تاريخ التشيع في سامراء

اشارة

تاريخ التشيع في سامراء

نويسنده: بلداوی، ایاد عیدان

زبان: عربی

ناشر: مؤسسة البلداوی الثقافیة للطباعة و النشر - بغداد - عراق

سال نشر: 1429 هجری قمری

سال نشر: 2008 میلادی

ص: 1

اشارة

الكتاب:تاريخ التشيّع في سامراء

الكاتب:إياد عيدان البلداوي

سنة الطبع:1429 ه-2008 م

جهة الإصدار:

مؤسسة البلداوي الثقافية للطباعة و النشر العراق-بغداد-الكاظمية ص.ب 9296

مكتب بلد-شارع المحيط

موبايل:07901843486

07902335875

ص: 2

الإهداء

الى المدّخر لكرامة أولياء الله و بوار اعدائه الى الذي طال انتظاره و صعب على شيعته الإنتظار الى المعيد شريعة جدّه الى الحياة من جديد الى من تعرض بساحته المقدسة الأعمال كلها الى من يرى الظلم و الجور قد عمّ المعمورة و آخره و ليس بآخره و ما أشنعه و أفظعه و أفجعه أن يرى فدته نفوس العالمين قبور آبائه الطاهرين و داره التي ولد فيها قد فجّرتها و هدّمتها حفنة نتنة من النواصب الفجرة الكفرة فعجبا عجبا و تبا و سحقا لأولئك المجرمين.

إليك يا سيدي يا صاحب الزمان أهدي هذا المجهود المتواضع سائلا الله عزّ و جلّ القبول و التوفيق و من القراء الأعزاء خالص الدعاء.

إياد عيدان البلداوي

ص: 3

ص: 4

مقدمة المؤلف

بسم اللّه الرحمن الرحيم قال تعالى في كتابه المجيد: (وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا)، أخرج الإمام الثعلبي في تفسيره الكبير عن الإمام الصادق(عليه السلام)قال:نحن حبل اللّه و عدّها ابن حجر في الآيات النازلة في أهل البيت(عليهم السلام) حيث أوردها في الفصل الأول من الباب 11 من صواعقه،و خطب النبي الأعظم(صلى اللّه عليه و آله)مرة فقال:(يا أيها الناس إن الفضل و الشرف و المنزلة و الولاية لرسول اللّه و ذريته فلا تذهبن بكم الأباطيل)و قال(صلى اللّه عليه و آله)(و اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد و مكان العينين من الرأس و لا يهتدي الرأس إلا بالعينين)و قال(صلى اللّه عليه و آله)(إلزموا مودّتنا أهل البيت فإنه من لقي اللّه و هو يودّنا دخل الجنّة بشفاعتنا و الذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا)و الى غير ذلك من تفسير الآيات و الأحاديث الشريفة المنقولة عن كبار علماء أهل السنة.

و انطلاقا من هذه الدعوة المحمدية الإلزامية في مودة العترة النبوية و طمعا في شفاعتهم قمت بتدوين هذا الكتاب الذي يحمل في طياته فترة زمنية تاريخية في مدينة سامراء المقدسة مثوى أئمة الهدى(عليهم السلام)من آل الرسول الأكرم(صلى اللّه عليه و آله)و صنّفته بعنوان(تاريخ التشيّع في سامراء)منذ أن فرضت الإقامة الجبرية على الإمامين العسكريين(عليهما السلام)حتى يومنا الحاضر،و ضم الكتاب بين دفتيه محتوى مواضيع شتى منها لمحة تاريخية عن سامراء و تعريف موجز بحياة العسكريين(عليهما السلام)و ما روي عنهما من حكم و مواعظ خالدة،و شذرات عن الإمام المنتظر(عجل اللّه فرجه الشريف)و ما ورد في الشعر العربي عن سامراء ثم نعرج على جملة من أعلام الشيعة فيها ثم نتحدث عن دولة بني عقيل و أهم العمارات التي جرت على الروضة العسكرية و سدانتها و نمر أيضا على المرجع الكبير السيد المجدد محمد حسن الشيرازي و أعماله في المدينة و لقاء السيد الحلي بسماحته،و كذلك نذكر علماء الشيعة في سامراء

ص: 5

و أهم الوقوفات التي شيدوها هناك كالحسينيات و المكتبات و نذكر قائد ثورة العشرين في سامراء السيد المجاهد محمد حسن الصدر و العلامة الشيخ عبد الرحيم الغراوي و جهاده المستمر و ما عاناه من النظام البعثي البائد ثم ننتقل الى فاجعة تفجير المرقد المبارك و مواقف مراجع الشيعة في العالم و خصوصا بيان الزعيم الأعلى للطائفة السيد علي الحسيني السيستاني.

و لا أقول ان هذا الكتاب قد أحاط بكل جوانب الموضوع بل يحتاج الى الكثير من المعلومات ليصبح مصدرا للدراسة،و آخر دعوانا ان الحمد للّه رب العالمين.

الراجي رحمة ربه إياد عيدان البلداوي

ص: 6

سامراء في لمحة تاريخية

قال اليعقوبي في كتاب البلدان ص 35:سامراء اسمها زوراء بني العباس، و كانت في متقدم الأيام صحراء من أرض كورة الطيرهان لا عمارة بها، و قال صاحب المعجم:اسمها سام راه لأن الذي بناها هو سام بن نوح(عليه السلام)بعد خروجه من السفينة،و ذلك لطيب هوائها وسعة فضائها و عذوبة مائها،و نزلها قوم من اليهود يقال لهم السامري فسميت سامرا، و قال ابن المستوفي أنشأها سابور الثاني ذو الأكتاف،و الأكاسرة مدّنوا فيها المدائن و القصور الشاهقة و كروا فيها الأنهار و غرسوا الأشجار،ثم استولى عليها القياصرة أيام خسرو برويز و غلبت الروم على الفرس فطردوا المجوس و الوثنيين منها و زادوا في عمارتها و اكثروا فيها الصوامع و الكنائس الى أن ظهر الإسلام،و سامراء جاءت بألفاظ متعددة أخرى مثل سرّ من رأى،سرّ من را،سرور من رأى،ساء من رأى، و فتحها عبد اللّه بن المعتم سنة 16 ه و خاف النصارى و تناقصوا.

قال الحموي في معجمه ج 5 ص 17:فأراد السفاح تمصير سامراء فبنى مدينة الأنبار بحذائها و أراد المنصور بعد ما أسس بغداد بناءها و سمع في الرواية ببركة هذه المدينة فابتدأ بالبناء في البردان ثم بدا له و بنى بغداد، و أراد الرشيد أيضا بناءها فبنى بحذائها قصرا و هو بحذاء أثر عظيم للأكاسرة كان قديما،و سار المعتصم مع وزيره الفضل بن مروان و أصله من قرية البردان إحدى قرى نهر دجيل سنة 221 ه و معه أهل الخبرة فوصل قرية باحشما(جنوب بلد الحالية)فوقع اختياره عليها لتصبح عاصمة له بدلا من بغداد،لكنه تركها لأنه لم يجد موضعا يحفر فيه نهرا لارتفاع أرضها عن مستوى النهر،فاتخذ سامراء.قال الحموي:لم يكن في الأرض كلها أحسن منها و لا أجمل و لا أعظم و لا آنس و لا أوسع ملكا منها، و حكمها ثمانية خلفاء من بني العباس،و روى الشيخ الصدوق في الامالي، و المجلسي و ابن شهر آشوب في المناقب بسنده عن أبي محمد الفحام عن عمّ أبيه قال:قال يوما الإمام علي بن محمد عليه السلام:(يا أبا موسى

ص: 7

أخرجت الى سرّ من رأى و لو أخرجت عنها لخرجت كرها،قال:قلت له:

و لم يا سيدي..؟قال:لطيب هوائها و عذوبة مائها و قلة دائها،ثم قال:تخرب سرّ من رأى حتى لا يكون فيها إلا خان و بقال للمارّة و علامة تدارك خرابها تدراك العمارة في مشهدي من بعدي)و قال الإمام الهادي عليه السلام:

(قبري بسرّ من رأى أمان لأهل الجانبين)كما رواه أبو هاشم الجعفري و نقله العلامة المجلسي في البحار،و تأتي أهمية سامراء بأن ولادة منقذ البشرية الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام كانت في أرضها المباركة و كان عجل اللّه فرجه يحبها حبا جما فقد روى الكليني في الكافي عن الوجنائي قال:قال الإمام الحجة في سامراء:(اللهم إنك تعلم أنها احب البقاع عندي)،قال ابن عبد الحق في مراصده:(سامرا على دجلة من شرقيها تحت تكريت و حين انتقل المعتضد عنها و سكن بغداد،خرّبت و لم يبق منها الآن إلا يسير و لها أخبار طويلة و الباقي منها الآن موضع كان يسمى بالعسكر).

و مرّ بسامراء ابن جبير سنة 580 ه و ابن بطوطة سنة 730 ه و المنشي البغدادي في رحلته الذي يقول :(سامرا،طيبة الهواء و فيها حوالي ألفي بيت،و في كل سنة يبلغ زوار الشيعة من العرب و العجم نحو ثلاثين ألفا يأتون للزيارة،و في سامرا البطيخ الأحمر كثير الجودة)و زارها من الرحالة الغربيين الكابتن جون الإنكليزي في آب سنة 1813 م،و المستر ريج القنصل البريطاني في العراق 1808-1821 م الذي كتب:

(سامراء كان لها شيء من الأهمية و يقدسها الشيعة تقديسا كبيرا و قد بني مؤخرا جامع جديد و بقربه حمام و خان لإيواء الزوار على نفقة أحد الإيرانيين المتدينين)و رحل اليها جونز الإنكليزي و وصلها يوم 1846/4/6 م و يقول:(تقع سامراء الحديثة على جرف عال،و هي الآن محاطة بسور متين شيد على حساب شيعة الهنود المتنفذين ،فأصبحت آمنة بفضل السور الجديد و تتألف البلدة من حوالي 250 بيتا مع عدد من السكان السنّة لا يتجاوز الألف الذين يحمل مائة منهم السلاح و قد أقطعت البلدة في هذه السنة الى الضابط الحالي السيد حسين)و أما المس بيل فقد

ص: 8

كتبت رسالتين سنة 1917 م تقول:(سامراء بلدة مسورة جميلة ترتفع في وسطها قبة الذهب الهائلة التي تعلو المشهد فتحجب السماء عن الناظرين من الطرق الضيقة الآيلة جدرانها الى الإنهدام) و لها رسالة اخرى مؤرخة في 1920/3/14 م تذكر فيها حديثها مع المرحوم العلامة السيد حسن الصدر:(و تطرقنا بعد ذلك الى طقس سامراء الذي شرح لي بأنه أحسن من طقس بغداد بكثير لأن سامراء تقع في المنطقة الثالثة في عرف الجغرافيين القدماء).

و في زمان الملك فيصل الاول وسعت الطرق بين الدور في سامراء سنة 1341 ه،و عملت إسالة الماء سنة 1343 ه،و نوّرت الروضة العسكرية بالكهرباء سنة 1349 ه.

و قال أحمد سوسة في(ري سامراء)ص 46:(تقع سامراء الحالية على الضفة اليسرى من نهر دجلة على مسافة 130 كيلومتر شمالي بغداد،و من آثارها المسجد الجامع و الملوية و قصر العاشق و السور الذي بناه العلامة الشيخ زين العابدين السلماسي سنة 1834 م و أهم محلاتها القديمة:الشرقية و الغربية و العابد و البو بدري و محلة البو نيسان و القاطول و القلعة،و كانت سامراء سنة 1318 ه-1900 م مركز قضاء يتبع له:تكريت و دجيل و إمام دور و بلد و سميكة كما جاء في سالنامة بغداد ص 218،و في سنة 1908 م هجم الجراد على سامراء بصورة لم يسبق لها مثيل فأتلف الزروع و قضى على سعف النخيل و أكل حتى الألبسة كما في ذكريات عبد العزيز القصاب و في سنة 1924 م وقع الطاعون في سامراء،و في سنة 1925 م وقع الجدري بشكل واسع،و في سنة 1943 م كان قائممقام سامراء رفيق نوري السعيدي و القاضي عباس عبد اللطيف البلداوي و رئيس البلدية محمود محمد صالح،و نفوسها سنة 1957 م(28243)نسمة و المكتبات العامة فيها مكتبة سامراء المركزية التي أسست سنة 1956 م و تضم سنة 1986 م نحو 12000 كتاب،و مكتبة ابن بطوطة أسست سنة 1957 م و تضم ألفي مجلد،و مكتبة الشيخ احمد الراوي أسست سنة 1967 م و مقرها في المدرسة العلمية الدينية السنية.

ص: 9

الإمام علي الهادي عليه السلام:

اشارة

هو علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و أمه سمانة المغربية،ولد في المدينة المنورة سنة 212 ه و من ألقابه:النجيب و المرتضى و الهادي و النقي، و ذكر له العلامة المجلسي في البحار نحو 65 معجزة و كرامة و أجمع الموالف و المخالف على علمه و عبادته و زهده،و روى عنه أكثر من 185 رجلا في مختلف العلوم،و شخص به المتوكل العباسي سنة 243 ه الى سامراء و أنزله خان الصعاليك و بقي تحت الإقامة الجبرية حتى دس له السم المعتز العباسي يوم ثالث رجب سنة 254 ه و دفن في داره عليه السلام و كانت سامراء شبيهة بالقيامة في ذلك اليوم حسبما ذكره المسعودي في إثبات الوصية و اليعقوبي في تاريخه و بلغت الكتب المؤلفة في الإمام الهادي عليه السلام نحو 60 كتابا في مختلف اللغات،و مدحه مئات الشعراء منذ القرن الثالث و الى يومنا الحاضر،منهم أبو يحيى المغربي حيث يقول :

يا راكب الشهباء تعمل تحته *** سلّم على قبر بسامراء

قبر الإمام العسكري و ابنه *** و سمي أحمد خاتم الخلفاء

و قال شاعر آخر:

أبا الحسن الهادي قصدتك راجيا *** نداك و حاشا أن يخيب رجائيا

فمن لي إذا لم تقضى منك حوائجي *** و إنك للحاجات لازلت قاضيا

و قال العلامة الخطيب الشيخ محمد علي اليعقوبي :

يا أبا العسكري حقق رجائي *** و أقلني يا بن الجواد العثارا

كن شفيعي عند الإله إذا ما *** جئت في الحشر أحمل الأوزارا

لذت فيكم إذ ليس يخشى *** من الأهوال من لاذ فيكم و استجارا

ص: 10

و قال أبو الغوث المنبجي أسلم بن مهوز المتوفى سنة 254 ه قصيدة نظمها في سامراء منها:

فلما تراءت سر من را تجشمت *** اليك فعوم الماء في مفعم الوادي

إذا ما بلغت الصادقين بني الرضا *** فحسبك من هاد يشير الى هاد

ينابيع علم اللّه أطواد دينه *** فهل من نفاد إن علمت لأطواد

و قال الشيخ البهائي العاملي:

في يثرب و الغري و الزوراء *** في طوس و كربلاء و سامراء

لي أربعة و عشرة و هم ثقتي *** في الحشر و هم حصني من أعدائي

و قال العلامة المجاهد الشيخ عبد الكريم بن علي الجزائري المتوفى سنة 1382 ه:

لذ بباب النجاة باب الهادي *** فهو باب به بلوغ المراد

كم لركب الزوار فيه مناخ *** قد حداهم من جانب اللّه حادي

و بعث الينا سماحة الشيخ ابراهيم أبو حازم الباوي في شهر رمضان المبارك سنة 1421 ه قصيدة رائعة في الإمام الهادي عليه السلام منها:

ناداك من بين الضلوع منادي *** يا سيدي يا ابن الهداة الهادي

زادي ولاؤك في البعاد و لم يزل *** في كل آن في ولاءك زادي

للّه يا شرف الوجود و نوره *** و مزودا فكر الورى برشاد

آمنت أنك منقذي في موقف *** فيه كبا عند الصراط جوادي

و قال الأمير حسام الدولة أبو الشوك المتوفى سنة 437 ه:

و بسر من رأى السلام على التقي *** نجل النقي رب العلى و السؤدد

بالعسكريين اعتصامي من لظى *** و بقائم من آل أحمد في غد

ص: 11

و قال الملا حسن فرج العوامي القطيفي المتوفى 1364 ه:

يا تقي العباد يا بن الجواد *** رزؤك اليوم قد أذاب فؤادي

أورثت عيني الدموع و قلبي *** أورثته الخشوع و الإنكاد

و قال نابغة النجف الفقيه الشيخ محمد حسين الإصفهاني المتوفى سنة 1361 ه:

و هو يمثل النبي الهادي *** في بث روح العلم و الإرشاد

حتى قضى بالغم عمرا كاملا *** فسمّه المعتز سمّا قاتلا

قضى شهيدا في ديار الغربة *** في شدة و محنة و كربة

و قال الفقيه المرجع السيد محمد بن الميرزا مهدي الحسيني الشيرازي المتوفى سنة 1422 ه:

هو النقي التقي الممتلي حكما *** من المعارف و الأحكام و السور

و من يعاديه في خسرانه و جل *** و من يواليه في أمن من الضرر

و قال المؤلف:

وقعة قطعّت نياط الفؤاد *** و جرت بالدموع صم الصلاد

بابن بنت النبي حين رماه *** خصمه فأغتدى صريع الأعادي

بالإمام المسموم أعني عليا *** لشهيد الإسلام و الأمجاد

و الذي عن كرامة الدين حامى *** و هب النفس في طريق الجهاد

بعلي الهادي الهدى قد تجلى *** آي حق متينة الإسناد

و إمام الهدى شفيع الخطايا *** رحمة للأنام يوم المعاد

و أعقب الإمام الهادي عليه السلام أولادهم:السيد محمد المدفون في مدينة بلد جنوب سامراء و الحسن العسكري الإمام و الحسين و قد دفنا مع أبيهما و بنت واحدة تدعى علية و قيل عائشة و ممن دفن في الروضة الشريفة السيدة حكيمة بنت الإمام الجواد عليه السلام و الجدة أم أبي محمد و السيدة

ص: 12

نرجس خاتون أم الإمام القائم عجل اللّه فرجه الشريف،و جعفر التواب دفن في نفس الدار.

من مواعظ الإمام الهادي و حكمه عليه السلام:

1-الدنيا سوق ربح فيها قوم و خسر آخرون.

2-الجهل و البخل من أذم الأخلاق.

3-الحكمة لا تنجع في الطباع الفاسدة.

4-من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره.

5-إن لشيعتنا بولايتنا لعصمة لو سلكوا بها لأمنوا من مخاوفهم.

6-إن اللّه جعل الدنيا دار بلوى و الآخرة دار عقبى.

7-العتاب خير من الحقد.

8-ما استراح ذو الحرص.

9-الناس في الدنيا بالاموال و في الآخرة بالأعمال.

10-العجب صارف عن طلب العلم.

11-المراء يفسد الصداقة القديمة.

