التشیع

اشارة

التشیع

نويسنده:غریفی، عبدالله

زبان:عربی

ناشر:موسسة العارف للمطبوعات - بیروت - لبنان

سال نشر:1421 هجری قمری

سال نشر:2000 میلادی

کد کنگره:BP 239 /غ 4 ت 5

ص: 1

اشارة

ص: 2

التشیع

نويسنده:عبدالله غریفی

ص: 3

ص: 4

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 5

ص: 6

المدخل

الإهداء

هذه بضاعة مزجاة...

أضعها-و أنا خجل-بين يدي قمّة الشموخ

و الصمود و الجهاد...

بطلة كربلاء...

زينب بنت أمير المؤمنين عليهما السّلام

سائلا المولى الكريم أن يتقبّل منّي هذا المجهود الضئيل

يوم لا ينفع مال و لا بنون

إلاّ من أتى اللّه بقلب سليم...

عبد اللّه الغريفي

ص: 7

ص: 8

مقدمة الطبعة الخامسة

الحمد للّه ربّ العالمين و الصّلاة و السلام على سيدنا محمد المصطفى الأمين و على آله الهداة الميامين...

و بعد...

فمنذ أن صدرت الطبعة الأولى من كتاب«التشيع»و أنا أجد في نفسي رغبة ملحّة-و بناء على ملاحظات الكثير من الأحبة-في أن أعيد معالجة بعض الموضوعات المضغوطة بشكل أكثر تفصيلا.

إلاّ أنّ تلك الرغبة لا زالت مخنوقة في داخلي رغم صدور الطبعة الرابعة من الكتاب...

غير أنّ هذه الطبعة توفّرت على بعض الإضافات:-

أولا:أضفنا مبحثا جديدا بعنوان«المصادرة التاريخية لمواقع أهل البيت عليهم السلام في حياة الأمة»...

و قد تناولنا في هذا المبحث ثلاثة أبعاد:-

البعد الأول:مصادرة موقع القيادة السّياسية.

البعد الثاني:مصادرة موقع المرجعية الفكرية.

البعد الثالث:مصادرة موقع الزعامة الروحية و الاجتماعية.

و جاء هذا المبحث ليشكل«المبحث الثالث»من مباحث«الفصل الثالث»من فصول«القسم الأول»في هذا الكتاب...

ثانيا:في الطبعات السّابقة توفّر الكتاب على عدة مصادر لم يتسنّ لنا الرجوع إليها مباشرة،فنقلنا عنها بالواسطة،إلاّ أنّ هذه الطبعة قد تميزت باعتماد

ص: 9

المصادر مباشرة إلاّ النادر جدا،كما تميّزت بإضافة مصادر جديدة،مما أعطى للكتاب«قوة مرجعية أكبر».

و قد قام بهذا الجهد التوثيقي الكبير للمصادر المعتمدة في هذه الطبعة،ولدنا المهذّب الثقة فضيلة السيد علي النوري حفظه اللّه تعالى،حيث تحمل بكل صدق و إخلاص و صبر عناء البحث و التدقيق و المراجعة،فجزاه اللّه خير جزاء العاملين المخلصين...

نسأل اللّه تعالى أن يقبل منا هذا العمل اليسير...

و الحمد للّه ربّ العالمين...

عبد اللّه الغريفي في السابع عشر من ربيع الأول سنة 1417 ه

ص: 10

المقدّمة

تعتبر قضية التشيع و الشيعة التي تنتظمها عقيدة«الإمامة»واحدة من القضايا الكبيرة الأهمية في الإسلام و تأريخه،كونها تشكل جزءا لا يتجزأ من بنيته العقائدية و الفكرية و السياسية و الاجتماعية،و كونها تمثل أيضا رؤية تقول بأنّها الصيغة الأسلم و الأصح لفهم الإسلام و تجسيده بأصوله و أركانه و فروعه،و قد تحددت هذه الرؤية في أصل نشوء التشيع بالاستناد إلى مبادئ الإسلام،و القرآن الكريم،و السنة النبوية الشريفة،و إلى نهج و ممارسة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،و مكانتهم في الإسلام.

إنّ كثيرا من الدراسات و البحوث و في مختلف المجالات قد كتبت عن التشيع و الحالة الشيعية التي تجسده،منها ما كتبها الشيعة أنفسهم،و منها ما كتبها آخرون،من مواقع فكرية و انتماءات مذهبية مختلفة،و هو الأمر الذي يدلل و بصرف النظر عن مضمون تلك الكتابات من حيث موضوعيتها أو عدم موضوعيتها.و مقدار قيمتها العلمية،على الأهمية الكبيرة لهذه القضية في بنية الإسلام،و المجتمع الإسلامي.

لكن و بالرغم من ذلك فإن هذه القضية كانت و ما تزال،و ستظل بحاجة دائمة إلى المزيد من الدراسات و البحوث التي تعمق مضمون التشيع و ركائزه،و تحقق المزيد من إستجلاء معالمه،و دلالاته منذ نشوئه و حتى الآن،و من ثم تجيب عن الأسئلة و القضايا التي تطرحها المسيرة المتواصلة للحياة بمتطلباتها و مستجداتها،هذا فضلا عما تؤديه من دور في توضيح و تصحيح الكثير من المواقف و النظرات الخاطئة إزاء التشيع، و الحالة الشيعية.

إنّ هدف هذا البحث هو المساهمة في دراسة التشيع و الحالة الشيعية التي تجسده في جذورها و منطلقاتها،و في ركائزها و مقوماتها،و في مسارها و حركتها و امتداداتها.

ص: 11

غير أنّ هذا النوع من الدراسات ربما يثير بعض الإشكالات و الإعتراضات التي ترى في هذا النوع من الدراسات أنّه يحمل صيغة مذهبية خاصة،لا معالجة لجزء من بنية الحالة الإسلامية العامة،و من هذه الإعتراضات أو الإشكالات:

أولا: إن الطروحات المذهبية تكرّس الحالة الخلافية بين المسلمين على كل المستويات الفكرية،و الشعورية،و الاجتماعية،و السياسية.

ثانيا: إنّ تأصيل الحالة المذهبية سيؤدي إلى بروز سلبيات كبيرة تتناقض بشكل واضح مع المشروع الإسلامي التوحيدي،الذي بدأ تحركه يأخذ زخما جديدا بانبعاث الصحوة الإسلامية الجديدة.

ثالثا: إن التعاطي مع القضايا و المفردات المذهبية يضعنا أمام أجواء منغلقة، تصادر حالات الانفتاح و التقارب،و التفاهم،و تعمّق الحواجز الفكرية،و النفسية داخل الأمة.

رابعا: إنّ معالجة هذا النوع من الموضوعات يستثير حساسيات تاريخية،جديرة بأن تنسى و تطوى ملفاتها في ظل الظروف الاستثنائية الصعبة التي تمر بها أمة الإسلام.

خامسا: إنّ مسألة الإمامة و الخلافة هي قضية تاريخية لا جدوى أو لا مردودات عملية من إثارتها،و تناولها في واقعنا المعاصر.

سادسا: إنّ التأكيد على الهوية الإنتمائية المذهبية يولّد في الذهنيات حالة التخلي عن الهوية الإسلامية العامة،و يخلق في وعي الآخرين هذا اللون من الفهم.

إن هذه الاعتراضات أو الإشكالات و رغم الوجاهة التي تبدو فيها،و حق أصحابها في التعبير عنها و إثارتها،لكنها لا تملك قوة الدليل و الحجة للبرهان عليها، و لتوضيح ذلك نشير إلى الأسباب التالية:

السبب الأول: لا يمكن تجميد حالات الخلاف و التوتر في داخل الأمة إلاّ من خلال خلق جو من الحوار الموضوعي الواعي،و في ظل هذا الحوار المنفتح تتحول

ص: 12

الكثير من بؤر التوتر إلى نقاط هادئة،و تتحرك حالات الخلاف في اتجاه التلاؤم و الوفاق.

إنّ غياب الحوار الهادف يدفع بالكثير من حالات الخلاف إلى مواقع المواجهة، و يكرّس عوامل التوتر،و التأزم،و التشتت في داخل الأمة.

و إنّ الخوف من إثارة مسألة الإمامة التي هي الناظم لقضية التشيع،خشية استثارة تاريخ طويل من الخلافات،و الصراعات،و الحساسيات أمر لا مبرر له و ذلك لعدة اعتبارات:

1-إنّ من القصور اعتبار الحديث عن الإمامة و دراستها في التصور الشيعي هو أمر يثير الخلاف،كونها مسألة واقعية و موجودة في البنية الإسلامية،تماما كما هو الحال في الحديث عن مسألة الخلافة و دراستها،و إنّ مسألة الإمامة كما الخلافة تطرح مسألة القيادة في الإسلام،و هي مسألة كبيرة الأهمية،بل مسألة المسائل.

2-إنّ أساليب المعالجة و الدراسة لأمثال هذه المسائل،غالبا ما تكون هي المسؤولة عن كثير من الإثارات و الحساسيات و الخلافات،و ليس المسائل نفسها،فمتى ما توافرت تلك الأساليب و المعالجات على الموضوعية و المنهجية فإنّ عوامل الإثارة و التوتر تتجمد و تقف.

3-إنّ الخلافات التي تتحرك في الساحة الإسلامية يقف وراءها عدة عوامل:- أ-نقص أو قلة المعرفة و المعلومات.

ب-التعصب.

ج-العناصر السيئة أو عديمة المسؤولية في الأمة.

د-السياسات المنحرفة.

ه-القوى الاستكبارية الكافرة.

فإذا طوقت هذه العوامل ضمنا لمكوّنات الوحدة الإسلامية أن تتحرك في الأجواء الطبيعية الصالحة،و أعطينا للحوارات الفكرية مساراتها الموضوعية النظيفة.

ص: 13

السبب الثاني: إن الساحة الفكرية المعاصرة تزخر بألوان من النتاجات ذات الصبغة التشويهية للحالة الشيعية مما يسبب تشويشا للمفاهيم و التصورات،و بالتالي يعقّد الصيغ التوحيدية في داخل الأمة،فلا بد من طرح الرؤى الصحيحة للمسألة و توضيحها و إزالة الإشكالات المزروعة في الذهنيات لخلق الآفاق المنفتحة أمام الإتجاهات الخيرة الطامحة إلى تعميق الأخوة بين أبناء الأمة الواحدة.

السبب الثالث: إنّ مسألة الإمامة التي تنتظم قضية التشيع مسألة بالغة الأهمية و الخطورة على عدة أصعدة:

أولا:الصعيد الفكري:

فمسألة الإمامة تشكل جزءا هاما في بنية الإسلام الفكرية،فالمنهجية الشمولية في الدراسات الإسلامية تفرض التعاطي مع هذه المسألة التي تملك عمقها في داخل البنية الإسلامية،فالمسألة بكل صيغها و تصوراتها المختلفة تمثل بعدا خطيرا في منظومة الفكر الإسلامي،و هذا يفرض الحاجة إلى معالجة موضوعية جادة من أجل بلورة رؤية واعية حول مفهوم الإمامة.

ثانيا:الصعيد السياسي:

إن مسألة الإمامة تجسّد في أهم أبعادها المضمون القيادي بما يحمله من دلالات سياسية خطيرة،و إنّ إغفال مفردة هامة كمفردة الإمامة يحدث خللا واضحا في الرؤية السياسية،و بالتالي يحدث خللا في الرؤية الإسلامية العامة،فلا بد من استيعاب هذه المسألة لإنجاز المضمون الإسلامي الشامل بكل مفرداته العقائدية و الفكرية،و الأخلاقية و الاجتماعية و السياسية.

ثالثا:الصعيد التاريخي:

إن مسألة الإمامة تدخل في صميم البحث التاريخي و ضمن مفرداته الأساسية، فالرؤية التاريخية الموضوعية لكي تعالج المسألة التاريخية و هي مسألة خطيرة على

ص: 14

مستوى حركة الرسالة و الدعوة و الأمة،يجب أن تستوعب كل الأحداث و الملابسات السياسية و الإجتماعية التي تفاعلت في داخل الساحة الإسلامية في مرحلة من أخطر مراحل المسيرة و التي تتمثل في مقطعين تاريخيين هامين:عصر الرسالة،و عصر الخلافة في الفترة التاريخية التي تلت عصر الرسالة مباشرة حيث شكلت هذه الفترة المخاض العسير الذي أنجب أخطر المعطيات السياسية و الإجتماعية في مسيرة الأمة.

رابعا:الصعيد التشريعي:

إن مسألة الإمامة لا تتجمد في الموقع التاريخي بل تتفاعل مع الحركة التشريعية في منطلقاتها التاريخية و في امتداداتها العملية المتلاحمة مع المسيرة في كل أشواطها، تمنحها الروية الشرعية في مواجهة كل المستجدات و المتغيرات،و ترشدّ خطواتها على كل المستويات الفكرية و الفقهية و الإجتماعية و السياسية.

السبب الرابع: إن إثارة مسألة التشيع على مستوى الدراسات و البحوث حاجة علمية تواجه الفراغ الفكري الذي عاشته أجيال الأمة حول هذه المسألة،هذا الفراغ الذي ترسخ في ذهنية الأمة من خلال:

أ-الإنحسار التاريخي للحالة الشيعية على المستوى القيادي.

ب-التطويق الفكري و الإعلامي.

ج-الحصار السياسي.

و أمام هذا الإختناق الفكري الذي فرض حول مسألة التشيع يتحتم تنشيط الفعاليات العلمية و الثقافية الجادة لملء الفراغات الكبيرة في ذهنية أجيال المسلمين مع التأكيد على ضرورة التوافر على الروح العملية الموضوعية في معالجة هذه المسألة.

ص: 15

السبب الخامس:الحديث عن الهوية الإنتمائية الخاصة يؤكّد المنحى الذي اعتمده الأئمة من أهل البيت عليه السلام في تعاملهم مع القضية الإسلامية حيث تحركوا ضمن مسارين:

المسار الأول:

تأصيل خط الإمامة بكل ما يحمله من مفاهيم و أفكار،و أهداف،و توجهات، و خصائص و مميزات.

المسار الثاني:

تأصيل الحالة الإنتمائية العامة من خلال التأكيد على العناصر المشتركة التي تشكل مرتكزات الوحدة في داخل الأمة.و بالتالي فإن معالجة مسألة الإمامة لا تعبر عن نزعة مذهبية ضيقة،و لا تشكل حالة من التنافي مع المشروع التوحيدي في حركة الأمة، فالمسألة في منحاها الأصيل تجسّد المضمون الإسلامي بكل دلالاته و معطياته.و بكل مرتكزاته و مقوماته،و خصائصه و مميزاته.

إنّ فكرة الدراسة التي بين أيدينا تتجه إلى بلورة وعي توحيدي يعتمد الوضوح في الرؤية،و إزالة كل الإشكالات التي تعقّد حالة التلاحم الفكري و النفسي و العملي في مسيرة الأمة.

إنّ الجهود التوليفية و التوفيقية التي لا تعتمد الوعي و الفهم و البصيرة لا يمكن أن تنجز مشروعا توحيديا أصيلا يحمل مقومات البقاء و الثبات،و يواجه مخططات التجزئة و التفريق.

ص: 16

خطة البحث

و أما خطة البحث فتشتمل على:مقدمة،و ثلاثة أقسام،و خاتمة.

(1)المقدمة:

و تناولت هدف البحث،و موضوعه،و أهميته،و الأسباب التي تقف وراء إختياره،و الخطة المعتمدة في إنجازه...

(2)القسم الأول:

و يعالج مسألة التشيع في نشوئه و مراحله و ذلك من خلال ثلاثة فصول...

يتناول الفصل الأول الآراء و التفسيرات التي حاولت أن تؤرخ للظاهرة الشيعية في نشوئها و ولادتها،و العوامل،و الأسباب التي انتجت تلك الظاهرة.

و يتناول الفصل الثاني الرؤية التي يتبناها البحث حول نشوء التشييع و مراحله، التي تجسّدت في:

أ-مرحلة التأصيل و التجذير.

ب-مرحلة التجسيد و التطبيق.

ج-مرحلة الوضوح و الإمتداد.

و يتناول الفصل الثالث مسألة الإمامة و هي العقيدة التي تنتظم قضية التشيع...

و عالج هذا الفصل مسألة الإمامة من خلال النصوص و الأحاديث.و قد تضمن الفصل ثلاثة مباحث أساسية:

المبحث الأول:

يدوّن نصوص الإمامة،و يضعها ضمن ثلاث منظومات رئيسية:

ص: 17

-المنظومة الأولى:النصوص المباشرة.

-المنظومة الثانية:الدلالة الإلتزامية.

-المنظومة الثالثة:المؤشرات العامة.

المبحث الثاني:

يعالج موقف مدرسة الخلفاء من نصوص الإمامة و يناقش هذا الموقف علي مستويين:

الأول:مستوى صحة النصوص.

الثاني:مستوى دلالة النصوص.

المبحث الثالث:

المصادرة التاريخية لمواقع أهل البيت عليهم السلام في حياة الأمة.و قد تناولنا في هذا المبحث ثلاثة أبعاد:

البعد الأول:مصادرة موقع القيادة السياسية.

البعد الثاني:مصادرة موقع المرجعية الفكرية.

البعد الثالث:مصادرة موقع الزعامة الروحية و الإجتماعية.

(3)القسم الثاني:

يبحث هذا القسم دور الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة و يضم هذا القسم فصلين:

الفصل الأول:يتناول التغييرات الطارئة في الصيغة الإسلامية و المتجسّدة في المجالات التالية:

أ-العقيدة.

ب-التفسير القرآني.

ج-السنة النبوية.

ص: 18

د-التاريخ الإسلامي.

الفصل الثاني:يتناول الأدوار التي مارسها الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة و ذلك من خلال المستويات التالية:-

أ-المستوى العقائدي.

ب-المستوى الروحي.

ج-المستوى السياسي.

د-المستوى التشريعي.

(4)القسم الثالث:

و يعالج أبرز المستويات التي تكوّن المقومات الأساسية للحالة الشيعية...

و يتناول هذا القسم ثلاثة مستويات رئيسية ضمن ثلاثة فصول:

الفصل الأول:المستوى العقائدي:

و يشتمل على مبحثين:-

المبحث الأول:المستوى العقائدي العام و يتناول الأصول العقائدية العامة:

التوحيد،النبوة،المعاد.

المبحث الثاني:المستوى العقائدي الخاص و يتناول عقيدة الإمامة من خلال النصوص التي حددت عدد الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

الفصل الثاني:المستوى الروحي:

و يتناول هذا الفصل مبدأ«الولاء لأهل البيت»من خلال ثلاثة مباحث:- المبحث الأول:تأصيل المبدأ الولائي لأهل البيت عليهم السلام.

المبحث الثاني:الدلالات الكبيرة لمبدأ الولاء.

ص: 19

المبحث الثالث:المضمون الحقيقي للولاء.

الفصل الثالث:المستوى العملي:

و يتناول المضمون العملي الذي تجسّده الحالة الشيعية في الالتزام بنهج الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

و يشتمل هذا الفصل على ثلاثة مباحث:

المبحث الأول:النهج القيادي.

المبحث الثاني:النهج السلوكي.

المبحث الثالث:النهج الفقهي.

(5)الخاتمة:

نتائج البحث:

و هي عبارة عن تلخيص و تكثيف لموضوعات البحث الأساسية، و استخلاص بعض الاستنتاجات المهمة.

ص: 20

مصادر البحث و الدراسة

و في معالجة أفكار هذا البحث و الدراسة حاولنا جهد الإمكان إعتماد النص الإسلامي في مرافده الأصيلة:

-القرآن الكريم.

-السنة النبوية.

-أحاديث الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

و حاولنا كذلك بقدر ما أمكن التوافر عليه الرجوع إلى مصادر الحديث المعتمدة عند علماء المسلمين.

فمن المصادر المعتمدة عند علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام،رجعنا بشكل أساس إلى:-

-«الكافي»لثقة الإسلام أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة (328 ه).

-«وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة»للمحدث الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي المتوفى سنة(1104 ه).

و من المصادر المعتمدة عند علماء مدرسة الخلفاء رجعنا إلى:

-«صحيح البخاري»لأبي عبد اللّه محمد بن اسماعيل البخاري المتوفى سنة (256 ه).

-«صحيح مسلم»لأبي الحسين مسلم بن الحجاج القشيري المتوفى سنة (261 ه).

-«الجامع الصحيح»لأبي عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي المتوفى سنة(297 ه).

ص: 21

-«سنن ابن ماجه»لأبي عبد اللّه محمد بن يزيد القزويني ابن ماجه المتوفى سنة(275 ه).

-«مسند أحمد بن حنبل»لأبي عبد اللّه أحمد بن حنبل بن هلال الشيباني المتوفى سنة(241 ه).

-«المستدرك على الصحيحين»لأبي عبد اللّه محمد بن محمد الحاكم النيسابوري المتوفى سنة(405 ه).

و مصادر أخرى كثيرة في الحديث،و التفسير،و السيرة و التاريخ،و الفقه و اللغة.

و اللّه نسأل أن يمنحنا التوفيق و السداد،و أن يرشدنا إلى ما يحبه و يرضاه،و هو ولي التوفيق.

السيدة زينب عليها السلام-دمشق غرة ذي القعدة 1410 ه

عبد اللّه الغريفي

ص: 22

القسم الأوّل التشيّع في نشوئه و مراحله

الفصل الأول:

آراء و تفسيرات حول نشوء التشيع

الفصل الثاني:

رؤيتنا حول نشوء التشيع و مراحله

الفصل الثالث:

الإمامة من خلال النصوص و الأحاديث

ص: 23

ص: 24

القسم الأوّل: التشيع في نشوئه و مراحله

الفصل الأوّل: آراء و تفسيرات حول نشوء التشيّع

اشارة

يتجه بعض الكتّاب و الباحثين و المؤرخين إلى تفسير التشيع باعتباره ظاهرة طارئة أفرزتها مجموعة عوامل إجتماعية،و سياسية،و تاريخية.

و في تحديد العوامل التي أنتجت الظاهرة الشيعية،و في التأريخ لبداياتها تعددت الآراء،و تباينت التفسيرات.

و نحاول أن نضع بين يدي القارئ أبرز الآراء و التفسيرات التي تناولت هذه الظاهرة و أرّخت لها.

الرأي الأول:

اشارة

يؤرخ لولادة التشيع بالمرحلة التاريخية المبكرة التي أعقبت وفاة الرسول صلى اللّه عليه و آله مباشرة.

و نلمس هذا الرأي في كلمات بعض الباحثين و المؤرخين منهم:-

(1)اليعقوبي في تاريخه

حيث قال:

«و تخلف عن بيعة أبي بكر قوم من المهاجرين و الأنصار،و مالوا مع علي بن أبي طالب منهم:العباس بن عبد المطلب و الفضل بن العباس،و الزبير بن العوام،و خالد بن سعيد،و المقداد بن عمرو،و سلمان الفارسي،و أبو ذر الغفاري،و عمار بن ياسر، و البراء بن عازب،و أبي بن كعب» (1).

ص: 25


1- اليعقوبي:تاريخ اليعقوبي ج /124/2ط.بيروت.
(2)الدكتور أحمد أمين في«فجر الإسلام»

حيث قال:

«و كانت البذرة الأولى للشيعة،الجماعة الذين رأوا بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و آله أنّ أهل بيته أولى الناس أن يخلفوه» (1).

(3)الدكتور محمد علي أبو ريّان في«تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام»

حيث قال:

«و كان علي بن أبي طالب يرى في الخلافة حقا شرعيا له فهو ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و زوج ابنته فاطمة و أول من آمن بالرسالة،و التف حوله أتباع كانوا يرون الخلافة يجب أن تؤول إلى آل البيت و على رأسهم علي بن أبي طالب» (2).

(4)المستشرق جولد تسيهر في«العقيدة و الشريعة»

حيث يرى أن التشيع نشأ بعد وفاة النبي صلى اللّه عليه و آله و بالضبط بعد حادثة السقيفة،حيث قال:

نشأ بين كبار الصحابة،منذ بدأت مشكلة الخلافة،حزب نقم على الطريقة التي انتخب بها الخلفاء الثلاثة الأول و هم أبو بكر و عمر و عثمان،الذين لم يراع في انتخابهم درجة القرابة من أسرة النبي صلى اللّه عليه و آله و قد فضل هذا الحزب بسبب هذا الاعتبار،أن يختار للخلافة علي بن أبي طالب ابن عم النبي صلى اللّه عليه و آله و أدنى قريب له،و الذي كان فضلا عن ذلك زوجا لابنته فاطمه.

و لم يجد هذا الحزب فرصة مواتية يسمع فيها صوته عاليا (3).

الرأي الثاني:

يفترض ولادة التشيع في عصر الخليفة الثالث عثمان بن عفان

نتيجة أحداث و تناقضات برزت في داخل المجتمع الإسلامي،هيأت جوا ملائما لنشوء الفرق و الأحزاب و الانتماءات.

ص: 26


1- أحمد أمين:فجر الإسلام ص /266ط.بيروت.
2- محمد علي أبو ريّان:تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام ص /125ط بيروت.
3- جولد تسيهر:العقيدة و الشريعة في الإسلام ص /169ط،القاهرة.

«و من الذاهبين لذلك جماعة من المؤرخين و الباحثين منهم:ابن حزم و جماعة آخرون ذكرهم بالتفصيل يحيى هاشم فرغل في كتابه(عوامل و أهداف نشأة علم الكلام ج 105/1)و قد استند إلى مبررات شرحها» (1).

الرأي الثالث:

ينسب ولادة التشيع إلى أيام خلافة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام،

حيث توافرت الظروف الملائمة لبروز هذه الحالة.

و قد أشار إلى هذا الرأي الشهيد الصدر حيث قال:

«و منهم من يرد ظاهرة التشيع إلى عهد خلافة الإمام علي عليه السلام،و ما هيأه ذلك العهد من مقام سياسي و اجتماعي على مسرح الأحداث» (2).

و نجد عند ابن النديم في(الفهرست)هذا اللون من التوجه في تفسير الظاهرة الشيعية،حيث قال:

«و لما خالف طلحة و الزبير عليا عليه السلام،و أبيا إلاّ الطلب بدم عثمان بن عفان،و قصدهما علي عليه السلام،ليقاتلهما حتى يفيئا إلى أمر اللّه جل اسمه،تسمى من اتبعه على ذلك،الشيعة فكان يقول:شيعتي» (3).

و هناك من الباحثين من يفترض ولادة التشيع يوم واقعة صفين،من هؤلاء عبد العزيز الدهلوي حيث قال:

ظهر لقب الشيعة في سنة 37 ه (4).و في هذه السنة حصلت واقعة صفين (5).

ص: 27


1- الوائلي:هوية التشيع ص /25ط.بيروت.
2- محمد باقر الصدر:بحث حول الولاية ص /10ط بيروت.
3- ابن النديم:الفهرست ص /223ط.طهران.
4- ابن حجر:الصواعق المحرقة،المقدمة/ط.القاهرة.
5- الترمانيني:احداث التأريخ الإسلامي،ج 1 ص /360ط.دمشق.

الرأي الرابع:

اشارة

يعتبر التشيع ظاهرة تمخضت عن الظروف و الملابسات التي أنتجتها واقعة

كربلاء،

و ما أفرزته من تطورات جديدة في داخل السّاحة الإسلامية.

و يمكن أن نلمس هذا الاتجاه عند:-

(1)الدكتور كامل مصطفى الشيبي في كتابه(الصلة بين التصوف و التشيع)

حيث قال:

«على أننا نرى أن التشيع السياسي،و إن كان ظهر في الفترة التي افترضها الباحثون السابقون،إلاّ أنّ دلالة الإصطلاح(شيعة)على الكتلة التي ندرسها من المسلمين و انصرافه إليهم دون غيرهم،قد بدأ بحركة التوابين التي ظهرت سنة 61 ه و انتهت بالفشل سنة 65 ه و كان قائد الحركة يلقب بشيخ الشيعة» (1).

(2)(بروكلمان)في كتابه(تاريخ الشعوب الإسلامية):

حيث يرى أن مقتل الحسين عليه السلام أعطى للفكرة الشيعية طابعا جديدا متطورا،إذ قال:

«و الحق أن ميتة الشهداء التي ماتها الحسين و التي لم يكن لها أيّ أثر سياسي،قد عجلت في التطور الديني للشيعة حزب علي،الذي أصبح في ما بعد ملتقى جميع النزعات المناوئة للعرب (2).

و هنا أرى من الضرورة وضع ملاحظتين حول كلام بروكلمان و ليس بهدف نقد و تقويم هذا الرأي،فذلك متروك لنتائج و خلاصات البحث،و إنّما هو التنبيه العابر الذي يوجّه ذهنية القارئ إلى بعض الإلتفاتات الفورية التي لا يحسن إرجاؤها.

ص: 28


1- الشيبي:الصلة بين التصوف و التشيع ج 1 ص /22ط.بيروت.
2- بروكلمان:تاريخ الشعوب الإسلامية ص /128ط.بيروت.

الملاحظة الأولى:

لا نتفق مع بروكلمان في نفيه الأثر السياسي لثورة كربلاء،فالواقع التاريخي يؤكد عمق الأثر السياسي الذي أنتجته هذه الثورة في الساحة الإسلامية فمن نتائجها السياسية:-

1-الوعي السياسي الجديد الذي بدأ يتكون في ذهنية الأمة و ما يحمله هذا الوعي من رؤى و تصورات حول أنظمة الحكم القائمة،و الكيانات السياسية المتسلطة.

2-الحس الثوري الذي أخذ يتفاعل مع وجدان الجماهير و ينمّي في داخل الأمة حالات الرفض و التصدي.

3-الإنتفاضات و الثورات التي تفجرت في مراحل تاريخية تالية،عبّرت عن صحوة سياسية كبيرة أحدثتها ثورة الإمام الحسين عليه السلام في كربلاء (1).

الملاحظة الثانية:

إنّنا نرفض مقولة بروكلمان بأنّ حزب علي أصبح ملتقى جميع النزعات المناوئة للعرب فهي مقولة لا تملك أيّ مبرر موضوعي و لا تحمل أيّ مستند علمي و إنّما تعبر عن إحدى حالات التحريف التاريخي التي شوشت الكثير من الرؤى و المفاهيم و الأفكار.

الرأي الخامس:

اشارة

يعطي لظاهرة التشيع إنتماء إلى جذور خارجية...

و أصحاب هذا الاتجاه ينحون منحيين مختلفين:-

المنحى الأول:
اشارة

يحاول تنسيب الظاهرة إلى الأصول اليهودية.

و من المؤرخين و الباحثين الذين تبنوا هذا المنحى:-

ص: 29


1- يقرأ:شمس الدين:ثورة الحسين عليه السلام/ط.بيروت.
(1)الطبري في تاريخه

حيث قال:

«عن سيف عن عطية عن يزيد الفقعسي قال:

كان عبد اللّه بن سبأ يهوديا من أهل صنعاء،أمه سوداء فأسلم زمان عثمان،ثم تنقل في بلدان المسلمين يحاول ضلالتهم،فبدأ بالحجاز ثم البصرة ثم الكوفة ثم الشام» (1)...

و تحدث الطبري عن بعض أفكار عبد اللّه بن سبأ:

«ثم قال لهم:

إنه كان ألف نبي و لكل نبي وصي،و كان علي وصي محمد،محمد خاتم الأنبياء و علي خاتم الأوصياء» (2).

(2)محمد فريد وجدي في(دائرة المعارف)

حيث قال:

«و كان ابن السوداء(عبد اللّه بن سبأ)في الأصل يهوديا من أهل الحيرة،فأظهر الإسلام و أراد أن يكون له عند أهل الكوفة سوق و رياسة،فذكر لهم أنه يجد في التوراة أنّ لكل نبي وصيا،و أن عليا وصي محمد...» (3).

و أمام هذا الرأي أضع الملاحظات العابرة التالية كتنبيهات عاجلة،تاركا الرؤية التقويمية التفصيلية إلى الخلاصات التي يتمخض عنها هذا البحث...

و ملاحظاتنا العاجلة على هذا المنحى:-

أولا:المصدر التاريخي الأول الذي دوّن قضية«عبد اللّه بن سبأ»هو الطبري، و منه استقت بقية المصادر الأخرى القديمة و الحديثة.

ثانيا:الأساس الوحيد الذي اعتمد الطبري في تدوين هذه القضية هو«روايات سيف بن عمر»

ص: 30


1- الطبري:تاريخ الطبري ج /378/3ط.القاهرة.
2- المصدر نفسه.
3- وجدي:دائرة معارف القرن العشرين ج 5 ص /17ط.بيروت.

ثالثا:فإذا استطاع البحث العلمي:-

آ-أن يسقط وثاقة«سيف بن عمر»على مستوى الرواية.

ب-و أن يثبت اسطورية«ابن سبأ»على مستوى الواقع التاريخي فإنّ هذا المنحى ينهار من أساسه.

و فعلا توافر هذا الموضوع على دراسات علمية مستوعبة أكدّت الحقيقتين الآنفتين» (1).

المنحى الثاني:

يحاول تنسيب الظاهرة إلى الأصول الفارسية...

و هذا الاتجاه نجد له صدى واضحا في كتابات و دراسات أكثر المستشرقين،كما نجد له تلميحات و إيحاءات عند بعض الكتّاب من المسلمين كأبي زهرة في كتابه«تاريخ المذاهب الإسلامية»،حيث قال:

و في الحق،إنا نعتقد أن الشيعة قد تأثروا بالأفكار الفارسية حول الملك و وراثته، و التشابه بين مذهبهم و نظام الملك الفارسي واضح و يزكي هذا أن أكثر أهل فارس إلى الآن من الشيعة،و أن الشيعة الأولين كانوا من الفرس (2).

و نجد كذلك عند أحمد عطية اللّه في كتابه«القاموس الإسلامي»حيث قال:

تشتمل تعاليم السبئية على جذور العقيدة الشيعية التي نبعت من أصول يهودية و تأثرت بالمزدكية (3)الفارسية،فرأس هذه الفرقة يهودي يمني الأصل،بينما شاعت

ص: 31


1- يقرأ:أ-السيد العسكري:عبد اللّه بن سبأ،ج 1 ص 29-/73ط.طهران. ب-الدكتور الوائلي:هوية التشيع،ص 129.ط/بيروت. ج-الدكتور طه حسين:الفتنة الكبرى،ج 2 ص /98ط.مصر.
2- أبو زهرة:تاريخ المذاهب الإسلامية،ج 1 ص /41ط.بيروت.
3- المزدكية هم أصحاب المزدك و مزدك هو الذي ظهر في أيام قباذ والد انوشروان،و دعا قباذ إلى مذهبه فأجابه و اطلع انوشروان على خزيه و افترائه فطلبه فوجده فقتله. -و من عقائدهم:أن معبوده قاعد على كرسيه في العالم الأعلى،على هيئة قعود خسرو في العالم الأسفل،و بين يديه أربع قوى:قوة التمييز،الفهم،الحفظ،و السرور،كما بين يدي خسرو أربعة أشخاص:موبز،موبذان و الهربد.عن الملل و النحل للشهرستاني ج 1 ص /249ط.بيروت.

بعض العقائد الفارسية كالمزدكية إبان الاحتلال الفارسي لبعض أهل الجزيرة العربية لهذا صادفت السبئية هوى لدى بعض أهل العراق المجاورين للفرس.

و قال أيضا:

الحق الإلهي،و هي نظرية انتقلت إلى السبئية و الشيعة عامة من الفرس،و تقوم على أن عليا هو الخليفة بعد النبي صلى اللّه عليه و آله و أنه استمد حقه في الإمامة من اللّه و ينتقل هذا الحق بالوراثة إلى أهل بيته (1).

و قال فان فلوتن في كتابه السيادة العربية:

ظهرت منذ أيام المختار أفكار جديدة كان لها أثر كبير في نفوس الكثيرين من الشيعة.

و يظهر أن هذه الأفكار التي نشأت في مبدأ أمرها في البيئات غير العربية إنما كانت بقية من عبادة الملوك،تلك العبادة التي كانت مشهورة عند قدماء الفرس بعد أن خالطها بعض العقائد الاشراقية (2).

الرأي السادس:

و يؤرخ لولادة التشيع بزمن الإمام جعفر الصادق عليه السلام

الإمام السادس من أئمة أهل البيت عليهم السلام...

يقول الدكتور محمد عمارة في كتابه(الإسلام و فلسفة الحكم):

تأريخ نشأة الشيعة مقترن بالفترة الزمنية التي نشأت فيها عقيدة النص و دعوى الوصية من الرسول صلى اللّه عليه و آله إلى علي بن أبي طالب عليه السلام.و من هنا كان صواب ما ذهب إليه المعتزلة عندما قالوا:

إن فترة إمامة جعفر الصادق عليه السلام،و هي التي نهض فيها هشام بن الحكم بدور واضع قواعد التشيع و مهندس بنائه الفكري،هي الفترة التي يؤرخ بها لهذه النشأة (3).

ص: 32


1- عطية اللّه:القاموس الإسلامي ج 3 ص 249-/250ط.القاهرة.
2- فان فلوتن:السيادة العربية ص /75ط.مصر.
3- محمد عمارة:الإسلام و فلسفة الحكم ص /158ط.بيروت.

القسم الأوّل

الفصل الثاني: رؤيتنا حول نشوء التشيّع و مراحله

اشارة

رؤيتنا حول نشوء التشيّع و مراحله

المراحل الأساسية للتشيع:

المرحلة الأولى:

مرحلة التأصيل و التجذير

المرحلة الثانية:

مرحلة التجسيد و التطبيق

المرحلة الثالثة:

مرحلة الوضوح و الامتداد

ص: 33

ص: 34

المرحلة الأولى: مرحلة التأصيل و التجذير بدأت هذه المرحلة في عصر الرسول صلى اللّه عليه و آله.

أهداف هذه المرحلة:
اشارة

في هذه المرحلة تمّ إنجاز هدفين على يديّ الرسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله:- 1-تأصيل الصيغة الإصطلاحية.

2-تأصيل الصيغة المضمونية«القيادة و الإمامة»

الهدف الأول: تأصيل الصيغة الإصطلاحية(الكلمة):
اشارة

من خلال قراءة المصادر التاريخية،و كتب الحديث و التفسير و اللغة نستطيع أن نتعرّف على البدايات الأولى لولادة مصطلح«الشيعة».

ففي مناسبات عدة طرح الرسول صلى اللّه عليه و آله هذا المصطلح،و جذّره في وعي الأمة،و أصلّه في ذاكرتها و عمّقه في وجدانها.

و بحجم ما أكدّت توجيهات الرسول صلى اللّه عليه و آله،و خطاباته هذا المصطلح،فقد تكوّنت نخبة متميزة من صحابة الرسول صلى اللّه عليه و آله كسلمان الفارسي،و أبي ذر الغفاري،و عمار بن ياسر،و المقداد،تحمل هوى و حبا نحو علي بن أبي طالب،و في أيام الرسول صلى اللّه عليه و آله حتى أصبح لفظ«الشيعة»لقبا لهؤلاء الصحابة.

ص: 35

ذكر أبو حاتم في كتاب(الزينة):

«إن أول اسم لمذهب ظهر في الإسلام هو الشيعة،و كان هذا لقب أربعة من الصحابة:أبو ذر،و عمار،و مقداد،و سلمان الفارسي...» (1).

و قال الخونساري في روضات الجنات:

اختص باسم الشيعة أولا سلمان الفارسي،و أبو ذر الغفاري،و مقداد بن الأسود،و عمار بن ياسر في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لملازمتهم علي بن أبي طالب عليه السلام. (2)

نماذج من النصوص:
(1)ابن عساكر في تاريخه:

عن جابر بن عبد اللّه قال:كنا عند النبي صلى اللّه عليه و آله فأقبل علي عليه السلام،فقال النبي صلى اللّه عليه و آله:

«و الذي نفسي بيده إنّ هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة»

فنزل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (3).

(2)ابن حجر في(الصواعق المحرقة):

عن ابن عباس قال:

لما أنزل اللّه تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

ص: 36


1- أبو حاتم الرازي:الزينة في الكلمات الإسلامية العربية ج 3 ص /10ط.مصر.
2- الخونساري:روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات ص /334ط.بيروت.
3- ابن عساكر:التاريخ ترجمة علي عليه السلام ج 2 ص 442،ط.بيروت.

«هم أنت و شيعتك تأتي أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين،و يأتي عدوك غضابا مقمحين» (1).

(3)القندوزي الحنفي في(ينابيع المودة):

عن أم سلمة رضي اللّه عنها قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«علي و شيعته هم الفائزون يوم القيامة» (2).

(4)الشبلنجي في(نور الأبصار):

عن ابن عباس قال:

لما نزلت الآية: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (3).

قال النبي صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

«أنت و شيعتك تأتي يوم القيامة أنت و هم راضين مرضيين و يأتي أعداؤك غضابا مقمحين» (4).

(5)الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:

أخرج بالإسناد إلى علي عليه السلام،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«يا علي ألم تسمع قول اللّه تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ هم شيعتك و موعدي و موعدك الحوض يدعون غرا محجلين» (5).

ص: 37


1- ابن حجر:الصواعق المحرقة:باب 11،الفصل الأول،الآية /11ط.بيروت.
2- القندوزي:ينابيع المودة،ج 2 ص /61ط بيروت.
3- سورة البينة:الآية 7.
4- الشبلنجي:نور الأبصار ص /78ط.المكتبة الشعبية.
5- الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 2 ص /356ط.بيروت.
(6)الكنجي الشافعي في كفاية الطالب:

عن جابر بن عبد اللّه،قال:

كنا عند النبي صلى اللّه عليه و آله،فأقبل علي بن أبي طالب عليه السلام،فقال النبي صلى اللّه عليه و آله:

قد أتاكم أخي،ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده،ثم قال:و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة،ثم إنه أولكم إيمانا،و أوفاكم بعهد اللّه،و أقومكم بأمر اللّه و أعدلكم في الرعية،و أقسمكم بالسوية،و أعظمكم عند اللّه مزية،قال:

و نزلت إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (1).

(7)الخوارزمي في كتاب المناقب:

عن جابر،قال:

كنا عند النبي صلى اللّه عليه و آله و أقبل علي عليه السلام،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

قد أتاكم أخي،ثم التفت إلى الكعبة فضربها بيده،ثم قال:

و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة،ثم قال:

إنه أولكم إيمانا معي و أوفاكم بعهد اللّه و أقومكم بأمر اللّه و أعدلكم في الرعية و أقسمكم بالسوية و أعظمكم عند اللّه مزية،قال:

و نزلت فيه إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ، قال:

فكان أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إذا أقبل علي عليه السلام قالوا:

قد جاء خير البرية (2).

ص: 38


1- الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /214ط.بيروت.
2- الخوارزمي:المناقب ص /111ط.قم.
(8)الطبري في تفسيره:

عن محمد بن علي،قال:

لما نزلت الآية إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أنت يا علي و شيعتك (1).

(9)السيوطي في الدر المنثور:

عن علي،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لي:

ألم تسمع قول اللّه تعالى إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ، أنت و شيعتك و موعدي و موعدكم الحوض إذا جاءت الأمم للحساب تدعون غرّا محجلين (2).

(10)المناوي في كنوز الحقائق:

ذكر أن شيعة علي هم الفائزون (3).

و ذكرت كثير من المصادر هذه الألفاظ منها:-

1-ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /107ط.بيروت.

2-الشوكاني:فتح القدير ج 5 ص /398ط.بيروت.

3-الزرندي:نظم درر السمطين ص /92ط.بيروت.

4-البلاذري:أنساب الأشراف ص /182ط.بيروت.

5-الألوسي:روح المعاني ج 16 ص /370ط.بيروت.

6-السبط بن الجوزي:تذكرة الخواص ص /27ط.بيروت.

7-السيوطي:الدر المنثور ج 6 ص /379ط.بيروت.

ص: 39


1- الطبري:تفسير الطبري ج 3 ص /365ط.بيروت.
2- السيوطي:الدر المنثور،ج 6 ص /379ط.بيروت.
3- المناوي:كنوز الحقائق ج 1 ص /150ط.بيروت.
الهدف الثاني: تأصيل الصيغة المضمونية(القيادة).
اشارة

«تأصيل مضمون الإمامة»:

لتناول هذا الجانب إسلوبان:

الأول:اعتماد النصوص و الأحاديث.

الثاني:الدراسة التحليلية العقلية.

و نؤجل الأسلوب الأول،إلى الفصل القادم،و نطرح هنا الأسلوب الثاني، لاستكشاف دور الرسول صلى اللّه عليه و آله في تأصيل الصيغة القيادية الإمتدادية...

الرسول صلى اللّه عليه و آله و مستقبل الدعوة و القيادة:

كيف تعامل الرسول صلى اللّه عليه و آله مع مستقبل الدعوة و القيادة؟

نعني بمستقبل الدعوة و القيادة،مرحلة ما بعد انتقال الرسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله إلى الرفيق الأعلى...

و أمام هذا التساؤل ثلاثة احتمالات:

الأول:السلبية«الصمت و اللامبالاة».

الثاني:تفويض الإختيار إلى الأمة«مبدأ الشورى».

الثالث:النص و التعيين.

الإحتمال الأول:
اشارة

السلبية«الصمت و اللامبالاة»:

هذا الاحتمال مرفوض،لأنه يستبطن ثلاث دلالات خاطئة:

الدلالة الأولى:

غياب الرؤية المستقبلية عند الرسول صلى اللّه عليه و آله:

ص: 40

و هذا يتنافى:

(1)مع التصور الإيماني لشخصية الرسول صلى اللّه عليه و آله بما تحمله من خصوصية النبوة و الإتصال الغيبي.

(2)مع الواقع الموضوعي الذي برهن على توافر هذه الرؤية.

و قد أكّدت ذلك النصوص التي تحدث عن حالة الإرتداد في داخل الأمة،كما روت مصادر الحديث:-

1-البخاري في صحيحه بالإسناد إلى أبي وائل،قال:

قال عبد اللّه:

قال النبي صلى اللّه عليه و آله:

«أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إلي رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم إختلجوا دوني فأقول:أي ربي أصحابي،فيقول:لا تدري ما أحدثوا بعدك» (1).

2-صحيح البخاري:

عن أبي حازم قال:

سمعت سهل بن سعد يقول:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و آله يقول:

«أنا فرطكم على الحوض من ورده شرب منه و من شرب منه لم يظمأ بعده أبدا،ليرد عليّ أقوام أعرفهم و يعرفوني ثم يحال بيني و بينهم» (2).

3-صحيح مسلم:

عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنّه قال:

«إني على الحوض حتى أنظر من يرد عليّ منكم و سيؤخذ أناس دوني فأقول:

يا رب!منّي و من أمتي،فيقال:ه.

ص: 41


1- صحيح البخاري:كتاب الفتن،باب 1068(الباب الأول)ج 9 ص 673 ح /1878ط.بيروت.
2- المصدر نفسه.

أما شعرت ما عملوا بعدك،و اللّه ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم» (1).

4-صحيح مسلم:

عن النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«أنا فرطكم على الحوض،و لأنازعنّ أقواما ثم لأغلبنّ عليهم فأقول:يا رب! أصحابي..أصحابي...

فيقال:إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» (2).

5-صحيح مسلم:

عن النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«ليردنّ عليّ الحوض رجال ممن صاحبني حتى إذا رأيتهم و رفعوا إليّ،اختلجوا دوني،فلأقولنّ:أي رب أصحابي أصحابي،فليقالنّ لي:إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك» (3).

الدلالة الثانية:
اشارة

مستقبل الدعوة و الأمة لا يدخل ضمن اهتمامات الرسول صلى اللّه عليه و آله

و هذا يتناقض:

(1)مع الاعتقاد بخاتمية الرسالة الإسلامية و عالميتها.

(2)مع الإيمان بالجانب الرسالي في شخصية الرسول صلى اللّه عليه و آله.

(3)مع الواقع التاريخي الذي برهن على اهتمامات الرسول صلى اللّه عليه و آله بقضايا الرسالة المستقبلية...

ص: 42


1- صحيح مسلم:باب إثبات حوض نبينا صلى اللّه عليه و آله و صفاته ج 4 ص 1794 ح /2293ط. بيروت.
2- المصدر نفسه:ج 4 ص 1796 ح 2297.
3- المصدر نفسه ج 4 ص 1800 ح /2304ط.بيروت.

و من الشواهد التاريخية على هذا الاهتمام:

1-قضية جيش أسامة:

«كان صلى اللّه عليه و آله على فراش الموت و قد ثقل مرضه،و هو يحمل همّ معركة كان قد خطط لها،و جهز جيش أسامة لخوضها،فكان يقول:

«جهّزوا جيش أسامة،أرسلوا بعث أسامة...و يكرر ذلك و يغمى عليه بين الحين و الحين» (1).

2-قضية الدواة و الكتف:

دوّنت هذه القضية أهم مصادر الحديث:-

1-صحيح البخاري:

وردت قضية الدواة و الكتف في عدة مواقع من صحيح البخاري:-

(آ)صحيح البخاري:

عن ابن عباس قال:

لما اشتد بالنبي صلى اللّه عليه و آله وجعه،قال:

إيتوني بكتاب،أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده،قال عمر:

إنّ النبي صلى اللّه عليه و آله غلبه الوجع،و عندنا كتاب اللّه،حسبنا،فاختلفوا و كثر اللغط،قال:

قوموا عني و لا ينبغي عندي التنازع،فخرج ابن عباس يقول:

إنّ الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و بين كتابه (2).

(ب)صحيح البخاري:

عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أنّه قال:

يوم الخميس و ما يوم الخميس ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء،فقال:

ص: 43


1- المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 4 ص /180ط.المكتب الإسلامي.
2- صحيح البخاري:كتاب العلم:باب كتابة العلم ج 1 ص 119-120 ح /112ط.بيروت.

اشتدّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله وجعه يوم الخميس فقال:

إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا،فتنازعوا و لا ينبغي عند نبي تنازع،فقالوا:

هجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه» (1).

(ج)صحيح البخاري:

«عن سعيد بن جبير قال:

قال ابن عباس رضي اللّه عنهما:

يوم الخميس و ما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى،قلت:

يا ابن عباس و ما يوم الخميس،قال:

اشتدّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله وجعه فقال:

ائتوني بكتف أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده أبدا فتنازعوا و لا ينبغي عند نبي تنازع،فقالوا:

ماله أهجر استفهموه فقال:

«ذروني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه» (2).

(د)صحيح البخاري:

عن ابن عباس قال:

لما حضر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي صلى اللّه عليه و آله:

هلمّ أكتب لكم كتابا لا تضلّوا بعده.

فقال عمر:إنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قد غلب عليه الوجع و عندكم القرآن، حسبنا كتاب اللّه.فاختلف أهل البيت فاختصموا منهم من يقول:ت.

ص: 44


1- صحيح البخاري:كتاب الجهاد و السير:باب 814:ج 4 ص 490 ح /1229ط.بيروت.
2- المصدر نفسه:كتاب الجزية،باب 861 ج 4 ص 531 ح /1335ط.بيروت.

قربوا يكتب لكم النبي صلى اللّه عليه و آله كتابا لن تضلّوا بعده و منهم من يقول ما قال عمر،فلما أكثروا اللغو و الإختلاف عند النبي صلى اللّه عليه و آله قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

قوموا،قال عبيد اللّه:

فكان ابن عباس يقول:

«إنّ الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و بين أن يكتب لهم الكتاب من اختلافهم و لغطهم» (1).

2-صحيح مسلم:

ذكرها بثلاث طرق:

آ-عن سعيد بن جبير قال:

قال ابن عباس:

يوم الخميس ما يوم الخميس ثم بكى حتى بل دمعه الحصى.فقلت:

يا ابن عباس ما يوم الخميس؟قال:

اشتدّ برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله وجعه فقال:

«ائتوني أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعدي».

فتنازعوا و ما ينبغي عند نبي تنازع و قالوا:

ما شأنه؟أهجر،استفهموا قال صلى اللّه عليه و آله:

«دعوني فالذي أنا فيه خير» (2).

ب-عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال:

يوم الخميس ما يوم الخميس،ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ،قال:ت.

ص: 45


1- صحيح البخاري:كتاب المرضى و الطب:باب 357:ج 7 ص 225 ح /574ط.بيروت.
2- صحيح مسلم:كتاب الوصية:باب 5:ج 3 ص 1257،/1259ط.بيروت.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«ايتوني بالكتف و الدواة[اللوح و الدواة]أكتب لكم كتابا لن تضلّوا بعده أبدا».فقالوا:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يهجر (1).

ج-عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة عن ابن عباس قال:

«لما حضر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و في البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب،فقال النبي صلى اللّه عليه و آله:

هلمّ أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده.فقال عمر:

إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قد غلب عليه الوجع و عندكم القرآن،حسبنا كتاب اللّه.

فاختلف أهل البيت فاختصموا،فمنهم من يقول:

قربوا يكتب لكم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كتابا لن تضلّوا بعده،و منهم من يقول ما قال عمر،فلمّا أكثروا اللغو و الإختلاف عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

قوموا» (1).

الدلالة الثالثة:

الإعتقاد بأنّ الأمة وحدها قادرة على احتواء الموقف بكل تناقضاته الحادة،بنحو

يحمي الدعوة من خطر الإنهيار،

و يصون المسيرة من منزلقات الإنحراف.

و هذا الإعتقاد غير وارد:-

(2)لأنّ خلو الساحة من قائد بمستوى النبي صلى اللّه عليه و آله يضع الأمة أمام صدمة عنيفة تفقدها القدرة على اتخاذ القرار الصائب.

ص: 46


1- المصدر نفسه.
2- المصدر السابق نفسه.

(2)الأمة لم تكتمل صياغتها بالدرجة التي تؤهلها أن تمارس دورها بدون ترشيد و تخطيط من قبل القيادة المتمثلة في الرسول صلى اللّه عليه و آله.

(3)وجود مجموعة أخطار تهدد مستقبل الدعوة و الرسالة:

-التناقضات التي تعيش في داخل الأمة.

-طابور المنافقين المتستر.

-إرهاصات الإرتداد و ادعاءات النبوة التي بدأت تتحرك هنا و هناك.

الخلاصة:

من خلال ما مرّ من نقاط،يتّضح لنا فساد«الإحتمال الأول».

الإحتمال الثاني:
اشارة

تفويض الإختيار إلى الأمة«مبدأ الشورى»:

هذا الاحتمال يفترض أنّ الرسول صلى اللّه عليه و آله قد منح الأمة صلاحية إختيار القيادة الفكرية و الروحية و السياسية التي ترعى المسيرة و تصون التجربة،و ذلك من خلال مبدأ الشورى.

و لنا حول هذا الاحتمال عدة مناقشات و إشكالات:-

الإشكال الأول:
اشارة

عدم توافر النص الذي يدعم هذا الاتجاه:

فليس في الروايات التي بين أيدينا و المدونّة في مصادر الحديث المعتمدة ما يشير إلى ذلك،في حين أن المسألة في هذا الاتجاه لو كانت مطروحة من قبل الرسول صلى اللّه عليه و آله لكان لها وجود واضح في خطابات الرسول صلى اللّه عليه و آله و بياناته لتوافر الدواعي و الأسباب لذكرها و عدم إخفائها و مصادرتها:-

آ-فهي تخدم الإتجاه الذي تسلّم زعامة الأمة.

ص: 47

ب-حداثة هذا المبدأ في ذهنية الأمة مما يفرض توعية مكثفة و طرحا مركزا.

فغياب النص يلغي هذا الاحتمال تماما.

آيات الشورى في القرآن:

قد يقال بأنّ آيات الشورى التي وردت في القرآن تدعم هذا الاتجاه...

فأمامنا نصّان قرآنيان يتحدثان عن الشورى:-

النص الأول:

قوله تعالى:

فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللّهِ لِنْتَ لَهُمْ،وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ،فَاعْفُ عَنْهُمْ وَ اسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ،فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (1) .

النص الثاني:

قوله تعالى:

وَ الَّذِينَ اسْتَجابُوا لِرَبِّهِمْ وَ أَقامُوا الصَّلاةَ،وَ أَمْرُهُمْ شُورى بَيْنَهُمْ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (2) .

فهل النصّان يطرحان«مبدأ الشورى»كصيغة سياسية لاختيار القيادة؟

نجيب عن هذا التساؤل ضمن النقاط التالية:-

1-النصان أجنبيان عن موضوع القيادة و الخلافة:

فالنص الأول توجيه للرسول صلى اللّه عليه و آله أن يدعو المسلمين إلى القتال بأسلوب المشاورة،مع تأكيد النص بأن الموقف مناط بعزم الرسول صلى اللّه عليه و آله و قناعاته لا بمشورة المسلمين،و قد برهنت حالات المشاورة على صوابية إختيار الرسول صلى اللّه عليه و آله كما حدث في غزوة بدر (3).

ص: 48


1- سورة آل عمران:الآية 159.
2- سورة الشورى:الآية 38.
3- العسكري:معالم المدرستين ج 1 ص /357ط.طهران.

و أمّا النص الثاني فلا يستفاد منه أكثر من رجحان التشاور بين المؤمنين في أمورهم (1).

2-التشاور لا يمكن أن يكون في القضايا التي ورد فيها تحديد شرعي،فليس لأحد صلاحية في قبال تشريعات اللّه تعالى...

قال اللّه تعالى:

وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (2) .

و قال تعالى:

وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ،وَ مَنْ يَعْصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (3) .

و مسألة الإمامة تدخل ضمن المساحة المحددة شرعا،كما سنثبت ذلك،فهي بالتالي تكون خارجة عن الدائرة التي تعالجها آيات الشورى...

3-قضية القيادة و الإمامة لا يمكن أن تناط بالأمة لعدة اعتبارات:-

آ-الإعتبار الشرعي:

حيث حددت النصوص مسألة الإمامة كما سنرى...

ب-الإعتبار الفكري:

حيث تمثل الإمامة«المرجعية»التي تموّن الأمة بالرؤى و الأفكار و التصورات و التشريعات،فلا يمكن أن يعطى للأمة صلاحية تحديدها و إختيارها.

ج-الإعتبار النفسي:

فقضية القيادة تملك حساسية كبيرة و تتأثر بانفعالات الناس و عواطفهم و توجهاتهم الفكرية و النفسية و إنتماءاتهم العقائدية و الإجتماعية و السياسية،فمن الصعب أن تترك لإختياراتهم.6.

ص: 49


1- المصدر السابق نفسه ج 1 ص 357.
2- سورة القصص:الآية 68.
3- سورة الأحزاب:الآية:36.

د-الإعتبار العقلي:

فالأمة مهما توافرت على أعلى المستويات من النزاهة و الموضوعية و التحرر من المؤثرات الشعورية و اللاشعورية،فإنها تبقى محكومة للرؤية العقلية المحدودة العاجزة عن«إختيار الأصلح».

الإشكال الثاني:

و يواجه صيغة الشورى إشكال«الغموض التشريعي»و نعني به عدم وضوح

المعالم التشريعية لهذه الصيغة،

فلا نملك بين أيدينا تحديدا تشريعيا لهذا المبدأ السياسي الجديد.

-معناه و حدوده و تفاصيله؟

-موازينه و مقاييسه و ضوابطه؟

-أدواته التنفيذية و وسائله التطبيقية؟

فالقول بأنّ الرسول صلى اللّه عليه و آله قد طرح هذا المبدأ و ألزم الأمة بتنفيذه يفرض:-

أولا:أن يقوم الرسول صلى اللّه عليه و آله بتحديد معالمه الواضحة.

ثانيا:أن يمارس صلى اللّه عليه و آله إعدادا فكريا و روحيا و سياسيا للتعاطي مع هذا المبدأ.

ثالثا:أن يهيء نماذج متعددة مؤهلة لتولي زعامة التجربة و قيادتها،و الإشراف على التشريع و تنفيذه.

