(6)، كان عالما باللغة والنحو والآداب، صنف في اللغة

ص: 48


1- (1) الوافي بالوفيات، 4/ 118 .
2- (2) الصفدي، الوافي بالوفيات، 4/ 119 ؛ الفيروزآبادى، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، 1/ 279 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 1/ 181 ؛ الزركلي، الأعلام، 6/ 279 .
3- (3) الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 860 ؛ الفيروزآبادى، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، 1/ 279 ؛ ابن حجر العسقلاني، لسان الميزان، 5/ 310 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 1/ 181 ؛ طبقات المفسرين، 111/1 ؛ الداوودي، طبقات المفسرين، 2/ 202 ؛ الزركلي، الأعلام، 6/ 278 . ذكر الصفدي في الوافي بالوفيات، 4/ 118 ، انه توفي سنة (590 ه-).
4- (4) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 31 .
5- (5) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2741 ؛ القفطي، أنباه الرواة، 3/ 339 ؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 369 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 253 ؛ سیر أعلام النبلاء، 22/ 28 ؛ صلاح الدين، فوات الوفيات، 4/ 182 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 2/ 190 ؛ الفيروزآبادى، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، 1/ 303 ؛ ابن قطلوبغا، تاج التراجم، 1/ 309 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 2/ 311 ؛ ابن الغزي، ديوان الإسلام، 4/ 186 ؛ الزركلي، الأعلام، 7/ 348 ؛ كحالة، معجم المؤلفین، 13 / 71 .
6- (6) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2741 ؛ القفطي، أنباه الرواة، 3/ 340 ؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 370 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 253 ؛ سیر أعلام النبلاء، 22/ 28 ؛ صلاح الدين، فوات الوفيات، 4/ 182 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 2/ 190 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 2/ 311 ؛ الزركلي، الأعلام، 7/ 348 ؛ كحالة، معجم المؤلفین، 13 / 71 . وذكر صلاح الدين في فوات االوفيات، 182/2 وابن قطلوبغا في تاج التراجم، 1/ 309 ، أنَّه ولد سنة (536 ه-).

والعربية، قرأ على أبيه وعلى أبي المؤيد المكي خطيب خوارزم، ودخل بغداد سنة(601 ه-)، وحدَّث بمصنفاته، وكان حنفيا معتزليًا داعية، ومن تصانيفه: المغرب، وشرح المقامات الحريرية، توفي سنة ( 610 ه-)(1)، قرأ على أخطب خوارزم الموفق الخوارزمي وأخذ منه كما ذكر ياقوت الحموي(2)، والقفطي(3)، وغيرهم(4)، ويروي عن الموفق كما ذكر الجويني(5)، والعلامة المجلسي(6).

3- جمال الدين ابن معين.

يروي عن الموفق الخوارزمي كتاب «مقتل الحسين » بالإجازة(7).

ص: 49


1- (1) ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2741 - 2742 ؛ القفطي، أنباه الرواة، 3/ 339 - 340 ؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 370 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 12/ 253 ؛ سیر أعلام النبلاء، 22/ 28 ؛ صلاح الدين، فوات الوفيات، 4/ 182 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 2/ 190 ؛ الفيروزآبادى، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، 1/ 303 ؛ ابن قطلوبغا، تاج التراجم، 1/ 309 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 2/ 311 ؛ ابن الغزي، ديوان الإسلام، 4/ 186 ؛ الزركلي، الأعلام، 7/ 348 ؛ كحالة، معجم المؤلفین، 13 / 71 .
2- (2) معجم الأدباء، 6/ 2741 .
3- (3) أنباه الرواة، 3/ 339 .
4- (4) ابن خلكان، وفيات الأعيان، 5/ 369 ؛ الذهبي، سیر أعلام النبلاء، 22/ 28 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 2/ 190 ؛ الفيروزآبادى، البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، 1/ 303 ؛ السيوطي، بغية الوعاة، 311 /2.
5- (5) فرائد السمطين، 1/ 19 .
6- (6) بحار الأنوار، 40 / 73 .
7- (7) الجويني، فرائد السمطين، 1/ 116 .
4- طاهر بن أبي المكارم عبد السيد بن علي الخوارزمي.

يروي عن الخوارزمي كتابه «المناقب » بالإجازة(1).

5- مسلم بن علي.

يروي عن الموفق بن أحمد كتابه «المناقب » بالاجازة(2).

ج: مؤلفاته
اشارة

إن للموفق العديد من المؤلفات التي وردت أساؤها في الكتب والمعاجم ونقل منها المؤلفون، وهي:

1- المؤلفات المطبوعة:

أ-المناقب: وهو الكتاب الذي نتناوله في دراستنا ويتضمن سبعة وعشرين فصلاً، وسوف نأتي على تفاصيلة في المباحث اللاحقة.

ب- مقتل الحسین: للموفق بن أحمد الخوارزمي، طبع مرة واحدة سنة (1418 ه-)، بتحقيق الشيخ محمد السماوي، والناشر دار أنوار الهدى، وتألف من جزأين، الجزء الأول اشتمل على أحد عشر فصلاً، تضمنت ذكر فضائل آل البيت(علیهم السلام)، وذكر أحوال الحسین(علیه السلام) قبل خروجه الى كربلاء، والجزء الثاني اشتمل على أربعة فصول، تضمنت ذكر خروج الحسین(علیه السلام) الى كربلاء وما حدث في الطريق، وذكر واقعة الطف وما جرى فيها من أحداث، وكذلك ذكر انتقام المختار بن أبي عبيد اللّه الثقفي من قاتلي الحسین(علیه السلام).)

ج- مناقب الإمام الأعظم أبي حنيفة: طبع مرة واحدة في الهند سنة (1321 ه-)

ص: 50


1- (1) المجلسي، بحار الأنوار، 104 / 169 .
2- (2) المجلسي، بحار الأنوار، 104 / 158 ؛ الأميني، الغدير، 4/ 401 .

بمطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية في الهند، تألف الكتاب من مجلدين وقسمه الموفق على إلى أبواب جاء المجلد الأول بخمسة عشر باباً، تضمنت ذكر مولد أبي حنيفة ونشأته وذكر العديد من مناقبه، والمجلد الثاني أيضا أشتمل على خمسة عشر باباً تضمنت أيضا ذكر مناقبه لما تبقى من حياته الى وفاته.

2- المؤلفات الأخرى:

تذكر المصادر هذه المؤلفات ولم نجدها في المكتبات التي استطعنا الوصول إليها:

أ- ديوان شعره(1).

ب- كتاب الأربعين(2).

ت- كتاب رد الشمس لأمير المؤمنين(3).

ث- كتاب قضايا أمير المؤمنين(4).

ج- كتاب «الكفاية في علم الأعراب(5).

شهرته العلمية:

أثنى العديد من العلماء والمؤرخین على الموفق بن أحمد الخوارزمي، فقد ذكره القفطي(6) (ت 624 ه-) بقوله «أبو المؤيد خطيب خوارزم أديب فاضل، له معرفة تامة بالأدب والفقه، يخطب بجامع خوارزم سنين كثیرة ينشئ الخطب به، أقرأ الناس علم العربية وغیره، وتخرج به عالماً في الآداب »، أما الفاسي(7)(ت 775 ه-)

ص: 51


1- (1) حاجي، كشف الظنون، 1/ 815 ؛ الأميني، الغدير، 4/ 402 .
2- (2) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 250 ؛ الأميني، الغدير، 4/ 402 .
3- (3) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 173 ؛ الأميني، الغدير، 4/ 402 .
4- (4) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 173 ؛ الأميني، الغدير، 4/ 402
5- (5) حاجي، كشف الظنون، 2/ 1498 .
6- (6) انباه الرواة، 3/ 332 .
7- (7) العقد الثمين، 7/ 310 .

فذكر عنه «العلامة خطيب خوارزم كان أديبا فصيحاً مفوهاً، خطب بخوارزم دهراً وأنشأ الخطب وأقرأ الناس » ووصفه أبي الحسنات(1) (ت 1304 ه-) بأنَّه «كان أديبا وفاضلا له معرفة تامة بالفقه »، وجاء في وصف الخوانساري(2) (ت 1331 ه-) له بالقول «وأما الأخطب فهو لقب الشيخ المحدث المتقن المتبحر صدر الأئمة عند العامة أخطب خوارزم »، ويرى الأميني(3) (ت 1390 ه-) بأنّ الخوارزمي «كان فقيها غزير العلم، حافظا طائل الشهرة، محدثا كثیر الطرق، خطيبا طائر الصيت متمكنا في العربية، خبیرا على السیرة والتاريخ، أديبا شاعرا له، خطب وشعر مدون»

إن أبرز ما يلاحظ على أقوال العلماء بحق الخوارزمي هو إجماعهم في الثناء عليه، وبشهرته العلمية على اختلاف مشاربهم المذهبية، وعصورهم التاريخية، وبما يعزز صفة الاعتدال والعلمية على فكر هذا العالم، ويعكس البيئة العلمية التي تميزت بالرقي الفكري في ذلك العصر فقد كانت المناظرات العلمية تدور هناك في آداب جمة بعيدة عن التعصب(4).

رحلاته العلمية:
اشارة

إن الحديث عن الرحلات العلمية لأخطب خوارزم ليس بأحسن حال من الحديث عن حياته ونشأته؛ وذلك لقلة المعلومات وانعدامها أحيانا، إذ لم تذكر وتشر لنا المصادر التي ترجمت للموفق الخوارزمي عن أي رحلة علمية له، لكن من طريق ما أشار إليه الموفق إلى بعض شيوخه الذين قرأ عليهم أو سمع منهم في مدن إسلامية عدة، في صدد إيراده الروايات عن هؤلاء الشيوخ في مؤلفاته،

ص: 52


1- (1) الفوائد البهيه، 41 .
2- (2) روضات الجنات، 1/ 290 .
3- (3) الغدير، 4/ 290 .
4- (4) بارتولد، تاريخ الترك في آسيا الصغرى، 145 .

وبلاحاظ ذلك نستطيع أن نتتبع رحلاته في المدن الأتية:

بغداد:

من الرحلات العلمية التي قام بها الخوارزمي رحلته إلى بغداد، إذ التقى بها شيخه عبد الملك بن أبي قاسم بن أبي سهل الكروخي(1)، وسمع منه بمدينة السلام(2)، وأيضا التقى بشيخه الفضل بن سهل الحلبي(3)، وسمع منه(4)، وكذلك سمع من شيخة علي بن الحسن الغزنوي(5)، بداره في مدينه السلام في ربيع الأول سنة (544 ه-)(6)، وأيضًا سمع من شيخه أبو بكر محمد بن عبيد اللّه نصرالزاغوني(7)، عند عودته من السفرة الحجازية(8)، وكذلك التقى بشيخة محمد بن ناصر السلامي(9)، وسمع منه الحديث(10).

الكوفة:

من الرحلات العلمية للموفق بن أحمد هي رحلته إلى مدينة الكوفة، إذ التقى

ص: 53


1- (1) تنظر ترجمته : 15 .
2- (2) الخوارزمي، مقتل الحسين، 101 ؛ الاميني، الغدير، 4/ 399 .
3- (3) تنظر ترجمته : 15 - 16 .
4- (4) الخوارزمي، مناقب أبي حنيفة، 1/ 193 .
5- (5) تنظر ترجمته : 18 - 19 .
6- (6) الخوارزمي، مقتل الحسين، 165 ؛ الأميني، الغدير، 4/ 399 .
7- (7) تنظر ترجمته : 21.
8- (8) الخوارزمي، مقتل الحسين، 34 ؛ الأميني، الغدير: 4/ 399 .
9- (9) تنظر ترجمته: 18 - 19 .
10- (10) الخوارزمي، مناقب أبي حنيفة: 1/ 88 .

فيها بشيخه علي بن عمر بن إبراهيم العلوي(1)، وسمع منه الحديث(2).

دير العاقول

(3):

ومن الرحلات العلمية للخوارزمي، رحلته إلى دير العاقول، إذ التقى فيها شيخه المبارك بن محمد السقطي، وقرأ عليه الموفق بن أحمد بدير العاقول(4).

الري

(5):

الرحلة العلمية الأخرى لأخطب خوارزم، رحلته لمدينة الري، إذ التقى فيها بشيخه محمد بن الحسن الاسترباذي، الذي سمع منه بمدينة الري(6)، وأيضا التقى بشيخه محمد بن منصور بن علي المقري المعروف بالديواني، وسمع منه الحديث بمحلة نصر آباد بمدينه الري(7).

شهرستان

(8):

من المدن التي رحل إليها أخطب خوارزم، والتقى بها بشيخه منصور بن نوح الشهرستاني، عند عودته من السفرة الحجازية عام 544 ه-، وسمع منه الحديث(9).

ص: 54


1- (1) تنظر ترجمته: 27 .
2- (2) الأميني، الغدير: 4/ 399 .
3- (3) دير العاقول: تقع بین مدائن كسرى والنعمانية، بينها وبین بغداد خمسه عشر فرسخا. ياقوت الحموي، معجم البلدان: 2/ 520 .
4- (4) الخوارزمي، مقتل الحسين: 1/ 167 ؛ الأميني، الغدير : 4/ 401 .
5- (5) الري: تقع في إيران في إقليم الجبال، ياقوت الحموي، معجم البلدان: 3/ 116 .
6- (6) المناقب، مقدمة المحقق: 19 .
7- (7) الخوارزمي، مقتل الحسين: 2/ 5؛ الأميني، الغدير: 4/ 401 .
8- (8) شهرستان: مدينة تقع بأرض فارس ضمن قصبة نيسابور. ياقوت الحموي، معجم البلدان: 376/3 .
9- (9) الخوارزمي، مقتل الحسين: 2/ 3؛ الأميني، الغدير: 4/ 401 .

المبحث الثاني : موارد الموفق الخوارزمي ومنهجيته في كتابه المناقب

1- وصف الكتاب:

أولاً : اختيار العنوان والهدف من تأليف الكتاب:

أشار الموفق الخوارزمي إلى هدف تأليفه للمناقب بقوله «ذكر فضائل أمیر المؤمنین أبي الحسن علي بن أبي طالب (علیه السلام) بل ذكرُ شيء منها، إذ ذكر جميعها يقصر عنه باع الإحصاء، بل ذكر اكثرها يضيق عنه نطاق طاقة الاستقصاء يدلك على ما ذكرت »(1) ، واسند ذلك بأربع روايات في فضائل أمیر المؤمنین (علیه السلام) ومناقبه، إذ ذكر الرواية الأولى بسند ابن عباس عن الرسول محمد(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إذ قال الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «لو أنَّ الغياض أقلام، والبحر مداد، والجن حسان، والأنس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب (علیه السلام) »(2) ، والرواية الثانية بسند أمیر المؤمنین (علیه السلام)، إذ قال الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «إنَّ اللّه جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثیرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر... »(3) ، والرواية

ص: 55


1- (1) المناقب: 31.
2- (2) المناقب: 32؛ ابن شاذان، مائه منقبة: 175 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد: 129 ؛ منتجب الدين، الفهرست: 354 ؛ الجويني، فرائد السمطين: 1/ 16.
3- (3) المناقب: 32؛ الصدوق، الأمالي: 201 ؛ العاملي ، الدر النظيم: 325 ؛ الأربلي ، كشف الغمة: 109/1.

الثالثة ذكر فيها «قال رجل لابن عباس: سبحان اللّه ما أكثر مناقب علي وفضائله، أني لأحسبها ثلاثة آلاف، فقال ابن عباس: اولا تقول إنها ثلاثون الفاً تقريبا»(1)، والرواية الرابعة ذكر أنَّ أحمد بن حنبل يقول: «ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) من الفضائل ماجاء لعلي بن أبي طالب (علیه السلام)»(2).

ثانيًا: أبواب الكتاب:

كتاب المناقب يتضمن مناقب وفضائل إمام المتقین، وسيد العارفین أمیر المؤمنین (علیه السلام)، إذ ذكر الموفق في مقدمة الكتاب هدف تأليفه الكتاب وأورد أربع روايات في استحالة إحصاء جميع فضائل أمیر المؤمنین(علیه السلام) ومناقبه، وفي فضل الكتابة في المناقب، وكثرة المناقب، وإنّ ما جاء لأحد من الصحابة من مناقب وفضائل مثلما جاء لأمیر المؤمنین (علیه السلام)(3)، ثم ذكر الخوارزمي أنّ الكتاب قسم على سبعة وعشرين فصلاً (4)، إذ جاء الفصل الأول في بيان أساميه وكناه والقابه وصفاته(علیه السلام)، وأورد الموفق أربع روايات بهذا الخصوص(5)، وجاء الفصل الثاني في بيان نسبه (علیه السلام) وأورد الموفق روايتین في بيان نسب أمیر المؤمنین(علیه السلام)(6)، وتضمن الفصل الثالث روايتین عن بيعته(علیه السلام)(7)، والفصل الرابع تضمن

ص: 56


1- (1) المناقب، 33 .
2- (2) المصدر نفسه، 34 .
3- (3) المصدر نفسه، 31 - 34 .
4- (4) المصدر نفسه، 34 - 36 .
5- (5) المصدر نفسه، 37 - 45 .
6- (6) المصدر نفسه، 46 - 48 .
7- (7) المصدر نفسه، 49 - 50 .

خمس عشرة رواية في بيان إسلامه(علیه السلام)(1)، أما الفصل الخامس في بيان أنَّه من أهل البيت(علیه السلام)، وأؤرد الموفق خمس روايات تضمنت أنَّه من أهل البيت(علیهم السلام)(2) ، والفصل السادس جاء في محبة الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إياه والحث على محبته وموالاته ونهيه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن بغضه (علیه السلام)، وأورد أخطب خوارزم أربع وثلاثین رواية تضمنت حب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنین (علیه السلام)، وحث المسلمين على موالاته والنهي عن بغضه(3)، وخصص الفصل السابع في بيان غزارة علمه، وأنَّه أقضى الأصحاب (علیه السلام)، وأورد ثلاث واربعین رواية حول غزارة علمه، وأنَّه أقضى الأصحاب(علیه السلام)(4)، والفصل الثامن تضمن التأكيد على أنَّ الحق معه وأنَّه مع الحق(علیه السلام)، وفقًا لأربع روايات حول هذا الحق (علیه السلام)(5)، والفصل التاسع في بيان أنَّه أفضل الأصحاب(علیه السلام)، وأورد الموفق خمس عشرة رواية تضمنت أنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) أفضل الأصحاب(6)، والفصل العاشر المؤلَّف من اثنتي عشرة رواية في بيان زهده في الدنيا وقناعته منها باليسر(علیه السلام)(7)، و الفصل الحادي عشر في بيان شرف صعوده(علیه السلام) على ظهر النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لكسر الأصنام، وفقًا لرواية واحدة تضمن هذا الشرف لأمیر المؤمنین(علیه السلام)(8)، والفصل الثاني عشر في بيان تورطه(علیه السلام)، المهالك في اللّه تعالى ورسوله(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وشرى نفسه ابتغاء مرضاة اللّه تعالى، وأورد

ص: 57


1- (1) المناقب، 51 - 59 .
2- (1) المصدر نفسه، 60 - 63 .
3- (3) المصدر نفسه، 64 - 79 .
4- (4) المصدر نفسه، 80 - 103 .
5- (5) المصدر نفسه، 104 - 105 .
6- (6) المصدر نفسه، 106 - 115 .
7- (7) المصدر نفسه، 116 - 122.
8- (8) المصدر نفسه، 12 3 - 124 .

في هذا الفصل سبع روايات(1)، واشتمل الفصل الثالث عشر على بيان رسوخ الإيمان في قلبة(علیه السلام)، وأورد الموفق في هذا الفصل ست روايات تضمنت رسوخ الإيمان في قلب أمیر المؤمنین(علیه السلام)(2)، وفي الفصل الرابع عشر الذي حمل عنوان بيان أنَّه(علیه السلام) أقرب الناس من رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وأنَّه مولى كل من كان رسول اللّه مولاه، معززًا ذلك بخمس وثلاثین رواية (3)، وتضمن الفصل الخامس عشر ثلاث روايات تضمنت أمر الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنین (علیه السلام) بتبليغ سورة براءة(4)، وجاء الفصل السادس عشر في بيان محاربته مردة الكفار، ومبارزته أبطال المشركين والقاسطين، والمارقین، وبيان ما جاء عن النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حياته من الفضائل بذلك وقسم الموفق هذا الفصل على أربعة فصول، جاء الفصل الأول في بيان محاربته للكفار، وأورد في هذا الفصل اثنتي عشرة رواية تضمنت قتال أمیر المؤمنین(علیه السلام)للكافرين(5)، وجاء الفصل الثاني في بيان قتال أهل الجمل وهم الناكثون، ووفقًا لخمس عشرة رواية تضمنت قتال أمیر المؤمنین(علیه السلام) للناكثین(6)، والفصل الثالث في بيان قتال أهل الشام أيام صفین، وهم القاسطون، وأورد الموفق إحدى وعشرين رواية تضمنت قتال أمیر المؤمنین(علیه السلام) للقاسطين(7)، والفصل الرابع في بيان قتال الخوارج، وهم المارقون، وأورد الموفق خمس روايات عن قتال إمام المتقین(علیه السلام)

ص: 58


1- (1) المناقب، 125 - 127 .
2- (2) المصدر نفسه، 128 - 132 .
3- (3) المصدر نفسه، 133 - 163 .
4- (4) المصدر نفسه، 164 - 165 .
5- (5) المصدر نفسه، 166 - 175 .
6- (6) المصدر نفسه، 175 - 189 .
7- (7) المصدر نفسه، 189 - 258 .

للخوارج المارقین(1)، أما الفصل السابع عشر خصص لبيان ما نزل من الآيات في شأنه(علیه السلام)، وأورد في هذا الشأن تسع وعشرين رواية تضمنت فيما نزل في شأنه(علیه السلام) من الآيات(2)، وجاء في الفصل الثامن عشر ثلاث روايات تضمنت أنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) هو الاذن الواعية(3)، وجعل الفصل التاسع عشر في فضائل شتى لأمیر المؤمنین(علیه السلام)، وأورد الموفق بهذا الخصوص ثمان وخمسین رواية(4)، وتضمن الفصل العشرون ثمان روايات في تزويج رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إياه(علیه السلام)فاطمة(علیه السلام)(5)، وجاء الفصل الحادي والعشرون في بيان أنَّه من أهل الجنة(علیه السلام)وأنّ الجنة تشتاق إليه، وأنَّه مغفور الذنب، وأورد الموفق في هذا الفصل أربع روايات تضمنت أنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) من أهل الجنة(6)، وجاء الفصل الثاني والعشرون في بيان أنَّه(علیه السلام) حامل لواء الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم القيامة، وأورد الموفق في هذا الفصل اربع روايات تضمنت أنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) حامل لوائه يوم القيامة(7)، وجاء الفصل الثالث والعشرون في بيان أنَّ النظر إليه(علیه السلام) وذكره عبادة (8)، وجاء الفصل الرابع والعشرون في بيان شيء من جوامع كلمه وبوالغ حكمه(علیه السلام) ،وأورد الموفق في هذا الشأن عشرين رواية(9)، أمَّا الفصل الخامس والعشرون

ص: 59


1- (1) المناقب، 258 - 263 .
2- (2) ا المصدر نفسه، 264 - 281 .
3- (3) المصدر نفسه، 282 - 283 .
4- (4) المصدر نفسه، 284 - 334 .
5- (5) المصدر نفسه، 335 - 354 .
6- (6) المصدر نفسه، 355 - 357 .
7- (7) المصدر نفسه، 358 - 360 .
8- (8) المصدر نفسه، 361 - 362 .
9- (9) المصدر نفسه، 363 - 377 .

فجاء في بيان من غیر اللّه خلقهم وأهلكهم بسبهم إياَّه(علیه السلام)، وأورد الموفق أربع روايات تضمنت هاك من سب أمیر المؤمنین(علیه السلام)(1)، وتضمن الفصل السادس والعشرون أربع عشرة رواية تضمنت مقتل أمشر المؤمنشن(علیه السلام)(2)، وجاء الفصل السابع والعشرون وهو الأخیر في بيان مبلغ سنه، وبيان مدة خلافته، وبيان ما جاء من الاختلاف في ذلك، وأورد الخوارزمي في هذا الفصل روايتن، كما أورد ثلاث قصائد شعرية في مدح أمیر المؤمنین(علیه السلام)(3)، واختتم الكتاب بدعاء للموفق يبین فيه موقف الصحابة وجهادهم في سبيل الدين، وتوسل باللّه تعالى أن يحشره معهم(4).

ثالثًا: طبعات الكتاب.

أ- طبع عى الحجر في تبريز سنة (1313 ه- / 1895 م)، مع مقدمة للعلامة الشيخ محمد باقر البهاري الهمذاني(5).

ب- طبع في النجف الأشرف بالمطبعة الحيدرية سنة (1385 ه- / 1965 م)، مع مقدمة للعلامة السيد محمد رضا الخرسان النجفي(6).

ت-طبع في قم سنة (1411 ه-/ 1990 م) ، من منشورات جماعة المدرسین بتحقيق الشيخ مالك المحمودي، ومقدمة للعلامة الشيخ جعفر السبحاني، وهذه الطبعة التي اعتمدناها في دراستنا.

ص: 60


1- (1) المناقب، 378 - 379 .
2- (2) المصدر نفسه، 380 - 394 .
3- (3) المصدر نفسه، 395 - 403 .
4- (4) المصدر نفسه، 404 - 406 .
5- (5) الطبطبائي، أهل البيت في المكتبة العربية، مجلة تراثنا، العدد 25 ، ص 79 .
6- (6) الطبطبائي، أهل البيت في المكتبة العربية، مجلة تراثنا، العدد 25 ، ص 79 .

2- موارده

اشارة

اعتمد الموفق الخوارزمي في إيراد رواياته في المناقب على مصدرين هما: شيوخه الذين حدثوه وهم الذين اقتبس منهم العدد الأكبر من رواياته، وأيضا يروي عن شيوخ شيوخه بإسناده إلى شيوخه ويشیر إلى ذلك بقوله(بهذا الإسناد)، والمصدر الثاني اقتباساته من الكتب.

أولًا: شيوخه:
1- أبو القاسم جار اللّه الزمخشري (ت 538 ه-/ 1143 م)

(1).

أخذ عنه الموفق تسع روايات، رواية تضمنت ذكر عمر بن الخطاب لفضائل أمیر المؤمنین(علیه السلام) التي سمعها عن الرسول الأكرم(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(2)، وروايتن في حكم الإمام علي(علیه السلام) في قضايا حصلت في خلافة عمر بن الخطاب(3)، وأورد روايتن تضمنت مدح عمر بن الخطاب لأمیر المؤمنین(علیه السلام)(4)، ورواية تضمنت أنَّ الإمام علي(علیه السلام) هو نفس الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(5)، ورواية تضمنت حديث الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في يوم خير لأمیر المؤمنین(علیه السلام)(6)، ورواية في مدح أبي بكر لأمیر المؤمنین(علیه السلام)(7) ، ورواية تضمنت النظر إلى الإمام علي(علیه السلام) عبادة(8).

ص: 61


1- (1) تنظر ترجمته في المبحث الأول: 13 - 14 .
2- (2) المناقب، 55 .
3- (3) المصدر نفسه، 80 ، 94 - 95 .
4- (4) المصدر نفسه، 130 - 131 ، 160 .
5- (5) المصدر نفسه، 136 .
6- (6) المصدر نفسه، 170 .
7- (7) المصدر نفسه، 296 .
8- (8) المصدر نفسه، 363 .
2- ابو الفتح عبد الملك الكروخي (ت 548 ه-/ 1153 م)

(1).

روى عنهُ الموفق روايتین، الأولى تضمنت فضائل أبي بكر وعمر وعثمان وأمیر المؤمنین(علیه السلام) وبین ميزة كل واحد منهم(2)، والثانية تضمنت حديث الرسول بحق الإمام الحسن(علیه السلام)، والإمام الحسین(علیه السلام) إذ قال: من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة(3).

3- العباس بن محمد الطوسي (ت 549 ه-/ 1154 م)

(4).

روى عنه الموفق رواية واحدة تضمنت، زهد أمیر المؤمنین(علیه السلام) وفاطمة الزهراء(علیها السلام) وعطاءهما(5).

4- أبو الحسن الغزنوي (ت 551 ه-/ 1156 م)

(6).

روى عنهُ صاحب الكتاب رواية واحدة في خبر مطول تضمن أنَّ أحدهم بعث إليه أبا جعفر العباسي ليلاً وظن أنَّهُ مقتول لا محاله فودع أهلهُ وأوصى وألقى على نفسهِ شيء من الحنوط وعند وصوله وعرف بالأمر قصَّ عليه ما كان فيه من حال فقال: لهُ ما بعثت عليك إلا لأسألك عن فضائل علي ابن أبي طالب وكم تروي عنهُ قلت: عشرة آلاف حديث(7).

ص: 62


1- (1) تنظر ترجمته في المبحث الأول، ص: 15 .
2- (2) المناقب، 104 .
3- (3) المناقب، 138 .
4- (4) تنظر ترجمته في المبحث الأول، ص: 16 .
5- (5) المناقب، 267 - 271 .
6- (6) تنظر ترجمته في المبحث الأول، ص: 19 .
7- (7) المناقب، 283 - 293 .
5- عبد الملك بن علي الهمذاني(ت 552 ه-/ 1157 م)

(1).

اخذ عنهُ الخوارزمي ثلاث وعشرين رواية تضمنت، الأولى صلاة الرسول ورؤيته أول مرة من قبل أمیر المؤمنین(علیه السلام)(2)، رواية صلاة الملائكة على الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) والإمام علي(علیه السلام)(3)، وأورد عشر روايات في حب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنین(علیه السلام)(4)، رواية تضمنت خطاب اللّه تعالى للرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بلغة أمیر المؤمنین(علیه السلام) عند ليلة المعراج(5)، رواية عن قول عائشة في حب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنین(علیه السلام) وفاطمة(علیها السلام)(6)، رواية في قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إنَّ الإمام علي(علیه السلام) اقضى امتي(7)، روايتین في اختيار الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لفاطمة(علیها السلام) بتزويجها من أمیر المؤمنین(علیه السلام)(8)، رواية عن زهد أمیر المؤمنین(علیه السلام)(9)، رواية تضمنت إن إيمان الإمام علي(علیه السلام) يرجح على وزن السموات والأرض(10)، رواية تضمنت رؤية أبي طالب، النبي محمد(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يلقن أمیر المؤمنین(علیه السلام) إيمان وحكمة(11)، رواية تضمنت المؤاخاة وأخذ الرسول الإمام علي(علیه السلام) أخا(12)، رواية قول

ص: 63


1- (1) تنظر ترجمته في المبحث الأول: 19 .
2- (2) المناقب، 52 .
3- (3) المصدر نفسه، 53 .
4- (4) المصدر نفسه، 61 - 63 ، 75 - 78 .
5- (5) المصدر نفسه، 78 - 79 .
6- (6) المصدر نفسه، 79 .
7- (7) المصدر نفسه، 81 .
8- (8) المصدر نفسه، 106 ، 343 - 354 .
9- (9) المصدر نفسه، 116 - 117 .
10- (10) المصدر نفسه، 131 .
11- (11) المصدر نفسه، 132 .
12- (12) المصدر نفسه، 140 .

الرسول ان فاطمة وعليا والحسن والحسین في حضیرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن(1)، ورواية تضمنت رؤية الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) اسم الرسول وآل بيتة(علیهم السلام)مكتوباً على باب الجنة في معراجه(2)، ورواية تضمنت كلام أمیر المؤمنین(علیه السلام)لابن عباس(3)، رواية تضمنت أنَّ رجلاً أبغض عليًا(علیه السلام) فانصاب بالعمى(4)، ورواية في أمر الإمام علي(علیه السلام) بالإحسان لقاتلة ابن ملجم(5).

6- محمد بن عبيد اللّه بن نصر الزاغوني (ت 552 ه-/ 1157 م)

(6).

أخذ عنه الموفق ثلاث روايات، رواية عن سؤال الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للّه تعالى عن خصال أمیر المؤمنین(علیه السلام)(7)، ورواية عن حديث الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في منزلة الإمام علي(علیه السلام) منه بمنزلة هارون من موسى(8)، ورواية تضمنت زواج الإمام علي(علیه السلام) من سيدة نساء العالمین(علیها السلام) بأمر من اللّه(9).

7- عبد الواحد بن الحسين الباقرجي (ت 553 ه-/ 1158 م)

(10).

روى عنهُ صاحب الكتاب رواية واحدة، تضمنت قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في

ص: 64


1- (1) المناقب، 302 .
2- (2) المصدر نفسه، 302 - 303 .
3- (3) المصدر نفسه، 374 .
4- (4) المصدر نفسه، 378 .
5- (5) المصدر نفسه، 391 .
6- (6) تنظر ترجمته في المبحث الأول، ص: 20 .
7- (7) المناقب، 93 - 94 .
8- (8) المصدر نفسه، 137 - 138 .
9- (9) المصدر نفسه، 342 .
10- (10) تنظر ترجمته في المبحث الأول، ص: 20 .

مبارزة علي ابن أبي طالب(علیه السلام) لعمرو بن ود العامري يوم الخندق، وإنَّها أفضل من أعمال أمتي إلى يوم القيامة(1).

8- شهردار بن شيرويه (ت 558 ه-/ 1163 م)

(2).

روى عنهُ الموفق خمس واربعین رواية، روايتین في سبق الإمام علي(علیه السلام) للإسلام(3)، ورواية تضمنت ذكر الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي وفاطمة والحسن والحسین(علیهم السلام) وجمعهم تحت ثوبهُ والدعاء لهم(4)، وأورد أربع روايات في فرض اللّه تعالى محبة الإمام علي(علیه السلام) على الخلق عامة(5)، وست روايات في علم أمیر المؤمنین(علیه السلام)(6)، رواية تضمنت أخبار الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، عمار بن ياسر أنَّه ستقتله الفئة الباغية(7)، وأورد أربع روايات عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) وشيعته وهم خیر البرية(8)، ورواية في رد الشمس لأمیر المؤمنین(علیه السلام)(9)، ورواية في تبليغ الناس من قبل الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بما أنزل إليه من ربَّه بشأن الإمام علي(علیه السلام) في غدير خم(10)، وأورد ثلاث روايات تضمنت حب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنن(علیه السلام)(11)، رواية

ص: 65


1- (1) المناقب، 106 - 107 .
2- (2) تنظر ترجمته في المبحث الأول: 21.
3- (3) المناقب، 55 - 56 .
4- (4) المصدر نفسه، 63 .
5- (5) المصدر نفسه، 66 - 68 .
6- (6) المصدر نفسه، 82 ، 84 ، 88 - 89 ، 104 - 105 .
7- (7) المصدر نفسه، 105 .
8- (8) المصدر نفسه، 111- 112، 265 - 266 ، 323 .
9- (9) المصدر نفسه، 113 - 114 .
10- (10) المصدر نفسه، 135 - 136 .
11- (11) المصدر نفسه، 143 - 144 ، 148 ، 325 .

تضمنت دعاء الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، لأمیر المؤمنین(علیه السلام) في خيبر(1)، وأورد سبع روايات في مكان أمیر المؤمنین(علیه السلام) وفضائله في الجنة(2)، ورواية في قتل عمر بن ود العامري من قبل أمیر المؤمنین(علیه السلام)(3)، ورواية مفادها أنَّ عليًا مع القرآن والقرآن مع علي(4)، ورواية في أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) أمیر البررة وقاتل الفجرة(5)، وروايتین في أمر الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، للإمام علي(علیه السلام) في قتال الناكثین، والقاسطين والمارقین(6)، ورواية في انفاق الإمام علي(علیه السلام)وعطائه، في السر والعلانية(7)، ورواية في أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام)، أحد الصديقین وأفضلهم(8)، ورواية في أنَّ النظر لأمیر المؤمنین(علیه السلام)كالنظر إلى موسى(علیه السلام) وعيسى(علیه السلام)(9)، وأورد ثلاث روايات في فضل أمیر المؤمنین على الأمة(10)، ورواية ذكر الإمام علي(علیه السلام) لنعم اللّه تعالى(11)، ورواية في حب الإمام علي(علیه السلام) وبغضه(12)، ورواية في أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) سيد الدنيا والآخرة(13).

ص: 66


1- (1)المناقب، 144 .
2- (2) المصدر نفسه، 144 - 148 ، 310 .
3- (3) المصدر نفسه، 171 - 172 .
4- (4) المصدر نفسه، 176 - 177 .
5- (5) المصدر نفسه، 177 .
6- (6) المصدر نفسه، 190 - 194 .
7- (7) المصدر نفسه، 281 .
8- (8) المصدر نفسه، 310 .
9- (9) المصدر نفسه، 310 - 311 .
10- (10) المصدر نفسه، 311 ، 321 .
11- (11) المصدر نفسه، 323 .
12- (12) المصدر نفسه، 326 .
13- (13) المصدر نفسه، 337 .
9- ابو العلاء الهمذاني (ت 569 ه-/ 1174 م)

(1).

روى عنهُ الموفق اثنتین وعشرين رواية منها:، رواية واحدة عن حديث المؤاخاة بین المسلمين(2)، ورواية في أسرة الإمام علي(علیه السلام)(3)، ورواية في إطعام الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام) بيده(4)، ورواية عن قول عائشة في حب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)لأمیر المؤمنین(علیه السلام)(5)، ورواية في وصف الجنة من قبل الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام)(6)، ورواية تضمنت منزلة جعفر وعلي(علیه السلام) من رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(7) ، ورواية تضمنت مدح الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في قضاء أمیر المؤمنین(علیه السلام) عندما ولاه قضاء اليمن(8)، ورواية تضمنت ذكر ألقاب أمير المؤمنين(علیه السلام) من قبل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأنس بن مالك(9)، ورواية في معرفة الإمام علي(علیه السلام) في القرآن الكريم(10)، ورواية تضمنت منزلة أمیر المؤمنین(علیه السلام) من رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(11)، ورواية في فضل أمیر المؤمنین(علیه السلام) وحبه طريق للجنة(12)، ورواية تضمنت فضل الرسول

ص: 67


1- (1) تنظر ترجمته المبحث الأول: 24 - 25 .
2- (2) المناقب، 39 .
3- (3) المصدر نفسه، 46 .
4- (4) المصدر نفسه، 64 .
5- (5) المصدر نفسه، 64 - 65 .
6- (6) المصدر نفسه، 65 .
7- (7) المصدر نفسه، 66 .
8- (8) المصدر نفسه، 83 .
9- (9) المصدر نفسه، 85 .
10- (10) المصدر نفسه، 86 .
11- (11) المصدر نفسه، 86 - 87 .
12- (12) المصدر نفسه، 114 .

والإمام علي(علیه السلام)(1)، ورواية تضمنت قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما من نبي الا وله نظر في أمته وعلي نظیري(2)، ورواية تضمنت أنَّ الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وفاطمة(علیها السلام) هما ركنا الإمام علي(علیه السلام)(3)، رواية تضمنت قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) نفسي(4)، ورواية تضمنت أنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) ينشد الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) شعرا(5)،ورواية تضمنت سؤال معاوية لأحدهم عن حب أمیر المؤمنین(علیه السلام)(6)، والرواية التي تضمنت في قول ابن عباس ما أنزل اللّه تعالى آية فيها (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِيَّةِ)(7)، إلا وعلي رأسها وأميرها(8)، ورواية تضمنت، سبب نزول الآية: (اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ)(9)، هو عیي ابن أبي طالب(علیه السلام)(10)، ورواية تضمنت قول اللّه تعالى: (وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِینَ)(11)، أنَّها نزلت في رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعلي(علیه السلام) وفاطمة(علیها السلام)، وهما أول من صلى وركع(12)، ورواية تضمنت حث الرسول على حب الإمام علي (علیه السلام)(13)، رواية

ص: 68


1- (1)المناقب، 134 - 135 .
2- (2) المصدر نفسه، 141 .
3- (3)المصدر نفسه، 141 .
4- (4)المصدر نفسه، 142 .
5- (5) المصدر نفسه، 157 .
6- (6) المصدر نفسه، 158 .
7- (7) البينة، الآية: 7.
8- (8) المناقب، 266 - 267 .
9- (9) التوبة، الآية: 119 .
10- (10) المناقب، 280 .
11- (11) البقرة، الآية: 43 .
12- (12) المناقب، 280 .
13- (13) المصدر نفسه، 316 .

تضمنت ان خط أمیر المؤمنین(علیه السلام) هو الصراط(1).

10- محمد بن بنيمان (ت 573 ه-/ 1177 م)

(2).

روى عنه الموفق ثلاث روايات تضمنت الأولى أنَّ اللّه أيد محمد بعلي(3)، ورواية في أفضلية أمیر المؤمنین(علیه السلام) على الصحابة(4)، ورواية تضمنت يوم قتل علي(علیه السلام) قال أحدهم ما رفعت حصاة بيت المقدس، إلا كان تحتها دم عبيط(5).

وهناك عدد من شيوخ الموفق الخوارزمي وهم من جملة موارده التي استقى منها رواياته، تعذر علينا العثور على تراجم لهم وتواريخ وفاتهم في المصادر التي تيسرَ لنا الاطلاع عليها، وخاصة أنَّ الموفق لم يؤرخ لسنة وفاة أي شيخ من شيوخه مما جعلنا نرتبهم وفقًا للأحرف الهجائية. وهم:

11- كمال الدين أحمد بن محمد.

روى عنه الموفق رواية واحدة في رد الشمس لأمير المؤمنين(علیه السلام)(6).

12- سعيد بن عبد اللّه بن الحسن الهمذاني.

روى عنهُ الموفق بن أحمد ست روايات، رواية تضمنت قول عمر بن الخطاب

ص: 69


1- (1) المناقب، 320 .
2- (2) تنظر ترجمته المبحث الأول، ص: 25 - 26 .
3- (3) المناقب، 309 .
4- (4) المصدر نفسه، 331 .
5- (5) المصدر نفسه، 388 .
6- (6) المصدر نفسه، 306 .

إنَّه ليس في هذه الأمة بعد النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أزهد من علي ابن أبي طالب(علیه السلام)(1) ، ورواية في وفاة الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وحضور الإمام علي(علیه السلام) عند رأسه(2)، ورواية تضمنت موقف أمیر المؤمنین(علیه السلام) من خلافة أبي بكر(3)، ورواية في فضل أمیر المؤمنین(علیه السلام)(4)، ورواية في مدح أمیر المؤمنین(علیه السلام) في مجلس معاوية بن أبي سفيان(5)، ورواية في حديث الإمام علي ابن أبي طالب(علیه السلام) مع ابنته أم كلثوم وبيان حاله وأنَّهُ مفارقهم وإنهُ رأى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) يبره بقدومه عليه(6).

13- عثمان بن أحمد الصرام.

روى عنهُ الخوارزمي روايتن، الأولى في أنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) أحب الخلق لرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(7)، والثانية في أنَّ فضل الإمام عیي(علیه السلام) من فضل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(8) .

14- علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي.

أخذ عنهُ الخوارزمي ست وعشرين رواية، رواية تضمنت أحد اسماء الإمام علي(علیه السلام) في خيبر(9)، ورواية حول استشهاد فاطمة الزهراء(علیهاالسلام)(10) ورواية عن

ص: 70


1- (10) المناقب، 117
2- (2) االمصدر نفسه، 138 .
3- (3) المصدر نفسه، 313 - 315 .
4- (4) المصدر نفسه، 330 - 331 .
5- (5) المصدر نفسه، 333 - 334 .
6- (6) المصدر نفسه، 387 .
7- (7) المصدر نفسه، 107 .
8- (8) المصدر نفسه، 109 .
9- (9) المصدر نفسه، 37 .
10- (10) المصدر نفسه، 47 - 48 .

بيعة أمیر المؤمنین(علیه السلام)(1)، ورواية في طواف الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وخديجة الكبرى(علیهاالسلام) ،والامام علي(علیه السلام) حول الكعبة وكانوا المسلمين الوحيدين في ذلك الوقت(2)، ورواية في آية التطهر(3)، ورواية في حب الإمام علي(علیه السلام) من قبل الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(4) ، ورواية حول علم الإمام علي(علیه السلام)(5)، ورواية تضمنت معرفة أمیر المؤمنين(علیه السلام) وعلمه في علوم القرآن(6)، ورواية عن زهد أمیر المؤمنین(علیه السلام)(7)، ورواية عن صعود الإمام علي(علیه السلام) على ظهر الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وتكسر الأصنام(8)، ورواية تضمنت منزلة أمیر المؤمنین(علیه السلام) من الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(9)، ورواية أنّ من سب الإمام عليًا(علیه السلام) فقد سب النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(10)، ورواية براءة الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأمیر المؤمنین(علیه السلام) من كل مشرك(11)، ورواية في قتل عمر بن ود من قبل أمیرالمؤمنین(علیه السلام)(12)، ورواية عن مسیر عائشة إلى البصرة(13)، ورواية عن الطائفة

ص: 71


1- (1) المناقب، 49 .
2- (2) المصدر نفسه، 55 - 56 .
3- (3) المصدر نفسه، 60 .
4- (4)المصدر نفسه، 68 - 69 .
5- (5) المصدر نفسه، 82 - 83 .
6- (6) المصدر نفسه، 90 .
7- (7) المصدر نفسه، 117 - 118 .
8- (8) المصدر نفسه، 123 - 124 .
9- (9) المصدر نفسه، 133 - 134 .
10- (10) المصدر نفسه، 149 .
11- (11) المصدر نفسه، 164 .
12- (12) المصدر نفسه، 171 .
13- (13) المصدر نفسه، 181 .

الحقة(1)، ورواية في أنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) الاذن الواعية(2)، ورواية في فسوق أعداء أمیر المؤمنین(علیه السلام)(3)، ورواية في حب علي(علیه السلام) إيمان، وبغضه شرك(4)، ورواية تضمنت المنافقین في حب علي(علیه السلام)(5)، ورواية في خطبة أمیر المؤمنین(علیه السلام) ، لفاطمة الزهراء(علیها السلام)(6)، ورواية عن وجود بيت الإمام علي(علیه السلام) في الجنة(7)، رواية تضمنت أنَّ النظر في وجه علي(علیه السلام)عبادة(8)، ورواية في موعظة أمیر المؤمنین(علیه السلام)(9)، ورواية في مقتل أمیر المؤمنین(علیه السلام)(10)، ورواية عن استخلاف أمیر المؤمنین (علیه السلام)(11).

15- علي بن أحمد الكرباسي.

روى عنهُ الموفق اربع روايات، رواية تضمنت حب أمیر المؤمنین(علیه السلام) أفضل الأعمال(12)، ورواية في علم الإمام علي(علیه السلام)(13)، ورواية في تفضيل اللّه تعالى لأمیر

ص: 72


1- (1) المناقب، 258 - 259 .
2- (2) المصدر نفسه، 282 .
3- (3) المصدر نفسه، 297 .
4- (4) المصدر نفسه، 326 .
5- (5) المصدر نفسه، 331 - 332 .
6- (6) المصدر نفسه، 335 - 336 .
7- (7) المصدر نفسه، 355 .
8- (8) المصدر نفسه، 362 .
9- (9) المصدر نفسه، 363 .
10- (10) المصدر نفسه، 390 .
11- (11)المصدر نفسه، 391 .
12- (12)المصدر نفسه، 73 - 74 .
13- (13) المصدر نفسه، 93 .

المؤمنین(علیه السلام) ومنحة الفضائل التي استحقها(1)، ورواية تضمنت إحسان أمیر المؤمنین(علیه السلام)، لابن ملجم بعد قتله(2).

16- الفضل بن محمد الاسترابادي.

روى عنه الموفق رواية في حكمة أمير المؤمنين(علیه السلام)(3) .

17- محمد ابن إبراهيم الوبري الخوارزمي.

روى عنه الموفق رواية واحده تضمنت أنَّ اللّه تعالى أمر الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بحب علي(علیه السلام)(4) .

18- محمد بن أحمد بن المؤيد المكي الخوارزمي

وهو أخ الموفق الخوارزمي روى عنه الموفق ثلاث روايات، رواية حول اشراط دخول الجنة بحب علي وذريته(5)، ورواية تضمنت من سب عليًا(علیه السلام) فقد سب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وسب اللّه تعالى(6)، ورواية حول تصدق أمیر المؤمنین(علیه السلام)(7) .

19- محمد بن اسحاق السراجي الخوارزمي.

روى عنة الموفق رواية واحدة عن فضل أمير المؤمنين(علیه السلام)(8) .

ص: 73


1- (1) المناقب، 116 .
2- (2) المصدر نفسه، 378 - 388 .
3- (3) المصدر نفسه، 374 - 377 .
4- (4) المصدر نفسه، 74 - 75 .
5- (5) المصدر نفسه، 75 .
6- (6) المصدر نفسه، 136 - 137 .
7- (7) المصدر نفسه، 264 - 265 .
8- (8) المصدر نفسه، 379 .
20- محمود بن سليمان بن محمد الخيام الهمداني.

أخذ عنه الموفق روايتین، الأولى في أنَّ الإمام عليًا (علیه السلام) مرض فجاءه الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وسجاه بثوبه ودخل المسجد وصلى ودعا لعلي(علیه السلام) وقال: ما سألت اللّه شيئاً لي إلا سألت لك(1)، والثانية عن دور أمیر المؤمنین(علیه السلام) في بدر(2).

ثانيًا: الروايات المسندة:
1- أبو جعفر الطحاوي (ت 321 ه-/ 933 م).

أبو جعفر أحمد بن محمد بن سامة الأزدي المعروف بالطحاوي، ولد عام (239 ه-)، ونشأ في طحا من صعيد مصر تفقه على المذهب الشافعي ثم تحول حنفياً ووصل إلى رياسة المذهب الحنفي في مصر، وتوفي في عام(321 ه-)(3).

أسند إليه الخوارزمي الرواية التي جاءت بسند أبي ذر كمال الدين أحمد بن محمد بن بندار التي تضمنت أنَّ الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أرسل عليًا(علیه السلام) في حاجة وقد صلى النبي العصر ورجع علي حيث وضع النبي رأسهُ في حجر علي فلم يحركهُ حتى غابت الشمس، فدعا الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي فطلعت الشمس فتوضأ وصلى العصر ثم غابت الشمس وذلك في غزوة خيبر(4).

ص: 74


1- (1)المناقب، 142 - 143 .
2- (2) المصدر نفسه، 308 .
3- (3) السمعاني، الأنساب، 4/ 73 ؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق، 5/ 367 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 318/13 ؛ ابن خلكان، وفيات الأعيان، 1/ 71 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 1/ 271 .
4- (4) المناقب، 307 .
2- أبو بكر بن مردويه (ت 410 ه-/ 1019 م)

أبو بكر أحمد بن موسى بن مردويه بن فورك بن موسى بن جعفر الحافظ(1)، كان أماماً في الحديث، وله تصانيف عدة في التفسیر والتاريخ، وسمع الكثیر بأصبهان والعراق(2)، وكانت ولادته عام(323 ه-)(3)، وتوفي عام (410 ه-)(4).

أسند إليه الموفق اثنتي عشرة رواية منها سبع روايات بسند شهرأدار بن شرويه، وهي رواية في حب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنین(علیه السلام)، وانه وصي رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(5)، ورواية في حديث رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): علي مني بمنزلة رأسي من بدني(6)، ورواية في قول الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حق علي على هذه الأمة كحق الوالد على ابنه(7)، ورواية مفادها قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) احد الصديقین الثلاثة وهو أفضلهم(8)، ورواية عن سؤال الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي(علیه السلام) عن نعم اللّه تعالى فعدها له(9)، والرواية التي تضمنت قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أنَّ حق عليًا(علیه السلام) حلقة

ص: 75


1- (1) ابن الجوزي، المنتظم، 15 / 135 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 10 / 800 ؛ سیر أعلام النبلاء، 308/17 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 3/ 190 .
2- (2) الذهبي، تاريخ الإسلام، 10 / 800 ؛ سیر أعلام النبلاء، 17 / 308 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 3/ 190 .
3- (3) الذهبي، تاريخ الإسلام، 10 / 800 ؛ سير أعلام النبلاء، 17 / 308 .
4- (4) ابن الجوزي، المنتظم، 15 / 135 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 10 / 800 ؛ سیر أعلام النبلاء، 308/17 ؛ ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 3/ 190 .
5- (5) المناقب، 146 - 147 .
6- (6) المصدر نفسه، 148 .
7- (7) المصدر نفسه، 310 .
8- (8) المصدر نفسه، 310 .
9- (9) المصدر نفسه، 323 .

معلقة بباب الجنة من تعلق بها دخل الجنة(1)، ورواية مفادها قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنین (علیه السلام) واللّه ما ابغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه(2)، ورواية في قول النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي (علیه السلام) يا علي ان فيك مثلاً من عيسى، احبهُ قوم فهلكوا فيه، وابغضهُ قوم فهلكوا فيه، فقال المنافقون: اما رضي لهُ مثلاً الا عيسى(3)، وخمس روايات بسند أبي النجيب سعد بن عبداللّه الهمداني، وهي رواية حول عهد الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنین(علیه السلام) لقتال الناكثین والقاسطين والمارقین (4)، رواية في وصية رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنین(علیه السلام) الرفق بعائشة اذا ولي أمرها(5)، رواية تضمنت قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في افتخار حافظي علي على بقية الحفظة(6)، ورواية مفادها قول أمیر المؤمنین(علیه السلام) تتفرق هذه الامة إلى ثلاث وسبعين فرقة، اثنتان وسبعون في النار وواحدة في الجنة، وهم انا وشيعتي(7).

3- أبو الحسن بن شاذان (ت 420 ه-/ 1029 م)

ابو الحسن محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان القمي فقيه ومحدث من علماء الإمامية عاش في القرن الرابع والخامس الهجریين رحل إلى بغداد والري والكوفة بغية طلب العلوم الإسلامية(8).

ص: 76


1- (1) المناقب، 324 .
2- (2) االمصدر نفسه، 324 .
3- (3)المصدر نفسه، 325 .
4- (4)المصدر نفسه، 175 - 176 .
5- (5) المصدر نفسه، 176 .
6- (6) المصدر نفسه، 316 .
7- (7) المصدر نفسه، 331 .
8- (8) النجاشي، رجال النجاشي، 62 ؛ القمي، الكنى والالقاب، 1/ 323 .

أسند اليه الموفق اثنتي عشرة رواية جاءت بالإسناد عن طريق أبي العلاء الهمداني، وكانت جميعها حول حب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمير المؤمنين (علیه السلام) وانه نفس الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(1) .

4- أبو سعد السمان(ت 445 ه-/ 1150 م)

أبو سعد اسماعيل بن علي بن الحسین بن السمان، عالم فقيه ومحدث، درس وصنف ووعظ(2)، ولد عام 370 ه-(3)، وتوفي عام 445 ه-(4).

أسند إليه الخوارزمي تسع عشرة رواية كلها جاءت بسند أبي القاسم جار اللّه الزمخشري، أورد عشر روايات في حكم أمیر المؤمنین(علیه السلام) في قضايا استوقفت على عمر بن الخطاب في زمن خلافته(5)، وتسع روايات في مدح الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أمیر المؤمنین(علیه السلام) وأهل بيته(6).

5- أحمد بن الحسين البيهقي (ت 458 ه-/ 1067 م)

هو أبو بكر أحمد بن الحسین بن علي بن موسى الخسرو جردي الخراساني، لهُ عدة مصنفات أهمها: السنن الكبرى، والسنن الصغرى، جمع بین معرفة الحديث والفقه، كانت ولادته عام(384 ه-)، ووفاته عام(458 ه-)(7)7.

ص: 77


1- (1) المناقب، 71 - 73 ، 316 - 319 .
2- (2) السمعاني، الأنساب، 3/ 292 ؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، 18 / 55 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 1/ 156 .
3- (3) السمعاني، الأنساب، 3/ 292 ؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، 18 / 56 .
4- (4) السمعاني، الأنساب، 3/ 292 ؛ الذهبي، سير أعلام النبلاء، 18 / 55 ؛ القرشي، الجواهر المضية، 1/ 156 .
5- (5) المناقب، 81 ، 95 - 101 ، 160 - 161 .
6- (6) المصدر نفسه، 161 - 162 ، 297 - 302 .
7- (7) السمعاني، الأنساب، 2/ 381 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 16 / 97 ؛ الذهبي، سیر أعلام النبلاء، 169-163 /18.

أسند إليه الموفق مئة وسبع رواية في فضائل أمير المؤمنین (علیه السلام) ومناقبه جاءت جميعها بإسناد علي بن أحمد العاصمي، منها روايته التي تضمنت أنَّ رجلاً من آل مروان أمر سهل بن سعد(1)، أن يشتم علي(علیه السلام) فامتنع سهل بن سعد من شتم أمیر المؤمنین(علیه السلام)(2)، ورواية تضمنت شعر خزيمة بن ثابت(3) عندما بويع أمیر المؤمنین(علیه السلام) بالخلافة(4)، وخمس روايات عن إسلام أمیر المؤمنین(علیه السلام)(5)، ورواية تضمنت قول ابن عباس في خصال الإمام علي(علیه السلام)(6)، ورواية تضمنت قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، في أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) من أهل البيت(7)، وأربع روايات عن حب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام)(8)، وثلاث روايات في قضاء أمير المؤمنین(علیه السلام)(9) ، ورواية في حمل أمیر المؤمنین(علیه السلام) صفات الأنبياء(علیهم السلام)(10)، ورواية في قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في الصحابة(11)، وأربع روايات حول علم أمیر المؤمنین(علیه السلام)(12)،

ص: 78


1- (1) سهل بن سعد بن مالك الساعدي الأنصاري يكنى أبو العباس، وكانت وفاته عام(88 ه-)، وقيل عام(91 ه-).ابن عبد البر، الأستيعاب، 2/ 664 - 665 .
2- (2) المناقب، 38 .
3- (3) خزيمة بن ثابت بن الفاكهة الخمطي شهد صفني مع الإمام علي(علیه السلام)، ومات عام(37 ه-). البغوي، معجم الصحابة، 2/ 248 ..
4- (4) المناقب، 50 .
5- (5) المصدر نفسه، 51 ، 52 ، 57 ، 57 ، 58 .
6- (6) المصدر نفسه، 58 .
7- (7) المصدر نفسه، 60 .
8- (8) المصدر نفسه، 69 ، 69 - 70 ، 70 ، 70 - 71 ،
9- (9)المصدر نفسه، 83 ، 92 ، 92 .
10- (10)المصدر نفسه، 83 .
11- (11) المناقب، 84 .
12- (12) المناقب، 90 - 91 ، 91 ، 91 - 92 ، 92 .

وأورد ثمان روايات عن زهد أمیر المؤمنین(علیه السلام)(1)، وروايتین في مبيت الإمام علي(علیه السلام) في فراش الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(2)، رواية مفادها شراء الإمام علي(علیه السلام) نفسه ابتغاء مرضاة اللّه 4، ورواية في رسوخ الإيمان في قلب أمیر المؤمنین(علیه السلام)(3)، وأورد إحدى عشرة رواية في مدح الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمير المؤمنین (علیه السلام)(4)، وأورد روايتين عن تبليغ الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام) في تبليغ سورة براءة(5)، وأورد ثلاث روايات عن دور الإمام علي(علیه السلام) في بدر(6)، وخمس روايات عن دور أمیر المؤمنین(علیه السلام) في خيبر(7)، ورواية في نزول آية بحق من برز في بدر(8)، وأورد خمس روايات عن معركة الجمل(9)، أورد روايتین عن استشهاد عمار بن ياسر(10)، ورواية عن كاتب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو الإمام علي(علیه السلام)(11)، ورواية عن حمل لواء فتح مكة(12)، أورد خمس روايات عن صفين(13)، وروايتين تضمنت قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) حول المارقين(14)،

ص: 79


1- (1) المصدر نفسه، 118 - 122.
2- (2) المصدر نفسه، 127 ، 128 .
3- (3) المصدر نفسه، 128 .
4- (4) المصدر نفسه، 134 ، 149 - 157 .
5- (5) المصدر نفسه، 165 .
6- (6) المصدر نفسه، 166 - 167 .
7- (7) المصدر نفسه، 167 - 170 ، 172 - 173 .
8- (8) المصدر نفسه، 173 .
9- (9) المصدر نفسه، 182 - 185 .
10- (10) المصدر نفسه، 191 - 192 .
11- (11) المصدر نفسه، 192 - 193 .
12- (12) المصدر نفسه، 195 .
13- (13) المصدر نفسه، 195 - 198 .
14- (14) المصدر نفسه، 259 ، 356 - 357 .

وثلاث روايات في قتال أمیر المؤمنین(علیه السلام) للخوارج(1)، رواية مفادها ان الإمام عليًا(علیه السلام) هو الاذن الواعية(2)، رواية تضمنت قول الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ان عليًا (علیه السلام) سيد الدنيا والاخرة(3)، مفادها باب أمیر المؤمنين(علیه السلام) في المسجد(4)، رواية تضمنت ذكر عمر بن الخطاب لخصال أمیر المؤمنين(علیه السلام) وتمنى ان تكون له واحدة منهن(5)، رواية في ان عليًا(علیه السلام) مغفور له(6)، وأورد روايتین تضمنت ان الإمام عليًا(علیه السلام) حامل لواء الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم القيامة(7)، ورواية تضمنت ان الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أول من يدخل الجنة ومعه أمیر المؤمنین(علیه السلام)(8)، ورواية في ان النظر إلى أمیر المؤمنين(علیه السلام) عبادة(9)، رواية في نصيحة أمیر المؤمنین(علیه السلام) لعمر ابن الخطاب(10)، وأورد أربع عشرة رواية تضمنت درر أمیر المؤمنين(علیه السلام) وحكمه(11)، وأورد سبع روايات حول استشهاد أمیر المؤمنین(علیه السلام)(12).

ص: 80


1- (1) المناقب، 260 - 263 .
2- (2) المناقب، 282 - 283 .
3- (3) المصدر نفسه، 327 .
4- (4) المصدر نفسه، 332 .
5- (5) المصدر نفسه، 355 - 356 .
6- (6) المصدر نفسه، 358 .
7- (7) المصدر نفسه، 358 - 359 .
8- (8) المصدر نفسه، 361 - 362 .
9- (9) المصدر نفسه، 363 - 364 .
10- (10) المصدر نفسه، 364 .
11- (11) المصدر نفسه، 364 - 374 .
12- (12) المصدر نفسه، 380 - 387 ، 392 - 396 .
ثالثًا: موارد الخوارزمي الأخرى:

استقى الموفق الخوارزمي رواياته الأخرى من مجموعة من الكتب والمؤلفات التي وجدها أو اطلع عليها ومنها ما صرح بعنواناتها واسماء مؤلفيها، ومنها ما لم يصرح بها، وهذه الاقتباسات بحسب الآتي:

1) روى عن ابن اسحاق(1)، الذي لم يصرح باسم كتابه، أربع روايات، رواية واحدة عن صفات أمیر المؤمنین(علیه السلام)(2)، ورواية في تربية الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)لأمير المؤمنین(علیه السلام)(3)، ورواية عن لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي(4)، ورواية

عن عمر أمیر المؤمنین(علیه السلام) حین استشهد(5).

2) روايته عن ابن مندة(6)، الذي لم يصرح باسم كتابه، ورواية واحدة عن صفات أمیر المؤمنین(علیه السلام) .(7)

3) روايته عن كتاب (المحبر)، لمؤلفة ابن حبيب البغدادي(8)، الذي اقتبس منه

ص: 81


1- (1) هو محمد بن إسحاق بن يسار بن خيار ولد عام (80 ه-)، صاحب السیر والمغازي، توفي عام (151 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 7/ 321 ؛ الرازي، الجرح والتعديل، 7/ 191 .
2- (2) المناقب، 45 .
3- (3) المصدر نفسه، 51 - 52 .
4- (4) المناقب، 173 .
5- (5) المصدر نفسه، 397 .
6- (6) محمد بن اسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة العبدي، الأصفهاني، محدث، حافظ، مؤرخ، ولد سنة (310 ه-)، وتوفي في أصفهان سنة (395 ه-). أبو النعيم الأصفهاني، تاريخ أصفهان، 2/ 278 .
7- (7) المناقب، 45 .
8- (8) محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي، البغدادي، عالم باللغة والشعر والأخبار والأنساب، ولد ببغداد، وتوفي بسامراء في سنة (245 ه-). ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 6/ 2480 .

روايتين، رواية عن صفات الإمام علي(علیه السلام)(1)، ورواية عن استشهاده(علیه السلام)(2) .

4) روايته عن أبي سعيد الخدري(3)، ثلاث روايات الذي لم يصرح باسم كتابه، رواية عن آية التطهیر(4)، ورواية عن قتال أمیر المؤمنین(علیه السلام) للخوارج(5)، ورواية عن حديث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنین(علیه السلام)(6) .

5) روايته عن كتاب(معجم الطبراني)، لمؤلفه الطبراني، الذي اقتبس منه ثلاث روايات، رواية في حب أمیر المؤمنین(علیه السلام) وبغضه(7)، ورواية في أنَّ ذرية النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في صلب علي(علیه السلام)(8)، ورواية في فضائل أمیر المؤمنین(علیه السلام)(9) .

6) روايته عن أبي الدرداء(10)، الذي لم يشر إلى كتابه، وروى عنه رواية واحدة

ص: 82


1- (1) المناقب، 45 .
2- (2) المصدر نفسه، 396 .
3- (3) أبي سعيد الخدري: اسمه سعد بن مالك بن سنان الخزرجي، أنصاري من أصفياء أصحاب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ومن أصحاب الإمام علي(علیه السلام) وهو من السابقين الذين رجعوا إلى أمیر المؤمنين(علیه السلام) ،توفي سنة (63 ه-). البرقي، الرجال، 3؛ الطوسي، رجال الكشي، 1/ 217 ؛ الرجال، 40 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 4/ 1671 ؛ الحلي، خلاصة الأقوال، 302 ؛ ابن داود، الرجال، 101 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 2/ 895 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 5/ 161 ؛ الكرباسي، إكليل المنهج، 546 ؛ المازندراني، منتهى المقال، 7/ 175 ؛ القمي، الكنى والألقاب، 1/ 82 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 9/ 49 .
4- (4) المناقب، 60 .
5- (5) المصدر نفسه، 259 .
6- (6) المصدر نفسه، 329 .
7- (7) المناقب، 78 .
8- (8) المصدر نفسه، 327 .
9- (9) المصدر نفسه، 328 .
10- (10)أبو الدرداء: عويمر بن قيس بن أمية الخزرجي، الانصاري، من الذين أوتوا العلم، توفي عام(32 ه-). ابن عبد البر، الاستيعاب، 4/ 1646 .

عن علم الإمام علي(علیه السلام)(1) .

7) روايته عن كتاب(الفتوح)، لمؤلفه ابن الأعثم الكوفي، الذي اقتبس منه رواية واحدة عن مبايعة طلحة والزبیر لأمیر المؤمنین(علیه السلام) بالخلافة(2).

8) روايته عن كتاب (تاريخ خراسان)، لمؤلفه أبي علي السلامي(3)، اقتبسمنه الموفق رواية واحدة تضمنت سنه خلافة أمیر المؤمنین(علیه السلام) ومدتها واستشهاده(علیه السلام)(4) .

9) روايته عن كتاب (المعارف)، لمؤلفه ابن قتيبة(5)، اقتبس منه الموفق رواية واحدة تضمنت تاريخ استشهاد أمیر المؤمنین(علیه السلام)، ومدة خلافته(6).

3- منهجيته:

أولًا: استعماله الإسناد:
اشارة

الإسناد لغةً جعل الشيء يتكيء على شيء آخر، واصطلاحًا رفع نسبة الحديث إلى قائله أو سلسلة الرواة الذين نقلوا الحديث(7) وهو طرق المتن أي مجموع من

ص: 83


1- (1) المناقب، 102 .
2- (2) المصدر نفسه، 183 .
3- (3) أبو علي الحسین بن أحمد بن محمد السلاميّ البيهقي، ولد ونشأ في بيهق، توفي عام 300 ه-. ابن فندمه، تاريخ بيهق، 1/ 296 .
4- (4) المناقب، 396 .
5- (5) عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة أبو محمد الكاتب الدينوري، سكن بغداد وحدث بها، ثقة فاضل، له تصانيف كثیرة، توفي عام 270 ه-. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 11/ 411 .
6- (6) المناقب، 396 .
7- (7) فتح اللّه، معجم الألفاظ، 234 .

رووه واحدًا عن واحد حتى يصل إلى صاحبه(1) ومن الأمور البارزة في كتاب المناقب استخدام الخوارزمي الإسناد في رواياته التي ذكرها في كتابه، إذ أسندها كلها سوى القليل منها، وعلى هذا يمكن تقسيم روايات الخوارزمي في كتابه المناقب على قسمين:

أ- روايات غير مسندة وعددها (تسع وثلاثون) رواية.

ب- روايات مسندة وعددها (ثلاثمائه وسبع وسبعون) رواية.

أ - الروايات غير المسندة

ونذكر منها:

1- : رواية الموفق عن آية التطهیر إذ يقول «عن أبي سعيد انه قال: لما نزل قوله تعالى...»(2).

2- : رواية عن قول أبي الدرداء عن أمیر المؤمنین(علیه السلام)، إذ يقول عن أبي الدرداء (رضي اللّه عنه) قال: ((العلماء ثلاثة...))(3).

3- : رواية عن قول أمیر المؤمنین(علیه السلام)، إذ يقول «قال علي (علیه السلام): ما سمعت

من رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) شيئا إلا حفظته ووعيته ولم أنسه»(4).

4- : رواية عن حديث الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن زواج الإمام علي(علیه السلام)، إذ يقول

ص: 84


1- (1) العاملي، وصول الأخيار، 91 .
2- (2) المناقب، 60 .
3- (3) المصدر نفسه، 102 .
4- (4) المناقب، 283 ؛ الشيخ الطوسي، التبيان في تفسیر القرآن، 10 / 98 ؛ السيوطي، الدر المنثور، 267/8 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 177 ؛ البحراني، غاية المرام، 4/ 87 .

«عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): أنَّ اللّه زوجك فاطمة وجعل صداقها الارض، فمن مشى عليها مبغضا لك، مشى حراما»(1).

ب - الروايات المسندة:

وهذه أمثلة عن تلك الروايات المسندة:

1- أخبرنا أبو العلاء، أخبرنا الحسن بن أحمد المقري، أخبرنا أحمد بن عبداللّه الحافظ، أخبرنا أبو الفرج أحمد بن جعفر الشيباني، حدثنا محمد بن جرير، حدثنا عبداللّه بن داهر بن يحيى القري، حدثنا الأعمش، عن عباية، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) :«هذا علي بن أبي طالب، لحمه من لحمي، ودمه من دمي، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنَّه لا نبي بعدي، وقال: يا أم سلمة اشهدي واسمعي هذا علي أمیر المؤمنین وسيد المرسلين وعيبة علمي، وبابي الذي أوتى منه، أخي في الدنيا، وخدني في الآخرة، ومعي في السنام الأعلى»(2).

2- أخبرني الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي الخوارزمي، أخبرنا القاضي الإمام شيخ القضاة إسماعيل بن أحمد الواعظ، أخبرنا والدي شيخ السنة أبو بكر أحمد بن الحسین البيهقي، أخبرنا أبو زكريا ابن أبي إسحاق، حدثنا والدي، أخبرنا أبو العباس السراج، أخبرني المفرج، حدثنا جرير، عن الأعمش، عن عدي بن ثابت، عن زر بن حبيش، عن علي بن أبي طالب(علیه السلام) قال:

ص: 85


1- (1) المناقب، 328 ؛ ابن طاووس، الطرائف في معرفة مذاهب الطواف، 254 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 100/2 ؛ العلامة الحلي، نهج الحق، 358 .
2- (2) المناقب، 142 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 201 ؛ الشيخ الصدوق، علل الشرائع، 1/ 66 ؛ ابن طاووس، التحصین، 566 .

قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) :«لا يحبك إلا مؤمن تقي ولا يبغضك إلا فاجر ردي»(1).

ومن مميزات رواية الموفق الخوارزمي أنَّه يستخدم الاختصار عند تكرار السند نفسه للرواية إذا كثر عدد الروايات بقوله (وبهذا الإسناد) نحو قوله «وبهذا الإسناد عن أحمد بن الحسین البيهقي الحافظ...»(2).

كذلك نجد استخدامه لصيغة (أخبرني) نحو قوله «أخبرني سيد الحفاظ شهردار بن شیرويه بن شهردار الديلمي... »(3)، وأيضا استخدم صيغة(أنبأني) نحو قوله «وأنبأني مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني...»(4)، واذا كانوا اكثر من شخص سمعوا من الشيخ فأنه يستخدم (اخبرنا) نحو قولة «أخبرنا الشيخ الإمام الزاهد الحافظ أبو الحسن علي بن أحمد العاصمي...»(5)، وكذلك صيغة (أنبأنا) نحو قوله «أنبأنا مهذب الأئمة أبو المظفر عبد الملك بن علي بن محمد الهمداني...»(6).

ثانيًا: إيراده للآيات القرآنية:

العديد من الروايات التي وردت في كتاب المناقب تضمنت آيات من القرآن الكريم التي تبنت موضوعات شتى عن فضائل ومناقبه أمیر المؤمنین(علیه السلام)

ص: 86


1- (1) المناقب، 326 ؛ ابن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 563 ؛ المسند، 2/ 136 ؛ مسلم، الصحيح، 1/ 86 ؛ الترمذي، السنن، 6/ 93 ؛ النسائي، السنن الكبرى، 7/ 445 ؛ الشيخ الصدوق، الأمالي، 197 ؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، 1/ 40 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 225 ؛ ابن حمزة الطوسي، الثاقب في المناقب، 123 .
2- (2) المناقب، 69 .
3- (3) المصدر نفسه، 111.
4- (4) المصدر نفسه، 131 .
5- (5) المناقب، 355 .
6- (6) المصدر نفسه، 52 .

وسنقدم هنا أمثلة من تلك الآيات القرآنية ومواضيعها التي أتت فيها.

1- من الآيات التي نزلت بحق أمیر المؤمنین، التي خصص لها الموفق فصا في كتاب المناقب، آية في عطاء أمیر المؤمنین(علیه السلام)(1)، قال عز وجل (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(2)، آية في سبق أمیر المؤمنین(علیه السلام) إلى الإسلام(3)، بقوله تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)(4)، آية في ثبات أمیر المؤمنین على الجهاد(5)، يقول عز وجل (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا)(6).

2- الآيات التي وردت في أهل البيت وشيعة أمیر المؤمنین(علیه السلام)، آية في بيان أنَّه(علیه السلام) من أهل البيت(7)، قوله عز وجل (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)(8)، وآية في آل بيت النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(9)، يقول عز وجل (نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)(10)، وآية في أنَّ شيعة أمیر المؤمنین(علیه السلام) خیر البرية(11)، بقولة تعالى

ص: 87


1- (1) المناقب، 266 .
2- (2) المائدة، الآية: 55 .
3- (3) المناقب، 267 .
4- (4) الواقعة، الآية: 10 .
5- (5) المناقب، 279 .
6- (6) الاحزاب، الآية: 33 .
7- (7) المناقب، 60 .
8- (8) الاحزاب، الآية: 108 .
9- (9) المناقب، 108 .
10- (10) آل عمران، الآية: 61 .
11- (11) المناقب، 111.

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِيَّةِ)(1)، آية في دخول الشيعة إلى الجنة(2)، بقوله عز وجل (وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ)(3).

ثالثًا: إيراده للأحاديث النبوية:

إن من الصفات البارزة في كتاب المناقب هي كثرة الأحاديث النبوية الشريفة الواردة فيه، قد كان للأحاديث النبوية الشريفة الواردة في الكتاب وضوح بارز و قوي، وهذا يدل على اهتمام الموفق الشديد بالأحاديث النبوية الشريفة في كتبه، وقد تنوعت أهداف إيراد تلك الأحاديث في مجالات عديدة أبرزها:

أ- إيضاح كثرة فضائل أمیر المؤمنین(علیه السلام) في أحاديث الرسول منها، قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «لو أنَّ الغياض أقلام، والبحر مداد، والجن حسان، والانس كتاب ما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب(علیه السلام)»(4)، وقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)«ان اللّه جعل لأخي علي فضائل لا تحصى كثیرة، فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بها غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه وما تأخر...»(5).

ب- إثبات سبق أمیر المؤمنین(علیه السلام) إلى الإسلام، قال النبي محمد(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أول الناس ورودا على الحوض يوم القيامة، أولهم إسلاما علي بن أبي طالب»(6)،

ص: 88


1- (1) البينة، الآية: 7.
2- (2) المناقب، 331 .
3- (3) الاعراف، الآية: 181 .
4- (4) المناقب، 32 ؛ ابن شاذان، مائه منقبة، 175 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 129 ؛ منتجب الدين، الفهرست، 354 ؛ الجويني، فرائد السمطين، 1/ 16 .
5- (5) المناقب، 32 ؛ الشيخ الصدوق، الأمالي، 201 ؛ العامي، الدر النظيم، 325 ؛ الأربلي، كشف الغمة،109/1 .
6- (6) المناقب، 52 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 451 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 34 ؛ ابن البطريق،عمدة عيون صحاح الأخبار، 66 .

وقوله(صلی اللّه علیه و آله و سلم)«صلت الملائكة عليَّ وعلى علي بن أبي طالب سبع سنين، قالوا: ولم ذلك يا رسول اللّه؟ قال: لم يكن معي من اسلم من الرجال غیره »(1)، وغيرها من الاحاديث في سبق الإمام علي(علیه السلام) إلى الإسلام(2).

ت- إيضاح محبة الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى أمیر المؤمنین(علیه السلام) وضرورة حب الناس له، قول النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «علي بن أبي طالب (علیه السلام) ينجز عدتي ويقضي ديني»(3)، وايضا قوله(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «لو اجتمع الناس على حب علي بن أبي طالب لما خلق اللّه النار»(4)، وكذلك قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «من أحب عليا، فقد احبني، ومن أبغض عليا فقد أبغضني»(5)، وغيرها من الاحاديث في حب أمیر المؤمنین(علیه السلام)(6).

ث- تأكيد علم وقضائه أمیر المؤمنین(علیه السلام)، قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «ان اقضى أمتي علي بن أبي طالب(علیه السلام)»(7)، وايضا حديث الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في علم الإمام

ص: 89


1- (1) المناقب، 53 ؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، 1/ 31 ؛ الفصول المختارة، 258 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 125.
2- (2) المناقب، 54 - 55 .
3- (3) المناقب، 67 ؛ ابن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 615 ؛ الشيخ المفيد، الأمالي، 61 ؛ الشيخ الطوسي، الأمالي، 602 ؛ الشيخ الطرسي، الأحتجاج، 1/ 117 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 113 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 604 .
4- (4) المناقب، 67 ؛ الشيخ الصدوق، الأمالي، 755 ؛ أبو القاسم الطبري، بشارة المصطفى، 127 ؛ العلامة الحلي، الرسالة السعدية، 23 .
5- (5) المناقب، 70 ؛ الشيخ الصدوق، الأمالي، 656 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحن، 141/3 ؛ الشيخ الطوسي، الأمالي، 245 ؛ الخلاف، 1/ 28 ؛ المحب الطبري، ذخائر العقبى، 1/ 65 .
6- (6) المناقب، 70 ، 76 ، 134 .
7- (7) المناقب، 81 ؛ المحب الطبري، ذخائر العقبى، 1/ 183 ؛ الرياض النظرة، 3/ 167 ؛ ابن حجر العسقلاني، فتح الباري، 8/ 127 .

علي(علیه السلام) إذ يقول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب(علیه السلام)»(1)،وأيضا حديث آخر للرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في علم الإمام علي(علیه السلام) إذ قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «قسمت الحكمة على عشرة أجزاء، فأعطي علي تسعة، والناس جزءا واحدا»(2)، وأيضا في علم أمیر المؤمنین قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب»(3).

ج-بيان أنَّ أمیر المؤمنین أفضل الأصحاب، قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي(علیه السلام) «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، إلا أنَّه لا نبي من بعدي»(4)، وايضا قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «خیر البرية علي»(5)، وكذلك قول رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «إنَّ أخي ووزيري وخیر من أخلفه بعدي علي بن أبي طالب(علیه السلام)»(6).

ص: 90


1- (1) المناقب، 82 ؛ الشيخ الصدوق، الأمالي، 64 ؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، 1/ 33 ؛ العلامة الحلي، كشف اليقین، 51 ؛ الجويني، فرائد السمطين، 1/ 97 .
2- (2) المناقب، 82 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 228 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 312 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 379 .
3- (3) المناقب، 83 ؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 11/ 65 ؛ الشيخ الصدوق، الأمالي، 656 ؛ الخصال، 574 ؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، 1/ 33 .
4- (4) المناقب، 108 ؛ أبو داود، المسند، 1/ 170 ؛ ابن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 566 ؛ المسند، 3/ 114 ؛ البخاري، الصحيح، 6/ 3؛ مسلم، الصحيح، 4/ 1870 ؛ النسائي، السنن، 7/ 307 ؛ الشيخ الكليني، الكافي، 8/ 107 ؛ الشيخ الصدوق، التوحيد، 311 ؛ الشريف المرتضى، الرسائل، 4/ 76 ؛ الشيخ الطوسي، الرسائل العشر، 97 .
5- (5) المحب الطبري، ذخائر العقبى، 1/ 96 ؛ الجويني، فرائد السمطين، 2/ 155 ؛ البحراني، حليةالأبرار، 2/ 411 .
6- (6) الشيخ الصدوق، الأمالي، 427 ؛ ابن طاووس، اليقین، 138 ؛ العاملي، الدر النظيم، 270 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 151 .
رابعًا: إيراده الشعر:

ورد الشعر في كتاب المناقب، في كثیر من المواطن، وكان الشعر يصف فضائل أمیر المؤمنین(علیه السلام) ومناقبه، فذكر الموفق أبيات شعرية عدة في مدح أمیر المؤمنین، كان مطلعها(1):

إنَّ علي بن أبي طالب * خير الورى و الغالب الطالب

يا طالبا مثل علي وهل * في الخلق مثل للفتى الطالبي

وفي موطن أخر من الكتاب ذكر الموفق أبيات شعرية في أمیر المؤمنین كان مطلعها(2):

أسد الإله و سيفه وقناته * كالظفر يوم صياله والناب

وأورد الموفق قصيدة لبديع الزمان(3)، في حب أمیر المؤمنین(علیه السلام) جاء في مطلعها(4):

يقولون لي لا تحب الوصي * فقلت الثرى بفم الكاذب

أحب النبي وآل النبي * وأختص آل أبي طالب

وأورد الموفق أبيات شعرية للصاحب كافي الكفاة(5) في مدح أمیر عدة

ص: 91


1- (1) المناقب، 37 .
2- (2) المصدر نفسه، 38 .
3- (3) بديع الزمان: أحمد بن الحسن بن يحيى بن سعيد الهمداني، سكن هراة في همدان، توفي عام (398 ه-). ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 1/ 234 .
4- (4) المناقب، 79 .
5- (5) الصاحب كافي الكفاة: إسماعيل بن عباد بن العباس بن عباد بن أحمد بن إدريس الطلقاني، المعروف بالصاحب، كاتب وأديب، له تصانيف عدة، توفي عام 385 ه-. الذهبي، سير أعلام النبلاء، 16 / 512 - 51 .