12-قال عليه السلام يوما للمتوكل:لا تطلب الصفاء ممن كدرت عليه عيشه و لا الوفاء ممن غدرت به و لا النصح ممن صرفت سوء ظنك اليه.

13-الأخلاق تتصفحها المجالسة.

14-إنما قلب غيرك كقلبك له.

15-من جمع لك ودّه و رأيه فأجمع له طاعتك.

16-من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه.

17-من أطاع الخالق لم يبال سخط المخلوقين.

18-الهزل فكاهة السفهاء و صناعة الجهال.

19-ان المحقّ السفيه يكاد يطفئ نور حقه بسفهه.

20-روي عنه عليه السلام أنه كان كثيرا ما يدعو بهذا الدعاء و يقول:

(سألت اللّه عز و جل أن لا يخيب من دعا به في مشهدي بعدي)و الدعاء هو

ص: 13

(يا عدتي عند العدد و يا رجائي و المعتمد و يا كهفي و السند و يا واحدا يا أحد و يا من هو أحد اسألك اللهم بحق من خلقته من خلقك و لم تجعل في خلقك مثلهم أحدا صل على جماعتهم) .

الإمام الحسن العسكري عليه السلام

اشارة

هو الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام و أمه تسمى حديث و قيل سليل،ولد في المدينة المنورة سنة 232 ه من ألقابه العسكري و الخالص و الزكي،و ذكر له العلامة المجلسي في البحار نحو(81)معجزة و كرامة ،و كان أعلم أهل زمانه و أوثقهم حجة،و روى عنه اكثر من(234)رجلا في مختلف العلوم كالفقه و التفسير و الأخلاق و الرسائل و الوصايا،و كان تحت الإقامة الجبرية في سامراء حتى دسّ له السم المعتمد العباسي يوم الثامن من شهر ربيع الأول سنة 260 ه و ضجت سامراء ضجة واحدة (مات ابن الرضا)حسبما ذكره الشيخ الطبرسي في أعلام الورى ص 367 و بلغت الكتب المؤلفة في الإمام العسكري عليه السلام نحو(60)كتابا في مختلف اللغات و مدحه مئات الشعراء منذ القرن الثالث و الى يومنا الحاضر ،منهم أبو الواثق العنبري الذي يقول:

و بالحسن الميمون تمت شفاعتي *** و بالقائم المهدي ينمى الى علي

أئمة رشد لا فضيلة بعدهم *** سلالة خير الخلق أفضلهم علي

و قال الصاحب بن عباد الكاتب الوزير :

و أرض سامراء أرض العسكر *** سلّم على علي المطهر

و الحسن الرضي في أحواله *** من منبع العلم في أقواله

فإنهم دون الأنام مفزعي *** و من اليهم كل يوم مرجعي

ص: 14

و قال أبو الحسن علي الإربلي الوزير المتوفى ببغداد سنة 692 ه:

عرّج بسامراء و الثم ثرى *** أرض الإمام العسكري

عرّج على من جدّه صاعد *** و مجده عال على المشتري

و قل سلام اللّه وقف على *** ذاك الجناب الممرع

و قال السيد احمد بن السيد محمد الحسني البغدادي المتوفى سنة 1215 ه:

هي سامراء قد فاح شذاها *** و ترآى نور أعلام هداها

حضرة قد أشرقت انوارها *** بمصابيح هدى من آل طه

فاستلم أعتابها مستعبرا *** باكيا مستنشقا طيب ثراها

لائذا بالعسكريين التقيين *** أو في الخلق عند اللّه جاها

و قال العلامة الشيخ ابراهيم بن يحيى العاملي الذي أخذ عن السيد مهدي بحر العلوم و الشيخ جعفر كاشف الغطاء و توفي سنة 1214 ه :

رأيت السرى فرضا الى سرّ من رأى *** فبادرت و التوفيق حظ المبادر

و لما تناهى السير كان مصيرنا *** الى خير مغنى بالمكارم عامر

اقام به بدران أدنى سناهما *** يزيد على نور البدور الزواهر

و قال السيد جعفر بن السيد محمد الحسيني الحلي المتوفى سنة 1315 ه:

لقبر الهاديين به سلكنا *** بذنب لا نطيق به نقوم

يقول اللّه للمجتاز فيه *** نجوت فليس يقربك الجحيم

و كيف يخاف سالكه جحيما *** وجد الهاديين لها قسيم

ص: 15

و قال الميرزا الحاج ابو الفضل الطهراني المتوفى سنة 1316 ه و هو من تلامذة السيد المجدد

و لا يصيخ الى معنى يصاغ له *** إلا اذا كان يطري العسكريان

من أهل بيت أعز اللّه ذكرهم *** و شاد بيت معاليهم بأركان

و قال الشيخ عبد الحسين شكر:

حتام طيك لليباب المقفر *** فأرح بسامراء نبك العسكري

نبكي فتى أبكى البتولة فاطما *** و أذاب أحشاء الرسول و حيدر

أرداه(معتمد)الضلال بسمّه *** فقضى شهيدا ياسماء تفطري

و قال الشيخ عبد المنعم الفرطوسي :

يا عين فيضي يا دموع تفجري *** بدم القلوب على مصاب العسكري

في مصرع للحق قد أهوى به *** نجم الرسالة من سلالة حيدر

و إمام حق بالإمامة قائم *** و أبو الإمام القائم المستنظر

أرداه معتمد الغواية و العمى *** في مصرع من حقده المتسعّر

و قال عميد المنبر الحسيني الشيخ أحمد الوائلي المتوفى سنة 1424 ه:

هناك ضريح لهادي الأنام *** و آخر للحسن العسكري

ضريحان عندهما للنبي *** مكان المعاني من الأسطر

و ان بذور التقى أنجبت *** خمائل رائعة المنظر

و قال العلامة الشيخ عبد الرحيم الغراوي:

يا بن الإمام علي الطهر يا حسنا *** به تزان القوافي الغر و الفكر

ماجلت حضرتك الشمّاء في طلب *** إلا و أنجزت لي ما كنت انتظر

يا منجب القائم المهدي يا علما *** بنور قبرك ذنب الناس يغتفر

ص: 16

من مواعظ الإمام العسكري و حكمه عليه السلام :

1-انكم في آجال منقوصة و أيام معدودة و الموت يأتي بغتة.

2-من التواضع السلام على كل من تمر به.

3-خصلتان ليس فوقهما شيء الإيمان باللّه و نفع الإخوان.

4-بئس العبد يكون ذا وجهين.

5-من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة.

6-قلب الأحمق في فمه و فم الحكيم في قلبه.

7-لا تمار فيذهب بهاؤك و لا تمازح فيجترأ عليك.

8-الإلحاح في الطلب يسلب البهاء.

9-ليس من الأدب إظهار الفرح عند المحزون.

10-أوصيكم بتقوى اللّه و الورع في دينكم و الاجتهاد للّه و صدق الحديث و أداء الأمانة و طول السجود و حسن الجوار.

11-خير إخوانك من نسي ذنبك و ذكر إحسانك اليه.

12-اكثروا ذكر اللّه و ذكر الموت و تلاوة القرآن و الصلاة على النبي.

13-من اتبع عليا فهو الشيعي حقا.

14-فنحن السنام الأعظم و فينا النبوة و الولاية و الكرم.

15-جروا الينا كل مودة و ادفعوا عنا كل قبيح.

16-لا تزال شيعتنا في حزن حتى يظهر ولدي المهدي الذي بشرّ به النبي.

17-أعبد الناس من أقام الفرائض.

18-عليك بالاقتصاد و اياك و الإسراف.

19-من وعظ أخاه سرا فقد زانه و من وعظه علانية فقد شانه.

20-جعلت الخبائب في بيت و الكذب مفاتيحها.

21-كفاك أدبا لنفسك تجنبك ما تكره من غيرك.

22-إن للجود مقدارا فإذا زاد عليه فهو سرف.

ص: 17

أولاد الإمام العسكري عليه السلام

أعقب الإمام العسكري عليه السلام ذكرا سمّاه محمد المهدي و عقّ عنه و أقام وليمة حضرها أكثر من(40)شخصا من أصحابه و عرضه عليهم و قال لهم:هذا إمامكم من بعدي،و صلى على أبيه بعد وفاته بدلا من عمّه جعفر،و شاهده جميع الذين حضروا للصلاة على جنازة الإمام العسكري عليه السلام و لا حقته السلطة العباسية حين علمت بذلك وسعت في قتله، لكنه غاب عن الأبصار بقدرة اللّه تعالى،و له غيبتان الصغرى و مدتها سبعون عاما و الكبرى دامت الى يومنا الحاضر و سوف تستمر حتى يأذن اللّه بخروجه و ظهوره ليملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، و صرح كبار علماء الأنساب بولادته كأبي نصر البخاري من أعلام القرن الرابع قال في حديثه عن الإمام العسكري عليه السلام:(ابنه القائم الحجة عجل اللّه فرجه الشريف لا طعن في نسبه)و قال السيد العمري من أعلام القرن الخامس:(و مات أبو محمد عليه السلام و ولده من نرجس معلوم و امتحن المؤمنون بل كافة الناس بغيبته)و قال الفخر الرازي في الشجرة المباركة:(أما الحسن العسكري الإمام عليه السلام فله إبنان و بنتان أما الإبنان فأحدهما صاحب الزمان و الثاني موسى درج في حياة أبيه و اما البنتان ففاطمة درجت في حياة ابيها و أم موسى درجت أيضا)و قال مثل ذلك النسابة ابن عنبة و المروزي و السيد أبو الحسن الزيدي اليماني،و قال العلامة السويدي البغدادي المتوفى سنة 1246 ه في سبائك الذهب ص 346(محمد المهدي و كان عمره عند وفاة ابيه خمس سنين و كان مربوع القامة أقنى الأنف صبيح الجبهة)و كانت ولادته بسامرا يوم 15 شعبان سنة 255 ه و هناك(65)رواية من طرق أبناء السنّة تنص على ولادته و أن أباه الحسن العسكري عليه السلام،و روى جمهور المسلمين (6000)رواية في المهدي(عجل اللّه فرجه)و الف أهل السنّة فيه أكثر من (144)كتابا،و كتب الشيعة نحو(110)كتب و نقلوا(270)حديثا عن أئمتهم عليهم السلام صحيحة مسندة،و ذكر الشيخ المحلاتي نحو(40)

ص: 18

كتابا مؤلفا من كبار علماء السنة حيث اخرجوا أحاديث المهدي من طرقهم عن الإمام أحمد و الصحيحين و مستدركهما و الترمذي و البيهقي و السيوطي و النيسابوري و العقيلي و البغوي و القرطبي و الذهبي و ابن حجر و الكنجي الشافعي و الألباني و الهيثمي و المتقي الهندي و القندوزي و الشبلنجي و ابي نعيم الإصبهاني و السلمي و المناوي و الشعراني و النسائي و ابراهيم الخراساني و شهاب الدين دولت آبادي و عبد الرحمن الحنفي و غيرهم.

و أكثر الشعراء في استنهاض الإمام المنتظر عجل اللّه فرجه و منهم السيد حيدر الحلي:

و طول انتظارك فت القلوب *** و أغضى الجفون على عائر

فكم ينحت الهمّ احشاءنا *** و كم تستطيل يد الجائر

عججنا اليك من الظالمين *** عجيج الجمال من الناحر

و قال الفقيه السيد محمد نجل الميرزا مهدي الشيرازي:

أين الذي يرجى لكل ملمة *** و النصر فوق لوائه معقود

أين المبيد لكل أهل ضلالة *** و يعيد من بيد الضلال أبيدوا

اين ابن طه و الوصي و فاطم *** أين الإمام الغائب المحمود

و قال الشيخ جعفر النقدي:

طالت بغيبتك الأعوام و الحجج *** فداك نفسي متى يأتي لنا الفرج؟

ماذا اعتذارك للدين الحنيف اذا *** و افاك يشكو الرزايا و هو منزعج

حتى متى الصبر و الدنيا قد امتلأت *** جورا و قد زاد في آفاقها الهرج

نهضا فركن الهدى من بعد رفعته *** قد هدّمته رعاع الناس و الهمج

و قال الشيخ محمد علي اليعقوبي:

ساد الفساد و قد عمّ البلا فمتى *** نرى بسيفك هذا الكون قد صلحا

متى يرف لواء العدل منتشرا *** و النصر ينحوه في الآفاق أين نحا

ص: 19

و قال السيد محمد جمال الهاشمي:

يا مدرك الأوتار هذي طفحة *** علوية فاضت لذكرى الثار

هذي بلاد المسلمين تقودها *** بيد النفاق مطامع الكفار

قد مزقتها فكرة و سياسة *** فالجار لا يدري بقصد الجار

فاحصد بسيفك أرؤسا قد سمّمت *** أوطاننا بفضائع الأفكار

و قال الشيخ عباس قاسم شرف في ديوانه المطبوع ص 158:

يقيم حدود اللّه في كل بلدة *** و تزهو بدين اللّه كل المعالم

و يأخذ ثأرا من أمية بعد ما *** يذيقهم حرّ القنا و اللهاذم

و قال عبد الحسين حمد في ديوانه(و قد الجوى ج 1 ص 46) :

إظهر فكم من مضام عام في دمه *** و كم دموع همت من أعين الحور

جرّد حسامك أردانا تجلدنا *** و غالنا صبرنا يا ثأر موتور

و قال السيد جعفر السيد صادق آل العابد الحسيني البلداوي المولود سنة 1350 ه قصيدة نظمها سنة 1386 ه في ميلاد الإمام المنتظر(عجل اللّه فرجه)منها :

يا ليلة النصف من شعبان مالكة *** يزفها من صميم القلب ذو أدب

لصاحب الأمر تستعدي حميته *** ليدرك الشرعة الغرا من الحرب

ربّاه صرخة مفؤود أرددها *** بحسرة لم تكن من فارغ الوطب

و ما استفزك وضع بعض ما ارتكبوا *** فيه أشد و بالا من عقوق نبي

فانهض فدتك نفوس العالمين ألما *** يشجى الغيور الذي نلقاه في نصب

متى نرى الخيل لا تلوى اعنتها *** إلا وسدت فجاج العالم الرحب

ص: 20

سامراء في الشعر العربي

قال خالد الكاتب:

يا سرّ من را بوركت من بلد *** بورك في نبته و في شجره

و قال ابن حمّاد البصري:

و أرض طوس و سامراء قد ضمنت *** بغداد بدرين حلاّ وسط قبرين

و قال أيضا:

و في غربي بغداد و طوس *** و سامرا نجوم ظاهرات

مشاهد تشهد البركات فيها *** و فيها الباقيات الصالحات

و قال الشريف الرضي:

و سامرا و بغدادا و طوسا *** هطول الودق منخرق العباب

قبور تنظف العبرات فيها *** كما نظف الصبير على الروابي

و قال عضد الدولة البويهي:

و في أرض بغداد قبور زكية *** و في سرّ من رأى معدن البركات

و قال السيد محمد القطيفي:

ثم عج يا مرشد النفس الى *** أرض سامراء تنشق من ثراها

و قال الشيخ مفلج:

بطوس و سامرا لهم و بطيبة *** و بغداد أيضا و الغري منازل

ص: 21

و قال ابن المعتز بعد خرابها:

قد أقفرت سرّ من را *** و ما لشيء دوام

فالنقض يحمل منها *** كأنه الآجام

ماتت كما مات فيل *** تسل منه العظام

و قال الشيخ حبيب بن طالب البغدادي الذي كان حيا سنة 1269 ه:

للّه تربك سامراء فاح به *** ريح النبوة إشماما و تعبيقا

قوم اذا مدحوا في كل مكرمة *** قال الكتاب نعم أو زاد تصديقا

و قال العلامة الشيخ احمد حسن محسن الدجيلي:

و لا المروج زهت في العين نضرتها *** كما زها مرقد الهادي لزائره

الصبح يأخذ من أنوار قبته *** و الليل يكشف في زاهي منائره

تحية لك سامراء يبعثها *** فم الغري نشيدا في مزامره

و قال شاعر العرب الاكبر محمد مهدي الجواهري:

حييت سامرا تحية معجب *** برواء متسع الفناء ضليله

بلد تساوى الحسن فيه فليله *** كنهاره و ضحاؤه كاصيله

و قال السيد سلمان هادي الطعمة الكربلائي:

المرقدان و قد تألق منهما *** نور الهدى في مربع الامجاد

أهديك سامراء ألحان الهوى *** عند الأصائل كالهزار الشادي

و قال العلامة السيد عبد الوهاب بن حسن البدري السامرائي:

عرّج على من بسامراء حضرتهم *** تلق الأئمة أهل البيت و الحرم

آل النبي الذي جاء رحمة و هدى *** للعالمين إمام العرب و العجم

ص: 22

و قال مجيد حسين الكنعاني:

تلكم مآثر سامراء خالدة *** لا لن تغيب عن الدنيا و لم تنم

من آل أحمد أسباط بها عرفوا *** أئمة للهدى و الدين و القيم

و قال ماهر مصطفى السامرائي:

موكب المجد سار من إصفهان *** من أجلّ البلاد من إيران

سار يحثو الخطى الى سرّ من را *** لإمام الهدى و راعي الزمان

موكب سارت الرسل فيه *** و وصي النبي و الحسان

و قال شاعر معاصر:

لنختزل الدنيا عهودا و اعصرا *** و نلمح وجه اللّه من أرض سامرا

تضيء به الأبعاد مجدا مقدسا *** و تصبو له الاجيال ما فتئت تترى

و قال السيد جعفر كمال الدين في دار السيد حسن الصدر في سامراء:

لقد بقيت بسامراء منفردا *** مثل انفراد سهيل كوكب اليمن

و الدهر لما رماني في فوادحه *** آليت لا أشتكي إلا الى الحسن

و قال السيد محمد علي آل خير الدين:

عج للمحصب من مشارق دجلة *** حيث الفضا و الماء و الخضراء

فهناك مربع جيرتي و هناك مف *** زع حيرتي و هناك سامراء

و اجنح الى الحرم المنيع فلو دنى *** ملك زوته هيبة و بهاء

تبصر تجلي نور ربك في ثرى *** رقدت به ساداتنا النجباء

و قال الشيخ عبد الحسين شكر في ديوانه المطبوع(ج 2 ص 76) :

و بأرض سامراء و بغداد لكم *** حفر بها الإيمان خير دفين

فوسيلتي في كل سؤل انني *** عبد الحسين و عصمتي في ديني

ص: 23

أعلام الشيعة في سامراء

اشارة

يرجع التشيّع في سامراء الى عهد الأئمة المعصومين(عليهم السلام)و مر بفترات مد و جزر تبعا للظروف التي عاشتها الطائفة،و لما جيء بالإمامين العسكريين(عليهما السلام)قسرا و فرضت عليهما الإقامة الجبرية،لم يخبو نور الإمامة كما ظنت سلطة الخلافة بل ازداد توهجا و بريقا فقد ربّى الإمامان أكثر من(200)شخصية شيعية أدت دورا مهما في بث أحاديث أهل البيت عليهم السلام بين المسلمين و بلغ الأمر لما توفي الإمام الهادي عليه السلام حيث اجتمع بنو هاشم و خلق من الشيعة و كثر بكاؤهم فرّد النعش الى داره فدفن بها كما مرّ آنفا و كذلك حدث يوم توفي ابنه الإمام الحسن العسكري عليه السلام و قوي التشيّع في عهد البويهيين الذين حكموا من سنة 321 ه الى 448 ه و عظّم أمراؤهم علماء المذهب و شجعوا على نشره خصوصا أيام عضد الدولة الذي عمّر العتبات المقدسة و كان يأخذ الأصول و الفروع من الشيخ المفيد العكبري(قدّس سرّه)و كان الأخير يزور سامراء و يعقد الدرس و المناظرة فيها و كانت لتلميذه الشريف الرضي دار عامرة بسامراء،و قوي المذهب زمن الحمدانيين الذين كانوا كبقية العرب مشغوفين بالأدب و مدحهم الشريف الرضي بقوله:

شرفا بني حمدان أن نفوسكم *** من خير عرق ضارب و نجار

و كان العقيليون في خدمة الحمدانيين و أسسوا إمارتهم من سنة 380 ه الى 489 ه و هم شيعة إمامية،و انتعش المذهب في عهد الجلائريين و الصفويين و صار جل أهل سامراء من الشيعة و بقي التشيّع راسخا فيها،و انتكس أيام السلاجقة و الأيوبيين و اقتفوا اثرهم الأتراك العثمانيون خصوصا أيام السلطان سليم و السلطان مراد الرابع و استمر الأتراك في سياسة العنف و الشدّة ضد الشيعة و اجازوا قتلهم و لم يعترفوا بمذهبهم و أحرقوا كتبهم و في سنة 1234 ه أمر الوالي داود باشا بتأديب القبائل التي ساعدت الإيرانيين بالأدلاء و الذخائر الذين جاءوا بقيادة

ص: 24

الميرزا محمد علي لحصار بغداد فسارت حملة عثمانية الى القبائل المحيطة بالدجيل،و أصبحت سامراء كلها شيعية تقريبا في أواخر الحكم العثماني و فيها مركز صحي و مقر القنصل الإيراني.

