موقف اهل البیت علیهم السلام من الفلسفه والعرفان

اشارة

سرشناسه:علم الهدی، محمدباقر، 1331 - 1388.

عنوان قراردادی:سد المفر على القائل بالقدر . برگزیده

عنوان و نام پديدآور:موقف اهل البیت علیهم السلام من الفلسفه والعرفان [کتاب]/ محمدباقر علم الهدی؛ تقدیم بقلم هادی المدرسی؛ تصحیح حمید الخبیری.

مشخصات نشر:مشهد : انتشارات ولایت، 1394.

مشخصات ظاهری:66 ص.

شابک:978-964-6172-79-1

وضعیت فهرست نویسی:فیپا

يادداشت:عربی.

يادداشت:کتاب حاضر برگزیده بخشی از كتاب " سدالمفر على القائل بالقدر " اثر محمدباقر علم الهدی است.

یادداشت:کتابنامه

موضوع:فلسفه اسلامی-- احادیث

موضوع:فلسفه -- مطالعات تطبیقی

موضوع:عرفان -- احادیث شیعه

شناسه افزوده:مدرسی، سیدهادی، مقدمه نویس

شناسه افزوده:خبیری، حمید، 1366 -، مصحح

رده بندی کنگره:BP13/ع8م8 1393

رده بندی دیویی:297/01

شماره کتابشناسی ملی:3740952

خیراندیش دیجیتالی : انجمن مددکاری امام زمان (عج) اصفهان

ص: 1

اشارة

ص: 1

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ

ص: 2

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى

عَلِیِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا

الْمُرْتَضَى الْإِمَامِ التَّقِیِّ النَّقِیِ

وَ حُجَّتِکَ عَلَى مَنْ فَوْقَ الْأَرْضِ وَ مَنْ تَحْتَ الثَّرَى

الصِّدِّیقِ الشَّهِیدِ صَلاَةً کَثِیرَةً تَامَّةً زَاکِیَةً مُتَوَاصِلَةً مُتَوَاتِرَةً

مُتَرَادِفَةً کَأَفْضَلِ مَا صَلَّیْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِیَائِکَ

بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ اَلرَّحْمِيْنِ

ص: 3

موقف أهل البيت علیهم السلام من الفلسفة والعرفان

العلامة المحقق الشيخ محمد باقر علم الهدی قدس سره

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحيم

«أُدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوعِظَةُ الحَسَنَةُ»

يعد العلم والمعرفة أفضل وأكبر العم الإلهية المهداة لعباد الله الصالحين لأنه بالعلم يعينهم الله على عبوديته وبه يخضعون له، وهو من أكبر النعم التي بها يفتخرون في حياتهم الدنيا.

والعلماء الربانيون والعرفاء الإلهيون هم من يستضيئون بهدی الأنبياء والأئمة علیهم السلام ولا يشعرون بالتعب أوالملل أبدا في سلوك هذا الطريق. طريق العلم والعمل، ويتجتبون الطرق الأخرى التي لا تنتهي بهم إلى نيل معارف الأئمة علیهم السلام.

تهدف هذه المؤسسة التي تأسست بدافع إحیاء آثار هذه الثلة المخلصة التي تحملت على عاتقها مهمة الدفاع عن معارف الوحي والعلوم الإلهية الأصيلة - إلى نشر هذا الفكر عبر الوسائل العصرية المتاحة ومن الله التوفيق.

عالم آل محمد

مؤسسة عالم آل محمد (عليهم السلام) العارفية

info@alemalmohammad.com

ص: 5

اللَّهُمَّ کُنْ لِوَلِیِّکَ

الحُجَةِ بنِ الحَسَن

صَلَواتُکَ علَیهِ و عَلی آبائِهِ

فِی هَذِهِ السَّاعَةِ وَ فِی کُلِّ سَاعَةٍ وَلِیّاً وَ حَافِظاً

وَ قَائِداً وَ نَاصِراً وَ دَلِیلًا وَ عَیْناً حَتَّى تُسْکِنَهُ أَرْضَکَ

طَوْعاً وَ تُمَتعَهُ فِیهَا طَوِیلا

ص: 6

الفهرس

المقدمة...9

الفلسفة والتصوف من منظار أهل البيت علیهم السلام ...13

لمحة عن تاريخ الفلسفة والتصوف ...31

نهضة ترجمة الكتب الفلسفية إلى العربية ...37

الصراع بين الإسلام والفلسفة بجميع أطواره ...45

المصادر ...59

الملخص الفارسي والإنجليزي ...68

بيان المؤسسة ...71

ص: 7

ص: 8

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

«اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكُمْ ولا تَتَّبِعُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءَ قَلِيلاً تَذْكُرُونَ»(1)

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على أشرف بريته والمصطفى من خلقه محمد وآله الطيبين الطاهرين.

وبعد، فإن من عرف الإسلام العظيم ومنهجه القويم ومعارفه الأصيلة وذاق حلاوة الإيمان لا يشك في أنه لا يحتاج بعده إلى غيره ، لأنه بحر يروي كل غليل وشمس تذهب بكل ظلمة، فما بعد دین الاسلام هدى وما وراءه فاقة، كما قال أميرالمؤمنين وسيد الوصيين علیه السلام في وصف القرآن العظيم:

ثُمَّ أَنْزَلَ عَلَيْهِ اَلْكِتَابَ نُوراً لاَ تُطْفَأُ مَصَابِيحُهُ وَسِرَاجاً لا يَخبُو تَوَقُّدُهُ وبَحْراً لا يُدرَكُ قَعرُهُ وَمِنْهاجاً لا يَضِلُّ نَهْجُهُ وشُعاعاً لا

ص: 9


1- الأعراف (7)، الآية 31.

يُظْلَمُ ضَوؤُهُ وفُرْقَاناً لا يُحْمَدُ بُرْهانُهُ وَتِبْيَاناً لا تُهْدَمُ أركانُهُ وَشِفاءً لا تُخْشَى أَسْقَامُهُ وَ لاَ تُهْزَمُ أَنْصَارَهُ وَحْقاً لاَ أَعْوَانَهُ فَهُوَ مَعْدِنُ الإِيمَانِيِّ بُحْبُوحَتُهُ ويَنَابِيعُ الْعِلْمِ و بُحُورُهُ ورِياضُ العَدْلَيُّ غُدْرَانَهُ وأثَافِي الإسلامِ وبُنْيانُهُ وأَوْدِيَةُ الحَقِّ وَغيطانُهُ وَبَحرٌ لا يَنْزِفُهُ الْمُسْتَنْزِفُونَ وعُيُونٌ لا يُنْضِبُهَا الْمَاتِحُونَ ومَنَاهِلُ لا يُغِيضُهَا الوارِدونَ وَمَنازِلُ لا يَضِلُّ تَهجُّهَا المُسَافِرُونَ وأَعْلامٌ لا يَعْمَى عَنْهَا السّائِرُونَ وَأكامَ لاَ يَجُورُ عَنها القاصِدُونَ جَعَلَهُ اللَّهُ رِيّاً لِعَطَشِ العُلَمَاءِ ورَبِيعاً لِقُلوبِ الفُقَهاءِ وَمَحاجٌ لِطُرُقِ الصُّلَحَاءِ ودَوَاءٌ لَيسَ بَعدَهُ داءٌ وَثَوْرَةٌ لَيسَ مَعَهُ ظُلمَةٌ.(1)

وقال في وصف آل محمد عليهم السلام :

هُمْ أَسَاسُ الدّينِ وَعِمَادُ الْيَقِينِ إِلَيْهِمْ يَفِي اَلْغَالِي وَ بِهِمْ يَلْحَقُ اَلتَّالِي وَلِهِمْ خَصَاصٌ حُتي الْوِلايَةُ وفيهِمُ الوَصِيُّهُ والوِرَاثَةُ(2).

وإنهم كما جاء في المأثور:

اللّهُمَّ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ شَجَرَةِ النُّبُوَّةِ ومَوْضِعُ الرِّسَالَةِ وَمُختَلَفُ المَلائِكَةِ وَ مَعْدِنِ الْعِلْمِ وَأَهْلِ بَيتِ الوَحْيِ الْفُلْكِ الْجَارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الغامِرَةِ يَأتي مَن رَكِبَها وَيَغرَقُ مَن تَرَكَها،

ص: 10


1- نهج البلاغة ، الخطبة 198، ص316 - 315.
2- نهج البلاغة ، الخطبة الثاني، ص 47.

المُتَقَدِّمُ لَهُم مارِقٌ والمُتَأَخِّرُ عَنهُم زَاهِقٌ واللاّزِمُ لَهُم لاحِقُ الْكَهْفِ الْحَصِينِ وَيا المُضطَرِّ المُسْتَكينِ وَمَلجَإِ الْهارِبينَ وَمُنجِي الخائِفِينَ وَعِصمَةِ المُعتَصِمينَ(1).

فالإسلام بأجمعه - أصولا وفروعا وأحكامة وأخلاق ومواعظ - يصرخ باستقلاله ومباينته للمناهج والمسالك البشرية، فمن اغترف من نمیره وارتوی بزلاله لا محالة يستغني عن غيره، وقد قال رسول الله صلی الله علیه و آله في حديث الثقلين المتواتر لدى الفريقين:

إِنِّي تَارِكٌ فِيهِ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللّوعَتْرَتَي وَلَنْ يَفْتَرِقَا حَتّي يَرِدَا عَلَى الْحَوْضِ.(2)

ومع ذلك فقد قامت الشريعة المقدسة بالتحذير صريحا من إقتفاء غير مسلك الوحي ومنهج النبي وأوصياءه عليهم السلام، والمنع الشديد من مزج معارفهم الحقة مع معارف الآخرين، فجاء التحذير تارة من اتباع اليهود والنصارى، وأخرى من الأخذ من كتب العامة، وتارة أخرى من بيان ضلالة الطريق البشري في المعرفة، وأنه لا يجوز انتحال شيء من نحلهم والاعتقاد بآراءهم وأنظارهم.

ص: 11


1- مصباح المتهجد، ج1، ص45؛ بحارالأنوار، ج 84، ص67 (الباب الثاني من أبواب النوافل اليومية من كتاب الصلاة).
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام، ج2، ص62، ح259 (الباب 31)؛ ولمزيد من الإطلاع على مصادر العامة راجع: إحقاق الحق وإزهاق الباطل، ج9، ص375 - 309.

فإن دين الله هو المحجة، واليمين واليسار مضلة وزيغ وغواية ، كما ورد:

الْمُتَقَدِّمُ لَهُمْ مارِقٌ والمُتَأَخِّرُ عَنهُم زاهِقٌ واللاَّزِمُ لَهُم لاحَقٌ.(1)

وأما هذا الكراس، فهو عبارة عن قطوف دانية من الأحاديث الشريفة حول الفلاسفة والصوفيين، وفيه بيان موقف الخلفاء والحكام المناقض لموقف أهل البيت عليهم السلام وبعض المطالب في هذا المجال، من جملتها كيف تم استيراد الفلسفة إلى بلاد الإسلام، وهو في الأصل أحد فصول کتاب سد المفر على القائل بالقدر لشيخنا العلامة الشيخ محمد باقر علم الهدی ، باهتمام من الأخ العزيز الشيخ حسن الكاشاني، وتحقيق وتنظيم مؤسسة عالم آل محمد عليهم السلام المعارفية، جزى الله القائمين عليها خير الجزاء وأسأل الله الرحمن الرحيم أن يتغمد الشيخ المؤلف بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته بجوار نبيه وأهل بيته عليهم السلام وأن يثبت قلوبنا على دينه ولايزغ قلوبنا بعد إذ هدانا، بحرمة محمد وآله الطاهرين صلواته عليهم أجمعين.

حسين المدرسي.

ص: 12


1- مصباح المتهجد، ج1، ص45؛ بحارالأنوار، ج 84، ص67، ح19 (الباب الثاني من أبواب النوافل اليومية... من کتاب الصلاة).