فهل نجد في النصوص و الأحاديث المدوّنة في المصادر المعتمدة عند المسلمين ما يجيب عن تلك التساؤلات و يملأ تلك الفراغات؟

نقول بكل جزم أن النصوص لا تسعفنا في الإجابة،و لا نلمس من خلالها أي إشارة تحاول أن تعالج تلك الإبهامات و الإشكالات،و تنفي كل ألوان الغموض التي

ص: 50

تواجه نظام الشورى،كمبدأ سياسي يمس أخطر قضية في البنية الفكرية و الاجتماعية و السياسية.

الإشكال الثالث:

الإشكالية الثالثة التي تواجه أطروحة الشورى أنّها لم تتوافر على أي لون من

ألوان التطبيق في واقع التجربة التي مارست السلطة و زعامة الأمة بعد الرسول صلى اللّه

عليه و آله.

و رغم أنّ الاتجاه الذي تولّى السلطة السياسية في هذه المرحلة هو صاحب التنظير لإطروحة الشورى إلاّ أنّنا لا نجد لها أيّ صدى في الممارسة العملية لاختيار القيادة و تعيين الزعامة.

1-المهاجرون و الأنصار الذين حضروا«اجتماع السقيفة»لم يفكروا إطلاقا بذهنية الشورى،بل لم يرد هذا المصطلح في الخطابات السياسية التي طرحت في ملتقى السقيفة،و هذا واضح من خلال المداولات و المناقشات و الممارسات التي طغت على أجواء هذا اللقاء السياسي الأول من نوعه في تاريخ المسلمين،و الذي تمخّض عنه اختيار أبي بكر للخلافة و قيادة المسيرة.

و إنّ قراءة متأنية في الأوراق التاريخية التي احتفظت لنا بالملفات الوثائقية لوقائع اجتماع السقيفة،تمنحنا القناعة بصحة الرؤية المطروحة من قبلنا.

2-الخليفة الأول أبو بكر حينما حدّد خليفته في زعامة المسلمين لم يتعاط مع نظام الشورى،حيث حكّم الضرورة السياسية في الإنفراد باتخاذ القرار في تعيين القيادة و السلطة بالنصّ المباشر على عمر بن الخطاب.

3-الخليفة الثاني عمر بن الخطاب أوكل أمر التعيين إلى ستة من الصحابة، ضمن شروط و ضوابط حدّدها لهم،و لم يجعل لبقية الأمة أيّ دور حقيقي في

ص: 51

الاختيار،بل كان يتمنى إدراك أحد رجلين ليسند إليه الأمر،فحينما طلب منه الناس الاستخلاف قال:

«لو أدركني أحد رجلين لجعلت هذا الأمر إليه،لوثقت به،سالم مولى أبي حذيفة،و أبي عبيدة بن الجراح،و لو كان سالم حيا ما جعلتها شورى» (1).

الخلاصة:

في ضوء ما أوردناه من ملاحظات و إشكالات نتجه إلى رفض(الاحتمال الثاني).

و للتعمّق أكثر في فهم هذا الاتجاه و مناقشاته يمكن قراءة الكتب التالية:-

(1)بحث حول الولاية للمفكر الإسلامي الكبير الشهيد السيد محمد باقر الصدر.

(2)السقيفة للحجة الشيخ محمد رضا المظفر.

(3)معالم المدرستين للبحاثة السيد مرتضى العسكري.

(4)السقيفة و الخلافة للأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود.

الاحتمال الثالث:

النص و التعيين:

و هذا الاحتمال هو الذي يملك عناصر القبول و الاختيار:

أولا:لأنه الاحتمال المتعين بعد إلغاء الاحتمالين الآخرين،فالقسمة العقلية تحصر الاحتمالات في ثلاثة:-

آ-السلبية...

ب-التفويض للأمة...

ص: 52


1- الطبقات الكبرى:لابن سعد ج 3 ص /343ط.بيروت.

ج-النص و التعيين...

فإذا سقط الاحتمالان الأول و الثاني بقي الاحتمال الثالث هو المتعين...

ثانيا:و لتوافر النصوص الصريحة(كما سنرى)الدالة على إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام و الأئمة من ذريته عليهم السلام.

فمن خلال هذين العنصرين:-

الأول:الذي يؤكد صحة مبدأ النص و التعيين.

و الثاني:الذي يحدد المصاديق القيادية.

نخلص إلى النتيجة التالية و هي:

«أنّ الرسول صلى اللّه عليه و آله مارس دور التأصيل للمضمون القيادي،و اتخذ كل الإجراءات اللازمة لحمايته و ضمانة بقائه و ديمومته».

و سوف نتناول هذا الموضوع بالتفصيل في الفصل القادم إن شاء اللّه.

ص: 53

ص: 54

المرحلة الثانية: مرحلة التجسيد و التطبيق في المرحلة الأولى من مراحل التشيع و التي عاصرت الرسالة تمّ انجاز مهمتين:-

الأولى:تأصيل الصيغة الاصطلاحية:

و من خلال هذا التأصيل:

1-تكرّس هذا المصطلح في ذهنية المسلمين.

2-و ترسخت دلالاته الروحية و العاطفية و الإيمانية في الواقع النفسي و الشعوري و الذهني للأمة.

الثانية:تأصيل المضمون القيادي:

و من خلاله تم وضع«أطروحة الإمامة»في داخل البنية الإسلامية الفكرية و الروحية و السياسية و الاجتماعية،و تمثّلت هذه الأطروحة في«زعامة الأئمة من أهل البيت عليه السلام»بعد الرسول صلى اللّه عليه و آله.

و في المرحلة الثانية بدأت حالة التجسيد العملي لاطروحة الإمامة حيث اتجه شطر من الأمة يمثله صحابة كبار إلى الالتزام بالنص الشرعي على إمامة أهل البيت عليهم السلام.

و بدأت المرحلة الثانية بعد وفاة الرسول صلى اللّه عليه و آله مباشرة.

اتجاهان حول الخلافة:

بعد وفاة الرسول صلى اللّه عليه و آله مباشرة تحرّك في داخل الساحة الإسلامية اتجاهان حول مسألة الخلافة:

ص: 55

الاتجاه الأول:

الاتجاه التعبدي:

هذا الاتجاه كان يؤمن:-

1-بالنص الصادر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله حول إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام.

2-و بوجوب التعبد بهذا النص.

ممثلو الاتجاه الأول:

و قد مثّل الاتجاه التعبدي نخبة من كبار الصحابة منهم:-

1-سلمان الفارسي.

2-أبو ذر الغفاري.

3-عمار بن ياسر.

4-المقداد.

5-أبو أيوب الأنصاري.

6-خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين.

7-أبو الهيثم بن التيهان.

الاتجاه الثاني:

الاتجاه الاجتهادي:

و هذا الاتجاه كان يرى إمكانية الاجتهاد في نصوص الإمامة و التصرف فيها، ما دامت المسألة خارج دائرة العبادات و الغيبيات.و قد اضطر هذا الاتجاه إلى تجميد اطروحة زعامة الإمام علي عليه السلام و إسناد السلطة إلى غيره حسب القرار الذي أنتجه«اجتماع السقيفة».

ص: 56

ممثلو هذا الاتجاه:

و قد مثّل هذا الاتجاه الاجتهادي الذي قدّر له أن يحكم و يتسلم زعامة السلطة، و يمتد في داخل الأمة عدد من الصحابة الكبار منهم:

1-أبو بكر.

2-عمر بن الخطاب.

3-عثمان بن عفان.

4-أبو عبيدة بن الجراح.

و للتعرف على المزيد من الإيضاحات حول:

-هذين الاتجاهين:التعبدي و الاجتهادي.

-أو هاتين المدرستين:مدرسة أهل البيت و مدرسة الخلفاء.

-أو هاتين الاطروحتين:الإمامة و السقيفة..

تقرأ الكتب التالية:

1-بحث حول الولاية للشهيد محمد باقر الصدر.

2-معالم المدرستين للسيد مرتضى العسكري.

3-السقيفة للشيخ محمد رضا المظفر.

التشيع تجسيد لمبدأ الإمامة:

من خلال الفهم لذي طرحناه حول مسألة الإمامة،و من خلال تحديد الاتجاه الذي تعاطى مع هذا الفهم يمكن أن نقول:

1-إنّ التشيع تجسيد لمبدأ الإمامة.

2-و إن التشيع نتاج طبيعي لحركة الدعوة.

3-و إن التشيع ولادة شرعية أنجبتها أحشاء الرسالة.

ص: 57

4-و إنّ التشيع تعبير أصيل لواقعية التجربة الإسلامية بما تحمله من طموحات كبيرة في استمرارية النمو الثوري و الحركة التغييرية..

يقول المفكر الإسلامي الكبير الشهيد محمد باقر الصدر:

«و هكذا وجد التشيع في إطار الدعوة الإسلامية متمثلا في الأطروحة النبوية التي وضعها النبي صلى اللّه عليه و آله بأمر من اللّه للحفاظ على مستقبل الدعوة.

و هكذا وجد التشيع لا كظاهرة طارئة على مسرح الأحداث بل كنتيجة ضرورية لطبيعة تكون الدعوة و حاجاتها و ظروفها الأصيلة التي كانت تفرض على الإسلام أن يلد التشيع.

و بمعنى آخر:كانت تفرض على القائد الأول للتجربة أن يعد قائدها الثاني، الذي تواصل على يده و يد خلفائه نموها الثوري،و تقترب نحو اكتمال هدفها التغييري في اجتثاث كل رواسب الماضي الجاهلي و جذوره،و بناء أمة جديرة على مستوى متطلبات الدعوة و مسؤولياتها» (1).

و هكذا ولدت الحالة الشيعية كجزء أصيل في مسيرة الرسالة،و كضرورة تحتمها حركة الدعوة.

و إن إلغاء هذه الحالة في جسم الرسالة،و في كيان الدعوة يعني عملية بتر و تشويه للبنية المتناسقة في هذا الجسم،و عملية استئصال لأجزاء حية أساسية في هذا الكيان،و محاولة خطيرة لتغيير المسار الطبيعي لحركة الإسلام،و تعطيل واضح لدور القيادة في مسيرة الأمة.

و نحن في فهمنا هذا للحالة الشيعية لا نصدر عن انفعالات مأسورة لتأثيرات انتمائية أو لضغوطات شعورية و لا شعورية و إنما هي القناعات الفكرية التي أنتجتها الرؤية المتأملة في الأدلة،و صاغتها حالة التعاطي الموضوعي مع النصوص.

أو بحسب تعبير الإمام شرف الدين في«مراجعاته»حيث قال:ت.

ص: 58


1- محمد باقر الصدر:بحث حول الولاية ص 69-/70ط.بيروت.

«إنّ تعبدنا في الأصول بغير المذهب الأشعري و في الفروع بغير المذاهب الأربعة،لم يكن لتحزّب أو لتعصّب و لا لريب في اجتهاد أئمة تلك المذاهب و لا لعدم عدالتهم و أمانتهم و نزاهتهم،و جلالتهم علما و عملا،لكن الأدلة الشرعية أخذت بأعناقنا إلى الأخذ بمذهب الأئمة من أهل بيت النبوة و موضع الرسالة،و مختلف الملائكة،و مهبط الوحي و التنزيل،فانقطعنا إليهم في فروع الدين و عقائده،و أصول الفقه و قواعده،و معارف السنة و الكتاب،و علوم الأخلاق و السلوك و الآداب،نزولا على حكم الأدلة و البراهين،و تعبدا بسنّة سيد النبيين و المرسلين صلى اللّه عليه و آله و عليهم أجمعين.

و لو سمحت لنا الأدلة بمخالفة الأئمة من آل محمد صلى اللّه عليه و آله،أو تمكنّا من تحصيل نية القربة للّه سبحانه في مقام العمل على مذهب غيرهم لقصصنا أثر الجمهور وقفونا أثرهم،تأكيدا لعقد الولاء،و توثيقا لعرى الإخاء،لكنها الأدلة القطعية تقطع على المؤمن وجهته و تحول بينه و بين ما يروم» (1).ن.

ص: 59


1- شرف الدين:المراجعات ص 60-61 المراجعة /4ط.إيران.

ص: 60

المرحلة الثالثة: مرحلة الوضوح و الإمتداد

اشارة

كانت البدايات الأولى لهذه المرحلة في عصر الإمام الباقر عليه السلام(الإمام الخامس من أئمة أهل البيت عليهم السلام:57-14 ه) (1)حيث توافرت الظروف الموضوعية الملائمة لطرح الأفكار التفصيلية التي تبنتّها مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

و تنامت هذه الحركة التفصيلية في طرح الأفكار و المفاهيم و إبراز المعالم الواضحة لمدرسة الأئمة عليهم السلام في أيام الإمام الصادق عليه السلام(الإمام السادس من أئمة أهل البيت عليهم السلام:83-148 ه) (2).

أهم أهداف هذه المرحلة:
اشارة

توافرت المرحلة الثالثة على مجموعة أهداف،حاول الأئمة عليهم السلام من خلالها أن يعطوا لهذه المرحلة طابعها المتميز بالوضوح و الامتداد مما أنتج حالة نشطة في الحركة الانتمائية إلى خط أهل البيت عليهم السلام،بما يحمله هذا الخط من خصائص تجسّد المضمون الأصيل للرسالة.

و قد اعتمد الأئمة عليهم السلام في هذه المرحلة مسارين متوازيين:-

المسار الأول:

تأكيد الحالة الإسلامية العامة:

ص: 61


1- محسن الأمين:أعيان الشيعة ج 1 ص /578ط.بيروت.
2- المصدر نفسه:ج 1 ص 650.

و يتجسد هذا المسار في الحفاظ على الهوية الإسلامية بكل عناصرها العامة، و تحصين الأمة في مواجهة أساليب التحريف و التمييع،و تأصيل المضامين التوحيدية في حركة المجتمع..

المسار الثاني:

تأكيد الحالة الانتمائية الخاصة:

و يتجسّد هذا المسار في التوجه لبناء الكتلة الخاصة المنتمية إلى مدرسة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

و من خلال هذا المسار أعطى الأئمة عليهم السلام للحالة الشيعية خصائصها المتميزة فكريا و روحيا و سياسيا...

و لا يشكل هذا المنحى حالة تناقضية مع المنحى الأول،و لا يمثل تكريسا للصيغة التجزيئية في حركة الأمة،فالأئمة عليهم السلام و هم يمارسون بناء«الكتلة الخاصة» أكّدوا على حقيقتين هامتين:-

الأولى:التأكيد على الصبغة الإسلامية الأصيلة في كل ما يطرحون من أفكار و مفاهيم و تصورات،و هذا يعطي«للجماعة الخاصة»إنتماءها المشدود إلى القرآن و السنة و إلى كل المرتكزات المشتركة في حركة الأمة.

الثانية:التأكيد على حالة التواصل و الانفتاح،و الحضور الدائم في داخل الأمة..

و هذا يجنّب«الجماعة المنتمية»النزعة الانعزالية الانزوائية،و يوفّر أجواء مفتوحة أمام الرؤى و التصورات الأصيلة التي يريد الأئمة عليهم السلام إيصالها إلى ذهنية الأمة.

و في ضوء المسار الثاني المتمثل في بناء«الكتلة الصالحة»يمكن أن نحدّد أهم أهداف المرحلة الثالثة ضمن النقاط التالية:

ص: 62

1-إيضاح المعالم التفصيلية.

2-إعداد الكوادر المؤهلة لحمل مسؤوليات هذه المرحلة.

3-توسيع القاعدة المنتمية إلى خط الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

و نحاول أن نتناول هذه الأهداف بشيء من التفصيل..

الهدف الأول:
اشارة

إيضاح المعالم التفصيلية:

إذا كان التشيع في المرحلة الأولى يمثل نظرية،و في المرحلة الثانية يمثل حالة تطبيقية لم تتوافر لها الظروف الموضوعية للوضوح و التجلي،فإنه في المرحلة الثالثة يمثل الحالة التطبيقية الواضحة في معالمها و أفكارها و أهدافها.

و لإبراز هذا الجانب نتناول مسألتين:

الأولى:مسألة الإمامة..

الثانية:مسألة الفقه و الحديث.

المسألة الأولى:
اشارة

مسألة الإمامة:

هذه المسألة كانت تملك وضوحا منذ تمّ وضع(اطروحة الإمامة)في داخل البنية الإسلامية على يد الرسول صلى اللّه عليه و آله...

إلاّ أنّ الصيغة السياسية البديلة التي قدّر لها أن تحكم زعامة الأمة بعد الرسول صلى اللّه عليه و آله،قد جمّدت«اطروحة الإمامة»المتمثلة في زعامة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

و من خلال هذا التجميد و الإلغاء،اختفت الكثير من معالم هذه الأطروحة، و بعثرت الأوراق الإثباتية التي كانت تملكها..

و قد تصدّى أئمة أهل البيت عليهم السلام و أتباعهم للدفاع عن هذه الأطروحة و الحفاظ على مستنداتها و وثائقها التاريخية..

ص: 63

و يمثل موقف التصدي و الدفاع عن مسألة الإمامة دورا مشتركا مارسه الأئمة من أهل البيت عليهم السلام و أتباعهم في كل المراحل التاريخية.

فمنذ اليوم الأول لتجميد أطروحة الإمامة عقب«قرار السقيفة»برزت مواقف التصدي و الدفاع،و سوف نتناول هذا الجانب-إن شاء اللّه-في موقع آخر من هذا الكتاب..

و لعل موقف الزهراء بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يمثل أبرز و أجرأ المواقف المتصدية لقرار السقيفة،حيث قالت:

بعد كلام طويل:ففرض اللّه الإيمان تطهيرا لكم من الشرك،و الصلاة تنزيها عن الكبر،و الصيام تثبيتا للإخلاص،و الزكاة تزييدا في الرزق،و الحج تسلية للدين، و العدل تنسكا للقلوب،و طاعتنا نظاما،و إمامتنا أمنا من الفرقة،و حبنا عزا للإسلام (1).

المرحلة الثالثة و مسألة الإمامة:
اشارة

من خلال ما توافرت عليه هذه المرحلة من إمكانات ملائمة لطرح مفاهيم مدرسة أهل البيت عليهم السلام فقد حظيت مسألة الإمامة باهتمام كبير من قبل الأئمة عليهم السلام و أتباعهم،و الشواهد على هذا الاهتمام كثيرة نذكر منها:-

1-الأحاديث المكثفة الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام حول مسألة الإمامة.

2-الاحتجاجات العقائدية و المناظرات الكلامية التي مارستها الكوادر المنتمية إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام.

3-الكتابات حول مسألة الإمامة.

ص: 64


1- أحمد بن طيفور:أعلام النساء ص /26ط.الكويت. عمر رضا كحاله:أعلام النساء ج 4 ص /117ط.بيروت.
(1)الأحاديث المكثفة حول مسألة الإمامة:
اشارة

فقد أكد أئمة هذه المرحلة في أحاديثهم و كلماتهم على قضية الإمامة،للحفاظ على منطلقاتها الأصيلة في مسار الرسالة و حركة الدعوة و التصدي لمحاولات المصادرة التي ألغت خط الإمامة في واقع السلطة و في واقع الأمة..

و نضع بين يدي القارئ نماذج محدودة كعينات من النصوص الصادرة عن الأئمة عليهم السلام في هذه المرحلة:-

1-أحاديث صادرة عن الإمام الباقر عليه السلام.

2-أحاديث صادرة عن الإمام الصادق عليه السلام.

أحاديث صادرة عن الإمام الباقر عليه السلام:

1-قال عليه السلام:

«إنّ الأئمة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كعدد نقباء بني اسرائيل،و كانوا اثني عشر،الفائز من والاهم،و الهالك من عاداهم» (1).

2-و قال عليه السلام:

«نحن اثنا عشر إماما،منهم حسن و حسين،ثمّ الأئمة من ولد الحسين عليه السلام» (2).

3-و قال عليه السلام:

«الأئمة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله اثنا عشر،الثاني عشر هو القائم عليه السلام» (3).

4-و قال عليه السلام:

ص: 65


1- الشيخ عبد اللّه البحراني:العوالم ج 15 باب 3 ص /262ط.قم.
2- الصدوق:عيون أخبار الرضا ج 1 ص /45ط.النجف.
3- الشيخ عبد اللّه البحراني:العوالم ج 15 باب 3 ص /263ط.قم.

«تكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم» (1).

5-و قال عليه السلام:

«إنّ اللّه عزّ و جل أرسل محمدا صلى اللّه عليه و آله إلى الجن و الإنس و جعل من بعده اثني عشر وصيا» (2).

ملاحظة:

في القسم الثاني من هذا الكتاب(الفصل الأول:المطلب الثاني)سوف نتناول -إن شاء اللّه-النصوص الصادرة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و التي أكّدت على عدد الأئمة الاثني عشر.

أحاديث صادرة عن الإمام الصادق عليه السلام:

1-قال عليه السلام:

«الأئمة اثنا عشر...» (3).

2-و قال عليه السلام:

«نحن اثنا عشر مهديا» (4).

3-عن عبد اللّه بن أبي الهذيل سأل الإمام الصادق عليه السلام عن الإمامة في من تجب؟و ما علامة من تجب له الإمامة؟

فقال عليه السلام:

«إنّ الدليل على ذلك،و الحجة على المؤمنين،و القائم بأمور المسلمين و الناطق بالقرآن،و العالم بالأحكام،أخو نبي اللّه صلى اللّه عليه و آله،و خليفته على أمته،

ص: 66


1- الصدوق:الخصال ص /419ط.قم.
2- المصدر نفسه،ص 478.
3- الصدوق:كمال الدين ج 1 ص /281ط.قم.
4- المصدر نفسه،ج 2 ص 335.

و وصيه عليهم،و وليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى،المفروض الطاعة بقول اللّه عزّ و جل:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) .

الموصوف بقوله عزّ و جلّ:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) المدعو إليه بالولاية،المثبت له الإمامة يوم غدير خم بقول الرسول صلى اللّه عليه و آله عن اللّه عزّ و جلّ:

«ألست أولى بكم من أنفسكم؟قالوا:بلى،قال:فمن كنت مولاه فعليّ مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله،و أعن من أعانه».

ذلك علي بن أبي طالب،أمير المؤمنين،و إمام المتقين،و قائد الغرّ المحجلين، و أفضل الوصيين،و خير الخلق أجمعين بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.

ثم الحسنان سبطا رسول اللّه،و ابنا خيرة النسوان،ثم علي بن الحسين،ثم محمد بن علي،ثم جعفر بن محمد،ثم موسى بن جعفر،ثم علي بن موسى،ثم محمد بن علي،ثم علي بن محمد،ثم الحسن بن علي،ثم ابن الحسن عليه السلام..

و هم عترة الرسول صلى اللّه عليه و آله،المعروفون بالوصية و الإمامة،لا تخلو الأرض من حجة،و الحجة على أهل الدنيا إلى أن يرث اللّه الأرض و من عليها،و كل من خالفهم ضال مضلّ تارك للحق و الهدى،و هم المعبرون عن القرآن،و الناطقون عن الرسول صلى اللّه عليه و آله بالبيان،و أنّ من مات و لا يعرفهم مات ميتة جاهلية، و دينهم الورع و العفة و الصدق،و الصلاح و الاجتهاد...» (3).ف.

ص: 67


1- سورة النساء:الآية 59.
2- سورة المائدة:الآية 55.
3- الصدوق:عيون أخبار الرضا ج 1 ص /45ط.النجف.

ملاحظة:

في الفصل الثالث من هذا القسم تناول مفصّل لنصوص الإمامة من كتاب اللّه و كلام رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله...

(2)الاحتجاجات العقائدية و المناظرات الكلامية:

في الفترة التي عاصرت هذه المرحلة من مراحل التشيع نشطت الحركة الكلامية بما زخرت به من حوارات و مناظرات عقائدية و مذهبية،أعطت للخلاف بين الفرق و المذاهب طابعا جديدا طغت عليه الصنعة الجدلية و العقلية.

و قد خاضت الكوادر التي أنتجتها مدرسة أهل البيت عليهم السلام في هذه المرحلة معركة الحوارات و المناظرات بما تملكه من مؤهلات علمية متميزة صاغتها الرعاية الخاصة التي مارسها الأئمة عليهم السلام في إعدد هذه الكوادر.

و نطرح مثالا واحدا من تلك المناظرات لواحد من كوادر مدرسة أهل البيت عليهم السلام و هو«هشام بن الحكم»

هشام بن الحكم من متكلمي الشيعة المتميزين بقوة البديهة و الحجة،كان مناظرا حاذقا،و محاورا جريئا،و مدافعا صلبا عن عقيدة الإمامة.

قال ابن النديم في الفهرست:

«هشام بن الحكم من متكلمي الشيعة،ممن فتق الكلام في الإمامة،و هذّب المذهب و النظر،و كان حاذقا بصناعة الكلام،حاضر الجواب» (1).

و قال الزركلي:

«هشام بن الحكم الشيباني بالولاء،الكوفي،أبو محمد:متكلم مناظر،كان شيخ الإمامية في وقته،ولد بالكوفة،و نشأ بواسط،و سكن بغداد،و كان حاضر الجواب،و صنف كتبا منها:"الإمامة"و"القدر"و"الشيخ و الغلام"و"الدلالات

ص: 68


1- ابن النديم:الفهرست ص /223ط.طهران.

على حدوث الأشياء"و"الرد على المعتزلة في طلحة و الزبير"و"الرد على الزنادقة" و"الرد على من قال بإمامة المفضول"» (1).

و قال الدكتور أحمد أمين:

«أما هشام بن الحكم فيظهر أنه أكبر شخصية شيعية في علم الكلام،كان من تلاميذ جعفر الصادق عليه السلام،و كان جدلا قوي الحجة،ناظر المعتزلة و ناظروه، و نقلت له في كتب الأدب مناظرات كثيرة تدل على حضور بديهته و قوة حجته» (2).

و قد وردت في حق هشام بن الحكم روايات مدح و ثناء من قبل الأئمة عليهم السلام:

قال الإمام الصادق عليه السلام:

«يا هشام لا زلت مؤيدا بروح القدس» (3).

و قال عليه السلام:

«هذا ناصرنا بقلبه و لسانه» (4).

و قال الإمام الرضا عليه السلام عنه:

«رحمه اللّه ما كان أذيه عن هذه الناحية» (5).

المناظرة بين هشام بن الحكم و زعيم المعتزلة:

يحدثّنا هشام بن الحكم عن المناظرة الكلامية التي دارت بينه و بين عمرو بن عبيد زعيم المعتزلة...

يقول هشام:6.

ص: 69


1- الزركلي:الأعلام ج 9 ص 82.
2- أحمد أمين:ضحى الإسلام ج 3 ص /268ط.بيروت.
3- اسد حيدر:الإمام الصادق و المذاهب الأربعة ج 2 ص /99ط.طهران.
4- المجلسي:البحار ج 10 ص 295 باب 18 ح /4ط.إيران.
5- المصدر نفسه ج 56 ص 46.

بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد و جلوسه في مسجد البصرة،و عظم ذلك عليّ، فخرجت إليه و دخلت البصرة يوم الجمعة،و أتيت مسجد البصرة،فإذا أنا بحلقة كبيرة،و إذا بعمرو بن عبيد عليه شملة سوداء مؤتزر بها من صوف،و شملة مرتدي بها،و الناس يسألونه،فاستفرجت الناس فأفرجوا لي،ثم قعدت في آخر القوم على ركبتي ثم قلت:أيّها العالم أنا رجل غريب أتأذن لي فأسألك عن مسألة؟

قال:سل.

قلت:ألك عين؟

قال:يا بني أي شيء هذا السؤال؟

فقلت:هذه مسألتي.

قال:سل و إن كانت مسألتك حمقى.

قلت:أجبني فيها.

فقال لي:سل.

فقلت:ألك عين؟

قال:نعم.

قلت:فما تصنع بها؟

قال:أرى بها الألوان و الأشخاص.

قلت:ألك أنف؟

قال:نعم.

قلت:فما تصنع به؟

قال:أشم به الرائحة.

قلت:ألك لسان؟

قال:نعم.

قلت:فما تصنع به؟

ص: 70

قال:أتكلم به.

قلت:ألك أذن؟

قال:نعم.

قلت:فما تصنع بها؟

قال:أسمع بها الأصوات.

قلت:ألك يدان؟

قال:نعم.

قلت:فما تصنع بهما؟

قال:أبطش بهما،و أعرف بهما اللين من الخشن.

قلت:ألك رجلان؟

قال:نعم.

قلت:فما تصنع بهما؟

قال:أنتقل بهما من مكان إلى مكان.

قلت:ألك فم؟

قال:نعم.

قلت:فما تصنع به؟

قال:أعرف به المطاعم و المشارب على اختلافها.

قلت:ألك قلب؟

قال:نعم.

قلت:فما تصنع به؟

قال:أميّز به كل ما ورد على هذه الجوارح.

قلت:أفليس في هذه الجوارح غنى عن القلب؟

قال:لا.

ص: 71

قلت:و كيف ذاك و هي صحيحة سليمة؟

قال:يا بني إنّ الجوارح إذا شكت في شيء شمته أو رأته أو ذاقته ردته إلى القلب،فيتيقن بها اليقين و أبطل الشك.

قلت:فإنّما أقام الله القلب لشك الجوارح؟

قال:نعم.

قلت:لا بد من القلب و إلاّ لم تستيقن الجوارح؟

قال:نعم.

قلت:يا أبا مروان إنّ الله تبارك و تعالى لم يترك جوارحك حتى جعل لها إماما يصحح لها الصحيح و ينفي ما شكت فيه،و يترك هذا الخلق كله في حيرتهم و شكهم و اختلافهم،لا يقيم لهم إماما يردون إليه شكهم و حيرتهم،و يقيم لك إماما لجوارحك ترد إليه حيرتك و شكّك..

قال:فسكت و لم يقل شيئا (1).

(3)الكتابات حول مسألة الإمامة:

و تمثل هذه الظاهرة إحدى الدلالات التي عبرت عن اهتمام المرحلة الثالثة بمسألة الإمامة،ففي هذه المرحلة تحركت مجموعة فعاليات فكرية و ثقافية للدفاع عن قضية الإمامة و الحفاظ على نصوصها و أدلتها،و قد أنتجت المرحلة عدة مؤلفات تناولت مسألة الإمامة،و من أمثلتها:-

1-كتاب«الإمامة»

المؤلف:أبو جعفر محمد بن علي الكوفي الملقب(بمؤمن الطاق)و هو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.

ص: 72


1- الطبرسي:الاحتجاج ج 125/2-/128ط.النجف.

2-كتاب«الإمامة»

المؤلف:الخليل بن أحمد النحوي العروضي(ت 160 أو 170 ه)و هو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.

3-كتاب«الإمامة»

المؤلف:هشام بن الحكم الكوفي(ت 179 ه)و هو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.

4-كتاب«الإمامة»

المؤلف:أبو جعفر السكاك(تلميذ هشام بن الحكم).

5-كتاب الإمامة:

المؤلف:أبو جعفر أحمد بن الحسين الصيقل الكوفي من أصحاب الإمامين الصادق و الكاظم عليهما السلام.

6-كتاب«الإمامة»

المؤلف:عبد اللّه بن مسكان و هو من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام.

7-كتاب«الإمامة»

المؤلف:أبو يوسف يعقوب بن نعيم الكاتب و هو من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام..

المسألة الثانية:
اشارة

الفقه و الحديث:

توافرت المرحلة الثالثة على مجموعة عوامل ساهمت في انتشار علوم آل محمد صلى اللّه عليه و آله،و من هذه العوامل:-

1-التزامن مع المرحلة التاريخية التي شهدت نهايات الدولة الأموية و بدايات الدولة العباسية،و تمتد هذه الفترة التاريخية من سنة(95 ه)حتى سنة(170 ه)،و قد عاصر هذه الفترة ثلاثة من أئمة أهل البيت عليهم السلام:

ص: 73

أ-الإمام الباقر عليه السلام(57-114 ه).

ب-الإمام الصادق عليه السلام(83-148 ه).

ج-الإمام الكاظم عليه السلام(128-183 ه) (1).

2-نمو الحركة العلمية بما أفرزته من انفتاحات فكرية على آفاق مدرسة أهل البيت عليهم السلام و علوم الأئمة عليهم السلام.

3-حركة التأليف و الكتابة:

و قد ساهمت الحركة الكتابية في الاحتفاظ بنتاجات مدرسة أهل البيت في شتى المجالات العقائدية و الفكرية و الفقهية و العلمية..

علامات بارزة:

و من الشواهد التي تؤكد حالة التميز لهذه المرحلة في مجالات الفقه و الحديث:-

(1)عدد الرواة:

قال الشيخ المفيد و هو يتحدث عن الإمام الصادق عليه السلام:

«فإنّ أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه عليه السلام من الثقات على اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا أربعة آلاف رجل» (2).

و قال ابن شهرآشوب في المناقب:

«نقل عن الصادق عليه السلام من العلوم ما لا ينقل عن أحد،و قد جمع أصحاب الحديث أسماء الرواة من الثقات على اختلافهم في الآراء و المقالات و كانوا أربعة آلاف رجل» (3).

و قال الحسن الوشاء:

أدركت في هذا المسجد[مسجد الكوفة]تسعمائة شيخ كل يقول:

«حدثني جعفر بن محمد» (4).

ص: 74


1- الترمانيني:أحداث التاريخ الإسلامي،أحداث سنة:114،148،183 ه/ط.دمشق.
2- المفيد:الأرشاد ص /271ط.بيروت.
3- ابن شهرآشوب:المناقب ج 4 ص /247ط.إيران.
4- المامقاني:تنقيح المقال ج 1 ص 294 مخطوط.

و قال الطبرسي في أعلام الورى:

«و لم ينقل عن أحد من سائر العلوم ما نقل عنه.و إن أصحاب الحديث قد جمعوا أسامي الرواة عنه من الثقاة على اختلافهم من المقالات و الديانات فكانوا أربعة آلاف رجل (1).

و نصّ الشيخ شمس الدين محمد بن مكي الشهيد في أول الذكرى أنّه كتب من أجوبة مسائل أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام أربعة آلاف رجل من العراق و الحجاز و خراسان و الشام (2).

و قال المحقق الحلي في المعتبر:

«روى عن الصادق صلوات اللّه عليه ما يقرب أربعة آلاف رجل» (3).

(2)كبار أئمة الحديث و الفقه من رواد مدرسة الإمام الصادق عليه السلام:
اشارة

و من العلامات البارزة في هذه المرحلة،وجود عدد من كبار أئمة الحديث و الفقه المنتمين إلى مختلف الفرق و المذاهب ضمن تلامذة الإمام الصادق عليه السلام،و من هؤلاء:

1-أبو حنيفة-إمام المذهب الحنفي(80-150 ه):

انقطع إلى مجلس الإمام الصادق عليه السلام طوال عامين قضاهما بالمدينة، و فيهما يقول:«لو لا السنتان لهلك النعمان» (4).

قال كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في كتابه«مطالب السؤول»و هو يتحدث عن الإمام الصادق عليه السلام:

ص: 75


1- الطبرسي:أعلام الورى ص /284ط.إيران.
2- الصدر:تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام ص /287ط.إيران.
3- المحقق الحلي:المعتبر ص /5مخطوط.
4- الجندي:الإمام جعفر الصادق ص /162ط.القاهرة.

نقل عنه الحديث و استفاد منه العلم جماعة من الأئمة و أعلامهم مثل يحيى بن سعيد الأنصاري و ابن جريح و مالك بن أنس و الثوري و ابن عيينة و شعبة و أيوب و غيرهم (1).

و قال ابن حجر المكي في الصواعق المحرقة و هو يتحدث عن الإمام الصادق عليه السلام:

«و نقل الناس عنه من العلوم ماسارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان، و روى عنه الأئمة الكبار كيحيى بن سعيد و ابن جريح و مالك و السفياني و أبو حنيفة و شعبة...» (2).

و جاء في هوامش الصواعق:

«و له[للإمام الصادق]منزلة رفيعة في العلم،أخذ عنه جماعة،منهم الإمام أبو حنيفة و مالك،و لقب بالصادق لأنّه لم يعرف عنه الكذب قط،كان جريئا صدّاعا بالحق» (3).

2-مالك بن أنس-إمام المذهب المالكي(93-179 ه):

و كان من روّاد مجلس الإمام الصادق عليه السلام و ممن نهلوا من علومه، و استفادوا من دروسه،كما صرح بذلك ابن طلحة الشافعي في كتابه(مطالب السؤول):

نقل عنه الحديث و استفاد منه العلم جماعة من الأئمة و أعلامهم مثل يحيى بن سعيد الأنصاري و ابن جريح و مالك بن أنس و الثوري و ابن عيينة و شعبة و أيوب و غيرهم (4).

ص: 76


1- ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /81مخطوط.
2- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /201ط.القاهرة.
3- ابن حجر:هامش الصواعق المحرقة،ص /305ط.بيروت.
4- ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول،ص /55مخطوط.

و ابن حجر في كتابه(الصواعق المحرقة)،حيث قال:و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان،و روى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد و ابن جريح و مالك و السفيانيين و أبي حنيفة و أيوب و السختياني (1).

و أكد ذلك الكثير من الباحثين و الدارسين و العلماء و الكتّاب.

ملاحظة:

الشافعي يعدّ من تلامذة مالك بن أنس،كما أن أحمد بن حنبل(إمام المذهب الحنبلي)يعدّ من تلامذة الإمام الشافعي و بناء على ذلك فإنّ الإمام الصادق عليه السلام يعتبر أستاذ الأئمة الأربعة.

3-سفيان الثوري(95-161 ه)

و هو أحد الأعلام الكبار و من رؤساء المذاهب الفقهية التي لم يكتب لها الانتشار،و قد حضر مجلس الإمام الصادق و استفاد من علومه و روى حديثه كما صرح بذلك ابن حجر حيث قال:و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان،و روى عنه الأئمة الأكابر كيحيى بن سعيد و ابن جريح و مالك و السفيانيين و أبي حنيفة و أيوب و السختياني (2).

و قال أسد حيدر:

«سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد الله الكوفي المتوفي سنة 161 ه، أحد الأعلام و من رجال الصحاح الستة،و رؤساء المذاهب البائدة،كان كثير التردد على الإمام الصادق،و له أخبار كثيرة يرويها عنه ابن داوود و الحلبي و الكشي» (3).

ص: 77


1- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /201ط.القاهرة.
2- المصدر نفسه.
3- اسد حيدر:الإمام الصادق و المذاهب الأربعة ج 1 ص 406،/407ط.بيروت.
(3)الأصول المعتمدة في الحديث:
اشارة

و في هذه المرحلة دونت«الأصول الأربعمائة»التي ضمت الأحاديث الصادرة عن الإمام الصادق عليه السلام في شتى المجالات العقائدية و الفقهية و مختلف العلوم الإسلامية.

فكان أصحابه عليه السلام و تلامذته إذا سمعوا منه حديثا بادروا إلى إثباته و تدوينه و كتابته،و بذلك استطاعوا أن يحتفظوا بجميع ما صدر عن الإمام عليه السلام من أحاديث و مسائل في عدة مصنفات سميت«بالأصول الأربعمائة».

قال الشيخ الطبرسي في(أعلام الورى):روى عن الصادق عليه السلام في أبوابه من مشهوري أهل العلم أربعة آلاف إنسان و صنف من جواباته في المسائل أربعمائة كتاب و هي معروفة بكتب الأصول،رواها أصحابه و أصحاب أبيه من قبله و أصحاب ابنه أبي الحسن موسى عليه السلام و لم يبق فن من فنون العلم إلا روي عنه فيه أبواب (1).

و قال المحقق الحلي في(المعتبر):

«كتبت من أجوبة مسائل جعفر بن محمد أربع مئة مصنف سموها أصولا» (2).

و قال الشهيد الأول في(الذكرى):

«انّه كتبت من أجوبة الإمام الصادق عليه السلام أربع مئة مصنف لأربع مئة مصنف» (3).

و قال الشيخ حسين بن عبد الصمد في(الدراية):

«قد كتبت من أجوبة مسائل الإمام الصادق عليه السلام فقط أربع مئة مصنف لأربع مئة مصنف تسمى الأصول في أنواع العلوم» (4).

ص: 78


1- الطبرسي:اعلام الورى ص /410ط.إيران.
2- المحقق الحلي:المعتبر ص /5مخطوط.
3- آقا بزرك الطهراني:الذريعة ج 2 ص /129ط.بيروت.
4- المصدر نفسه.

و قال المحقق الداماد في(رواشحه):

«المشهور أنّ الأصول أربع مئة مصنف لأربع مئة مصنف من رجال أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام» (1).

و قال الشهيد الثاني في(شرح الدراية):

«استقر أمر المتقدمين على أربع مئة مصنف لأربع مئة مصنف سموها أصولا فكان عليها اعتمادهم» (2).

موسوعات الحديث عند الشيعة:

و قد اعتمدت«الأصول الأربعمائة»في إنجاز«موسوعات الحديث»الأولى عند الشيعة و هي:

(1)الكافي

المؤلف:ثقة الإسلام أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة 328 ه أو 329 ه.

عدد أحاديث الكتاب:(16099 حديثا)

(2)من لا يحضره الفقيه

المؤلف:محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي المعروف ب«الصدوق» المتوفى سنة 381 ه

عدد أحاديث الكتاب:(9044 حديثا).

(3)التهذيب

المؤلف:أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي المعروف ب«شيخ الطائفة»المتوفى سنة 460 ه.

ص: 79


1- اقا بزرك الطهراني:الذريعة ج 2 ص 129،/130ط.بيروت.
2- الشهيد الثاني:شرح الدراية ص /17ط.النجف.

عدد أحاديث الكتاب:(13590 حديثا).

(4)الاستبصار

المؤلف:شيخ الطائفة الطوسي عدد أحاديث الكتاب:(5511 حديثا)

و بعد الكتب الأربعة صدرت عدة موسوعات كبيرة للحديث عند الشيعة منها:-

(5)بحار الأنوار

المؤلف:العلامة المجلسي

المتوفى سنة 1111 ه

(6)الوافي

المؤلف:الفيض الكاشاني

المتوفى سنة 1091 ه

(7)وسائل الشيعة

المؤلف:الحر العاملي

المتوفى سنة 1104 ه

عدد أجزاء الكتاب:(20 جزءا)

(8)مستدرك الوسائل

المؤلف:العلامة النوري

المتوفى سنة 1320 ه

(9)العوالم

المؤلف:الشيخ عبد اللّه بن نور الدين البحراني(من معاصري العلامة المجلسي).

(10)جامع الأحكام

المؤلف:السيد عبد اللّه شبر

ص: 80

المتوفي سنة 1242 ه

(11)جامع أحاديث الشيعة

بإشراف السيد حسين البروجردي(ت 1380 ه).

الهدف الثاني:
اشارة

إعداد الكوادر المؤهلة لحمل مسؤوليات المرحلة:

و نظرا لاتساع مسؤوليات هذه المرحلة فقد اتجه الأئمة عليهم السلام إلى بناء و إعداد كوادر بمستوى مسؤوليات و أهداف المرحلة.

و نحاول أن نستعرض نماذج لنمطين من كوادر هذه المرحلة:-

(1)كوادر الحديث و الفقه.

(2)كوادر المناظرة و علم الكلام.

(1)كوادر الحديث و الفقه:

1-أبان بن تغلب(ت 141 ه).

2-أبان بن عثمان(ت 200 ه).

3-أبو بصير الأسدي(ت 150 ه).

4-أبو حمزة الثمالي(ت 150 ه).

5-بريد العجلي(ت 150 ه).

6-بكير بن أعين(ت في حياة الإمام الصادق عليه السلام).

7-جابر بن يزيد الجعفي(ت 128 ه).

8-جميل بن دراج(ت في أيام الرضا عليه السلام).

9-حماد بن عثمان الكوفي(ت 190 ه).

10-حماد بن عيسى الكوفي(ت 209 ه).

ص: 81

11-زرارة بن أعين(ت 150 ه).

12-عبد اللّه بن مسكان(ت في أيام الإمام الكاظم عليه السلام).

13-الفضيل بن يسار(ت في أيام الإمام الصادق عليه السلام).

14-محمد بن مسلم الثقفي(ت 150 ه).

15-المعلى بن خنيس(ت في أيام الإمام الصادق عليه السلام).

16-معاوية بن عمار(ت 175 ه).

(2)كوادر المناظرة و الكلام:

1-حمران بن أعين(من أصحاب الإمامين الباقر و الصادق عليهما السلام).

2-مؤمن الطاق محمد بن علي بن النعمان(من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام).

3-هشام بن الحكم الكوفي(من أصحاب الإمامين الصادق و الكاظم عليهما السلام).

4-المفضل بن عمر الكوفي(من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام).

5-فضال بن الحسن الكوفي(من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام).

6-قيس بن الماصر(من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام).

7-السكاك محمد بن خليل البغدادي(تلميذ هشام بن الحكم).

8-هشام بن سالم(من أصحاب الإمامين الصادق و الكاظم عليهما السلام).

9-أبو مالك الضحاك الحضرمي(أدرك الإمامين الصادق و الكاظم عليهما السلام).

10-يونس بن يعقوب(أدرك الأئمة:الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السلام).

ص: 82

ملاحظة:

للإطلاع على تراجم هؤلاء الرجال يقرأ:-

1-رجال النجاشي.

2-رجال الطوسي.

3-معجم رجال الحديث للسيد الخوئي.

الهدف الثالث:
اشارة

الاتساع و الإمتداد على مستوى الأمة:

و لكي نستوعب حجم النمو و الإمتداد في داخل الكتلة المنتمية إلى خط الأئمة من أهل البيت عليهم السلام نحاول أن نتابع الحركة الإمتدادية للحالة الإنتمائية منذ البدايات الأولى للتكوّن:

(1)التكوّن:

في عصر الرسالة كانت النواة الأولى لتكوّن الحالة الولائية،مجسّدة في نخبة من كبار الصحابة و هم:سلمان الفارسي،و أبو ذر الغفاري،و عمار،و المقداد.

(2)التحدّي الأول:

كان التحدّي الأول للحالة الإنتمائية،هو الصيغة السياسية البديلة التي مارست السّلطة بعد وفاة الرسول صلى اللّه عليه و آله مباشرة،و جمّدت أطروحة الإمامة.

و واجهت الحالة الإنتمائية الموقف بوعي و بصيرة،فحافظت على رؤيتها و قناعاتها في زحمة تلك المتغيرات السياسية،و تعاطت مع الصيغة الحاكمة ضمن الحدود التي تفرضها مصلحة الرسالة.

و في ضوء هذا التعامل الواعي مع الصيغة الجديدة استطاعت الحالة الانتمائية أن تحافظ على وجودها،و أن تنفتح على أجواء الساحة بكل ما تحمله من رؤى سياسية تتنافى مع رؤيتها حول مفهوم القيادة.

ص: 83

(3)الإنطلاقة الأولى:

و في أيام الخلافة التي مارس فيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام زعامة السلطة السياسية توافرت أجواء موضوعية ملائمة أعطت لحالة الولاء و الإنتماء بداية الإنطلاق و النمو و الحركة.

(4)الحفاظ على الذات:

و لمّا جاء دور الإمام الحسن بن علي عليهما السلام،كانت الأوضاع السياسية في السّاحة الإسلامية تتحرك في إتجاه الضغط و المصادرة لحالة الإنتماء و الولاء لأهل البيت عليهم السلام من خلال العنف السياسي و الحصار الاجتماعي و أساليب التصفية و الإبادة.

فكان الموقف في ظل هذه الأوضاع المضادة أن يتحرك الإمام الحسن عليه السلام لحماية«الكتلة الخاصة»للاحتفاظ بخط الأصالة في داخل الأمة،و إعداد الحالة الانتمائية لمرحلة تكون فيها أقدر على التصدي و المواجهة..و لعل هذا أحد مبررات الصلح و أهدافه.

(5)الحركية و الثورية:

و تستمر حالة«الإنتماء»متجاوزة كل المعوقات الفكرية و السياسية و الاجتماعية.

و تأتي ثورة الإمام الحسين عليه السلام فتعطي«للحالة الولائية و الإنتمائية» أقصى مستويات الفاعلية و الحركية و تمنحها أعلى درجات الحرارة و الثورية.

و قد أنتجت المتغيرات الفكرية و النفسية و السّياسية التي أفرزتها الثورة الحسينية في الساحة الإسلامية أبعادا جديدة و آفاقا كبيرة دفعت بالحركة الإنتمائية إلى مواقع متقدمة،و فتحت لها مسارات واسعة للنمو و الإمتداد و الترسّخ،و أفرغت في داخلها روح الثورية و التحدي و الصمود،و عمّقت في وجدانها مضامين الجهاد و قيم الاستشهاد.

ص: 84

(6)الإمتداد و الإتساع:

و يواصل الأئمة من أهل البيت عليهم السلام عملية الصياغة و البناء«للحالة الإنتمائية»و ترشيدها عقائديا و فكريا،و روحيا،و سياسيا و اجتماعيا.

و في عصر الإمامين الباقر و الصادق عليهما السلام تنامت الممارسات البنائية و الترشيدية للحالة الانتمائية نتيجة لتوافر ظروف موضوعية هيأت لتلك الممارسات أجواء فاعلة.

و في ظل هذه الأجواء اتجهت المرحلة الثالثة إلى تجذير حالة الإنتماء في عمق القاعدة الجماهيرية،من خلال:-

1-التأصيل العقائدي و الفكري و الروحي في داخل«الكتلة المنتمية».

2-البناء العملي المتميز لإعطاء«الجماعة المنتمية»هويتها الواضحة،و معالمها التفصيلية البارزة.

3-تحريك الحالة الانتمائية لتمثل امتدادا و اتساعا و نموا في داخل الأمة.

ص: 85

ص: 86

القسم الأوّل

الفصل الثالث: الإمامة من خلال النصوص و الأحاديث

اشارة

الإمامة من خلال النصوص و الأحاديث

المبحث الأول:

منظومات النصوص و الأحاديث

المبحث الثاني:

كيف عالجت مدرسة الخلفاء نصوص الإمامة

المبحث الثالث:

المصادرة التاريخية لمواقع أهل البيت عليهم السلام في حياة الأمة

ص: 87

ص: 88

المبحث الأوّل: منظومات النصوص و الأحاديث

اشارة

المنظومة الأولى:

النصوص المباشرة

المنظومة الثانية:

الدلالة الإلتزامية

المنظومة الثالثة:

المؤشرات العامة

ص: 89

ص: 90

المنظومة الأولى: النصوص المباشرة
اشارة

المجموعة الأولى:نصوص الولاية

المجموعة الثانية:نصوص الخلافة

المجموعة الثالثة:نصوص الإمامة

المجموعة الرابعة:نصوص الوصية

المجموعة الخامسة:نصوص الوراثة

ص: 91

ص: 92

المجموعة الأولى: نصوص الولاية
النص الأول: آية الولاية:
اشارة

قوله تعالى في سورة(المائدة):

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1) .

النزول:
اشارة

أكدت أكثر كتب التفسير على نزول هذه الآية في الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام و ذلك عندما تصدق بخاتمه و هو راكع في صلاته.

1-التفسير الكبير للفخر الرازي:

«روي عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال:

صليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوما صلاة الظهر،فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد،فرفع السائل يده إلى السماء و قال:

اللهم اشهد أنّي سألت في مسجد الرسول صلى اللّه عليه و آله فما أعطاني أحد شيئا،و علي عليه السلام كان راكعا،فأومأ إليه بخنصره اليمنى و كان فيها خاتم،فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي صلى اللّه عليه و آله فقال:

ص: 93


1- سورة المائدة:الآية 55.

«اللهم إنّ أخي موسى سألك فقال:

رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (1) إلى قوله وَ أَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (2)فأنزلت قرآنا ناطقا سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُما سُلْطاناً (3)اللهم و أنا محمد نبيك و صفيك فاشرح لي صدري و يسّر لي أمري و اجعل لي وزيرا من أهلي عليا أشدد به ظهري».

قال أبو ذر:فو اللّه ما أتمّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله هذه الكلمة حتى نزل جبريل فقال:

يا محمد اقرأ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (4).

2-الكشاف للزمخشري:

قال في تفسيره للآية من سورة المائدة:

«و إنّها نزلت في عليّ كرّم اللّه وجهه حين سأله سائل و هو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجا في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته.

(فإن قلت)كيف صحّ أن يكون لعلي رضي اللّه عنه و اللفظ لفظ جماعة؟

(قلت)جيء به على لفظ الجمع و إن كان السبب به رجلا واحدا ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه و لينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر و الإحسان و تفقد الفقراء حتى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير و هم في الصلاة لم يؤخروه إلى الفراغ منها» (5).

3-الدرّ المنثور للسيوطي:

«و أخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال:

ص: 94


1- سورة طه:الآية 25.
2- سورة طه:الآية 32.
3- سورة القصص:الآية 35.
4- الرازي:التفسير الكبير ج 12 ص /26ط.بيروت.
5- الزمخشري:الكشاف ج 1 ص /347ط.بيروت.

تصدق علي عليه السلام بخاتمه و هو راكع فقال النبي صلى اللّه عليه و آله للسائل:

من أعطاك هذا الخاتم؟قال:

ذاك الراكع،فأنزل اللّه إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ (1).

4-مجمع الزوائد للهيثمي:

عن عمار بن ياسر قال:

وقف على عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه سائل و هو راكع في تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فأعلمه بذلك فنزلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله هذه الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ، فقرأها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،ثم قال:

من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه (2).

5-الجصاص في أحكام القرآن:

عن عتبة بن أبي حكيم،إن الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ، نزلت في علي بن أبي طالب حين تصدق بخاتمه (3).

6-السدي في التفسير الكبير:

ذكر عند الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ، أنه مرّ على علي بن أبي طالب عليه السلام سائل و هو راكع في المسجد فأعطاه خاتمه (4).

ص: 95


1- السيوطي:الدر المنثور ج 3 ص 104،/106ط.بيروت.
2- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 7 ص 19،/20ط.بيروت.
3- الجصاص:أحكام القرآن ج 2 ص /446ط.بيروت.
4- السدي:تفسير القرآن ص /231ط.مصر.
7-ابن كثير في تفسيره:

عن سلمة بن كهيل،قال:

تصدق علي بن أبي طالب عليه السلام بخاتمه و هو راكع،فنزلت إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1).

8-الكنجي الشافعي في كفاية الطالب:

عن أنس بن مالك أن سائلا أتى المسجد،و هو يقول:

من يقرض الملي الوفي،و علي عليه السلام راكع،يقول بيده خلفه للسائل،أي اخلع الخاتم من يدي،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

يا عمر وجبت،قال:

بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه ما وجبت؟قال:

وجبت له الجنة و اللّه ما خلعه من يده حتى خلعه اللّه من كل ذنب و من كل خطيئة،قال:

فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرائيل عليه السلام بقوله عز و جل:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ. فأنشأ حسان بن ثابت يقول:

أبا حسن تفديك نفسي و مهجتي و كل بطيء في الهدى و مسارع

أيذهب مدحيك المحير ضايعا و ما المدح في ذات الإله بضايع

فأنت الذي أعطيت إذ أنت راكع فدتك نفوس القوم يا خير راكع

بخاتمك الميمون يا خير سيد و يا خير شار ثم يا خير بايع

فأنزل فيك اللّه خير ولاية فأثبتها في محكمات الشرايع (2)

ص: 96


1- ابن كثير:تفسير القرآن ج 2 ص /74ط.بيروت.
2- الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /200ط.بيروت.
9-النسفي في تفسير القرآن:

ذكر أن الآية إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ نزلت في علي عليه السلام حين سأله سائل و هو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجا في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل يفسد صلاته (1).

10-الطبري في تفسيره:

عن غالب بن عبيد اللّه،قال:

سمعت مجاهدا يقول في قوله إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام،تصدق و هو راكع (2).

و نشير هنا إلى بعض المصادر التي دونت هذا الحديث:-

1-البيضاوي:طوالع الأنوار ج 1 ص /586ط.مصر.

2-القوشجي:شرح التجريد ص /328ط.مصر.

3-الواحدي:أسباب النزول ص /113ط.بيروت.

4-الزرندي:نظم درر السمطين ص /86ط.النجف.

5-الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 1 ص /161ط.بيروت.

6-البلاذري:أنساب الأشراف ج 2 ص /150ط.بيروت.

7-المتقي الهندي:كنز العمال ج 13 ص /108ط.حلب.

8-علاء الدين الخازن في تفسيره ج 2 ص /67ط.بيروت.

9-الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /208ط.بيروت.

10-البغدادي:زاد المسير ج 2 ص /292ط.بيروت.

ص: 97


1- النسفي:تفسير القرآن ج 1 ص /420ط.بيروت.
2- الطبري:جامع البيان ج 13 ص /108ط.حلب.

11-البغوي:معالم التنزيل ج 2 ص /47ط.بيروت.

12-البيضاوي:أنوار التنزيل ج 2 ص /156ط.تركيا.

13-الملا علي القاري:مرقاة المفاتيح ج 1 ص /457ط.بيروت.

14-ابن حبان:البحر المحيط ج 4 ص /301ط.بيروت.

15-الشبلنجي:نور الأبصار ص /77ط.المكتبة الشعبية.

16-ابن عساكر:تاريخ ابن عساكر:ترجمة علي عليه السلام ج 2 ص /410 ط.بيروت.

17-السيوطي:الحاوي للفتاوى ج 1 ص /119ط.بيروت.

18-الشوكاني:فتح القدير ج 2 ص /78ط.بيروت.

19-الطبري:ذخائر العقبى ص /102ط.بيروت.

20-السبط بن الجوزي:تذكرة الخواص ص /24ط.بيروت.

21-ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج 13 ص /277ط.بيروت.

22-ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /122ط.بيروت.

23-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /38ط.المكتب الإسلامي.

24-البخاري:فتح البيان ج 3 ص /453ط.بيروت.

25-الخوارزمي:المناقب ص /200ط.قم.

26-الكلبي:التسهيل لعلوم التنزيل ج 1 ص /181ط.مصر.

27-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /31مخطوط.

دلالة النص:

الاستدلال بهذا النص على الإمامة يعتمد على مقدمتين:-

الأولى:إثبات نزول النص في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

الثانية:إثبات أن لفظ«الولي»يحمل مدلول الإمامة.

ص: 98

و قد تكفلت مصادر التفسير و الحديث بإثبات المقدمة الأولى و نحاول هنا تناول المقدمة الثانية من خلال النقاط التالية:-

(1)-النص أثبت الولاية للّه عز و جل و للرسول صلى اللّه عليه و آله و لعلي بن أبي طالب عليه السلام بناء على ما أثبتته المقدمة الأولى من أنه عليه السلام هو المعني بقوله تعالى: اَلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1).

(2)الولي في اللغة يحمل عدة معاني:

-مالك الأمر و الأولى بالتصرف.

-الناصر.

-المحب.

-الصديق.

-الحليف.

الوارث.

-إلى آخر المعاني التي تدونها كتب اللغة (2).

(3)المعنى المناسب لهذا النص هو المعنى الأول«مالك الأمر و الأولى بالتصرف» أي من له صلاحية الولاية على أمور الناس و الأولى بها منهم.

و دليلنا على ذلك:-

أولا:إنّ إعطاء«الولي»معنى آخر لا ينسجم مع دلالة الحصر الوارد في هذا النص،فتصدير الآية ب«إنّما»و هي من أقوى أدوات الحصر يفيد بأن«الولاية»هنا من اختصاص الله عز و جل،و رسوله صلى اللّه عليه و آله و علي بن أبي طالب عليه السلام،و كل المعاني الأخرى لا تتلائم مع هذه الصيغة الحصرية.ت.

ص: 99


1- سورة المائدة:الآية 55.
2- جميع المعاني اللغوية المطروحة بما فيها الأول موجودة في: القاموس المحيط:للفيروزآبادي ج 4 ص /404ط.بيروت.

ثانيا:القرائن اللفظية و الحالية التي تزامنت مع أجواء النص تؤكد المعنى الذي اخترناه في تفسير هذا النص.