و في الإحصاء التخميني الذي قام به الإنكليز سنة 1919 م بلغ عدد سكان الشيعة في سامراء(14215)نسمة ،و لا يزال المذهب قائما في سامراء و بلد و الدجيل و يثرب و قرى بني سعد و الخزرج(طوير و السجلة) و أهلها يهتمون بالشعائر الإسلامية و يقيمون التعازي الحسينية و يهبط بين ظهرانيهم وكلاء المرجعية الدينية و يحملون جنائز موتاهم الى النجف الأشرف.

و نعود عزيزي القارئ الى ذكر قسم من أعلام الشيعة في سامراء:

[1-الشيخ جميل بن دراج بن عبد اللّه النخعي]

1-الشيخ جميل بن دراج بن عبد اللّه النخعي،من أصحاب الصادق و الكاظم(عليهما السلام)و توفي أيام الرضا(عليه السلام)بعد سنة 183 ه و هو أحد الستة الذين أجمعت الشيعة على تصديقهم و روى نحو (570)رواية،و له اخ يدعى نوح القاضي توفي بكربلاء،و قامت مجموعة ارهابية بتفجير مرقده و تخريبه يوم 2007/7/29 م.

[2-الشيخ أيوب بن نوح بن عبد اللّه النخعي]

2-الشيخ أيوب بن نوح بن عبد اللّه النخعي،من أصحاب الهادي(عليه السلام)و وكلائه الذي قال فيه :(يا عمرو ان أحببت ان تنظر الى رجل من أهل الجنة فأنظر الى هذا)قال أيوب كتبت الى أبي الحسن(عليه السلام)أن لي حملا فأدعو اللّه أن يرزقني إبنا فكتب اليّ(عليه السلام):

(إذا ولد فسمّه محمدا)قال:فولد ابن فسميته محمدا،و عدّه الطوسي من المحمودين في كتابه الغيبة ص 212،و كان كثير العبادة،ثقة في رواياته و شديد الورع.

[3-محمود بن أيوب بن نوح بن عبد اللّه النخعي]

3-محمود بن أيوب بن نوح بن عبد اللّه النخعي،من أصحاب العسكري (عليه السلام)الذي قال في الإمام الحجة المنتظر(عجل اللّه فرجه) (عرض علينا أبو محمد الحسن(عليه السلام)ابنه القائم و نحن في منزله و كنا أربعين رجلا فقال(عليه السلام):(هذا إمامكم من بعدي و خليفتي عليكم).

ص: 25

[4-جعفر بن أحمد بن أيوب بن نوح النخعي]

4-جعفر بن أحمد بن أيوب بن نوح النخعي،ذكره صاحب لسان الميزان بأنه من رجال الشيعة.

[5-الحسن بن أيوب بن نوح النخعي]

5-الحسن بن أيوب بن نوح النخعي،هو ممن رأى القائم(عجل اللّه فرجه)و أحد الشهود الأربعين على وكالة عثمان بن سعيد.

[6-محمد بن مسكين بن نوح النخعي]

6-محمد بن مسكين بن نوح النخعي.

[7-جعفر بن محمد بن نوح النخعي أبو محمد]

7-جعفر بن محمد بن نوح النخعي أبو محمد،روى عن الحسين بن محمد الرازي أحد أصحاب الهادي(عليه السلام)خصوصا حديث الرايات يوم القيامة.

[8-ابراهيم بن زياد الكرخي]

8-ابراهيم بن زياد الكرخي ينسب الى كرخ سامراء،عدّ من أصحاب الصادق(عليه السلام)و هو من مشايخ الإمامية.

[9-أحمد بن عبد اللّه بن يزيد ابو جعفر الهيثمي]

9-أحمد بن عبد اللّه بن يزيد ابو جعفر الهيثمي المؤدب السامري .

[10-احمد بن محمد بن جعفر بوطير أبو الطيب السامري]

10-احمد بن محمد بن جعفر بوطير أبو الطيب السامري .

[11-أبو غانم القزويني،من أصحاب العسكري(عليه السلام)]

11-أبو غانم القزويني،من أصحاب العسكري(عليه السلام).

[12-الشيخ أبو جعفر عبد اللّه بن أبي غانم]

12-الشيخ أبو جعفر عبد اللّه بن أبي غانم،ورد اسمه في أحد توقيعات الناحية المقدسة .

[13-الشيخ محمد بن عبد اللّه بن أبي غانم]

13-الشيخ محمد بن عبد اللّه بن أبي غانم،المحدّث الإمامي الكبير.

[14-الشيخ الجليل أبو الحسن علي بن محمد السمّري]

14-الشيخ الجليل أبو الحسن علي بن محمد السمّري من أصحاب العسكري(عليه السلام)،قيل انه من أهل سامراء

و هو الوكيل الأخير للحجة المنتظر(عجل اللّه فرجه)في الغيبة الصغرى من سنة 326 ه الى 329 ه و عند وفاته دفن ببغداد في شارع الخلنجي قرب نهر أبي عتاب و قبره اليوم ظاهر يزار.

[15-أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني]

15-أبو زكريا يحيى بن عبد الحميد الحمّاني المتوفى بسامراء في شهر رمضان سنة 228 ه و قد استشهد الإمام الهادي عليه السلام بأبيات من شعره في مجلس المتوكل:

فلما تنازعنا المقال قضى لنا *** عليهم بما يهوى نداء الصوامع

فإن رسول اللّه أحمد جدّنا *** و نحن بنوه كالنجوم الطوالع

ترانا سكوتا و الشهيد بفضلنا *** عليهم جهير الصوت في كل جامع

ص: 26

[16-يعقوب بن إسحاق أبو يعقوب بن السكيّت]

16-يعقوب بن إسحاق أبو يعقوب بن السكيّت 186 ه الى 244 ه من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي كان أديبا نحويا شاعرا له نحو عشرين مؤلفا منها:الإبدال،الأجناس،استشهد على يد المتوكل لتشيّعه في قصة معروفة في التاريخ حيث قطع لسانه ليلة الاثنين لخمس خلون من شهر رجب سنة 244 ه و دفن قرب الروضة العسكرية.

[17-رباح بن ربيعة]

17-رباح بن ربيعة من خواص الإمام علي(عليه السلام)و كان من الحسان،توفي بسامراء و قبره ظاهر يزار في منطقة الجّلام،و قيل ان القبر لرباح بن أبي نصر السكوني من أصحاب الصادق عليه السلام كما ذكر الشيخ الطوسي.

[18-أبو محمد عبد اللّه بن عمّار البرقي]

18-أبو محمد عبد اللّه بن عمّار البرقي،قتله المتوكل لتشيّعه و قطع لسانه و أحرق ديوانه الشعري و أكثره في أهل البيت(عليهم السلام)مدحا و رثاء و له في المتوكل:

و ان قوما رجوا إبطال حقكم *** أمسوا من اللّه في سخط و عصيان

فقلدوها لأهل البيت انهم *** صنو النبي و انتم غير صنوان

[19-محمد بن صالح بن موسى بن عبد اللّه بن الحسن المثنى بن الإمام السبط الحسن(عليه السلام)]

19-محمد بن صالح بن موسى بن عبد اللّه بن الحسن المثنى بن الإمام السبط الحسن(عليه السلام)،حمل الى سامراء بأمر المتوكل فحبس بها الى ان مات بالجدري في حدود سنة 250 ه أيام المنتصر و خطب حمدونة بنت عيسى الحربي فأبى فبعث محمد اليه:

لقد ردّني عيسى و يعلم انني *** سليل بنات المصطفى و عريقها

و ان لنا بعد الولادة بيعة *** بنى الإله صنوها و شقيقها

و له أيضا:

و من عادة الأيام أن صروفها *** إذا سرّ منها جانب ساء جانب

و ممن حبس من العلويين و ماتوا في السجن بسامراء من أحفاد الإمام الحسن السبط(عليه السلام):محمد بن الحسين بن محمد و محمد بن الحسين

ص: 27

بن عبد الرحمن و موسى بن موسى بن محمد بن سليمان كما ذكر ذلك الإصفهاني في مقاتل الطالبيين،و منهم أيضا محمد بن القاسم بن علي بن عمر الأشرف بن علي زين العابدين و ابو الفضل محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر الحسيني و زيد النار بن الإمام الكاظم(عليه السلام).

[20-جعيفر ان بن علي بن اصغر البغدادي]

20-جعيفر ان بن علي بن اصغر البغدادي السر من رائي،كان اديبا شاعرا له أخبار و نوادر سكن سامراء و عدّ من أصحاب الكاظم(عليه السلام)و أدرك الرضا(عليه السلام)و من شعره:

قد كذب اللّه أحاديثهم *** يا هاشمي الأصل من آدم

[21-ابراهيم بن العباس أبو العباس الصولي]

21-ابراهيم بن العباس أبو العباس الصولي و هو بن أخت العباس بن الأحنف،كان كاتبا ز من المأمون و المعتصم و الواثق و المتوكل،تولى أعمالا رفيعة و ترأس ديوان النفقات و الضياع و كان صديقا لدعبل الخزاعي الذي قال عنه:لو تكسّب ابراهيم بالشعر لتركنا في غير شيء،و وصفه المسعودي بأنه اشعر الشعراء و الكتّاب،توفي بسامراء و دفن في الحضرة العسكرية المطهرة،و له رسائل و ديوان شعر،ورثى الإمام الحسين(عليه السلام)فأجازه الإمام الرضا(عليه السلام)بعشرة آلاف درهم أخذ منها نفقات كفنه و دفنه،و أعقب الحسن و الحسين،و طبع ديوانه الشعري و نشره عبد العزيز التميمي و من شعره:

أزالت عزاء القلب بعد التجلّد *** مصارع أبناء النبي محمد

[22-هارون بن مسلم بن سعدان]

22-هارون بن مسلم بن سعدان الكاتب السر من رائي،له مسائل لأبي الحسن الثالث(عليه السلام)كما جاء في الذريعة لأقا بزرك الطهراني ج 2 ص 334.

[23-أبو موسى عيسى بن احمد بن عيسى بن المنصور]

23-أبو موسى عيسى بن احمد بن عيسى بن المنصور من أهل سامراء، له نسخة الهادي(عليه السلام)كما جاء في الذريعة لأقا بزرك الطهراني ج 24 ص 153،نقلا عن رجال الشيخ الطوسي ص 417.

[24-ثبيت بن محمد أبو محمد العسكري]

24-ثبيت بن محمد أبو محمد العسكري صاحب أبي عيسى الوراق،قال

ص: 28

النجاشي عنه :متكلم حاذق من اصحاب العسكريين(عليهما السلام) له اطلاع بالحديث و الرواية و الفقه و له عدة كتب منها:توليدات بني أمية في الحديث،الأسفار،دلايل الأئمة،روى عنه أبو أيوب الخزار.

[25-أحمد بن عبد اللّه بن يزيد الهيثمي]

25-أحمد بن عبد اللّه بن يزيد الهيثمي المؤدب أبو جعفر المتوفى سنة 291 ه و جاء في لسان الميزان :قال ابن عدي:كان بسامرا يضع الحديث و حدّث مرفوعا الى جابر بن عبد اللّه الانصاري(رضي اللّه عنه):

(هذا امير البررة و قاتل الفجرة،انا مدينة العلم و علي بابها)و حدث عنه ابو الطيب محمد بن عبد الصمد الدقاق،و قال عنه الخطيب البغدادي:و في بعض أحاديثه نكرة،و من هذا يظن تشيّعه.

[26-جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن السبط(عليه السلام)]

26-جعفر بن محمد بن جعفر بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن السبط(عليه السلام)،ولد بسامراء سنة 214 ه و توفي شهر ذي القعدة سنة 308 ه قال النجاشي:كان من وجوه الطالبيين روى الحديث و كان ثقة و له عدة كتب منها:التاريخ العلوي،الصخرة،البئر،و روى عنه ابنه الحسن و ابنه الآخر أبو قيراط و هو ممن روى حديث النبي(صلى اللّه عليه و آله)في علي(عليه السلام):(سدوا الأبوب كلها الا باب علي).

[27-أبو الحسن المنصوري محمد بن احمد بن عبيد اللّه بن احمد بن عيسى بن المنصور الهاشمي العباسي]

27-أبو الحسن المنصوري محمد بن احمد بن عبيد اللّه بن احمد بن عيسى بن المنصور الهاشمي العباسي من أهل سامراء كما في أعيان الشيعة للسيد الأمين ج 9 ص 119.

[28-أبو محمد حسن الفحام بن محمد بن يحيى السامري]

28-أبو محمد حسن الفحام بن محمد بن يحيى السامري،عدّ من رجال الإمامية و يروي عنه الشيخ الطوسي في أماليه.

[29-أبو الطيب أحمد بن محمد بن بوطير السامري]

29-أبو الطيب أحمد بن محمد بن بوطير السامري قال الشيخ الطوسي في الأمالي :كان جدّه بوطير غلام لأبي الحسن علي بن محمد(عليه السلام)و له ثلاثة أخبار بسنده عن أبي محمد الفحام و كان متأدبا يحضر الديوان و شاعرا له:

أعلى الصراط تريد رعية ذمتي *** أم في المعاد تجود بالأنعام

أني لدنيائي أريدك فانتبه *** يا سيدي من رقدة النوّام

ص: 29

[30-السيد ابراهيم بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس بن علي بن ابي طالب(عليه السلام)]

30-السيد ابراهيم بن الحسن بن عبيد اللّه بن العباس بن علي بن ابي طالب (عليه السلام)،كان مقيما بسامراء و أعقب علي الأعرج أحد أجواد بني هاشم.

[31-أبو الحسن محمد بن موسى بن يعقوب السامري]

31-أبو الحسن محمد بن موسى بن يعقوب السامري،ولد بكرخ سامراء و ذكره الشيخ الطوسي في رجاله و روى عنه التلعكبري حديث الفص.

[32-أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة أبو بكر القاضي ببغداد]

32-أحمد بن كامل بن خلف بن شجرة أبو بكر القاضي ببغداد،ولد بسامراء و توفي سنة 350 ه و هو أحد المشهورين في علوم القرآن، و ذكره ابن النديم و روى عنه أحمد بن عبد اللّه بن جلين الدوري،و له بنت تدعى أم السلام توفيت سنة 390 ه.

[33-جعفر بن ورقاء بن محمد بن ورقاء الشيباني]

33-جعفر بن ورقاء بن محمد بن ورقاء الشيباني،ولد بسامراء سنة 292 ه و توفي بشهر رمضان سنة 352 ه و هو أمير بني شيبان في العراق و وجههم و كان صحيح المذهب له كتاب في إمامة علي(عليه السلام)و تفضيله،و في سنة 326 ه وقع الفداء بين المسلمين و الروم و كان القيّم به ابن الورقاء الشيباني،و له مع سيف الدولة الحمداني مكاتبات و مراسلات،و نسب اليه في رثاء الإمام الحسين(عليه السلام):

رأس ابن بنت محمد و وصيه *** للناظرين على قناة يرفع

و المسلمون بمنظر و بمسمع *** لا جازع منهم و لا متخشع

كحلت بمنظرك العيون عماية *** و أصم رزؤك كل أذن تسمع

[34-أبو الخطاب حمزة بن ابراهيم]

34-أبو الخطاب حمزة بن ابراهيم المتوفى بكرخ سامراء سنة 418 ه عن 89 عاما و دفن بها ورثاه الشريف المرتضى.

[35-الشيخ أحمد بن علي بن أحمد النجاشي]

35-الشيخ أحمد بن علي بن أحمد النجاشي،كان أحد أجداده قد راسل الصادق(عليه السلام) ،ولد سنة 372 ه و أخذ عن هارون بن موسى التلعكبري و الشيخ المفيد و أحمد بن الحسين الغضائري البغدادي،اتكل عليه كافة علماء الإمامية في الرجال و من كتبه:الرجال،الجمعة،الكوفة، توفي بالمطيرة في سامراء في شهر جمادى الأولى سنة 450 ه و غسّله

ص: 30

الشريف المرتضى.

[36-أحمد بن علي بن هارون بن البن أبو الفضل السامري]

36-أحمد بن علي بن هارون بن البن أبو الفضل السامري الأديب المتوفى في حدود سنة 460 ه و هو من بيت رئاسة و جلالة و من رؤساء الشيعة و فضلائهم و أدبائهم،سمع الحسن بن محمد الفحام و علي بن احمد السامريين و أخذ عنه الخطيب و بن ماكولا و محمد بن هلال الصابي.