الفلسفة والتصوف من منظار أهل البيت عليهم السلام

وقال مولانا الصادق عليه السلام في رواية توحيد المفضل:

... فَتَباً وَخِيْبَهُ وتَعْساً لِمُنْتَحِلِي الْفَلْسَفَةِ كَيفَ عَمِيَت قُلُوبُهُمْ عَنْ هَذِهِ اَلْخُلُقِهِ العَجيبَةِ حَتَّى أنكَروا التَّدبيرَ والعَمدُ فيها...

ولَقَد قَالَ قَوْمٌ مِن جَهِلَةِ الْمُتَكَلِّمِينَ وضعفَةِ الْمُتَفَلْسِفِينَ بِقِلَّةِ التَّميُّزِ قُصُورُ العِلْمِ وكانَ بَطْنُ الإنْسانِيِّ كَهَيْئَةِ الْقَبَاءِ يَفْتَحُهُ الطَّبِيبُ إِذَا شَاءَ فَيايِنَ ما فِيهِ ويُدْخِلُ يَدَهُ فَيُعَالِجُ مَا أَرَادَ عِلاَجَهُ أَلَمْ يَكُنْ أَصْلَحَ مِنْ أَنْ يَكُونَ مُصْمَتاً مَحْجُوباً عَنِ البَصَرِ واليَدِ لا يُعْرَفُ مَا فِيهِ إِلَّا بِدَلَالَاتٍ غَامِضَةٍ كَمِثْلِ النَّظَرِ إلى البَوْلِ وحسِ العِرقِ وَما أشبَهَ ذلِكَ مِمَّا يُكْثِرفِيهِ الغَلَطُ وَالشُّبهَةُ حَتَّى رُبَّما كانَ ذلِكَ سَبَباً لِلْمَوْتِ فَلَوْ عَلِمَ هَؤُلاَءِ اَلْجَهَلَةُ أَنَّ هَذَا لَوِكَانِ هَذَاكَانِ أَوَّلُ مَا فِيهِ أَنَّهُ كانَ يَسْقُطُ عَنِ الإنْسانِ الوَجَلُ مِنَ الأمْراضِ وَالمَوتُ...

وَاعلَم يا مُفَضَّلُ أى اسم هَذَا اَلْعَالَمِ بِلِسَانِ اَلْيُونَانِيَّةِ اَلْجَاريِّ

ص: 13

الْمَعْرُوفُ عِنْدَهُمْ «قوسموس» وتَفْسِيرُهُ الزَّيْنُهُ وَكَذلِكَ سَمَّتْهُ الفَلاسِفَهُ وَمَن ادَّعَى الحِكْمَةَ .

أَفْكَانُوا يُسَمُّونَهُ بِهَذَا اَلاِسْمِ إِلاَّ لِمَا رَأَوْا فِيهِ مِنَ التَّقديرِ وَالنِّظامِ فَلَمْ يَرْضَوْا أَن يَسُمُوَ تَقْديراً ونِظَاماً حَتّى سَمَّوهُ زَينَهُ لِيُخبِروا أَنَّهُ مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ الصَّوابِ وَالإِتقانِ عِلِيَّةِ الحُسَنِ والبَهاءِ أعْجَبُ يَا مُفَضَّلُ مِن قَوْمٍ لا يَقْضُونَ صِناعَةَ الطِّبِّ بِالْخَطَإِ وهُم يَرَونَ الطَّبيبَ يُخْطِئُ ويَقْضُونَ عَلَى الْعَالَمِ بِالإهْمَالِ ولا يَرَوْنَ شَيْئاً مِنْهُ مُهْمَلاً بَلْ أَعْجَبُ مِن أَخْلاقِ مَنِ اِدَّعَى اَلْحِكْمَةَ حَتَّى جَهِلُوا مَوَاضِعَهَا فِي اَلْخَلْقِ فَأَرْسَلُوا أَلْسِنَتَهُمْ بِالذَّمِّ لِلْخَالِقِ جَلَّ وَعَلا بَلِ اَلْعَجَبُ مِنَ الخُدُولِيِّ مَانِيحَيْنِ ادَّعَى عِلْمَ الْأَسْرَارِ وعَمِيَ عَن دَلائِلِ الْحِكْمَةِ فِي اَلْخَلْقِ حَتَّى نَسَبَهُ إِلَى الخَطإ نَسَبَ خَالِقَهُ إِلَى الْجَهْلِ تَبارَكَ الحَليمُ الْكَرِيمُ وأَعْجَبُ مِنهُم جَمِيعاً الْمُعَطَّلَةُ الَّذِينَ رَامُوا أَنْ يُدْرَكَ بِالحِسِّ مَا لاَ يُدْرَكُ بِالْعَقْلِ فَلَمَّا أَعْوَزَهُمْ ذَلِكَ خَرَجُوا إِلَى اَلْجُحُودوالتكذيب....

فَمِن ذَلِكَ هُوَ الشَّمْسُ الَّتي تَراها تَطَّلُعُ عَلَى الْعَالَمِ وَلا يُوقَفُ عَلَى حَقِيقَةِ أَمرِها وَلِذلِكَ كَثُرَتِ الأقاويلُ فِيهَا وَاخْتَلَفَتِ الْفَلاَسِفَةُ الْمَذْكُورُونَ فِي وَصْفِهَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ فَلَكٌ أَجْوَفُ مَمْلُوءٌ نَاراً لَهُ فَمٌ يَجيشُ بِهَذا الوَهَجِ وَالشُّعَاعِ وَقَالَ آخَرُونَ هُوَ سَحابَةٌ وَقالَ آخَرُونَ هُوَ جِسْمٌ زُجَاجِيٌ يَقُلُّ [يُقَبِّلُ] نَارِيَّةً فَي

ص: 14

الْعَالِمَ ويُرْسِلُ عَلَيْهِ شُعَاعَهَا وقالَ آخَرُونَ هُوَ صَفْوٌ لَطِيفٌ يَنعَقِدُ ماءُ الْبَحْرِ(1) وقَالَ آخَرُونَ هُوَ أَجْزَاءٌ كَثِيرَةٌ مُجْتَمِعُهُ مِنَ النَّارِ وَقال آخُونَ هُوَ مِنْ جَوْهَرٍ خَامس سِوَى الْجَوَاهِرِ الْأَرْبَعَةِ ثُمَّ اِخْتَلَفُوا فِي شَكْلِهَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ هِيَ بِمَنْزِلَةِ صَفيحَةٍ عَرِيضَةٍ وقالَ آخَرُونَ هِيَ كَالْكُرَّةِ الْمُدَحْرَجَةِ وَكَذَلِكَ اخْتَلَفُوا فِي مِقْدَارِهَا فَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّهَا مِثلُ الأَرضِ سَواءً وَقالَ آخَرُونَ بَلْ هِيَ أَقَلُّ مِن ذلِكَ وقالَ آخَرُونَ بَلْ هِيَ أَعْظَمُ مِنَ الْجَزِيرَةِ الْعَظِيمَةِ وقالَ أصْحَابُ الهَندَسَةِ هِيَ أَضْعَافُ الأَرْضِ مِائَةُ وَسَبْعِينَ مَرَّةً فَفِي اختلاف هذه اَلْأَقَاوِيلِ بَيْنَهُمْ فِي اَلشَّمْسِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقِفُوا عَلَى اَلْحَقِيقَةِ مِنْ أَمْرِهَا فَإِذَا كَانَتْ هَذِهِ اَلشَّمْسُ اَلَّتِي يَقَعُ عَلَيْهَا البَصْرُويدَركُها الْجُشُّ قَدْ عَجَزَتِ العُقُولُ عَنِ اَلْوُقُوفِ عَلَى حَقِيقَتِهَا فَكَيْفَ مَا لَطُفَ عَنِ الْحِسِّ واسْتَتْرَعِينَ الوَهْم.(2)

ولابد من التأمل في مقاطع من الحديث الشريف:

أولا: من الواضح أن الذين يصفهم الإمام علیه السلام بالجهل والضعف وقصور العلم وإنكار العمد والتدبير في العالم والاعتراض على حكمة الله والعمى عن أسرار الحكمة في الخلق والاختلاف الشديد

ص: 15


1- في بحارالأنوار: ينعقد من ماء البحر
2- توحيد المفضل، ص69 - 179 «المجلس الرابع)؛ بحارالأنوار، ج 3، ص75 - 148، (الباب الرابع من كتاب التوحید).

في أقوالهم، إنما هم الفلاسفة من اليونانيين المؤسسين لهذا العلم، لا الملحدون المنکرون، فإنك ترى أن الإمام علیه السلام يقابل بین الفلاسفة والمعطلة ويجعل المعطلة فريق آخر غير الفلاسفة.

ثانيا: لا يخفى أنه بناءا على ما سلكت الفلاسفة والعرفاء من أن الشيء ما لم يجب لم يوجد، وأنه لا يصدر من الواحد إلا الواحد، والقول بأن فاعلية الرب السبوح القدوس بالرشح والفيضان والتطور، أو العلية التامة المقابلة للإرادة، وإرجاع الإرادة إلى العلم وكونها من صفات الذات، والالتزام بالنظام الأحسن،(1) لا تبقى قدرة ولا عمد ولا اختيار للباري جل شأنه، بل يكون خلق العالم كصدور الحرارة عن النار بلا عمد ولا اختیار، بل على مسلك العرفاء لا ينبغي أن نسميه بالخلق والإبداع فإنه تطور وتشؤون.

فلا يقال: بأن توبيخ الإمام علیه السلام إنما هو في حق الفلاسفة الماديين لا الفلاسفة المتألهين، لأنهم أيضا ينكرون التدبير والعمد، بل ينكرون الخالق والمخلوق، فليس في الدار غيره ديار .(2)

ص: 16


1- لمزيد من الإطلاع على هذه المباحث راجع: توحيد الإمامية (الفصل الأول)؛ میزان المطالب (الباب الرابع)؛ بيان الفرقان(للشيخ مجتبى القزويني مع تعليقة آية الله السيدان)؛ السنخية أم الإتحاد والعينية أم التباين؟؛ نقد و بررسی قواعد فلسفی (1) قاعدة الواحد.
2- لاحظ: الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة، ج7، ص291 و ج2، ص294 وج3، ص 336؛ المشاعر، ص53 وأيض فصوص الحکم، ص25.

ثالثا: إن الإمام علیه السلام إنما يستدل باختلافهم الشديد في المحسوسات على جهلهم وعدم إحاطتهم العلمية بها، وهذه آية نيرة وبرهان واضح على عدم العصمة في طريقهم إلى كشف ما تعجز العقول عن الوقوف على حقيقته ولطف الحت عن إدراكه. وهذا البرهان من الإمام علیه السلام حجة قاصمة لظهر الفلاسفة والعرفاء وجميع علماء البشر الذين راموا أن يعرفوا الله تعالى من غير طريق الأنبياء والأوصياء علیهم السلام، إذ مع اختلافهم في أبسط الأمور كيف يعتمد عليهم في السلوك إلى الله تعالى الذي عجزت الحواش عن أدراكه والأوهام أن تحيط به، فأخذ العلم ممن قام البرهان على جهله وعدم إحاطته بالحقائق ممنوع، وسلوك طريقه محرم عقلا، فلولم يعتن المتحري بنداء العقل وسلك طريقهم وتلمذ عندهم فابتلی بمغالطاتهم وشبهاتهم واعتقد خلاف الحق ولو بعد القطع به، لا يكون له عذر وحجة عند الله تعالى، بل الحجة الله عليه في أخذه العلم من علم أنه ضال. قال الله تعالى:

«وَلَوْ کَانَ مِنْ عِندِ غَیْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِیهِ اخْتِلَافًا کَثِیرًا »(1)

رابعا: لاريب أن مستقي الفلسفة المتواجدة بأيدينا ومنشأها ومبدئها - رغم تعدد المذاهب والمشارب فيها، ورغم تقمصها بعناوين إلهية وقدسية، وعدم إعلانها المخالفة مع الأنبياء صريحا

ص: 17


1- النساء(4)، الآية 82.