لو رجعنا إلى ما أوردته كتب التفسير في أسباب نزول النص،و قرأنا ذلك قراءة متأنية،و استوعبنا مفردات النص و أجوائه الخاصة لا تضح لنا أنّ النص يتحدث عن ولاية«ذات صفة قيادية».

-دعاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بما يحمله من دلالة واضحة على إعطاء علي عليه السلام موقعا متميزا على نسق الموقع الذي أعطي لهارون عليه السلام.

ثالثا:لقد ثبت عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام و هم حجتنا في فهم القرآن و نصوصه،أنّهم عليهم السلام احتجوا بهذا النص في مقام إثبات الإمامة.

روى الحسين بن أبي العلاء قال:

ذكرت لأبي عبد اللّه الصادق قولنا في الأوصياء أنّ طاعتهم مفترضة؟

قال عليه السلام:«نعم هم الذين قال اللّه عز و جل:

أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) .

و هم الذين قال اللّه عز و جل:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) .

و ذكر القندوزي الحنفي في(ينابيع المودة)أنّ عليا عليه السلام قال لجماعة من المهاجرين و الأنصار في مسجد الرسول صلى اللّه عليه و آله في أيام خلافة عثمان بن عفان:

«أنشدكم اللّه أتعلمون حيث نزلت: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ.ن.

ص: 100


1- سورة النساء:الآية 59.
2- الكليني:أصول الكافي ج 1 ص 187(كتاب الحجة)/ط.طهران.

و حيث نزلت:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ.

و أمر اللّه عز و جل نبيه أن يعلمهم ولاة أمرهم و أن يفسر لهم من الولاية كما فسّر لهم من صلاتهم و زكاتهم و حجهم فنصبني للناس بغدير خم،فقال:

يا أيها الناس أتعلمون أن اللّه عز و جل مولاي و أنا مولى المؤمنين،و أنا أولى بهم من أنفسهم،قالوا:

بلى يا رسول اللّه،فقال آخذا بيدي:من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه...

فقام سلمان و قال:

يا رسول اللّه ولاء علي ماذا؟

قال:

ولاؤه كولائي من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه» (1).

(4)قد يقال إنّ النص بصيغة الجمع فكيف أطلق على الإمام علي و هو مفرد.

و الجواب:إنّ هذا الاستعمال وارد في لغة العرب و في القرآن شواهد على ذلك.

1-قوله تعالى:

اَلَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِيماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللّهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ (2) .

و قد أجمع المفسرون على أن القائل هو«نعيم بن مسعود الأشجعي»وحده، فأطلق اللّه سبحانه عليه لفظ(الناس)و هو مفرد (3).ت.

ص: 101


1- القندوزي الحنفي:ينابيع المودة باب 38 ص /134ط.قم.
2- سورة آل عمران:الآية 173.
3- الرازي:التفسير الكبير ج 9 ص /99ط.إيران. الزمخشري:الكشاف ج 1 ص /441ط.بيروت.

2-قوله تعالى:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ،فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ (1) .

ذكر المفسرون أن الذي بسط يده إليهم رجل واحد من بني محارب يقال له «غورث»و قيل هو«عمرو بن جحاش»من بني النضير (2).

3-في آية المباهلة(الآية 61 من سورة آل عمران)أطلق اللّه سبحانه لفظ«الأبناء» على الحسن و الحسين عليهما السلام و لفظ«النساء»على الزهراء فاطمة عليها السلام، و لفظ«الأنفس»على علي بن أبي طالب عليه السلام كما أجمعت على ذلك كتب التفسير و الأخبار (3).

النص الثاني: حديث الغدير:
الصيغة الأولى:

برواية الصحابي البراء بن عازب:

روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن البراء بن عازب قال:«كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة و كسح لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله تحت شجرتين فصلى الظهر و أخذ بيد علي رضي اللّه عنه فقال:

ص: 102


1- سورة المائدة:الآية 11.
2- الطبري:جامع البيان ج 10 ص /101ط.بيروت. الزمخشري:الكشاف ج 1 ص /613ط.بيروت. محمد رشيد رضا:المنار ج 6 ص /276ط.بيروت.
3- الزمخشري:الكشاف ج 1 ص /368ط.بيروت. محمد رشيد رضا:المنار ج 3 ص /322ط.بيروت.

ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

قالوا:بلى.

قال:ألستم تعلمون أنّي أولى بكل مؤمن من نفسه؟

قالوا:بلى.

فأخذ بيد علي فقال:

من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.

قال:فلقيه عمر بعد ذلك فقال له:

هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة» (1).

الصيغة الثانية:

برواية الصحابي زيد بن أرقم:

روى أحمد بن حنبل في مسنده عن زيد بن أرقم قال:

«كنّا بالجحفة (2)فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إلينا ظهرا و هو آخذ بعضد علي رضي اللّه تعالى عنه فقال:

يا أيّها الناس ألستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟

قالوا:بلى.

قال:فمن كنت مولاه فعلي مولاه» (3).

ص: 103


1- أحمد بن حنبل:المسند ج 4 ص /281ط.بيروت.
2- الجحفة:بالضم ثم السكون،و الفاء:كانت قرية كبيرة ذات منبر على طريق المدينة من مكة على أربع مراحل،و هي ميقات أهل مصر و الشام إن لم يمروا على المدينة،فإن مروا بالمدينة فميقاتهم ذو الحليفة، و كان اسمها مهيعة،و إنما سميت الجحفة لأن السيل اجحفها،و حمل أهلها من بعض الأعوام،و هي الآن خراب،و بينها و بين ساحل الجار نحو ثلاث مراحل،و بينها و بين أقرن موضع من البحر ستة أميال،و بينها و بين المدينة ست مراحل و بينها و بين غدير خم ميلان،عن معجم البلدان للحمويني ج 2 ص /111ط. بيروت.
3- مسند أحمد بن حنبل ج 368/4«حديث زيد بن أرقم»/ط.بيروت.

و روى الحاكم في المستدرك عن زيد بن أرقم قال:

«لمّا رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من حجة الوداع و نزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال:

كأنّي قد دعيت فأجبت إنّي قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب اللّه تعالى و عترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما،فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض،ثم قال:

إنّ اللّه عز و جل مولاي و أنا مولى كل مؤمن،ثم أخذ بيد علي رضي اللّه عنه فقال:من كنت مولاه فهذا وليه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.

(قال الحاكم بعد ذكر الحديث):

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه» (1).

الصيغة الثالثة:

المنصور باللّه في هداية العقول:

عن زيد بن أرقم:

«لمّا صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من حجة الوداع نهى أصحابه عن سمرات[نوع من الشجر]متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن ثم بعث إليهنّ فقم ما تحتهن من الشوك و عمد إليهنّ فصلى عندهنّ ثم قام فقال:

يا أيّها الناس إنّه قد نبأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمّر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله،و إنّي لأظن يوشك أن أدعى فأجيب،و إني مسؤول و أنتم مسؤولون، فماذا أنتم قائلون؟

قالوا:

ص: 104


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك على الصحيحين ج /109/3ط.بيروت.

نشهد أنّك قد بلّغت و جهدت و نصحت فجزاك اللّه خيرا،قال:

أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه،و أنّ محمدا عبده و رسوله،و أنّ جنته حق و ناره حق و أنّ الموت حق و أنّ البعث حق بعد الموت،و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها و أنّ اللّه يبعث من في القبور.

قالوا:بلى نشهد بذلك.

قال:اللهم اشهد.

ثم قال:

يا أيّها الناس إنّ اللّه مولاي و أنا مولى المؤمنين،و أنا أولى بهم من أنفسهم، فمن كنت مولاه فهذا مولاه يعني عليا رضي اللّه عنه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه..» (1).

الصيغة الرابعة:

روى النسائي الشافعي في(خصائص أمير المؤمنين)عن سعد بن أبي وقاص

قال:

كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بطريق مكة و هو متوجه إليها فلما اجتمع الناس إليه،قال:

أيها الناس من وليكم؟

قالوا:اللّه و رسوله-ثلاثا- ثم أخذ بيد علي فأقامه،ثم قال:

من كان اللّه و رسوله وليه فهذا وليه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه (2).

ص: 105


1- المنصور باللّه:هداية العقول ج 2 ص /37ط.صنعاء.
2- النسائي:خصائص أمير المؤمنين ص /98ط.بيروت.
الصيغة الخامسة:

ذكر الحلبي في السيرة الحلبية:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،قال:

ألست أولى بكم من أنفسكم ثلاثا،ثم رفع يد علي و قال:

من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و أحب من أحبه و أبغض من أبغضه و انصر من نصره و أعن من أعانه و أخذل من خذله و أدر الحق معه حيث دار (1).

الصيغة السادسة:

روى الخطيب في تاريخ بغداد:

عن أبي هريرة،قال:

من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا،و هو يوم غدير خم لما أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بيد علي بن أبي طالب عليه السلام،فقال:

ألست أولى بالمؤمنين؟

قالوا:بلى يا رسول اللّه.

قال:من كنت مولاه فعلي مولاه.فقال عمر بن الخطاب:

بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم (2).

الصيغة السابعة:

روى حذيفة بن أسيد قال:

«سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خم:

ص: 106


1- الحلبي الشافعي:السيرة الحلبية ج 3 ص /274ط.بيروت.
2- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 8 ص /290ط.بيروت.

اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه، و انصر من نصره و أعن من أعانه» (1).

الصيغة الثامنة:

جاء في الصواعق المحرقة لابن حجر:

أن النبي صلى اللّه عليه و آله قال يوم غدير خم:

«من كنت مولاه فعليّ مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و أحب من أحبه،و ابغض من ابغضه،و انصر من نصره و اخذل من خذله،و أدر الحق معه حيث دار».

و قال ابن حجر حول حديث الغدير:

«إنّه حديث صحيح لا مرية فيه،و قد أخرجه جماعة كالترمذي،و النسائي، و أحمد و طرقه كثيرة جدا،و من ثم رواه ستة عشر صحابيا،و في رواية لأحمد أنّه سمعه من النبي صلى اللّه عليه و آله ثلاثون صحابيا و شهدوا به لعلي لما نوزع أيام خلافته،...و كثيرا من أسانيدها صحاح و حسان،و لا التفات لمن قدح في صحته....» (2).

الصيغة التاسعة:

الرازي في مفاتح الغيب:

ذكر أن الآية: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (3)نزلت في

ص: 107


1- المتقي الهندي:كنز العمال ج 5 ص /290ط.حلب.
2- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /64ط.بيروت.
3- سورة المائدة:الآية 67.

فضل علي بن أبي طالب عليه السلام لما نزلت هذه الآية أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بيده،و قال:

من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.

فلقيه عمر،فقال:

هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة (1).

الصيغة العاشرة:

الصيغة المطلقة:

قال الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«من كنت مولاه فعلي مولاه» (2).

و هذه طائفة من مصادر حديث الغدير:-

1-ابن عساكر:تاريخ ابن عساكر ترجمة علي عليه السلام ج 2 ص /5ط.

بيروت.

2-ابن المغازلي:المناقب ص /31ط.بيروت.

3-ابن كثير:تفسير القرآن ج 2 ص /15ط.بيروت.

4-الالوسي:روح المعاني ج 4 ص /282ط.بيروت.

5-السيوطي:تاريخ الخلفاء ص /169ط.مصر.

6-السيوطي:الحاوي للفتاوي ج 1 ص /106ط.بيروت.

7-المحاملي:الآمالي ص /85ط.الأردن.

8-الطبري:ذخائر العقبى ص /67ط.القاهرة.

ص: 108


1- الرازي:مفاتح الغيب ج 12 ص /42ط.بيروت.
2- الترمذي:صحيح الترمذي ج 5 ص 633 ح /3713ط.بيروت. و قال عنه حديث حسن صحيح.

9-الذهبي:التلخيص ج 3 ص /109ط.بيروت.

10-اليعقوبي:تاريخ اليعقوبي ج 1 ص /422ط.بيروت.

11-أحمد القيسي:شرح هاشميات الكميت ص /197ط.بيروت.

12-الصبان:اسعاف الراغبين ص /111مخطوط.

13-البلاذري:أنساب الأشراف ج 2 ص /111ط.بيروت.

14-ابن كثير:البداية و النهاية ج 5 ص /209ط.بيروت.

15-ابن عبد ربه:الاستيعاب ج 3 ص /1098ط.بيروت.

16-المناوي:الكواكب الدرية ج 1 ص /69ط.القاهرة.

17-محمد رشيد رضا:المنار ج 6 ص /464ط.بيروت.

18-أحمد بن حنبل:العلل و معرفة الرجال ج 3 ص /262ط.الرياض.

19-النيسابوري:ثمار القلوب ج 2 ص /906ط.بيروت.

20-السيوطي:الجامع الصغير ج 2 ص /66ط.بيروت.

21-السمهودي:جواهر العقدين ص /236ط.بيروت.

22-مصطفى الشكعة:إسلام بلا مذاهب ص /170ط.مصر.

23-المناوي:كنوز الحقائق ج 2 ص /118ط.بيروت.

24-القسطلاني:شرح المواهب اللدنية ج 7 ص /13ط.مصر.

25-ابن صباغ المالكي:الفصول المهمة ص /40ط.بيروت.

26-النسائي:فضائل الصحابة ص /15ط.بيروت.

27-الذهبي:ميزان الاعتدال ج 3 ص /294ط.بيروت.

28-السيوطي:الدر المنثور ج 2 ص /293ط.بيروت.

29-الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /129ط.بيروت.

30-الخوارزمي:المناقب ص /156ط.قم.

31-البغوي:مصابيح السنة ج 4 ص /172ط.بيروت.

ص: 109

32-الترمذي:نوادر الأصول ص /289ط.بيروت.

33-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /4مخطوط.

34-الشاشي:المسند ج 1 ص /166ط.المدينة المنورة.

35-الخوارزمي:مقتل الحسين ج 1 ص /47ط.ايران.

36-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /30ط.المكتب الإسلامي.

37-اليافعي:مرآة الجنان ص /143ط.بيروت.

38-البيضاوي:طوالع الأنوار ج 1 ص /585ط.مصر.

39-البيهقي:الاعتقاد على مذهب السلف ص /217ط.بيروت.

40-الصفار:بصائر الدرجات ص /88ط.بيروت.

41-الطبراني:المعجم الأوسط ج 3 ص /69ط.الرياض.

42-النسائي:السنن ج 5 ص /130ط.بيروت.

43-النسائي:خصائص علي عليه السلام ص /43ط.ايران.

44-ابن خلدون:المقدمة ص /246ط.بيروت.

45-البدخشاني:نزل الأبرار ص /54ط.بيروت.

46-الشهرستاني:الملل و النحل ج 1 ص /163ط.بيروت.

47-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /33ط.النجف.

48-المناوي:فيض القدير ج 4 ص /358ط.بيروت.

49-الشبلنجي:نور الأبصار ص /78ط.المكتبة الشعبية.

50-الزرندي:نظم درر السمطين ص /93ط.النجف.

51-التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1720ط.بيروت.

52-الآمدي:غاية المرام ص /375ط.القاهرة.

53-الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /127ط.بيروت.

54-العيني:عمدة القاري ج 18 ص /206ط.بيروت.

ص: 110

تواتر حديث الغدير:

صرح بتواتر حديث الغدير جملة من علماء السنة منهم:-

1-محمد بن محمد الغزالي في«سرّ العالمين»،حيث قال:

و أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبة النبي صلى اللّه عليه و آله في يوم غدير خم باتفاق الجميع و هو يقول صلى اللّه عليه و آله:من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال عمر:بخ بخ يا أبا الحسن لقد أصبحت مولاي و مولى كل مولى (1).

2-كمال الدين بن طلحة في«مطالب السؤول»،حيث قال:

الأحاديث في علي بن أبي طالب تكاد تلحق بالتواتر المفيد للعلم فصارت هذه في دلالتها على ذلك نازلة (2).

3-المنصور باللّه القاسم بن محمد في«هداية العقول»،حيث قال:

ما جاء في حديث الغدير و المنزلة و وجوب صحبته سلام اللّه عليه يحتاج إلى بسط لا يليق بهذا الكتاب و ما ذكرناه كاف في ما أردناه من تواترها معنى على أن بعضها ليس مما نحن فيه فلا يقدح فيها عدم التواتر كما لا يخفى (3).

4-محمد علي الصبان في«اسعاف الراغبين»حيث قال عند حديث الغدير:

رواه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ثلاثون صحابيا و كثير من طرقه صحيح أو حسن (4).

5-السيوطي في قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة:

ذكر حديث الغدير ضمن الأحاديث المتواترة (5).ي.

ص: 111


1- الغزالي:سر العالمين ص /13ط.مصر.
2- ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص 18،مخطوط.
3- المنصور باللّه:هداية العقول ج 2 ص /45ط.صنعاء.
4- الصبان:اسعاف الراغبين ص /111مخطوط.
5- السيوطي:قطف الأزهار ص /277ط.المكتب الإسلامي.

6-القسطلاني في شرح المواهب اللدنية،حيث قال:

و هو متواتر[حديث الغدير]رواه ستة عشر صحابيا و في رواية لأحمد أنه سمعه من النبي صلى اللّه عليه و آله ثلاثون صحابيا و شهدوا به لعلي لمّا نوزع أيام خلافته فلا التفات إلى من قدح في صحته و لا لمن ردّه بأنّ عليّا كان باليمن لثبوت رجوعه منها و إدراكه الحج مع النبي صلى اللّه عليه و آله (1).

7-شمس الدين الشافعي في اسنى المطالب،حيث قال:

تواتر عن أمير المؤمنين علي عليه السلام،و هو[حديث الغدير]متواتر أيضا عن النبي صلى اللّه عليه و آله رواه الجم الغفير،و لا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم،فقد ورد مرفوعا عن أبي بكر الصديق،و عمر بن الخطاب،و طلحة بن عبيد اللّه،و الزبير بن العوام،و سعد بن أبي وقاص،و عبد الرحمن بن عوف، و العباس بن عبد المطلب،و زيد بن أرقم،و البراء بن عازب،و بريدة بن الحصيب، و أبي هريرة،و أبي سعيد الخدري،و جابر بن عبد اللّه،و عبد اللّه بن عباس،و حبشي بن جنادة،و سمرة بن جندب،و أنس بن مالك،و زيد بن ثابت (2).

دلالة حديث الغدير:

النص يحمل دلالة صريحة على إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام...

و لكي نستوعب هذه الدلالة،و ننفي كل المحتملات الأخرى التي تحاول أن تفرغ النص من دلالاته الأصيلة،و معطياته السياسية و القيادية،نضع بين أيدينا النقاط التالية:ن.

ص: 112


1- القسطلاني:شرح المواهب اللدنية ج 7 ص /13ط.مصر.
2- شمس الدين الشافعي:اسنى المطالب ص /47ط.إيران.
النقطة الأولى:

أن نتعامل مع النص من خلال الأجواء التي صدر فيها،

أو بعبارة أخرى من خلال القرائن المقامية التي أحاطت النص حين صدوره،لأن اقتطاع النص من أجوائه الخاصة يفقده مضمونه الحقيقي.

فما هي القرائن الحالية التي تزامنت مع النص؟

1-المكان:غدير خم على مقربة من«الجحفة»بين مكة و المدينة في صحراء يلفحها الهجير،و تلتهب رمالها بوهج الظهيرة.

2-الزمان:أثناء العودة من حجة الوداع،في مرحلة تمثل المقطع الأخير من حياة الرسول صلى اللّه عليه و آله.

3-الاجتماع:لقاء جماهيري حاشد ضم ما يربو على«مائة ألف»إنسان من المسلمين...

4-الخطاب:حديث تاريخي خطير ألقاه الرسول صلى اللّه عليه و آله في يوم الغدير...

5-الأسلوب:أخذه صلى اللّه عليه و آله بيد علي عليه السلام و رفعها أمام الناس حتى بان بياض إبطيهما.

النقطة الثانية:

القرائن اللفظية و الكلامية:

و يجب ثانيا لكي نعطي للنص دلالاته أن نستوعب«القرائن اللفظية و الكلامية» التي تحرك من خلالها النص:

1-التمهيدات التي طرحها الرسول صلى اللّه عليه و آله:

-«ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟»

ص: 113

-«ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟».

-«فمن وليكم؟».

-ألستم تشهدون أن لا إله إلا اللّه،و أنّ محمدا عبده و رسوله...»

2-الدعاء لعلي عليه السلام:

«اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله، و أدر الحق معه حيث دار».

3-قوله صلى اللّه عليه و آله:

«يا أيّها الناس إنّي فرطكم و إنّكم واردون عليّ الحوض،لأنّي سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما،الثقل الأكبر كتاب اللّه عز و جل...و عترتي أهل بيتي،فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض...» (1).

4-التصريح الواضح في خطاب الرسول صلى اللّه عليه و آله بأنها الأيام الأخيرة في حياته المباركة:

-إني يوشك أن أدعى فأجيب...».

-كأني دعيت فأجبت...».

-نبأني اللطيف الخبير أنّه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله...».

5-التأكيد في آخر الخطبة أن يبلغ الشاهد منهم الغائب...

6-التصريحات التي صدرت من بعض الصحابة:

-قول عمر:

«هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت و أمسيت مولى كل مؤمن و مؤمنة» -أو قوله نفسه:ت.

ص: 114


1- الزرندي:نظم درر السمطين ص /140ط.النجف. الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 8 ص /442ط.بيروت.

«بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم» (1).

في ضوء القرائن الحالية و اللفظية:

فمن خلال القرائن المقامية التي تزامنت مع النص،و القرائن اللفظية التي تحرك ضمنها،نتجه إلى إعطاء النص دلالة سياسية كبيرة،تتمثل في تحديد«القيادة»التي تتحمل مسؤوليات الدعوة المستقبلية بعد وفاة الرسول صلى اللّه عليه و آله،و إنّ تفريغ النص من هذا المضمون،و إعطاءه دلالات عادية كما حاولت ذلك مدرسة الخلفاء، يستبطن اتهاما واضحا لأبصر قيادة في تاريخ المسيرة البشرية،حيث تعاملت مع القضايا الصغيرة بصيغة لا تنسجم مع حجم القضايا.

فعلى ضوء ما تحمله أجواء الحدث،و مفردات الخطاب نعتقد بكل اطمئنان أنّ الموقف يمثل قرارا صريحا بتعيين القيادة السياسية و الفكرية و الروحية للأمة.ت.

ص: 115


1- صرحت أغلب المصادر المعتمدة حول كلام الخليفة الثاني يوم غدير خم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام منها:- الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 1 ص /157ط.بيروت. الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 8 ص /290ط.بيروت. ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص 31 ج /24ط.بيروت. الفخر الرازي:التفسير الكبير ج 12 ص /49ط.إيران. السيوطي:الحاوي للفتاوي ج 1 ص /106ط.بيروت. الطبري:ذخائر العقبى ص /67ط.بيروت. الغزالي:سر العالمين ص /13ط.مصر. ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /40ط.بيروت. الخوارزمي:المناقب ص /156ط.قم. الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /127ط.بيروت. القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /33ط.النجف. المنصور باللّه:هداية العقول ج 2 ص /38ط.صنعاء. ابن عساكر:التاريخ ترجمة علي عليه السلام ج 2 ص /78ط.بيروت.

و إذا حاولنا أن نعتمد الوثائق التاريخية التي تحتفظ بها مدرسة أهل البيت عليهم السلام حول هذا الحدث في صيغته و مفرداته،فإن المسألة تأخذ بعدا أكثر تعبيرا و تأكيدا و دلالة و وضوحا،لأن الصيغة هنا لم تفقد شيئا من مكوناتها و عناصرها،في حين نحتمل قويا أنّ هذه الصيغة مسّها شيء من التغيير في ظل المنحى السّياسي الجديد الذي جمّد أطروحة الغدير،لأن بقاء الصيغة بكل خصائصها الأصيلة،و بكل مفرداتها و عناصرها يلغي المسار السياسي الذي تصدى لزعامة الأمة..

و رغم هذا الاحتمال الوارد موضوعيا،فإنّ ما بين أيدينا من نصوص الحدث و مفرداته،كما دونتها مدرسة الخلفاء نفسها يكفي لإنجاز الصيغة التي نتبناها في مسألة الإمامة و الخلافة..

النقطة الثالثة:
اشارة

آية التبليغ تحدد المضمون الكبير لحادثة الغدير:

و آية التبليغ هي قوله تعالى في سورة(المائدة):

يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكافِرِينَ (1) .

و قد أكّدت الكثير من المصادر نزول هذه الآية على الرسول صلى اللّه عليه و آله، حينما كان في طريق العودة من حجة الوداع في مكان يقال له«غدير خم».

1-السيوطي في الدر المنثور:

روى بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال:

«نزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوم غدير خم في علي بن أبي طالب» (2).

ص: 116


1- سورة المائدة:الآية 67.
2- السيوطي:الدر المنثور ج 3 ص /117ط.بيروت.
2-الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:

روى بإسناده عن ابن عباس في قوله عز و جل:

يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الآية،قال:

نزلت في علي،أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أن يبلّغ فيه،فأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بيد علي فقال:

«من كنت مولاه فعليّ مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه» (1).

3-الواحدي في أسباب النزول:

روى بالإسناد عن أبي سعيد الخدري قال:

«نزلت هذه الآية: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ يوم غدير خم في علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه» (2).

4-الفخر الرازي في التفسير الكبير:

قال في سياق تعداد الوجوه الواردة في سبب نزول آية: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ:

«العاشر:نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام و لمّا نزلت هذه الآية أخذ بيده و قال:من كنت مولاه فعليّ مولاه اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه.

فلقيه عمر فقال:

هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مؤمن و مؤمنة.و هو قول ابن عباس و البراء بن عازب و محمد بن علي» (3).

ص: 117


1- الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 1 ص /190ط.بيروت.
2- الواحدي:أسباب النزول ص /115ط.بيروت.
3- الفخر الرازي:التفسير الكبير ج 12 ص /42ط.بيروت.
5-ابن كثير في تفسيره:

عن أبي سعيد الخدري:إن الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ نزلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوم غدير خم حين قال:من كنت مولاه فعلي مولاه (1).

6-الألوسي في روح المعاني:

عن ابن عباس قال:

نزلت الآية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ في علي حيث أمر اللّه سبحانه أن يخبر الناس بولايته فتخوف رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أن يقولوا حابى ابن عمه و أن يطعنوا في ذلك عليه،فأوحى اللّه تعالى إليه فقام بولايته يوم غدير خم، و أخذ بيده فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه (2).

و توجه مصادر أخرى لهذه الحادثة:-

1-محمد رشيد رضا:تفسير المنار،ج 6 ص /424ط.بيروت.

2-ابن صباغ المالكي:الفصول المهمة،ص /42ط.بيروت.

3-البخاري:فتح البيان في مقاصد القرآن ج 4 ص /18ط.بيروت.

4-البحراني:البرهان في تفسير القرآن ج 1 ص /489ط.بيروت.

5-الشوكاني:فتح القدير ج 2 ص /88ط.بيروت.

6-العيني:عمدة القاري ج 18 ص /206ط.بيروت.

7-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /16مخطوط.

8-المنصور باللّه:هداية العقول ج 2 ص /38ط.صنعاء.

ص: 118


1- ابن كثير:تفسيره ج 2 ص /15ط.بيروت.
2- الالوسي:روح المعاني،ج 4 ص /282ط.بيروت.
مؤشرات خطيرة:

آية التبليغ تحمل عدة مؤشرات تعبر عن خطورة المسألة المطروحة:-

1-الصيغة الحدية الصارمة التي وردت في هذا الخطاب الإلهي:

- يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ.

- وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ.

2-لغة النص تؤكد خطورة المسألة المطروحة على صعيد الرسالة و حركة الدعوة و ديمومة العطاء..

3-النص يحمل من الإيحاءات ما تعبر عن«حساسيات القضية»و ما تثيره من جو نفسي رافض،يضع الرسول صلى اللّه عليه و آله أمام حالة صعبة تحتاج إلى حماية و عصمة من اللّه تعالى لمواجهة الإرهاصات المحتملة..

وَ اللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النّاسِ.

4-التوقيت الإلهي للنص،حيث نزل في أثناء العودة من حجة الوداع(المرحلة الأخيرة في حياة الرسول صلى اللّه عليه و آله)و هذا يعطي للقضية المطروحة بعدا مستقبليا في حركة الدعوة.

فمن خلال هذه المؤشرات يمكن أن نفهم طبيعة القضية المطروحة و ما تملكه من موقع في عمق الرسالة.

و إذا وضعنا في حسابنا أنّ قضايا الرسالة الأساسية سواء في مجال العقيدة أو في مجال التشريع،كان قد تمّ الإنتهاء من تبليغها في مراحل سابقة،و لم تبق إلى هذه المرحلة من عمر الرسالة.

فما هي القضية التي تحمل ذلك البعد الكبير في عمق الرسالة،و تستأثر بهذا الاهتمام الإلهي،و تتناسب مع هذه المرحلة من حياة الدعوة؟.

ليس إلا قضية الإمامة و القيادة و الخلافة..

ص: 119

النقطة الرابعة:
اشارة

آية الإكمال تعطي لمسألة القيادة موقعها في حركة الرسالة:

قال اللّه تعالى:

اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1) .

أشارت كثير من مصادر التفسير و التاريخ إلى نزول هذا النص في يوم الغدير...

1-السيوطي في الدر المنثور:

عن أبي سعيد الخدري قال:

«لمّا نصب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عليّا يوم غدير خم فنادى له بالولاية هبط جبريل عليه بهذه الآية: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (2).

2-الخوارزمي في المناقب:

روى باسناده عن أبي سعيد الخدري قال:

«إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لمّا دعا الناس إلى علي عليه السلام في غدير خم و أمر بما تحت الشجرة من الشوك فقم،و ذلك يوم الخميس فدعا عليا فأخذ بضبعيه فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

اللّه أكبر على اكمال الدين و اتمام النعمة و رضى الرب برسالتي و الولاية لعلي من بعدي...» (3).

3-ابن عساكر في ترجمة الإمام علي بن أبي طالب:

روى باسناده عن أبي هريرة قال:

ص: 120


1- سورة المائدة:الآية 3.
2- السيوطي:الدر المنثور ج 3 ص 19.
3- الخوارزمي:المناقب ص /135ط.قم.

«من صام ثمانية عشر من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا،و هو يوم غدير خم لما أخذ النبي صلى اللّه عليه و آله بيد علي فقال:

ألست ولي المؤمنين؟قالوا:

بلى يا رسول اللّه.قال:

من كنت مولاه فعليّ مولاه،فقال عمر بن الخطاب:

بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم،فأنزل اللّه:

اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ... (1) .

4-الحاكم الحسكاني الحنفي في شواهد التنزيل:

روى باسناده عن أبي سعيد الخدري قال:

«إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لمّا نزلت عليه هذه الآية[آية الإكمال]قال:

اللّه أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي و ولاية علي بن أبي طالب من بعدي،ثم قال:

من كنت مولاه فعليّ مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله» (2).

5-السيوطي في الاتقان:

عن أبي سعيد الخدري أن الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً نزلت يوم غدير خم (3).

6-ابن كثير في تفسيره:

عن ابن عباس،قال:

ص: 121


1- ابن عساكر:ترجمة علي عليه السلام،ج 2 ص /78ط.بيروت.
2- الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 1 ص /157ط.بيروت.
3- السيوطي:الاتقان في علوم القرآن ج 1 ص /54ط.بيروت.

ان الآية: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً نزلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في مسيره إلى حجة الوداع (1).

7-الخوارزمي في كتابه مقتل الحسين:

عن أبي سعيد الخدري،قال:

إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوم دعا الناس إلى علي في غدير خم و هو يوم الخميس ثم دعا الناس إلى علي فأخذ بضبعه ثم رفعه حتى نظر الناس إلى بياض ابطيه ثم لم يتفرقا حتى نزلت اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

اللّه أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضا الرب برسالتي،و الولاية لعلي،ثم قال:

اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله (2).

8-الألوسي في روح المعاني:

عن أبي سعيد الخدري،قال:

انّ هذه الآية اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً نزلت بعد أن قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي كرم اللّه وجهه في غدير خم:

«من كنت مولاه فعلي مولاه»،فلما نزلت،قال:

اللّه أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضاء الرب برسالتي و ولاية علي كرم اللّه تعالى وجهه بعدي» (3).

ص: 122


1- ابن كثير:تفسير القرآن ج 2 ص /15ط.بيروت.
2- الخوارزمي:مقتل الحسين ج 1 ص /47ط.إيران.
3- الألوسي:روح المعاني ج 4 ص /91ط.بيروت.
9-الخطيب البغدادي في تاريخه:

عن أبي هريرة،قال:

من صام يوم ثمان عشرة من ذي الحجة كتب له صيام ستين شهرا،و هو يوم غدير خم لما أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بيد علي بن أبي طالب،فقال:

ألست أولى بالمؤمنين؟،قالوا:

بلى يا رسول اللّه،قال:

من كنت مولاه فعلي مولاه.

فقال عمر بن الخطاب:

بخ بخ لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولاي و مولى كل مسلم،فأنزل اللّه اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (1).

10-اليعقوبي في تاريخه:

ذكر أن الآية: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً نزلت في حجة الوداع (2).

و دونت هذه الحادثة مجموعة مصادر منها:-

1-السبط بن الجوزي:تذكرة الخواص ص /36ط.بيروت.

2-ابن كثير:البداية و النهاية ج 5 ص /214ط.بيروت.

3-ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص /31ط.بيروت.

دلالة هذا النص:

آية الإكمال تحدد موقع القيادة في حركة الرسالة:

1-القيادة الشرعية المعصومة تمثل الضمانة الكبيرة لحماية المسيرة الرسالية، و الحفاظ على التجربة الإسلامية.

ص: 123


1- الخطيب:تاريخ بغداد ج 8 ص /290ط.بيروت.
2- اليعقوبي:تاريخ اليعقوبي ج 1 ص /442ط.بيروت.

2-القيادة المعصومة تمثل الإمتداد الطبيعي للحركة التغييرية في داخل الأمة،بما تحمله هذه الحركة من عناصر الأصالة و القدرة و الوضوح و الإستقامة،فديمومة الحالة التغييرية الأصيلة على كل المستويات الفكرية و الروحية و الاجتماعية و السياسية تحتاج إلى القيادة الصالحة المعصومة.

3-غياب القيادة المعصومة في هذه المرحلة من مراحل المسيرة(مرحلة ما بعد الرسول صلى اللّه عليه و آله)يحدث فراغا تشريعيا كبيرا يدفع بالمسيرة إلى متاهات التحريف،و يعرّض التجربة إلى أخطار المصادرة،و يضع الأمة أمام منزلقات التيه و الضلال،و يجمّد حالة التعاطي مع المصادر الأصيلة في الإسلام.

4-غياب القيادة المعصومة يحدث فراغا سياسيا كبيرا يضع التجربة الإسلامية في زحمة التناقضات و المفارقات و الصراعات.

و في ضوء هذه الإعتبارات يمكن أن نفهم عمق العلاقة بين هذا النص القرآني- آية الإكمال-و الحدث التاريخي الكبير الذي تمّ من خلاله تعيين القيادة الإسلامية في يوم الغدير.

النقطة الخامسة:
اشارة

احتجاج الأئمة من أهل البيت عليهم السلام بحديث الغدير:

(1)احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام بحديث الغدير:
1-روى أحمد بن حنبل في مسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى«أنّه شهد عليا

رضي اللّه عنه في الرحبة قال:

انشد اللّه رجلا سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و شهده يوم غدير خم إلاّ قام، و لا يقوم إلاّ من قد رآه،فقام إثنا عشر رجلا فقالوا:

قد رأيناه و سمعناه حيث أخذ بيده يقول:

ص: 124

اللهم وال من والاه،.و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله» (1).

و روى أيضا عن ابن أبي ليلى قال:

«شهدت عليا رضي اللّه عنه في الرحبة ينشد الناس،أنشد اللّه من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خم:

من كنت مولاه فعلي مولاه،لما قام فشهد،(قال عبد الرحمن):

فقام اثنا عشر بدريا كأني انظر إلى أحدهم،فقالوا:

نشهد أنّا سمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خم:

ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟و أزواجي أمهاتهم؟.

فقلنا:بلى يا رسول اللّه.

قال:فمن كنت مولاه فعليّ مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه..» (2).

2-روى النسائي في الخصائص باسناده عن سعيد بن وهب قال:

«قال علي كرم اللّه وجهه في الرحبة:

أنشد باللّه من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوم غدير خم يقول:

إنّ اللّه و رسوله ولي المؤمنين و من كنت وليه فهذا وليه،اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه،و انصر من نصره...»(فقال سعيد)قام إلى جنبي ستة (3).

3-روى الطبراني في الأوسط عن عمير بن سعد:

«أنّ عليا جمع الناس في الرحبة و أنا شاهد فقال:

انشد اللّه رجلا سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

ص: 125


1- مسند أحمد بن حنبل ج /119/1ط.بيروت.
2- المصدر نفسه.
3- النسائي:الخصائص ص 100 حديث /95ط.بيروت.

من كنت مولاه فعليّ مولاه،فقام ثمانية عشر رجلا فشهدوا أنّهم سمعوا النبي صلى اللّه عليه و آله يقول ذلك..» (1).

4-روي أنّ عليا عليه السلام احتج في يوم الشورى،و جاء في كلامه:

«فانشدكم باللّه،هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،ليبلغ الشاهد الغائب،غيري؟قالوا:

اللهم لا» (2).

5-الكنجي الشافعي في كفاية الطالب:

عن زيد بن يثيع،قال:سمعنا عليا يقول في الرحبة:

أنشدكم اللّه و لا أنشد إلا من سمعت أذناه و وعى قلبه فقام نفر فشهدوا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،قال:

ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:

بلى يا رسول اللّه،قال:

فأخذ بيد علي بن أبي طالب،ثم قال:

من كنت مولاه فهذا مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و أحب من أحبه،و أبغض من أبغضه،و أنصر من نصره،و أخذل من خذله (3).

ص: 126


1- الطبراني:المعجم الأوسط ج 3 ص /69ط.الرياض.
2- ذكر هذا الحديث في أغلب المصادر فعندما يحتج علي بالإخوة يذكرونها و لكنهم يقطعون الاحتجاج بحديث الغدير و يضعون نقاطا و يقولون الحديث. ابن حجر:لسان الميزان ج 2 ص /285ط.بيروت. الذهبي:لسان الميزان ج 1 ص /441ط.حلب. ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /126ط.القاهرة.
3- الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /56ط.بيروت.
6-ابن عساكر في تاريخه:

عن زيد بن أرقم،قال:

إن عليا أنشد من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يقول:

من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.

فقام ستة عشر رجلا فشهدوا بذلك و كنت فيهم (1).

7-ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول:

عن زادان،قال سمعت عليا في الرحبة و هو ينشد الناس من شهد منكم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يوم غدير خم،و هو يقول ما قال،فقام ثلثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يقول:

من كنت مولاه فعلي مولاه (2).

8-الطبراني في المعجم الوسيط:

عن زيد بن أرقم،قال:

نشد علي الناس:من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خم:

ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:

بلى،قال:

فمن كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه.

فقام اثنا عشر رجلا فشهدوا بذلك (3).

9-القندوزي في ينابيع المودة:

عن سعيد بن جبير،قال:

ص: 127


1- ابن عساكر:تاريخ ابن عساكر ج 2 ص 5 ترجمة علي عليه السلام/ط.بيروت.
2- ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /16مخطوط.
3- الطبراني:المعجم الأوسط ج 2 ص /576ط.الرياض.

جمع علي الناس في رحبة مسجد الكوفة،فقال:

انشد اللّه كل امرئ مسلم سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يقول يوم غدير خم ما سمع لقام فقام سبعة عشر رجلا،و قالوا:

أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله حين أخذ بيدك،قال للناس:

أتعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟قالوا:

نعم،قال:

من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه و عاد من عاداه (1).

10-الشافعي الجزري في اسنى المطالب:

عن زيد بن يثيع،قال:

أنشد علي الناس في الرحبة من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يقول يوم غدير خم إلا قام،قال:

فقام من قبل سعيد بن وهب سبعة،و من قبل زيد ستة،فشهدوا أنهم سمعوا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يقول لعلي يوم غدير خم:

أليس اللّه أولى بالمؤمنين؟قالوا:

بلى،قال:

اللهم وال من والاه و عاد من عاداه (2).

و دونت هذا الاحتجاج مجموعة من المصادر منها:-

1-ابن الأثير:أسد الغابة ج 4 ص /108ط.بيروت.

2-الموصلي:المسند ج 1 ص /286ط.جده.

3-الطبراني:المعجم الصغير ج 1 ص /89ط.بيروت.

ص: 128


1- القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /36ط.النجف.
2- الشافعي الجزري:اسنى المطالب ص /49ط.طهران.
(2)احتجاج الزهراء عليها السلام بحديث الغدير:

روى شمس الدين الجزري الدمشقي الشافعي في كتابه(أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب)عن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنها قالت في بعض إجتجاجاتها:

«أنسيتم قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه؟و قوله صلى اللّه عليه و آله:

أنت مني بمنزلة هارون من موسى عليه السلام..» (1).

(3)احتجاج الإمام الحسن عليه السلام بحديث الغدير:

قال عليه السلام في إحدى خطبه:

«إنّا أهل البيت أكرمنا اللّه بالإسلام،و اختارنا و اصطفانا و أذهب عنّا الرجس و طهّرنا تطهيرا».

و قال عليه السلام:

«و سمعوه[يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله]يقول لأبي:

أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي...

و قد رأوه و سمعوه حين أخذ بيد أبي بغدير خم و قال لهم:

من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب» (2).

(4)احتجاج الإمام الحسين عليه السلام بحديث الغدير:

ذكر سليم بن قيس الهلالي في كتابه أنّ الحسين بن علي عليه السلام جمع الناس في منى و فيهم مائتا رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و آله و عدد كبير من

ص: 129


1- الجزري الشافعي:اسنى المطالب ص /55ط.ايران.
2- القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /134ط.النجف.

التابعين،فقام فيهم فحمد اللّه و أثنى عليه و تحدث عن حق أهل البيت و فضائلهم،إلى أن قال عليه السلام:

«أنشدكم اللّه أتعلمون أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله نصبه[يعني عليا عليه السلام]يوم غدير خم فنادى له بالولاية،و قال:

ليبلغ الشاهد الغائب؟قالوا:

اللهم نعم» (1).

(5)احتجاج الإمام الصادق عليه السلام بحديث الغدير:

قال عليه السلام في حديث له عن أمير المؤمنين عليه السلام و النص على إمامته:

«الناطق بالقرآن،العالم بالأحكام،أخو نبي اللّه صلى اللّه عليه و آله و خليفته على أمته،و وصيه عليهم،و وليه الذي كان منه بمنزلة هارون من موسى،المفروض الطاعة بقول اللّه عز و جل:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ

الموصوف بقوله عز و جل:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ المدعو له بالولاية،المثبت له الإمامة يوم غدير خم بقول الرسول صلى اللّه عليه و آله عن اللّه عز و جل:

ألست أولى بكم منكم بأنفسكم؟قالوا:

بلى،قال:

فمن كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره و أخذل من خذله،و أعن من أعانه» (2).

ص: 130


1- الأميني:الغدير ج 198/1،/199ط.طهران.
2- عبد اللّه البحراني:العوالم ج 3/15 ص 270،/271ط.قم.
النص الثالث: حديث الولاية بصيغ أخرى:
(1)قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:
اشارة

«علي ولي كل مؤمن بعدي»

1-مسند الإمام أحمد بن حنبل:

روى أحمد في مسنده عن عمران بن حصين أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«إنّ عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي» (1).

2-صحيح الترمذي:

عن عمران بن حصين أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«إنّ عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي» (2).

3-المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري:

عن ابن عباس في حديث يذكر فيه فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام،جاء فيه:

«و قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أنت ولي كل مؤمن بعدي و مؤمنة» (3).

4-ينابيع المودة القندوزي الحنفي:

عن الحسن بن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

ص: 131


1- أحمد بن حنبل:المسند ج 4 ص /438ط.بيروت.
2- صحيح الترمذي ج 5 ص 632 ح /3712ط.بيروت.
3- الحاكم النيسابوري المستدرك على الصحيحين ج 3 ص /134ط.بيروت. و عقب على هذا الحديث بقوله:«هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه».

«أما أنت يا علي فمني و أنا منك و أنت ولي كل مؤمن بعدي» (1).

5-ابن حجر في الإصابة:

عن عمران بن حصين،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

إن عليا مني و أنا من علي،و هو ولي كل مؤمن بعدي (2).

6-ذكر الذهبي في التلخيص:

عن عمران بن حصين،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

إن عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن (3).

7-الذهبي في التلخيص:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،لعلي:

أنت ولي كل مؤمن بعدي و مؤمنة (4).

8-ابن عبد البر:الاستيعاب:

عن ابن عباس،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي:

أنت وليّ كل مؤمن بعدي (5).

9-ذكر الخطيب البغدادي في تاريخه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

ص: 132


1- القندوزي الحنفي:ينابيع المودة باب 7 ص /52ط.بيروت.
2- ابن حجر:الإصابة في تمييز الصحابة ج 4 ص /569ط.بيروت.
3- الذهبي:التلخيص ج 3 ص /111ط.بيروت.
4- المصدر نفسه.
5- ابن عبد ربه:الاستيعاب ج 3 ص /1091ط.بيروت.

سألت اللّه فيك خمسا فأعطاني أربعا و منعني واحدة،سألته فأعطاني فيك أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة،و أنت معي معك لواء الحمد،و أنت تحمله،و أعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدي (1).

10-ابن الأثير في جامع الأصول

عن عمران بن حصين،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

إن عليا مني و أنا منه و هو وليّ كل مؤمن بعدي (2).

11-أبو نعيم في حلية الأولياء:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

إن عليا مني و أنا منه،و هو ولي كل مؤمن بعدي (3).

12-عبد الرؤوف المناوي في كنوز الحقائق:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

إن عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن (4).

13-النبهاني في الشرف المؤبد:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

هو وليّ كل مؤمن بعدي (5).

14-البيهقي في المحاسن و المساوي عن جابر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

هذا وليكم بعدي إذا كانت فتنة (6).

ص: 133


1- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 4 ص /339ط.بيروت.
2- ابن الأثير:جامع الأصول ج 8 ص /652ط.بيروت.
3- أبو نعيم:حلية الأولياء ج 6 ص /294ط.بيروت.
4- المناوي:كنوز الحقائق ج 1 ص /71ط.بيروت.
5- النبهاني:الشرف المؤبد ص /135ط.القاهرة.
6- البيهقي:المحاسن و المساوي ص 41.
(2)قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«علي وليكم بعدي»

1-مسند الإمام أحمد بن حنبل:

عن بريدة الأسلمي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لا تقع في علي فإنّه مني و أنا منه،و هو وليكم بعدي،و إنّه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي» (1).

2-مجمع الزوائد للهيثمي:

عن بريدة عن النبي صلى اللّه عليه و آله قال في علي عليه السلام:

«و إنّه وليكم بعدي» (2).

3-ينابيع المودة للقندوزي الحنفي:

قال:

أخرج الطبراني عن بريده الأسلمي عن النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«من أبغض عليا فقد أبغضني،و من فارق عليا فقد فارقني،إنّ عليا مني و أنا منه،طينته من طينتي و طينتي من طينة إبراهيم،و أنا أفضل من إبراهيم ذرية بعضها من بعض،يا بريدة أما علمت أنّ لعلي أكثر من الجارية التي أخذها،إنه وليكم من بعدي» (3).

(3)قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:
اشارة

«علي أولى الناس بكم بعدي»

ص: 134


1- مسند أحمد بن حنبل ج 356/5«حديث بريدة الأسلمي»/ط.بيروت.
2- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 131/9 ط.بيروت.
3- القندوزي الحنفي:ينابيع المودة الباب 58 ص /97ط.بيروت.
1-مجمع الزوائد للهيثمي:

عن وهب بن حمزة قال:

«صحبت عليا إلى مكة فرأيت منه بعض ما أكره،فقلت لئن رجعت لا شكونك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فلمّا قدمت لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقلت:

رأيت من علي كذا و كذا فقال:

لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي (1).

و دونت هذه الأحاديث مجموعة مصادر منها:-

1-النسائي:فضائل الصحابة ص /15ط.بيروت.

2-الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /159ط.بيروت.

3-الطبري:ذخائر العقبى ص /68ط.القاهرة.

4-الخوارزمي:المناقب ص /61ط.قم.

5-أحمد بن حنبل:المسند ج 1 ص /331ط.المكتب الإسلامي.

6-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /30ط.المكتب الإسلامي.

7-النسائي:السنن ج 5 ص /325ط.بيروت.

8-ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج 9 ص /171ط.بيروت.

9-المناوي:فيض القدير ج 4 ص /357ط.بيروت.

10-الموصلي:المسند ج 1 ص /203ط.جدة.

11-القاري:مرقاة المفاتيح ج 10 ص /463ط.بيروت.

12-الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /129ط.بيروت.

13-التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1720ط.بيروت.

ص: 135


1- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /112ط.بيروت.

14-المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /599ط.حلب.

15-البغوي:مصابيح السنة ج 4 ص /172ط.بيروت.

16-المنصور باللّه:هداية العقول ج 2 ص /31ط.صنعاء.

17-الزرندي:نظم درر السمطين ص /79ط.النجف.

18-الترمذي:الصحيح ج 5 ص /632ط.المكتبة الإسلامية.

19-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /61ط.النجف.

20-البدخشاني:نزل الابرار ص /56ط.بيروت.

21-النسائي:الخصائص ص /165ط.بيروت.

22-ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /124ط.القاهرة.

23-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص 17.مخطوط.

ص: 136

المجموعة الثانية: نصوص الخلافة
النص الأول:
اشارة

حديث الدار يوم الإنذار:

لما نزل قوله تعالى:

وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1)

دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عشيرته إلى دار عمه أبي طالب،و عرض عليهم الإسلام و في آخر حديثه صلى اللّه عليه و آله قال:

«يا بني عبد المطلب إنّي و اللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل ممّا جئتكم به،جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و قد أمرني اللّه أن أدعوكم إليه،فأيكم يؤازرني على أمري هذا على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم؟

فأحجم القوم عنها،غير علي-و كان أصغرهم-إذ قام فقال:

أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه.فأخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله برقبته و قال:

إنّ هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا.

فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب،قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع» (2).

ص: 137


1- سورة الشعراء:الآية 214.
2- أبو الفداء في تاريخه ج 2 ص /15ط.بيروت.
الصيغ المتعددة لهذا النص:

الصيغة الأولى:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر،على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم؟

قال علي:

أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه.

فقال صلى اللّه عليه و آله:

إنّ هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا» (1).

الصيغة الثانية:

ذكر ابن عساكر في تاريخه عن أبي رافع قال:

كنت قاعدا بعد ما بايع الناس أبا بكر فسمعت أبا بكر يقول للعباس:

أنشدك اللّه هل تعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله جمع بني عبد المطلب و أولادهم و أنت فيهم و جميعكم دون قريش،فقال:

يا بني عبد المطلب إنه لم يبعث اللّه نبيا إلا جعل له في أهله أخا و وزيرا و وصيا و خليفة في أهله،فمن يقوم منكم يبايعني على أن يكون أخي و وزيري و خليفتي في أهلي،فلم يقم منكم أحد!!!فقام علي من بينكم فبايعه على ما شرط له و دعا إليه أتعلم هذا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله؟قال:

نعم (2).

ص: 138


1- علاء الدين الخازن:تفسير القرآن ج 5 ص /127ط.بيروت.
2- ابن عساكر:تاريخ ابن عساكر،ترجمة علي عليه السلام ج 1 ص /104ط.بيروت.

الصيغة الثالثة:

ذكر السيوطي في الدر المنثور عن علي عليه السلام:

لما نزلت الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بني عبد المطلب،فقال:

ما أعلم أحدا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم،جئتكم بخير الدنيا و الآخرة و قد أمرني اللّه أن أدعوكم إليه فايكم يؤازرني على أمري هذا،فقلت و أنا أحدثهم سنا أنه أنا (1).

الصيغة الرابعة:

ذكرها الحلبي الشافعي في السيرة الحلبية:

عندما نزلت الآية: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بني عبد المطلب،فقال رسول اللّه:

فمن يجيبني إلى هذا الأمر و يؤازرني أي يعاونني على القيام به،قال علي بن أبي طالب:

أنا يا رسول اللّه،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أنت أخي و وزيري و وصيي و وارثي و خليفتي من بعدي (2).

الصيغة الخامسة:

أوردها ابن كثير في تفسيره عن علي عليه السلام:

لما نزلت الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، بني عبد المطلب فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:ت.

ص: 139


1- السيوطي:الدر المنثور ج 5 ص /97ط.بيروت.
2- الحلبي الشافعي:السيرة الحلبية ج 1 ص /286ط.بيروت.

من يقضي عني ديني و مواعيدي و يكون معي في الجنة و يكون خليفتي في أهلي؟قال:

فعرض ذلك على أهل بيته،فقال علي:أنا (1).

الصيغة السادسة:

أوردها أحمد بن حنبل في مسنده،حيث روى عن علي عليه السلام أنّه قال:

«لما نزلت هذه الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع النبي صلى اللّه عليه و آله من أهل بيته،فاجتمع ثلاثون فأكلوا و شربوا،فقال لهم:

من يضمن عني ديني،و مواعيدي،و يكون معي في الجنة،و يكون خليفتي في أهلي؟...

فقال علي رضي اللّه عنه:أنا» (2).

الصيغة السابعة:

أوردها ابن الأثير في الكامل:

عن علي،قال:

لما نزلت الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ،جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بني عبد المطلب،فقال:

يا بني عبد المطلب إني و اللّه ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به،قد جئتكم بخير الدنيا و الآخرة،و قد أمرني اللّه تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم،فأحجم القوم عنها جميعا،و قلت و إني لأحدثهم سنا و أرمصهم عينا و أعظمهم بطنا و آحمشهم ساقا:ت.

ص: 140


1- ابن كثير:تفسير القرآن ج 3 ص /363ط.بيروت.
2- أحمد بن حنبل:المسند ج 1 ص /111ط.بيروت.

أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه،فأخذ برقبتي،ثم قال:

إن هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم،فاسمعوا له و اطيعوا (1).

الصيغة الثامنة:

ذكر الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل:

عن علي عليه السلام،لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ فجمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بني عبد المطلب، فقال:

أيكم يوازرني على أمري هذا على أن يكون أخي و وصيي و وليي و خليفتكم فيكم؟فقال:علي:

أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه (2).

الصيغة التاسعة:

ذكر الكنجي الشافعي في كفاية الطالب:

عن البراء،قال:لما نزلت الآية وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بني عبد المطلب،فقال:

من يواخيني و يوازرني و يكون وليي و وصيي بعدي و خليفتي في أهلي و يقضي ديني،فأمسك القوم،فأعاد ذلك ثلاثا،كل ذلك يسكت القوم،و يقول علي:

أنا،فقال:

أنت (3).ت.

ص: 141


1- ابن الأثير:الكامل في التاريخ ج 2 ص /63ط.بيروت.
2- الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 1 ص /372ط.بيروت.
3- الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /179ط.بيروت.

الصيغة العاشرة:

ذكر القوشجي في شرح التجريد:

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله جمع بني عبد المطلب،فقال:

أيكم يبايعني و يوازرني يكون أخي و وصيي و خليفتي من بعدي فبايعه علي عليه السلام (1).

دونت هذه الحادثة بهذه الألفاظ أو قريب منها بمجموعة مصادر منها:

1-الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 2 ص /15ط.بيروت.

2-الطبري:تاريخ الطبري ج 2 ص /63ط.بيروت.

3-الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /146ط.بيروت.

4-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /44ط.المكتب الإسلامي.

5-ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج 13 ص /210ط.بيروت.

6-المتقي الهندي:كنز العمال ج 13 ص /114ط.حلب.

7-الشربيني:السراج المنير ج 3 ص /37ط.بيروت.

8-الزرندي:نظم درر السمطين ص /83ط.النجف.

النص الثاني:
اشارة

حديث الثقلين:

الصيغة الأولى:

جاء في صحيح الترمذي عن جابر بن عبد اللّه قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في حجته يوم عرفه و هو على ناقته القصواء يخطب فسمعته يقول:

ص: 142


1- القوشجي:شرح التجريد ص /327ط.مصر.

«يا أيّها الناس إنّي قد تركت فيكم ما إنّ أخذتم به لن تضلوا:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي» (1).

الصيغة الثانية:

ذكر ابن الأثير في جامع الأصول عن زيد بن أرقم قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي،أحدهما أعظم من الآخر:

كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض،و عترتي أهل بيتي،و لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض،فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (2).

الصيغة الثالثة:

جاء في مسند الإمام أحمد بن حنبل عن زيد بن ثابت قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«إني تارك فيكم خليفتين:كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء و الأرض(أو ما بين السماء إلى الأرض)و عترتي أهل بيتي،و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (3).

الصيغة الرابعة:

جاء في طبقات ابن سعد عن أبي سعيد الخدري،عن النبي صلى اللّه عليه و آله قال:ت.

ص: 143


1- الترمذي:صحيح الترمذي ج 5 ص /662ط.بيروت.
2- ابن الأثير:جامع الأصول ج 1 ص /278ط.بيروت.
3- أحمد بن حنبل:المسند ج 5 ص /182ط.بيروت.

«إنّي أوشك أن ادعى فأجيب و إني تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه عز و جل و عترتي،كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض و عترتي أهل بيتي و أنّ اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض،فانظروا كيف تخلفوني فيهما» (1).

الصيغة الخامسة:

جاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري عن زيد بن أرقم قال:

لما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من حجة الوداع و نزل غدير خم،أمر بدوحات فقممن فقال:

«كأني قد دعيت فأجبت أنيّ قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر:

كتاب اللّه تعالى و عترتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما،فإنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض،ثم قال:

إنّ اللّه عز و جل مولاي و أنا مولى كل مؤمن(ثم أخذ بيد علي فقال):

من كنت مولاه فهذا وليه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه» (2).

الصيغة السادسة:

جاء في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال:

قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوما فينا خطيبا بماء يدعى خما بين مكة و المدينة،فحمد اللّه و أثنى عليه،و وعظ و ذكر ثم قال:ت.

ص: 144


1- ابن سعد:الطبقات الكبرى ج 2 ص /194ط.بيروت.
2- الحاكم النيسابوري:المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 193،«و قال عنه صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه»/ط.بيروت.

«أمّا بعد،ألا أيّها الناس،فإنّما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، و أنا تارك فيكم ثقلين،أولهما كتاب اللّه فيه الهدى و النور،فخذوا بكتاب اللّه و استمسكوا به»فحث على كتاب اللّه و رغب فيه ثم قال:

«و أهل بيتي،أذكركم اللّه في أهل بيتي،أذكركم اللّه في أهل بيتي، اذكركم اللّه في أهل بيتي» (1).

الصيغة السابعة:

جاء في حلية الأولياء لأبي نعيم عن حذيفة بن أسيد الغفاري،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أيها الناس إني فرطكم،و إنكم واردون علي الحوض،فإني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما،الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه و طرفه بأيديكم فاستمسكوا به و لا تضلوا و لا تبدلوا،و عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (2).

الصيغة الثامنة:

جاء في إحياء الميت للسيوطي:

عن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب عن أبيه قال:

خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بالجحفة فقال:

«ألست أولى بكم من أنفسكم؟

قالوا:بلى يا رسول اللّه،

قال:فإني سائلكم عن إثنين:عن القرآن،و عترتي» (3).م.