[37-الشيخ الخطيب محمد بن القزاز المطيري]

37-الشيخ الخطيب محمد بن القزاز المطيري ينسب الى قرية المطيرة الواقعة فوق القادسية (إسطبلات حاليا)المتوفى سنة 463 ه و من شعره في أهل البيت(عليهم السلام):

بدين المصطفى أرجو نجاتي *** و حب المرتضى من يوم شين

بفاطمة البتول أتاك رشد *** و بالحسن الزكي و بالحسين

بزين العابدين وصلت حبلي *** علي بن الحسين و من كذين

و ان الباقر بن علي ركني *** محمد و هو ركن الأمتين

و كهفي جعفر الصادق علما *** أفوز من الجنان بحلتين

و كاظم غيظه الطهر موسى *** الى ربي جعلت وسيلتين

و إني بالرضا علي بن موسى *** و ثقت بأن أتاك فضيلتين

كذاك و بالزكي آمنت يوما *** محمد من أليم عقوبتين

و حسبي بالإمام علي و ابن *** له حسن قتيل العسكرين

تحاب به و حب الكل جمعا *** هو المهدي أرجى خصلتين

[38-معز الدين أبو المعالي سعيد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري الكرخي]

38-معز الدين أبو المعالي سعيد بن علي بن أحمد بن حديدة الأنصاري الكرخي أصله من كرخ سامراء ولد سنة 536 ه و كان من ذوي الثروة الواسعة و قورا نبيلا شيخا جليلا،قلده الناصر العباسي الوزارة و توفي في شهر جمادى الأولى سنة 610 ه و حمل الى مشهد علي(عليه السلام).

و برز أعلام آخرون من الشيعة في القرى التي تقع على نهر الدجيل جنوب سامراء خصوصا في بلد التي ينسب اليها الشيخ أبو الرجاء محمد بن علي

ص: 31

بن طالب البلدي الذي أخذ عن الشيخ النعماني صاحب كتاب الغيبة، و أبو الحسن علي بن حمزة الكسائي النحوي المتوفى سنة 189 ه أصله من قرية باحشما لكنه رحل الى الكوفة غلاما،و محمد بن موسى بن الفرات من أصحاب الإمام الهادي(عليه السلام)و أصله من قرية صريفين و بنو الفرات فيها يزيدون على(300)رجلا كلهم من الشيعة و تقلد منهم الوزارة في العراق و مصر،و هرون بن موسى بن الفرات الذي كتب الى الحجة(عجل اللّه فرجه)،و ظهر في قرية عكبرا في الدجيل الحالية أكثر من أربعين شخصية شيعية لامعة في الفقه و الأدب منهم بيت التلعكبري من بني شيبان على رأسهم أبو محمد هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد المتوفى سنة 385 ه الذي أخذ عنه الشيخ المفيد و قيل انه التقى بالإمام العسكري(عليه السلام)و روى جميع الأصول و المصنفات، و كذلك شيخ الطائفة المفيد و ابنه علي،و الحسن بن علي بن ماكولا وزير جلال الدولة البويهي،و جابر بن فاضل الأوالي و اخوه صالح حيث أخذ عن الأول عبد اللّه بن سليمان الستراوي سنة 993 ه،و ينسب الى مسكن الفتح بن محمد و الحسن بن محمد و محمد بن جعفر بن الربيع إمام اللغة و مجمع بن محمد المسكني الأديب الفاضل له تحرير شرح الألفاظ كما في فهرست منتجب الدين لابن بابويه القمي و ينسب الى قرية الدور السفلى في دجيل أبو محمد جعفر بن علي بن سهل الدقاق الحافظ الثقة المتوفى سنة 330 ه ذكره الشيخ الطوسي في الرجال و ابراهيم بن يحيى الدوري من العلماء أيضا،و ينسب الى قطربل جنوب الدجيل عبد اللّه بن الحسين بن سعد بن محمد الكاتب من خواص سيدنا أبي محمد العسكري (عليه السلام)و كان حافظا شاعرا مؤلفا له كتاب التاريخ و ذكره العلامة الشيخ المامقاني في تنقيح المقال.

ص: 32

الدولة العقيلية:

بنو عقيل عرب من ولد عقيل من عدنان،أسسوا دولتهم بعد بني حمدان من سنة 368 ه-486 ه،و هم شيعة إمامية،و جمعوا بين السيف و القلم و اهتموا بتعمير المناطق التي امتدت اليها حكومتهم على طول نهري دجلة و الفرات و اتخذوا الموصل عاصمة لهم،و حكموا سامراء و تكريت و بلد و سميكة و عانه و هيت و غيرها و من مشاهيرهم:

1-الحسين بن محمد بن مقن المتوفى سنة 406 ه،حاكم تكريت.

2-رافع بن محمد بن مقن شهاب الدولة المتوفى سنة 406 ه و كان شاعرا له :

ما زلت أبكي في الديار تأسفا *** لبين خليل أو فراق حبيب

و جربت دهري ناسيا فوجدته *** أخا غيّر لا تنقضي و خطوب

3-الأمير غريب بن محمد بن مقن كمال الدولة أبو سنان المتوفى في ربيع الآخر سنة 425 ه عن 70 عاما ورثاه الشريف المرتضى:

دع الفكر إلا في الحمام و لا تقم *** مع الحرص في دار الظنون الكواذب

و إن كنت يوما بالحديث معللا *** لسمعي فحدثني حديث النوائب

فتى أوحشت منه المكارم و العلا *** و لما قضى عطت جيوب المناقب

سقى اللّه ما أصبحت فيه من الثرى *** زلال التحايا عن زلال السحائب

و إن قبره يقع حاليا قرب محطة قطار مدينة بلد،و قامت مجموعة إرهابية بتفجير مرقده و تخريبه يوم 2004/6/24 م.

4-الأمير بركة بن المقلد بن المسيب أبو كامل زعيم الدولة المتوفى في شهر رمضان المبارك سنة 443 ه بتكريت و دفن بها بمشهد الخضر،و هو الذي أعطى الإمارة الى بلال بن غريب بن محمد على أوانا و حربى سنة 441 ه.

5-قريش بن بدران بن المقلد أبو المعالي علم الدين أمير العرب،تولى إقطاع نهر دجيل و نهر بيطر و عكبرا و أوانا و قد توفي بمرض الطاعون،

ص: 33

و التجأ اليه مرة البساسيري لما لحقه طغرلبك سنة 447 ه كما نقل ابن الفوطي في مجمع الآداب و ذكره السيد الأمين في أعيان الشيعة ج 8 ص 450.

6-رافع بن مقبل بن بدران عماد الدولة أمير العرب،كان أديبا شاعرا كتب أبياتا من نظمه لما مرّ على قصر المعتصم بسامراء:

مررت على المعشوق و الدمع سائح *** على صحن خدي ما أطيق له ردا

فقلت له أين الذين عهدتهم *** يقضون عيشا في زمانهم رغدا

فقال مضوا و استخلفوني كما ترى *** و بادوا فما يخشون حرا و لا بردا

أهم عمارات الروضة العسكرية:

إن الروضة العسكرية المطهرة هي دار الإمام علي الهادي(عليه السلام) التي اشتراها من دليل بن يعقوب النصراني،و كان البصري خادما و سادنا لقبور أئمة سامراء،و خربت المدينة و هجرها أهلها في حدود سنة 280 ه و لم يبق منها سوى محلة العسكر أيام المعتضد و لم يبق من المحلة سوى الخان و بقال للمارة،و جرت على الروضة نحو 24 عمارة و أول من بنى قبة على القبر الشريف ناصر الدولة الحمداني و جعل لها سورا و بنى حولها دورا و أسكنها جماعة الى أن صارت سامراء مسكونة و ذلك في حدود سنة 328 ه و عمّرها عز الدولة البويهي سنة 337 ه و رتب القوام و الحجاب و واصل أخوه عضد الدولة سنة 368 ه حيث وسع الصحن و بنى سورا للبلدة،و قام الأمير أرسلان البساسيري بالعمارة العالية سنة 345 ه و قام حفيده السلطان بركيارق بن ملكشاه بن ألب أرسلان بترميم القبة و الرواق و الصحن سنة 495 ه،ثم الخليفة الناصر العباسي عمّر القبة و المآذن سنة 606 ه،ثم الخليفة المستنصر العباسي عمّرها مرتين سنة 604 ه و 640 ه بعد الحريق الذي أصابها فأمر بتعميرها السيد أحمد بن طاووس،ثم عمّرها أبو أويس حسن الجلائري

ص: 34

سنة 750 ه،و يقول العلامة الشيخ محمد السماوي في إرجوزته و شايح السراء:

ثم أتى معزّها فشادا *** و أسس الدعائم الشدادا

و عمّر القبة و السردابا *** و رتب القوام و الحجابا

مواصلا عمارة الحمداني *** بعد المصالحات و التداني

و عمّرها الشاه حسين الصفوي سنة 1106 ه،ثم الأمير أحمد خان الدنبلي سنة 1200 ه و أرخ البناء السيد أحمد العطار الحسني و ابنه الأمير حسين سنة 1225 ه،فبنى مسجدا و حماما و خانا و ألبس القبة القاشاني و أتم باقي النواقص،و عمّرها ناصر الدين شاه سنة 1282 ه فرّصف المرقد بالرخام و ألبس القبة بالذهب،و في ذلك يقول الشيخ محمد السماوي:

ثم أتاها الناصر القاجاري *** و جاد بالدرهم و الدينار

وجدد الشباك فيها المرتهب *** و ألبس القبة ثوبا من ذهب

و قال الشيخ جابر البلدي قصيدة بمناسبة تعمير مرقد العسكريين(عليهما السلام)و أرخ ذلك في 107 أبيات منها :

شمس قدس أبى سناها الغيابا *** قد أنارت من العراق الرحابا

سامرت سامراء منها ذكاء *** نورها أذهب الظلام ذهابا

قبة غالب السماء علاها *** فاستطالت علا و طالت غلابا

طأطأت عندها الملائك رأسا *** و لوت دونها الملوك الرقابا

فوق بحرين منهما كل عضو *** هو بحر في الجود ساغ شرابا

بل و بدرين منهما ضاء نور *** أشرق النيّران منه اكتسابا

لهما شيد المهيمن عرشا *** و من النور قد حباه ثيابا

قبة طالت السما أرخوها *** (هي عرش بشمسها النور آبا)

و ظهرت التعميرات في عهد السيد المجدد الشيرازي و الميرزا محمد الطهراني،و في سنة 1360 ه نصب الشباك الفضي بعد ما كان منصوبا

ص: 35

على قبر الإمام الحسين(عليه السلام)،و الصحن حاليا مربع الشكل طوله 146 م و عرضه 133 م و فيه 45 إيوانا،و القبة من أكبر قباب الأئمة(عليهم السلام)في العالم الإسلامي يبلغ محيطها 68 م و قطرها 22 م و عدد طابوقها 72 ألف طابوقة ذهبية،و في سنة 1381 ه نصب شباك فضي مذهب جديد تبرع به جماعة من وجهاء العراق و إيران بسعي الشيخ محمد حسين المؤيد و الحاج علي الكهربائي و يبلغ عرضه 3 م و طوله 6 م و ارتفاعه 50،2 م.

و قال العلامة الأديب السيد رضا الموسوي الهندي عندما وضع بابا جديدا لحرم العسكريين(عليهما السلام):

عبدكما واقف ببابكما *** يعفر الخد في ترابكما

يلثم أعتاب بقعة فخرت *** أركانها أنجم السما بكما

قد اثقلت جنبه الذنوب أتى *** يلتمس العفو من جنابكما

و في سنة 1948 م تبرع الحاج عبد الواحد آل سكر بمبلغ(12)الف دينار للتعمير،و يوجد في الخزانة العسكرية مجموعة نادرة من نسخ القرآن الكريم و سيفان مطعمان بالذهب الخالص و جنة و درع و تاج من الذهب و مجموعة من الثريات و البنادق و زولية مهداة من ناصر الدين شاه سنة 1275 ه.

و زار سامراء قبل السبعينات المرجع الديني السيد أحمد الخونساري و أمر بتذهيب المنارة الغربية على حسابه،و زارها أيضا سنة 1977 م و حلّ ضيفا على الشيخ العلامة عبد الرحيم الغراوي في داره فمدحه الشيخ و حيّاه:

أهلا بسيدنا أهلا بزائرنا *** و صاحب الحسب الوضاح و النسب

قد حلّ في أرض سامراء فابتشرت *** له الوجوه فذي نشوى من الطرب

وافى الى جده الهادي يحفزه *** الإيمان و هو به في أرفع الرتب

ص: 36

سدانة المرقد:

كانت سدانة المرقد لسادات(ماهي دشت)من كرمنشاه فوقعت مشاجرة بينهم و بين أهالي سامراء أدت الى جلائهم و كان السيد علي من عشيرة البو صالح الشيخ متزوجا منهم و كان متشيّعا فبقي مع زوجته بعد جلائهم و انتقلت السدانة من بعده لولده السيد حسن الذي توفي فجأة سنة 1354 ه و دفن في الرواق فقام ولده الأكبر السيد بهاء الدين حيث نهبت الروضة في عهده سنة 1355 ه،و السدانة عموما ترجع الى عشيرة البو صالح وجدهم الشريف مصطفى أبو فتيله الذي ينتهي الى الإمام الهادي(عليه السلام)و تشترك في السدانة عشيرة البوباز و العشاعشة و أما سدانة سرداب الغيبة فترجع الى عشيرتي البو عباس و البو نيسان و في سنة 1907 م كان رئيس خدم الروضة العسكرية السيد حمد افندي و تتفرع عشيرة البو صالح الى البو حسن و البو محمد ربيع و من وجهائهم السيد رياض الدين بن السيد صفاء الكليدار،و كتب كاظم الدجيلي في مجلة لغة العرب ج 4 في شوال سنة 1329 ه/تشرين الأول سنة 1911 م ص 141 عن عشائر سامراء:(و كل هؤلاء الأقوام يدعون السيادة و يبلغون ستة آلاف رجل و رؤساء جميع أهل سامراء هم البو صالح الشيخ و لهم الكليدارية أي بيدهم مفاتيح حضرة الإمامين وراثة أبا عن جد و الذي منهم اليوم في المنصب السيد حسن بن السيد علي و هو رجل جليل فاضل،و أما الغرباء الذين فيها فلا يقلون عن ألفي رجل منهم دوريون أي من قرية الدور و من بقي منهم أعجام بلاد ايران و قد توطنوا حبا و شغفا بالأئمة المدفونين فيها و تبركا بمجاورة ضرائحهم...و المدرسة الثالثة طلبتها من الشيعة و كلهم من الإيرانيين و من أساتذتها الكبار حضرة المجتهد الشيخ محمد تقي التبريزي)،و من عشائر سامراء البو عباس و البو بدري و البو رحمن و البو عيسى و البو أسود و البو دراج و البو باز و الحداحدة و البو مدلل و العبيد و العزة و الصايح.

ص: 37

الإمام الشيرازي في سامراء:

اشارة

زعيم الطائفة الشيعية في العالم الإمام المجدد السيد محمد بن السيد حسن بن السيد محمود بن السيد اسماعيل الحسيني الشيرازي،ولد سنة 1230 ه و هاجر الى النجف الأشرف و درس على الشهيد السيد حسن المدرس و صاحب الجواهر و الشيخ حسن كاشف الغطاء،و أبرز تلامذته الشيخ محمد كاظم الخراساني و الشيخ محمد تقي الشيرازي و الشيخ الشهيد فضل اللّه النوري و الشيخ حسين النوري الطبرسي و السيد محمد الفشاركي،و هاجر الى سامراء حيث نقل الدرس اليها سنة 1291 ه و توفي بها سنة 1312 ه و حمل الى النجف الأشرف و من كتبه:نجاة العباد،و أعقب السيدين محمد و علي،و له كرامات مشهودة و أعمال مشكورة أهمها وقوفه ضد اليهود و بريطانيا في المسألة الدخانية،و تخرج عليه أكثر من 360 مجتهدا،و مدح الإمام الشيرازي جملة من فطاحل الشعراء منهم العلامة الشيخ جابر بن الشيخ عبد الحسين البلدي:

أي سبط سرت به سر من را *** إذ لها بالهداة دام السرور

أنا عان و أنت مولى كريم *** و ضعيف و أنت مولى قدير

و قال فيه أيضا:

و هو فرد الإصلاح ثاني معال *** لم تجد غيره مقرا مكينا

يم علم طما بدر و منه *** لقطت أهل العلم دارا ثمينا

صاغه اللّه للمعالي كتابا *** لعلوم الإله أضحى مبينا

ص: 38

و للإمام الشيرازي سجاحة في الأخلاق و أصالة في الرأي و قوة العارضة و سداد الذاكرة و قضاء الحوائج و تواصل العبادة و الزهادة و أهم أعماله في سامراء دعا الى الوحدة و الوفاق و أمر ببناء جسر بكلفة ألف ليرة و أحدث حمّامان واحدا للرجال و آخر للنساء مع سوق كبير و أجرى رواتبا لفقراء سامراء و هم من أهل السنة و بنى دار الإقامة التعازي الحسينية.

مدرسة الإمام الشيرازي:

كانت خانا لنزول الزائرين من أملاك عبد الكريم كبة البغدادي فاشتراها الإمام الشيرازي منه و بناها مدرسة علمية سنة 1291 ه و مساحتها 1872 م 2 مؤلفة من طابقين تضم 75 حجرة و ثلاثة سر اديب و نزلها نحو 200 طالبا و كانت من أكبر المدارس في العراق في ذلك العهد و خرّجت اكثر من 150 عالما جليلا و كتب و ألف فيها اكثر من 22 كتابا إسلاميا شيعيا.

كرامتان في سامراء:

1-الأمير أحمد خان بن مرتضى قلي خان الدنبلي الذي عمّر بلدة خوي و أمر بتعمير مرقد العسكريين(عليهما السلام)و استشهد في حرب كريم خان الزند و أعقب من الذكور ثمانية و من الإناث أربعا،و حمل نعشه ولده الأمير حسين قلي مع ألف فارس و عدة من العلماء و القرّاء و أرباب المناصب الى سامراء و دفن في سرداب هيئه لنفسه و على قبره رخام صقيل و عليه لوح كتب عليه شهادته يوم الأحد 14 ربيع الأول سنة 1200 ه و بعد مدة طويلة حفروا قبرا بجانبه فشاهدوا جسدا غضا طريا لم يتغير و على رجليه أثر الحنّاء،و دفن قربه ابنه الحسين المقتول سنة 1213 ه و حفيده محمد صادق بن الحسين و غيرهم من كبار الدنابلة، و هذا ما ذكره الشيخ المحلاتي في مآثر الكبراء.

ص: 39

2-كتب الحجة الشيخ عبد الكريم العقيلي في كتابه كرامات الأبرار ص 279:

إن السيد محمد بن الحاج الأمير قاسم الطباطبائي الفشاركي 1253- 1316 ه أحد أبرز تلامذة السيد المجدد،من كراماته لما وقع الطاعون المرعب في سامراء و حضر جماعة في داره و دار الحديث حول مرض الطاعون فالتفت السيد الى الحاضرين قائلا:اذا أصدرت حكما شرعيا هل تنفذونه؟فأعلن الجميع استعدادهم،فقال:يجب أن يبدأ جميع الشيعة في سامراء لمدة عشرة أيام بقراءة زيارة عاشوراء و إهداء ثوابها الى روح السيدة نرجس أم القائم(عجل اللّه فرجه)،فواظب جميع الشيعة على ذلك و في اليوم الأخير رفع وباء الطاعون عنهم و لم يصب أحد منهم.