المؤمنین(علیه السلام) جاء فيها(1):

يا أمير المؤمنین المرتضى * إنَّ قلبي عندكم قد وقفا

وغير ذلك من الأبيات الشعرية في مدح أمير المؤمنين(علیه السلام)(2) .

خامسًا: ذكر المكان والزمان:
اشارة

من الأمور البارزة في منهج الموفق إضافة إلى ذكر رواته، فهو يحدد زمان ومكان سماعه للرواية، وهذه الطريقة تزيد في قيمة السند والرواية(3) ومن الملاحظ أنَّ الموفق في كتابه المناقب كان يذكر أحياناً الزمان والمكان معاً، وأحياناً يذكر المكان فقط من دون الزمان مثل:

أ - في ذكر الزمان والمكان معا مثلا في قول الموفق:

أخبرنا الشيخ الإمام برهان الدين أبو الحسن علي بن الحسین الغزنوي بمدينة السلام في داره، سلخ ربيع الأول من سنة أربع وأربعین وخمسمائة(4).

وقولة: أخرني تاج الدين شمس الأدباء، أفضل الحفاظ محمد بن بنيمان بن يوسف الهمداني-فيما كتب إليَّ من همدان- في ذي الحجة سنة أربع وتسعين وأربعمائة(5).

ص: 92


1- (1) المناقب، 103 .
2- (2) المصدر نفسه، 115 ، 119 ، 124 ، 134 ، 162 ، 174 ، 175 ، 333 ، 334 ....
3- (3) الصدوق، الهداية، 167 .
4- (4) المناقب، 284 .
5- (5) المصدر نفسه، 331 .
ب - في ذكر المكان فقط من دون الزمان:

أخبرنا الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ، أبو النجيب سعد بن عبداللّه بن الحسن الهمداني المعروف بالمروزي-فيما كتب إليَّ من همدان(1).

وقوله: أخبرني الشيخ الإمام أبو محمد العباس بن محمد بن أبي منصور الغضاري الطوسي-فيما كتب إليَّ من نيسابور(2).

سادساً: إحالته إلى الكتب:

إحدى طرائق منهجية الموفق في كتاب المناقب هي إحالة بعض الأحاديث النبوية والروايات إلى كتب تخريجها، فمثلا عندما ذكر حديث الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ليأكل معي هذا الطیر فجاء علي بن أبي طالب(علیه السلام) فأكل معه»(3)، قال الموفق أخرج أبو عيسى الترمذي(4) هذا الحديث في جامعه(5)، وكذلك حديث الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أما ترضى ان تكون مني بمنزله هارون من موسى»(6) ذكر الموفق أخرجه الشيخان في صحيحهما بطرق كثیرة(7)، وأيضا

ص: 93


1- (1) المناقب، 54 .
2- (2) المصدر نفسه، 267 .
3- (3) الترمذي، السنن، 6/ 81 ؛ الطبراني، المعجم الوسيط، 6/ 335 ؛ الشيخ الصدوق، الأمالي، 753 ؛ الشيخ المفيد، الإرشاد، 1/ 83 ؛ الفصول المختارة، 96 ؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق، 51 / 60 .
4- (4) أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة بن شداد الحافظ، له كتاب في السنن، وكلام في الجرح والتعديل، توفي عام (279 ه-). القمي، الكنى والألقاب، 2/ 118 .
5- (5) المناقب، 108 .
6- (6) أبو داود، المسند، 1/ 170 ؛ ابن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 566 ؛ابن حنبل المسند، 3/ 114 ؛ البخاري، الصحيح، 6/ 3؛ مسلم، الصحيح، 4/ 1870 ؛ النسائي، السنن، 7/ 307 ؛ الشيخ الكليني، الكافي، 8/ 107 ؛ الشيخ الطوسي، الرسائل العشرة، 97 .
7- (7) المناقب، 109 .

ذكر إن الإمام عليًا(علیه السلام) قال: إنَّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أخذ بيد حسن وحسین وقال «من احبني واحب هذين واباهما وامهما كان معي في درجتي يوم القيامة»(1)، ذكر الخوارزمي أنَّ أبا عيسى أخرجه في جامعه(2).

سابعًا: جهوده وآراؤه الشخصية:
اشارة

من الأمور الواضحة في منهجية الموفق في المناقب، وجود بصمته الشخصية في العديد من مواطن الكتاب، كالتفسرات اللغوية لبعض المفردات وهذا يدل على قدرته العلمية واللغوية، وأيضا أعطى رأيه وتوضيحه لبعض الروايات.

أ - ذكر ألقاب أمير المؤمنين (علیه السلام):

بعدما ذكر الموفق ألقاب أمیر المؤمنین عن طريق الروايات والأسانيد، استرسل الموفق في ذكر تلك الألقاب التي اسندها لنفسه إذ قال»«... شقشق الخیر رفيق الطیر، صاحب القرابة والقربة، وكاسر أصنام الكعبة، مناوش الحنوف، قتال الألوف، المخرق الصفوف، ضرغام يوم الجمل، المردود له الشمس عند الطفل...، الخارج من بيت المال صفر اليدين عن الصفراء والحمراء والبيضاء، مثكل الكفرة، ومفلق هامات الفجرة، ومقوي أعضاد البررة، وثمرة بيعة الشجرة، وفاقي عيون السحرة...، مولى كل من كان له رسول اللّه مولى، كثیر الجدوى، شديد القوى»(3).

ب - آراءه وتوضيحاته اللغوية:

كانت للموفق آراءه وتوضيحاته اللغوية في العديد من المفردات الواردة

ص: 94


1- (1) ابن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 693 ؛ المسند، 1/ 413 ؛ الترمذي، السنن، 6/ 90 ؛ الشيخ الصدوق، الأمالي، 299 ؛ الفتال النيسابوري، روضه الواعظین، 157 .
2- (2) المناقب، 138 .
3- (2) المناقب، 40 - 45 .

في المناقب، فمثلا عن جابر بن عبداللّه(1) قال «جاءنا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ونحن مضطجعون في المسجد وفي يده عسيب...» إذ قال الموفق العسيب: جريد النخل وهو سعفه أي غصونه(2)، أيضا عن علي بن ربيعة(3) قال «رأيت عليا يتزر فرأيت عليه تبانا»، فقال الموفق إنّ التبان: سراويل الماح، وهي سراويل قصیرة وصغیرة(4)، وغيرها من التعقيبات اللغوية(5).

ت - تعليقاته على الروايات:

للموفق الخوارزمي رأيه في بعض الروايات فمثلا، عن أبي رافع(6) قال «صلى النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أول يوم الاثنین وصلت خديجه آخر يوم الاثنین، وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد وصلى مستخفيا قبل أنّ يصلي مع النبي سبع سنين وشهرا » فعلق الموفق على ذلك قائلا هذا الحديث إن صح فأن الإمام عليًا صلى قبل الصحابة بسبع سنين وهذا لا يذكره أصحاب التواريخ(7).

ص: 95


1- (1) جابر بن عبد اللّه بن عمرو بن حرام الخزرجي الأنصاري السملي، صحابي، من المكثرين في الرواية عن النبي، توفي عام (78 ه-). أبو النعيم الأصفهاني، معرفة الصحابة، 2/ 535 .
2- (2) المناقب، 109 .
3- (3) على بن ربيعة الوالبى الأسدي الكوفي، كنيته أبو المغرة، روى عن الإمام علي(علیه السلام)، ثقة صالح. الرازي، الجرح والتعديل، 6/ 185 .
4- (4) المناقب، 120 .
5- (5) المصدر نفسه، 124 ، 133 ، 155 ، 165 ، 181 ، 188 ، 194 ، 198 ، 219 ، 302 ، 355 .
6- (6) أبو رافع: مولى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، واسمه أسلم، وقيل إبراهيم، كان للعباس بن عبد المطلب فوهبه للنبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلا بشر النبي بإسلام العباس أعتقه، روى عن رسول اللّه، مات بالمدينة بعد مقتل عثمان. ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 2/ 306 ؛ النجاشي، رجال النجاشي، 4؛ الطوسي، الرجال، 24 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال في اسماء الرجال، 5؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 1/ 159 .
7- (7) المناقب، 57 .

ص: 96

الفصل الثاني : الأحوال الاجتماعية والعلمية للإمام علي (علیه السلام)

اشارة

الأحوال الاجتماعية والعلمية للإمام علي (علیه السلام)عن طريق روايات الموفق الخوارزمي الحنفي في كتابه المناقب

المبحث الأول: الأحوال الاجتماعية للإمام علي(علیه السلام) .

المبحث الثاني: الأحوال العلمية للإمام علي(علیه السلام) .

ص: 97

ص: 98

المبحث الأول : الأحوال الاجتماعية للإمام علي(علیه السلام)

أولاً: أسماء أمير المؤمنين(علیه السلام)

أورد الموفق الخوارزمي أسماء الإمام علي (علیه السلام)، إذ ذكر أنَّ أشهر أساميه (علیه السلام)((علي)) وجاء فيه في بدر سنة (2 ه-)(1) حین احسن البلاء(2) :

لا سيف إلا ذو الفقار * ولا فتى إلا علي

اتفقت بعض المصادر(3) مع الموفق الخوارزمي في أنَّ المناداة من السماء أن «لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي » كانت يوم بدر عندما كان أمير المؤمنين(علیه السلام) قد أحسن البلاء في ذلك اليوم، بينما ذكرت مصادر أخرى(4) في أنَّ هذه المناداة نزلت في حق أمير

ص: 99


1- (1) الواقدي، المغازي، 1/ 152 ؛ ابن هشام، السیرة، 1/ 708 - 714 ؛ القمي، التفسیر ، 1/ 269 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 71- 72؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 4/ 494 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 32 ؛ الأربلي ، كشف الغمة، 1/ 181 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 19 / 293 .
2- (2) المناقب، 37 .
3- (3) ابن حبيب البغدادي، المنمق، 1/ 411 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 258 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین ، 128 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42/ 71؛ المحب الطبري، ذخائر العقبى، 1/ 74 ؛ 1 الرياض النظرة، 3/ 155 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 1/ 258.
4- (4) سليم، كتاب سليم، 414 ؛ ابن هشام، السیرة، 3/ 615 ؛ الكوفي، المناقب، 1/ 491 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 2/ 197 ؛ الكليني، الكافي، 8/ 110 ؛ إبراهيم القمي، التفسیر ، 1/ 116 6 ؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، 15 / 192 ؛ المغربي، شرح الأخبار، 1/ 282 ؛ الصدوق، الخصال، 550 ؛ علل الشرائع، 1/ 7؛ عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 81/1 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 84 ؛ الطوسي، الأمالي، 143 ؛ المحسن ابن كرامة، تنبيه الغافلین 52 ؛ أبو القاسم الطبري، بشارة المصطفى، 288 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 2/ 165 ؛ أعلام الورى، 1/ 378 ؛ تفسیر جوامع الجامع، 1/ 341 ؛ تفسیر مجمع البيان، 379/2 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 2/ 154 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 7/ 219 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 3/ 440 ؛ الحلي، كشف اليقین، 60 ؛ الخطيب التبريزي، الإكمال، 67 ؛ الذهبي، ميزان الاعتدال، 3/ 324 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 121؛ الجويني، فرائد السمطين، 1/ 257 - 258 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 4/ 54 ؛ العجمي، الكشف الحثيث، 205 ؛ ابن حجر، لسان الميزان، 6/ 282 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 20 / 54 .

المؤمنين(علیه السلام) في معركة أحد سنة (3ه-)(1)، عندما كانت راية الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عند أمير المؤمنين(علیه السلام)، فقام(علیه السلام) بقتل كل من يحمل راية المشركين عندها نزل جبرائيل(علیه السلام)وقال للرسول محمد(صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا محمد هذه المؤاساة، قال: نعم، إنَّه مني وأنا منه، قال جبرائيل: وأنا منكما، فسمعوا صوتا من السماء يقول: «لا سيف الا ذو الفقار، ولا فتى الا علي »، بينما أشار الشريف المرتضي(2) إلى إنَّ هذه المناداة من السماء كانت في غزوة الاحزاب(5ه-)(3) عندما أجهز أمير المؤمنين(علیه السلام) على عمر بن ود العامري(4)، وقال ابن الجوزي(5): إنَّ المناداة كانت في غزوة خيبر (7ه-)(6)، ومما تقدم يتضح أنَّ اختلاف المؤرخين في رواياتهم

ص: 100


1- (1) ابن خياط، تاريخ بن خياط، 1/ 67 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 2/ 499 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 3/ 161 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 2/ 39 .
2- (2) الرسائل، 4/ 123 .
3- (3) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 2/ 564 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 3/ 227 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 65/2 .
4- (4) عمر بن ود العامري: عمرو بن عبد ود بن أبي قيس، كان فارس قريش في الجاهلية، بل فارس كنانة، قتله علي بن أبي طالب(علیه السلام) يوم الخندق. الأزدي، الاشتقاق، 1/ 110 ؛ المرزباني، معجم الشعراء، 1/ 238 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 6/ 53 .
5- (5) تذكرة الخواص، 26 .
6- (6) ابن خياط، تاريخ ابن خياط، 1/ 82 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 3/ 9؛ ابن الأثير، الكامل، 2/ 96 .

في هذه المناداة، وفي المناسبة التي نزلت فيها هذه المناداة، فيما اتفقت هذه الروايات على حصول هذه المناداة وعدم نفيها، ومع أنَّنا نرى بأنَّه لا مانع من أن يكون النداء من السماء قد حصل في المواطن الأربعة التي ذكرتها المصادر (بدر، وأحد، والاحزاب، وخيبر)، إلا أنَّنا في الوقت ذاته نرجح حدوثها يوم أحد لاجماع أكثر المصادر وأقدمها على ذلك، وتحمل هذه الروايات دلالات عدة منها: إنَّ هذه المناداة من السماء تعطي تعزيزاً وبرهاناً للدين الإسلامي، وأيضاً حصر الفتوة بالإمام علي(علیه السلام) دون غيره.

وأضاف الموفق الخوارزمي أنَّه جاء في أسمائه: أسد، وحيدرة، وأورد رواية بسند مصعب بن عبداللّه(1) قال: كان اسم علي أسدًا وحيدرة ولذلك يقول(2):

أنا الذي سمتني أمي حيدرة

وكدت المصادر بمختلف اتجاهاتها ومشاربها(3) على أنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام)

ص: 101


1- (1) مصعب بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبیر بن العوام، أبو عبد اللّه الزبیري المديني عم الزبیر بن بكار، سكن بغداد، وحدَّث بها، وتوفي عام 236 ه-.الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 15 / 138 .
2- (2) المناقب، 37 .
3- (3) ابن سعد، الطبقات الكبرى، 2/ 112؛ ابن شيبة الكوفي، المصنف، 8/ 520 ؛ أحمد بن حنبل المسند، 4/ 52 ؛ مسلم، الصحيح، 5/ 195 ؛ الكوفي، المناقب، 2/ 500 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 301/2 ؛ ابن حبان، الصحيح، 15 / 382 ؛ أبو فرج الأصفهاني، مقاتل الطالبین، 14 ؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 7/ 18 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 149 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، 39/3 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 127 ؛ البيهقي، السنن الكبرى، 9/ 131 ؛ الطوسي، الأمالي، 4؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 2/ 787 ؛ الدرر، 200 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 149 ؛ المحسن بن كرامة، تنبيه الغافلين، 54 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 130 ؛ الزمخشري، الفايق، 1/ 232 ؛ الطبرسي، تفسیر جوامع الجامع، 3/ 389 ؛ تفسیر مجمع البيان، 4/ 320 ؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، 1/ 218 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 16 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 305 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 296/3 ؛ ابن البطريق، خصائص الوحي المبین، 157 ؛ عمدة عيون صحاح الأخبار، 148 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 2/ 220 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1/ 12؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 107/3 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 2/ 409 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 1/ 255 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 4/ 213 ؛ دمیري، حياة الحيوان الكبرى، 1/ 385 ؛ ابن عنبة، عمدة الطالب، 59 ؛ ابن حجر، فتح الباري، المتقي الهندي، كنز العمال، 10 / 467 ؛ 7/ 367 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 21/ 4.

عندما برز لقتال مرحب اليهودي(1) أنشد يقول «أنا الذي سمتني أمي حيدرة».

ومن أسماء الإمام علي(علیه السلام) التي أغفلها الموفق الخوارزمي هو اسمه «زيد» إذ ذكرت جملة من المصادر(2) أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) قال: «أيها الناس، انسبوني، فمن عرفني فلينسبني، وإلا فأنا أنسب نفسي، أنا زيد بن عبد مناف بن عامر بن عمرو ابن المغیرة بن زيد بن كلاب »، وذكر ابن شاذان رواية(3) عن النبي(صلی الله علیه و آله و سلم) قال «لعلي سبعة عشر اسما فقال ابن عباس أخبرنا ما هي يا رسول اللّه؟ فقال: اسمه عند العرب علي، وعند أمه حيدرة، وفي التوراة إليا، وفي الإنجيل بريا، وفي الزبور قريا، وعند الروم بظرسيا وعند الفرس نیروز، وعند العجم شميا، وعند الديلم فريقيا، ...، وعند الزبح(4) حيم، وعند الحبشة تبیر، وعند الترك حمیرا، وعند الأرمن كركر، وعند المؤمنین السحاب، وعند الكافرين الموت الأحمر، وعند المسلمين وعد، وعند المنافقین وعيد، وعندي طاهر مطهر، وهو جنب اللّه ونفس

ص: 102


1- (1) مرحب اليهودي: مرحب بن الحارث اليهودي، فارس خيبر قتل كافرا في خيبر قتله الإمام علي(علیه السلام). النووي، تهذيب الأسماء، 2/ 86 .
2- (2) الصدوق، الأمالي، 700 ؛ معاني الأخبار، 120 ؛ الشريف الرضي، خصائص الأمة، 68 ؛ البحراني، غاية المرام، 56 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 52 .
3- (3) الفضائل، 175 .
4- (4) الزبح: قرية بنواحي جرجان، ياقوت الحموي، معجم البلدان، 3/ 130 .

اللّه ويمن اللّه عز وجل قوله (وَيُحَذِّرُكُمُ اللّه نَفْسَهُ)(1)، وقوله (بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ)(2)».

ثانيًا: نسبه (علیه السلام)

ذكر الموفق الخوارزمي نسب الإمام علي(علیه السلام) بهذه الطريقة متفقاً مع اغلب المصادر التي اطلعنا عليها، هو علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم(3) بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معدٍ بن عدنان(4)، واسم أبي طالب عبد المناف، واسم عبد

ص: 103


1- (1) ال عمران، الآية: 28 .
2- (2) المائدة، الآية: 64 .
3- (3) المناقب، 46 ؛ وانظر ايضًا: مالك، الموطأ، 6/ 84 ؛ أبي داود، المسند، 1/ 87 ؛ ابن هشام، السیرة، 245/1 ؛ ابن سعد، الطبقات، 6/ 12؛ ابن خياط، التاريخ، 1/ 180 ؛ ابن حنبل، المسند، 2/ 5؛ البخاري، التاريخ الكبیر، 6/ 259 ؛ ابن شبه، تاريخ المدينة، 2/ 654 ؛ ابن خثيمة، التاريخ، 3/ 5؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 2/ 178 ؛ البغوي، معجم الصحابة، 4/ 354 ؛ أبي حاتم، الجرح والتعديل، 191/6 ؛ الكليني، الكافي، 1/ 516 ؛ المسعودي، التنبيه والاشراف، 255 ؛ مروج الذهب، 2/ 350 ؛ ابن قانع، معجم الصحابة، 2/ 259 ؛ ابن حبان؛ الصحيح، 15 / 363 ؛ مشاهير علماء الأمصار، 24 ؛ الصدوق، الأمالي، 700 ؛ الحاكم النيسابوري، معرفة علوم الحديث، 171 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 5؛ المقنعة، 461 ؛ أبو نعيم الأصبهاني، معرفة الصحابة، 4/ 1968 ؛ البيهقي، الاعتقاد، 1/ 370 ؛ الطوسي، تهذيب الأحكام، 6/ 19 ؛ الرجال، 42 ؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 1/ 145 ؛ المتفق والمفرق، 1622 /3 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 76 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 8/ 132 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 10 ؛ ابن طاووس، اليقین، 457 ؛ النووي، المجموع، 1/ 348 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 1/ 75 ؛ الذهبي، سیر أعلام النبلاء، 3/ 280 ؛ ابن حجر، الإصابة، 464/4 ؛ العيني، عمدة القاري، 2/ 147 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 7.
4- (4) ابو الفرج الأصفهاني، الأغاني، 16 / 359 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 23 ؛ ابن الأثیر، الإصابة،588/3 ؛ القفطي، أنباه الرواة، 1/ 45 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 1/ 32 ؛ ذخائر العقبى، 55/1 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 100 .

المطلب شيبة الحمد(1)، وأمّه فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف(2)، وأسلمت وتوفيت قبل الهجرة(3)، وقيل بعد الهجرة (4) والرواية التي تؤكد وفاتها بعد الهجرة هي الأصح نظرًا لهجرتها بقافلة الفواطم(5) مع الإمام علي

ص: 104


1- (1) البغوي، معجم الصحابة، 4/ 354 ؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، 16 / 359 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 23 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 7/ 369 .
2- (2) المناقب، 46 ؛ وانظر ايضًا: ابن هشام، السیرة، 2/ 151 ؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 8/ 40 ؛ ابن شيبة، الكتاب المصنف، 7/ 101 ؛ ابن خياط، التاريخ، 1/ 180 ؛ ابن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 555 ؛ المسند، 2/ 86 ؛ ابن حبيب، المحبر، 1/ 16 ؛ الخطيب البغدادي، الممنق، 1/ 425 ؛ ابن قتيبة، المعارف، 120/1 ؛ أبي عاصم، الآحاد والمثاني، 1/ 135 ؛الطبري، تاريخ، 5/ 153 ؛ الكليني، الكافي، 1/ 452 ؛ المالكي، المجالسة، 2/ 128 ؛ أبو فرج الأصفهاني، مقاتل الطالبین، 3؛ الطبراني، المعجم الاوسط، 1/ 67 ؛المعجم الكبیر، 1/ 92 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 3/ 215 ؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)،47/1 ؛ كمال الدين، 307 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحن، 3/ 116 ؛ الشريف الرضي، خصائص الأئمة، 39 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 5؛ الاختصاص، 148 ؛ المقنعة، 461 ؛ الشريف المرتضى، الرسائل، 4/ 93 ؛ الطوسي، الأمالي، 470 ؛ تهذيب الأحكام، 6/ 19 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 3/ 1089 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 25 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 76 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 2/ 137 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 17 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1/ 13 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 519 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 1/ 75 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 104/3 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 100 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 19 / 65 .
3- (3) المناقب، 46 .
4- (4) المناقب، 46 ؛ ابن هشام، السیرة، 2/ 151 ؛ ابن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 555 ؛ الكليني، الكافي، 1/ 453 ؛ المالكي، المجالسة، 2/ 128 ؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 1/ 92 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك، 3/ 116 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 25 ؛ النووي، المجموع، 1/ 348 .
5- (5) الفواطم: وهن فاطمة بنت أسد، وفاطمة الزهراء، وفاطمة بنت الزبیر. الطبراني، المعجم الكبیر، 357/24 ؛ الطوسي، الأمالي، 471 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 2/ 33 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 66 / 350 .

إلى يثرب(1)، وهي أول هاشمية ولدت لهاشمي(2).

وأورد الموفق الخوارزمي روايتین أيضًا عن نسب أمیر المؤمنین(علیه السلام) ، الرواية الأولى بسند الزبیر بن بكار(3)، تذكر ابناء أبي طالب وهم: طالب(4) لا عقب له وعقيل(5) وجعفر(6) وعلي، وابنته أم هاني اسمها «فاختة »(7)، واشارت

ص: 105


1- (1) الطوسي، الأمالي، 470 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 2/ 33 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 1/ 150 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 19 / 64 .
2- (2) ابن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 555 ؛ ابن حبيب البغدادي، المحبر، 1/ 262 ؛ ابن حبيب البغدادي، المنمق، 1/ 425 ؛ ابن قتيبة، المعارف، 1/ 120 ؛ الطبري، تاريخ، 5/ 153 ؛ الكليني، الكافي، 452/1 ؛ المالكي، المجالسة، 2/ 128 ؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 1/ 92 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 214/3 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحن، 3/ 108 ؛ الشريف الرضي، خصائص الأئمة، 39 ؛ المفيد، المقنعة، 461 ؛ الشريف المرتضى، الرسائل، 4/ 93 ؛ الطوسي، تهذيب الأحكام، 6/ 19 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 25 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 76 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 1/ 75 ؛ منتهى الطلب، 2/ 889 ؛ النووي، المجموع، 1/ 348 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 100 .
3- (3) الزبیر بن بكار بن عبد اللّه بن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه الأسدي، استحلفه رجل فحلف وبرص، وكان عالما بالنسب، عارفا بأخبار المتقدمین ومآثر الماضین، وله الكتاب المصنف فِي نسب قريش وأخبارها، وليَ القضاء بمكة، وورد بغداد، وحدّث بها. ابن حبان، الثقات، 8/ 257 ؛ الطوسي، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 243/2 ؛ الخطيب، تاريخ بغداد، 9/ 486 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 8/ 222.
4- (4) طالب: هو أكبر أولاد أبي طالب وبه يكنى، وهو أسنُّ من أخيه علي بثلاثین سنة وإنَّ قريشا أكرهته على الخروج معها في بدر، ويذكر بأنَّه أسلم. الكليني، الكافي، 8/ 375 ؛المغربي، شرح الأخبار، 3/ 235 .
5- (5) عقيل بن أبي طالب أسلم في عام الحديبية وأحسن إسلامه، يكنى أبا زيد سكن البصرة وكان عالما بأنساب العرب. ابن هشام، السیرة، 2/ 3؛ القاضي النعماني، شرح الأخبار، 1/ 190 .
6- (6) جعفر هو الابن الثالث لأبي طالب، ذو الهجرتین، وذو الجناحین، وكان استشهد يوم مؤتة فقطعت يداه، فأبدله اللّه- عز وجل- بها جناحین يطیر بهما في الجنة.ابن قتيبة، المعارف، 1/ 205 ؛ الصدوق، الأمالي، 563 ؛ المفيد، الاختصاص، 79 .
7- (7) أم هاني: تسمى فاخته بنت أبي طالب، روت عن النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعاشت مدة بعد النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ، الطبراني، المعجم الكبیر، 24 / 405 ؛ الحاكم النيسابوري، 4/ 52 ؛ الشريف المرتضى، الناصريات، 253 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 2/ 1293 .

بعض المصادر(1) إلى بنت ثانية لأبي طالب تسمى «جمانة » وهذه قد أغفل ذكرها الموفق الخوارزمي، وكلهم أمّهم فاطمة بنت أسد(2)، والرواية الثانية بسند أنس بن مالك(3) قال: «لما ماتت فاطمة بنت أسد بن هاشم أم علي بن أبي طالب (علیه السلام) دخل عليها رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فجلس عند رأسها، فقال: يرحمك اللّه يا أمّي، كنت أمّي بعد أمّي، تجوعین و تشبعيني وتعرين وتكسيني، وتمنعین نفسك طيب الطعام، وتطعميني، تريدين بذلك وجه اللّه تعالى والدّار الآخرة، ثم أمر أن تغسّل ثلاثًا، فلما بلغ الماء الذي فيه الكافور سكبه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيده الشريفة، ثم خلع قميصه فألبسها إيّاه وكفّنها برد فوقه، ثم دعا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أسامة بن زيد، وأبا أيّوب الأنصاريّ، وعمر بن الخطاب وغلاما أسود فحفر قبرها رسول

ص: 106


1- (1) ابن سعد، الطبقات الكبرى، 8/ 48 ؛ ابن حبيب البغدادي، المحبر، 406 ؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 4/ 302 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 50 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 3/ 21 7 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 4/ 1801 ؛ ابن الأثیر، أسد الغابة، 7/ 50 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 11/ 138 .
2- (2) المناقب، 47 ؛ وانظر أيضاً: ابن سعد، الطبقات، 1/ 98 ؛ابن خياط، الطبقات، 1/ 735 ؛ ابن حبيب، المحبر، 1/ 262 ؛ المنمق، 1/ 425 ؛ ابن قتيبة، المعارف، 1/ 120 ؛ الأصبهاني، مقاتل الطالبین، 26/1 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 4/ 1963 ؛ الطبري، ذخائر العقبى، 1/ 207 .
3- (3) أنس بن مالك: بن النظر بن ضمضم خادم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وهو معروف ببغضه لأمیر المؤمنین(علیه السلام)، وهو أيضاً من الذين كتموا بيعة الغدير لأمیر المؤمنین(علیه السلام)، ودعا عليه أمیر المؤمنین(علیه السلام)فأصابة اللّه بالبرص وأقسم بعدها أن لا يخفي منقبة لأمیر المؤمنین(علیه السلام). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 7/ 12؛ الصدوق، الأمالي، 184 ؛ الخصال، 219 ؛ الطوسي، رجال الكشي، 1/ 247 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 113 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال، 2؛ التفرشي، نقد الرجال، 248/1 ؛ الأردبيي، جامع الرواة، 1/ 109 ؛ المازندراني، منتهى المقال، 2/ 109 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 4/ 150 .

اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيده وأخرج ترابه، فلمّا فرغ دخل رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبرها فاضطجع فيه، ثم قال: «اللّه الّذي يحيي ويميت، وهو حي لا يموت، اغفر لأمي فاطمة بنت أسد، ولقّنها حجّتها، ووسّع عليها مدخلها بحقّ نبيك محمد والأنبياء الذين من قبلي، فإنّك أرحم الراحمین، وكبّر عليها أربعًا، وأدخلوها اللّحد هو والعبّاس وأبو بكر»(1).

إنّ رواية الموفق الخوارزمي هذه التي أوردتها مصادر أخرى لا يمكن قبولها سندًا ومتنًا لأنّ أنس بن مالك الذي اسندت إليه الرواية معروف ببغضه لأمیر المؤمنین(علیه السلام)، وهو أيضاً من الذين كتموا بيعة الغدير لأمیر المؤمنن(علیه السلام) ، ودعا عليه أمیر المؤمنین(علیه السلام) فأصابة اللّه بالبرص(2)، وعن الإمام الصادق قال «ثلاثة كانوا يكذبون على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أبو هريرة وأنس بن مالك وامرأة »(3)، أما متن الرواية الذي يشیر لمشاركة أبي بكر وعمر بن الخطاب، وأسامة بن زيد، والعباس عم الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في دفن والدة الإمام علي(علیه السلام) وتغيب تام لدور الإمام علي(علیه السلام) في هذه المناسبة التي تتصل به أكثر من غیره، فليس هناك أدنى شك في أنَّ هذه الرواية صيغت ووضعت وفقًا للمنهج الأموي والعباسي الهادف لأقصاء دور الإمام علي(علیه السلام) وتغيبه في هذه المناسبة التي تقترن بوفاة والدته، في

ص: 107


1- (1) المناقب، 47 - 48 ؛ وانظر ايضاً: الطبراني، المعجم الأوسط، 1/ 67 ؛ الهيثمي، معجم الزوائد، 256/9 ؛ العاملي، الدر النظيم، 223 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 181 ؛ الشامي، سبل الهدى،287/11 .
2- (2) الصدوق، الأمالي، 184 ؛ الخصال، 219 ؛ الطوسي، رجال الكشي، 1/ 247 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 113 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال، 2؛ التفرشي، نقد الرجال، 1/ 248 ؛ الأردبيلي، جامع الرواة، 1/ 109 ؛ المازندراني، منتهى المقال، 2/ 109 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث،150/4 .
3- (3) ابن شاذان، الايضاح، 541 ؛ الصدوق، الخصال، 190 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 2/ 217 .

حین ركزت هذه الرواية على حضور اشخاص محددين بمراسيم الدفن بهدف الإيحاء بقوة علاقتهم بالرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وحرص الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) على اصطحابهما في مثل هذه المناسبة الخاصة بالبيت النبوي الشريف من دون الإمام علي(علیه السلام) ، المعني بهذه المناسبة، والغريب في الأمر أنَّ الموفق الخوارزمي اعتمد هذه الرواية، في حین أنَّ هناك رواية أخرى أشارت إليها المصادر السنية والشيعية على حد سواء تشیر إلى أنَّ ابن عباس قال: «أقبل علي بن أبي طالب (علیه السلام) ذات يوم إلى النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) باكيا، وهو يقول: إنا للّه وإنا إليه راجعون، فقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): مه يا علي. فقال علي (علیه السلام): يا رسول اللّه، ماتت أمي فاطمة بنت أسد. قال: فبكى النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثم قال: رحم اللّه أمك يا علي، أما إنها إن كانت لك أمّاً فقد كانت لي أمًّا، خذ عمامتي هذه وخذ ثوبي هذين، فكفنها فيهما، ومر النساء فليحسنَّ غسلها، ولا تخرجها حتى أجئ فأليَ أمرها. قال: وأقبل النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعد ساعة، وأخرجت فاطمة أم علي بن أبي طالب (علیه السلام)، فصلى عليها النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) صلاة لم يصل على أحد قبلها مثل تلك الصلاة، ثم كبر عليها أربعن تكبیرة، ثم دخل إلى القبر، فتمدد فيه، فلم يسمع له أنین ولا حركة، ثم قال: يا علي ادخل، يا حسن ادخل، فدخلا القبر، فلما فرغ مما احتاج إليه، قال له: يا علي اخرج، يا حسن اخرج، فخرجا، ثم زحف النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتى صار عند رأسها، ثم قال: يا فاطمة، أنا محمد سيد ولد آدم ولا فخر، فإن أتاك منكر ونكیر فسألاك: من ربك؟ فقولي: اللّه ربي، ومحمد نبيي، والإسلام ديني، والقرآن كتابي، وابني إمامي ووليي. ثم قال: اللهم ثبت فاطمة بالقول الثابت: ثم خرج من قبرها، وحثا عليها حثيات، ثم ضرب بيده اليمنى على اليسرى فنفضهما، ثم قال: والذي نفس محمد بيده، لقد سمعت فاطمة تصفيق يميني على شمالي...»(1).

ص: 108


1- (1) الصدوق، الأمالي، 391 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 142 ؛ أبي القاسم الطبري، بشارة المصطفى، 372 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 70 .

ثالثًا: كناه (علیه السلام) :

ذكر الموفق الخوارزمي أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) يُكنى أبو تراب، وأورد روايتن عن مناسبة هذه الكنية التي كنَّاه بها الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، الرواية الأولى بسند سهل بن سعد(1) مفادها عن سبب تكنية أمیر المؤمنین(علیه السلام) بهذه الكنية فذكر أنَّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جاء بيت الإمام علي(علیه السلام) فلم يجده فسأل فاطمة الزهراء(علیها السلام) عنه فأخبرته أنَّه قد أغضبني وأنَّه راقد في المسجد، فجاء رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) له (علیه السلام)وهو مضطجع قد سقط رداؤه عن شقه، فأصابه تراب، فجعل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) يمسحه عنه ويقول: قم أبا تراب، قم أبا تراب(2)، إنَّ رواية الموفق الخوارزمي هذه لا يمكن قبولها بسبب ما جاء بها حول غضب فاطمة الزهراء(علیها السلام) من الإمام علي(علیه السلام)؛ لأنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) أجلُّ، وأرفع، وأتقى، وأورع، من أن يغضب فاطمة(علیها السلام)، إذ قال علي(علیه السلام) وكأنه يتنبأ بما سوف يفتريه عليه الحاقدون: «فو اللّه ما أغضبتها، ولا أكرهتها على أمر، حتى قبضها اللّه عز وجل، ولا أغضبتني، ولا عصت لي أمرًا، ولقد كنت أنظر إليها؛ فتنكشف عني الهموم

ص: 109


1- (1) سهل بن سعد الساعدي: من أصحاب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأصحاب الإمام علي(علیه السلام)، وهو من الذين شهدوا لأمیر المؤمنین(علیه السلام) ببيعة الغدير، روي عن الرسول والإمام علي وابن عباس، توفي بالمدينة واختلف في سنة وفاته فقيل سنة (88 ه-)، وقيل عام (90 ه-). البخاري، التاريخ الكبیر، 4/ 93 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 168 ؛ الطوسي، الرجال، 40 ، 60 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال، 87 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 2/ 385 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 9/ 371 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 4/ 178 ؛ الجواهري، المفيد في معجم رجال الحديث، 273 .
2- (2) المناقب، 38 ؛ وانظر ايضاً، البخاري، الصحيح، 1/ 114 ؛ مسلم، الصحيح، 7/ 124 ؛ أبي فرج الأصفهاني، مقاتل الطالبین، 15 ؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 6/ 149 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك، 141/3 ؛ البيهقي، السنن الكبرى، 2/ 446 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 28 ؛ النووي، المجموع، 8/ 441 .

والأحزان »(1)، وإن أمیر المؤمنین(علیه السلام) الذي هو قسيم الجنة والنار، لم يكن ليؤذي اللّه تعالى والنبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم)؛ لأنَّ جزاء من يؤذي اللّه ورسوله ليس في الجنة قطعًا، إذ قال الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «إن اللّه ليغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها»(2)، ومما يؤكد ما ذهبنا اليه في هذه الرواية أنَّ كثیراً من المصادر(3) المعتبرة أوردتها ولكن من دون الإشارة إلى المغاضبة.

والرواية الثانية التي أوردها الموفق الخوارزمي بسند ابن عباس مفادها: لما آخى الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بن المهاجرين والأنصار ولم يؤاخ بین علي(علیه السلام) وبین احد منهم، خرج علي(علیه السلام) مغضبًا حتى أتى جدولًا من الارض فتوسد ذراعه وسفت عليه الريح فطلبه النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتى وجده فوكزه برجله فقال له: قم فا صلحت إلا أنَّ تكون أبا تراب...(4)، إنَّ هذه الرواية غیر دقيقه ابتداءً من ذكرها عتب الإمام علي(علیه السلام) أو غضبه حین آخى النبي بین أصحابه؛ إذ لماذا يغضب(علیه السلام) ويعتب؟ أليس قد آخاه الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل الهجرة(5)، ثم هو(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لم يزل يؤكد

ص: 110


1- (1) الاربلي، كشف الغمة، 1/ 373 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 43 / 134 .
2- (2) زيد بن علي(علیه السلام)، المسند، 459 ؛ الصدوق، الأمالي، 467 ؛ الاعتقادات، 105 ؛ المفيد، الأمالي،95 ؛ الطوسي، الأمالي، 427 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 149 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 106 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 112/ 111؛ المجلسي، بحار الأنوار، 21/ 279 .
3- (3) البخاري، الصحيح، 4/ 208 ؛ ابن أبي عاصم، الآحاد والمثاني، 1/ 150 ؛ ابن حبان، الصحيح، 368/15 ؛ الصدوق، علل الشرائع، 1/ 155 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 78 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 26 ؛ المحب الطبري، ذخائر العقبى، 57 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 107 ؛ العيني، عمدة القاري، 16 / 216 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 226 .
4- (4) المناقب، 39 ؛ وانظر أيضًا: الطبراني، المعجم الأوسط، 8/ 40 ؛ المعجم الكبیر، 11/ 75 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 607 .
5- (5) الكوفي، المناقب، 1/ 306 ؛ ابن مردويه، المناقب، 101 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 96 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 124 ؛ ابن الدمشقي، جواهر المطالب، 1/ 69 ؛ الشامي، سبل الهدى والأرشاد، 3/ 363 .

على أخوته له، كلما اقتضت المناسبة ذلك، وأيضاً في الرواية أنَّ الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد «وكز برجله » الإمام علي(علیه السلام) وهذه فيها دس وطعن في سلوك وأخلاقيات الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) الذي قال عنه اللّه تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)(1)، وقال(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن نفسة «أدبني ربي فأحسن تأديبي»(2)، كما أنَّها تسيء العلاقة بین الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) والإمام علي(علیه السلام) الذي عده في أكثر من مناسبة بمنزلة نفسة وأخيه، إذ قال الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام): «أنت أخي في الدنيا والآخرة »(3)، وقال له أيضاً «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غیر انه لا نبي بعدي»(4).

وقد علل ابن عباس هذه التكنية بوجه دقيق وعميق، إذ روى عن عباية بن ربعي(5) قال: قلت لعبد اللّه بن عباس: «لم كنى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليًا (علیه السلام) أبا

ص: 111


1- (1) القلم، الآية: 4.
2- (2) الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 10 / 86 ؛ الرازي، التفسیر، 28 / 285 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 11/ 233 ؛ السيوطي، الجامع الصغیر، 1/ 51 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 7/ 214 ؛ الكاشاني، زبدة التفاسیر، 7/ 140 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 16 / 210 .
3- (3) الكوفي، المناقب، 1/ 319 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 191 ؛ الصدوق، الخصال، 429 ؛المفيد، الأمالي، 174 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 282 ؛ الطوسي، الأمالي، 194 ؛ ابن المغازلي، المناقب،53 ؛ ابن طاووس، التحصین، 617 .
4- (4) الطيالسي، المسند، 1/ 167 ؛ ابن أبي شبيه الكوفي، المصنف، 6/ 366 ؛ أحمد بن حنبل، المسند، 566/2 ؛ البخاري، الصحيح، 5/ 19 ؛ مسلم، الصحيح، 4/ 1870 ؛ ابن ماجه، السنن، 1/ 42 ؛ الترمذي، السنن، 6/ 88 ؛ الصدوق، الأمالي، 197 - 198 ؛ علل الشرائع، 1/ 1370138 ؛ عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 27/2 ؛ معاني الأخبار، 57 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 154 ؛ الجويني، فرائد السمطين، 2/ 103 - 105 .
5- (5) عباية بن ربعي الاسدي: كوفي من أصحاب أمیر المؤمنین(علیه السلام) وخواصه، وروى عن الإمام علي(علیه السلام). البرقي، الرجال، 5؛ الطوسي، الرجال، 95 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 3/ 27 ؛ الاردبيلي، جامع الرواة، 1/ 435 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 10 / 240 .

تراب؟ قال: لأنَّه صاحب الأرض، وحجة اللّه على أهلها بعده، وبه بقاؤها، وإليه سكونها. ولقد سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: إنه إذا كان يوم القيامة، ورأى الكافر ما أعد اللّه تبارك وتعالى لشيعة علي (علیه السلام) من الثواب والزلفى والكرامة، قال: يا ليتني كنت ترابًا، يعني: يا ليتني من شيعة علي (علیه السلام) وذلك قول اللّه عز وجل(وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا)(1)»(2).

وذكر الخوارزمي أنَّ من كنى أمیر المؤمنین(علیه السلام) هي، أبو الحسن(3)، وأبو الحسن(4)، وأبو محمد(5)، وأورد رواية عن أمیر المؤمنين(علیه السلام) قال: ما سماني الحسن والحسین يا أبه حتى توفي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، كانا يقولان لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يا أبه، وكان الحسن يقول لي يا أبا الحسن وكان الحسین يقول لي يا أبا الحسن(6)، ومعنى ذلك أنَّ الحسن والحسین(علیهماالسلام) قد عظما ثلاثة أشخاص في آن واحد، فأن دعوتها رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأبيهما يتضمن تعظيما له وتكريماً، ويتضمن اعتزازًا بانتسابهما إليه، وكذلك دعوة الإمام الحسن(علیه السلام) لعلي بن أبي طالب(علیه السلام) بأبي الحسین،

ص: 112


1- (1) النبأ، الآية: 40 .
2- (2) الصدوق، علل الشرائع، 1/ 156 ؛ معاني الأخبار، 12 0 ؛ أبي القاسم الطبري، بشارة المصطفى،29 ؛ البحراني، غاية المرام، 1/ 60 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 51 .
3- (3) المناقب، 38 ؛ وانظر ايضًا: الترمذي، الجامع، 6/ 73 ؛ المسعودي، مروج الذهب، 1/ 639 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 5؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 3/ 1089 .
4- (4) المناقب، 38 ؛ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، 6.
5- (5) المناقب، 38 ؛ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، 6.
6- (6) المناقب، 40 ؛ وانظر أيضاً، الحاكم النيسابوري، معرفة علوم الحديث، 50 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 307 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 63 .

فيه تعظيم لعلي(علیه السلام)، حيث خوطب بكنيته، وفيه أيضاً تعظيم للحسن(علیه السلام) حيث قدَّمه الإمام الحسن(علیه السلام) على نفسه، ورأى أنَّه أهل لأن يكتني به من هو مثل علي(علیه السلام) .

ومن كناه(علیه السلام) التي ذكرتها المصادر الأخرى ولم يذكرها الموفق الخوارزمي هي «أبو الريحانتن » أيضا- كنّاه بها رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إذ جاء في حديث الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنین(علیه السلام) أنَّه قال: «سلام عليك أبا الريحانتین أوصيك بريحانتي من الدنيا...»(1)، إشاره إلى الإمامین الحسن والحسین (علیهماالسلام).

رابعًا: ألقابه(علیه السلام)

ذكر الموفق الخوارزمي أنَّ القاب أمیر المؤمنین(علیه السلام) هي: «أمیر المؤمنین، يعسوب الدين والمسلمين، ومبیر الشرك والمشركین، وقاتل الناكثین والقاسطين والمارقین، ومولى المؤمنین، وشبيه هارون، والمرتضى، ونفس الرسول وأخوه، وزوج البتول، وسيف اللّه المسلول، وابو السبطين، وأمیر البررة، وقاتل الفجرة، وقسيم الجنة والنار، وصاحب اللواء، وسيد العرب والعجم، وخاصف النعل، وكاشف الكرب، والصدِّيق الأكبر، وأبو الريحانتین، وذو القرنین، والهادي، والفاروق، والواعي، والشاهد، وباب المدينة، وبيضة البلد، والولي، والوصي، وقاضي دين الرسول ومنجز وعده»(2)، يلاحظ أنَّ الموفق الخوارزمي ذكر هذه الرواية التي

ص: 113


1- (1) الصدوق، الأمالي، 198 ؛ معاني الأخبار، 403 ؛ ابن مردوية، المناقب، 204 ؛ المحسن بن كرامة، تنبيه الغافلین، 43 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 152 ؛ الزمخشري، الفايق، 1/ 162 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق؛ 14 / 166 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب 3/ 136 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 66 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 98 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 625 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 43 / 173 .
2- (2) المناقب، 40 .

تتضمن عدد من القاب الإمام علي(علیه السلام) إلا أنَّه أفرغ هذه الرواية من مضمونها الحقيقي عن طريق إغفاله جوانب مهمة فيها، فهو لم يذكر سند الرواية، كما أنَّه أهمل أسباب تلقيب الإمام علي(علیه السلام) بهذه الألقاب التي انتحلها غیره ممن عاصروه، وممن جاءوا بعده والتصقت بهم، وأشهرها أمیر المؤمنین، والصديق والفاروق، وايضًا تغافل عن ذكر من لقب الإمام(علیه السلام) بهذه الألقاب، ونحن نرى أن الموفق الخوارزمي كانت له مقاصد مذهبية وعقائدية من وراء ذلك؛ ليعطي شرعية لمنتحلي هذه الألقاب لتبقى ملتصقة بهم كما فعل غیره كثیر من المؤرخین، وسنورد بعض الأحاديث والروايات التي تثبت أن هذه الألقاب اختصت بالامام علي(علیه السلام) دون غیره، فلقب «أمیر المؤمنین» هذا اللقب للامام(علیه السلام) اطلقه عليه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وخاطبه به في كثیر من الأحاديث، منها: قوله(صلی اللّه علیه و آله و سلم) :«يا علي، أنت أمیر المؤمنین، وإمام المسلمين، وقائد الغر المحجلین، ويعسوب المتقین...»(1)، وهذا اللقب اختص به الإمام علي(علیه السلام) ولا يحق لأي أحد أن يلقب به حتى وان كان من سائر الأئمة الأطهار(علیهم السلام)، فعن الإمام الباقر(علیه السلام) قال «لم يسم بها واللّه بعد علي أمیر المؤمنین إلا مفتر كذاب »(2). ومن الألقاب التي أطلقها عليه(علیه السلام)الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) هو لقب يعسوب الدين والصديق الأكبر والفاروق بدليل قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي(علیه السلام) «أنت الصديق الأكبر وأنت الفاروق الذي يفرق بین

ص: 114


1- (1) فرات الكوفي، التفسیر، 266 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 397 ؛ الصدوق، الأمالي، 450 ؛ ابن شاذان، مائة منقبة، 28 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 185 ؛ أبي القاسم الطبري، بشارة المصطفى، 101 ؛ ابن طاووس، التحصین، 539 ؛ اليقن، 237 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 3/ 843 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 27 / 63 .
2- (2) الكليني، الكافي، 8/ 288 ؛ ابن طاووس، اليقین، 26 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 1/ 73 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 24 / 315 .

الحق والباطل وأنت يعسوب الدين»(1)، وأيضاً من ألقابه(علیه السلام) قاتل الناكثین، والقاسطين، والمارقین، وذلك لقول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «يا أم سلمة، اسمعي واحفظي واشهدي، هذا علي قاتل الناكثین والقاسطين والمارقین»(2)، واللقب الآخر هو مولى المؤمنین أيضاً لقبه به رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ قال(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «يا علي أنت مولى المؤمنین...»(3)، ومن ألقابه (علیه السلام) أيضاً شبيه هارون، إذ قال له رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غیر أنَّه لا نبي بعدي»(4)، والمرتضى اللقب الآخر للإمام علي (علیه السلام) إذ أسماه به رسول اللّه، ونقل ابن شهر اشوب رواية مفادها «أن النّبيّ(صلی اللّه علیه و آله و سلم) سماه المرتضى لأنَّ جبرئيل هبط إليه وقال: يا محمد إنَّ اللّه

ص: 115


1- (1) الجاحظ، العثمانية، 290 ؛ الكوفي، المناقب، 1/ 284 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 264 ؛ الصدوق، الأمالي، 274 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 11 6 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينه دمشق، 42 / 42 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 287 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 228/13 ؛ ابن طاووس، اليقین، 501 ؛ ابن ميثم البحراني، 4/ 316 ؛ المجلسي، بحار الأنوار،435/22 .
2- (2) النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 201 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 289 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 468 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 90 ؛ القمي، العقد النضيد، 56 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 7/ 339 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 304 .
3- (3) الخزار القمي، كفاية الأثر، 185 ؛ ابن شاذان، مائة منقبة، 28 ؛ المفيد، الأمالي، 78 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 185 ؛ الطوسي، الأمالي، 119 ؛ ابن طاووس، التحصین، 539 ؛ اليقین، 237 ؛ سليمان الحلي، المختصر، 152 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 27 / 63 .
4- (4) الطيالسي، المسند، 1/ 167 ؛ ابن أبي شبيه الكوفي، المصنف، 6/ 366 ؛ أحمد بن حنبل، المسند، 566/2 ؛ البخاري، الصحيح، 5/ 19 ؛ مسلم، الصحيح، 4/ 1870 ؛ ابن ماجه، السنن، 1/ 42 ؛ الترمذي، السنن، 6/ 88 ؛ الصدوق، الأمالي، 197 - 198 ؛ علل الشرائع، 1/ 1370138 ؛ عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 27/2 ؛ معاني الأخبار، 57 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 154 ؛ الجويني، فرائد السمطين، 2/ 103 - 105 .

تعالى قد ارتضى عليًا لفاطمة وارتضى فاطمة لعلي»(1)، وعن ابن عباس قال: «كان علي يتبع في جميع أمره مرضاة اللّه تعالى ورسوله فلذلك سمي المرتضى»(2)، وأيضاً علي (علیه السلام) نفس الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأخوه بدليل قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي(علیه السلام) «أنت مني وأنا منك»(3)، وكذلك قوله(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أنت أخي في الدنيا والآخرة »(4)، ولقب زوج البتول، والبتول من ألقاب السيدة فاطمة الزهراء(علیها السلام) وبما أنها زوجة الإمام علي(علیه السلام) فيطلق زوج البتول على الإمام علي(علیه السلام)، ولقب «سيف اللّه المسلول» هذا اللقب من مختصات علي(علیه السلام) ولكنه سرق أو سلب في جملة كثیرة من فضائله، ومناقبه(علیه السلام)، في غارات شعواء من الشانئين، والحاقدين، والمبطلین، والمزورين للحقائق، فقد روي عن النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنه قال: «علي سيف اللّه يسله على الكفار والمنافقین»(5)، وفي الحديث النبوي الشريف: «وأيّدتك بعلي، وهو سيف اللّه على أعدائي»(6)، ولقب «أبو السبطين »(7) والمقصود بالسّبطين هما الإمام

ص: 116


1- (1) مناقب آل أبي طالب، 2/ 304 .
2- (2) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 304 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 60 .
3- (3) سليم بن قيس، كتاب سليم، 196 ؛ الكوفي، المناقب، 1/ 496 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 93/1 ؛ الصدوق، الأمالي، 66 ؛ الخصال، 573 ؛ عيون أخبار الرضا(علیه السلام) 64/2 ؛ الخزار القمي، كفاية الأثر، 158 ؛ ابن شاذان، مائه منقبة، 165 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 46 ؛ الأمالي، 21 3 ؛ الطوسي، الأمالي، 200 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 296 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 146 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 20 / 373 .
4- (4) الكوفي، المناقب، 1/ 319 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 191 ؛ الصدوق، الخصال، 429 ؛المفيد، الأمالي، 174 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 282 ؛ الطوسي، الأمالي، 194 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 53 ؛ ابن طاووس، التحصین، 617 .
5- (5) الطوسي، الأمالي، 506 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 22/ 197 .
6- (6) المحب الطبري، ذخائر العقبى، 93 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 43 .
7- (7) الصدوق، التوحيد، 181 ؛ الطبري، المسترشد، 307 ؛ ابن شاذان، مائه منقبة، 144 ؛ الطوسي، تهذيب الأحكام، 6/ 118 ؛ ابن طاووس، اليقين، 301 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 18 / 397 .

الحسن المجتبى و الإمام الحسین الشهيد(علیهماالسلام)؛ لأنهما سبطا الرسول الأعظم(صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيطلق على كل منها سبط النبي)(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وكذلك لقب «أمیر البررة » وأيضاً «قاتل الفجرة»، وهذان اللقبان أطلقهما عليه الرسول الأعظم(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إذ روي في الحديث النبوي عن الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) انه قال: «علي أمیر البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله»(1)، واللقب الآخر الذي أطلقه عليه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) هو لقب «قسيم الجنة والنار »، إذ قال(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا علي أنت قسيم الجنة والنار...»(2)، وأيضاً جاء في زيارة الإمام علي «السلام عليك يا قسيم الجنة والنار»(3)، ولقب «صاحب اللواء» أيضًا من الألقاب التي لقبها به رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)؛ إذ قال لعلي: «أنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة »(4)، واللقب الآخر الذي لقبه به رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «سيد العرب والعجم»، إذ جاء في الحديث النبوي أنَّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال

ص: 117


1- (1) الصدوق، علل الشرائع، 1/ 213 ؛ الطبري، المسترشد، 622 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 129 ؛ الطوسي، الأمالي، 483 ؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 3/ 181 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 87 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 103 ؛ ابن بابوية، الأربعون حديثًا، 94 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 262 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 255 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 292 ؛ ابن طاووس، التحصین، 627 ؛ الطرائف، 103 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 275/1 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 22/ 109 .
2- (2) الصدوق، الأمالي، 101 ؛ الخصال، 496 ؛ عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 30/2 ؛ الخزار القمي، كفاية الاثر، 151 ؛ ابن شاذان، مائه منقبة، 31 ؛ المفيد، الأمالي، 213 ؛ الفتال، النيسابوري، روضة الواعظین، 102 ؛ ابن البطريق، عمدة صحاح الأخبار، 265 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 76 ؛ المجلسي، بحارالأنوار، 7/ 187 .
3- (3) الكليني، الكافي، 4/ 570 ؛ المشهدي، المزار، 21 7 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 97 / 294 .
4- (4) الصدوق، الأمالي، 411 ؛ الخصال، 552 ؛ سليمان الحلي، المختصر، 307 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2 /311 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 29 / 14 .

لعلي(علیه السلام): «أنا سيد ولد آدم وأنت سيد العرب والعجم»(1)، ولقب «خاصف النعل» أطلقه عليه رسول اللّه(2)، واللقب «ذو القرنین» أيضاً من الألقاب التي لقبه بها رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ قال: «يا علي إن لك كنزا في الجنة وأنت ذو قرنيها...»(3)، ولقب «الهادي» وهو من ألقاب الإمام علي(علیه السلام) التي صرح بها النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ففي قوله تعالى (إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ)(4) قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أنا المنذر، وعلي الهادي، يا علي بك يهتدي المهتدون»(5)، ولقب «الواعي » هو أحد القاب

ص: 118


1- (1) الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 208 ؛ المشهدي، المزار، 106 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 1/ 47 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 99 / 22.
2- (2) ابن شاذان الأزدي، الإيضاح، 451 ؛ الكوفي، المناقب، 1/ 461 ؛ الكليني، الكافي، 5/ 12؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 203 ؛ الصدوق، الخصال، 276 ؛ الطبري، المسترشد، 357 ؛ الخزار القمي،كفاية الأثر، 88 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 122؛ الإفصاح، 135 ؛ الإختصاص، 119 ؛ الطوسي، الأمالي،254 ؛ تهذيب الأحكام، 4/ 116 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 107 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 244 ؛ المجلسي، 20 / 344 .
3- (3) المناقب، وانظر ايضاً: ابن أبي شيبة الكوفي، المصنف، 3/ 410 ؛ أحمد بن حنبل، المسند، 1/ 159 ؛ الكوفي، المناقب، 2/ 93 ؛ الطحاوي، شرح معاني الاثار، 3/ 15 ؛ النحاس، معاني القران، 4/ 521 ؛ الصدوق، معاني الأخبار، 205 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 12 3 ؛ ابن مردويه، المناقب، 186 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 261 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 183/3 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 8/ 63 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 5/ 468 ؛ المجلسي، بحار الأنوار،41/39 .
4- (4) الرعد، الآية: 7.
5- (5) العياشي، التفسیر، 2/ 204 ؛ فرات الكوفي، التفسیر، 205 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 272 ؛الطوسي، التبيان في تفسیر القران، 6/ 223 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 6/ 15 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 280 ؛ ابن البطريق، خصائص الوحي المبین، 140 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 79 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 2/ 10 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 90 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 620/11 ؛ الكاشاني، زبدة التفاسیر، 3/ 430 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 9/ 107 .

الإمام علي(علیه السلام) إذ قال(علیه السلام): «أنا قلب اللّه الواعي...»(1)، واللقب الآخر هو لقب «الشاهد » إذ قال الإمام علي(علیه السلام): «أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه رسول اللّه على بينة من ربه وأنا الشاهد»(2)، ولقب «باب المدينة » من ألقاب الإمام علي(علیه السلام) وبتصريح من الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، إذ قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب»(3)، «الولي» وهو أيضاً أطلقه عليه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ قال(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله»(4)، ولقب «الوصي» لقبه به

ص: 119


1- (1) المفيد، الاختصاص، 28 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 26 / 257 .
2- (2) العياشي، التفسیر، 2/ 143 ؛ فرات الكوفي، التفسیر، 188 ؛ المفيد، الأمالي، 145 ؛ الطوسي، الأمالي، 272 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 220 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 360 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 282 ؛ ابن البطريق، خصائص الوحي المبین، 141 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 321 /1 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 10 / 420 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 30 / 67 .
3- (3) الطبراني، المعجم الكبیر، 11/ 55 ؛ الصدوق، الأمالي، 655 ؛ التوحيد، 307 ؛ الخصال، 547 ؛ عيون أخبار الرضا (علیه السلام)، 1/ 211 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 126 ؛ المفيد، الإرشاد، 33 ؛ الاختصاص، 238 ؛ الفصول المختارة، 220 ؛ الطوسي، الأمالي، 559 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 3/ 1102 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 102 ؛ ابن حمزة الطوسي، الثاقب في المناقب، 130 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 7/ 219 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 114 ؛ السيوطي، الجامع الصغیر، 1/ 415 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 148 .
4- (4) أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 586 ؛ المسند، 2/ 262 ؛ ابن شاذان الأزدي، الإيضاح، 99 ؛ ابن أبي عاصم، الأحاد والمثاني، 4/ 325 ؛ السنة، 2/ 605 ؛ البزار، المسند، 2/ 133 ؛ النسائي، السنن الكبرى، 7/ 438 ؛ أبو يعلى الموصلي، المسند، 1/ 428 ؛ الطحاوي، شرح مشكل الآثار، 5/ 15 ؛الكليني، الكافي، 1/ 295 ؛ ابن الاعرابي، المعجم، 2/ 803 ؛ الآجري، الشريعة، 4/ 2050 ؛ الطبراني، المعجم الاوسط، 2/ 275 ؛ المعجم الكبیر، 5/ 170 ؛ الصدوق، الأمالي، 50 ؛ الخصال، 66 ؛ عيون أخبار الرضا 1/ 58 ؛ كمال الدين، 327 ؛ من لا يحضره الفقيه، 558 ؛ ابن المقرئ، المعجم، 1/ 36 ؛ ابن شاهين، شرح مذاهب أهل السنة، 1/ 103 ؛ المخلص، المخلصيات، 1/ 313 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 117 - 118 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 176 ؛ المقنعة، 203 ؛ابو نعيم الأصبهاني، فضائل الخلفاء، 1/ 43 ؛ الشريف المرتضي، الرسائل، 4/ 131 ؛ الطوسي، الأمالي، 247 ؛ الرسائل العشرة، 133 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 46 ؛ الشجري، ترتيب الأمالي، 1/ 190 .

رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ قال(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «هذا علي أخي في الدنيا والآخرة، وخليفتي في أهي، ووصيي...»(1)، اللقب الآخر الذي ذكرة الموفق الخوارزمي هو لقب «قاضي دين الرسول ومنجز وعده » وهذا اللقب من قبل الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام) إذ قال(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «علي يقضي ديني وينجز موعدي»(2)، كل هذه الألقاب وغيرها كانت لأمیر المؤمنین(علیه السلام) وكان معظمها قد صدر من رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبأحاديث نبوية صريحة لكن البعض منها قد انتحلها غیر الإمام علي(علیه السلام) في محاوله واهيه منهم لسرقة ألقاب أمیر المؤمنین(علیه السلام) ومناقبه وفضائله وإطلاقها على غیره(علیه السلام) .

وأورد حديثاً بسند أبي ليلى(3)، قال: قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «سيكون من بعدي فتنة،

ص: 120


1- (1) النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 107 ؛ الصدوق، علل الشرائع، 1/ 170 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 7؛ الطوسي، الخلاف، 1/ 28 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 101 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 73 ؛ ابن طاووس، اليقین، 427 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 7/ 282 .
2- (2) الكوفي، المناقب، 1/ 335 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 195 ؛ ابن مردوية، المناقب، 101 ؛ المفيد، الأمالي، 61 ؛ الطوسي، الأمالي، 602 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 2/ 252 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 396 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 76 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 22؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 156 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2/ 443 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 5/ 21.
3- (3) أبو ليلى: عبد الرحمن الأنصاري، من أصحاب الإمام علي، وشهد معه مشاهده، كوفي، ضربه الحجاج حتى اسودت كتفاه على سب الإمام علي. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 166 ؛ العجلي، الثقات، 2/ 86 ؛ البرقي، الرجال، 6؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 100 ؛ الطوسي، الرجال، 72 ؛ العلامةالحلي، خلاصة الأقوال، 204 ؛ ابن داود، الرجال، 128 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 3/ 40 ؛ الأردبيلي، جامع الرواة، 1/ 443 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 10 / 423 .

فاذا كان ذلك، فالزموا علي بن أبي طالب، فإنَّه الفاروق بین الحق والباطل»(1)، ذكر هذا الحديث الأربلي(2)، وغیره (3)، بينما زاد على هذا الحديث منتجب الدين بن بابويه(4)، إذ ذكر «ستكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب، فانه أول من يراني، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهو الصديق الأكبر، وهو فاروق هذه الامة، يفرق بن الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنین، والمال يعسوب المنافقین».

خامسًا: ولادته(علیه السلام) :

شاءت إرادة العلي القدير أن تكون الكعبة المشرفة موضعا لولادة أمیر المؤمنن(علیه السلام)، تلك الولادة التي ذكرها العامة قبل الخاصة، ورويت في كتب التاريخ والحديث، فبعد ثلاثین سنة من عام الفيل وفي التحديد يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب، كانت الكعبة على موعد تنتظر بفارغ الصبر وبمنتهى الشوق ولادة أمیر المؤمنین(علیه السلام) فالتجأت إليها فاطمة بنت أسد(علیها السلام) وبإلهام رباني بعد أن أتمت شهرها التاسع، وألصقت نفسها بجدار الكعبة، ودعت ربها قائلة: «ربَّ إنّی مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، وإني مصدقة بكلام جدي إبراهيم الخليل (علیه السلام)، وإنه بنى البيت العتيق، فبحق الذي بنى هذا البيت، وبحق المولود الذي في بطني لما يسرت عليَّ ولادتي»(5)، بعد هذا انشق ظهر

ص: 121


1- (1) المناقب، 105 .
2- (2) كشف الغمة، 1/ 141 .
3- (3) الحلي، كشف اليقين، 233 ؛ الشيرازي، الأربعين، 93 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 31 .
4- (4) الأربعون حديثًا، 65 .
5- (5) الصدوق، الأمالي، 195 ؛ علل الشرائع، 1/ 135 ؛ معاني الأخبار، 62 ؛ الطوسي، الأمالي، 707 ؛الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 76 ؛ ابن حمزة الطوسي، الثاقب في المناقب، 197 ؛ ابن البطريق، خصائص الوحي المبین، 23 ؛ ابن سليمان الحلي، المختصر، 264 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2/ 21؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 8.

الكعبة فدخلت فاطمة بنت أسد(علیهاالسلام) فحاولوا بعض رجال قريش أن يفتحوا هذا الشق، لكن من دون جدوى، وبعد اليوم الرابع خرجت فاطمة بنت أسد(علیهاالسلام) وهي تحمل أمیر المؤمنین(علیه السلام)، فذكرت فاطمة بنت أسد(علیهاالسلام): «فلا أردت أن أخرج هتف بي هاتف: يا فاطمة، سميه عليا، فهو عي، واللّه العلي الأعلى يقول: إني شققت اسمه من اسمي، وأدبته بأدبي، ووقفته على غامض علمي، وهو الذي يكسر الأصنام في بيتي، وهو الذي يؤذن فوق ظهر بيتي، ويقدسني ويمجدني، فطوبى لمن أحبه وأطاعه، وويل لمن أبغضه وعصاه»(1).

هذه الروايات وغيرها تؤكد ولادة أمیر المؤمنین(علیه السلام) في جوف الكعبة(2) لكن تغافل الموفق الخوارزمي عن ذكر هذه المنقبة للإمام علي(علیه السلام)، علما أنَّ هذه المنقبة قد اختص بها أمیر المؤمنین(علیه السلام) فلم يشركه أحدٌ بها لا من السلف ولا من الخلف، وربما تغافل الموفق الخوارزمي عن ذكر هذه الفضيلة هو تبعًا للمنهج الأموي والعباسي الرامي لطمس الحقائق، وإخفاء بعض مناقب أمیر

ص: 122


1- (1) الصدوق، الأمالي، 195 ؛ علل الشرائع، 1/ 136 ؛ معاني الأخبار، 62 ؛ الطوسي، الأمالي، 707 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 77 ؛ أبي القاسم الطبري، بشارة المصطفى، 27 ؛ ابن حمزة الطوسي، الثاقب في المناقب، 197 ؛ المشغري العاملي، الدر النظيم، 235 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 61 ؛ العلامة الحلي، كشف اليقین، 19 ؛ الديلمي، ارشاد القلوب، 2/ 211؛ البياضي، الصراط المستقيم، 1/ 331 ؛ ابن سليمان الحلي، المختصر، 264 ؛ الشیرازي، كتاب الأربعین، 61 ؛ الحر العاملي، الجواهر السنية، 229 ؛ البحراني، البرهان، 4/ 13 ؛ حلية الأبرار، 2/ 22؛ غاية المرام، 1/ 53 ؛ مدينة المعاجز، 1/ 48 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 9.
2- (2) لمزيد من الاطالع على ولادة أمیر المؤمنین(علیه السلام) ينظر: النصر اللّه، فضائل أمیر المؤمنین علي(علیه السلام) المنسوبة لغیره.

المؤمنین(علیه السلام) وفضائله وسائر أئمة أهل البيت(علیهم السلام).

سادسًا: إسلام أمير المؤمنين(علیه السلام) :

أورد الموفق الخوارزمي العديد من الروايات عن إسلام أمیر المؤمنین (علیه السلام) ، وسبق إسلامه، وعمره حین أسلم، إذ ذكر رواية بسنده عن محمد بن إسحاق، قال: «ثم كان أول ذكر من الناس آمن برسول اللّه صلى اللّه عليه وآلة وصدّق بما جاء من اللّه علي بن أبي طالب، وهو ابن عشر سنين يومئذ، وكان مما أنعم اللّه به على علي بن أبي طالب (علیه السلام) أنَّه كان في حجر الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل الإسلام»(1)، وأورد هذه الرواية ابن هشام(2)، وابن خثيمة(3)، وغيرهم(4).

وذكر الموفق الخوارزمي بسنده رواية أخرى عن سلمان المحمدي قال: قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أول الناس ورودا عليَّ الحوض أولهم إسلاما علي بن أبي طالب »(5)، وذكر هذا الحديث في مصادر عديده(6).

وعن ابن عباس ذكر الموفق الخوارزمي أنَّه قال: قال الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «صلت الملائكة عليَّ وعلى عليَّ بن أبي طالب سبع سنين وذلك إنه لم يكن معي من أسلم

ص: 123


1- (1) المناقب، 51 .
2- (2) السيرة النبوية، 1/ 245 .
3- (3) التاريخ الكبير، 1/ 162 .
4- (4) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 2/ 312 ؛ السهيلي، الروض الانف، 2/ 287 ؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والإرشاد، 2/ 300 .
5- (5) المناقب، 52 .
6- (6) ابن خثيمة، التاريخ الكبیر، 1/ 184 ؛ ابن عرابي، المعجم، 2/ 652 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 451/1 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 42 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 66 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 78 ؛ الحلي، كشف اليقین، 27 ، المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 239 .

من الرجال غیره»(1)، ذكر هذا الحديث الشيخ المفيد(2).

وذكر الموفق في هذا الموضوع حديثاً بسنده، وعن ابن عباس أيضاً قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «السبق ثلاثة: فالسابق إلى موسى (علیه السلام) يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى (علیه السلام) صاحب يس، والسابق إلى محمد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) علي بن أبي طالب »(3)، ذكر هذا الحديث الطبراني(4)، وابن مردوية(5)، والأربلي(6)، ومصادر أخرى كثیرة(7)، وفي موضوع السبق إلى الإسلام قال تعالى (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ)(8)، وذكرت المصادر(9) أنَّ هذه الآية نزلت بحق أمیر المؤمنین(علیه السلام) .

وأورد الموفق رواية بسنده عن زيد بن أرقم(10) قال: «أول من صلى مع النبي

ص: 124


1- (1) المناقب، 53 .
2- (2) الفصول المختارة، 257 ؛ وانظر ايضا: الكراجكي، كنز الفوائد، 125 ؛ الخطيب البغدادي، المتفق والمفرق، 3/ 1481 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 38 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 5/ 113 ؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق، 42 / 36 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 298 ؛ ابن طاووس، الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، 19 ؛ المحب الطبري، ذخائر العقبى، 1/ 64 ؛ الرياض النظرة، 121 /3 ؛ الكاشاني، زبدة التفاسیر، 3/ 158 .
3- (3) المناقب، 55 .
4- (4) المعجم الكبير، 11/ 93 .
5- (5) المناقب، 257 .
6- (6) كشف الغمة، 1/ 81
7- (7) الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 102 ؛ السيوطي، الدر المنثور، 7/ 52 ؛ الجامع الصغیر، 2/ 66 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 601 ؛ المناوي، فيض القدير، 4/ 178 ، المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 243 .
8- (8) الواقعة، الآية: 10 .
9- (9) المغربي، شرح الأخبار، 2/ 350 ؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 70/2 ؛ المفيد، الأمالي، 298 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 99 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 320 ، السيوطي، الدر المنثور، 8/ 6.
10- (10) زيد بن أرقم: يكنى أبو عمرو الأنصاري الخزرجي، يعد في الكوفيین وسكنها، وقد عمي بصره، وهو من أصحاب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، والإمام علي(علیه السلام)، والإمام الحسن(علیه السلام)، والإمام الحسن(علیه السلام)، ويعد من السابقين الذين رجعوا إلى أمیر المؤمنین(علیه السلام)، مات سنه (66 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 18 ؛ البرقي، الرجال، 2 و 7؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 3/ 554 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 139 ؛ الطوسي، الرجال، 39 ؛ الحلي، خلاصة الأقوال، 148 ؛ ابن داود، الرجال، 99 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 2/ 281 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 8/ 343 .

(صلی اللّه علیه و آله و سلم) علي بن أبي طالب (علیه السلام) »(1)، ذكر هذه الرواية ابن حنبل(2)، والطبراني(3)، وغيرهم(4).

وذكر الموفق الخوارزمي رواية بسند حبة العرني(5) قال: سمعت عليًا (علیه السلام)يقول: «أنا أول من أسلم »(6)، وقد وردت هذه الرواية أيضا في مصادر كثیرة(7).

وأورد الموفق رواية بسند أبي رافع قال: «صلى النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أول يوم الاثنین،

وصلت خديجة آخر يوم الاثنین، وصلى علي يوم الثلاثاء من الغد، وصى

ص: 125


1- (1) المناقب، 56 .
2- (2) فضائل الصحابة، 2/ 609 .
3- (3) المعجم الاوسط، 2/ 290 .
4- (4) البيهقي، معرفة السنن والآثار، 9/ 94 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 61 ؛ الحلي، كشف اليقین، 26 .
5- (5) حبة العرني: ابن جوين يكنى أبو قدامة، من أصحاب أمیر المؤمنین(علیه السلام)، وأصحاب الإمام الحسن(علیه السلام)، روى عن الإمام علي(علیه السلام)، وروى عنه عبادة الأسدي. العجلي، الثقات، 1/ 105 ؛ البرقي، الرجال، 6؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 3/ 253 ؛ الطوسي، الرجال، 60 ؛ العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، 309 ؛ ابن داود، 69 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 5/ 192 .
6- (6) المناقب، 57 .
7- (7) ابن الجعد، المسند، 1/ 87 ؛ الكوفي، المناقب، 1/ 275 ؛ المحاملي، أمالي، 1/ 221؛ ابن مردوية، المناقب، 47 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 41 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 13 / 244 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 2/ 1164 .

مستخفيًا قبل ان يصلي مع النبي أحدٌ سبع سنين وأشهرًا »(1)، ذكر هذه الرواية البزاز(2)، وابن عرابي(3)، والطبراني(4)، وغيرهم(5).

من مما تقدم من روايات وأحاديث نبوية شريفة اختلفت في أسانيدها ومتنها إلا أنَّها اتفقت على أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) هو أول من أسلم، لكن الاختلاف في عمره(علیه السلام) حین أسلم، إذ ذكر أن الإمام عليًا(علیه السلام) أسلم هو ابن تسع سنين(6)، أو ابن ثمان سنين(7)، وقيل ابن خمس عشرة سنة(8)، لكن المشهور الصحيح أنه أسلم وهو ابن عشر سنين(9)، ذلك لأنَّ الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أكر من الإمام علي(علیه السلام) بثلاثین سنة، ولأن الرسول ولد بعام الفيل(10)، والإمام علي(علیه السلام) ولد بعد عام الفيل بثلاثین سنة(11)، والنبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعث بعمر أربعین سنة، لذلك سيكون سن

ص: 126


1- (1) المناقب، 57 .
2- (2) مسند البزاز، 9/ 321 .
3- (3) معجم ابن عرابي، 3/ 967 .
4- (4) المعجم الكبير، 1/ 320 .
5- (5) الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 201 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 12 5 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 85 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 103 .
6- (6) ابن سعد، الطبقات الكبرى، 3/ 21.
7- (7) البخاري، التاريخ الكبير، 6/ 259 .
8- (8) ابن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، 7/ 336 .
9- (9) ابن اسحاق، السیر والمغازي، 1/ 137 ؛ ابن هشام، السیرة النبوية، 1/ 245 ؛ ابن خثيمة، التاريخ الكبیر، 1/ 162 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 2/ 312 ؛ السهيلي، الروض الأنف، 2/ 287 ؛ الشامي، سبل الهدى والإرشاد، 2/ 300 .
10- (10) ابن هشام، السیرة، 1/ 158 ؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى، 1/ 101 ؛ ابن خثيمة، أخبار المكیين، 148/1 ، الكليني، الكافي، 1/ 429 ؛ المفيد، المقنعة، 456 .
11- (11) الكليني، الكافي، 1/ 452 ؛ الشريف الرضي، خصائص الأئمة، 39 ؛ المفيد، المقنعة، 461 ؛ الفيض الكاشاني، الوافي، 3/ 744 .

الإمام علي(علیه السلام) حین اسلم عشر سنين.

ولابد من توضيح مسألة مهمه وهي ما المقصود من إسلام أمیر المؤمنين(علیه السلام) هل إنَّه لم يكن مسلمًا فأسلم؟ أم كان مشركًا فأسلم؟ أم إنَّه كان أول من جاهر بإسلامه بعد الخفاء، والجواب الصائب القول الأخیر، لأن أمیر المؤمنین(علیه السلام) ولد داخل الكعبة، وقد كرم اللّه وجهه عن السجود لأصنامها، وقد ولد مسلمًا؛ لأنَّه فتح عينه على الإسلام(1)، ولم يعرف عبادة الاوثان(2).

سابعًا: صفاته (علیه السلام) :

أورد الموفق الخوارزمي ثلاث روايات عن الصفات الجسدية للإمام علي(علیه السلام)، الرواية الأولى كانت عن أبي إسحاق(3)3 قال: «رأيت عليًا (علیه السلام) أبيض الرأس واللحية ضخم البطن ربعة من الرجال»(4)، أما الرواية الثانية فكانت عن ابن مندة قال: «إنَّه كان شديد الأدمة، ثقيل العينن عظيمها، ذا بطن،

ص: 127


1- (1) الكليني، الكافي، 1/ 452 .
2- (2) ابن سعد، الطبقات الكبرى، 3/ 21.
3- (3) أبو إسحاق السبيعي بن كليب، من أصحاب الإمام الحسن(علیه السلام)، وروى عنه(علیه السلام) وعن علي بن الحسین(علیه السلام) وغيرهم. الطوسي، الرجال، 96 ؛ السمعاني، الأنساب، 3/ 74 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 201 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 8/ 326 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 22/ 20 .
4- (4) المناقب، 45 ؛ وانظر أيضاً: أبي شيبه، الكتاب المصنف، 5/ 186 ؛ ابن حنبل، فضائل الصحابة، 555/2 ؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 2/ 118 ؛ أبي عاصم، الآحاد والمثاني، 1/ 136 ؛ المالكي، المجالسة، 2/ 130 ؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 1/ 93 .

أصلع وهو إلى القصر أقرب، أبيض الرأس واللحية»(1)، والرواية الثالثة جاءت عن ابن حبيب البغدادي(2) صاحب المحبر الكبیر قال: «آدم اللون، حسن الوجه، ضخم الكراديس والباقي سواء »(3).

إنَّ القراءة الدقيقة لروايات الموفق الخوارزمي عن الصفات الجسمية للإمام علي(علیه السلام) تجعلنا نقر ارتباط معانيها ومقاصدها بالمنهج الذي اعتمده الأمويون والعباسيون في الإساءة لشخص الإمام علي(علیه السلام)، ومنها انهم حاولوا رسم صورة جسدية مشوهه للإمام علي(علیه السلام) وعملوا على ترسيخها في أذهان الناس جيلاً بعد جيل، حتى إنَّ البعضهم ألفها واعتبرها تراثاً مفروغاً من صحته على الرغم مما فيها من الدس والتزوير، فذكروا أنَّ الإمام(علیه السلام) «شديد الأدمة» و «أدم اللون » وهذا الوصف غیر دقيق، لأنّ الروايات المعتبرة ذكرت أن الإمام عليًا(علیه السلام) كان «عنقه كإبريق فضة »(4)، فكيف يكون إنسان شديد السمرة، وعنقه كأبريق فضه؟، بل زادت الروايات على ذلك بقولهم كان(علیه السلام) «حسن الوجه كأن وجهه ليلة البدر حسنًا »(5)، وقال ابن عباس: «وكان علي أمیر المؤمنین يشبه القمر

ص: 128


1- (1) المناقب، 45 .
2- (2) محمد بن حبيب بن أمية الهاشمي ولاء، أبو جعفر البغدادي علامة بالأنساب والأخبار واللغة والشعر، الولود في بغداد والمتوفى بسامراء سنة (245 ه-)، له عدة مؤلفات منها «المحبر» و «المنمق» و «أمهات النبي » وغيرها. ابن النديم، الفهرست، 1/ 136 ؛ الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 132 ؛ الزركلي، الأعلام، 6/ 78 ؛ كحالة، معجم المؤلفین، 9/ 174 .
3- (3) المناقب، 45 .
4- (4) ابن عبد البر، الاستيعاب، 3/ 1123 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 91 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 5/ 78 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 107 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 395/2 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 2.
5- (5) المنقري، وقعة صفین، 233 ؛ ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 1/ 88 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 91 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 75 ؛ المزي، تهذيب الكمال، 20 / 489 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 598 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2/ 394 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 2.