كما كان يصنع الأوائل منهم(1)، ومحاولتهم تطبيق الشرع على أسسهم حتى سموه فلسفة إسلامية وحكمة إلهية -، هي الفلسفة والعرفان الإغريقي، وهذه الفلسفة هي بعينها موضوع کلام الإمام علیه السلام وموضوع أدلته الشافية على إبطال مرامهم وحرمة الأخذ عنهم. وأنت ترى أن الإمام علیه السلام إنما يبطل أساس كلامهم ويحكم عليهم بالتعس والخيبة من أجل أنهم يرون الفلسفة مدرسة لرؤية الحقائق، لا أنه يناقش في مدرسة فلسفية كي يثبت حقانية مدرسة فلسفية أخرى، بل كلامه علیه السلام عام شامل لكل من استغنى عن الأنبياء ورام إدراك الحقائق بنفسه، ولأجل الإعراض عن الأنوار الإلهية سيما النور الأعظم رسوله المجتبى وأمينه المرتضى وأهل بيته علیهم السلام تحير وصادف الآراء المتشتة والاختلافات الشديدة. وإذا كان هذا حال أساس طريقة هذا المذهب وجذوره، فما ظنك بتطوره وآفاقه؟

ومما يزيد ذلك وضوحا أنه من المرتكز في أذهان المتشرعة هو مباينة مسلك الفلاسفة بقول مطلق لأهل الملة، ومضادتهم للشرایع السماوية، وقد أفتى علمائنا بما يشير إلى مناقضة الفلسفة بشتی أنواعها وأقسامها للأديان السماوية .(2)

ص: 18


1- كما سيأتي بيانه؛ ولاحظ كلام العلامة المجلسي في بحارالأنوار، ج57، ص194 وج8، ص329.
2- راجع کتاب سد المفر على القائل بالقدر: موقف العلماء من الفلسفة والعرفان للمؤلف رحمة الله

عن أبي محمد العسكري، عن علي بن الحسین زین العابدين علیه السلام أنه قال:

كَانَ أَمِيرالْمُؤْمِنِينَ علیه السلام قَاعِداً ذَاتَ يَوْمٍ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ مِنَ الْيُونَانِيِّينَ الْمُدِيرِينَ الْفَلْسَفَةَ والطَّبِّ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا الحَسَنِ بَلَغَنِي خَبَرُ صَاجِبِكَ وأُتِيَ بِهِ جُنُوناً وَجِئتُ لأُعالِجَهُ....

وبعد ما رأى هذا اليوناني المعجزات من الإمام علیه السلام في انهدام نظام طبه، ورأي حكمه علیه السلام بانتشار نخلة وانفصال أجزائها في الهواء ثم جمعها وتركيبها كما كانت، ثم تقليبها من خضرة إلى صفرة وحمرة ورطوبة ...، قال له الإمام علیه السلام:

إِنَّك إنْ أَكَلْتَ مِنْهَا ولَمْ بِمَن مِن أظْهَرَلِكَ مِنْ عَجائِبِها عَجَّلَ اللَّهُ عزّوجلّ إِلَيْكَ مِنَ الْعُقُوبَةِ الَّتِي يَبْتَلِيكَ بِهَا مَا يَعْتَبْربُهُ عُقَلاءُ خَلْقِهِ وَجْهَالُه.

فقال اليوناني. إني إن كفرت بعد ما رأيت فقد بالغت في العناد وتناهيت في التعرض للهلاك، أشهد أنك من خاصة الله، صادق في جميع أقاويلك عن الله فأمرني بما تشاء أطعك. قال علي علیه السلام:

آمُرُكَ أن تُقَرلِلَهُ بِالوَحدانِيَّةِ وَشَهِدَ لَهُ بِالجودِ والحِكْمَةِ وتَتْرُّهُهُ عَنِ العَبَثِ وَالفَسادِ وَعَن ظُلمِ الإماءِ وَالعِبادِ.....(1)

ص: 19


1- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري علیه السلام، ص174 - 170، ح 84؛ الإحتجاج، ج1، ص 238 - 235؛ بحارالأنوار، ج10، ص70-73، حا (الباب الرابع من أبواب إحتجاجات أميرالمؤمنين علیه السلام من كتاب الإحتجاج).

الظاهر من الحديث أن الفيلسوف اليوناني كان منكرا للوحدانية ، وما كان يشهد له بالجود والحكمة، وكان ينسب إليه العبث والفساد وظلم الإماء والعباد. وهذا موافق للإعتبار، وهذه هي مقالة جل الفلاسفة والعرفاء - وإن لم يكونوا ملتفتين بلوازم مقالاتهم ولم يلتزموا بها - حيث قالوا بوحدة الوجود والجبر، وهذان المعتقدان مما يستلزم منهما اللغوية والعبث والظلم والفساد.(1)

عن الإمام الحسن العسكري علیه السلام ، أنه قال لأبي هاشم الجعفري:

يَا أَبَا هَاشِمٍ سَيَأْتِي زَمَانٌ عَلَى النَّاسِ وُجُوهُهُم ضاحِكَةٌ مُستَبشِرَةٌ وَقُلوبُهُم مُظلِمَةٍ مُنكَدِرَةٌ (2) السُّنُّهُ فِيهِم بِدعَةٌ وَالبَدَعُهُ فيهِم سُنَّةُ الْمُؤْمِنِ بَيْنَهُمْ مُحَقَّرٌ والفاسِقُ بَيْنَهُمْ مُوَقَّرٌ أُمَرَاؤُهُمْ جَاهِلُونَ جَائِرُونَ وعُلَمَاؤُهُمْ فِي أبْوَابِ الظَّلَمَةِ سَائِرُونَ أغْنِيَاؤُهُمْ يَسْرِقُونَ زَادَ الْفُقَرَاءِ وأصَاغُوهُم يَتَقَدَّمُونَ عَلَى الكُبَراءِ وَكِلُّ جاهِلٌ عِنْدَهُمْ خَبِيرٌ وَ مُحِيلٌ عِنْدَهُمْ فَقِيرٌ لا يُمَيِّزُونَ بَيْنَ الْمَخْلِصِ والمُرْتَابِ لا يَعْرِفُونَ الْيُمَنِيَّ مِنَ اَلتُّرَابِ علمَاؤُهم شِرَارُ خَلْقِ اَللَّهِ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ لِأَنَّهُمْ يَمِيلُونَ إلى الْفَلْسَفَةِ والتَّصَوُّفِ وَايْمُ اللَّهِ إنَّهُم مِن أَهْلِ الْعُدُولِ والتَّحَرُّفِ يُبَالِغُونَ فِي حُبِّ مُخَالِفِينَا

ص: 20


1- كما مر التنبيه عليه في تضاعيف کتاب سد المفز على القائل بالقدر.
2- ویکون فی بعض النسخ«متکدرة»و«مکدرة»

وَيُضِلُّونَ شِيعَتَنَا ومَوَالِينَا إِنْ نَالُوا مَنصَباً لَم يَشْبَعُوا عَنِ الرِّشَاءِ وَإِنْ خَذِلُوا عَبَدُوا اللَّهَ عَلى الرِّيَاءِ ألاَ إنَّهُمْ قُطَّاعُ طَرِيقِ الْمُؤْمِنِينَ والدُّعَاةُ إلَى نَخْلَةِ الْمُلْحِدِينَ فَمَن أدْرَكْتُم فَلْيُحْذَرْهُمْ ولْيَصُنْ دِينَهُ وإِيمَانَهُثُم قَالَ يَا أَبَا هَاشُو هَذَا مَا حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ آبَائِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام وهُوَ مِنْ أَسْرَارِنَا فَاكْتُمْهُ إِلاَّ عَنْ أَهْلِهِ.(1)

قال المولى العلامة الأردبيلي في حديقة الشيعة: وبالسند الصحيح عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، ومحمد بن إسماعيل بن بزیع، عن الرضا علیه السلام ، أنه قال:

مَن ذُكِرَ عِنْدَهُ الصُّوفِيَّةُ ولَمْ يُنْكِرْهُم بِلِساني وقَلْبِهِ فَلَيْسَ مِنَّا وَمَن أنْكَرَهُمْ فَكَأَنَّمَا جَاهَدَ الْكَفَّارِبِينَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله.(2)

وفي الصحيح عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي، عن الرضا علیه السلام، أنه قال:

قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا لِلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ علیهما السلام قَدْ ظَهَرَ فِي هَذَا اَلزَّمَانِ قَوْمٌ يُقَالُ لَهُمُ الصوفية فَمَا تَقُولُ فِيهِمْ قَالَ إِنَّهُمْ أَعْدَاؤُنَا فَمَن قالَ فيهِم فَهُوَ مِنهُم ويُحْشَرُ مَعَهُمْ وسَيَكونُ أقْوَامٌ يَدُوعُونَ حُبَّنا

ص: 21


1- حديقة الشيعة، ج2، ص786-785؛ مستدرک الوسائل، ج11، ص380، ح25 [13308] (الباب 49 من أبواب جهاد النفس... من کتاب الجهاد)؛ راجع: اثبات الهداة ، ج4، ص204، ح 248.
2- حديقة الشيعة، ج2، ص747، مستدرك الوسائل، ج12، ص323، ح 14 [14204] (الباب 37 من أبواب الأمر والنهي و... من كتاب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)؛ منهاج البراعة، ج14، ص16.

وَيَميلونَ إلَيهِم وَيَتَشَبَّهُونَ بِهِم وَيُلَقّبُونَ أَنْفُسَهُمْ ويُأَوِّلُونَ أقْوَالَهُم ألا فَمَنْ مَالَ إِلَيْهِمْ فَلَيْسَ مِنَّا وإنَّا مِنْهُمْ بِرَاءٌ وَمَن أنكَرَهُم وَرَدَ عَلَيْهِمْ كَانَ مِنْ جَاهَدَ اَلْكَفَّارِبِينَ يَدَيْ رَسُولِ اَللَّه صلی الله علیه و آله.(1)

وقال مولانا أمیرالمؤمنین علیه السلام:

إنَّ أَبْغَضَ الْخَلَائِقِ إِلَى اللَّهِ رَجُلَانِ: رَجُلٌ..وَ رَجُلٌ قَمَشَ جَهْلًا مُوضِعٌ فِي جُهَّالِ الْأُمَّةِ غَارٌّ[عَادٍ] فِي أَغْبَاشِ الْفِتْنَةِعَمٍ بِمَا فِي عَقْدِ الْهُدْنَةِ قَدْ سَمَّاهُ أَشْبَاهُ النَّاسِ عَالِماً وَ لَيْسَ بِهِ بَكَّرَ فَاسْتَكْثَرَ مِنْ جَمْعِ مَا قَلَّ مِنْهُ خَيْرٌ مِمَّا كَثُرَ حَتَّى إِذَا ارْتَوَى مِنْ مَاءٍ آجِنٍ وَ اكْتَنَزَ مِنْ غَيْرِ طَائِلٍ، جَلَسَ بَيْنَ النَّاسِ قَاضِياً ضَامِناً لِتَخْلِيصِ مَا الْتَبَسَ عَلَى غَيْرِهِ فَإِنْ نَزَلَتْ بِهِ إِحْدَى الْمُبْهَمَاتِ هَيَّأَ لَهَا حَشْواً رَثًّا مِنْ رَأْيِهِ ثُمَّ قَطَعَ بِهِ فَهُوَ مِنْ لَبْسِ الشُّبُهَاتِ فِي مِثْلِ نَسْجَ الْعَنْكَبُوتِ لَا يَدْرِي أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ فَإِنْ أَصَابَ خَافَ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَخْطَأَ وَ إِنْ أَخْطَأَ رَجَا أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَ جَاهِلٌ خَبَّاطُ جَهَالَاتٍ عَاشٍ رَكَّابُ عَشَوَاتٍ لَمْ يَعَضَّ عَلَى الْعِلْمِ بِضِرْسٍ قَاطِعٍ يُذْرِي الرِّوَايَاتِ إِذْرَاءَ الرِّيحِ الْهَشِيمِ لَا مَلِي ءٌ وَ اللَّهِ بِإِصْدَارِ مَا وَرَدَ عَلَيْهِ لَا يَحْسَبُ الْعِلْمَ فِي شَيْ ءٍ مِمَّا أَنْكَرَهُ وَ لَا يَرَى أَنَّ مِنْ وَرَاءِ مَا بَلَغَ مِنْهُ مَذْهَباً لِغَيْرِهِ وَ إِنْ أَظْلَمَ عَلَيْهِ أَمْرٌ اكْتَتَمَ بِهِ لِمَا يَعْلَمُ

ص: 22


1- حديقة الشيعة، ج2، ص747؛ مستدرك الوسائل، ج12، ص323، ح15 [14205] (الباب 37 من أبواب الأمر والنهي وما يناسبها من كتاب الأمر بالمعروف و...).