السيد الحلي في سامراء:

فحل الشعراء و سيدهم أبو الحسين السيد حيدر بن السيد سليمان بن السيد داود الذي ينتهي الى زيد بن علي الشهيد(عليه السلام)ولد في الحلة الفيحاء سنة 1246 ه و توفي بها سنة 1304 ه و دفن في الحضرة العلوية المطهرة و له ديوان شعر مطبوع و أعقب السادة:سليمان،حسين، علي،و له قصائد رائعة تسمى الحوليات منها قصيدة رائعة يرثي بها جده الحسين(عليه السلام)متكونة من 72 بيتا و يستنهض فيها الإمام الحجة (عجل اللّه فرجه)و مطلعها :

اللّه يا حامي الشريعة *** أتقر و هي كذا مروعه

مات التصبر في انتظا *** رك أيها المحي الشريعه

كم ذا القعود و دينكم *** هدمت قواعده الرفيعه

تنعى الفروع أصوله *** و أصوله تنعى فروعه

و سافر حاملا هذه القصيدة الى سامراء فأنشدها أمام السيد المجدد الشيرازي فقام السيد المجدد و قبّل يده و أكرمه بمئة ليرة.

و نظم أيضا السيد الحلي في قبة العسكريين(عليهما السلام):

ص: 40

ثم نادي القبة العليا و قل *** طاولي يا قبة الهادي السماءا

بمعالي العسكريين اشمخي *** و على أفلاكها زيدي علاءا

خطك اللّه تعالى دارة *** لذكائيّ شرف فاقا ذكاءا

وقائع في تاريخ سامراء:

1-في سنة 258 ه وقع وباء في كور دجلة فهلك خلق كثير في بغداد و سامراء كما في المنتظم.

2-احمد بن محمد الطائي المتوفى سنة 281 ه،ولي خراج الكوفة و سامراء و قطربل و مسكن و شيئا من ضياع الخاصة و كانت ولايته من سنة 269-275 ه.

3-لما زار سامراء شيخ الطائفة الإمامية الشيخ المفيد العكبري المتوفى سنة 413 ه،اختلف اليه أهلها و سألوه و أجابهم و ناظرهم،و يقول في أحد كتبه:(سألني أبو الحسن علي بن نصر الشاهد بعكبرا في مسجده و أنا متوجه الى سر من رأى).

4-في شهر جمادى الأولى سنة 961 ه،زار مرقد العسكريين(عليهما السلام)و قصبة حربى و قصر سميكة،سيدي علي الكاتب من عظماء الترك و سجل مشاهداته.

5-حكم الدجيل و بلد و سامراء في القرن(11)الى(12)ه،القاضي و الوالي الشيخ محمد صالح العباسي الدوري و كان الاتراك يلقبونه بالمتولي.

6-في أواخر سنة 1131 ه-1719 م انتشر الطاعون في سامراء و كان عدد المصابين يوميا ألفا أو يزيدون و استمر الى أوائل السنة التالية ثم انحسر و هرب اكثر الأهلين.

7-في يوم 15 شوال سنة 1218 ه-1799 م مرّ السائح الأديب الرحالة الميرزا أبو طالب خان بن محمد الإصفهاني في الدجيل و بلد و زار مرقد ابراهيم بن مالك الاشتر و مرقد السيد محمد بن الإمام الهادي

ص: 41

عليه السلام و بعد رجوعه من زيارة العسكريين(عليهما السلام)في سامراء،زار شجيرات العسل و الصبر من توابع بلد في الفرحاتية.

8-في سنة 1279 ه مرّ سيف الدولة السلطان محمد بن فتح علي شاه أثناء زيارته لمرقد العسكريين(عليهما السلام)في خان بني النجار و الدجيل،و قال: (أن فيها المزارع الكثيرة).

9-في شهر شوال سنة 1287 ه مرّ ناصر الدين شاه أثناء زيارته لمرقد العسكريين(عليهما السلام)في الدجيل و زار مرقد ابراهيم بن مالك الأشتر و خان بني النجار و عشائر السعود و الخزرج و البو فراج و غيرها.

10-زار زعيم الطائفة الشيعية الإمام السيد أبو الحسن الإصفهاني(قدّس سرّه)سامراء يوم 19 من شهر رمضان المبارك سنة 1356 ه و بقي فيها شهرا كاملا.

11-بذل العلامة الميرزا محمد الطهراني جهودا مع الحكومة العراقية لنصب جسر سامراء فتم ذلك و مشت عليه المارة يوم الثلاثاء 18 جمادى الاولى سنة 1359 ه.

علماء الشيعة في سامراء:

لقد مرّ الكثير من علماء الشيعة في سامراء فمنهم زائرا أو طالبا للعلم أقام بها مدة و رجع الى بلده أو استوطنها و دفن فيها بعد وفاته و من هؤلاء العلماء الأعلام :

1-الشيخ قاسم بن الشيخ محمد بن الشيخ ناصر بن ملا جاسم الغراوي، هاجر مع أستاذه السيد المجدد الشيرازي الى سامراء و توفي بها سنة 1306 ه و دفن عند مدخل الحضرة العسكرية.

2-الشيخ محمد حسن بن الحاج محمد صالح آل كبة الربيعي،ولد في الكاظمية سنة 1269 ه و ترك التجارة و درس على السيد المجدد بسامراء

ص: 42

و بقي فيها 29 عاما و ألف نحو خمسين مؤلفا.

3-الفقيه الميرزا علي نجل السيد المجدد الشيرازي ولد سنة 1287 ه و أخذ عن خمسين مجتهدا و قام مقام أبيه بسامراء و رجع الى النجف و توفي بها سنة 1355 ه.

4-الشيخ باقر بن علي بن حيدر المنتفقي من سوق الشيوخ المتوفى بالشعيبة سنة 1333 ه و المدفون بالنجف الأشرف،درس على السيد المجدد و الأخوند بسامراء و أعقب الشيخ جعفر و الشيخ محمد حسين.

5-الشيخ الفقيه مهدي بن محمد حسين الخالصي،ولد بالكاظمية سنة 1276 ه و توفي مسموما في مشهد بخراسان سنة 1343 ه و دفن في الصحن الرضوي الشريف،درس على الشيخ محمد حسين الكاظمي و السيد المجدد و شارك في ثورة سنة 1914 م و أفتى بقتال الإنكليز سنة 1920 م و حرّم المشاركة في الإنتخابات فنفي الى الهند ثم الحجاز،و من كتبه:العناوين،الشريعة السمحاء،و رثاه جماعة منهم العلامة السيد صادق الموسوي الهندي:

دار السلام بكتك و الإسلام *** جزعا لفقدك أيها المقدام

يا روح مجتمع العراق الا ترى *** فقدت بفقدك روحها الاجسام

6-زعيم الطائفة الشيعية السيد محمد كاظم بن عبد العظيم اليزدي،ولد سنة 1247 ه و درس على السيد المجدد و الشيخ راضي النجفي و أهم كتبه:العروة الوثقى،و أفتى بقتال الإنكليز و توفي سنة 1337 ه و دفن في الصحن العلوي الشريف.

7-العلامة الشيخ أبو الحسن بن الشيخ حسين الخاقاني،أخذ عن الشيخ مرتضى الأنصاري و السيد المجدد و توفي سنة 1334 ه و دفن في الصحن العلوي الشريف و له نحو(15)مؤلفا.

8-زعيم الطائفة الشيعية الشيخ محمد تقي بن محب علي الحائري الشيرازي،درس على الأردكاني و السيد المجدد،و أفتى بقتال الإنكليز و قاد ثورة العشرين العراقية و توفي مسموما سنة 1338 ه و دفن في الصحن

ص: 43

الحسيني و من كتبه:مباحث في الأصول،ديوان شعر.

9-العلامة الشيخ محمد جواد بن حسن بن طالب البلاغي الربيعي النجفي ولد سنة 1285 ه و توفي سنة 1352 ه في النجف الأشرف،أقام في سامراء نحو عشرين سنة و ألف نحو(33)مؤلفا و كان من كبار الشعراء.

10-الفقيه أقا رضا الهمداني توفي سنة 1320 ه و دفن عند رجلي العسكريين(عليهما السلام).

11-زعيم الطائفة الشيخ محمد حسين بن الميرزا عبد الرحيم النائيني ولد سنة 1857 م و درس على السيد المجدد و أصبح كاتبا له و اشترك في حركة الجهاد العراقية ضد الإحتلال البريطاني فنفاه الإنكليز الى ايران سنة 1923 م و عاد الى النجف و توفي فيها سنة 1355 ه-1936 م و دفن شرق الصحن العلوي الشريف،و رثاه جماعة منهم الشيخ الخطيب محمد علي اليعقوبي :

و أنت عليك للملأ ازدحام *** أم التقوى تشيعها الأنام

نعيت فمال بالدنيا اضطراب *** و شب بمهجة الدين اضطرام

كأن النعش يوم حملت فيه *** سحاب خلفه البدر التمام

تمد لحمله الأيدي استلاما *** (كما للناس بالحجر استلام)

12-العلامة الشيخ الميرزا محمد الطهراني بن المحقق الميرزا أبو القاسم ولد سنة 1281 ه له مؤلفات و مصنفات و توفي سنة 1371 ه و دفن في رواق الحضرة العسكرية،و أعقب العلامة الشيخ نجم الدين العسكري، و صادف أن كسفت الشمس يوم وفاته كسوفا كليا،و رثاه جماعة منهم السيد جعفر بن السيد صادق الحسيني البلداوي.

13-الشيخ محمد بن قريش بن علي الغراوي الخزرجي المتوفى سنة 1939 م و دفن في الروضة العسكرية حسب وصيته.

14-الشيخ سلمان بن سابط بن كريم الغراوي ولد سنة 1900 م و سكن سامراء و كان خطيبا و توفي فيها سنة 1946 م و دفن في الروضة

ص: 44

العسكرية.

15-الشيخ الفقيه عبد الحسين بن الشيخ باقر آل ياسين المتوفى بالكاظمية سنة 1351 ه عن ثمانين عاما،درس على السيد المجدد بسامراء و أعقب ثلاثة من الفقهاء الكبارهم:الشيخ محمد رضا و الشيخ مرتضى و الشيخ راضي،و رثاه جماعة منهم:السيد عبد الرضا نجل العلامة الخطيب السيد قاسم الحسيني البلدي.

16-العلامة المجاهد الشيخ عبد الحسين بن حسن بن مطر النجفي (1875-1944)م،تولى الرئاسة الدينية في مدينة الناصرية و ابعده الإنكليز الى سامراء حتى وفاته.

17-الفقيه السيد أسد اللّه بن السيد حيدر بن السيد مهدي الحسني الحيدري (1290-1364)ه،أخذ في الكاظمية و النجف و سامراء على السيد المجدد،و دفن في الحسينية الحيدرية بالكاظمية.

18-الفقيه الكبير السيد اسماعيل بن السيد صدر الدين بن السيد صالح الصدر(1258-1338)ه،أخذ في إصفهان و النجف و سامراء عن السيد المجدد و قام مقامه بالتدريس في سامراء أيضا و دفن في الرواق الكاظمي الشريف و رثاه الفقيه الشيخ مرتضى آل ياسين:

هذي شريعة احمد قد ايتمت *** فمن الكفيل بحفظها في يتمها

فلتنع بعد اليوم هاشم شهمها *** فاليوم افجعها الزمان بشهمها

19-الفقيه المجتهد الأكبر السيد حسن بن السيد هادي الصدر(1272- 1354)ه،أخذ عن أعلام عصره كالشيخ محمد حسين الكاظمي و السيد المجدد و هو الذي غسّل أستاذه المجدد عند وفاته في سامراء،و له أكثر من ثمانين مؤلفا،و دفن في مقبرة والده في إحدى حجرات الصحن الكاظمي، و من كتبه:إثبات الرجعة،سبيل الرشاد،مجالس المؤمنين،الشيعة و فنون الإسلام،مناقب آل الرسول،خلاصة النحو،مفتاح السعادة،كشف الظنون، فضل الكتب،و غيرها.

20-العلامة الفقيه الشيخ حسن بن الشيخ محمد القابجي الكاظمي المتوفى

ص: 45

سنة 1345 ه أخذ عن السيد المجدد في سامراء و توفي في مشهد الرضا (عليه السلام)و دفن في دار السيادة هناك.

21-العلامة المجتهد الشيخ راضي بن محمد حسين بن عبد العزيز الخالصي الكاظمي(1274-1347)ه،أخذ عن السيد المجدد في سامراء و له عدة مؤلفات منها:شرح المعالم،حاشية القوانين،حاشية الرسائل،و أعقب الشيخ مرتضى.

22-الفقيه الورع الشيخ علي بن الشيخ محمد تقي آل أسد اللّه التستري الكاظمي المتوفى سنة 1330 ه كان في سامراء سنين من أفاضل المشتغلين و لازم أبحاث العلماء،كما في:نقباء البشر ج 4،ص 1356.

23-العلامة السيد محسن بن السيد علي بن السيد أحمد الحيدري الكاظمي (1298-1343)ه،درس في الكاظمية و النجف و سامراء،و في سفرته الثانية الى ايران مرض في طهران و توفي فيها و دفن في حضرة السيد عبد العظيم الحسني حسب وصيته،و كان شاعرا و له عدة كتابات، و أعقب السادة علي رضا و عبد الغني و عبد المطلب من علماء بغداد.

24-العلامة الشيخ محمد جواد بن الشيخ موسى آل محفوظ العاملي الكاظمي(1281-1358)ه،تشرّف الى سامراء و بقي فيها سنين يحضر بحث العلامة السيد محمد الإصفهاني أحد أعاظم تلامذة السيد المجدد ثم رجع الى النجف الأشرف قبل فتنة السامرائيين ثم عاد الى سامراء و أخذ عن الشيخ محمد تقي الشيرازي ثم خرج الى هرمل بلبنان و توفي فيها،و من كتبه:الشهاب الثاقب،غرر الأقوال،المراسلات.

25-العلامة الفقيه المحقق السيد حيدر بن السيد إسماعيل الصدر(1309 -1356)ه،ولد في سامراء و أخذ على أبيه و السيد الفشاركي و له عدة مؤلفات و رسائل،و دفن جنب أبيه في الرواق الكاظمي و أعقب العلمين السيد اسماعيل و السيد الشهيد محمد باقر الصدر.

26-الشيخ الميرزا ابراهيم بن الميرزا اسماعيل السلماسي الكاظمي ولد في الكاظمية سنة 1274 ه و هاجر الى سامراء أيام السيد المجدد و أخذ عنه و توفي سنة 1342 ه و دفن في الرواق الكاظمي المقدس مع أبيه

ص: 46

و جدّه.

27-الشيخ احمد بن مجاور بن احمد محبوبة النجفي المتوفى سنة 1334 ه هاجر الى سامراء و أخذ عن السيد المجدد و رجع الى النجف بعد وفاته،كما في معارف الرجال ج 1 ص 87.

28-الفقيه الشيخ احمد بن الشيخ علي بن الشيخ محمد رضا آل كاشف الغطاء النجفي ولد سنة 1292 ه و هاجر الى سامراء و أقام فيها سنتين و توفي سنة 1344 ه و من كتبه أحسن الحديث و رسالة عملية بعنوان سفينة النجاة.

29-الشيخ موسى بن الشيخ محمد رضا بن الشيخ موسى آل كاشف الغطاء النجفي ولد سنة 1260 ه و أخذ عن السيد المجدد في سامراء و أجازه بالإجتهاد و توفي في طهران سنة 1306 ه و حمل الى النجف.

30-السيد مهدي بن السيد صالح الموسوي القزويني الكاظمي،ولد سنة 1272 ه في الكاظمية و أخذ عن السيد المجدد في سامراء و توفي سنة 1358 ه في البصرة و من كتبه:خصائص الشيعة،دعوة الحق،كما في معارف الرجال.

31-السيد محمد بن السيد محمد باقر الحسيني الفيروزآبادي،ولد في سنة 1265 ه و أخذ عن السيد اليزدي و الأخوند و توفي في سامراء سنة 1345 ه و حمل الى النجف فدفن بها.

32-السيد محمد بن السيد هاشم الموسوي الهندي ولد سنة 1242 ه و أخذ عن صاحب الجواهر و هاجر الى سامراء أيام السيد المجدد و حضر درسه فقال له السيد المجدد ما مضمونه:إن الأولى بجنابك أن تدّرس لا تحضر مجلس الدرس،فأجابه السيد الهندي:إن الذي يلزمني ان اكون في مجلس يذكر فيه العلم،و توفي في النجف سنة 1323 ه و دفن بداره و من كتبه:التحريرات كما ورد في معارف الرجال ج 2 ص 376.

33-السيد باقر بن السيد محمد بن السيد هاشم الموسوي الهندي،ولد سنة 1285 ه و حضر على الميرزا ابراهيم الشيرازي المحلاتي في الأصول بسامراء و توفي في النجف سنة 1329 ه و اعقب العلمين السيد صادق

ص: 47

و السيد حسين.

34-السيد رضا بن السيد محمد بن السيد هاشم الموسوي الهندي،ولد سنة 1290 ه و قرأ على والده المقدمات و بعض الأدبيات في سامراء أيام السيد المجدد و عاد الى النجف بعد وفاته و من كتبه:الميزان العادل،الرحلة الحجازية،ديوان شعر،و توفي سنة 1362 ه.

35-الشيخ عبد الحسين بن محمد جواد البغدادي،قرأ المقدمات في الكاظمية و سامراء أيام السيد المجدد و أقام في كربلاء و النجف و رجع الى سامراء و أخذ عن الشيخ محمد تقي الشيرازي و ألف بها كتاب ذريعة الأمل في أحوال المعصومين عليهم السلام،و جاء وفد من بغداد الى سامراء يلتمسون أستاذه الشيخ محمد تقي الشيرازي و يطلبونه أن يكون عالمهم في بغداد فلبّى طلبهم،كما في معارف الرجال ج 2 ص 50.

36-الشيخ محمد باقر بن محمد القاموسي البغدادي النجفي،أخذ قليلا عن السيد المجدد في سامراء ثم على عيون تلامذته و توفي سنة 1352 ه و أعقب الشيخ صادق.

37-العلامة السيد عبد الحسين بن السيد يوسف آل شرف الدين،ولد سنة 1290 ه و أخذ عن الأخوند في النجف و سامراء و توفي سنة 1377 ه و له مؤلفات كثيرة منها المراجعات.

38-أقا بزرك الطهراني و هو الشيخ محسن بن علي بن محمد رضا،ولد سنة 1293 ه و هاجر من النجف الى سامراء سنة 1329 ه و حضر على علمائها و أقام فيها(24)سنة و أخذ عن الشيخ محمد تقي الشيرازي و عاد الى النجف و توفي فيها،و هو الباحث المصنف المؤلف،و من كتبه:

طبقات أعلام الشيعة،الذريعة الى تصانيف الشيعة.