الباهر... »(1)، وهذا تناقض مع ما ورد في إحدى الروايات بأنه(علیه السلام) كان شديد السمرة، والوصف الثاني الذي كان مدسوسا ومزورًا في وصف أمیر المؤمنين(علیه السلام) في أنَّه «ذو بطن» وقد روجوا أنَّه(علیه السلام) كان كبیر البطن، وهذا محض افتراء، و لأنه من المعلوم أنَّ العامل الأساس في البطنة هو الأكل كمّا ونوعا ولكن من كان طعامه الزيت، والخل، وخبز الشعير غیر المنخول، والخبز اليابس الذي يكسره على ركبته(2)، كيف يكون مبطانًا، وكيف يكون مبطانا من يمتنع عن أكل الفالوذج(3)لأنَّه لا يريد أن يعوّد نفسه على ما لم تعتد عليه(4)، وأيضاً قول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأمیر المؤمنین(علیه السلام): «كنت ضعيفا في بدنك، قويا في أمر اللّه... »(5)، كما أنّهم حرفوا في معنى لقب الإمام علي(علیه السلام) الذي لقبه به رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو لقب «الأنزع البطین» وقالو البطین هو المبطان، بينما الانزع هو المنزوع من الشرك والبطین

ص: 129


1- (1) فرات الكوفي، التفسیر، 431 ؛ الزمخشري، ربيع الأبرار، 5/ 103 ؛ ابن طاووس، اليقین، 393 ؛ ابن منظور، لسان العرب، 14 / 216 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 605 .
2- (2) الصدوق، الأمالي، 356 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 117 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 9/ 147 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 368 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 26/1 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2/ 173 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 327 .
3- (3) الفالوذج: حلوى تصنع من لب الحنطة. الزبيدي، تاج العروس، 9/ 454 .
4- (4) الكوفي، الغارات، 1/ 88 ؛ البيهقي، شعب الايمان، 5/ 36 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 163 ، الديلمي، ارشاد القوب، 2/ 215 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2/ 241 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 34 / 353 .
5- (5) الكليني، الكافي، 1/ 455 ؛ الصدوق، الأمالي، 314 ؛ كمال الدين، 389 ؛ من لا يحضره الفقيه، 593/2 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 30 / 441 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 1/ 263 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 48 ؛المتقي الهندي، كنز العمال، 12/ 544 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 3/ 67 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 42 / 304 .

هو المبطون بالعلم، إذ قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «يا علي ان اللّه قد غفر لك ولذريتك ولشيعتك ولمحبي شيعتك فأبشر فإنَّك الأنزع البطین منزوع من الشرك مبطون من العلم»(1).

ومن الروايات الأخرى عن الصفات الجسدية للإمام علي(علیه السلام) التي وصفته وصفاً دقيقاً إذ ذكرت إحدى الروايات أنَّه(علیه السلام)«ربعة من الرجال، أدعج العينين(2) عظيمهما، حسن الوجه كأنه قمر ليلة البدر، عريض ما بین المنكبين، لمنكبه مشاش(3) كمشاش السبع الضاري، لا يبین عضده قد ادمج إدماجا، شثن(4) الكفین، عظيم الكراديس، أغيد كأنَّ عنقه إبريق فضة، أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه، كثیر شعر اللحية، وكان لا يخضب وقد جاء عنه الخضاب، والمشهور أنه كان أبيض اللحية، وكان إذا مشى تكفأ(5)، شديد الساعد واليد، وإذا مشى إلى الحروب هرول، ثبت الجنان(6)، قوي ما صارع أحدا إلا صرعه، شجاع منصور عند من لاقاه»(7).

وأورد الموفق رواية بإسناده عن معاوية بن حيدة(8) قال: قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) :

ص: 130


1- (1) زيد بن علي، المسند، 456 ؛ الغازي، مسند الرضا(علیه السلام)، 157 ؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا(علیه السلام) ، 52/2 ؛ الطوسي، الأمالي، 293 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 262 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 27 / 79 .
2- (2) ادعج العينين: شدة سواد العين ومقلتها. ابن فارس، معجم مقاييس اللغة، 2/ 283 .
3- (3) المشاش: وهي رؤوس العظام. ابن منصور، تهذيب اللغة، 11/ 200 .
4- (4) الشثن، الخشن الغليظ. الفراهيدي، العين، 6/ 250 .
5- (5) إذا مشى تكفأ: والتكفؤ هو التمايل إِلى قدام كما تتكفأ السفينة في جريها. الزبيدي، تاج العروس، 1/ 401 .
6- (6) ثبت الجنان: أي ثابت القلب لا يذل ولا يصرع. الحميري، شمس العلوم، 2/ 809 .
7- (7) المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 107 ؛ ذخائر العقبى، 57 .
8- (8) معاوية بن حيدة بن قشیر بن كعب بن ربيعة بن عامر، جد بهز بن حكيم سكن البصرة، أسلم في زمن الرسول، وهو من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وروي عنه أحاديث، وروى عنه ابنه حكيم. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 7/ 25 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 432 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 8/ 376 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 374 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 3/ 1415 .

«لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة »(1) في هذه الرواية يرجح الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) مبارزة الإمام علي(علیه السلام) على كل اعمال الامة؛ لأنَّ جرأته وشجاعته (علیه السلام) في محاربة عمرو مع حجم خوف الصحابة منه وانسحابهم(2)، وما كان لتلك الضربة من أثر في تغيیر مجرى الحرب، وتحديد النصر، وذل الكفر، واعزاز الدين، وقد أورد هذه الرواية جمع غفیر من مصنفي المسلمين(3).

أورد الموفق الخوارزمي رواية بسند معاذ بن جبل(4) قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)

ص: 131


1- (1) المناقب، 107 .
2- (2) الطبراني، المعجم الأوسط، 5/ 274 ؛ الحاكم النيسابوري، 3/ 33 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 6/ 137 .
3- (3) الحاكم النيسابوري، المستدرك، 3/ 22؛ الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، 2/ 14 ؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 13 / 19 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 50 / 333 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 327 ؛ الرازي، التفسیر، 32 / 31 ؛ ابن طاووس، إقبال الأعمال، 2/ 267 ؛ الطرائف، 60 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 148 ؛ الديلمي، إرشاد القلوب، 2/ 219 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 2/ 72 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 623 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 5/ 368 ؛ حلية الأبرار، 2/ 160 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 36 / 165 .
4- (4) معاذ بن جبل: من أصحاب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وكذلك انه من أصحاب الصحيفة الذين كتبوا صحيفة والتزموا بإزالة الإمامة عن علي(علیه السلام)، وهو من جملة من شهر سيفه مع عمر، وأصعد أبا بكر المنبر بعد أن أنكر على أبي بكر جماعة قيامه مقام النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، روى عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وروى عنه أبو الأسود الدؤلي، مات بالطاعون في خلافة عمر. سليم بن قيس الهلالي، كتاب سليم، 345 ؛ الطوسي، الرجال، 46 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 4/ 383 ؛ الأردبيلي، جامع الرواة، 2/ 235 ؛ البروجردي، طرائف المقال، 2/ 147 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 7/ 426 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 19 / 202 - 203 .

«يا علي أخصمك(1) بالنبوة ولا نبوة بعدي وتختصم بسبع ولا يحاجك فيه أحدٌ من قريش: أنت أولهم إيمانًا باللّه، وأوفاهم بعهد اللّه، وأقومهم بأمر اللّه، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند اللّه مزية »(2)، هذه الرواية تشیر وبشكل صريح إلى أفضلية الإمام علي(علیه السلام) على كل الصحابة وإنَّ الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أفصح عن أمرين أولها: أفضلية علي(علیه السلام) على جميع الصحابة في ذاته، وشخصيته الإسلامية، فهو أولهم في الإيمان، وأولهم في العمل والممارسة، فإنه أوفاهم بعهد اللّه، ثانيهما: إنه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) فضل عليًا(علیه السلام) عليهم بأمور ترتبط بالحكومة والسلطة، لأنَّه أقومهم بأمر اللّه، وأعدلهم في الرعية، وأقسمهم بالسوية، والأقوم بأمر اللّه(3)، وذكر هذه الرواية، الصدوق(4)، وأبو نعيم الأصبهاني(5)، وابن عساكر(6)، وغيرهم(7).

وعن جابر بن عبد اللّه وفي السياق نفس أورد الموفق الخوارزمي هذه الرواية بطريقه أخرى إذ قال: «كنَّا عند النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأقبل علي بن أبي طالب (علیه السلام) فقال النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد أتاكم أخي، ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده، ثم قال: والذي

ص: 132


1- (1) أخصمك: أغلبك. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 10 / 222.
2- (2) المناقب، 110 .
3- (3) العاملي، الصحيح من سيرة الإمام علي (علیه السلام)، 265/8 .
4- (4) الخصال، 363 .
5- (5) حلية الأبرار، 1/ 65 .
6- (6) تاريخ مدينة دمشق، 42 / 58 .
7- (7) ابن أبي الحديد، 9/ 173 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 167 ؛ ذخائر العقبى، 83 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 151 ؛ الحلي، كشف اليقین، 283 ؛ الشافعي، جواهر المطالب، 1/ 204 ؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والإرشاد، 11/ 296 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 617 ؛ الشیرازي، كتاب الاربعین، 453 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 10 .

نفسي بيده، إنَّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: إنَّه أولكم إيمانا معي، وأوفاكم بعهد اللّه، وأقومكم بأمر اللّه، وأعدلكم في الرعية، وأقسمكم بالسوية، وأعظمكم عند اللّه مزية، قال: فنزل قوله تعالى (إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِكَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِيِّةِ)(1) قال: وكان أصحاب محمد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذا أقبل علي (علیه السلام) قالوا: قد جاء خیر البرية»(2)، قال السيد جعفر العاملي(3): عن طريق هذه الرواية يمكن الالتفات إلى أمور عدة منها قول الرسول) (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد أتاكم اخي» هو للتذكر وللتأكيد على أمر سابق وهو الأخوة بن الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) والامام علي(علیه السلام)، وكذلك إنَّ ضرب الكعبة بيده انما يريد به لفت النظر إلى ما يريد قوله، وإنَّ كلام الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد فضل فيه عليًا(علیه السلام) على جميع الصحابة في أنَّه أولهم إيمانا وكذلك تفضيله عليهم في أمور ترتبط بالحكومة والسلطة، وايضًا فأن نزول الآية الكريمة أكد ما قاله رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حق أمیر المؤمنین(علیه السلام) وشيعته، وهذه الرواية من الروايات المشهورة والمتفق عليها في أغلب المصادر(4).

عن عبد اللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «النظر إلى وجه علي عبادة»(5)، عن طريق هذه الرواية يتضح لنا أنَّ النظر إلى علي(علیه السلام) يدعو إلى ذكر اللّه، لما يتوسم

ص: 133


1- (1) الحشر، الآية: 9.
2- (2) المناقب، 111/ 112.
3- (3) الصحيح من سيرة الإمام علي (علیه السلام)، 266/8 .
4- (4) ابن مردويه، المناقب، 346 ؛ الطوسي، الأمالي، 252 ؛ أبو القاسم الطبري، بشارة المصطفى، 197 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 371 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 267 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 151 ؛ سليمان الحلي، المختصر، 168 ؛ السيوطي، الدر المنثور، 6/ 379 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 5/ 721 ؛ حلية الأبرار، 2/ 407 ؛ الفيض الكاشاني، التفسیر الصافي، 355/5 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 5.
5- (5) المناقب، 361 .

فيه من نور الإسلام، ولما يرى عليه بهجة الإيمان، ولما يتبين فيه من أثر السجود وسيماء الخشوع(1)، أورد هذه الرواية الكوفي(2)، والطبراني(3)، والنعمان المغربي(4)، وغيرهم(5).

وفي رواية أخرى وبإسناده عن عائشة قالت: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ذكر علي بن أبي طالب عبادة »(6)، ذكر هذه الرواية ابن مردويه(7)، وابن شاذان(8)، وابن المغازلي(9)، وغيرهم(10).

ثامنًا: زواج الإمام علي(علیه السلام):

أورد الموفق الخوارزمي العديد من الروايات عن زواج الإمام علي(علیه السلام) من

ص: 134


1- (1) الميلاني، قادتنا كيف نعرفهم، 2/ 21.
2- (2) المناقب، 1/ 199 .
3- (3) المعجم الكبير، 10 / 77 .
4- (4) شرح الأخبار، 2/ 579 .
5- (5) الصدوق، الأمالي، 444 ؛ الطبري، المسترشد، 294 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحين، 142/3 ؛ ابن مردويه، المناقب، 75 ؛ ابن شاذان، مائه منقبه، 152 ؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 49/2 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 172 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 40 / 9؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 366 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 197 ؛ الحلي، كشف اليقین، 449 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 601 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 25 / 324 .
6- (6) المناقب، 362 .
7- (7) المناقب، 75 .
8- (8) مائة منقبة، 137 .
9- (9) المناقب، 172 .
10- (10) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 356 ؛ ابن شهر اشوب، 3/ 6؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 365 ؛ السيوطي، الجامع الصغیر، 1/ 665 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 601 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 199 .

فاطمة الزهراء(علیهاالسلام)، فقد ذكر الموفق رواية بسند بريدة قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لفاطمة الزهراء(علیهاالسلام): «أما ترضین يا فاطمة أن أزوجك خیر أمتي أقدمهم سلما وأكثرهم علما وأفضلهم حلما واللّه إنَّ ابنيك لسيدا شباب أهل الجنة»(1)، هذه الرواية تصرح وعلى لسان رسول الأمّةِ محمد(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) خیر الأمّةِ وأنَّه أول من أسلم، وأيضًا أنَّ الحسن والحسین(علیهماالسلام) سيدا شباب أهل الجنة، وردت هذه الرواية في أغلب المصادر الإسلامية(2).

ذكر رواية عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) قال: «خطبت فاطمة إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال لي مولاة لي هل علمت أن فاطمة قد خطبت إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) قلت: لا قالت: فقد خطبت فا يمنعك أن تأتى رسول اللّه فيزوجك؟ فقلت: وعندي شيء أتزوج

به؟ قالت: إنَّك إن جئت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) زوجك، فواللّه ما زالت ترجيني حتى دخلت على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وكان لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جلالة وهيبة. فلما قعدت بین يديه أفحمت فواللّه ما استطعت أن أتكلم فقال رسول اللّه ما جاء بك ألك حاجة؟ فسكت، فقال: لعلك جئت تخطب فاطمة؟ فقلت نعم، فقال: وهل عندك من شيء فتستحلها به؟ فقلت: لا واللّه يا رسول اللّه قال: ما فعلت درع سلحتكها؟ فو الذي نفس علي بيده إنَّها لحطمية ما ثمنها إلا أربعمائة درهم فقلت: عندي فقال: قد زوجتكها فابعث إليها بها فاستحلها بها فإنها كانت لصداق فاطمة بنت

ص: 135


1- (1) المناقب، 106 .
2- (2) النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 118 ؛ ابن مردويه، المناقب، 50 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 36 ؛ الفصول المختارة، 129 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 121؛ الطوسي، الأمالي، 155 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 132 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 122؛ ابن أبي الحديد، 13 / 227 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 148 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 160 ؛ المجلسي، بحار الأنوار،133/43 .

رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»(1).

يتضح من هذه الرواية أنَّ الإمام عليًا (علیه السلام) هو الذي همَّ بالتزويج، وكانت المسألة في خاطره إلا أنَّ الحياء والتعظيم الذي يكنه للنبي جعله يحجم عن المبادرة، وإنَّ الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) هو الذي بادر الإمام عليًا (علیه السلام) في خطبته للزهراء(علیهاالسلام) حينما سأله عن رغبته في الزواج، وتحديد مهر فاطمة الزهراء(علیهاالسلام) وهو درع الإمام علي(علیه السلام)، وقد وردت هذه الرواية عند ابن اسحاق(2)، والبيهقي(3)، والأربلي(4)، وغيرهم(5).

وعن أنس بن مالك قال: «كنت عند النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فغشيه الوحي، فلما أفاق قال لي: يا أنس أتدري ما جاءني به جبرئيل من عند صاحب العرش؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال: أمرني أن أزوج فاطمة من علي...، إذ أقبل علي (علیه السلام)، فتبسم إليه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثم قال: يا علي، إن اللّه أمرني أن أزوجك فاطمة، وقد زوجتكها على أربعمائة مثقال فضة، أرضيت؟ فقال: قد رضيت يا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثم قام علي فخر للّه ساجدا شاكرا، فقال النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم): جعل اللّه فيكما الخیر الطيب وبارك فيكما. قال أنس: فواللّه قد أخرج منها الكثیر الطيب كما دعا لهما»(6)، يتضح لنا من هذه الرواية أنَّ زواج الإمام علي(علیه السلام) من فاطمة الزهراء(علیهاالسلام) كان بعناية

ص: 136


1- (1) المناقب، 335 .
2- (2) سيرة ابن إسحاق، 230 .
3- (3) دلائل النبوة، 3/ 160 .
4- (4) كشف الغمة، 1/ 358 .
5- (5) الذهبي، تاريخ الإسلام، 2/ 141 ؛ ابن كثیر، السیرة النبوية، 2/ 544 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال،683/13 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 43 / 120 .
6- (6) المناقب، 336 - 337 .

ومباركة إلهية بأمر اللّه تعالى عن طريق تبليغ جبرئيل للنبي لزواج فاطمة(علیهاالسلام) من علي(علیه السلام)، فعن الإمام الباقر(علیه السلام) قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «إنّما أنا بشر مثلكم أتزوج فيكم وأزوجكم إلا فاطمة (علیهاالسلام) فإنّ تزويجها نزل من السماء»(1)، وكذلك تحديد مهر فاطمة الزهراء بأربعمائة مثقال فضة، ذكر هذه الرواية ابن عساكر(2)، والاربلي@3، والمحب الطبري(3)، وغيرهم(4).

وأورد الموفق الخوارزمي روايات أخرى وبأسانيد مختلفة تؤكد عناية اللّه سبحانه وتعالى ومباركته زواج الإمام علي من فاطمة الزهراء (علیهماالسلام) فعن عبد اللّه بن مسعود(5) قال: قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وإنَّه في الآخرة لمن الصالحین يا فاطمة لما أراد اللّه تعالى ان يملكك بعلي أمر اللّه تعالى جبرئيل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفا، ثم خطب عليهم فزوجك من علي ثم أمر اللّه سبحانه شجر الجنان فحملت الحلي والحلل، ثم أمرها فنثرته

ص: 137


1- (1) الكليني، الكافي، 5/ 568 ؛ الصدوق، من لايحضره الفقيه، 3/ 393 ؛ الطبرسي، مكارم الأخلاق،204 ؛ الفيض الكاشاني، الوافي، 21/ 315 .
2- (2) تاريخ مدينة دمشق، 52 / 445 .
3- (4) الرياض النضرة، 3/ 145 .
4- (5) الحنفي، نظم درر السمطين، 186 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 658 ؛ الشافعي، جواهر المطالب،151 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 43 / 120 .
5- (6) عبد اللّه بن مسعود أبو عبد الرحمن الهذلي، من أصحاب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، سكن الكوفة ومات في المدينة سنة (32 ه-). ابن سعد، ، الطبقات الكبرى، 3/ 11- 116 ؛ البخاري، التاريخ الكبیر، 5/ 2؛ العجلي، الثقات، 1/ 278 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 5/ 149 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 208 ؛وقال عنه الكشي في رجاله 1/ 38 ، إنَّه «خلط»؛ وقال عنه الشيخ الطوسي في رجاله ص 42 ، انه من أصحاب الرسول وروى عنه؛ وقال عنه أبو داود في رجاله ص 123 إنَّه «معروف ».

على الملائكة فمن أخذ منهم يومئذ شيئا أكثر مما أخذه غیره افتخر به إلى يوم القيامة»(1)، ويتضح لنا في ضوء هذه الرواية أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) هو سيد الدنيا، وفي الآخرة من الصالحین، وأنَّ زواج الإمام عليًا(علیه السلام) كان بأمر اللّه تعالى ومشاركة الملائكة وشجر الجنان في فرحة زواج الإمام علي (علیه السلام) وكذلك افتخار الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأمیر المؤمنین (علیه السلام) إلى يوم القيامة، ذكر هذه الرواية أيضاً الخطيب البغدادي(2)، وابن عساكر(3)، وغيرهم(4).

وعن الإمام السجاد(علیه السلام) قال: قال الحسین(علیه السلام) «بينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في بيت أم سلمة فهبط عليه ملك له عشرون رأسا، في كل رأس ألف لسان، يسبح اللّه ويقدسه بلغة لا تشبه الأخرى، راحته أوسع من سبع سماوات وسبع أرضين، فحسب النبي

(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أنه جبرئيل فقال: جبرئيل لم تأتني في هذه الصورة قط، قال: ما أنا جبرئيل، أنا صرصائيل(5) بعثني اللّه إليك لتزوج النور من النور، فقال النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم): من؟ وإلى من؟ قال: ابنتك فاطمة من علي بن أبي طالب (علیه السلام) فزوج النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فاطمة من علي بشهادة جبرئيل وميكائيل وصرصائيل. قال: فنظر النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فإذا بين كفي صرصائيل مكتوب: لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه علي بن أبي طالب مقيم الحجة، فقال النبي: يا صرصائيل منذ كم كتب هذا بين كفيك؟ قال: من قبل أن يخلق اللّه الدنيا

ص: 138


1- (1) المناقب، 337 .
2- (2) تاريخ بغداد، 4/ 352 .
3- (3) تاريخ مدينة دمشق، 42 / 128 .
4- (4) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 217 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 359 ؛ الشیرازي، كتاب الاربعین، 459 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 37 / 69 .
5- (5) صرصائيل: ملك بعثه اللّه تعالى إلى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليزوج فاطمة من علي صلوات اللّه عليهما. الشاهرودي، مستدرك سفينة البحار، 6/ 263 .

باثني عشر ألف سنة»(1)، هذه الرواية هي الأخرى التي تؤكد زواج النور من النورعلي(علیه السلام) من فاطمة(علیهاالسلام) بأمر اللّه تعالى وبشهادة الملائكة، وإنَّ أمیر المؤمنين(علیه السلام) مقيم الحجة، أورد هذه الرواية ابن شاذان(2)، والأربلي(3)، وغيرهم(4).

وذكر رواية بسنده عن ابن عباس قال: قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «لما كانت الليلة التي زفت فاطمة كان رسول اللّه قدامها وجبرئيل عن يمينها وميكائيل عن يسارها وسبعون الف ملك عن خلفها يسبحون ويقدسون حتى طلع الفجر»(5)، يتضح لنا من هذه الرواية قدسية هذا الزواج عن طريق مشاركة المائكة فيه وهم يسبحون ويقدسون إلى مطلع الفجر، أورد هذه الرواية ابن مردوية(6)، الخطيب البغدادي(7)، والفتال النيسابوري(8)، وغيرهم(9).

وعن الإمام علي(علیه السلام) ذكر الموفق الخوارزمي رواية بحديث طويل، يتحدث بها عن مهر زواج النور من النور إذ ذكر أنَّ مهرها وجهازها هو بيع درع الإمام

ص: 139


1- (1) المناقب، 341 .
2- (2) مائة منقبة، 35 .
3- (3) كشف الغمة، 1/ 362 .
4- (4) الحلي، المختصر، 235 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 2/ 411 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 43 / 123 .
5- (5) المناقب، 342 .
6- (6) المناقب، 199 .
7- (7) تاريخ بغداد، 5/ 211.
8- (8) روضة الواعظين، 147 .
9- (9) الطبرسي، أعلام الورى، 1/ 398 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 130 ابن طاووس، اقبال الاعمال، 3/ 92 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 362 ؛ الحلي، كشف اليقین، 199 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 43 / 92 .

علي(علیه السلام) وشراء فراش من خيش(1) مصر محشوًا بالصوف، ونطعًا(2) من آدم ووسادة من آدم محشوة ليف النخيل، وعباءة خيبرية وقربة للماء، وكيزانًا، وجراراً ومطهرة للماء، وسر صوف رقيق(3)، وقد اختلفت المصادر في تحديد مقدار فاطمة (علیهاالسلام)، ونوع مهرها وجهازها فذكروا أنَّه جرد برد، ودرع، وفراش كان من أهاب كبش(4)، وذكروا أنَّه درع حطيمة يسوي ثلاثین درهما(5)، وقالوا أنَّه خمسائة درهم(6)، وذكر ابن شهر اشوب(7) والمجلسي(8)، أنَّ أصح الروايات، عن الإمام الحسین(علیه السلام) قال «إنَّ اللّه تعالى مهر فاطمة ربع الدنيا، فربعها لها، ومهرها الجنة والنار فتدخل أولياءها الجنة وأعداءها النار »، وفي رواية أخرى عن الإمام الباقر(علیه السلام) قال: «وجعلت نحلتها من علي(علیه السلام) خمس الدنيا وثلث الجنة، وجعلت لها في الأرض أربعة أنهار: الفرات، ونيل مصر، ونهروان، ونهر بلخ، فزوجها الرسول محمد بخمسائة درهم لتكون سنة لأمته»(9).

ص: 140


1- (1) الخيش: ثياب رقيق النسج غلاظ الخيوط، مصنوعة من الكتان. أبو الوفاء، المطالع النصرية،104/1 .
2- (2) النطع: بساط من الأديم. الزبيدي، تاج العروس، 22/ 261 .
3- (3) المناقب، 344 - 354 .
4- (4) الكليني، الكافي، 5/ 377 ؛ الفيض الكاشاني، الوافي، 21/ 455 .
5- (5) الحمري القمي، قرب الإسناد، 173 ؛ الكليني، الكافي، 5/ 377 ؛ الطوسي، تهذيب الأحكام، 364/7
6- (6) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 12 8 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 43 / 112.
7- (7) مناقب آل أبي طالب، 3/ 128 .
8- (8) بحار الأنوار، 43 / 112.
9- (9) الطبري، دلائل الإمامة، 92 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 128 ؛ البحراني، مدينه المعاجز، 2/ 338 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 43 / 113 .

وفي زواج النور من النور قال اللّه تعالى (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَ بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ * فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُماَ تُكَذِّبَانِ)(1)، تأويل هذه الآيات المباركة في أهل البيت(علیهم السلام)، إذ ذكر القمي(2)، والشيخ الصدوق(3)، أنَّ (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) هما علي وفاطمة(علیهماالسلام) بحران من العلم عميقان، (بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) أي لا يبغي أحدهما على صاحبه،(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)، وهما الحسن والحسین(علیه السلام)،

بينما ذكر فرات الكوفي(4)، والحاكم الحسكاني(5)، أنَّ (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ) هما علي وفاطمة(علیهماالسلام) بحران من العلم عميقان، و (بَيْنَهُمَ بَرْزَخٌ لَا يَبْغِيَانِ) هو النبي محمد(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، و (يَخْرُجُ مِنْهُاَ اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ)، قال: هما الحسن والحسین(علیهماالسلام).

وكان زواج النورين أمیر المؤمنین(علیه السلام) وفاطمة الزهراء(علیها السلام) في السنة الثانية للهجرة(6)، وكان حينها عمر فاطمة الزهراء(علیهاالسلام) تسع سنين(7)، وعمر الإمام علي(علیه السلام) خمس وعشرين سنة(8) وقيل أربع وعشرين سنة وخمسة أشهر(9).

ص: 141


1- (1) الرحمن، الآية: 18 - 22.
2- (2) تفسير القمي، 2/ 344 .
3- (3) الخصال، 65 .
4- (4) تفسير فرات الكوفي، 460 .
5- (5) شواهد التنزيل، 2/ 284 .
6- (6) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب 3/ 405 .
7- (7) الكليني، الكافي، 8/ 340 .
8- (8) ابن الصباغ، الفصول المهمة، 31 .
9- (9) ابن العماد الحنبلي، شذرات الذهب، 1/ 51 .

تاسعًا: زهد الإمام علي(علیه السلام):

أورد الموفق الخوارزمي عن عبد اللّه بن أبي الهذيل(1) قال: «رأيت عليا عليه قميص رازي(2)، إذا مده بلغ الظفر، وإذا أرسله كان مع نصف الذراع»(3)، وهذا يشیر إلى زهد الإمام علي(علیه السلام) بلباسه وقناعته بالقليل في الدنيا، وهي من صفات العظماء، أورد هذه الرواية ابن سعد(4) وأبي شيبة الكوفي (5) وغيرهم(6).

وعن الحارث بن الحصیرة(7) قال: «قال عمر بن عبد العزيز: ما علمنا أن أحدا كان في هذه الأمة بعد النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) أزهد من علي بن أبي طالب (علیه السلام)»(8)، ذكر هذه الرواية ابن مردويه(9)، وابن شهر آشوب(10)، وغيرهم(11).

ص: 142


1- (1) عبد اللّه بن أبي الهذيل: أبو المغیرة العنزي، كوفي تابعي روى عن الإمام علي(علیه السلام) وعمار بن ياسر وابن مسعود. ابن سعد الطبقات الكبرى، 6/ 170 ؛ الكرباسي، اكليل المنهج، 573 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 4/ 472 ؛ الأنصاري، معجم الرجال والحديث، 1/ 123 .
2- (2) قميص رازي: نسبة إلى الري فيسمى الثياب بالرازي. ابن منظور، لسان العرب، 14 / 352 .
3- (3) المناقب، 117 .
4- (4) الطبقات الكبرى، 3/ 28 .
5- (5) المصنف، 6/ 32 .
6- (6) البلاذري، أنساب الأشراف، 2/ 128 ؛ الكوفي، المناقب، 2/ 19 ؛المحب الطبري، الرياض النضرة، 211/3 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2/ 237 .
7- (7) الحارث بن الحصیرة: كوفي، من أصحاب الإمام الصادق(علیه السلام)، روى عنه علي بن الحكم وسعدان بن مسلم. البرقي، الرجال، 40 ؛ الطوسي، الرجال، 62 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 5/ 169 .
8- (8) المناقب، 117 .
9- (9) المناقب، 95 .
10- (10) مناقب آل أبي طالب، 1/ 364 .
11- (11) الأربلي، كشف الغمة، 1/ 162 ؛ الحلي، كشف اليقین، 86 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2/ 238 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 320 .

وبسنده عن عدي بن ثابت(1) قال: «أوتي علي بن أبي طالب (علیه السلام) بفالوذج فأبى أن يأكل منه وقال: شيء لم يأكل منه رسول اللّه (صلی الله علیه و آله و سلم) لا أحب أن آكل منه»(2)، هذه الرواية تشیر إلى أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) كان زاهدًا في كل لذات الحياة وزينتها وتوجه نحو الآخرة، أورد هذه الرواية أيضاً الكوفي(3)، والبيهقي(4)، وغيرهم(5).

وبسنده عن مجمع التيمي(6) قال الموفق: «خرج علي بن أبي طالب بسيفه إلى السوق، فقال: من يشتري مني سيفي هذا، فلو كان عندي أربعة دراهم اشتري بها إزراراً مابعته»(7)، وأكد هذه الرواية أيضًا ابن عبد البر(8)، وابن عساكر(9)، وغيرهم(10).

ص: 143


1- (1) عدي بن ثابت الأنصاري، كوفي شيعي ثقة روى عن عبد اللّه بن يزيد الخمطي والبراء بن عازب، توفي عام (116 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 307 ؛ البخاري، التاريخ الكبیر، 7/ 44 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 330 ؛ ابن أبي حاتم الجرح والتعديل، 7/ 2؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 270 ؛ الأندلسي، التعديل والتجريح، 3/ 1030 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 5/ 228 ؛ الأنصاري، معجم الرجال والحديث، 2/ 116 .
2- (2) المناقب، 119 .
3- (3) الغارات، 1/ 88 .
4- (4) شعب الإيمان، 5/ 36 .
5- (5) الأربلي، كشف الغمة، 1/ 163 ، الديلمي، ارشاد القلوب، 2/ 215 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 241/2 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 34 / 353 .
6- (6) مجمع التيمي: هو مجمع بن سمعان التيمي الحائك، يكنى أبو حمزة، كوفي روي عن أبي صالح، ثقة، توفي عام (122ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 318 ؛ البخاري، التاريخ الكبیر، 7/ 409 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 8/ 296 ؛ ابن حبان، الثقات، 7/ 497 ؛ السمعاني، الأنساب، 2/ 160 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 3/ 491 .
7- (7) المناقب، 121.
8- (8) الاستيعاب، 3/ 1114 .
9- (9) تاريخ مدينة دمشق، 42 / 482 .
10- (10) البري، الجوهرة، 90 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 220 ؛ الشافعي، جواهر المطالب، 284 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 10 / 323 ؛ المتقي، الهندي، كنز العمال، 13 / 178 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2/ 244 .

وأورد الموفق الخوارزمي رواية أخرى بسنده عن أبي مطر(1) قال: خرجت من المسجد فإذا رجل ينادي من خلفي: ارفع إزارك فإنَّه أبقى لثوبك وأنقى لك،وخذ من رأسك إن كنت مسلما، فمشيت خلفه وهو متزر بإزار ومرتد برداء، ومعه الدرة كأنَّه أعرابي بدوي فقلت: من هذا؟ - فقال لي رجل أراك غريبا بهذا البلد؟ قلت: أجل، رجل من أهل البصرة، قال: هذا علي أمیر المؤمنین فسار حتى انتهى إلى دار بني معيط وهو سوق الإبل فقال: بيعوا ولا تحلفوا فإنَّ اليمین تنفق السلعة وتمحق البركة، ثم أتى أصحاب التمر فإذا خادمة تبكي فقال: ما يبكيك؟ قالت: باعني هذا الرجل تمرا بدرهم فرده مولاي وأبى البائع أن يقبله، فقال له: خذ تمرك وأعطها درهمها فإنَّها خادمة ليس لها أمر، فدفعه البائع، فقلت: أتدري من هذا؟ - قال: لا، قلت: هذا علي بن أبي طالب أمیر المؤمنین، فصب تمره وأعطاها درهمها وقال له: يا مولاي أحب أن ترضى عني، قال: ما أرضاني عنك.. ! إذا وفيت الناس حقوقهم »(2)، ويضيف الموفق في الرواية ذاتها أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) مرَّ مجتازا بأصحاب التمر فقال: يا أصحاب التمر أطعموا المساكين فيربو كسبكم، ثم مر مجتازا ومعه المسلمون حتى أتى أصحاب السمك فقال: لا يباع في سوقنا طافي(3)... فأتى غلاما حدثا فاشترى منه قميصا بثلاثة

ص: 144


1- (1) ابي مطر: وهو حريث بن أبي عمرو الفزاري كوفي روى عن أمیر المؤمنین و مدرك بن عمارة وروى عنه المختار التمار. البخاري، التاريخ الكبیر، 3/ 71 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 3/ 264 ؛ الخطيب البغدادي، المتفق والمفرق، 2/ 812 ؛ الذهبي، الكاشف، 1/ 318 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 23 / 60 ؛ التستري، قاموس الرجال، 11/ 516 .
2- (2) المناقب، 121.
3- (3) الطافي: السمك الذي يموت في الماء ثم يعلو فوق وجهه. أبو منصور، تهذيب اللغة، 14 / 24 .

دراهم ولبسه ما بین الرسغين إلى الكعبین فقال حین لبسه: الحمد للّه الذي رزقني من الرياش ما أتجمل به في الناس، وأواري به عورتي، فقيل له: يا أمیر المؤمنین هذا شيء ترويه عن نفسك أو شيء سمعته عن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟ - قال: بل شيء سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقوله عند الكسوة، فجاء أبو الغلام صاحب الثوب فقيل له: يا فلان قد باع ابنك اليوم من أمیر المؤمنین قميصا بثلاثة دراهم، قال لابنه: أفلا أخذت منه درهمین، فأخذ أبوه درهما وجاء به إلى أمیر المؤمنین (علیه السلام) ، وهو جالس على باب الرحبة(1) ومعه المسلمون فقال: أمسك هذا الدرهم يا أمیر المؤمنین، فقال: ما شأن هذا الدرهم؟ - قال: كان ثمن القميص درهمین، قال: باعني برضاي وأخذه برضاه»(2)، هذه الرواية تحمل كثیر من المعاني منها: زهد أمیر المؤمنین(علیه السلام) في الملبس، وكان خليفة المسلمين حينها، وأيضاً تعامل أمیر المؤمنین(علیه السلام) مع البائعین وتجوله في الأسواق، وسياسته في السوق ووصاياه إلى البائعین، وحكمته وعدله في شراء القميص وزهده فيه، أورد هذه الرواية أيضًا الكوفي(3)، وغیره(4).

لقد كان الزهد معلامً بارزًا من معالم شخصية الإمام علي(علیه السلام)، وسمة مميزة زينه اللّه تعالى بها، وكان من شواهد تلك الصفة التي حباه اللّه تعالى بها، زهده(علیه السلام) عن كل ملذات الحياة وزينتها، وتوجهه نحو الآخرة، وعاش عيشة

ص: 145


1- (1) الرحبة: على مرحلة من الكوفة، على يسار الحجاج إذا أرادوا مكة. البغدادي، مراصد الاطاع، 608/2 .
2- (2) المناقب، 121- 122.
3- (3) الغارات، 2/ 713 .
4- (4) الأربلي، كشف الغمة، 1/ 163 ؛ القمي، العقد النضيد، 94 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2/ 234 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 332 .

المساكين وأهل المتربة من رعيّته، لقد زهد الإمام(علیه السلام) بالدنيا وزخرفها زهداً تامًا وصادقًا إذ زهد في المال والسلطان وكلّ ما يطمع به الطامعون، وعاش في بيت متواضع لا يختلف عمّا يسكنه الفقراء من الأمّة، وكان يأكل خبز الشعير تطحنه امرأته أو يطحنه بنفسه قبل خلافته وبعدها، حيث كانت تُجبى الأموال إلى خزانة الدولة التي يضطلع بقيادتها من شرق الأرض وغربها، وكان يلبس أبسط أنواع الثياب، فكان ثمن قميصه ثلاثة دراهم، وذكر بن أبي الحديد(1) عن زهد الإمام علي(علیه السلام) قائلاً: «وأما الزهد في الدنيا: فهو سيد الزهاد، وبدل الأبدال، وإليه تشد الرحال، وعنده تنفض الأحلاس(2)، ما شبع من طعام قط. وكان أخشن الناس مأكلا وملبسا»، وعن الإمام أبو عبد اللّه الحسین (علیه السلام) قال: «كان أمیر المؤمنین (علیه السلام) أشبه الناس طعمة برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان يأكل الخبز والخل والزيت ويطعم الناس الخبز واللحم»(3).

وبإسناده عن يحيى بن عقيل(4) قال الموفق الخوارزمي: «قال أمیر المؤمنین(علیه السلام) لعمر: إن سرك أن تلحق بصاحبك فأقصر الأمل، وكل دون الشبع وأقر الإزار وأرقع القميص وأخصف النعل تلحق بهم»(5)، وبهذا يشیر إلى

ص: 146


1- (1) شرح نهج البلاغة، 1/ 26 .
2- (2) الأحلاس: هو الكساء الذي على ظهر البعير. ابن منظور، لسان العرب، 6/ 55 .
3- (3) البرقي، المحاسن، 2/ 483 ؛ الكليني، الكافي، 6/ 328 .
4- (4) يحيى بن عقيل: هو يحيى بن عقيل البصري الخزاعي، تابعي سكن البصرة وروى عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) وعن عاصم بن حميد، وعن أبي حمزة. ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 9/ 176 ؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 528 ؛ الذهبي، الكاشف، 2/ 372 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث،219/8 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 21/ 72 .
5- (5) المناقب، 364 .

أمیر المؤمنین(علیه السلام) في الزهد والقناعة في الدنيا، ذكر هذه الرواية بن أبي الدنيا(1)، والبيهقي(2)، وغيرهم(3).

عن ابن عباس قال: «أقبل عبد اللّه بن سلام ومعه نفر من قومه، ممن قد آمنوا بالنبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقالوا: يا رسول اللّه: إنَّ منازلنا بعيدة، وليس لنا مجلس، ولا متحدث دون هذا المجلس، وإن قومنا لما رأونا آمنا باللّه ورسوله، وصدقناه، رفضونا وآلوا على نفوسهم أنَّ لا يجالسونا، ولا يناكحونا، ولا يكلمونا، فشق ذلك علينا ! فقال لهم النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم): (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(4)، ثم إن النبي خرج إلى المسجد والناس بین قائم وراكع، فبصر بسائل، فقال النبي: هل أعطاك أحد شيئا؟ فقال: نعم خاتم من فضة، فقال النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم): من أعطاك؟ قال: ذلك القائم - وأومى بيده إلى علي (علیه السلام) - فقال النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم): على أي حال أعطاك؟ قال: أعطاني وهو راكع. فكبر النبي، ثم قرأ: (وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ)(5) فأنشأ حسان بن ثابت يقول في ذلك(6):

ص: 147


1- (1) التواضع والخمول، 184 .
2- (2) شعب الإيمان، 5/ 36 .
3- (3) الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 5/ 425 ؛ الزمخشري، ربيع الأبرار، 5/ 340 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 44 / 288 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 18 / 91 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 166 ؛ ذخائر العقبى، 83 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، . 16 / 200 .
4- (4) المائدة، الآية: 55 .
5- (5) المائدة، الآية، 56 .
6- (6) المناقب، 265 .

أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * وكل بطئ في الهدى ومسارع

أيذهب مدحيك المحبر ضائعا * وما المدح في جنب الاله بضائع

فأنت الذي أعطيت إذ كنت راكعا * زكاة فدتك النفس يا خير راكع

فأنزل فيك اللّه خير ولاية * فبينها في محكمات الشرائع

أورد هذه الرواية بهذا الشكل والصيغة النعمان المغربي(1)، الشيخ الصدوق(2)، والطبري(3)، وغيرهم(4)، وقد ذكرت مصادر أخرى(5) هذه الرواية من دون ذكر عبد اللّه بن سلام وقومه وكيفية مجيئهم للرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، بينما ذكروا نزول الآية الكريمة وما بعدها، وفي تفسیر آية التصدق عن أبي عبد اللّه(علیه السلام) قال: عن أبي عبد اللّه (علیه السلام) في قول اللّه عزوجل: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا) «قال: إنما يعني أولى بكم أي أحق بكم وبأموركم وأنفسكم وأموالكم، اللّه ورسوله والذين آمنوا يعني عليا وأولاده الأئمة (علیهم السلام) إلى يوم القيامة، ثم وصفهم اللّه عزوجل فقال: (الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) وكان أمیر

ص: 148


1- (1) شرح الأخبار، 1/ 226 .
2- (2) الأمالي، 186 .
3- (3) دلائل الإمامة، 54 .
4- (4) الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، 1/ 234 ؛ ابن مردويه، المناقب، 237 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 3/ 362 ؛ الواحدي النيسابوري، اسباب نزول القران، 133 ؛ أبي القاسم الطبري، بشارة المصطفى، 409 ؛ ابن البطريق، خصائص الوحي المبین، 74 ؛ عمدة عيون صحاح الأخبار، 121؛ ابن طاووس، اليقین، 223 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 306 ؛ المحب الطبري، الرياض النظرة، 3/ 208 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 87 ؛ فتح اللّه الكاشاني، 2/ 281 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 320/2 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 196 .
5- (5) الكوفي، المناقب، 1/ 151 ؛ الحاكم النيسابوري، روضة الواعظین، 102 ؛ ابن طاووس، اقبال الاعمال، 2/ 241 .

المؤمنن (علیه السلام) في صلاة الظهر وقد صلى ركعتین وهو راكع وعليه حلة قيمتها ألف دينار، وكان النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) كساه إياها، وكان النجاشي أهداها له، فجاء سائل فقال: السلام عليك يا ولي اللّه وأولى بالمؤمنین من أنفسهم، تصدق على مسكين، فطرح الحلة إليه وأومأ بيده إليه أن احملها: فأنزل اللّه عز وجل فيه هذه الآية وصیر نعمة أولاده بنعمته فكل من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة، يكون بهذه النعمة مثله فيتصدقون وهم راكعون، والسائل الذي سأل أمیر المؤمنین (علیه السلام) من الملائكة، والذين يسألون الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة »(1)، واجمع المفسرون(2) أنَّ الآية (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ) نزلت بحق الإمام علي(علیه السلام) .

والرواية الأخرى التي ذكرها الموفق الخوارزمي بسنده عن ابن عباس قال: «كان لعلي (علیه السلام) أربعة دراهم فأنفقها، واحدا ليلا، وواحدا نهارا، وواحدا سرا،وواحدا علانية، فنزل قوله تعالى: («الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)(3)»(4). وقال

ص: 149


1- (1) الكليني، الكافي، 1/ 289 ؛ المازندراني، شرح أصول الكافي، 6/ 116 ؛ الفيض الكاشاني، الوافي، 277/2 ؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 5/ 18 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2/ 279 .
2- (2) مقاتل بن سليمان، التفسیر، 1/ 307 ؛ الطبري، تفسیر الطبري، 6/ 388 ؛ العياشي، التفسیر، 327/1 ؛ ابن أبي حاتم الرازي، التفسیر، 4/ 1162 ؛ القمي، التفسیر، 1/ 170 ؛ فرات الكوفي، التفسیر، 125 ؛ الجصاص، أحكام القران 2/ 557 ؛ السمرقندي، التفسیر، 1/ 424 ؛ المفيد، تفسیر القران المجيد، 158 ؛ البغوي، التفسیر، 2/ 47 ؛ الطبرسي، تفسیر جوامع الجامع، 1/ 510 ؛ الراوندي، فقه القران، 116/1 ؛ ابن شهر اشوب، متشابه القران ومختلفة، 2/ 29 ؛ فخر الدين الرازي، التفسیر، 12/ 20 ؛ القرطبي، التفسیر، 6/ 221.
3- (3) البقرة، الآية: 274 .
4- (4) الكوفي، المناقب، 1/ 166 ؛ العياشي، تفسیر العياشي، 1/ 151 ؛ ابراهيم الكوفي، تفسیر فرات الكوفي، 70 ؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 67/2 ؛ المفيد، الفصول المختارة، 140 ؛ الطوسي، التبيان في تفسیر القران، 2/ 357 ؛ ابن المغزلي، المناقب، 226 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 105 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 345 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1/ 21؛ ابن طاووس، الطرائف، 99 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 6/ 324 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 36 / 61 .

الشيخ الطوسي(1) في معنى هذه الآية: ثم بین سبحانه كيفية الانفاق وثوابه، فقال اللّه تعالى: («الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً) في هذه الحالات أي: ينفقون على الدوام؛ لأنَّ هذه الأوقات معينة للصدقات، ولا وقت لها سواها (فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ)أتى بالفاء ليدل على أن الجزاء إنما هو من أجل الانفاق في طاعة اللّه، ولا يجوز أن يقال زيد فله درهم، لأنَّه ليس فيه معنى الجزاء (ولا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ) من أهوال يوم القيامة وأفزاعها (ولا هُمْ يَحْزَنُونَ) فيها وقيل: لا خوف من فوت الأجر ونقصانه عليهم، ولا هم يحزنون على ذلك.

عاشرًا: استشهاد أمير المؤمنين (علیه السلام)

أورد الموفق الخوارزمي عن أبي سنان الدؤلي(2) قال: «إنه عاد عليا (علیه السلام) في شكوى له أشكاها، قال: فقلت له: لقد تخوفنا عليك يا أمیر المؤمنین في شكواك هذه، فقال: لكني واللّه ما تخوفت على نفسي منه، لأني سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الصادق المصدق يقول: إنك ستضرب ضربة ها هنا وضربة ها هنا، وأشار إلى صدغيه، فيسيل دمك حتى تختضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها، كما كان

ص: 150


1- (1) تفسير مجمع البيان، 2/ 204 .
2- (2) أبو سنان الدؤلي: وهو يزيد بن أمية الدؤَلي يروي عن الإمام علي وابن عباس روى عنه الزهري، وأراده هشام بن إسماعيل أَن يسب الإمام علي فقال لا أسبه ولكن إِن شئت قمت فأذكر أيامه الصالحة. البخاري، التاريخ الكبیر، 8/ 320 ؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 537 ؛ الدارقطني، المؤتلف والمختلف، 1214/3 ؛ الذهبي، الكاشف، 2/ 380 ؛ ابن حجر الاصابة، 6/ 545 ؛ تقريب التهذيب، 1/ 599 .

عاقر الناقة أشقى ثمود »(1)، وبهذه الرواية يشیر الإمام علي(علیه السلام) إلى علمه المسبق بقاتله ومكان الضربة التي سيتلقاها من الملعون ابن ملجم(2) وذلك عن طريق تبليغ الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) له بذلك، وقد اجمعت أغلب المصادر على ذكر هذه الرواية سندًا ومتنًا(3).

وحول معرفة الإمام علي(علیه السلام) بمقتله قبل حدوثه روى الموفق الخوارزمي رواية عن أم موسى(4) قالت: «قال علي لأم كلثوم: يا بنية ما أراني إلا وقلّ ما أصحبكم قالت ولم يا أبه؟ قال رأيت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) البارحة في المنام وهو يمسح الغبار عن وجهي وهو يقول: إليَّ يا علي، لا عليك قضيت ما عليك»(5)، وبهذا يدل أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) يعلم بوقت استشهاده وبشره الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأنه قضى ما

ص: 151


1- (1) المناقب، 380 .
2- (2) ابن ملجم: عبد الرحمن بن ملجم المرادي، أشقى أهل الدنيا والآخرة، خارجي ملعون قام بقتل الإمام علي(علیه السلام) وهو يصلي. الذهبي، تاريخ الإسلام، 2/ 373 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 4/ 423 .
3- (3) ابن أبي عاصم، الآحاد والمثاني، 1/ 146 ؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 1/ 106 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 445 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحن، 3/ 113 ؛ الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، 2/ 438 ؛ البيهقي، السنن الكبرى، 8/ 59 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 543 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 2/ 55 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 136 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 137 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 611 ؛ المتقي الهندسي، كنز العمال، 13 / 189 ؛ المجلسي، بحار الأنوار،193/42 .
4- (4) أم موسى: نضرة الأزدية تكنى أم موسى، وكانت خادمة عند الإمام علي (علیه السلام)، وروت عنه(علیه السلام) ، وروى عنها المغیرة. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 8/ 353 ؛ العجلي، ، الثقات، 2/ 462 ؛ البرقي الرجال، 61 ؛ الطوسي، الرجال، 89 ؛ ابن داوود، الرجال، 223 ؛ الخوئي، ، معجم رجال الحديث،231/24 .
5- (5) المناقب، 387 .

عليه في هذه الدنيا، ذكر هذه الرواية أيضًا ابن مردويه(1)، والمفيد(2)، وغيرهم(3).

وبإسناده عن عثمان بن المغیرة(4)، قال: «لما ان دخل رمضان كان علي (علیه السلام) يتعشى ليلة عند الحسن وليلة عند الحسین وليلة عند ابن عباس ولا يزيد عن ثلاث لقم ويقول: يأتيني أمر اللّه وأنا أخمص إنَّما هي ليلة أو ليلتان فأصيب من الليل»(5)، ذكر هذه الرواية الفتال النيسابوري(6)، وغیره(7)، وذكرت مصادر أخرى(8) أنَّه كان ليلة عند عبد اللّه بن جعفر بدلًا عن ابن عباس، بينما ذكرت

ص: 152


1- (1) المناقب، 192 .
2- (2) الإرشاد، 1/ 15 .
3- (3) الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 135 ؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، 1/ 233 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 94 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 2/ 60 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 211 /3 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 42 / 224 .
4- (4) عثمان بن المغیرة الثقفي، ويكنى أبا المغیرة، كوفي، روى عن علي بن ربيعة وسعيد ابن جبیر، سمع منه شعبة والثوري. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 319 ؛ البخاري، التاريخ الكبیر، 6/ 248 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 329 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 6/ 167 ؛ ابن حبان، الثقات، 7/ 193 ؛ الذهبي، الكاشف، 2/ 13 .
5- (5) المناقب، 392 .
6- (6) روضة الواعظين، 135 .
7- (7) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 555 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 282 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 2/ 63 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 136 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 195 .
8- (8) المفيد، الإرشاد، 1/ 14 ؛ الزمخشري، ربيع الأبرار، 3/ 206 ؛ الطبرسي، أعلام الورى، 1/ 309 ؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، 1/ 201 ؛ ابن حمدون، التذكرة الحمدونية، 9/ 89 ؛ ابن شهر اشوب؛ مناقب آل أبي طالب، 2/ 106 ؛ ابن الأثیر، أسد الغابة، 4/ 35 ؛ الكامل، 3/ 388 ؛ المشغري العاملي، الدر النظيم، 424 ؛ النويري، نهاية الأرب، 20 / 213 ؛ ابن عنبة، عمدة الطالب، 60 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة؛ 1/ 633 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 41 / 300 .

مصادر أخرى(1) أنَّه كان ليلة عند الحسن وليلة عند الحسین ولم يذكروا لا ابن عباس ولا عبد اللّه بن جعفر.

وعن كيفية التخطيط للجريمة النكراء من ابن ملجم وأعوانه ذكر الموفق الخوارزمي رواية مطولة بإسناده عن إسماعيل بن راشد(2) قال: «كان من حديث ابن ملجم وأصحابه لعنهم اللّه، أنَّ عبد الرحمن بن ملجم لعنه اللّه والبرك بن عبد اللّه(3)، وعمرو بن بكر التميمي(4)، اجتمعوا بمكة فذكروا أمر الناس وعابوا على ولاتهم، ثم ذكروا أهل النهروان فترحموا عليهم، وقالوا: ما نصنع بالحياة بعدهم، وقالوا إخواننا الذين كانوا دعاة الناس لعبادة ربهم الذين كانوا لا يخافون في اللّه لومة لائم فلو شرينا بأنفسنا أنفسهم فأتينا أئمة الضلالة فالتمسنا قتلهم، فأرحنا منهم البلاد وثأرنا بهم إخواننا، فقال ابن ملجم: انا أكفيكم علي بن أبي طالب وكان من أهل مصر، وقال البرك بن عبد اللّه: إنا أكفيكم معاوية بن أبي سفيان، وقال عمرو بن بكر التميمي: أنا أكفيكم عمرو بن العاص، فتعاهدوا وتواثقوا باللّه لا ينكص الرجل منهم عن صاحبه الذي وجه إليه حتى يقتله أو يموت

ص: 153


1- (1) النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 291 ؛ ابن شاذان القمي، الفضائل، 104 .
2- (2) إِسماعيل بن راشد: هو إِسماعِيل بن أَبي إِسماعيل السلمي، كوفي، سمع سعيد بن جبیر، روى عنه حصین. البخاري، التاريخ الكبیر، 1/ 353 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 2/ 169 ؛ ابن حبان،الثقات، 6/ 34 .
3- (3) البرك بن عبد اللّه: خارجي وهو أحد الثلاثة الذين ائتمروا بالإمام علي(علیه السلام)، ومعاوية، وعمرو ابن العاص ليقتلوهم سنة 40 ه-، وكان البرك اراد ان يقتل معاوية لكنه لم ينجح في ذلك. الدارقطني، المؤتلف والمختلف، 1/ 248 .
4- (4) عمرو بن بكر التميمي: خارجي، أحد الثلاثة الذين ائتمروا بالإمام علي(علیه السلام)،ومعاوية، وعمرو ابن العاص ليقتلوهم سنة 40 ه-، وكان عمرو اراد ان يقتل عمرو بن العاص لكنه لم ينجح في ذلك. الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 6/ 28 .

دونه، فأخذوا أسيافهم فسموها واتعدوا لتسع عشرة من شهر رمضان، يثب كل واحد منهم إلى صاحبه الذي توجه إليه، فأقبل كل رجل إلى المصر الذي كان فيه صاحبه الذي طلب، فأما ابن ملجم المرادي لعنه اللّه فخرج فلقي أصحابه بالكوفة وكاتمهم أمره كراهة أن يظهروا شيئا من أمره فرأى ذات يوم أصحابا له من تيم الرباب، وكان علي (علیه السلام) قتل منهم يوم النهروان عددا، فذكروا قتلاهم ولقي من يومه ذلك امرأة من تيم الرباب، يقال لها قطام، وقد كان علي (علیه السلام) قتل أباها وأخاها وكانت فائقة الجمال »(1). ويواصل الموفق الخوارزمي في سرد روايته عن دور ابن ملجم في عملية استهداف الإمام علي وقتله فيقول «أنَّ ابن ملجم لما رأى قطام التست بعقله ونسي حاجته التي جاء لها فخطبها فقالت: لا أتزوجك حتى تشفي قلبي قال: وما تشائين؟ قالت: ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي بن أبي طالب، فقال هو مهرك، فأما قتل علي فلا أراك تدركينه، قالت: تريدني، قال: بلى قالت: فالتمس غرته فإن أصبته انتفعت بنفسك ونفسي وتحفد العيش معي، وإن هلكت فما عند اللّه خیر وأبقى من الدنيا وزبرج أهلها، فقال: واللّه ما جاء بي إلى هذا المصر إلا قتل علي بن أبي طالب، قالت: فإذا أردت ذلك فإنّ أطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك على أمرك، فبعثت إلى رجل من قومها من تيم الرباب يقال له «وردان» فكلمته في ذلك فأجابها وجاء ابن ملجم رجلا من أشجع يقال له شبيب بن بحرة فقال له: هل لك في شرف الدنيا والآخرة؟ قال: وما ذاك؟ قال: قتل علي بن أبي طالب، قال ثكلتك أمك، لقد جئت شيئا، إذا كيف تقدر على ذلك؟ قال: أكمن له في المسجد فإذا خرج لصلاة الغداة، شددنا عليه فقتلناه فإن نجونا شفينا أنفسنا وأدركنا ثارنا، وإن قتلنا فما عند اللّه خیر من الدنيا، قال

ص: 154


1- (1) المناقب، 380 .

له: ويحك لو كان غیر علي كان أهون عليَّ، قد عرفت بلاءه في الإسلام وسابقته مع النبي وما أجدني أنشرح لقتله، قال أما تعلم أنَّه قتل أهل النهروان العباد المصلین، قال: بى، قال فاقتله بمن قتل من إخواننا»(1). يبدو من رواية الموفق الخوارزمي أنَّ ابن ملجم تمكن من اقناع شبيب في المشاركة باغتيال الإمام(علیه السلام) ، حيث ذكر أنَّه «أجابه فجاؤوا حتى دخلوا على قطام وهي في المسجد الأعظم معتكفة فيه، فقالوا لها: لقد اجتمع رأينا على قتل علي، قالت: فإذا أردتم ذلك فأتوني ثم عادوا ليلة الجمعة التي قتل علي في صبيحتها سنة أربعین، فقال هذه الليلة التي وعدت فيها صاحبي أن يقتل كل واحد منا صاحبه، فدعت لهم بالحريرة فعصبتهم وأخذوا أسيافهم وجلسوا مقابل السدة التي يخرج منها علي (علیه السلام) ، فلما خرج شد عليه شبيب لعنه اللّه بالسيف فضربه بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو بالطاق، وضربه ابن ملجم لعنه اللّه فأقرنه بالسيف وهرب وردان حتى دخل منزله فدخل عليه رجل من بني أمية وهو ينزع الحريرة من صدره فقال ما هذه الحريرة والسيف؟ فأخبره بما كان فانصرف فجاد بسيفه فعلى به وردان حتى قتله، وخرج شبيب نحو أبواب كندة في الغلس(2)، فصاح الناس فلقيه رجل من حضرموت يقال له عويص وفي يد شبيب السيف فأخذه وجثم عليه الحضرمي، فلما رأى الناس قد أقبلوا في طلبه وسيف شبيب في يده خشى على نفسه فتركه فنجا بسيفه ونجا شبيب في غمار الناس فشدوا على ابن ملجم لعنه اللّه، فأخذوه إلا أنَّ رجلا من همدان يكنى أبا إد أخذه فضرب رجله فصرعه، وتأخر علي فدفع في ظهر جعدة بن هبیرة المخزومي فصلى بالناس الغداة ثم قال علي (علیه السلام): علي بالرجل، فأدخل عليه فقال: أي عدو اللّه، ألم أحسن إليك؟ قال: بلى، قال: فما

ص: 155


1- (1) المناقب، 381 - 382 .
2- (2) الغلس: الظلمة آخر الليل. الفراهيدي، العين، 4/ 378 .

حملك على هذا قال: إنَّ سيفي هذا شحذته أربعین صباحا فسألت اللّه أن يقتل به شر خلقه، فقال علي (علیه السلام): فما أراك إلا مقتولا به ولا أراك إلا من شر خلق اللّه(1)، هذه الرواية تشرح كيفية إقدام ابن ملجم الملعون وأعوانه على التخطيط لقتل الإمام علي(علیه السلام) في المسجد، والكيفية التي تَّم بها تنفيذ الجريمة النكراء، وردت هذه الرواية عن الطبري(2)، والمسعودي(3)، والطبراني(4)، وغيرهم(5).

وعن وصية الإمام علي(علیه السلام) لما حضرته الوفاة ذكر الموفق الخوارزمي أنَّه قال «بسم اللّه الرحمن الرحيم: هذا ما أوصى به أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب. أوصى بأنه يشهد أن لا إله إلا اللّه، وحده لا شريك له، وأنَّ محمدا عبده ورسوله، أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون، صلوات اللّه وبركاته عليه. إنَّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه رب العالمین لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين. أوصيك يا حسن وجميع ولدي وأهل بيتي ومن بلغه كتابي هذا بتقوى اللّه ربنا ولا تموتن إلاّ وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل اللّه جميعا ولا تفرقوا، فإنّي سمعت رسول اللّه يقول: إصلاح ذات البین أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإنَّ المبيدة الحالقة للدين فساد ذات البین. ولا حول ولا قوة إلا

ص: 156


1- (1) المناقب، 380 - 383 .
2- (2) التاريخ، 4/ 110 - 111.
3- (3) مروج الذهب، 2/ 411 - 413 .
4- (4) المعجم الكبير، 1/ 97 - 99 .
5- (5) ابو فرج الأصفهاني، مقاتل الطالبین، 19 - 20 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 145-143/3 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 18 - 20 ؛ ابن مسكويه، تجارب الأمم، 1/ 565 - 567 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 132 - 134 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 6/ 12 5 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 94 - 95 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 142 - 144 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 139 - 141 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 42 / 239 - 240 .

باللّه العلي العظيم. انظروا إلى ذوي أرحامكم فصلوهم يهون اللّه عليكم الحساب. اللّه اللّه في الأيتام فلا تغبوا أفواههم بجفوتكم، اللّه اللّه في جيرانكم فإنها وصية رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم. اللّه اللّه في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم، اللّه اللّه في الصلاة فإنها عماد دينكم. اللّه اللّه في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا وإنه إن خلا منكم لم تنظروا. اللّه اللّه في صيام شهر رمضان فإنه جنة من النار. اللّه اللّه في الجهاد في سبيل اللّه بأموالكم وأنفسكم. اللّه اللّه في زكاة أموالكم فإنها تطفئ غضب ربكم. اللّه اللّه في أمة نبيكم فلا يظلمن بین أظهركم. اللّه اللّه في أصحاب نبيكم فان رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أوصى بهم. واللّه اللّه في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم. واللّه اللّه فيما ملكت أيمانكم فإنَّها كانت آخر وصية رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ قال: أوصيكم بالضعيفین فيما ملكت أيمانكم. ثم قال الصلاة الصلاة. لا تخافوا في اللّه لومة لائم، فإنَّه يكفكم من بغى عليكم وأرادكم بسوء، قولوا للناس حسنا كما أمركم اللّه. ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيولي الأمر عنكم وتدعون فلا يستجاب لكم. عليكم بالتواضع والتباذل والتبار. وإياكم والتقاطع والتفرق والتدابر. وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان، واتقوا اللّه إن اللّه شديد العقاب. حفظكم اللّه أهل البيت، وحفظ فيكم نبيه استودعكم اللّه خیر مستودع وأقرأ عليكم سلام اللّه ورحمته »(1)، هذه الوصية التي أوصى بها الإمام علي (علیه السلام) تحمل الكثیر من الدروس والمواعظ للمسلم، إذ اشتملت على جميع أمور الحياة وكيفية معرفة حدود اللّه وتنفيذها والسیر على نهج اللّه تعالى والإسلام،

ص: 157


1- (1) المناقب، 385 - 386 .

ذكر هذه الوصية سليم بن قيس الهلالي(1)، والطبري(2)، والكليني(3)، وأبي فرج الأصفهاني(4)، وغيرهم(5).

وذكر الموفق الخوارزمي أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) نهى الإمام الحسن(علیه السلام) عن التمثيل بابن ملجم، إذ قال: «يا بني عبد المطلب لا ألفينكم تخوضون دماء المسلمين خوضا تقولون قتل أمیر المؤمنین، ألا لا تقتلنَّ بي إلا قاتلي انظر يا حسن إذا أنا مت من ضربته هذه فاضربه ضربة بضربة، ولا يمثل بالرجل فإني سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور»(6)، وبهذا فأنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) أراد أن لا يسفك دم احد بلا ذنب، والقصاص من قاتله فقط، والنهي هنا لتعليم الأمة لا لتعليم الإمام الحسن(علیه السلام)؛ لأنَّه منزه من اللّه عن فعل ما لا يجوز شرعاً، ذكرت هذه الوصية في نهج البلاغة(7)، وذكر ذلك الطبراني(8)، والمفيد(9)، وغيرهم من المصنفین(10).

ص: 158


1- (1) كتاب سليم، 445 - 446 .
2- (2) التاريخ، 4/ 113 - 114 .
3- (3) الكافي، 7/ 51 - 52 .
4- (4) مقاتل الطالبين، 24 - 25 .
5- (5) الصدوق، من لا يحضره الفقيه، 4/ 190 - 191 ؛ الطوسي، تهذيب الأحكام، 9/ 177 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 6/ 120 - 121؛ الأربلي، كشف الغمة، 2/ 59 - 60 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 146 - 147 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 42 / 248 - 249 .
6- (6) المناقب، 386 .
7- (7) خطب الإمام علي(علیه السلام)، 77/3 .
8- (8) المعجم الكبير، 1/ 100 .
9- (9) الاختصاص، 150 .
10- (10) الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 137 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 17 / 6؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 5/ 120 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 142 ؛ المازندراني، شرح أصول الكافي، 6/ 150 ؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 29 / 128 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 105 .

وذكر الموفق الخوارزمي رواية تؤكد أنَّه بعد أن استشهد الإمام علي(علیه السلام) في رمضان سنة أربعین للهجرة غسله الإمام الحسن والحسین وعبد اللّه بن جعفر سلام اللّه عليهم وكُفِنَ في ثلاث أثواب ليس فيها قميص، وكبر عليه الحسن(علیه السلام) تسع تكبیرات(1)، بينما ذكر ابن الأثیر(2) أنَّها سبع تكبیرات.

وذكرت مصادر أخرى(3) أنَّه «كان عند علي (علیه السلام) مسك فأوصى ان يحنط به قال وقال علي (علیه السلام) هو أفضل حنوط رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»، وتذكر الرواية «أنَّ جبرئيل (علیه السلام) نزل على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بحنوط، وكان وزنه أربعین درهمًا، فقسمه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثلاثة أجزاء: جزء له، وجزء لعلي، وجزء لفاطمة صلوات اللّه عليهم»(4).

وعن الزهري(5)، قال: قال لي عبد الملك بن مروان: أي واحد أنت إن أخبرتني بالعلامة التي قتل فيها علي بن أبي طالب، فقلت: نعم، لم ترفع في تلك الليلة

ص: 159


1- (1) المناقب، 386 ؛ وانظر ايضا: الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 4/ 114 ؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 102/1 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 5/ 175 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 2/ 60 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 144/9 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 42 / 246 .
2- (2) الكامل، 3/ 392 .
3- (3) ابن سعد، الطبقات الكبرى، 2/ 288 ؛ ابن أبي شيبة الكوفي، المصنف، 3/ 143 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 1/ 361 ؛ البيهقي، السنن الكبرى، 3/ 406 ؛ النووي، المجموع، 5/ 202 ؛ الزيلعي، نصب الراية، 2/ 307 ؛ العيني، عمدة القاري، 8/ 41 .
4- (4) الكليني، الكافي، 3/ 151 ؛ الصدوق، علل الشرائع، 1/ 302 ؛ الطوسي، تهذيب الأحكام، 1/ 290 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 3/ 59 .
5- (5) الزهري: وهو محمد بن مسلم بن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن الحارث بن شهاب، مدني، تابعي، ولد سنة (52 ه-)، ومات سنة (124 ه-)، من أصحاب الصادق(علیه السلام). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 5/ 248 ؛ العجلي، الثقات، 412 /1 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 8/ 71 ؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 349 ؛ الطوسي، الرجال، 294 ؛ ابن داود، الرجال، 184 ؛ الأردبيلي، جامع الرواة، 2/ 201 ؛ الخوئي، معجم الرجال والحديث، 17 / 191 .

حصاة في بيت المقدس إلا تحتها دم عبيط»(1)، وهذا يدل على مدى هول الحادثة وفجاعتها، إذ وجود الدم العبيط في بيت المقدس الذي هو بعيد مكانيا عن مكان استشهاد الإمام علي(علیه السلام) في الكوفة، ذكر هذه الرواية النعمان المغربي(2)، والمفيد(3)، وغيرهم(4)، فيما ذكرت مصادر أخرى(5) أنَّ هذه الرواية تخص استشهاد الإمام الحسن0علیه السلام) في الطف، وعلى أي حال فلا يمنع أن تتكرر هذه الحالة بمعجزة إلاهية لفقد آل بيت الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وروى ابن عباس في فجاعة هذه الحادثة وبكاءالسماء دمًا لفقد سيد الأوصياء(علیه السلام) أنَّه قال: «لقد قتل أمیر المؤمنین على الأرض بالكوفة فأمطرت السماء ثلاثة أيام دما»(6).

أما عن قضية النص على الإمام الحسن(علیه السلام) في الإمامة والخلافة ووصية الإمام علي(علیه السلام) له ذكر الموفق: «أنَّ جندب بن عبد اللّه(7) دخل على علي (علیه السلام) يسليه فقال: يا أمیر المؤمنین ان فقدناك - فلا نفقدك - فنبايع الحسن؟ قال لا

ص: 160


1- (1) المناقب، 388 .
2- (2) شرح الأخبار، 2/ 447 .
3- (3) الاختصاص، 146 .
4- (4) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 170 ؛ ابن طاووس، الملاحم والفتن، 337 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 2/ 61 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 637 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 99 .
5- (5) الطبراني، المعجم الكبیر، 3/ 11 9 ؛ ابن نما الحلي، مثیر الاحزان، 63 ؛ الحلبي، بغية الطلب، 2637/6 ؛ ابن طاووس، الملاحم والفتن، 337 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 196 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 4/ 187 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 45 / 205 .
6- (6) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 170 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 3/ 69 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 42 / 308 .
7- (7) جندب بن عبد اللّه، الأزدي، من أصحاب الإمام علي(علیه السلام) وشهد معه صفین، وروى عن رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم). الخوئي، معجم رجال الحديث، 5/ 145 .

آمركم ولا أنهاكم، أنتم أبصر»(1)، وعلى وفق هذا النص أنَّ الإمام علي(علیه السلام) ترك الأمّة الإسلامية من دون راعِ، ولم يوصي لأي أحد بالأمر من بعده، والحقيقة خلاف ذلك؛ لأنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) عن طريق النصوص أوصى بالأمامة لابنه الإمام الحسن(علیه السلام) حيث أعطاه مواريث الإمامة بلحاظ منصب الإمامة أعظم من منصب الخلافة، فقد روي أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) أوصى ابنه الحسن(علیه السلام)، فقال له: «يا بني أمرني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن أوصي إليك وأن أدفع إليك كتبي وسلاحي كما أوصى إليَّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ودفع إلى كتبه وسلاحه، وأمرني أن آمرك إذا حضرك الموت أن تدفعها إلى أخيك الحسین (علیه السلام)، ثم أقبل عى ابنه الحسین (علیه السلام) فقال، وأمرك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن تدفعها إلى ابنك هذا، ثم أخذ بيد عبي بن الحسین (علیه السلام) ثم قال لعلي بن الحسین: وأمرك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن تدفعها إلى ابنك محمد بن علي واقرأه من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومني السلام»(2)، وهذه الرواية تأكد النص على الإمام الحسن(علیه السلام) عن طريق وصية رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام) ، وأيضا فقد روي أنَّ عليًا(علیه السلام) لما ضربه ابن ملجم دعا الحسنين (علیهما السلام) فقال لهما: «إنّي مقبوض في ليلتي هذه فاسمعا قولي، وأنت يا حسن وصيي والقائم بالأمر من بعدي، وأنت يا حسین شريكه في الوصية فأنصت ما نطق، وكن لأمره تابعا ما بقي، فإذا خرج من الدنيا فأنت الناطق بعده، والقائم بالأمر عنه... »(3)، اذن الإمام الحسن(علیه السلام) أصبح خليفة شرعيًا بوصية أمیر المؤمنین(علیه السلام) .

ص: 161


1- (1) المناقب، 384 . وانظر أيضاً: الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 4/ 112؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 100/1 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 3/ 391 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 142 .
2- (2) الكليني، الكافي، 1/ 297 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 348 ؛ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، 189/4 ؛ الطوسي، تهذيب الأحكام، 9/ 176 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 2/ 155 .
3- (3) المشغري العاملي، الدر النظيم، 377 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 2/ 160 .

وعن عبد اللّه بن سبع(1) ذكر الموفق الخوارزمي: «قال علي بن أبي طالب قبل أن يضرب بثلاث، أين شقيكم هذا أم واللّه لتخضبن هذه من هذا قال فلما ضرب دخلت عليه فقلت يا أمیر المؤمنین استخلف قال: لا فقلت اتق اللّه فما تقول لربك قال أقول تركتهم كما تركهم رسول اللّه، إن شئت أصلحتهم وإن شئت أفسدتهم»(2) أنَّ النظر في هذا النص يظهر ما فيه من الدس وتشويه الحقائق والنفاق بمعنى أنَّ الرسول الكريم(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عندما استشهد لم يوصىَ بالخلافة من بعده لأي شخص ثمَّ يطعنون بوصيه الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بخلافة الإمام علي(علیه السلام)، أنَّ هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة على أمیر المؤمنین(علیه السلام) وتدل على ذلك الأحاديث الصحيحة المصرحة بأنَّه(علیه السلام) صرح في كثیر من المناسبات جمعا من أصحاب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بحديث الغدير واستخلافه إيَّاه فيه، وقد ثبت أيضا في الكثیر من المناسبات أنَّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان قد نص على إمامة الإمام علي(علیه السلام) واستخلافه(3) وسائر الأئمة (علیهم السلام) ولكنهم لم يطيعوا أمره ولم ينفذوا وصيته، فبالأحرى أنْ لا ينفدوا وصية علي(علیه السلام) ولا يطيعوه في استخلافه للحسن(علیه السلام) .

وعن المغیرة(4) قال: لما جاء معاوية خبر وفاة علي (علیه السلام) وهو قائل مع

ص: 162


1- (1) عبد اللّه بن سبع: روى عن الإمام علي وروى عنه سالم بن أبي الجعد، وهو ضعيف في روايته. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 209 ؛ البخاري، التاريخ الكبیر، 5/ 98 ؛ المزي، تهذيب الكمال، 15 / 5.
2- (2) المناقب، 390 . وانظر أيضاً: أحمد بن حنبل، المسند، 1/ 30 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 541/42 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 3/ 47 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 137 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 7/ 368 .
3- (3) للمزيد ينظر حديث الغدير: الأميني، الغدير.
4- (4) المغیرة بن شعبة بن أبي عامر، روى عن الرسول، وقال عنه الإمام علي «إنه واللّه دائما يلبس الحق بالباطل»، وقال الإمام الحسن عنه «لعن اللّه المغیرة بن شعبة كان يكذب علينا»، ولاه عمر على الكوفة وأقره عثمان ثم عزلة وأعاده معاوية في زمنه على الكوفة. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 4/ 213 - 214 ؛الطوسي، الرجال، 46 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 4/ 1445 ؛ ابن الأثیر، أسد الغابة، 5/ 238 ؛ ابن داود، الرجال، 191 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 2/ 108 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 19 / 303 .

امرأته بنت قرظة في يوم صائف قال «إنا للّه وإنا إليه راجعون» ماذا فقدوا من العلم والفضل والخیر؟ فقالت له امرأته: تسرجع عليه اليوم؟ قال: ويلك لا تدرين ماذا ذهب من علمه وفضله وسوابقه»(1)، إنَّ موقف معاوية هذا من مقتل الإمام علي(علیه السلام) يمثل سياسته الخادعة ومكره وخداعه ودهاءه في تسيير الرعية وسيطرته على الحكم، ولم يكن حباً لأمیر المؤمنین(علیه السلام) أو حزناً عليه، فقد قال الإمام علي(علیه السلام): «واللّه لود معاوية إنه ما بقي من بنى بني هاشم نافخ

ضرمة(2) إلا طعن في نيطه(3) »(4)، وكذلك إنَّ هذه الرواية تتنافى مع رواية أخرى أظهر فيها معاوية موقفاً مباينًا لهذا الموقف، فقد ذكر السيد الخوئي(5) أنَّه لما بلغ معاوية استشهاد الإمام علي(علیه السلام) فرح فرحًا شديدًا وقال: «إنَّ الأسد الذي كان يفترش ذراعيه في الحرب قد قضى نحبه...». وأيضاً أنَّ الأمويین هم من اشتركوا في عملية اغتيال الإمام(علیه السلام) وأنَّ معاوية كان على رأس الأمويین فلم تكن مؤامرة قتل الإمام مقتصرة على الخوارج فحسب، بل إن بني أمية كان لهم الأثر الفاعل

ص: 163


1- (1) المناقب، 391 . وأنظر ايضًا: ابن أبي الدنيا، مقتل أمیر المؤمنین، 79 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 583 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 134 .
2- (2) الضرمة: النار. الزمخشري، الفايق، 2/ 282 .
3- (3) طعن في نيطه: أي في جنازته، والنيط: الموت. الزمخشري، الفايق، 2/ 282 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 19 / 129 .
4- (4) الدينوري، عيون الأخبار، 1/ 276 ؛ المسعودي، مروج الذهب، 3/ 19 ؛ الزمخشري، الفايق، 282/2 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 19 / 129 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 594 .
5- (5) منهاج البراعة، 9/ 127 .

في التخطيط والتمويل والتأسيس لهذه الحادثة الرزية التي أصيب بها الإسلام واستفاد منها أهل النفاق والكفر، وعلى هذه المشاركة الأموية في قتل الإمام أمیر المؤمنين(علیه السلام) توجد شواهد عديدة منها:

أولا: إن أبا الأسود الدؤلي صاحب أمیر المؤمنین(علیه السلام) ألقى تبعة مقتل الإمام على بني أمية، وذلك في مقطوعته التي رثى بها الإمام والتي جاء فيها(1):

ألا أبلغ معاوية بن حرب * فلا قرت عيون الشامتينا

أفي الشهر الحرام فجعتمونا * بخير الناس طرا أجمعينا

قتلتم خير من ركب المطايا * وأكرمهم ومن ركب السفينا

ومن لبس النعال ومن حذاها * ومن قرأ المثاني والمبينا

ومعنى هذه الأبيات أن معاوية هو الذي فجع المسلمين بقتل الإمام(علیه السلام) الذي هو خیر الناس، فهو مسؤول عن إراقة دمه، ومن الطبيعي أنَّ أبا الأسود لم ينسب هذه الجريمة لمعاوية إلا بعد التأكد منها، فقد كان الرجل متحرجا أشد التحرج فيا يقول(2).

ثانيا: الذي يدعو إلى أنَّ الحزب الأموي كان له الضلع الكبیر في هذه المؤامرة هو أن ابن ملجم كان معلما للقرآن وكان يأخذ رزقه من بيت مال المسلمين(3)، ولم

ص: 164


1- (1) البلاذري، أنساب الأشراف، 2/ 508 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 4/ 11 6 ؛ المسعودي، مروج الذهب، 2/ 416 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 3/ 11 32 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 137 ؛ ابن بابويه، الأربعون حديثًا، 92 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 98 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 395/3 ؛ النويري، نهاية الأرب، 20 / 21 6 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 144 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 120/42.
2- (2) القرشي، حياة الإمام الحسين(علیه السلام)، 104/2 .
3- (3) الذهبي، تاريخ الإسلام، 2/ 373 ؛ ابن حجر، لسان الميزان، 3/ 440 .

تكن عنده أية سعة مالية، فمن أين له الأموال التي اشترى بها سيفه الذي اغتال به الإمام بألف وسمه بألف(1)؟ ومن أين له الأموال التي أعطاها مهر لقطام وهو ثلاثة آلاف وعبد وقينة؟ كل ذلك يدعو إلى الظن أنه تلقى دعما ماليا من الأمويین إزاء قيامه باغتيال الإمام(علیه السلام).

ثالثا: اعتراف يزيد بن معاوية علنًا بأبيات شعريه قالها افتخارًا عندما ادخلوا السبايا في مجلسه بعد استشهاد الإمام الحسین(علیه السلام)، إذ قال(2):

نحن قتلنا عليا وبين علي * بسيوف هندية ورماح

وسبينا نساءهم سبي ترك * ونطحناهم فأي نطاح

فهذه دلائل واضحة على أن للأمويين يدًا طولى في قتل سيد الوصيين(علیه السلام) .

ص: 165


1- (1) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 4/ 112؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 1/ 100 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 6/ 118 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 141 .
2- (2) الطوسي، الاحتجاج، 2/ 28 ؛ ابن نما الحلي، مثير الأحزان، 68 ؛ المجلسي، بحار الأنوار 111/45 .