مِنْ جَهْلِ نَفْسِهِ تَصْرُخُ مِنْ جَوْرِ قَضَائِهِ الدِّمَاءُ وَ تَعِجُّ مِنْهُ الْمَوَارِيثُ إِلَى اللَّهِ أَشْكُو مِنْ مَعْشَرٍ يَعِيشُونَ جُهَّالًا وَ يَمُوتُونَ ضُلَّالًا لَيْسَ فِيهِمْ سِلْعَةٌ أَبْوَرُ مِنَ الْكِتَابِ إِذَا تُلِيَ حَقَّ تِلَاوَتِهِ وَ لَا سِلْعَةٌ أَنْفَقُ بَيْعاً وَ لَا أَغْلَى ثَمَناً مِنَ الْكِتَابِ إِذَا حُرِّفَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَ لَا عِنْدَهُمْ أَنْكَرُ مِنَ الْمَعْرُوفِ وَ لَا أَعْرَفُ مِنَ الْمُنْكَرِ.(1)

والروايات في رد مباني الفلسفة والعرفان البشرية كثيرة جدا،(2) فإن أغلب أبحاثهم تباين ضرورة الشرایع الإلهية، وصريح الآيات القرآنية والروايات الكثيرة المتواترة كالقول بالجبر،المخالف لضرورة المذهب، (3)وكذا قولهم بوحدة الوجود والموجود، المخالف لضرورة ..

ص: 23


1- نهج البلاغة ، الخطبة 17، ص60 - 59.
2- لمزيد من الإطلاع راجع کتاب تاريخ الفلسفة والتصوف (للشيخ علي النمازي الشاهرودي)؛ عارف و صوفی چه می گویند؟ (للميرزا جواد الطهراني).
3- قال في الشفاء (الإلهيات)، ص439: فكل إرادة لنا فلها علة، وعلة تلك الإرادة ليست إرادة متسلسلة في ذلك إلى غير النهاية، بل أمور تعرض من خارج أرضية وسماوية والأرضية تنتهي إلى سماوية وإجتماع ذلك كله يوجب الإرادة. وقال في الميزان، ج18، ص193 192: أن جميع الحوادث الخارجية ومنها أفعالنا الاختيارية واجبة الحصول في الخارج واقعة فيها على صفة الضرورة ... كانت الحوادث سلسلة منتظمة يستوعبها الوجوب لا يتعدى حلقة من حلقاتها موضعها ولا تتبدل من غيرها وكان الجميع واجبا من أول يوم سواء في ذلك ما وقع في الماضي وما لم يقع بعد. وقال في تفسير القرآن الكريم (صدرا)، ج2، ص232: إن نسبة إرادة الإنسان إلى مشيئة الله كنسبة إدراك الحواش إلى إدراك العقل.. ونسبة مصادر أفاعيلها من الأبدان والأعضاء کنسبة الجوارح إلى القلب الذي هو أمير الجوارح.

الشرایع(1)، وكقولهم بقدم العالم زمانا(2) وكذا إنكار المعاد الجسماني

ص: 24


1- لمزيد من الإطلاع راجع کتاب : توحيد الإمامية للشيخ الملكي الميانجي)، ص 237 - 157؛ قال في الفتوحات، ج2، ص484: فهو عين كل شيء في الظهور ما هو عين الأشياء في ذواتها سبحانه وتعالى بل هوهو والأشياء أشياء. وقال الكاشاني في شرح الفصوص، ص121: لأن الكل ليس إلا هو، ولا يختلف إلا بالإعتبار. وقال في فصوص الحکم (التعلیقة)، ص251 - 250: لا فرق في الحقيقة في مثل هذا المذهب بين راحم ومرحوم، ولا معنى للإثنينية هناك حيث لا يوجد في الوجود إلا حقيقة واحدة. وقال في الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة ، ج6، ص 112 - 110: لكن البرهان قائم على أن كل بسيط الحقيقة كل الأشياء الوجودية إلا ما يتعلق بالنقائص والأعدام والواجب تعالى بسيط الحقيقة واحد من جميع الوجوه، فهو كل الوجود كما أن كله الوجود. أما بیان الكبرى فهو أن الهوية البسيطة الإلهية لولم يكن كل الأشياء لكانت ذاته متحصلة القوام من كون شيء ولا كون شيء آخر، فيتركب ذاته ولو بحسب اعتبار العقل وتحليله من حيثيتين مختلفتين وقد فرض وثبت أنه بسيط الحقيقة هذا خلف فالمفروض أنه بسيط إذا كان شيئا دون شيء آخر كأن يكون «ألفا» دون «ب»؛ فحيثية كونه ألفا ليست بعينها حيثية ليس «ب» وإلا لكان مفهوم «الف» ومفهوم ليس «ب» شيئا واحدة واللازم باطل، لاستحالة كون الوجود والعدم أمرا واحدا فالملزوم مثله، فثبت أن البسيط كل الأشياء
2- لمزيد من الإطلاع راجع إلى كتاب: بيان الفرقان (للشيخ مجتبى القزويني مع تعليقة آية الله السيدان)، ج1، ص 354 - 306؛ قال في فصوص الحکم، ص43: خلق الله العالم ليس إحداثا له من العدم، بل تجلى الحق الدائم في صور الوجود والرحمة الإلهية منح الله الوجود للموجودات. فصوص الحکم (التعلیقة)، ص314: فالعالم قديم لأن له عين ثابتة في الأزل، بل هو قديم قدم الذات الإلهية الظاهرة في صورة . ولاحظ شرح فصوص الحکم (قيصري)، ص558: التفسير الكبير (مفاتيح الغيب)، ص209.

القرآني و إثبات معاد خیالي سموه بالجسماني،(1) وإنكارهم النشأة السابقة وعالم الذر الذي دلت عليه الآيات الكثيرة والروايات المتواترة بالمعنى(2) واعتقادهم أن الملائكة مجردات، وقد ورد في نقض كل منها الآيات الكثيرة والروايات المتواترة. فجميع هذه الآيات والروايات تكون بمثابة الرد عليهم والإبطال لقولهم.

مضافا إلى الروايات الواردة في النهي عن أخذ العلم عن غيرهم علیهم السلام وأن «مَنْ طَلَبَ اَلْهُدَى مِنْ غَيْرِهِ [اَلْقُرْآنُ] أَضَلَّهُ اَللَّهُ»(3)أو «مَنْ نَكَبَ عَنْهَا[أعلام الطاعة] جَارَ عَنْ الحَقُّ وَخَبَطَ فِي التِّيهِ»(4)، أو قولهم: «شَرَقاً أَوْغَرِبَا لَنْ تَجِدَا عِلْماً صَحِيحاً إِلاَّ شَيْئاً جَ مِنْ عِنْدَنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ»(5)، وغير ذلك من الروايات الكثيرة المتواترة.(6) وعليه يكون كثير من الآيات وطوائف من الروايات المتواترة واردة في ذمهم وتحكم بكفرهم، فحينئذ لا تعد فيما

ص: 25


1- لمزيد من الإطلاع راجع کتاب : معرفت معاد (لعلي الملكي الميانجي).
2- لمزيد من الإطلاع راجع کتاب: سد المفر على منکر عالم الذر(للمؤلف).
3- التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري علیه السلام، ص450، ح 297؛ بحارالأنوار، ج89، ص31، ح 34 (الباب الأول من أبواب فضله وأحكامه... من كتاب القرآن).
4- نهج البلاغة ، الرسالة 30، ص1390 .
5- رجال الكشي، ص209، ح369، الكافي، ج1، ص399، ح3 و وسائل الشيعة، ج27، ص43، ح16 [33166] (الباب السادس من أبواب صفات القاضي من كتاب القضاء) فيهما «فلا تجدان» بدل «لن تجدا».
6- راجع: بصائر الدرجات، ص 9 (الباب السادس: ما أمر الناس بأن يطلبوا العلم من معدنه ومعدنه آل محمد علیهم السلام من جزء الأول).

ص: 26

ص: 27

ص: 28

ص: 29

ص: 30

ص: 31

ص: 32

ص: 33

ص: 34

ص: 35

وقال العلامة المجلسي رحمة الله بعد نقل كلام لجالینوس (الذي كان يكتب الفلسفة بالذهب) في بيان تشریح الأعضاء وفوائدها، وأنه بين الفرق فيما بين إيمان موسى وإيمانه وأفلاطون وسائر اليونانيين، فقال :

انتهى كلامه ضاعف الله عذابه وانتقامه. وأقول: قد لاح من الكلام الردئ المشتمل على الكفر الجلي أمور:

الأول: ما أسلفنا من أن الأنبياء المخبرين عن وحي السماء لم يقولوا بتوقف تأثير الصانع . تعالى شأنه على استعداد المواد، ولا استحالة تعلق إرادته بإيجاد شيء من شيء من دون مرور زمان أو إعداد، وله أن يخلق كل شيء كان من أي شيء أراد.

الثاني: أن الحكماء لم يكونوا يعتقدون نبؤة الأنبياء ولم يؤمنوا بهم، وأنهم يزعمون أنهم أصحاب نظر وأصحاب آراء مثلهم، يخطئون ويصيبون، ولم يكن علومهم مقتبسة من مشكاة أنوارهم كما زعمه أتباعهم.

الثالث: أنهم كانوا منکرين لأكثر معجزات الأنبياء علیهم السلام، فإن أكثرها مما عدوها من المستحيلات. الرابع: أنهم كانوا فيجميع الأعصار معارضين لأرباب الشرائع والديانات كما هم في تلك الأزمنة كذلك.(1)

ص: 36


1- بحارالأنوار، ج 57، ص194 (الباب 34 من أبواب العناصر کائنات من كتاب السماء والعالم).

نهضة ترجمة الكتب الفلسفية إلى العربية

أما كيفية ترجمة الفلسفة إلى العربية ودخولها في الأوساط الإسلامية ، وتبدل إسمها حتى سميت بالفلسفة الإسلامية.

فمن الواضح أنه من الصعب جدا تبدیل ثقافة المجتمع الديني بترویج ما كان يرونه کفر و الحادة وزندقة.

ولكن الأمر ليس بصعب لأولئك الذين غصبوا خلافة مولی الموحدين الذي قامت على وصايته لرسول الله صلی الله علیه و آله: الأدلة والبراهين الشافية والمتواترة، فمن استطاع غصب أحق الحقوق وأمنعها يستطيع إدخال الفلسفة في الأواسط الإسلامية كما أنه يستطيع أن يبذل أذهان المجتمع الإسلامي

إن الفلسفة مما صرف الخلفاء الأمويون والعباسيون غاية جهدهم لنشرها بين المسلمين حتى جعلوها من الثقافات.

ألم يكونوا هم الذين اخترعوا مدارس فقهية في قبال مدرسة الإمام الصادق علیه السلام؟

قال العلامة المجلسي «أعلى الله مقامه» :

هذه الجناية على الدين، وتشهیر کتب الفلاسفة بين المسلمين، من بدع خلفاء الجور المعاندين لأئمة الدين، ليصرفوا الناس عنهم وعن

ص: 37

الشرع المبين.

ويدل على ذلك ما ذكره الصفدي في شرح لامية العجم، قال: إن المأمون لما هادن بعض ملوك النصاري - أظنه صاحب جزيرة قبرس - طلب منهم خزانة كتب اليونان، وكانت عندهم مجموعة في بيت الايظهر عليه أحد، فجمع الملك خواصه من ذوي الرأي واستشارهم في ذلك فكلهم أشار بعدم تجهيزها إليه إلا مطران واحد فإنه قال: جهزها إليهم، ما دخلت هذه العلوم على دولة شرعية إلا أفسدتها وأوقعت الاختلاف بین علمائها.