39-الفقيه السيد الميرزا محمد هادي الخراساني،ولد في كربلاء سنة 1297 ه و حضر على الأخوند و السيد اليزدي و شيخ الشريعة ثم انتقل الى سامراء سنة 1320 ه و حضر على الشيخ محمد تقي الشيرازي و رجع معه الى كربلاء سنة 1366 ه و كان معتمده و مرافقه في ثورة العشرين و توفي في كربلاء سنة 1368 ه و دفن في الصحن الحسيني

ص: 48

الشريف و له نحو(14)مؤلفا مطبوعا و نحو مئة مؤلفا مخطوطا منها:

الباقيات الصالحات،أصول الشيعة،رسالة في الشعائر الحسينية.

40-الفقيه المجاهد السيد محمد مهدي بن السيد اسماعيل الصدر(1296 -1355)ه،أخذ في سامراء عن أساتذتها المهرة،و له دور بارز في ثورة العشرين،و له عدة مؤلفات،و دفن في مقبرتهم الخاصة في الرواق الكاظمي و أعقب السادة الأعلام ابو الحسن و محمد صادق و محمد جعفر و أرخ وفاته بعض العلماء:

و من السما أرخت جاء ندا *** غاب الإمام محمد المهدي

41-الفقيه البارع السيد محمد مهدي الكاظمي القزويني،ولد سنة 1282 ه و أرخ ولادته الشيخ جابر البلدي الكاظمي قائلا:

بشرى ألا فقد أتى *** مهدي آل محمد

هاجر الى سامراء سنة 1299 ه و حضر على المجتهدين فيها ثم هاجر الى النجف و رجع الى سامراء مرة أخرى فأخذ عن السيد المجدد و السيد محمد الهندي،و جال في البلدان الإسلامية و له نحو سبعين مؤلفا و توفي سنة 1358 ه الموافق 1939/12/19 م و هو والد العلامة السيد مير محمد القزويني،و من كتبه ظهور الحقيقة،الرد على الشيخية،صولة الحق،غرر الجمان،يقظة الجاهل.

42-المجتهد الأكبر المجاهد العظيم السيد مهدي بن السيد أحمد بن السيد حيدر الحيدري(1250-1336)ه و له اكثر من(15)مؤلفا،هاجر الى سامراء مع أستاذه السيد المجدد و هو من أبرز المجاهدين في حركة الجهاد العراقية سنة 1333 ه و دفن بعد وفاته في الحسينية الحيدرية في الكاظمية،و من كتبه تقريرات في الأصول،رسالة عملية، حواشي على التبصرة و الوجيزة.

43-العلامة الورع السيد محمد بن السيد أحمد الحيدري،ولد سنة 1327 ه في الكاظمية و أخذ في النجف عن السيد أبي الحسن الإصفهاني

ص: 49

و السيد حسين الحمّامي و السيد الخوئي و غيرهم،و هاجر الى سامراء و انصرف الى الدرس و التدريس و أخذ فيها عن الميرزا محمود الشيرازي و الميرزا حبيب اللّه الرشتي و صار إماما للجماعة في جامع المصلوب في بغداد،و له عدة مؤلفات،و في شهر تشرين الأول سنة 1980 م اعتقله النظام البعثي البائد لعدم اصداره بيانا يؤيد الحرب على ايران فسقي سمّا و استشهد بذلك السمّ و شيّع في بغداد و الكاظمية و دفن في الصحن الكاظمي الشريف.

44-العلامة المجتهد الشيخ حسين بن علي المولى الموصلي،ولد سنة 1910 م و درس في سامراء و الكاظمية و كربلاء و النجف و رجع الى الموصل فأصبح المرجع الديني للشيعة فيها،و توفي يوم 25 جمادى الأولى سنة 1419 ه الموافق 1998/9/16 م،و أعقب الشيخ محمد علي و الشيخ الشهيد حكمت،و أرخ وفاته السيد عبد الستار البغدادي:

رزء الحسين ب(نينوى)أشجى الورى *** و تكدّرت لمصابه الأرجاء

فعليه نح يادهر نوحة ثاكل *** و أقل ما يوفي الحسين بكاء

و بفقد قلب الصبر قل:(أرخت *** قد ثكلت بفقد حسينها الحدباء)

45-العلامة الفقيه السيد سعد الدين بن السيد عبد العظيم بن السيد مهدي الشديدي الحسيني،ولد في بغداد سنة 1283 ه و درس على السيد المجدد في سامراء و استوطن مدينة بلد سنة 1322 ه بتخويل مراجع الدين و شارك مع ابنه السيد هاشم في ثورة العشرين،و له وكالات من أعاظم الفقهاء في عصره كالسيد حسن الصدر و الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء،و توفي سنة 1939 م و حمل الى النجف و أعقب السادة هاشم و احمد و الدكتور محمد جواد و كاظم و مهدي و عبد العظيم،و لا يزال قسما من احفاده يعيشون في مدينة بلد.

46-العلامة الشيخ علي بن مهدي بن حسين السلطاني الزبيدي الدجيلي، ولد في سامراء سنة 1904 م و درس على السيد المجدد و الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء و أجازه السيد محمد مهدي الصدر و السيد أبو الحسن

ص: 50

الإصفهاني و أقا حسين القمي و توكل لمراجع الدين في مدينة الدجيل منذ سنة 1937 م و توفي فيها سنة 1986 م و له ديوان شعر مطبوع منه قصيدة في العسكريين:

بالعسكريين ألوذ دائما *** و بالإمام القائم المغوار

كي تنقذوني من جحيم سعّرت *** لمنكريهم منكري الآثار

يا سادتي ما دحكم يرجو بكم *** شفاعة تنجي بتلك الدار

47-العلامة المجاهد الشهيد السيد حسن بن السيد احمد الحيدري،ولد في سامراء سنة 1932 م عندما كان والده آية اللّه السيد أحمد الحيدري يدرس هناك،أخذ عن أبيه و السيد احمد الكيشوان و الميرزا علي الزنجاني و صار إماما للجماعة في مسجد عثمان بن سعيد ظهرا و مسجد الجعيفر ليلا في بغداد،اعتقله النظام البعثي البائد سنة 1983 م و دسّ له السمّ في شهر حزيران سنة 1986 م و من كتبه:أحوال الإمام الرضا(عليه السلام)، جوامع الكلم،رسالة في القواعد القرآنية كما ورد ذلك في النفحات القدسية ج 12 ص 144.

48-العلامة الشيخ زين العابدين بن الميرزا محمد السلماسي الكاظمي المتوفى سنة 1266 ه و دفن في الرواق الكاظمي،قال عنه أقا بزرك الطهراني في الكرام البررة ج 2 ص 595:

(وفق اللّه والده لتعمير قبة العسكريين عليهما السلام و رواقهما و قبة السرداب المقدّس و صحنه و وفق صاحب الترجمة لتعميرها أيضا و بناء سور سامراء بأمر العلامة السيد ابراهيم القزويني و وفق ولده الميرزا محمد باقر لتذهيب قبة العسكريين(عليهما السلام)بأمر العلامة شيخ العراقين عبد الحسين الطهراني.

49-العلامة الشيخ الميرزا حسين بن محمد تقي النوري،ولد سنة 1254 ه و اخذ عن السيد المجدد في سامراء و رجع الى النجف بعد وفاته، و قال عنه الشيخ محمد حرز الدين زرته في داره عند عودته من سامراء و كان شيخا عالما محيطا بعلم الحديث و الرجال و له مكتبة فيها نفائس

ص: 51

المخطوطات و توفي في النجف سنة 1320 ه و دفن في الصحن الغروي و من كتبه دار السلام،مواقع النجوم،النجم الثاقب،مستدرك الوسائل، و حصل المترجم على خمسين أصلا لإثبات صحة الروايات.

50-السيد جواد بن حسن بن سلمان العوادي الخطيب(1322- 1382)ه،بعثه الإمام السيد أبو الحسن الإصفهاني الى سامراء ليقوم بمهمة الوعظ و الخطابة و ظل فترة طويلة كان خلالها مرموقا بعين الإكبار و الاجلال من قبل أهالي سامراء.

51-زعيم الطائفة الشيعية السيد الميرزا عبد الهادي بن السيد اسماعيل الحسيني الشيرازي،ولد في سامراء سنة 1305 ه و أخذ عن الفقيه الشيخ محمد تقي الشيرازي و الأخوند و النائيني،و حارب الإنكليز،و توفي سنة 1382 ه و دفن في الصحن الحسيني الشريف و أعقب السادة موسى و محمد علي و ابراهيم،و كان شاعرا أديبا و من كتبه دار السلام،الوسيلة، الذخيرة.

52-الشيخ محمود بن سلطان بن خلاوي الغراوي،ولد سنة 1927 م و درس في سامراء سنة 1970 م و توفي فيها سنة 1998 م و حمل الى النجف و أعقب الشيخ مهند،الشيخ علي،و سام.

53-الفقيه الكبير الميرزا مهدي بن السيد حبيب اللّه الحسيني الشيرازي، ولد سنة 1304 ه و أخذ في سامراء عن الشيخ محمد تقي الشيرازي و أقا رضا الهمداني و توفي سنة 1380 ه و دفن في الصحن الحسيني الشريف و له عدة مؤلفات و أعقب السادة العلماء الأجلاء:الفقيه السيد محمد و الشهيد السيد حسن و الفقيه السيد صادق و السيد مجتبى.

54-الشيخ جواد بن الشيخ محمد بن قريش الغراوي،ولد سنة 1923 م و كان مدرسا في المدرسة العلمية الجعفرية في سامراء و عيّن وكيلا للإمام الخوئي في الكوت و أعقب كريم،الشيخ قصي الأستاذ الجامعي،لؤي، محمد،عدي،حسين،علي،فائز.

55-الشيخ سعد بن الحاج جابر بن أمين السماوي،ولد سنة 1365 ه و سكن الديوانية و درس في النجف و انتقل الى سامراء و بقي فيها مع عائلته

ص: 52

للدراسة،و هو شاعر أديب له ديوان مخطوط طبع مؤخرا في بيروت سنة 1390 ه.

56-الشيخ مهند بن الشيخ محمود بن سلطان بن خلاوي الغراوي ولد في بغداد سنة 1967 م و نشأ فيها و درس الإبتدائية الى الصف الرابع ثم ارتحل عنها الى سامراء مع والده و أكمل دراسته الإبتدائية و الإعدادية ثم درس في المدرسة العلمية الجعفرية في سامراء على يد جده الشيخ عبد الرحيم الغراوي ثم انتقل الى بلد بعد الأحداث المؤسفة و درس بعض الدروس في الأصول و اللمعة و بداية الحكمة و غيرها.

علماء دفنوا في الحضرة العسكرية:

دفن الكثير من علماء الشيعة في الحضرة العسكرية المطهرة منهم:

الشيخ محمد ابراهيم النوري،الشيخ حسين البهبهاني،الشيخ محمد حسين الزرقاني،السيد حسين الإصبهاني،السيد محمد مهدي الكازروني،السيد شريف توسركاني،الشيخ محمود الطهراني،الشيخ عبد الحميد اللاري المتوفى سنة 1306 ه،الميرزا مهدي بن المولى عبد الكريم الشيرازي المتوفى سنة 1308 ه،الميرزا أسد اللّه الشيرازي المتوفى سنة 1310 ه و هو اخو السيد المجدد،و السيد عزيز اللّه الطهراني،و الشيخ علي أكبر التربشزي،و الميرزا محسن الزنجاني المتوفى سنة 1321 ه، الإمام السيد حسين الهندي المتوفى سنة 1334 ه،الشيخ محمد حسين بن الميرزا خليل اللّه الشيرازي المتوفى سنة 1339 ه.

مكتبات الشيعة:

أسست في سامراء عدة مكتبات شيعية منها:

1-مكتبة العسكريين:تقع في المدرسة الجعفرية للإمام الشيرازي و تعد من أقدم المكتبات في سامراء أسست سنة 1360 ه1941/ م من قبل الشيخ حسين الصحاف و السيد كاظم المرعشي،و ازدهرت في عهد السيد

ص: 53

عبد الحسين ذو الرياستين و نظمت من قبل الشيخ عبد الرحيم الغراوي، و في سنة 1973 م كانت تضم الفي مجلد من بينها(200)مخطوط و ذكرها يونس السامرائي في كتابه تاريخ مدينة سامراء و من المخطوطات النادرة فيها:أسرار الآيات للملا صدرا،رسالة في التجويد،تفسير الإمام الصادق عليه السلام،تفسير الإمام العسكري عليه السلام،منهج الصادقين للكاشاني،إرشاد الأذهان للحلي،الحدائق للشيخ البحراني،الشرايع للحلي، حاشية على اللمعة،المسالك للشهيد الثاني،روض الجنان لعلي العاملي، مختلف الشيعة للحلي،منهاج الهداية للكرباسي،من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق،مفتاح الفلاح للشيخ البهائي،بدر اللألئ لكاظم الأزري،إنارة الحالك لشيخ الشريعة الإصفهاني،حياة القلوب بالفارسية للمجلسي، التهذيب للطوسي بخط محمد بن حسن الحسيني سنة 994 ه،الكافي للكليني بخط السيد عبد المطلب سنة 1086 ه،حديقة الشيعة للمقدس الأردبيلي خط سنة 1113 ه،الأنوار النعمانية للمحدث الجزائري،عين الحياة للمجلسي و غيرها.

2-مكتبة الإمام محمد المهدي:تقع في المحلة الشرقية قرب زقاق مسجد البو رحمان أسست سنة 1372 ه1952/ م من قبل الميرزا محمد الطهراني،و في سنة 1973 م كانت تضم(3000)مجلد من بينها(400) مخطوط و ذكرها يونس السامرائي في كتابه تاريخ مدينة سامراء و من المخطوطات النادرة فيها :نهج البلاغة بخط حسين العتريس العاملي سنة 1124 ه من نسخة ترجع الى سنة 400 ه مقروءة على الشهيد الأول،صحيفة الإمام الرضا(عليه السلام)،الفصول المهمة،مناقب بني هاشم،رسالة في إيمان ابي طالب قديمة الخط و التأليف،الدلائل البرهانية للحلي بخط أحمد الحسيني القمي سنة 978 ه،شرح الدراية للشهيد الثاني بخط احمد الحسيني القمي سنة 999 ه،شرح الفصول للخواجة الطوسي،شرح الالفية،حديقة النسب لملا علي الشريف العاملي،نور الوسنين في نسب الحسن و الحسين لمؤلفه محمد بن علي حيدر و غيرها.

3-مكتبات أخرى في حسينية السيد البروجردي و الحسينية الكربلائية.

ص: 54

الوقوفات الشيعية:

1-مدرسة الإمام الشيرازي تقع قرب باب القبلة.

2-حسينية السيد البروجردي تقع على بعد(205)متر عن باب القبلة.

3-حسينية اهالي النجف الأشرف تقع على بعد(25)متر من الصحن الشريف.

4-حسينية أهالي كربلاء تقع في القطعة(36)من المحلة الشرقية و أسست سنة 1975 م و هي من أملاك الحاج مهدي كاظم الكربلائي و هو خال الحاج عبد الصاحب مرتضى البزاز و يسكن فيها السيد صاحب أحد سدنة الروضة.

5-حمام السيد البروجردي يقع على بعد(200)متر من باب القبلة.

6-مقبرة الشيعة تقع في المحلة الشرقية و أسسها الشيخ عبد الرحيم الغراوي و تبعد نحو(300)متر من باب القبلة.

7-قطعة رقم(34)في المحلة الشرقية تعود لورثة العلامة الميرزا حسين الشيرازي و كانت داره التي يسكن فيها.

الصدر و ثورة العشرين في سامراء:

كان زعيم الشيعة الفقيه الشيخ محمد تقي الشيرازي مقيما في سامراء و أفتى بقتال الإنكليز ،و كان العلامة المجاهد السيد محمد بن الفقيه السيد حسن الصدر قد عبر دجلة سباحة قبالة قرية جيزاني و معه الشيخ حبيب الخالصي و ابنه الشيخ جعفر و السيد زيني آل جريو و السيد الحاج محمد حسن آل الحداد الحسني البلداوي و نزلوا لدى عشيرة البوحسان من تميم و حلوا ضيوفا على الشيخ حاتم الهذال التميمي و من هناك اتصل السيد محمد الصدر بالرؤساء و الوجوه و جمع نحو(3000)رجلا من المجاهدين،و يقول الشيخ عبد الحميد سلامة رئيس عشيرة الجبور المتوفى سنة 1943 م(قامت عشيرة الجبور بالثورة الوطنية...و عرّج الينا سماحة السيد محمد الصدر لتنظيم الثورة في قضاء سامراء)و شاركت العشائر في

ص: 55

الثورة مثل عشيرة البو أسود و رئيسها حسين المطر و البو فراج و رئيسها علوان الحمد و العزة و رئيسها لفتة الهيلان و الخزرج و رئيسها قيس بن حسين و تميم و رئيسها حاتم الهذال و استجاب اهالي بلد لمطالب السيد الصدر بتقديم الحبوب و الاطعمة و انضم من رجالها الى صفوف المحاربين كالشيخ حميد محمد صالح شيخ عشيرة ربيعة و عبد المجيد الحاج سلمان الربيعي الذي كان الحرس الخاص للسيد الصدر و شاركت أيضا عشائر المجمّع و البو عباس و البو نيسان و البو بدري و لم تساهم عشيرة البو عيسى لأن رئيسها علي الكريم كان متعاونا مع الإنكليز و كذلك حمدي محمد رئيس البو عباس و الشيخ محمد رئيس المحاويل في سميكة،و حاصر المجاهدون سامراء و منعوا الطعام و الماء عنها و هجموا على البلدة و كان السيد الصدر يقود الهجوم بنفسه فسيطروا على الحامية و أسروا الحاكم البريطاني الميجر بري و ضابط البوليس فورنو مع(13)جنديا و قتلوا الجاسوس الأرمني مهران،و فكت بريطانيا الحصار بدعم الطائرات الحربية يوم 1920/8/30 م و كان السيد الصدر يطلق النار على الطائرات المهاجمة بكل رباطة جأش،و صمم رؤساء سامراء على حماية الميجر بري و الذين معه بإعتبار أنهم في دخالتهم،و بعد الثورة عرضت العشائر الطاعة إلا البو علقة فخذ من العبيد و أعطى الإنكليز مكافأة لكل من ساعدهم في القضاء على الثورة،و يعترف المستر لونكريك في كتابه العراق ج 2 ص 125 بأن الدافع الديني و تحريض علماء الدين الشيعة وراء الثورة في سامراء،و ذكر المستر هولدين القائد العام للقوات البريطانية في العراق في مذكراته:(و إن البراعة التي أبداها اثنان من كبار مثيري الصعاب أعني يوسف السويدي و السيد محمد الصدر،و أصبحت المنطقة الكائنة بين بغداد و سامراء مصدر قلق مستدام)و نظم العلامة الشيخ علي البازي النجفي فيهما:

مثل السويدي و الصدر العظيم و قل *** عن جعفر ما تشا و اشرح لقاريها

كفى بثورتنا فخرا و مكرمة *** إنا حصلنا على إستقلالنا فيها

ص: 56

و توفي السيد الصدر يوم 1956/4/3 م و أبّنه توفيق السويدي في مجلس الأعيان و رثاه جماعة منهم العلامة الشيخ عبد الرحيم الغراوي حيث يقول في قصيدة منها:

شمس العروبة و الاسلام كاسفة *** على محمد فهو النور في الظلم

هذا العراق فقد أدمى نواظره *** و الشام باتت من الأحزان في ضرم

و كل حر بكاه لوعة و أسى *** و استشعرت بعده ايران باليتم

و ذي قبائل سامراء بأجمعها *** تبكي عليه فمن شيخ و منفطم

عذرا ابا هاشم فالعقل منذهل *** و الفكر مضطرب إن قصّرت كلمي

التعازي الحسينية:

اشترى السيد المجدد الشيرازي دارا في سامراء و جعلها لإقامة التعازي الحسينية،و كان العزاء ينطلق من بيته الى الصحن العسكري الشريف و يشتمل على موكب اللطم على الصدور و الزنجيل و التطبير،و كان المطبرون يطبرون في بيت السيد المجدد و يخرجون الى الصحن و هو يدفع ثمن الأكفان مما أغضب السلطان عبد الحميد العثماني،و كان العزاء يقام أيضا في المدرسة العلمية الجعفرية من يوم(1)الى(13)محرم و يشارك اهل السنة فيه و يذهبون الى الحضرة العسكرية ليلة(11)محرم و بيدهم الشموع و يمثل هذا العزاء موكب الحوزة العلمية في سامراء و يديره و يشرف عليه العلامة الميرزا محمد الطهراني ثم اصبح فيما بعد بإدارة الشيخ عبد الرحيم الغراوي و استمر لسنين طويلة،و يعقد مجلس العزاء في المدرسة العلمية في شهري محرم و صفر،و ممن رقى المنبر و قتذاك الشيخ عبد الزهراء الصغير و الشيخ طه المقيم في سامراء و الشيخ حميد جاسم المعروف بالشيخ عزيز المؤذن و الشيخ محمد زامل الساعدي و الشيخ علي الساعدي.