ص: 166

المبحث الثاني : الأحوال العلمية للإمام علي(علیه السلام)

أولاً :علم الإمام علي(علیه السلام)

ذكر الموفق حديث بسنده عن سلمان المحمدي قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب (علیه السلام)»(1) ، ذكر هذا الحديث الشيخ الصدوق(2) ، والشريف المرتضی (3) ، وغيرهم(4) ، هذا الحديث النبوي الشريف يصرح فيه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى علم الإمام علي (علیه السلام) وإنَّه(علیه السلام) أعلم هذه الأمة بعده(صلی اللّه علیه و آله و سلم).

وذكر الموفق رواية أخرى عن عبداللّه بن مسعود قال: قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «قسمت الحكمة عشرة أجزاء، فأعطي علي تسعة، والناس جزاً واحداً»(5) ، ذكر الحديث ابن

ص: 167


1- (1) المناقب، 81.
2- (2) الأمالي، 64 .
3- (3) الرسائل، 4/ 93 .
4- (4) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 312 ؛ الأربلي ، كشف الغمة، 1/ 111 ؛ الحلي ، كشف اليقین ، 50 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 2/ 29 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 1 / 614 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 149 .
5- (5) المناقب، 82.

المغازلي(1)، وابن عساكر(2)، وابن شهر اشوب(3)، وغيرهم(4)، والمقصود بالحكمة تحقيق العلم واتقان العمل(5)، إذ قال اللّه عز وجل (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ)(6).

وذكر حديث بسنده عن ابن عباس قال: قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب»(7)، إنَّ العلم النبوي قد أودع في صدر علي(علیه السلام) ، فمن أراد الوصول إلى منبع هذا العلم فعليه أن يأخذه منه، وهذا يدل على أن علم الإمام علي(علیه السلام) مأخوذ من النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيكون أصوب الطرق للوصول إلى الحكم الشرعي هو اتباع ولاية علي(علیه السلام)، ويؤيد ذلك ما ورد عن علي(علیه السلام) أنه قال عن نفسه: «علمني رسول اللّه ألف باب من العلم فانفتح لي من كل باب ألف باب»(8)، وأما من حيث الدلالة فهو يدل على أنه باب مدينة علم الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وليس لأحد كائنا من كان أنْ يأتي هذه المدينة إلاَّ من هذا الباب، فبنطقه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) تنفتح مدينة علم

ص: 168


1- (1) المناقب، 1/ 352 .
2- (2) تاريخ مدينة دمشق، 42 / 384 .
3- (3) مناقب آل أبي طالب، 1/ 312 .
4- (4) ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 379 ؛ الشافعي، مطالب السؤول، 12 7 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 111؛ الديلمي، إرشاد القلوب، 2/ 212؛ البياضي، الصراط المستقيم، 1/ 226 ؛ المتقي الهندي، 11/ 615 .
5- (5) الكاشاني، زبدة التفاسير، 1/ 422 .
6- (6) البقرة، الآية: 268 .
7- (7) المناقب، 83 .
8- (8) سليم بن قيس الهلالي، كتاب سليم، 330 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 308 ؛ الصدوق، الخصال، 572 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 34 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 22 3 ؛ الشافعي، مطالب السؤول،.16 .

الخاتم(صلی اللّه علیه و آله و سلم) على أهل العالم، وبسكوته تنغلق، أورد هذا الحديث الطبراني(1)، والشيخ الصدوق(2)، والخزار القمي(3)، وغيرهم(4).

وذكر الموفق الخوارزمي رواية ثالثة بسنده عن أبي الحمراء(5) قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه، وإلى نوح في فهمه، وإلى يحيى في زهده، وإلى موسى في بطشه، فلينظر إلى عليّ بن أبي طالب (علیه السلام)»(6)، ذكر هذه الرواية الفتال النيسابوري(7)، وابن عساكر(8)، وغيرهم(9)، بينما أشارت مصادرأخرى(10) إلى رواية تختلف بالألفاظ مفادها، قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «من أراد أن ينظر إلى آدم

ص: 169


1- (1) المعجم الكبير، 11/ 55 .
2- (2) الأمالي، 655 ؛ التوحيد، 307 ؛ الخصال، 547 ؛ عيون أخبار الرضا (علیه السلام) 1 /211 .
3- (3) كفاية الاثر، 184 .
4- (4) الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 126 ؛ المفيد، الإرشاد، 33 ؛ الاختصاص، 238 ؛ الفصول المختارة، 220 ؛ الطوسي، الأمالي، 559 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 3/ 1102 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 102 ؛ ابن حمزة الطوسي، الثاقب في المناقب، 130 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 219/7 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 114 ؛ السيوطي، الجامع الصغیر، 1/ 415 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 148 .
5- (5) أبو الحمراء: هلال بن الحارث فارسي خادم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومن أصحاب الإمام علي(علیه السلام) . ابن حبان، الثقات، 3/ 435 ؛ الطوسي، الرجال، 86 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 4/ 1542 ؛ ابن داود، الرجال، 216 ؛ الأردبيلي، جامع الرواة، 2/ 380 ؛ الشیرازي، الدرجات الرفيعة، 371 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 8/ 367 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 22/ 142 .
6- (6) المناقب، 83 .
7- (7) روضة الواعظين، 128 .
8- (8) تاريخ مدينة دمشق، 42 / 313 .
9- (9) المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 196 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 111؛ الحلي، كشف اليقين، 52 .
10- (10) الصدوق، كمال الدين، 25 ؛ الطوسي، الأمالي، 417 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 57/3 .

في علمه وإلى نوح في سلمه وإلى إبراهيم في حلمه وإلى موسى في فطانته وإلى داود في زهده، فلينظر إلى هذا. فقالوا: فنظرنا فإذا علي بن أبي طالب قد أقبل كأنما ينحدر من صبب »(1) . «وذكر الشهيد التستري(2) في شرح هذه الرواية قائلا: مع اختلاف الالفاظ بین الروايتین لكن المراد واحد هو حمل الإمام علي(علیه السلام) لصفات الأنبياء (علیهم السلام)، ويتضح لنا عن طريق هذه الرواية هو أنَّ الجامع لمثل هذه الصفات الفاضلة المتفرقة في جماعة من الأنبياء (علیه السلام) لا يمكن أن يكون في غیره صفة فاضلة راجحة على تلك الفضائل بل مساواته(علیه السلام) لكل واحد من هؤلاء الأنبياء (علیهم السلام) في صفة هي أخص صفات كماله يوجب أن يكون بمجموع تلك الصفات أفضل من كل واحد منهم(علیهم السلام). وقال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «علي بن أبي طالب فيه تسعين خصلة من خصال الأنبياء جمعها اللّه فيه ولم يجمعها في أحد غیره»(3).

وفي رواية أخرى يورد الموفق الخوارزمي بسنده عن الإمام علي(علیه السلام) قال: «يا رسول اللّه وصني، فقال: قل ربي اللّه ثم استقم، فقلتها وزدت: وما توفيقي إلا باللّه عليه توكلت وإليه أنيب، قال: ليهنئك العلم أبا الحسن، لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا»(4)، هذه الرواية تشير إلى سعة علم أمير المؤمنين(علیه السلام) ومصدريته الإلهية، وذكر هذه الرواية الكوفي(5)، وأبي نعيم الأصبهاني(6)، وابن شهر اشوب(7)، وغيرهم(8).

ص: 170


1- (1) الصبب: وهو ما انحدر من الأرض. الجوهري، الصحاح، 2/ 625 .
2- (2) الصوارم المهرقة، 276 .
3- (3) القندوزي، ينابيع المودة، 2/ 307 .
4- (4) المناقب، 84 .
5- (5) المناقب، 2/ 573 .
6- (6) حلية الأولياء، 1/ 65 .
7- (7) مناقب آل أبي طالب، 2/ 178 .
8- (8) الشافعي، مطالب السؤول، 133 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 112؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 199 ؛ السيوطي، الدر المنثور، 3/ 347 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 177 ؛ الشیرازي،كتاب الأربعین، 439 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 175 .

وعن مسروق(1) قال: «شاممت أصحاب محمد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فوجدت علمهم انتهى إلى علي (علیه السلام) وعمر وعبد اللّه وأبي الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت، ثم شاممت الستة فوجدت علمهم انتهى إلى علي وعبد اللّه »(2)، ومن المعلوم رجوع عبد اللّه بن عباس إلى الإمام علي(علیه السلام)، بل ورد التصريح بأعلمية علي على ابن عباس كما صرح بذلك هو: «علمي إلى علم علي كالقرارة(3) في المثعنجر(4) »(5)، ذكر هذه الرواية ابن سعد(6)، والطبراني(7)، وغيرهم(8)، وزاد الأربلي(9) على ذلك بقوله: «ثم شاممت الاثنین فوجدت علي أفضل من عبد اللّه بن عباس» .

ص: 171


1- (1) مسروق بن الاجدع بن مالك الهمداني، من همدان، يكنى أبو عائشة كوفي تابعي، روي عن الإمام علي (علیه السلام) ومعاذ بن جبل، توفي عام (62 ه-). ابن سعد الطبقات الكبرى، 6/ 138 ؛ البخاري، التاريخ الكبیر، 8/ 35 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 426 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 8/ 397 ؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 456 ؛ الطوسي، الرجال، 28 ؛ الأربلي، تاريخ أربل، 2/ 26 ؛ التستري، قاموس الرجال، 10 / 51 ؛ الأنصاري، معجم الرجال والحديث، 1/ 209 .
2- (2) المناقب، 89 .
3- (3) القرارة: الغدير الصغير. ابن منظور، لسان العرب، 4/ 103 .
4- (4) المثعنجر: هو أَكثر موضع في البحر ماء، أي كالغدير في البحر. ابن منظور، لسان العرب، 4/ 103 .
5- (5) الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 7/ 394 ؛ ابن قدامة، المغني، 7/ 233 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 166/1 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 89 / 104 ؛
6- (6) الطبقات الكبرى، 2/ 351 .
7- (7) المعجم الكبير، 9/ 94 .
8- (8) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 33 / 154 ؛ الذهبي، سیر أعلام النبلاء، 1/ 494 ؛ المقريزي، امتاع السماع، 9/ 131 .
9- (9) كشف الغمة، 1/ 113 .

وقد أورد الموفق الخوارزمي رواية بسنده عن الإمام علي(علیه السلام) قال: «واللّه ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت وأين نزلت وعلى من نزلت، إنَّ ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا ناطقا»(1)، ذكر هذه الرواية أيضاً ابن سعد(2)، والبلاذري(3)، والعياشي(4)، وغيرهم(5)، هذه الرواية تشیر إلى أنَّ أمير المؤمنین(علیه السلام) العارف بوجوه القرآن ومعانيه والعلماء بناسخه ومنسوخه، محكمه ومتشابهة، عامه وخاصه، مطلقه ومقيده، مجمله ومبينه، وهو(علیه السلام) من بيت النبوة ومعدن الرسالة ومهبط الوحي والتنزيل ومنبت التفسیر والتأويل(6)، وقال أمیر المؤمنین(علیه السلام) «نحن أهل بیت النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة»(7)، وأيضا في علم الإمام علي(علیه السلام) في القرآن أنَّه قال «سلوني عن كتاب اللّه فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار، في سهل نزلت أم في جبل»(8).

وعن سعيد بن المسيب أورد الموفق الخوارزمي رواية قال فيها: «ما كان في أصحاب الرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أحد يقول: غیر علي بن أبي طالب (علیه السلام) »(9)، الرواية

ص: 172


1- (1) المناقب، 90 .
2- (2) الطبقات الكبرى، 2/ 338 .
3- (3) أنساب الأشراف، 2/ 99 .
4- (4) تفسير العياشي، 1/ 17 .
5- (5) ابن عساكر، تاريخ دمشق، 42 / 398 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 3/ 637 ؛ التبريزي، الاكمال، 128 ؛ السيوطي، الاتقان، 2/ 493 ؛ تاريخ الخلفاء، 203 .
6- (6) القمي، تفسير القمي، 1/ 20 .
7- (7) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 2/ 283 .
8- (8) الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 116 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 2/ 565 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 89 / 79 .
9- (9) المناقب، 91 .

الآنفة الذكر تؤكد أنَّ الإمام علي(علیه السلام) هو الأعلم من بعد الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو المتمكن من علمة ودينه؛ لذلك يقول سلوني، ذكر هذه الرواية ابن عبد البر(1)، وابن شهر اشوب(2)، وغيرهم(3).

وعن ابن عباس قال: «العلم ستة أسداس لعلي من ذلك خمسة أسداس وللناس سدس ولقد شاركنا في السدس حتى لهو أعلم به منا»(4)، فالإمام علي(علیه السلام) هو أعلم الأصحاب واكثر هذه الأمّة علماً، ذكر هذه الرواية الأربلي(5)، والحنفي(6)، والحلي(7)، بينما ذكر ابن شهر اشوب(8)، والمجلسي(9)، أنَّ هذه الروايه قالها عمر بن الخطاب وليس ابن عباس.

وعن دور الإمام علي(علیه السلام) في جمع القران الكريم والحفاظ عليه أورد الموفق الخوارزمي رواية بسنده عن الإمام علي(علیه السلام) قال «لما قبض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أقسمت - أو حلفت - أن لا أضع ردائي عن ظهري، حتى أجمع ما بین اللوحین،

ص: 173


1- (1) الاستيعاب، 3/ 1103 ؛ جامع بيان العلم وفضله، 1/ 114 .
2- (2) مناقب آل أبي طالب، 1/ 318 .
3- (3) ابن الأثیر، أسد الغابة، 4/ 22؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 13 / 106 ؛ ابن طاووس، بناء المقالة الفاطمية، 202 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 167 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال،131/13 .
4- (4) المناقب، 92 .
5- (5) كشف الغمة، 1/ 115 .
6- (6) نظم درر السمطين، 128 .
7- (7) كشف اليقين، 64 .
8- (8) مناقب آل أبي طالب، 1/ 311 .
9- (9) بحار الأنوار، 40 / 147 .

فما وضعت ردائي عن ظهري حتى جمعت القرآن»(1)، هذه الرواية تشیر إلى أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) هو أول من جمع القران الكريم بعد وفاة النبي محمد(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبتكليف منه والروايات في ذلك كثیرة، ففي قوله تعالى (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ)(2) ذكر ابن عباس قال «ضمن اللّه محمدا أنَّ يجمع القرآن بعد رسول اللّه علي بن أبي طالب، فجمع اللّه القرآن في قلب علي وجمعه علي بعد موت رسول اللّه بستة اشهر»(3)، وعن الإمام الباقر(علیه السلام) قال «ما ادعى أحد من الناس أنَّه جمع القرآن كله كما أنزل إلا كذاب، وما جمعه وحفظه كما نزله اللّه تعالى إلا علي بن أبي طالب (علیه السلام) والأئمة من بعده (علیهم السلام)»(4).

وأورد الموفق الخوارزمي بسنده عن ابن سیرين(5) قال: «إنَّ عمر سأل الناس وقال: كم يتزوج المملوك؟ وقال لعلي (علیه السلام): إياك أعني يا صاحب المغافري- رداء كان عليه-، فقال (علیه السلام): ثنتین»(6)، هذه الرواية تصرح بعلم الإمام علي(علیه السلام)

ص: 174


1- (1) المناقب، 94 .
2- (2) القيامة، الآية: 17 .
3- (3) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 319 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 155 .
4- (4) الكليني، الكافي، 1/ 228 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 89 / 88 .
5- (5) ابن سیرين: محمد بن سیرين أبو بكر البصري الأنصاري، تابعي، وكان مولى أنس بن مالك، مات سنة (110 ه-)، قال عنه ابن سعد والعجلي وابن حجر انه «ثقة». ابن سعد، الطبقات الكبرى، 143/7 ؛ البخاري، التاريخ الكبیر، 1/ 90 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 405 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 280/7 ؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 349 ؛ القمي، الكنى الألقاب، 1/ 319 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 7/ 132 ؛ التستري، قاموس الرجال، 9/ 322 ؛ الأنصاري، معجم الرجال والحديث، 2/ 159 .
6- (6) المناقب، 96 .

بالأحكام، ذكر هذه الرواية ابن شهر اشوب(1)، والمحب الطبري(2)، وغيرهم(3).

وعن ابن عباس قال: «كنا في جنازة، فقال علي بن أبي طالب (علیه السلام) لزوج أم الغلام: أمسك عن امرأتك فقال عمر: ولِمَ يمسك عن امرأته؟ أخرج مما جئت به قال: نعم، تريد أن تستبرئ رحمها، فلا يلقى فيه شيء فيستوجب به المیراث من أخيه، ولا میراث له. فقال عمر: أعوذ باللّه من معضلة لا علي لها»(4)، وهذا إجراء احترازي، يهدف إلى حفظ الحقوق لأصحابها، وهو من وظائف الإمام(علیه السلام) بالنسبة لرعيته، ولا تصح الغفلة عنه، وهو يشیر أيضًا أنَّ الإمام والحاكم يحتاج إلى معرفة تامة بأحوال الرعية، وأنَّ عليه أن يحتاط لها انطلاقاً من هذه المعرفة، ذكر هذه الرواية ابن شهر اشوب(5)، والحنفي(6)، والمجلسي(7).

أورد الموفق الخوارزمي رواية بسنده عن محمد بن خالد الضبي(8) قال:

ص: 175


1- (1) مناقب آل أبي طالب، 2/ 191 .
2- (2) الرياض النضرة، 3/ 164 .
3- (3) الجويني، فرائد السمطين، 1/ 348 ؛ البحراني، غاية المرام، 261 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 236 .
4- (4) المناقب، 96 .
5- (5) مناقب آل أبي طالب، 2/ 191 .
6- (6) نظم درر السمطين، 131 .
7- (7) بحار الأنوار، 40 / 235 .
8- (8) محمد بن خالد: أبو خيبة الضبي، وقيل أبو يحيى، سمع سعيد بن جبیر وعطاء والحكم، روى عنه الثوري وسعيد بن خثيم، وعدة الشيخ الطوسي من أصحاب الإمام الصادق(علیه السلام). سليم بن قيس، كتاب سليم، 45 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 7/ 241 ؛ الدارقطني، المؤتلف والمختلف، 873/2 ؛ الطوسي، الابواب، 281 ؛ الذهبي، الكاشف، 2/ 168 ؛ تاريخ الإسلام، 3/ 727 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 4/ 196 ؛ الاردبيلي، جامع الرواة، 2/ 107 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 17 / 66 ؛ التستري، قاموس الرجال، 9/ 247 .

«خطبهم عمر بن الخطّاب فقال: لو صرفناكم عمّا تعرفون إلى ما تنكرون ما كنتم صانعین؟ قال فسكتوا، فقال ذلك ثلاثًا، فقام عليّ (علیه السلام) فقال: يا عمر إذن كنّا نستتيبك، فإن تبت قبلناك قال: فإن لم أتَبْ؟ قال: إذن نضرب الذي فيه عيناك، فقال: الحمد للّه الذي جعل في هذه الأمّة من إذا اعوججنا أقام أودنا»(1)، وذكر هذه الرواية الأربلي(2)، والحلي(3)، والمجلسي(4).

أورد الموفق الخوارزمي ثلاث روايات في أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) الأذن الواعية الرواية الأولى جاءت بسند الإمام علي(علیه السلام) قال: «ضمني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال

لي أمرني ربي أن أدنيك ولا أقصيك وان تسمع وتعي، وحق على اللّه أن تسمع وتعي فنزلت: (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)(5)»(6)، هذه الرواية تؤكد وبشكل صريح وعلى لسان رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأن الأذن الواعية هو أمیر المؤمنین(علیه السلام)، أورد الرواية الكوفي(7)، والطبري(8)، وابن أبي حاتم الرازي(9)، وغيرهم(10).

ص: 176


1- (1) المناقب، 99 .
2- (2) كشف الغمة، 1/ 116
3- (3) كشف اليقين، 64 .
4- (4) بحار الأنوار، 40 / 180 .
5- (5) الحاقة، الآية: 12.
6- (6) المناقب، 282 .
7- (7) المناقب، 2/ 21.
8- (8) جامع البيان، 29 / 69 .
9- (9) التفسير، 10 / 3370 .
10- (10) فرات الكوفي، التفسیر، 501 ؛ الصدوق، الخصال، 576 ؛ ابن مردويه، المناقب، 337 ؛ أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء، 1/ 67 ؛ الثعلبي، التفسیر، 10 / 28 ؛ الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل لقواعد التفضيل، 2/ 363 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 250 ؛ الطبرسي، التبيان في تفسیر القران، 10 / 107 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 275 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 290 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 136 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 5/ 472 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 327 .

وفي رواية أخرى بسند ابن عباس قال الموفق الخوارزمي: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «لما نزلت: (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ)، قال النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم): سألت ربي عز وجل أن يجعلها أذن علي»(1)، وهذا دعاء رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام) بأن يجعل أذنه الأذن الواعية، أورد هذه الرواية البلاذري(2)، والكوفي(3)، وابن أبي حاتم الرازي(4)، وغيرهم(5).

ورواية أخرى عن الإمام علي(علیه السلام) قال: «ماسمعت من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) شيئا إلا حفظته ووعيته ولم أنسه»(6)، الإمام علي(علیه السلام) في هذه الرواية يصرح بحفظ جميع ما سمعه من رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) حفظه ووعيهه ولم ينساه، أورد الرواية الكوفي(7)، وابن أبي حاتم الرازي(8)، وغيرهم(9).

ص: 177


1- (1) المناقب، 282 - 283 .
2- (2) أنساب الأشراف، 2/ 121.
3- (3) المناقب، 1/ 196 .
4- (4) التفسير، 10 / 3369 .
5- (5) فرات الكوفي، التفسیر، 501 ؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 67/2 ؛ ابن مردويه، المناقب، 338 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 105 ؛ القرطبي، التفسیر، 18 / 264 ؛ ابن كثیر، التفسیر، 441/4 ؛ الزيلعي، تخريج الاحاديث والآثار، 4/ 84 ؛ السيوطي، الدر المنثور، 6/ 260 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 5/ 471 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 329 .
6- (6) المناقب، 283 .
7- (7) المناقب، 1/ 196 .
8- (8) التفسير، 10 / 3369 .
9- (9) فرات الكوفي، التفسیر، 501 ؛ ابن مردويه، المناقب، 338 ؛ ابن كثیر، التفسیر، 4/ 441 ؛ الزيلعي، تخريج الأحاديث والآثار، 4/ 84 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 5/ 471 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 329 .

إنَّ الروايات التي ذكرها الموفق وأوردتها المصادر الشيعية والسنية على حدًا سواء تؤكد بأنَ أمیر المؤمنین(علیه السلام) هو الأذن الواعية، وفي تفسیر الآية (وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ) بمعنى أن تحفظها أذن حافظة(1).

ثانيًا: قضاء الإمام علي(علیه السلام)

ذكر الموفق الخوارزمي، روايات عدة واسانيد مختلفة عن نبوغ الإمام علي(علیه السلام) في القضاء، فهو كما ذكر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أقضى الصحابة إذ قال(صلی اللّه علیه و آله و سلم) : «أقضى أمتي علي بن أبي طالب»(2).

أورد الموفق رواية بسنده عن الإمام الحسن(علیه السلام) قال: «إنَّ عمر بن الخطاب أتي بامرأة مجنونة حبلى، قد زنت، فأراد أن يرجمها، فقال له علي: أو ما سمعت ما قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال وما قال؟ قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يبرأ، وعن الغلام حتى يدرك، وعن النائم حتى يستيقظ، قال: فخلّى عنها »@3، ذكر هذه الرواية الحاكم النيسابوري(3)، وابن خزيمة(4)، وغيرهم(5).

ص: 178


1- (1) الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 10 / 107 ؛ ابن عربي، التفسیر، 2/ 345 ؛ المازدندراني، شرح أصول الكافي، 7/ 88 .
2- (2) الصدوق، الأمالي، 642 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 1/ 17 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 111؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 167 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 1/ 198 ؛ الباعوني الشافعي، جواهر المطالب، 1/ 203 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 135 .
3- (4) المستدرك على الصحيحين، 1/ 389 .
4- (5) الصحيح، 2/ 102 .
5- (6) الدارقطني، السنن، 4/ 163 ؛ البيهقي، السنن الكبرى، 4/ 448 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 4.

وأورد رواية عن الإمام علي(علیه السلام) قال: «لما كان في ولاية عمر، أتي بامرأة حامل، فسألها عمر فاعترفت بالفجور، فأمر عمر أن ترجم. فلقيها علي بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: ما بال هذه؟ فقالوا: أمر بها عمر أن ترجم. فردها علي(علیه السلام) فقال: أمرت بها أن ترجم؟ فقال: نعم، اعترفت عندي بالفجور. فقال علي (علیه السلام): هذا سلطانك عليها، فما سلطانك على ما في بطنها؟ قال علي(علیه السلام) : فلعلك انتهرتها أو أخفتها؟ فقال: قد كان ذلك. فقال (علیه السلام): أو ما سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: لا حد على معترف بعد بلاء؛ إنَّه من قيدت أو حبست أو تهددت، فلا إقرار له، قال: فخلى عمر سبيلها، ثم قال: عجزت النساء أن تلد مثل علي بن أبي طالب، لولا علي لهلك عمر»(1)، ذكر هذه الرواية زيد بن علي(علیه السلام)(2) ، والأربلي(3)، وغيرهم(4)، وهذه الرواية الثانية التي تؤكد أفضلية الإمام علي(علیه السلام) ومعرفته بأحكام الدين وأحاديث النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) واعراف عمر بن الخطاب بهذه الأفضلية بقوله «لو لا علي لهلك عمر».

وعن تفوق الإمام علي(علیه السلام) في القضاء يذكر الموفق الخوارزمي رواية عن الإمام علي(علیه السلام) قال «بعثني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى اليمن فقلت: تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري ما القضاء؟ فضرب في صدري بيده وقال: اللهم اهد

ص: 179


1- (1) المناقب، 81 .
2- (2) المسند، 335 .
3- (3) كشف الغمة، 1/ 110 .
4- (4) المحب الطبري، ذخائر العقبى، 1/ 80 ؛ الرياض النضرة، 3/ 163 ؛ الحلي، كشف اليقین، 63 ؛الجويني، فرائد السمطين، 1/ 350 - 351 .

قلبه وثبت لسانه، قال: فو الذي فلق الحبة ما شككت في قضاء بن اثنین»(1)، عن طريق هذه الرواية يتبین لنا أنَّ بعث الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام) للقضاء في اليمن وهو شاب، وأنَّ القضاء من المناصب المهمة فبعثه الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وذلك لثقة الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأمیر المؤمنین(علیه السلام) وكذلك الدعاء له بإهداء قلبه وتثبيت لسانه وعدم الشك بعد هذه اللحظة في قضاء الإمام علي(علیه السلام)، ذكر هذه الرواية ايضا ابن سعد(2)، وأحمد بن حنبل(3)، وابن ماجة(4)، وغيرهم(5).

وفي رواية عن أبي سعيد الخدري ذكرها الموفق الخوارزمي قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «ارحم هذه الأمّة بها أبو بكر، وأقواهم في دين اللّه عمر، وأفرضهم زيد، وأقضاهم علي، وأصدقهم حياء عثمان، وأمين هذه الأمّة أبو عبيدة بن الجراح، وأقرأهم لكتاب اللّه أبي بن كعب، وأبو هريرة وعاء من العلم، وسلمان علم علمًا لا يدرك، ومعاذ بن جبل أعلم الناس بحلال اللّه وحرامة، وما أضلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة اصدق من أبي ذر»(6)، ذكر هذه الرواية بهذا السند الآجري(7)، وهذه الرواية جاءت أسانيد بعدة ولا يمكن قبولها؛ وذلك لعدم ذكرها في المصادر الإمامية ووردت عن أحمد بن حنبل(8)،

ص: 180


1- (1) المناقب، 83 .
2- (2) الطبقات الكبرى، 2/ 337 .
3- (3) المسند، 1/ 83 .
4- (4) السنن، 2/ 774 .
5- (5) الكوفي، المناقب، 2/ 606 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 301 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 195 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 204 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1/ 19 ؛ الزيلعي، نصب الراية، 5/ 36 .
6- (6) المناقب، 84 .
7- (7) الشريعة، 4/ 2073 .
8- (8) فضائل الصحابة، 446 ؛ المسند، 20 / 252 .

وغيره(1) بسندهم عن أنس بن مالك المعروف بعداء للإمام علي(علیه السلام) وهو الذي أكتم شهادته في حديث الغدير فذكرت المصادر(2) أنَّ الإمام علي(علیه السلام) قال لأنس بن مالك وقد كان بعثه إلى طلحة والزبير لما جاء إلى البصرة يذكرهما شيئا مما سمعه من رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في معناهما فلوى عن ذلك فرجع إليه فقال: إني انسيت ذلك الأمر فقال (علیه السلام) له: إن كنت كاذبا فضربك اللّه بها بيضاء لامعة لا تواريها العمامة، فأصابه اللّه بالبرص، ووجود سفيان بن وكيع في سلسلة السند الذي قال عنه البخاري «يتكلمون فيه لأشياء لقنوه إياها » وقال عنه أبي زرعة «يتهم بالكذب»(3)، وقال عنه ابن حبان(4)، «ابتلى بوراق سوء كان يدخل عليه الحديث.. يستحق الترك »، وقال عنه الذهبي(5) «ضعيف»، وذكر الترمذي(6) انه حديث غريب، واكد ابن حجر العسقلاني(7) إنَّ هذا الحديث مرسل، ونحن نعتقد أنَّ هذا الحديث موضوع وأنَّ واضعه إنما ذكر اسم أمير المؤمنين(علیه السلام) ليروج باطله على عوام الناس، ويخدع به المستضعفين، وليرفع شأن اشخاص هم أقل شأنًا من الإمام علي(علیه السلام) بل أنَّه أراد أن يضيف أفضلية لبعضهم في مجالات محدده كالعلم

ص: 181


1- (1) البزار، المسند، 13 / 259 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحن، 3/ 477 ؛ أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء، 3/ 122؛ البيهقي، السنن الكبرى، 6/ 345 ؛ البغوي، شرح السنة، 131/14 .
2- (2) ابن قتيبة الدينوري، المعارف، 580 ؛ الواسطي، عيون الحكم، 164 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 4/ 74 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 5/ 398 ؛ الديلمي، إرشاد القلوب، 2/ 22 8 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 96 .
3- (3) الذهبي، ميزان الاعتدال، 2/ 173 ؛ ا بن حجر العسقلاني، تهذيب التهذيب، 4/ 123 - 124 .
4- (4) المجروحين، 1/ 359 .
5- (5) المغني في الضعفاء، 1/ 269 .
6- (6) السنن، 6135 .
7- (7) فتح الباري، 7/ 93 .

والأمانة والصدق والحياء، وهي منهجية اعتادت الآلة الإعلامية الأموية والعباسية على ترويجها بغضاً بالإمام علي(علیه السلام) وبآل بيته، وإنَّ ذكرها من قبل الموفق الخوارزمي في كتاب مخصص لمناقب وفضائل الإمام علي(علیه السلام) يؤكد انحيازه بتلك المنهجية الأموية- العباسية، والرسول في أكثر من مناسبة يؤكد على أفضلية الإمام علي(علیه السلام) على الصحابة إذ قال(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا علي أخصمك(1) بالنبوة ولا نبوة بعدي وتختصم بسبع ولا يحاجك فيه أحدٌ من قريش: أنت أولهم إيمانًا باللّه، وأوفاهم بعهده اللّه، وأقومهم بأمر اللّه، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند اللّه مزية»(2).

وذكر الموفق الخوارزمي رواية عن ابن عباس قال: «خطبنا عمر فقال: علي أقضانا، وأبي أقرأنا»(3)، هذه الرواية تشیر إلى أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) أقضى الأصحاب بعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وقد ذكرها ابن أبي شيبة الكوفي(4)، والبلاذري(5)، والحاكم النيسابوري(6)، وغيرهم(7).

ص: 182


1- (1) أخصمك: أغلبك. ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 10 / 222.
2- (2) الصدوق، الخصال، 363 ؛ أبو نعيم الأصفهاني، حلية الأبرار، 1/ 65 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 58 ؛ ابن أبي الحديد، 9/ 173 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 167 ؛ ذخائر العقبى، 83 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 151 ؛ الحلي، كشف اليقین، 283 ؛ الشافعي، جواهر المطالب، 1/ 204 ؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والإرشاد، 11/ 296 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 617 ؛ الشیرازي، كتاب الأربعین، 453 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 10 .
3- (3) المناقب، 92 .
4- (4) المصنف، 7/ 183 .
5- (5) أنساب الأشراف، 2/ 97 .
6- (6) المستدرك على الصحيحين، 3/ 305 .
7- (7) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 402 ؛ المزي، تهذيب الكمال، 20 / 485 ؛ الذهبي، تذكرة الحفاظ، 3/ 820 ؛الصفدي، الوافي بالوفيات، 21/ 179 ؛ الشیرازي، كتاب الأربعین، 429 .

وعن قضاء الإمام علي(علیه السلام) أورد الموفق الخوارزمي رواية عن شريح(1) قال: «إنَّه تقدمت إليه امرأة فقالت: أيّها القاضي إنّي جئتك مخاصمة، فقال لها: وأين خصمك؟ فقالت: أنت خصمي، فأخلى لها المجلس وقال لها: تكلَّمي، فقالت: إنّي امرأة لي إحليل ولي فرج، فقال: قد كان لأمیر المؤمنین من ذا قصة وورث من حيث جاء البول، وكان شريح قاضي علي بن أبي طالب (علیه السلام)، فقالت: إنّه يجيء منها جميعا، فقال: من أين سبق البول؟ قالت: ليس منها شيئا يسبق يجيئان في وقت واحد وينقطعان في وقت واحد، فقال: إنَّك لتخبرين بعجيب، فقالت: أخبرك بما هو أعجب من هذا، تزوّجني ابن عمّ لي وأخدمني خادمة فوطأتها فأولدتها ولدا، وإنما جئتك لما ولد لي لتفرق بيني وبین زوجي، فقام من مجلس القضاء فدخل على علي (علیه السلام) فأخبره بما قالت المرأة، فأمر بها فأدخلت وسألها عمّا قال القاضي، فقالت: هو الذي أخبرك، قال: فأحضر زوجها ابن عمها فقال له علي أمیر المؤمنین (علیه السلام): هذه امرأتك وابنة عمك؟ قال: نعم، قال: قد علمت ما كان؟ قال: نعم قد أصدقتها خادمة فوطأتها فأولدتها، قال: ثمّ وطأتها بعد ذلك؟ قال نعم، قال له علي (علیه السلام): لأنت أجسر من الأسد، عليّ بدينار الخصي(2) - وكان معدلا - وبامرأتین، فأتى بهم، فقال: خذوا هذه المرأة إن كانت مرأة

ص: 183


1- (1) شريح القاضي: بن الحارث بن قيس بن الجهم، يكنى أبا امية وهو من التابعین، وكان القاضي في زمن عمر واستمر في القضاء حتى في زمن الإمام علي (علیه السلام) على رغم من اختلافه معه في الكثیر من المسائل الفقيه، وطرده الإمام علي (علیه السلام) فتره من الزمن من الكوفة ثم اعاده إليها، وروي عن الإمام علي (علیه السلام) وعن عمر وروى عنه ابنه ميسرة، وتوفي سنة (78 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 182/6 ؛ وكيع، أخبار القضاة، 2/ 198 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 4/ 332 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 2/ 701 ؛ الكرباسي، إكليل المنهج، 570 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 204/4 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 10 / 20 .
2- (2) دينار الخصي: كان من أصحاب علي (علیه السلام)، وثقاته. الخوئي، معجم رجال الحديث، 8/ 153 .

فأدخلوها بيتا وألبسوها ثيابا وجرّدوها من ثيابها وعدوّا أضلاع جنبيها، ففعلوا ذلك ثمّ خرجوا إليه فقالوا: يا أمیر المؤمنین عدد أضاع الجانب الأيسر ثمانية عشر ضلعا والجانب الأيسر سبعة عشر ضلعا، فدعا الحجّام فأخذ من شعرها وأعطاها رداء وحذاء وألحقها بالرجال، فقال الزوج: يا أمیر المؤمنین امرأتي وابنة عمي ألحقتها بالرجال فمن أين أخذت هذه القضية؟ قال: إنّ ورثتها من أبي آدم، وحواء خلقت من ضلع آدم، وأضلاع الرجل أقلّ من أضلاع النساء بضلع، وعدد أضلاعها أضلاع رجل، فأمر بهم فأخرجوا»(1)، هذه الرواية تصرح بعلم أمیر المؤمنین(علیه السلام) وقدرته الهائلة في الفصل بالأحكام لما يمتلكه من سعه علم في جميع العلوم، ذكر الرواية أيضاً ابن حيان(2)، والشيخ الطوسي(3)، وغيرهم(4).

إنَّ ما ذكره الموفق الخوارزمي من روايات حول قضاء الإمام علي(علیه السلام) ، يمثل غيض مما أفاضت به كتب التاريخ على مختلف توجهاتها ومشاربها في دور الإمام علي(علیه السلام) في إرساء قواعد النظام القضائي في الدولة العربية الإسلامية، فذكر ابن أبي الحديد(5)، أنَّ الإمام علي(علیه السلام) قام بتأسيس بيت القصص إذ إنَّه لم يعرف الإسلام قبل علي(علیه السلام) هذه البادرة، فلأول مرة في التاريخ الإسلامي بادر الإمام أمیر المؤمنین(علیه السلام) في أثناء تولّيه السلطة، إلى تأسيس «بيت القصص» لكي يكون موضعًا لمعالجة مشكلات الناس وتظلماتهم؛ فمن لا يستطيع من أبناء

ص: 184


1- (1) المناقب، 101 - 102 .
2- (2) أخبار القضاة، 2/ 197 .
3- (3) تهذيب الأحكام، 9/ 354 .
4- (4) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 197 ؛ عماد الدين الأعرج، كنز الفوائد في حل مشكلات القواعد، 3/ 416 بن العلامة، إيضاح الفوائد، 4/ 266 ؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 26 / 286 .
5- (5) شرح نهج البلاغة، 17 / 87 .

الشعب أن يوصل مشكلته شفوياً أو لا يرغب أن يعبر عنها بهذه الصيغة، بمقدوره أن يكتب قصته، ويوصل قضيته عن هذا الطريق.

ثالثًا: حكم الإمام علي(علیه السلام) :

أورد الموفق الخوارزمي رواية بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي(1) قال: «خطب علي (علیه السلام) بالكوفة فقال: أيَّها الناس، إنَّ أخوف ما أخاف عليكم طول الأمل واتباع الهوى، فأما طول الأمل فينسي الآخرة، وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق، ألا وإنَّ الدنيا قد ولت مدبرة، والآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، والآخرة حساب ولا عمل»(2). ذكر هذه الرواية ابن شيبه الكوفي(3)، والبلاذري(4)، وغيرهم(5)، وفي تفسیر هذه الرواية ذكر الشيخ محمد مهدي شمس الدين(6) أن الإمام(علیه السلام) قد ذكر طول الأمل ينسي الآخرة، ومن البین أنَّ الإنسان حین ينسى

ص: 185


1- (1) أبو عبد الرحمن السلمي: عبد اللّه بن حبيب أحد أعلام التابعين وثقاتهم، صحب أمیر المؤمنين(علیه السلام) وسمع منه وروى عنه، كوفي توفي سنة (74 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 212؛ البرقي، الرجال، 5؛ العجلي، الثقات، 1/ 253 ؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 9؛ الحلي، خلاصة الأقوال، 308 ؛ ابن داود، الرجال، 118 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 3/ 96 ؛ الأردبيلي، جامع الرواة، 2/ 397 ؛ المازندراني، منتهى المقال، 4/ 173 ؛ القمي، الكنى والألقاب، 1/ 115 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 11/ 165 .
2- (2) المناقب، 363 .
3- (3) المصنف، 8/ 155 .
4- (4) أنساب الأشراف، 2/ 114 .
5- (5) المفيد، الأمالي، 93 ؛ البيهقي، شعب الايمان، 7/ 369 ؛ الطوسي، الأمالي، 117 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 494 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 7/ 342 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 3/ 818 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 67 / 77 .
6- (6) دراسات في نهج البلاغة، 245 .

أن ثمة عالما آخر سيصير إليه، فإنَّه يحصر جميع وجوه نشاطه في العمل لدنياه، وهكذا يدفع طول الأمل إلى اتباع الهوى إذ قال تعالى (وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ)(1)، والذي عرفه الإمام (علیه السلام) بأنَّه يصد عن الحق، فهو يحمل صاحبه على ارتكاب المعاصي في سبيل الوصول إلى ما يريد، وكنا نعلم بأنَّ المصیر هو الموت، وإنَّنا سنصير بعد الموت إلى عالم آخر نجزى بما قدمناه من أعمالنا: نثاب إن أحسنا ونؤخذ بجرائرنا إن كنا من ذوي الجرائر، ومن البین أنه(علیه السلام) لا يدعو إلى ترك الدنيا وإنما يدعو إلى العمل للآخرة، وكأن الإمام(علیه السلام) يدعو إلى الجمع بین الآخرة والدنيا، فهو لا ينهى عن العمل للدنيا، وإنما ينهى عن الاستغراق في هذا العمل، حيث ينسى الانسان الآخرة ويقفر ضمیره من الشعور باللّه، وينقطع ما بينه وبین مجتمعه من أواصر الود والرحمة، وذلك كله يحول بينه وبین أن يبلغ المثل الأعلى في الإسلام.

وعن شيخ من بني عدي ذكر الموفق الخوارزمي: «قال رجل لعلي بن أبي طالب (علیه السلام)، يا أمیر المؤمنین صف لنا الدنيا، فقال: وما أصف لك من دار من صح فيها أمن، ومن سقم فيها ندم، ومن استغنى فيها فتن، في حلالها حساب وفي حرامها عذاب»(2)، إنَّ كلام أمیر المؤمنین(علیه السلام) يعرفهم حالهم في الدنيا وما لهم في الآخرة، ليكونوا على بصیرة من أمرهم، وليعدوا عدتهم وليأخذوا حذرهم، ولكي لا تأخذهم الغفلة عن مصيرهم الذي لابَّد منه، وهو باختيارهم، إما إلى نعيم الأبد بكرامة اللّه متشرفین، أو إلى نار أبدت للجبارين والمتكبرين(3)، أورد هذه

ص: 186


1- (1) ص، الآية: 26 .
2- (2) المناقب، 364 .
3- (3) الخراساني، مفتاح السعادة، 7/ 380 .

الرواية القالي(1)، والكراجكي(2)، وغيرهم(3).

وبإسناده عن حماد بن إبراهيم(4)، قال: قال الإمام علي(علیه السلام) «التوفيق خیر قائد، وحسن الخلق خیر قرين، والعقل خیر صاحب، والأدب خیر میراث، ولا وحشة أشد من العجب»(5).

وفي رواية اخرى عن حماد بن إبراهيم قال ذكر الموفق الخوارزمي: أنَّ علي بن أبي طالب (علیه السلام) جمع الدنيا والآخرة في خمس كلمات كان يقول: اللهم إني أسألك من الدنيا وما فيها ما أسد به لساني، وأحصن به فرجي، وأؤدي به أمانتي، وأصِل به رحمي، وأتجر به لآخرتي»(6)، إنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) جمع الدنيا والآخرة في خمس كلمات وهو من دعاء له(علیه السلام) في الغايات التي يطلب الدنيا لأجله وتكون عونًا على الآخرة، ذكر هذا الرواية ابن حبان(7)، وابن طاووس(8)، بالإضافه إلى الحنفي(9)، والمجلسي(10).

ص: 187


1- (1) الأمالي، 2/ 122.
2- (2) كنز الفوائد، 160 .
3- (3) الغزالي، أحياء علوم الدين، 9/ 167 ؛ الاشتري، تنبيه الخواطر، 1/ 145 ؛ النويري، نهاية الارب، 248/5 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 3/ 720 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 75 / 91 .
4- (4) حماد بن إبراهيم اليشكري روى عن فاطمة اليشكرية وعن عائشة روى عنه عارم. ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 3/ 132 .
5- (5) المناقب، 365 ؛ وانظر ايضا: ابن حبان، الثقات، 8/ 175 ؛ البيهقي، شعب الايمان، 4/ 161 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 509 ؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، 200 ؛ الدر المنثور، 6/ 109 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 16 / 269 .
6- (6) المناقب، 365 .
7- (7) الثقات، 8/ 175 .
8- (8) اقبال الاعمال، 1/ 130 .
9- (9) درر السمطين، 151 .
10- (10) بحار الأنوار، 94 / 334 .

وبإسناده عن عبد خیر(1) قال: قال أمیر المؤمنین(علیه السلام) «أحبب حبيبك هوناً ما(2)، عسى أن يكون بغيضك يوما ما، وأبغض بغيضك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوما ما»(3)، قد أمر(علیه السلام) في هذه الحكمة برعاية العدالة في إظهار المحبة والعداوة وحفظهما في حد لائق بكلّ حبيب وعدو، والاجتناب من الإفراط في إظهار المحبة بالنسبة إلى الحبيب وكشف جميع الأسرار لديه وتسليطه على ما لا ينبغي تسليط العدو عليه، وعدم الاصرار على إظهار العداوة بالنسبة على العدو وانتهاك جميع الحرمات بينه وبينه، فإنَّ المحبة والعداوة عارضتان مفارقتان ربما تزول المحبة، وربما تنقلب إلى العداوة، كما أن العداوة ربما تزول وربما تتبدل بالمحبة(4)، وقد وردت هذه الحكمة عند ابن أبي شيبه الكوفي(5)، والبخاري(6)، ومصادر أخرى كثیرة(7).

ص: 188


1- (1) عبد خیر الخیراني: من أصحاب الإمام علي(علیه السلام) وروي عنه، من همدان. البرقي، الرجال، 6؛ الطوسي، رجال الطوسي، 78 ؛ العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، 472 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث،310/10 .
2- (2) الهون: الرفق واللين والوقار. أبو منصور، تهذيب اللغة، 6/ 232 .
3- (3) المناقب، 367 .
4- (4) الخوئي، منهاج البراعة، 21/ 354 .
5- (5) المصنف، 8/ 341 .
6- (6) الأدب المفرد، 280 .
7- (7) ابن شبه، تاريخ المدينة، 4/ 1266 ؛ الترمذي، السنن، 3/ 243 . البلاذري، أنساب الأشراف، 588/5 ؛ الحربي، غريب الحديث، 3/ 1059 ؛ الطبراني، المعجم الأوسط، 3/ 357 ؛ السمرقندي، التفسیر، 2/ 53 ؛ البيهقي، شعي الإيمان، 5/ 260 ؛ الطوسي، الأمالي، 364 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 5؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 16 / 110 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 56/5 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 8/ 88 ؛ السوطي، الجامع الصغیر، 1/ 39 ؛المتقي، الهندي، كنز العمال، 24/9 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 34 / 331 .

وأيضا عن عبد خیر قال الموفق الخوارزمي: قال الإمام علي(علیه السلام) «لا يقل عمل مع تقوى وكيف يقل ما يُتقبّل»(1)، قال المازندراني(2): إنَّ قول الإمام علي(علیه السلام) «لا يقل عمل مع تقوى» بمعنى أنَّ كلَّ عمل بنى على التقوى لا يقل لكونه عظيماً في ذاته وكثیرًا، وكذلك أنَّه لا ينبغي أن يعد قليلا بقوله(علیه السلام) «وكيف يقل ما يتقبل» لأنَّ العمل مع التقوى مقبول قطعًا لقوله تعالى (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)(3)، ذكر هذا القول في نهج البلاغة(4)، وذكرة الكليني(5)، وابن شعبه الحراني(6)، والمفيد(7)، وغيرهم(8).

وعن عطاء بن أبي رباح(9) قال: استعمل علي بن أبي طالب(علیه السلام) رجلاً(10) في

ص: 189


1- (1) المناقب، 368 .
2- (2) شرح أصول الكافي، 8/ 240 .
3- (3) المائدة، الآية: 27 .
4- (4) خطب الإمام علي(علیه السلام) 22 /4 .
5- (5) الكافي، 2/ 75 .
6- (6) تحفة العقول، 278 .
7- (7) الأمالي، 194 .
8- (8) الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، 541 ؛ السيوطي، الدر المنثور، 2/ 236 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 3/ 697 ؛ المازدراني، شرح أصول الكافي، 8/ 240 ؛ الحر العاملي، وسائل الشيعة، 15 / 240 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 75 / 135 .
9- (9) عطاء بن أبي رباح: هو عطاء بن أبي رباح المكي أبو محمد بن أسلم، ولد في اليمن ونشأ في مكة، وهو من أصحاب الإمام علي(علیه السلام) وممن سمع منه، وقيل عنه «خلط »، سمع ابن عباس وأبي سعيد الخدري وغيرهم، توفي عام (114 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 20 - 22؛ العجلي، الثقات، 332/1 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 6/ 330 ؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 198 - 199 ؛ الطوسي، الرجال، 75 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 3/ 277 ؛ المازندراني، منتهى المقال، 4/ 309 ؛ البروجردي، طرائف المقال، 2/ 99 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 12/ 158 .
10- (10) الرجل هو معقل بن قيس الرياحي. ابن أبي شيبة الكوفي، المصنف، 8/ 155 ؛ ابن حمدون، التذكرة الحمدونية، 1/ 350 ؛ الراوندي، منهاج البراعة، 3/ 25 ؛ الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، 82 ؛ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 15 / 92 ؛ ابن ميثم البحراني، اختيار مصباح السالكين، 482 ؛ شرح نهج البلاغة، 4/ 379 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 396 .

سرية فقال له: «أوصيك بتقوى اللّه، الذي لا بد لك من لقائه، ولا منتهى لك دونه، هو يملك الدنيا والآخرة»(1)، في شرح هذه الحكمة قال ابن ميثم البحراني(2): في هذه الحكمة يتضح لنا أمور عده أشار إليها أمیر المؤمنین(علیه السلام) في وصيته أولهما: جذبه إلى التقوى بالتخويف من لقاء اللّه، والثانية: تسهيل الجهاد عليه فإنّه لمّا كان معتقدا أنّ الجهاد طاعة مقرّبة إلى اللّه تعالى أشعره بوجوب لقائه ليستعدّ بتلك الطاعة الَّتي هو بصددها لما يضطرّ إليه من لقائه. والثالثة: أنّه أمره بتقوى اللّه وخوّفه بضرورة لقائه تعالى ليكون أسرع إلى ما يأمره به وينهاه عنه من الأمور المذكورة في وصيّته، وردت هذه الوصية في نهج البلاغة(3)، وذكرها ابن أبي شيبة الكوفي(4)، وابن حمدون(5)، والراوندي(6)، ومصادر أخرى(7).

وبسنده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري(8) قال: قال أمیر المؤمنین «يا جابر

ص: 190


1- (1) المناقب، 368 .
2- (2) شرح نهج البلاغة، 4/ 380 .
3- (3) خطب الإمام علي(علیه السلام) 13/3.
4- (4) المصنف، 8/ 155 .
5- (5) التذكرة الحمدونية، 1/ 350 .
6- (6) منهاج البراعة، 3/ 25 .
7- (7) الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، 82 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 15 / 92 ؛ ابن ميثم البحراني، اختيار مصباح السالكين، 482 ؛ شرح نهج البلاغة، 4/ 379 ؛ المجلسي، بحار الأنوار،396/32 .
8- (8) جابر بن عبد اللّه الأنصاري: جابر بن عبد اللّه ابن عمرو بن حزام الأنصاري، الخزرجي، نزل المدينة، وشهد بدرا وثماني عشرة غزوة مع النبي(صلی الله علیه و آله و سلم)، من أصحاب رسول اللّه(صلی الله علیه و آله و سلم)، ومن أصحاب أمیر المؤمنین والحسن والحسین والسجاد والباقر(علیهم السلام)، ومن شرطة خميس أمیر المؤمنین(علیه السلام)، إنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمیر المؤمنین(علیه السلام)، مات سنة (78 ه-). البرقي، الرجال، 2؛ الطوسي، رجال الطوسي، 32 ؛ العلامة الحلي، خلاصة الأقوال، 93 ؛ ابن داود، رجال ابن داود، 60 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 4/ 330 .

قوام الدين بأربعة: عالم مستعمل لعلمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلَّم، وجواد لا يبخل بمعروفه، وفقیر لا يبيع آخرته بدنياه، فإذا عطل العالم علمه، استنكف الجاهل أن يتعلَّم، وإذا بخل الغنىّ بمعروفه باع الفقیر آخرته بدنياه، يا جابر، من كثرت نعم اللّه عليه كثرت حوائج النّاس إليه فمن قام للّه فيها بما يجب فيها عرّضها للدّوام والبقاء، ومن لم يقم فيها بما يجب عرّضها للزّوال والفناء»(1). قال

السيد الخوئي(2): يشیر أمیر المؤمنین(علیه السلام) في قوله المأثور هذا إلى ثمرة العلم باستعماله والعمل به، وحيث إنّ العلم قائم بوجود العالم، والعالم معرض للموت كسائر الأفراد فلا بدَّ من بقاء العلم، والعالم من وجود المتعلم، فالجاهل المتعلم هو الركن الثاني لقوام العالم وبقائه، وحيث إنّ العمل بالعلم وتعليمه وإبقائه يحتاج إلى مصارف ماليّة من معاش العالم ومصارف تحصيل المتعلَّم والمدارس والمكاتب والكتب المحتاج إليها لحفظ العلم وللتعليم، فلا بدّ من وجود الأفراد ذوي الثروة والجود ليصرفوا مالهم في هذا السبيل، وأيضاً لا بدَّ أن يكون الفقیر صابرا ديّنا لا يبيع آخرته بدنياه، فالفقیر الصابر هو الركن الرابع، وكلّ هذه الأركان الأربعة يرتبط بعضها ببعض وإذا أخلّ منها ركن يسرى خلله إلى سائر

ص: 191


1- (1) المناقب، 368 - 369 .
2- (2) منهاج البراعة، 21/ 459 .

الأركان، ذكرت هذه الرواية في نهج البلاغة(1)، وذكرها الشيخ المفيد(2) الميداني(3)، والزمخشري(4)، وغيرهم(5).

وبإسناده عن العلاء بن عبد الرحمن(6) قال: «قام رجل إلى علي بن أبي طالب (علیه السلام) فقال: يا أمیر المؤمنین ما الإيمان؟ فقال: الإيمان على أربع دعائم: على الصّبر واليقین والعدل والجهاد، والصّبر منها على أربع شعب: على الشّوق والشّفق والزّهد والتّرقّب. فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات، ومن أشفق من النّار اجتنب المحرّمات، ومن زهد في الدّنيا استهان بالمصيبات، ومن ارتقب الموت سارع إلى الخیرات. واليقین منها على أربع شعب: على تبصرة الفطنة، وتأوّل الحكمة، وموعظة العبرة، وسنّة الأوّلین. فمن تبصّر في الفطنة تبيّنت له الحكمة، ومن تبيّنت له الحكمة عرف العبرة، ومن عرف العبرة فكأنّما كان في الأوّلین. والعدل منها على أربع شعب: على غائص الفهم وغور العلم، وزهرة الحكم، ورساخة الحلم. فمن فهم علم غور العلم، ومن علم

ص: 192


1- (1) خطب الإمام علي(علیه السلام) 88/4.
2- (2) رساله في المهر، 31 .
3- (3) مجمع الأمثال، 2/ 421 .
4- (4) ربيع الأبرار، 3/ 196 .
5- (5) الشافعي، مطالب السؤول، 280 ؛ ابن ميثم البحراني، اختيار مصباح السالكين، 664 ؛ شرح نهج البلاغة، 5/ 427 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 172 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 560 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 71 / 718 .
6- (6) العلاء بن عبد الرحمن: وهو العلاء بن عبد الرحمن بن يعقوب، مدني تابعي، روي عن أنس بن مالك وعبد اللّه بن عمرو، وقالوا عنه ثقة، توفي سنة (132 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 5/ 420 ؛ البخاري، التاريخ الكبیر، 6/ 508 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 343 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 357/6 ؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 247 ؛ الذهبي، الكاشف، 2/ 105 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 5/ 263 .

غور العلم صدر عن شرائع الحكم، ومن حلم لم يفرّط في أمره وعاش في النّاس حميدا. والجهاد منها على أربع شعب: على الأمر بالمعروف، والنّهي عن المنكر، والصّدق في المواطن، وشنآن الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شدّ ظهور المؤمنین، ومن نهى عن المنكر أرغم أنوف المنافقین، ومن صدق في المواطن قضي ما عليه، ومن شنا الفاسقين وغضب للّه غضب اللّه له وأرضاه يوم القيامة»(1)، بهذه الرواية يشیر أمیر المؤمنین ومولى الموحدين(علیه السلام) إلى مفهوم الإيمان وماهيته ودعائمه وقسمها تقسيمًا تفصيلاً أعطى عن طريقها المعنى الشامل والتام للإيمان، وردت هذه الرواية أيضاً في نهج البلاغة(2)، وأوردها الكليني(3)، والصدوق(4)، ومصادر أخرى(5).

وعن ابن عباس قال: «سمعت عليًا (علیه السلام) قال خمس، خذوهن عني: لا يخافن أحد منكم إلا ذنبه ولا يرجون إلا ربه ولا يستحيي من لا يعلم ان يتعلم ولا يستحيي من يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول اللّه أعلم وان الصبر من الإيمان بمنزله الرأس من الجسد إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان إذا ذهب الرأس ذهب الجسد»(6)، أنَّ كلمات أمیر المؤمنین(علیه السلام) هذه هي كلمات منیرة، قصیرة لفظا، بعيدة المدى معنى، وتجسدت الحكمة في هذه الأمور، التي يسمو بها الإنسان لو

ص: 193


1- (1) المناقب، 372 - 373 .
2- (2) خطب الإمام علي(علیه السلام) 9/4.
3- (3) الكافي، 2/ 50 .
4- (4) الخصال، 231 .
5- (5) الثقفي الكوفي، الغارات، 1/ 135 - 136 ؛ البيهقي، شعب الإيمان، 1/ 71 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 43 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 515 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 142/18 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 5/ 252 ؛ المتقي، الهندي، كنز العمال، 1/ 285 ؛ المازندراني، شرح نهج البلاغة، 8/ 159 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 65 / 348 .
6- (6) المناقب، 373 - 374 .

أخذ بها، ويكون مثلا أعلى للفضيلة والأدب، ذكر هذه الرواية الإمام زيد بن علي(علیه السلام)(1)، وابن شيبة الكوفي(2)، والبرقي(3)، ومصادر اخرى مشهورة(4).

يذكر الموفق الخوارزمي عن ابن عباس قوله: «ما انتفعت بشيء بعد النبي (صلی الله علیه و آله و سلم) انتفاعي بكلمات كتب إليَّ بهن أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب (علیه السلام) كتب لي: بسم اللّه الرحمن الرحيم أما بعد، فأن المرء قد يفرح بأدرك ما لم يكن يفوته ويحزن لفوت ما لم يكن يدركه، فأذا أتاك اللّه في الدنيا شيئًا فلا تكثرنَّ به فرحاً، وإذا فاتك منها شيء فلا تكثرن عليه حزناً، وليكن همَّك لما بعد الموت والسلام»(5)، ويشیر هنا الإمام علي(علیه السلام) إلى النهي عن شدة الفرح بما يحصل من المطالب الدنيويّة، وشدة الأسف على ما يفوت منها، وبيان ما ينبغي للإنسان أن يُسرَّ بحصوله ويأسف لفقده ممّا لا ينبغي له، وليكن همَّ الإنسانِ في آخرته لا بدنياه(6)، جاءت هذه الحكمة في نهج البلاغة(7)، وذكرها ابن مزاحم المنقري(8)،

ص: 194


1- (1) المسند، 446 .
2- (2) المصنف، 8/ 156 .
3- (3) المحاسن، 1/ 9.
4- (4) الدينوري، عيون الأخبار، 2/ 135 ؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 2/ 206 ؛ الصدوق، الخصال، 315 ؛ عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 48/2 ؛ ابن شعبة الحراني، تحف الحقول، 281 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 422 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 510 ؛ الشافعي، مطالب السؤول، 272 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 151 ؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، 204 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 241/16 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 2/ 114 .
5- (5) المناقب، 374 .
6- (6) ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 4/ 402 .
7- (7) خطب الإمام علي(علیه السلام)، 20/3 .
8- (8) وقعة صفين، 107

والبلاذري(1)، وجمع كبیر من المصادر(2).

وبسنده عن أبي الفضل أحمد بن أبي طاهر(3) قال: «كان الجاحظ يقول لنا زمانًا: إنَّ لأمیر المؤمنین (علیه السلام) مائة كلمة، كل كلمة منها تفي ألف كلمة، من محاسن كلام العرب قال: وكنت أسأله دهراً بعيداً أن يجمعها ويمليها عليَّ، وكان يعدني بها ويتغافل عنها ضناً بها قال: فلما كان آخر عمره أخرج يوماً جملة من مسودات مصنفاته، فجمع منها تلك الكلمات وأخرجها إليَّ بخطه، فكانت الكلمات المائة هذه: لو كشف الغطاء ما ازددت يقينًا، الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا، الناس بزمانهم أشبه منهم بآبائهم... مسكين ابن آدم، مكنون العلل، مكتوم الأجل، محفوظ العمل، تؤلمه البقة وتقتله الشرقة وتنتنه العرقة»(4)، وهذه المائة كلمة لأمیر المؤمنین(علیه السلام) قد جمعها الجاحظ نقلاً عن الإمام علي(علیه السلام)(5).

ص: 195


1- (1) أنساب الأشراف، 2/ 116
2- (2) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 2/ 205 ؛ القالي، الأمالي، 2/ 96 ؛ الجوهري، الصحاح، 1/ 11؛ ابن شعبه الحراني، 200 ؛ الشريف الرضي، خصائص الأئمة، 95 ؛ ابن حمودون، التذكرة الحمدونية، 1/ 66 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 503 ؛ الواسطي، عيون الحكم والمواعظ، 155 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 8/ 285 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 4/ 402 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 552 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 402 .
3- (3) أحمد بن أبي طاهر: أبو الفضل الكاتب كان أحد البلغاء الشعراء الرواة، وله كتاب بغداد المصنف في أخبار الخلفاء وأيامهم، وكتاب بلاغات النساء المشتمل على خطب الزهراء(علیهاالسلام) ونساء أهل البيت في كربلاء، وحدَّث عن عمر بن شبة، وأحمد بن الهيثم السامي، وغيرهم. روى عنه ابنه عبيد اللّه، ومحمد بن خلف بن المرزبان سنة (280 ه-). ياقوت الحموي، معجم الأدباء، 1/ 282 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 483/6 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 1/ 22؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 1/ 250 .
4- (4) المناقب، 375 - 377 .
5- (5) للمزيد ينظر: عبد الوهاب، شرح كلمات أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب(علیه السلام)؛ وابن ميثم البحراني، شرح المائة كلمة لأمیر المؤمنین(علیه السلام) .

ص: 196

الفصل الثالث : منزلة الإمام علي(علیه السلام) في القران الكريم

اشارة

منزلة الإمام علي(علیه السلام) في القران الكريم وعند رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ودوره السياسي عن طريق روايات الموفق الخوارزمي الحنفي في كتابه المناقب

المبحث الأول: منزلة الإمام علي(علیه السلام) في القران الكريم وعند رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)

المبحث الثاني: دور الإمام علي(علیه السلام) السياسي والعسكري

ص: 197

ص: 198

المبحث الأول : منزلة الإمام علي (علیه السلام) في القران الكريم وعند رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)

أورد الخوارزمي في طيات كتابه المناقب العديد من الروايات التي تشیر إلى محبة رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي (علیه السلام) والحث على محبته، إذ أورد رواية بسنده عن عبد خیر عن الإمام علي (علیه السلام) قال «أهدي إلى النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قنو(1) موز، فجعل يقشر الموزة ويجعلها في فمي، فقال له قائل: يا رسول اللّه إنك تحب عليًا؟ قال: أما علمت أن عليًا مني وأنا منه»(2) ، وأكَّد هذه الرواية الحنفي(3) ، وابن شهراشوب(4) ، والأربلي(5) ، والمجلسي(6) ، وهذا يدل على مكانة أمیر المؤمنین (علیه السلام) ومنزلته التي بلغت من الشرف والكمال إلى أقصى غايتها، وتسنم من كأهل المجد أعلى ذروته، ورفعه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بما أثبته من تنبيهه على محله منه ونسبته(7) .

ص: 199


1- (1) القنو: العذق، وهو من النخل والموز كالعنقود من العنب. ابن سيده، المحكم والمحيط الأعظم، 1/ 190 ؛ ابن منظور، لسان العرب، 10/ 239 .
2- (2) المناقب، 64 .
3- (3) نظم درر السمطين، 79 .
4- (4) مناقب آل أبي طالب، 2/ 60 .
5- (5) الاربلي، كشف الغمة، 1 /95.
6- (6) المجلسي، بحار الأنوار، 39 / 275 .
7- (7) الاربلي، كشف الغمة، 1/ 95 .

وأورد رواية بسنده عن عائشة قالت: «رأيت النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) التزم عليًا وهو يقول بأبي الوحيد الشهيد»(1).

وفي رواية أخرى بسند أبي عثمان الهندي(2)، عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) قال: «كنت أمشي مع النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في بعض طرق المدينة، فأتينا على حديقة فقلت يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة فقال: ما أحسنها ولك في الجنة أحسن منها، ثم أتينا على حديقة أخرى فقلت: يا رسول اللّه ما أحسنها من حديقة فقال: لك في الجنة أحسن منها، حتى أتيننا على سبع حدائق، أقول: يا رسول اللّه ما أحسنها فيقول: لك في الجنة أحسن منها، فلما خلا له الطريق اعتنقني وأجهش باكيا قلت يا رسول اللّه ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي، فقلت يا رسول اللّه في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك»(3).

هذا الحديث يشتمل على أمور ومعاني عدة، أولها تبشیر النبي محمد(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أمیر المؤمنین(علیه السلام) بالجنة، وكذلك بكاء الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) على الإمام علي(علیه السلام) لما سيجري عليه من أعدائه، والأمر الآخر هو تساؤل الإمام علي(علیه السلام) عن سلامة الدين وهو المحور والقطب الأهم لأمیر المؤمنین(علیه السلام) وهو الأصل الذي يبذل

ص: 200


1- (1) المناقب، 65 ؛ أبو يعلى الموصلي، المسند، 8/ 55 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 549 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 60 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 96 ؛ الحلي، كشف اليقین، 460 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 618 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 298 .
2- (2) ابي عثمان الهندي: عبد الرحمن بن مل بن عمرو بن عدي ابن وهب بن ربيعة بن سعد، أدرك الرسول ولم يراه، روي عن الإمام علي، سكن الكوفة وانتقل إلى البصرة بعد واقعة الطف، توفي سنة (100 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 7/ 68 ؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 75 ؛ الأنصاري، معجم الرجال والحديث، 1/ 287 .
3- (3) المناقب، 65 ، وانظر أيضاً: أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 651 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 149 .

من أجلة الغالي والنفيس، وتأكيد الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) على سلامة الدين، وهذا الحديث من الأحاديث المتواترة إذ ذكره بنصه كل من البزاز(1)، وأبو يعلى الموصلي(2)، أمَّا سليم بن قيس الهلالي(3) فقد ذكر هذا الحديث وزاد عليه «فابشر يا علي، فإنَّ حياتك وموتك معي، وأنت أخي وأنت وصيي...».

وذكر رواية بسند جابر الأنصاري قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «جاءني جبرئيل من عند اللّه عز وجل بورقة خضراء مكتوب فيها ببياض إني افترضت محبة علي بن أبي طالب (علیه السلام) على خلقي، فبلغهم ذلك عني»(4)، وفي هذه الرواية يشیر الموفق الخوارزمي بشكل واضح إلى فرض محبة أمیر المؤمنین(علیه السلام) من قِبَل اللّه سبحانه وتعالى وتبليغ الرسول للخلق عامة بهذه المحبة، وذكر هذه الرواية الشيخ الطوسي(5)، وابن شهر اشوب(6)، وغيرهم(7).

وفي رواية بسند سلمان المحمدي، قال الموفق الخوارزمي: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «علي بن أبي طالب (علیه السلام) ينجز عدتي ويقضي ديني»(8)، وذكر هذه

ص: 201


1- (1) المسند، 2/ 293 .
2- (2) المسند، 1/ 426 ؛ وورد الحديث أيضاً عند ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 322 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 96 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 118 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 176 .
3- (3) كتاب سليم، 136 .
4- (4) المناقب، 66 .
5- (5) الآمالي، 619 .
6- (6) مناقب آل أبي طالب، 3/ 3.
7- (7) الأربلي، كشف الغمة، 1/ 98 ؛ الحلي، كشف اليقین، 22 5 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 2/ 50 ؛ الحر العاملي، الجواهر السنية، 299 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 2/ 314 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 39 / 257 .
8- (8) المناقب، 67 .

الرواية الطبراني(1)، وابن عساكر(2)، وجمع من علماء المسلمين(3)، وأوردت مصادر أخرى(4)، رواية مقاربة للرواية السابقة ونصها يقول «إنَّ وصيي ووارثي وخليفتي، يقضي ديني، وينجز موعدي علي بن أبي طالب»، وعلى الرغم من الاختلاف في نص الروايتین إلا أنَّهما يتفقان في المضمون، وهو تصريح الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأن أمیر المؤمنین(علیه السلام) هو خليفة رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو الذي يقع على عاتقه عدة الدين الإسلامي.

وأورد الموفق الخوارزمي رواية مشابهه للرواية السابقة مع الاختلاف في بعض الألفاظ والسند، إذ ذكر بسند عن حبشي بن جنادة(5) قال: «قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) : علي مني وأنا منه ولا يقضي عني ديني إلا أنا أو علي»(6) ذكر هذه الرواية أحمد بن

ص: 202


1- (1) المعجم الكبير، 4/ 16 .
2- (2) تاريخ مدينة دمشق، 42 / 47 .
3- (3) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 396 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 113 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 98 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 150 .
4- (4) أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 615 ؛ المفيد، الأمالي، 61 ؛ الطوسي، الأمالي، 602 ؛ الطبرسي، الأحتجاج، 2/ 252 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون الأخبار، 76 ؛ المحب الطبري، الرياض النظرة، 3/ 138 .
5- (5) حبشي بن جنادة بن نصر بن أسامة بن الحارث، كوفي له صحبه، شهد المشاهد كلها مع أمیر المؤمنین وله كتاب رواه عنه أحمد بن الحسن. ابن سعد، الطبقات، الكبرى، 6/ 111؛ البغوي، معجم الصحابة، 2/ 209 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 96 ؛ النجاشي، رجال النجاشي، 145 ؛ الطوسي، الفهرست، 120 ؛ ابن شهر اشوب، معالم العلماء، 81 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال في اسماء الرجال، 51 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 5/ 193 .
6- (6) المناقب، 134 .

حنبل(1)، والترمذي(2)، وآخرون(3)، وهذا حديث مشهور، وقد قضى علي(علیه السلام) دين رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنجز عداته بعد وفاته كما أمره بذلك بعد أن أمر بأن ينادى في الناس ألا من كان له على رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) دين أو وعده بشئ فليأت عليا0علیه السلام) فقضى ذلك من أتاه فيه(4)، وهذا لا يفعله إلا مستخلف وكان بذلك خليفته في حياته وبعد وفاته، وصيه كما ذكر ذلك(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فمن ادعى الخلافة غیره أبطل هذا دعواه، ومما قضى عنه من الدين دين اللّه عز وجل الذي هو أعظم الديون وذلك ما كان افترضه عليه، فقبض صلوات اللّه عليه وآله قبل أن يقضيه وأوصى علياً(علیه السلام) بقضائه عنه وذلك قول اللّه عز وجل(5) (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ)(6) فجاهد الكفار في حياته، وأمر علياً(علیه السلام) أن يجاهد المنافقین بعد وفاته(7)، وعن ابن عباس، قال: «لما نزلت (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ

ص: 203


1- (1) المسند، 4/ 165 .
2- (2) السنن الكبرى، 5/ 300 .
3- (3) الكوفي، المناقب، 1/ 473 ؛ النسائي، السنن الكبرى، 5/ 45 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار،113/1 ؛ الطبري، المسترشد، 625 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 185 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 296 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 199 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 133/3 ؛ السيوطي، الجامع الصغیر، 2/ 177 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 603 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 74 .
4- (4) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 396 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 74 .
5- (5) القمي، تفسیر القمي، 2/ 377 ؛ المفيد، تفسیر القران المجيد، 263 ؛ الطوسي، التبيان في تفسیر القران، 5/ 259 .
6- (6) التوبة، الاية: 73 .
7- (7) المفيد، تفسیر القران المجيد، 263 ؛ المسائل العكبرية، 116 ؛ ابن شهر آشوب، مناقب آل أبي طالب،340/1 .

وَالْمُنَافِقِينَ)(1) قال النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لأجاهدنَّ العمالقة - يعني الكفار والمنافقین – فأتاه جبرئيل (علیه السلام) وقال: أنت أو علي»(2).

وذكر بسنده عن الإمام الحسین(علیه السلام) قال: قال علي بن أبي طالب(علیه السلام) قال رسول الله(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي «ياعلي لو أن عبدا عبد اللّه عز وجل مثل ما أقام نوح في قومه، وكان له مثل أحد ذهبا، فأنفقه في سبيل اللّه، ومد في عمره حتى حج ألف عام على قدميه، ثم قتل مظلوما بین الصفا والمروة، ثم لم يوالك ياعلي، لم يشم رائحة الجنة ولم يدخلها»(3)، وذكر هذه الرواية أبو القاسم الطبري(4)، وابن شهراشوب(5)، وغيرهم(6)، وهذه الرواية تؤكد ارتباط الولاية بالتوحيد فلا توحيد بلا ولاية أمیر المؤمنین(علیه السلام) .

والرواية الأخرى التي ذكرها الموفق الخوارزمي بسنده عن بريدة(7) قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أن اللّه عز وجل أمرني بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه

ص: 204


1- (1) التوبة، الاية: 73 .
2- (2) الطوسي، الآمالي، 502 ؛ الاحتجاج، 1/ 290 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 5/ 429 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 292 .
3- (3) المناقب، 68 .
4- (4) بشارة المصطفى، 153 .
5- (5) مناقب آل أبي طالب، 3/ 3.
6- (6) الأربلي، كشف الغمة، 1/ 100 ؛ الحلي، كشف اليقين، 22 6 ؛ المجلسي بحار الأنوار، 27 / 11 4 .
7- (7) بريدة بن الحصيب بن عبد اللّه الأسلمي، أبو عبد اللّه، ويقال أبو سهل، وهو من أصحاب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وروى عنه، أسلم قبل بدر لكنه لم يشهدها شهد خير وأبلى فيها بلاء حسنا وشهد الفتح مع النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) سكن المدينة، ثم انتقل إلى البصرة، ثم إلى مرو وتوفي بها سنة (63 ه- ). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 4/ 182 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 79 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 29 ؛ الطوسي، الرجال، 29 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال في اسماء الرجال، 27 ؛ مهدي بحر العلوم، الفوائد الرجالية، 2/ 128 ؛

يحبهم، قلنا: يا رسول اللّه من هم؟ فكلنا يجب أن يكون منهم، فقال: إلا ان علياً منهم، ثم سكت، ثم قال، إلا أنَّ علياً منهم ثم سكت»(1)، ذكر هذا الحديث بهذه الصيغة الآجري(2)، والحاكم النيسابوري(3)، لكنه حديث مقطوع وغیر مكتمل المعنى لأنَّهم لم يذكروا من هم الصحابة الثلاثة البقية الذين يحبهم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) غیر الإمام علي(علیه السلام)، بينما ذكر الإمام زيد بن علي(علیه السلام)(4)، وابن ماجة(5)، والترمذي(6)، وغيرهم(7) حديث الرسول كاملاً الذي نصه «أن اللّه عز وجل أمرني بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه يحبهم، قلنا: يا رسول اللّه فمن هم فكلنا نحب أن نكون منهم فقال: ألا أن عليا منهم، ثم سكت، ثم قال: ألا أن عليا منهم وأبو ذر وسلمان والمقداد»، هذا الحديث ربما الأصح لاكتمال المعنى فيه واتفاق اغلب المصادر عليه وأقدمها، لأنّ ليس هناك سبب منطقي يمنع الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعدم التصريح بأسماء الصحابة الآخرين، ويبدوا أنَّ الموفق الخوارزمي اختار الرواية التي تتفق مع فكره العقائدي بعدم التصريح بأسماء الصحابة الحقيقین،

ص: 205


1- (1) المناقب، 69 .
2- (2) الشريعة، 4/ 2029 .
3- (3) المستدرك على الصحيحين، 3/ 141 .
4- (4) المسند، 456 .
5- (5) سنن ابن ماجه، 1/ 53 .
6- (6) سنن الترمذي، 6/ 79 .
7- (7) الحمیري القمي، قرب الإسناد، 56 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 11/ 551 ؛ الصدوق، الخصال، 254 ؛ عيون أخبار الرضا، 2/ 36 ؛ أبو نعيم الأصبهاني، حلية الأولياء، 1/ 172 ؛ المفيد، الأمالي، 12 5 ؛ الاختصاص، 9؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 4/ 1482 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 356 ؛ ابن الأثیر، أسد الغابة، 5/ 242 ؛ المحب الطبري، الرياض النظرة، 3/ 188 ؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء،132/1 .

ولا نستبعد أن يكون الحذف هو بفعل الأيدي الأموية التي اعتمدت منهجًا متعمدًا في تغييب دور بعض صحابة الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) الذين بقوا عند بيعتهم التي في أعناقهم للإمام علي(علیه السلام) .

الرواية الأخرى التي ذكرها الموفق الخوارزمي بسند عمار بن ياسر قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك، والويل لمن أبغضك وكذب فيك»(1).

وعن أم عطية(2) ذكر الموفق الخوارزمي رواية مفادها «إنَّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعث عليًا (علیه السلام) في سرية، قالت: فرأيته رافعًا يديه وهو يقول: اللهم لا تمتني حتى تريني عليا »(3)، هذا الحديث فيه إشارة صريحة إلى حب الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وخوفه على أمیر المؤمنین(علیه السلام) .

ص: 206


1- (1) المناقب، 70 ؛ وانظر أيضاً: أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 680 ؛ الكوفي، المناقب، 2/ 482 ؛ أبو يعى الموصلي، المسند، 3/ 178 ؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 236/1 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 145 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 217 ؛ المحب الطبري، ذخائر العقبى، 1/ 93 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 102 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 132 .
2- (2) ام عطية الأنصارية البصرية، اسمها نسيبة بنت كعب المازنية، وهي من أصحاب الرسول وغزت كثرا مع رسول اللّه لتداوي الجرحى، وروت عن الرسول، وروى عنها محمد بن سیرين وعاشت إلى حدود سنة (70 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 8/ 333 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 9/ 465 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 423 ؛ الطوسي، الرجال، 52 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال في اسماء الرجال،221؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 2/ 743 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 5/ 307 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 24 / 205 .
3- (3) المناقب، 71 ؛ أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 609 ؛ الترمذي، السنن، 6/ 94 ؛ الطبراني، المعجم الاوسط، 3/ 48 ؛ المعجم الكبیر، 25 / 68 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 302 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 136 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 121؛ ابن شهر اشوب، 2/ 62 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 287 .

وعن أنس بن مالك قال: قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «خلق اللّه تعالى من نور وجه علي بن أبي طالب (علیه السلام) سبعين ألف ملك، يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة»(1)، وأورد هذه الرواية ابن شاذان(2)، والاربلي(3)، ووغيرهم(4).

وعن عبداللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «إذا كان يوم القيامة يقعد علي بن أبي طالب على الفردوس، وهو جبل قد علا على الجنة، وفوقه عرش رب العالمين، ومن سفحه تنفجر أنهار الجنة وتتفرق في الجنان، وهو جالس على كرسي من نور، تجري بين يديه التسنيم، لا يجوز أحد الصراط إلا ومعه براءة بولايته وولاية أهل بيته، يشرف على الجنة فيدخل محبيه الجنة، ومبغضيه النار»(5)، ذكر هذا الحديث ابن شهر اشوب(6)، والاربلي(7) ومصادر أخرى(8)، وهذه الرواية تشیر إلى ارتباط الصراط ودخول الجنة بولاية أمیر المؤمنین(علیه السلام) ولا يدخل الجنة إلا من معه جواز ولاية الإمام علي(علیه السلام)، إذ روى ابن عساكر(9) بسنده عن ابن عباس قال: «قلت للنبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) يا رسول اللّه، للنار جواز؟ قال: نعم، قلت: وما هو؟ قال: حب علي بن أبي طالب»، وروى المحب الطبري(10) رواية مفادها: «التقى أبو بكر وعلي بن أبي طالب

ص: 207


1- (1) المناقب، 71 .
2- (2) مائه منقبة، 42 .
3- (3) كشف الغمة، 1/ 101 .
4- (4) الحلي، منهاج الكرامة، 89 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 3/ 36 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 23 / 320 .
5- (5) المناقب، 71 .
6- (6) مناقب، آل أبي طالب، 2/ 7.
7- (7) كشف الغمة، 1/ 101 .
8- (8) القمي، العقد النضيد، 78 ؛ الجويني، فرائد السمطين، 1/ 292 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 39 / 230 .
9- (9) تاريخ مدينة دمشق، 42 / 244 .
10- (10) ذخائر العقبى، 1/ 71 .

(علیه السلام) فتبسم أبو بكر في وجه علي، فقال له: مالك تبسمت؟ قال: سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له على الجواز».

وعن عبداللّه بن مسعود قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أول من اتخذ علي بن أبي

طالب أخا من أهل السماء إسرافيل، ثم ميكائيل، ثم جبرئيل. وأول من أحبه من أهل السماء حملة العرش، رضوان خازن الجنان، ثم ملك الموت وإن ملك الموت يترحم على محبي علي بن أبي طالب كما يترحم على الأنبياء(علیهم السلام)»(1)، ووردت هذه الرواية نصًا عن ابن شاذان(2)، وابن شهر اشوب(3)، وغيرهم(4)، يشیر الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى اتخاذ الإمام علي(علیه السلام) من قبل الملائكة أخاً وكذلك يترحم ملك الموت على محبي أمیر المؤمنین(علیه السلام) كما يترحم على الانبياء(علیه السلام) فلابد أن يترحم على أمیر المؤمنین(علیه السلام) أكثر ما يترحم عليهم.