وقال في موضع آخر: إن المأمون لم يبتكر النقل والتعريب، . أي الكتب الفلاسفة . بل نقل قبله كثير، فإن يحيى بن خالد بن برمك عرب من كتب الفرس كثيرة مثل «كليلة ودمنة» وعرب لأجله کتاب «المجسطي» من كتب اليونان.

والمشهور أن أول من عرب كتب اليونان خالد بن يزيد بن معاوية لما أولع بكتب الكيمياء.

ويدل على أن الخلفاء وأتباعهم كانوا مائلين إلى الفلسفة، وأن يحيی البرمكي كان محبا لهم ناصرا لمذهبهم ما رواه الكشي بإسناده عن يونس بن عبد الرحمان، قال: كان يحیی بن خالد البرمكي قد وجد على هشام شيئا من طعنه على الفلاسفة، فأحب أن يغري به هارون ويضربه على القتل - ثم ذكر قصة طويلة في ذلك أوردناها في باب أحوال أصحاب الكاظم علیه السلام وفيها: - أنه أخفى هارون في بيته ودعا

ص: 38

هشاما لیناظر العلماء وجزوا الكلام إلى الإمامة وأظهر الحق فيها،وأراد هارون قتله فهرب، ومات من ذلك الخوف رحمة الله.(1)

وقال ابن ندیم :

كان خالد بن يزيد بن معاوية يسمى حکيم آل مروان، وكان فاضلا في نفسه وله همة ومحبة للعلوم. خطر باله الصنعة فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونانيين ممن كان ينزل مدينة مصر وقد تفضح بالعربية. وأمرهم بنقل الكتب في الصنعة من اللسان اليوناني والقبطي إلى العربي. وهذا أول نقل كان في الإسلام من لغة إلى لغة.(2)

وقال أيضا:

ذكر السبب الذي من أجله كثرت كتب الفلسفة وغيرها من العلوم القديمة في هذه البلاد:

أحد الأسباب في ذلك أن المأمون رأى في منامه كأن رجلا أبيض (اللون)، مشربا حمرة، واسع الجبهة، مقرون الحاجب، أجلح الرأس، أشهل العينين، حسن الشمائل، جالس على سريره. قال المأمون: وكأني بين يديه قد ملئت له هيبة.

فقلت: من أنت؟

قال: أنا أرسطالیس.

فسررت به وقلت: أيها الحكيم أسئلك.

ص: 39


1- بحارالأنوار، ج 57، ص197 (الباب 34 من أبواب العناصر کائنات من كتاب السماء والعالم).
2- فهرست ابن النديم، ص303.

قال: سل.

قلت: ما الحسن ؟

قال: ما حسن في العقل .

قلت: ثم ماذا؟

قال: ما حسن في الشرع.

قلت: ثم ماذا؟

قال: ما حسن عند الجمهور.

قلت: ثم ماذا؟

قال: ثم لا ثم.

وفي رواية أخرى. قلت: زدني.

قال: من نصحك في الذهب، فليكن عندك كالذهب. وعليك بالتوحيد.

فكان هذا المنام من أوكد الأسباب في إخراج الكتب.

فإن المأمون كان بينه وبين ملك الروم مراسلات، وقد استظهر عليه المأمون، فكتب إلى ملك الروم يسئله الإذن في إنفاذ ما يختار من العلوم القديمة المخزونة المدخرة ببلد الروم، فأجاب إلى ذلك بعد امتناع. فأخرج المأمون لذلك جماعة، منهم الحجاج بن مطر وابن البطريق وسلما صاحب بيت الحكمة وغيرهم. فأخذوا مما وجدوا ما اختاروا. فلما حملوه إليه، أمرهم بنقله فنقل. وقد قيل إن يوحنا بن ماسويه ممن نفذ إلى بلاد الروم.

قال محمد بن إسحاق: متن عنى بإخراج الكتب من بلد الروم، محمد واحمد والحسن بنو شاکر المنجم، وخبرهم يجئ بعد ذلك،

ص: 40

وبذلوا الرغائب، وأنفذوا حنين بن إسحاق وغيره إلى بلد الروم. فجاء وهم بطرائف الكتب، وغرائب المصنفات في الفلسفة والهندسة والموسيقى والأرثماطيقي والطب. وكان قسطا بن لوقا البعلبكي قد حمل معه شيئا فنقله، ونقل له.(1)

ولقد كانوا يصرفون كمية هائلة من الأموال والثروات لإنفاذ هذه المهمة ونقل كتب الفلسفة إلى العربية ، قال ابن ندیم:

قال أبو سليمان المنطقي السجستاني: إن بنى المنجم كانوا يرزقون جماعة من النقلة، منهم حنين بن إسحاق. وحبيش بن الحسن. وثابت بن قرة، وغيرهم في الشهر نحو خمسمائة دینار للنقل والملازمة.(2) وقد ذكر لنا التاريخ أسماء بعض هؤلاء النقلة معترفا بعجزها عن إحصائهم جميعا، ففي فهرست ابن ندیم:

أسماء النقلة من اللغات إلى اللسان العربي اصطفن القديم، ونقل لخالد بن يزيد بن معاوية كتب الصنعة وغيرها:

البطريق، وكان في أيام المنصور، وأمره بنقل أشياء من الكتب القديمة. ابنه أبو زكرياء يحیی بن البطريق، وكان في جملة الحسن بن سهل، الحجاج بن مطر، فشر للمأمون، وهو الذي نقل

ص: 41


1- فهرست ابن الندیم، ص303 - 304.
2- فهرست ابن النديم، ص304.

المجسطي وأقلیدس. ابن ناعمة واسمه عبد المسيح بن عبدالله الحمصي الناعمي. سلام والأبرش، من النقلة القدماء في أيام البرامكة، ويوجد بنقلهما السماع الطبيعي. كذا حكی سیدنا أبوالقاسم عیسی بن علي بن عيسي أيده الله . حبيب بن بهريز، مطران الموصل، فسر للمأمون عدة كتب . زروبا بن ماجوه الناعمي الحمصي . هلال بن أبي هلال الحمصي. تذاری. فثيون، أبو نصر بن ناري بن أيوب. بسيل المطران. أبو نوح بن الصلت. اسطاث . جيرون. اصطفن بن باسيل . ابن رابطة. تيوفيلي . شملي. عیسی بن نوح. قويري، واسمه إبراهيم ويكنى أبا إسحاق. تدرس السنقل، داريع الراهب. هياثيون. صليبا. أيوب الرهاوي . ثابت بن قمع. أيوب وسمعان، فسر ازيج بطلميوس لمحمد بن خالد بن يحيى بن برمك، وغير ذلك من الكتب القديمة. بابسيل، وكان يخدم ذا اليمينين. ابن شهدي الكرخي، نقل من السيرياني إلى العربي نقلا رديئا؛ فمما نقل، کتاب الأجنة لبقراط . أبو عمرو يوحنا يوسف الكاتب، أحد النقلة ونقل كتاب أفلاطون في آداب الصبيان.

أيوب بن القاسم الرقي نقل من السرياني إلى العربي، ومن نقله، كتاب إيساغوجي. مرلاحي، في زماننا، جيد المعرفة بالسريانية، عفطي الألفاظ بالعربية، ينقل بين يدي علي بن إبراهيم الدهكي، من السرياني إلى العربي، ويصلح نقله ابن الدهكي. داديسوع، كان يفسر الإسحاق ابن سليمان ابن علي الهاشمي من السريانية إلى العربية. قسطا بن لوقا البعلبكي من خط ابن الملطي، يكنى أبا سعيد، جيد

ص: 42

النقل، فصیح باللسان اليوناني والسرياني والعربي. وقد نقل أشياء، وأصلح نقولا كثيرة. وسيمر ذكره في موضعه من العلماء المصنفین . حنين. اسحق. ثابت. حیش. عیسی بن يحيى الدمشقي . إبراهيم بن الصلت. إبراهيم بن عبدالله . يحيى بن عديالنفيسي. نحن نستقصي ذکر هؤلاء فيما بعد، لأنهم ممن صنف الكتب. إن شاء الله تعالی. أسماء النقلة من الفارسي إلى العربي:

ابن المقفع، وقد مضى خبره في موضعه. آل نوبخت أكثرهم، وقد مضى ذكرهم، ويمضي فيما بعد إن شاء الله تعالی. موسى ويوسف أبناء خالد، وكانا يخدمان داود بن عبد الله بن حميد بن قحطبة، وينقلان له من الفارسية إلى العربية. التميمي واسمه علي بن زیاد، ويكنى أبا الحسن، نقل من الفارسي إلى العربي؛ فمما نقل، زيج الشهریار. الحسن بن سهل، ويمر ذكره في موضعه من أخبار المنجمين. البلاذري أحمد بن يحيى بن جابر، وقد مضى ذكره، وكان ناقلا من اللسان الفارسي إلى العربي. جبلة بن سالم، کاتب هشام. وقد مضى ذكره، وكان ناقلا إلى العربي من الفارسي. إسحاق بن یزید نقل من الفارسي إلى العربي. فمما نقل كتاب سيرة الفرس المعروف بحداد نامه. ومن نقلة الفرس، محمد بن الجهم البرمکي. هشام بن القاسم. موسی بن عيسى الكروي. زادويه بن شاهويه الإصفهاني . محمد بن بهرام بن مطيار الإصفهاني. بهرام بن مردان شاه، مؤد مدينة سابور من بلد فارس. عمر بن الفرخان . ونحن نستقصي ذكره في المصنفین .

ص: 43

نقلة الهند والنبط:

منكة الهندي، وكان في جملة إسحاق بن سليمان بن علي الهاشمي، ينقل من اللغة الهندية إلى العربية. ابن دهن الهندي وكان إليه بیمارستان البرامكة، نقل إلى العربي من اللسان الهندي. ابن وحشية، ينقل من النبطية إلى العربية، وقد نقل كتبا كثيرة على ما ذكر. وسيمر ذكره إن شاء الله تعالى .(1)

أقول: إن هذا الكم الهائل من المترجمين ينبیء عن اتخاذ قرار حكومي متشدد من قبل بني العباس، ولا يعلم كم صرف فيه من أموال أهل البيت عليهم السلام من الخمس والفيء والأنفال؟

ويبدو أنهم قد أسسوا لجان للترجمة في هذه المهمة.

وأنت ترى أن المترجمين للفلسفة اليونانية كانوا مكرمين عند الخلفاء العباسيين أعداء آل محمد عليهم السلام، فقد مر أن نقل الفلسفة إلى اللغة العربية من عدة منهم صار سببا لسرور المأمون الخليفة العباسي، وجاء في ترجمة حنين بن إسحاق العبادي:

مترجم کتاب الفلسفة والحكمة اليونانية إلى العربية، وكان عند المأمون والمعتصم العباسي عزيزا مكرما؛ مات سنة 260 .(2)

ص: 44


1- فهرست ابن ندیم، ص305 - 304.
2- مستدرکات علم رجال الحدیث، ج 3، ص 296، ش5151.

الصراع بين الإسلام والفلسفة بجميع أطواره

مما يبدو واضحا لمن راجع كلمات الأعلام والفقهاء خصوصا كلمات فقهاء الصدر الأول من الإسلام هو أن التقابل بين الفلسفة والإسلام كان أمرا لا يشك فيه أحد، وكان المرتكز في أذهانهم أن التقابل والتضاد بينهما هو التقابل بین الإلحاد والكفر وبين التوحيد والإسلام بحيث لا يمكن الجمع بين لوازم الفلسفة والعرفان والتدين بالإسلام والإعتقاد بالتوحيد.

ويظهر أيضا من كلماتهم أنه لا فرق بين الفرق الفلسفية على الإطلاق من جهة تقابلها مع الشريعة والإسلام.

وقد يتوهم أن ما ورد من هذا الذم والنكير الشديد - بحيث صار الدين والشريعة مباينا للفلسفة - يختص بقسم من الفلسفة وإن للفلسفة مسالك شتي، فإنه قد تكون الفلسفة الحادية وقد لا تكون، فالفلسفة غير الإلحادية لا يتوجه إليها الذم والإنكار.