ص: 145


1- صحيح مسلم ج 4 ص 1873 ح /2408ط.بيروت.
2- أبو نعيم:حلية الأولياء ج 1 ص /355ط.بيروت.
3- السيوطي:إحياء الميت ص 57،58 الحديث /43ط.دار العلوم.

الصيغة التاسعة:

جاء في الصواعق المحرقة لابن حجر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«يوشك أن أقبض قبضا سريعا،فينطلق بي،و قد قدمت إليكم القول،معذرة إليكم،إلا أنّي مخلف فيكم كتاب ربي عز و جل،و عترتي أهل بيتي،-ثم أخذ بيد علي فرفعها فقال-:

هذا علي مع القرآن،و القرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا على الحوض، فأسألهما ما خلفت فيهما» (1).

الصيغة العاشرة:

جاء في مجمع الزوائد للهيثمي عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«إني خلفت فيكم اثنين،لن تضلوا بعدهما أبدا:كتاب اللّه و نسبي و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض» (2).

مصادر كثيرة دونت حديث الثقلين:

حديث الثقلين بلغ حد التواتر و الإشتهار،فقد دونّته كتب الحديث و التفسير و التاريخ و السير و التراجم و اللغة.

و قامت دار التقريب بين المذاهب الإسلامية في مصر بإصدار رسالة إضافية، ألّفها بعض أعضائها باسم«حديث الثقلين»و قد استوفى فيها مؤلفها ما وقف عليه من أسانيد الحديث في الكتب المعتمدة لدى أهل السنّة (3).

ص: 146


1- الصواعق المحرقة:ابن حجر ص 194 الباب التاسع،الفصل الثاني/ط.بيروت.
2- الهيثمي:مجمع الزوائد ج /166/9ط.بيروت.
3- محمد تقي الحكيم:الأصول العامة للفقه المقارن ص /164ط.قم.

و نشير هنا إلى بعض المصادر التي توافرت على تدوين هذا الحديث:

1-ابن الأثير:أسد الغابة ج 2 ص /13ط.بيروت.

2-اليعقوبي:تاريخ اليعقوبي ج 1 ص /443ط.بيروت.

3-الحلبي الشافعي:السيرة الحلبية ج 3 ص /274ط.بيروت.

4-ابن الديبع:تيسير الوصول ج 1 ص /24ط.مصر.

5-البغوي الشافعي:معالم التنزيل ج 7 ص /365ط.بيروت.

6-ابن كثير:تفسير القرآن العظيم ج 7 ص /365ط.بيروت.

7-الشبراوي:الاتحاف بحب الاشراف ص /22ط.مصر.

8-الذهبي:التلخيص ج 3 ص /109ط.بيروت.

9-النبهاني:الأنوار المحمدية ص /435ط.بيروت.

10-الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /227ط.بيروت.

11-البلاذري:أنساب الأشراف ج 2 ص /111ط.بيروت.

12-علاء الدين الخازن:لباب التأويل ج 1 ص /4ط.المكتبة الصغيرة.

13-الشربيني:تفسير السراج المنير ج 3 ص /538ط.بيروت.

14-الزبيدي:تاج العروس ج 7 ص /245ط.مصر.

15-الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 8 ص /442ط.بيروت.

16-ابن عساكر في تاريخه ترجمة الإمام علي عليه السلام ج 2 ص /36ط.

بيروت.

17-ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص /156ط.بيروت.

18-الرازي:تفسير الرازي ج 8 ص /173ط.إيران.

19-الطبري:ذخائر العقبى ص /16ط.القاهرة.

20-محمد رشيد رضا:تفسير المنار ج 6 ص /465ط.بيروت.

21-السيوطي:الجامع الصغير ج 1 ص /97ط.بيروت.

ص: 147

22-السمهودي:جواهر العقدين ص /231ط.بيروت.

23-النبهاني:الشرف المؤبد ص /44ط.القاهرة.

24-القسطلاني:شرح المواهب اللدنية ج 7 ص /5ط.القاهرة.

25-الديلمي:فردوس الأخبار ج 1 ص /98ط.بيروت.

26-الفيروزآبادي:القاموس المحيط ص /1256ط.بيروت.

27-السيوطي:الدر المنثور ج 2 ص /60ط.بيروت.

28-الطحاوي:مشكل الأثار ج 4 ص /369ط.بيروت.

29-الخوارزمي:المناقب ص /154ط.قم.

30-الطبراني:المعجم الصغير ج 1 ص /150ط.بيروت.

31-البيهقي:الاعتقاد على مذهب السلف ص /185ط.بيروت.

32-النسائي:السنن الكبرى ج 5 ص /130ط.بيروت.

33-النبهاني:الفتح الكبير ج 1 ص /451ط.مصر.

34-ملا علي القاري:من مرقاة المفاتيح ج 1 ص /210ط.بيروت.

35-المناوي:فيض القدير ج 3 ص /15ط.بيروت.

36-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /4مخطوط.

37-التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1732ط.بيروت.

38-المتقي الهندي:كنز العمال ج 1 ص /172ط.حلب.

39-البغوي:مصابيح السنة ج 4 ص /185ط.بيروت.

40-النويري:نهاية الأرب ج 18 ص /377ط.مصر.

41-النسائي:خصائص علي عليه السلام ص /150ط.إيران.

42-البدخشاني:نزل الابرار ص /33ط.بيروت.

43-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /21ط.النجف.

44-الدارمي:سنن الدارمي ج 2 ص /431ط.بيروت.

ص: 148

45-الزرندي الحنفي:نظم درر السمطين ص /230ط.النجف.

46-المنصور باللّه:هداية العقول ج 2 ص /33ط.صنعاء.

النص الثالث:
اشارة

حديث«الخلفاء الإثني عشر»

(1)صحيح البخاري:

بسنده إلى جابر بن سمرة قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و آله يقول:

«يكون إثنا عشر أميرا».

فقال كلمة لم أسمعها،فقال أبي إنّه قال:

«كلهم من قريش» (1).

(2)صحيح مسلم:

بسنده إلى جابر بن سمرة قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى إثني عشر خليفة» (2).

(3)صحيح الترمذي:

بسنده إلى جابر بن سمرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«يكون بعدي إثنا عشر أميرا كلهم من قريش» (3).

ص: 149


1- البخاري:صحيح البخاري ج 9 ص 729 ح /2034ط.بيروت.
2- مسلم:صحيح مسلم ج 3 ص 1452 ح /1821ط.بيروت.
3- الترمذي:صحيح الترمذي ج 4 ص 501 ح /2223ط.بيروت.
(4)صحيح أبو داود:

بسنده إلى جابر بن سمرة قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«لا يزال هذا الدين عزيزا إلى إثني عشر خليفة»فكبر الناس و ضجوا ثم قال كلمة خفيت قلت لأبي:يا أبه ما قال؟قال:

«كلهم من قريش» (1).

(5)مسند أحمد بن حنبل:

بسنده إلى مسروق قال:

كنا جلوسا عند عبد اللّه بن مسعود و هو يقرئنا القرآن فقال له رجل:

يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:كم يملك هذه الأمة من خليفة؟

فقال عبد اللّه بن مسعود:

ما سألني عنها أحد منذ قدمت العراق قبلك،ثم قال:

نعم لقد سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقال:

«إثنا عشر كعدّة نقباء بني إسرائيل» (2).

و روى أحمد في مسنده حديث«الاثني عشر خليفة»عن جابر بن سمرة من أربع و ثلاثين طريقا،و سوف نذكر في فصل قادم إن شاء اللّه مزيدا من هذه الروايات.

(6)المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري:

بسنده إلى عون ابن أبي جحيفة عن أبيه قال:

ص: 150


1- أبو داود:صحيح أبو داود ج 4 ص 106 ح /4280ط.بيروت.
2- أحمد بن حنبل:مسند أحمد ج 1 ص /398ط.بيروت.

كنت مع عمي عند النبي صلى اللّه عليه و آله فقال:

«لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي إثنا عشر خليفة»ثم قال كلمة و خفض بها صوته فقلت لعمي و كان أمامي؛ما قال يا عم؟قال:قال يا بني:

«كلهم من قريش» (1).

(7)المسند لأبي داود:
اشارة

عن جابر بن سمرة،قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يخطب و هو يقول:

ألا إن الإسلام لا يزال عزيزا إلى إثني عشر خليفة،ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي ما قال،قال:

كلهم من قريش (2).

ملاحظة:

سوف نتناول في فصل قادم-إن شاء اللّه-هذه الأحاديث التي تضمنت النص على عدد الخلفاء،و نعطيها دلالاتها الحقيقية التي لا تنسجم إلا مع اطروحة الإمامة التي تبنتها مدرسة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

كما سوف نتناول كل التفسيرات التي حاولت أن تعالج هذه النصوص وفق المنظور الذي تبنته مدرسة الخلفاء،و ما تواجهه تلك التفسيرات من إشكالات صعبة، لا يمكن تجاوزها إلاّ بالرجوع إلى منحى الأئمة عليهم السلام في فهم هذه النصوص (3).

ص: 151


1- الحاكم:المستدرك ج 3 ص /618ط.بيروت.
2- أبو داود الطيالسي:المسند ص /180ط.بيروت.
3- القسم الثاني من هذا الكتاب:الفصل الأول،المبحث الثاني.
نصوص مدوّنة في مصادر مدرسة أهل البيت عليهم السلام:

(1)عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده عليهم السلام قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«الأئمة بعدي إثنا عشر أولهم علي و أخرهم القائم،هم خلفائي و أوصيائي» (1).

(2)عن الإمام الرضا عليه السلام عن آبائه عليهم السلام مرفوعا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أحب أن يتمسك بديني،و يركب سفينة النجاة فليقتد بعلي بن أبي طالب،فإنّه وصيي و خليفتي على أمتي في حياتي و بعد مماتي» (2).

(3)عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«علي أقدمهم سلما،و أكثرهم علما-إلى أن قال-و هو الإمام و الخليفة بعدي» (3).

(4)عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«يا علي أنت وصيي،و أبو ولدي،و خليفتي على أمتي في حياتي و بعد موتي، أمرك أمري و نهيك نهي» (4).

(5)عن الإمام العسكري عن أبيه عن آبائه عليهم السلام مرفوعا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

ص: 152


1- الصدوق:كمال الدين ج 1 ص /259ط.قم.
2- نفس المصدر ج 1 ص /260ط.قم.
3- الصدوق:الآمالي ص /17ط.بيروت.
4- نفس المصدر ص /86ط.بيروت.

«يا ابن مسعود،علي بن أبي طالب إمامكم بعدي،و خليفتي عليكم» (1).

(6)عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«يا علي أنت خليفتي على أمتي» (2).

(7)عن علي عليه السلام قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«يا علي أنت وصيي و خليفتي و وزيري و وارثي و أبو ولدي» (3).

(8)عن سلمان الفارسي قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«يا معشر المهاجرين و الأنصار،ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا؟.

قالوا:بلى يا رسول اللّه.

قال:«هذا علي أخي و وصيي و وزيري و وارثي،و خليفتي،و إمامكم فأحبوه بحبي،و أكرموه بكرامتي،فإنّ جبرائيل أمرني أن أقوله لكم» (4).ت.

ص: 153


1- الصدوق:كمال الدين ج 1 ص /262ط.قم.
2- نفس المصدر.
3- الصدوق:الآمالي ص /86ط.بيروت.
4- نفس المصدر ص /385ط.بيروت.

ص: 154

المجموعة الثالثة: نصوص الإمامة
النصوص التي تضمنت مصطلح«الإمام»
اشارة

تقدمت طائفة من هذه النصوص ضمن المجموعة الثانية و نضيف هنا نماذج أخرى توافرت على المصطلح،و لوضوح دلالات النصوص اكتفينا بالجانب الإثباتي و تركنا الحديث عن الجانب الدلالتي.

النص الأول:

1-جاء في المستدرك على الصحيحين للحاكم بالإسناد إلى عبد اللّه بن أسعد بن زرارة عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أوحي إليّ في علي ثلاث:إنّه سيد المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين»(قال الحاكم:هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه) (1).

2-الطبراني في المعجم الصغير:

عن حكيم الجهني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

إنّ اللّه أوحى إليّ في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري إنه سيد المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغرّ المحجلين (2).

ص: 155


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 137،/138ط.بيروت.
2- الطبراني:المعجم الصغير ج 2 ص /360ط.بيروت.

3-ابن الأثير في أسد الغابة،بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لما عرج بي إلى السماء أنتهي بي إلى قصر من لؤلؤ،فراشه من ذهب يتلألأ، فأوحى اللّه إليّ في علي بثلاث خلال:إنه سيد المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغرّ المحجلين» (1).

4-ابن المغازلي الشافعي في المناقب و بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أنتهيت ليلة أسري بي إلى سدرة المنتهى،فأوحي إليّ في علي ثلاث:إنه إمام المتقين،و سيد المسلمين،و قائد الغرّ المحجلين إلى جنات النعيم (2).

5-الصفوري في نزهة المجالس:

إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،قال لعلي:

إنك سيد المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغرّ المحجلين (3).

6-ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة بالإسناد إلى عبد اللّه بن حكيم الجهني،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

إنّ اللّه تبارك و تعالى أوحى إليّ في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي:بأنه سيد المؤمنين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين (4).

7-الهيثمي في مجمع الزوائد و بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:ت.

ص: 156


1- ابن الأثير:أسد الغابة ج 1 ص /84ط.بيروت.
2- ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص /83ط.بيروت.
3- الصفوري:نزهة المجالس ص /544ط.القاهرة.
4- ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /121ط.بيروت.

إن اللّه تعالى أوحى إليّ في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي:إنه سيد المؤمنين، و إمام المتقين،و قائد الغرّ المحجلين (1).

8-الخوارزمي في المناقب و بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أوحي إليّ في علي ثلاثة أشياء ليلة أسري بي:إنه سيد المؤمنين،و إمام المتقين،و قائد الغرّ المحجلين (2).

9-الخوارزمي في المناقب،بالإسناد إلى علي بن أبي طالب،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لي:

يا علي أنت سيد المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين (3).

10-المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد إلى عبد اللّه بن أسعد بن زرارة عن أبيه،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أوحى إليّ ربي في علي ثلاث خصال:إنه سيد المسلمين و إمام المتقين و قائد الغرّ المحجلين (4).

و ذكر هذا الحديث في مصادر أخرى منها:

1-الطبري في الرياض النضرة ج 3 ص /138ط.بيروت.

2-البدخشاني في نزل الابرار ص /77ط.بيروت.

3-الزرندي في نظم درر السمطين ص /114ط.النجف.ب.

ص: 157


1- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /160ط.بيروت.
2- الخوارزمي:المناقب ص /328ط.قم.
3- المصدر نفسه ص 295.
4- المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /619ط.حلب.

4-الطبري:ذخائر العقبى ص /70ط.القاهرة.

5-المتقي الهندي في منتخب كنز العمال ج 5 ص /33ط.المكتب الإسلامي.

6-ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 2 ص /259 ط.بيروت.

النص الثاني:

1-الحاكم في المستدرك على الصحيحين بالإسناد إلى جابر بن عبد اللّه،قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و هو آخذ بضبع (1)علي بن أبي طالب و هو يقول:

«هذا إمام البررة،و قاتل الفجرة،منصور من نصره،مخذول من خذله» (2).

2-الكنجي الشافعي في كفاية الطالب بالإسناد إلى جابر،قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوم الحديبية و هو آخذ بضبع علي بن أبي طالب،و هو يقول:

هذا أمير البررة،و قاتل الفجرة،منصور من نصره،مخذول من خذله،ثم مدّ بها صوته،و قال:

أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد المدينة فليأتها من بابها (3).

3-الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بالإسناد إلى أبي ذر الغفاري،قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بهاتين و إلا فصمتا،و رأيته بهاتين و إلا فعميتا،و هو يقول:ت.

ص: 158


1- الضبع:العضد كلها و أوسطها أو ما بين الأبط إلى نصف العضد من أعلاه.عن القاموس المحيط للفيروز آبادي ج 3 ص /55ط.بيروت.
2- الحاكم النيسابوري:المستدرك على الصحيحين ج 3 ص /129ط.بيروت.
3- الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /193ط.بيروت.

علي قائد البررة،و قاتل الكفرة،منصور من نصره،و مخذول من خذله (1).

4-ابن المغازلي الشافعي في المناقب بالإسناد إلى جابر بن عبد اللّه الأنصاري، يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوم الحديبية و هو آخذ بضبع علي بن أبي طالب،و هو يقول:

هذا أمير البررة،و قاتل الفجرة،منصور من نصره،مخذول من خذله،ثم مدّ بها صوته،فقال:

أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب (2).

5-السيوطي في الجامع الصغير:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

علي إمام البررة،و قاتل الفجرة،منصور من نصره،مخذول من خذله (3).

6-المناوي في كنوز الحقائق:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

علي إمام البررة،و قاتل الفجرة (4).

7-الصبان في إسعاف الراغبين بالإسناد إلى جابر بن عبد اللّه الأنصاري،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

علي إمام البررة،و قاتل الفجرة،منصور من نصره،مخذول من خذله (5).ط.

ص: 159


1- الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 1 ص /178ط.بيروت.
2- ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص 73 ح /125ط.بيروت.
3- السيوطي:الجامع الصغير ج 2 ص /66ط.بيروت.
4- المناوي:كنوز الحقائق ج 2 ص /17ط.بيروت.
5- الصبان:إسعاف الراغبين ص /115مخطوط.

8-ابن حجر في الصواعق بالإسناد إلى جابر،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

علي إمام البررة،و قاتل الفجرة،منصور من نصره،مخذول من خذله (1).

9-الذهبي في ميزان الاعتدال بالإسناد إلى جابر،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

هذا أمير البررة،و قاتل الفجرة (2).

10-الخوارزمي في المناقب بالإسناد إلى حذيفة،قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يقول:

علي أمير البررة،قاتل الفجرة،منصور من نصره،مخذول من خذله،ألا و إن الحق معه،ألا و إن الحق معه،ألا فميلوا معه (3).

و ذكر هذا الحديث في مصادر أخرى منها:

1-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /30ط.المكتب الإسلامي.

2-المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /602ط.حلب.

3-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /31مخطوط.

4-أحمد المغربي:فتح الملك العلي ص /52ط.إيران.

5-ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /122ط.بيروت.

6-البدخشاني:نزل الابرار ص /58ط.بيروت.

7-الزرندي:نظم درر السمطين ص /87ط.النجف.م.

ص: 160


1- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /125ط.القاهرة.
2- الذهبي:ميزان الاعتدال ج 1 ص /110ط.بيروت.
3- الخوارزمي:المناقب ص /177ط.قم.

النص الثالث:

1-أبو نعيم في حلية الأولياء بالإسناد إلى حذيفة،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

من سره أن يحيا حياتي و يموت ميتتي،و يتمسك بالقصبة الياقوتية التي خلقها اللّه بيده،ثم قال لها كوني فكانت،فليتول علي بن أبي طالب بعدي (1).

2-الزبير بن بكار في الاخبار الموفقيات بالإسناد إلى عمار بن ياسر،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أوصي من آمن باللّه و صدقني بولاية علي بن أبي طالب،من تولاه فقد تولاني،و من تولاني فقد تولى اللّه،و من أحبه فقد أحبني،و من أحبني فقد أحب اللّه عز و جل (2).

3-الكنجي الشافعي في كفاية الطالب بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

من سره أن يحيا حياتي،و يموت مماتي،و يسكن جنة عدن غرسها ربي عز و جل فليوال عليا من بعدي،و ليوال وليّه،و ليقتدّ بالأئمة من بعدي فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي،رزقوا فهما و علما،و ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي،القاطعين فيهم صلتي،لا أنا لهم اللّه شفاعتي (3).

4-ابن عساكر في تاريخه بالإسناد إلى أبي ذر الغفاري،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:ت.

ص: 161


1- أبو نعيم:حلية الأولياء ج 1 ص /86ط.بيروت.
2- الزبير بن بكار:الأخبار الموفقيات ص /312ط.بغداد.
3- الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /187ط.بيروت.

من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي و يسكن جنة عدن التي غرسها ربي فليتول عليا بعدي (1).

5-الهيثمي في مجمع الزوائد بالإسناد إلى زيد بن أرقم،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

من أحب أن يحيا حياتي و يموت موتي و يسكن جنة الخلد الذي و عدني ربي عز و جل غرس قضبانها بيده فليتول علي بن أبي طالب،فإنه لن يخرجكم من هدى و لن يدخلكم في ضلالة (2).

6-الديلمي في فردوس الأخبار بالإسناد إلى عمار بن ياسر،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أوصي من آمن بي و صدق بولاية علي بن أبي طالب فمن تولاه فقد تولاني و من تولاني فقد تولى اللّه عز و جل (3).

7-الخوارزمي في المناقب بالإسناد إلى علي بن الحسين عن أبيه،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

من أحب أن يحيا حياتي و يموت موتي و يدخل الجنة التي وعدني ربي،فليتول علي بن أبي طالب و ذريته أئمة الهدى و مصابيح الدجى من بعده،فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدى إلى باب الضلالة (4).

8-المتقي الهندي في منتخب كنز العمال بالإسناد إلى أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن جده،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:م.

ص: 162


1- ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 2 ص /98ط.بيروت.
2- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /137ط.بيروت.
3- الديلمي:فردوس الأخبار ج 1 ص /522ط.بيروت.
4- الخوارزمي:المناقب ص /75ط.قم.

أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي بن أبي طالب،فمن تولاه فقد تولاني،و من تولاني فقد تولى اللّه،و من أحبه فقد أحبني،و من أحبني فقد أحب اللّه،و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه عز و جل (1).

9-المنصور باللّه في هداية العقول بالإسناد إلى عمار بن ياسر،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

اللهم من آمن بي و صدقني فليتول علي بن أبي طالب فإن ولايته ولايتي و ولايتي ولاية اللّه (2).

10-المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد إلى أبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر عن أبيه عن جده،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي بن أبي طالب،فمن تولاه فقد تولاني،و من تولاني فقد تولى اللّه،و من أحبه فقد أحبني و من أحبني فقد أحب اللّه،و من أبغضه فقد أبغضني،و من أبغضني فقد أبغض اللّه (3).

النص الرابع:

1-أبو نعيم في حلية الأولياء:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

مرحبا بسيد المسلمين،و إمام المتقين (4).ت.

ص: 163


1- المتقي الهندي:منخب كنز العمال ج 5 ص /32ط.المكتب الإسلامي.
2- المنصور باللّه:هداية العقول ج 2 ص /33ط.صنعاء.
3- المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /610ط.حلب.
4- أبو نعيم:حلية الأولياء ج 1 ص /66ط.بيروت.

2-ابن عساكر في تاريخه بالإسناد إلى علي عليه السلام،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لي:

مرحبا بسيد المسلمين،و إمام المتقين (1).

3-المتقي الهندي في منتخب كنز العمال بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

مرحبا بسيد المسلمين،و إمام المتقين (2).

4-ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

مرحبا بسيد المسلمين،و إمام المتقين (3).

5-المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

مرحبا بسيد المسلمين،و إمام المتقين (4).

6-ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

مرحبا بسيد المسلمين،و إمام المتقين (5).

7-الزرندي في نظم درر السمطين بالإسناد إلى علي،قال:ط.

ص: 164


1- ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 2 ص /440ط.بيروت.
2- المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /55ط.المكتب الإسلامي.
3- ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج 9 ص /170ط.بيروت.
4- المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /619ط.حلب.
5- ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /14مخطوط.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

مرحبا بسيد المسلمين،و إمام المتقين (1).

8-المناوي في الكواكب الدرية:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

مرحبا بسيد المسلمين،و إمام المتقين (2).

النص الخامس:

القندوزي في ينابيع المودة بالإسناد إلى علي،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

الأئمة من ولدي،فمن أطاعهم فقد أطاع اللّه،و من عصاهم فقد عصى اللّه، هم العروة الوثقى،و الوسيلة إلى اللّه جل و علا (3).

النص السادس:

في المناقب عن ابن الطفيل بن وائلة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«يا علي أنت وصيي حربك حربي و سلمك سلمي،و أنت الإمام و أبو الأئمة الأحد عشر المطهرون...» (4).م.

ص: 165


1- الزرندي:نظم درر السمطين ص /115ط.النجف.
2- المناوي:الكواكب الدرية ج 1 ص /69ط.القاهرة.
3- القندوزي:ينابيع المودة باب 77 ج 3 ص /105ط.بيروت.
4- الخوارزمي:المناقب ص /129ط.قم.
نصوص مدونة في مصادر مدرسة أهل البيت عليهم السلام:

(1)عن علي عليه السلام قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«الأئمة بعدي إثنا عشر،أولهم أنت يا علي و آخرهم القائم الذي يفتح اللّه عز و جل على يديه مشارق الأرض و مغاربها» (1).

(2)عن أبي عبد اللّه الصادق عن أبيه عن جده عن علي عليه السلام قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«الأئمة بعدي إثنا عشر أولهم علي بن أبي طالب و آخرهم القائم خلفائي و أوصيائي و أوليائي و حجج اللّه على أمتي بعدي» (2).

(3)عن أبي ذر الغفاري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«الأئمة بعدي إثنا عشر،تسعة من صلب الحسين،تاسعهم،قائمهم،ألا إن مثلهم فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق» (3).

(4)عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«يا علي أنت إمام المسلمين،و أمير المؤمنين،و قائد الغر المحجلين،و حجة اللّه بعدي و سيد الوصيين» (4).

ص: 166


1- الصدوق:كمال الدين ج 1 ص /282ط.قم.
2- المصدر نفسه ج 1 ص 259.
3- ابن شهرآشوب:المناقب ج 1 ص /295ط.قم.
4- الصدوق:الآمالي ص /247ط.بيروت.

(5)عن أبي ذر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و قد طلع علينا علي عليه السلام:

«هذا إمامكم بعدي» (1).

(6)عن زيد بن أرقم قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تهلكوا و لن تضلوا».

قال:

«إنّ إمامكم و وليكم علي بن أبي طالب،فوازروه و ناصحوه و صدقوه فإنّ جبرائيل أمرني بذلك» (2).

(7)عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«معاشر أصحابي إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح و باب حطة في بني إسرائيل،فتمسكوا بأهل بيتي بعدي،و الأئمة الراشدين من ذريتي فإنكم لن تضلوا أبدا».

فقيل:يا رسول اللّه كم الأئمة بعدك؟

قال:إثنا عشر من أهل بيتي أو قال من عترتي» (3).

(8)عن سلمان الفارسي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:ن.

ص: 167


1- المصدر السابق نفسه ص 434.
2- المصدر نفسه ص 386.
3- لطف اللّه الصافي:منتخب الأثر ص /58ط.طهران.

«الأئمة من بعدي بعدد نقباء بني إسرائيل و كانوا إثني عشر،-ثم وضع يده على صلب الحسين و قال-تسعة من صلبه و التاسع مهديهم يملأ الأرض قسطا و عدلا،كما ملئت ظلما و جورا،فالويل لمبغضهم» (1).ن.

ص: 168


1- المصدر السابق نفسه ص /83ط.طهران.
المجموعة الرابعة: نصوص الوصيّة
اشارة

ملاحظة:

مصادر مدرسة الخلفاء توافرت بشكل واضح على تدوين نصوص الوصية على الرغم من كون ذلك يشكل تنافيا صريحا مع المسار الفكري و السياسي الذي تتبناه تلك المدرسة.

و هذا يعبّر عن جنبة موضوعية في الاحتفاظ بالنصوص،و من ناحية أخرى يؤكد وفرة الأحاديث و كثافة الروايات الصادرة في مسألة الإمامة،خاصة إذا وضعنا في اعتبارنا أنّ مصادر مدرسة الخلفاء قد دوّنت في مرحلة تاريخية تتوافر فيها كل الدواعي المذهبية و السياسية لإخفاء نصوص الإمامة،و أحاديث الولاية و روايات الفضائل الخاصة بأهل البيت عليهم السلام.

فعلى الباحث حينما يريد أن يتناول نصوص الإمامة المدونة في المصادر المعتمدة لدى مدرسة الخلفاء أن يضع في حسابه هذا الجانب الموضوعي لكي لا يفاجأ عند ما يجد بعض المصادر الهامة تخلو من النصوص ذات الصيغة المباشرة،و مرجع ذلك كما قلنا إلى عاملين أساسيين:-

العامل الأول:

كون النصوص التي تؤكد إمامة أهل البيت عليهم السلام تتنافى مع الصيغة السياسية التي قدّر لها أن تنجح في تسلّم السلطة منذ البدايات الأولى في تاريخ الأمة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله...

ص: 169

العامل الثاني:

كون النصوص تؤكد المسار الفكري لمدرسة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام، و هذا لا ينسجم مع ما تبتنه الصيغة الجديدة من منحى آخر في المجالات الفكرية و الاجتهادية و الفقهية...

و مع كل هذه الإعتبارات فإنّ مصادر مدرسة الخلفاء قد توافرت على نسبة كبيرة من النصوص صالحة لإثبات الإمامة،كما هو واضح من خلال ما طرحناه و نطرحه من أمثلة و نماذج و عينات.

نصوص الوصية في مصادر مدرسة الخلفاء

النص الأول:

حديث الدار يوم الإنذار:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله و قد أخذ برقبة علي بن أبي طالب عليه السلام:

«إنّ هذا أخي،و وصيي،و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا» (1).

النص الثاني:

1-أحمد بن حنبل في المناقب بالإسناد إلى أنس بن مالك،قال:

قلنا لسلمان:

«سل النبي صلى اللّه عليه و آله من وصيه؟»

فقال له سلمان:

يا رسول اللّه من وصيك؟

ص: 170


1- تقدم هذا الحديث مع مصادره فراجع ص 137.

فقال:يا سلمان من كان وصي موسى؟

فقال:فقلت يوشع بن نون.

قال صلى اللّه عليه و آله:

فإنّ وصيي و وارثي يقضي ديني و ينجز موعدي علي بن أبي طالب (1).

2-السبط بن الجوزي في تذكرة الخواص و بالإسناد نفسه:

قال:قلنا لسلمان الفارسي:

سل النبي صلى اللّه عليه و آله من وصيه؟

فسأل سلمان النبي صلى اللّه عليه و آله:

فقال صلى اللّه عليه و آله:

من كان وصي موسى بن عمران؟

فقال:يوشع بن نون.

قال صلى اللّه عليه و آله:

إن وصيي و وارثي و منجز وعدي علي بن أبي طالب (2).

3-الهيثمي في مجمع الزوائد بالإسناد إلى سلمان،قال:

قلت يا رسول اللّه،إن لكل نبي وصيا،فمن وصيك؟

فسكت عني،فلما كان بعدّ رآني،فقال:

يا سلمان فأسرعت إليه،قلت:لبيك.

قال:

تعلم من وصي موسى؟

قلت:نعم،يوشع بن نون.

قال:لم؟ت.

ص: 171


1- أحمد بن حنبل:المناقب ج 1 ح 172 مخطوط،لم نعثر على هذا الكتاب.
2- السبط بن الجوزي:تذكرة الخواص ص /48ط.بيروت.

قلت:لأنه كان أعلمهم يومئذ.

قال:

فإن وصيي و موضع سري،و خير من أترك بعدي و ينجز عدتي و يقضي ديني علي بن أبي طالب (1).

4-الطبري في الرياض النضرة بالإسناد إلى أنس بن مالك،قال:

قلنا لسلمان:

سل النبي صلى اللّه عليه و آله من وصيه؟

فقال سلمان:

يا رسول اللّه من وصيك؟

فقال:

من كان وصي موسى؟

قال:يوشع بن نون.

قال صلى اللّه عليه و آله:

فإن وصيي و وارثي يقضي ديني و ينجز موعدي علي بن أبي طالب (2).

5-ابن تيمية في منهاج السنة بالإسناد نفسه:

قال:

قلنا لسلمان سل النبي صلى اللّه عليه و آله من وصيه؟

فقال سلمان:

يا رسول اللّه من وصيك؟

فقال:

من كان وصي موسى؟

قال:يوشع بن نون.

قال صلى اللّه عليه و آله:ت.

ص: 172


1- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /147ط.بيروت.
2- الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /138ط.بيروت.

فإن وصيي و وارثي يقضي ديني و ينجز موعدي علي بن أبي طالب (1).

النص الثالث:

1-الذهبي في ميزان الاعتدال:

عن محمد بن حميد الرازي (2)عن سلمة الأبرش عن ابن إسحاق عن شريك، عن أبي ربيعة الأيادي عن ابن بريدة عن أبيه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،قال:

«لكل نبي وصي و وارث،و إنّ عليا وصيي و وارثي» (3).

2-الكنجي الشافعي في كفاية الطالب بالإسناد إلى أبي بريدة عن أبيه،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

لكل نبي وصي و وارث،و إن عليا وصيي و وارثي (4).

3-ابن عساكر في تاريخه بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

لكل نبي وصي و وارث،و إن عليا وصيي و وارثي (5).ت.

ص: 173


1- ابن تيمية:منهاج السنة ج 3 ص /6ط.مصر.
2- قد كذب الذهبي بالحديث،.و قال:لا يحتمله شريك،و قال عن محمد بن حميد الرازي:أنه ليس بثقة. و الجواب:أن محمد بن حميد الرازي قد وثقه جماعة من الأعلام منهم: -الرازي في الجرح و التعديل،حيث قال:إنه ثقة ليس به بأس.ج 7 ص /232ط.بيروت. -ابن عدي في الكامل حيث قال:إن محمد بن حميد ثقة،ج 6 ص /2277ط.بيروت. -ابن معين في معرفة الرجال حيث قال:كان صدوقا،ج 1 ص /83ط.دمشق.
3- الذهبي:ميزان الاعتدال ج 2 ص /273ط.بيروت.
4- الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /228ط.بيروت.
5- ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 3 ص /5ط.بيروت.

4-ابن المغازلي الشافعي في المناقب،بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

لكل نبي وصي و وارث،و إن عليا وصيي و وارثي (1).

5-الطبري في ذخائر العقبى،بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

لكل نبي وصي و وارث،و إن عليا وصيي و وارثي (2).

6-المناوي في كنوز الحقائق:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

لكل نبي وصي و وارث و علي وصيي و وارثي (3).

7-الخوارزمي في المناقب عن أبي بريدة عن أبيه،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

لكل نبي وصي و وارث،و إن عليا وصيي و وارثي (4).

8-الطبري في الرياض النضرة،بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

لكل نبي وصي و وارث،و إن عليا وصيي و وارثي (5).

النص الرابع:

1-أبو نعيم في حلية الأولياء بالإسناد إلى أنس بن مالك،قال:ت.

ص: 174


1- ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص /141ط.بيروت.
2- الطبري:ذخائر العقبى ص /71ط.القاهرة.
3- المناوي:كنوز الحقائق ج 2 ص /69ط.بيروت.
4- الخوارزمي:المناقب ص /85ط.قم.
5- الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /138ط.بيروت.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

يا أنس أسكب لي وضوءا،ثم قام فصلى ركعتين،ثم قال:

يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين،و سيد المسلمين، و قائد الغرّ المحجلين،و خاتم الوصيين.

قال أنس:

اللهم اجعله رجلا من الأنصار و كتمته،إذ جاء علي،فقال:

من هذا يا أنس،فقلت:

علي،فقام مستبشرا فاعتنقه،ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه،و يمسح عرف علي بوجهه،فقال علي:

يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بي من قبل؟قال:

و ما يمنعني و أنت تؤدي عني،و تسمعهم صوتي،و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي (1).

2-الذهبي في ميزان الاعتدال بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين،و سيد المسلمين، و قائد الغرّ المحجلين،و خاتم الوصيين (2).

3-الخوارزمي في المناقب بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين،و سيد المسلمين، و قائد الغرّ المحجلين،و خاتم الوصيين (3).م.

ص: 175


1- أبو نعيم:حلية الأولياء ج 1 ص /63ط.بيروت.
2- الذهبي:ميزان الاعتدال ج 1 ص /64ط.بيروت.
3- الخوارزمي:المناقب ص /85ط.قم.

4-ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين،و سيد المسلمين، و قائد الغرّ المحجلين،و خاتم الوصيين (1).

5-الكنجي الشافعي في كفاية الطالب بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين،و سيد المسلمين، و قائد الغرّ المحجلين،و خاتم الوصيين (2).

النص الخامس:

1-القندوزي في ينابيع المودة بالإسناد إلى جابر:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين،و إن أوصيائي بعدي إثنا عشر أولهم علي و آخرهم القائم المهدي (3).

2-الخطيب البغدادي في تاريخه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أنا خاتم الأنبياء،و أنت يا علي خاتم الأولياء (4).

3-المناوي في كنوز الحقائق:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:ت.

ص: 176


1- ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج 9 ص /169ط.بيروت.
2- الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /184ط.بيروت.
3- القندوزي:ينابيع المودة باب 77 ج 3 ص /105ط.بيروت.
4- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 10 ص /358ط.بيروت.

أنا خاتم الأنبياء و أنت يا علي خاتم الأوصياء (1).

4-القندوزي في ينابيع المودة بالإسناد إلى أبي ذر،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أنا خاتم النبيين و أنت يا علي خاتم الوصيين إلى يوم الدين (1).

النص السادس:

الحمويني الشافعي في فرائد السمطين بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«إنّ خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدي،إثنا عشر أولهم أخي و آخرهم ولدي.

قيل:يا رسول اللّه و من أخوك؟

قال:علي بن أبي طالب.

قيل:فمن ولدك؟

قال:المهدي الذي يملؤها قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

و الذي بعثني بالحق نبيا،لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لطوّل اللّه ذلك اليوم حتى يخرج فيه ولدي المهدي فينزل روح اللّه عيسى بن مريم فيصلي خلفه، و تشرق الأرض بنوره و يبلغ سلطانه المشرق و المغرب» (2).

نصوص الوصية في مصادر مدرسة أهل البيت عليهم السلام:

(3)عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

ص: 177


1- القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /90ط.بيروت.
2- العوالم للبحراني ج 3/15 ص 192 نقلا عن فرائد السمطين للحمويني.
3- المناوي:كنوز الحقائق ج 1 ص /80ط.بيروت.

«من أحب أن يحيا حياتي،و يموت مماتي و يدخل جنة عدن التي و عدني ربي...فليتول علي بن أبي طالب و الأوصياء من بعده،فإنهم لا يخرجونكم من الهدى و لا يدخلونكم في ضلالة (1).

(2)عن الإمام الصادق عن أبيه عن جده عليهم السلام قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«الأئمة بعدي إثنا عشر أولهم علي و آخرهم القائم،هم خلفائي و أوصيائي» (2).

(3)عن الإمام الرضا عن آبائه عليهم السلام عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«من أحب أن يتمسك بديني،و يركب سفينة النجاة،فليقتد بعلي بن أبي طالب،فإنّه وصيي و خليفتي على أمتي في حياتي و بعد مماتي» (3).

(4)عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين» (4).

(5)عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«معاشر الناس من أحسن من اللّه قيلا،إنّ ربكم جل جلاله أمرني أن أقيم لكم عليا علما و إماما و خليفة و وصيا،و أن أتخذه أخا و وزيرا» (5).ن.

ص: 178


1- البحراني:العوالم ج 3/15 ص /202ط.قم.
2- الصدوق:كمال الدين ج 1 ص /259ط.قم.
3- نفس المصدر ج 1 ص /260ط.قم.
4- نفس المصدر ج 1 ص /280ط.قم.
5- المجلسي:البحار ج 36 ص 28 ح 3 باب /29ط.إيران.

(6)عن أبي أيوب الأنصاري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا سيد الأنبياء و علي سيد الأوصياء،و سبطاي خير الأسباط،و منا الأئمة المعصومون من صلب الحسين،و منا مهدي هذه الأمة.

فقيل له:

يا رسول اللّه كم عدد الأئمة بعدك؟

قال:عدد الأسباط و حواري عيسى و نقباء بني إسرائيل» (1).

(7)عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في الشكاة التي قبض فيها،فإذا فاطمة عند رأسه،قال:

فبكت حتى ارتفع صوتها.

فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله طرفه إليها فقال:

حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟

قالت:أخشى الضيعة بعدك يا رسول اللّه.

قال:

يا حبيبتي لا تبكين،فنحن أهل بيت قد أعطانا اللّه سبع خصال لم يعطها أحدا قبلنا و لم يعطها أحدا بعدنا.منا خاتم النبيين و أحب المخلوقين إلى اللّه عز و جل و هو أنا أبوك،و وصينا خير الأوصياء و أحبهم إلى اللّه و هو بعلك،و شهيدنا خير الشهداء و أحبهم إلى اللّه و هو عمك،و منا من له جناحان في الجنة يطير بها مع الملائكة و هو ابن عمك و منا سبطا هذه الأمة و هما إبناك الحسن و الحسين.

و سوف يخرج اللّه من صلب الحسين تسعة من الأئمة أمناء معصومون.م.

ص: 179


1- البحراني العوالم ج 3/15 ص /172ط.قم.

و منا مهدي هذه الأمة،إذا صارت الدنيا هرجا و مرجا و تظاهرت الفتن و تقطعت السبل،و أغار بعضهم على بعض،فلا كبير يرحم صغيرا،و لا صغير يوقر كبيرا،فيبعث اللّه عند ذلك مهدينا،التاسع من صلب الحسين،يفتح حصون الضلالة و قلوبا غفلى،يقوم في الدين في آخر الزمان،كما قمت به في أول الزمان و يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (1).

(8)عن سلمان الفارسي قال:

قلنا يوما:

يا رسول اللّه من الخليفة بعدك حتى نعلمه؟

قال لي:

يا سلمان أدخل عليّ أبا ذر و المقداد و أبا أيوب الأنصاري-و أم سلمة زوجة النبي من وراء الباب-.

ثم قال لنا:

اشهدوا و افهموا عني،إنّ علي بن أبي طالب وصيي و وارثي و قاضي ديني و عداتي،و هو الفارق بين الحق و الباطل و هو يعسوب المسلمين،و إمام المتقين،و قائد الغر المحجلين،و الحامل غدا لواء رب العالمين،هو و ولداه من بعده،ثم من ولد الحسين إبني أئمة تسعة هداة مهديون إلى يوم القيامة» (2).

ملاحظة:

للاطلاع على المزيد من نصوص الوصية المدونة في مصادر مدرسة أهل البيت عليهم السلام يقرأ:

1-كمال الدين:للشيخ الصدوق(ت 281 ه).م.

ص: 180


1- البحراني العوالم ج 3/15 ص 123،/124ط.قم.
2- البحراني:العوالم ج 3/15 ص /127ط.قم.

2-كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الاثني عشر:لعلي بن محمد الخزار القمي(من تلامذة الشيخ الصدوق).

3-غاية المرام و حجة الخصام:للسيد هاشم البحراني(ت 1107 ه).

4-عقبات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار:للسيد حامد حسين الكهنوي(ت 1306 ه).

5-الغدير في الكتاب و السنة و الأدب:للشيخ الأميني.

نصوص الوصية و دلالاتها السياسية و القيادية
اشارة

إنّ نظرة متأنية في نصوص الوصية،تمنحنا رؤية واضحة حول دلالاتها السياسية و القيادية،هذه الدلالات التي تتجاوز ذلك المفهوم الطافح العادي الذي تحاول بعض التفسيرات أن تعطيه لهذه النصوص.

و نؤكد مرة أخرى أنّ الذي ألجأ مدرسة الخلفاء إلى إلغاء الدلالة السياسية و القيادية لنصوص الوصية،هو حالة التنافي الصريح بين هذه الدلالة و الصيغة الحاكمة المتبناة من قبل المدرسة..

و أمّا الرؤية المقابلة التي تتبناها مدرسة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،فهي تعتمد مجموعة عناصر تحدد الدلالة الحقيقية لهذه النصوص:-

العنصر الأول:

القرائن اللفظية:

لكي نحدد الدلالة الحقيقية لمفردة«الوصي»في هذه النصوص يجب أن نتعامل معها من خلال الصيغة التعبيرية بما تحمله من قرائن لفظية تعطي الكلمة مضمونها و معناها،و إنّ فصل الكلمة عن وسطها الصياغي يصادر الدلالة الأصلية لها.

ص: 181

و نحاول إبراز جانب من تلك القرائن:

1-إقتران المفردة بلفظ«الخليفة»في أغلب النصوص:

-«إنّ خلفائي و أوصيائي...».

-«فإنّه وصيي و خليفتي على أمتي...».

-إنّ ربكم أمرني أن أقيم لكم عليا علما و إماما و خليفة و وصيا».

فهذا الاقتران يحدد المضمون القيادي و السياسي للمفردة.

2-التأكيد على وجوب الطاعة لا ينسجم إلاّ مع الموقع القيادي.

-«فاسمعوا له و أطيعوا...».

3-تعبيرات تحدد وظائف قيادية:

-«و أنت تؤدي عني،و تسمعهم صوتي،و تبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي».

4-تعبيرات تحدد خصائص قيادية:

-«من أحب أن يتمسك بديني و يركب سفينة النجاة بعدي فليقتد بعلي بن أبي طالب..فإنّه وصيي و خليفتي».

-«إنّ وصيي و موضع سري و خير من أترك بعدي...».

-«يا علي أنت وصيي،حربك حربي و سلمك سلمي».

-«أنت وصيي...تقضي ديني،و تنجز عداتي،و تقاتل عن سنتي».

5-الاستفسارات الصادرة عن الصحابة:

-«يا رسول اللّه من الخليفة بعدك؟

فيجيب صلى اللّه عليه و آله:

علي بن أبي طالب وصيي و وارثي» (1).ص.

ص: 182


1- تقدمت مصادر هذه النصوص.
العنصر الثاني:

التأكيدات المستمرة منذ بداية الدعوة و حتى آخر لحظة في حياته صلى اللّه عليه

و آله:

فلو استقرأنا«أحاديث الوصية»لوجدناها تمتد مع حركة الدعوة منذ بداياتها في يوم الإنذار حينما نزل قوله تعالى:

وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1) ،و حتى النهايات الأخيرة في حياة الرسول صلى اللّه عليه و آله.

و هذا يعبّر عن خطورة المفهوم الذي أرادت هذه النصوص تأصيله في ذهنية الأمة،و في وجدانها و في حركتها.

فأيّ مفهوم هذا الذي يحمل هذا العمق في مسيرة الرسالة،و في حركة الدعوة؟

ليس إلاّ مفهوم القيادة و الإمامة و الخلافة..و هو المفهوم الذي ينسجم مع هذا اللون المكثف من هذه التأكيدات و الاهتمامات.

و إنّ إعطاء«أحاديث الوصية»مدلولا عاديا،إغفال واضح لطبيعة النصوص التي عالجت المسألة بدرجة كبيرة من العمق و التأكيد و الاهتمام.

و إذا ساغ لنا أن نفهم الوصية لعلي عليه السلام ضمن هذا المدلول العادي الذي لا يتجاوز قضاء الديون و رعاية الأهل و الأولاد فكيف يمكن أن نفهم ذلك بالنسبة لبقية الأئمة عليهم السلام الذين عبرت عنهم أحاديث الرسول صلى اللّه عليه و آله بالأوصياء؟

العنصر الثالث:
اشارة

احتجاجات الأئمة عليهم السلام بنصوص الوصية:

(1)احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام:

ص: 183


1- سورة الشعراء:الآية 214.

1-عن علي عليه السلام:

«أنا أخو رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و وصيه» (1).

2-و روى ابن أبي الحديد في«شرح النهج»قول علي عليه السلام في كتاب له إلى أهل مصر:

«و اعلموا أنّه لا يسوى إمام الهدى و إمام الردى،و وصي النبي و عدو النبي» (2).

3-و ذكر اليعقوبي جواب الإمام علي عليه السلام للخوارج حيث زعموا أنّه عليه السلام قد ضيّع الوصية:

«أمّا قولكم أنّي كنت وصيا فضيعت الوصية،فإنّ اللّه عز و جل يقول:

وَ لِلّهِ عَلَى النّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً،وَ مَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (3) أفرأيتم هذا البيت لو لم يحج إليه أحد كان البيت يكفر؟

إنّ هذا البيت لو تركه من استطاع إليه سبيلا كفر،و أنتم كفرتم بترككم إيايّ لا أنا بتركي لكم» (4).

4-و من كلام لأمير المؤمنين عليه السلام في نهج البلاغة قال:

«لا يقاس بآل محمد صلى اللّه عليه و آله من هذه الأمة أحد،و لا يسوى بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا،هم أساس الدين،و عماد اليقين،إليهم يفيء الغالي،و بهم يلحق التالي،و لهم خصائص حق الولاية و فيهم الوصية و الوراثة» (5).ن.

ص: 184


1- الصدوق:من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 419 ح 5918 باب /2ط.إيران.
2- ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج 2 ص /309ط.بيروت.
3- سورة آل عمران:الآية 97.
4- تاريخ اليعقوبي ج 192/2،/193ط.بيروت.
5- الخطبة 2 من نهج البلاغة ج 84/1،/85إيران.

5-و من كلامه عليه السلام في نهج البلاغة:

«أيّها الناس إنّي قد بثثت لكم المواعظ التي وعظ الأنبياء بها أممهم،و أدّيت لكم ما أدّت الأوصياء إلى من بعدهم» (1).

(2)احتجاج الإمام الحسن عليه السلام:

قال عليه السلام في إحدى خطبه:

«أيّها الناس من عرفني فقد عرفني،و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي،و أنا ابن النبي،و أنا ابن الوصي،و أنا ابن البشير،و أنا ابن النذير،و أنا ابن الداعي إلى اللّه بإذنه،و أنا ابن السراج المنير،و أنا من أهل البيت الذي كان جبريل ينزل إلينا و يصعد من عندنا،و أنا من أهل البيت الذين أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،و أنا من أهل البيت الذين افترض مودتهم على كل مسلم...» (2).

(3)احتجاج الإمام الحسين عليه السلام:

خطب الإمام الحسين عليه السلام في اليوم العاشر من المحرم فقال:

«أمّا بعد فانسبوني فانظروا من أنا،ثم ارجعوا إلى أنفسكم و عاتبوها هل يجوز لكم قتلي و انتهاك حرمتي،ألست ابن بنت نبيكم صلى اللّه عليه و آله،و ابن وصيه، و ابن عمه و أول القوم إسلاما،و أول المؤمنين باللّه،و المصدق لرسوله بما جاء من عند ربّه» (3).

ص: 185


1- الخطبة 182 من نهج البلاغة ج 396/2 ط.إيران.
2- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج /172/3ط.بيروت.
3- الطبري:التاريخ ج 4 ص /322ط.بيروت.
(4)احتجاج الإمام الصادق عليه السلام:

قال عليه السلام و هو يتحدث عن علي عليه السلام:

«كان علي يرى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قبل الرسالة الضوء و يسمع الصوت،و قال له صلى اللّه عليه و آله:

لو لا أنّي خاتم الأنبياء لكنت شريكا في النبوة،فإن لا تكن نبيا فإنك وصي نبي و وارثه،بل أنت سيد الأوصياء و إمام الأتقياء» (1).

ص: 186


1- ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج /210/13ط.إيران.
المجموعة الخامسة: نصوص الوراثة نصوص في مصادر مدرسة الخلفاء
اشارة

نصوص الوراثة نصوص في مصادر مدرسة الخلفاء:-

النص الأول:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لكلّ نبي وصي و وارث و إنّ عليا وصيي و وارثي» (1).

النص الثاني:

1-قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام في حديث المؤاخاة:

«و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلاّ لنفسي،و أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنّه لا نبي بعدي،و أنت أخي و وارثي.

فقال:و ما أرث منك؟

قال:ما ورث الأنبياء قبلي،كتاب ربهم و سنة نبيهم» (2).

2-الخوارزمي في المناقب بالإسناد إلى زيد بن أبي أوفى،قال:

لما آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بين أصحابه،قال علي:

لقد ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى و الكرامة،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

ص: 187


1- أوردنا هذا الحديث ضمن المجموعة الرابعة و ذكرنا هناك مصادره.
2- ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 1 ص /123ط.بيروت.

و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي و أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي،و أنت أخي و وارثي،قال:

و ما أرث منك يا نبي اللّه؟قال:

ما ورث الأنبياء قبلي،قال:

و ما هو؟قال:

كتاب ربهم و سنة نبيهم (1).

3-الطبري في الرياض النضرة بالإسناد إلى أنس،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي:

أنت أخي و وارثي،قال:

و ما أرث منك يا نبي اللّه؟قال:

ما ورث الأنبياء من قبلي.قال:

و ما ورث الأنبياء من قبلك؟قال:

كتاب ربهم و سنة نبيهم (2).

4-المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد إلى علي،قال:

آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بين أصحابه،قال علي:

لقد ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى و الكرامة،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي و أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي،و أنت أخي و وارثي،قال:

و ما أرث منك يا نبي اللّه؟قال:ت.

ص: 188


1- الخوارزمي:المناقب ص /151ط.قم.
2- الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /138ط.بيروت.

ما ورث الأنبياء قبلي،قال:

و ما هو؟قال:

كتاب ربهم و سنة نبيهم (1).

5-الزرندي في نظم درر السمطين بالإسناد نفسه:

لما آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بين أصحابه،قال علي:

لقد ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى و الكرامة،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي و أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي،و أنت أخي و وارثي،قال:

و ما أرث منك يا نبي اللّه؟قال:

ما ورث الأنبياء قبلي،قال:

و ما هو؟قال:

كتاب ربهم و سنة نبيهم (2).

6-السبط بن الجوزي في تذكرة الخواص:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي:

و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي،و أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي،و أنت أخي و وارثي،فقال علي:

و ما أرث منك؟قال صلى اللّه عليه و آله:

ما ورث الأنبياء قبلي،كتاب ربهم و سنة نبيهم (3).ت.

ص: 189


1- المتقي الهندي:كنز العمال ج 13 ص /106ط.حلب.
2- الزرندي:نظم درر السمطين ص /95ط.النجف.
3- السبط بن الجوزي:تذكرة الخواص ص /31ط.بيروت.

النص الثالث:

1-الحاكم في المستدرك على الصحيحين بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

كان علي يقول:

«و اللّه إني لأخوه و وليه و ابن عمه و وارث علمه فمن أحق به مني» (1).

2-الزرندي في نظم درر السمطين:

قال علي:

«و اللّه إني لأخوه و وليه و ابن عمه و وارث علمه،و من أحق به مني؟» (2).

النص الرابع:

1-الحاكم في المستدرك بالإسناد إلى أبي اسحاق،قال:

سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله دونكم؟ قال:

لأنه كان أولنا به لحوقا و أشدنا به لزوقا.

و قال الحاكم:

هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه (3).

2-المتقي الهندي في منتخب كنز العمال بالإسناد نفسه:

قال:

قيل لقثم:

كيف ورث علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله دونكم،قال:

إنه كان أوّلنا لحوقا و أشدنا به وثوقا (4).ي.

ص: 190


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /126ط.بيروت.
2- الزرندي:نظم درر السمطين ص /97ط.النجف.
3- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /125ط.بيروت.
4- المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /42ط.المكتب الإسلامي.

3-النسائي في خصائص علي بالإسناد إلى عبد الرحمن بن خالد،قال:

سألت قثم بن العباس:

من أين ورث علي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،قال:

إنه كان أوّلنا به لحوقا و أشدنا به لزوقا (1).

4-المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد إلى أبي اسحاق،قال:

قيل لقثم:

كيف ورث علي النبي صلى اللّه عليه و آله دونكم؟قال:

إنه كان أوّلنا به لحوقا و أشدنا به لزوقا (2).

النص الخامس:

1-المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد إلى علي أنه قيل له:

كيف ورثت ابن عمك دون عمك؟قال:

«جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بني عبد المطلب و هم رهط كلهم يأكل الجذعة (3)و يشرب الفرق (4)فصنع لهم مدّا من طعام فأكلوا حتى شبعوا و بقي الطعام كما هو كأنه لم يمس أو لم يشرب،فقال صلى اللّه عليه و آله:

يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة و إلى الناس عامة و قد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني على أن يكون أخي و صاحبي و وارثي؟فلم يقم إليه أحد فقمت إليه و كنت من أصغر القوم،فقال:].

ص: 191


1- النسائي:خصائص علي عليه السلام ص /208ط.إيران.
2- المتقي الهندي:كنز العمال ج 13 ص /143ط.حلب.
3- الجذعة:من الإبل ما استكمل أربعة أعوام و دخل في السنة الخامسة،[عن المعجم المدرسي ص /185ط .دمشق].
4- الفرق:مكيال بالمدينة يسع ثلاثة أصع أو يسع ستة عشر رطلا.[عن القاموس المحيط للفيروزآبادي ج 3 ص /283ط.بيروت].

إجلس،ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي:

إجلس،حتى كان في الثالثة،ضرب بيده على يدي،فلذلك ورثت ابن عمي دون عمي (1).

و ورد هذا الحديث بهذه الألفاظ في كثير من المصادر منها:-

1-ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج 13 ص /212ط.بيروت.

2-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /42ط.المكتب الإسلامي.

3-الطبري:تاريخ الطبري ج 2 ص /64ط.بيروت.

4-الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /179ط.بيروت.

النص السادس:

روى محب الدين الطبري في(الرياض النضرة):

عن معاذ قال:

قال علي عليه السلام:

«يا رسول اللّه ما أرث منك؟قال:

ما يرث النبيون بعضهم من بعض كتاب اللّه و سنة نبيه» (1).

نصوص الوراثة في مصادر مدرسة أهل البيت عليهم السلام

(2)عن أمير المؤمنين عليه السلام عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«علي أخي،و وزيري،و وارثي،و وصيي،و خليفتي في أمتي،و ولي كل مؤمن بعدي» (3).

ص: 192


1- الطبري:الرياض النضرة ص /138ط.بيروت.
2- المتقي الهندي:كنز العمال ج 13 ص /175ط.حلب.
3- الصدوق:كمال الدين ج 1 ص /277ط.قم.

(1)و عن أمير المؤمنين عليه السلام قال:قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«يا علي أنت أخي و أنا أخوك،أنا المصطفى للنبوة،و أنت المجتبى للإمامة،أنا صاحب التنزيل و أنت صاحب التأويل،و أنت أبو هذه الأمة،يا علي أنت وصيي، و خليفتي،و وزيري،و وارثي،و أبو ولدي» (2).

(3)عن سلمان الفارسي قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

يا معشر المهاجرين و الأنصار،ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا؟قالوا:

بلى يا رسول اللّه.قال:

هذا علي أخي،و وصيي و وزيري،و وارثي،و خليفتي إمامكم فأحبوه بحبي، و أكرموه بكرامتي،فإن جبرائيل أمرني أن أقوله لكم» (2).

(4)عن الإمام الحسن عليه السلام قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السلام:

«أنت وارث علمي،و معدن حكمي،و الإمام بعدي» (3).

(5)من وصية رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله حين حضرته الوفاة:

«اللّه اللّه في أهل بيتي،مصابيح الظلم،و معادن العلم،و ينابيع الحكم، و مستقر الملائكة،منهم وصيي،و أميني،و وارثي،و هو مني بمنزلة هارون من موسى،ألا هل بلغت؟...» (4).ن.

ص: 193


1- الصدوق:الآمالي ص /385ط.بيروت.
2- المجلسي:البحار ج 39 ص 93 ح 3 باب /76ط.إيران.
3- الطوسي:الآمالي ص /491ط.قم.
4- المجلسي:بحار الأنوار ج /477/22طهران.