وعن عبداللّه بن مسعود قال: سمعت رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: «من زعم أنه آمن بي وبما جئت به وهو يبغض عليًا (علیه السلام) فهو كاذب ليس بمؤمن»(5).

وعن أبو برزه(6)، قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «والذي نفي بيده، لا تزول

ص: 208


1- (1) المناقب، 72 .
2- (2) مائة منقبه، 132 .
3- (3) مناقب آل أبي طالب، 2/ 32 .
4- (4) الأربلي، كشف الغمة، 1/ 101 ؛ القمي، العقد النضيد، 84 ؛ الديلمي، إرشاد القلوب، 2/ 235 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 339 / 110 .
5- (5) المناقب، 76 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 153 ؛ الصدوق، الأمالي، 249 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 280 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 8؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 103 ؛ الحلي، كشف اليقین، 227 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 7/ 391 .
6- (6) ابو برزة: نضلة بن عبيد اللّه بن الحارث الأسلمي الخزاعي المدني، من أصحاب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأصحاب الإمام علي(علیه السلام)، وأيضا روى عن النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعن الإمام علي(علیه السلام)، توفي سنة (65 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 4/ 223 ؛ مسلم، الكنى والألقاب، 1/ 158 ؛ البرقي، الرجال، 2؛ ابن أبي حاتم، الجرح والعديل، 8/ 499 ؛ ابن حبان الثقات، 3/ 419 ؛ الطوسي، الرجال، 50 و 83 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال في اسماء الرجال، 22؛ ابن حجر، تقريب التهذيب، 1/ 563 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 20 / 176 .

قدم عبد يوم القيامة حتى يسأله اللّه تبارك وتعالى عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن جسده فيما أبلاه، وعن ماله فيما كسبه وفيما أنفقه، وعن حبنا أهل البيت، فقال له عمر: فما آية محبتكم من بعدكم؟ قال: فوضع يده على رأس علي -وهو على جانبه- وقال: ان حبي من بعدي حب هذا»(1)، ذكر هذه الرواية ابن شهر اشوب(2)، والاربلي(3)، والحلي(4)، والمجلسي(5).

وذكر الموفق الخوارزمي رواية أخرى بسند عبد اللّه بن عمر قال: «سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول عندما سئل بأي لغة خاطبك ربك ليله المعراج؟ فقال:خاطبني بلغة علي بن أبي طالب فألهمني إن قلت يا رب خاطبتني أنت أم علي؟ فقال يا أحمد أنا شيء ليس كالأشياء لا أقاس بالناس ولا أو صف بالشبهات، خلقتك من نوري وخلقت عليًا من نورك فاطلعت على سرائر قلبك فلم أجد في قلبك أحب إليك من علي بن أبي طالب فخاطبتك بلسانه كيما يطمئن قلبك»(6).

ص: 209


1- (1) المناقب، 77 .
2- (2) مناقب آل أبي طالب، 2/ 5.
3- (3) كشف الغمة، 1/ 103 .
4- (4) الحلي، كشف اليقين، 229 ؛ منهاج الكرامة، 90 .
5- (5) المجلسي، بحار الأنوار، 27 / 311 .
6- (6) المناقب، 78 ؛ وانظر أيضاً: ابن طاووس؛ الطرائف، 155 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 103 ؛ الحلي، كشف اليقین، 229 ؛ الديلمي، إرشاد القلوب، 2/ 223 ؛ الفيض الكاشاني، التفسیر الصافي، 3/ 177 ؛ الحر العاملي، الجواهر السنية، 295 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 2/ 402 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 387/18 .

وأورد رواية مرسلة، عن فاطمة(علیهاالسلام) قالت: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «إنَّ اللّه عز وجل باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي خاصة، وإني رسول اللّه إليكم غیر هائب لقومي ولا محاب لقرابتي، هذا جبرئيل يخبرني: أن السعيد كل السعيد، من أحب عليًا في حياته وبعد موته، وأن الشقي كل الشقي من ابغض عليًا في حياته وبعد موته»(1) أورد هذا الحديث ابن حنبل(2)، والشيخ الصدوق(3)، والشيخ المفيد(4)، وغيرهم(5)، ففي الرواية أشارة إلى السعادة في حب أمیر المؤمنین(علیه السلام)، والشقاء في بغضه.

وفي رواية قريبة من الرواية السابقة ذكر الموفق الخوارزمي عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنّ اللّه لمّا خلق السماوات والأرض دعاهنّ فأجبنه، فعرض عليهنّ نبوتي وولاية عليّ بن أبي طالب فقبلتاهما، ثمّ خلق الخلق وفوّض إلينا أمر الدِّين، فالسعيد من سعد بنا، والشقيّ من شقي بنا، نحن المحللّون لحلاله والمحرّمون لحرامه»(6)، ذكر هذه الرواية ابن شاذان(7)، والأربلي(8)،

ص: 210


1- (1) المناقب، 79 .
2- (2) فضائل الصحابة، 2/ 658 .
3- (3) الأمالي، 249 .
4- (4) الأمالي، 161 .
5- (5) الشجري، ترتيب الأمالي، 2/ 104 ؛ الطبري، بشارة المصطفى، 237 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 9/ 169 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 92 ؛ الحلي، كشف اليقین، 232 ؛ المجلسي، بحار الأنوار،75/27 .
6- (6) المناقب، 135 .
7- (7) مائه منقبه، 25 .
8- (8) كشف الغمة، 1/ 296 .

وغیره(1)، وقال السيد الخوئي(2) أنَّ هذا الحديث يشیر إلى عرض النبوة والولاية على السماوات والأرض وتفويض أمور الخلق إليهم من سياستهم وتأديبهم وتكميلهم وتعليمهم، وأمر الخلق بطاعتهم فيما أحبّوا وكرهوا، وفيا علموا جهة المصلحة فيه وما لا يعلموا، وأنَّ السعيد كل السعادة من أحب عليًا(علیه السلام) في حياته وبعد مماتهِ، وفي ذلك قال اللّه تعالى (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ...)(3) وقيل إنَّ الأمانة هي ولاية علي(علیه السلام)(4) .

وعن حديث الغدير وحجة الوداع ذكر الموفق رواية بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: «إن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) دعا الناس إلى غدير خم، وأمر بما كان تحت الشجرة من الشوك وذلك يوم الخميس، ثم دعا عليا وأخذ بصبعيه ورفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه، ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)(5) فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): اللّه أكبر على إكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الرب برسالتي، وبالولاية لعلي من بعدي ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأخذل من خذله، فقال حسان بن ثابت: ائذن لي يا رسول اللّه أن أقول في علي أبياتًا، قال: قل على بركة اللّه، فقال حسان بن ثابت: يا معشر مشيخة قريش اسمعوا قولي بشهادة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثم قال(6):

ص: 211


1- (1) الحلي، كشف اليقين، 255 ؛ سليمان الحلي، المختصر، 173 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 13 / 17 .
2- (2) منهاج البراعة، 4/ 371 .
3- (3) الاحزاب، الاية: 72 .
4- (4) الكليني، الكافي، 1/ 413 ؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 274/1 ؛ معاني الأخبار، 110 .
5- (5) المائدة، الآية: 3.
6- (6) المناقب، 135 - 136 .

يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأسمع بالرسول مناديا

يقول: فمن مولاكم ووليكم * فقالوا: ولم يبدوا هناك التعاميا

إلهك مولانا وأنت ولينا * ولا في الخلق للأمر عاصيًا

فقال له قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا

إنَّ حديث الغدير من الأحاديث المتواترة والمشورة التي نقلتها المصادر الإمامية ومصادر أهل السنة على حد سواء وبهذا الحديث نص مباشر على إمامة أمیر المؤمنین(علیه السلام) وهو خليفة رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو ولي لكل مؤمن ومؤمنه وهذا الحديث نص عليه بالإمامة وإيجاب لفرض طاعته، لأنَّ النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) قرر أمته بفرض طاعته(1)، ذكر هذا الحديث سليم بن قيس الهلالي(2) ، وأبو جعفر المدني(3)، وابن أبي شيبة(4)، وغيرهم(5).

ص: 212


1- (1) للمزيد حول حديث الغدير ينظر: الاميني، الغدير.
2- (2) كتاب سليم، 292 .
3- (3) احاديث اسماعيل بن جعفر، 1/ 524 .
4- (4) المصنف، 6/ 372 .
5- (5) أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 586 ؛ المسند، 2/ 262 ؛ الأزدي، الايضاح، 99 ؛ ابن أبي عاصم، الاحاد والمثاني، 4/ 325 ؛ السنة، 2/ 605 ؛ البزار، المسند، 2/ 133 ؛ النسائي، السنن الكبرى، 438/7 ؛ أبو يعلى الموصلي، المسند، 1/ 428 ؛ الطحاوي، شرح مشكل الآثار، 5/ 15 ؛ الكليني، الكافي، 295/1 ؛ ابن الاعرابي، المعجم، 2/ 803 ؛ الآجري، الشريعة، 4/ 2050 ؛ الطبراني، المعجم الاوسط، 275/2 ؛ المعجم الكبیر، 5/ 170 ؛ الصدوق، الأمالي، 50 ؛ الخصال، 66 ؛ عيون أخبار الرضا 1/ 58 ؛ كمال الدين، 327 ؛ من لا يحضره الفقيه، 558 ؛ ابن المقرئ، المعجم، 1/ 36 ؛ ابن شاهين، شرح مذاهب أهل السنة، 1/ 103 ؛ المخلص، المخلصيات، 1/ 313 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین،3/ 118-117 ؛ المفيد، الأرشاد، 1/ 176 ؛ المقنعة، 203 ؛ابو نعيم الأصبهاني، فضائل الخلفاء، 1/ 43 ؛ الشريف المرتضي، الرسائل، 4/ 131 ؛ الطوسي، الأمالي، 247 ؛ الرسائل العشر، 133 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 46 ؛ الشجري، ترتيب الأمالي، 1/ 190 .

وعن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب(1)، قال: «قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لوفد ثقيف حین جاؤه: واللّه لتسلمنَّ، أو ليبعثنَّ اللّه إليكم رجلا مني، - أو قال: مثل نفسي - فليضربن أعناقكم، وليستبين ذراريكم، وليأخذنَّ أموالكم، قال عمر بن الخطاب: فو اللّه ما اشتهيت الإمارة إلا يومئذ، جعلت انصب صدري له رجاء ان يقول: هذا، فالتفت إلى علي (علیه السلام) فأخذ بيده ثم قال: هو هذا، هو هذا»(2)، هذه الرواية تصرح بأنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) هو نفس الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنَّه أقرب الناس من رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وعن قول عمر بن الخطاب إنّه ما اشتهى الإمارة إلا يومئذ في هذه المناسبة فإنَّ بعض المصادر(3) ذكرت أنَّه في غزوة خيبر قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «لأعطینَّ الراية غدا رجلا يحب اللّه ورسوله، ويحبه اللّه ورسوله، لا يرجع حتى يفتح اللّه عليه. قال عمر: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ» فهل هذا الأمر من باب تضارب الرواية في المصادر أم أنَّ عمر بن الخطاب ذكر هذه العبارة في المناسبتين معا في اشارة إلى حبه للإمارة، ذكر هذه الرواية الصنعاني(4)، والبلاذري(5)، وابن عبد البر(6)، وغيرهم(7).

ص: 213


1- (1) المطلب بن عبد اللّه بن حنطب القرشي المخزومى أبو الحكم مدني، سمع عمر وروى عنه محمد بن العباد. البخاري، التاريخ الكبیر، 8/ 7؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 8/ 359 ؛ ابن حبان، الثقات، 450/5 ؛ الذهبي، الكاشف، 2/ 270 .
2- (2) المناقب، 136 .
3- (3) مسلم، الصحيح، 7/ 121؛ النسائي، السنن الكبرى، 5/ 111؛ الطوسي، الأمالي، 380 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 59 .
4- (4) المصنف، 11/ 226 .
5- (5) أنساب الأشراف، 2/ 124 .
6- (6) الاستيعاب، 3/ 1110 .
7- (7) ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 197 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 65 ؛ البري، الجوهرة، 73 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 296 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 309 .

وأورد الموفق الخوارزمي رواية بسنده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: «دعا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عليًا يوم الطائف(1) فانتجاه، فقال الناس لقد طال نجواه مع ابن عمِهّ فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم: ما انتجيته ولكن اللّه انتجاه»(2)، وقال السيد الميلاني(3) إنَّ هذه الرواية تشیر إلى مناجاة اللّه سبحانه وتعالى للإمام علي(علیه السلام) بواسطة الرسول) a(، بقول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «ما انتجيته » أي ما خصصت بالنجوى «ولكن اللّه انتجاه » أي إنّ بلغته عن اللّه ما أمرني إنّ أبلغه إياه على سبيل النجوى فحينئذ انتجاه اللّه لا انتجيته، وأيضا تؤكد الرواية على خصوصية العلاقة بین الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) والامام علي(علیه السلام) المحفوفة برعاية اللّه تعالى ومباركته، ذكر هذه الرواية الترمذي(4)، والشافعي(5)، وغيرهم(6).

وعن الإمام الحسین(علیه السلام)، بإسناده، عن الإمام علي(علیه السلام)، أنه قال: «أخذ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بيد الحسن والحسین (علیهماالسلام) فقال: من أحبني، وأحب هذين،

ص: 214


1- (1) يوم الطائف: وهي غزوة حدثت في السنة الثامنة للهجرة، بن المسلمين بقياده الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقبيلة ثقيف وبعض من قبيله هوازن، وهدفت الغزوة إلى فتح الطائف والقضاء على قوات ثقيف وهوازن الهاربة من غزوه حنین. ابن خياط، تاريخ ابن خياط، 1/ 89 ؛ ابن حبيب البغدادي، المحبر، 1/ 115 ؛ الطبري، تاريخ الرسول والملوك، 3/ 82 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 3/ 341 .
2- (2) المناقب، 138 .
3- (3) قادتنا كيف نعرفهم، 5/ 326 .
4- (4) سنن الترمذي، 5/ 303 .
5- (5) مطالب السؤول، 91 .
6- (6) الأربلي، كشف الغمة، 1/ 296 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 170 ؛ الحلي، كشف اليقین، 254 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 231 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 626 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 1/ 82 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 39 / 156 .

وأباهما، وأمهما كان معي في درجتي في الجنة»(1)، إذن فالإمام علي(علیه السلام) وأهل بيته (علیهم السلام) هم أحب الناس لرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومن أحبهم كان مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في الجنة وبالدرجة نفسها، بمعنى شرط الولاية للدخول إلى الجنة.

أورد الموفق الخوارزمي حديث المنزلة(2) بسنده عن سعد بن أبي وقاص قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي بن أبي طالب(علیه السلام) «أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى، غیر أنَّه لا نبي بعدي»(3)، إنّ حديث المنزلة يدل على أن لأمیر المؤمنین(علیه السلام) جميع منازل هارون من موسى إلا منزلة النبوة، واستثناء النبوة دليل العموم لجميع المنازل، وإنَّ الخصوصية التي كانت بن هارون وموسى هي اخوته له، وشد أزره، ووجوب طاعته، ووزارته، وشراكته في أمره وكونه أولى الناس به حيًا وميتًا، حسبما أشارت إليه الآية الكريمة(4) («وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي هَارُونَ أَخِي اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي)(5) فلا بد أن يراد بمنزلته هذه الخصوصية

ص: 215


1- (1) المناقب، 138 ؛ وانظر أيضا: أحمد بن حنبل، المسند، 1/ 77 ؛ الترمذي، السنن، 5/ 305 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 3/ 98 ؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 13 / 289 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 301 ؛ القاضي عياض، الشفا، 2/ 20 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 153 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 274 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 111؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 89 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 189 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 12/ 97 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 23 / 116 .
2- (2) حديث المنزلة: وهو الحديث الذي قال الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام): أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. محمد تقي المجلسي، روضة المتقین، 10 / 459 .
3- (3) المناقب، 139 . وينظر أيضاً الطيالسي، المسند، 1/ 167 ؛ ابن أبي شبيه، المصنف، 6/ 366 ؛ أحمد بن حنبل، المسند، 2/ 566 ؛ البخاري، الصحيح، 5/ 19 ؛ مسلم، الصحيح، 4/ 1870 ؛ ابن ماجه، السنن، 42/1 ؛ الترمذي، السنن، 6/ 88 .
4- (4) العاملي، الصحيح من سيرة النبي الاعظم(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، 369/29.
5- (5) طه، الآية: 29 - 32 .

نفسها التي بین الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) والإمام علي(علیه السلام)، وذكر الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) حديث المنزلة في اكثر من موقف إذ ذكره يوم المؤاخاة(1) الأولى(2)، ويوم المؤاخاة(3) الثانية(4)، ويوم تسمية الحسن والحسین(علیه السلام)(5)، وفي حجة الوداع(6)، وفي منى(7)، ويوم غدير خم(8)، ويوم المباهلة(9)، وفي غزوة تبوك(10)، وعند الرجوع بغنائم خيبر(11)، ويوم

ص: 216


1- (1) المؤاخاة الأولى: وهي المؤاخاة في مكة التي اخى بها رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بينه وبین الإمام علي(علیه السلام) وبین أبي بكر وعمر وبین طلحة والزبیر. الاميني، الغدير، 9/ 318 .
2- (2) الصدوق، الأمالي، 402 ؛ ابن الجوزي، تذكرة الخواص، 23 ؛ الجويني، فرائد السمطين، 1/ 11 5 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 607 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 334 .
3- (3) المؤاخاة الثانية: وكانت في المدينة بعد الهجرة بخمسة أشهر، حيث آخى الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بن المهاجرين والأنصار، واصطفى لنفسه منهم عليا(علیه السلام) واتخذه من دونهم أخا، وقال له: «أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وأنت أخي ووارثي». الشیرازي، الأمثل في تفسیر الكتاب المنزل، 5/ 200 .
4- (4) ابن الجوزي، تذكرة الخواص، 20 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 220 .
5- (5) الصدوق، الأمالي، 197 - 198 ؛ علل الشرائع، 1/ 1370138 ؛ عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 27/2 ؛معاني الأخبار، 57 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 154 ؛ الجويني، فرائد السمطين، 2/ 103 - 105 .
6- (6) سليم بن قيس، كتاب سليم، 167 ؛ الطوسي، الأمالي، 521 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 282 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 37 / 256 .
7- (7) المشغري العاملي، الدر النظيم، 284 ؛ المجلسي، بحار الأنوار 37 / 260 .
8- (8) العياشي، تفسیر العياشي، 1/ 332 ؛ النعمان المغربي، دعائم الإسلام، 1/ 16 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 73/1 ؛ ابن طاووس، اليقین، 348 ؛ الفيض الكاشاني، التفسیر الصافي، 2/ 57 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 37 / 206 .
9- (9) ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 142 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 149 ؛
10- (10) زيد بن علي، المسند، 407 - 408 ؛ سليم بن قيس، كتاب سليم، 195 و 299 ؛ الصدوق، كمال الدين، 278 ؛
11- (11) الكوفي، المناقب، 1/ 294 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 381 ؛ الصدوق، الأمالي، 156 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظين، 112؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 131 .

كان يمشي(1) مع الإمام علي(علیه السلام)(2)، وفي حديث لحمه لحمي، حن خاطب(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أم سلمة بهذا القول(3)، ويوم سد الأبواب (4)(5)، وفي يوم نام الصحابة في المسجد(6)، ويوم كان أبو بكر، وعمر، وأبو عبيدة في حضرة النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، والنبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) متكئ(7)

ص: 217


1- (1) روي عن الإمام علي(علیه السلام) قال: بينما انا أمشي مع النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في بعض طرقات المدينة... قال لي: أنت منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي. الصدوق، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 12 /2.
2- (2) الصدوق، عيون أخبار الرضا، 2/ 12.
3- (3) الصدوق، علل الشرائع، 1/ 66 ؛
4- (4) سد الأبواب: روي أنه لما قدم المهاجرون إلى المدينة بنوا حوالي مسجده بيوتا فيها أبواب شارعة في المسجد، ونام بعضهم في المسجد، فأرسل النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) معاذ بن جبل فنادى: إن النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) يأمركم أن تسدوا أبوابكم إلا باب علي، فأطاعوه إلا رجل، قال: فقام رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) فحمد اللّه وأثنى على علي(علیه السلام). ابن شهر اشوب مناقب آل أبي طالب، 2/ 36 .
5- (5) الكوفي، المناقب، 1/ 354 - 355 ؛النعمان المغربي، وشرح الأخبار، 2/ 201 ؛ الصدوق، علل الشرائع، 1/ 66 ؛ الطوسي، الأمالي، 1/ 50 ؛ ابن طاووس، التحصین، 566 ؛ اليقین، 161 ؛ الجويني،فرائد السمطين، 1/ 150 ؛ الذهبي، ميزان الاعتدال، 2/ 3؛ الهيثمي مجمع الزوائد، 9/ 111؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 6/ 154 ؛ المجلسي، بحار الأنوار ج 32 ص 348 .
6- (6) سليم بن قيس، كتاب سليم، 400 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 139 ؛ الحلي، كشف اليقین، 282 .
7- (7) عن عمر بن الخطاب قال: كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة ابن الجراح ونفر من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) والنبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) متكئ على علي بن أبي طالب حتى ضرب بيده على منكبه ثم قال: أنت يا علي! أول المؤمنین إيمانا وأولهم إسلاما ! ثم قال: أنت مني بمنزلة هارون من موسى.... المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 109 - 110 ؛ ذخائر العقبى، 58 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 110 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 123 .

على علي(علیه السلام)(1)، ويوم عرج به(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(2)، وفي مرض موته(صلی اللّه علیه و آله و سلم)(3) .

وأورد الموفق الخوارزمي رواية مرسلة قال فيها: «لما قدم علي (علیه السلام) على رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بفتح خيبر، قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): لولا أن تقول فيك طائفة من أمتي ما قالت النصارى في المسيح، لقلت فيك اليوم قولا لا تمر بملأ إلا أخذوا التراب من تحت قدمك ومن فضل طهورك يستشفون به، ولكن حسبك أن تكون مني وأنا منك، ترثني وأرثك، وإنك مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وإنك تبرئ، ذمتي وتقاتل على سنتي، وإنك غداً في الآخرة أقرب الناس مني، وإنك أول من يرد علي الحوض، وإنك أول من يكسى معي، وإنك أول داخل الجنة من أمتي، وإن شيعتك على منابر من نور، وإن الحق على لسانك وقلبك وبین عينيك »(4)، فكان الفتح في هذه الغزوة لأمیر المؤمنین(علیه السلام) خاصة، واختص(علیه السلام) من مديح النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) فيها بفضائل لم يحصل منها شئ لغیره، وبان له من المنقبة فيها ما لم يشركه فيه سواء(5)، وهنا أيضاً يتكرر حديث المنزلة الذي ذكرناه سلفاً، وفي هذه الرواية أكد الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إنَّ الاستشفاء والتبرك ليس حراماً، وقد اتفقت أغلب المصادر(6) الإسلامية على صحة هذا الحديث.

ص: 218


1- (1) المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 109 - 110 ؛ ذخائر العقبى، 58 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 110 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 123 .
2- (2) الصدوق، كمال الدين، 250 - 251 ؛ الحلي، المختصر، 246 - 247 .
3- (3) الصدوق، كمال الدين، 262 .
4- (4) المناقب، 158 / 159 .
5- (5) المفيد، الإرشاد، 1/ 166 - 167 .
6- (6) سليم بن قيس، كتاب سليم، 412 ؛ الكوفي، المناقب، 1/ 249 ؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 1/ 320 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 381 ؛ الصدوق، الأمالي، 156 ؛ الطبري، المسترشد، 634 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 165 ؛ الاختصاص، 150 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 281 ؛ ابن كرامة، تنبيه الغافلین، 117 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، ؛ أبي القاسم الطبري، بشارة المصطفى، 246 ؛ الطبرسي، أعلام الورى، 1/ 366 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 330 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 232/1 ؛ الحلي، كشف اليقین، 107 ؛ البحراني، شرح نهج البلاغة، 1/ 76 ؛ القمي، العقد الفريد، 82 ؛ الاحسائي، عوالي اللئالي، 4/ 86 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 21/ 79 .

وبإسناده عن الإمام علي(علیه السلام) قال: «دخلت على نبي اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو مريض، فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق والنبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نائم، فلا دخلت إليه قال الرجل: ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به منى فدنوت منهما، فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجري كما كان في حجر الرجل فمكث ساعة ثم إن النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) استيقظ فقال: أين الرجل الذي كان رأسي في حجره؟ فقلت: لما دخلت عليك دعاني ثم قال: ادن إلى ابن عمك فأنت أحق به منى، ثم قال: فجلست مكانه فقال النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فهل تدرى من الرجل؟ فقلت: لا بأبي أنت وأمي، فقال النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ذاك جبرئيل (علیه السلام) كان يحدثني حتى خفَّ علي وجعي ونمت ورأسي في حجره»(1)، هذه الرواية تشیر إلى إنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) هو أحق وأقرب الأشخاص إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأيضاً تشیر إلى استشهاد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في حجر أمیر المؤمنین(علیه السلام) .

وأورد الموفق الخوارزمي بسنده رواية اخرى عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: «سمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لعلي بن أبي طالب (علیه السلام) قبل موته بثلاث: سلام عليك أبا الريحانتن، أوصيك بريحانتي من الدنيا، فعن قليل ينهد ركناك،واللّه خليفتي عليك، قال فلا قبض النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) و قال علي (علیه السلام): هذا أحد

ص: 219


1- (1) المناقب، 139 ؛ وانظر أيضاً: الطوسي، الأمالي، 385 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 299 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 196 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 7/ 252 ؛ المجلسي، بحار الأنوار،507/22 .

ركني الذي قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فلما ماتت فاطمة (علیهاالسلام) ، قال (علیه السلام): هذا أحد الركن الثاني الذي قال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) »(1)، في معنى هذه الرواية قال السيد محمد رضا الجلالي(2): إنَّ الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوصي الإمام علي(علیه السلام) بالريحانتین وهم الحسن والحسین (علیهماالسلام) وعندما انهد الركنان وهم الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وفاطمة البتول(علیهماالسلام) فبقي الحسنان نعم السلوة لعلي(علیه السلام) بعد أخيه الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبعد الزهراء فاطمة البتول(علیهاالسلام)، يسر(علیه السلام) بالنظر إليها، ويتمتع بشبههما بالرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ، ويشمهما، كما كانا الرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول لفاطمة(علیهاالسلام) ادعي لي بابني «فيشمهما ويضمهما »(3)، وردت هذه الرواية في كثیر من المصادر الإسلامية(4) مما يؤكد شهرتها واتفاق علماء المسلمين على صحتها.

وعن أنس بن مالك قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «ما من نبي إلا وله نظر في أمتي فأبو بكر نظیر إبراهيم، وعمر نظیر موسى، وعثمان نظیر هارون، وعلي نظیري»(5)، ذكر هذه الرواية المحب الطبري(6)، والذهبي(7)، بينما زاد ابن عساكر(8)،

ص: 220


1- (1) المناقب، 141 .
2- (2) الإمام الحسين (علیه السلام) سماته وسيرته، 43 .
3- (3) الترمذي، السنن، 5/ 323 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 43 / 299 .
4- (4) الصدوق، الأمالي، 198 ؛ معاني الأخبار، 403 ؛ ابن مردويه، المناقب، 204 ؛ ابن كرامة، تنبيه الغافلین، 43 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 152 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 14 / 166 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 136 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 66 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 664 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 43 / 173 .
5- (5) المناقب، 141 .
6- (6) الرياض النضرة، 1/ 50 .
7- (7) ميزان الاعتدال، 1/ 119 .
8- (8) تاريخ مدينة دمشق، 66 / 190 .

والسيوطي(1)، والصالحي الشامي(2) والمتقي الهندي(3)، على الرواية بقولهم «ومن سره أن ينظر إلى عيسى ابن مريم فلينظر إلى أبي ذر الغفاري»، وبخلاف هذا ذكر المحب الطبري(4)، والباعوني الشافعي(5)، والبحراني(6)، قول رسول اللّه «ما من نبي إلا وله نظیر في أمته وعلي نظیري»، ونحن نعتقد بصحه الرواية الثالثة وذلك لأنّ رواية الموفق الخوارزمي لا يمكن قبولها لوجود محمد بن زكريا الغلابي(7) في سندها، الذي قال عنه الدارقطني(8) «يضع الحديث»، وذكره الذهبي(9) من الضعفاء، وأيضاً وجود أحمد بن عطاء(10) الذي قال عنه الدارقطني(11) «متروك »، وذكره الذهبي(12) من الضعفاء، وقال عنه ابن حجر العسقلاني(13) «متروك» ونعتقد أنَّ هذا الحديث موضوع والمراد به اعطاء فضائل ومناقب لأشخاص

ص: 221


1- (1) كفاية الطالب، 267 .
2- (2) سبل الهدى والإرشاد، 11/ 243 .
3- (3) كنز العمال، 11/ 757 .
4- (4) الرياض النضرة، 3/ 120 ؛ ذخائر العقبى، 64 .
5- (5) جواهر المطالب، 61 .
6- (6) غاية المرام، 5/ 22.
7- (7) محمد بن زكريا الغلابي: البصري الإخباري، أبو جعفر، روى عن عبد اللّه ابن رجاء الغدانى، وأبي الوليد، وروى عنه أبو القاسم الطبراني، وغیره. الذهبي، ميزان الاعتدال، 3/ 550 .
8- (8) الضعفاء والمتروكون، 3/ 131 .
9- (9) المغنى في الضعفاء، 2/ 851 ؛ ميزان الاعتدال، 3/ 550 .
10- (10) أحمد بن عطاء: شيخ الصوفية في وقته نشأ ببغداد، وأقام بها دهرا طويلا، ثم انتقل عنها إلى الشام. الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 5/ 552 .
11- (11) الضعفاء والمتروكون، 1/ 252 .
12- (12) ميزان الاعتدال، 1/ 119 .
13- (13) لسان الميزان، 1/ 221.

اخرين وهي أساساً غیر موجودة عندهم في محاولة من واضعيه مساواتهم بأمیر المؤمنین(علیه السلام) .

وبسنده عن ربعي بن حراش(1) قال: «سمعت عليا يقول وهو بالمدائن: جاء سهيل بن عمرو(2) إلى النبي فقال إنه قد خرج إليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعوذا بك، فأرددهم علينا، فقال له أبو بكر وعمر: صدق يا رسول اللّه، فقال رسول اللّه: لن تنتهوا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم رجلا امتحن اللّه قلبه بالإيمان يضرب رقابكم وأنتم مجفلون عنه اجفال النعم، فقال أبو بكر: انا هو يا رسول اللّه؟ قال لا، قال له عمر: أنا هو يا رسول اللّه؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل، قال وفي كف علي نعل يخصفها لرسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)»(3)، وقد أجمعت أغلب المصادر(4) على ذكر هذه الرواية، وفي هذه الروايه قال السيد جعفر

ص: 222


1- (1) ربعي بن حراش بن جحش بن عمرو بن عبد اللّه، أبو مريم الكوفي، حدث عن علي وحذيفة وعمران بن حصن وابن مسعود، وروى عنه الشعبي ومنصور بن المعتمر وغيرهم، وتوفي سنة (100 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 179 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 152 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 3/ 509 ؛ ابن حبان، الثقات، 4/ 240 ؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 9/ 432 ؛ الانصاري، 1/ 59 .
2- (2) سهيل بن عمرو: استجاره رسول اللّه حین رجع من الطائف ليتم عمرته، وكان كافرا وعارض رسول اللّه في كثیر من المواقف. الشاهرودي، مستدركات رجال علم الحديث، 4/ 185 .
3- (3) المناقب، 142 .
4- (4) ابن شيبه الكوفي، المصنف، 7/ 497 ؛ ابن شاذان الأزدي، الأيضاح، 451 ؛ الكوفي، المناقب، 2/ 17 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 203 ؛ الطحاوي، شرح معاني الأخبار، 4/ 359 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 2/ 138 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 122؛ الافصاح، 135 ؛ تفسیر القران المجيد، 180 ؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 1/ 144 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 3/ 358 ؛ ابن البطريق، خصائص الوحي المبین، 239 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 70 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 20 / 360 .

العاملي(1): يتضح لنا عن طريق هذه الرواية أنَّ الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) قد هدد قريشًا، التي كانت ترى نفسها سيدة الجزيرة العربية بأسرها، وترى أن لها الحق - من موقعها الديني، وكذلك من موقع ملكيتها لأولئك الأرقاء أن يكون القرار الأول والأخر بالنسبة لأرقائها بيدها، لا ينازعها فيه أحد، والناس يعترفون لها بهذا وذاك، ويقرونها على ما تزعمه لنفسها، وإنَّ النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ليس فقط لا يعترف لها بشيء مما تزعمه لنفسها ويزعمه الناس لها، وإنما هو يعطي لنفسه الحق في شن حرب كاسحة، ومدمرة، يريد لها أن تنتهي بضرب رقاب نفس هؤلاء الأسياد المتسلطين، حتى لو كانوا من قريش، أو كانوا سدنة البيت الحرام، لمجرد ضمان حرية الفكر والعقيدة حتى لمن هم عبيد أرقاء لهم، وقد اشراهم أولئك الناس بأموالهم، لأنَّ ملكيتهم لهم لها حدود وقيود، ولا تصل إلى حد منعهم من التفكیر، والتدخل في اعتقاداتهم، يسجل النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) هذا الوسام الرائع لأمیر المؤمنین(علیه السلام) في إطار فريد ورائع، حین بیَّن أن هذا الذي يستطيع أن يضرب رقاب قريش على الدين، ليس ممن يرغب في شيء من حطام الدنيا، وليس هو ممن يميِّزون أنفسهم عن الآخرين، وهو إنسان لا يمدح بكثرة المال، ولا بشيء مما يمدح به أهل الدنيا، ولا يحتاج في استحضار صورته إلى أي إطار تظهر عليه الألوان، والأشكال، والزخرفات، بل هو يظهر في صورته وهو يخصف نعلاً، وهي صورة لا يتوقعون ظهور الحاكم والقائد والرئيس فيها في أي من الظروف والأحوال، واللافت: أن هذه النعل التي يخصفها ليست له، وإنما هي لغیره، إنها لرسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) الأمر الذي يشیر إلى طبيعة نظرته لنفسه، ويؤكد صحة ما يلهج به(علیه السلام)، حيث يقول: «أنا عبد من عبيد محمد»(2)

ص: 223


1- (1) الصحيح من سيرة الإمام علي (علیه السلام)، 4/ 220-219 .
2- (2) الكليني، الكافي، 1/ 90 ؛ الصدوق، التوحيد، 174 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 313 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 3/ 283 .

وعن ابن عباس قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «علي مني مثل رأسي من بدني»(1)، يشیر هذا الحديث إلى أنَّ أمیر المؤمنین(علیه السلام) هو كنفس الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو بمنزلة الرأس من البدن، ذكر هذا الحديث ابن مردوية(2)، والشيخ الطوسي(3) وابن المغازلي(4)، وغيرهم(5).

أورد الموفق الخوارزمي حديث النور بسنده عن سلمان المحمدي قال: «سمعت حبيبي المصطفى محمد (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: كنت أنا و علي نورا بین يدي اللّه تعالى قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام، فلا خلق اللّه تعالى آدم سلك ذلك النور في صلبه، فلم نزل في شيء واحد، حتى افترقنا في صلب عبد المطلب فجزء أنا وجزء علي»(6)، ذكرت بعض المصادر(7) هذا الحديث بهذه الطريقة، بينما ذكرته مصادر أخرى(8) وزادت عليه «ففيَ النبوة وفي علي الخلافة» ونحن نعتقد بأن

ص: 224


1- (1) المناقب، 144 .
2- (2) المناقب، 107 .
3- (3) الأمالي، 353 .
4- (4) المناقب، 1/ 98 .
5- (5) ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 58 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 296 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 68 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 300 ؛ الحلي، كشف اليقین، 281 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 1/ 252 ؛ السيوطي، الجامع الصغیر، 2/ 177 ؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والإرشاد، 11/ 297 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 603 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 38 / 296 .
6- (6) المناقب، 145 .
7- (7) ابن مردويه، المناقب، 285 ؛ الطبري، المسترشد، 630 ؛ ابن عساكر، تاريخ دمشق، 42 / 67 ؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، 2/ 838 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 120 .
8- (8) النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 464 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 94 ؛ ابن البطريق، خصائص الوحي المبین، 95 ؛ عمدة عيون صحاح الأخبار، 88 ؛ ابن شاذان، الروضة، 82 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 16 ؛ الحلي، كشف اليقین، البياضي، الصراط المستقيم، 1/ 247 ؛ الشیرازي، كتاب الأربعین، 52 ؛ المجلسي،بحار الأنوار، 35 / 24 .

الموفق الخوارزمي اعتمد في نقله على المصادر التي اجتزئته في محاولة منهم اخفاء احقية الإمام علي(علیه السلام) في الخلافة، ويشیر هذا الحديث إلى أنَّ قد قضت مشيئة اللّه أن ينطلق النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وخليفته ووليه من بعده(علیه السلام) معًا وأن يكونا معًا حتى يبین النبي دين الإسلام، ويكون قاعدته، ويؤسس دولته وبعد ذلك يختار ما عند اللّه ويسلم الراية لولي عهده وخليفته من بعده، فينطلق على نفس البصیرة، ويتابع نفس الطريق، وإنَّ اللّه تعالى هو الذي خلق النورين وسیرهما معا ثم وزع الأدوار بينها، واللّه تعالى هو الذي اطلع إلى أهل الأرض فاختار منها رجلین أحدهما النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) والآخر زوج ابنته والولي من بعده(علیه السلام)، وعملية الاختيار الإلهي للرجلین من أبرز الثوابت(1).

وبإسناده ذكر الموفق الخوارزمي عن الإمام علي(علیه السلام) أنَّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أتاني جبرئيل، وقد نشر جناحيه فإذا مكتوب فيها: لا إله إلا اللّه، محمد النبي، ومكتوب على الآخر: لا إله إلا اللّه، علي الوصي»(2)، هذه الرواية تسلم بأنَّ أمير المؤمنین(علیه السلام) هو وصي رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وذلك بأمر من اللّه تعالى عن طريق ما مكتوب على جناحي جبرئيل، وقد أورد هذه الرواية كثیر من المصادر الإسلامية(3).

وعن زيد بن أرقم قال: «قال النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي وفاطمة والحسن والحسین: أنا

ص: 225


1- (1) أحمد حسين يعقوب، نظرية عدالة الصحابة، 221.
2- (2) المناقب، 148 .
3- (3) الأربلي، كشف الغمة، 1/ 302 ؛ الحلي، كشف اليقین، 10 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 1/ 243 ؛ سليمان الحلي، المختصر، 188 ؛ الشیرازي، كتاب الأربعین، 58 ؛ الحر العاملي، الجواهر السنية، 296 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 27 / 9.

حرب لمن حاربتم وسلم لمن سالمتم»(1)، والمراد هنا بالحرب ليس القتال فقط بل المخالفة لأهل البيت (علیهم السلام) هي بذاتها حرب لهم، والسلم هنا هي الطاعة والولاية لأهل البيت (علیهم السلام)، وقد أكدت هذه الرواية أغلب المصادر الإسلامية على اختلاف مشاربها(2).

وبإسناده عن أبي ذر الغفاري قال: «سمعت رسول اللّه يقول لعلي: اللهم أعنه وأستعن به، اللهم انصره وأستنصر به، فأنه عبدك وأخو رسولك»(3)، في هذه الرواية دعاء الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام) ليعينه اللّه على احقاق الحق ويستعن به في ذلك، وان ينصره على اعدائه وان يستنصر به عليهم، فأنه عبد اللّه وأخو رسول اللّه، أورد هذه الرواية الكوفي(4)، والنعمان المغربي(5)، والشيخ الصدوق(6)،

ص: 226


1- (1) المناقب، 150 .
2- (2) ابن شيبة الكوفي، المصنف، 7/ 512 ؛ أحمد بن حنبل، المسند، 2/ 442 ؛ الترمذي، السنن، 5/ 360 ؛ الكوفي، المناقب، 2/ 156 ؛ المحاملي، المالي المحاملي، 447 ؛ ابن حيان، الصحيح، 15 / 434 ؛ الطبراني، المعجم الوسيط، 3/ 179 ؛ المعجم الصغیر، 2/ 3؛ المعجم الكبیر، 3/ 40 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 608/2 ؛ الصدوق، الاعتقادات، 105 ؛ عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 64/2 ؛ ابن شاهين، فضائل فاطمة، 33/1 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، ؛ المفيد، الأمالي، 213 ؛ الطوسي، الأمالي، 336 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 344 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 158 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 395/1 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 18 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 51 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 131 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 18 / 42 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 154 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 1/ 188 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 12/ 96 ؛المجلسي، بحار الأنوار، 8/ 366 .
3- (3) المناقب، 152 - 153 .
4- (4) المناقب، 1/ 342 .
5- (5) شرح الأخبار، 2/ 195 .
6- (6) الأمالي، 107 .

وابن عساكر(1)، والأربلي(2)، والمجلسي(3).

وبإسناده عن عمران بن حصین(4) قال: «بعث رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب (علیه السلام)، فمضى في السرية، فأصاب جارية، فأنكروا ذلك عليه، فتعاقد أربعة من أصحاب النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقالوا: إذا لقينا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أخبرناه بما صنع علي، فكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدأوا برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فنظروا إليه وسلموا عليه، ثم ينصرفون إلى رحالهم، فلما قدمت السرية سلموا على رسول اللّه، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول اللّه ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثم قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل إليهم رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) والغضب يعرف من وجهه، فقال: ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن عليا مني وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن»@5(5)، ووردت هذه في مصادر عديدة(6)،

ص: 227


1- (1) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 54 .
2- (2) كشف الغمة، 1/ 303 .
3- (3) بحار الأنوار، 22/ 318 .
4- (4) عمران بن حصین الخزاعي يكني أبا نجيد، من أصحاب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، روى عن رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وروى عنه بكر بن عبد اللّه المزني، هو من السابقين الذين رجعوا إلى أمیر المؤمنین(علیه السلام)، توفي سنه (52 ه-). العجلي، الثقات، 1/ 373 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 6/ 296 ؛ ابن حبان،الثقات، أبو نعيم الأصبهاني، 4/ 2108 ؛ الطوسي، 43 ؛ الكرباسي، اكليل المنهج، 559 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 6/ 122؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 14 / 152 .
5- (5) المناقب، 153 .
6- (6) الترمذي، السنن، 5/ 296 ؛ النسائي، السنن الكبرى، 5/ 132 ؛ خصائص أمیر المؤمنین، 97 ؛ ابن حبان، الصحيح، 15 / 373 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 110 ؛ ابن الأثیر، أسد الغابة، 4/ 27 ؛ الشافعي، مطالب السؤول، 102 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 129 ؛ الحلي، كشف اليقین، 251 ؛ الهيثمي، موارد الضمان، 7/ 134 ؛ المجلسي، بحار الانوار، 38 / 149 .

وقد أوضح الشيخ السراب التنكابني(1) معنى هذه الرواية قائلا: في هذه الرواية أمور ينبغي التنبيه عليها أحدها: عرفان الغضب من وجهه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، مع أنَّ كلامهم انتساب ما زعموه منكرا إلى أمیر المؤمنین(علیه السلام)، فبأي سبب حصل الغضب من مقالتهم؟ مع أن ظاهر الحال يقتضي بيان جواز ما فعله بلا غضب، لأنَّ اللايق بالأمة عرض ما وقع في الغنيمة وغيرها من أموال المؤمنین إذا ظنوا أنه لم يقع على وجه شرعي على رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) واللايق به بيان حكمه، وثانيها: غاية الانكار من مقالتهم بتثليث قوله «ما تريدون من علي؟». وثالثها: ذكر قوله(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «إن عليا مني وأنا منه» مقارنا للتأكيد ب- «إن»، ورابعها: قوله «وهو ولي كل مؤمن بعدي» فلعل وجه الأولین أن ظهور جلالة أمیر المؤمنین(علیه السلام) ومدائحه المشهورة، كان كافيا في العلم بأنَّه لا يصدر منه قبيح، وعلى تقدير عدم علم بعضهم لضعف المدرك، فلا أقل من تجويز عدم القباحة، فلا وجه لجزمهم بصدور منكر منه، كما يدل تعبيرهم بقولهم «ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا؟» عليه ظاهرا، ولعل هذا الغضب والإنكار منه لأنَّ منشأ هذه الظنون: إما عداوة علي(علیه السلام) الدالة على النفاق، أو قلة مبالاتهم بما سمعوا من رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في شأنه(علیه السلام) الناشئة من ضعف الإسلام. ولعل وجه الأخيرين تأكيد ما ظهر منه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) سابقا، لدلالتهما على صدور منكر منه أصلا، فلعله(صلی اللّه علیه و آله و سلم) استدل بكون علي(علیه السلام) منه وكونه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) من علي(علیه السلام) على المناسبة التامة النافية لجواز المنكر والخطأ، وتأكيدا للإنكار.

وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد(2) قال: «قيل لعمر: نراك تصنع بعلي شيئًا لا

ص: 228


1- (1) سفينة النجاة، 97 .
2- (2) سالم بن أبي الجعد: اسم أبي الجعد رافع بن سلمة الأشجعي، كوفي من خواص أصحاب أمیر المؤمنین(علیه السلام) وأصحاب علي بن الحسین(علیه السلام). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 232 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 173 ؛ البرقي، الرجال، 33 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 4/ 181 ؛ الطوسي، الرجال، 66 ؛ الحلي، خلاصة الاقوال، 468 ؛ الأردبيلي، جامع الرواة، 1/ 347 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 4/ 4؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 9/ 14 .

تصنعه بأحد من أصحاب النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: إنّه مولاي»(1)، وقد علق السيد جعفر العاملي(2) على هذه الرواية قائلًا: اذا أردنا تبرير موقف عمر هنا، وإخراجه من دائرة التناقض، فلا بد أن نقول: إنَّ عمر بن الخطاب، وهو يقر لعلي(علیه السلام) بأنه مولاه، ومولى كل مؤمن، ويظهر له من التبجيل والاحترام ما لفت انظار بعضهم الذي لم يكن يجهل أنَّ هذا الإقرار يحتم عليه أن يتنازل لعلي(علیه السلام) عن المقام الذي اغتصبه منه، ولكنه يريد أن يوهم، أن المراد بمولويته له، هو أن له مقامًا ينبغي احترامه وتعظيمه وهذا المعنى يعد من التحريف الذكي، وهو بلا شك لا ينسجم مع ما قصده رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) حین قرر لعلي هذه المولوية، حيث قرنها بما لا يدع مجالًا للشك بأنها مولوية شاملة للسلطة والإمامة، ولذلك «دعا لمن نصره، وعلى من خذله في غدير خم»(3)،

ص: 229


1- (1) المناقب، 160 .
2- (2) الصحيح من سيرة الإمام علي (علیه السلام)، 158/12 .
3- (3) أحمد بن حنبل، فضائل الصحابة، 2/ 586 ؛ المسند، 2/ 262 ؛ الازدي، الايضاح، 99 ؛ ابن أبي عاصم، الاحاد والمثاني، 4/ 325 ؛ السنة، 2/ 605 ؛ البزار، المسند، 2/ 133 ؛ النسائي، السنن الكبرى، 438/7 ؛ أبو يعلى الموصلي، المسند، 1/ 428 ؛ الطحاوي، شرح مشكل الآثار، 5/ 15 ؛ الكليني، الكافي، 295/1 ؛ ابن الاعرابي، المعجم، 2/ 803 ؛ الآجري، الشريعة، 4/ 2050 ؛ الطبراني، المعجم الأوسط،275/2 ؛ المعجم الكبیر، 5/ 170 ؛ الصدوق، الأمالي، 50 ؛ الخصال، 66 ؛ عيون أخبار الرضا 1/ 58 ؛ كمال الدين، 327 ؛ من لا يحضره الفقيه، 558 ؛ ابن المقرئ، المعجم، 1/ 36 ؛ ابن شاهين، شرح مذاهب أهل السنة، 1/ 103 ؛ المخلص، المخلصيات، 1/ 313 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین،3/ 118-117 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 176 ؛ المقنعة، 203 ؛ابو نعيم الأصبهاني، فضائل الخلفاء، 1/ 43 ؛ الشريف المرتضي، الرسائل، 4/ 131 ؛ الطوسي، الأمالي، 247 ؛ الرسائل العشر، 133 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 46 ؛ الشجري، ترتيب الأمالي، 1/ 190 ؛

أورد هذه الرواية جمع من علماء ومؤلفي المسلمين في مصنفاتهم(1).

ذكر الموفق رواية بسنده عن الإمام علي(علیه السلام) قال: قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «رحم اللّه أبا بكر، زوجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بالا من ماله، رحم اللّه عمر يقول الحق وإن كان مرا، تركه الحق وماله صديق، رحم اللّه عثمان تستحييه الملائكة رحم اللّه عليا، اللهم أدر الحق معه حيث دار»(2)، ذكر هذا الحديث الترمذي(3) وقال عنه حديث غريب، وذكره البزاز(4)، وقال عنه أبو يعلى الموصلي(5) إسناده ضعيف، وذكره غيرهم(6)، وهذا الحديث نعتقد بعدم صحته وذلك لوجود مختار بن نافع في سلسله السند، الذي قال عنه البخاري(7) «منكر للحديث»، وقال عنه الرازي(8) «منكر للحديث»، وقال عنه ابن حبان(9) «منكر للحديث جدًا كان يأتي بالمناكیر عن المشاهير حتى يسبق إلى القلب أنّه كان المتعمِّد لذلك »، وذكره أبي

ص: 230


1- (1) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 235 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 237 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 304 ؛ الشافعي، جواهر المطالب، 1/ 86 ؛ التستري، الصوارم المهرقة، 186 ؛ المناوي، فيض القدير، 6/ 282 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 37 / 160 .
2- (2) المناقب، 104 .
3- (3) السنن، 6/ 75 .
4- (4) المسند، 3/ 51 .
5- (5) المسند، 1/ 418 .
6- (6) الطبراني، المعجم الاوسط، 6/ 95 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك، 3/ 76 ؛ المحب الطبري، الرياض النظرة، 1/ 48 ؛ السيوطي، الجامع الصغیر، 2/ 9؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 642 .
7- (7) التاريخ الاوسط، 2/ 93 .
8- (8) الجرح والتعديل، 8/ 311 .
9- (9) المجروحين، 3/ 10 .

نعيم الاصبهاني(1) من الضعفاء، ربما والمراد من وضع هذا الحديث اعطاء مناقب للخلفاء الثلاثة، ومساواتهم في منقبة من مناقب الإمام علي(علیه السلام) .

وذكر رواية بسند أبو ايوب الأنصاري(2) قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعمار بن ياسر: «ستقتلك الفئة الباغية، وأنت مع الحق والحق معك، يا عمار إذا رأيت عليا سلك واديا وسلك الناس واديا غیره فاسلك مع علي ودع الناس فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك عن الهدى، يا عمار إنه من تقلد سيفا أعان به عليا على عدوه قلده اللّه تعالى يوم القيامة وشاحا من در، ومن تقلد سيفا أعان به عدو علي قلده اللّه تعالى يوم القيامة وشاحا من نار قال قلنا: حسبك»(3)، ذكر هذه الرواية الأربلي(4)، والحلي(5)، وغيرهم(6)، وفي الحديث إشارات عدة منها تبليغ الرسول لعمار بقتله من قبل الفئه الباغية والتي تحققت في معركة صفین عام (37 ه-) بین جيش الإمام علي(علیه السلام) وجيش معاوية بن أبي سفيان، وكذلك اتباع طريق الإمام

ص: 231


1- (1) الضعفاء، 1/ 147 .
2- (2) أبو أيوب الأنصاري: هو أبو أيوب خالد بن زيد الأنصاري الخزرجي، شهد بدر وسائر المشاهد، وهو من الذين انكروا أبو بكر خلافته وقالوا له ان أمیر المؤمنین احق بالخلافة، وكان مع علي بن أبي طالب في حروبه كلها، ومات سنة (51 ه-). البرقي، الرجال، 63 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 331/3 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 102 ؛ الطوسي، رجال الكشي، 1/ 169 ؛ الرجال، 38 ؛ الحلي، خلاصة الاقوال، 137 ؛ ابن داود، الرجال، 87 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال في اسماء الرجال، 51 ؛ ابن حجر، تقريب التهذيب، 1/ 620 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 8/ 11.
3- (3) المناقب، 105 .
4- (4) كشف الغمة، 1/ 141 .
5- (5) كشف اليقين، 234 .
6- (6) المحقق الاردبيلي، زبدة البيان، 14 ؛ الشیرازي، كتاب الاربعین، 93 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32/38 .

علي(علیه السلام) وهو الطريق الحق، من اتبعه حصل وشاح الدر، ومن وقف ضدة تقلد وشاح النار.

وأورد الموفق الخوارزمي حديث الطیر بإسناده عن أنس بن مالك قال: «كان عند النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) طیر فقال: اللهمّ ائتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي، فجاء علي بن أبي طالب (علیه السلام) وأكل معه»(1)، ورد حديث الطیر في المصادر الشيعية والسنية(2) على حد سواء بنفس الصيغة التي ذكرها الموفق، وفي موضع اخر من الكتاب(3) ذكر الموفق الخوارزمي واتفقت معه مصادر أخرى(4) رواية حديث الطیر مفادها: أنَّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) كان يدعو اللّه أن يأتي أحب خلقه إليه فيطرق الباب الإمام علي(علیه السلام) ويرده أنس ويقول له إنَّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) مشغول وتكرر ذلك ثلاث مرات حتى قال علي(علیه السلام) ما يشغل رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عني، فسمعه رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) فأذن له بالدخول وقال له: يا علي، إني قد دعوت اللّه عز وجل ثلاث مرات أن يأتيني بأحب خلقه إليه وإلي يأكل معي من هذا الطائر، ولو لم تجئني في الثالثة لدعوت اللّه باسمك أن يأتيني بك، فقال علي(علیه السلام): يا

ص: 232


1- (1) المناقب، 108 .
2- (2) البخاري، التاريخ الكبیر، 1/ 358 ؛ الترمذي، السنن، 5/ 300 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 38 ؛ الإفصاح، 33 ؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 9/ 276 ؛ أبو القاسم الطبري، بشارة المصطفى، 261 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 148 ؛ البري، الجوهرة، 63 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 7/ 387 .
3- (3) المناقب، 115 .
4- (4) الطبراني، المعجم الأوسط، 2/ 207 ؛ المعجم الكبیر، 1/ 253 ؛ الصدوق، الأمالي، 753 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 137 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 130 ؛ الطوسي، الأمالي، 253 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 ؛ 245 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب،115/2 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 72 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 125 ؛ المحقق الاردبيلي، زبدةالبيان، 12؛ البحراني، مدينة المعاجز، 1/ 320 .

رسول اللّه، إني قد جئت ثلاث مرات، كل ذلك يردني أنس ويقول: رسول اللّه عنك مشغول، فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا أنس ما حملك على هذا، فقال أنس: يا رسول اللّه، سمعت الدعوة، فأحببت أن يكون رجلاً من قومي، أي من الأنصار، هذه الطريقة للرواية جاءت بشكل مفصل لحديث الطیر، أمْا الرواية الأولى التي ذكرها الموفق وبعض المصادر التي اتفقت معه أي الروايات الساكتة عن ذكر رده وما فعل أنس، فلعلها أرادت اختصار ما جرى، أو أنها سعت لحفظ ماء وجه أنس، وذكرت مصادر أخرى(1) أنَّ حديث الطیر ذكره الإمام علي(علیه السلام) عند احتجاجه على الشورى، إذ قال: «نشدتكم اللّه، هل فيكم أحد، يوم أتي رسول اللّه بالطیر، قال: اللهم إئتني بأحب الخلق إليك يأكل معي من هذا الطیر، فأتاه فأكل معه غیري، قالوا: اللهم لا»، وذكر النسائي(2) وأبو يعلى الموصلي(3) أنَّه «بعد دعاء رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بأن يأتي أحب الخلق اليه جاءه أبو بكر فرده وجاءه عمر فرده وجاءه علي فأذن له وأكل معه».

وبإسناده عن الإمام علي(علیه السلام) قال: «وجعت وجعًا فأتيت النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ، فأنامَني في مكانه وقام يصلّي، فألقى عَلَيَّ طرف ثوبه فصلّى ما شاء اللّه، ثمّ قال: يا بن أبي طالب، قد برأت فلا بأس عليك، ما سألت اللّه شيئًا إلاّ سألت لك مثله، ولا سألت اللّه شيئًا إلاّ أَعطانيه، إلاّ أنّه قال: لا نبيّ بعدي»(4)، ذكر هذه الرواية ابن

ص: 233


1- (1) الصدوق، الخصال، 551 ؛ الطبري، المسترشد، 336 ؛ ابن مردوية، المناقب، 12 8 ؛ المفيد، الفصول المختارة، 97 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 117 ؛ الاحسائي، عوالي الئالي، 4/ 88 ؛ الديلمي، ارشاد القلوب، 260/2 ؛ البحراني، حلية الأبرار، 2/ 309 ؛ مدينة المعاجز، 3/ 28 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 29 / 12.
2- (2) السنن الكبرى، 5/ 107 ؛ خصائص أمير المؤمنين(علیه السلام)، 51 .
3- (3) المسند، 7/ 105 .
4- (4) المناقب، 110 .

أبي عاصم(1)، والنسائي(2)

وغيرهم(3)، وهذه الرواية تدل على ثبوت جميع الكمالات والفضائل لأمیر المؤمنین(علیه السلام) عدا النبوة وكذلك الدعاء الذي دعا به رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأخبر عن استجابة ذاك الدعاء، وهو أنه ما سأل اللّه شيئًا لنفسه إلاّ وسأل لعلي(علیه السلام) مثله، فإنّ هذا شئ لم يرد عنه في حقّ غیر علي(علیه السلام) من سائر أصحابه، فيدلّ على أفضليته منهم، إذ ذكرت بعض المصادر(4) إنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) عند احتجاجه على الشورى قال: «نشدتكم باللّه هل فيكم أحد قال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) مثل ما قال لي: «ما سألت اللّه لي شيئا إلا سألت لك مثله» غیري؟ قالوا: اللهم لا».

وأورد الموفق رواية بسنده عن الإمام علي(علیه السلام) قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لعلي بن أبي طالب(علیه السلام): «يا أبا الحسن كلم الشمس فإنها تكلمك قال علي (علیه السلام): السلام عليك أيها العبد المطيع لربه، فقالت الشمس: عليك السلام يا أمیر المؤمنین، وإمام المتقین وقائد الغر المحجلین، يا علي أنت وشيعتك في الجنة، يا علي أول من تنشق الأرض عنه محمد ثم أنت، وأول من يحبى محمد، ثم أنت، وأول من يكسى محمد ثم أنت، فانكب علي ساجدا وعيناه تذرفان بالدموع، فانكب

ص: 234


1- (1) السنة، 2/ 596 .
2- (2) خصائص أمير المؤمنين(علیه السلام)، 157/1.
3- (3) المحاملي، الأمالي، 1/ 203 ؛ الطبراني، المعجم الاوسط، 8/ 7؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 310/42 ؛ القمي، العقد النضيد، 79 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 150 ؛ الحلي، كشف اليقین، 283 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 11 9 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 11 0 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 170 .
4- (4) الصدوق، الخصال، 562 ؛ الطوسي، الأمالي، 549 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 12 0 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 207 ؛ الحلي، كشف اليقین، 427 ؛ الديلمي، إرشاد القلوب، 2/ 261 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 31 / 327 .

عليه النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقال: يا أخي وحبيبي، ارفع رأسك فقد باهى اللّه بك أهل سبع سماوات»(1)، من خلال هذه الرواية يتضح لنا امور عدة منها تكليم الشمس لأمیر المؤمنین(علیه السلام) وهذه فضيلة ومعجزة اختص بها أمیر المؤمنین(علیه السلام) لم ينالها لا قبله ولا بعدة شخص وتبشیر الشمس للإمام علي(علیه السلام) وشيعته في دخول الجنة وانه(علیه السلام) أفضل الناس بعد الرسول محمد(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبكاء الإمام علي(علیه السلام) وتبشیر الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) له بأن اللّه تعالى باهى به أهل السموات السبع، وأورد هذه الرواية، ابن طاووس(2)، والمشغري العاملي(3)، والاربلي(4)، وغيرهم(5).

وعن عبد اللّه بن مسعود قال: «كنت مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وقد أصحر فتنفس الصعداء، فقلت: يا رسول اللّه مالك قد تنفست؟ قال: يا بن مسعود نعيت إلي نفسي، فقلت: استخلف يا رسول اللّه، قال: من؟ قلت: أبا بكر، فسكت. ثم تنفس، فقلت: مالي أراك تتنفس يا رسول اللّه؟ قال: نعيت إلي نفسي، قلت: استخلف يا رسول اللّه، قال: من؟ قلت: عمر بن الخطاب، فسكت. ثم تنفس، فقلت: مالي أراك تتنفس يا رسول اللّه؟ قال: نعيت إلي نفسي، قلت: استخلف، قال: من؟ قلت: علي بن أبي طالب، قال: أوه ولن تفعلوا إذا أبدا، واللّه لئن فعلتموه ليدخلنكم الجنة»(6)، وقال الشيخ الماحوزي(7): هذا الخبر يدل على أمور منها عدم

ص: 235


1- (1) المناقب، 113 - 114 .
2- (2) اليقين، 165 .
3- (3) الدر النظيم، 295 .
4- (4) كشف الغمة، 1/ 153 .
5- (5) القمي، العقد النضيد، 80 ؛ الجويني، فرائد السمطين، 1/ 184 ؛ الشیرازي، كتاب الأربعین، 58 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 1/ 224 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 41 / 169 .
6- (6) المناقب، 114 .
7- (7) كتاب الأربعين، 415 .

قبول رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن أبي بكر وعمر في خلافته على المسلمين، ألا تراه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) كيف سكت لما ذكر الشخصين وعاد إلى التنفس الناشئ عن الشفقة على الأمة والامتحان لما يعلم مكابدتهم له من الأهوال بعده، ولما ذكر له عليًا(علیه السلام) تأوه لعلمه بأنهم لا يطيعونه ولا ينقادون له، وأكد ذلك بقوله «ولن تفعلوا إذا أبدا» وركز في التأكيد والترغيب بقوله «واللّه لئن فعلتموه ليدخلنكم الجنة» تسجيلا عليهم حجه لأعذارهم الواهية مستقبلًا، أورد هذه الرواية أيضا

ابن شاذان(1)، والأربلي(2)، وغيرهم(3)، وأوردت مصادر اخرى(4) ما يقارب ذلك بقول رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «إنَّ تستخلفوا عليا وما أراكم فاعلن أتجدوه هاديا مهديا يحملكم على المحجة البيضاء».

أورد الموفق بسنده عن الإمام علي(علیه السلام) قال: «انطلق بي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتى أتى بي الكعبة، فقال لي: اجلس، فجلست إلى جنب الكعبة، فصعد رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) على منكبي ثم قال لي: انهض، فنهضت، فلما رأى ضعفي تحته قال لي: اجلس، فنزل وجلس فقال لي: يا علي اصعد على منكبي، فصعدت على منكبيه، ثم نهض بي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فلما نهض بي خيل لي لو شئت نلت أفق السماء، فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال لي: ألق صنمهم الأكبر: صنم قريش وكان من نحاس موتدًا أوتادا من حديد إلى الأرض، فقال لي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): عالجه، ورسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: إيه إيه (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ

ص: 236


1- (1) مائه منقبه، 28 .
2- (2) كشف الغمة، 1/ 154 .
3- (3) الجويني، فرائد السمطين، 1/ 267 - 268 ؛ القمي، العقد النضيد، 80 ؛ البحراني، غاية المرام، 234 .
4- (4) الكوفي، المناقب، 1/ 448 ؛ أبو نعيم الاصبهاني، حلية الأبرار، 1/ 64 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 280 ؛ الباعوني الشافعي، جواهر المطالب، 1/ 289 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 398 .

إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا)(1)، فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه، فقال لي: اقذفه، فقذفته فتكسر ونزوت من فوق الكعبة، فانطلقت أنا والنبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش أو غيرهم، قال علي فما صعدته حتى الساعة»(2)، اتفقت مجموعه من المصادر على ذكر هذه الرواية بنصها المذكور(3)، بينما ذكر أبو يعلى الموصلي(4) الحديث وزاد عليه ان عملية تكسیر الأصنام كانت ليلاً، وذكر الحاكم النيسابوري(5) أنَّها حدثت بليلة مبيت الإمام علي (علیه السلام) في فراش الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) قبل الهجرة.

وعن معجزات الإمام(علیه السلام) أورد الموفق الخوارزمي رواية عن زاذان أبي عمر(6) قال: «إن علي بن أبي طالب (علیه السلام) سأل رجلاً بالرحبة(7) عن حديث فكذبه، فقال عليّ: إنك قد كذبتني ! فقال: ما كذبتك، قال: ادعو اللّه عليك إنْ كذبتني أن يعمي

ص: 237


1- (1) الاسراء، الاية: 81 .
2- (2) المناقب، 123 - 124 .
3- (3) ابن أبي شيبة الكوفي، المصنف، 7/ 403 ؛ أحمد بن حنبل، المسند، 2/ 73 - 74 ؛ البزار، المسند، 21 /3 ؛ النسائي، السنن، 7/ 451 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 398 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 170 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 6/ 23 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 171 .
4- (4) المسند، 1/ 251 .
5- (5) المستدرك على الصحيحين، 3/ 6.
6- (6) زاذان أبو عمرو الكندي، تابعي كوفي، من خواص أمیر المؤمنین، روي عن الإمام علي وابن مسعود وسلمان والبراء بن عازب، وروى عنه عمرو بن مرة والمنهال بن عمرو، توفي سنة (82 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 216 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 163 ؛ البرقي، الرجال، 5؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 3/ 614 ؛ الطوسي، الرجال، 64 ؛ ابن داود، الرجال، 220 ؛ الذهبي، سیر أعلام النبلاء، 4/ 281 ؛ الكرباسي، اكليل المنهج، 568 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 8/ 219 .
7- (7) الرحبه: ما اتسع من الأرض. أبو منصور، تهذيب اللغة، 5/ 118 .

بصرك؟ قال: ادع اللّه، فدعا اللّه عليه، فلم يخرج من الرحبة حتّى قبض بصره»(1)، وهذه هي كرامات ومعجزات أمیر المؤمنین(علیه السلام) واستجابة دعوته من قبل اللّه تعالى لهلاك من يبغضه(علیه السلام)، أورد هذه الرواية ابن مردويه(2)، وابن عساكر(3)، وابن شهر اشوب(4)، وغيرهم(5).

والإمام علي(علیه السلام) هو حامل لواء الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في يوم القيامة كما كان في الدنيا، وفي هذا الموضوع أورد الموفق الخوارزمي أربع روايات تأكد بأنّ الإمام عليًا0علیه السلام) هو حامل لواء الرسول يوم القيامة، الرواية الأولى جاءت بسند جابربن سمرة(6) قال: «قيل يا رسول اللّه من يحمل رايتك يوم القيامة؟ قال: من عسى أن يحملها يوم القيامة، إلا من حملها في الدنيا، علي بن أبي طالب»(7)، واتفقت كثیر

ص: 238


1- (1) المناقب، 378 .
2- (2) المناقب، 177 .
3- (3) تاريخ مدينة دمشق، 42 / 491 .
4- (4) مناقب آل أبي طالب، 2/ 112.
5- (5) المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 202 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 8/ 6؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 116 ؛ الباعوني الشافعي، جواهر المطالب، 264 ؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، 197 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 41 / 206 .
6- (6) جابر بن سمرة، كنيته أبو عبد اللّه السوائي، من أصحاب رسول اللّه، نزل الكوفة ومات بها سنة (74 ه-)، وهو من رواة حديث الغدير والولاية، روى عن رسول اللّه وعن أبيه، ورورى عنه الشعبي وسماك بن حرب. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 101 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 2/ 493 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 52 ؛ الطوسي، الرجال، 32 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال في أسماء الرجال، 34 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 1/ 322 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 2/ 98 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 4/ 329 .
7- (7) المناقب، 358 .

من المصادر على ذكر هذه الرواية(1).

وعن مالك بن دينار(2) قال: «سألت سعيد بن جبیر(3) فقلت: يا أبا عبد اللّه من كان حامل راية رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟ قال: كأنك رخي البال فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء فقالوا: إنَّك سألته جهرة وهو خائف من الحجاج، وقد لاذ بالبيت فاسأله الأن فسألته فقال: كان حاملها علي (علیه السلام) كان حاملها علي»(4)، وهذه الرواية تؤكد بأن حامل لواء ورايته رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في الدنيا هو الإمام علي إذ جاءت مرتین للتأكيد إذ قال سعيد «كان حاملها علي (علیه السلام) كان حاملها علي»، أورد هذه الرواية الحاكم النيسابوري(5)، وابن شهر اشوب(6)، وغيرهم(7).

ص: 239


1- (1) الكوفي، المناقب، 1/ 515 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 167 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 180 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 75 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، العيني، عمدة القاري، 216/16 ؛ الباعوني الشافعي، جواهر المطالب، 182 .
2- (2) مالك بن دينار: يكنى أبو يحيى، من عباد البصرة قليل الحديث، وكان يكتب المصاحف، توفي سنة(12 7 ه-) وقيل سنة (130 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 7/ 180 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 418 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 8/ 208 ؛ ابن حبان الثقات، 5/ 383 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 488/3 ؛ الكرباسي، اكليل المنهج، 575 ؛ الأنصاري، معجم الرجال والحديث، 2/ 17 .
3- (3) سعيد بن جبیر: أبو المغیرة أصله من الكوفة ونزل بمكة تابعي، من أصحاب الإمام السجاد واكن يأتم بالأمام السجاد وكان السجاد يثنى عليه ولهذا السبب قتله الحجاج سنه(95 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 267 ؛ البرقي، الرجال، 8؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 4/ 9؛ ابن حبان، الثقات، 4/ 275 ؛ الطوسي، رجال الكشي، 1/ 335 ؛ الرجال، 11 4 ؛ الحلي، خلاصة الأقوال، 157 ؛ ابن داود، الرجال، 102 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 9/ 118 .
4- (4) المناقب، 358 - 359 .
5- (5) المستدرك على الصحيحين، 3/ 137 .
6- (6) مناقب آل أبي طالب، 3/ 85 .
7- (7) المحب الطبري، ذخائر العقبى، 75 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 42 / 60 .

وذكر الموفق الخوارزمي رواية اكثر تفصيلا عن الروايتین السابقتين فبإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يأتي على الناس يوم القيامة وقت ما فيه راكب إلا نحن أربعة، فقال له العباس بن عبد المطلب عمه: فداك أبي وأمي، ومن هؤلاء الأربعة؟ قال: أنا على البراق، وأخي صالح على ناقة اللّه التي عقرها قومه، وعمي حمزة أسد اللّه وأسد رسوله على ناقتي العضباء، وأخي علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة، مدبجة الجنبین، عليه جنتان خراوان من كسوة الرحمن، على رأسه تاج من نور، لذلك التاج سبعون ركنا، على كل ركن ياقوتة حمراء تضيء للراكب مسیرة ثلاثة أيام، وبيده لواء الحمد ينادي:لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه، فيقول الخلائق: من هذا، ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو حامل عرش؟ فينادي مناد من بطن العرش: ليس بملك مقرب، ولا نبي مرسل، ولا حامل عرش، هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمین، وأمیر المؤمنین، وقائد الغر المحجلین في جنات النعيم»(1)، هذه الرواية تشیر إلى فضائل عدة لأمیر المؤمنین(علیه السلام) فهو من هؤلاء الأربعة الركاب، وهو بيده لواء الحمد يوم القيامة، وأيضاً وبمناداة منادي من السماء هو الوصي وأمیر المؤمنین وقائد الغر المحجلین، واتفقت أغلب المصادر على ذكر هذه الرواية بسندها وبمتنها المفصل(2).

وأيضاً روي عن ابن عباس قال: «لعلي بن أبي طالب (علیه السلام) أربع ما هن

ص: 240


1- (1) المناقب، 359 - 360 .
2- (2) النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 469 - 471 ؛ الصدوق، الأمالي، 275 ؛ الخصال، 203 ، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 53/2 ؛ المفيد، الأمالي، 272 ؛ الطوسي، الأمالي، 259 ؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 11/ 113 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 108 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 326/42 ؛ ابن طاووس، التحصین، 572 ؛ اليقین، 435 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 7/ 235 .

لأحد: هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو صاحب لوائه في كل زحف. وهو الذي ثبت معه يوم المهراس(1) وفرَّ الناس. وهو الذي أدخله قبره»(2).

ومن المعلوم أنَّ اللواء لا يعقد إلا لمن عرف بالشجاعة والشهامة، والنبل والشرف؛ هذا مع أنّ اللواء في نفسه مفخرة كبیرة، ومكرمة عظيمة، ووسام شريف، وله منزلة في نفوس الناس ولدى جميع الأمم والشعوب، وعلى مرِّ الأزمنة والعصور، كما أنَّ لحامل اللواء مكانة راقية، ودرجة رفيعة، ومرتبة سامية، لا من حيث شجاعة حامل اللواء وشهامته فحسب، بل من حيث انتظام الجيش واستماتته مقابل العدو، ولقد جاء في تعليمات الإمام أمیر المؤمنین(علیه السلام) فيما يخص آداب الحرب والقتال، حيث يقول(علیه السلام): «... ورأيتكم فلا تميلوها ولا تخلوها، ولا تجعلوها إلاّ بأيدي شجعانكم والمانعن الذمار منكم؛ فإنّ الصابرين على نزول الحقائق هم الذين يحفّون براياتهم، ويكتنفونها حفافَيها، ووراءها وأمامها؛ لا يتأخّرون عنها فيسلموها، ولا يتقدّمون عنها فيفردوها...»(3).

وعن الإمام علي(علیه السلام) قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «يا علي الا أعلمك كلمات إنْ قْلتهنَّ غفر اللّه لك على أنَّه مغفور لك: لا إله إلا اللّه العلي العظيم، لا إله إلا اللّه الحليم

الكريم، سبحان اللّه رب العرش العظيم الحمد للّه رب العالمين»(4)، وبهذا فإن الإمام

ص: 241


1- (1) المهراس: حجر منقور مستطيل عظيم هرس كالحوض يتوضأ منه الناس لا يقدر أحد على تحريكه. ابن سلام، غريب الحديث، 4/ 185 .
2- (2) الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 111؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 79 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 72 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 170 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 20 / 81 .
3- (3) نهج البلاغة، 2/ 3.
4- (4) المناقب، 357 .

عليًا (علیه السلام) مغفور إليه، ذكر هذه الرواية ابن أبي عاصم(1)، والطبراني(2)، وغيرهم(3). وفي تبليغ سورة براءة (التوبة) أورد الموفق الخوارزمي ثلاث روايات في هذا الموضوع، إذ أورد رواية بسند ابن عباس قال: «إن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعث أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثم اتبعه عليا، فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فخرج أبو بكر فزعا وظن أنَّه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فإذا علي، فرفع إليه كتاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فأمره على الموسم، وأمر عليا أن ينادي بهؤلاء الكلمات، فانطلقا فحجا، فقام علي أيام التشريق(4) فنادي فقال: أنَّ اللّه ورسوله (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بريئان من كل مشرك، فسيحوا في الأض أربعة أشهر ولا يحجنَّ بعد العام مشرك، ولا يطوفنَّ بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلا مؤمن، فكان علي ينادي بهذا»(5)، هذه الرواية تؤكد على أنَّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أرجع أبا بكرمن تبليغ سورة براءة ودفع الإمام عليًا(علیه السلام) لتبليغها بدلًا عنه، أورد هذه الرواية الترمذي(6)، وابن أبي حاتم الرازي(7)، والطبراني(8)، وغيرهم من العلماء والمؤرخین

ص: 242


1- (1) السنة، 2/ 596 .
2- (2) المعجم الاوسط، 3/ 367 .
3- (3) الدارقطني، العلل، 4/ 7؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك علي الصحيحین، 3/ 138 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 153 .
4- (4) أَيام التشريق: ثَلاثة أَيام بعد أَيام الأضحى سميت بذلك لأنهم كانوا يشرقون فيها لحوم الاضاحي أَي يقددونها ويقطعونها وينشرونها للشمس. ابن الأثیر، النهاية في غريب الحديث والاثر، 2/ 464 .
5- (5) المناقب، 164 .
6- (6) السنن، 4/ 339 .
7- (7) التفسير، 6/ 1745 .
8- (8) المعجم الاوسط، 1/ 284 ؛ المعجم الكبير، 11/ 316 .

المسلمين(1).

وفي رواية أخرى يذكر الموفق الخوارزمي وبسنده عن أبي بكر قال: «إنَّ النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعثه براءة إلى أهل مكة: لا يحج العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة الا نفس مسلمة، ومن كان بينه وبین رسول اللّه مدة فأجله في مدته، واللّه بريء من المشركین ورسوله قال: فسار بها ثلاثًا ثم قال لعلي الحقه فردَّ عليّ أبا بكر وبلغها أنت، قال ففعل، فلما قدم على النبي أبو بكر بكى، وقال: يا رسول اللّه أحدث شيء؟ قال لا، ولكن أمرت أن لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني»(2)، وهذه الرواية هي الأخرى التي تشیر إلى منع أبي بكر من تبليغ سورة براءة، والإمام علي(علیه السلام) هو الذي بلغها، وذلك بأمر اللّه تعالى لأنَّ الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال «أمرت أن لا يبلغها إلا أنا أو رجل مني »، وقد أوردت هذه الرواية أغلب المصادر الإسلامية على اختلاف توجهاتها(3).

والرواية الأخرة التي أوردها الموفق الخوارزمي في تبليغ سورة براءة كانت بسند أنس بن مالك قال: «إنَّ النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعث سورة براءة مع أبي بكر، ثم

ص: 243


1- (1) الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 52 ؛ ابن مردويه، المناقب، 253 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 166 ؛ السيوطي، الدر المنثور، 3/ 210 .
2- (2) المناقب، 165 .
3- (3) أحمد بن حنبل، المسند، 1/ 3؛ الكوفي، المناقب، 1/ 471 ؛ النسائي، السنن الكبرى، 5/ 12 9 ؛ خصائص أمیر المؤمنین(علیه السلام)، 92 ؛ أبو يعلى الموصلي، المسند، 1/ 100 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 178/2 ؛ الصدوق، علل الشرائع، 1/ 190 ؛ كمال الدين، 245 ؛ معاني الأخبار، 92 ؛ ابن مردويه، المناقب، 251 ؛ الطوسي، التبيان في تفسیر القران، 5/ 169 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 5/ 8؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 117 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 39 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 329/3 ؛ السيوطي، الدر المنثور، 3/ 209 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 2/ 417 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 21/ 266 .

أرسل فأخذها فدفعها إلى علي وقال: لا يؤدي عني إلا أنا أو رجل مني، من أهل بيتي»(1)، وهذه الرواية جاءت متماشية من حيث المضمون مع الروايتین السابقتين في تأكيدهما على رد الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أبي بكر عن تبليغ سورة براءة، ودفع الإمام عليًا(علیه السلام) لتبليغها لأنَّه من أهل بيت النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وهذه الرواية كسابقاتها من الروايات المشهورة عند مشاهير المصنفین المسلمين(2).

ومن هذه الروايات التي أوردها الموفق الخوارزمي تتضح لنا امور عدة منها: إنَّ الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعث أبا بكر لتبليغ سورة براءة في بادئ الأمر، لكن وبأمر من اللّه تعالى بعث الإمام عليًا(علیه السلام) وراءه لتبليغ السورة كما أشارت الروايات الآنفة الذكر، وذكرت بعض المصادر(3) أنَّ جبرئيل قال للرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك .»

وبإسناده عن الإمام علي قال: «حدثني رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأنا مسنده إلى صدري فقال: يا علي ألم تسمع قول اللّه تعالى: (أنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ)(4)، أنت وشيعتك، موعدي وموعدكم الحوض إذا جثت الأمم للحساب

ص: 244


1- (1) المناقب، 165 .
2- (2) ابن هشام، السیرة، 4/ 972 ؛ ابن أبي شيبة الكوفي، المصنف، 7/ 506 ؛ الكوفي، المناقب، 1/ 484 ؛ أبو يعلى الموصلي، المسند، 5/ 413 ؛ الصدوق، علل الشرائع، 1/ 1990 ؛ ابن عبد البر، الدرر، 250 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 5/ 9؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 161 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 38 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 2/ 431 ؛ الشیرازي، كتاب الاربعین، 127 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 21/ 266 .
3- (3) الصدوق، معاني الأخبار، 298 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 2/ 733 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 293 .
4- (4) البينة، الآية: 7.

تدعون غراً محجلين»(1)، يؤكد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن طريق هذه الرواية أنَّ الآية الكريمة نزلت بحق علي(علیه السلام) وشيعته، وهم خیر البرية وموعدهم مع الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عند الحوض، ويأتون غرّاً محجلین أي وجوههم منیرة من البياض، ذكر هذه الرواية سليم بن قيس الهلالي(2)، وأبو حمزة الثمالي(3)، وغيرهم(4). وعن ابن عباس قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «ما أنزل اللّه آية فيها (يا أيُّهَا الذينَ آمَنُوا) إلَّا وعلي على رأسها وأميرها»(5)، وهذا يدل على أنَّ أمیر المؤمنين(علیه السلام) هو أمیر الذين أمنوا وعلى رأسهم وهو أفضلهم، ذكر هذه الرواية أحمد بن حنبل(6)، والكوفي(7)، وغيرهم(8).