ص: 57

جهاد الشيخ الغراوي و جهوده:

هو العلامة الشيخ عبد الرحيم بن الشيخ محمد بن قريش بن علي بن موسى الغراوي الخزرجي ،ولد سنة 1920 م في النجف و كان والده من العلماء و أصله من الكحلاء في العمارة،و اخذ عن والده و الشيخ مهدي كاشف الغطاء و الشيخ محسن و الشيخ أسد حيدر،و سافر مع أبيه الى سامراء سنة 1937 م و قد أوصى الإمام السيد أبو الحسن الإصفهاني بهما خيرا الى وكيله في سامراء السيد أحمد المرعشي، و نزلا في المدرسة العلمية و كان هناك الشيخ كاظم عودة الساعدي و الشيخ موسى السوداني و السيد عبد الصاحب العاملي و السيد جواد الدجيلي،و تزوج الشيخ عبد الرحيم أواخر سنة 1940 م بعد وفاة والده،و درس المكاسب على الشيخ حبيب اللّه المحلاتي في سامراء و هو أخو الباحث الشيخ الخطيب ذبيح اللّه المحلاتي،و في سنة 1970 م نزل العلامة المجتهد الشيخ مجتبى لنكراني سامراء فدرس عليه مستمسك العروة الوثقى،و كان وكيل المرجعية العليا فيها العلامة السيد عبد الحسين ذو الرياستين و مدحه النسابة الأديب السيد عبد الستار الحسني بقوله:

لتهنك يا عبد الرحيم ذخائر *** ليوم به الانسان يلتمس الذخرا

و كم لك من أمثالها من مآثر *** لها شهدت أرض الغري و سامرا

و في(غرّة)أعرقت بيتا و منصبا *** و إن ذكر الأفذاذ كنت لهم صدرا

و قال عنه الشيخ سعيد البدري السامرائي:(شاعرا مجيدا و مديرا للمدرسة العلمية الجعفرية و كان محبوبا عند اهالي سامراء و له مكانة سامية عند

ص: 58

رؤساء عشائر سامراء و كنا ندعوه ليشاركنا في بعض المهمات،أما الإحتفالات العامة فكنا لا نستغني عنه)فأصبح الشيخ عبد الرحيم المدرس الأول في المدرسة العلمية التي كانت تضم قبل تسفير العلماء و تهجيرهم عشرين ايرانيا و(12)افغانيا و(25)باكستانيا و(30)هنديا و (25)عراقيا،و من الطلاب العراقيين:السيد باقر بن السيد جواد الدجيلي و أخوه السيد هادي و العلامة الشيخ مهدي الخميني الطهراني و الشيخ هاشم مطلك عبود و الشيخ محسن مال اللّه الساعدي الشاعر المؤلف و أخوه الشيخ جواد مال اللّه أحد وكلاء السيد الخوئي في البصرة و السيد محمد عبد اللطيف الموسوي و أخوه السيد علي و الشيخ محمد حسين جبر و الشيخ مهند محمود سلطان و أخوه الشيخ علي و الشيخ عبد الرضا جاسم الحلفي و الشيخ ناعم عبد اللّه الكعبي و الشيخ حميد جاسم وحيد الساري و الشيخ ضياء حسن عبد الرحيم و السيد عباس الديواني و الشيخ هادي بن الشيخ عبد الرحيم الغراوي المولود سنة 1958 م و الذي درس في سامراء سنة 1989 م و تفوق على أقرانه،و بعد حادثة التسفير المشؤوم خلت المدرسة إلا قليل من العراقيين و ذهب الشيخ عبد الرحيم الى مدينة العمارة و جاء ب(14) طالبا للعلم و كان يجلب الرواتب لهم من السيد الخوئي الى سامراء الشيخ مؤيد،و أصبح الشيخ عبد الرحيم وكيلا للسيد الخوئي و السيد السبزواري في سامراء و مديرا للمدرسة العلمية الجعفرية سنة 1978 م و كان يدّرس المكاسب و الكفاية و له مؤلفات منها في المنطق و معجم شعراء الشيعة في (60)مجلدا و ديوان شعر و أعقب من الذكور:سعيد و مهدي و سمير و أحمد و الشيخ هادي و حسن و من شعره قصيدة في الإمام الحجة(عجل اللّه فرجه) نظمها سنة 1370 ه و ألقاها في حفل كبير بمناسبة ولادة الإمام(عجل اللّه فرجه)في المدرسة الجعفرية و حضره وجهاء سامراء و رؤساؤها و الحكومة المحلية و تبارت الشعراء من النجف و بغداد و سامراء:

ص: 59

نور تجلى واضح البرهان *** سطعت أشعته بكل مكان

يا ليلة فيك المبشر هاتف *** ولد الإمام و حجة الرحمان

يا ليلة أصبحت عيدا زاهرا *** الحفل فيك يقام في البلدان

بشراك سامراء أنجبت إمرءا *** يمحو ظلام الكفر و الطغيان

أعلمت سامراء من أنجبته *** و اختار تربك و هو خير مكان

هو ذلك المهدي و ابن محمد *** هو مظهر الإسلام و الإيمان

الإمام الحكيم في سامراء:

زار زعيم الطائفة الشيعية الإمام السيد محسن الحكيم سامراء يوم الجمعة الموافق 1383/6/6 ه و ضم الوفد المرافق له السيد هادي بن السيد جواد الحكيم و الشيخ محمد علي اليعقوبي و السيد جواد شبّر و السيد عدنان البكاء و السيد الشهيد محمد طاهر الحيدري و غيرهم من الأفاضل،و كان الأهالي الكرام على مختلف طبقاتهم في إستقبال الركب و قد نصب قوس كبير في مدخل المدينة عليه عبارات الترحيب و قوس آخر في باب صحن الروضة العسكرية و بصعوبة بالغة وصلت السيارة التي تقل سماحة المرجع الأعلى الى باب الصحن الشريف و كان في استقباله سيادة القائممقام و سدنة الروضة و الوجوه و الأشراف و الزعماء و أهالي المدينة فسلموا عليه و رحبوا به ثم توجه الى دار السيد عبد الوهاب المشاط و مكث فيها عشرة أيام،و تقدمت الهيأة العلمية للترحيب بسماحته و تقدم فضيلة الشيخ عبود بن الشيخ حسن ممثلا عن إخوانه رجال الدين،و ألقى السيد نور بن السيد عبد الأمير خادم الروضة العسكرية كلمة قيمة،و أخذت وفود الموصل و تلعفر و طوز

ص: 60

خرماتو و كركوك و تسعين تزحف الى سامراء بالإضافة الى وفود بغداد و الخالص و الديوانية و غيرها،و غادر الإمام الحكيم سامراء يوم 1963/11/5 م متوجها الى مدينة بلد فودعه أهالي سامراء في حفل أقيم في الصحن المبارك و ألقى الشيخ سعيد البدري رئيس عشيرة البو بدري كلمة قيمة كما ألقى الأستاذ ماهر مصطفى السامرائي مقطوعة شعرية بعنوان(تحية أهالي سامراء)و تقدم بعد ذلك فضيلة السيد هادي الحكيم فشكر الجميع داعيا لهم بالتوفيق و التسديد.

بيوتات الشيعة في سامراء:

بلغت بيوتات الشيعة في سامراء في الستينات أكثر من(100)بيتا و ازدادت الى نحو(500)بيتا في السبعينات من القرن الماضي منها:

بيت العلامة الشيخ نجم الدين العسكري،بيت العلامة الميرزا حسين الشيرازي،بيت العلامة السيد عبد الحسين القزويني،بيت العلامة الشيخ عبد الرحيم الغراوي و أخوه الشيخ جواد،بيت العلامة السيد عبد الحسين ذو الرياستين،بيوتات آل عبد الغفار و هم ذرية العلامة المجتهد الشيخ مهدي، بيت عيسى الصفار،بيت الكواز،بيت الشيخ عبود الساعدي،بيت الشيخ خلف الساعدي،بيت الشيخ محسن مال اللّه الساعدي والد عبد اللّه و مهدي، بيت السيد محمد رضا الشوشتري،بيت العلامة الشيخ مهدي الخميني الطهراني،بيت الشيخ مهدي المؤذن أبو جعفر،بيت الحاج عباس عبود السامرائي،بيت يحيى التنكجي،بيت الشيخ خليل،بيت الشيخ هاشم مطلك عبود،بيت الشيخ عبد المنعم الساعدي،بيت السيد محمد عبد اللطيف،بيت الشيخ محمد حسين جبر،بيت السيد علي عبد اللطيف،بيت الشيخ عبد الرضا جاسم الحلفي،بيت الشيخ ناعم عبد اللّه الكعبي،بيت الدكتور مكي دشر،بيت نجم النجار،بيت أبو ستار البصراوي،بيت أبو عبد اللّه الخباز البصراوي،بيت عماد طالع النجار،بيت كاظم ناعم عبد اللّه،بيت حسين ناعم عبد اللّه،بيت محمد محسن الخياط،بيت مهدي محسن الخياط،بيت

ص: 61

محمد عبد الرضا،بيت حسن عبد الرضا،بيت صالح حميد،بيت الشيخ مهدي عبد الرحيم،بيت الشيخ هادي عبد الرحيم،بيت الشيخ محمود سلطان الغراوي و اولاده الشيخ مهند و الشيخ علي،بيت الشيخ ضياء حسن عبد الرحيم الغراوي،بيت طالع أبو عباس النجار،بيت عبد العال أبو علي الكهربائي،بيت علي عبد العال،و أغلب مناطق سكناهم المحلة الشرقية قرب مرقد الإمامين(عليهما السلام)و بعضهم في دور معمل الأدوية.

إضطهاد الشيعة:

تعرضت عوائل الشيعة الى إضطهاد طائفي بغيض في فترات متفاوتة في سامراء و بلغت أوجها ز من النظام البعثي البائد حيث يتجلى من خلال النقاط الآتية مدى الحقد الدفين الذي مارسه ذلك النظام المقبور:

1-تسفير و تهجير العلماء و المواطنين الى ايران سنة 1970-1971 م.

2-إغتيال عدد من العلماء المقيمين في سامراء.

3-محاربة الشيعة و التضييق عليهم حتى يهاجروا طوعا أو كرها من سامراء.

4-منع الشعائر الدينية الشيعية كافة و محاربتها بشكل علني.

5-تسفير و تهجير العلماء و العوائل الى ايران سنة 1980 م مع مصادرة أموالهم المنقولة و غير المنقولة و حجز أبنائهم دون سن(18)سنة.

6-مصادرة كافة الوقوفات و الأملاك العائدة للشيعة،و إنها كثيرة و يجب فتح ملف تحقيقي خاص بمصيرها.

7-في الإنتفاضة الشعبانية المباركة سنة 1991 م كانت ردة فعل نظام صدام قاسية جدا على الشيعة في سامراء.

8-تخريب و تهديم مدرسة الإمام الشيرازي و تحويلها الى(كراج)بعد نهبها.

9-تخريب و تهديم حسينية السيد البروجردي الواقعة مقابل عمارة الحاج طه من البو رحمان و تحويلها الى(كراج)بعد نهبها.

ص: 62

10-تخريب و تهديم الحسينية النجفية و تحويلها الى مطعم سميّ بمطعم حبايبنا.

11-الحسينية الكربلائية أرادوا هدمها و تخريبها و لكن اعترض أصحاب الدور المجاورة لها خوفا على دورهم من الإنهيار لأنها بيوت قديمة.

12-حمّام السيد البروجردي و يسمى حمّام العجم،استولوا عليه و لم يهدموه لغرض الاستفادة منه ماديا.

13-تخريب مقبرة الشيعة و تسمى مقبرة العجم.

14-الاستيلاء على أملاك العلامة السيد عبد الحسين ذو الرياستين في باب القبلة مع قطعة أرض مساحتها بحدود(600)متر و قطعة اخرى مساحتها بحدود(400)متر.

15-تم جمع كتب المكتبات الشيعية كلها و كانت عشرة آلاف كتاب تقريبا و حرقوها خارج البلدة،و أول سؤال سأله السيد الخوئي للشيخ عبد الرحيم الغراوي هو عن مصير المكتبات فأجابه بأنها حرقت فتأثر السيد الخوئي تأثرا بالغا عليها.

16-نهب جميع بيوت المسفرّين الى ايران و استملاك عقاراتها و سرقة الطابوق و الحديد و الأبواب و كل شيء يمكن الإستفادة منه.

17-في حادثة تفجير المرقد الأولى تم سرقة الذهب المتناثر و الطابوق و خزانة الروضة العسكرية،و قتل بعض العوائل الشيعية مما اضطر البقية الى الهجرة،و حرقت سيارة الشيخ عبد الرحيم الغراوي مع سيارات اخرى لضيوف كانوا عنده في بيته.

18-هرب جميع الشيعة من سامراء خوفا على أرواحهم و لم يبق منهم إلا بعدد الأصابع و بصورة مخفية فلعن اللّه من أيقظ الفتنة النائمة،و نأمل من العقلاء حل هذه المشكلات التي وقعت في البلد نتيجة لممارسات و سياسات النظام السابق الطائفية.

ص: 63

التفجير الأول لمرقد العسكريين(عليهما السلام):

في صباح يوم الاربعاء 23 محرم سنة 1427 ه المصادف 2006/2/22 م قامت زمرة إرهابية وهابية منحرفة برئاسة هيثم صباح البدري السامرائي و معه اثنان من حراس المرقد و ستة من الإرهابيين بتفجير مرقد الإمامين العسكريين(عليهما السلام)بواسطة عبوتين ناسفتين زرعوها داخل المرقد فأنهارت القبة الشريفة و أصابتها بأضرار بالغة مما أثار غضب الشيعة في العالم و استنكروا ذلك بالمظاهرات الصاخبة و اصدر مراجع الدين و رجال السياسة البيانات الرافضة لهذا العمل الطائفي و أمروا الناس بالهدوء و عدم الإنجرار وراء الفتنة خصوصا بيانات علماء النجف و كربلاء و الكاظمية و قم و مشهد و جبل عامل و باكستان و الهند و على رأسهم المرجع الأعلى للطائفة الشيعية في العالم الإمام السيد علي الحسيني السيستاني و هذا هو نص البيان:

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ) لقد امتدت الأيادي الآثمة في صباح هذا اليوم لترتكب جريمة مخزية ما أبشعها و أفظعها و هي استهداف حرم الإمامين الهادي و العسكري(عليهما السلام)و تفجير قبته المباركة مما أدى الى انهدام جزء كبير فيها و حدوث أضرار جسيمة أخرى،إن الكلمات قاصرة عن إدانة هذه الجريمة النكراء التي قصد التكفيريون من ورائها إيقاع الفتنة بين أبناء الشعب العراقي ليتيح لهم ذلك الوصول الى أهدافهم الخبيثة،و إن الحكومة العراقية مدعوة اليوم أكثر من اي وقت مضى الى تحمل مسؤولياتها الكاملة في وقف مسلسل الأعمال الإجرامية التي تستهدف الأماكن المقدسة،و إذا كانت أجهزتها الأمنية عاجزة عن تأمين الحماية اللازمة فإن المؤمنين قادرون على ذلك بعون اللّه تبارك و تعالى،إننا اذ نعزي إمامنا صاحب الزمان(عجل اللّه فرجه الشريف)بهذا المصاب الجلل نعلن الحداد العام لذلك سبعة ايام،و ندعو المؤمنين ليعبّروا خلالها بالأساليب السلمية في احتجاجهم و إدانتهم لإنتهاك الحرمات و إستباحة المقدسات،مؤكدين على

ص: 64

الجميع و هم يعيشون حال الصدمة و المأساة للجريمة المروعة أن لا يبلغ بهم ذلك مبلغا يجرهم الى إتخاذ ما يؤدي الى ما يريده الأعداء من فتنة طائفية طالما عملوا على إدخال العراق في إتونها و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

23 محرم الحرام 1427 ه

على الحسيني السيستاني

النجف الأشرف

و نشرت جريدة بلد الخضراء الصادرة يوم الأحد 2006/7/2 م العدد(53) مقتطفات من تصريح الدكتور موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي في المؤتمر الصحفي الذي عقده في قصر المؤتمرات في بغداد حيث قال أن عراقيين اثنين و أربعة سعوديين و تونسيا من أعضاء تنظيم القاعدة الإرهابي في العراق هم من قاموا بتفجير المرقد و الذي خطط و نفذ هو هيثم صباح شاكر محمود البدري السامرائي الذي كانت له علاقات بالنظام البعثي السابق،و تم اعتقال المدعو فاخر محمد علي الترويكي التونسي الملقب بأبي قدامة و اعترف بارتكابه جرائم أخرى بالإضافة الى اشتراكه بتفجير المرقد مثل قتل الصحفية أطوار بهجت و اختطاف و قتل العشرات من المواطنين الأبرياء.