(6)و من وصيته صلى اللّه عليه و آله:

«القرآن إمام هدى،و له قائد يهدي إليه،و يدعو إليه بالحكمة و الموعظة الحسنة،ولي الأمر بعدي وليه،و وارث علمي،و حكمتي،و سري و علانيتي،و ما ورّثه النبيون من قبلي،و أنا وارث و مورث،فلا تكذبنكم أنفسكم،أيها الناس:اللّه اللّه في أهل بيتي فإنّهم أركان الدين،و مصابيح الظلم،و معدن العلم،علي أخي، و وارثي،و وزيري،و أميني،و القائم بأمري،و الموفي بعهدي على سنتي،أول الناس بي إيمانا،و آخرهم عهدا عند الموت،و أولهم لي لقاء يوم القيامة،فليبلغ شاهدكم غائبكم» (1).

(7)عن سلمان قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«علي بن أبي طالب وصيي و وارثي و قاضي ديني و عداتي،و هو الفارق بين الحق و الباطل،و هو يعسوب المسلمين،و إمام المتقين» (2).

(8)عن عمار قال:

لما حضرت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله الوفاة دعا بعلي عليه السلام،فسارّه طويلا ثم قال:

«يا علي أنت وصيي،و وارثي،قد أعطاك اللّه علمي و فهمي» (3).

(9)عن الأصبغ بن نباته قال:

سمعت عمران بن حصين يقول:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و آله يقول لعلي عليه السلام:

«أنت وارث علمي،و أنت الإمام و الخليفة بعدي،تعلم الناس بعدي ما لا يعلمون،و أنت أبو سبطي،و زوج ابنتي،و من ذريتكم العترة الأئمة المعصومون..

فسأله سلمان عن الأئمة،فقال:م.

ص: 194


1- المجلسي:بحار الأنوار ج /487/22ط.طهران.
2- العوالم:ج 3/15 ص /127قم.
3- العوالم ج 3/15 ص /177قم.

عدد نقباء بني اسرائيل» (1).

دلالة نصوص الوراثة:

من خلال مجموعة اعتبارات يمكن أن نعطي للوراثة مضمونا سياسيا و فكريا و روحيا يرتبط بمسألة الإمامة و القيادة و الخلافة:-

1-فلا يمكن أن نفهم الوراثة في حدود المدلول الفقهي لهذه المفردة.

أمّا على مبنى مدرسة الخلفاء فلأنّ النبي صلى اللّه عليه و آله لا يورث،و لأنّ العم مقدّم على ابن العم في الميراث.

و أمّا على مبنى مدرسة أهل البيت عليهم السلام فالبنت تحجب ابن العم في مراتب الورثة.

2-ورود المفردة في سياق عدة مفردات تؤكد المضمون القيادي:

(الوصي،الخليفة،الوزير،الوارث).

3-مضامين الوراثة كما حددتها النصوص:-

أ-«ما أرث منك؟

-ما ورث الأنبياء من قبلي،كتاب ربهم و سنة نبيهم» (2).

ب-«و وارث علمه...» (3).

ج-«أنت وارث علمي» (4).

د-«أنت وصيي و وارثي قد أعطاك اللّه علمي و فهمي» (5).

ص: 195


1- العوالم ج 3/15 ص /180ط.قم.
2- المجلسي:البحار ج 22 ص 487،باب 1 ح /31ط.إيران.
3- الطوسي:الآمالي ص 492 ح /1077ط.قم.
4- المصدر نفسه.
5- المجلسي:البحار ج 22 ص 536 باب 2 ح /38ط.إيران.

ه-وارث علمي و حكمتي و سري و علانيتي،و ما ورثت النبيون من قبلي» (1).

و-«تعلم الناس بعدي ما لا يعلمون...» (2).

فنظرة متأنية متأملة في هذه المقاطع،تضع الباحث أمام المضمون الكبير للوراثة التي ورد التأكيد عليها في النصوص،فإن القيمومة على كتاب اللّه و سنة نبيه صلى اللّه عليه و آله و احتضان فكر الرسالة و أحكامها،و الاختصاص بالمهام التبليغية و الترشيدية في حركة الدعوة،و مسيرة الأمة،مضامين لا تنسجم إلاّ مع موقع الإمامة و القيادة.2.

ص: 196


1- المجلسي:البحار ج 22 ص 487 باب 1 ح /31ط.إيران.
2- المصدر نفسه ج 39 ص 335 باب 90 ح 2.
المنظومة الثانية: الدلالة الإلتزاميّة
اشارة

في المنظومة الأولى تناولنا عدة نماذج من النصوص التي طرحت مسألة الإمامة بشكل مباشر عبر مفردات واضحة الدلالة في هذا الاتجاه من أمثال(الإمامة و الخلافة و الوراثة).

و في هذه المنظومة نحاول تناول نماذج أخرى من النصوص طرحت مسألة الإمامة،لا من خلال مفرداتها المباشرة،و إنّما من خلال«خصائصها اللازمة».

و إذا أردنا أن نستعير المصطلحات المنطقية فإنّنا نستطيع أن نصوغ المنظومتين من النصوص بالشكل التالي:-

(1)المنظومة الأولى:

و تضم النصوص التي تدل على الإمامة«بالدلالة المطابقية»و الدلالة المطابقية في التعريف المنطقي هي:«دلالة اللفظ على تمام معناه الموضوع له و مطابقته» (1).

فكل المفردات التي تضمنتها نصوص المنظومة الأولى من أمثال(الولي، و الخليفة،و الإمام،و الوصي،و أمير المؤمنين)تدل على معنى«الإمامة و الخلافة»دلالة مطابقية.

(2)المنظومة الثانية:

و تضم النصوص التي تدل على الإمامة«بالدلالة الإلتزامية»و الدلالة الإلتزامية في التعريف المنطقي هي عبارة عن:

ص: 197


1- المظفر:المنطق ج /37/1ط.بيروت.

«دلالة اللفظ على معنى خارج عن معناه الموضوع له،لازم له يستتبعه إستتباع الرفيق اللازم» (1).

و لتوضيح الفكرة نستعين بالأمثلة التالية:-

المثال الأول:

لو أخذنا نصا«كآية التطهير»يدل على عصمة أهل البيت عليهم السلام،فإننا نستطيع أن نعتمده دليلا من أدلة الإمامة،من خلال تطبيق الصيغة الإستدلالية التالية:

أ-آية التطهير نص يدل على عصمة أهل البيت«كما سنبرهن على ذلك إن شاء اللّه».

ب-و العصمة من الخصائص اللازمة للإمامة.

ج-فآية التطهير نص يدل على إمامة هل البيت.

المثال الثاني:

آية أولي الأمر:-

أ-النص يدل على وجوب طاعة الأئمة من أهل البيت.

ب-و وجوب الطاعة من الخصائص اللازمة للإمامة.

ج-فالنص يدل على إمامة الأئمة من أهل البيت.

ملاحظة:

لو تعاملنا مع«آية أولي الأمر»من خلال«وجوب الطاعة»فإننا نضعها ضمن نصوص المنظومة الثانية،و أمّا إذا تعاملنا معها من خلال مفردة«أولي الأمر»الوارد تفسيرها في الأئمة من أهل البيت فإننا نضع الآية ضمن نصوص المنظومة الأولى.

ص: 198


1- المصدر السابق ج /38/1ط.بيروت.

فقوله تعالى من سورة النساء:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) يؤكد إمامة الأئمة من أهل البيت بشكل مباشر،باعتبارهم المعنيين بقوله تعالى وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ كما أشارت إلى ذلك بعض مصادر مدرسة الخلفاء منها:-

الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بالإسناد إلى أبي بصير عن أبي جعفر:

سأله عن قول اللّه أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ، قال:

نزلت في علي بن أبي طالب،قلت:

إن الناس يقولون:

فما منعه أن يسمي عليا و أهل بيته في كتابه؟فقال أبو جعفر:

قولوا لهم:

إن اللّه أنزل على رسوله الصلاة و لم يسم ثلاثا و لا أربعا حتى كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله هو الذي يفسر ذلك،و أنزل الحج فلم ينزل طوفوا سبعا حتى فسّر ذلك لهم رسول اللّه و أنزل أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فنزلت في علي و الحسن و الحسين،و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أوصيكم بكتاب اللّه و أهل بيتي إني سألت اللّه أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما عليّ الحوض فأعطاني ذلك (2).

-القندوزي في ينابيع المودة:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

لما نزلت الآية أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ، فكان علي ثم صار بعده الحسن ثم من بعده الحسين ثم من بعده علي بن الحسين ثم من بعده محمد بن علي...الحديث» (3).ف.

ص: 199


1- سورة النساء:الآية 59.
2- الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 1 ص /149ط.بيروت.
3- القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /137ط.النجف.

المثال الثالث:

النصوص التي اعتبرت الأئمة من أهل البيت هم«وسائل الأمان و النجاة للأمة»،و هذه الخصيصة هي إحدى خصائص الإمامة،و بالتالي تمثل هذه النصوص أدلة تعتمد لإثبات إمامة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

الخلاصة:

إنّ كل نص يتضمن إحدى خصائص الإمامة،يمكن إعتماده دليلا لإثبات الإمامة،من خلال تطبيق الصيغة الاستدلالية الآنفة.

نماذج من نصوص المنظومة الثانية:
النص الأول:

آية التطهير:

قوله تعالى:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) .

النزول:

أكدّت مصادر الحديث و التفسير على نزول الآية في خمسة:-

أ-رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.

ب-أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

ج-فاطمة الزهراء عليها السلام.

د-الحسن و الحسين عليهما السلام.

(1)صحيح مسلم:

بالإسناد إلى صفية بنت شيبة قالت:

ص: 200


1- سورة الأحزاب:الآية 23.

قالت عائشة:

خرج النبي صلى اللّه عليه و آله غداة و عليه مرط (1)مرحّل (2)من شعر أسود فجاء الحسن بن علي فأدخله،ثم جاء الحسين فدخل معه،ثم جاءت فاطمة فأدخلها،ثم جاء علي فأدخله،ثم قال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (3).

(2)صحيح الترمذي:

بالإسناد إلى عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

لما نزلت هذه الآية على النبي صلى اللّه عليه و آله:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً في بيت أم سلمة،فدعا فاطمة و حسنا و حسينا،و علي خلف ظهره فجللهم بكساء ثم قال:

اللهم هؤلاء أهل بيتي،فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،قالت أم سلمة:

و أنا معهم يا نبي اللّه؟قال:

«أنت على مكانك و أنت على خير» (4).

(3)الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل بالإسناد إلى أنس بن مالك،قال:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يمرّ ببيت فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر،فيقول:

الصلاة يا أهل البيت الصلاة إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (5).ت.

ص: 201


1- المرط:كساء من صوف أو خزّ أو كتّان يؤتزر به[عن المعجم المدرسي ص /983ط.دمشق].
2- مرحل:ضرب من برود اليمن،عن لسان العرب لابن منظور ج 11 ص /274ط.قم.
3- صحيح مسلم ج 4 ص 1883 ح /2424ط.بيروت.
4- صحيح الترمذي ج 5 ص 351،ح /3205ط.بيروت.
5- الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 2 ص /13ط.بيروت.

(4)مسند أحمد بن حنبل:

«عن أم سلمة أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله كان في بيتها فأتت فاطمة ببرمة فيها خزيرة (1)فدخلت بها عليه فقال لها:

ادعي زوجك و ابنيك،قالت:

فجاء علي و الحسن و الحسين فدخلوا عليه فجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة و هو على منامة له على دكان تحته كساء له خيبري،قالت:

و أنا أصلي في الحجرة فأنزل اللّه عز و جل هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً قالت:

فأخذ فضل الكساء فغشاهم به،ثم أخرج يده فألوى بها السماء ثم قال:

اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا،قالت:

فأدخلت رأسي البيت فقلت:

و أنا معكم يا رسول اللّه؟قال:

إنك إلى خير إنك إلى خير» (2).

(5)المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري:

(أ)عن أم سلمة قالت:

في بيتي نزلت إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ، قالت:

فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال:

هؤلاء أهل بيتي.

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه (3).ت.

ص: 202


1- الخزيرة:حساء من لحم و دقيق أو من دسم و نخالة.[عن المعجم المدرسي ص /303ط.دمشق].
2- أحمد بن حنبل:المسند ج 6 ص /292ط.بيروت.
3- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /146ط.بيروت.

(ب)عن وائلة بن الأسقع قال:

أتيت عليا فلم أجده فقالت لي فاطمة انطلق إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يدعوه فجاء مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فدخلا و دخلت معهما فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله الحسن و الحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذيه و أدنى فاطمة من حجره و زوجها ثم لف عليهم ثوبا و قال:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً. ثم قال:

هؤلاء أهل بيتي اللهم أهل بيتي أحق.

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه (1).

(ج)عن عائشة قالت:

خرج النبي صلى اللّه عليه و آله غداة و عليه مرط مرحّل من شعر أسود فجاء الحسن و الحسين فأدخلهما معه،ثم جاءت فاطمة فأدخلها معهما،ثم جاء علي فأدخله معهم،ثم قال:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) .

6-ابن الأثير في أسد الغابة بالإسناد إلى أم سلمة،قالت:

في بيتي نزلت إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً، قالت:

فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إلى فاطمة،و علي،و الحسن،و الحسين، فقال:

هؤلاء أهل بيتي (3).ت.

ص: 203


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص 146،/147ط.بيروت.
2- المصدر نفسه.
3- ابن الأثير:أسد الغابة ج 7 ص /343ط.بيروت.

7-الصبان في إسعاف الراغبين:

أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله جاء و معه علي و فاطمة و حسن و حسين قد أخذ كل واحد منهما بيده حتى دخل فأدنى عليا و فاطمة و أجلسهما بين يديه و أجلس حسنا و حسينا كل واحد منهما على فخذه ثم لف عليهم كساء ثم تلا هذه الآية:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

و قال الصبان:

هذا الحديث روي من طرق عديدة صحيحة (1).

(8)الواحدي في أسباب النزول بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري،قال:

الآية إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً، قال:

نزلت في خمسة،في النبي صلى اللّه عليه و آله،و علي،و فاطمة،و الحسن، و الحسين عليهم السلام (2).

9-ابن كثير في تفسيره بالإسناد إلى عائشة،قالت:

خرج النبي صلى اللّه عليه و آله ذات غداة و عليه مرط (3)من شعر أسود فجاء الحسن فأدخله رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله معه ثم جاء الحسين فأدخله معه ثم جاءت فاطمة فأدخلها معه ثم جاء علي فأدخله معه،ثم قال صلى اللّه عليه و آله:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (4) .ت.

ص: 204


1- الصبان:اسعاف الراغبين ص /77مخطوط.
2- الواحدي:أسباب النزول ص /203ط.بيروت.
3- المرط:كساء من صوف أو خزّ أو كتّان يؤتزر به.[عن المعجم المدرسي ص /983ط.دمشق].
4- ابن كثير:تفسير القرآن ج 3 ص /493ط.بيروت.

10-ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة:

أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله رداءه فوضعه على علي و فاطمة و حسن و حسين،و قال:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) .

11-الطبري في تفسير القرآن بالإسناد إلى أبي الحمراء،قال:

رابطت المدينة سبعة أشهر على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و آله إذا طلع الفجر جاء إلى باب علي و فاطمة، فقال:

الصلاة إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2).

و ذكر هذا الحديث في كثير من المصادر منها:-

1-الجصاص:أحكام القرآن ج 3 ص /360دمشق.

2-السيوطي:الاتقان ج 2 ص /563ط.بيروت.

3-الشبراوي الشافعي:الاتحاف ص /18ط.مصر.

4-الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /212ط.بيروت.

5-البلاذري:أنساب الأشراف ج 2 ص /104ط.بيروت.

6-الرازي:مفاتح الغيب:ج 8 ص /71ط.بيروت.

7-الخازن:تفسير القرآن ج 5 ص /259ط.بيروت.

8-الشربيني:السراج المنير ج 3 ص /245ط.بيروت.

9-ابن عبد ربه:الاستيعاب ج 3 ص /1100ط.بيروت.ت.

ص: 205


1- ابن حجر:الإصابة ج 4 ص /568ط.بيروت.
2- الطبري:تفسير القرآن ج 12 ص /6ط.بيروت.

10-الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 10 ص /278ط.بيروت.

11-ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 1 ص /274ط.

بيروت.

12-القرطبي:الجامع لأحكام القرآن ج 14 ص /178ط.القاهرة.

13-ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص /100ط.بيروت.

14-الزمخشري:الكشاف ج 1 ص /369ط.بيروت.

15-الطبري:ذخائر العقبى ص /21ط.القاهرة.

16-السبط بن الجوزي:تذكرة الخواص ص /211ط.بيروت.

17-النيسابوري:ثمار القلوب ج 2 ص /865ط.دمشق.

18-النبهاني:جواهر البحار ج 1 ص /115ط.مصر.

19-السمهودي:جواهر العقدين ص /193ط.بيروت.

20-النبهاني:الشرف المؤبد ص /18ط.القاهرة.

21-ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /21ط.بيروت.

22-البخاري:فتح البيان ج 2 ص /265ط.بيروت.

23-الكلبي:التسهيل لعلوم التنزيل ج 3 ص /137ط.مصر.

24-السيوطي:الدر المنثور ج 5 ص /198ط.بيروت.

25-الطحاوي:مشكل الآثار ج 1 ص /332ط.بيروت.

26-الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /158ط.بيروت.

27-الخوارزمي:المناقب ص /60ط.قم.

28-الصفوري:نزهة المجالس ص /558ط.القاهرة.

29-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /96ط.المكتب الإسلامي.

30-الطبراني:المعجم الصغير ج 1 ص /135ط،بيروت.

31-البيهقي:الاعتقاد على مذهب السلف ص /186ط.بيروت.

ص: 206

32-الشوكاني:فتح القدير ج 4 ص /398ط.بيروت.

33-الشبلنجي:نور الأبصار ص /111ط.المكتبة الشعبية.

34-البغوي:معالم التنزيل ج 3 ص /529ط.بيروت.

35-الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /152ط.بيروت.

36-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /8مخطوط.

37-الخوارزمي:مقتل الحسين ج 1 ص /75ط.ايران.

38-ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /143ط.القاهرة.

39-النسائي:خصائص علي ص /46ط.ايران.

40-البدخشاني:نزل الأبرار ص /32ط.بيروت.

41-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /124ط.النجف.

42-الزرندي:نظم درر السمطين ص /131ط.النجف.

دلالة النص على عصمة أهل البيت عليهم السلام:

يمكن أن نفهم دلالة النص على عصمة أهل البيت عليهم السلام من خلال النقاط التالية:-

(1)النص صدّر بأداة الحصر«إنّما»و هي من أقوى أدوات الحصر،فإرادة التطهير في هذا النص تختص بأهل البيت فقط.

(2)النص ضمّ مجموعة مفردات:

1-الرجس:مطلق الذنوب و الآثام و الأدناس.

2-التطهير:التزكية و التنزيه من كل ألوان المعاصي و الذنوب و الأقذار و الأدناس.

3-أهل البيت و هم:

-رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.

ص: 207

-علي بن أبي طالب عليه السلام.

-فاطمة الزهراء عليها السلام.

-الحسن و الحسين عليهما السلام.

-الأئمة من ذرية الحسين عليهم السلام.

4-الإرادة الإلهية:

يقسم علماء الأصول الإرادة إلى قسمين (1):-

أ-إرادة تكوينية:إذا كان متعلقها الأمور الواقعية من أفعال المكلفين و غيرها.

ب-إرادة تشريعية:إذا كان متعلقها الأمور المجعولة على أفعال المكلفين من قبل المشرع.

فما المراد من الإرادة في هذا النص القرآني؟

لا يمكن تفسير الإرادة هنا بالإرادة التشريعية التي تعني أن اللّه تعالى شرع الأحكام لأهل البيت عليهم السلام لإذهاب الرجس عنهم و تطهيرهم بها،لأنه لا خصوصية لأهل البيت عليهم السلام في تشريع الأحكام لهم،و الغاية من تشريع الأحكام إذهاب الرجس عن جميع المكلفين لا عن خصوص أهل البيت عليهم السلام (2).

فالحصر في الآية و اهتمام الرسول صلى اللّه عليه و آله بتطبيقها على أهل البيت عليهم السلام بالخصوص يلغي الحمل على الإرادة التشريعية.

و تفسير الإرادة بالإرادة التكوينية يواجه بإشكال الجبر حيث تكون الإرادة هي المتحكمة في جميع ما يصدر عن أهل البيت عليهم السلام من أفعال و تصرفات.

يعالج أستاذنا الكبير السيد محمد تقي الحكيم هذه المشكلة في فهم مفاد الآية بقوله:ه.

ص: 208


1- السيد محمد تقي الحكيم:الأصول العامة للفقه المقارن ص /150ط.قم.
2- المصدر نفسه.

«إنّ اللّه عز و جل لما علم أن إرادتهم عليهم السلام تجري دائما على وفق ما شرعه لهم من أحكام،بحكم مازودوا به من إمكانات ذاتية،و مواهب مكتسبة،نتيجة تربيتهم على وفق مبادئ الإسلام تربية حولتهم في سلوكهم إلى إسلام متجسد،ثم بحكم ما كانت لديهم من القدرات على إعمال إرادتهم وفق أحكامه التي استوعبوها علما و حكمة،فقد صح له الإخبار عن ذاته المقدسة بأنه لا يريد لهم بإرادته التكوينية إلا إذهاب الرجس عنهم،لأنه لا يفيض الوجود إلا على هذا النوع من أفعالهم ما داموا هم لا يريدون لأنفسهم إلا إذهاب الرجس و التطهير عنهم.

و بهذا يتضح معنى الإصطفاء و الاختيار من قبله لبعض عبيده في أن يحملوا ثقل النهوض برسالته المقدسة كما هو الشأن في الأنبياء و أوصيائهم عليهم السلام.

على أن الشبهة لو تمت فهي جارية في الأنبياء جميعا و ثبوت العصمة لهم-و لو نسبيا-موضع اتفاق الجميع فما يجاب به هناك يجاب به هنا من دون فرق،و الشبهة لا يمكن أن تحل إلا على مذهب أهل البيت عليهم السلام في نظرية الأمر بين الأمرين على جميع التقادير» (1).

و يذهب بعض الباحثين من علمائنا إلى أن«المراد بالإرادة في الآية،ليس التكوينية و لا التشريعية،بل إرادة التسديد و التوفيق،اللذين يمد بهما سبحانه بعض عباده الذي يصطنعهم على عينه،و يختارهم بعلمه،و يراهم أهلا لحمل مشعل دينه و هدايته،و يؤيدهم بتسديده،و لطفه،بوسائل قد نعلمها و قد لا نعلمها،و من هنا قال تعالى:

اَللّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ (2) .ت.

ص: 209


1- الحكيم:الأصول العامة ص 151،152.
2- الشيخ عبد اللّه نعمة:روح التشيع ص /424ط.بيروت.

(3)العصمة من خصائص الإمامة:

استدل علماؤنا على ضرورة توافر الإمام على العصمة بأدلة كثيرة،منها«الدليل العقلي»الذي صور في كلماتهم بعدة صور:-

الأولى:«إن الإمام حافظ للشرع كالنبي لأن حفظه من أظهر فوائد إمامته، فتجب عصمته لذلك،لأن المراد حفظه علما و عملا،و بالضرورة لا يقدر على حفظه بتمامه إلا معصوم،إذ لا أقل من خطأ غيره،و لو اكتفينا بحفظ بعضه لكان البعض الآخر ملغى بنظر الشارع و هو خلاف الضرورة،فإنّ النبي قد جاء لتعليم الأحكام كلها،و عمل الناس بها على مرور الأيام».

الثانية:«إن الحاجة إلى الإمام في تلك الفوائد[إقامة الحدود،و حفظ الفرائض و غيرها]يوجب عصمته و إلا لافتقر إلى إمام آخر و تسلسل».

الثالثة:«إن الإمام لو عصى لوجب الإنكار عليه و الإيذاء له من باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،و هو مفوت للغرض من نصبه،و مضاد لوجوب طاعته و تعظيمه على الإطلاق المستفاد من قوله تعالى: أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1).

الرابعة:«لو صدرت المعصية منه لسقط محله من القلوب فلا تنقاد لطاعته، فتنتفي فائدة النصب».

الخامسة:«إنه لو عصى لكان أدون حالا من أقل آحاد الأمة،لأن أصغر الصغائر من أعلى الأمة و أولاها بمعرفة مناقب الطاعات و مثالب المعاصي أقبح و أعظم من أكبر الكبائر من أدنى الأمة» (2).

و بناء على ما أثبتناه من ضرورة العصمة للإمامة،يمكن أن نفهم دلالة آية التطهير على إمامة أهل البيت عليهم السلام و ذلك من خلال الصيغة الاستدلالية التالية:ت.

ص: 210


1- سورة النساء:الآية 59.
2- المظفر:دلائل الصدق ج 2 ص /10ط.بيروت.

أ-آية التطهير تدل على عصمة أهل البيت.

ب-العصمة من الخصائص اللازمة للإمامة.

ج-فآية التطهير تدل على إمامة أهل البيت.

النص الثاني:

آية المودة:

قوله تعالى:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى (1) .

النزول:

أكدت أغلب كتب التفسير و كثير من مصادر الحديث،و السيرة و التاريخ أن هذه الآية نزلت في قربى الرسول صلى اللّه عليه و آله:علي و الزهراء و الحسن و الحسين و ذريتهم الطاهرين.

(1)السيوطي في الدر المنثور:

في تفسير الآية قال:

بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

لما نزلت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى، قالوا:

يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟قال:

«علي و فاطمة و ولداهما» (2).

(2)الزمخشري في الكشاف:

في تفسير قوله تعالى:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى، قال:

ص: 211


1- سورة الشورى:الآية 23.
2- السيوطي:الدر المنثور ج 7 ص /348ط.بيروت.

«روي أنها لما نزلت قيل:

يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟،قال:

علي و فاطمة و ابناهما» (1).

(2)الهيثمي في مجمع الزوائد:

في قوله تعالى:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى

«عن ابن عباس قال:

لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا:

يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟قال:

علي و فاطمة و ابناهما» (3).

(4)الحاكم في المستدرك:

عن علي بن الحسين قال:

خطب الحسن بن علي الناس حين قتل علي فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

-و ذكر خطبة الإمام الحسن إلى أن قال:-

«و أنا من أهل البيت الذي أذهب اللّه عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا و أنا من أهل البيت الذي افترض اللّه مودتهم على كل مسلم فقال تبارك و تعالى لنبيه صلى اللّه عليه و آله:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى،وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت» (3).

(5)السيوطي في إحياء الميت:ت.

ص: 212


1- الزمخشري:الكشاف ج 3 ص /402ط.بيروت.
2- الحاكم:المستدرك على الصحيحين ج 3 ص /172ط.بيروت.
3- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 7 ص /106ط.بيروت.

عن سعيد بن جبير في قوله تعالى:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال:

قربى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله (1).

(6)ابن حجر في الصواعق المحرقة:

عن ابن عباس أن هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً لما نزلت قالوا:

يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟قال:

علي و فاطمة و ابناهما».

و قال:

«روى أبو الشيخ عن علي:

فينا آل حم أية لا يحفظ مودتنا إلا كل مؤمن،ثم قرأ:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى» (2) .

(7)الطبري في ذخائر العقبى:

عن ابن عباس قال:

لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا:

يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟قال:

علي و فاطمة و ابناهما (3).

(8)-الصبان في اسعاف الراغبين بالإسناد إلى ابن عباس أنها لما نزلت الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا:

يا رسول اللّه من قرابتك الذين نزلت فيهم الآية؟قال:

علي و فاطمة و ابناهما (4).ط.

ص: 213


1- السيوطي:إحياء الميت ص 23-27 حديث 1،/3ط.دار العلوم.
2- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص 258،259 الباب 11 فصل 1 آية /14ط.بيروت.
3- الطبري:ذخائر العقبى ص /25ط.بيروت.
4- الصبان:إسعاف الراغبين ص /76مخطوط.

(9)-البغوي في معالم التنزيل بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

عندما نزلت الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أن تحفظوا قرابتي و تودوني و تصلوا رحمي (1).

(10)-ابن كثير في تفسير القرآن،قال:

و الحق تفسير هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى بما فسرها به حبر الأمة و ترجمان القرآن عبد اللّه بن عباس كما رواه عنه البخاري و لا تنكر الوصاة بأهل البيت و الأمر بالإحسان إليهم و احترامهم و إكرامهم فإنهم من ذرية طاهرة من أشرف بيت وجد على الأرض فخرا و حسبا و نسبا و لا سيما إذا كانوا متبعين للسنّة النبوية الصحيحة الواضحة الجليّة كما كان عليه سلفهم كعلي و أهل بيته و ذريته رضي اللّه عنهم أجمعين (2).

(11)-السيوطي في إحياء الميت بالإسناد إلى المطلب بن ربيعة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم للّه و لقرابتي» (3).

و ورد هذا الحديث في مجموعة مصادر منها:-

1-الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

و اللّه لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم للّه و لقرابتي (4).

2-مسند أحمد بن حنبل:ت.

ص: 214


1- البغوي:معالم التنزيل ج 7 ص /363ط.بيروت.
2- ابن كثير:تفسير القرآن العظيم ج 7 ص /365ط.بيروت.
3- السيوطي:إحياء الميت ص /27ط.دار العلوم.
4- الحاكم النيسابوري:المستدرك على الصحيحين ج 4 ص /75ط.بيروت.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم للّه و لقرابتي (1).

3-البدخشاني:نزل الأبرار بالإسناد إلى المطلب بن ربيعة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«و اللّه لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم للّه و لقرابتي» (2).

4-الزرندي:نظم درر السمطين بالإسناد إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه،و تكون عترتي أحب إليه من عترته،و يكون أهلي أحب إليه من أهله،و يكون ذاتي أحب إليه من ذاته (3).

و ذكرت كثير من المصادر نزول الآية في أهل البيت،و نعرض مجموعة من المصادر:-

1-الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 2 ص /130ط.بيروت.

2-الشبراوي الشافعي:الاتحاف بحب الأشراف ص /18ط.مصر.

3-الذهبي:التلخيص بذيل المستدرك ج 3 ص /172ط.بيروت.

4-النسفي:مدارك التنزيل ج 3 ص /292ط.بيروت.

5-أبو السعود:إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ج 2 ص /46ط.

بيروت.

6-البيضاوي:أنوار التنزيل ج 4 ص /53ط.تركية.

7-ابن حبّان:البحر المحيط ج 9 ص /335ط.بيروت.ف.

ص: 215


1- أحمد بن حنبل:المسند ج 1 ص /208ط.المكتبة الإسلامية.
2- البدخشاني:نزل الابرار ص /35ط.بيروت.
3- الزرندي:نظم درر السمطين ص /233ط.النجف.

8-السيوطي:الاكليل ص /230ط.بيروت.

9-الشربيني:السراج المنير ج 3 ص /538ط.بيروت.

10-القرطبي:الجامع لأحكام القرآن ج 16 ص /23ط.القاهرة.

11-ابن المغازلي الشافعي:مناقب علي ص /192ط.بيروت.

12-الرازي:التفسير الكبير ج 27 ص /166ط.ايران.

13-النبهاني:جواهر البحار ج 1 ص /137ط.مصر.

14-أبو نعيم:حلية الأولياء ج 3 ص /201ط.بيروت.

15-النبهاني:الشرف المؤبد ص /169ط.القاهرة.

16-القسطلاني:شرح المواهب اللدنية ج 7 ص /3ط.القاهرة.

17-ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /27ط.بيروت.

18-الشوكاني:فتح القدير ج 4 ص /764ط.بيروت.

19-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /5مخطوط.

20-الخوارزمي:مقتل الحسين ج 1 ص /57ط.ايران.

21-الطبراني:المعجم الأوسط ج 3 ص /26ط.الرياض.

22-ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /170ط.القاهرة.

23-البدخشاني:نزل الأبرار ص /31ط.بيروت.

24-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /123ط.النجف.

دلالة النص:

في الفصل المخصص لدراسة«مبدأ الولاء»من هذا الكتاب،سوف نتناول الدلالات الكبيرة لهذا المبدأ،و مضامينه الحقيقية التي تتجاوز الحالة الشعورية العاطفية العادية لتؤكد المسار القيادي لخط الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

ص: 216

فإن حالة التوازي بين«الأجر المحدد لأتعاب الرسالة»و«المودة لأهل البيت»تبرز الخصوصية التي تميز آل محمد على سائر الأمة.و هذه الخصوصية لا تنطلق من مجرد القرابة و إن كان للقرابة اعتبارها الكبير،و إنما تنطلق من طبيعة الموقع القيادي الذي يجسده أهل البيت في حركة الدعوة،و ما يفرضه هذا الموقع من ضرورة تأصيل الحالة الولائية و الانتمائية.

و إذا فرغنا نصوص«الولاء و الحب»من هذا المضمون،فإننا لا يمكن أن نفهم هذا اللون من التأكيد الذي تجاوز الحالة العادية المألوفة..

و كل التبريرات التي طرحت لتفسير هذا التأكيد الولائي لأهل البيت عليهم السلام،إذا ألغينا البعد القيادي،فإنها تبريرات غير مقبولة،و لا تقوى على إعطاء النصوص دلالاتها المقنعة.

إن هذا الكم الكبير من النصوص التي فرضت«الولاء و الحب لأهل البيت»تحمل دلالتين خطيرتين:-

الدلالة الأولى:

تأصيل المبدأ القيادي المتجسد في خط الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،بما يتوافر عليه هذا المبدأ من عناصر ضرورية لنجاحه في مسيرة الأمة.

الدلالة الثانية:

التأكيد على رفض الصيغ البديلة المحتملة بل المعلومة من خلال الرؤية الغيبية التي يملكها الرسول صلى اللّه عليه و آله.و بهذا تعتبر تلك الصيغ فاقدة لشرعيتها و أصالتها.

النص الثالث:

آية المباهلة:

قوله تعالى:

ص: 217

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (1) .

النزول:

أجمعت كتب التفسير على أن الآية نزلت في:النبي صلى اللّه عليه و آله،و علي بن أبي طالب عليه السلام،و فاطمة الزهراء عليها السلام،و الحسن و الحسين عليهما السلام.

(1)مسلم في صحيحه:

قال:

«و لما نزلت هذه الآية: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال:

اللهم هؤلاء أهلي» (2).

(2)الترمذي في صحيحه:

عن سعد بن أبي وقاص قال:

«لما أنزل اللّه هذه الآية: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال:

اللهم هؤلاء أهلي» (3).

(3)أحمد بن حنبل في مسنده:

عن سعد بن أبي وقاص قال:

«و لما نزلت هذه الآية: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال:ت.

ص: 218


1- سورة آل عمران:الآية 61.
2- صحيح مسلم ج 4 ص /1871ط.بيروت.
3- صحيح الترمذي ج 5 ص 225 ح 2999 و قد صححه/ط.بيروت.

اللهم هؤلاء أهلي» (1).

(2)الحاكم في المستدرك:

عن سعد بن أبي وقاص قال:

«لمّا نزلت هذه الآية نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال:

اللهم هؤلاء أهلي» (3).

(5)الزمخشري في الكشاف:

قال في تفسير قوله تعالى:

فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ.

«فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و قد غدا محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن، و فاطمة تمشي خلفه و علي خلفها،و هو يقول:

إذا أنا دعوت فأمّنوا.فقال اسقف نجران:

يا معشر النصارى إني لأرى وجوها لو شاء اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصاري إلى يوم القيامة...» (4).

(6)الرازي في التفسير الكبير:

قال عند تفسيره آية المباهلة:

«و كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله خرج و عليه مرط (4)من شعر أسود،و كان احتضن الحسين و أخذ بيد الحسن،و فاطمة تمشي خلفه،و علي خلفها،و هو يقول:].

ص: 219


1- مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص /185ط.بيروت.
2- المرط:كساء من صوف أو خزّ أو كتان يؤتزر به[عن المعجم المدرسي ص /983ط.دمشق].
3- الحاكم النيسابوري:المستدرك على الصحيحين ج 3 ص 150 و قد صححه/ط.بيروت.
4- الزمخشري:الكشاف ج 1 ص /193ط.بيروت.

إذا دعوت فأمّنوا،و ساق الحديث إلى آخره».

و عقب الرازي على الرواية بقوله:

«و اعلم أن هذه الرواية كالمتفق على صحتها بين أهل التفسير و الحديث» (1).

7-السدي في التفسير الكبير،قال:

لما نزلت الآية فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بيد الحسن و الحسين و فاطمة،و قال لعلي:

اتبعنا» (2).

8-الحلبي الشافعي في السيرة الحلبية،قال:

لما نزلت الآية فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ أقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و معه حسن و حسين و فاطمة و علي، و قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

هؤلاء أهلي» (3).

9-ابن حجر في الأصاية،قال:

لما نزلت الآية فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فدعا رسول اللّه عليا،و فاطمة،و حسنا،و حسينا،فقال:

اللهم هؤلاء أهلي» (4).ت.

ص: 220


1- الرازي:التفسير الكبير ج 8 ص /80ط.بيروت.
2- السدي:التفسير الكبير ص /179ط.مصر.
3- الحلبي الشافعي:السيرة الحلبية ج 3 ص /212ط.بيروت.
4- ابن حجر:الإصابة ج 4 ص /569ط.بيروت.

10-ابن عربي في أحكام القرآن،قال:

روى المفسرون أن النبي صلى اللّه عليه و آله ناظر أهل نجران حتى ظهر عليهم بالدليل و الحجة،فأبوا الانقياد و الإسلام،فأنزل اللّه عز و جل هذه الآية: فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ فدعا حينئذ فاطمة و الحسن و الحسين،ثم دعا النصارى إلى المباهلة (1).

و ذكرت مصادر كثيرة نزول النص في أهل البيت منها:-

1-الواحدي:أسباب النزول ص /59ط.بيروت.

2-ابن كثير:تفسير القرآن العظيم ج 1 ص /379ط.بيروت.

3-الذهبي:التلخيص بذيل المستدرك ج 3 ص /150ط.بيروت.

4-الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /123ط.بيروت.

5-ابن كثير:البداية و النهاية ج 5 ص /54ط.بيروت.

6-أبو السعود:إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم ج 2 ص /46ط.

بيروت.

7-الخازن:معاني التنزيل ج 10 ص /359ط.بيروت.

8-السيوطي:تفسير الجلالين ص /72ط.بيروت.

9-القرشي البغدادي:زاد المسير ج 1 ص /339ط.بيروت.

10-البيضاوي:أنوار التنزيل ج 2 ص /22ط.تركيا.

11-الشربيني:السراج المنير ج 1 ص /223ط.بيروت.

12-ابن الأثير:جامع الأصول ج 8 ص /650ط.بيروت.ت.

ص: 221


1- ابن عربي:أحكام القرآن ج 1 ص /360ط.بيروت.

13-ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص /172ط.بيروت.

14-السيوطي:تاريخ الخلفاء ص /169ط.مصر.

15-الطبري:ذخائر العقبى ص /25ط.القاهرة.

16-زين الدين:هامش السيرة الحلبية ج 3 ص /5ط.بيروت.

17-محمد رشيد رضا:تفسير المنار ج 3 ص /322ط.بيروت.

18-السبط بن الجوزي:تذكرة الخواص ص /24ط.بيروت.

19-الثعالبي:ثمار القلوب ج 2 ص /865ط.دار البشائر.

20-السمهودي:جواهر العقدين ص /195ط.بيروت.

21-ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /23ط.بيروت.

22-الكلبي:التسهيل لعلوم التنزيل ج 1 ص /109ط.مصر.

23-السيوطي:الدر المنثور ج 2 ص /39ط.بيروت.

24-الخوارزمي:المناقب ص /108ط.قم.

25-اليافعي:مرآة الجنان ص /143ط.بيروت.

26-الزرندي:نظم درر السمطين ص /108ط.النجف.

27-ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /121ط.القاهرة.

28-البيضاوي:طوالع الأنوار ج 1 ص /588ط.مصر.

29-البغوي:مصابيح السنة ج 4 ص /183ط.بيروت.

30-الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /152ط.بيروت.

31-التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1731ط.بيروت.

32-الشبلنجي:نور الأبصار ص /111ط.المكتبة الشعبية.

33-الشوكاني:فتح القدير ج 1 ص /524ط.بيروت.

ص: 222

دلالة النص:

النص يحمل عدة دلالات هامة:-

الدلالة الأولى:

إنّ تعيين شخصيات المباهلة ليس حالة عفوية مرتجلة،و إنّما هو اختيار إلهي هادف..و قد أجاب الرسول صلى اللّه عليه و آله حينما سئل عن هذا الاختيار بقوله:

«لو علم اللّه تعالى أنّ في الأرض عبادا أكرم من علي و فاطمة و الحسن و الحسين لأمرني أن أباهل بهم،و لكن أمرني بالمباهلة مع هؤلاء فغلبت بهم النصارى» (1).

الدلالة الثانية:

إنّ ظاهرة الاقتران الدائم بين الرسول صلى اللّه عليه و آله و أهل بيته عليهم السلام تعبّر عن مضمون رسالي كبير يحمل دلالات فكرية،روحية،سياسية خطيرة، فالمسألة ليست تكريسا للمفهوم القبلي الذي ألفته الذهنية العربية،بل هو الإعداد الرباني الهادف لصياغة الوجود الامتدادي في حركة الرسالة،هذا الوجود الذي يمثله أهل البيت عليهم السلام بما يملكونه من إمكانات تؤهلهم لذلك.

الدلالة الثالثة:

لو حاولنا أن نستوعب مضمون المفردة القرآنية التي جاءت في هذا النص و هي قوله تعالى:

أَنْفُسَنا، لاستطعنا أن ندرك قيمة هذا النص في منظومة الأدلة المعتمدة لإثبات الإمامة.ن.

ص: 223


1- السبيتي:المباهلة ص /66ط.طهران.

إنّ هذه المفردة القرآنية تعتبر عليا عليه السلام الحالة التجسيدية الكاملة لشخصية الرسول صلى اللّه عليه و آله،نستثني النبوة التي تمنح رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله خصوصية لا يشاركه فيها أحد مهما كان موقعه.

فعلي عليه السلام بما يملكه من هذه المصداقية الكاملة هو المؤهل الوحيد لتمثيل الرسول صلى اللّه عليه و آله في حياته و بعد مماته.

النص الرابع:

حديث المنزلة:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي».

المصادر:

حديث المنزلة من الأحاديث المتواترة (1)،و قد توافرت على تدوينه أهم مصادر الحديث:

(1)صحيح البخاري:

«حدثنا شعبة عن سعد قال:

سمعت ابراهيم بن سعد عن أبيه قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و آله لعلي:

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى (2).

ص: 224


1- ذكر تواتر الحديث التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1719ط.بيروت. الجزري الشافعي:أسنى المطالب ص /53ط.طهران. السيوطي:قطف الأزهار المتناثرة ص /281ط.بيروت. المنصور باللّه:هداية العقول ج 2 ص /41ط.صنعاء.
2- صحيح البخاري ج 5 ص 81 ح /225ط.بيروت.

و أخرج البخاري في موضع آخر:

«عن مصعب بن سعد عن أبيه أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله خرج إلى تبوك و استخلف عليا،فقال:

أتخلفني في الصبيان و النساء؟قال:

ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه ليس نبي بعدي» (1).

(2)صحيح مسلم:

«عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال:

قال رسول اللّه لعلي:

أنت مني بمنزلة هارون من موسى،إلاّ أنّه لا نبي بعدي».

و أخرجه بصيغ أخرى و من عدة طرق (2).

(3)صحيح الترمذي:

عن جابر بن عبد اللّه أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال لعلي:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي».

و روي عن سعيد بن المسيب عن سعد بن أبي وقاص:

أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال لعلي:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي» (3).

(4)سنن ابن ماجة:

عن سعد بن ابراهيم قال:

سمعت ابراهيم بن سعد بن أبي وقاص يحدث عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه و آله أنه قال لعلي:ت.

ص: 225


1- صحيح البخاري ج 6 ص 309 ح /857ط.بيروت.
2- صحيح مسلم ج 4 ص 1870 ح /2404ط.بيروت.
3- صحيح الترمذي ج 5 ص 640،641 ح 3730،/3731ط.بيروت.

«ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى» (1).

(5)مسند أحمد بن حنبل:

آ-عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي» (2).

ب-عن أسماء بنت عميس أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال لعلي:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنه لا نبي بعدي» (3).

ج-عن ابن عباس قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و آله لعلي:

«أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنك لست بنبي،إنه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي» (4).

(6)ابن الأثير:أسد الغابة بالإسناد إلى عامر بن سعد بن أبي وقاص،عن أبيه، قال:

أمر معاوية سعدا،فقال:

ما يمنعك أن تسبّ أبا تراب؟قال:

أما ما ذكرت ثلاثا قالهن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فلن أسبه لأن يكون لي واحدة منهنّ أحب إلىّ من حمر النعم،سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول لعلي و خلفه في بعض مغازيه،فقال له علي:

يا رسول اللّه تخلفني مع النساء و الصبيان؟فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:1.

ص: 226


1- سنن ابن ماجه ج 1 ص 42،43 ح /115ط.بيروت.
2- مسند أحمد بن حنبل ج 3 ص /32ط.بيروت.
3- المصدر نفسه ج 6 ص 369.438.
4- المصدر نفسه ج 1 ص 331.

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي....

الحديث. (1).

7-الخوارزمي في المناقب بالإسناد إلى زيد بن أبي أوفى،قال:

لما آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بين أصحابه،قال علي:

لقد ذهب روحي و انقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى و الكرامة،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي و أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي،و أنت أخي و وارثي،قال:

و ما أرث منك يا نبي اللّه؟قال:

ما ورثه الأنبياء من قبلي.قال:

و ما هو؟قال:

كتاب ربهم و سنة نبيهم (2).

8-الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل عن مجاهد في قوله تعالى يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا يعني صدقوا بالتوحيد أَطِيعُوا اللّهَ يعني في فرائضه وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ يعني في سنته وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ قال:نزلت في أمير المؤمنين حين خلفه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بالمدينة،فقال:

أتخلفني على النساء و الصبيان؟فقال:

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى حين قال له:

أخلفني في قومي و أصلح (3).ت.

ص: 227


1- ابن الأثير:أسد الغابة ج 4 ص /104ط.بيروت.
2- الخوارزمي:المناقب ص /151ط.قم.
3- الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 1 ص /149ط.بيروت.

9-الكنجي الشافعي:كفاية الطالب بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بالناس في غزوة تبوك،فقال علي:

أخرج معك؟قال:

فقال له النبي صلى اللّه عليه و آله:

لا،فبكى علي عليه السلام،فقال له:

أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي،إنه لا ينبغي أن أذهب إلا و أنت خليفتي (1).

10-ابن سعد في الطبقات الكبرى بالإسناد إلى أبي سعيد،قال:

غزا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله غزوة تبوك و خلف عليا في أهله،فقال بعض الناس:

ما منعه أن يخرج به إلا أنه كره صحبته،فبلغ ذلك عليا فذكره للنبي صلى اللّه عليه و آله،فقال:

أيا ابن أبي طالب أما ترضى أن تنزل مني بمنزلة هارون من موسى (2).

و ذكر هذا الحديث في كثير من المصادر منها:-

1-الصبان:إسعاف الراغبين ص /110مخطوط.

2-ابن حجر:الإصابة ج 4 ص /569ط.بيروت.

3-البلاذري:أنساب الأشراف ج 2 ص /92ط.بيروت.

4-العجلي:الثقات ص /522ط.بيروت.

5-ابن عبد ربه:الاستيعاب ج 3 ص /1097ط.بيروت.

6-ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 1 ص /307ط.

بيروت.ت.

ص: 228


1- الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /212ط.بيروت.
2- ابن سعد:الطبقات الكبرى ج 3 ص /24ط.بيروت.

7-أبو الفداء:المختصر في أخبار البشر ج 2 ص /95ط.بيروت.

8-ابن الأثير:جامع الأصول ج 8 ص /649ط.بيروت.

9-ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص /37ط.بيروت.

10-السيوطي:تاريخ الخلفاء ص /168ط.مصر.

11-زين الدين:هامش السيرة الحلبية ج 2 ص /323ط.بيروت.

12-السبط بن الجوزي:تذكرة الخواص ص /27ط.بيروت.

13-السمهودي:جواهر العقدين ص /247ط.بيروت.

14-أبو نعيم:حلية الأولياء ج 7 ص /195ط.بيروت.

15-مصطفى الشكعة:إسلام بلا مذاهب ص /170ط.مصر.

16-النبهاني:الشرف المؤبد ص /133ط.مصر.

17-القسطلاني:شرح المواهب اللدنية ج 3 ص /69ط.القاهرة.

18-ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /38ط.بيروت.

19-ابن القيم:زاد المعاد ص 61 ج /5ط.القاهرة.

20-النسائي:فضائل الصحابة ص /13ط.بيروت.

21-الذهبي:ميزان الاعتدال ج 2 ص /3ط.بيروت.

22-الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /138ط.بيروت.

23-الحاكم النيسابوري:المستدرك على الصحيحين ج 9 ص /109ط.

بيروت.

24-البيهقي:المحاسن و المساوئ ص /44ط.بيروت.

25-الخوارزمي:المناقب ص /55ط.قم.

26-ابن كليب الشاشي:المسند ج 1 ص /165ط.المدينة المنورة.

27-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /31ط.المكتبة الإسلامية.

28-الطبراني:المعجم الصغير ج 2 ص /331ط.بيروت.

ص: 229

29-اليافعي:مرآة الجنان ص /142ط.بيروت.

30-الباقلاني:الإنصاف ص /66ط.بيروت.

31-الشبلنجي:نور الأبصار ص /77ط.المكتبة الشعبية.

32-الملا علي القاري:مرقاة المفاتيح ج 10 ص /454ط.لبنان.

33-السيوطي:الفتح الكبير ج 1 ص /277ط.مصر.

34-التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1719ط.بيروت.

35-الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /117ط.بيروت.

36-العيني:عمدة القاري ج 16 ص /214ط.بيروت.

37-المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /599ط.حلب.

38-أبو داوود الطيالسي:المسند ص /29ط.بيروت.

39-البغوي:مصابيح السنة ج 4 ص /170ط.بيروت.

40-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /17مخطوط.

41-البيضاوي:طوالع الأنوار ج 1 ص /585ط.مصر.

42-الطبراني:المعجم الأوسط ج 3 ص /351ط.الرياض.

43-ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /121ط.القاهرة.

44-النسائي:خصائص علي ص /46ط.ايران.

45-البدخشاني:نزل الأبرار ص /47ط.بيروت.

46-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /91ط.النجف.

47-الزرندي:نظم درر السمطين ص /107ط.النجف.

48-الجزري الشافعي:أسنى المطالب ص /51ط.طهران.

49-السيوطي:قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة ص /281ط.

بيروت.

50-المزي:تهذيب الكمال ج 20 ص /483ط.بيروت.

ص: 230

دلالة النص:

لو تأمل الباحث المنصف تأملا متأنيا في مفردات هذا النص،و مدلولاته اللغوية لاستطاع أن يعتبره دليلا صريحا على إمامة علي بن أبي طالب،و إذا لم يمكن بمنطوقه المطابقي،فبمدلوله الإلتزامي...

و يمكن أن نتبين دلالة هذا النص على الإمامة من خلال النقاط التالية:-

النقطة الأولى:

منزلة هارون من موسى كانت«منزلة الخلافة النبوية»و قد منحت هذه المنزلة لعلي بن أبي طالب باستثناء النبوة،فيبقى«موقع الخلافة»من صلاحيات علي عليه السلام إن في حياة النبي صلى اللّه عليه و آله أو بعد وفاته صلى اللّه عليه و آله،و لعل الصيغة التي أوردها أحمد في مسنده لحديث المنزلة تلقي ضوءا على هذا المعنى،حيث قال الرسول صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

«أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّك لست بنبي،إنّه لا ينبغي أن أذهب إلاّ و أنت خليفتي» (1).

النقطة الثانية:

الفهم العرفي و اللغوي يؤكد عموم المنزلة في هذا الحديث،فلا يصح إعطاؤه مضمونا محدودا في مصاديقه،و دلالاته،و مساحاته المكانية و الزمانية، فالاستعمالات العربية و اللغوية تأبى التخصيص في هذا اللون من الصيغ و التعبيرات.

النقطة الثالثة:

و قد تواجه الاستدلال بهذا النص إشكالية«خصوصية المورد»حيث جاء الحديث في«غزوة تبوك»،فالخلافة الواردة في هذا النص خاصة محدودة موقتة...ت.

ص: 231


1- أحمد بن حنبل:المسند ج 1 ص /331ط.بيروت.

و الجواب عن هذه الإشكالية نتوافر عليه من عدة وجوه:

1-النص في أغلب صيغه مطلق و ليس محددا بمورد خاص،كما هو واضح من مراجعة صيغ الحديث المدونة في أغلب كتب الحديث.

2-حديث المنزلة ورد في عدة موارد:

آ-في يوم المؤاخاة.

ب-في يوم بدر.

ج-في يوم فتح خيبر.

د-في غزوة تبوك.

ه-في يوم المباهلة.

و-في حجة الوداع.

ز-في يوم غدير خم (1).

3-لو سلمنا بخصوصية المورد،فإنّ ذلك لا يلغي عمومية النص،لأنّ المورد لا يخصص الوارد كما هو ثابت و متفق عليه،و إلاّ لجمدنا أكثر النصوص في مواردها الخاصة و هذا ما لا يقبله أحد من علماء المسلمين،بل ترفضه قواعد اللغة،و مرتكزات العرف.

4-إنّ الاستثناء الوارد في النص و هو قوله صلى اللّه عليه و آله:

«إلاّ أنّه لا نبي بعدي»أو«إلاّ أنّك لست بنبي»يشير بشكل واضح إلى مرحلة مستقبلية بعد الرسول صلى اللّه عليه و آله يمارس فيها علي عليه السلام دوره في خلافة الرسول صلى اللّه عليه و آله.7.

ص: 232


1- تقدمت الإشارة إلى مصادر هذه الموارد ص 227.
النص الخامس:
اشارة

حديث السفينة:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق».

المصادر:
اشارة

حديث السفينة من الأحاديث المتواترة (1)عند المسلمين و قد ورد بألفاظ و صيغ متعددة،و دونته الكثير من مصادر الحديث:-

(1)المستدرك على الصحيحين للحاكم:

عن أبي اسحق عن حنش الكناني قال:سمعت أبا ذر يقول و هو آخذ بباب الكعبة:

أيّها الناس من عرفني فأنا من عرفتم،و من أنكر فأنا أبو ذر سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا،و من تخلف عنها غرق».

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه (2).

(2)المعجم الصغير للطبراني:

عن أبي سعيد الخدري قال:سمعت النبي صلى اللّه عليه و آله يقول:

«إنّما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق،و إنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني اسرائيل من دخله غفر له» (3).

ص: 233


1- ذكر التواتر ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول ص /18مخطوط.
2- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 2 ص 323،ج 3 ص 150-/151ط.بيروت.
3- الطبراني:المعجم الصغير ج 2 ص /303ط.بيروت.
(3)إحياء الميت للسيوطي:

أخرج البزار عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح،من ركب فيها نجا،و من تخلف عنها غرق» (1).

(4)الصواعق المحرقة لابن حجر:

عن أبي ذر أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«إنّ مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها هلك» (2).

(5)ذخائر العقبى للطبري:

عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تعلق بها فاز،و من تخلف عنها غرق» (3).

(6)منتخب كنز العمال للمتقي:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا،و من تخلف عنها غرق» (4).

(7)-الصبان في إسعاف الراغبين،قال:

روى جماعة من أصحاب السنن عن عدة من الصحابة أن النبي صلى اللّه عليه و آله،قال:

ص: 234


1- السيوطي:إحياء الميت ص 46،47 حديث 25،/26ط.دار العلوم.
2- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /186ط.القاهرة.
3- الطبري:ذخائر العقبى ص /20ط.بيروت.
4- المتقي:منتخب كنز العمال«بهامش مسند أحمد»ج /92/5ط.بيروت.

«مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها هلك» (1).

(8)-الذهبي في التلخيص بالإسناد إلى حنش الكناني،قال:

سمعت أبا ذر يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يقول:

«ألا إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها هلك» (2).

(9)-الخطيب البغدادي في تاريخه بالإسناد إلى أنس بن مالك،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

إنما مثلي و مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا،و من تخلف عنها غرق (3).

(10)-السيوطي في الجامع الصغير:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«إن مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها هلك» (4).

(11)-السيوطي في الدر المنثور بالإسناد إلى علي بن أبي طالب،قال:

إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح و كباب حطة في بني اسرائيل (5).

و ذكر هذا الحديث في كثير من المصادر منها:-

1-أبو نعيم:حلية الأولياء ج 4 ص /306ط.بيروت.

ص: 235


1- الصبان:إسعاف الراغبين ص /81مخطوط.
2- الذهبي:التلخيص ج 3 ص /151ط.بيروت.
3- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 12 ص /91ط.بيروت.
4- السيوطي:الجامع الصغير ج 1 ص /97ط.بيروت.
5- السيوطي:الدر المنثور ج 1 ص /72ط.بيروت.

2-النبهاني:الشرف المؤبد ص /68ط.القاهرة.

3-الصفوري:نزهة المجالس ص /557ط.القاهرة.

4-الشبلنجي:نور الأبصار ص /114ط.المكتبة الشعبية.

5-النبهاني:الفتح الكبير ج 3 ص /133ط.مصر.

6-المتقي الهندي:كنز العمال ج 12 ص /94ط.حلب.

7-البدخشاني:نزل الأبرار ص /33ط.بيروت.

8-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /30ط.النجف.

9-الزرندي:نظم درر السمطين ص /235ط.النجف.

النص السادس:
اشارة

حديث«علي مني و أنا من علي».

ورد هذا الحديث بصيغ متعددة:-

(1)صحيح البخاري:

قال النبي صلى اللّه عليه و آله لعلي:

«أنت مني و أنا منك» (1).

(2)صحيح الترمذي:

في حديث عمران بن حصين أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«إنّ عليا مني و أنا منه،و هو ولي كل مؤمن بعدي» (2).

(3)سنن ابن ماجه:

عن حبشي بن جنادة قال:سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

ص: 236


1- صحيح البخاري:ج 364/4 حديث 904«كتاب الصلح»و ج 79/5 كتاب فضائل أصحاب النبي صلى اللّه عليه و آله باب مناقب علي بن أبي طالب/ط.بيروت.
2- صحيح الترمذي ج 632/5 حديث 3712 كتاب المناقب-باب مناقب علي بن أبي طالب/ط.بيروت.

«علي مني و أنا منه و لا يؤدي عني إلاّ علي» (1).

(4)مسند أحمد بن حنبل:

في حديث بريدة الأسلمي قال له النبي صلى اللّه عليه و آله:

«لا تقع في عليّ فإنّه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي و إنّه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي» (2).

(5)المستدرك على الصحيحين للحاكم:

في حديث عمران بن حصين أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«إنّ عليا مني و أنا منه و ولي كل مؤمن» (3).

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه.

(6)التلخيص للذهبي:

أورد الحديث الذي أخرجه الحاكم في مستدركه و لم يشكك في صحته (4).

(7)مجمع الزوائد للهيثمي:

في حديث بريدة الأسلمي قال له النبي:

«لا تقع في عليّ فإنّه مني و أنا منه و هو وليكم بعدي» (5).

(8)مسند أحمد بن حنبل:

عن أبي اسحاق عن حبشي بن جنادة السلوي و كان قد شهد حجة الوداع قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«علي مني و أنا من علي و لا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي» (6).

ص: 237


1- سنن ابن ماجه ج 44/1 حديث 119«المقدمة»/ط.بيروت.
2- مسند أحمد بن حنبل ج 356/5«حديث بريدة الأسلمي»/ط.بيروت.
3- الحاكم:المستدرك ج 110/3،111«كتاب معرفة الصحابة»/ط.بيروت.
4- الذهبي:التلخيص«بذيل المستدرك»ج 110/3،/111ط.بيروت.
5- الهيثمي:مجمع الزوائد ج /131/9ط.بيروت.
6- مسند أحمد بن حنبل ج /165/4ط.بيروت.