ص: 245


1- (1) المناقب، 256 .
2- (2) كتاب سليم، 359 .
3- (3) التفسير، 361 .
4- (4) فرات الكوفي، التفسیر، 583 ؛ ابن مردويه، المناقب، 347 ؛ الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، 459/2 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 105 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 10 / 415 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 266 ؛ علي الطبرسي، مشكاة الأنوار، 167 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 307/1 ؛ الحنفي، نظم درر السمطين، 92 ؛ السيوطي، الدر المنثور، 6/ 379 ؛ الفيض الكاشاني، التفسیر الصافي، 5/ 355 ؛ الحر العاملي، وسائل الشيعية، 16 / 183 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 22/ 458 .
5- (5) المناقب، 267 .
6- (6) فضائل الصحابة، 2/ 654 .
7- (7) المناقب، 1/ 122.
8- (8) النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 453 ؛ ابن مردويه، المناقب، 21 9 ؛ الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، 1/ 65 ؛ أبو نعيم الاصبهاني، حلية الأبرار، 1/ 64 ؛ مقاتل بن عطية، المناظرات، 156 ؛ ابن البطريق، خصائص الوحي المبین، 205 ؛ عمدة عيون صحاح الأخبار، 361 ؛ ابن طاووس، بناء المقالة الفاطمية، 144 ؛ الطرائف، 88 ؛ اليقین، 117 ؛ أحمد آل طاووس، عن العبرة، 32 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 307 ؛ الحلي، كشف اليقین، 355 ؛ منهاج الكرامة، 137 ؛ نهج الحق، 209 ؛ السيوطي، الدر المنثور، 1/ 104 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 604 ؛ المناوي، فيض القدير، 3/ 60 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 351 .

وأورد الموفق الخوارزمي رواية مفادها بسنده عن ابن عباس قال: في قوله تعالى (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا)(1) مرض الحسن والحسین (علیهماالسلام)، فعادهما رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وعامة العرب، فقال أحدهما: يا أبا الحسن، لو نذرت في ابنيك نذرا إنَّ اللّه عافاهما. فقال(علیه السلام): أصوم ثلاثة أيام شكرا للّه عز وجل، وكذلك قالت فاطمة(علیهاالسلام)، وكذلك قال الحسنان (علیهماالسلام)، وكذلك قالت جاريتهما فضة، فألبسهما اللّه العافية، وانطلق علي(علیه السلام) إلى جار له من اليهود، يقال له: شمعون، يعالج الصوف، فقال: هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها لك ابنة محمد بثلاثة أصوع من شعير، قال: نعم، فأعطاه، فجاء بالصوف والشعير، وأخر فاطمة(علیهاالسلام)، فقبلت وأطاعت، ثم عمدت فغزلت ثلث الصوف. ثم أخذت صاعًا من الشعير فطحنته وعجنته، وخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد منهم قرص وصلى علي(علیه السلام) مع النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) المغرب، ثم أتى منزله، فوضع الخوان، وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علي (علیه السلام) إذا مسكين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا مسكين من مساكين المسلمين أطعموني مما تأكلون أطعمكم اللّه على موائد الجنة، فأعطوا ما كان عندهم إلى المسكين، وباتوا جياعًا، وأصبحوا صيامًا لم يذوقوا إلا الماء القراح، ثم عمدت إلى الثلث الثاني من الصوف فغزلته، ثم أخذت صاعًا من الشعير، فطحنته وعجنته، وخبزت منه خمسة أقراص لكل واحد قرص. وصلى علي(علیه السلام) المغرب مع النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثم أتى إلى منزله، فلما وضع الخوان بین يديه وجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علي(علیه السلام) إذا يتيم من يتامى المسلمين قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، أنا يتيم من يتامى المسلمين، أطعموني مما تأكلون

ص: 246


1- (1) الانسان، الآية: 7.

أطعمكم اللّه على موائد الجنة... ثم عمدت، فأعطته جميع ما على الخوان، وباتوا جياعًا لم يذوقوا إلا الماء القراح، فأصبحوا صيامًا. وعمدت فاطمة(علیه السلام) فغزلت الثلث الباقي من الصوف، وطحنت الصاع الباقي وعجنته، وخبزت منه خمسة أقراص، لكل واحد منهم قرص، وصلى علي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) المغرب مع النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثم أتى منزله، فقرب إليه الخوان، فجلسوا خمستهم، فأول لقمة كسرها علي(علیه السلام) إذا أسیر من أسراء المشركین قد وقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمد، تأسروننا وتشدوننا ولا تطعموننا... وعمدوا إلى ما كان على الخوان، فأعطوه، وباتوا جياعًا، وأصبحوا مفطرين وليس عندهم شيء، وأقبل علي(علیه السلام) بالحسن والحسین (علیهماالسلام) نحو رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهما يرتعشان كالفراخ من شدة الجوع، فلما بصر بهم رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال: يا أبا الحسن، أشد ما يسؤني ما أرى بكم. انطلق إلى ابنتي فاطمة(علیهاالسلام)، فانطلقوا إليها وهي في محرابها قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، وغارت عيناها، فلا رآها رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ضمها إليه وقال: «واغوثاه، باللّه أنتم منذ ثلاث فيما أرى» فهبط جبرائيل(علیه السلام)، فقال: «يا محمد،خذ ما هيأ لك في أهل بيتك «فقال: وما آخذ يا جبرائيل؟ ! قال: («هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا) حتى بلغ: (إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا)(1)، فوثب النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) حتى دخل منزل فاطمة(علیهاالسلام) ، فرأى ما بهم، فجمعهم ثم انكب عليهم يبكي، وقال: أنتم منذ ثلاث فيما أرى، وأنا غافل عنكم فهبط جبرائيل بهذه الآيات: (إِنَّ الْأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ يُفَجِّرُونَهَا تَفْجِيرًا)(2)، هي عین في دار

ص: 247


1- (1) الإنسان، من الآية: 1- 22.
2- (2) الإنسان، من الآية 5- 6.

النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) تفجر إلى دور الأنبياء والمؤمنین(1). وقال السيد جعفر العاملي(2) ان هذه الرواية فيها دروس عدة في الإيفاء بالنذر والوفاء والانفاق والايثار في سبيل اللّه تعالى وتدل على نزول هذه الآيات المباركة في علي(علیه السلام) وأهل بيته(علیهم السلام)، إن كان الباذلون للطعام، الذين تتحدث عنهم الآية الشريفة، قد صاموا ثلاثة أيام كاملة، واحتاجوا إلى الطعام بصورة حقيقية وفعلية، وضعفت أجسادهم، ولا سيما أجساد الأطفال الذين في جملتهم، وكانوا صائمین أيضاً، وهؤلاء الأطفال ليسوا كسائر الأطفال بل هم خیرة اللّه سبحانه من خلقه، وصفوته من عباده، واضافة إلى ذلك أنّ هذا العطاء كان بالنسبة للباذلین، في ساعة حرجة جداً، وبالذات في ساعة الإفطار، حيث تلح النفس بالمطالبة بالطعام، وتدعو إلى الاحتفاظ به، إذ لو طلب منهم بذل الطعام، قبل حلول ساعة الإفطار، فإن التخلي عن الطعام يكون أيسر، لعدم وجود هذا الإلحاح على الاحتفاظ به، بفعل قوة الحاجز، مع الإفساح في الأمل بإمكانية الحصول على البديل فيما تبقى من الوقت، هذا الانفاق هو سر عظمة هذا الحدث، وهو أقوى تعبیر عن حقيقة هؤلاء الصفوة الأطهار، حيث إنه يؤسس بصورة حية لفهم سرّ كل هذه الكرامة التي اختصهم اللّه بها،وهذا التشريف العظيم الذي حباهم سبحانه به، أورد هذه الرواية الصدوق(3)، والثعلبي(4)، وغيرهم(5).

ص: 248


1- (1) المناقب، 267 - 271 .
2- (2) تفسير سورة هل أتى، 1/ 217 .
3- (3) الأمالي، 329 - 333 .
4- (4) التفسير، 10 / 99 .
5- (5) الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، 2/ 399 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 10 / 209 - 210 ؛ ابن البطريق، خصائص الوحي المبین، 176 - 178 ؛ عمدة عيون صحاح الأخبار، 346 - 348 ؛ فخر الدين الرازي، التفسیر، 30 / 243 - 244 ؛ ابن طاووس، اقبال الأعمال، 2/ 374 - 376 ؛ الطرائف، 107 - 109 ؛ القرطبي، التفسیر، 19 / 131 - 134 ؛ البيضاوي، التفسیر، 5/ 270 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 308/1 ؛ الحلي، كشف اليقین، 93 ؛ الفيض الكاشاني، التفسیر الصافي، 5/ 261 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 35 / 237 - 240 .

وأورد الموفق رواية مرسلة عن أبي اسحاق قال: «في قوله تعالى (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ)(1)، يعني عن ولاية علي»(2).

ذكر الموفق الخوارزمي بإسناده عن الإمام الحسین(علیه السلام) قال: «حدثني أبي علي بن أبي طالب (علیه السلام) قال: قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): يا علي إني سألت ربي فيك خمس خصال فأعطاني: أما أولها فسألت ربي أن تنشق عني الأرض وانفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني، وأما الثانية فسألت ربى أن يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني، وأما الثالثة فسألت اللّه أن يجعلك حامل لوائي وهو لواء اللّه الأكبر، عليه المفلحون الفائزون بالجنة فأعطاني، وأما الرابعة فسألت ربي ان تسقي أمتي من حوضي فأعطاني، وأما الخامسة فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني، فالحمد للّه الذي من علي (علیه السلام) بذلك»(3)، لقد خص اللّه الإمام أمیر المؤمنین(علیه السلام) بكل مكرمة وفضله بكل فضيلة، وقد استجاب دعاء نبيه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)

ص: 249


1- (1) الصافات، الآية: 24 .
2- (2) المناقب، 275 . وانظر ايضاً: الكوفي، المناقب، 1/ 136 ؛ إبراهيم القمي، تفسیر القمي، 2/ 222؛فرات الكوفي، تفسیر فرات الكوفي، 355 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 234 ؛ الصدوق، عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 64/2 ؛ معاني الأخبار، 67 ؛ ابن شاذان، مائة منقبة، 37 ؛ الطوسي، الأمالي، 290 ؛ الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، 2/ 160 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 4؛ شاذان بن جبرئيل القمي، الروضة، 66 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 74 ؛ سليمان الحلي، المختصر، 170 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 4/ 593 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 8/ 68 .
3- (3) المناقب، 294 .

فيه أن يمنحه هذه الخصال الكريمة، ذكر هذ الرواية الإمام زيد بن علي(1)، والصدوق(2)، وغيرهم من مصنفي المسلمين(3).

وأيضا بسنده عن الإمام الحسین قال: قال رسول اللّه: «اذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش: يا محمد نعم الأب، أبوك إبراهيم الخليل، ونعم الأخ، أخوك علي بن أبي طالب (علیه السلام) »(4)، وقال السيد باقر شريف القرشي(5) وبهذا خص اللّه تعالى نبيه العظيم(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بجميع ألوان الفضل التي منها: إنَّه من ذرية إبراهيم خليل اللّه، وإنَّ أخاه الإمام أمیر المؤمنین(علیه السلام) المدافع عن كلمة التوحيد، والذاب عن قيم الإسلام ومبادئه.

وعن ابن عباس ذكر الموفق الخوارزمي أنَّه قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أول من يكسى يوم القيامة إبراهيم لخلته، ثم أنا لصفوتي، ثم علي بن أبي طالب يزف بيني وبین إبراهيم زفا إلى الجنة»(6).

ص: 250


1- (1) المسند، 455 .
2- (2) الخصال، 314 ؛ عيون أخبار الرضا (علیه السلام)، 33/2 .
3- (3) الجويني، فرائد السمطين، 1/ 105 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 152 ؛ البحراني، غاية المرام، 108/5 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 40 / 71 .
4- (4) المناقب، 294 ؛ وانظر ايضا: الصدوق، الأمالي، 524 ؛ عيون أخبار الرضا(علیه السلام)، 34/2 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 123 ؛ أبي القاسم الطبري، بشارة المصطفى، 270 ؛ الزمخشري، ربيع الأبرار، 2/ 159 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 58 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 33/2 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 2/ 2؛ البياضي، الصراط المستقيم، 1/ 208 ؛ البحراني، مدينة المعاجز،284/3 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 7/ 330 .
5- (5) حياة الإمام الرضا (علیه السلام)، 242/1 .
6- (6) ابن مردويه، المناقب، 336 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل اب طالب، 3/ 26 ؛ الحنبلي، الانس الجليل، 54/1 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 39 / 22 0 ؛ القندوزي، ينابيع المودة، 2/ 242 .

المبحث الثاني : دور الإمام علي (علیه السلام) السياسي والعسكري

1- معركة بدر(2ه-/ 624 م) :

كان للإمام علي (علیه السلام) دور كبیر و بارز في محاربة أعداء الإسلام الكفرة، وله دور كبیر في المعارك التي دارت ما بین المسلمين والكفار، الإمام علي (علیه السلام) ذلك الشخص الشجاع الذي قال ابن أبي الحديد(1) في شجاعته «وأما الشجاعة: فإنَّه أنسى الناس فيها ذكر من كان قبله، ومحا اسم من يأتي بعده، ومقاماته في الحرب مشهورة يضرب بها الأمثال إلى يوم القيامة، وهو الشجاع الذي ما فر قط، ولا ارتاع من كتيبة، ولا بارز أحدا إلا قتله، ولا ضرب ضربة قط فاحتاجت الأولى إلى ثانية» .

وأورد الموفق الخوارزمي رواية مرسله تقول: «قول اللّه تعالى («أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)(2)، قيل نزلت في قصة بدر في علي وحمزة وعبيدة بن الحارث لما برزوا لقتال عتبة وشيبة والوليد، ف- (الَّذِينَ آمَنُوا) علي وحمزة وعبيدة،

ص: 251


1- (1) شرح نهج البلاغة، 1/ 20 .
2- (2) الجاثية، الآية: 21.

(الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ) عتبه وشيبة والوليد»(1) المناقب، 275 ؛ وانظر ايضا: السمرقندي، تفسیر السمرقندي، 2/ 625 ؛ الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، 2/ 172 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 311 ؛ القرطبي، تفسیر القرطبي، 165/16 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 311 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 5/ 29 ؛ المجلسي، بحار الأنوار.، وهذه إحدى مناقب الإمام علي(علیه السلام) لما بى بلاءً حسنًا يوم بدر.

ذكر الموفق الخوارزمي عن الإمام علي(علیه السلام) في قصة بدر قال «نزل عتبة واتبعه أخوه شيبة بن ربيعة والوليد بن عتبة فقال: من يبارز؟ فانتدب له شاب من الأنصار فقال: لا حاجة لنا في قتالكم، إنا نريد بني عمنا، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): قم يا علي، قم يا حمزة، قم يا عبيدة، فقتل حمزة عتبة، وقال علي: عمدت إلى شيبة فقتلته، واختلف الوليد وعبيدة ضربتین فأثخن كل واحد منها صاحبه، قال: فملنا على الوليد فقتلناه وأسرنا منهم سبعين وقتلنا منهم سبعين»(1)، في هذه الرواية قد يكون هناك تصحيف وهي تذكر أنّ الإمام عليًا(علیه السلام) قتل شيبة بينما أشارت أغلب المصادر(2) أنه (علیه السلام) قتل الوليد، وذكر ابن حجر(3) أنَّ الذي بارزه علي(علیه السلام) هو الوليد هو المشهور وهو اللائق بالمقام؛ لأنَّ عبيدة وشيبة كانا شيخين كعتبة وحمزة بخلاف علي والوليد فكانا شابين، وروي أنَّه(علیه السلام) يذكر

ص: 252


1- (2) المناقب، 166 ؛ وانظر ايضاً: أبي داود، السنن، 1/ 601 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 10 / 398 .
2- (3) ابن أبي شيبة الكوفي، المصنف، 8/ 473 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 2/ 134 ؛ ابن حبان، الثقات، 1/ 167 ؛ أبو الفرج الأصفهاني، الأغاني، 4/ 388 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 194 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 74 ؛ البيهقي، السنن الكبرى، 3/ 276 ؛ ابن الأثیر، أسد الغابة، 3/ 357 ؛ الكامل، 2/ 125 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 13 / 283 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 4/ 366 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 19 / 279 .
3- (4) فتح الباري، 7/ 232 .

بدرا وقتله الوليد فقال(علیه السلام) في حديثه: «كأنّ أنظر إلى وميض خاتمه في شماله ثمّ ضربته ضربة أخرى فصرعته وسلبته فرأيت به ردعًا من خلوق فعلمت أنه قريب عهد بعرس(1).

وبإسناده عن ابن عباس قال: «إنّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) دفع الراية إلى علي يوم بدر وهو ابن عشرين سنة»(2)، وذكر بعض المؤرخین(3) إنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) كان صاحب راية رسول اللّه في كل المشاهد.

وذكر الموفق الخوارزمي عن جابر الأنصاري قال: «قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم بدر: هذا رضوان ملك من ملائكة اللّه ينادي: لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي»(4)، وتطرقنا إلى هذا الرواية في سياق هذه الرسالة في موضوع أسماء أمیر المؤمنين(5).

وروى الموفق الخوارزمي عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) قال: «إنَّ لما كانت ليلة بدر قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) من يستقي لنا من الماء؟ فأحجم الناس فقام علي فاحتضن فرسه

ص: 253


1- (1) المفيد، الإرشاد، 1/ 74 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 14 / 132 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 185/1 ؛الديلمي، ارشاد القلوب، 2/ 239 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 19 / 280 .
2- (2) المناقب، 167 ؛ وانظر ايضاً: البيهقي، السنن الكبرى، 6/ 207 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 71/42 ؛ الزيلعي، نصب الراية، 4/ 355 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 4/ 366 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 19 / 279 .
3- (3) ابن سعد، الطبقات الكبرى، 3/ 23 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 74 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 156 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 3/ 625 ؛ الباعوني الشافعي، جواهر المطالب، 189/1 .
4- (4) المناقب، 167 ؛ وانظر ايضًا: ابن حبيب البغدادي، المنمق، 1/ 411 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 1/ 258 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 128 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 71 ؛ المحب الطبري، ذخائر العقبى، 1/ 74 ؛ الرياض النظرة، 3/ 155 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 1/ 258 .
5- (5) راجع الرسالة، ص: 64 - 65 .

ثم أتى بئرا بعيدة القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى اللّه إلى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل، تأهبوا لنصرة محمد وحزبه، فهبطوا من السماء لهم لغط يذعر من يسمعه فلما حاذوا البئر سلموا عليه من عند آخرهم اكراما وتبجيا(1).

وفي رواية أخرى إنّ رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) بعث عليا(علیه السلام) في غزوة بدر أن يأتيه بالماء حین سكت أصحابه عن إيراده، فلما أتى القليب وما القربة الماء فأخرجها جاءت ريح فهرقته ثم عاد إلى القليب وملا القربة فأخرجها فجاءت ريح فأهرقته وهكذا في الثالثة فلما كانت الرابعة ملاها فأتى بها النبي فأخبر بخبره فقال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): أما الريح الأولى فجبرئيل في ألف من الملائكة سلموا عليك، وأما الثانية ميكائيل في ألف من الملائكة سلموا عليك، والريح الثالثة إسرافيل في الف من الملائكة سلموا عليك(2).

وحول عدد قتلى المشركین في معركة بدر على الرغم من الاختلاف بین الروايات إلاَّ أنَّه هناك اتفاق ان أمیر المؤمنین(علیه السلام) قد قتل نصفهم أو ما يقارب النصف واشترك في قتل بعض من النصف الآخر(3).

ص: 254


1- (1) المناقب، 308 ؛ وانظر ايضاً: ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 80 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 274 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 74 - 75 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 1/ 95 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 39 / 113 .
2- (2) الطبرسي، أعلام الورى، 1/ 375 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 80 ؛ البحراني، غاية المرام، 6/ 318 ؛ مدينة المعاجز، 1/ 94 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 19 / 286 .
3- (3) الواقدي، المغازي، 1/ 152 ؛ ابن هشام، السیرة، 1/ 708 - 714 ؛ القمي، التفسیر، 1/ 269 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 71 - 72 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 4/ 494 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 312 /2 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 181 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 19 / 293 .

2- معركة أحد (3ه-/ 625 م):

لم يتطرق الموفق الخوارزمي إلى دور الإمام علي(علیه السلام) في معركة أحد وهذا يعد خلل في منهجيته ونعتقد سبب ذلك أنَّ هناك روايات تحدث عن تخاذل بعض الصحابة، وثبات الإمام علي(علیه السلام) مع الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لذلك تجنب الموفق الخوارزمي الخوض بها تحرجاً أو لأنَّها لا تتفق مع مواقفه وعقيدته المذهبية.

3- غزوة الخندق (5ه-/ 627 م):

أصبح أمام قريش الفشل في القضاء على المسلمين حقيقة واضحة، ولكنها الجاهلية والعناد والإصرار على الكفر، فعادت قريش تتهيأ مرة أخرى لتوجيه ضربة قاضية للمسلمين، وذلك بالتحالف مع القبائل الجاهلية الأخرى واليهود أيضا، حتى بلغ عددهم عشرة آلاف يقودها أبو سفيان، وبعد أن استشار الصحابة رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أشار سليمان المحمدي بحفر الخندق(1).

وذكر الموفق الخوارزمي عن ابن إسحاق قال: وخرج عمرو بن عبد ود فنادى: من يبارز؟ فقام علي فقال: أنا لها يا نبي اللّه، فقال: إنَّه عمرو، اجلس، ونادى عمرو: ألا رجل وهو يؤنبهم ويقول: أين جنتكم التي تزعمون أنه من قتل منكم دخلها، أفلا تبرزون إلي رجلا؟ فقام علي فقال: يا رسول اللّه أنا، فقال: إنَّه عمرو، قال: وإن كان عمرا، فإذن له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فمشى إليه حتى أتاه وهو يقول:

ص: 255


1- (1) ابن سعد، الطبقات الكبرى، 2/ 66 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 2/ 234 ؛ ابن عبد البر، الدرر، 169 ؛ ابن الجوزي، زاد المسیر، 6/ 183 ؛ كشف المشكل، 4/ 324 ؛ القرطبي، التفسیر، 129/14 ؛ ابن اسيد الناس، عيون الاثر، 2/ 35 .

لا تعجلن فلقد أتاك * مجيب صوتك غير عاجز

ذو نية وبصيرة * والصدق منجا كل فائز

إنى لأرجو أن أقيم * عليك نائحة الجنائز

من ضربة نجلاء يبقى * ذكرها عند الهزاهز

فقال له عمرو: من أنت؟ قال: أنا علي، قال ابن عبد مناف؟ قال أنا علي بن أبي طالب، قال: غیرك يا بن أخي من أعمامك، فإني أكره أن أريق دمك، فقال علي: لكني واللّه ما أكره أن أريق دمك، فغضب ونزل فسل سيفه كأنه شعلة نار، ثم أقبل نحو علي مغضبا، واستقبله علي بدرقته فضربه عمرو في الدرقة، فقدها وأثبت فيها السيف، وأصاب رأسه فشجه وضربه علي على حبل العاتق فسقط وثار العجاج، وسمع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) التكبیر، فعرف أنَّ عليا قد قتله، ثم أقبل علي نحو رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ووجهه يتهلل(1).

وأورد الموفق رواية بإسناده عن معاوية بن حيدة(2) قال: قال النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) :

ص: 256


1- (1) المناقب، 169 - 170 ؛ وانظر ايضاً: القمي، التفسیر، 2/ 183 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 323/1 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 32 ؛ الكراجكي، كنز الفوائد، 137 ؛ البيهقي، دلائل النبوة، 3/ 438 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 8/ 132 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 79 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 235 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 3/ 233 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 19 / 63 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 197 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 121 /4 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 340 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 20 / 203 .
2- (2) معاوية بن حيدة بن قشیر بن كعب بن ربيعة بن عامر، جد بهز بن حكيم سكن البصرة، أسلم في زمن الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وهو من أصحاب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وروي عنه احاديث، وروى عنه ابنه حكيم. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 7/ 25 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 432 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 8/ 376 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 374 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 3/ 1415 .

«لمبارزة علي بن أبي طالب لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من عمل أمتي إلى يوم القيامة»(1) في هذه الرواية يرجح الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) مبارزة الإمام علي(علیه السلام) على كل أعمال الأمة؛ لأنَّ جرأته وشجاعته(علیه السلام) في محاربة عمرو مع حجم خوف الصحابة منه وانسحابهم(2)، وما كان لتلك الضربة من أثر في تغيير مجرى الحرب وتحديد النصر وذل الكفر واعزاز الدين، أورد هذه الرواية جمع من مصنفي المسلمين(3).

4- فتح خيبر (7ه-/ 628 م):

روى الموفق الخوارزمي عن بريدة قال: إنَّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ربما أخذته الشقيقة فيلبث اليوم واليومین لا يخرج، فلما نزل خير أخذته الشقيقة فلم يخرج إلى الناس، وأن أبا بكر أخذ راية رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فلم يفلح، فأخذها عمر وأيضا لم يفلح، فأخبر بذلك رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لأعطينها غدا رجلا يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله، يأخذها عنوة، ، فتطاولت لها قريش ورجا كل واحد منهم أن يكون صاحب ذلك، فأصبح وجاء علي وهو أرمد قد عصب عينه بشقة برد قطري، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): مالك؟ قال رمدت بعدك، فقال ادن منى، فتفل في عينه فما وجعها حتى مضى لسبيله، ثم أعطاه الراية فنهض بالراية

ص: 257


1- (1) المناقب، 107 .
2- (2) الطبراني، المعجم الاوسط، 5/ 274 ؛ الحاكم النيسابوري، 3/ 33 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 6/ 137 .
3- (3) الحاكم النيسابوري، المستدرك، 3/ 22؛ الحاكم الحسكاني، شواهد التنزيل، 2/ 14 ؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 13 / 19 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 50 / 333 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 327 ؛ الرازي، التفسیر، 32 / 31 ؛ ابن طاووس، أقبال الأعمال، 2/ 267 ؛ الطرائف، 60 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 148 ؛ الديلمي، ارشاد القلوب، 2/ 21 9 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 2/ 72 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 623 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 5/ 368 ؛ حلية الأبرار، 2/ 160 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 36 / 165 .

معه وعليه جبة أرجوان حمراء، قد أخرج خملها فأتى مدينة خيبر وخرج مرحب صاحب الحصن وعليه مغفر مظهر يماني، وحجر وقد ثقبه مثل البيضة على رأسه وهو يقول:

قد علمت خيبر أنى مرحب * شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الليوث أقبلت تلهب * وأحجمت عن صولة المغلب

قال علي (علیه السلام) :

انا الذي سمتني أمي حيدرة * هزبر غابات شديد القسورة

أكيلكم بالسيف كيل السندرة

فاختلفا ضربتین فضربه علي فقد الحجر والمغفر ورأسه، حتى وقع في الأضراس وأخذ المدينة(1)، هذه الرواية تشیر إلى عدم قدرة أبي بكر على فتح خيبر، وكذلك

ص: 258


1- (1) المناقب، 168 ؛ وانظر ايضاً: ابن سعد، الطبقات الكبرى، 2/ 112؛ ابن شيبة الكوفي، المصنف، 520/8 ؛ أحمد بن حنبل، المسند، 4/ 52 ؛ مسلم، الصحيح، 5/ 195 ؛ الكوفي، المناقب، 2/ 500 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 2/ 301 ؛ ابن حبان، الصحيح، 15 / 382 ؛ أبو فرج الأصفهاني، مقاتل الطالبین، 14 ؛ الطبراني، المعجم الكبیر، 7/ 18 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 1/ 149 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 39 ؛ المفيد، الإرشاد، 1/ 127 ؛ البيهقي، السنن الكبرى، 131/9 ؛ الطوسي، الأمالي، 4؛ ابن عبد البر، الأستيعاب، 2/ 787 ؛ الدرر، 200 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 149 ؛ المحسن بن كرامة، تنبيه الغافلن، 54 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 130 ؛ الزمخشري،الفايق، 1/ 232 ؛ الطبرسي، تفسیر جوامع الجامع، 3/ 389 ؛ تفسیر مجمع البيان، 4/ 320 ؛ الراوندي، الخرائج والجرائح، 1/ 218 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 16 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 305 ؛ ابن الجوزي، المنتظم، 3/ 296 ؛ ابن البطريق، خصائص الوحي المبین، 157 ؛ عمدة عيون صحاح الأخبار، 148 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 2/ 220 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1 /12 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 107 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 2/ 409 ؛ السبكي، طبقات الشافعية الكبرى، 1/ 255 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 4/ 21 3 ؛ الدمیري، حياة الحيوان الكبرى، 1/ 385 ؛ ابن عنبة، عمدة الطالب، 59 ؛ ابن حجر، فتح الباري، المتقي الهندي، كنز العمال، 467/10 ؛ 367/7 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 21/ 4.

فشل عمر في فتح الحصن، وقول الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «لأعطین الراية غدا لرجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله» تدل على سمو مكانة هذا الرجل الذي سيعطيه الراية رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو الإمام علي(علیه السلام) وكذلك تشیر إلى صعوبة فتح خيبر ليختار الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لها رجل مثل أمیر المؤمنین(علیه السلام)، وايضا في هذه الرواية تأكيد لقتل الإمام علي(علیه السلام) لمرحب وفتح المدينة.

وعن أبي رافع قال: «خرجنا مع علي حین بعثه رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود، فطرح ترسه من يده فتناول علي باب الحصن فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح اللّه عليه، ثم ألقاه من يده فلقد رأيتني في نفر من سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب ما استطعنا أن نقلبه»(1)، هذه الرواية تشیر إلى القوة التي يمتلكها أمیر المؤمنین(علیه السلام) في رفع باب بيد واحده لم يستطع ثمان رجال حتى على قلبها، أورد هذه الرواية البيهقي(2)، والطبرسي(3)، وغيرهم(4).

ص: 259


1- (1) المناقب، 172 .
2- (2) دلائل النبوة، 4/ 212.
3- (3) تفسير مجمع البيان، 9/ 202 ؛
4- (4) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 110 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 2/ 411 ؛ الجويني، فرائد السمطين، 1/ 261 ؛ المقريزي، امتاع السماع، 1/ 310 ؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، 184 ؛ الكاشاني، زبدة التفاسیر، 6/ 393 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 21/ 4.

وبإسناده عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: «حمل علي (علیه السلام) باب خيبر يومئذ فجرب بعده فلم يحمله إلا أربعون رجلا »(1)، وروي أنَّه اجتمع عليه سبعون رجلا، فكان جهدهم أن أعادوا الباب(2)، وذكر ابن أبي الحديد(3) انه عندما سأل الإمام علي(علیه السلام) كيف فعلت ذلك، فأجاب: «واللّه ما قلعت باب خيبر بقوة جسدانية، بل بقوة إلهية».

ذكر الموفق الخوارزمي ان قول اللّه تعالى: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ)(4) نزلت في أهل الحديبية، قال جابر: كنا يوم الحديبية ألفا وأربعمائة فقال لنا النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «أنتم اليوم خيار أهل الأرض، فبايعنا تحت الشجرة على الموت، وأولى الناس بهذه الآية علي بن أبي طالب (علیه السلام) لأنه قال [تعالى]: (أَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا)(5) - يعنى فتح خيبر - وكان ذلك على يد علي بن أبي طالب (علیه السلام)»(6).

ص: 260


1- (1) المناقب، 172 ؛ وانظر ايضا: ابن أبي شيبة الكوفي، المصنف، 7/ 507 ؛ الكوفي، المناقب، 2/ 562 ؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد، 11/ 323 ؛ الفتال النيسابوري، روضة الواعظین، 127 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 42 / 111؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 126 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 164 ؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، 184 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 13 / 136 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 41 / 281 .
2- (2) البيهقي، دلائل النبوة، 4/ 212؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 9/ 202 ؛ ابن حمزة الطوسي، الثاقب في المناقب، 257 ؛ المحب الطبري، الرياض النضرة، 3/ 152 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 21/ 4.
3- (3) شرح نهج البلاغة، 5/ 7.
4- (4) الفتح، الآية: 18 .
5- (5) الفتح، الآية: 18 .
6- (6) المناقب، 276 ؛ وانظر ايضا: المحسن بن كرامة، تنبيه الغافلن، 160 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 304 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 311 ؛ البحراني، البرهان في تفسیر القران، 5/ 88 ؛ غاية المرام، 4/ 288 .

5- بيعة الإمام علي(علیه السلام) (35ه-/ 655م)

أورد الخوارزمي رواية بسند سعيد بن المسيب(1) قال: «لما قتل عثمان جاء الناس إلى أمیر المؤمنین (علیه السلام)، حتى دخلوا داره، فقالوا: نبايعك، فمد يدك، فلا بدَّ للناس من أمیر، فقال: ليس ذلك إليكم وإنا ذلك لأهل بدر، فمن رضوا به فهو خليفة، فلم يبق أحد من أهل بدر إلا أتى عليًا (علیه السلام)، وقالوا: ما نرى أحداً أحق بها منك، فمد يدك نبايعك، فقال: أين طلحة والزبیر؟ فكان أول من

بايعه طلحة، فبايعه بيده وكانت إصبع طلحه شلاء(2) فتطیر منها عليٌّ وقال: ما اخلقه أن ينكث، ثم بايعه الزبیر وسعد وأصحاب النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) جميعًا»(3)، ذكر هذه الرواية البلاذري(4)، وابن عساكر(5)، وغيرهم(6)، في ضوء هذا الحديث نتوقف عند أمور عدة منها قوله(علیه السلام)«وإنما ذلك لأهل بدر» وإنَّ حصر الأمر بأهل بدر يمنع الطلقاء وأبنائهم من مشاركة الاختيار وكذلك؛ لأنَّ أهل بدر هم أهل تضحيات وجهاد ولهم تاريخ مجيد، فحصر الأمر بيدهم سيعطي مدلول واضح

ص: 261


1- (1) سعيد بن المسيب بن حزن أبو محمد المخزومي، رباه أمیر المؤمنین(علیه السلام) وهو من الصدر الأول وسمع منه وروى عنه، وكان من ثقات الإمام علي بن الحسین(علیه السلام)، وقيل ان مرسلاته أصح المراسيل، توفي عام (93 ه-). البخاري، التاريخ الكبیر، 3/ 511 ؛ البرقي، الرجال، 8؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 4/ 61 ؛ الطوسي، رجال الكشي، 1/ 332 ؛ الرجال، 11 4 ؛ ابن داود، الرجال، 103 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 4/ 43 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 9/ 138 .
2- (2) اليد الشلاء: وهي قطعت ثلث ديتها هي المنتشرة العصب التي لا تواتي صاحبها على ما يريد لما بها من الآفة. ابن الأثیر، النهاية في غريب الحديث والاثر، 2/ 498 .
3- (3) المناقب، 49 .
4- (4) أنساب الأشراف، 5/ 560 .
5- (5) تاريخ دمشق، 39 / 419 .
6- (6) ابن الأثیر، أسد الغابة، 3/ 610 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 77 ، الشافعي، جواهر المطالب، 294/1 .

وهو اجتماع أهل الدين والسابقة على هذا الأمر، والأمر الآخر اللافت للنظر أنَّ أهل بدر لم يكتفوا بالمبادرة إلى بيعته(علیه السلام)، بل سجلوا اعترافاً أنهم لم يجدوا احق من أمیر المؤمنین (علیه السلام) بالخلافة، وصرحت الرواية بأن طلحة أول من بايعه والزبیر وسعد بن أبي وقاص، والإشارة الأخرى المهمة هي اجتماع جميع المسلمين على بيعة أمیر المؤمنین(علیه السلام)(1) .

وقد أشار أمیر المؤمنین(علیه السلام) إلى كراهيته لقبول الخلافة إذ قال(علیه السلام) «أما بعد، فإني قد كنت كارهًا لهذه الولاية يعلم اللّه في سماواته وفوق عرشه على أمة محمد (صلی الله علیه و آله و سلم) حتى اجتمعتم على ذلك، فدخلت فيه»(2)، وفي نص آخر: «إني قد كنت كارهاً لأمركم، فأبيتم إلا أن أكون عليكم»(3)، وقوله(علیه السلام) لهم حین عرضوا الولاية عليه: «لا تفعلوا فإني أكون وزيرًا خیر من أن أكون أمیرا»(4)، أما سبب قبوله الولاية فقد ذكره(علیه السلام) إذ قال: «واللّه يعلم أني لم أجد بداً من الدخول في هذا الأمر، ولو علمت أن أحداً أولى به مني لما تقدمت إليه»(5)، وفي نص آخر «واللّه ما تقدمت عليها إلا خوفًا من أن ينزو على الأمر تيس من بني أمية، فيلعب بكتاب اللّه عز وجل»(6).

ص: 262


1- (1) العاملي، الصحيح من سير الإمام علي(علیه السلام)، 241/18.
2- (2) الطوسي، الأمالي، 728 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 26 .
3- (3) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 4/ 428 .
4- (4) البلاذري، أنساب الأشراف، 2/ 210 ؛ ابن الأثیر، الكامل في التاريخ، 2/ 554 ؛ ابن خلدون، التاريخ، 2/ 602 .
5- (5) المفيد، الجمل، 140 .
6- (6) البلاذري، أنساب الأشراف، 2/ 103 ؛ الكوفي، الغارات، 1/ 195 .

وذكر الموفق الخوارزمي بسنده عن الأسود بن يزيد النخعي(1) قال: لما بويع أمیر المؤمنین بالخلافة انشد خزيمة بن ثابت الأنصاري(2) وهو واقف بین يدي المنبر(3):

إذا نحن بايعنا عليا فحسبنا * أبو حسن مما نخاف من الفتن

وجدناه أولى الناس بالناس إنه * أطب قريش بالكتاب وبالسنن

وإن قريشا لا تشق غباره * إذا ما جرى يوما على الضمر البدن

ففيه الذي فيهم من الخير كله * وما فيهم مثل الذي فيه من حسن

وذكر هذه الأبيات الشيخ المفيد(4)، والحاكم النيسابوري(5)، وابن شهر اشوب(6).

6- موقعة الجمل (36 ه-/ 656 م)

بعد مقتل عثمان بايع المسلمون أمیر المؤمنین(علیه السلام) للخلافة، وقام أمیر المؤمنین(علیه السلام) بإعلان الدستور الجديد للحكومة المنتخبة، وهو القرآن الكريم

ص: 263


1- (1) الاسود بن يزيد النخعي، أبا عمرو تابعي كوفي من أصحاب الإمام علي(علیه السلام) وروى عنه، توفي عام (75 ه-). البخاري، التاريخ الكبیر، 1/ 449 ؛ الطوسي، الرجال، 35 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 4/ 124 .
2- (2) خزيمة بن ثابت الانصاري، أبو عماره، ذو الشهادتين من أصحاب الرسول شهد معه بدر وما بعدها، ومن صفية أصحاب الإمام علي(علیه السلام) شهد معه الجمل وصفین، واستشهد بصفین عام (37 ه-). البخاري، التاريخ الكبیر، 3/ 206 ؛ ابن حبان، مشاهير علماء الأمصار، 1/ 77 ؛ الكشي، الرجال، ؛ الطوسي، الرجال، 40 ؛ ابن داود، الرجال، 1/ 88 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 8/ 50 .
3- (3) المناقب، 50 .
4- (4) الفصول المختارة، 267 .
5- (5) المستدرك على الصحيحين، 3/ 114 .
6- (6) مناقب آل أبي طالب، 2/ 375 .

والسنة النبوية الشريفة، وبن الخطوط العريضة لهذه الحكومة، وبعد هذا الإعان أيقن أصحاب الاطماع أن لا نفوذ لهم في ظل هذا الدستور، كما أنَّ عدالة الإمام علي(علیه السلام) وتمسكه بمبادئ الإسلام لا تروق لأولئك الذين اكتنزوا الكنوز وبنوا القصور من أموال المسلمين، بل هي تشكل تهديدا لهم ولوجودهم، فنكث قوم البيعة وتمرد آخرون على الخليفة الشرعي ظلما وعدوانا، وكان في طليعتهم طلحة والزبیر وعائشة.

أورد الموفق الخوارزمي عن الإمام علي(علیه السلام) قال: «عهد إليَّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن أقاتل الناكثین والقاسطين والمارقین، فقيل له يا أمیر المؤمنین من هم الناكثون؟ قال: الناكثون أصحاب الجمل، والمارقین الخوارج، والقاسطين أهل الشام»(1)، ومن المؤكد ان الإمام عليًا(علیه السلام) على الحق ومن ذلك قول رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): «علي مع الحق والحق مع علي»(2)، لذلك سيكون أعداءه على باطل ومن بينهم الناكثین والقاسطين والمارقین، وهم شر خلق اللّه ومن سيقاتلهم هو خیر خلق اللّه(علیه السلام)، أورد هذه الرواية الإمام زيد بن علي)(3)، والكوفي(4)، وأبو يعلى الموصلي(5)، وغيرهم(6).

ص: 264


1- (1) المناقب، 176 .
2- (2) الكوفي، المناقب، 1/ 422 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 60 ؛ الصدوق، الأمالي، 150 ؛ الخصال، 496 ؛ المفيد، الفصول المختارة، 97 ؛ الطوسي، الاحتجاج، 1/ 97 ؛ المجلسي، بحار الأنوار،323/33 .
3- (3) المسند، 410 .
4- (4) المناقب، 2/ 323 .
5- (5) المسند، 1/ 397 .
6- (6) ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 2/ 550 ؛ الطبراني، المعجم الاوسط، 8/ 21 3 ؛ النعمان المغربي، دعائم الإسلام، 1/ 388 ؛ شرح الأخبار، 2/ 38 ؛ الصدوق، الخصال، 145 ؛ عيون أخبار الرضا، 2/ 66 ؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 3/ 139 ؛ ابن مردوية، المناقب، 160 ؛ المفيد، الفصول المختارة، 231 ؛ ابن حمزة الطوسي، الثاقب في المناقب، 105 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 468 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 3/ 18 ؛ ابن الأثیر، أسد الغابة، 4/ 33 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 2/ 113 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 7/ 238 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 292 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 18 / 119 .

وبإسناده عن سالم بن أبي الجعد قال: «ذكر النبيّ (صلی اللّه علیه و آله و سلم) خروج بعض أُمهات المؤمنین، فضحكت عائشة، فقال: «انظري يا حمیرا، لا تكونین هي، ثمّ التفت إلى عليّ بن أبي طالب فقال: يا أبا الحسن، إن وليت من أمرها شيئًا فارفق بها»(1)، إنَّ هذه الرواية يصرح بها الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) تلويحًا أو تلميحًا بأن صاحبة الجمل هي عائشة، وكذلك، إنَّ النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوصي أمیر المؤمنین(علیه السلام) بالرفق بها وفعلا رفق بها الإمام علي(علیه السلام) تنفيذا لوصية رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، أورد هذه الرواية، النعمان المغربي(2)، والحاكم النيسابوري(3)، وغيرهم(4).

وعن شهر بن حوشب(5) قال: «كنت عند أم سلمة (رضى اللّه عنها) فسلم

ص: 265


1- (1) المناقب، 176 .
2- (2) شرح الأخبار، 1/ 338 .
3- (3) المستدرك على الصحيحين، 3/ 119 .
4- (4) ابن مردوية، المناقب، 163 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 335 ؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والإرشاد، 10 / 148 ؛ السيوطي، الخصائص الكبرى، 136 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 136/12 ؛ المدني، وقعه الجمل، 42 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 284 .
5- (5) شهر بن حوشب: هو شهر بن عبد اللّه بن حوشب من أصحاب الإمام علي، روي عن الرسول، وعن الإمام علي وعن أم سلمة، وسلمان المحمدي، وروي عنه أبو حمزة الثمالي، مات سنة (98 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 8/ 5؛ العجلي، الثقات، 1/ 223 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 4/ 382 ؛ الطوسي، الرجال، 68 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 2/ 401 ؛ الاردبيلي، جامع الرواة، 1/ 403 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 10 / 50 .

رجل، فقيل من أنت؟ قال: أنا أبو ثابت مولى أبي ذر، قالت: مرحبا «بأبي ثابت، أدخل فدخل فرحبت به فقالت: أين طار قلبك حين طارت القلوب مطايرها، قال مع علي بن أبي طالب (علیه السلام)، قالت وفقت والذي نفس أم سلمة بيده لسمعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) يقول: علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، ولقد بعثت ابني عمرًا، وابن أخي عبد اللّه – أبي أمية - وأمرتهما أن يقاتلا مع علي من قاتله ولولا أن رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) أمرنا أن نقر في حجالنا أو في بيوتنا، لخرجت حتى أقف في صف علي»(1)، في هذه الرواية دلائل كثيرة منها، إنّ أم سلمة وهي زوجة رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) كانت تريد الخروج مع الحق أي مع علي(علیه السلام) ضد أصحاب الجمل لولا أمر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) لزوجاته بعدم الخروج، فكيف خرجت عائشة وهي إحدى زوجات الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) الذين أمرهنَّ بعدم الخروج والبقاء في البيت؟ وبذلك خالفت أمر رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، وكذلك أنًّ أم سلمة بعثت ابنها وابن اخيها للقتال مع الإمام علي(علیه السلام)، اما حديث الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) في أنَّ علي مع القرآن، والقرآن مع علي، ذكر الشيخ الكوراني(2) أنَّ معنى ذلك أنَّ كل ما هناك من علم، فهو في القرآن، وهو في صدر علي(علیه السلام) عديل القرآن، نعم كل ما هناك من علم، لا يستثنى منه إلا علم اللّه تعالى المختص به فهو العلم الربوبي الوحيد المستثنى من ذلك، أما ما دونه فهو في صدر علي(علیه السلام)، وبما أن القرآن تبيان كل شئ، فإنه فيه علم الأولین والآخرين، وعلم ما كان وما يكون، وكل علوم نظام التكوين ونظام التشريع، فكلها في القرآن، وكلها في قلب علي(علیه السلام) ، وإنَّهما لا يفترقان حتى يردا الحوض على رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم). أورد هذه الرواية الحاكم

ص: 266


1- (1) المناقب، 176 - 177 .
2- (2) الحق المبين، 136 .

النيسابوري(1)، وابن مردوية(2)، وغيرهم(3).

وبإسناده عن ابن عباس قال: «وقد كان علي (علیه السلام) قال أين الزبیر؟ قالوا هوذا واقف، فأرسل إليه رسولا: ادن مني حتى أخبرك، قال وهو في السلاح قال وعليه قباطان وبرنس وسيف وقلنسوة، فقال له الحسن: يا أمیر المؤمنین ذاك في السلاح وليس عليك إلا ما أرى، قال له علي: أنته عني، قال فدنا كل واحد منهما من الآخر حتى اختلفت رؤوس دابتيهما، فقال له علي: تذكر يوم كنت أنا وأنت في مكان كذا وكذا، فمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال: لتقاتلنَّ هذا وأنت ظالم له؟ قال له الزبیر: ذكرتني ما قد نسيت، فلن أسل عليك سيفا فأدبر، فقال له عبد اللّه ابنه: ما هذا الذي ذكر لك علي؟ قال: ذكرني شيئا كنت قد نسيته، فقال: بعد ما أخرجت القوم تتركهم وتذهب»(4).

وروى أنَّ ابنه عبد اللّه وبخه بتركه القتال وقال: لعلك رأيت الموت الأحمر تحت رايات ابن أبي طالب (علیه السلام)، لقد فضحتنا فضيحة لا نغسل منها رؤوسنا أبدا، فغضب الزبیر من ذلك وصاح بفرسه وحمل على أصحاب علي (علیه السلام) حملة منكرة، فقال علي لأصحابه: «فرجوا له فإنه محرج »، فأوسعوا له، فشق الصفوف حتى خرج منها، ثم رجع فشقها ثانية، ولم يطعن أحدا ولم يضرب، ثم رجع إلى

ص: 267


1- (1) المستدرك على الصحيحين، 3/ 124 .
2- (2) المناقب، 118 .
3- (3) المفيد، الجمل، 223 ؛ الطوسي، الأمالي، 460 ؛ المحسن بن كرامة، تنبيه الغافلن، 46 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 145 ؛ الشیرازي، كتاب الاربعین، 97 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 22/ 223 .
4- (4) المناقب، 179 ؛ وانظر ايضا: ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 2/ 470 ؛ الشريف المرتضي، الرسائل، 72/4 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 238 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 3/ 240 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1/ 234 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 330 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 198 .

ابنه فقال: هذه حملة جبان؟ فقال له ابنه عبد اللّه: فلم تنصرف عنَّا الآن وقد التقت حلقتا البطان؟ فقال الزبیر: يا بني ارجع واللّه لأخبار كان النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عهدها إلي فأنسيتها حتى أذكرنيها علي فعرفتها قال: ثم خرج الزبیر من عسكرهم تائبا مما كان فيه وهو ينشد ويقول:

ترك الأمور التي تخشى عواقبها * للّه أجمل في الدنيا وفي الدين

نادى علي بأمر لست أنكره * قد كان عمر أبيك الخير مذ حين

قال ثم مضى الزبیر منفردا وتبعه خمسة من الفرسان، فحمل عليهم وفرقهم وفرق جمعهم، ومضى حتى إذا صار إلى واد السباع(1)، فنزل على قوم من بنى تميم فقام إليه عمرو بن جرموز المجاشعي، فقال له: أبا عبد اللّه كيف تركت القوم؟ فقال الزبیر: تركتهم واللّه قد عزموا على القتال ولا شك إلَا وقد التقوا، قال فسكت عنه عمرو بن جرموز وأمر له بطعام وشيء من لبن فأكل الزبیر وشرب، ثم قام فصلى واخذ مضجعه، فلما علم ابن جرموز أن الزبیر قد نام، وثب إليه فضربه بسيفه ضربة على أم رأسه فقتله»(2)، ذكر هذه الرواية ابن أعثم الكوفي(3)، والشريف المرتضي(4)، وغيرهم(5).

ص: 268


1- (1) وادي السباع: موضع بين مكه والبصرة. ياقوت الحموي، معجم البلدان، 5/ 343 .
2- (2) المناقب، 179 - 181 .
3- (3) الفتوح، 2/ 471 .
4- (4) الرسائل، 4/ 72 .
5- (5) الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 238 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 3/ 240 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 234/1 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 330 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 198 .

وبإسناده عن الإمام الحسن(علیه السلام) قال: «أول شهود شهدوا في الإسلام بالزور واخذوا عليه الرشا، الشهود الذين شهدوا عند عائشة حین مرت بماء الحوأب(1)، فقالت عائشة: ردوني، ردوني مرتین، فأتوها بسبعين شيخًا فشهدوا أنّه ماؤنا وما هو بماء الحوأب»(2)، وذكر هذه الرواية ابن شيبة الكوفي(3)، واسحاق ابن راهويه(4)، وغيرهم(5)، إنّ هذه الرواية تشیر إلى أن أول شهادة زور في الإسلام التي شهدوا بها من يعتبرهم البعض من الصحابة كطلحة والزبیر وغيرهم فكيف يكونون من الصحابة وهم يشهدون شهادة الزور التي نهى عنها الإسلام، وكذلك إنَّ هذه الرواية يحتج بها من يدافع عن عائشة ليخففوا بها عنها ثقل معصيتها ظنا منهم بأن عائشة أصبحت معذورة بعد أن خدعوها بسبعين شاهد زور بأن الماء ليس هو ماء الحوأب، وهم يريدون أن يموهوا بمثل هذه الروايات على بسطاء العقول ويقنعوهم بأن عائشة خدعت لأنَّها عندما مرت بالماء وسمعت نباح الكلاب فسألت عن هذا الماء فقيل لها أنه الحوأب جزعت وقالت: ردوني ردوني. فهل

ص: 269


1- (1) ماء الحوأب: وهو ماء قريب من البصرة، على طريق مكة إليها. البكري، معجم ما استعجم، 472/2 .
2- (2) المناقب، 181 .
3- (3) المصنف، 8/ 708 .
4- (4) المسند، 2/ 32 .
5- (5) أحمد بن حنبل، المسند، 6/ 52 ؛ الدينوري، الإمامة والسياسة، 1/ 60 ؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 181/2 ؛ المروزي، الفتن، 45 ؛ الكوفي، المناقب، 2/ 348 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 3/ 475 ؛ ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 2/ 457 ؛ ابن حبان، الصحيح، 15 / 126 ؛ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، 74/3 ؛ الشريف الرضي، الرسائل، 4/ 64 ؛ السمعاني، الأنساب، 2/ 286 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 210/3 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 6/ 225 ؛ ابن طاووس، الملامح والفتن، 76 ؛ الذهبي، سیر أعلام النبلاء، 2/ 177 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 6/ 236 ؛ الهيثمي، موارد الضمان، 6/ 73 ؛ العيني، عمدة القاري، 15 / 49 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 334 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 139 .

لهؤلاء أن يلتمسوا لعائشة عذرا في معصيتها لأمر اللّه وما نزل من القرآن بوجوب الاستقرار في بيتها إذ قال تعالى: («وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى)(1)، أو يلتمسوا لها عذرا في معصيتها لأمر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بوجوب لزوم الحصیر وعدم ركوب الجمل، قبل الوصول إلى نباح الكلاب في ماء الحوأب(2).

عن عائشة قالت: إذا مر ابن عمر فأرونيه فلما مر ابن عمر قالوا: هذا ابن عمر ! فقالت: يا أبا عبد الرحمن ما منعك أن تنهاني عن مسیري؟ قال: رأيت رجلا قد غلب عليك وظننت أنك لا تخالفيه -يعني ابن الزبیر- قالت: أما أنك لو نهيتني ما خرجت»(3)، أنَّ هذه الرواية التي يظهر بها ندم عائشة على الخروج لقتال أمیر المؤمنین(علیه السلام) وأنَّها لو نهاها عبد اللّه بن عمر لما خرجت فلماذا لم تنتهِ عندما نهاها رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن الخروج من البيت والإقرار فيه؟ ولماذا لم تنتهي عندما نهتها أم سلمة بعدم الخروج؟ فهل عبد اللّه بن عمر أكثر معرفة وتأثیرا من الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأم سلمة ! بالتأكيد لا لكن نحن نعتقد بأن هذه الرواية قد وضعت للتخفيف عن عائشة لمعصيتها للرسول (صلی اللّه علیه و آله و سلم) والخروج على إمام زمانها علي بن أبي طالب(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ذكر هذه الرواية ابن عبد البر(4)، وابن عساكر(5)، و وغيرهم(6).

ص: 270


1- (1) الاحزاب، الآية: 33 .
2- (2) لمياء حمادة، واخيرا اشرقت الروح، 114 .
3- (3) المناقب، 182 .
4- (4) الاستيعاب، 3/ 910 .
5- (5) تاريخ مدينة دمشق، 31 / 110 .
6- (6) ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 20 / 107 ؛ الذهبي، تاريخ الإسلام، 4/ 246 ؛ الزيلعي، نصب الراية، 5/ 48 .

وعن قيس بن أبي حازم(1) قال: «كان مروان مع طلحة والزبیر يوم الجمل، فلما نشبت الحرب، قال مروان لا أطلب بثأري بعد اليوم، فرماه بسهم فأصاب ركبته»(2)، ذكر هذه الرواية ابن سعد(3)، وغیره(4).

وبإسناده عن ثور بن مجزأة قال: «مررت بطلحة وهو صريع بآخر رمق، فقال: من أنت؟ فأنى أرى وجهك كالقمر ليلة البدر؟ قال قلت: رجل من أصحاب أمیر المؤمنین، قال: فمد يدك أبايعك لأمیر المؤمنین، فبسطت يدي فبايعني، ثم قضى نحبه فأتيت عليا «فأخبرته بمقالته، فقال: اللّه أكبر صدق اللّه ورسوله، أبى اللّه أن يدخله الجنة الا وبيعتي في عنقه»(5).

ذكر هذه الرواية الحاكم النيسابوري(6)، وابن أبي الحديد(7)، وغيرهم(8)، ان هذه الرواية تؤكد بأن طلحة سيدخل الجنة وبيعة الإمام علي(علیه السلام) في عنقه بحسب

ص: 271


1- (1) قيس بن أبي حازم: هو من المنحرفین عن علي أمیر المؤمنین(علیه السلام)، وهو القائل: سمعت عليا (علیه السلام) يخطب على المنبر يقول: انفروا إلى بقية الأحزاب، فدخل بغضه في قلبي. المازندراني، منتهى المقال، 5/ 242 ؛ البروجردي، طرائف المقال، 2/ 103 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 283/6 .
2- (2) المناقب، 183 .
3- (3) الطبقات الكبرى، 3/ 223 .
4- (4) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 25 / 112؛ المزي، تهذيب الكمال، 13 / 422 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 415 .
5- (5) المناقب، 183 .
6- (6) المستدرك على الصحيحين، 3/ 373 .
7- (7) شرح نهج البلاغة، 1/ 249 .
8- (8) السيوطي، الخصائص الكبرى، 115 ؛ الصالحي الشامي، سبل الهدى والإرشاد، 10 / 86 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 326 .

كلام أمیر المؤمنین(علیه السلام) ونحن نعتقد بعدم صحته؛ وذلك لأن هناك رواية أخرى مفادها «أنَّ أمیر المؤمنین (علیه السلام) مر على طلحة وهو صريع فقال: أجلسوه فأُجلِسَ، فقال له: «إنَّه كانت لك سابقة لكن الشيطان دخل منخريك فأوردك النار»(1)، وهذه الرواية تتعارض تعارضًا تاماً مع ما ذكره الموفق الخوارزمي ومن اتفق معه من المؤرخین، وفي رواية أخرى قال الإمام علي(علیه السلام) لطلحه وهو صريع: «هذا الناكث بيعتي، والمنشئ الفتنة في الأمة، والمجلب عليَّ، الداعي إلى قتلي وقتل عترتي، أجلسوا طلحة، فأجلس، فقال أمیر المؤمنین (علیه السلام) «يا طلحة بن عبيد اللّه، قد وجدت ما وعدني ربي حقا، فهل وجدت ما وعد ربك حقا !؟ ثم قال: أضجعوا طلحة»(2)، وكذلك ذكر السيد الخوئي(3) أنَّه «مبايعته إلى أمیرالمؤمنین عليه السّلام في تلك الحال التي كان عليها صريعا بن القتلى آيسا من الحياة لا يكفي في رفع العقاب واستحقاق الثّواب قال سبحانه: (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِنْ قَرِيبٍ فَأُولَئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا)(4)، وإنّ توبته في تلك الحال على تسليم كون تلك المبايعة منه توبة إنّما هي مثل توبة فرعون التي لم تنجه من عذاب ربّه كما قال تعالى: (وَجَاوَزْنَا

ص: 272


1- (1) المفيد، الفصول المختارة، 142 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 239 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 173/3 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 200 .
2- (2) المفيد، الإرشاد، 1/ 256 ؛ الفصول المختارة، 141 ؛ الطبرسي، الاحتجاج، 1/ 239 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 200 .
3- (3) منهاج البراعة، 3/ 184 .
4- (4) النساء، الآية: 17 - 18 .

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ * آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ)(1)، وثم فأنَّ عدم ثبوت التّوبة أولا لما ذكرناه من رواية تنافي ما ذكره الموفق، وكذلك وعدم كفايتها في رفع العقوبة على تقدير ثبوتها ثانيا.

وروى الموفق عن طريق ابن أعثم الكوفي قال: «إنَّ أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب (علیه السلام) كتب إلى طلحة والزبیر قبل قتال الجمل أخذا «للحجة عليها: أما بعد فقد علمتما أنّی لم أرد الناس حتى أرادوني، ولم أبايعهم حتى أكرهوني، وأنتما ممن أراد بيعتي وبايعوا، ولم تبايعا لسلطان غالب ولا لغرض حاضر، فإن كنتما بايعتما طائعن، فتوبا إلى اللّه وارجعا عما أنتما عليه، وان كنتما مكروهین فقد جعلتما لي السبيل عليكما باظهاركما الطاعة وكتمانكما المعصية، وأنت يا زبیر فارس قريش، وأنت يا طلحة شيخ المهاجرين ودفعكما هذا الأمر قبل ان تدخلا فيه أوسع لكما من خروجكما منه بعد إقراركما»(2).

وذكر الموفق الخوارزمي أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام)كتب إلى عائشة: أما بعد، فإنك قد خرجت من بيتك عاصية للّه ولرسوله محمد (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، تطلبین أمرا «كان عنك موضوعا» ثم تزعمین أنك تريدين الاصلاح بین المسلمين، فخبريني ما للنساء وقود العساكر والاصلاح بین الناس؟ وطلبت كما زعمت بدم عثمان وعثمان رجل من بني أمية، وأنت امرأة من بني تيم بن مرة، ولعمر اللّه أنَّ الذي عرضك للبلاء

ص: 273


1- (1) يونس، الآية: 90 - 91 .
2- (2) المناقب، 183 ؛ وانظر ايضا: ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 2/ 465 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 338 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 240 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 120 .

وحملك على المعصية لأعظم إليك ذنبا من قتلة عثمان، وما غضبت حتى أغضبت ولا هجت حتى هيجت، فاتق اللّه يا عائشة وارجعي إلى منزلك واسبلي عليك سترك والسلام»(1) وبهذا أشار أمیر المؤمنین(علیه السلام) إلى كراهيته لقبول البيعة كما أشرنا إلى ذلك في موضوع بيعة أمیر المؤمنین(علیه السلام)، وكذلك إنَّ أمیر المؤمنين(علیه السلام) أراد بذلك الكتاب إلى طلحة والزبیر وعائشة لطرح الحجه عليهم وتذكيرهم، ذكر هذه الرواية ابن أعثم الكوفي(2)، وابن شهر اشوب(3)، وغيرهم(4).

وروى الموفق الخوارزمي أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) بعد أن خاطب عائشة وطلحة والزبیر وكانوا مصرين على الحرب، فقام أمیر المؤمنین(علیه السلام) وخطب بالناس قائلًا: «يا أيها الناس إنّ قد تأنيت هؤلاء القوم وراقيتهم وناشدتهم كيما يرجعوا ويرتدعوا، فلم يفعلوا ولم يستجيبوا وقد بعثوا إلي ان أبرز إلى الطعان وأثبت للجلاد وقد كنت وما أهدد بالحروب ولا أدعى إليها وقد انصف من راماها، ولعمري لئن أبرقوا وأرعدوا فلقد عرفوني ورأوا نكايتي القارة، أنا أبو الحسن الذي فللت حدهم، وفرقت جماعتهم فبذلك القلب ألقى عدوى وأنا على بينة من ربي لما وعدني من النصر والظفر، واني لعلى غیر شبهة من أمري، ألا ان الموت لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب، ومن لم يقتل يمت، وان أفضل الموت القتل،والذي نفس على بيده لألف ضربة بالسيف أهون علي من ميتة الفراش، ثم رفع يده إلى السماء وهو يقول: اللهم ان طلحة بن عبيد اللّه أعطاني صفقة يمينه طائعا

ص: 274


1- (1) المناقب، 183 - 184 .
2- (2) الفتوح، 2/ 465 .
3- (3) مناقب آل أبي طالب، 2/ 338
4- (4) ابن طلحه الشافعي، مطالب السؤول، 212؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 240 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 386 ؛ الحلبي، السیرة الحلبية، 3/ 356 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 120 .

ثم نكث بيعتي، اللهم فعاجله ولا تمهله، اللهم وان الزبیر بن العوام قطع قرابتي ونكث عهدي وظاهر عدوي ونصب الحرب لي وهو يعلم أنه ظالم لي، فاكفنيه كيف شئت وانى شئت»(1)، وهذه الرواية يؤكد عن طريقها الإمام علي(علیه السلام) بعد ان وضع الحجه على أصحاب الجمل ولم يبقى أمامَه سوى قتال هؤلاء الباطلین، وانه منصور بأمر اللّه، وكذلك دعا الإمام علي(علیه السلام) على طلحة والزبير، ذكر هذه الرواية الكليني(2)، والطوسي(3)، وغيرهم(4).

وعن التقاء الفريقین فريق الحق ضد فريق الباطل، ذكر الموفق الخوارزمي أنَّه لما تقابل العسكران: عسكر أمیر المؤمنین علي(علیه السلام) وعسكر أصحاب الجمل، جعل أهل البصرة يرمون أصحاب علي(علیه السلام) بالنبل حتى عقروا منهم جماعة، فقال الناس: يا أمیر المؤمنین: إنّه قد عقرنا نبلهم فما انتظارك بالقوم، فقال علي(علیه السلام) : اللهم إني أشهدك اني قد أعذرت وأنذرت فكن لي عليهم من الشاهدين، ثم دعا عليَّ(علیه السلام) بالدرع، فأفرغها عليه وتقلد بسيفه واعتجر بعمامته واستوى على بغلة النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ثم دعا بالمصحف فأخذه بيده وقال: يا أيها الناس من يأخذ هذا المصحف فيدعوا هؤلاء القوم إلى ما فيه؟ قال فوثب غلام يقال له مسلم، فقال له: أنا آخذه يا أمیر المؤمنین، فقال له علي(علیه السلام): يا فتى أنَّ يدك اليمنى تقطع فتأخذه باليسرى فتقطع، ثم تضرب عليه بالسيف حتى تقتل، فقال الفتى: لا صبر لي على ذلك يا أمیر المؤمنین، قال فنادى علي(علیه السلام) ثانية، والمصحف في يده،

ص: 275


1- (1) المناقب، 184 - 185 .
2- (2) الكافي، 5/ 52 .
3- (3) الأمالي، 170 .
4- (4) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 112؛ ابن طلحه الشافعي، مطالب السؤول، 213 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 241 ؛ الحلي، كشف اليقین، 153 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 100 .

فقام إليه ذلك الفتى وقال: أنا آخذه يا أمیر المؤمنین، قال فأعاد عليه على مقالته الأولى، فقال الفتي: لا عليك يا أمیر المؤمنین فهذا قليل في ذات اللّه، ثم أخذ الفتى المصحف وانطلق به إليهم، فقال: يا هؤلاء، هذا كتاب اللّه بيننا وبينكم، قال فضرب رجل من أصحاب الجمل يده اليمنى فقطعها، فأخذ المصحف بشماله فقطعت شماله، فاحتضن المصحف بصدره فضرب عليه حتى قتل رحمه اللّه(1).

وذكر الموفق الخوارزمي أنَّ عليًا(علیه السلام) رفع رايته إلى ابنه محمد بن الحنفية وقال: تقدم يا بني، فحمل محمد بالراية وطعن بها في أصحاب الجمل طعنا منكرا، وعلي(علیه السلام) ينظر فأعجبه ما رأى من فعاله فجعل يقول(علیه السلام) :

اطعن بها طعن أبيك تحمد * لا خير في الحرب إذا لم توقد

فقاتل بالراية محمد بن الحنفية ساعة، ثم رجع وضرب علي(علیه السلام) بيده إلى سيفه فأسله، ثم حمل على القوم فضرب فيهم يمينا وشمالا، ثم رجع وقد انحنى سيفه فجعل يسويه بركبته فقال له أصحابه: نحن نكفيك ذلك يا أمیر المؤمنین، فلم يجب أحدا حتى سواه ثم حمل ثانية حتى اختلط فيهم، فجعل يرب فيهم قدما حتى انحنى سيفه، ثم رجع إلى أصحابه ووقف يسوي السيف بركبته وهو يقول(علیه السلام): واللّه ما أريد بذلك إلا وجه اللّه والدار الآخرة، ثم التفت إلى ابنه محمد بن الحنفية وقال: هكذا فاصنع يا بني(2) .

وذكر الموفق الخوارزمي أنَّ رجلاً تقدم من أصحاب الجمل يقال له عبد اللّه

ص: 276


1- (1) المناقب، 186 ؛ وانظر ايضا: ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 2/ 473 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 9/ 112؛ المشغري العاملي، الدر النظيم، 347 .
2- (2) المناقب، 187 ؛ وانظر ايضا: ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 2/ 474 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 1/ 257 ؛ المشغري العاملي، الدر النظيم، 348 .

بن اليثربي(1) فجعل يرتجز ويقول:

يا رب إني طالب أبا الحسن * ذاك الذي يعرف حقا بالفتن

ذاك الذي نطلبه على الإحن * ونقضه شريعة من السنن

فخرج إليه علي(علیه السلام) وهو يقول:

إن كنت تبغى أن ترى أبا حسن * وكنت ترميه بإيثار الفتن

فاليوم تلقاه مليا فاعلمن * بالضرب والطعن عليما بالسنن

ثم شد عليه الإمام علي(علیه السلام) بالسيف فضربه ضربة هتك بها عاتقه فسقط قتيلا، فوقف عليه أمیر المؤمنین(علیه السلام) وقال: قد رأيت أبا الحسن فكيف رأيته؟(2)، ذكر هذه الرواية ابن اعثم الكوفي(3) وابن شهر اشوب(4)، والمجلسي(5).

وروى الموفق الخوارزمي أنَّه خرج أخوه عبد اللّه بن الثيربي وهو يرتجز ويقول:

أضربكم ولو أرى عليا * عممته أبيض مشرفيا

واسمرا عنطنطا خطيا * ابكى عليه الولد والوليا

فخرج إليه علي(علیه السلام) وهو يقول:

يا طالبا في حربه عليا * يمنحه أبيض مشرفيا

أثبت لتلقاه بها عليا * مهذبا سميدعا كميا

ص: 277


1- (1) عبد اللّه بن اليثربي: خرج مع الناكثین ضد الإمام علي في الجمل وقتله أمیر المؤمنین يومئذ. ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 341 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 175 .
2- (2) المناقب، 187 .
3- (3) الفتوح، 2/ 475 .
4- (4) مناقب آل أبي طالب، 2/ 341 .
5- (5) بحار الأنوار، 32 / 175 .

ثم حمل عليه علي(علیه السلام) فضربه ضربة على وجهه فرمى بنصف رأسه، وانصرف علي يريد إلى أصحابه، فصاح به صائح من ورائه والتفت فإذا بعبد اللّه بن خلف الخزاعي(1) - وهو صاحب منزل عائشة بالبصرة - فلا رآه علي(علیه السلام) عرفه فنادى: ما تشاء يا بن خلف؟ قال هل لك في المبارزة؟ قال علي(علیه السلام): ما أكره ذلك ولكن ويحك يا بن خلف ما راحتك في القتل، وقد علمت من أنا، فقال عبد اللّه بن خلف، زرني من بذخك يا بن أبي طالب وادن مني لترى أينا يقتل صاحبه فثنى إليه علي (علیه السلام) عنان فرسه، قال: والتقيا للضراب فبدره عبد اللّه بن خلف بضربة، دفعها علي(علیه السلام) بحجفته، ثم ضربه ضربة رمى بيمينه ثم ثناه بأخرى، فأطار قحف رأسه(2).

وذكر الموفق الخوارزمي أنَّ الأشتر جال بین الصفین وقتل من شجعان أهل الجمل جماعة واحدا بعد واحد مبارزة، وكذلك عمار بن ياسر ومحمد بن أبي بكر واشتبكت الحرب بین العسكرين واقتتلوا قتالًا شديدا لم يسمع بمثله، وقطعت على خطام الجمل ثماني وتسعون يدا، وصار الهودج(3) كأنه القنفذ مما فيه من النبل والسهام، واحمرت الأرض بالدماء، وعقر الجمل من ورائه فعج ورغا، فقال علي(علیه السلام): عرقبوه فإنه شيطان، ثم التفت إلى محمد بن أبي بكر وقال: انظر إذا عرقب

ص: 278


1- (1) عبد اللّه بن خلف الخزاعي: أبو طلحة الطلحات، كان كاتب عمر بن الخطاب على ديوان البصرة، و كان من أتباع عائشة يوم الجمل، وقتله أمیر المؤمنین(علیه السلام). ابن معین، التاريخ، 4/ 174 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 3/ 895 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق 25 / 31 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 5/ 9.
2- (2) المناقب، 188 ؛ وانظر ايضًا: ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 342 ؛ محمد بن طلحه الشافعي، مطالب السؤول، 216 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 176 .
3- (3) الهودج: مركب يركبه النساء يوضع على راحله. الازدي، جمهرة اللغة، 1/ 463 .

الجمل فأدرك أختك فوارها، وقد عرقب الجمل فوقع لجنبه وضرب بجرانه الأرض، ورغا رغاء شديدا، وبادر عمار بن ياسر فقطع أنساع الهودج بسيفه واقبل علي(علیه السلام) على بغلة رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقرع الهودج برمحه، ثم قال: يا عائشة أهكذا أمرك رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)؟ فقالت عائشة: يا أبا الحسن قد ظفرت فاحسن، وملكت فاسجح، وقال علي(علیه السلام) لمحمد بن أبي بكر: شأنك بأختك فلا يدنو أحد سواك، فأدخل محمد يده إلى عائشة فاحتضنها، ثم قال: أصابك شئ؟ قالت لا، ولكن من أنت ويحك فقد مسست مني ما لا يحل لك؟ فقال محمد: اسكتي فأنا محمد أخوك، فعلت بنفسك ما فعلت، وعصيت ربك وهتكت سترك وأبحت حرمتك، وتعرضت للقتل، ثم ادخلها البصرة وأنزلها في دار عبد اللّه بن خلف الخزاعي(1)، ذكر هذه الرواية ابن اعثم الكوفي(2)، والمسعودي(3)، وغيرهم(4).

7- موقعة صفين (37 ه-/ 657 م)

إنَّ الموفق الخوارزمي ذهب إلى التفصيل في وقعه صفین بخلاف عادته في معارك الإمام علي(علیه السلام) الأخرى وقد يكون سبب ذلك هو أهمية هذه الموقعه في تاريخ الدولة العربية الإسلامية، وطول مدة المفاوضات بین الطرفین قبل وبعد المعركة ونتائجها، فقد كان الإمام علي(علیه السلام) أول يوم بويع فيه يسع جاهدا إلى لمَّ شتات المسلمين، ويعمل على جمع كلمتهم وعدم تفرقتهم، فلم يبدأ احد بقتال حتى يعذره فيه المرة تلو الاخرى، وكان هذا شأنه في جميع حروبه ومواقفه

ص: 279


1- (1) المناقب، 189 .
2- (2) الفتوح، 2/ 474 .
3- (3) مروج الذهب، 2/ 370 .
4- (4) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 343 ؛ المشغري العاملي، الدر النظيم، 350 ؛ المدني، وقعة الجمل، 136 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 177 .

الحربية، وهو القائل لابنه الحسن (علیه السلام) «لا تدعونَّ إلى مبارزة، وإن دعيت إليها فأجب، فأنَّ الداعي إليها باغ، والباغي مصروع»(1)، وبعد مقتل عثمان وبويع الإمام علي(علیه السلام) وسعى إلى احياء شعائر اللّه والسیر بالعدل والمساواة بین جميع المسلمين، ولكن ذلك العدل والمساواة دفعت دناة النفوس والطامعین بالدنيا أمثال طلحه والزبیر حيث نكثا البيعة، وخرجا مع عائشة على إمام زمانهم(علیه السلام) ، وكانت حرب الجمل التي أسلفنا في ذكرها، وكان من بین هؤلاء الطامعین معاوية بن أبي سفيان، الذي اغرته واقعة الجمل فرفع قميص عثمان مطالبا بدمه كذبًا وبهتانًا، فأعلن عصيانه وتمرده على خليفة زمانه أمیر المؤمنین(علیه السلام) .

أورد الموفق الخوارزمي بسنده عن أم سلمة قالت: «إنَّ رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) قال

لعمار: تقتلك الفئة الباغية »(2)، وتدل هذه الرواية على أنَّ معاوية وحزبه هم الفئة الباغية ولا ريب في ذلك.

وبإسناده عن عبد اللّه بن سلمة(3) قال: «رأيت عمار بن ياسر يوم صفین

ص: 280


1- (1) ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 5/ 359 .
2- (2) المناقب، 191 ؛ وأنظر ايضاً: الطيالسي، المسند، 84 ؛ ابن مزاحم المنقري، وقعة صفین، 324 ؛ ابن هشام السیرة، 2/ 344 ؛ الاسكافي، المعيار والموازنة، 96 ؛ أحمد بن حنبل، المسند، 5/ 307 ؛ ابن شاذان الازدي، الايضاح، مسلم، الصحيح، 8/ 186 ؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 1/ 168 ؛ الترمذي، السنن، 5/ 333 ؛ 521 ؛ الكوفي، المناقب، 2/ 350 ؛ النسائي، خصائص أمیر المؤمنن(علیه السلام)، 132 ؛ السنن الكبرى، 5/ 75 ؛ فضل الصحابة، 51 ؛ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 74 ؛ النعمان المغربي، دعائم الإسلام، 1/ 392 ؛ شرح الأخبار، 1/ 407 ؛ الطبري، المسترشد، 658 ؛ الخزار القمي، كفاية الاثر، 122؛ الحاكم النيسابوري، المستدرك على الصحيحین، 2/ 148 ؛ البيهقي، السنن الكبرى، 8/ 189 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 122؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 323 ؛ ابن طاووس، الملاحم والفتن، 225 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 7/ 242 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 328 .
3- (3) عبد اللّه بن سلمة: من أصحاب أمیر المؤمنین(علیه السلام)، هو الذي قال «ما يسرني انى لم اشهد صفین ولوددت ان كل مشهد شهده علي (علیه السلام) شهدت »، روى عن أمیر المؤمنین(علیه السلام) وعن عبيدة السلماني، وروى عنه عمرو بن مرة. العجلي، الثقات، 1/ 258 ؛ ابن حبان، الثقات، 5/ 12؛ الطوسي، الرجال، 78 ؛ العلامة الحلي، خلاصة الاقوال، 191 ؛ ابن داود، الرجال، 120 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 3/ 111؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 5/ 26 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 11/ 211.

شيخا آدما طويلا، آخذ الحربة بيده ويده ترعد قال: والذي نفسي بيده لقد قاتلت بهذه الراية مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ثلاث مرات، وهذه الرابعة، والذي نفسي بيده لو ضربوا بنا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعرفنا أنَّ مسلحتنا على الحق وانهم على الضلالة»(1)، وبهذا يؤكد عمار بن ياسر أنَّ طريق الحق مع علي(علیه السلام) بعد رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأعداء هم على الضلالة، ذكر هذه الرواية الحاكم النيسابوري(2)، والمحسن ابن كرامة(3)، وابن عساكر(4).

وأورد الموفق عن صعصعة بن صوحان(5) قال: «لما عقد علي بن أبي طالب (علیه السلام) أخرج لواء رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ولم ير ذلك اللواء مذ قبض رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) فعقده، ودعا قيس بن سعد بن عبادة(6) فدفعه إليه واجتمعت الأنصار وأهل

ص: 281


1- (1) المناقب، 194 - 195 .
2- (2) المستدرك على الصحيحين، 3/ 392 .
3- (3) تنبيه الغافلين، 75 .
4- (4) تاريخ مدينة عساكر، 43 / 363 .
5- (5) صعصعة بن صوحان: من أصحاب الإمام علي(علیه السلام) ذو شأن وقدر عظيم، قال عنه الإمام الصادق(علیه السلام): «ما كان مع أمیر المؤمنین (علیه السلام) من يعرف حقه إلا صعصعة وأصحابه » روى عهد مالك الاشتر، وكان شاهد على وصية أمیر المؤمنین(علیه السلام). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 244 ؛ البخاري، التاريخ الكبیر، 4/ 319 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 4/ 446 ؛ ابن حبان، الثقات، 382/4 ؛ النجاشي، رجال النجاشي، 203 ؛ الطوسي، الرجال، 69 ؛ ابن داود، الرجال، 111؛ الاردبيلي، جامع الرواة، 1/ 411 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 10 / 112.
6- (6) قيس بن سعد بن عبادة: الانصاري الخزرجي، يكنى أبا عبد الملك، من أصحاب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وأصحاب أمیر المؤمنین(علیه السلام) وايضًا من أصحاب الإمام الحسن(علیه السلام)، وهو ممن لم يبايع أبا بكر. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 121؛ البخاري و التاريخ الكبیر، 7/ 141 ؛ البرقي، الرجال، 63 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 7/ 99 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 339 ؛ الطوسي، الرجال، 79 ؛ العلامة الحلي، خلاصة الاقوال، 231 ؛ ابن داود، الرجال، 155 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 4/ 58 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 15 / 96 .

بدر، فلا نظروا إلى لواء رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بكوا فأنشأ قيس بن سعد بن عبادة رضوان اللّه عليه يقول(1):

هذا اللواء الذي كنا نحف به * دون النبي وجبريل لنا مدد

ما ضر من كانت الأنصار عيبته * أن لا يكون لهم من غيرهم عضد

وعن الأعمش(2) قال: «حدثني من رأى عليا (علیه السلام) يوم صفین: يصفق بيديه ويعض عليها فقال: يا عجبا أعصى ويطاع معاوية !»(3)، أورد هذه الرواية المحسن بن كرامة(4)، وابن عساكر(5)، والذهبي(6)، بينما ذكر ابن شهراشوب(7)،

ص: 282


1- (1) المناقب، 195 ؛ وانظر ايضًا: ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 161 ؛ المفيد، الجمل، 183 ؛ ابن عبد البر، الأستيعاب، 3/ 1292 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 10 / 244 ؛ ابن الأثير، أسد الغابة، 4/ 216 .
2- (2) الأعمش: هو سليمان بن مهران، يكنى أبو محمد، كوفي من أصحاب الإمام الصادق(علیه السلام)، روى عن سعيد بن جبیر، وروى عنه علي بن الحسن العبدي، توفي سنة (148 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 331 ؛ البخاري، التاريخ الكبیر، 4/ 37 - 38 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 204 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 4/ 146 ؛ ابن حبان، الثقات، 4/ 302 ؛ الطوسي، الرجال، 21 5 ؛ ابن داود، الرجال، 106 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 2/ 370 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 9/ 243 .
3- (3) المناقب، 196 .
4- (4) تنبيه الغافلين، 104 .
5- (5) تاريخ مدينة دمشق، 59 / 137 .
6- (6) تاريخ الإسلام، 3/ 541 ؛ سير أعلام النبلاء، 3/ 141 .
7- (7) مناقب آل أبي طالب، 2/ 365 .

والسيوطي(1)، والمجلسي(2)، ان هذه الرواية حدثت عند التحكيم في صفین واختيار أصحاب الإمام علي(علیه السلام) أبا موسى الاشعري ليكون ممثلاً عنهم في التحكيم، واضافوا على هذه الرواية، أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) قال: «قد أبيتم إلا أبا موسى؟ قالوا: نعم قال: فاصنعوا ما بدا لكم اللهم إني أبرأ إليك من صنيعهم».