و نظم المؤلف في هذه الفاجعة الأليمة:

ص: 65

يا صاحب الإنصاف أقصد مرقدا *** لأبن الجواد و والد الحسن النقي

انظر يد التكفير كيف تطاولت *** و جنت على الهادي الكريم المنفق

و القبة الشمّاء أضحت كومة *** و جرت لها حزنا دموع المشفق

الجرم نعرفه و نعرف أهله *** من كف صانعه اللئيم العفلقي

و مصيبة نزلت بآل محمد *** و رمت بها قلب الإمام المتقي

هو مركز النور الذي من أحمد *** فيه الإمامة بالنبوة تلتقي

عجبا له فمتى يجرد سيفه *** فيهم و يئأر للدماء الهرّق

التفجير الثاني لمرقد الإمامين العسكريين(عليهما السلام):

في الساعة التاسعة و الربع من صباح يوم الأربعاء 27 جمادى الأولى سنة 1428 ه المصادف 2007/6/13 م قامت مجموعة إرهابية وهابية بتفجير منارتي صحن العسكريين(عليهما السلام)و أصيب الصحن و قبة سرداب الغيبة بأضرار بالغة مما أثار غضب الشيعة في العالم و استنكروا ذلك بالمظاهرات الصاخبة أيضا و أصدر مراجع الدين البيانات الرافضة لهذا العمل الجبان و أمروا الناس بعدم الإنجرار وراء الفتنة الطائفية و حمّلوا قوات الإحتلال كامل المسؤولية و دعوا الى الإسراع في إعادة تعميره و حمايته،و نظم المؤلف في هذه الحادثة المروّعة:

ذاك يوم التفجير يوم كئيب *** أحزنت فيه أمة التوحيد

رزءه اذهل العباد بوقع *** قد رماه الزنيم سهم حقود

و غدا للكفور عيد سعيد *** لجميع الأوغاد يوم سعود

و غدت تلكم الرزية فينا *** تملأ الأرض بالهموم السود

و نعزي إمامنا الحق فيه *** حين أودت به أيادي الجحود

فيه أمسى انتظار صاحب عدل *** أمل الناس من زمان بعيد

و لكم أهرقت عيون أحباه *** دموعا حفرن حلو الخدود

فالى م انتظاره بعد هدم *** هدّ صرحي آبائه و الجدود

ص: 66

الخاتمة

و في الختام هذا مبلغ علمنا و ما توصلنا اليه في بحثنا بعد متابعتنا لكل ما يتعلق بتاريخ التشيّع في مدينة سامراء المقدسة و ذلك باتباع منهج البحث العلمي من حيث الدقة و الأمانة في النقل و استسقاء المعلومات من المصادر و المراجع المهمة،و هدفنا من مؤلفنا هو خدمة لمذهب أهل البيت عليهم السلام و لشيعتهم الذين ظلموا مع أئمتهم عليهم السلام منذ قرون الإسلام الأولى و إحياء لأمرهم الحق.

لقد تم إنجاز هذا الكتاب المبارك في الأول من شهر محرم الحرام سنة 1429 من الهجرة النبوية الشريفة على مهاجرها خير الأنام آلاف التحية و السلام،و ندعو من خلاله الى جمع الكلمة و نبذ الفرقة بين المسلمين و أن يكونوا كالبنيان المرصوص و كالجسد الواحد لمواجهة العدو المشترك و لوأد الفتنة الجديدة فتنة الطائفية المقيتة،و نسأله سبحانه أن يهدينا الى سبيل الرشاد و يغفر ذنوبنا و يجعلنا من السائرين على خط محمد و آله لكي ننال نصيبا وافرا في الدنيا و الآخرة و آخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين.

ص: 67

الهوامش

-رحلة المنشي البغدادي-السيد محمد السيد احمد الحسيني،ص 88.

-موسوعة العتبات المقدسة-قسم سامراء ج 1 ص 297.

-موسوعة العتبات المقدسة-قسم سامراء ج 1،ص 300.

-موسوعة العتبات المقدسة-قسم سامراء ج 1،ص 313.

-تاريخ اليعقوبي ج 2،ص 503.

-مناقب آل ابي طالب-ابن شهر آشوب ج 4،ص 426.

-الذخائر-موسى اليعقوبي،ص 62.

-اعيان الشيعة-السيد الأمين،مجلد 8،ص 386.

-شعراء القطيف-علي الشيخ منصور،ص 259.

-ديوان الأنوار القدسية-الشيخ محمد حسين الاصفهاني،ص 96.

-ديوان المدائح و المراثي-السيد محمد بن المهدي الشيرازي،ص 42.

-تحف العقول-ابن شعبة الحراني،ص 358.

-اعيان الشيعة-السيد الأمين،مجلد 2،ص 442.

-الغدير-العلامة الأميني،ج 4،ص 99.

-كشف الغمة-علي الاربلي،ج 3،ص 318.

-شعراء الغري-علي الخاقاني،ج 1،ص 248.

-شعراء الغري-علي الخاقاني،ج 1،ص 16.

-ديوان سحر بابل و سجع البلابل-السيد جعفر الحلي،ص 414.

-ديوان ابو الفضل الطهراني،ص 341.

-ديوان الفرطوسي،ج 2،ص 48.

-ديوان الشعر الواله-الدكتور الشيخ احمد الوائلي،ص 123.

-الإرشاد-الشيخ المفيد العكبري.

-ديوان و قد الجوى-عبد الحسين حمد،ج 1،ص 46.

-معجم شعراء الشيعة-الشيخ عبد الرحيم الغراوي،ج 6،ص 346.

-ديوان الشيخ عبد الحسين شكر،ج 2،ص 76.

-تاريخ اليعقوبي،ج 2،ص 503.

-بلدان الخلافة الشرقية-كي لسترنج،ص 80.

-النصب و النواصب-محسن المعلم،ص 255،و كذا تاريخ الشيعة- الشيخ محمد حسين المظفر،ص 102.

ص: 68

-أربعة قرون من تاريخ العراق-ترجمة جعفر الخياط،ص 295.

-دليل الخليج-لوريمر،ج 7،ص 2468.

-تاريخ التعليم في العراق-عبد الرزاق الهلالي،ص 11.

-تنقيح المقال-الشيخ المامقاني،و كذا سفينة البحار،ج 2،ص 100.

-كشف الغمة-الاربلي،ج 3،ص 246.

-كمال الدين-ابن بابويه القمي،ج 2،ص 435.

-اعيان الشيعة-السيد الأمين،ج 3،ص 15.

-أعيان الشيعة-السيد الأمين،ج 3،ص 87.

-سيماي سامراء-محمد صحتي،ص 161 باللغة الفارسية.

-الغيبة الصغرى-الشهيد السيد محمد الصدر،ص 412.

-أدب الطف-السيد جواد شبّر،ج 3،ص 283.

-الأغاني-الإصفهاني،ج 20،ص 188.

-نسمة السحر في من تشيّع و شعر-يوسف الحسني اليماني،ج 1،ص 71.

-أعيان الشيعة-السيد الأمين،ج 4،ص 21.

-أعيان الشيعة-السيد الأمين،ج 3،ص 15.

-أعيان الشيعة-السيد الأمين،ج 4،ص 154.

-أعيان الشيعة-السيد الأمين،ج 3،ص 87.

-طبقات أعلام الشيعة-أقا بزرك الطهراني-القرن الرابع،ص 39.

-أعيان الشيعة-السيد الأمين،ج 4،ص 192.

-الكنى و الألقاب-الشيخ عباس القمي،ج 2،ص 207.

-معجم أعلام الشيعة-السيد عبد العزيز الطباطبائي،ج 1،ص 161.

-مناقب آل أبي طالب-ابن شهر آشوب،ج 1،ص 382.

-مجمع الآداب-ابن الفوطي،ج 5،ص 338.

-دائرة المعارف الإسلامية الشيعية-السيد حسن الأمين،ج 3،ص 412.

-روضات الجنات-الخونساري،ج 5،ص 186.

-تنقيح المقال،و كذا اعيان الشيعة.

-طبقات أعلام الشيعة-أقا بزرك الطهراني،القرن 11،ص 280.

-الفوائد الرضوية-الشيخ عباس القمي،ص 372،باللغة الفارسية.

-دولة بني عقيل-الدكتور خاشع المعاضيدي،ص 193،و كذا محافظة نينوى بين الماضي و الحاضر،ص 67.

-أعيان الشيعة-السيد الأمين،ج 4،ص 448.

-ديوان الشريف المرتضى،ج 1،ص 103.

ص: 69

-أعيان الشيعة-السيد الأمين،ج 3،ص 556.

-أعيان الشيعة-السيد الأمين،ج 4،ص 448.

-تاريخ بغداد-الخطيب البغدادي،ج 12،ص 57.

-تاريخ مدينة سامراء-يونس السامرائي.

-ديوان الشيخ جابر البلدي،ص 70.

-كشكول الحاج حسين الشاكري النجفي،ص 9.

-ديوان الشيخ عبد الرحيم الغراوي.

-مآثر الكبراء في تاريخ سامراء-الشيخ المحلاتي،ج 2،ص 109.

-مجلة لغة العرب،ج 4،لسنة 1911 م،ص 141،و كذا تاريخ مدينة سامراء- يونس السامرائي.

-هدية الرازي الى المجدد الشيرازي-أقا بزرك الطهراني،و كذا مآثر الكبراء،ج 2،ص 54.

-ديوان الشيخ جابر البلدي-محمد حسن آل ياسين،ص 231،ص 325.

-الكنى و الألقاب-الشيخ عباس القمي،ج 3،ص 223.

-ديوان السيد حيدر الحلي،ج 1،ص 88.

-الكامل في التاريخ-ابن الأثير،ج 7،ص 467.

-مرآة الممالك-سيدي علي،ص 38.باللغة الفارسية.

-مجلة المورد العراقية-العدد 1،ص 52 لسنة 1417 ه.

-موسوعة العتبات المقدسة-قسم سامراء.

-رحلة أبي طالب خان-بقلمه باللغة الفارسية،ص 404.

-رحلة السلطان محمد فتح علي-بقلمه باللغة الفارسية.

-رحلة ناصر الدين شاه-بقلمه باللغة الفارسية،ص 192.

-العراق بين الماضي و الحاضر و المستقبل-جملة من الباحثين.

-لمحات من حياة الشيخ اليعقوبي،ص 83.

-النفحات القدسية في أعلام الكاظمية-السيد عادل العلوي،ج 12، ص 417.

-مجلة الكوثر النجفية،العدد 25،ص 14،مؤرخة في 2001/1/30 م.

-السيد محمد سليل الهادي-اياد عيدان البلداوي،ص 223.

-السيد محمد سليل الهادي-اياد عيدان البلداوي،ص 135.

-دروس تمهيدية-قواعد الرجال-الشيخ باقر الايرواني،ص 176.

-موسوعة العتبات المقدسة-قسم سامراء،ج 1،ص 143.

-تاريخ مدينة سامراء-يونس السامرائي،ج 3،ص 229.

ص: 70

-تاريخ مدينة سامراء-يونس السامرائي،ج 3،ص 233-243.

-لمحات اجتماعية-الدكتور علي الوردي،ج 5،ص 48-51.

-تاريخ مدينة سامراء-يونس السامرائي،ج 3،ص 59.

-الحقائق الناصعة-فريق الفرعون،ص 330.

-لمحات اجتماعية-الدكتور علي الوردي،ج 5،ص 100.

-مقدمة ديوان الشيخ عبد الرحيم الغراوي.

-أفادني بذلك الشيخ مهند بن الشيخ محمود بن سلطان الغراوي في يوم 2006/5/15 م.

-الإمام الحكيم-السيد أحمد الحسيني،ص 100.

-أفادني بذلك الشيخ مهند بن الشيخ محمود بن سلطان الغراوي في يوم 2006/5/15 م.

ص: 71

المصادر و المراجع

1-القرآن الكريم.

2-الإرشاد-الشيخ المفيد.

3-الكامل في التاريخ-ابن الأثير.

4-الأغاني-أبو الفرج الإصفهاني.

5-الكنى و الألقاب-الشيخ عباس القمي.

6-الفوائد الرضوية-الشيخ عباس القمي.

7-الذريعة الى تصانيف الشيعة-أقا بزرك الطهراني.

8-الغدير-الشيخ الأميني.

9-المراجعات-السيد عبد الحسين شرف الدين.

10-الحقائق الناصعة-فريق مزهر الفرعون.

11-الغيبة الصغرى-الشهيد السيد محمد الصدر.

12-النصب و النواصب-محسن المعلم.

13-الذخائر-موسى اليعقوبي.

14-الإمام الحكيم-السيد أحمد الحسيني.

15-العراق بين الماضي و الحاضر و المستقبل-جملة من الباحثين.

16-النفحات القدسية في اعلام الكاظمية-السيد عادل العلوي.

17-السيد محمد سليل الهادي(عليهما السلام-إياد عيدان البلداوي.

18-إثبات الوصية-المؤرخ المسعودي.

19-أعلام الورى-الشيخ الطبرسي.

20-أربعة قرون من تاريخ العراق-ترجمة جعفر الخياط.

21-أدب الطف-السيد جواد شبّر.

22-أعيان الشيعة-السيد محسن الأمين العاملي.

23-إفادة سماحة الشيخ مهند بن الشيخ محمود الغراوي.

24-بلدان الخلافة الشرقية-المستشرق كي لسترنج.

25-جريدة بلد الخضراء.

26-تحف العقول-ابن شعبة الحراني.

27-تاريخ اليعقوبي-المؤرخ اليعقوبي.

28-تاريخ بغداد-الخطيب البغدادي.

29-تنقيح المقال في احوال الرجال-الشيخ المامقاني.

30-تاريخ الشيعة-الشيخ محمد حسين المظفر.

ص: 72

31-تاريخ مدينة سامراء-الشيخ يونس السامرائي.

32-تاريخ التعليم في العراق-عبد الرزاق الهلالي.

33-دليل الخليج-لوريمر.

34-دائرة المعارف الاسلامية الشيعية-السيد حسن الأمين العاملي.

35-ديوان الشريف المرتضى.

36-ديوان الشيخ جابر البلدي الكاظمي-الشيخ محمد حسن آل ياسين.

37-ديوان الحاج أبو الفضل الطهراني.

38-ديوان السيد حيدر الحلي.

39-ديوان سحر بابل و سجع البلابل-السيد جعفر الحلي.

40-ديوان الأنوار القدسية-الشيخ محمد حسين الإصفهاني.

41-ديوان الشيخ عبد الحسين شكر.

42-ديوان الشيخ عبد المنعم الفرطوسي.

43-ديوان السيد محمد جمال الهاشمي.

44-ديوان الشعر الواله-الدكتور الشيخ احمد الوائلي.

45-ديوان المدائح و المراثي-الفقيه السيد محمد الحسيني الشيرازي.

46-ديوان الشيخ عبد الرحيم الغراوي.

47-ديوان الشيخ عباس قاسم شرف.

48-ديوان و قد الجوى-عبد الحسين حمد.

49-ديوان النظم اليسير في آل البشير-إياد عيدان البلداوي.

50-دولة بني عقيل-الدكتور خاشع المعاضيدي.

51-دروس تمهيدية-قواعد الرجال-الشيخ باقر الايرواني.

52-رحلة أبي طالب خان-بقلمه باللغة الفارسية.

53-رحلة السلطان محمد فتح علي شاه-بقلمه باللغة الفارسية.

54-رحلة ناصر الدين شاه-بقلمه باللغة الفارسية.

55-رحلة المنشي البغدادي.

56-روضات الجنات-الخونساري.

57-ري سامراء-احمد سوسة.

58-سبائك الذهب-أمين السويدي البغدادي.

59-سفينة البحار-الشيخ عباس القمي.

60-سيماي سامراء-محمد صحتي،باللغة الفارسية.

61-شعراء الغري-علي الخاقاني.

62-شعراء القطيف-علي الشيخ منصور.

ص: 73

63-لمحات اجتماعية-الدكتور علي الوردي.

64-لمحات من حياة الشيخ اليعقوبي-جماعة من طلبة العلوم الدينية في النجف.

65-كشف الغمة-علي الأربلي.

66-كمال الدين-ابن بابويه القمي.

67-كشكول الحاج حسين الشاكري النجفي.

68-كرامات الأبرار-الشيخ عبد الكريم العقيلي.

69-طبقات اعلام الشيعة-أقا بزرك الطهراني.

70-مناقب آل أبي طالب-ابن شهر آشوب.

71-معجم البلدان-الحموي.

72-مجمع الآداب-ابن الفوطي.

73-مراصد الإطلاع-ابن عبد الحق البغدادي.

74-مآثر الكبراء في تاريخ سامراء-الشيخ ذبيح اللّه المحلاتي.

75-و شايح السرّاء في شأن سامراء-الشيخ محمد السماوي.

76-معجم اعلام الشيعة-السيد عبد العزيز الطباطبائي.

77-مرآة الممالك-سيدي علي،باللغة الفارسية.

78-موسوعة العتبات المقدسة-قسم سامراء.

79-معارف الرجال-الشيخ محمد حرز الدين.

80-معجم شعراء الشيعة-الشيخ عبد الرحيم الغرواي.

81-مجلة لغة العرب لسنة 1911 م.

82-مجلة المورد لسنة 1417 ه

83-مجلة الكوثر النجفية لسنة 2001 م.

84-محافظة نينوى بين الماضي و الحاضر-جملة من الباحثين.

85-نسمة السحر في من تشيّع و شعر-يوسف الحسني اليماني.

86-هدية الرازي الى المجدد الشيرازي-أقا بزرك الطهراني.

ص: 74

الإمام الحكيم في سامراء 60

بيوتات الشيعة في سامراء 61

اضطهاد الشيعة 62

التفجير الأول لمرقد العسكريين عليهما السلام 64

التفجير الثاني لمرقد العسكريين عليهما السلام 66

الخاتمة 67

الهوامش 69

المصادر 73

ص: 75

المحتوى

الإهداء 3

مقدمة المؤلف 5

سامراء في لمحة تاريخية 7

الإمام علي الهادي عليه السلام 10

من مواعظ الإمام الهادي و حكمه عليه السلام 13

الإمام الحسن العسكري عليه السلام 14

من مواعظ الإمام العسكري و حكمه عليه السلام 17

أولاد الإمام العسكري عليه السلام 18

سامراء في الشعر العربي 21

أعلام الشيعة في سامراء 24

الدولة العقيلية 33

أهم عمارات الروضة العسكرية 34

سدانة المرقد 37

الإمام الشيرازي في سامراء 38

مدرسة الإمام الشيرازي 39

كرامتان في سامراء 39

السيد الحلي في سامراء 40

وقائع في تاريخ سامراء 41

علماء الشيعة في سامراء 42

علماء دفنوا في الحضرة العسكرية 53

مكتبات الشيعة 53

الوقوفات الشيعية 55

الصدر و ثورة العشرين في سامراء 55

التعازي الحسينية 57

جهاد الشيخ الغراوي و جهوده 58

ص: 76

درباره مركز

بسمه تعالی
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
آیا کسانى که مى‏دانند و کسانى که نمى‏دانند یکسانند ؟
سوره زمر/ 9
آدرس دفتر مرکزی:

اصفهان -خیابان عبدالرزاق - بازارچه حاج محمد جعفر آباده ای - کوچه شهید محمد حسن توکلی -پلاک 129/34- طبقه اول
وب سایت: www.ghbook.ir
ایمیل: Info@ghbook.ir
تلفن دفتر مرکزی: 03134490125
دفتر تهران: 88318722 ـ 021
بازرگانی و فروش: 09132000109
امور کاربران: 09132000109