و قد أخرجه أحمد من حديث حبشي بن جنادة بطرق متعددة كلها صحيحة، و قد رواه عن يحيى بن آدم عن اسرائيل بن يونس عن جده أبي اسحق عن حبشي و كل هؤلاء حجج عند الشيخين و قد ورد احتجابهم في الصحيحين» (1).

(9)الهيثمي في مجمع الزوائد:

في حديث بريدة أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«من فارق عليا فقد فارقني،إنّ عليا مني و أنا منه» (2).

(10)الصواعق المحرقة لابن حجر:

عن حبشي بن جنادة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله

«علي مني و أنا من علي و لا يؤدي عني إلا أنا أو علي» (3).

و ذكر هذا الحديث في مجموعة مصادر منها:-

1-الصبان:إسعاف الراغبين ص /113مخطوط.

2-ابن حجر:الإصابة ج 4 ص /569ط.بيروت.

3-الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /243ط.بيروت.

4-ابن كثير:البداية و النهاية ج 5 ص /213ط.بيروت.

5-ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 1 ص /167ط.

بيروت.

6-ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص /151ط.بيروت.

7-الطبري ذخائر العقبى ص /68ط.القاهرة.

ص: 238


1- شرف الدين:المراجعات ص /244ط.بيروت.
2- الهيثمي:مجمع الزوائد ج /131/9ط.بيروت.
3- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص 188 الباب 9 فصل 2 حديث /6ط.بيروت.

8-السيوطي:الجامع الصغير ج 2 ص /66ط.بيروت.

9-أبو نعيم:حلية الأولياء ج 6 ص /294ط.بيروت.

10-المناوي:كنوز الحقائق ج 1 ص /71ط.بيروت.

11-النسائي:فضائل الصحابة ص /15ط.بيروت.

12-الخوارزمي:المناقب ص /61ط.قم.

13-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /30ط.المكتبة الإسلامية.

14-الشبلنجي:نور الأبصار ص /78ط.المكتبة الشعبية.

15-التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1720ط.بيروت.

16-الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /129ط.بيروت.

17-العيني:عمدة القاري ج 16 ص /214ط.بيروت.

18-المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /599ط.حلب.

19-المناوي:الكواكب الدرّية ج 1 ص /69ط.القاهرة.

النص السابع:
اشارة

حديث الأمان:

ورد بصيغ متعددة:

1-المستدرك على الصحيحين للحاكم:

عن جابر قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت أتاها ما يوعدون،و أنا أمان لأصحابي ما كنت فإذا ذهبت أتاهم ما يوعدون،و أهل بيتي أمان لأمتي فإذا ذهب أهل بيتي أتاهم ما يوعدون».

ص: 239

(قال الحاكم):

صحيح الإسناد و لم يخرجاه (1).

(2)إحياء الميت للسيوطي:

عن سلمة بن الأكوع قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي» (2).

(3)المستدرك على الصحيحين للحاكم:

عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق،و أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف،فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس» (3).

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه.

(4)الصواعق المحرقة لابن حجر:

عن سلمة بن الأكوع أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي» (4).

(5)ينابيع المودة للقندوزي الحنفي:

عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

ص: 240


1- الحاكم:المستدرك ج /448/2ط.بيروت.
2- السيوطي:إحياء الميت ص 42،43 الحديث /21ط.دار العلوم.
3- الحاكم:المستدرك ج /149/3ط.بيروت.
4- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص 283 الباب 11 فصل 2 حديث /12ط.بيروت.

«النجوم أمان لأهل السماء فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء و أهل بيتي أمان لأهل الأرض،فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (1).

(6)-الصبان في إسعاف الراغبين،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق و أهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف» (2).

(7)-الذهبي في التلخيص بالإسناد إلى ابن عباس مرفوعا:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق و أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف» (3).

(8)-الطبري في ذخائر العقبى بالإسناد إلى إياس بن سلمة عن أبيه،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي» (4).

(9)-السمهودي في جواهر العقدين:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«النجوم أمان لأهل السماء،فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء،و أهل بيتي أمان لأهل الأرض فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (5).

(10)-النبهاني في الشرف المؤبد:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

ص: 241


1- القندوزي:الحنفي:ينابيع المودة الباب الثالث ج /19/1ط.بيروت.
2- الصبان:إسعاف الراغبين ص /94مخطوط.
3- الذهبي:التلخيص بذيل المستدرك ج 3 ص /149ط.بيروت.
4- الطبري:ذخائر العقبى ص /17ط.القاهرة.
5- السمهودي:جواهر العقدين ص /259ط.بيروت.

«إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء و إذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (1).

و ورد هذا الحديث في مصادر كثيرة منها:

1-الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /277ط.بيروت.

2-الترمذي:نوادر الأصول ص /263ط.بيروت.

3-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /92ط.المكتب الإسلامي.

4-المتقي الهندي:كنز العمال ج 12 ص /96ط.حلب.

5-الزرندي:نظم درر السمطين ص /234ط.النجف.

النص الثامن:
اشارة

حديث المؤاخاة:

(1)صحيح الترمذي:

عن ابن عمر قال:

«آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بين أصحابه فجاء علي تدمع عيناه فقال:

يا رسول اللّه أخيت بين أصحابك و لم تؤاخ بيني و بين أحد،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنت أخي في الدنيا و الآخرة» (2).

(2)المستدرك على الصحيحين للحاكم:

عن ابن عمر قال:

ص: 242


1- النبهاني:الشرف المؤبد ص /70ط.القاهرة.
2- صحيح الترمذي ج 636/5 حديث 3720 كتاب المناقب-باب مناقب علي بن أبي طالب/ط.بيروت.

إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله آخى بين أصحابه،فأخى بين أبي بكر و عمر و بين طلحة و الزبير،و بين عثمان بن عفان و عبد الرحمن بن عوف،فقال علي:

يا رسول اللّه إنّك قد آخيت بين أصحابك فمن أخي؟قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أما ترضى يا علي أن أكون أخاك»،فقال علي:

بلى يا رسول اللّه.

فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنت أخي في الدنيا و الآخرة» (1).

(3)مسند أحمد بن حنبل:

عن علي في حديث الإنذار قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«فأيّكم يبايعني على أن يكون أخي و صاحبي؟»قال:

فلم يقم إليه أحد،فقمت إليه و كنت أصغر القوم،فقال:

اجلس،قال ثلاث مرات،كل ذلك أقوم إليه،فيقول لي:

اجلس،حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدي» (2).

(4)سنن ابن ماجه:

عن عباد بن عبد اللّه قال:

قال علي:

«أنا عبد اللّه،و أخو رسوله صلى اللّه عليه و آله،و أنا الصديق الأكبر،لا يقولها بعدي إلا كذاب،صليت قبل الناس لسبع سنين» (3).

ص: 243


1- الحاكم:المستدرك ج 14/3«كتاب الهجرة»/ط.بيروت.
2- مسند أحمد بن حنبل ج 159/1«مسند علي بن أبي طالب»/ط.بيروت.
3- سنن ابن ماجه ج 44/1 حديث 120«المقدمة»/ط.بيروت.
(5)ابن هشام في السيرة النبوية:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لأصحابه:

تآخوا في اللّه أخوين،ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب،فقال:هذا أخي،فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله سيد المرسلين،و إمام المتقين،و رسول رب العالمين،الذي ليس له خطير و لا نظير من العباد،و علي بن أبي طالب أخوين (1).

(6)السبط بن الجوزي في تذكرة الخواص:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

و الذي بعثني بالحق ما أخرتك إلا لنفسي،و أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي،و أنت أخي و وارثي.

فقال علي:

و ما أرث منك؟

قال:ما ورث الأنبياء قبلي،كتاب ربهم و سنة نبيهم (2).

(7)-السبط بن الجوزي في تذكرة الخواص بالإسناد إلى مجدوح بن زيد

الباهلي،قال:

آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بين المهاجرين و الأنصار،فبكى علي،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

ما يبكيك،فقال:

لم تواخ بيني و بين أحد،فقال صلى اللّه عليه و آله:

إنما ادخرتك لنفسي (3).

ص: 244


1- ابن هشام:السيرة النبوية ج 2 ص /112ط.بيروت.
2- السبط الجوزي:تذكرة الخواص ص /31ط.بيروت.
3- المصدر نفسه ص 29.

(8)ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

لما آخى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بين أصحابه من المهاجرين و الأنصار،و هو أنه صلى اللّه عليه و آله آخى بين أبي بكر و عمر،و آخى بين عثمان و عبد الرحمن بن عوف،و آخى بين طلحة و الزبير،و آخى بين أبي ذر و المقداد،و لم يواخ بين علي بن أبي طالب و بين أحد منهم،فخرج علي مغضبا حتى أتى جدولا من الأرض و توسد ذراعه و نام فيه تسفي الريح عليه،فطلبه النبي صلى اللّه عليه و آله فوجده على تلك الصفة،فوكزه برجله،و قال له:

قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب أغضبت حين آخيت بين المهاجرين و الأنصار و لم أواخ بينك و بين أحد منهم،أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي (1).

(9)المستدرك للحاكم:

عن عباد بن عبد اللّه الأسدي عن علي،قال:

«إني عبد اللّه و أخو رسوله و أنا الصديق الأكبر،لا يقولها بعدي إلاّ كذاب، صليت قبل الناس بسبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الأمة» (2).

(10)مجمع الزوائد للهيثمي:

عن علي،قال:

«و اللّه إني لأخوه و وليه و ابن عمه و وارثه فمن أحق به مني» (3).

«و اللّه إني لأخوه و وليه و ابن عمه و وارثه فمن أحق به مني» (3).

و ورد هذا الحديث في أغلب المصادر المعتبرة منها:

1-الصبان:إسعاف الراغبين ص /113مخطوط.

ص: 245


1- ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /38ط.بيروت.
2- الحاكم:المستدرك ج 3 ص 111،/112ط.بيروت.
3- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /137ط.بيروت.

2-ابن حجر:الإصابة في تمييز الصحابة ج 4 ص /565ط.بيروت.

3-الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /168ط.بيروت.

4-ابن سعد:الطبقات ج 3 ص /22ط.بيروت.

5-البلاذري:أنساب الأشراف ج 2 ص /144ط.بيروت.

6-ابن كثير:البداية و النهاية ج 3 ص /226ط.بيروت.

7-ابن عبد البر:الاستيعاب ج 3 ص /1098ط.بيروت.

8-ابن الأثير:جامع الأصول ج 1 ص /278ط.بيروت.

9-ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 1 ص /33ط.بيروت.

10-ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص /43ط.بيروت.

11-السيوطي:تاريخ الخلفاء ص /170ط.مصر.

12-الطبري:ذخائر العقبى ص /66ط.القاهرة.

13-السيوطي:الجامع الصغير ج 2 ص /66ط.بيروت.

14-السمهودي:جواهر العقدين ص /277ط.بيروت.

15-المناوي:كنوز الحقائق ج 1 ص /51ط.بيروت.

16-النبهاني:الشرف المؤبد ص /133ط.القاهرة.

17-القسطلاني:شرح المواهب اللدنية ج 1 ص /373ط.القاهرة.

18-الذهبي:ميزان الاعتدال ج 2 ص /154ط.بيروت.

19-السيوطي:الدر المنثور ج 3 ص /205ط.بيروت.

20-الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /143ط.بيروت.

21-البيهقي:المحاسن و المساوي ص /45ط.بيروت.

22-الصفوري في نزهة المجالس ص /552ط.القاهرة.

23-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /30ط.المكتب الإسلامي.

24-المناوي:فيض القدير ج 4 ص /355ط.بيروت.

ص: 246

25-الشبلنجي:نور الأبصار ص /78ط.المكتبة الشعبية.

26-الملا علي القاري:مرقاة المفاتيح ج 10 ص /465ط.بيروت.

27-السيوطي:الفتح الكبير ج 1 ص /277ط.مصر.

28-التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1720ط.بيروت.

29-الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /124ط.بيروت.

30-البغوي:مصابيح السنة ج 4 ص /173ط.بيروت.

31-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /16مخطوط.

32-أحمد المغربي:فتح الملك العلي ص /52ط.إيران.

33-القوشجي:شرح التجريد ص /329ط.مصر.

34-ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /122ط.القاهرة.

35-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /63ط.النجف.

36-الترمذي:صحيح الترمذي ج 5 ص /636ط.المكتبة الإسلامية.

37-الجزري الشافعي:أسنى المطالب ص /65ط.طهران.

38-الآمدي:غاية المرام ص /375ط.القاهرة.

النص التاسع:

حب علي و أهل البيت عليهم السلام:

في هذا المضمون وردت أحاديث كثيرة جدا،يأتي ذكر طائفة منها في أحد الفصول القادمة-إن شاء اللّه-و أكتفي هناك باختيار بعض النماذج:-

الحديث الأول:

قال علي عليه السلام:

«و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي إليّ:أن لا يحبني إلاّ مؤمن، و لا يبغضني إلا منافق».

ص: 247

و ورد هذا الحديث في مجموعة من المصادر منها:-

1-سنن ابن ماجة:

عن علي،قال:

«عهد إليّ النبي الأمي صلى اللّه عليه و آله أنه لا يحبني إلا مؤمن،و لا يبغضني إلا منافق» (1).

2-ابن الأثير في أسد الغابة بالإسناد إلى علي،قال:

لقد عهد إليّ النبي صلى اللّه عليه و آله أن لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق (2).

3-صحيح مسلم:

عن علي،قال:

و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى اللّه عليه و آله إليّ:أن لا يحبني إلا مؤمن و لا يبغضني إلا منافق (3).

4-الزمخشري في ربيع الأبرار:

قال علي:

لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني،و لو حبيت الدنيا بحمأتها على المنافق على أن يحبني ما أحبني،و ذلك أنه قضي على لسان النبي الأمي أنه لا يبغضك مؤمن و لا يحبك منافق (4).

5-ابن حجر في الإصابة بالإسناد إلى علي،قال:

لقد عهد إليّ النبي صلى اللّه عليه و آله أن لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق (5).ت.

ص: 248


1- سنن ابن ماجة ج 1 ص 42 ح /114ط.بيروت.
2- ابن الأثير:أسد الغابة ج 4 ص /109ط.بيروت.
3- صحيح مسلم ج 1 ص 86 ح /131ط.بيروت.
4- الزمخشري:ربيع الأبرار ج 1 ص /488ط.قم.
5- ابن حجر:الإصابة ج 4 ص /569ط.بيروت.

6-الكنجي الشافعي في كفاية الطالب بالإسناد إلى محمد بن منصور الطوسي،قال:

كنا عند أحمد بن حنبل فقال رجل:

يا أبا عبد اللّه ما تقول في هذا الحديث الذي يروي أن عليا قال:

أنا قسيم النار؟فقال أحمد:

و ما تنكرون من هذا الحديث أليس روينا أن النبي صلى اللّه عليه و آله قال لعلي:

لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق،قلنا:

بلى،قال:

فأين المؤمن،قلنا:

في الجنة،قال:

فأين المنافق؟قلنا:

في النار،قال:

فعلي قسيم النار (1).

7-البلاذري في أنساب الأشراف بالإسناد إلى علي،قال:

إنه لعهد النبي الأمي أن لا يحبني إلا مؤمن و لا يبغضني إلا منافق (2).

8-ابن عبد ربه في الاستيعاب،قال:

روى طائفة من الصحابة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال لعلي رضي اللّه عنه:

لا يحبك إلا مؤمن،و لا يبغضك إلا منافق (3).

9-ابن عساكر في تاريخه بالإسناد إلى الحرث الهمداني،قال:ت.

ص: 249


1- الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /63ط.بيروت.
2- البلاذري:أنساب الأشراف ج 2 ص 97 رقم /20ط.بيروت.
3- ابن عبد ربه:الاستيعاب ج 3 ص /1100ط.بيروت.

رأيت عليا جاء حتى صعد المنبر فحمد اللّه و أثنى عليه،ثم قال:

قضاء قضاه اللّه على لسان نبيكم النبي الأمي صلى اللّه عليه و آله أنه لا يحبني إلا مؤمن و لا يبغضني إلا منافق،و قد خاب من افترى (1).

10-ابن عساكر في تاريخه بالإسناد إلى أبي الضوء عن أبيه،قال:

كنت عند النبي صلى اللّه عليه و آله في جماعة من أصحابه،فدخل علي بن أبي طالب،فقال له النبي صلى اللّه عليه و آله:

كذب من زعم أنه يحبني و يبغضك،إلا من أحبك فقد أحبني،و من أحبني فقد أحب اللّه،و من أحب اللّه أدخله الجنة،و من أبغضك فقد أبغضني،و من أبغضني أبغضه اللّه،و من أبغضه اللّه أدخله النار (2).

11-ابن المغازلي الشافعي في المناقب بالإسناد إلى علي عليه السلام،قال:

عهد إليّ النبي صلى اللّه عليه و آله أنه لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق (3).

و ورد هذا الحديث في مجموعة مصادر منها:-

1-السيوطي:تاريخ الخلفاء ص /170ط.مصر.

2-الطبري:ذخائر العقبى ص /65ط.القاهرة.

3-الصبان:إسعاف الراغبين ص /113مخطوط.

4-السيوطي:الجامع الصغير ج 2 ص /160ط.بيروت.

5-مصطفى الشكعة:إسلام بلا مذاهب ص /170ط.مصر.

6-المناوي:كنوز الحقائق ج 1 ص /81ط.بيروت.ت.

ص: 250


1- ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 1 ص /133ط.بيروت.
2- المصدر نفسه ج 2 ص /215ط.بيروت.
3- ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص 138 ح /228ط.بيروت.

7-ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /123ط.بيروت.

8-النسائي:فضائل الصحابة ص /17ط.بيروت.

9-الخوارزمي:المناقب ص /70ط.قم.

10-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /30ط.المكتب الإسلامي.

11-الشبلنجي:نور الأبصار ص /78ط.المكتبة الشعبية.

12-التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1719ط.بيروت.

13-الموصلي:المسند ج 1 ص /179ط.جدة.

14-الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /190ط.بيروت.

15-المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /598ط.حلب.

16-البغوي:مصابيح السنة ج 4 ص /171ط.بيروت.

17-ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /122ط.القاهرة.

18-النسائي:خصائص علي ص /180ط.ايران.

19-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /52ط.النجف.

20-الزرندي:نظم درر السمطين ص /102ط.النجف.

21-المناوي:الكواكب الدرية ج 1 ص /69ط.مصر.

22-الطبراني:المعجم الأوسط ج 3 ص /89ط.الرياض.

الحديث الثاني:

قال صلى اللّه عليه و آله:

«من أحب عليا فقد أحبني و من أبغض عليا فقد أبغضني»

و ورد هذا الحديث في أغلب المصادر منها:-

1-الحاكم النيسابوري في المستدرك بالإسناد إلى سلمان،قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

ص: 251

«من أحب عليا فقد أحبني و من أبغض عليا فقد أبغضني» (1).

2-الذهبي في التلخيص بالإسناد إلى أبي عثمان،قال:

قال رجل لسلمان:

ما أشد حبك لعلي،قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«من أحب عليا فقد أحبني و من أبغض عليا فقد أبغضني» (2).

3-ابن عبد ربه في الاستيعاب:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أحبّ عليا فقد أحبني،و من أبغض عليا فقد أبغضني،و من آذى عليا فقد آذاني،و من آذاني فقد آذى اللّه» (3).

4-الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد بالإسناد إلى عبد اللّه بن مسعود،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أحبني فليحب عليا،و من أبغض عليا فقد أبغضني،و من أبغضني فقد أبغض اللّه عز و جل،و من أبغض اللّه أدخله النار» (4).

5-الشبلنجي في نور الأبصار بالإسناد إلى سعد بن أبي وقاص،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أحب عليا فقد أحبني،و من أحبني فقد أحب اللّه،و من أبغض عليا فقد أبغضني،و من أبغضني فقد أبغض اللّه» (5).ة.

ص: 252


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /130ط.بيروت.
2- الذهبي:التلخيص ج 3 ص /130ط.بيروت.
3- ابن عبد ربه:الاستيعاب ج 3 ص /1101ط.بيروت.
4- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 13 ص /32ط.بيروت.
5- الشبلنجي:نور الأبصار ص /80ط.المكتبة الشعبية.

6-الطبري:الرياض النضرة بالإسناد إلى أم سلمة،قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أحب عليا فقد أحبني و من أحبني فقد أحب اللّه،و من أبغض عليا فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه عز و جل» (1).

7-المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد إلى سلمان الفارسي،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أحب عليا فقد أحبني و من أبغض عليا فقد أبغضني» (2).

8-ابن حجر في الصواعق المحرقة بالإسناد إلى أم سلمة،قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أحب عليا فقد أحبني و من أحبني فقد أحب اللّه و من أبغض عليا فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه» (3).

9-البدخشاني في نزل الأبرار بالإسناد إلى أم سلمة،قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أحب عليا فقد أحبني و من أحبني فقد أحب اللّه،و من أبغض عليا فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه» (4).

10-القندوزي في ينابيع المودة بالإسناد إلى أبي رافع،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أبغض عليا فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه،و من أحبه فقد أحبني و من أحبني فقد أحب اللّه» (5).ف.

ص: 253


1- الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /122ط.بيروت.
2- المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /601ط.حلب.
3- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /123ط.القاهرة.
4- البدخشاني:نزل الأبرار ص /57ط.بيروت.
5- القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /105ط.النجف.

11-المنصور باللّه في هداية العقول بالإسناد إلى سلمان،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أحب عليا فقد أحبني و من أحبني فقد أحب اللّه و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه» (1).

الحديث الثالث:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لا يحب عليا منافق و لا يبغضه مؤمن»

ورد هذا الحديث في مصادر كثيرة منها:-

1-صحيح الترمذي بالإسناد إلى أم سلمة،قالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يقول:

«لا يحب عليا منافق و لا يبغضه مؤمن» (2).

2-ابن الأثير في جامع الأصول بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لا يحب عليا منافق،و لا يبغضه مؤمن» (3).

3-التبريزي في مشكاة المصابيح بالإسناد إلى أم سلمة،قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لا يحب عليا منافق و لا يبغضه مؤمن» (4).ت.

ص: 254


1- المنصور باللّه:هداية العقول ج 2 ص /43ط.صنعاء.
2- صحيح الترمذي ج 5 ص 635 ح /3717ط.بيروت.
3- ابن الأثير:جامع الأصول ج 8 ص /656ط.بيروت.
4- التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1722ط.بيروت.

4-المناوي في كنوز الحقائق:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لا يحب عليا منافق و لا يبغضه مؤمن» (1).

5-الهيثمي في مجمع الزوائد:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لا يحب عليا منافق و لا يبغضه مؤمن» (2).

الحديث الرابع:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أحبّوا اللّه لما يغذيكم به،و أحبوني بحب اللّه،و أحبوا أهل بيتي بحبي».

ورد هذا الحديث في مجموعة مصادر منها:-

1-الصبان في إسعاف الراغبين بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أحبّوا اللّه لما يغذيكم به،و أحبوني بحب اللّه،و أحبوا أهل بيتي بحبي» (3).

2-البدخشاني:نزل الأبرار بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أحبوا اللّه لما يغذوكم من نعمته،فأحبوني لحب اللّه،و أحبوا أهل بيتي لحبي» (4).ت.

ص: 255


1- المناوي:كنوز الحقائق ج 2 ص /173ط.بيروت.
2- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /133ط.بيروت.
3- الصبان:إسعاف الراغبين ص /81مخطوط.
4- البدخشاني:نزل الأبرار ص /34ط.بيروت.

3-ابن كثير في تفسير القرآن بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أحبوا اللّه تعالى لما يغذوكم من نعمة،و أحبوني بحب اللّه و أحبوا أهل بيتي بحبي» (1).

4-القسطلاني في شرح المواهب اللدنية بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أحبوا اللّه لما يغذوكم به من نعمة،و أحبوني بحب اللّه،و أحبوا أهل بيت بحبي» (2).

5-البيهقي في الاعتقاد بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أحبوا اللّه لما يغذوكم به من نعمة،و أحبوني لحب اللّه،و أحبوا أهل بيتي لحبي» (3).

6-المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أحبوا اللّه لما يغذوكم به من نعمة،و أحبوني بحب اللّه،و أحبوا أهل بيتي لحبي» (4).

الحديث الخامس:

1-قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:ب.

ص: 256


1- ابن كثير:تفسير القرآن ج 7 ص /367ط.بيروت.
2- القسطلاني:شرح المواهب اللدنية ج 7 ص /9ط.القاهرة.
3- البيهقي:الاعتقاد على مذهب السلف ص /186ط.بيروت.
4- المتقي الهندي:كنز العمال ج 12 ص /95ط.حلب.

«الزموا مودتنا أهل البيت فإنه من لقي اللّه عز و جل و هو يودّنا دخل الجنة بشفاعتنا و الذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا» (1).

2-الطبراني في المعجم الأوسط بالإسناد إلى الحسن بن علي،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«الزموا مودتنا أهل البيت،فإنه من لقي اللّه عز و جل و هو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا،و الذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا» (2).

3-الهيثمي في مجمع الزوائد ج 9 ص 172 أورد نفس الحديث.

الحديث السادس:

«كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا»

ورد هذا الحديث في مجموعة مصادر منها:-

1-صحيح الترمذي بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري،قال:

إنا كنا لنعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب (3).

2-الصبان في إسعاف الراغبين بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري،قال:

كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا (4).

3-الشبلنجي في نور الأبصار بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري،قال:

كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا (5).ة.

ص: 257


1- الصبان:إسعاف الراغبين ص /82مخطوط.
2- الطبراني:المعجم الأوسط ج 3 ص /122ط.الرياض.
3- صحيح الترمذي ج 5 ص 635 ح /3717ط.بيروت.
4- الصبان:إسعاف الراغبين ص /113مخطوط.
5- الشبلنجي:نور الأبصار ص /79ط.المكتبة الشعبية.

4-ابن حجر في الصواعق المحرقة بالإسناد إلى أبي سعيد،قال:

كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا (1).

5-القندوزي في ينابيع المودة بالإسناد إلى جابر بن عبد اللّه،قال:

ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلا ببغضهم عليا (2).

6-الزرندي في نظم درر السمطين بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري،قال:

كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا (3).

7-الجزري الشافعي بالإسناد إلى أبي ذر،قال:

ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم اللّه و رسوله و التخلف عن الصلاة و البغض لعلي (4).

قال الجزري:صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه.

8-المنصور باللّه في هداية العقول بالإسناد نفسه،قال:

ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم اللّه و رسوله و التخلف عن الصلاة و البغض لعلي (5).

9-الطبراني في المعجم الأوسط بالإسناد إلى جابر،قال:

ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا (6).

10-المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد إلى أبي ذر قال:ض.

ص: 258


1- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /122ط.القاهرة.
2- القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /53ط.النجف.
3- الزرندي:نظم درر السمطين ص /102ط.النجف.
4- الجزري الشافعي:اسنى المطالب ص /57ط.إيران.
5- المنصور باللّه:هداية العقول ج 2 ص /43ط.صنعاء.
6- الطبراني:المعجم الأوسط ج 3 ص /76ط.الرياض.

ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إلا بثلاث:

بتكذيبهم اللّه و رسوله،و التخلف عن الصلاة و ببغضهم علي بن أبي طالب (1).

11-الشبلنجي في نور الأبصار بالإسناد إلى أبي سعيد الخدري،قال:

كنا نعرف المنافقين ببغضهم عليا (2).

النص العاشر:

حديث«أنا مدينة العلم و علي بابها»

ورد الحديث بصيغ متعددة:-

(1)المستدرك على الصحيحين للحاكم:

عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد المدينة فليأت الباب».

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه (2).

(3)صحيح الترمذي:

عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا دار الحكمة و علي بابها» (4).

(3)ميزان الاعتدال للذهبي:

ص: 259


1- المتقي الهندي:كنز العمال ج 13 ص /106ط.حلب.
2- الحاكم:المستدرك ج /126/3ط.بيروت.
3- الشبلنجي:نور الأبصار ص /79ط.المكتبة الشعبية.
4- صحيح الترمذي ج 637/5 حديث /3723ط.بيروت.

عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد المدينة فليأت باب المدينة» (1).

(2)منتخب كنز العمال للمتقي:

عن ابن عباس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب» (3).

(4)ذخائر العقبى للطبري:

عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا دار العلم و علي بابها» (5).

(6)الصواعق المحرقة لابن حجر:

عن علي،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا مدينة العلم و علي بابها» (4).

(7)ابن الأثير في أسد الغابة بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليأت بابه» (5).

8-الصبان في إسعاف الراغبين:

قال علي:ت.

ص: 260


1- الذهبي:ميزان الإعتدال ج /251/2ط.بيروت.
2- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /188ط.بيروت.
3- المتقي:منتخب الكنز«بهامش مسند أحمد»ج /30/5ط.بيروت.
4- ابن الأثير:أسد الغابة ج 4 ص /100ط.بيروت.
5- الطبري:ذخائر العقبى ص /77ط.بيروت.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا دار الحكمة و علي بابها» (1).

(9)-الخطيب البغدادي في تاريخه بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب» (2).

(10)-ابن عبد ربه في الاستيعاب:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليأته من بابه» (3).

مصادر أخرى:

هذا الحديث من الأحاديث التي توافرت على تدوينها عشرات المصادر،حتى أفرد الإمام أحمد بن محمد الصديق المغربي لتصحيح هذا الحديث كتابا سماه«فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي»و قد طبع سنة 1354 ه بالمطبعة الإسلامية بمصر.

و نضع بين يدي القارئ طائفة من المصادر التي دونت هذا الحديث:-

1-أحمد المغربي:فتح الملك العلي ص /25ط.ايران.

2-الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /193ط.بيروت.

3-ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 2 ص /459ط.

بيروت.

4-ابن الأثير:جامع الأصول ج 8 ص /657ط.بيروت.ت.

ص: 261


1- الصبان:إسعاف الراغبين ص /113مخطوط.
2- الخطيب البغدادي:التاريخ ج 4 ص /348ط.بيروت.
3- ابن عبد ربه:الاستيعاب ج 3 ص /1102ط.بيروت.

5-ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص /74ط.بيروت.

6-السيوطي:تاريخ الخلفاء ص /170ط.مصر.

7-الطبري:ذخائر العقبى ص /77ط.القاهرة.

8-السبط بن الجوزي:تذكرة الخواص ص /52ط.بيروت.

9-السيوطي:الجامع الصغير ج 1 ص /108ط.بيروت.

10-مصطفى الشكعة:إسلام بلا مذاهب ص /170ط.مصر.

11-أبو نعيم:حلية الأولياء ج 1 ص /64ط.بيروت.

12-المناوي:كنوز الحقائق ج 1 ص /80ط.بيروت.

13-الديلمي:فردوس الأخبار ج 1 ص /76ط.بيروت.

14-الذهبي:ميزان الاعتدال ج 2 ص /215ط.بيروت.

15-الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /148ط.بيروت.

16-الخوارزمي:المناقب ص /83ط.القاهرة.

17-المناوي:فتح القدير ج 3 ص /46ط.بيروت.

18-الملا علي القاري:مرقاة المفاتيح ج 10 ص /454ط.بيروت.

19-النبهاني:الفتح الكبير ج 1 ص /272ط.مصر.

20-التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1720ط.بيروت.

21-الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /159ط.بيروت.

22-الدميري:حياة الحيوان ج 1 ص /69ط.بيروت.

23-المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /600ط.حلب.

24-البغوي:مصابيح السنّة ج 4 ص /174ط.بيروت.

25-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /21مخطوط.

26-الخوارزمي:مقتل الحسين ج 1 ص /43ط.ايران.

27-ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /122ط.القاهرة.

ص: 262

28-البدخشاني:نزل الأبرار ص /76ط.بيروت.

29-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /31ط.النجف.

30-الزرندي:نظم درر السمطين ص /113ط.النجف.

31-المناوي:الكواكب الدرية ج 1 ص /69ط.مصر.

النص الحادي عشر:

حديث«علي مع الحق».

(1)الخوارزمي في المناقب:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

رحم اللّه عليا،اللهم أدر الحق معه حيث دار (1).

(2)صحيح الترمذي:

في حديث أبي حيان التيمي عن أبيه عن علي أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«رحم اللّه عليا،اللهم أدر الحق معه حيث دار» (2).

(3)المستدرك للحاكم:

عن أبي حيان التيمي عن أبيه عن علي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«رحم اللّه عليا اللهم أدر الحق معه حيث دار».

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه (3).

ص: 263


1- الخوارزمي:المناقب ص /104ط.قم.
2- صحيح الترمذي ج 633/5 حديث 3714«كتاب المناقب»/ط.بيروت.
3- الحاكم:المستدرك ج 124/3،/125ط.بيروت.

(1)المتقي الهندي في منتخب كنز العمال بالإسناد إلى علي،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

رحم اللّه عليا،اللهم أدر الحق معه حيث دار (2).

(5)تاريخ بغداد للخطيب البغدادي:

عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال:

دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي و تذكر عليا عليه السلام و قالت:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«علي مع الحق و الحق مع علي،و لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض يوم القيامة» (3).

(6)اليافعي في مرآة الجنان:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي:

اللهم أدر الحق معه حيث دار (4).

(7)مجمع الزوائد للهيثمي:

عن أبي سعيد الخدري قال:

كنا عند بيت النبي صلى اللّه عليه و آله في نفر من المهاجرين و الأنصار...

-قال-و مر علي بن أبي طالب فقال صلى اللّه عليه و آله:

«الحق مع ذا،الحق مع ذا».

(قال الهيثمي):

رواه أبو يعلي و رجاله ثقات (4).ت.

ص: 264


1- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 237/7،/238ط.بيروت.
2- المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /62ط.المكتب الإسلامي.
3- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 14 ص /321ط.بيروت.
4- اليافعي:مرآة الجنان ص /143ط.بيروت.

(8)مجمع الزوائد للهيثمي:

في حديث سعد بن أبي وقاص قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«علي مع الحق و الحق مع علي حيث كان».

قاله في بيت أم سلمة،فأرسل أحد إلى أم سلمة فسألها،فقالت قد قاله رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في بيتي.

(قال الهيثمي):

رواه البزار و فيه سعد بن شعيب و لم أعرفه،و بقية رجاله رجال الصحيح (1).

قال الأميني صاحب الغدير في تعقيبه على كلام الحافظ الهيثمي:

«الرجل الذي لم يعرفه الهيثمي هو سعيد بن شبيب الحضرمي قد خفي عليه لمكان التصحيف،ترجمه غير واحد قاله الخزرجي:

كان شيخا صالحا صدوقا،و قد ترجمه غير واحد (2).

(9)ابن عساكر في تاريخه بالإسناد إلى أبي ثابت مولى أبي ذر،قال:

دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي و تذكر عليا،و قالت:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يقول:

علي مع الحق،و الحق مع علي،و لن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة (3).ت.

ص: 265


1- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 238/7،/239ط.بيروت.
2- الخزرجي:خلاصة التهذيب ج 1 ص /382ط.القاهرة. ابن حجر:تهذيب التهذيب ج 4 ص /48ط.بيروت. الذهبي:الكشاف ج 1 ص /288ط.بيروت. الأميني:الغدير ج 3 ص /177ط.طهران.
3- ابن عساكر:التاريخ ترجمة علي عليه السلام ج 3 ص /153ط.بيروت.

(10)البيهقي في المحاسن و المساوي:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

رحم اللّه عليا،اللهم أدر الحق معه حيث دار (1).

و ورد هذا الحديث في مجموعة مصادر منها:

1-ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص 88 ح /155ط،بيروت.

2-المناوي:كنوز الحقائق ج 1 ص /121ط.بيروت.

3-الباقلاني:الانصاف ص /66ط،بيروت.

5-الموصلي:المسند ج 1 ص /280ط.جدة.

6-المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /621ط.حلب.

7-البدخشاني:نزل الأبرار ص /58ط.بيروت.

8-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /104ط.النجف.

9-محمد باشا:الرسائل ص /89ط.مصر.

النص الثاني عشر:

حديث«علي مع القرآن»

(1)الحاكم في المستدرك بالإسناد إلى أم سلمة،قالت:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«علي مع القرآن،و القرآن مع علي،لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (2).

(2)الذهبي في التلخيص بالإسناد نفسه،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

ص: 266


1- البيهقي:المحاسن و المساوي ص /41ط.بيروت.
2- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /124ط.بيروت.

«علي مع القرآن،و القرآن مع عليّ،لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (1).

(2)ابن حجر في الصواعق بالإسناد نفسه،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«علي مع القرآن،و القرآن مع علي،لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (3).

(4)الصبان في إسعاف الراغبين بالإسناد نفسه،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

علي مع القرآن،و القرآن مع علي،لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض (3).

(5)السيوطي في تاريخ الخلفاء بالإسناد نفسه،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

علي مع القرآن،و القرآن مع علي،لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض (4).

(6)السيوطي في الجامع الصغير:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

علي مع القرآن،و القرآن مع علي،لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (5).

(7)الهيثمي في مجمع الزوائد بالإسناد إلى أم سلمة،قالت:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

علي مع القرآن،و القرآن مع علي،لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض (6).

(8)الطبراني في المعجم الصغير بالإسناد نفسه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

علي مع القرآن،و القرآن معه لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض (7)ت.

ص: 267


1- الذهبي:التلخيص ج 3 ص /124ط.بيروت.
2- الصبان:إسعاف الراغبين ص /115مخطوط.
3- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص 191 ح /21ط.بيروت.
4- السيوطي:تاريخ الخلفاء ص /173ط.مصر.
5- السيوطي:الجامع الصغير ج 2 ص /66ط.بيروت.
6- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /183ط.بيروت.
7- الطبراني:المعجم الصغير ج 2 ص /266ط.بيروت.

(9)المناوي في الكواكب الدرية:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

علي مع القرآن،و القرآن مع علي (1).

(10)المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد إلى أم سلمة،قالت:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

علي مع القرآن،و القرآن مع علي،لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (1).

(11)القندوزي في ينابيع المودة بالإسناد إلى أم سلمة،قالت:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

علي مع القرآن،و القرآن مع علي،لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (2).

النص الثالث عشر:

الصلاة على آل محمد صلى اللّه عليه و آله:

(3)صحيح البخاري:

في قوله تعالى:

إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (4) .

قيل:

يا رسول اللّه أما السّلام عليك فقد عرفناه،فكيف الصلاة عليك؟

ص: 268


1- المتقي الهندي:كنز العمال ج 11 ص /603ط.حلب.
2- القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /103ط.النجف.
3- المناوي:الكواكب الدرية ج 1 ص /69ط.القاهرة.
4- سورة الأحزاب:الآية 56.

قال:

«قولوا اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد،اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنّك حميد مجيد» (1).

(2)صحيح مسلم:

عن أبي مسعود الأنصاري قال:

أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و نحن في مجلس سعد بن عباده،فقال له بشير بن سعد:

أمرنا اللّه تعالى أن نصلي عليك يا رسول اللّه فكيف نصلي عليك؟قال:

فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله حتى تمنينا أنه لم يسأله،ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على آل إبراهيم، و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد،و السلام كما قد علمتم» (2).

(3)صحيح الترمذي:

عن كعب بن عجزة قال:قلنا يا رسول اللّه،هذا السلام عليك قد علمنا،فكيف الصلاة عليك؟قال:

«قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد،و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد» (3).ت.

ص: 269


1- صحيح البخاري ج 489/6 كتاب التفسير-باب 452 و ج 434/8 كتاب الدعوات-باب الصلاة على النبي صلى اللّه عليه و آله/ط.بيروت.
2- صحيح مسلم ج 305/1 كتاب الصلاة-باب الصلاة على النبي صلى اللّه عليه و آله/ط.بيروت.
3- صحيح الترمذي ج 352/2،353 حديث /483ط.بيروت.

(4)سنن ابن ماجه:

عن كعب بن عجزة قال:

خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقلنا:

قد عرفنا السلام عليك،فكيف الصلاة عليك؟

قال:

«قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد،اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على إبراهيم إنك حميد مجيد» (1).

(5)مسند أحمد بن حنبل:

عن بريدة الخزاعي قال:

قلنا يا رسول اللّه قد علمنا كيف نسلم عليك،فكيف نصلي عليك؟

قال:«قولوا:اللهم أجعل صلواتك و رحمتك و بركاتك على محمد و على آل محمد كما جعلتها على إبراهيم و على آل إبراهيم إنك حميد مجيد» (2).

(6)الصواعق المحرقة لابن حجر:

قال:و يروى[عن النبي صلى اللّه عليه و آله أنه قال]:

«لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء».قالوا:

و ما الصلاة البتراء؟قال:

«تقولون اللهم صل على محمد و تمسكون،بل قولوا:

اللهم صل على محمد و على آل محمد» (3).

(7)التفسير الكبير للفخر الرازي:ت.

ص: 270


1- سنن ابن ماجه ج 293/1 حديث /904ط.بيروت.
2- مسند أحمد بن حنبل ج /353/5ط.بيروت.
3- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص 225 الباب 11.الفصل الأول،الآية الثانية/ط.بيروت.

في تفسير قوله تعالى:

إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (1) .

«المسألة الثالثة:سئل النبي عليه السلام كيف نصلي عليك يا رسول اللّه؟فقال:

«قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على ابراهيم و على آل ابراهيم،و بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على ابراهيم و على آل ابراهيم إنك حميد مجيد» (2).

(8)الطبراني في المعجم الصغير بالإسناد إلى كعب بن عجزة،قال:

قال رجل يا رسول اللّه هذا السلام عليك قد عرفنا فكيف الصلاة عليك؟فقال:

قولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على ابراهيم إنك حميد مجيد،اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على ابراهيم إنك حميد مجيد (3).

(9)الزرندي في نظم درر السمطين بالإسناد إلى كعب بن عجزة قال:

خرج علينا الرسول صلى اللّه عليه و آله فقلنا:

يا رسول اللّه كيف نسلم عليك و كيف نصلي عليك علّمنا،قال:

فقولوا:اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على ابراهيم إنك حميد مجيد،اللهم بارك على محمد و على آل محمد كما باركت على ابراهيم إنك حميد مجيد (4).ف.

ص: 271


1- سورة الأحزاب:الآية 56.
2- الرازي:التفسير الكبير ج 227/25،/228ط.بيروت.
3- الطبراني:المعجم الصغير ج 1 ص /180ط.بيروت.
4- الزرندي:نظم درر السمطين ص /57ط.النجف.

(10)الطبراني في المعجم الأوسط بالإسناد إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

لقيني كعب بن عجزة،فقال:

ألا أهدي لك هدية؟قلت:

بلى،فأهدها لي،قال:

قلت:

يا رسول اللّه كيف الصلاة عليكم أهل البيت فإنا قد علمنا كيف نسلّم؟قال:

قولوا:

اللهم صل على محمد و على آل محمد كما صليت على ابراهيم إنك حميد مجيد (1).

(11)ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول بالإسناد إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

لقيني كعب بن عجزة،فقال:

ألا أهدي إليك هدية سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،فقلت:

بلى فأهدها إليّ،فقال:

سألنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقلنا:

يا رسول اللّه كيف الصلاة عليكم أهل البيت؟قال:

قولوا:

اللهم صل على محمد و آل محمد كما صليت على ابراهيم و آل ابراهيم و بارك على محمد و آل محمد كما باركت على ابراهيم و آل ابراهيم إنك حميد مجيد (2).ط.

ص: 272


1- الطبراني:المعجم الأوسط ج 3 ص /188ط.الرياض.
2- ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /4مخطوط.

ملاحظة:

هدف البحث هنا إعطاء نماذج و عينات تعبر عن هذه المنظومة من منظومات النصوص،و ما طرحناه من أمثلة محدودة يكفي في تصورنا لإعطاء صورة للصيغة الإستدلالية التي اعتمدت الدلالة الإلتزامية لإثبات مسألة الإمامة..

و ملاحظة أخرى لا تفوتنا الإشارة إليها و هي أننا اكتفينا في أمثلة المنظومة الثانية باختيار نماذج مدوّنة في مصادر مدرسة الخلفاء،و لم نعرض لما دوّنته مصادر مدرسة أهل البيت عليهم السلام،لأننا و إن كنا نعتمد ما ثبت عن أئمتنا من أهل البيت في تحديد كل الرؤى العقائدية و الفكرية و الفقهية التي نتبناها وفقا لما توافر لدينا من أدلة قطعية، غير أننا في مقام محاسبة الأفكار و الآراء و التصورات على الصعيد العام لا يسعنا إلاّ اعتماد الأدلة القادرة على إلزام الآخرين ما دمنا في طريق تأصيل منهج الأئمة من أهل البيت عليهم السلام..

و هذا لا يعني إقرار«إشكالية الدور»التي يثيرها بعض الباحثين حول اعتماد أحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام لإثبات الإمامة،فهذه الإشكالية غير واردة لأنّ اعتماد الأئمة هنا باعتبارهم وسائط أمينة و متفق على صدقهم و نزاهتهم لا يشك في ذلك أحد من المسلمين،فرواياتهم في مقام التعارض هي أصدق الروايات،و أحاديثهم هي أصدق الأحاديث.

نعم ربما يشكل على هذا المنحى بعدم ثبوت هذه الأحاديث عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،إلا أننا نجيب عن ذلك بأن المسألة ترجع إلى دراسة القنوات المعتمدة في نقل الرواية و الحديث،و قد عالجت هذا الجانب الدراسات المتخصصة في علم الرجال و الدراية و الحديث،و أشبعته بحثا و تحقيقا مما أنتج رؤية واضحة حول

ص: 273

رجال الحديث و قنواته حسب المقاييس و الموازين الصحيحة لتقويم الرواة و أدوات الرواية.

ص: 274

المنظومة الثالثة: المؤشّرات العامّة
اشارة

هذه المنظومة تضم النصوص التي تعطي لأهل البيت عليهم السلام من المواصفات و الفضائل المتميزة ما يؤشر بوضوح إلى مواقعهم القيادية في حركة الدعوة و مسيرة الأمة.

فالكثافة الكبيرة من نصوص المناقب و الفضائل الخاصة بأهل البيت عليهم السلام تمثل مؤشرات صريحة على الخصوصية التي تميّز أهل البيت دون سائر الأمة.

و توافر هذه الخصوصية لأهل البيت عليهم السلام ليس بملاك الحالة القرابية النسبية،و إن كان لهذه الحالة اعتبارها في مقام التقويم و التعظيم،و إنّما بملاك المواقع القيادية التي يحملون صلاحياتها و مؤهلاتها و استعداداتها.

و من المسلمات الثابتة تفرد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،و أهل البيت عليهم السلام بفضائل و مناقب و خصائص لا يشاركهم فيها أحد من هذه الأمة..

1-قال ابن العباس:

«ما نزل في أحد من كتاب اللّه ما نزل في علي» (1).

2-عن محمد بن منصور الطوسي،يقول:

سمعت أحمد بن حنبل يقول:

«ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من الفضائل ما جاء لعلي عليه السلام» (2).

ص: 275


1- السيوطي:تاريخ الخلفاء ص /171ط.مصر.
2- ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 3 ص /83ط.بيروت.

3-و قال اسماعيل القاضي و النسائي و أبو علي النيسابوري:

«لم يرد في حق أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان أكثر ما جاء في علي» (1).

و هنا نضع هذا التساؤل الكبير:

لماذا هذا التأكيد على علي و أهل بيته؟

الإحتمالات الممكنة في الإجابة على هذا التساؤل ثلاثة:-

الإحتمال الأول:

إنّ الرسول صلى اللّه عليه و آله ينطلق في هذا التأكيد و الاهتمام بأهل بيته من بواعث ذاتية عاطفية.

و هذا الاحتمال ساقط قطعا،فلا نظن أنّ مسلما يؤمن باللّه و رسوله يساور ذهنه هذا اللون من التفكير.

الإحتمال الثاني:

إنّ الرسول صلى اللّه عليه و آله من خلال رؤيته الغيبية،و ما سوف يلاقيه أهل بيته من ابتلاءات و اضطهادات و محن قاسية أراد صلى اللّه عليه و آله من خلال هذا الكم الكبير من النصوص التأكيد على وجوب الحفاظ على أهل بيته و رعايتهم و تعظيمهم و حرمة إيذائهم و إهانتهم و ظلمهم.

هذا الاحتمال يمكن أن يكون مقبولا بالنسبة لطائفة من النصوص تحمل دلالة واضحة في هذا الاتجاه..

كقوله صلى اللّه عليه و آله:

«من آذاني في عترتي فعليه لعنة اللّه» (2).ن.

ص: 276


1- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص 186 الباب التاسع،الفصل الثاني/ط.بيروت.
2- المجلسي:البحار ج 27 ص 225 باب 10 ح /19ط.إيران.

و قوله صلى اللّه عليه و آله:

«من آذاني في عترتي فقد آذى اللّه» (1).

و قوله صلى اللّه عليه و آله:

«إنّ اللّه حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم» (2).

و قوله صلى اللّه عليه و آله:

«من سب عليا فقد سبني،و من سبني فقد سب اللّه،و من سب اللّه أكبه اللّه على منخريه في النار» (3).

و قوله صلى اللّه عليه و آله:

«من آذى عليا فقد آذاني» (4).

و غيرها من النصوص التي تنحى هذا المنحى في التأكيد على هذا الجانب.

و لكن بين أيدينا-كما يبدو ذلك واضحا من خلال القراءة المتأنية-نسبة كبيرة من النصوص تحمل صيغة تؤصّل منهجا و مسارا و خطا للأمة،فلا يمكن أن تفهم مجرد وسائل إجرائية وقائية لحماية الجانب الشخصي في حياة أهل البيت عليهم السلام...

نعم يمكن أن تكون وسائل إجرائية لحماية الجانب الرسالي في حياة الأئمة،و هذا ينسجم مع الفهم الذي يعطي للنصوص دلالتها القيادية.

الإحتمال الثالث:

و هو الإحتمال الذي يملك القدرة على إعطاء التفسير المقبول لهذه الظاهرة المتميزة في مسار الرسالة..فالإهتمام الواضح بأهل البيت و الذي تجاوز الحد المألوفت.

ص: 277


1- المصدر السابق نفسه.
2- الزمخشري:الكشاف ج 4 ص /220ط.بيروت.
3- الطبري:ذخائر العقبى ص /66ط.القاهرة.
4- ابن عساكر التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 1 ص /421ط.بيروت.

و شكّل صفة بارزة في خطابات الرسول صلى اللّه عليه و آله يعبّر بدرجة لا تقبل الشك عن إتجاه الرسالة في تحديد الصيغة القيادية للأمة...

و نحن هنا-ضمن الحديث عن المنظومة الثالثة-لا نريد التعامل مع المفردات التي تطرح مسألة الإمامة من خلال الدلالات المطابقية أو الدلالات الإلتزامية،فذلك ما توافرت عليه المنظومتان الأولى و الثانية،و إنّما نريد التعامل مع الإتجاه العام الذي تتحرك من خلاله النصوص و الأحاديث.

فإذا كانت المنظومة الأولى تعالج قضية الإمامة بصيغ مباشرة،و إذا كانت المنظومة الثانية تعالج القضية من خلال اللوازم،فإنّ المنحى في المنظومة الثالثة يحاول أن يرصد النصوص في مجموعها لا في مفرداتها ليكتشف الخط العام الذي تؤصله هذه النصوص،بما يحمله هذا الخط من منطلقات و أهداف و خصائص و معالم بارزة.

و تواجه الباحث و هو يتعامل مع النصوص من خلال هذا المنحى عدة ظواهر جديرة بالدراسة و التأمل،و من أبرز هذه الظواهر:-

(1)التأكيد على حالة الاقتران بين القرآن و أهل البيت عليهم السلام،كما يعبّر عن ذلك«حديث الثقلين»المسلّم بصحته عند المسلمين،و أحاديث أخرى كثيرة.

(2)التأكيد على حالة الاقتران بين الرسول صلى اللّه عليه و آله و أهل البيت عليهم السلام،و من الشواهد المتفق عليها بين المسلمين:-

أ-مسألة الصلاة على محمد و آل محمد.

ب-قصة المباهلة.

ج-حديث الكساء..

(3)التأكيد على لزوم التمسك بأهل البيت عليهم السلام كما هو واضح من خلال«حديث الثقلين»و«حديث السفينة»و أحاديث أخرى متظافرة.

(4)التأكيد على الموقع المتميّز لأهل البيت عليهم السلام،و نجد ذلك صريحا في «آية التطهير»و«حديث المنزلة»و نصوص كثيرة مدوّنة في المصادر المعتمدة.

ص: 278

(5)التأكيد على الولاء و الحب لأهل البيت عليهم السلام كما تفرض ذلك«آية المودة»و أحاديث مشتهرة عند المسلمين.

(6)التأكيد على توافر خصائص في أهل البيت عليهم السلام لا يشاركهم فيها أحد من الأمة،فهم سفن النجاة،و أمان الأمة،و العروة الوثقى،و أزمة الحق،و أعلام الدين و دعائم الإسلام،و أبواب العلم،و ألسنة الصدق...إلى آخر الصفات التي تصرح بها الأحاديث و الروايات...

و نؤكد مرة أخرى أنّنا في تناولنا لهذه المنظومة لن نمارس المنهج الذي نهجناه في تناول المنظومتين الأولى و الثانية،و الذي تعاملنا من خلاله مع نماذج من النصوص، و إنما نحاول أن نضع بين يدي القارئ عينات من المؤلفات التي عنيت بتدوين مناقب و فضائل أهل البيت عليهم السلام،و بعض النماذج من الدراسات و البحوث التي عالجت مسألة الإمامة عبر مراحل تاريخية متعددة.

و السبب في هذا العدول عن ذلك المنهج هو أنّ الهدف من تناول المنظومة ليس التعاطي مع المفردات،و إنما هو محاولة لإبراز الاتجاه العام الذي مارسته الرسالة في التأكيد على القيمة الخاصة لأهل البيت عليهم السلام،و لا نتوافر على هذا الهدف إلاّ من خلال التعاطي مع أكبر قدر ممكن من النصوص و الأحاديث.

نماذج من مؤلفات المسلمين التي عنيت بتدوين فضائل أهل البيت

عليهم السلام:

(1)المناقب.

المؤلف:الإمام أحمد بن حنبل(ت 241 ه).

(2)خصائص أمير المؤمنين.

المؤلف:النسائي الشافعي(ت 303 ه).

ص: 279

(3)شواهد التنزيل في الآيات النازلة في أهل البيت عليهم السلام.

المؤلف:الحاكم الحسكاني الحنفي(ت 490 ه).

(4)كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب.

المؤلف:الكنجي الشافعي(ت 658 ه).

(5)فرائد السمطين في فضائل المرتضى و البتول و السبطين.

المؤلف:الحمويني الشافعي(732 ه).

(6)ترجمة الإمام علي بن أبي طالب من تاريخ دمشق.

المؤلف:ابن عساكر الشافعي.

(7)الفصول المهمة في معرفة الأئمة.

المؤلف:ابن الصباغ المالكي(855 ه).

(8)أسنى المطالب في مناقب علي بن أبي طالب.

المؤلف:شمس الدين الجزري الشافعي(ت 833 ه).

(9)مطالب السؤول في مناقب آل الرسول.

المؤلف:محمد بن طلحة الشافعي(ت 653 ه).

(10)ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى.

المؤلف:محب الدين الطبري(ت 694 ه).

(11)إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى و فضائل أهل بيته الطاهرين.

المؤلف:محمد الصبّان الشافعي(ت 1206 ه).

(12)ينابيع المودة.

المؤلف:القندوزي الحنفي(ت 1293 ه).

(13)نور الأبصار في مناقب آل البيت المختار.

المؤلف:الشبلنجي المصري.

ص: 280

ملاحظة:

هذه نماذج من مؤلفات مدرسة الخلفاء عنيت بتدوين فضائل أهل البيت عليهم السلام،و يمكن قراءة الأبواب المخصصة لمناقب الإمام أمير المؤمنين و مناقب أهل البيت الطاهرين في الصحاح الستة(البخاري و مسلم،و الترمذي،و ابن ماجه،و أبي داوود، و النسائي)و غيرها من الكتب المعتمدة لدى مدرسة الخلفاء..

و أمّا مدرسة أهل البيت عليهم السلام فقد توافرت على عدد كبير من المؤلفات التي اهتمت بتدوين فضائل العترة الطاهرة نشير إلى نماذج محدودة منها:-

(14)كتاب المناقب:

المؤلف:محمد بن الحسن الصفار(ت 290 ه).

(15)منتخب الأنوار في تاريخ الأئمة الأطهار.

المؤلف:محمد بن همام الإسكافي(ت 336 ه).

(16)الإرشاد.

المؤلف:الشيخ المفيد(ت 413 ه).

(17)المناقب.

المؤلف:ابن شهراشوب المازندراني(583 ه).

(18)كشف الغمة في معرفة الأئمة.

المؤلف:علي بن عيسى الأربلي(ت 692 ه).

(19)كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين.

المؤلف:العلاّمة الحلي(ت 1091 ه).

(20)مناقب أمير المؤمنين.

المؤلف:الفيض الكاشاني(ت 1091 ه).

(21)مناقب أمير المؤمنين.

المؤلف:السيد هاشم البحراني(ت 1107 ه).

ص: 281

(22)بحار الأنوار.

المؤلف:العلامة المجلسي(ت 1110 ه).

(23)عوالم العلوم و المعارف.

المؤلف:الشيخ عبد اللّه البحراني(من معاصري العلاّمة المجلسي).

(24)الأنوار البهية في تاريخ الحجج الإلهية.

المؤلف:الشيخ عباس القمي(ت 1359 ه).

(25)سيرة الأئمة.

المؤلف:السيد محسن الأمين العاملي(ت 1371 ه).

(26)سيرة الأئمة الإثني عشر.

المؤلف:السيد هاشم معروف الحسني.

(27)فضائل الخمسة من الصحاح الستة.

المؤلف:السيد مرتضى الفيروزابادي.

(28)قادتنا كيف نعرفهم.

المؤلف:السيد محمد هادي الميلاني.

نماذج من الدراسات و البحوث حول إمامة أهل البيت عليهم السلام:

لقد عالج علماء مدرسة أهل البيت عليهم السلام مسألة الإمامة معالجة مستوعبة و شاملة،معتمدين في ذاك صيغ أساسية:

الصيغة الأولى:

الصيغة التي تعتمد الروايات و الأحاديث،و تتناول هذه الصيغة تدوين النصوص و الروايات الدالة على إمامة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،و قد سلكت هذه الصيغة منحيين:

ص: 282

الأول:اعتماد الروايات الصادرة عن طريق مدرسة الخلفاء.

الثاني:اعتماد الروايات الصادرة عن طريق الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

الصيغة الثانية:

الصيغة التي تعتمد«الاستدلال العقلي»،و تتناول هذه الصيغة معالجة مسألة الإمامة على ضوء ما تفرضه الرؤية العقلية بما تملكه من أوليات و مرتكزات و مسلّمات، و ما تثيره الصيغة الأولى من إشكالات حول صحة النصوص و دلالاتها لا يرد على هذه الصيغة.

الصيغة الثالثة:

الصيغة التي تعتمد«التحليل التاريخي»،و تتعامل هذه الصيغة مع المفردات التاريخية،في منطلقاتها و مضامينها،و تفاعلاتها،و دلالاتها،مستخدمة النص و مقولات التاريخ الثابتة.

هذه الصيغ الثلاث هي أهم الصيغ التي اعتمدتها الدراسات و البحوث التي تناولت مسألة الإمامة،و غالبا ما تمتزج الصيغ الثلاث ضمن الدراسة الواحدة،و قد تنفرد بعض الدراسات بصيغة واحدة..