وبإسناده عن أبي سنان العجلي(3) قال: «قال ابن عباس لأمیر المؤمنین علي بن أبي طالب: ابعثني إلى معاوية بن أبي سفيان بينك وبينه فو اللّه لأفتلن له حبلا لا ينقطع وسطه ولا ينقضي طرفه، فقال علي: لست من مكرك ومكر معاوية في شئ، واللّه لا أعطي معاوية إلا السيف حتى يغلب الحق الباطل، قال ابن عباس: أو غیر هذا، قال كيف؟ قال ابن عباس: أنه يطاع ولا يعصى وأنت عن قليل تعصى ولا تطاع، قال فلما جعل أهل العراق يختلفون على علي (علیه السلام) قال: للّه در ابن عباس انه لينظر إلى الغيب من ستر رقيق»(4)، وعلق على الرواية السيد محمد مهدي الخرسان(5) بقوله: ان هذا الخبر وإن اشتمل على جهالة في السند فلا يجوز الاعتماد عليه فيما انفرد كما ورد في حديث عند البلاذري(6) قول الإمام(علیه السلام) في ابن عباس: «للّه در ابن عباس إن كان لينظر إلى الغيب من ستر رقيق»، إذن فالخبر قد شاع وذاع حتى صار يتحدث الناس به ومهما يكن مدى صحته، فالذي لا

ص: 283


1- (1) تاريخ الخلفاء، 192 .
2- (2) بحار الأنوار، 33 / 313 .
3- (3) ابي سنان العجلي: روى عن انس بن مالك، مجهول. ابن منده، فتح الباب، 1/ 402 ؛ الذهبي، المغنى في الضعفاء، 2/ 789 ؛ ميزان الاعتدال، 4/ 534 ؛ ابن حجر، لسان الميزان، 7/ 58 .
4- (4) المناقب، 197 ؛ وانظر ايضًا: الذهبي، تاريخ الإسلام، 3/ 538 ؛ الباعوني الشافعي، جواهر المطالب، 2/ 49 .
5- (5) موسوعة عبد اللّه بن عباس، 4/ 137 .
6- (6) أنساب الأشراف، 2/ 347 .

شك فيه أنّ ابن عباس كان مستشارًا أمينًا عند الإمام(علیه السلام)، وكان هو أيضًا مشیرًا صادقا، فلا غضاضة لو اختلفا في الرأي كلّ بحسب نظره وتكليفه، كما لا غضاضة لو قرّظ الإمام(علیه السلام) ابن عمه عندما تتكشّف الحقيقة للناس كما رآها ابن عباس، وإن كان هو تلميذه ومن بحره ينزف وهو القائل ما علمي وعلم أصحاب محمّد في علم عليّ إلاّ كقطرة في سبعة أبحر. وقد دلت الرواية الآتية على صحة مضمون الخبر، إذ قال الدينوري(1): «وقال الأشعث ومَن كان معه من قرّاء أهل العراق: قد رضينا نحن بأبي موسى، فقال لهم عليّ: لست أثق برأي أبي موسى ولا بحزمه، ولكن أجعل ذلك لعبد اللّه بن عباس، قالوا: واللّه ما نفرّق بينك وبین ابن عباس، وكأنك تريد أن تكون الحاكم، بل اجعله رجلاً هو منك ومن معاوية سواء، ليس إلى أحدٍ منكما بأدنى منه إلى الآخر».

وذكر الموفق الخوارزمي من المكاتبات التي جرت بین الإمام علي(علیه السلام) ومعاوية: «كتب علي بن أبي طالب إلى معاوية لعنة اللّه: اما بعد فان للّه عبادا آمنوا بالتنزيل وعرفوا التأويل، وفقهوا في الدين وبین اللّه فضلهم في القرآن الحكيم، وأنتم في ذلك الزمان أعداء الرسول تكذبون بالكتاب وتجتمعون على حرب المسلمين من ثقفتم منهم، عذبتموه أو قتلتموه حتى اذن اللّه تعالى باعزاز دينه واظهار نبيه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وادخل العرب في دينه أفواجا وأسلمت له هذه الأمة طوعا وكرها، فكنتم ممن دخل في هذا الدين اما رغبة واما رهبة، حتى فاز أهل السبق بسبقهم وفاز المهاجرون الأولون بفضلهم، فلا ينبغي لمن ليست له مثل سوابقهم ان ينازعوهم في الأمر الذين هم أهله وأولياؤه فيجور ويظلم ولا ينبغي لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد أن يجهل قدره ويعدو طوره ولا يشقي نفسه بالتماس ما ليس له ولا هو أهله وان أولى الناس بهذا الأمر قديما وحديثا أقربهم من الرسول وأعلمهم

ص: 284


1- (1) الأخبار الطوال، 192 .

بالكتاب والتأويل وأفقههم في الدين وأولهم إسلاما وأفضلهم اجتهادا فاتقوا اللّه الذي إليه ترجعون، ولا تلبسوا الحق بالباطل لتدحضوا الحق وأنتم تعلمون، واعلموا ان خيار عباد اللّه الذين يعملون بما يعلمون وشر عباد اللّه الجهال الذين ينازعون بالجهل أهل العلم. ألا وانى أدعوكم إلى كتاب اللّه وسنة نبيه وحقن دماء هذه الأمة، فان قبلتم أصبتم وهديتم، وان أبيتم إلا الفرقة وشق عصا هذه الأمة لم تزدادوا من اللّه إلا بعدا ولم يزداد اللّه عليكم الا سخطا»(1)

وأورد الموفق بسنده عن محمد بن سرين قال: «بلغ القتلى يوم صفین سبعين ألفا، فلا قدروا على أن يعدوهم إلا بالقصب»(2)، وذكر ذلك ابن مزاحم المنقري(3)، وابن أبي شيبه الكوفي(4)، وخليفة بن خياط(5)، والباعوني الشافعي(6).

وعن رجل من بني سعد قال: «كنت واقفا إلى جنب الأحنف(7) بصفین، والأحنف إلى جنب عمار، فقال عمار: حدثني خليلي: ان آخر زادك من الدنيا ضيحة

ص: 285


1- (1) المناقب، 250 ؛ وأنظر ايضاً: ابن مزاحم المنقري، وقعة صفین، 150 ؛ ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 557/2 ؛ الطوسي، الأمالي، 184 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 3/ 210 ؛ المجلسي، بحار الأنوار،429/32 .
2- (2) المناقب، 249 .
3- (3) وقعة صفين، 558 .
4- (4) المصنف، 8/ 724 .
5- (5) التاريخ، 1/ 196 .
6- (6) جواهر المطالب، 2/ 44 .
7- (7) الاحنف بن قيس: أسمة الضحاك، يكنى أبا بحر، بصري، روى عن رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، شهد صفین مع الإمام علي(علیه السلام)، توفي سنة (67 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 7/ 64 ؛ العجلي، الثقات، 57/1 ؛ ابن حبان، الثقات، 4/ 55 - 56 ؛ الطوسي، الرجال، 26 ؛ ابن شهر اشوب، معالم العلماء، 184 ؛ ابن داود، الرجال، 46 ؛ القمي، الكنى والألقاب، 2/ 12؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 3/ 166 .

لبن، قال فبينا نحن وقوف إذ سطع الغبار وقالوا: جاء أهل الشام فقام السقاة يسقون الناس، فجاءت جارية معها قدح فناولته عمارا، فشرب وأعطى الأحنف فضله فشرب الأحنف وناولني فضله فإذا هو لبن، فأصغيت إلى الأحنف فقلت: ان كان صاحبك صادقا ليقتلن الآن قال وغشينا الناس فسمعته يقول:

الجنة تحت الأسنة * اليوم ألقى الأحبة

محمدا وحزبه

فكان آخر العهد منه»(1)، ذكر هذه الرواية بعض المصادر بالطريقة نفسها(2)، بينما زادت مصادر اخرى(3) على ذلك بقولهم: «ثم حمل وحمل عليه ابن جوين السكسكي(4) وأبو العادية الفزاري(5) فأما أبو العادية فطعنه وأما ابن جوين احتز رأسه».

وروى الموفق الخوارزمي: «أن أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب (علیه السلام) ارسل إلى معاوية رسله الطرماح وجرير بن عبد اللّه البجلي وغيرهما قبل مسیره إلى صفین، وكتب إليه مرة بعد أخرى يحتج عليه ببيعة أهل الحرمین له وسوابقه

ص: 286


1- (1) المناقب، 197 - 198 .
2- (2) الدينوري، الإمامة والسياسة، 1/ 110 ؛ الكوفي، المناقب، 2/ 352 ؛ المسعودي، مروج الذهب، 381/2 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 15 ؛ تاريخ مدينة دمشق، 43 / 469 ؛ الهيثمي، مجمع الزوائد، 9/ 298 ؛
3- (3) ابن مزاحم المنقري، وقعة صفین، 341 ؛ المفيد، الاختصاص، 14 ؛ ابن عبد البر، الأستيعاب، 1140/3 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 3/ 309 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 8/ 24 ؛ البري، الجوهرة، 101 ؛ الشیرازي، كتاب الأربعین، 600 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 33 / 21.
4- (4) ابن جوين السكسكي: ملعون ممن قاتل بجانب معاوية في صفین واشترك بقتل عمار بن ياسر. المفيد، الاختصاص، 14 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 33 / 31 .
5- (5) ابو العادية الفزاري: ملعون خبيث اشرك بقتل عمار بن ياسر في صفین. الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 8/ 413 ؛التستري، قاموس الرجال، 11/ 119 .

في الإسلام، لئا يكون بین أهل العراق وأهل الشام محاربة، ومعاوية يعتل بدم عثمان ويستغوي بذلك جهال الشام وأجلاف العرب ويستميل طلبة الدنيا بالأموال والولايات، وكان يشاور في أثناء ذلك ثقاته وأهل مودته وعشیرته في قتال علي رضي اللّه عنه فقال له أخوه عتبة: هذا أمر عظيم لا يتم الا بعمرو بن العاص فإنه قريع زمانه في الدهاء والمكر، يخدع ولا يخدع، وقلوب أهل الشام مائلة إليه، فقال معاوية: صدقت واللّه، ولكنه يحب عليا فأخاف ان لا يجيئني، فقال: اخدعه بالأموال ومصر، فكتب إليه معاوية: من معاوية بن أبي سفيان خليفة عثمان بن عفان، إمام المسلمين وخليفة رسول رب العالمین ذي النورين ختن المصطفى على ابنتيه وصاحب جيش العسرة وبئر رومة، المعدوم الناصر، الكثیر الخاذل، المحصور في منزله، المقتول عطشا وظلما في محرابه، المعذب بأسياف الفسقة، إلى عمرو بن العاص، صاحب رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وثقته وأمیر عسكره بذات السلاسل، المعظم رأيه، المفخم تدبیره. أما بعد لن يخفى عليك احتراق قلوب المؤمنین وما أصيبوا به من الفجيعة بقتل عثمان وما ارتكب به جاره حسدا وبغيا بامتناعه من نصرته وخذلانه إياه واشلائه الغاغة عليه حتى قتلوه في محرابه، فيالها من مصيبة عمت جميع المسلمين وفرضت عليهم طلب دمه من قتلته، وانا أدعوك إلى الحظ الأجزل من الثواب والنصيب الأوفر من حسن المآب بقتال من آوى قتلة عثمان»(1).

وذكر الموفق الخوارزمي انه بعد وصول كتاب معاوية بن أبي سفيان إلى عمرو بن العاص فكتب اليه عمرو بن العاص قائلًا: «من عمرو بن العاص صاحب

ص: 287


1- (1) المناقب، 198 - 199 ؛ وأنظر ايضاً: القمي، العقد النضيد، 87 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 257 ؛ البحراني، غاية المرام، 2/ 45 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 33 / 51 .

رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) إلى معاوية بن أبي سفيان. اما بعد فقد وصل كتابك فقراته وفهمته، فأما ما دعوتني إليه من خلع ربقة الإسلام من عنقي والتهور في الضلالة معك، وإعانتي إياك على الباطل واختراط السيف على وجه علي وهو أخو رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ووصيه ووارثه، وقاضي دينه ومنجز وعده، وزوج ابنته سيدة نساء أهل الجنة، وأبو السبطين: الحسن والحسین سيدي شباب أهل الجنة، فلن يكون، واما ما قلت إنك لخليفة عثمان، فقد صدقت ولكن تبین اليوم عزلك عن خلافته وقد بويع لغیره فزالت خلافتك، وأما ما عظمتني ونسبتني إليه من صحبة رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وانى صاحب جيشه فلا أغتر بالتزكية ولا أميل بها عن الملة، وأما ما نسبت أبا الحسن أخا رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ووصيه إلى الحسد والبغي على عثمان وسميت الصحابة فسقة، وزعمت أنه أشلاهم على قتله، فهذا كذب وغواية»(1).

وذكر الموفق الخوارزمي ان عمر بن العاص زاد في كتابه ذلك فقال: «ويحك يا معاوية، أما علمت أن أبا حسن بذل نفسه بین يدي رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وبات على فراشه وهو صاحب السبق إلى الإسلام والهجرة وقد قال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): هو مني وأنا منه، وهو مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي، وقد قال فيه يوم غدير خم: ألا من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، وهو الذي قال فيه (علیه السلام) يوم خيبر: «لأعطین الراية غدا رجلا يحب اللّه ورسوله، ويحبه اللّه ورسوله»، وهو الذي قال (علیه السلام) فيه يوم الطیر: اللهم آتني بأحب خلقك إليك، فلما دخل إليه قال إلي وإلي. وقد قال فيه يوم بني النضیر: عليٌّ إمام البررة وقاتل الفجرة، منصور من نصره،

ص: 288


1- (1) المناقب، 199 ؛ وأنظر ايضاً: القمي، العقد النضيد، 88 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 258 ؛ البحراني، غاية المرام، 2/ 156 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 33 / 52 .

مخذول من خذله. وقد قال فيه: علي وليكم بعدي. وأكد القول علي وعليك وعلى جميع المسلمين وقال: إنَّى مخلف فيكم الثقلین: كتاب اللّه وعترتي، وقد قال: أنا مدينة العلم وعلي بابها. وقد علمت يا معاوية ما انزل اللّه تعالى في كتابه من الآيات المتلوات في فضائله التي لا يشركه فيها أحد كقوله تعالى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَيَخَافُونَ)(1) وقوله تعالى: (إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)(2). وقوله تعالى: (أَفَمَنْ كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ)(3). وقوله تعالى: (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ)(4) وقد قال تعالى لرسوله: (قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)(5) وقدقال له رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): أما ترضى أن يكون سلمك سلمى، وحربك حربي، وتكون أخي ووليي في الدنيا والآخرة، يا أبا الحسن من أحبك فقد أحبني، ومن أبغضك فقد أبغضني، ومن أحبك أدخله اللّه الجنة، ومن أبغضك أدخله اللّه النار، وكتابك يا معاوية الذي هذا جوابه ليس مما ينخدع به من له عقل أو دين والسلام»(6).

وأورد الموفق الخوارزمي: «ثم كتب إليه معاوية يعرض عليه الأموال

ص: 289


1- (1) الإنسان، الآية: 7.
2- (2) المائدة، الآية 55 .
3- (3) هود، الآية: 17 .
4- (4) الأحزاب، الآية، 23 .
5- (5) الشورى، الآية: 23 .
6- (6) المناقب، 199 - 200 ؛ وانظر ايضاً: القمي، العقد النضيد، 88 - 90 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 259-258 ؛ البحراني، غاية المرام، 2/ 156 - 157 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 33 / 52 - 53 .

والولايات وكتب في آخر كتابه(1):

جهلت ولم تعلم محلك عندنا * فأرسلت شيئا «من خطاب وما تدرى

فثق بالذي عندي لك اليوم آنفا * من العز والاكرام والجاه والقدر

فاكتب عهدا ترتضيه مؤكدا» * واشفعه بالبذل مين وبالبر

فكتب عمرو:

أبى القلب مين ان أخادع بالمكر * بقتل ابن عفان أجر إلى الكفر

وانى لعمرو ذو دهاء وفطنة * ولست أبيع الدين بالريح والدفر

فلو كنت ذا رأى وعقل وفطنة * لقلت لهذا الشيخ ان خاض في الأمر

تحية منشور جليل مكرم * بخط صحيح ذي بيان على مصر

أليس صغيرا ملك مصر ببيعة * هي العار في الدنيا على العقب من عمرو

فإنَّ كنت ذا ميل شديد إلى العلى * وإمرة أهل الدين مثل أبي بكر

فأشرك أخا رأي وحزم وحيلة * معاوي في أمر جليل لذي الذكر

فان دواء الليث صعب على الورى * وان غاب عمرو زيد شرا إلى شر

وذكر الموفق إنَّ معاوية كتب منشور مصر ونفذه إليه، وبقي عمرو متفكرا، لا يدرى ما يصنع، حتى ذهب عنه النوم وقال(2):

تطاول ليلي بالهموم الطوارق * وصافحت من دهري وجوه البوائق

أأخدعه والخدع فيه سجية * أم أعطيه من نفسي نصيحة وامق

ص: 290


1- (1) المناقب، 200 - 201 ؛ وأنظر ايضاً: القمي، العقد النضيد، 90 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 259 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 3/ 176 ؛ البحراني، غاية المرام، 2/ 47 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 33 / 53 - 54 .
2- (2) المناقب، 201 ؛ وأنظر ايضًا: القمي، العقد النضيد، 91 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 2/ 62 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 259 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 3/ 176 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 33 / 54 .

أم اقعد في بيتي وفي ذاك راحة * لشيخ يخاف الموت في كل شارق

واستمر الموفق الخوارزمي في ذكر ما جرى فذكر أنه: «فلما أصبح دعا مولاه وردان(1) - وكان عاقلا - فشاوره في ذلك، فقال وردان: ان مع علي آخرة ولا دنيا معه، وهي التي تبقى لك، وتبقى لها، وان مع معاوية دنيا ولا آخرة معه وهي التي لا تبقى على أحد فانظر لنفسك أيهما تختار، فتبسم عمرو وقال(2):

يا قاتل اللّه وردانا وفطنته * لقد أصاب الذي في القلب وردان

لما تعرضت الدنيا عرضت لها * بحرص نفسي وفي الاطباع إدهان

نفس تعف وأخرى الحرص يمنعها * والمرأ يأكل تبنا وهو غرثان

أما علي فدين ليس تشركه * دنيا وذاك له دنيا وسلطان

فاخترت من طمعي دنيا على بصري * وما معي بالذي أختار برهان

أنى لأعرف ما فيها وأبصره * وفي أيضا لما أهواه ألوان

لكن نفسي تحب العيش في شرف * وليس يرضى بذل النفس إنسان

وبعد ذلك ذكر الموفق الخوارزمي: «أنَّ عمرا رحل إلى معاوية فمنعه ابنه عبد اللّه(3) ووردان، فلم يمتنع فلما بلغ مفرق الطرق: طريق العراق وطريق الشام،

ص: 291


1- (1) وردان: مولى عمرو بن العاص، ويكنى أبو عبيد اللّه. وقد روي عنه أيضًا وبه سميت السوق التي بمصر سوق وردان، وقاتل بصفین إلى جانب معاوية. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 7/ 354 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 9/ 36 ؛ الصفدي، الوافي بالوفيات، 27 / 256 .
2- (2) المناقب، 201 - 202 ؛ وأنظر ايضًا: البلاذري، أنساب الأشراف، 2/ 287 ؛ ابن مزاحم المنقري، وقعة صفن، 36 ؛ الزمخشري، الفايق، 3/ 74 ؛ ابن شهراشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 349 ؛ القمي، العقد النضيد، 91 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 2/ 63 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 259 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 3/ 177 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 33 / 54 .
3- (3) عبد اللّه بن عمرو بن العاص السهمي: من أصحاب رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، من أهل مكة ثم تحول إلى الطائف، وكان كأبيه مع معاوية، توفي في عام (65 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 4/ 197 ؛ الطوسي، الرجال، 43 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال في اسماء الرجال، 219 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 3/ 127 ؛ الكرباسي، اكليل المنهج، 551 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 11/ 290 .

قال له وردان: طريق العراق، طريق الآخرة، وطريق الشام طريق الدنيا، فأيها تسلك؟ قال طريق الشام »(1)، وبهذا اعترف عمرو بن العاص أنَّ الحق مع الإمام علي(علیه السلام) واختار طريق الباطل على حساب طريق الحق من أجل الأموال والدنيا، أورد هذه الرواية القمي(2)، والاربلي(3)، والمجلسي(4).

وذكر الموفق الخوارزمي أنَّ الإمام عليًا(علیه السلام) كتب إلى معاوية كتاب قبل الخروج إلى صفین لأخذ الحجه عليه جاء فيه: «أما بعد: انه لزمتك بيعتي بالمدينة وأنت بالشام، لأنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه، فلم يكن للشاهد أن يختار ولا للغائب ان يرد، وانما الشورى للمهاجرين والأنصار، فإذا اجتمعوا على رجل فسموه إماما، كان ذلك رضى اللّه، فان خرج من أمرهم خارج ردوه إلى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على اتباعه غیر سبيل المؤمنین وولاه اللّه ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصیرا، وان طلحة والزبیر بايعاني ثم نقضا بيعتي وكان نقضهما كردهما فجاهدتهما على ذلك بعد ما أعذرت وحتى جاء الحق وظهر أمر اللّه وهم كارهون، فأدخل يا معاوية فيما دخل فيه المسلمون فان أحب الأمور إلي فيك العافية وان لا تعرض للبلاء فان تعرضت للبلاء قاتلتك واستعنت عليك اللّه، وقد أكثرت الجدال في قتلة عثمان، فأدخل فيما دخل فيه

ص: 292


1- (1) المناقب، 202 .
2- (2) العقد النضيد، 91 .
3- (3) الاربلي، كشف الغمة، 1/ 260 .
4- (4) بحار الأنوار، 33 / 54 .

الناس، ثم حاكم القوم إلي أحملك وإياهم على كتاب اللّه فاما تلك التي تريدها فهي خدعة الصبي على اللبن، ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ قريش من دم عثمان، واعلم انك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة، ولا تعرض فيهم الشورى، وقد بعثت إليك وإلى من قبلك جرير بن عبد اللّه وهو من أهل الإيمان والهجرة، فبايع ولا قوة إلا باللّه»(1).

وذكر الموفق الخوارزمي أنَّ معاوية كتب إلى أمیر المؤمنین علي(علیه السلام): «أما بعد فلو بايعك القوم الذين بايعوك وأنت بريء من دم عثمان كنت كأبي بكر وعمر وعثمان ولكنك أغريت بعثمان المهاجرين والأنصار، وخذلت عنه الأنصار حتى أطاعك الجاهل وتقوى بك الضعيف وقد عزم أهل الشام على قتالك، اللهم إلا أن تدفع إليهم قتلة عثمان فيكفوا عنك وتجعل الأمر شورى بین المسلمين ويكون الشورى لأهل الشام، لا لأهل الحجاز، فأما فضلك في الإسلام وسابقتك وقرابتك

برسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وموضعك في قريش فلا ادفعه، وفي آخر الكتاب أبيات(2):

أرى الشام تكره أهل العراق * وأهل العراق لهم كارهونا

وكل لصاحبه مبغض * يرى كل ما كان من ذاك دينا

إذا ما رمونا رميناهم * ودناهم مثل ما يقرضونا

ص: 293


1- (1) المناقب، 202 — 203 ؛ وأنظر ايضًا: المنقري، وقعة صفین، 29 ؛ ابن قتيبة الدينوري، الإمامة والسياسة، 1/ 85 ؛ ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 72 ؛ المسعودي، مروج الذهب، 2/ 372 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 59 / 128 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 14 / 36 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 4/ 353 ؛ الباعوني الشافعي، جواهر المطالب، 1/ 369 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 368 .
2- (2) المناقب، 203 - 204 ؛ وأنظر ايضًا: ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 2/ 543 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 3/ 87 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 2/ 111.

وقالوا علي امام لنا * فقلنا رضينا ابن هند رضينا

وقالوا نرى ان تدينوا له * فقلنا لهم لا نرى ان ندينا

وكل يسر بما عنده * يرى غث ما في يديه سمينا

ذكر الموفق الخوارزمي انه عندما وصل كتاب معاوية إلى الإمام علي(علیه السلام) كتب كتاب بالرد عليه وجاء في كتابه(علیه السلام) إلى معاوية: «من عبد اللّه علي بن أبي طالب أمیر المؤمنین إلى معاوية بن أبي سفيان، اما بعد؛ فقد أتاني كتاب امرئ ليس له بصر يهديه، ولا قائد يرشده، دعاه الهوى فاجابه، وقاده الضلال فاتبعه، زعمت أن خطيئتي في عثمان أفسدت عليك بيعتي ولعمري ما كنت إلا كواحد من المهاجرين، وأوردت كما أوردوا، وأصدرت كما أصدروا، وما أمرت أمرا يلزمني خطأ ولا كنت مع القوم. واما قولك ان أهل الشام يحكمون في الشورى، فمن في الشام تحل له الخلافة والحكم على المسلمين، فإن سميت أحدا منهم كذبك المهاجرون والأنصار. واما قولك ان لي في الإسلام فضلا وسابقة وقرابة وأنت لا تدفع ذلك، فلو قدرت واستطعت دفعه لفعلت»(1).

ان الموفق الخوارزمي فصل في المناورات التي جرت بین جيش الإمام(علیه السلام) بقيادة مالك الاشتر وبین جيش معاوية لفك حصار جيش معاوية عن الفرات وجرت مناوشات بین الجيشین تمكن بعدها مالك الاشتر من اقحام خيلة في

ص: 294


1- (1) المناقب، 204 - 205 ؛ وأنظر ايضاً: ابن قتيبة الدينوري، الإمامة والسياسة، 1/ 91 ؛ قطب الدين الراوندي، منهاج البراعة، 3/ 11؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 3/ 89 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 4/ 354 ؛ الباعوني الشافعي، جواهر المطالب، 1/ 370 ؛ المجلسي، بحار الأنوار،379/32 .

الفرات وامر رجالة بمأ القرب ثم انصرفوا(1).

وروى الموفق أنَّ أبا الأعور وجه إلى معاوية رسولا بخبر الماء وما جرى، فعظم على معاوية ذلك وقال لعمرو بن العاص: سر إلى أبي الأعور مددا، قال عمرو: وما ينفع مددي وقد أخذوا الماء، وإنما أنفذه معاوية لدهائه وخدعه، فألح عليه حتى خرج عمرو إلى أبي الأعور ومعه ثلاثة آلاف رجل، فلما لحق عمرو بصاحبه، قال الأشتر: جاءهم مدد ولكن يا أصحابي أبشروا فانا على الحق، والباطل زاهق واستأمن رجل منهم إلى الأشتر، فقال له الأشتر: من صاحب المدد؟ قال: هو عمرو بن العاص، فنظر الأشتر إليه وكان عمرو لبس فوق درعه خفتانا أحمر وهو شاهر سيفه فقال له الأشتر: ويلك يا بن العاص أهرب إلى الصياصي ثم حمل الأشتر على عمرو فاتقاه بالحجفة وانهزم عمرو وزعق أصحاب أبي الأعور جميعا «فأخذوا في الحرب، ثم حمل الأشعث بن قيس عليهم في ستة آلاف رجل مستريحين واشتدت المناجزة والمكافحة، فأرسل الأشتر إلى أبي الأعور: أن أبرز إلي، فبرز إليه لكثرة ما دعاه الأشتر إليه وعليه درع مذهب وبيضة عادية، فوقفا وتحدثا وخمدت الأصوات فقال له الأشتر: أتعرفني يا أبا الأعور؟ كم مرة دعوتك ان تبرز إلي فالآن برزت إلي فلأوردنك حياض الموت ولأذيقنك ما كنت تهرب منه؟ قال أتهددني وانا قاتل الشجعان ومبيد الأقران؟ قال فابرز إلي لترى صولة الرجال فتقهقرا ليحمل كل واحد منها على صاحبه، وعمرو ينظر إليهما، فحمل الأشتر عليه فضربه على بيضته فقطع أنف البيضة ووقع السيف في وجنته

ص: 295


1- (1) المناقب، 209 - 219 ؛ وانظر ايضًا: بن مزاحم المنقري، وقعة صفین، 161 ، 166 ، 174 - 178 ؛ ابن قتيبة الدينوري، الأخبار الطوال، 168 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 3/ 569 ؛ ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 9؛ ابن الجوزي، المنتظم، 5/ 108 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 3/ 284 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 3/ 381 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 429 .

فدمي وجهه، وهرب أبو الأعور وحمل الأشعث وانهزم عسكر أبي الأعور وعمرو بن العاص(1). وبذلك استطاع الأشتر والاشعث من السيطرة على الماء وطرد أبا الاعور والمد الذي جاءه بواسطة ابن العاص.

بعد ذلك ذكر الموفق الخوارزمي انه لما أنهزم أبو الأعور وأصحابه ونزلت مقدمة علي(علیه السلام) على مشرعة الفرات أخبر الأشعث عليا(علیه السلام) بذلك فنهض مع عسكره ونزل عند مقدمته، ثم قال معاوية لعمرو: ما ظنك بعلي أيمنعنا الماء؟

قال: إنه لا يستحل منك ما استحللته منه، وقال له معاوية قولا أغضبه فأنشأ عمرو يقول:

أمرتك أمرا فسخفته * وخالفين ابن أبي سرحه

فكيف رأيت كباش العراق * ألم ينطحوا جمعنا نطحه

أظن لها اليوم ما بعدها * وميعاد ما بيننا صبحه

فان ينطحونا غدا مثلها * نكن كالزبير أو طلحة

وان أخروها إلى مثلها * فقد قدموا الخبط والنفحة

وقد شرب القوم ماء الفرات * وقلدك الأشعث الفضحة

وبهذا يشیر عمرو ابن العاص ان الإمام عليًا(علیه السلام) لا يفعل ما يفعله الجاهلون معاوية وأصحابه أهل الشام(2)، ذكر تلك الرواية ابن مزاحم المنقري(3)،

ص: 296


1- (1) المناقب، 219 - 220 ؛ وانظر ايضاً: ابن مزاحم المنقري، وقعة صفین، 170 ؛ ابن قتيبة الدينوري، الأخبار الطوال، 169 ؛ الإمامة والسياسة، 1/ 95 ؛ اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 2/ 187 ؛ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 12؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 3/ 330 ؛ المجلسي، بحار الأنوار،443/32 .
2- (2) المناقب، 221- 222.
3- (3) وقعة صفين، 186 .

وابن قتيبة الدينوري(1)، وغيرهم(2).

وروى الموفق الخوارزمي أن حريثا(3) مولى معاوية كان بطلا عظيما يلبس سلاح معاوية، ويقاتل، فتظنه الناس معاوية، وكان يتمنى مبارزة علي(علیه السلام) فنهاه معاوية فخلا به عمرو وقال: إنا نهاك كراهة أن يقتل غلامه ابن عمه، فإن وجدت فرصة فاقتحم فإنها أحظى لك، فخرج فبرز إليه علي(علیه السلام) فقالوا: تبرز إلى هذا الكلب؟ فقال(علیه السلام): واللّه إنه لأعظم عناء عندي من معاوية فقتله، فشق على معاوية فقال لعمرو: ما أنصفته حین أمرته بأمر كرهته لنفسك ثم أنشأ:

حريث ألم تعلم وعلمك صائر * بأن عليا للفوارس قاهر

وأن عليا لا يبارز فارسا * من الناس إلا أحرزته الأظافر

أمرتك أمرا حازما فعصيتني * فجدك إن لم تقبل النصح عاثر

ودلاك عمرو والحوادث جمة * فلله ما جرت عليك المقادر

وظن حريث أن عمروا نصيحه * وقد يدرك الانسان ما قد يحاذر

وبهذه الرواية ينهي معاوية مولاه حريث من مبارزة الإمام علي(علیه السلام) لما يعلمه من شجاعة أمیر المؤمنین(علیه السلام) وعلمه المسبق بقتل حريث لأنه سيبارز اشجع الناس وهو الإمام علي(علیه السلام)(4)، أورد هذه الرواية ابن مزاحم المنقري(5)،

ص: 297


1- (1) الأخبار الطوال، 169 ؛ الإمامة والسياسة، 1/ 95 .
2- (2) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 2/ 188 ؛ ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 12؛ شرح نهج البلاغة، 331/3 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 443 .
3- (3) حريث: مولى معاوية بن أبي سفيان، كان فارسا بطلا وكان معاوية يعتمد عليه في حربه وشهد معه صفین وقتل يومئذ. ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 45 / 485 ؛ الحلبي، بغية الطلب، 5/ 21 99 .
4- (4) المناقب، 223 - 224 .
5- (5) وقعة صفين، 273 .

وابن اعثم الكوفي(1)، وغيرهم(2).

وروى أن الأشتر خرج في اليوم السادس من حرب صفين وهو يقول:

في كل يوم هامتي موقرة * يا رب جنبني سبيل الفجرة

واجعل وفاتي بأكف الكفرة * لا تعدل الدنيا جميعا وبرة

ولا بعوضا في ثواب البررة

فبرز إليه عبيد اللّه بن عمر بن الخطاب(3) وهو يقول:

أنعى ابن عفان وأرجو ربي * ذاك الذي يخرجين من ذنبي

قتل ابن عفان عظيم الخطب

ولم يعلم الأشتر من هو؟ فقال له: من أنت؟ قال عبيد اللّه بن عمر، قال الأشتر: بئس ما اخترت لنفسك يا بن عمر، وطعنه الاشتر واشتد الأمر وانصرف القوم(4)، بينما ذكر ابن مزاحم المنقري(5)، وابن أبي الحديد(6) ان ذلك كان في اليوم الرابع لموقعة

ص: 298


1- (1) الفتوح، 3/ 30 .
2- (2) ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 12/ 336 ؛ الحلبي، بغية الطلب، 5/ 2200 ؛ ابن أبي الحديد شرح نهج البلاغة، 5/ 216 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 3/ 177 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 497 .
3- (3) عبيد اللّه بن عمر بن الخطاب: هو الذي قتل الهرمزان مسلما بمجرد تهمته أنه أمر أبا لؤلؤة بقتل أبيه، وعفى عنه عثمان وعند استلام أمیر المؤمنین الخلافة طلبه لكنه هرب إلى معاوية في الشام واشترك معه في صفین وقتل ملعونا في صفین. النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 36 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 2/ 115 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 30 / 373 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 5/ 189 .
4- (4) المناقب، 224 .
5- (5) وقعة صفين، 430 .
6- (6) شرح نهج البلاغة، 8/ 72 .

صفین وليس في اليوم السادس، وذكر ابن اعثم الكوفي(1) ان عبيد اللّه بن عمر رجع خائفا إلى معاوية عندما علم ان الذي سيبارزه هو الاشتر ووبخه معاوية على فعلته هذه.

وفي اليوم السابع خرج القوم للقتال، فخرج إليهم عبد الرحمن بن خالد بن الوليد(2) وهو يقول:

أنا ابن سيف اللّه ذاكم خالد * أضرب كل قدم وساعد

بأبيض مثل الشهاب واقد * بالجهد لا بل فوق جهد الجاهد

ما أنا عما نابين براقد * أنصر عمي ان عمي والدي

فحمل عليه جاريه بن قدامة السعدي(3) وهو يقول:

اصبر لصدر الرمح يا بن خالد * اصبر لليث مشبل مجاهد

من أسد خفان شديد الساعد * أنصر خير راكع وساجد

من حقه عندي كحق الوالدي * ذاك علي كاشف الأوابد

فاطعنا ساعة ثم رجع عنه جارية ومر ابن خالد لا يأتي على شئ إلا هذه حتى أتى رايات مذحج وهو يقول:

ص: 299


1- (1) الفتوح، 3/ 45 .
2- (2) عبد الرحمن بن خالد بن الوليد: المخزومي، شهد صفین مع معاوية وكان صاحب رايته، توفي عام (46 ه-). ابن حبان، الثقات، 3/ 250 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 2/ 829 .
3- (3) جارية بن قدامة: السعدي، عم الأحنف، وقيل: ابن عمه، نزل البصرة، من أصحاب رسول اللّه، ومن أصحاب علي، شهد صفین مع الإمام علي. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 7/ 39 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 94 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 2/ 520 ؛ الطوسي، الرجال، 33 ؛ ابن داود، الرجال، 61 ؛ الخوئي، معجم الرجال والحديث، 4/ 350 .

إني إذا ما الحرب فرت عن كشر * تخالني أخزر من غير خزر

أقحم والخطى في النقع كسر * كحية صماء في أصل الحجر

أحمل ما حملت من خير وشر

وتحاماه الناس وصاح عمرو بن العاص أن أقحم يا بن سيف اللّه فإنه الظفر فأجتلد الناس جلادا شديدا وغم ذلك عليا(علیه السلام) فقال القوم للأشتر: يوم من أيامك الأول، فقد بلغ لواء معاوية حيث ترى فأخذ الأشتر لواءه ثم حمل وهو يقول:

إني أنا الأشتر معروف الشتر * إني أنا الأفعى العراقي الذكر

ولست من حي ربيع أو مضر * لكنين من مذحج الحي الغرر

فضرب القوم فلم يلبثوا له بل انكشفوا عنه حتى رجعوا إلى عسكر معاوية(1).

وروى الموفق ان معاوية دعا الأحمر(2) مولى أبي سفيان وكان شجاعا بطلا وحثه على قتل الأشتر أو عبد اللّه بن بديل، فقال الأحمر، : إن عليا لا يقتله غیري، فقال معاوية: «مهلا يا أحمر، لا تبارز عليا ». وبرز الأحمر ونادى: أين ابن أبي طالب؟ فصاح عليه صعصعة بن صوحان وقال: لعن اللّه ابن آكلة الأكباد، حيث أمرك بمناجزة خیر العباد، فقال الأحمر: انما تقولون هذا جبنا، فبرز إليه شقران(3)

ص: 300


1- (1) المناقب، 225 - 226 ؛ وانظر ايضا: ابن مزاحم المنقري، وقعة صفین، 395 ؛ ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 97 .
2- (2) احمر مولى أبي سفيان أو عثمان أو بعض بني أمية: من أتباع معاوية يوم صفین خبيث ملعون. الشاهرودي، مستدرك علم رجال الحديث، 1/ 519 .
3- (3) شقران: شقران مولى النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، له صحبة ويقال اسمه صالح، شهد صفین مع الإمام علي(علیه السلام) واستشهد يومئذ. ابن سعد، الطبقات الكبرى، 3/ 36 ؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 4/ 388 ؛ ابن حبان، الثقات، 3/ 189 .

مولى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) فقال له الأحمر: من أنت فانى لا أقاتل إلا أشجعكم، فعرفه شقران نفسه فحمل عليه الأحمر فضربه فقتله وثبت مكانه وقال: ليبرز إلي على لينظر حملتي وضربتي فصاح عليه القوم وقالوا: تنح أيها الكلب فما أنت بكفو علي أمیر المؤمنین، فقال الأحمر: واللّه لا انصرف إلا مع رأس علي أو أموت دونه، فبرز إليه أمیر المؤمنین(علیه السلام) وحمل عليه فاخذ بعضده وجذبه ثم رمى به من يده على الأرض فحطمه حطما، وتولول الناس وشتموا أهل الشام، فقال أمیر المؤمنین(علیه السلام) في أهل الشام: من فيهم خیر وما كلهم يرضى بفعل معاوية، فعودوا ألسنتكم ذكر اللّه، واستكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم(1)، ذكر هذه الرواية ابن مزاحم المنقري(2)، والطبري(3)، وغيرهم(4) بينما ذكروا ان من برز اليه كيسان(5) مولى علي (علیه السلام) وليس شقران مولى رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) .

وذكر الموفق الخوارزمي أنَّه خرج من عسكر معاوية كريب بن ابرهة(6)

ص: 301


1- (1) المناقب، 226 - 227 .
2- (2) وقعة صفين، 249 .
3- (3) التاريخ، 4/ 13 .
4- (4) ابن مسكويه، تجارب الامم، 1/ 525 ؛ ابن الأثیر، الكامل، 3/ 299 ؛ النويري، نهاية الارب، 126/20 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 469 .
5- (5) كيسان بن كليب: يكنى أبو صادق، من أصحاب أمیر المؤمنین والحسن والحسین والسجاد والباقر صلوات اللّه عليهم. الطوسي، الرجال، 95 ؛ ابن داود، الرجال، 156 ؛ التفرشي، نقد الرجال، 4/ 73 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 6/ 317 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 15 / 137 .
6- (6) كريب بن الصباح الحمیري شهد صفین مع معاوية وقتل يومئذ وكان موصوفا بشدة البأس. ابن مزاحم المنقري، وقعة صفین، 315 ؛ ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 50 / 117 ؛ ابن حجر، الاصابة، 479/5 .

وكان مهيبا قويا يأخذ الدرهم فيغمزه بإبهامه فيذهب بكتابته فقال له معاوية: ان عليا يبرز بنفسه وكل أحد لا يتجاسر على مبارزته وقتاله، قال كريب: أنا أبرز إليه، فخرج إلى صف أهل العراق ونادى: ليبرز إلي علي، فبرز إليه رجل من عسكر علي(علیه السلام) فسأله من أنت؟ فعرفه نفسه فقال: كفو كريم وتكافحا فسبقه كريب فقتله ونادى: ليبرز إلي أشجعكم أو علي، فبرز إليه اثنین رجال من عسكر الإمام علي(علیه السلام) واحدًا تلوا الاخر وقتلهم جميعا، ثم برز إليه علي(علیه السلام) متنكرا وحذره بأس اللّه وسخطه، فقال له كريب: أترى سيفي هذا؟ لقد قتلت به كثیرا مثلك، ثم حمل على علي(علیه السلام) بسيفه فاتقاه بحجفته، ثم ضربه علي(علیه السلام) على رأسه فشقه حتى سقط نصفین(1)، بينما ذكرت المصادر(2)، إنَّ الإمام علياً(علیه السلام) هو من خرج وطلب من يبارزه من جيش معاوية وبعدها خرج إليه كريب وذكروا اسمه كريب بن الصباح وذكروا ما ذكره الموفق الخوارزمي واضافوا إلى ذلك انه بعد ان قتل الإمام علي(علیه السلام) كريباً خرج إليه اربعة فرسان شاميين وقتلهم جميعًا وقال(علیه السلام) (الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ)(3)، يا معاوية هلم إلي فبارزني ولا يقتلن الناس فيما بيننا، فقال عمرو بن العاص: اغتنمه منتهزا قد قتل ثلاثة من أبطال العرب وإني أطمع أن يظفرك اللّه به ! ! فقال معاوية: واللّه لن تريد إلا أن أقتل فتصيب الخلافة بعدي اذهب إليك

ص: 302


1- (1) المناقب، 227 - 228 ؛ وانظر ايضًا: ابن عساكر، تاريخ مدينة دمشق، 50 / 118 .
2- (2) ابن مزاحم المنقري، وقعة صفین، 315 ؛ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 113 ؛ ابن طلحه الشافعي، مطالب السؤول، 219 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 5/ 249 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 248 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 488 .
3- (3) البقرة، الآية: 194 .

فليس مثلي يخدع.

وروى الموفق الخوارزمي انه في اليوم العاشر من صفین تضعضع عسكر علي(علیه السلام) فجاء علي(علیه السلام) حتى انتهى إلى رايات ربيعة ومعه بنوه فنادى بصوت عال جهیر كغیر المكترث لما فيه الناس: لمن هذه الرايات قالوا رايات ربيعة فقال بل هي رايات اللّه عزّ وجلّ عصم اللّه أهلها فصبرهم وثبت اقدامهم، وانصرف الناس مع الأشتر وهم يعتذرون واقتتلوا واشتجر القتال فطحطحوا أهل الشام إلى أن حجز بينهم الليل(1)، بينما ذكر ابن مزاحم المنقري(2)، وغیره(3)، ان ذلك حدث في يوم الخميس يوم التاسع من صفین.

ويروى في حروب صفین اجتمع عند معاوية الملأ من قومه، فذكروا شجاعة علي(علیه السلام) وشجاعة الأشتر، فقال عتبة بن أبي سفيان(4): ان كان الأشتر شجاعا لكن عليا لا نظیر له في شجاعته وصولته وقوته، قال معاوية: ما منا أحد إلا وقد قتل علي أباه أو أخاه أو ولده، قتل يوم بدر أباك يا وليد، وقتل عمك يا أبا الأعور يوم أحد، وقتل يا بن طلحة الطلحات أباك يوم الجمل، فإذا اجتمعتم عليه أدركتم ثاركم منه وشفيتم صدوركم، فضحك الوليد بن عقبة بن أبي

ص: 303


1- (1) المناقب، 229 - 230 ؛ وأنظر ايضًا: النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 3؛ ابن الأثیر، الكامل، 299/3 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 5/ 226 .
2- (2) وقعة صفين، 288 .
3- (3) الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 4/ 23 ؛ الحلبي، بغية الطلب، 6/ 2832 .
4- (4) عتبة بن أبي سفيان: أخو معاوية، من فروع الشجرة الخبيثة، خبيث أسماء القول في حق مولانا أمیر المؤمنین والحسن (علیهماالسلام)، شهد الجمل مع عائشة، وصفین مع أخيه. وتوفي سنة (43 ه-) في مصر ودفن فيها. الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 5/ 203 .

معيط(1) من قوله وأنشأ يقول(2):

يقول لكم معاوية بن حرب * أما فيكم لواتركم طلوب

يشد على أبي حسن علي * باسمر لا تهجنه الكعوب

فيهتك مجمع اللبات منه * ونقع القوم مطرد يثوب

فقلت له أتلعب بابن هند * كأنك وسطنا رجل غريب

أتأمرنا بحية بطن واد * إذا نهشت فليس لها طبيب...

وبالجملة فشجاعة علي(علیه السلام) يشهد بها الأعداء قبل الأصدقاء وغنية عن التعريف لاشتهارها عند كل إنسان.

وذكر الموفق الخوارزمي ان بعد ذلك قال الوليد: ان لم تصدقوني فاسألوا الشيخ عمرو بن العاص ليخبركم عن شجاعته وصولته، وكان هذا توبيخا منه لعمرو،حین خرج عمرو بن العاص للحرب وقال لابنيه:

شدا على شكتي لا تنكشف * أبعد عمرو والزبير نأتلف

أم بعد عثمان نبالي من تلف * يوم لهمدان ويوم للصدف

وفي تميم نخوة لا تنحرف * نضربها بالسيف حتى تنصرف

فحمل عليه أمیر المؤمنین علي(علیه السلام) وعمرو لا يشعر به، فطعنه وصرعه

ص: 304


1- (1) الوليد بن عقبة بن أبي معيط: اخو عثمان لأمّهِ، شهد عليه بأنه شرب الخمر فأمر أمیر المؤمنین(علیه السلام) بإجراء الحد عليه، وايضا شربه مع عمرو بن العاص الخمر في زمن الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وتغنيهما في حمزة، ولعن الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إياهما ودعاؤه عليهما، شهد صفین مع الفئه الباغية. ابن سعد الطبقات الكبرى، 6/ 101 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 4/ 1552 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 8/ 109 .
2- (2) المناقب، 235 ؛ وانظر ايضًا: المنقري، وقعة صفین، 417 ؛ البلاذري، أنساب الأشراف، 5/ 118 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 357 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 6/ 314 ؛ البياضي، الصراط المستقيم، 3/ 178 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 41 / 69 .

وبدت عورته، فصرف علي (علیه السلام) وجهه فانسل عنه عمرو، قيل لعلى(علیه السلام) في ذلك فقال إنه ابن العاص تلقاني بعورته فصرفت وجهي عنه(1)، ذكر هذه الحادثة ابن مزاحم المنقري(2)، وابن قتيبة الدينوري(3)، وغيرهم(4)، وقال السيد الخوئي(5) انه كان عمرو بن العاص في المكر والخديعة اروغ من الثعلب وبه يضرب المثل في الحيلة والشيطنة ولما رأى أن لا محيص له في يد أسد اللّه احتال حيلة شنيعة غیر لائقة للابطال والرجال.

وذكر الموفق الخوارزمي أن عليا(علیه السلام) خرج إلى صف أهل الشام وقال لكميل ابن زياد: سر إلى معاوية وقل له: دعوناك إلى الطاعة والجماعة فأبيت وعندت، وقد كثر القتل بین المسلمين فأبرز إلي حتى يتخلص الناس مما هم فيه، فلما أدى كميل رسالة علي(علیه السلام) قال معاوية لقومه: ما تقولون؟ فنهوه عن ذلك إلا عمرو بن العاص فإنه قال له قد أنصفك وانه بشر مثلك، فعیره معاوية فقال: ما هذه العداوة، أتظن إني إن قتلت تنال الخلافة والسلطان؟ فقال عمرو: أمازحك فقال معاوية:

يا عمرو إنك قد أشرت بتهمة * ان المبارز كالجدب للنازي

ما للملوك وللبراز وانما * خطف المبارز خطفة من باز

ولقد رجعت وقلت مزحة مازح * والمزح يحمله مقال الهازي

ص: 305


1- (1) المناقب، 235 - 236 .
2- (2) وقعة صفين، 406 - 407 .
3- (3) الأخبار الطوال، 177 .
4- (4) المسعودي، مروج الذهب، 2/ 387 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 360 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 6/ 313 و 8/ 60 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 463 .
5- (5) منهاج البراعة، 15 / 318 .

فأجابه عمرو بن العاص فقال:

معاوي ان نكلت عن البراز * لك الويلات فانظر في المخازي

معاوي ما اجترمت إليك ذنبا * وما أنا بالذي حدثت هازي...

فانصرف كميل وأخبر عليا(علیه السلام) بما جرى(1)، وهذه الرواية تشیر إلى رغبة الإمام علي(علیه السلام) في حقن دماء الناس ودعوة معاوية إلى الطاعة ولكن الأخیر أبى ذلك، وكذلك أشارة إلى عتب معاوية على عمرو بن العاص؛ لأنَّه أشار إليه إلى ترك القتال وطاعة الإمام علي(علیه السلام) .

وروى الموفق الخوارزمي أنَّه بعد رجوع كميل بن زياد إلى الإمام علي(علیه السلام) وإخباره بما جرى فتبسم علي (علیه السلام) وضحك الأشتر وكان مع أمیر المؤمنین رجل من آل ذي يزن الملك يقال له سعيد بن قيس(2) فقال: يا أمیر المؤمنین أنا أدعو معاوية إلى مبارزتي، فأذن له علي(علیه السلام) وتبسم إليه وقال له: سر إليه بسم اللّه، فبرز إليه ونادى معاوية، فبرز إليه وقال لسعيد: أنسيت ما فعلت في حقك وما أسديت إليك من المحامد؟ فقال له سعيد: كنت أظن انك مسلم مطيع مقتد بأمر اللّه فلما علمت بغيك وظلمك وطلبك الملك والسلطان بالباطل أبغضتك وعاديتك ثم حمل عليه سعيد بن حارثة وكانت بينهما ضربات فلم يظفر أحدهما

ص: 306


1- (1) المناقب، ؛ وأنظر ايضًا: ابن مزاحم المنقري، وقعة صفین، 275 ؛ ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 47 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 5/ 218 .
2- (2) سعيد بن قيس: بن معرة الأرحبي الهمداني، من خيار أصحاب مولانا أمیر المؤمنین، من التابعین الكبار ورؤسائهم وزهادهم، كان يوم الجمل مع مالك الأشتر على ميمنة حزب اللّه، جند أمیر المؤمنين، شهد صفین مع الإمام علي وكان صاحب لواء همدان في صفین. ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 55/4 ؛ الطوسي، الرجال، 67 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 4/ 74 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 9/ 135 .

بصاحبه فانصرفا، ثم إن معاوية أظهر لعمرو شماتة وقال له ولملأ من قريش: قد أنصفتكم إذ لقيت سعيدا في همدان وهو سيدهم فانقطعوا عنه أياما آنفة وغضب عمرو وقال(1):

تسير إلى ابن ذي يزن سعيد * وترتك في العجاجة من دعاكا

فهل لك في أبي حسن علي * لعل اللّه يمكن من قفاكا

دعاك إلى البراز فلم تجبه * ولو بارزته تربت يداكا

وكنت أصم اذنا داك عنها * وكان سكوته عنها مناكا

فآب الكبش قد طحنت رحاه * بخطوتها ولم تطحن رحاكا

فما أنصفت صحبك يا بن هند * بفرقته وتغضب من سواكا

فلا واللّه ما أظهرت خيرا * ولا أظهرت لي إلا هواكا

أشار عمرو بن العاص في هذه الأبيات إلى ما رواه ابن مزاحم المنقري(2) وغیره من المؤرخین(3) من: أن عليا(علیه السلام) قام يوم صفین بین الصفین ثم نادى يا معاوية؟ يكررها فقال معاوية: اسألوه ما شأنه؟ قال: أحب أن يظهر لي فأكلمه كلمة واحدة، فبرز معاوية ومعه عمرو بن العاص فلما قارباه لم يلتفت إلى عمرو وقال لمعاوية: ويحك على ما يقتتل الناس بيني وبينك، ويضرب بعضهم بعضا؟ أبرز إلي فأينا قتل صاحبه فالأمر له، فالتفت معاوية إلى عمرو فقال: ما ترى يا أبا عبد اللّه؟ فيما هيهنا، أبارزه؟ فقال عمرو: لقد أنصفك الرجل واعلم أنه إن نكلت عنه لم تزل سبة عليك وعلى عقبك ما بقي عربي. فقال معاوية: يا عمرو؟ ليس

ص: 307


1- (1) المناقب، 238 - 239 .
2- (2) وقعة صفين، 433 .
3- (3) ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 46 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 360 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 8/ 73 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 584 .

مثلي يخدع عن نفسه، واللّه ما بارز ابن أبي طالب رجلا قط إلا سقى الأرض من دمه، ثم انصرف معاوية راجعا حتى انتهى إلى آخر الصفوف وعمرو معه.

وذكر الموفق الخوارزمي أنَّ معاوية كان على التل، مع وجوه قريش، ينظر إلى علي(علیه السلام) يقتل كل من بارزه، فقال: لقد دعاني علي إلى البراز حتى استحييت من قريش فقالو له وانما يقوم مقامك بسر بن أرطاة(1)، فقال بسر: ما كان أحد أحق بمبارزته من ابن حرب، فإما إذا أبيتموه فانا له، فغدا بسر إلى المعركة فرأى عليا (علیه السلام) في أول الخيل منقطعا عن خيله مع الأشتر وهو يريد التل فاستقبله بسر قريبا من التل فطعنه علي(علیه السلام) ولم يعرف أنه بسر، فانحنى سيفه فدفعه بيده فصرعه على وجهه وانكشفت عورته فانصرف عنه علي، فناداه الأشتر: يا أمیر المؤمنین انه بسر، فقال: دعه لعنه اللّه فحمل ابن عم بسر على علي (علیه السلام) فحمل عليه الأشتر وهو يقول:

اكل يوم رجل شيخ شاغرة * وعورة وسط العجاج ظاهرة

تبرزها طعنة كف واترة * عمرو وبسر رميا بالفاقرة

وطعنه الأشتر فكسر صلبه، قام بسر من ضربة علي(علیه السلام) وولت خيله وناداه أمیر المؤمنین علي(علیه السلام): يا بسر معاوية كان أحق بهذا منك، فرجع بسر

ص: 308


1- (1) بسر بن أرطاة: واسمه عمر بن عويمر بن عمران بن الجليس بن سيار بن نزار بن معيص بن عامر بن لؤي، وكان قد صحب معاوية في صفین، وقتداؤه بعمرو بن العاص في كشفه عورته يوم صفین حین بارز أمیر المؤمنین(علیه السلام)، وبقي إلى خلافة عبد الملك، وكان رجل سوء وذلك لأمور عظام ارتكبها في الإسلام ومنها ذبحه ابني عبيد اللّه بن العباس وهما صغیران بن يدي أمهما. الطوسي، الرجال، 28 ؛ ابن عبد البر، الاستيعاب، 1/ 157 ؛ ابن داود، الرجال، 233 ؛ الخطيب التبريزي، الاكمال في اسماء الرجال، 28 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 2/ 23 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 4/ 208 .

إلى معاوية فقال له معاوية: ارفع طرفك فقد أدال اللّه عمرا منك وكان بسر بعد ذلك إذا لقي الخيل التي فيها علي(علیه السلام) تنحى ناحية عنه(1)، بهذه الرواية اشارة واضحة لجبن معاوية ومخافته من مبارزة الإمام علي(علیه السلام)، وكذلك في هذه الرواية فيها خدع ومكر وجبن أهل الشام ففعل بسر بن ارطاة ما فعله ابن العاص وهو كشف عورته هروبا من سيف الإمام علي(علیه السلام)، وأشار الإمام علي(علیه السلام) إلى بسر بأن الضربة التي تلقاها كان معاوية احق بها منك، ذكر هذه الرواية ابن مزاحم المنقري(2)، وابن اعثم الكوفي(3)، وغيرهم(4).

وبإسناده عن حبة العرني قال: جاء راهب إلى الإمام علي وقال: ان عندنا كتابا توارثناه من آبائنا كتبه أصحاب عيسى بن مريم(علیه السلام) أعرضه عليك؟ فقال علي: (علیه السلام) نعم فما هو قال الراهب:

«بسم اللّه الرحمن الرحيم.

الذي قضى فيما قضى، وسطر فيما كتب، انه باعث في الأميین رسولا منهم يعلمهم الكتاب والحكمة ويدلهم على سبيل اللّه لا فظ ولا غليظ ولا صاحب في الأسواق ولا يجزى بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويصفح، أمته الحمادون الذين يحمدون اللّه على كل نشز وفي كل صعود وهبوط تذل ألسنتهم بالتهليل والتكبیر وينصره اللّه على كل من ناواه فإذا توفاه اللّه اختلفت أمته ثم اجتمعت فلبثت

ص: 309


1- (1) المناقب، 240 - 241 .
2- (2) وقعة صفين، 460 .
3- (3) الفتوح، 3/ 106 .
4- (4) ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 361 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 8/ 96 ؛ ابن الصباغ، الفصول المهمة، 1/ 466 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 585 .

بذلك ما شاء، ثم يمر رجل من أمته بشاطئ هذا الفرات يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويقضي بالحق ولا يرتشي في الحكم، الدنيا أهون عليه من الرماد في يوم عصفت به الريح والموت أهون عليه من شرب الماء على الظماء يخاف اللّه في السر وينصح له في العلانية لا يخاف في اللّه لومة لائم، فمن أدرك ذلك النبي من أهل هذه البلاد فآمن به كان ثوابه رضوان والجنة؛ ومن أدرك ذلك العبد الصالح فلينصره فإنَّ القتل معه شهادة فأنا مصاحبك لا أفارقك حتى يصيبني ما أصابك قال: فبكى علي (علیه السلام) وقال: الحمد للّه الذي لم يجعلني عنده منسيا، الحمد للّه الذي ذكرني عنده في كتب الأبرار، فمضى الراهب معه وكان فيما ذكر يتغدى مع أمیر المؤمنین (علیه السلام) ويتعشى حتى أصيب بصفین، فلما خرج الناس يدفنون قتلاهم قال أمیر المؤمنین (علیه السلام): اطلبوه فلما وجده صلى عليه ودفنه وقال: هذا منا أهل البيت واستغفر له مرارا»(1)، وقال الشيخ علي البحراني(2): «هذا الحديث مصرح بأن عليا (علیه السلام) هو المخصوص بالذكر بعد النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) بتعيينه في كتب اللّه السابقة المنزلة على الأنبياء، فيكون هو الخليفة من بعده، لأنَّ ذكره معه يشیر إلى أنَّه وصيّه والقائم مقامه من بعده، ثم انظر إلى ما وصفه اللّه به في هذا الكتاب مما لا يوازن به وصف ولا يبلغه إلا الأنبياء المرسلون، وهو أدل دليل على كون المراد من الكتاب بيان أنه (علیه السلام) خليفة النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) ووصيه، إذ لم يذكر غیره على

ص: 310


1- (1) المناقب، 242 - 243 ؛ وانظر ايضاً: ابن مزاحم المنقري، وقعة صفین، 147 ؛ الكوفي، المناقب، 145-144/1 ؛ ابن أعثم الكوفي، الفتوح، 2/ 557 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 367 ؛ القمي، العقد النضيد، 86 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 3/ 205 - 206 ؛ ابن كثیر، البداية والنهاية، 283/7 ؛ الشیرازي، كتاب الأربعین، 64 - 65 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 426 - 427 .
2- (2) منار الهدى، 375 .

الخصوص بشئ»، وكذلك قال القندوزي(1): إنَّ قوله تعالى: «واختلف أمته من بعده ما شاء اللّه إشارة إلى أن اختلاف هذه الأمة لا يستمر إلى يوم القيامة بل ينقضي بظهور المهدي الموعود سلام اللّه عليه وبشارات الأنبياء (علیهم السلام) بظهور نبوة نبينا محمد(صلی اللّه علیه و آله و سلم) وإشاراتهم إلى ظهور المهدي».

وأورد الموفق الخوارزمي أنَّ أمیر المؤمنین علياً(علیه السلام) نادى: هل من معین؟ فقال اثنا عشر ألفا: نموت بین يديك وكسروا جفون سيوفهم وسار علي(علیه السلام) بهم وهو يقول:

دبوا دبيب النمل لا تفوتوا * واصبحوا بحربكم وبيتوا

حتى تنالوا الثار أو تموتوا * أو لا فأنى طال ما عصيت

قد قلتم لو جئتنا فجيت * ليس لكم ما شئتم وشيت

بل ما يشاء المحيي المميت

وحمل الأشتر وقال:

أبعد عمار وبعد هاشم * وابن بديل فارس الملاحم

نرجو البقاء ضل حكم الحاكم

وحمل حارثة بن قدامة(2) وقال:

جرت بأسباب الفناء مذحج * يحار فيها البطل المدجج

يقدمها تميمها والمذحج * قوم إذا ما حسموها انضجوا

ص: 311


1- (1) ينابيع المودة، 3/ 407 .
2- (2) حارثة بن قدامة: السعدي التميمي، أحد خواصّ عليّ (علیه السلام)، صاحب السرايا والألوية والميل يوم صفّین. الطوسي، الرجال، 62 ؛ الاردبيلي، جامع الرواة، 1/ 176 ؛ المازندراني، منتهى المقال، 2/ 322 ؛ الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 2/ 285 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث، 5/ 189 .

روحوا إلى اللّه ولا تعرجوا * دين قويم وسبيل منهج

وحمل علي(علیه السلام) والناس معه حملة واحدة وخرق الصفوف وأزال الألوف فرآه معاوية فركب فرسه ومر هاربا، واشتد القتال وحمل الرؤساء على الرؤساء واضطرب الناس ولم يسمع إلا وقع الحديد على الحديد والهام(1).

وروى الموفق أنَّه اجتمع أهل العراق عند خيمة أمیر المؤمنین علي(علیه السلام) ينتظرون خروجه، فخرج وركب فرسه البحر وعليه درع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، متقلدا سيفه، متختما بخاتمه، متعمما بعمامته السحاب وخرج إلى المعركة ولم يكلم أحدا، وكان معاوية سبق عليا(علیه السلام) إلى المعركة فقال له رجل من عك(2)- وهو رئيس عك - اما عك فلا تخرج من قولي ولكن مر القواد والرؤساء وفرسان الشام فليحملوا بحملتي فإنهم ان فعلوا ذلك هزمت أهل العراق وأرحتك مما أنت فيه، وكانت عك أشجع أهل الشام وأصبرهم على القتال وأشدهم على أهل العراق وكانوا يلزمون الأرض ويشدون أنفسهم، بعضهم ببعض وربيعة وهمدان ومذحج أشجع أهل العراق وأصبرهم على حر القتال وأطوعهم لأمیر المؤمنین علي بن أبي طالب، وأشدهم على معاوية وقومه، وقد لقي هو وقومه منهم كل بلاء ثم حمل رئيس عك وحمل عسكر علي (علیه السلام) عليهم، وارتفع الغبار، وجرت الدماء واختلط القوم ولم يعرف أحد صاحبه واشتد البلاء وقتل الأشتر من عك

ص: 312


1- (1) المناقب، 243 - 244 ؛ وانظر ايضا: ابن مزاحم المنقري، وقعة صفین، 304 ؛ ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 175 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 362 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 223/2 ؛ الباعوني الشافعي، جواهر المطالب، 2/ 64 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 510 .
2- (2) عك: قبيلة تنتشر في اليمن والشام ومصر والمغرب يرجعون في نسبهم إلى عدنان. البكري، معجم ما استعجم، 3/ 962 .

خلقا كثیرا، واشتد الظلام فلم ينسحب أي من الطرفین وينتظر الطرف الاخر للانسحاب، وامر معاوية عك الانسحاب من المعركة(1)، أورد هذه الرواية ابن مزاحم المنقري(2)، وغیره(3).

وفي قتال ليلة الهرير ذكر الموفق الخوارزمي أنَّ في يوم من أيام صفین زحف الناس بعضهم إلى بعض وارتموا بالنبل حتى فنيت ثم تطاعنوا بالرماح حتى تكسرت، ثم تضاربوا بالسيوف وعمد الحديد واشتد القتال حتى جرت الدماء جري الماء، وكان وقع الحديد على الحديد أشد هولا من الصواعق والجبال حین تنهدم وانكسفت الشمس وثار القتام وضلت الألوية والرايات ووصلوا النهار بالليل وهي ليلة الهرير وأصبح أهل العراق والمعركة خلف ظهورهم وافترقوا عن سبعين الف قتيل، في رواية قيل لم ير رئيس قوم مذ خلق اللّه الدنيا قتل بيده ما قتل أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب(علیه السلام) في ذلك اليوم وتلك الليلة وهي ليلة الهرير إذ وصلوا الليل بالنهار في القتال حتى روى أنه قتل في تلك الليلة بيده خمسائة رجل وزيادة وفي رواية قتل من أصحاب أمیر المؤمنین(علیه السلام) في ذلك اليوم والليلة ألفا رجل وسبعون رجلا، وقتل من أصحاب معاوية في ذلك اليوم سبعة آلاف رجل(4)، وذكر ابن مزاحم المنقري(5) أنَّ في ليلة الهدير افترقوا عن سبعين

ص: 313


1- (1) المناقب، 244 - 245 .
2- (2) وقعة صفين، 435 .
3- (3) ابن اعثم الكوفي، الفتوح، 3/ 58 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 8/ 76 ؛ البحراني، مدينة المعاجز، 3/ 46 .
4- (4) المناقب، 249 ؛ وانظر ايضا، سليم بن قيس، كتاب سليم، 335 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 208/2 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 32 / 527 .
5- (5) وقعة صفين، 476 .

ألف قتيل في ذلك اليوم وتلك الليلة، وكان الأشتر في ميمنة الناس، وابن عباس في الميسرة، وعلي في القلب، والناس يقتتلون، وقال: وإنَّ عليا(علیه السلام) قام خطيبا فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال: أيها الناس قد بلغ بكم الأمر وبعدوكم ما قد رأيتم، ولم يبق منهم إلا آخر نفس، وإن الأمور إذا أقبلت اعتبر آخرها بأولها، وقد صبر لكم القوم على غیر دين حتى بلغنا منهم ما بلغنا، وأنا غاد عليهم بالغداة أحاكمهم إلى اللّه عز وجل.

8- معركة النهروان (38 ه-/ 658 م)

عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم): «تكون فرقة بین طائفتن من أمتي تمرق بينهما مارقة يقتلها أولى الطائفتین بالحق»(1)، وبهذه الرواية تحقق حديث الرسول فكانت هذه الفرقة بن علي (علیه السلام) ومن نازعه، وقد جعلها جميعا من أمته ثم خرجت هذه المارقة وهي أهل النهروان قتلهم علي (علیه السلام) وأصحابه وهم أولى الطائفتین بالحق وعليا (علیه السلام) وأصحابه هم أصحاب الحق لا شك في ذلك، أورد هذه الرواية الطيالسي(2)، والصنعاني(3)، وغيرهم(4)، وزاد النعمان المغربي(5) على ذلك «فإن عليا قتلهم، قال: وما يمنعه أن يكون أولاهم باللّه وبرسوله».

ص: 314


1- (1) المناقب، 259 .
2- (2) المسند، 288 .
3- (3) المصنف، 10 / 151 .
4- (4) أحمد بن حنبل، المسند، 3/ 25 ؛ مسلم، الصحيح، 3/ 113 ؛ النسائي، السنن الكبرى، 5/ 158 ؛ خصائص أمیر المؤمنین(علیه السلام)، 136؛ أبو يعلى الموصلي، المسند، 2/ 499 ؛ ابن حبان، الصحيح، 129/15 ؛ البيهقي، السنن الكبرى، 8/ 170 ؛ المتقي الهندي، كنز العمال، 11/ 196 .
5- (5) شرح الأخبار، 2/ 39 .

وايضًا عن أبي سعيد الخدري قال: «بينا نحن عند رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو يقسم قسما، أتاه ذو الخويرة(1) وهو رجل من بني تميم، فقال: يا رسول اللّه اعدل، فقال: ويحك ومن يعدل إذا لم اعدل، لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل، فقال عمر بن الخطاب: يا رسول اللّه إئذن لي في ضرب عنقه، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم):دعه فان له أصحابا يحقر أحدكم صلاته مع صلاته، وصيامه مع صيامه، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، ينظر إلى نصله فلا يوجد فيه شئ ثم ينظر إلى رصافته فلا يوجد فيه شئ، ثم ينظر إلى قذذه فلا يوجد فيه شئ قد سبق الفرث والدم، آيتهم رجل أسود وإحدى ثدييه مثل ثدي المرأة ومثل البضعة تدردر يخرجون على خیر فرقة من الناس. قال أبوسعيد: فاشهد أنى سمعته من رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) واشهد أنَّ علي بن أبي طالب (علیه السلام) قاتلهم وأنا معه، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتى به حتى نظرت إليه على نعت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الذي نعته»(2)، هذه الرواية تؤكد أنَّ ذا الخويرة وهو ذو الثدية يقول للرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) اعدل وان عمر بن الخطاب طلب من الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) أن يقتله لكن الرسول رفض طلبه لأنَّ ذلك من يقتله هو خیر الناس وهو علي(علیه السلام) وخیر فرقة وهي الشيعة، وكذلك ذكر أبو سعيد الخدري انه شهد النهروان وتحقق ما ذكره رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، ذكر هذه الرواية الواقدي(3)، والصنعاني(4)، وابن

ص: 315


1- (1) ذو الخويرة التميمي: هو ذو الثدية حرقوص بن زهیر. الشاهرودي، مستدركات علم رجال الحديث، 8/ 532 .
2- (2) المناقب، 259 - 260 .
3- (3) المغازي، 2/ 948 .
4- (4) المصنف، 146 .

شيبه الكوفي(1)، وغيرهم(2).

وبإسناده عن ابن عباس قال: «لما اعتزلت الخوارج دخلوا دارا وهم ستة آلاف، وأجمعوا على أن يخرجوا على علي بن أبي طالب (علیه السلام) وأصحاب النبي (صلی اللّه علیه و آله و سلم) معه يعني مع علي (علیه السلام) قال وكان لا يزال يجيء إنسان فيقول: يا أمیر المؤمنین إنَّ القوم خارجون عليك، فيقول: دعوهم فإنّي لا أقاتلهم حتى يقاتلوني وسوف يفعلون، فلما كان ذات يوم أتيته قبل صلاة الظهر فقلت له: يا أمیر المؤمنین أبرد بالصلاة لعلي أدخل على هؤلاء القوم، فأكلمهم فقال: إنّي أخافهم عليك، فقلت: كلا وكنت رجلا حسن الخلق لا أوذي أحدا فأذن لي فلبست حلة من أحسن ما يكون من اليمنية وترجلت ودخلت عليهم نصف النهار فدخلت على قوم لم أر قوما قط أشد منهم اجتهادا، جباههم قرحة من السجود وأيديهم كأنها ثفن الإبل، وعليهم قمص مرخصة مشمرين، مهشمة وجوههم من السهر، فسلمت عليهم فقالوا مرحبا يا بن عباس، ما جاء بك قلت أتيتكم من عند المهاجرين والأنصار من عند صهر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) عليَّ وعليهم نزل القرآن وهو أعلم

ص: 316


1- (1) المصنف، 8/ 741 .
2- (2) احمد بن حنبل، المسند، 2/ 21 9 ؛ العدني، كتاب الإيمان، 137 ؛ البخاري، الصحيح، 4/ 179 ؛ مسلم، الصحيح، 3/ 112؛ النسائي، السنن الكبرى، 5/ 159 ؛ خصائص أمیر المؤمنین (علیه السلام)، 137؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 2/ 360 ؛ ابن حبان، الصحيح، 15 / 140 ؛ النعمان المغربي، دعائم الإسلام، 1/ 389 ؛ شرح الأخبار، 1/ 478 ؛ ابن مردويه، المناقب، 73 ؛ ابن المغازلي، المناقب، 65 ؛ الطبرسي، تفسیر مجمع البيان، 5/ 52 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 2/ 368 ؛ ابن البطريق، عمدة عيون صحاح الأخبار، 458 ؛ ابن أبي الحديد، شرح نهج البلاغة، 2/ 266 ؛ ابن طاووس، الملاحم والفتن، 227 ؛ المحب الطبري، الرياض النظرة، 2/ 352 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 2/ 90 ؛ الهيثمي، مجمع الزائد، 6/ 228 ؛ الدمیري، حياة الحيوان الكبرى، 1/ 331 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 21/ 73 .

بتأويله منكم، فقالت طائفة منهم لا تخاصموا قريشا «فان اللّه عز وجل قال: (بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ)(1) قال اثنان أو ثلاثة لنكلمنَّه، فقلت هاتوا ما نقمتم على صهر رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) والمهاجرين والأنصار وعليهم نزل القرآن وليس فيكم منهم أحد وهم أعلم بتأويله منكم، قالوا ثلاثا»، قلت هاتوا، قالوا اما إحداهن فإنه حكم الرجال في أمر اللّه وقد قال اللّه عز وجل: (اِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ)(2) فما شأن الرجال والحكم بعد قول اللّه عز وجل، فقلت هذه واحدة، فما الثانية؟ قالوا: أما الثانية فإنه قاتل ولم يسب ولم يغنم، فلئن كانوا مؤمنین ما حل لنا قتالهم وسباهم؟ فقلت: وماذا الثالثة؟ قالوا: إنَّه محا نفسه من أمیر المؤمنین فإن لم يكن أمیر المؤمنین فإنه لأمیر الكافرين، قلت هل عندكم غیر هذا؟ قالوا كفانا هذا، قلت لهم: اما قولكم حكم الرجال في أمر اللّه فأنا أقرأ عليكم في كتاب اللّه عز وجل ما ينقض قولكم،أترجعون؟ قالوا: نعم، قلت فان اللّه قد صیر من حكمه إلى الرجال في ربع درهم ثمن أرنب، وتلا هذه الآية: (لاتَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ) إلى قوله (يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ)(3)» وقال في المرأة وزوجها: (وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِهَا)(4)» الآية: فناشدتكم اللّه هل تعلمون حكم الرجال في اصلاح ذات بينهم وفي حقن دمائهم أفضل أم حكمهم في أرنب وبضع امرأة، فأيهما ترون أفضل؟ قالوا: بل هذه، قلت خرجت من هذه؟ قالوا: نعم، قلت: وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم أفتسبون أمكم عائشة؟ فواللّه أن قلتم ليست بأمنا، لقد خرجتم من الإسلام، واللّه ولئن قلتم نسبيها ونستحل منها ما نستحل

ص: 317


1- (1) الزخرف، الآية: 58 .
2- (2) الأنعام، الآية، 57 ؛ يوسف، الآية، 40 و 67 .
3- (3) المائدة، الآية: 95 .
4- (4) النساء، 35 .

من غيرها لقد خرجتم من الإسلام وأنتم بن ضلالتین، ان اللّه عز وجل قال: (النَّبِيُّ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ)(1) فان قلتم ليست بأمنا لقد خرجتم من الإسلام، أخرجت من هذه؟ قالوا: نعم، قلت واما قولكم محى نفسه من أمیر المؤمنین فأنا آتيكم بما ترضون ان النبي(صلی اللّه علیه و آله و سلم) يوم الحديبية كاتب المشركین أبا سفيان بن حرب وسهيل بن عمرو وقال يا علي: اكتب «هذا ما صالح عليه محمد رسول اللّه «فقال المشركون: واللّه ما نعلم أنك رسول اللّه، ولو نعلم أنك رسول اللّه ما قاتلناك، فقال رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم): اللهم انك تعلم اني رسولك، امح يا علي، اكتب «هذا ما كاتب عليه محمد بن عبد اللّه «فواللّه لرسول اللّه خیر من علي، فلقد محى نفسه، قال فرجع منهم الفان وخرج سائرهم فقتلوا»(2)، هذه هي محاورة ابن عباس للخوارج من كتاب اللّه والسنة النبوية، أورد هذه الرواية البلاذري(3)، والنسائي(4)، وغيرهم(5).

وبإسناده عن عبيدة السلماني(6) قال: «إنَّ عليا (علیه السلام) خطب أهل الكوفة

ص: 318


1- (1) الأحزاب، الآية: 6.
2- (2) المناقب، 261 - 262 .
3- (3) أنساب الأشراف، 2/ 360 - 361 .
4- (4) السنن الكبرى، 5/ 166 - 167 .
5- (5) ابن عبد الر، جامع بيان العلم، 2/ 104 ؛ ابن شهر اشوب، مناقب آل أبي طالب، 1/ 230 - 331 ؛ المجلسي، بحار الأنوار، 33 / 421 .
6- (6) عبيدة السلماني: كوفي، من أصحاب وأولياء أمیر المؤمنین (علیه السلام)، روى عن الإمام علي(علیه السلام) وعن عبد اللّه بن مسعود، وروى عنه عبد اللّه بن سلمة، توفي قبل عام (70 ه-). ابن سعد، الطبقات الكبرى، 6/ 152 ؛ العجلي، الثقات، 1/ 325 ؛ البرقي، الرجال، 4؛ ابن أبي حاتم، الجرح والتعديل، 91/6 ؛ الطوسي، الرجال، 71 ؛ العلامة الحلي، خلاصة الاقوال، 476 ؛ الخوئي، معجم رجال الحديث،104/12 .

فقال: يا أهل الكوفة لولا أن تبطروا لحدثتكم با وعدكم اللّه على لسان نبيه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) الذين تقتلونه، منهم المخدج اليد وهو صاحب الثدية، فو اللّه لا يقتل منكم عشرة ولا يفلت منهم عشرة، فاطلبوه فطلبوه فلم يقدروا عليه ثم قال: اطلبوه واللّه ما كذبت ولا كذبت، فطلبوه فوجدوه منكبا على وجهه في جدول من تلك الجداول، فأخذوا برجله فجروه فأتوا به أمیر المؤمنین (علیه السلام) فكبر وحمد اللّه وخر ساجدا ومن معه من المسلمين»(1)، وبذلك تأكد هذ الرواية أنَّ حديث رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) للإمام علي(علیه السلام) وأخباره بصاحب الثدية، وقوله «واللّه ما كذبت ولا كذبت» في إشارة منه(علیه السلام) إلى أنه لا يتصرف من عند نفسه، وإنما بما أخبره به رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) عن اللّه تبارك وتعالى، أورد هذه الرواية الصنعاني(2)، وابن شيبة الكوفي(3)، وغيرهم(4).

تميزت رواية الموفق الخوارزمي بخصوص قتال الإمام علي(علیه السلام) للخوارج المارقین بالاختصار وتأكيده على مقدمات ظهورهم في عهد الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) ومحاورة ابن عباس للخوارج، وأهمل الحديث عن أصل نشأة الخوارج وخروجهم عن جيش الإمام علي(علیه السلام) في معركة صفین وتفاصيل هذا الخروج ونتائج معركة النهروان عام (37 ه-) بین جيش الإمام والخوارج كما ذكرت مختلف المصادر الإسلامية.

ص: 319


1- (1) المناقب، 263 .
2- (2) المصنف، 3/ 358 .
3- (3) المصنف، 2/ 368 .
4- (4) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 2/ 193 ؛ النسائي، السنن الكبرى، 5/ 163 ؛ الطبري، تاريخ الرسل والملوك، 4/ 65 ؛ المسعودي، مروج الذهب، 2/ 406 ؛ النعمان المغربي، شرح الأخبار، 2/ 59 ؛ الطبري، المسترشد، 673 ؛ البيهقي، السنن الكبرى، 2/ 371 ؛ الطوسي، الخلاف، 1/ 435 ؛ الرواندي، الخرائج والجرائح، 1/ 227 ؛ ابن طاووس، الطرائف، 105 ؛ الأربلي، كشف الغمة، 1/ 122؛ الحلي، كشف اليقین، 76 ؛ ابن ميثم البحراني، شرح نهج البلاغة، 2/ 91 .

ص: 320

الخلاصة

1- الموفق الخوارزمي المعروف بأخطب خوارزم، المولود في خوارزم سنة (484 ه-)، من علماء القرن السادس الهجري، كان مؤرخا واديبا وشاعرا، وقد كانت للبيئة الثقافية التي عاشها الموفق الخوارزمي في بلده (خوارزم) دورا فاعلا في بنائه العلمي والثقافي، وقد كانت خوارزم في القرن السادس الهجري القرن الذي عاش فيه الموفق الخوارزمي أحد أبرز مراكز الاشعاع الفكري في الدولة العربية الإسلامية، وعاصر الكثیر من العلماء في خوارزم بمختلف العلوم ومنهم علي بن أحمد بن أرسلان وأبو الفضل محمد بن أبي القاس ابن بابجوك البقالي وعبد الغفور بن لقمان بن محمد الخوارزمي الكردري، وغيرهم من العلماء وكون عن طريق هذه البيئة العلمية مخزونه العلمي والفكري.

2- تأتي أهمية كتاب المناقب كونه كتاب مختص بمناقب أمیر المؤمنین (علیه السلام) وفضائله وإنَّ مؤلفه الموفق الخوارزمي هو من اتباع المذهب الحنفي وعاش في بيئة يغلب عليها هذا المذهب، مما يؤكد ذلك وجود اجماع لدى علماء المسلمين ومؤرخيهم على فضائل الإمام علي (علیه السلام) ومناقبه ونبوغه العلمي ودوره السياسي والعسكري في الدولة العربية الإسلامية منذ إسلامه وهو ما زال صبيًا حتى استشهاده عام(40 ه-)، على الرغم من محاولات الأمويین والعباسيين في تغييب دور الإمام علي (علیه السلام) وتهميشه على مر العصور.