وما يدفع هذا التوهم أمور:

الأول: ما دل على الذم الشديد بالنسبة إلى المائلين إلى الفلسفة والتصوف من الشيعة الإمامية كما مر من قوله عليهم السلام:

ص: 45

عُلَمَاؤُهُمْ شِرَارَ خَلْقِ اَللَّهِ عَلَى وَجِيرِ الأَرْضِ لِأَنَّهُمْ يَمِيلُونَ إلَى الفَلْسَفَةِ والتَّصَوُّفِ.(1)

الثاني: إن الذم والتكفير والتنسيق والتشنيع والإزراء الوارد في الأحاديث وكلمات الأعاظم لا يختص بقسم دون قسم ولا بطائفة دون طائفة، فذم الفلسفة في أمثال الخبر السابق يشمل جميع أطوار الفلسفة حتى الطريقة المازجة بين الإستدلال والكشف والفلسفة والتصوف التي سميت بالحكمة المتعالية والتي أدعي مطابقتها للآيات والروايات.

الثالث: إن كلمات أكثر الفقهاء العظام الذين يذمون الفلسفة ويحكمون بكفر المنتحلين إليها ويشتعون عليهم مطلقة بل مصحة بأسامي أكابر مدرسة العرفان وما يسمى بالفلسفة الإلهية كما ستعرف.

الرابع: إن وقوف المتألهين من الفلاسفة في قبال مدرسة أهل البيت عليهم السلام ومضادتهم لهم من أوضح الواضحات، ويظهر ذلك - أي مباينة مقالاتهم للدين - مما ورد عنهم في الأبواب المختلفة والمباحث العديدة فإن مباينة ذلك لضروريات الدين وصريح الآيات والأخبار المتواترة مما لا يخفى على ذوي البصيرة، وقد تصدى أهل البيت عليهم السلام وأصحابهم وأكابر علماء الشيعة وفقهائهم

ص: 46


1- إثبات الهداة ، ج 4، ص 204، ح 248؛ مستدرك الوسائل، ج11، ص380، ح25 [13308] (الباب 49 من أبواب جهاد النفس... من کتاب الجهاد).

المعارضة مقالة الفلاسفة وإبطالها في الأبواب المختلفة واحتجوا عليهم، كمناظرة الإمام الرضا عليه السلام سليمان المروزي في مجلس المأمون في «مسألة الإرادة»(1).

الخامس: إن التكفير والتنسيق والإزراء على منتحلي الفلسفة إنما صدر عن الفقهاء العظام عند ذكر مذاهبهم في الأبواب المتفرقة كالقول بقدم العالم زمانا وإنكار المعاد الجسماني (أو القول بالمعاد الجسماني الخيالي الذي هو إنكار للمعاد الجسماني القرآني) والقول بالجبر وإنكار المعراج الجسماني والقول بوحدة الوجود وتطوره بالأطوار المختلفة و....

ومن الواضح أن هذه المقالات صدرت عن الذين يدعون تطابق فلسفتهم مع المذهب الحق.

السادس: إن التاريخ وكلمات الأعلام ينبئان عن وجود إرتكاز عند المتشرعة وغيرهم بالتعارض بين الفلسفة وبين الدين والشريعة. فمهما كان يطلق لفظ الفلسفة كان يسبق إلى الأذهان عنوان المخالفة مع ضروريات الأديان والشرائع الإلهية وتكذيب الأنبياء، وكانوا يرون الفلاسفة في قبال المليين، ويرون للفلاسفة - إطلاقا - مذهبا آخر غير اليهودية والنصرانية والإسلام، مع أنهم كانوا يميزون بين الفرق الفلسفية . ..

ص: 47


1- راجع: الإحتجاج، ج2،ص404 - 401؛ بحارالأنوار، ج10، ص338 - 329، ح2 (الباب 19 من أبواب احتجاجات أميرالمؤمنین عليه السلام ...... من كتاب الاحتجاج).

وهذا الإرتكاز - رغم تضارب أفكار الفلاسفة واختلافها الشديد حتی قيل إنهم ما اتفقوا على رأي واحد - يشير إلى أن هذا التسالم لدى أصحاب الديانات كان على تخطئة طريق سلوكهم في الوصول إلى الحقائق الذي تكون ركيزته على الإستبداد بأفكارهم والتكبر عن الأخذ بتعاليم الأنبياء في إثارة عقولهم، الأمر الذي كان يجمعهم جميعا.

وإليك بعض الشواهد على هذا الارتكاز:

1.ما ذكره ابن ندیم کما مر في صفحة 34

2. قال الشيخ المفيد رحمة الله:

هذا مذهب أبي القاسم الكعبي وهو خلاف مذهب المعتزلة في الطباع، وخلاف الفلاسفة الملحدين أيضا فيما ذهبوا إليه من أفعال الطباع.(1)

وقال بعد ذكر قصة صاحب الحمار الذي أحياه الله بعد مائة عام :

هذا منصوص في القرآن مشروح في الذكر والبيان لا يختلف فيه المسلمون وأهل الكتاب، وهو خارج عن عادتنا وبعيد من تعارفنا، منکر عند الملحدين ومستحيل على مذهب الدهرتین والمنجمين وأصحاب الطبائع من اليونانيين وغيرهم من المدعين الفلسفة والمتطتيين.(2)

ص: 48


1- أوائل المقالات ، ص101.
2- الفصول العشرة في الغيبة ، ص87.

3. قال الشيخ الصدوق في سبب تألیف کمال الدین وتمام النعمة:

فبينا هو يحدثني ذات يوم إذ ذكر لي عن رجل قد لقيه ببخارا من كبار الفلاسفةوالمنطقيين کلامة في القائم عليه السلام قد حيره وشککه في أمره لطول غيبته وانقطاع أخباره.(1)

4. قال قطب الدين الراوندي رحة الله:

اعلم أن الفلاسفة أخذوا أصول الإسلام ثم أخرجوها على رأيهم، فقالوا في الشرع والنبي: إنما أريدا كلاهما لإصلاح الدنيا؛ فالأنبياء يرشدون العوام لإصلاح دنياهم، والشرعيات تهذب أخلاقهم، لا أن الشرع والدين كما يقول المسلمون، من أن النبي يراد لتعريف مصالح الدين تفصيلا وإن الشرعيات ألطاف في التكليف العقلي؛ فهم يوافقون المسلمين في الظاهر، وإلا فكل ما يذهبون إليه هدم للإسلام وإطفاء لنور

شرعه «وَیَأْبَی اللَّهُ إِلَّا أَن یُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ»(2).(3)

5. وقال أيضا:

من الفلاسفة من يقول لمجاملة أهل الإسلام أن الطريق إلى معرفة صدق المدعى للنبوة هو أن يعلم أن ما أتی به مطابق

ص: 49


1- کمال الدین وتمام النعمة، ج1، ص3.
2- التوبة (9)، الآية 32.
3- الخرائج والجرائح، ج3، ص1061.

لما يصلحون به في دنياهم ولأغراضهم التي بسببها يحتاجون إلى النبي صلی الله علیه و آله ولم يشترطوا ظهور معجزة عليه وذكر بعضهم ظهور المعجز عليه ...(1).

6. وقال رحمة الله:

قوما من الذين أقروا بظاهرهم بالنبوات، جحدوا في الإمامة کون المعجزات، فضاهوا الفلاسفة والبراهمة الجاحدين في النبوة الأعلام الباهرات.(2)

7. قال الكراجكي رحمة الله- تلميذ السيد المرتضى رحمة الله- في کتاب کنز الفوائد:

اعلم - أيدك الله - إن من الملحدة فريقا يثبتون الحوادث ومحدثها... اعلم إن الملحدة لما لم تجد حيلة تدفع بها تقدم الصانع على الصنعة، قالت: إنه متقدم عليها تقدم رتبة لا تقدم زمان.(3)

8. قال الشيخ الطبرسي رحمة الله في تفسير سورة الفيل:

وفيه حجة لائحة قاصمة لظهور الفلاسفة والملحدين، المنكرين للآيات الخارقة للعادات.(4)

ص: 50


1- الخرائج والجرائح، ج3، ص1054.
2- الخرائج والجرائح، ج1، ص17.
3- کنز الفوائد، ج1، ص33 و 41. وكما هو واضح فإن الفلسفة تقول بالحدوث الذاتي وتنكر الحدوث الزماني.
4- تفسير مجمع البیان ، ج10، ص 826 (ذيل آية من سورة الفيل).

9. قال ابن أبي الحديد في تفصيله فضائل مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام:

وما أقول في رجل يحبه أهل الذمة على تكذيبهم بالنبوة ، وتعظمه الفلاسفة على معاندتهم لأهل الملة.(1) 10. قال التفتازاني في شرح المقاصد في الجواب عن أن الملائكة روحانيات مجردة:

أن مبنى ذلك على قواعد الفلسفة دون الملة.(2)

11. قال العلامة الحلي :

وهذا هو الكفر الصريح، إذ الفارق بين الإسلام والفلسفة هو هذه المسألة.(3)

12. قال السيد ابن طاووس رحمة الله:

الباب التاسع فيما نذكره عمن يقول إن النجوم لا تصح أن تكون دلالات على الحادثات:

اعلم أن المنکرین لذلك من المسلمين فرق... وفريق سمعوا أن هذا العلم ابتدعه قوم غير الأنبياء من الفلاسفة والحكماء فهربوا من التصديق بشيء من معانيه لئلا يقعوا فيما وقع أولئك فيه من

الضلالة والتشبيه . وقد قدمنا الدلالات الواضحات على أن هذا العلم

ص: 51


1- شرح نهج البلاغة (ابن ابي الحديد)، ج1، ص28.
2- شرح المقاصد، ج5، ص72.
3- نهج الحق وكشف الصدق، ص125.

من علوم الأنبياء والأوصياء عليهم الصلوات، وأوضحنا ذلك بما ذكرنا من المعقولات والمنقولات.(1)

13.قال العلامة المجلسي رحمة الله:

هذه قواعد فلسفية غير مسلمة عند المليين، ولا صحيحة عند القائلين بإسناد الحوادث إلى القادر المختار.(2)

14. وقال:

إني لما ألفيت أهل دهرنا على آراء متشتتة و أهواء مختلفة ... فمنهم من سمى جهالة أخذها من حثالة(3) من أهل الكفر والضلالة، المنکرين لشرائع النبوة وقواعد الرسالة حكمة.(4)

15. وقال أيضا:

وما يشاهد في بعض الناس من نفي بعض الضروريات كحدوث العالم والمعاد الجسماني ونحو ذلك مع الإقرار في الظاهر بنبؤة نبينا صلی الله علیه و آله واعترافهم بسائر الضروريات وما جاء به النبي صلی الله علیه و آله، فذلك لأحد الأمرين:

إما لكونهم ضالين لشبهة اعترتهم فيما زعموه، كتوهمهم کون

ص: 52


1- فرج المهموم، ص 218 - 216.
2- بحارالأنوار، ج8، ص350 (الباب 26 من أبواب المعاد وما يتبعه... من كتاب العدل والمعاد).
3- الحثالة بالضم: الردي من كل شيء. لسان العرب، ج11، ص 142؛ تاج العروس، ج14، ص139
4- مرآة العقول، ج1، ص2.

أباطيل بعض الفلاسفة وسائر الزنادقة برهانا يوجب تأويل الأدلة السمعية ونحو ذلك.

أو لكونهم منکرین للنبوة في الباطن ولكن لخوف القتل والمضار الدنيوية لا يتجرأوا على إنكار غيرما كشفوا عن إنكاره من الضروريات. وأما إظهارهم إنكار ذلك البعض فلارتفاع الخوف في إظهاره لاختلاط عقائد الفلاسفة وغيرهم بعقائد المسلمين بحيث لا تتميز إحداهما عن الأخرى إلا عند من عصمه الله سبحانه.(1)

16. قال الفاضل الهندي في كشف اللثام في معنى زنديق:

وقيل: أصله زند دين، أي يتدين بذلك الكتاب. وقيل: أصله زندين، أي دينه دين المرأة . وفي شمس العلوم: أنه العالم من الفلاسفة، وأنه يقال : معناه زن ودنق.(2)

17. قال السيد نعمة الله الجزائري رحمة الله في الأنوار النعمانية:

إن أكثر أصحاب قد تبعوا جماعة من المخالفين من أهل الرأي والقياس ومن أهل الطبيعة والفلاسفة وغيرهم من الذين اعتمدوا على العقول واستدلالاتها، وطرحوا ما جاءت به الأنبياء علیهم السلام حيث لم يأت على وفق عقولهم، حتى أنه نقل أن عيسی «على نبينا وآله وعليه السلام» لما دعا أفلاطون إلى التصديق بما جاء به

ص: 53


1- بحارالأنوار، ج30، ص483 (الخامس من باب 22 من کتاب الفتن والمحن).
2- كشف اللثام ، ج10، ص523.