و قد حاولنا أن نختار من الدراسات و البحوث المتنوعة في صيغها و أساليبها، مراعين المراحل التاريخية المتعددة بدءا بعصر الأئمة من أهل البيت عليهم السلام و انتهاء بآخر الدراسات المعاصرة.

(1)«كتاب الإمامة».

المؤلف:أبو جعفر محمد بن علي الكوفي الملقب ب«مؤمن الطاق»و هو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.

ص: 283

(2)«كتاب الإمامة».

المؤلف:الخليل بن أحمد العروضي(ت 160 أو 170 ه).و هو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.

(3)«كتاب الإمامة».

المؤلف:هشام بن الحكم الكوفي(ت 179 ه).

و هو من أصحاب الإمام الصادق عليه السلام.

(4)«كتاب الإمامة».

المؤلف:أبو جعفر السكاك(تلميذ هشام بن الحكم).

(5)«كتاب الإمامة».

المؤلف:أبو محمد عبد اللّه بن مسكان من أصحاب الإمام الكاظم عليه السلام.

(6)«كتاب الإمامة».

المؤلف:أبو يوسف يعقوب بن نعيم الكاتب.

من أصحاب الإمام الرضا عليه السلام.

(7)«كتاب الإمامة».

المؤلف:الفضل بن شاذان النيسابوري المتوفى سنة 260 ه.

(8)الإمامة و التبصرة من الحيرة.

المؤلف:ابن بابويه القمي.

المتوفى سنة 329 ه.

(9)كمال الدين و تمام النعمة.

المؤلف:الشيخ الصدوق.

المتوفى سنة 381 ه.

ص: 284

(10)كفاية الأثر في النصوص على الأئمة الإثني عشر.

المؤلف:أبو القاسم علي بن محمد الخزاز القمي.

(من تلامذة الشيخ الصدوق).

(11)إمامة أمير المؤمنين من القرآن.

المؤلف:الشيخ المفيد.

المتوفى سنة 413 ه.

(12)«كتاب الشافي».

المؤلف:علم الهدى السيد المرتضى.

المتوفى سنة 436 ه.

(13)تلخيص الشافي.

المؤلف شيخ الطائفة الطوسي.

المتوفى سنة 460 ه.

(14)الاحتجاج.

المؤلف:أبو منصور أحمد بن علي الطبرسي.

(من علماء القرن السادس الهجري).

(15)اليقين في إمرة أمير المؤمنين.

المؤلف:السيد ابن طاووس.

المتوفى سنة 644 ه.

(16)«كتاب الإمامة».

المؤلف:كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني.

المتوفى سنة 679 ه.

(17)«كتاب الألفين».

المؤلف:العلامة الحلي.

المتوفى سنة 736 ه.

ص: 285

(18)المناظرات في الإمامة.

المؤلف:المحقق الكركي.

المتوفى سنة 993 ه.

(19)إحقاق الحق.

المؤلف:القاضي نور اللّه الحسيني التستري.

المتوفى سنة 1019 ه.

(20)إثبات الهداة.

المؤلف:الحر العاملي.

المتوفى سنة 1104 ه.

(21)غاية المرام و حجّة الخصام.

المؤلف:السيد هاشم البحراني.

المتوفى سنة 1107 ه.

(22)عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار.

المؤلف:السيد حامد حسين الكهنوي.

المتوفى سنة 1306 ه.

(23)منار الهدى.

المؤلف:الشيخ علي بن عبد اللّه البحراني.

المتوفى سنة 1319 ه.

(24)المراجعات.

المؤلف:السيد عبد الحسين شرف الدين.

المتوفى سنة 1377 ه.

ص: 286

(25)الغدير في الكتاب و السنة و الأدب.

المؤلف:الشيخ عبد الحسين الأميني.

المتوفى سنة 1394 ه.

(26)بحث حول الولاية.

المؤلف:الشهيد السيد محمد باقر الصدر

المتوفى سنة 1400 ه.

(27)معالم المدرستين.

المؤلف:السيد مرتضى العسكري(معاصر).

(28)الإمامة في التشريع الإسلامي.

المؤلف:الشيخ محمد مهدي الأصفي(معاصر).

(29)المدخل إلى الإمامة.

المؤلف:الشيخ محمد مهدي الأصفي.

(30)الإمامة و الولاية في الإسلام.

المؤلف:السيد علي خامنه أي.

ص: 287

ص: 288

المبحث الثاني: كيف عالجت مدرسة الخلفاء نصوص الإمامة

اشارة

-التشكيك في صحة النصوص.

-التشكيك في دلالة النصوص.

ص: 289

ص: 290

اعتمدت مدرسة الخلفاء (1)في معالجتها لنصوص الإمامة محاولتين:

-التشكيك في صحة النصوص.

-التشكيك في دلالة النصوص.

المحاولة الأولى:
اشارة

التشكيك في صحة النصوص

تتجه مدرسة الخلفاء إلى التشكيك في صحة الكثير من النصوص التي تعتمدها مدرسة أهل البيت عليهم السلام لإثبات الإمامة،و هذا التشكيك يرتكز على عدة أمور:

أ-توهين أغلب النصوص من الناحية السندية.

ب-إتهام الإتجاه الشيعي بوضع تلك النصوص.

ج-غياب تلك النصوص من أهم مصدرين في الحديث و هما صحيح البخاري، و صحيح مسلم،و هذا يخلق إهتزازا في الثقة بتلك النصوص.

ملاحظات حول المحاولة الأولى:

الملاحظة الأولى:

النصوص التي تعتمدها مدرسة أهل البيت عليهم السّلام لإثبات الإمامة تتمثل في طائفتين:

الطائفة الأولى:

نصوص قرآنية،و قد توافرنا على تدوين نسبة منها،و على المصادر المعتمدة في إثبات نزولها في أهل البيت عليهم السّلام...

ص: 291


1- «مدرسة الخلفاء»مصطلح يقابل«مدرسة أهل البيت»التي تتبنى«مبدأ النص»في مسألة الإمامة. العسكري:معالم المدرستين ج 1 ص /109ط.طهران.

الطائفة الثانية:

أحاديث نبوية،و قد ضمت نسبة كبيرة من النصوص الصحيحة،كما صرح بذلك الكثير من أعلام الحديث.

و نشير إلى بعض الأمثلة:

المثال الأول:

حديث الغدير:

1-توافرت على تدوين حديث الغدير أكثر مصادر الحديث،و التفسير، و التاريخ،كما أوضحنا ذلك،للإطلاع على المصادر التي دوّنت هذا الحديث يقرأ:

أ-الغدير في الكتاب و السنة و الأدب للشيخ الأميني/ط.طهران.

ب-إحقاق الحق للقاضي التستري./ط.قم.

ج-غاية المرام للسيد هاشم البحراني.

د-عبقات الأنوار للسيد حامد حسين الكهنوي/ط.طهران.

ه-سبيل النجاة في تتمة المراجعات للشيخ حسين الراضي/ط.بيروت.

2-و قد اعترف بتواتر حديث الغدير عدد من علماء السنة منهم:

أ-محمد بن محمد بن محمد الغزالي في كتاب«سر العالمين»ص /13ط.

مصر.

ب-كمال الدين محمد بن طلحة في كتاب«مطالب السؤول»ص /18 مخطوط.

ج-المنصور باللّه القاسم بن محمد في كتاب«هداية العقول»ج 2 ص /45 ط.صنعاء.

د-محمد علي الصبان في كتاب«إسعاف الراغبين»ص /111مخطوط.

ه-جلال الدين السيوطي في كتاب«قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة»ص /277ط.المكتب الإسلامي.

ص: 292

و-القسطلاني في كتاب«شرح المواهب اللدنية»ج 7 ص /13ط.مصر.

ي-شمس الدين الشافعي في كتاب«اسنى المطالب»ص /47ط.إيران.

3-و قد تعددت طرق هذا الحديث في كتب مدرسة الخلفاء (1):

أ-رواه أحمد بن حنبل من(40 طريقا).

ب-رواه ابن جرير الطبري من(72 طريقا).

ج-رواه ابن عقدة من(105 طرق).

د-رواه أبو سعيد السجستاني من(120 طريقا).

ه-رواه أبو بكر الجعابي من(125 طريقا).

و-رواه أبو العلاء العطار من(250 طريقا).

4-و ألّف في حديث الغدير عدد من علماء السنة منهم:

أ-أبو العباس أحمد بن عقدة(المتوفى سنة 333 ه).

له كتاب«الولاية في طرق حديث الغدير».

ب-محمد بن جرير الطبري(المتوفى سنة 310 ه).

له كتاب«الولاية في طريق حديث الغدير».

ج-أبو بكر الجعابي(المتوفى سنة 355 ه).

له كتاب«من روى حديث غدير خم».

د-الدارقطني(المتوفى سنة 385 ه).

له جزء في«طرق حديث الغدير».

ه-أبو سعيد السجستاني(المتوفى سنة 477 ه).

له كتاب«الدراية في حديث الولاية».

و-الحسكاني الحنفي(المتوفى سنة 490 ه).

له كتاب«دعاة الهداة إلى أداء حق الولاة».ن.

ص: 293


1- الأميني:الغدير ج 14/1،/158ط.طهران.

ز-شمس الدين الذهبي(المتوفى سنة 748 ه).

له كتاب«طريق حديث الولاية».

ح-شمس الدين الجزري الشافعي(المتوفى سنة 833 ه).

له كتاب«اسنى المطالب»ذكر فيه حديث الغدير.

5-روى حديث الغدير من الصحابة(110 صحابيا)و من التابعين(84 تابعيا).

«للتعرف على أسماء الصحابة و التابعين الذين رووا حديث الغدير،و رواياتهم، و تراجمهم يقرأ كتاب:

(الغدير)للأميني،الجزء الأول من الصفحة 14 حتى الصفحة 72».

6-و قد أخرج حديث الغدير عدد كبير من علماء السنّة في كتبهم و مصنفاتهم، أحصى الشيخ الأميني في كتابه«الغدير»(360 عالما)منهم،و دون أسماءهم و تراجمهم (1).

المثال الثاني:

حديث الثقلين:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«إنّي مخلف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا و إنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

1-حديث الثقلين دونته عشرات المصادر السنية من كتب الحديث و التفسير و التاريخ و اللغة (2).

2-روى حديث الثقلين خمسة و ثلاثون صحابيا منهم:

(1)أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.ة.

ص: 294


1- الأميني:الغدير ج 1 ص 73-/151ط.طهران.
2- تقرأ رسالة«حديث الثقلين»التي أصدرتها«دار التقريب»في القاهرة.

(2)الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام.

(3)سلمان الفارسي.

(4)أبو ذر الغفاري.

(5)عبد اللّه بن عباس.

(6)أبو سعيد الخدري.

(7)جابر بن عبد اللّه الأنصاري.

(8)أبو الهيثم بن التيهان.

(9)أبو رافع.

(10)حذيفة بن اليمان.

(11)خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين.

(12)زيد بن أرقم.

(13)أبو أيوب الأنصاري.

(14)أبو هريرة.

(15)أنس بن مالك (1).

المثال الثالث:

حديث المنزلة:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي».

1-حديث المنزلة دوّنته أكثر كتب الحديث و التفسير و التاريخ منها:

(1)صحيح البخاري ج 81/5 حديث 225.

و ج 309/6 حديث 857.ن.

ص: 295


1- حامد الكهنوي:عبقات الأنوار الجزء الأول و الثاني/ط.إيران.

(2)صحيح مسلم ج 1870/4 حديث 2404.

(3)صحيح الترمذي ج 640/5،641.

(4)سنن ابن ماجه ج 42/1،43.

(5)مسند أحمد بن حنبل ج 32/3،و ج 369/6،438.

و في مواضع أخرى متعددة من مسنده.

2-حديث المنزلة صدر عن الرسول صلى اللّه عليه و آله في عدة مناسبات مرت الإشارة إليها.

3-روى حديث المنزلة عدد كبير من الصحابة منهم:

(1)أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

(2)جابر بن عبد اللّه الأنصاري.

(3)عمر بن الخطاب.

(4)عبد اللّه بن عباس.

(5)أبو سعيد الخدري.

(6)عبد اللّه بن مسعود.

(7)أبو أيوب الأنصاري.

(8)أبو هريرة.

(9)زيد بن أرقم.

(10)أنس بن مالك.

(11)البراء بن عازب.

(12)جابر بن سمرة (1).

4-و صرح عدد من العلماء بتواتر حديث المنزلة منهم:

1-السيوطي:قطف الأزهار ص /281ط.بيروت.م.

ص: 296


1- حامد الكهنوي:عبقات الأنوار ج 1،ج 2،ط.قم.

2-الجزري الشافعي:أسنى المطالب ص /53ط.طهران.

3-المنصور باللّه:هداية العقول ج 2 ص /41ط.صنعاء.

4-التبريزي:مشكاة المصابيح ج 3 ص /1719ط.بيروت.

الملاحظة الثانية:

في ضوء الأمثلة التي طرحناها من خلال الملاحظة الأولى يتضح خطأ المقولتين السابقتين اللتين أثارتهما المحاولة الأولى و هما:

1-المقولة التي تعتبر نصوص الإمامة ساقطة سندا.

2-و المقولة التي تتهم الاتجاه الشيعي بوضع تلك النصوص..

و للتوافر على المزيد من الأمثلة،يستطيع القارئ أن يعود إلى«المبحث الأول» من هذا الفصل،الذي تناول منظومات النصوص و الأحاديث،ليتضح له مدى الخلل في هذا اللون من المقولات المرتجلة،و التي لا تعتمد المقاييس العلمية و الأسس الموضوعية.

الملاحظة الثالثة:

و أما الإشكالية الثالثة التي تثيرها المحاولة الأولى،و هي غياب نصوص الإمامة من أهم مصدرين في الحديث و هما:صحيح البخاري و صحيح مسلم،فيمكن أن نجيب عنها من خلال النقاط التالية:

النقطة الأولى:

إنّ الصحيحين لم يستوعبا كل الأحاديث الصحيحة،

و هذا ما أكده البخاري و مسلم و كثير من أعلام الحديث:

ص: 297

1-قال البخاري:

ما أدخلت في كتاب الجامع إلاّ ما صح،و تركت من الصحاح لحال الطول» (1).

2-قال مسلم:

«ليس كل صحيح وضعته هنا،إنّما وضعت هنا ما أجمعوا عليه» (2).

3-قال الحاكم النيسابوري:

«و لم يحكما[البخاري و مسلم]و لا واحد منهما أنّه لم يصح من الحديث غير ما أخرجه» (3).

و قال:

«و قد سألني جماعة من أعيان أهل العلم بهذه المدينة و غيرها أن أجمع كتابا يشتمل على الأحاديث المروية بأسانيد يحتج محمد بن اسماعيل[البخاري]و مسلم بن الحجاج بمثلها إذ لا سبيل إلى اخراج ما لا علّة له فإنّهما رحمهما اللّه لم يدعيا ذلك لأنفسهما» (4).

4-قال النووي في شرح مسلم:

«استدرك جماعة على البخاري و مسلم أحاديث أخلا بشرطيهما فيها،و نزلت درجة ما التزماه،و قد ألّف الإمام الدارقطني في بيان ذلك كتابه المسمّى(بالاستدراكات و التتبع)،و لأبي مسعود الدمشقي(صاحب الأطراف)استدراكات عليهما،و كذا لأبي علي الغساني في كتابه(تقييد المهمل)...» (5).

5-قال الشيخاني القادري المدني في(الصراط السوي)

«و كم حديث صحيح ما أخرجه الشيخان» (6).ن.

ص: 298


1- المزي:تهذيب الكمال ج 24 ص 442 ح /5059ط.بيروت.
2- النووي:شرح صحيح مسلم ج 1 ص /122ط.بيروت.
3- الحاكم:المستدرك على الصحيحين ج 2/1«خطبة الكتاب»/ط.بيروت.
4- الحاكم:المستدرك ج 2/1،3«خطبة الكتاب».
5- شرح النووي على مسلم ج 1 ص /27ط.بيروت.
6- الأميني:الغدير ج 304/1 ط.طهران.

6-قال الحافظ العراقي في(فتح المغيث):

«لم يعم البخاري و مسلم كل الصحيح» (1).

7-قال الإمام كمال الدين بن الهمام في شرح الهداية:

«و قول من قال:أصحّ الأحاديث ما في الصحيحين،ثم ما انفرد به البخاري، ثم ما انفرد به مسلم،ثم ما اشتمل على شروطهما،ثم ما اشتمل على شرط أحدهما تحكم لا يجوز التقليد فيه،إذ الأصحية ليست إلا لاشتمال رواتهما على الشروط التي اعتبراها،فإنّ فرض وجود تلك الشروط في رواة حديث في غير الكتابين،أفلا يكون الحكم بأصحية ما في الكتابين عين التحكم» (2).

8-قال السيد رشيد رضا في(مجلة المنار):

«و ممّا لا شك فيه أيضا أنه يوجد في غيرهما[البخاري و مسلم]من دواوين السنة أحاديث أصحّ من بعض ما فيهما» (3).

النقطة الثانية:

نحاول من خلال هذه النقطة أن نعطي أمثلة لنصوص توافرت على شروط

الشيخين(البخاري و مسلم)و لم يخرجاها:

المثال الأول:

حديث الغدير برواية زيد بن أرقم«راجع الصيغة الثانية من صيغ حديث الغدير».

أورد الحديث الحاكم النيسابوري في المستدرك و قال بعد ذكر الحديث:

ص: 299


1- الحافظ العراقي:فتح المغيث ص /27ط.بيروت.
2- محمود ابو رية:أضواء على السنة المحمدية ص /312ط.بيروت.
3- محمد رشيد رضا:مجلة المنار ج 29 ص /104ط.مصر.

«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه».

و أورد الحديث الذهبي في التلخيص(بذيل المستدرك)مسلما بصحته (1).

المثال الثاني:

حديث الولاية:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«من كنت مولاه فهذا علي مولاه».

أخرج الحديث،الحاكم في المستدرك و صححه على شرط الشيخين،و ذكره الذهبي في التلخيص مسلما بصحته (2)،و أخرجه الترمذي في صحيحه معترفا بصحته (3)،و رواه ابن ماجه في سننه (4).

المثال الثالث:

حديث الولاية بصيغة أخرى:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

«أنت ولي كل مؤمن بعدي و مؤمنة».

أ-أخرجه الحاكم في مستدركه و عقّب عليه بقوله:

«هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه بهذه السياقة (5).

ب-و أورده الذهبي في التلخيص(بذيل المستدرك)مسلّما بصحته (6).ت.

ص: 300


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /109ط.بيروت.
2- الذهبي:التلخيص ج 3 ص /110ط.بيروت.
3- الترمذي في صحيحه ج 5 ص /633ط.بيروت.
4- سنن ابن ماجه ج 1 ص /45ط.بيروت.
5- الحاكم:المستدرك ج 3 ص /134ط.بيروت.
6- الذهبي:التلخيص ج 3 ص /134ط.بيروت.

ج-و أخرجه الترمذي في صحيحه بسند صحيح (1).

د-و أخرجه الإمام أحمد في مسنده (2).

المثال الرابع:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله في حجة الوداع:

«علي مني و أنا من علي و لا يؤدي عني إلاّ أنا أو علي».

أ-أخرج هذا الحديث الإمام أحمد في مسنده بطرق متعددة كلها صحيحة (3)، و قد رواه عن يحيى بن آدم عن إسرائيل بن يونس عن جده عن أبي اسحاق عن حبشي، و كل هؤلاء احتج بهم البخاري و مسلم في صحيحيهما (4).

ب-و أخرجه ابن ماجة في سننه عن حبشي بن جناده (5).

المثال الخامس:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب».

أ-قال الحاكم النيسابوري بعد أن أخرج هذا الحديث في مستدركه:

«هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه» (6).

ب-و قد ألف الإمام أحمد بن الصديق المغربي كتابا سمّاه«فتح الملك العلي بصحته حديث باب مدينة العلم علي».ت.

ص: 301


1- صحيح الترمذي ج 5 ص /632ط.بيروت.
2- مسند أحمد بن حنبل ج 4 ص /438ط.بيروت.
3- مسند أحمد بن حنبل ج 4 ص /165ط.بيروت.
4- شرف الدين:المراجعات ص /244ط.بيروت.
5- سنن ابن ماجه ج 1 ص /44ط.بيروت.
6- الحاكم:المستدرك ج 3 ص /126ط.بيروت.

المثال السادس:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«من أطاعني فقد أطاع اللّه،و من عصاني فقد عصى اللّه،و من أطاع عليا فقد أطاعني،و من عصى عليا فقد عصاني».

أ-أخرجه الحاكم في المستدرك على الصحيحين و عقب عليه بقوله:

«هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه» (1).

ب-و أورده الذهبي في التلخيص(بذيل المستدرك)مسلّما بصحته (2).

المثال السابع:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«من أحب عليا فقد أحبني و من أبغض عليا فقد أبغضني».

أ-أخرجه الحاكم في المستدرك و عقب عليه بقوله:

«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه» (3).

ب-و أخرجه الذهبي في التلخيص«بذيل المستدرك»مسلّما بصحته (4).

المثال الثامن:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله،فاستشرف لها القوم و فيهم أبو بكر و عمر،قال أبو بكر أنا هو،قال:ت.

ص: 302


1- الحاكم:المستدرك ج 3 ص /121ط.بيروت.
2- الذهبي:التلخيص ج 3 ص /121ط.بيروت.
3- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /130ط.بيروت.
4- الذهبي:التلخيص ج 3 ص /130ط.بيروت.

لا،قال عمر:

أنا هو،قال:

لا،و لكن خاصف النعل،يعني عليا».

أ-أخرجه الحاكم في المستدرك و عقب عليه بقوله:

«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه» (1).

ب-و أخرجه الذهبي في التلخيص«بذيل المستدرك»مسلّما بصحته (2).

المثال التاسع:

حديث سد الأبواب إلاّ باب علي:

عن زيد بن أرقم قال:

كانت لنفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أبواب شارعة في المسجد فقال يوما:

«سدوا هذه الأبواب إلاّ باب علي».

قال:

فتكلم في ذلك ناس،فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فحمد اللّه و أثنى عليه ثم قال:

«أما بعد فإنّي أمرت بسد هذه الأبواب،غير باب علي فقال فيه قائلكم،و اللّه ما سددت شيئا و لا فتحته و لكن أمرت بشيء فاتبعته».

أ-أخرجه الحاكم في المستدرك و عقّب عليه بقوله:

«هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه» (3).ت.

ص: 303


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /122ط.بيروت.
2- الذهبي:التلخيص ج 3 ص /122ط.بيروت.
3- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /125ط.بيروت.

ب-و أخرج الحديث الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (1).

ج-و روي الحديث بصيغة أخرى عن ابن عباس،أخرج ذلك الحاكم في المستدرك و قال عنه:

«هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه بهذه السياقة» (2).

و أورده الذهبي في التلخيص معترفا بصحته (3).

و أخرجه الإمام أحمد في مسنده بسند صحيح (4).

المثال العاشر:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«علي مع القرآن،و القرآن مع علي،لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

أ-أخرجه الحاكم في المستدرك و عقّب عليه بقوله:

«هذا صحيح الإسناد و لم يخرجاه» (5).

ب-و ذكره الذهبي في التلخيص(بذيل المستدرك)مسلّما بصحته (6).

النقطة الثالثة:

و لو تجاوزنا ما أوردناه في النقطتين الأولى و الثانية،

و أردنا أن نعتمد على ما جاء في الصحيحين بالفعل،فالمسألة ليست عسيرة،فإنّ الصحيحين(البخاري و مسلم)-أو

ص: 304


1- مسند أحمد بن حنبل ج 4 ص /369ط.بيروت.
2- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /134ط.بيروت.
3- الذهبي:التلخيص ج 3 ص /134ط.بيروت.
4- مسند أحمد بن حنبل ج 1 ص /331ط.بيروت.
5- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /124ط.بيروت.
6- الذهبي:التلخيص ج 3 ص /124ط.بيروت.

أحدهما-قد توافرا على نسبة من النصوص صالحة بدلالتها المطابقية أو الالتزامية أو باعتبارها مؤشرات عامة،لأن تعتمد أدلة لإثبات الإمامة..

و نستعين بنماذج من هذه النصوص:

النص الأول:

آية التطهير:

قوله تعالى:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) .

أورد مسلم في صحيحه عن عائشة قالت:

«خرج النبي صلى اللّه عليه و آله غداة و عليه مرط مرحّل من شعر أسود،فجاء الحسن بن علي فأدخله،ثم جاء الحسين فدخل معه،ثم جاءت فاطمة فأدخلها،ثم جاء علي فأدخله،ثم قال:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2) .

النص الثاني:

آية المباهلة:

قوله تعالى:

فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَى الْكاذِبِينَ (3) .

قال مسلم في صحيحه:1.

ص: 305


1- سورة الأحزاب:الآية 33.
2- صحيح مسلم ج 4 ص /1883ط.بيروت.
3- سورة آل عمران:الآية 61.

«و لمّا نزلت هذه الآية: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ.

دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال:

اللهم هؤلاء أهلي» (1).

النص الثالث:

قوله تعالى:

إِنَّ اللّهَ وَ مَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً (2) .

لمّا نزل هذا النص فرض الرسول صلى اللّه عليه و آله على المسلمين أن يقرنوا بينه و بين آله في الصلاة فقال لهم:

«قولوا اللهم صل على محمد و على آل محمد».

1-أخرج ذلك البخاري في صحيحه» (3).

2-و أخرجه مسلم في صحيحه» (4).

النص الرابع:

حديث الثقلين:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي».ت.

ص: 306


1- صحيح مسلم ج 4 ص /1871ط.بيروت.
2- سورة الأحزاب:الآية 56.
3- صحيح البخاري ج 6 ص /489ط.بيروت. صحيح البخاري ج 8 ص 434.
4- صحيح مسلم ج 1 ص /305ط.بيروت.

أخرجه مسلم في صحيحه بسنده عن زيد بن أرقم في حديث الرسول صلى اللّه عليه و آله بغدير خم (1).

النص الخامس:

حديث المنزلة:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنّه لا نبي بعدي».

1-أخرج هذا الحديث البخاري في صحيحه (2).

2-و أخرجه مسلم في صحيحه (3).

النص السادس:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

«أنت مني و أنا منك».

ذكر هذا الحديث البخاري في صحيحه (4).

النص السابع:

قول الإمام علي عليه السّلام:

«و الذي فلق الحبة،و برأ النسمة إنّه لعهد النبي صلى اللّه عليه و آله:لا يحبني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق».ت.

ص: 307


1- المصدر السابق ج 4 ص 1873.
2- صحيح البخاري ج 5 ص /81ط.بيروت. نفس المصدر ج 6 ص /309ط.بيروت.
3- صحيح مسلم ج 4 ص /1870ط.بيروت.
4- صحيح البخاري ج 4 ص /364ط.بيروت. نفس المصدر ج 5 ص /79ط.بيروت.

أخرج هذا الحديث مسلم في صحيحه (1).

النص الثامن:

حديث«الخلفاء الإثني عشر»

1-أخرجه البخاري في صحيحه (2).

2-و أخرجه مسلم في صحيحه (3).ت.

ص: 308


1- صحيح مسلم ج 1 ص /86ط.بيروت.
2- صحيح البخاري ج 9 ص /729ط.بيروت.
3- صحيح مسلم ج 3 ص /1452ط.بيروت.
المحاولة الثانية:
اشارة

التشكيك في دلالة النصوص

قلنا أن مدرسة الخلفاء في معالجتها لنصوص الإمامة اعتمدت محاولتين:

الأولى:التشكيك في صحة النصوص.

الثانية:التشكيك في دلالة النصوص.

و قد ثبت من خلال البحث عجز المحاولة الأولى عن إلغاء نسبة كبيرة من النصوص بعد أن توافرت على تدوينها مصادر الحديث و التفسير و التاريخ.

و هنا يتناول البحث المحاولة الثانية لمعرفة مدى قدرتها على إسقاط دلالة النصوص في مضامينها و معانيها.

أهم الاتجاهات التفسيرية:
اشارة

أهم الإتجاهات التي جسّدت المحاولة الثانية هي:

1-الإتجاه المنقبي.

2-الإتجاه الترشيحي.

3-الإتجاه التجزيئي.

4-الإتجاه المآلي.

ص: 309

الإتجاه الأول:

الإتجاه المنقبي:

هذا الإتجاه يحاول أن يعطي للنصوص طابعا لا يتجاوز«الحالة المنقبية»،فالسنن و الأحاديث الواردة في أهل البيت ليست نصوصا في الإمامة،و إنّما هي«مناقب و فضائل»لا غير.

و هذا الإتجاه في فهم النصوص هو الإتجاه العام الذي تتبناه مدرسة الخلفاء.

مناقشة هذا الإتجاه:

و لنا عدة ملاحظات حول هذا الإتجاه:

الملاحظة الأولى:

هذا الإتجاه لا ينسجم مع نسبة كبيرة من النصوص التي تؤكد من خلال مفرداتها مضامين قيادية و سياسية،و من هذه المفردات:

(1)مفردات الولاية.

أ- إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1).

ب-«من كنت مولاه فهذا علي مولاه».

ج-«أنت ولي كل مؤمن بعدي».

د-«علي وليكم بعدي» (2).

ص: 310


1- سورة المائدة:الآية 55.
2- راجع المبحث الأول من هذا الفصل:المجموعة الأولى.

(1)مفردات الخلافة:

أ-«إنّ هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم».

ب-«إني تارك فيكم خليفتين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي».

ج-«الخلفاء من بعدي إثنا عشر» (2).

(3)مفردات الإمامة:

أ-«هو إمام كل مسلم».

ب-«الأئمة من ولدي».

ج-«ليقتد بالأئمة من بعدي» (2).

و مفردات أخرى كثيرة تعبر عن دلالات كبيرة تتجاوز الحالة المناقبية العادية لتؤكد المضمون القيادي الخطير في حركة الدعوة.

الملاحظة الثانية:

إنّ الصيغ التي توافرت عليها كثير من النصوص تعبّر عن وضع«منهج»للأمة تتحرك من خلاله:

أ-«إني تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي».

ب-«مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق».

ج-«أهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف».

د-«علي مع القرآن،و القرآن مع علي».ة.

ص: 311


1- راجع المبحث الأول من هذا الفصل:المجموعة الثالثة.
2- راجع المبحث الأول من هذا الفصل:المجموعة الثانية.

ه-«علي مع الحق،و الحق مع علي».

و-«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب» (1).

الملاحظة الثالثة:

إنّ التأكيد الكبير على حالة التعاطي و الإلتفاف حول علي عليه السلام و الأئمة من أهل البيت يعطي دلالة صريحة على«الخصوصية القيادية»التي تريد النصوص تأصيلها في داخل الأمة لعلي و أهل بيته:

أ-«قل لا أسألكم عليه أجرا إلاّ المودة في القربى».

ب-«من أحب عليا فقد أحبني...».

ج-«من أطاع عليا فقد أطاعني،و من عصى عليا فقد عصاني».

د-«من فارق عليا فقد فارقني...» (2).

الملاحظة الرابعة:

لقد قلنا في موضع سابق من مواضع هذا البحث أن الكثافة الكبيرة من نصوص الفضائل و المناقب الخاصة بأهل البيت عليهم السلام،و حالة الاهتمام الواضح التي برزت في خطابات الرسول صلى اللّه عليه و آله تعبر بدرجة لا تقبل الشك عن إتجاه الرسالة في تحديد الصيغة القيادية للأمة...و إنّ أيّ تفسير آخر لهذه الظاهرة المتميزة لا يمكن أن يعطي تبريرا مقنعا مقبولا لمن يريد أن يفهم النصوص فهما علميا مدروسا، و يتعامل مع الأحاديث تعاملا موضوعيا منهجيا.ص.

ص: 312


1- تقدمت مصادر هذه النصوص.
2- تقدمت مصادر هذه النصوص.
الاتجاه الثاني:

الاتجاه الترشيحي:

هذا الإتجاه يحاول أن يعطي للنصوص طابعا لا يتجاوز«الحالة التأهيلية الترشيحية»،فالسنن و الأحاديث الواردة في علي بن أبي طالب هي لون من«التأهيل و الترشيح للخلافة»و ليست نصوصا صريحة في«العهد و التعيين».

و نجد إشارة إلى هذا الاتجاه في كلام العلامة البشري المصري شيخ الجامع الأزهر في إحدى مكاتباته مع الإمام شرف الدين حيث قال:

«و هذا مما لا كلام فيه،و إنما الكلام في عهد الرسول صلى اللّه عليه و آله إليه بالخلافة عنه،و هذه السنن ليست من النصوص الجلية،في ذلك،و إنما هي من خصائص الإمام و فضائله لا تسعها الأرقام و نحن نؤمن بأنه كرم اللّه وجهه أهل لها و لما فوقها،و لقد فاتكم منها أضعاف ما ذكرتموه،و قد لا تخلو من ترشيحه للإمامة،لكن ترشيحه لها غير العهد بها إليه كما تعلمون» (1).

ملاحظات حول الإتجاه الثاني:

الملاحظة الأولى:

ما أوردنا من مناقشة للاتجاه الأول يرد هنا تماما،فإنّ نظرة متأنية في النصوص تضع الباحث أمام فهم لا ينسجم مع هذا الاتجاه،لأنّ الصيغ التعبيرية التي تحملها نسبة كبيرة من النصوص و الأحاديث لا تساعد على هذا المنحى في التفسير.

و لو حاولنا أن نعيد قراءة بعض تلك النصوص قراءة متجردة من كل الخلفيات الفكرية و النفسية،لاستطعنا أن نتعامل مع دلالاتها الواقعية،و حتى نوفر على القارئ شيئا من الجهد و الوقت نضع بين يديه هذه الصيغ ليعيد التأمل فيها:

ص: 313


1- شرف الدين:المراجعات ص 176 مواجعة /49ط.إيران.

1- إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (1).

2-«من كنت مولاه فهذا علي مولاه».

3-«و هو وليكم بعدي».

4-«و هو أولى بكم بعدي».

5-«إنّ هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم».

6-«إني تارك فيكم الثقلين[أو خليفتين]...».

7-«الخلفاء(أو الأئمة أو الأمراء)بعدي إثنا عشر».

8-«و هو إمام كل مسلم...» (2).

9-«أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي».

10-«من أطاع عليا فقد أطاعني و من عصى عليا فقد عصاني».

11-«يا علي من فارقني فقد فارق اللّه،و من فارقك يا علي فقد فارقني».

12-«أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي».

13-«أهل بيتي أمان لأمتي من الإختلاف».

14-«مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق».

15-«علي مع القرآن،و القرآن مع علي».

16-«علي مع الحق،و الحق مع علي».

17-«أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب».

18-«علي باب علمي و مبين من بعدي لأمتي ما أرسلت به».

19-«أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي بن أبي طالب».ن.

ص: 314


1- سورة المائدة:الآية 55.
2- المجلسي:البحار ج 28 ص 38 باب 2 ح /1ط.إيران.

20-«يا عمار إذا رأيت عليا قد سلك واديا،و سلك الناس واديا غيره، فاسلك مع علي ودع الناس،فإنّه لن يدلك على ردى و لن يخرجك من هدى» (1).

الملاحظة الثانية:

إنّه لمن المفارقات التي لا يمكن أن يستوعبها الباحث،أن تكون هذه النسبة الكبيرة جدا من النصوص و السنن و الأحاديث لا تحمل دلالة صريحة على الإمامة و الخلافة، في حين تكفي جملة واحدة عن الخليفة أبي بكر في تعيين من يخلفه في السلطة و الحكم..فقرار التعيين الصادر عن الخليفة الأول قد تضمن الصيغة التالية:

«أما بعد،فإني قد استعملت عليكم عمر بن الخطاب فاسمعوا و أطيعوا» (2).

الملاحظة الثالثة:

إن تبني صيغة الترشيح يختزن في داخله الإعتراف بدلالة النصوص على الإمامة،فإن اللجوء إلى إعطاء الأحاديث هذا المضمون يعبر عن عمق الدلالة التي تحملها المفردات في ايحاءاتها القيادية.

فالنصوص لا تعبّر عن الجنبة الموضوعية المجردة،من خلال ابراز«الصلاحيات و المؤهلات»و إنما تحاول أن تعطي المصداق الوحيد الصالح للإمامة،و بالتالي تحمل الصيغة الترشيحية قوة الصيغة التعينية تماما و تعطي نفس نتائجها و دلالاتها.

الملاحظة الرابعة:

إن الترشيح لو صدر من الرسول صلى اللّه عليه و آله،فيجب أن يحمل صفة «النص و التعيين»لأنّ صلى اللّه عليه و آله لا يصدر في كل تصرفاته عن هوى أو عاطفة،ت.

ص: 315


1- المصدر السابق ج 38 ص 32 باب 57 ح 10. ملاحظة تقدمت جميع مصادر النصوص الأخرى.
2- تاريخ اليعقوبي ج /137/2ط.بيروت.

إنما هو الوحي يملي عليه المواقف و يحدد له الرأي،و إنما هي مصلحة الرسالة تضع أمامه الخيار،فإذا كان الرسول صلى اللّه عليه و آله قد رشّح عليا فهو«الإختيار الإلهي»...

وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ،وَ مَنْ يَعْصِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً (1) .

الاتجاه الثالث:

الاتجاه التجزيئي:

هذا الإتجاه يعطي للإمامة بعدين منفصلين:

الأول:البعد الفقهي.

الثاني:البعد السياسي.

فما ورد من نصوص تتحدث عن إمامة أهل البيت عليهم السلام فهي تعني بذلك الإمامة الفقهية لا الإمامة السياسية.

و نجد هذا الاتجاه واضحا عند الأستاذ أبي زهرة في كتابه«الإمام الصادق»عندما تناول«حديث الثقلين» (2).و قد ناقشه استاذنا الكبير العلامة السيد محمد تقي الحكيم في كتابه(الأصول العامة للفقه المقارن)،و جاء في هذه المناقشة:

«أما الدعوة الثالثة و هي دلالته[حديث الثقلين]على إمامة الفقه لا السياسة، فهي ما لا أعرف لها وجها و يمكن الركون إليه،لافتراضها فصل السلطتين الدينية و الزمنية عن بعضها مع أنّ الإسلام لا يعترف بذلك،لما فيها من تجاهل لوظائف الإمامة

ص: 316


1- سورة الأحزاب:الآية 36.
2- قال أبو زهرة:بل لا يدل[حديث الثقلين]على إمامة السياسة،و إنه أدل على إمامة الفقه و العلم،و لا يدل على إمامة الحكم و إدارة شؤون الدولة،و لا تلازم بين إمامة الفقه و إمامة السياسة،أبو زهرة:الإمام الصادق ص /199ط.بيروت.

و هي امتداد لوظائف النبي،إلا فيما يتصل بعالم الاتصال بالسماء و بخاصة فيما يتصل في الشؤون التطبيقية.

لأن الفكرة-أي فكرة-لا يكفي في تحقيق نفسها أن تشرع و تعيش على صعيد من الورق،بل لا بد أن تضمن لها تطبيقا تتلاءم فيه الوسائل و الأهداف،و إلاّ لما صح نسبة النجاح لتجربتها في حال من الأحوال» (1).

و قال حفظه اللّه:

«و ما لنا نبعد بالأستاذ أبي زهرة،و طبيعة النص الذي تحدث حوله تقتضيه،و هل وراء التعبير بلفظ مخلف و لفظ خليفتي ما يؤدي هذا المعنى.

على أنّ الأخ أبا زهرة حاول أن يقتطع النص من أجوائه التي تسلط الأضواء على تحديد مفاهيمه،و يدرسه بعيدا عنها فوقع فيما وقع فيه.

و هل نسي حضرته مجيئه في معرض التمهيد لحديث النص في يوم الغدير و مما جاء فيه:

«ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم»و صفة الأولية لا تكون إلاّ لمن له الولاية العامة على الأمة ليستطيع التصرف بما يقتضيه مصلحتها،ثم تعقيبها بإعطاء الولاية له بقوله:

«من كنت وليه فهذا علي وليه»و لحوقها بالدعاء الذي لا يناسب إلاّ الولاية العامة:

«اللهم وال من والاه و عاد من عاداه،و انصر من نصره».

ثم ورودها بعد ذلك في معرض تأكيد النص قبيل وفاته كما سبق التحدث في ذلك مما يوجب القطع بشمولها الجانب السياسي إذا لوحظت بمجموع ما لابسها من قرائن و أجواء» (2).م.

ص: 317


1- الحكيم:الأصول العامة ص /184ط.قم.
2- نفس المصدر ص /186ط.قم.

و قال المفكر الإسلامي الكبير الشهيد الصدر في«بحث حول الولاية»:

«و إمامة أهل البيت و الإمام علي،التي تمثلها تلك الظاهرة الطبيعية تعبر عن مرجعيتين:

إحداهما المرجعية الفكرية،و الأخرى المرجعية في العمل القيادي و الاجتماعي، و كلتا المرجعيتين كانتا تتمثلان في شخص النبي صلى اللّه عليه و آله،و كان لا بد-على ضوء ما درسنا من ظروف-أن يصمم الرسول الأعظم صلى اللّه عليه و آله الإمتداد الصالح له لتحمل كلتا المرجعيتين،لكي تقوم المرجعية الفكرية بملأ الفراغات التي قد تواجهها ذهنية المسلمين،و تقديم المفهوم المناسب،و وجهة النظر الإسلامية،فيما يستجد من قضايا الفكر و الحياة،و تفسير كل ما يشكل و يغمض من معطيات الكتاب الكريم،الذي يشكل المصدر الأول للمرجعية الفكرية في الإسلام،و لكي تقوم المرجعية القيادية الاجتماعية بمواصلة المسيرة و قيادة التجربة الإسلامية في خطها الاجتماعي.

و قد جمعت كلتا المرجعيتين لأهل البيت عليهم السلام بحكم الظروف التي درسناها،و جاءت النصوص النبوية الشريفة تؤكد ذلك باستمرار» (1).

الاتجاه الرابع:

الاتجاه المآلي:

هذا الاتجاه يعترف بدلالة النصوص على الإمامة،إلا أنه يرفض دلالتها على الإمامة المباشرة بعد الرسول صلى اللّه عليه و آله و يرى أنّها تدل على(الإمامة المآلية)أي أنّ عليا له حق الإمامة حينما تؤول إليه الخلافة و تنعقد له البيعة و لو بعد فترة من الزمن..

ص: 318


1- بحث حول الولاية ص 82،/83ط.بيروت.

قال ابن حجر في صواعقه في سياق مناقشته لحديث الغدير:

«رابعها:سلمنا أنه أولى بالإمامة،فالمراد المآل،و إلا كان هو الإمام مع وجوده صلى اللّه عليه و آله،و لا تعرض فيه لوقت المآل،فكان المراد حين يوجد عقد البيعة له فلا يتنافى حينئذ تقديم الأئمة الثلاثة عليه» (1).

و حاول الشيخ محمد بن عبد الوهاب في رسالته«الرد على الرافضه»تفسير النصوص التي تضمنت«الولاية لعلي»بعد الرسول صلى اللّه عليه و آله من قبيل«علي وليكم بعدي»بأنّ المراد منها«البعدية المطلقة»و ليس«البعدية المباشرة»فتصدق على ولايته بعد عثمان (2).

ملاحظات حول الإتجاه الرابع:

هذا الاتجاه يعد في تصورنا أوهن الإتجاهات،فهو غير جدير بالوقوف الطويل، و مع ذلك نحاول أن نضع حوله هذه الملاحظات:

الملاحظة الأولى:

إنّ الفهم العرفي و اللغوي لخطابات التعيين و الإستخلاف ينصرف إلى المرحلة المباشرة عادة و غير وارد في هذا الفهم،هذا اللون من الاستخلافات المآلية المنفصله زمنا عن الاتصال بزمن المستخلف..

الملاحظة الثانية:

لو صح هذا اللون من الاستخلاف فهو يحتاج إلى قرائن لفظية واضحة، و النصوص خالية من هذه القرائن...و الإطلاق يقتضي البعدية المباشرة.ت.

ص: 319


1- الصواعق المحرقة ص /67ط.بيروت.
2- روح التشيع ص /209ط.بيروت.

الملاحظة الثالثة:

لو تأملنا نصوص الولاية من قبيل قوله تعالى:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ... و قوله صلى اللّه عليه و آله:

«من كنت وليه فهذا علي وليه».

و قوله صلى اللّه عليه و آله:

«أنت ولي كل مؤمن بعدي».

فهي صريحة في دلالتها على عموم الولاية و استغراقها لكل المؤمنين بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و هذا يعني جعل الولاية لعلي عليه السلام على جميع الأمة و منهم الخلفاء الثلاثة الذي تولوا قبله (1).ت.

ص: 320


1- المصدر السابق ص /210ط.بيروت.

المبحث الثالث: المصادرة التاريخية لمواقع أهل البيت في حياة الأمة

اشارة

ص: 321

ص: 322

كيف تحركت المصادرة التاريخية لمواقع أهل البيت عليهم السلام:
اشارة

لقد تحركت في تاريخ المسلمين-و في مرحلة مبكرة جدا-عملية المصادرة لمواقع أهل البيت عليهم السلام في حياة الأمة...

و قد تمثلت تلك المصادرة التاريخية في الأبعاد التالية:

-البعد الأول:مصادرة موقع القيادة السّياسية.

-البعد الثاني:مصادرة موقع المرجعية الفكرية.

-البعد الثالث:مصادرة موقع الزعامة الروحية و الاجتماعية.

البعد الأول:
اشارة

مصادرة موقع القيادة السّياسية:

و قد تمت هذه المصادرة من خلال:

أولا:تجميد النص السّياسي:

و قد حصل هذا التجميد للنص السّياسي عبر عدة وسائل:

(الوسيلة الأولى)إلغاء النص السّياسي:

و قد أوضحنا في المبحث الثاني من هذا الكتاب كيف حاولت مدرسة الخلفاء التشكيك في صحة الكثير من النصوص الدّالة على إمامة أهل البيت و قيادتهم السياسية:

...و أوضح مثال على ذلك التشكيك في صحة حديث الغدير و قد تصدّى الأئمة من أهل البيت عليهم السّلام بقوة للدفاع عن هذا النص و حمايته من الإلغاء و التحريف«تناولنا ذلك بالتفصيل في موضع آخر من هذا الكتاب».

(الوسيلة الثانية)تحريف النص السّياسي:

و من خلال هذه الوسيلة حاول الاتجاه المضاد لإمامة أهل البيت عليهم السّلام التلاعب في مفردات الكثير من النصوص الدّالة على حق الأئمة من أهل البيت عليهم

ص: 323

السّلام في القيادة السياسية،هذا التلاعب التحريفي الذي شوّش الدلالات الواضحة للنصوص..و من الأمثلة على هذا النهج التحريفي محاولات التغيير و التبديل في الحديث المشهور المعروف«بحديث الدار يوم الإنذار»...تناولنا ذلك في موضع آخر من هذا الكتاب.

(الوسيلة الثالثة)تفريغ النص من مضمونه السّياسي:

و هنا اتجه التفكير لدى مدرسة الخلفاء إلى محاولة التلاعب في المضامين و المعاني و الدلالات...و قد تناولنا في بحث سابق أهم الاتجاهات التي جسّدت هذه المحاولة و التي تمثلت في:

1-الاتجاه المنقبي.

2-الاتجاه الترشيحي.

3-الاتجاه التجزيئي.

4-الاتجاه المآلي.

ثانيا:طرح البديل السّياسي:

و قد تزامن مع محاولات الإلغاء و المصادرة لموقع الأئمة السياسي،التخطيط الجاد لطرح البديل السياسي...ففي مقابل«مبدأ النص»الثابت الذي يؤكد إمامة أهل البيت عليهم السّلام،قدّمت للأمة«نظرية الانتخاب و الاختيار»كبديل سياسي.

و على ضوء«تجميد النص»و«طرح البديل»تمّ:

*تعطيل الصيغة السياسية المتمثلة في قيادة الأئمة من أهل البيت عليهم السّلام، لصالح الصيغة السياسية البديلة المتمثلة في قيادة الخلفاء.

*الحصار السّياسي(أو العزل السياسي)للأئمة من أهل البيت عليهم السّلام، و قد تمثل هذا العزل السياسي في:

أ-الرقابات السياسية.

ص: 324

ب-الاعتقالات السياسية.

ج-الاغتيالات السياسية.

البعد الثاني:
اشارة

مصادرة موقع«المرجعية الفكرية»:

من خلال فهمنا للنصوص الإسلامية التي تناولت«مسألة الإمامة»نستنتج أنّ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام قد منحتهم الرسالة ثلاثة مواقع أساسية:

1-موقع الإمامة السياسية.

2-موقع الإمامة الفكرية و الفقهية.

3-موقع الإمامة الروحية و الاجتماعية.

و قد حاول بعض الكتّاب و الباحثين أن يفهم«إمامة أهل البيت عليهم السلام» فهما تجزيئيا:

-الإمامة الروحية فقط...

-الإمامة الفكرية فقط...

-الإمامة الفقهية فقط.. (1).

و أمّا فهمنا للإمامة فهو فهم شمولي،و قد انطلق هذا الفهم من أمرين أساسيين:

الأمر الأول:

كون الإمامة امتدادا طبيعيا للنبوة،و حيث أنّ النبوة تتسع للمواقع الروحية و الفكرية و السياسية،فكذلك«الإمامة».

الأمر الثاني:

الفهم الصحيح للنصوص الثابتة التي تحدثت عن«إمامة أهل البيت عليهم السلام»:

ص: 325


1- محمد أبو زهرة:الإمام الصادق ص 199 مطبعة مخيمر بمصر.

*فبعض النصوص أعطت لأهل البيت عليهم السّلام«موقعا روحيا»،كقوله تعالى:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى (1) .

*و بعض النصوص أعطت لأهل البيت عليهم السّلام«موقعا فكريا»،كقوله صلى اللّه عليه و آله في حديث الثقلين المشهور:

«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي...» (2).

*و بعض النصوص أعطت لأهل البيت عليهم السّلام«موقعا سياسيا»كقوله تعالى:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3) .

و قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في حديث الغدير:

«من كنت مولاه فهذا علي مولاه» (4).

و هكذا الكثير الكثير من النصوص...

و هذه المواقع متكاملة و متداخلة و متلازمة في دلالاتها؛فالإمامة الروحية تستبطن«معنى الإمامة السياسية و الإمامة الفكرية»،و الإمامة الفكرية تستدعي«الإمامة الروحية و الإمامة السياسية»،و الإمامة السياسية تختزن في داخلها«الإمامة الروحية و الإمامة الفكرية».

الإقصاء المرحلي لمواقع أهل البيت عليهم السلام:

تمت عملية الإقصاء لمواقع أهل البيت عليهم السلام عبر عدة مراحل:

ص: 326


1- سورة الشورى:الآية 23.
2- تقدمت مصادر هذا النص صفحة 142 من هذا الكتاب.
3- سورة المائدة:الآية 55.
4- تقدمت مصادر هذا النص صفحة 102 من هذا الكتاب.

المرحلة الأولى:

الإقصاء السّياسي«مصادرة موقع القيادة السياسية»...

و قد تمّ ذلك بنجاح من خلال:

-تجميد أطروحة الغدير«مبدأ النص».

-و تحريك أطروحة السقيفة«نظرية الاختيار».

المرحلة الثانية:

الإقصاء الفكري«مصادرة موقع المرجعية الفكرية»...

و قد تمّ ذلك بشكل كبير...

المرحلة الثالثة:

الإقصاء الروحي و الاجتماعي«مصادرة موقع الزعامة الروحية و الاجتماعية»، و لم تنجح كثيرا هذه المحاولة،فبقي أهل البيت عليهم السلام يحتفظون بموقعهم الروحي و الاجتماعي عند الأمة رغم محاولات المصادرة و الإقصاء.

كيف تمت مصادرة«موقع المرجعية الفكرية»؟
اشارة

تمّت هذه المصادرة من خلال خطين:

الخط الأول:

تجميد«المرجعية الفكرية»لأهل البيت عليهم السّلام:

و قد بذلت محاولات جادّة لفصل الأمة عن الارتباط الفكري و الفقهي بأئمة أهل البيت عليهم السلام من خلال:

أ-تفريغ ذهنية الأمة من كل النصوص التي تؤكد ضرورة الرجوع إلى الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في مسائل الإسلام الفكرية و التشريعية...

ب-تحريف بعض النصوص التي تؤكد مرجعية أهل البيت الفكرية مثال ذلك:

حديث الثقلين...

ص: 327

هذا الحديث الذي بلغ حدّ التواتر و الاشتهار و قد دوّنته كتب الحديث و التفسير و التاريخ و السير و التراجم و اللغة (1).

هذا النص صريح الدلالة على تأكيد«المرجعية الفكرية لأهل البيت عليهم السلام»

-لزوم الرجوع إلى(الكتاب و العترة معا)...

-التمسك بهما معا عاصم من الضلال...

-عدم افتراقهما...و هذا يدل على أمرين:

أ-عصمة الأئمة من أهل البيت عليهم السّلام..

ب-ضرورة وجود إمام في كل زمان..

محاولات تحريف الحديث:

تمّ التلاعب بنص الحديث...فحين كانت الصيغة الأصلية للحديث هي:

«إني تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتي...».

جاءت الصيغة البديلة:

«كتاب اللّه و سنتي...».

و لنا هنا عدة ملاحظات:

الملاحظة الأولى:

الصيغة الأولى للحديث متواترة و قد دوّنتها أوثق المصادر...

بينما الصيغة الثانية،فهي من أخبار الأحاد،و لم تدوّن إلاّ في مصادر قليلة جدا لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة،و هذه المصادر القليلة مشتركة في رواية الصيغتين، باستثناء«موطأ مالك»الذي اقتصر على الصيغة الثانية من خلال رواية ضعيفة السند «بلغه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:ب.

ص: 328


1- تقدمت مصادر هذا الحديث ص 142 من هذا الكتاب.

«تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما:كتاب اللّه و سنة نبيه» (1).

الملاحظة الثانية:

لو سلمنا بصحة الصيغة الثانية،فهي لا تعارض الصيغة الأولى،فممن تؤخذ السنة؟

تؤخذ بواسطة«العالمين بها،الآمناء عليها»و هم أهل البيت عليهم السلام.

الملاحظة الثالثة:

كيف يمكن أن تكون السنة«مرجعا»،و المفروض أنّها غير مجموعة على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،و سنته تتسع لتشمل الأفعال و التقارير،فما دامت السنة غير مدوّنة،و ما دام الرسول صلى اللّه عليه و آله منزها عن التفريط برسالته،فلا بد من إفتراض وجود مرجع يحتضن السنة بكل خصائصها،و ليس إلا أهل البيت عليهم السّلام،و من هنا تتضح أهمية الأحاديث التي:

-تؤكد على الإقتداء بأهل البيت عليهم السلام...

-و أنهم سفن النجاة...

-و أنهم أمان للأمة...

-و أن عليا باب مدينة العلم...

-و أنّ عليا مع الحق و الحق مع علي...

-و أن عليا مع القرآن و القرآن مع علي... (2).ص.

ص: 329


1- مالك بن أنس:الموطأ ج 2 ص /899ط.بيروت.
2- محمد تقي الحكيم:الأصول العامة ص /174/173ط.قم. تقدمت مصادر هذه النصوص.
الخط الثاني:
اشارة

إيجاد المرجعية الفكرية البديلة:

في سياق المصادرة التاريخية لمرجعية أهل البيت عليهم السلام الفكرية تمّ إيجاد عدة مرجعيات فكرية بديلة:

(1)سيرة الشيخين«أبي بكر و عمر»:

في يوم الشورى،لأول مرة يطرح مصطلح«سيرة الشيخين»حينما طلب من الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام أن يلتزم بسيرة الشيخين كشرط لمبايعته،فرفض الإمام علي عليه السلام ذلك...

(2)سنة الخلفاء الراشدين:

إنطلاقا من حديث يقول:

«فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين المهديّين،تمسكوا بها،و عضوا عليها بالنواجذ» (1).

و لنا حول هذا الحديث عدة ملاحظات:

أ-الحديث ضعيف السند.

ب-إستحالة أن يعبدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بالمتناقضات فتناقض سيرة الخلفاء من الأمور الواضحة:

-أبو بكر ساوى في توزيع الأموال الخراجية،و عمر فاوت فيها...

-أبو بكر كان يرى طلاق الثلاث واحدا،و عمر شرّعه ثلاثا...

-أبو بكر لم يمنع عن المتعتين،و عمر حرّمهما...

-عثمان خالف سيرة الشيخين بإجماع المؤرخين...

ص: 330


1- الترمذي:صحيح السنن ج 2 ص 342 ح /2157ط.الرياض. ابن ماجه:السنن ج 1 ح 40 مقدمة الكتاب/ط.الرياض. الدارمي:السنن المقدمة ج 1 ص 57 ح /95ط.القاهرة.

-الإمام علي نقض كل ما أبرمه عثمان...

فأي هذه السير هي السنة التي أكدّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله على ضرورة التمسك بها...؟

و هل التمسك بها جميعا،إلا تمسك بالمتناقضات...؟

ج-يمكن أن يكون هذا الحديث في مضمونه مقبولا،حينما نحاول أن نعطي لمصطلح«الخلفاء الراشدين المهديّين»معنى آخر يتمثل في«الأئمة من أهل البيت عليهم السلام»كما أكدّت ذلك الكثير من الأحاديث الصحيحة،و عندها لا تناقض و لا تنافي في سير الأئمة من أهل البيت عليهم السلام...

(3)عمل الصحابة:إنطلاقا من حديث يقول:

«النجوم أمان لأهل السماء،فإذا ذهبت النجوم أتى أهل السماء ما يوعدون، و أصحابي أمان لأمتي،فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون» (1).

و يرد على ذلك:

أ-الحديث ضعيف السند.

ب-اختلاف الصحابة-كما هو ثابت تاريخيا-لا يؤهلهم لمرجعية الأمة على نحو العموم البدلي كما هو مفاد الحديث...

ج-الصحابة غير معصومين فكيف يكون عملهم حجة و مصدرا للتشريع...

د-لقد ثبت من خلال الأحاديث الصحيحة إرتداد بعض الصحابة كما جاء في صحيح البخاري:

عن النبي صلى اللّه عليه و آله أنه قال:

«أنا فرطكم على الحوض ليرفعن إليّ رجال منكم حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني فأقول:

أي ربي أصحابي،فيقول:

ص: 331


1- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 3 ص /67ط.بيروت.

لا تدري ما أحدثوا بعدك» (1).

(4)فقهاء مدرسة الخلفاء:

في مقابل مدرسة أهل البيت عليهم السلام،و في مقابل الأئمة عليهم السّلام، تحركت مدارس فقهية أخرى،و نصّب للأمة فقهاء أصبحوا يمثلون«المرجعية الفكرية و الثقافية البديلة»،و قد أحتضنت السلطات الحاكمة عبر التاريخ،هذه«المرجعية البديلة»تأكيدا لإلغاء و مصادرة«المرجعية الفكرية لأهل البيت عليهم السّلام».

و رغم محاولات الإقصاء و التجميد«لمرجعية أهل البيت الفكرية»فإنّ الأئمة عليهم السّلام لم يجمدوا«دورهم الثقافي و العلمي»:

-فكانوا يلاحقون كل القضايا الطارئة...

-و يواجهون كل حالات الإنحراف...

-و يمونّون الأمة بالفكر الأصيل...

-و يسدّدون الحكّام و المتصدين للسلطة السياسية...

حماية لمسيرة الرسالة،و حفاظا على الإسلام (2).

مدرستان:
اشارة

بعد وفاة الرسول الأعظم صلى اللّه عليه و آله،تميزت في داخل الأمة مدرستان:

أ-مدرسة أهل البيت عليهم السّلام و يتزعمها«الأئمة من أهل البيت».