3- تعددت مصادر الموفق الخوارزمي في جمع مادته العلمية في هذا الكتاب بین

ص: 321

ما سمعه من شيوخه من روايات سواء كانت سماعًا أم مكاتبة مع التنوع المذهبي والعقائدي لهؤلاء الشيوخ، وروايات مسندة و غیر مسندة بالإضافه إلى الكتب والمؤلفات التي تمكن الموفق من الاطلاع عليها والاستفادة منها في مؤلفه هذا، مما كان لذلك التنوع في الموارد أثره في إغناء الكتاب بمعلومات مهمه كانت في الأعم الأغلب محل اجماع من قبل المؤلفین المسلمين، ومن ثم أصبح هذا الكتاب من المصادر المهمة لدراسة حياة الإمام علي(علیه السلام) ومناقبه وفضائله.

4- اعتمد الموفق الخوارزمي في تأليفه لكتاب المناقب منهجًا محايدًا وموضوعيًا في أغلب رواياته عن طريق اتفاق تلك الروايات نصًا ومتنًا مع من سبقه من المؤلفین وعلى اختلاف مشاربهم، كما تبین لنا أنَّها متفقه في أغلبها مع من جائوا بعده من الرواة والمؤرخین، وهذا لا يعني أنَّ منهجه كان خالٍ من الخلل والهفوات، ومن هذه الهفوات تغافل الموفق الخوارزمي عن ذكر ولادة الإمام علي(علیه السلام) في الكعبة وهي المنقبة التي اختص بها أمیر المؤمنین(علیه السلام)، فلم يشاركه بها أحد لاقبله ولا بعده.

5- ما يتعلق أثر الإمام علي(علیه السلام) العسكري في غزوات الرسول(صلی اللّه علیه و آله و سلم) إذ اتسمت بالاختصار واغفل الموفق التطرق، أثر الإمام علي(علیه السلام) في معركة أحد (3ه-) بينما أشارت مصادر إلى تخاذل بعض الصحابة في هذه المعركة، وثبات الإمام علي(علیه السلام) مع رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم)، فقد روي عن ابن عباس قال: «لعلي بن أبي طالب (علیه السلام) أربع ما هن لأحد: هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم) وهو صاحب لوائه في كل زحف، وهو الذي ثبت معه يوم المهراس وفرَّ الناس، وهو الذي أدخله قبره» واعتماده منهج الاختصار في مواضع منهجه كحرب الإمام علي(علیه السلام) مع الخوارج وغيرها في حین ذهب إلى الإسهاب في بعض الجوانب

ص: 322

وخاصة فيما يتعلق بمعركة صفین وأكثر الحديث عن مقدمات الخلاف بین معاوية والإمام علي(علیه السلام)، في حین أهمل نتائج هذه المعركة وخاصة ما يتعلق بالتحكيم ونتائجه.

6- حاول الموفق الخوارزمي في بعض رواياته إضفاء طابع التعميم في فضائل الإمام علي(علیه السلام) على اشخاص هم ليس أهلاً لها، مثل روايته عن أنس بن مالك قال: «قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «أرحم هذه الأمة بها أبو بكر، وأقواهم في دين اللّه عمر، وافرضهم زيد، وأقضاهم علي، واصدقهم حياء عثمان، وأمین هذه الأمه أبو عبيدة بن الجراح، وأقرأهم لكتاب اللّه أبي بن كعب، وأبو هريرة وعاء من العلم، وسلمان علم علماً لا يدرك، ومعاذ بن جبل أعلم الناس بحلال اللّه وحرامه، وما أضلت الخضراء ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر». والرواية الأخرى أيضاً بسند أنس بن مالك قال: «قال رسول اللّه(صلی اللّه علیه و آله و سلم) «ما من نبي إلا وله نظر في أمتي فأبو بكر نظیر إبراهيم، وعمر نظیر موسى، وعثمان نظیر هارون،وعلي نظیري» وغيرها من الروايات، ونرجح سبب هذا التعميم إلى محاولة الموفق الخوارزمي التماشي مع المذهب الأموي والعباسي الرامي لمقارنة بعض الصحابة مع الإمام علي(علیه السلام) وإيصالهم إلى درجة الإمام علي(علیه السلام) ومرتبة عن طريق بعض الروايات غیر الصحيحة.

ص: 323

ص: 324

المصادر والمراجع

اولًا.قائمة المصادر:

القران الكريم

• ابن الأثیر، محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني (ت 630 ه-).

1. أسد الغابة في معرفة الصحابة، دار الكتاب العربي، بيروت، (د ت).

2. الكامل في التاريخ، دار صادر، (بيروت 385 ه-/ 965 م).

3. اللباب في تهذيب الأنساب، دار صادر – بيروت، (د ت).

• ابن الأثیر، مجد الدين أبي السعادات المبارك بن محمد الجزري (ت 606 م).

4. النهاية في غريب الحديث والأثر، تح طاهر أحمد الزاوي، مؤسسة اسماعيليان للطباعة والنشر ، ط 4، (قم: 463 ه- ش).

• الآجري، أبو بكر محمد بن الحسین بن عبد اللّه الآجري البغدادي (ت 360 ه-).

5. الشريعة، تح: عبد اللّه بن عمر بن سليمان الدميجي، ط2 ، دار الوطن - الرياض/ 2 السعودية، (1420 ه- - 999 م).

• الاربلي، علي بن عيسى بن أبي الفتح (ت 693 ه-).

6. كشف الغمة في معرفة الأئمة، تح جعفر السبحاني، دار الأضواء ، ط2 ، ( بیروت

ص: 325

1405 ه-/ 1985 م).

• الاربلي، المبارك بن أحمد بن المبارك بن موهوب اللخمي الإِربلي (ت 637 ه-).

7. تاريخ إربل، تح سامي بن سيد خماس الصقار، وزارة الثقافة والإعلام، دار الرشيد للنشر، العراق، ( 1980 م).

• الأردبيلي، محمد بن علي الغروي الحائري (ت 1101 ه-).

8. جامع الرواة وازاحة الأشتباهات عن الطرق والإسناد، مكتبة المحمدي، (د.ت).

•الأزدي، أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد (ت 321 ه-).

9. الاشتقاق، تحقيق وشرح: عبد السلام محمد هارون، دار الجيل، بیروت – لبنان، (1411 ه- - 1991 م).

10. جمهرة اللغة، تح: رمزي منير بعلبكي، دار العلم للملايين – بيروت، (1987 م).

• ابن اسحاق، محمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني (ت 151 ه-).

11. سیرة ابن إسحاق (كتاب السیر والمغازي)، تح: سهيل زكار، دار الفكر – بیروت،(1398 ه-/ 1978 م).

• ابن إسلام، أبو عبيد القاسم بن سلام بن عبد اللّه الهروي البغدادي (ت 224 ه-) .

12. غريب الحديث، تح: د. محمد عبد المعيد خان، مطبعة دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد- الدكن، (1384 ه- - 1964 م).

• الاشتري، ورام بن أبي فراس المالكي، (ت 605 ه-).

13. تنبيه الخواطر ونزهه النواظر المعروف ب- (مجموعة ورام)، دار الكتب الإسلامية، ط 2، مط حيدري، (طهران (د ت).

• الاصطخري، أبو القاسم عبيد اللّه بن عبد اللّه، (ت 300 ه-).

14. المسالك والممالك، ليدن – بريل، (1889 م).

ص: 326

• الأصفهاني، أبي الفرج علي بن الحسين (ت 356 ه-).

15. مقاتل الطالبین، تح كاظم المظفر، منشورات المكتبة الحيدرية، (النجف 1385 ه-/1965 م).

16. الأغاني، ط 4، دار الكتب العلمية، بيروت، (2002 م).

• ابن اعثم، لوط أحمد بن محمد الكوفي، (ت 314 ه-).

17. الفتوح، تح علي شيري، دار الأضواء، ط 1، (بيروت 1411 ه-/ 1991 م).

• الأندلسي، أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث التجيبي القرطبي الباجي (ت 474 ه-).

18. التعديل والتجريح، لمن خرج له البخاري في الجامع الصحيح، تح: د. أبو لبابة حسن، دار اللواء للنشر والتوزيع – الرياض، (1406 ه- – 1986 م).

• البحراني، هاشم بن سليمان البحراني (ت 1107 ه-).

19. مدينة معاجز الأئمة الأثني عشر ودلائل الحجج على البشر، تحقيق عزة اللّه المولائي، مؤسسة المعارف الإسلامية، مط بهمن، ط 1(قم، 1413 ه-).

20. البرهان في تفسیر القران، تح قسم الدراسات الإسلامية، مؤسسة البعثة، قم، (د ت).

21. غاية المرام وحجة الخصام في تعيین الإمام من طريق الخاص والعام، تح علي عاشور، (د ت).

22. حلية الأبرار في أحوال محمد وآله الأطهار (علیهم السلام)، تح: غلام رضا مولانا البروجردي، مط بهمن، مؤسسة المعارف الإسلامية - قم – ايران، (1414 ه-).

• البخاري، محمد بن اسماعيل بن ابراهيم ابن المغيرة ابن برذزبه (ت 256 ه-).

23. صحيح البخاري. دار الفكر للطباعة والنشر، (1401 ه-/ 1981 م).

ص: 327

• البرقي، أحمد بن محمد بن خالد (ت 274 ه-).

24. كتاب الرجال، مؤسسة المعارف الإسلامية - قم – ايران، (د ت).

25. المحاسن، تح جلال الدين الحسيني، دار الكتب الإسلامية، (طهران، 1370 ه-).

• البري، محمد بن أبي بكر بن عبد اللّه بن موسى الأنصاري التلمساني (ت 645 ه-).

26. الجوهرة في نسب النبي وأصحابه العشرة، تح: محمد التونجي، دار الرفاعي للنشر والطباعة والتوزيع - الرياض، (1403 ه- - 1983 م).

• البزار، أبو بكر أحمد بن عمرو بن عبد الخالق بن خلاد بن عبيد اللّه العتكي (ت 292 ه-).

27. مسند البزار المنشور باسم البحر الزخار، تح: محفوظ الرحمن زين اللّه واخرون، مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة، (2009 م).

• البستي، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ بن معبَ، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، (ت 354 ه-).

28. مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار، تح مرزوق على ابراهيم، ط 1، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع – المنصورة، (1411 ه- - 1991 م).

• ابن البطريق، يحيى بن الحسن الأسدي الحلي (ت 600 ه-).

29. عمدة عيون صحاح الأخبار في مناقب إمام الأبرار، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة، (1407 ه-).

• البغدادي، عبد المؤمن بن عبد الحق، ابن شمائل القطيعي البغدادي، الحنبلي، صفي الدين (ت 739 ه-).

30. مراصد الاطلاع على أسماء الأمكنة والبقاع، دار الجيل، بيروت، (1412 ه-).

• البغوي، أبو القاسم عبد اللّه بن محمد بن عبد العزيز بن المَرْزُبان بن سابور بن

ص: 328

شاهنشاه (ت 317 ه-).

31. معجم الصحابة، تح محمد الأمین بن محمد الجكني، ط 1، مكتبة دار البيان – الكويت، (1421 ه- - 2000 م).

• البكري، عبد اللّه بن عبد العزيز الاندلسي (ت 487 ه-).

32. معجم ما استعجم من اسماء البلاد والمواضع، تح مصطفى السقا، عالم الكتب، ط 3، (بیروت، 1403 ه-/ 1983 م).

• البلاذري، أحمد بن يحيى بن جابر (ت 279 ه-).

33. فتوح البلدان، تح صلاح الدين المنجد، مكتبة النهضة المصرية، مط لجنة البيان العربي، (القاهرة 1956 م).

34. أنساب الأشراف، تح محمد حميد اللّه، دار المعارف، (مصر، 1959 م).

• البيهقي، أحمد بن الحسين (ت 458 ه-).

35. شعب الايمان، تح محمد السعيد بن بيوني زغلول، دار الكتب العالمية، ط 1،(بیروت، 140 ه-/ 1990 م).

36. الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد على مذهب السلف وأصحاب الحديث، تح: أحمد عصام الكاتب، دار الآفاق الجديدة – بیروت، (1401 ه-).

37. السنن الكبرى، دار الفكر، بيروت، (د ت).

38. معرفة السنن والآثار، تح: عبد المعطي أمین قلعجي، دار الوفاء، المنصورة – القاهرة، (1412 ه- - 1991 م).

39. دلائل النبوة ومعرفة أحوال صاحب الشريعة، دار الكتب العلمية – بیروت،(1405 ه-).

• التستري، نور اللّه (ت 1019 ه-).

ص: 329

40. الصوارم المهرقة في جواب الصواعق المحرقة، تح: جلال الدين المحدث، مط: نهضت-قم، (د ت).

• ابن تغري بردي يوسف بن عبد اللّه الظاهري الحنفي، أبو المحاسن، جمال الدين (ت 874 ه-).

41. النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة، وزارة الثقافة والإرشاد القومي، دار الكتب، مصر، (د ت).

• التفرشي. مصطفى بن الحسين الحسيني، (ق 11).

42. نقد الرجال، تح مؤسسة آل البيت (علیهم السلام) لاحياء التراث، مطبعة زئارة، ط 1، (قم 1418 ه-).

• الترمذي، محمد بن عيسى بن سورة (ت 279 ه-).

43. سنن الترمذي وهو الجامع الصحيح، تح عبد الرحمن محمد عثمان، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ط 2، (بیروت 1403 ه-/ 1983 م).

• الثعلبي، أحمد بن محمد بن ابراهيم (ت 427 ه-).

44. الكشف والبيان عن تفسیر القرآن المعروف ب- (تفسیر الثعلبي)، تح محمد بن عاشور، دار احياء التراث العربي، ط 1، (بیروت 1422 ه-/ 2002 م).

• الجاحظ، عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي، أبو عثمان، (ت 255 ه-).

45. العثمانية، تح: عبد السلام محمد هارون، دار الجيل، بیروت، (1411 ه- - 1991 م).

• الجرجاني، أبو أحمد بن عدي (ت 365 ه-).

46. الكامل في ضعفاء الرجال، تح: عادل أحمد عبد الموجود-علي محمد معوض، الكتب العلمية - بيروت-لبنان، (1418 ه-- 1997 م).

ص: 330

• ابن الجزري، شمس الدين أبو الخير، محمد بن محمد بن يوسف (ت 833 ه-).

47. غاية النهاية في طبقات القراء، مكتبة ابن تيمية، (د ت).

• ابن الجعد، علي بن عبيد الجَوْهَري البغدادي (ت 230 ه-).

48. مسند ابن الجعد، تح: عامر أحمد حيدر، مؤسسة نادر – بیروت، (1410 ه- – 1990 م).

• ابن أبي جمهور، محمد بن علي بن إبراهيم الاحسائي (ت 880 ه-).

49. عوالي اللئالي العزيزية في الأحاديث الدينية، تح مجتبى العراقي، مط سيد لشهداء، ط 1، (قم، 1403 ه-/ 1983 م).

• ابن الجوزي، جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد (ت 597 ه-).

50. المنتظم في تاريخ الأمم والملوك، تح محمد عبد القادر عطا، مصطفى عبد القادر عطا، ط 1، دار الكتب العلمية، بیروت، (1412 ه- - 1992 م).

51. زاد المسیر في علم التفسیر، تح: عبد الرزاق المهدي، دار الكتاب العربي – بیروت ، (1422 ه-).

52. كشف المشكل من حديث الصحيحین، تح: علي حسین البواب، دار الوطن– الرياض، (د ت).

• الجوهري، اسماعيل بن حماد (ت 393 ه-).

53. الصحاح، تح أحمد عبد الغفور العطار، دار العلم للملايین، ط 4، (بیروت 1407 ه-/ 1987 م).

• الجويني، إبراهيم بن محمد ابن المؤيد بن عبد اللّه بن علي بن محمّد الخراساني (ت 730 ه-).

54. 19- فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمّة من ذرّيّتهم

ص: 331

(علیهم السلام)، تح محمد باقر المحمودي، (د ت).

• الحاكم الحسكاني، عبيد اللّه بن أحمد الحذاء الحنفي النيسابوري (ق 5).

55. شواهد التنزيل في قواعد التفضيل، تح محمد باقر المحمودي، مجمع احياء الثقافة الإسلامية، ط 1، (طهران 1411 ه-/ 1991 م).

• الحاكم النيسابوري، محمد بن عبد اللّه بن محمد الحافظ (ت 405).

56. المستدرك على الصحيحین، تح يوسف عبد الرحمن المرعشي، دار المعرفة، بیروت، (د ت).

57. معرفة علوم الحديث، تح: السيد معظم حسین، ط 2، دار الكتب العلمية – بیروت، (1397 ه- - 1977 م).

• ابن حبان، محمد بن حيان بن أحمد بن حاتم التميمي (ت 354 ه-).

58. كتاب الثقات، دائرة المعارف العثمانية، ط 1، (الهند 1393 ه-/ 1973 م).

59. الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان، تح: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، بیروت، (1408 ه- - 1988 م).

60. مشاهير علماء الأمصار وأعلام فقهاء الأقطار، تح: مرزوق على ابراهيم، دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع – المنصورة، (1411 ه- - 1991 م).

61. المجروحین من المحدثین والضعفاء والمتروكین، تح: محمود إبراهيم زايد، دار الوعي – حلب، (1396 ه-).

• ابن حبيب البغدادي، محمد بن حبيب بن أمية بن عمرو الهاشمي (ت 245 ه-).

62. المنمق في أخبار قريش، تح: خورشيد أحمد فاروق، عالم الكتب، بیروت، (1405 ه- - 1985 م).

63. 40- المحبر، تح: إيلزة ليختن شتيتر، دار الآفاق الجديدة، بيروت، (د ت).

ص: 332

• ابن حجر العسقلاني، شهاب الدين أبي الفضل أحمد بن علي، (ت 852 ه-).

64. تهذيب التهذيب، دار الفكر للطباعة والنشر، ط 1، (بيروت 1404 ه-/ 1984 م).

65. لسان الميزان، مؤسسة الاعلمي للطباعة والنشر، ط 2، (بيروت 1390 ه-/ 1971 م).

66. تبصیر المنتبه بتحرير المشتبه، تح محمد علي النجار، المكتبة العلمية، بیروت – لبنان، (د ت).

67. فتح الباري شرح صحيح البخاري، دار المعرفة - بيروت، (1379 ه-).

68. الإصابة في تمييز الصحابة، تح: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، دار الكتب العلمية – بیروت، (1415 ه-).

69. تقريب التهذيب، تح: محمد عوامة، دار الرشيد – سوريا، (1406 ه- – 1986 م).

• الحجري المصري، أحمد بن محمد بن سلامة الازدي الحنفي (ت 301 ه-).

70. شرح معاني الاثار، تح محمد زهدي النجار، دار الكتب العلمية، ط 3، (1416 ه- 1996 م).

71. ابن أبي الحديد، عبد الحميد ألمدائني (ت 656 ه-).

72. شرح نهج البلاغة، تح محمد أبو الفضل إبراهيم، دار إحياء الكتاب العربي، ط 1،(1378 ه-/ 1959 م).

• الحر العاملي، محمد بن الحسن (ت 1104 ه-).

73. وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة، تح محمد الرازي، دار احياء التراث العربي، (بیروت 1403 ه-/ 1983 م).

74. الجواهر السنية، مط النعمان - النجف الأشرف، (1384 ه- - 1964 م).

75. امل الامل، تحقيق أحمد الحسيني، مط الادب، النجف الاشرف، (د ت).

76. الحربي، إبراهيم بن إسحاق الحربي أبو إسحاق (ت 285 ه-).

ص: 333

77. غريب الحديث، تح: سليمان إبراهيم محمد العايد، جامعة أم القرى - مكة المكرمة، (1405 ه-).

• الحلبي، علي بن برهان الدين (ت 1044 ه-).

78. السيرة الحلبية، دار المعرفة، مط بيروت، (1400 ه-).

• الحلي، عز الدين أبو محمد الحسن بن سليمان بن محمد (ت في القرن التاسع).

79. المحتضر، تح: سيد علي أشرف، مط شريعت، (1424 ه-).

• ابن حمدون، محمد بن الحسن بن محمد بن علي بن حمدون، أبو المعالي، بهاء الدين البغدادي (ت 562 ه-).

80. التذكرة الحمدونية، دار صادر، بيروت، (1417 ه-)-

• ابن حمزة الطوسي، عماد الدين أبي جعفر محمد بن علي الطوسي (ت 560 ه-).

81. الثاقب في المناقب، تح نبيل رضا علوان، ط 2، مؤسسة أنصاريان - قم المقدسة ،(1411 ه-).

82. خصائص الوحي المبين، تح: مالك المحمودي، مط نگين – قم، (1417 ه-).

• الحميري القمي، عبد اللّه بن جعفر (ت 304 ه-).

83. قرب الإسناد، تح مؤسسة آل البيت لاحياء التراث، ط 1، (قم 1413 ه-).

• الحميري، نشوان بن سعيد اليمني (ت 573 ه-).

84. شمس العلوم ودواء كلام العرب من الكلوم، تح: د حسین بن عبد اللّه العمري- مطهر بن علي الإرياني - د يوسف محمد عبد اللّه، دار الفكر المعاصر، بیروت – لبنان، (1420 ه- - 1999 م).

• ابن حنبل. أحمد (ت 241 ه-).

85. مسند أحمد بن حنبل. دار صادر، (بيروت (د ت).

ص: 334

86. فضائل الصحابة، تح د. وصي اللّه محمد عباس، مؤسسة الرسالة – بیروت، (1403 ه – 1983 م).

• الحنفي، جمال الدين محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد الزرندي المدني، (ت 750 ه-).

87. نظم درر السمطين في فضائل المصطفى والمرتضى والبتول والسبطين، (1377 ه- 1958 م).

• أبي خيثمة، أبو بكر أحمد بن (ت 279 ه-).

88. أخبار المكیين من كتاب التاريخ الكبیر لابن أبي خيثمة، تح: إسماعيل حسن حسین، دار الوطن – الرياض، (1997 م).

• الخطيب البغدادي، أبي بكر أحمد بن علي (ت 463 ه-).

89. تاريخ بغداد أو مدينة السلام، تح مصطفى عبد القادر، دار الكتب العلمية، ط 1، (بیروت 1417 ه-/ 1997 م ).

90. المتفق والمفترق، تح: الدكتور محمد صادق آيدن الحامدي، دار القادري للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق، (1417 ه- - 1997 م).

• الخطيب التبريزي، أبي عبد اللّه محمد بن عبد اللّه (741 ه-).

91. الإكمال في أسماء الرجال، تعليق: أبي أسد اللّه بن الحافظ محمد عبد اللّه الأنصاري، مؤسسة أهل البيت (علیه السلام) شارع فاطمي - قم المقدسة، (د ت).

• الخزاز القمي، علي بن محمد بن علي الرازي(ت 400 ه-).

92. كفاية الأثر في النص على الأئمة الأثني عشر، تح عبد اللطيف الحسيني، مط الخيام، (قم 1401 ه- ).

• ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد، (ت 808 ه).

ص: 335

93. كتاب العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر المعروف بتاريخ ابن خلدون، دار احياء التراث العربي، ط 4، (د ت).

• ابن خلكان، أحمد بن محمد ابن ابراهيم بن أبي بكر (ت 681 ه-).

94. وفيات الاعيان وأنباء الزمان، تح احسان عباس، دار الثقافة، (لبنان (د ت).

• الخوارزمي، أبي المؤيد محمد بن محمد (ت 665 ه-).

95. مسانيد الإمام الأفخم أبي حنيفة النعمان، دار الكتب العلمية، بيروت (د ت).

• الخوارزمي، أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي اخطب خوارزم (568 ه-).

96. مقتل الحسين، تح محمد السماوي، انوار الهدى، قم- ايران، (1418 ه-).

97. مناقب الإمام الاعظم أبي حنيفة النعمان، ط 1، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية، الهند، (1331 ه-).

• ابن خياط، خليفة العصفري (ت 240 ه-).

98. تاريخ خليفة بن خياط، تح سهيل زكار، دار الفكر للطباعة، بيروت، (د ت).

• الدارقطني، أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي بن مسعود بن النعمان بن دينار البغدادي الدارقطني (ت 385 ه-).

99. المؤتلف والمختلف ، تح: موفق بن عبد اللّه بن عبد القادر، دار الغرب الإسلامي – بیروت، (1406 ه- - 1986 م).

100. سنن الدارقطني، تح: شعيب الارنؤوط، مؤسسة الرسالة، بیروت – لبنان، (1424 ه- - 2004 م).

101. الضعفاء والمتروكون، تح: عبد الرحيم محمد القشقري، مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، (د ت).

ص: 336

102. العلل الواردة في الأحاديث النبوية، محفوظ الرحمن زين اللّه السلفي، دار طيبة – الرياض ، (1405 ه- - 1985 م).

• ابن داوود، تقي الدين الحسن بن علي الحلي (ت 707 ه-).

103. رجال ابن داود، تح محمد صادق بحر العلوم، منشورات المطبعة الحيدرية، (النجف ألأشرف 1392 ه-/ 1972 م).

• ابو داود الطيالسي، سليمان بن داوود الفارسي البصري (ت 204 ه-).

104. مسند أبي داوود الطيالسي، تح: الدكتور محمد بن عبد المحسن التركي، دار هجر – مر، (1419 ه- - 1999 م).

• الداوودي محمد بن علي بن أحمد، شمس الدين المالكي (ت 945 ه-).

105. طبقات المفسرين، دار الكتب العلمية – بيروت، (د ت).

• ابن الدمشقي، شمس الدين أبي البركات محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني الشافعي(871 ه-).

106. جواهر المطالب في مناقب الإمام علي بن أبي طالب (علیه السلام)، تح: مالك المحمودي، مط دنش، قم-ايران، (1415 ه-).

• الدميري، كمال الدين (ت 808 ه-).

107. حياة الحيوان الكبرى، دار الكتب العلمية، ط 2، (بيروت 1424 ه-).

• ابن أبي الدنيا، أبو بكر عبد اللّه بن محمد بن عبيد بن سفيان البغدادي (ت 281 ه-).

108. مقتل أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب (علیه السلام)، تح: ابراهيم صالح، دار البشائر - دمشق، (1422 ه- - 2001 م).

• الدولابي، محمد بن أحمد (ت 310 ه-).

109. الذرية الطاهرة، تح سعد المبارك الحسن، الدار السلفية، الكويت، ط 1، (

ص: 337

1407 ه-).

• الديلمي، أبي محمد الحسن بن محمد الديلمي (عاش في القرن الثامن).

110. ارشاد القلوب، ط 2، مط امير-قم، (1415 ه-).

• الدينوري، أبو حنيفة أحمد بن داود (ت 282 ه-).

111. الأخبار الطوال، تح: عبد المنعم عامر، دار إحياء الكتب العربي-القاهرة، (1960 م).

• الذهبي، محمد بن أحمد بن عثمان (ت 748 ه-).

112. ميزان الأعتدال في نقد الرجال، تح علي محمد البجاوي، دار المعرفة للطباعة والنشر، ط 1، (بیروت ه- 1382 / 1963 م).

113. سیر أعلام النبلاء، تحقيق شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، (بیروت 1413 ه-/ 1993 م) .

114. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والاعلام، تح عمر عبد السلام، دار الكتاب العربي، ط 1، (بیروت 1407 ه-/ 1987 م) .

115. العبر في خبر من غبر، تح أبو هاجر محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الكتب العلمية – بیروت، (د ت).

116. تذكرة الحفاظ، ط 1، دار الكتب العلمية بيروت-لبنان، (1419 ه-- 1998 م).

117. معرفة القراء الكبار على الطبقات والأمصار، ط 1، دار الكتب العلمية، بیروت،(1417 ه-- 1997 م).

118. الكاشف في معرفة من له رواية في الكتب الستة، تح: محمد عوامة أحمد محمد نمر الخطيب، دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة، (1413 ه- - 1992 م).

ص: 338

119. المغني في الضعفاء، تح: الدكتور نور الدين عتر، (د ت).

• الرازي ابن أبي حاتم، أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر التميمي، الحنظلي، (ت 327 ه-).

120. الجرح والتعديل، طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن – الهند، (1271 ه- 1952 م).

• الرازي، فخر الدين محمد بن عمر (ت 606 ه-).

121. تفسير الرازي، ط 3، (د ت).

• ابن راهويه، اسحاق بن ابراهيم بن مخلد الحنظلي المروزي (ت 238 ه-).

122. مسند ابن راهوية، تح عبد الغفور عبد الحق، مكتبة الايمان، ط 1، (المدينة المنورة 1412 ه-).

• الزبيدي، محمد مرتضى الحسيني الواسطي (ت 1205 ه-).

123. تاج العروس من جواهر القاموس، تح علي شیري، دار الفكر، (بیروت 1414 ه-/ 1994 م).

• الزمخشري، جار اللّه محمود بن عمر (ت 538 ه-).

124. الفايق في غريب الحديث، دارالكتب العلمية، ط 1، (بيروت 1417 ه-/ 1996 م)

125. ربيع الأبرار ونصوص الأخبار، تح عبد الامیر مهنا، مؤسسة الاعلمي، ط 1، (بیروت 1412 ه-/ 1992 م).

• زيد بن علي، بن الحسين بن علي بن أبي طالب (ت 122 ه-).

126. مسند زيد بن علي، دار مكتبة الحياة، بيروت (د ت)،

127. الزيلعي، عبد اللّه بن يوسف (ت 762 ه-).

128. تخريج الاحاديث والاثار، تح عبد اللّه بن عبد الرحمن السعد، دار ابن خذيمة،

ص: 339

مط الرياض، ط 1، (1414 ه-).

129. نصب الراية لأحاديث الهداية، تح: محمد عوامه، مؤسسة الريان للطباعة والنشر - بیروت –لبنان، (1418 ه-/ 1997 م).

• سبط ابن الجوزي، شمس الدين بن فرغلي بن عبد اللّه البغدادي (ت 654 ه-).

130. تذكرة الخواص، دار العلوم، ط 1، (بيروت 1425 ه-/ 2004 م).

• السبكي، تاج الدين عبد الوهاب بن تقي الدين السبكي (ت 771 ه-).

131. طبقات الشافعية الكبرى، تح د. محمود محمد الطناحي د. عبد الفتاح محمد الحلو، ط 2، هجر للطباعة والنشر والتوزيع، (1413 ه-).

• السخاوي، شمس الدين محمد بن عبد الرحمن (ت 902 ه-).

132. الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ، تح فراتز روزنثال، ترجم التعليقات والمقدمة الدكتور صالح محمد العلي، مطبعة العاني، (بغداد 1963 م).

• السرخسي ، محمد بن أحمد بن أبي سهل شمس الأئمة السرخسي (ت 483 ه-).

133. المبسوط، دار المعرفة – بيروت، (1414 ه- - 1993 م).

• ابن سعد، محمد (ت 230 ه-).

134. الطبقات الكبرى، دار صادر، بيروت (د ت).

• سليم بن قيس الكوفي الهلالي.(ت 90 ه-).

135. كتاب سُليم بن قيس الكوفي، المعروف بكتاب السقيفة، مؤسسة الأعلمي، النجف، (د ت).

• السمرقندي، أبو الليث نصر بن محمد بن أحمد بن إبراهيم (ت 373 ه-).

136. بحر العلوم (تفسیر السمرقندي)، تح: د.محمود مطرجي، مط دار الفكر- بیروت، (د ت).

ص: 340

• السمعاني، عبد الكريم بن محمد ابن منصور التميمي (ت 562 ه-).

137. الأنساب، تح عبد اللّه عمر البارودي، دار الجنان، ط 1، (بيروت 1408 ه-/ 1988 م)

138. التحبیر في المعجم الكبیر، تح منیرة ناجي سالم، رئاسة ديوان الأوقاف – بغداد،(1395 ه-- 1975 م).

139. المنتخب من معجم شيوخ السمعاني، تح: موفق بن عبد اللّه بن عبد القادر، ط 1، دار عالم الكتب، الرياض، (1417 ه- - 1996 م).

• السهيلي، أبو القاسم عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أحمد (ت 581 ه-).

140. الروض الأنف في شرح السیرة النبوية لابن هشام، تح: عمر عبد السلام السلامي، دار إحياء التراث العربي، بیروت، (1421 ه-/ 2000 م).

• ابن سيد الناس، محمد بن محمد بن محمد بن أحمد، (ت 734 ه-).

141. عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسیر، تعليق: إبراهيم محمد رمضان، دار القلم – بیروت، (1414 ه-- 1993 م).

• السيوطي، عبد الرحمن بن أبي بكر (ت 911 ه-).

142. الدر المنثور في التفسير بالمأثور، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت(د ت)

143. بغية الوعاة في طبقات اللغويین والنحاة، تح محمد أبو الفضل إبراهيم، المكتبة العصرية - لبنان/ صيدا (د ت).

144. طبقات المفسرين العشرين، تح: علي محمد عمر، مكتبة وهبة، ط 1، (القاهرة 1396 ه-).

145. معجم مقاليد العلوم في الحدود والرسوم، تح: أ. د محمد إبراهيم عبادة، مكتبة الآداب - القاهرة/ مصر، (1424 ه- - 2004 م).

146. طبقات الحفاظ، ط 1، دار الكتب العلمية – بيروت، (1403 ه-).

ص: 341

147. الجامع الصغیر في أحاديث البشیر النذير، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع- بیروت، (1401 ه- - 1981 م).

148. الإتقان في علوم القرآن، تح: محمد أبو الفضل إبراهيم، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (1394 ه-/ 1974 م).

149. تاريخ الخلفاء، تح: حمدي الدمرداش، مكتبة نزار مصطفى الباز، (1425 ه-- 2004 م).

150. كفاية الطالب اللبيب في خصائص الحبيب المعروف ب- (الخصائص الكبرى)، ط 3، دار الكتب العلمية- بیروت، (2008 م).

• ابن شاذان الأزدي، الفضل بن شاذان الأزدي النيسابوري (ت 260 ه-).

151. الايضاح، تح: السيد جلال الدين الحسيني الأرموي المحدث، (1363 ه-).

• ابن شاذان، سديد الدين بن جبرائيل بن اسماعيل القمي (ت 660 ه-) .

152. الفضائل، مط الحيدرية، ط 1 (النجف الاشرف 1381 ه-/ 1962 م).

• ابن شاذان، محمد بن أحمد بن علي بن الحسن القمي (412 ه-).

153. مائة منقبة من مناقب أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب والأئمة من ولده (علیهم السلام) من طريق العامة، تح: مدرسة الإمام المهدي (علیه السلام)، مطبعة امیر، قم، (1407 ه-).

• ابن شاهين، أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ البغدادي (ت 385 ه-).

154. شرح مذاهب أهل السنة ومعرفة شرائع الدين والتمسك بالسنن، تح: عادل بن محمد، مؤسسة قرطبة للنشر والتوزيع، (1415 ه- - 1995 م).

155. فضائل فاطمة بنت رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، تح: بدر البدر، دار ابن الأثیر – الكويت،(1415 ه-- 1994 م).

ص: 342

• ابن شبة النميري، عمرو البصري (ت 262 ه-).

156. تاريخ المدينة المنورة، تح فهيم محمد شلتوت، دار الفكر، (قم 1410 ه-).

• الشجري، يحيى بن الحسين بن إسماعيل بن زيد الحسني الجرجاني (ت 499 ه-).

157. ترتيب الأمالي الخميسية للشجري، تح: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، دار الكتب العلمية، بیروت – لبنان، (1422 ه- - 2001 م).

• الشريف الرضي، أبي الحسن محمد بن الحسن بن موسى الموسوي البغدادي(ت 406 ه-).

158. خصائص الأئمة، تح: محمد هادي الأميني، مجمع البحوث الإسلامية - الآستانة الرضوية المقدسة - مشهد – إيران، (1406 ه-).

• الشريف المرتضى، علي بن الحسين بن موسى (436 ه-).

159. مسائل الناصريات، تح: مركز البحوث والدراسات العلمية، مط مؤسسة الهدى، (1991 ه-).

160. رسائل الشريف المرتضى، تقديم: السيد أحمد الحسيني، مط: سيد الشهداء – قم، (1405 ه-).

• ابن شهر اشوب، محمد بن علي المازندراني (ت 588 ه-).

161. مناقب ال أبي طالب، تح لجنة من اساتذة النجف الأشرف، مط الحيدرية، (النجف 1375 ه-/ 1956 م).

162. معالم العلماء في فهرست كتب الشيعة و اسماء المصنفین منهم قديما و حديثا، مط الحيدرية، (النجف 1380 ه-/ 1961 م).

• ابن أبي شيبة، عبد اللّه بن محمد بن إبراهيم بن عثمان، (ت 235 ه-).

163. المصنف، تح سعيد اللحام، دار الفكر للطباعة والنشر، ط 1،

ص: 343

(بيروت 1409 ه-/ 1989 م) .

• الشيرازي، محمد طاهر بن محمد حسين النجفي القمي (ت 1098 ه-).

164. الأربعین في إمامة الأئمة الطاهرين، تح: مهدي الرجائي، مط الأمیر،(1418 ه-).

• الصالحي الشامي، محمد بن يوسف (ت 942 ه-).

165. سبل الهدى والرشاد في سیرة خیر العباد، تح عادل أحمد عبد الموجود، دار الكتب العلمية، ط 1، (بروت 414 ه-/ 1993 م).

• ابن الصباغ، علي بن محمد بن أحمد المالكي (ت 855 ه-).

166. الفصول المهمة في معرفة الأئمة، تح سامي العزيري، دار الحديث للطباعة، مط سرور، ط 1، (قم، 1422 ه-).

• الصدوق، محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي (ت 381 ه-).

167. الاعتقادات في دين الإمامية، تح عصام عبد السيد، دار المفيد للطباعة، ط 2، (بیروت 1414 ه-/ 1993 م).

168. علل الشرائع، تح محمد صادق بحر العلوم، المكتبة الحيدرية، (النجف 1385 ه-/ 1966 م)

169. من لا يحضره الفقيه، تح علي اكبر غفاري، منشورات جماعة المدرسن في الحوزة العلمية ط 2، (قم 1392 ه-) .

170. التوحيد، تح هاشم الحسيني الطهراني، مؤسسة النشر الإسلامية، (قم 1398 ه-)

171. الخصال، تح علي اكبر غفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، (قم 1403 ه-).

172. الهداية في الاصول والفروع، تح مؤسسة الإمام الهادي، مط اعتاد، ط 1، (قم1418 ه-).

ص: 344

173. عيون أخبار الرضا، تح حسن الاعلمي، مؤسسة الاعلمي، ط 2، (بیروت 1426 ه- - 2005 م).

174. معاني الأخبار، علي أكبر غفاري، مؤسسة النشر الإسلامي، (قم 1379 ه-)

175. الأمالي، تحقيق: قسم الدراسات الإسلامية، ط 1، مؤسسة البعثة - قم (1417 ه-).

176. كمال الدين وتمام النعمة، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة – إيران، (1405 ه-).

• الصريفيني ، تقي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد (ت 641 ه-).

177. المنتخب من كتاب السياق لتاريخ نيسابور، تح خالد حيدر، دار الفكر للطباعة والنشر التوزيع، (1414 ه-).

• الصفدي، صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبد اللّه الصفدي (ت 764 ه-).

178. الوافي بالوفيات، تح أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث – بیروت، (2000 م).

• ابن الصلاح، عثمان بن عبد الرحمن، أبو عمرو، تقي الدين (ت 643 ه-).

179. طبقات الفقهاء الشافعية، تح محيي الدين علي نجيب، ط 1، دار البشائر الإسلامية – بیروت، (1992 م).

• صلاح الدين، محمد شاكر (ت 764 ه-).

180. فوات الوفيات، دار الكتب العلمية، ط 1، (بيروت 2000 م).

• ابن طاووس ، علي بن موسى الحلي (ت 664 ه-).

181. الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، مط الخيام، (قم، 1399 ه-).

182. اليقین باختصاص مولانا علي (علیه السلام) بإمرة المؤمنین ويتلوه التحصین لأسرار

ص: 345

ما زاد من أخبار كتاب اليقین، تح الانصاري، مؤسسة الثقلین لإحياء التراث الإسلامي، قم –ايران، (د ت).

183. التحصین لأسرار ما زاد من أخبار كتاب اليقین، مؤسسة دار الكتاب، قم- ايران، (1413 ه-).

184. إقبال الأعمال، تح: جواد القيومي الأصفهاني، مط مكتب الإعلام الإسلامي، قم، (1414 ه-).

185. التشريف بالمنن في التعريف بالفتن (الملاحم والفتن)، مط نشاط – اصفهان،(1416 ه-).

• الطبراني، سليمان بن أحمد بن ايوب اللخمي (ت 360 ه-).

186. المعجم الاوسط، نشر وتحقيق دار الحرمين، (1415 ه-/ 1995 م).

187. المعجم الكبیر، تح حمدي عبد المجيد، دار احياء التراث العربي، ط 2، (بیروت 1404 ه-/ 1983 م).

• الطبرسي، الحسن بن الفضل (ت 548 ه-).

188. مكارم الاخلاق، منشورات الشريف الرضي، ط 6، (1392 ه-/ 197 م).

189. مجمع البيان في تفسیر القرآن، تح لجنة من العلماء والمحققین، مؤسسة الاعلمي، ط 1، (بيروت 1415 / 1995 م)

190. الاحتجاج، دار النعمان للطباعة، (النجف 1386 ه-/ 1966 م)

191. إعلام الورى بأعلام الهدى، تح: مؤسسة آل البيت (علیهم السلام) لإحياء التراث،(1417 ه-).

192. تفسير جوامع الجامع، تح: مؤسسة النشر الإسلامي، (1421 ه-).

• الطبري، محمد بن جرير (ت 310 ه-).

ص: 346

193. تاريخ الرسل والملوك، ط 1، الأميرة للطباعة، بيروت، (2005 م).

194. جامع البيان عن تأويل آي القرآن، تح خليل الميس، دار الفكر للطباعة والنشر،(بيروت 1415 ه-/ 1995 م).

• الطبري الشيعي، محمد بن جرير بن رستم الصغير (من علماء القرن الخامس)

195. دلائل الإمامة، تح قسم الدراسات الإسلامية، ط 1، (قم 1413 ه-).

196. المسترشد في إمامة أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب (علیه السلام)، تح: أحمد المحمودي، مط سلمان الفارسي – قم، (1415 ه-).

• الطحاوي، أبو جعفر أحمد بن محمد بن سلامة بن عبد الملك بن سلمة الأزدي الحجري المصري (ت 321 ه-).

197. شرح مشكل الآثار، تح: شعيب الأرنؤوط، مؤسسة الرسالة، (1415 ه-،1494 م).

198. شرح معاني الآثار، تح: محمد زهري النجار - محمد سيد جاد الحق، عالم الكتب، (1414 ه-، 1994 م).

• الطوسي، محمد بن الحسن (ت 460 ه-).

199. الفهرست، تح جواد القيومي، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، (قم 1417 ه-)

200. الأمالي، تح: قسم الدراسات الإسلامية - مؤسسة البعثة، دار الثقافة للطباعة والنشر والتوزيع – قم، (1414 ه-).

201. التبيان في تفسیر القرآن، تح أحمد حبيب العاملي، دار احياء التراث العربي، ط 1،(1209 ه-).

202. اختيار معرفة الرجال – المعروف – برجال الكشي، تح مهدي الرجائي، نشر مؤسسة آل البيت، مط بعثت، (قم 1404 ه-).

ص: 347

203. تهذيب الأحكام، تح حسن الموسوي الخرسان، دار الكتب الإسلامية، مط خورشيد، ط 3، (طهران 1364 ه- ش).

204. الخلاف، تح: جماعة من المحققین، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة، (1407 ه-).

205. الرسائل العشر، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة،(د ت).

206. الأبواب ( رجال الطوسي )، تح: جواد القيومي الإصفهاني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة، (1415 ه-).

• بن أبي عاصم، أحمد بن عمرو بن الضحاك بن مخلد الشيباني (ت 287 ه-).

207. الآحاد والمثاني، تح: باسم فيصل أحمد الجوابرة، دار الراية – الرياض، (1411 ه- – 1991 م).

• العاملي، حسين بن عبد الصمد (ت 984 ه-).

208. وصول الأخيار إلى أصول الأخبار تح عبد اللطيف الكوهكمري، مطبعة الخيام، (قم 1041 ه-)

• العاملي، علي بن يونس النباطي البياضي (ت 877 ه-).

209. الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم، تح محمد باقر البهبودي، مط الحيدري، ط 1، (1384 ه-).

• ابن عبد البر، أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمد بن عاصم النمري القرطبي (ت 463 ه-).

210. الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تح علي محمد البجاوي، ط 1، دار الجيل، بیروت، (1412 ه- - 1992 م).

ص: 348

211. الدرر في اختصار المغازي والسیر، تح: شوقي ضيف، ط 2، دار المعارف – القاهرة، (1403 ه-).

212. جامع بيان العلم وفضله، تح: أبي الأشبال الزهري، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، (1414 ه- - 1994 م).

• ابن العبري، غريغوريوس الملطي (685 ه-).

213. تاريخ المختصر الأول، دار الميسرة - بيروت – لبنان، (د ت).

• العجلى أبو الحسن أحمد بن عبد اللّه بن صالح الكوفي (ت 261 ه-).

214. تاريخ الثقات، دار الباز، (1405 ه-- 1984 م).

• العجمي برهان الدين الحلبي أبو الوفا إبراهيم بن محمد بن خليل الطرابلسي الشافعي (ت 841 ه-).

215. الكشف الحثيث عمن رمي بوضع الحديث، تح: صبحي السامرائي، عالم الكتب، مكتبة النهضة العربية – بیروت، (1407 – 1987).

• ابن العديم، عمر بن أحمد بن أبي جرادة (ت 660 ه-).

216. بغية الطلب في تاريخ حلب، تح سهيل زكار، مؤسسة البلاغ، (بیروت، 1408 ه-/ 1988 م).

• ابن عرابي، أبو سعيد بن الأعرابي أحمد بن محمد بن زياد بن بشر بن درهم البصري الصوفي (ت 340 ه-).

217. معجم ابن عرابي، تح: عبد المحسن بن إبراهيم بن أحمد الحسيني، دار ابن الجوزي، المملكة العربية السعودية، (1418 ه- - 1997 م).

• ابن عساكر، أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة اللّه الشافعي (ت 571 ه-).

218. تاريخ مدينة دمشق، تح عمرو بن غرامة العمروي، دار الفكر للطباعة والنشر

ص: 349

والتوزيع، (1415 ه- - 1995 م).

• العلامة الحلي، الحسين بن يوسف بن المطهر الأسدي (ت 726 ه-).

219. خلاصة الاقوال في معرفة الرجال، تح جواد قيومي، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 1، (قم 1417 ه-).

220. الرسالة السعدية، تح عبد الحسين محمد على بقال، مط بهمن – قم، (1410 ه-).

221. كشف اليقین في فضائل أمیر المؤمنین، تح: حسن الدرگاهي، (1411 ه- - 1991 م).

222. نهج الحق وكشف الصدق، مطبعة ستارة، قم، (1421 ه-).

223. منهاج الكرامة في معرفة الإمامة، تح: عبد الرحيم مبارك، مط الهادي – قم،(1379 ه-).

• ابن العماد الحنبلي، عبد الحي بن أحمد بن محمد (ت 1089 ه-).

224. شذرات الذهب في أخبار من ذهب، تح محمود الأرناؤوط، دار ابن كثیر، دمشق – بیروت، (د ت).

• ابن عنبه، جمال الدين بن علي الحسيني (ت 828 ه-).

225. 76- عمدة الطالب في أنساب أبي طالب، ط 2، منشورات المطبعة الجديدة، (1961 م).

• العياشي، محمد بن مسعود (ت 320 ه-).

226. تفسیر العياشي، تح هاشم الرسولي المحلاتي، المكتبة العلمية الإسلامية، طهران، (دت).

• العينى، أبو محمد محمود بن أحمد بن موسى بن أحمد بن حسين الحنفى (ت 855 ه-).

227. عمدة القاري شرح صحيح البخاري، عمدة القاري شرح صحيح البخاري، (د

ص: 350

ت).

• الغزالي، أبو حامد محمد بن محمد الطوسي (ت 505 ه-).

228. إحياء علوم الدين، دار المعرفة – بيروت، (د ت).

• ابن الغزي، شمس الدين أبو المعالي محمد بن عبد الرحمن (ت 1167 ه-).

229. ديوان الإسلام، تح سيد كسروي حسن، ط 1، دار الكتب العلمية، بیروت – لبنان، (1411 ه- - 1990 م).

• الفاسي، تقي الدين محمد بن أحمد الحسني المكي (ت 832 ه-).

230. العقد الثمن في تاريخ البلد الأمین، تح محمد عبد القادر عطا، دار الكتب العلمية، ط 1، (بیروت 1998 م).

• ابن فارس، أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا (ت 395 ه-).

231. معجم مقاييس اللغة، تح عبد السلام هارون، دار الفكر، (1399 ه-).

• الفتال النيسابوري، محمد بن الحسن بن علي أحمد (508 ه-).

232. روضة الواعظین، تح: السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، منشورات الشريف الرضي – قم، (د ت).

• فرات الكوفي، أبو القاسم فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي (ت 352 ه-).

233. تفسیر فرات الكوفي، تح: محمد الكاظم، مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي – طهران، (1410 - 1990 م).

• الفراهيدي، الخليل بن أحمد (ت 175 ه-).

234. كتاب العین، تح مهدي المخزومي، مؤسسة دار الهجرة، مطبعة الصدر، ط 2، (قم 1410 ه-).

• ابن فندمه، أبو الحسن ظهر الدين علي بن زيد بن محمد بن الحسین البيهقي (ت

ص: 351

565 ه-).

235. تاريخ بيهق، دار اقرأ، دمشق، (1425 ه-).

• ابن الفوطي، كمال الدين أبو الفضل عبد الرزاق بن أحمد الشيباني (ت 723 ه-).

236. مجمع الآداب في معجم الألقاب، تح محمد الكاظم، ط 1، مؤسسة الطباعة والنشر- وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، إيران، (1416 ه-).

• الفيروزآبادى، مجد الدين أبو طاهر محمد بن يعقوب (ت 817 ه-).

237. البلغة في تراجم أئمة النحو واللغة، ط 1، دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع، (1421 ه-- 2000 م).

• الفيض الكاشاني، محمد محسن (ت 1091 ه-).

238. التفسير الصافي، تح حسين الاعلمي، مؤسسه الهادي، ط 2، (قم 1416 ه-).

239. كتاب الوافي، تح ضياء الدين الحسيني، مكتبة الإمام أمیر المؤمنین، (اصفهان 1406 ه-).

• أبي القاسم الطبري، عماد الدين أبي جعفر محمد (525 ه-).

240. بشارة المصطفى (صلی اللّه علیه و آله و سلم) لشيعة المرتضى (علیه السلام)، تح: جوا القيومي الإصفهاني، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة، (1420 ه-).

• ابن قاضي شهبة، أبو بكر بن أحمد بن محمد بن عمر الأسدي الشهبي الدمشقي، تقي الدين (ت 851 ه-).

241. 13- طبقات الشافعية، تح د. الحافظ عبد العليم خان، عالم الكتب – بیروت، (1407 ه-).

• القاضي عياض، أبي الفضل اليحصبي (ت 544 ه-).

242. الشفا بتعريف حقوق المصطفى، دار الفكر للطباعة والنشر، (بیروت 1409 ه-/

ص: 352

1988 م).

• القاضي المغربي، النعمان بن محمد التميمي، (ت 363 ه-).

243. شرح الأخبار في فضائل الأئمة الاطهار، تح محمد الحسيني الجلالي، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 2، (قم 1414 ه-).

244. دعائم الإسلام، تح: آصف بن علي أصغر فيضي، دار المعارف-مصر، (1383 ه--1963 م).

• القالي، إسماعيل بن القاسم بن عيذون بن هارون بن عيسى بن محمد (ت 356 ه-).

245. الأمالي، تح: محمد عبد الجواد الأصمعي، دار الكتب المصرية، (1344 ه- - 1926 م).

• ابن قانع، عبد الباقي بن قانع، (ت 315 ه-).

246. معجم الصحابة، تح: صلاح بن سالم المصراتي، مكتبة الغرباء الأثرية، المدينة المنورة، (1997 م).

• ابن قتيبة الدينوري، عبد اللّه بن مسلم (ت 276 ه-).

247. الامامة والسياسة، تح علي شيري، انتشارات الشريف الرضي، (قم 1413 ه-).

248. عيون الأخبار، دار الكتب العلمية –بيروت، (1418 ه-).

249. المعارف، صححه وعلق عليه: محمد إسماعيل عبد اللّه الصاوي، المكتبة الحسينية، مصر (1934 م).

• القرشي، عبد القادر بن محمد بن نصر اللّه، محيي الدين الحنفي (ت 775 ه-).

250. الجواهر المضية في طبقات الحنفية، مير محمد كتب خانه – كراتشي (د ت).

• القرطبي، محمد بن أحمد الانصاري (ت 671 ه-).

251. الجامع لأحكام القرآن (تفسیر القرطبي)، تح أحمد عبد العليم البردوني، دار

ص: 353

احياء التراث العربي، ط 2، (بیروت 1405 ه-/ 1985 م).

• القزويني، زكريا بن محمد بن محمود (ت 682 ه-).

252. آثار البلاد وأخبار العباد، دار صادر – بيروت، (د ت).

• القزويني، عبد الكريم بن محمد بن عبد الكريم، أبو القاسم الرافعي (ت 623 ه-).

253. التدوين في أخبار قزوين، تح عزيز اللّه العطاردي، دار الكتب العلمية، بیروت،(1408 ه-- 1987 م).

• قطب الدين الراوندي، (ت 573 ه-).

254. الخرائج والجرائح، مط العلمية-قم، (1409 ه-).

• القطفي، جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف (ت 646 ه-).

255. إنباه الرواة على أنباه النحاة، تح دار الفكر العربي، ط 1، (القاهرة 1406 ه- - 1982 م).

• ابن قطلوبغا، أبو الفداء زين الدين أبو العدل قاسم بن قطلوبغا السودوني (ت 879 ه-).

256. تاج التراجم، تح محمد خیر رمضان يوسف، ط 1، دار القلم – دمشق، (1413 ه - 1992 م).

• القمي، علي بن ابراهيم(ت نحو 329 ه-).

257. تفسير القمي، تح طيب الجزائري، دار الكتاب، ط 3، (قم 1404 ه-).

• القمي، محمد بن الحسن (ت في القرن 7).

258. العقد النضيد والدر الفريد، تح: علي وسط الناطقي، مط دار الحديث، قم،(1433 ه-).

• ابن قنفذ، أبو العباس أحمد بن حسن بن الخطيب القسنطيني (ت 810 ه-).

ص: 354

259. الوفيات (معجم زمني للصحابة وأعلام المحدثین والفقهاء والمؤلفین)، تح عادل نويهض، ط 4، دار الآفاق الجديدة، بیروت، (1403 ه- - 1983 م).

• الكاشاني، فتح اللّه بن شكر اللّه (988 ه-).

260. زبدة التفاسير، تح: مؤسسة المعارف، مط عترت، قم-ايران، (1423 ه-).

• ابن كثير، أبي الفداء اسماعيل (ت 774 ه-).

261. البداية والنهاية، تح علي شیري، دار احياء التراث العربي، ط 1 (دمشق 1408 ه-/ 1988 م).

262. تفسیر القرآن العظيم، تح يوسف عبد الرحمن المرعشي، دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع، (بیروت 1412 ه-/ 1992 م).

• الكراجكي، أبي الفتح محمد بن علي (ت 449 ه-).

263. كنز الفوائد، مكتبة المصطفوي، ط 2، (قم 1369 ه- ش).

• الكليني، أبي جعفر محمد بن يعقوب بن إسحاق الرازي(ت 329 ه-).

264. الروضة من الكافي، تصحيح وتعليق: علي أكبر الغفاري، ط 4، مط حيدري، دار الكتب الإسلامية – طهران، (1362 ه-).

• الكوفي، أبي إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي الكوفي(283 ه-).

265. الغارات، تح: جلال الدين الحسيني الأرموي المحدث، (د ت).

• الكوفي، محمد بن سليمان القاضي (ت 300 ه-).

266. مناقب الإمام أمیر المؤمنین، تح محمد باقر المحمودي، مجمع احياء الثقافة الإسلامية، مط النهضة، ط 1، (1412 ه-).

• ابن ماجة، محمد بن يزيد القزويني (ت 275 ه-).

267. سنن ابن ماجة، تح محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر للطباعة والنشر، (د ت).

ص: 355

• المازندراني، محمد صالح (ت 1081 ه-).

268. شرح أصول الكافي، تح: المیرزا أبو الحسن الشعراني، دار إحياء التراث العربي للطباعة والنشر والتوزيع - بیروت – لبنان، (1421 ه-- 2000 م).

• مالك، ابن انس (ت 179 ه-).

269. 205- الموطأ، تح محمد فؤاد عبد الباقي، دار احياء التراث العربي، (بیروت 1406 ه-/ 1985 م).

• المالكي، أبو بكر أحمد بن مروان الدينوري (ت 333 ه-).

270. المجالسة وجواهر العلم، تح: أبو عبيدة مشهور بن حسن آل سلمان، دار ابن حزم، بیروت – لبنان، (1419 ه-).

• المتقي الهندي، علاء الدين بن حسام الدين (ت 975 ه-).

271. كنز العمال في سنن الاقوال والافعال، تح الشيخ بكري حياني، مؤسسه الرسالة، (بيروت، 1409 ه-/ 1989 م).

• المجلسي، محمد باقر بن محمد تقي (ت 1111 ه-).

272. بحار الأنوار الجامعة لدرر أخبار الأئمة الاطهار، دار احياء التراث العربي، ط 3، (بیروت 1403 ه-/ 1983 م).

• المجلسي، محمد تقي (الاول)، (1070 ه-).

273. روضة المتقین في شرح من لا يحضره الفقيه، تح: السيد حسن الموسوي الكرماني والشيخ علي پناه الإشتهاردي، المطبعة العلمية-قم، (1398 ه-).

• المحاملي، أبو عبد اللّه البغدادي الحسن بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن سعيد بن أبان الضبي (ت 330 ه-).

274. أمالي المحاملي، تح: حمدي عبد المجيد السلفي، دار النوادر، (1427 ه- - 2006

ص: 356

م).

• المحب الطبري، أحمد بن عبد اللّه (ت 694 ه-).

275. ذخائر العقبى، مكتبة المقدسي، (القاهرة 1356 ه-).

276. الرياض النضرة في مناقب العشرة، ط 2، دار الكتب العلمية، بيروت، (د ت).

• المحسن بن كرامة، شرف الإسلام بن سعيد (ت 494 ه-).

277. تنبيه الغافلین عن فضائل الطالبيین، تح: تحسن آل شبيب الموسوي، مركز الغدير للدراسات الإسلامية، (1420 ه- 2000 م).

• المحقق الاردبيلي، أحمد بن محمد (993 ه-).

• زبدة البيان في أحكام القرآن، تح: محمد الباقر البهبودي، المكتبة المرتضوية-طهران، (د ت).

• المخلص، محمد بن عبد الرحمن بن العباس بن عبد الرحمن بن زكريا البغدادي (ت 393 ه-).

278. المخلصيات، تح: نبيل سعد الدين جرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لدولة قطر، (1429 ه- - 2008 م).

• المدني، ضامن بن شدقم بن علي الحسيني (1082 ه-).

279. وقعة الجمل، تح: السيد تحسین آل شبيب الموسوي، مط محمد-النجف، (1420 ه- - 1999 م).

• ابن مردويه، أحمد بن موسى الأصفهاني (410 ه-).

280. مناقب علي بن أبي طالب (علیه السلام) وما نزل من القرآن في علي، تح: عبد الرزاق محمد حسین حرز الدين، مط دار الحديث-قم، (1424 ه-).

• المرزباني، أبي عبيد اللّه محمد بن عمران (ت 384 ه-).

ص: 357

281. معجم الشعراء، مكتبة القدسي، ط 2، دار الكتب العلمية، بیروت – لبنان،(1402 ه- - 1982 م).

• المزي، يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف، أبو الحجاج، جمال الدين ابن الزكي أبي محمد القضاعي الكلبي (ت 742 ه-).

282. تهذيب الكمال في أسماء الرجال، تح: بشار عواد معروف، مؤسسة الرسالة – بیروت، (1400 ه- – 1980 م).

• المسعودي، علي عبد الحسين بن علي (ت 346 ه-).

283. مروج الذهب ومعادن الجوهر، دار الهجرة، ط 2، (قم 1404 ه-- 1984 م).

284. التنبيه والأشراف، تح: لجنة تحقيق التراث، دار مكتبة الهلال، بيروت، (1993 م).

• ابن مسكويه، أبو علي أحمد بن محمد بن يعقوب مسكويه (ت 421 ه-).

285. تجارب الأمم وتعاقب الهمم، تح: أبو القاسم إمامي، ط 2، سروش، طهران،(2000 م).

• مسلم، بن الحجاج أبو الحسن القشيري النيسابوري (ت 261 ه-).

286. المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول اللّه (صلی اللّه علیه و آله و سلم)، تح محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي – بیروت، (د ت).

• المشغري العاملي، جمال الدين يوسف بن حاتم بن فوز بن مهند الشامي (ت 664 ه-).

287. الدر النظيم، مؤسسة النشر الإسلامي، قم، (د ت).

• المشهدي، أبو عبد اللّه محمد بن جعفر المشهدي(توفي في القرن السادس).

288. المزار الكبیر، تح: جواد القيومي الأصفهاني، مط مؤسسة النشر الإسلامي، قم-ايران، (1419 ه-).

ص: 358

•ابن المغازلي، علي بن محمد بن محمد بن الطيب بن أبي يعلى بن الجلابي، أبو الحسن الواسطي المالكي، (ت 483 ه-).

289. مناقب علي بن أبي طالب (علیه السلام)، تح أبو عبد الرحمن تركي بن عبد اللّه الوادعي، دار الآثار – صنعاء، (1424 ه- - 2003 م).

• المفيد، محمد بن محمد النعمان العكبري البغدادي (ت 413 ه-).

290. رسالة في المهر، تح مهدي نجف، دار المفيد للطباعة والنشر، ط 2، (بیروت1414 ه-/ 1993 م).

291. الإرشاد في معرفة حجج اللّه علي العباد، تح مؤسسة آل البيت (علیه السلام) لتحقيق التراث، ط 2، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بیروت – لبنان، (1414 - 1993 م).

292. الفصول المختارة، تح: السيد نور الدين جعفريان الاصبهاني، الشيخ يعقوب الجعفري، الشيخ محسن الأحمدي، ط 2، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بیروت – لبنان، (1414 ه- - 1993 م).

293. المقنعة، ط 2، مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین بقم المشرفة،(1410 ه-).

294. الإفصاح في إمامة أمیر المؤمنین (علیه السلام)، تح: مؤسسة البعثة، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بیروت – لبنان، (1414 ه- - 1993 م).

295. الاختصاص، تح: علي أكبر الغفاري و السيد محمود الزرندي، ط 2، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بیروت – لبنان، (1414 ه- - 1993 م).

296. تفسیر القرآن المجيد، تح: محمد علي أيازي، مط مكتب الإعلام الإسلامي،(1424 ه-).

ص: 359

297. المسائل العكبرية، تح: علي أكبر الإلهي الخراساني، ط 2، دار المفيد للطباعة والنشر والتوزيع - بیروت – لبنان، (1414 ه- - 1993 م).

298. الجمل، مكتبة الداوري - قم – ايران، (د ت).

• المقدسي، أبو عبد اللّه محمد بن أحمد المقدسي البشاري (380 ه-).

299. أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم، مكتبة مدبولي، ط 3، (القاهرة 1991 م).

• ابن المقرئ، أبو بكر محمد بن إبراهيم بن علي بن عاصم بن زاذان الأصبهاني الخازن، (ت 381 ه-).

300. المعجم لابن المقرئ، تح: أبي عبد الحمن عادل بن سعد، مكتبة الرشد، الرياض، (1419 ه- - 1998 م).

• المقريزي، أحمد بن علي بن عبد القادر، أبو العباس الحسيني العبيدي، (ت 845 ه-).

301. إمتاع الأسماع بما للنبي من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، تح: محمد عبد الحميد النميسي، دار الكتب العلمية – بیروت، (1420 ه- - 1999 م).

• ابن الملقن، سراج الدين أبو حفص عمر بن علي بن أحمد الشافعي المصري (ت 804 ه-).

302. العقد المذهب في طبقات حملة المذهب، تح أيمن نصر الأزهري - سيد مهني، ط 1، دار الكتب العلمية، بیروت – لبنان، (1417 ه- - 1997 م).

• المناوي، محمد عبد الرؤوف (ت 1031).

303. فيض القدير شرح الجامع الصغیر من احاديث البشیر النذير، تح أحمد عبد السلام، دار الكتب العلمية، ط 1، ( بيروت 1415 ه-/ 1994 م ).

• منتجب الدين، علي بن بابويه الرازي (ت 585 ه-).

304. الاربعون حديثا عن أربعين شيخا، من أربعين صحابيا، مط أمير، قم، (1408 ه-).

ص: 360

305. فهرست اسماء علماء الشيعة ومصنفيهم، تح عبد العزيز الطباطبائي، دار الاضواء، ط 2، (بیروت 1406 ه-/ 1986 م).

• المنقري، نصر بن مزاحم المنقري (ت 212 ه-).

306. وقعة صفين، تح: عبد السلام محمد هارون، ط 2، مط المدني-مصر، (1382 ه-).

• ابو منصور، محمد بن أحمد بن الأزهري الهروي، أبو منصور (ت 370 ه-).

307. تهذيب اللغة، تح: محمد عوض مرعب، دار إحياء التراث العربي – بیروت، (2001 م).

• ابن منظور، محمد بن مكرم الافريقي المصري (ت 711 ه-).

308. لسان العرب، نشر أدب الحوزة، (قم 1405 ه-).

• ابن ميثم البحراني، كمال الدين ميثم بن علي (ت 679 ه-).

309. شرح المائة كلمة لامیر المؤمنین على بن أبى طالب (علیه السلام)، صححه وعلق عليه: میر جلال الديبن الحسيني، مؤسسة العروة الوثقى-المعمورة، (1431 ه-/ 2010 م).

310. شرح نهج البلاغة، مركز النشر مكتب الأعلام الإسلامي - الحوزة العلمية -قم – ايران، (1362 ه-).

311. اختيار مصباح السالكين، تح: محمد هادي الأميني، (1408 ه-).

• الميداني، أحمد بن محمد (ت 518 ه-).

312. مجمع الامثال، مؤسسة الطبع والنشر التابعة للاستانة الرضوية المقدسة، (د ت).

• النجاشي، أحمد بن علي بن أحمد بن العباس الأسدي (ت 450 ه-).

313. فهرست اسماء مصنفي الشيعة المشتهر ب- (رجال النجاشي)، تح موسى الشبيري الزنجاني، مؤسسة النشر الإسلامي، ط 5، (قم 1416 ه-).

• النحاس، أحمد بن محمد بن اسماعيل (ت 338 ه-).

ص: 361

314. معاني القرآن الكريم، تح محمد علي الطابوني، معهد البحوث العلمية، ط 1،(مكة المكرمة 1408 ه-/ 1988 م).

• ابن النديم، أبو الفرج محمد بن أبي يعقوب اسحق البغدادي (ت 438 ه-).

315. الفهرست في أخبار العلماء المصنفین القدماء والمحدثین المعروف ب- (فهرست ابن النديم)، تح رضا بن زين العابدين الحائري، (طهران 1391 ه-/ 1971 م).

• النسائي، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الخراساني، (ت 303 ه-).

316. السنن الكبرى، تح حسن عبد المنعم شلبي، مؤسسة الرسالة – بیروت،(1421 ه- - 2001 م).

317. خصائص أمیر المؤمنین علي بن أبي طالب، أحمد ميرين البلوشي، مكتبة المعلا – الكويت، (1406 ه-).

• أبو نعيم الأصبهاني، أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران (ت 430 ه-).

318. تاريخ أصبهان (أخبار أصبهان)، تح سيد كسروي حسن، ط 1، دار الكتب العلمية – بیروت، (1410 ه-- 1990 م).

319. معرفة الصحابة، تح: عادل بن يوسف العزازي، دار الوطن للنشر، الرياض،(1419 ه- - 1998 م).

320. فضائل الخلفاء الأربعة، تح: صالح بن محمد العقيل، دار البخاري للنشر والتوزيع، المدينة المنورة، (1417 ه- - 1997 م).

321. حلية الأولياء وطبقات الأصفياء، السعادة - بجوار محافظة مصر، (1394 ه- - 1974 م).

322. الضعفاء، تح: فاروق حمادة، دار الثقافة - الدار البيضاء، (1405 ه- – 1984 م).

ص: 362

• ابن نقطة الحنبلي، محمد بن عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع، البغدادي (ت 629 ه-).

323. التقييد لمعرفة رواة السنن والمسانيد، تح كمال يوسف الحوت، ط 1، دار الكتب العلمية، بیروت، (1408 ه- - 1988 م).

• ابن نما الحلي، نجم الدين محمد بن جعفر بن أبي البقاء هبة اللّه (645 ه-).

324. مثير الاحزان، المطبعة الحيدرية - النجف الأشرف، (1369 ه- - 1950 م).

• النووي، أبو زكريا يحيى بن شرف بن مري (ت 676 ه-).

325. المجموع، دار الفكر، (د ت).

326. تهذيب الأسماء واللغات، تصحيح وتعليق ومقابلة أصوله: شركة العلماء بمساعدة الطباعة المنيرية، بیروت، دار الكتب العلمية، (ب ت).

• النويري، أحمد بن عبد الوهاب (ت 733 ه-).

327. 227- نهاية الارب في فنون الادب، المؤسسة المصرية العامة، مط كوستاتسموماس وشركاءه (د ت).

• ابن هشام، عبد الملك بن هشام بن ايوب الحميري (ت 218 ه-).

328. السیرة النبوية، تح محمد محي الدين عبد الحميد، مط المدني، (القاهرة 1383 ه-/1963 م).

• الهيثمي، نور الدين علي بن أبي بكر (ت 807 ه-).

329. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، دار الكتب العلمية، (بيروت، 1408 ه-/ 1988 م).

330. موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، تح: محمد عبد الرزاق حمزة، دار الكتب العلمية، (د ت).

• الواسطي، كافي الدين أبي الحسن علي بن محمد الليثي، (من أعلام الإمامية في القرن السادس).

ص: 363

331. عيون الحكم والمواعظ، تح: حسین الحسني البيرجندي، مط دار الحديث-قم،(د ت).

• الواقدي، محمد بن عمرو (ت 207 ه-).

332. كتاب المغازي، تح مارسدن جونز، نشر دانش إسلامي، (1405 ه-).

• ياقوت الحموي، شهاب الدين ياقوت بن عبد اللّه (ت 626 ه-).

333. معجم البلدان، دار احياء التراث العربي، (بيروت 1399 ه-/ 1979 م).

334. معجم الأدباء، دار احياء التراث العربي، ط 3، (بيروت 1400 ه-/ 1980 م).

• اليعقوبي، أحمد بن أبي يعقوب بن وهب بن واضح (ت 284 ه-).

335. تاريخ اليعقوبي، ط 1، مطبعة مهر، إيران، (1425 ه-).

• ابي يعلى، أحمد بن علي بن المثنى التميمي (ت 307 ه-).

336. مسند أي يعلى، تح حسين سليم اسد، دار المأمون للتراث، دمشق، (د ت).

• أبو اليمن، عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العليمي الحنبلي، مجیر الدين (ت 928 ه-).

337. الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل، تح عدنان يونس عبد المجيد نباتة، مكتبة دنديس – عان، (د ت).

ثانيًا: قائمة المراجع:

• الاميني، عبد الحسين أحمد النجيفي (1390 ه-).

338. الغدير في الكتاب والسنة والادب، مؤسسة الاعلمي للمطبوعات، بیروت- لبنان (د ت).

ص: 364

• الانصاري، أبي أسد اللّه محمد حياة بن الحافظ محمد عبد اللّه الأنصاري.

339. معجم الرجال والحديث، (د مط)، (د ت).

• بارتولد، فاسيلي فلاديميروفتش.

340. تاريخ الترك في اسيا الصغرى، ترجمة د. أحمد سعيد سليمان، الهيئة المصرية العامة للكتاب، (1996 م).

• البحراني، علي بن عبد اللّه بن علي (1340 ه-).

341. منار الهدى في النص على إمامة الإثني عشر (علیه السلام)، تح: عبد الزهراء الخطيب،دار المنتظر للطباعة والنشر والتوزيع - بیروت – لبنان، (1405 ه-- 1985 م).

• بحر العلوم، محمد المهدي الطباطبائي (ت 1212 ه-).

342. رجال السيد بحر العلوم المعروف ب- (الفوائد الرجالية)، تح محمد صادق بحر العلوم، مط افتاب، ط 1، (طهران 1363 ه-).

• البروجردي، علي اصغر محمد شفيع الجابقلي (ت 1313 ه-).

343. طرائف المقال في معرفة طبقات الرجال، تح مهدي رجائي، مط بهمن، ط 1،(قم 1410 ه-).

• البغدادي، اسماعيل باشا (ت 1339 ه-).

344. هدية العارفین في اسماء المؤلفین وآثار المصنفین، دار احياء التراث العربي، بیروت لبنان (د ت).

• التهانوي، محمد علي.

345. موسوعة اصطلاحات الفنون والعلوم، تح علي دحروج، مكتبة لبنان ناشرون، بیروت (1996 م).

• التستري، محمد تقي

ص: 365

346. قاموس الرجال، مؤسسة النشر الأسلامي، ط 2، (قم 1425 ه-).

• الجواهري، محمد

347. المفيد من معجم رجال الحديث، منشور مكتبة محلاتي، مط العلمية، (قم 1424 ه-).

• حاجي خليفة، مصطفى بن عبد اللّه (ت 1067 ه-)،

348. كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، تح محمد شرف الدين، دار احياء التراث العربي، بیروت، (د ت).

• ابو الحسنات، محمد عبد الحي اللكنوي الهندي(1304 ه-).

349. الفوائد البهية في تراجم الحنفية، تجميع وتعليق محمد بدر الدين، دار الكتاب الإسلامي –القاهرة (د ت).

• حمادة، لمياء.

350. واخيرا اشرقت الروح، دار الخليج العربي - بيروت – لبنان، (1421 ه-- 2000 م).

• الحوفي، الدكتور أحمد محمد.

351. الزمخشري، دار الفكر العربي، ط 1، (1966 م).

• الجلالي، محمد رضا الحسيني.

352. الحسين (علیه السلام) سماته وسيرته، مط: دار المعروف. قم، (د ت).

• الخرسان، محمد مهدي السيد حسن الموسوي.

353. موسوعة عبد اللّه بن عباس، مط ستارة-قم، (1428 ه-).

• الخراساني، محمد تقي النّقوي القايني.

354. مفتاح السعادة في شرح نهج البلاغة، (د ت).

355. تحفة الفقهاء، ط 2، دار الكتب العلمية، بيروت – لبنان، (1414 ه- - 1994 م).

ص: 366

• الخوانساري، محمد باقر الموسوي الأصبهاني (ت 1313 ه-).

356. روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات، تح أسد اللّه اسماعيليان، مكتبة اسماعيليان، قم، (د.ت).

• الخوئي، حبيب اللّه الهاشمي (1304 ه-).

357. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة، تح سيد ابراهيم الميانجي، المطبعة الإسلامية، ط 4، (طهران (د ت).

• الخوئي، علي اكبر الموسوي (ت 1413 ه-)

358. معجم رجال الحديث و تفصيل طبقات الرواة، مط مركز نشر الثقافة الإسلامية ، ط 5، (1413 ه-/ 1992 م).

• الزركلي، خير الدين (ت 1410 ه-).

359. الاعلام، دار العلم للملايين، ط 5، (بيروت 1980 م).

• زيدان، جرجي (1332 ه-).

360. تاريخ آداب اللغة العربية، مراجعة وتعليق شوقي ضيف، دار الهلال، القاهرة (د ت).

• سراب التنكابني، محمد بن عبد الفتاح (1124 ه-).

361. سفينة النجاة، تح: مهدي الرجائي، مط الأمير، قم، (1419 ه-).

•الشاهرودي، علي النمازي (1405 ه-).

362. مستدركات علم رجال الحديث، مط شفق، ط 1، (طهران 1412 ه-).

363. مستدرك سفينة البحار، تح حسن بن علي النمازي، مؤسسة النشر الإسلامي، (قم 1418 ه-) .

• شبر، جواد.

ص: 367

364. ادب الطف، مطابع قدموس الجديدة، (لبنان، 1971 م).

• الشيرازي، ناصر مكارم.

365. الامثل في تفسير كتاب اللّه المنزل، مدرسة الإمام أمير المؤمنين، ط 2، (دت).

• الطهراني، محمد حسن المعروف ب- أغا بزرك (ت 1389 ه-).

366. الذريعة إلى تصانيف الشيعة، دار الاضواء، (بيروت 1403 ه-/ 1983 م).

• العاملي، جعفر مرتضى الحسيني

367. الصحيح من سيرة الإمام علي، ط 1، (قم، 1430 ه-).

368. الصحيح من سیرة الرسول، دار الحديث للطباعة والنشر، مط دار الحديث، ط 1، (قم 1426 ه-).

• عبد الوهاب خوجة.

369. شرح كلمات أمیر المؤمنین (علیه السلام)، تصحيح وتعليق: میر جلال الدين الحسيني، (1390 ه-).

• فتح اللّه، احمد.

370. معجم ألفاظ الفقه الجعفري، ط 1، مطابع المدوخل – الدمام، (1415 - 1995 م).

• القرشي، باقر شريف

371. حياة الإمام الرضا، منشورات سعيد بن جبیر، مط مهر، ط 1، ( قم 1372 ه-.ش).

372. حياة الإمام الحسین، مط مطبعة الآداب - النجف الأشرف، (1395 ه-- 1975 م).

• القمي، عباس بن محمد رضا (ت 1359 ه-).

ص: 368

373. الكنى والالقاب، مكتبة الصدر، (طهران (د ت).

• القندوزي، سليمان بن ابراهيم الحنفي (1220 ه-/ 1294 ه-).

374. ينابيع المودة لذوي القربى، تح علي جمال اشرف الحسيني، دار الاسوة للطباعة والنشر، ط 1، (1416 ه-).

• كحاله، عمر رضا.

375. معجم المؤلفين، دار احياء التراث العربي، مكتبة المثنى، (بيروت(د ت).

• الكرباسي، محمد جعفر محمد (ت 1175 ه-).

376. اكليل المنهج في تحقيقه المطلب، تح جعفر الحسيني، دار الحديث، ط 1، (قم 1424 ه-).

• الكوراني، علي العاملي.

377. الحق المبین في معرفة المعصومین (علیهم السلام)، ط 2، دار الهدى - قم المشرفة، (1424 ه-- 2003 م).

• الماحوزي، سليمان بن عبد اللّه الماحوزي البحراني(1121 ه-).

378. كتاب الاربعين، تح: مهدي الرجائي، مط امير-قم، (1417 ه-).

• المازندراني، محمد بن إسماعيل (ت 1216 ه-).

379. منتهى المقال في احوال الرجال، تح: مؤسسة آل البيت (علیهم السلام) لإحياء التّراث – قم، مط ستاره – قم، (1416 ه-).

• المباركفورى ، أبو العلا محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم (ت 1353 ه-).

380. تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي، دار الكتب العلمية – بيروت، (د ت).

• محمد مهدي شمس الدين.

381. دراسات في نهج البلاغة، ط 2، دار الزهراء للطباعة والنشر والتوزيع - بیروت

ص: 369

– لبنان، (1392 - 1972 م).

• المدني، علي خان الشيرازي (ت 1120 ه-).

382. الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة، تح محمد صادق بحر العلوم، مكتبه بصرتي، (قم 1397 ه-).

• مصطفي، شاكر .

383. التاريخ العربي والمؤرخون، دار العلم للملايين، ط 1 (بيروت 1978).

• الميلاني، علي الحسيني

384. نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار، ط 1، مهر، (النجف الاشرف 1414 ه-).

• الميلاني، محمد هادي الحسيني (ت 1395 ه-).

385. قادتنا كيف نعرفهم، تح محمد علي الميلاني، مط شريعت، ط 1، (قم 1426 ه-).

• النصر اللّه، جواد كاظم منشد.

386. فضائل أمیر المؤمنین علي (علیه السلام) المنسوبة لغیره. الحلقة الأولى الولادة في الكعبة، ط 1، مركز الابحاث العقائدية، قم المقدسة، (1430 ه-/ 2009 م).

• أبو الوفاء، نصر ابن الشيخ نصر يونس الوفائي الهوريني الأحمدي الأزهري الأشعري الحنفي الشافعي (ت 1291 ه-).

387. المطالع النصرية للمطابع المصرية في الأصول الخطية، تح: الدكتور طه عبد المقصود، مكتبة السنة، القاهرة، (1426 ه- - 2005 م).

• اليان سركيس، يوسف (ت 1351 ه-).

388. معجم المطبوعات العربية والمعربة، تقديم أحمد باشا تيمور، منشورات مكتبة المرعشي النجفي، (قم 1410 ه-).

ص: 370

• يعقوب، أحمد حسين.

389. نظرية عدالة الصحابة، مؤسسة أنصاريان للطباعة والنشر شارع شهداء - قم – إيران، (1413 ه-).

ثالثا: قائمة الرسائل والاطاريح الجامعية:

• العامري، عبد الستار نصيف جاسم.

1. الحياة الفكرية في إقليم خوارزم حتى نهاية القرن السادس الهجري، رسالة ماجستير، كلية التربية (ابن رشد)، جامعة بغداد، 1410 ه-/ 1994 م.

رابعًا: البحوث والمقالات:

•الطبطبائي، عبد العزيز.

2. أهل البيت –(علیهم السلام)- في المكتبة العربية، مجلة تراثنا، العدد 25 ، 1411 ه-.

ص: 371

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.