أجاب بأن عيسی رسول إلى ضعفاء العقول، وأما أنا وأمثالي فلسنا نحتاج في المعرفة إلى إرسال الأنبياء ... مع أن الأصحاب «رضوان الله عليهم» ذهبوا إلى تكفير الفلاسفة ومن يحذو حذوهم.(1)

18. قال السيد محمد مهدي بحر العلوم رحمة الله في إحدى إجازاته بعد ذكر اعتناء السلف الصالح بالحديث:

ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات،... فهم بين... وبين من سمي جهالة اكتسبها من رؤساء الكفر والضلالة، المنكرين للنبوة والرسالة، حكمة وعلما، واتخذ من سبقه إليها أئمة وقادة، يقتفي آثارهم ويتبع منارهم، يدخل فيما دخلوا وإن خالف نص الكتاب، ويخرج عما خرجوا وإن كان ذلك هو الحق الصواب، فهذا من أعداء الدين، والسعاة في هدم شريعة سيد المرسلين، وهو مع ذلك يزعم أنه بمكان مکین، ولا يدري أنه لا يزن عند الله جناح بعوض مهین .(2)

19. قال المولی محمد صالح المازندراني رحمة الله في باب حدوث العالم من شرح الكافي:

قد اختلف الناس فيه، فذهب المسلمون واليهود والنصاری

ص: 54


1- الأنوار النعمانية ، ج3، ص132- 126؛ نقل عنه المحدث البحراني في الحدائق الناظرة ، ج1، ص126- 128 مع اختلاف يسير.
2- خاتمة مستدرك الوسائل، ج 2، ص 62- 61.

والمجوس إلى أن الأجسام حادثة بذواتها وصفاتها، وذهب أرسطو وأتباعه إلى أنها قديمة بذواتها وصفاتها، وذهب أكثر الفلاسفة إلى أنها قديمة بذواتها ومحدثة بصفاتها.(1)

20. قال شيخ مشايخنا العظام العلامة آية الله الحاج الشيخ مجتبى القزويني رحمة الله ما محصله:

أنه قد كان في قديم الأيام طريقة الفقهاء والتابعين للقرآن والسنة ممتازا عن طريقة الفلاسفة اليونانية والعرفاء والصوفية، وكان كل يرى أن طريقه هو الحق وكان يتبرى من المنهج الآخر، فإنه كان من المسلمات مخالفة منهج القرآن والسنة مع منهج الفلاسفة. وترجمة الفلسفة اليونانية ونقلها إلى العربية قد تمت في عصر الخلفاء.(2)

21. وقد جاء في كتاب خاطرات زندگانی آقای حكيم بيانية السيد آية الله العظمی الخوئي رحمة الله علیه؛ حيث قال ما ترجمته:

حزب (توده) هو نظير عقيدة الفلسفة التي هي ضد أصول الإسلام، فهذه العقيدة کفر وشرک .(3)

22. وقد صرح بهذا بعض الفلاسفة حيث قال:

فمن العقلاء المدققين والفضلاء المناظرين، من اعترف

ص: 55


1- شرح أصول الكافي (المازندراني)، ج3، ص4-2
2- بيان الفرقان (مع تعليقة آية الله السيدان)، ج1، ص28 - 27.
3- مستدرك سفينة البحار، ج8، ص303 (مادة: فلسف).

بالعجز عن هذا الشأن من إثبات الحدوث للعالم بالبرهان قائلا: العمدة في ذلك الحديث المشهور والإجماع من المليين، وأنت تعلم أن الاعتقاد غير اليقين ....

وقال: القول بقدم العالم إنما نشأ بعد الفيلسوف الأعظم أرسطو بين جماعة رفضوا طريق الربانيين والأنبياء، وما سلكوا سبيلهم بالمجاهدة والرياضة والتصفية وتشبثوا بظواهر أقاويل الفلاسفة المتقدمين من غير بصيرة ولا مكاشفة، فأطلقوا القول بقدم العالم. وهكذا أوساخ الدهرتية والطبيعية حيث لم يقفوا على أسرار الحكمة والشريعة، ولم يطلعوا على اتحاد مأخذهما واتفاق مغزاهما.

لشدة رسوخهم فيما اعتقدوه من قدم العالم وزعمهم أن هذا مما يحافظ على توحيد الصانع وانثلام الكثرة والتغيير على ذاته، وأن قياساتهم مبنية على مقدمات ضرورية هي مبادي البرهان، لم يبالوا بأن ما اعتقدوه مخالف لما ذهب إليه أهل الدين بل أهل الملل الثلاث من اليهود والنصارى والمسلمين من أن العالم - بمعنى ما سوى الله وصفاته وأسمائه - حادث. أي موجود بعد أن لم یکن بعدية حقيقية وتأخرا زمانيا الا ذاتيا فقط، بمعنى المفتقر إلى الغير المتأخر عنه في حد ذاته، كما هو شأن كل ممکن بحسب حدوثه الذاتي وهو

ص: 56

لا استحقاقية الوجود والعدم من نفسه. ومنهم، وإن كان ممن التزم دين الإسلام لكنه يعتقد قدم العالم، ويظن أن ما ورد في الشريعة والقرآن واتفق عليه أهل الأديان في باب الحدوث للعالم، إنما المراد منه مجرد الحدوث الذاتي والافتقار إلى الصانع. وذلك القول في الحقيقة تكذيب للأنبياء من حيث لا يدري، ولا يخلص قائله، ولا يأمن من التعذيب العقلي والحرمان الأبدي، لأن الجهل في الأصول الإيمانية إذا كان مشفوعا بالرسوخ يوجب العذاب الروحاني في دار المآب. ثم تأويل ما ورد في نصوص الكتاب والسنة إنما هو لقصور العقول عن الجمع بين قواعد الملة الحنيفة والحكمة الحقيقية، وإلا فألفاظ الكتاب والسنة غير قاصرة عن إفادة الحقائق وتصوير العلوم والمعارف المتعلقة بأحوال المبدأ والمعاد حتى يحتاج إلى الصرف عن الظاهر للأقاويل وارتكاب التجوز البعيدوالتأويل . وهكذا فعله أبونصر الفارابي في مقالته التي في الجمع بين الرأيين والتوفيق بين مذهبي الحكيمين أفلاطون وأرسطو، حيث حمل الحدوث الزماني الوارد في كلام أفلاطون حسب ما اشتهر منه ودلت عليه الألفاظ المأثورة منه على الحدوث الذاتي، وهذا من قصوره في البلوغ إلى شأوا الأقدمين الأساطين .(1)

ص: 57


1- رسالة في الحدوث، ص9 و 15 - 17.

يستفاد من كلامه أمور:

منها: إن الفلاسفة لم يبالوا بمخالفة الشريعة لما ذهبوا إليه من القدم الذاتي.

ومنها: إنهم أولوا نصوص الكتاب والسنة، وما اتفق عليه أهل الأديان في باب حدوث العالم، وقالوا: إنما المراد منه مجرد الحدوث الذاتي والافتقار إلى الصانع، وهذا القول في الحقيقة تكذيب للأنبياء علیهم السلام ومستلزم للعقاب الأبدي.

ومنها: ألفاظ الكتاب والسنة غير قاصرة عن إفادة الحقائق کي تحتاج إلى صرفها عن ظواهرها، وارتكاب التجوزات البعيدة فيها، فالمستفاد من الكتاب والسنة ليس إلا الحدوث الزماني، بمعنی مسبوقية العالم بالعدم الصريح وإن له أولا وابتداء.

والحمدلله رب العالمين

ص: 58

المصادر

• القرآن الكريم

• نهج البلاغة

• التفسير المنسوب إلى الإمام الحسن العسكري علیه السلام

1. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات. الحرعاملي، محمد بن حسن (ت 1104 ق). بیروت: منشورات الأعلمي. الطبعة الأولى: 1425ق.

2. تاريخ الفلسفة والتصوف. النمازي الشاهرودي، علي (ت 1405ق). بیروت: دارالمحجة البيضاء. الطبعة الأولى: 1433ق.

3. التفسير الكبير (مفاتيح الغيب). فخر الدين الرازي، محمد بن عمر (ت604 ق). بیروت: دار إحياء التراث العربي. الطبعة الثالثة: 1420ق.

4. تفسير جوامع الجامع. الطبرسي، فضل بن حسن (ت 548ق). طهران: منشورات جامعة طهران. الطبعة الأولى: 1377ش.

5. تفسير مجمع البيان. الطبرسي، فضل بن حسن (ت 548 ق). طهران: منشورات ناصر خسرو. الطبعة الثالثة: 1372ش.

6. توحيد الإمامية. الملكي الميانجي، محمد باقر(ت 1419ق).تنظیم: محمد البياباني الأسكوئي. طهران: مؤسسة الطباعة والنشر وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي. الطبعة الأولى: 1415ق.

7. توحيد المفضل. الجعفي، مفضل بن عمر(ت 148 ق). قم:منشورات الداوري. الطبعة الثالثة .

ص: 59

8. الحدائق الناظرة في أحكام العترة الطاهرة. البحراني، يوسف (ت 1186ق). التحقیق: محمد تقي الإيراني. قم: مؤسسة النشر الإسلامي. الطبعة الأولى: 1405 ق.

9. حديقة الشيعة. المقدس الأردبيلي، أحمد بن محمد (ت993ق). قم: منشورات أنصاريان. الطبعة الثالثة : 1383ش.

10. الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة. صدر المتألهين، محمد ابراهیم (ت 1050ق). بیروت: منشورات دار إحياء التراث . الطبعة الثالثة: 1981م.

11. خاتمة المستدرك الوسائل. النوري الطبرسي، الميرزا حسین (ت1320ق). التحقيق: قم: مؤسسة آل البيت علیهم السلام لاحياء التراث. الطبعة الأولى: 1415ق.

12. الاحتجاج على اهل اللجاج. الطبرسي، أحمد بن علي (ت 88ق). التحقيق: محمد باقر الخرسان. مشهد: نشر المرتضی. الطبعة الأولى: 1403 ق.

13. الخرائج والجرائح. الراوندي، قطب الدين (ت573ق). قم:مؤسسة الإمام المهدي عجل الله تعالی فرجه الشریف. الطبعة الأولى: 1409ق.

14. فصوص الحکم. ابن عربي، محي الدين (ت 638ق). قم: منشورات الزهراء عليها السلام . الطبعة الثانية: 1370ش.

ص: 60

15. شرح فصوص الحکم. القيصري الرومي، محمد داوود (ت751ق). طهران: شركة العلمية الثقافية . الطبعة الأولى: 1375ش.

16. رسالة فيالحدوث . الشيرازي، صدر الدين (ت1050ق). التحقيق: دکتر سید حسین الموسويان. طهران: منشورات حكمة الاسلامی صدرا. الطبعة الأولى: 1378ش.

17. سد المفرعلی منکرعالم الذر. علم الهدی، محمد باقر(ت1431ق). تقرير الأبحاث: السيد علي الرضوي. بیروت: منشورات دارالعلوم . الطبعة الأولى: 1433ق.

18. شرح أصول الكافي. المازندراني، ملا صالح (ت1081ق). التحقيق: أبوالحسن الشعراني. طهران: المكتبة الإسلامية . الطبعة:1382ق.

19. شرح المقاصد في علم الكلام. التفتازاني، سعد الدين (ت792ق). پاکستان: دارالمعارف النعمانية . الطبعة الأولى: 1401ق.

20. عارف وصوفی چه می گوید؟ . الطهراني، الميرزا جواد (ت 1368ش). طهران: منشورات آفاق. الطبعة الأولى: 1390ش.

21. عیون اخبار الرضا علیه السلام. ابن بابویه، محمد بن علي (ت381 ق). التحقيق: مهدي اللاجوردي. طهران: منشورات جهان. الطبعة الأولى: 1378ق.

22. فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم. ابن طاووس، على بن موسی (ت664ق). قم: دار الذخائر. الطبعة الأولى: 1368ق.

ص: 61

23. احقاق الحق وإزهاق الباطل. الشوشتري، قاضي نور الله (ت1019ق). قم: منشورات مكتبة آية الله المرعشي النجفي رحمة الله علیه. الطبعة الأولى: 1409ق.

24. الفصول العشرة في الغيبة. المفيد، محمد بن محمد (ت 413ق). التحقيق: الشيخ فارس حشون. بیروت: دار المفيد. الطبعة الثانية: 1414ق.

25. فهرست ابن ندیم. البغدادي، ابن ندیم (ت 438 ق). التحقيق: رضا تجدد.

26. قصص العلماء. التنكابني، الميرزا محمد (ت 1302ق). طهران: منشورات علمية الإسلامية، الطبعة الثانيه: 1364ش.

27. الكافي. الكليني، محمد بن يعقوب (ت329ق). التحقيق: على أكبر الغفاري. طهران: منشورات دارالکتب الإسلامية . الطبعة الرابعة: 1407ق.

28 .کشف اللثام عن قواعد الأحكام. الإصفهاني، بهاء الدين محمد بن حسن (المعروف بالفاضل الهندي) (ت 1137ق). قم: مؤسسة النشر الإسلامي. الطبعة الأولى: 1416ق.

29.کمال الدین وتمام النعمة. ابن بابویه، محمد بن علي (ت381ق). التحقيق: علي أكبر الغفاري. طهران: منشورات الإسلامية. الطبعة الثانية: 1395ق.

ص: 62

30.كنز الفوائد. الكراجكي، محمد بن علي (ت 449ق). التحقيق: عبدالله نعمة. قم: دارالذخائر. الطبعة الأولى: 1410ق.

31. لسان العرب. ابن منظور، محمد بن مکرم (ت711ق). التحقيق: جمال الدين ميردامادي. بیروت: منشورات دار الصادر. الطبعة الثالثة: 1414ق.

32. مرآة العقول في شرح أخبار الرسول. مجلسي، محمد باقر (ت1110ق).التحقيق: السيد هاشم الرسولي المحلاتي. طهران: دارالکتب الإسلامية . الطبعة الثانية: 1404ق.

33. مستدرک الوسائل ومستنبط المسائل. النوري الطبرسي، الميرزا حسین (ت1320ق). قم: مؤسسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث. الطبعة الأولى: 1408ق.

34. الأنوارالنعمانية . الجزائري، السيد نعمة الله (ت 1112ق). تبریز مكتبة حقيقة.

35. مستدرک سفینة البحار. النمازي الشاهرودي، علي (ت 1405ق). قم: مؤسسة النشر الإسلامي. الطبعة الثانية: 1427ق.

36. مستدرکات علم رجال الحديث. النمازي الشاهرودي، على (ت 1363ش). قم: مؤسسة النشر الإسلامي. الطبعة الأولى: 1412ق.

37. مصباح الفقيه. الهمداني، آقا رضا (ت1322ق). قم: مؤسسة الجعفرية لإحياء التراث. الطبعة الأولى: 1416ق.

ص: 63

38. مصباح المتهجد وسلاح المتعبد. الطوسي، محمد بن الحسن (ت460 ق). بیروت: مؤسسة فقه الشيعة. الطبعة الأولى : 1411ق.

39. المطالب العالية من العلم الإلهي. الرازي، فخرالدین (ت 606ق). التحقيق: دکتر الحجازي السقا. بیروت: دارالکتب العربي. الطبعة الأولى: 1407ق.

40. معرفت معاد. الملكي الميانجي، علي. طهران: منشورات نبأ . الطبعة الأولی، 1392ش.

41. منهاج البراعة في شرح نهج البلاغة. الخوئي، الميرزا حبیب الله (ت1324ق). طهران: منشورات اسلامية. الك.طبعة الأولى: 1386ش.

42. نهج الحق وكشف الصدق. الحلي، حسن بن يوسف (ت 726ق). بیروت: دارالکتاب. الطبعة الأولى: 1982م.

43. تفصيل وسائل الشيعة إلی تحصیل مسائل الشريعة. الحر العاملي، محمد بن حسن (ت1104ق). قم: مؤسسة آل البيت علیهم السلام لإحياء التراث. الطبعة الأولى: 1409 ق.

44. أوائل المقالات. نعمان، محمد بن محمد (ت 413 ق). قم: المؤتمر العالمي للشيخ المفيد. الطبعة الأولى: 1413ق.

45. سلسبيل. الإصطهباناتي، الميرزا أبوالحسن (ت 1338ق). بمبئي: مطبع ناصري. الطبعة: 1312 ق.

ص: 64

46. میزان المطالب. الطهراني، الميرزا جواد آقا(ت 1368ق). طهران: منشورات آفاق. الطبعة الأولی، 1392ش.

47. سد المفر على القائل بالقدر علم الهدی، محمد باقر(ت1431ق). تقرير الأبحاث: السيد علي الرضوي - الشيخ أمير الفخاري - الشيخ حسن الكاشاني. طهران: منشورات منير. الطبعة الأولی، 1387ش.

48. الأمالي. ابن بابویه، محمد بن علي (ت381ق). طهران: منشورات کتابچي. الطبعة السادسة: 1376ش.

49. السنخية أم الاتحاد والعينية أم التباين. السيدان، السيد جعفر. تعريب: ماجد الكاظمي. مشهد: پارسیران. الطبعة الأولى: 1390ش.

50. نقد و بررسی قواعد فلسفي (1) قاعدة الواحد. السيدان، السيد جعفر. مشهد: پارسیران. الطبعة الثانية: 1392ش.

51. السفاء (الإلهيات). ابن سينا، أبوعلي (ت 428ق). قم: مكتبة آية الله المرعشي النجفي رحمة الله علیه. الطبعة: 1404ق.

52. المشاعر. صدر المتألهين، محمد إبراهيم (ت1050ق). طهران: مكتبة الطهوري. الطبعة الثانية: 1363ش.

53. الميزان في تفسير القرآن. الطباطبايي، السيد محمد حسین (ت 1412ق). قم: مؤسسة النشر الإسلامي. الطبعة الخامسة: 1417ق.

54. تفسير القرآن الكريم. صدر المتألهين، محمد إبراهيم (ت1050ق). قم: منشورات بیدار. الطبعة الثانية: 1366ش.

ص: 65

55. بحارالأنوار الجامعة لدرر الأخبار الأئمة الأطهار علیهم السلام. المجلسي، محمد باقر (ت1110ق). بیروت: منشورات دار إحياء التراث العربي. الطبعة الثانية: 1403 ق.

56. الفتوحات المكية. ابن عربي، محي الدين (ت 638ق). بیروت: منشورات دار الصادر.

57. شرح فصوص الحکم. الكاشاني، عبدالرزاق (ت735ق). قم:منشورات بیدار. الطبعة الرابعة: 1370ش.

58. بصائر الدرجات في فضائل آل محمد علیهم السلام. الصفار، محمد بن حسن (ت 290 ق). التحقيق: محسن بن عباسعلي کوچه باغي. قم: مكتبة آية الله المرعشي النجفي. الطبعة الثانية : 1404 ق.

59. بيان الفرقان في توحيد القرآن (مع تعليقات آية الله السيد جعفر السيدان). القزويني، شیخ مجتبی (ت1386ق). قم: منشورات دليل ما. الطبعة الأولى: 1389ش.

60. تاج العروس من جواهر القاموس الحسيني الزبيدي، محمد مرتضی (ت1205 ق). بیروت: منشورات دار الفكر. الطبعة الأولى: 1414 ق.

61. موقف العلماء من الفلسفة والعرفان. علم الهدی، محمدباقر (ت1431ق). مشهد: دارالولاية للنشر. الطبعة الأولى: 1436ق.

ص: 66

دیدگاه اهل البيت علیهم السلام در ارتباط با فلسفه و عرفان

علامه شیخ محمد باقر علم الهدی رحمة الله

ولایت

انتشارات ولايت

1438 - 1395

ص: 67

چکیده

این اثر يك فصل از کتاب «سد المفر على القائل بالقدر» مرحوم علامه حاج شیخ محمد باقر علم الهدی رحمة الله علیه می باشد که شامل بخشی از احادیث وكلمات گهربار ائمه معصومین علیهم السلام در موضوع فلسفه و عرفان است. و همچنین به بررسی ورود فلسفه به کشورهای اسلامی و علت شیوع آن می پردازد.

این اثر به همت مؤسسه عالم آل محمد علیهم السلام المعارفية آماده به چاپ گردید.

------------

انتشارات ولايت

ایران، مشهد مقدس، بازار بزرگ

تلفن: 00989151162907 - 00989151576003

ص: 68

BOOK SUMMARY

This booklet provides traditions from Ahlulbayt (AS) in regards Philosophy and Mysticsm, along with a brief look into the history of Philosophy and how the Khalifs in Islamic countries introduced it and helped import it from the West. It is a chapter extracted from a work by the late Ayatollah Sheikh Bager Alamolhuda.

The publisher

Velayat publishers

Address: Iran, Mashhad, central bazaar, Velayat publisher. Tel: 00989151576003-00989151162907

ص: 69

THE POSITION OF AHLULBAYT VIS-À-VIS PHILOSOPHY AND

MYSTICISM

Ayatollah Sheikh Baqer Alamolhuda

Velayat Publishers

1395 - 2017

ص: 70

بسم الله الرحمن الرحيم

«أُدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوعِظَةُ الحَسَنَةُ»

علم و معرفت بزرگترین و بهترین نعمت الهی است که خداوند متعال آن را به بندگان صالح خویش عطا می فرماید و آنها را در مسیر عبودیت و كمال بندگی به سوی خود با آن یاری می کند. بزرگترین افتخار بندگان خدا برخورداری آنها از این نعمت گران سنگ است. عالمان ربانی و عارفان حقیقی کسانی هستند که در راه بندگی خدا همواره پیامبران الهی و امامان معصوم علیهم السلام را چراغ راه خویش قرار داده واز سلوک طریق علمی و عملی آنها هیچ وقت احساس خستگی به خود راه نداده و از هر طریق دیگری غیر از راه امامان معصوم علیهم السلام دوری و بیزاری می جویند.

این بنیاد با هدف احیای آثار چنین بزرگانی که در طول تاریخ تشیع همواره مدافع و پشتیبان معارف اصیل وحیانی و علوم راستین اهل بیت علیهم السلام بوده اند تشکل می یابد.

امید است با توجهات خاص حضرات معصومین در این راه توفیق یارشان باشد تا بتوانند قدم های مثبت مهمی در احیای آثار ارزشمند آن بزرگان با شرایط روز بردارند.

عالم آل محمد

مؤسسة عالم ال محمد (عليهم السلام) العارفية

info@alemalmohammad.com

ص: 71

بسم الله الرحمن الرحيم

«أُدْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالمَوعِظَةُ الحَسَنَةُ»

Call on to the way of your lord with wisdom and good preaching

Knowledge is arguably God's most precious blessing given to humanity, with which they can understand, worship, and submit to the Almighty's commandments. It is indeed the greatest of His gifts for both in this life and the afterlife.

And those with divine understanding are the true inheritors of the prophets and their successors. Those are the people of wisdom who stop at nithing in carrying on their endeavor in seeking knowledge from its one and only source; The messengers of Allah.

This institution, was founded on the revival and republishing the canons and original works of the scholars who gave their life in supporting the foundations of the religion and the teachings of the holy prophet and his immaculate household. We ask Allah to guide us in this holy path.

عالم آل محمد

مؤسسة عالم آل محمد (عليهم السلام) للعارفية

info@alemalmohammad.com

ص: 72

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.