ب-مدرسة الصحابة و يتزعمها بعض كبار الصحابة.

مدرسة أهل البيت عليهم السلام تمثل«مدرسة النص»

ص: 332


1- صحيح البخاري ج 673/9(كتاب الفتن باب 1068 ح 1878)/ط.بيروت،صحيح مسلم ج /4 1794 ح 2293،ح 1796 ح 2297 ص 1800 ح /2304ط.بيروت.
2- نتناول في بحث قادم دور الأئمة عليهم السلام في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة.

و مدرسة الصحابة تمثل«مدرسة الاجتهاد»و حتى لو كان اجتهادا في مقابل النص،و لتبرير«المنحى الاجتهادي»حاولت مدرسة الصحابة أن تنسب الاجتهاد إلى النبي صلى اللّه عليه و آله...

[اجتهاد النبي صلى اللّه عليه و آله يتحرك في دائرتين]
اشارة

و اجتهاد النبي صلى اللّه عليه و آله-كما ترى هذه المدرسة-يتحرك في دائرتين:

الدائرة الأولى:

الاجتهاد في الشؤون الدنيوية...

و هذا الاجتهاد يصيب النبي صلى اللّه عليه و آله فيه و يخطيء...

و من الأمثلة التي يطرحونها في هذه الدائرة:مسئلة تأبير النخل:

عن سماك أنه سمع موسى بن طلحة يحدث عن أبيه،قال:

مررت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في نخل المدينة فرأى أقواما في رؤوس النخل يلقحون النخل فقال:

ما يصنع هؤلاء؟

قال:يأخذون من الذكر فيحطون في الأنثى يلقحون به.

فقال:ما أظن ذلك يغني شيئا.

فبلغهم فتركوه و نزلوا عنها فلم تحمل تلك السنة شيئا فبلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقال:

إنما هو ظني ظننته إن كان يغني شيئا فأصنعوا فإنما أنا بشر مثلكم و الظن يخطأ و يصيب و لكن ما قلت لكم قال اللّه عز و جل فلن أكذب على اللّه.

و في رواية أخرى عن عائشة أن الرسول صلى اللّه عليه و آله مرّ على قوم في رؤوس النخل فقال:

ما يصنع هؤلاء؟

قالوا:يؤبرون النخل فقال:

لو تركوه لصلح.

ص: 333

فتركوه فشيص،فقال:

ما كان من أمر دنياكم فأنتم أعلم بأمر دنياكم و ما كان من دينكم فاليّ (1).

و لنا حول هذه الرواية عدة ملاحظات:

(1)الرواية موضوعة...

(2)كيف يتدخل النبي صلى اللّه عليه و آله فيما لا يملك خبرته...؟

(3)لم يعرض الناس إلى هذا الضرر الجسيم..؟

(4)و هل يمكن التصديق أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله،الذي عاش في الجزيرة العربية لا يعرف مسألة تأبير النخل..؟

(5)و هل هناك فصل بين الدين و الدنيا..؟ (2).

(6)و يبدو أن الهدف من وضع هذا النمط من الأحاديث هو التبرير لرفض النص في مسألة الإمامة و الخلافة،باعتبار ذلك من شؤون الدنيا التي تخضع لإجتهاد النبي و لخطئه..

الدائرة الثانية:

الاجتهاد في الأمور الدينية التعبدية:

و من الأمثلة التي ذكروها لاجتهاد النبي صلى اللّه عليه و آله في هذه الدائرة مسألة الأذان للصلاة،حيث أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله استشار أصحابه للصلاة كيف يجمع

ص: 334


1- مسلم في صحيحه ج 4 ص /1835ط.بيروت. ابن ماجه في سننه ج 2 ص /63ط.الرياض. أحمد في مسنده ج 1 ص /162ط.المكتب الإسلامي. الجاحظ في البرصان و العرجان ص /254ط.بيروت. الطحاوي في مشكل الأثار ج 2 ص /294ط.بيروت.
2- جعفر مرتضى:الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلى اللّه عليه و آله ج /3ص /118ط.قم.

الناس لها،فقال بعضهم:انصب راية عند حضور الصلاة،و ذكر بعضهم:البوق، و بعضهم:الناقوس...

فانصرف عبد اللّه بن زيد و هو مهتم فرأى رؤيا قصّها،و قال:

طاف بي و أنا نائم رجل يحمل ناقوسا في يده،فقلت له:

يا عبد اللّه أتبيع الناقوس؟فقال:

و ما تصنع به؟،قلت:

ندعو به للصّلاة،فقال:

أفلا أدلك على ما هو خير من ذلك؟قلت له:

بلى،قال:

تقول:اللّه أكبر،اللّه أكبر،اللّه أكبر،أشهد أن لا إله إلا اللّه...إلى آخر الأذان.

فلما أصبحت أتيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،فأخبرته بما رأيت،فقال:

«إنها رؤيا حق إن شاء اللّه فقم مع بلال فألق عليه ما رأيت فليؤذن به فإنّه أندى صوتا منك»فجعلت ألقيه عليه و يؤذن به،فسمع ذلك عمر بن الخطاب و هو في بيته فخرج يجر رداءه فقال:

يا رسول اللّه و الذي بعثك بالحق لقد رأيت مثل الذي رأى،فقال صلى اللّه عليه و آله:

فلله الحمد... (1).

نظرية المصلحة:

تحاول هذه النظرية تبرير مسألة«الاجتهاد في مقابل النص»على أساس أن المصلحة تتقدم على النص و لو كان صريحا قطعيا،فالصحابة كانوا ينطلقون من المصلحة،و يجمّدون بعض النصوص القطعية...

ص: 335


1- البيهقي:السنن الكبرى ج 1 ص /391ط.بيروت. صحيح مسلم ج 1 ص /285ط.بيروت.

و قد روّج لهذه النظرية بعض الكتّاب المتأخرّين،في محاولة لتبرير الكثير من التجاوزات لقيم الإسلام و مفاهيمه و أحكامه و في محاولة لتثبيت«المرجعية الفكرية للصحابة» (1).

مناقشة هذا الاتجاه:
اشارة

و لنا حول هذا الاتجاه عدة ملاحظات:

الملاحظة الأولى:

سبق القول أنّ عمل الصحابة لا يمكن أن يمثل«مرجعية تشريعية»و ذلك لعدة أسباب:

السبب الأول:لا نملك دليلا يمنح الصحابة هذه المرجعية التشريعية و أحاديث من أمثال:

«عليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين»

«أصحابي كالنجوم بأيهم أقتديتم أهتديتم»،...

أحاديث موضوعة لا تصمد أمام النقد و البحث العلمي...

السبب الثاني:عدم عصمة الصحابة...

السبب الثالث:اختلاف الصحابة..

الملاحظة الثانية:

ما هو الدليل على أن المصلحة تتقدم على النص القطعي الثابت في الكتاب و السنة...؟

ص: 336


1- من هؤلاء محمد عابد الجابري،حيث يقول:إن هذا المبدأ،مبدأ المصلحة،هو المستند الذي كان الصحابة يرتكزون عليه في تطبيقهم للشريعة،سواء تعلق الأمر بما فيه نص أو ليس فيه...الحديث. جريدة الشرق الأوسط العدد 6270 الصفحة العاشرة لسنة 1996/1/28.

الملاحظة الثالثة:

من الذي يحدّد المصلحة التي تجمّد النص القطعي...

الملاحظة الرابعة:

هذا الاتجاه خطير جدا،و يؤدي إلى تعطيل الكثير من أحكام الإسلام،و من ثوابته،و يعطي تبريرا لبعض المدارس الفكرية المنحرفة لتمرير أفكارها و مفاهيمها و نظرياتها في داخل المنظومة الفكرية الإسلامية.

الملاحظة الخامسة:

هذه النظرية وظفت سياسيا،لإعطاء الشرعية للأنظمة التي تسلّطت،و تحكّمت و هي لا تملك أيّ مبرر لوجودها...

الملاحظة السادسة:

إنّ مدرسة الجابري واركون و حنفي و أمثالهم تمثل محاولة«للتوفيق الإنتقائي بين الأصالة و الحداثة».

إنّ إشكالية الأصالة و الحداثة ظلت مثارا للجدل الحاد بين المفكرين و المثقفين طيلة قرن و نصف منذ بدايات القرن التاسع عشر و حتى الآن...

و قد أنتج هذا الجدل عدة اتجاهات أهمها:

(1)الاتجاه التراثي:

و يمثل حالة الاستغراق في التراث،و رفض الحداثة بكل أشكالها و صورها.

(2)الاتجاه العلماني:

و يمثل حالة الإلغاء للتراث و الدين،و الإتجاه نحو النموذج الغربي و حداثته بكل أشكالها...

ص: 337

(3)الاتجاه التوفيقي:

و يمثل حالة التوفيق الانتقائي بين التراث و الحداثة...

و من رموز هذا الاتجاه:رفاعة الطهطاوي،حسن حنفي،محمد عمارة،محمد عابد الجابري،اركون...

و من ملاحظاتنا على هذا الاتجاه:

أ-نظرته التجزيئية للإسلام.

ب-اعتماده المقاييس الغربية في عملية الانتقاء.

(4)الاتجاه الأصيل:

و هذا الاتجاه يستمد رؤاه و أفكاره و معاييره و قيمه من الإسلام،و ينفتح على كل المتغيرات في حركة الحياة من خلال تلك الرؤى و المفاهيم،و القيم و المعايير.

و أهم ما يميز هذا الاتجاه:

أ-الأصالة...

ب-الانفتاح على معطيات الحاضر،و آفاق المستقبل،من خلال التواصل و التكامل مع كل المتغيرات و المستجدات...

ج-تحصين أجيال الأمة فكريا و روحيا في مواجهة حالات التغريب...

موقف مدرسة أهل البيت عليهم السلام من مسألة الاجتهاد:
اشارة

للاجتهاد نمطان:

النمط الأول:

الاجتهاد المشروع:

و هو«إعمال القدرة العلمية في استنباط الأحكام الشرعية من الكتاب و من خلال اعتماد الأدوات الاستنباطية المشروعة».

ص: 338

هذا النمط من الاجتهاد تعتمده مدرسة أهل البيت عليهم السلام ضمن شروطه و ضوابطه المحددة،و هذا اللون من الاجتهاد يمكن أن يمارسه أصحاب الرسول صلى اللّه عليه و آله و أصحاب الأئمة عليهم السلام حينما لا يتوافر لهم التعاطي مباشرة مع الرسول صلى اللّه عليه و آله أو الإمام عليه السلام...و كذلك يسمح للفقهاء في عصر الغيبة أن يمارسوا هذا اللون من الاجتهاد المشروع...

و أمّا الرسول صلى اللّه عليه و آله،و الأئمة من أهل البيت عليهم السلام فهم غير مجتهدين...

و أدلتنا على ذلك:-

أولا:القرآن الكريم:

قال اللّه تعالى:

وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحى (1) .

ثانيا:نتائج الاجتهاد ظنية،و معطيات الوحي قطعية.

ثالثا:الرسول صلى اللّه عليه و آله-في بعض الحالات-كان يؤخر الإجابة عن المسائل التي تطرح عليه،حتى يأتيه الوحي...

رابعا:المجتهد يخطئ و يصيب...و الرسول أو الإمام منزه عن الخطأ...

خامسا:ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال:

«حديثي حديث أبي،و حديث أبي حديث جدي،و حديث جدي حديث الحسين،و حديث الحسين حديث الحسن،و حديث الحسن حديث أمير المؤمنين و حديث أمير المؤمنين حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،و حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قول اللّه عز و جل» (2).

«و عن سماعة عن أبي الحسن عليه السلام قال:ن.

ص: 339


1- سورة النجم:الآية 3،4.
2- الكليني:أصول الكافي ج 1 ص 53 ح /14ط.إيران.

قلت له:

كل شيء تقول به في كتاب اللّه و سنة نبيه أو تقولون فيه برأيكم؟قال:

كل شيء نقوله في كتاب اللّه و سنة نبيه» (1).

النمط الثاني:
اشارة

الاجتهاد غير المشروع:

و يتمثل هذا الاجتهاد في الألوان التالية:-

اللون الأول:

اعتماد أدوات غير مشروعة في استنباط الأحكام الشرعية كالقياس و الاستحسان.

إن التخلي عن مرجعية أهل البيت عليهم السلام فرض الحاجة إلى إستحداث أدوات إستنباطية مثل القياس و الاستحسان في مرحلة مبكرة،خاصة إذا عرفنا أنّ عصر النص عند مدرسة الصحابة قد انتهى بوفاة الرسول صلى اللّه عليه و آله.

من الواضح أن هناك اختلافا في تحديد عصر النص،بين مدرسة الخلفاء، و مدرسة أهل البيت عليهم السلام:-

أ-مدرسة الخلفاء:

يتجه تفكير فقهاء هذه المدرسة إلى تحديد عصر النص،بحياة الرسول صلى اللّه عليه و آله...

و من هنا يرى هذا التفكير انتهاء عصر النص بوفاة النبي صلى اللّه عليه و آله...

و لذلك كانت الحاجة لوضع علم الأصول لدى علماء السنة أسبق منها لدى علماء الشيعة...

ص: 340


1- الكليني:أصول الكافي ج 1 ص 62 ح /10ط.إيران.
ب-مدرسة أهل البيت عليهم السلام:

و التفكير الفقهي لدى علماء هذه المدرسة يرى انتهاء عصر النص ببدء الغيبة الكبرى للإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت عليهم السلام و ذلك في سنة(328 ه) أو سنة(329 ه)...

و إذا كانت الحاجة إلى علم الأصول لدى علماء السنة قد نشأت في مرحلة مبكرة،فإنّ هذه الحاجة لم تكن كبيرة لدى علماء الشيعة في عصر الأئمة عليهم السلام،حيث كانوا يتعاملون مع أئمتهم بشكل مباشر..

و هذا لا يعني أنّ بذور التفكير الأصولي لم تكن موجودة لدى فقهاء أصحاب الأئمة عليهم السلام،بل قد وجدت هذه البذور منذ عصر الإمامين الباقر و الصادق عليهما السلام...

و من الشواهد التاريخية على ذلك:-

أ-الروايات و الأحاديث التي تضمنت أسئلة عن بعض قواعد الإستنباط، و إجابات الأئمة عليهم السلام عليها،مما يدل على وجود تفكير أصولي لدى أصحاب الأئمة عليهم السلام.

و من ذلك:

-الروايات الواردة في علاج النصوص المتعارضة (1).

-الروايات الواردة في حجية خبر الثقة (2).

ص: 341


1- كقول الإمام الكاظم عليه السلام: إذا جاءك الحديثان المختلفان،فقسهما على كتاب اللّه و احاديثنا،فإن أشبههما فهو الحق،و إن لم يشبههما فهو باطل. العاملي:وسائل الشيعة ج 27 ص 123 باب 9 ح /33381ط.إيران.
2- كقول الرسول صلى اللّه عليه و سلم:اللهم أرحم خلفائي ثلاثا،قيل: يا رسول اللّه من خلفاؤك،قال: الذين يبلغون حديثي و سنتي ثم يعلمونها أمتي. الصدوق:من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 420 ح 5919 باب /2ط.إيران.

-الروايات الواردة في أصالة البراءة (1).

ب-الرسائل التي ألفها بعض أصحاب الأئمة عليهم السلام في بعض المسائل الأصولية (2).

اللون الثاني:

الاجتهاد في مقابل النص:

إنّ بروز النزعة الاجتهادية في مقابل النصوص أنتج كما كبيرا من المخالفات على المستويات التاريخية و الفقهية:-

(1)شواهد من التاريخ:
الشاهد الأول:

بعث أسامة:

في مرضه الأخير هيأ الرسول صلى اللّه عليه و آله جيشا بقيادة الشاب أسامة بن زيد،و يأمره بالتوجه إلى أرض الشام لمحاربة الروم...

ص: 342


1- كقول رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: رفع عن أمتي تسعة أشياء:الخطأ،و النسيان،و ما اكرهوا عليه،و ما لا يعلمون،و ما لا يطيقون،و ما اضطروا إليه،و الحسد،و الطيرة،و التفكير في الوسوسة في الخلوة ما لم ينطقوا بشفة. العاملي:الوسائل ج 15 ص 369 باب 56 ح /20769ط.إيران.
2- من أصحاب الأئمة الذين الفوا في المسائل الأصولية ابن أبي عمير و أبو سهل النوبختي و يونس بن عبد الرحمن،و لهم: 1-بطلان القياس و العمل بخبر الواحد. 2-مناقشة رسالة الشافعي. 3-علاج الحديثين المتعارضين. 4-العام و الخاص. 5-الناسخ و المنسوخ. 6-الدلالة على الخبر. و للأطلاع على الكتب و الرسائل التي ألفت راجع: أبو القاسم الخوئي:معجم رجال الحديث ج 20 ص 198،ج 22 ص /101ط.إيران.

و ضم تحت لواء هذا الشاب شيوخ المهاجرين و الأنصار و منهم:

-أبو بكر.

-عمر بن الخطاب.

-عبد الرحمن بن عوف.

-أبو عبيدة بن الجراح.

-سعد بن أبي وقاص.

-أسيد بن خضير.

-بشير بن سعد...

و غيرهم من وجوه الصحابة (1).

و أهم ما يثير في هذا الإجراء:

أ-كون الرسول صلى اللّه عليه و آله في مرضه الأخير الذي انتقل به إلى الرفيق الأعلى،في ظرف قد بدأت إرهاصات الخطر تتحرك و أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم...

ب-إسناد القيادة إلى شاب يافع لم يتجاوز العشرين من عمره و يؤمره على شيوخ الصحابة،و كبار المهاجرين و الأنصار،حيث زجّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في هذا الجيش أبرز الوجوه...

ج-و رغم تشدد النبي صلى اللّه عليه و آله في تنفيذ الجيش و طلب الخروج،فإنّ المسلمين قد تباطأوا في الالتحاق بهذا البعث،و تثاقلوا عن الخروج،مما أثار غضب النبي صلى اللّه عليه و آله و دفعه إلى لعن المتخلفين (2)،كيف يمكن أن نفسر هذا الإجراء من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:ت.

ص: 343


1- ابن سعد:الطبقات الكبرى ج 4 ص /61ط.بيروت. اليعقوبي:التاريخ ج 1 ص /443ط.بيروت.
2- محمد رضا المظفر:السقيفه ص /76/75ط.بيروت.

يمكن أن نفهم هذا الإجراء على أساس أن الرسول صلى اللّه عليه و آله إراد:

أولا:أن يهييء المسلمين لقبول«قاعدة الكفاءة»في القيادة و ولاية الأمر...

تمهيدا لقبول قيادة و إمارة الإمام علي عليه السلام و مواجهة احتمالات التشكيك،خاصة و أن عليا كان إذ ذاك لا يتجاوز الثلاثين من العمر.

ثانيا:أن يثير انتباه المسلمين إلى أنّ من لا يصلح لقيادة جيش لا يكون مؤهلا لولاية الأمر و قيادة المسلمين العامة.

ثالثا:أن يفرّغ المدينة من القوى المعارضة لخلافة الإمام علي عليه السلام و هذا واضح من الاختيار الدقيق للعناصر التي أصرّ النبي صلى اللّه عليه و آله على التحاقها بالجيش (1).

و الخلاصة أنّ هذا الحدث يشكل شاهدا واضحا على مبدأ«الاجتهاد في مقابل النص».

الشاهد الثاني:

قضية الدواة و الكتف...

هذه القضية:

أ-رواها البخاري في صحيحه(الجزء الأول/الجزء الرابع/الجزء السابع).

ب-و رواها مسلم في صحيحه(الجزء الثالث).

ج-و روتها أكثر مصادر الحديث.

و نص القضية:

«عن ابن عباس قال:لما اشتد بالنبي صلى اللّه عليه و آله مرضه،قال:ائتوني بدواة و كتف أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده،قال عمر:إنّ النبي صلى اللّه عليه و آله غلبه الوجع،و عندنا كتاب اللّه حسبنا،فاختلفوا و كثر اللغط،قال صلى اللّه عليه و آله:

ص: 344


1- لمزيد من الإطلاع على تفاصيل هذا البحث يقرأ المظفر:السقيفة ص 72-/80ط.بيروت.

قوموا عني و لا ينبغي عندي التنازع،فخرج ابن عباس يقول:

إنّ الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و بين كتابه».

و في نص آخر(يذكره البخاري أيضا):

هجر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله (1)...

و هذا شاهد آخر صريح على نظرية«الاجتهاد مقابل النص».

الشاهد الثالث:

صلح الحديبية....

أوحى اللّه إلى نبيه صلى اللّه عليه و آله حينما خرج في السنة السادسة للهجرة قاصدا العمرة،أن يصالح قريشا...فاستجاب النبي صلى اللّه عليه و آله لأمر ربّه تعالى،و أبرم صلح الحديبية...

و هنا وقف أحد كبار الصحابة ليعترض على الصلح...

يحدثنا البخاري في صحيحه(آخر كتاب الشروط)عن عمر بن الخطاب أنه قال:

قلت لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله-بعد الصلح-:

ألست نبي اللّه حقا؟قال:

بلى...قلت:

ألسنا على الحق و عدونا على الباطل؟قال:

بلى.قلت:

فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟قال صلى اللّه عليه و آله:

إني رسول اللّه و لست أعصيه و هو ناصري.قلت:

أو ليس كنت تحدثنا أنّا سنأتي البيت فنطوف به؟قال:

ص: 345


1- تقدمت مصادر هذا النص ص 43 من هذا الكتاب.

بلى،أفأخبرتك أنّا نأتيه العام؟قلت:

لا.قال:

فإنك آتيه و مطوف به..

قال(عمر):

فأتيت أبا بكر فقلت:

يا أبا بكر أليس هذا نبي اللّه حقا؟قال:

بلى.قلت:

ألسنا على الحق و عدونا على الباطل؟قال:

بلى.قلت:

فلم نعطي الدنية في ديننا إذا؟قال:

أيّها الرجل إنّه رسول اللّه و ليس يعصي ربّه و هو ناصره فاستمسك بغرزه فو اللّه إنه لعلى الحق... (1).

و أخرج مسلم في صحيحه بالإسناد إلى أبي وائل:

أنه[أي عمر]قال لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

ألسنا على حق و هم على الباطل؟قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

بلى.قال:

أليس قتلانا في الجنة و قتلاهم في النار؟قال:

بلى.قال:

فلم نعطي الدنية في ديننا و نرجع و لمّا يحكم اللّه بيننا و بينهم؟فقال صلى اللّه عليه و آله:

يا ابن الخطاب إني رسول اللّه و لن يضيعني اللّه أبدا.

(قال):ت.

ص: 346


1- صحيح البخاري(كتاب الشروط باب الشروط في الجهاد ج /122/2ط.بيروت.

فانطلق عمر فلم يصبر متغيظا فأتى أبا بكر فقال:

يا أبا بكر ألسنا على حق و هم على باطل؟قال:

بلى.قال:

أليس قتلانا في الجنة و قتلاهم في النار؟قال:

بلى.قال:

فعلى م نعطي الدنية في ديننا و نرجع و لمّا يحكم اللّه بيننا و بينهم؟فقال:

يا ابن الخطاب إنّه رسول اللّه و لن يضيعّه أبدا (1).

الشاهد الرابع:

مسألة الإمامة و الخلافة...

في حوار دار بين عمر بن الخطاب و ابن عباس(و ذلك أيام خلافة عمر)قال عمر لابن عباس:

أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد صلى اللّه عليه و آله؟فكرهت أن أجيبه، فقلت:

إن لم أكن أدري فأمير المؤمنين يدريني.

قال عمر:

كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة و الخلافة فتبجحوا على قومكم بجحا بجحا، فاختارت قريش لأنفسها فأصابت و وفقّت...

فقلت:

يا أمير المؤمنين:إن تأذن لي في الكلام و تمط عني الغضب تكلمت.

قال:

تكلّم:

ص: 347


1- صحيح مسلم(كتاب الجهاد و السير باب 34 ج 1412/3 ح /1785ط.بيروت.

قلت:

أمّا قولك اختارت قريش لأنفسها فأصابت و وفقت فلو أنّ قريشا اختارت لأنفسها حين اختار اللّه عز و جل لها لكان الصواب بيدها غير مردود و محسود.

و أمّا قولك:

إنهم أبوا أن تكون لنا النبوة و الخلافة فإن اللّه عز و جل وصف قوما بالكراهة فقال:

ذلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا ما أَنْزَلَ اللّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ.

فقال عمر:هيهات...و اللّه يا ابن عباس قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أقرّك عليها فتزيل منزلتك مني...

فقلت:

ما هي يا أمير المؤمنين؟فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتي منك،و إن كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه.

قال عمر:

بلغني أنك تقول:

إنّما صرفوها عنك حسدا و بغيا و ظلما.

فقلت:

أمّا قولك ظلما،فقد تبين للجاهل و الحليم،و أمّا قولك حسدا،فإنّ آدم حسد و نحن ولده المحسدون.

فقال عمر:

هيهات!هيهات!أبت-و اللّه-قلوبكم يا بني هاشم إلاّ حسدا لا يزول.

فقلت:

مهلا يا أمير المؤمنين،لا تصف قلوب قوم أذهب اللّه عنهم الرجس و طهّرهم تطهيرا بالحسد و الغش فإن قلب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من بني هاشم...فقال عمر:

ص: 348

إليك عني (1).

(2)شواهد من الفقه:
الشاهد الأول:

صلاة التراويح...

تؤكد مصادر الحديث أن صلاة التراويح ما كانت على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،و لم تشرع في الإسلام،فقد كان النبي صلى اللّه عليه و آله يقيم نوافل شهر رمضان في غير جماعة (2)...

و لمّا تولى الخلافة عمر بن الخطاب-و في السنة الثانية-ارتأى أن تؤدى نوافل شهر رمضان جماعة،فعيّن لذلك إماما يصلي بالمسلمين...

أخرج البخاري في كتاب صلاة التراويح عن عبد الرحمن بن عبد القاري،قال:

خرجت مع عمر ليلة في رمضان إلى المسجد فإذا الناس أوزاع متفرقون...

إلى أن قال...

فقال عمر:

إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد كان أمثل ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب.

(قال):

ثم خرجت معه ليلة أخرى و الناس يصلون بصلاة قارئهم،قال عمر:

نعم البدعة هذه (3).

ص: 349


1- ابن الأثير:الكامل في التاريخ ج 3 ص /63ط.بيروت.
2- القسطلاني:ارشاد الساري ح 2 ص /325ط.بيروت.
3- صحيح البخاري(كتاب التراويح)ج 1 ص /342ط.بيروت. الموسوعة الفقهية ج 27 ص /139ط.الكويت. موطأ مالك ج /114/1ط.بيروت.

و جاء في(إرشاد الساري في شرح صحيح البخاري)للعلامة القسطلاني، تعقيبا على قول عمر:

«نعم البدعة هذه».

«سماها بدعة لأنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لم يسنّ لهم،و لا كانت في زمن الصديق،و لا أول الليل،و لا هذا العدد (1)...

و جاء في كتاب«تاريخ الخلفاء»للسيوطي:

أنّ عمر:هو أول من سن قيام شهر رمضان-بالتراويح-و أول من حرّم المتعة، و أول من جمع الناس في صلاة الجنائز على أربع تكبيرات...الخ (2).

الشاهد الثاني:

إسقاط«حيّ على خير العمل»من الأذان و الإقامة...

أكدّت الكثير من المصادر أنّ«حيّ على خير العمل»كانت على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله جزءا من الأذان و الإقامة.

1-الشوكاني في نيل الأوطار،حيث قال:

و قد صح لنا أن حيّ على خير العمل كانت على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يؤذن بها و لم تطرح إلا في زمن عمر (3).

2-الحلبي الشافعي في السيرة الحلبية،حيث قال:

و نقل عن ابن عمر و عن علي بن الحسين رضي اللّه تعالى عنهما أنهما كانا يقولان في أذانيهما بعد حي على الفلاح حيّ على خير العمل (4).

ص: 350


1- القسطلاني:إرشاد الساري ج /426/3ط.بيروت.
2- السيوطي:تاريخ الخلفاء ص /136ط.مصر.
3- الشوكاني:نيل الأوطار ج 2 ص /39ط.بيروت.
4- الحلبي الشافعي:السيرة الحلبية ج 2 ص /98ط.بيروت.

3-المتقي الهندي في منتخب كنز العمال،حيث قال:

كان بلال يؤذن بالصبح فيقول حيّ على خير العمل (1).

4-الذهبي في ميزان الاعتدال بالإسناد إلى أبي محذور،قال:

كنت غلاما،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

اجعل في آخر أذانك حيّ على خير العمل (2).

5-البيهقي في السنن الكبرى بالإسناد إلى عمر و عمار ابني حفص بن عمر بن سعد عن آبائهم عن أجدادهم عن بلال أنه كان ينادي بالصبح فيقول:

حيّ على خير العمل (3).

6-ابن حجر في لسان الميزان بالإسناد إلى أبي محذور،قال:

كنت غلاما،فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

اجعل في آخر أذانك حيّ على خير العمل (4).

7-ابن شاذان في الإيضاح بالإسناد إلى أبي حنيفة،قال:

كان الأذان على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و على عهد أبي بكر و صدرا من خلافة عمر ينادي فيه:حيّ على خير العمل،فقال عمر بن الخطاب:

إني أخاف أن يتكل الناس على الصلاة إذا قيل:

حيّ على خير العمل،و يدعوا الجهاد (5).

و في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب،تمّ حذف هذا المقطع من الأذان و الإقامة،و كان التبرير لهذا الحذف هو أن عمر أراد أن لا يتكل الناس على الصلاة و يدعوا الجهاد...ن.

ص: 351


1- المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 3 ص /276ط.المكتب الإسلامي.
2- الذهبي:ميزان الاعتدال ج 1 ص /139ط.حلب.
3- البيهقي:السنن الكبرى ج 1 ص /425ط.بيروت.
4- ابن حجر:لسان الميزان ج 1 ص /406ط.بيروت.
5- ابن شاذان:الإيضاح ص /201ط.طهران.

عن القوشجي-و هو من أئمة المتكلمين على مذهب الأشاعرة-(في أواخر مبحث الإمامة من شرح التجريد):

قال:

قال الخليفة الثاني-و هو على المنبر-:

«ثلاث كن على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أنا أنهى عنهن و أحرمهن و أعاقب عليهنّ:متعة النساء،و متعة الحج،و حيّ على خير العمل».

و اعتذر القوشجي عن الخليفة الثاني بأنه اجتهد (1).

و سئل ابن عباس:

لأي شيء حذف من الأذان«حيّ على خير العمل» قال:

أراد عمر أن لا يتكل الناس على الصلاة و يدعوا الجهاد فلذلك حذفها من الأذان (2).

و من القائلين بحيّ على خير العمل في الأذان عدة من الصحابة و التابعين منهم:

1-الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام.

2-الإمام علي بن الحسين عليه السلام.

3-سهل بن حنيف.

4-بلال مؤذن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.

5-زيد بن أرقم.

6-عبد اللّه بن عمر بن الخطاب.

7-الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام (3).ت.

ص: 352


1- القوشجي:شرح التجريد،مبحث الإمامة ج 3 ص /333ط.مصر.
2- ابن شاذان:الايضاح ص /201ط.طهران.
3- الحلبي:السيرة الحلبية ج 2 ص /98ط.بيروت.

و قد تواترت الأحاديث عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في التأكيد على كون هذا المقطع جزءا من الأذان و الإقامة...

نقرأ المصادر التالية:-

أ-وسائل الشيعة للحر العاملي ج 5 ص 415 باب /19ط.ايران.

ب-بحار الأنوار للمجلسي ج 18 ص 308 ح 17 باب /3ط.ايران.

ج-الكافي للكليني ج 8 ص 121 ح 93 باب /8ط.ايران.

د-التهذيب و الاستبصار للطوسي ج 2 ص 59 ح 2 باب /23ط.ايران.

ه-من لا يحضره الفقيه للصدوق ج 1 ص /890ط.ايران.

و-جواهر الكلام للنجفي ج 9 ص /2ط.بيروت.

ز-الحدائق الناضرة للبحراني ج 7 ص /398ط.النجف.

ح-تذكرة الفقهاء للعلامة الحلي ج 3 ص /37ط.قم.

ط-جامع المقاصد للكركي ج 2 ص 166.

الشاهد الثالث:

الطلاق الثالث:

قال اللّه تعالى:

اَلطَّلاقُ مَرَّتانِ فَإِمْساكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسانٍ (1) .

إلى أن قال عز و جل:

فَإِنْ طَلَّقَها فَلا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتّى تَنْكِحَ زَوْجاً غَيْرَهُ،فَإِنْ طَلَّقَها فَلا جُناحَ عَلَيْهِما أَنْ يَتَراجَعا إِنْ ظَنّا أَنْ يُقِيما حُدُودَ اللّهِ،وَ تِلْكَ حُدُودُ اللّهِ يُبَيِّنُها لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (2) .

الطلاق الثلاث الذي لا تحل المطلقة بعده إلاّ أن تنكح زوجا آخر هو:

ص: 353


1- سورة البقرة:الآية 229.
2- سورة البقرة:الآية 230.

-أن يطلق الرجل زوجته أولا ثم يرجعها...

-ثم يطلقها ثانيا فيرجعها...

-ثم يطلقها ثالثا...

و حينئذ لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره...فإذا طلقها الزوج الآخر حلّت لزوجها الأول...

فالطلاق الثالث يجب أن يكون مسبوقا بطلاقين و رجوعين...

هكذا كان الأمر على عهد الرسول صلى اللّه عليه و آله...

و لمّا جاء عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب،رأى أن يجعل الطلاق ثلاثا بإنشاء واحد طلاقا ثلاثا فتحرم الزوجة إلا أن تنكح زوجا آخر..

عن ابن عباس قال:

«كان الطلاق على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أبي بكر و سنتين من خلافة عمر،طلاق الثلاث واحدة،فقال عمر:

إنّ الناس قد استعجلوا في أمر قد كان لهم فيه أناة،فلو أمضيناه عليهم فأمضاه عليهم (1).

و ذكرت بعض مصادر الحديث:

أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أخبر عن رجل طلق امرأته ثلاث تطليقات جميعا،فقام صلى اللّه عليه و آله غضبان ثم قال:ت.

ص: 354


1- صحيح مسلم ج 2 ص /1099ط.بيروت. القسطلاني:ارشاد الساري ج 8 ص /133ط.بيروت. أحمد بن حنبل:المسند ج 1 ص /314ط.المكتب الإسلامي القرطبي:تفسير القرآن ج 3 ص /133ط.القاهرة. السيوطي:الدرر المنثور ج 1 ص /279ط.بيروت. البيهقي:السنن ج 7 ص /336ط.بيروت. النسائي:السنن ج 2 ص /261ط.بيروت. الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 2 ص /196ط.بيروت.

أيلعب بكتاب اللّه و أنا بين أظهركم (1)...

و أخرج البيهقي عن ابن عباس قال:طلق ركانة زوجته ثلاثا في مجلس واحد فحزن عليها حزنا شديدا،فسأله رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

كيف طلقتها؟قال:

ثلاثا.قال صلى اللّه عليه و آله:

في مجلس واحد؟قال:

نعم.قال صلى اللّه عليه و آله:

فإنما تلك واحدة فأرجعها إن شئت (2).

البعد الثالث:
اشارة

مصادرة موقع الزعامة الروحية و الاجتماعية:

من خلال اعتماد مجموعة أساليب،انطلقت محاولات العزل الروحي و الاجتماعي لأهل البيت عليهم السلام...

الأسلوب الأول:
اشارة

التشكيك في مفهوم«أهل البيت»...

مصطلح«أهل البيت»ورد في الكثير من النصوص،و لعل أبرز هذه النصوص (آية التطهير)الواردة في سورة الأحزاب:

ص: 355


1- النسائي:السنن ج 3 ص /349ط.بيروت. ابن كثير:تفسير القرآن ج 1 ص /284ط.بيروت. السيوطي:الدر المنثور ج 1 ص /283ط.بيروت. القسطلاني:إرشاد الساري ج 8 ص /134ط.بيروت.
2- البيهقي:السنن الكبرى باب الطلاق ج 7 ص /339ط.بيروت. محمد رشيد رضا:مجلة المنار ج 4 ص /211ط.القاهرة.

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) .

في سياق العزل الروحي و الاجتماعي لأهل البيت عليهم السلام،جاءت محاولات التشكيك و التعويم و التشويش لهذا المصطلح...

و في هذا الاتجاه تحركت عدة دعاوى و آراء حول المراد بأهل البيت في آية التطهير (2):

-الرأي الأول:

المراد بأهل البيت:النبي صلى اللّه عليه و آله وحده.

-الرأي الثاني:

المراد بأهل البيت:أصحاب الكساء و هم:النبي صلى اللّه عليه و آله و علي و فاطمة و الحسن و الحسين،بالإضافة إلى زوجات النبي صلى اللّه عليه و آله...

-الرأي الثالث:

المراد بأهل البيت:خصوص نساء النبي صلى اللّه عليه و آله.

-الرأي الرابع:

المراد بأهل البيت:جميع بني هاشم الذين حرموا الصدقة.

-الرأي الخامس:

المراد بأهل البيت:من اتصل مع النبي صلى اللّه عليه و آله بنسب أو بسبب...

ملاحظاتنا حول هذه الدعاوى و الآراء:

نحاول أن نضع مجموعة ملاحظات حول هذه الدعاوى و الآراء،و بالأخص الرأي الثالث حيث ورد الترويج له بشكل كبير لدى الكثير من الكتّاب و الباحثين، اعتمادا على ورود آية التطهير في سياق الخطاب لنساء النبي صلى اللّه عليه و آله...

ص: 356


1- سورة الأحزاب:الآية 33.
2- للإطلاع على المصادر المعتمدة لتحديد هذه الآراء يقرأ: جعفر مرتضى:أهل البيت في آية التطهير ص 21-27 ط.بيروت/دار الأمير للثقافة و العلوم.

و أهم الملاحظات التي يمكن أن ندوّنها هي:- الملاحظة الأولى:

أكدّت مصادر الحديث و التفسير على نزول آية التطهير في أصحاب الكساء الخمسة و هم:

النبي صلى اللّه عليه و آله،و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام.

عن عائشة قالت:

«خرج النبي صلى اللّه عليه و آله غداة و عليه مرط مرحّل من شعر أسود،فجاء الحسن بن علي فأدخله،ثم جاء الحسين فدخل معه،ثم جاءت فاطمة فأدخلها،ثم جاء علي فأدخله،ثم قال:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) .

و عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

لما نزلت هذه الآية على النبي صلى اللّه عليه و آله:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً في بيت أم سلمة،فدعا فاطمة و حسنا و حسينا،و علي خلف ظهره،فجللهم بكساء ثم قال:

اللهم هؤلاء أهل بيتي،فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا.

قالت أم سلمة:

و أنا معهم يا نبي اللّه؟

قال:

«أنت على مكانك و أنت على خير» (2).ت.

ص: 357


1- صحيح مسلم(كتاب فضائل الصحابة باب فضائل أهل بيت النبي)ج 1883/4 حديث /2424ط. بيروت.
2- صحيح الترمذي(كتاب تفسير القرآن)ج 351/5 حديث 3205. و أخرجه في(كتاب المناقب باب مناقب أهل البيت)ج 663/5 حديث /3787ط.بيروت.

و عن أم سلمة قالت:

في بيتي نزلت إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ، فأرسل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إلى علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال:

«هؤلاء أهل بيتي» (1).

و عن وائلة بن الأسقع قال:

أتيت عليا فلم أجده فقالت لي فاطمة:

انطلق إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يدعوه فجاء مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فدخلا،و دخلت معهما فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله الحسن و الحسين فأقعد كل واحد منهما على فخذه و أدنى فاطمة من حجره و زوجها ثم لف عليهم ثوبا و قال:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً. ثم قال:

هؤلاء أهل بيتي،اللهم أهل بيتي أحق.

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه (2).

و قد أخرج الإمام أحمد بن حنبل حديث الكساء و آية التطهير في عدة مواضع من مسنده:

أ-الجزء الأول ص 331«حديث ابن عباس».

ب-الجزء الثالث ص 259،285(حديث أنس بن مالك).

ج-الجزء الرابع ص 107«حديث وائلة بن الأسقع».

د-الجزء السادس ص 292،296،298،304،305«حديث أم سلمة» (3).ب.

ص: 358


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك على الصحيحين(كتاب معرفة الصحابة ج 146/3.(قال الحاكم):هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه/ط.بيروت.
2- المصدر نفسه(كتاب معرفة الصحابة ج 146/3.
3- تقدمت مصادر هذا النص صفحة 200 من هذا الكتاب.

الملاحظة الثانية:

لقد مارس الرسول صلى اللّه عليه و آله بعض الإجراءات العملية التطبيقية، تأكيدا لاختصاص آية التطهير بأولئك النفر من أهل بيته،و من تلك الإجراءات:-

(1)الحصر تحت الكساء:

لقد تواتر حديث الكساء مضمونا،كما هو واضح من مراجعة مصادر الحديث و التفسير التي دونت نزول آية التطهير...

و كان الغرض من هذا الإجراء في الحصر تحت الكساء هو التأكيد على اختصاص هؤلاء بالآية و قطع الطريق على كل إدعاء بشمولها لغيرهم (1).

و من المصادر التي دوّنت حديث الكساء و آية التطهير:

1-صحيح مسلم ج 4 ص 1883 ح /2424ط.بيروت.

2-صحيح الترمذي ج 5 ص 351 ح /3205ط.بيروت.

3-الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 2 ص /13ط.بيروت.

4-أحمد بن حنبل:المسند ج 6 ص /292ط،بيروت.

5-الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /146ط.بيروت.

6-ابن الأثير:أسد الغابة ج 7 ص /343ط.بيروت.

7-الصبان:إسعاف الراغبين ص /77مخطوط.

8-الواحدي:أسباب النزول ص /203ط.بيروت.

9-ابن كثير:تفسير القرآن العظيم ج 3 ص /493ط.بيروت.

10-ابن حجر:الإصابة ج 4 ص /568ط.بيروت.

11-الطبري:تفسير القرآن ج 12 ص /6ط.بيروت.

12-الجصاص:أحكام القرآن ج 3 ص /360ط.دمشق.

13-السيوطي:الإتقان ج 2 ص /563ط.بيروت.م.

ص: 359


1- محمد تقي الحكيم:الأصول العامة ص /156ط.قم.

14-الشبراوي الشافعي:الاتحاف بحب الأشراف ص /18ط.مصر.

15-الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /212ط.بيروت.

16-البلاذري:أنساب الأشراف ج 2 ص /104ط.بيروت.

17-الرازي:مفاتح الغيب ج 8 ص /71ط.بيروت.

18-الخازن:تفسير القرآن ج 5 ص /259ط.بيروت.

19-الشربيني:السراج المنير ج 3 ص /245ط.بيروت.

20-ابن عبد ربه:الاستيعاب ج 3 ص /1100ط.بيروت.

21-الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 10 ص /278ط.بيروت.

22-ابن عساكر:التاريخ،ترجمة علي عليه السلام ج 1 ص /274ط.

بيروت.

23-القرطبي:الجامع لأحكام القرآن ج 4 ص /178ط.القاهرة.

24-ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص /100ط.بيروت.

25-الزمخشري:الكشاف ج 1 ص /369ط.بيروت.

26-الطبري:ذخائر العقبى ص /21ط.بيروت.

27-السبط بن الجوزي:تذكرة الخواص ص /211ط.بيروت.

28-النيسابوري:ثمار القلوب ج 2 ص /865ط.دمشق.

29-النبهاني:جواهر البحار ج 1 ص /115ط.مصر.

30-السمهودي:جواهر العقدين ص /193ط.بيروت.

31-النبهاني:الشرف المؤبد ص /18ط.القاهرة.

32-ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /21ط.بيروت.

33-البخاري:فتح البيان ج 2 ص /256ط.بيروت.

34-الكلبي:التسهيل لعلوم التنزيل ج 3 ص /137ط.مصر.

35-السيوطي:الدر المنثور ج 5 ص /198ط.بيروت.

36-الطحاوي:مشكل الآثار ج 1 ص /332ط.بيروت.

ص: 360

37-الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /158ط.بيروت.

38-الخوارزمي:المناقب ص /60ط.قم.

39-الصفوري:نزهة المجالس ص /558ط.القاهرة.

40-المتقي الهندي:منتخب كنز العمال ج 5 ص /96ط.المكتب الإسلامي.

41-الطبراني:المعجم الصغير ج 1 ص /135ط.بيروت.

42-البيهقي:الاعتقاد على مذهب السلف ص /186ط.بيروت.

43-الشوكاني:فتح القدير ج 4 ص /398ط.بيروت.

44-الشبلنجي:نور الأبصار ص /111ط.المكتبة الشعبية.

45-البغوي:معالم التنزيل ج 3 ص /529ط.بيروت.

46-الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /152ط.بيروت.

47-ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /8مخطوط.

48-الخوارزمي:مقتل الحسين ج 1 ص /75ط.ايران.

49-ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /143ط.القاهرة.

50-النسائي:خصائص علي عليه السلام ص /46ط.ايران.

51-البدخشاني:نزل الأبرار ص /32ط.بيروت.

52-القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /124ط.النجف.

53-الزرندي:نظم درر السمطين ص /131ط.النجف.

(2)الإجراء الثاني:

تكرار التطبيق...

لقد حاول الرسول صلى اللّه عليه و آله من خلال التطبيق المتكرر،التأكيد على اختصاص الآية و عدم شمولها لغير هؤلاء...

ص: 361

يقول أبو الحمراء:

«حفظت من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ثمانية أشهر بالمدينة،ليس من مرة يخرج إلى صلاة الغداة إلاّ أتى إلى باب علي فوضع يده على جنبتي الباب،ثم قال:

الصلاة الصلاة إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1).

و في رواية أخرى عن أبي الحمراء،حيث قال:

شهدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله تسعة أشهر يأتي كل يوم باب علي بن أبي طالب عند وقت كل صلاة فيقول:

السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته أهل البيت إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (2).

ملاحظة:

دوّنت هذه الحادثة في عدة مصادر بعض منها في الصفحة 359،360،361 من هذا الكتاب.

الملاحظة الثالثة:

صرّحت الكثير من الروايات بعدم شمول آية التطهير لزوجات النبي صلى اللّه عليه و آله...

عن أم سلمة قالت:

نزلت هذه الآية في بيتي إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً و في البيت سبعة:جبرئيل و مكائيل و علي و فاطمة و الحسن و الحسين،و أنا على باب البيت،قلت:

ألست من أهل البيت؟قال:د.

ص: 362


1- السيوطي:الدر المنثور ج 5 ص /199ط.بيروت.
2- الطحاوي:مشكل الآثار ج 1 ص /338ط.الهند.

إنك إلى خير،إنك من أزواج النبي صلى اللّه عليه و آله» (1).

و في رواية أخرى أنّ أم سلمة قالت:

اللهم اجعلني معهم...

فقال صلى اللّه عليه و آله:

أنت على مكانك و أنت على خير (2).

و في رواية ثالثة أنّ أم سلمة قالت:

يا رسول اللّه و أنا معهم؟

قال صلى اللّه عليه و آله:

أنت من أزواج النبي و أنت على خير و إلى خير (3).

و في رواية رابعة،قالت أم سلمة:

ألست من أهل البيت؟

قال صلى اللّه عليه و آله:

أنت إلى خير إنك من أزواج النبي و في البيت علي و فاطمة و الحسن و الحسين (4).

و في رواية خامسة قالت أم سلمة:

فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي،فقال:

إنك على خير... (5).

و في رواية سادسة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،منع زينب من الدخول معهم و قال لها:ت.

ص: 363


1- الطحاوي:مشكل الآثار ج 1 ص /333ط.الهند السيوطي:الدر المنثور ج 5 ص /198بيروت.
2- السيوطي:الدر المنثور ج 5 ص /198ط.بيروت.
3- الطحاوي:مشكل الآثار ج 1 ص /334ط.الهند.
4- المصدر نفسه.
5- السيوطي:الدر المنثور ج 5 ص /198ط.بيروت.

مكانك فإنك إلى خير إن شاء اللّه تعالى... (1).

و للإطلاع على النصوص و الروايات التي تناولت هذا التأكيد على عدم شمول آية التطهير لزوجات النبي صلى اللّه عليه و آله،تقرأ المصادر التالية:

1-الكنجي الشافعي:كفاية الطالب ص /212ط.بيروت.

2-الدر المنثور للسيوطي ج 5 ص /198ط.بيروت.

3-الجامع الصحيح للترمذي ج 5 ص 351./663ط.بيروت.

4-شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني ج 2 ص /16ط.بيروت.

5-مستدرك الحاكم ج 2 ص /416ط.بيروت.

6-أسباب النزول للواحدي ص /203ط.بيروت.

7-الصواعق المحرقة ص /143ط.القاهرة.

8-مسند أحمد ج 6 ص 292،/404ط.المكتب الإسلامي.

9-السنن الكبرى للبيهقي ج 5 ص 112 ح /8409ط.بيروت.

الملاحظة الرابعة:

يبدو من كلمات أهل اللغة أنّ كلمة«الأهل»لا تطلق في لسان العرب على «الزوجة»إلاّ بضرب من التجوّز.

جاء في تاج العروس للزبيدي:

«و من المجاز:الأهل للرجل:زوجته و يدخل فيه الأولاد» (2).

و جاء في صحيح مسلم(باب فضائل علي):

«إن زيد بن أرقم سئل عن المراد بأهل البيت هل هم النساء؟قال:.

ص: 364


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 2 ص /415ط.بيروت.
2- تاج العروس ج 217/1-المطبعة الخيرية-مصر ط سنة 1306 ه.

لا و أيم اللّه،إنّ المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر،ثم يطلقها،فترجع إلى أبيها و قومها» (1).

الملاحظة الخامسة:

و أمّا دعوى وحدة السياق،باعتبار أنّ آية التطهير وردت ضمن آيات الخطاب لنساء النبي صلى اللّه عليه و آله فنجيب عنها بما يلي:-

أولا:إنّ نظم القرآن لم يجر على أساس من التسلسل الزمني،فرب آية مكية وضعت بين آيات مدنية،و بالعكس...ثم إنّ التسلسل في الآيات القرآنية لا يدل على وحدة النزول (2).

عن أبي عبد اللّه عليه السلام:

«يا جابر إنّ للقرآن بطنا،و للبطن ظهرا،و ليس شيء أبعد من عقول الرجال منه، إن الآية لينزل أولها في شيء،و أوسطها في شيء و آخرها في شيء» (3).

و بناء على ذلك لا يمكن الاستدلال بوحدة السياق...

ثانيا:من خلال قراءة الروايات التي تحدثت عن آية التطهير نستظهر نزول هذه الآية بصورة منفردة،كما توحي بذلك روايات أم سلمة التي نزلت الآية في بيتها...

ثالثا:إنّ اختلاف الضمائر بين آية التطهير،و الآيات السابقة عليها و الآيات اللاحقة لها يدل على اختلاف المخاطب...

رابعا:و لعل السبب في وضع هذه الآية ضمن آيات نساء النبي صلى اللّه عليه و آله هو الإشارة إلى أنّ التوصيات المشدّدة لنساء النبي صلى اللّه عليه و آله إنما انطلقت.

ص: 365


1- صحيح مسلم ج 4 ص 1874 ح 37 كتاب فضائل الصحابة/ط.بيروت.
2- محمد تقي الحكيم:الأصول العامة ص /158ط.قم.
3- الحر العاملي:وسائل الشيعة ج 150/18 ط.طهران 1385 ه.

من أجل الحفاظ على قدسية بيت النبوة الذي أراد اللّه تعالى له إذهاب الرجس و تطهيره من كل الأدناس (1).

الملاحظة السادسة:

لقد نسب القول بنزول آية التطهير في نساء النبي صلى اللّه عليه و آله إلى كل من:عروة بن الزبير،و عكرمة،و مقاتل...

فما هي قيمة هؤلاء عند أرباب الجرح و التعديل؟

(1)عروة بن الزبير:

كان ممن يحملون عداء شديدا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب حتى أنه إذا ذكر علي بن أبي طالب تال منه (2).

وعده الاسكافي من التابعين الذين كانوا يضعون أجنادا قبيحة في علي (3).

(2)عكرمة:

كان من المعتنقين لعقيدة الخوارج (4)،و من المعروف أن الخوارج لهم موقف من علي عليه السلام.

ثم إنّ عكرمة كان من المشهورين بالكذب و التزوير حتى كان يضرب به المثل في ذلك (5).ت.

ص: 366


1- يقرأ:أهل البيت في آية التطهير لجعفر مرتضى العاملي ص 59-/63ط.بيروت.
2- الغارات للثقفي ج 576/2 مطبعة الحيدري/إيران.
3- شرح النهج للمعتزلي ج 63/4 ط سنة 1385 مصر.
4- الذهبي:ميزان الاعتدال ج 93/3،95،96 ط.دار المعرفة/بيروت. الزركلي:الأعلام ج 244/4 ط.دار العلم للملايين-بيروت.
5- الذهبي:ميزان الإعتدال ج 93/3-97 ط.دار المعرفة-بيروت. ابن سعد:الطبقات الكبرى ج 288/5،289 ط.دار صادر-بيروت.

(3)مقاتل بن سليمان:

فشأنه شأن عكرمة في عدائه لأمير المؤمنين عليه السلام...

و كان من المعروفين بالكذب،حتى عدّ من جملة الكذابين المعروفين بوضع الحديث (1).

و قال عنه الجوزجاني:

«كان دجالا جسورا» (2).

الأسلوب الثاني:

من أساليب العزل الروحي و الاجتماعي لأهل البيت عليهم السلام...

الإعلام المضاد:

اعتمد الإعلام المضاد لأهل البيت عليهم السلام عددا كبيرا من الرواة و المحدثين و الخطباء و الشعراء من خلال إغراءات مالية ضخمة...

و قد اتخذ هذا الإعلام المضاد عدة وسائل:

(1)حظر الحديث حول فضائل علي و أهل بيته عليهم السلام...

(2)وضع الأحاديث المكذوبة لتشويه سمعة علي و أهل بيته عليهم السلام...

(3)الترويج الإعلامي لشخصيات بديلة...

(4)بدعة اللعن لأمير المؤمنين و أهل بيته عليهم السلام.

كتب معاوية بن أبي سفيان إلى عماله:-

أ-«أن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب و أهل بيته...».

ب-«فإذا جاءكم كتابي هذا،فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة و الخلفاء الأولين،و لا تتركوا خبرا يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلاّ فأتوني

ص: 367


1- ابن حبان:المجروحين ج 3 ص /14ط.بيروت.
2- الذهبي:ميزان الاعتدال ج 174/4.

بمناقض له في الصحابة فإنّ هذا أحب إليّ،و أقرّ لعيني و أدحض لحجة أبي تراب و شيعته...».

ج-«انظروا من قامت عليه البينة أنّه يحب عليا و أهل بيته،فامحوه من الديوان،و أسقطوا عطاءه،و رزقه،و من اتهمتموه بموالاة هؤلاء القوم فنكلوا به، و اهدموا داره....» (1).

و نقل ابن الأثير في الكامل:

«إنّ معاوية إذا قنت سب عليا و ابن عباس و الحسن و الحسين و الأشتر» (2).

و ذكر أبو عثمان الجاحظ في كتاب الرد على الإمامية:

«إن معاوية كان يقول في آخر خطبته:اللهم إنّ أبا تراب ألحد في دينك،و صدّ عن سبيلك،فالعنه لعنا و بيلا،و عذبه عذابا.(قال):

و كتب بذلك إلى الآفاق،فكانت هذه الكلمات يشار بها على المنابر إلى أيام عمر بن عبد العزيز» (3).

و روي فيه أيضا:

«إنّ قوما من بني أمية قالوا لمعاوية:

يا أمير المؤمنين إنك قد بلغت ما أملت،فلو كففت عن هذا الرجل؟فقال:

لا و اللّه حتى يربو عليه الصغير،و يهرم عليه الكبير و لا يذكر له ذاكر فضلا» (4).

و ذكر الحافظ السيوطي:

«أنّه كان في أيام بني أمية أكثر من سبعين ألف منبر يلعن عليها علي بن أبي طالب بما سنه لهم معاوية من ذلك» (5).ت.

ص: 368


1- يقرأ محمد بن عقيل:النصائح الكافية ص 126،127 ط مؤسسة الفجر-بيروت.
2- ابن الأثير:الكامل في التاريخ ج 3 ص /333ط.بيروت.
3- ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج 4 ص /57ط.بيروت.
4- المصدر نفسه.
5- محمد بن عقيل:النصائح الكافية ص /126ط.مؤسسة الفجر بيروت.

القسم الثّاني: دور الأئمّة عليهم السّلام في الحفاظ على الصّيغة الإسلاميّة الأصيلة

الفصل الأول: التغيرات الطارئة في الصيغة الإسلامية

اشارة

الفصل الثاني:

دور الأئمة عليهم السلام في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة.

ص: 369

ص: 370

القسم الثاني الفصل الأوّل التغيرات الطارئة في الصيغة الإسلامية إنّ المنهج الإسلامي شهد في مرحلة مبكرة من تاريخ الأمة،و في زمن ليس بعيدا من عصر الرسالة،تغيرات طارئة نأت به كثيرا عن مضموناته الأصيلة،و أفقدته شيئا كبيرا من نقائه و صفائه،و شوشت بعض خصائصه و معالمه.

و كان لإقصاء الأئمة من أهل البيت عليهم السلام عن مواقع القيادة الفكرية و السياسية دوره الكبير في إحداث متغيرات خطيرة في حركة الدعوة و مسيرة الأمة.

و من أهم تلك المتغيرات:

(1)الفراغ التشريعي:

نتيجة لإقصاء الأئمة عليهم السلام حدث فراغ تشريعي كبير مما اضطر مدرسة الخلفاء إلى استحداث مصادر تشريعية بديلة لتلبية حاجات التشريع المتجددة كالقياس و الرأي و الاستحسان.

(2)إنحسار جانب كبير من الإسلام في واقع الأمة الثقافي و الأخلاقي و الاجتماعي و السياسي،فمع بدايات حكم الأمويين أخذ هذا الانحسار يرسخ جذوره في عمق الواقع الحياتي للأمة،و امتدت تأثيراته في مساحة كبيرة من مجتمع المسلمين، و عادت كثير من قيم الجاهلية،و بدأ المسخ الحضاري لهوية الأمة.

(3)إحداث كثير من المتغيرات في مضامين الرسالة و أفكارها و تصوراتها و أحداثها،مما سبب تشويشا في الصيغة الأصيلة و خلق إرباكا في الرؤية و الصورة، و قد تجسّد هذا التغيير في عدة مجالات نتناول جانبا منها:

ص: 371

المجال الأول:العقيدة.

المجال الثاني:التفسير القرآني.

المجال الثالث:السيرة النبوية.

المجال الرابع:التاريخ.

المجال الأول:العقيدة:

اشارة

فالعقيدة الإسلامية الصافية المستقاة من المنابع الأصيلة،و الروافد النقية،قد داخلها الكثير من التشويشات،و شابتها ألوان من التلوثات و الإنحرافات،مما أفقدها صفاءها و نقاءها و أصالتها،و من أبرز الأفكار التي لوثت صفاء العقيدة الإسلامية و شوشت أصالتها و حرفت مسارها:-

(1)فكرة التجسيم و التشبيه:

القائلة بأنّ اللّه تعالى جسم،له وجه و يد و عين،و أنّه تعالى يجلس على العرش، و ينزل إلى السماء الدنيا في كل جمعة و أنّه يظهر لأهل الجنة كالقمر،و أنّ المؤمنين يصافحونه تعالى و يعانقونه...

إلى غير ذلك من الأفكار الخاطئة حول الذات الإلهية المقدسة المنزهة المتصفة بالكمال و الجلال (1).

(2)فكرة الحلول و الاتحاد:

التي تبناها الصوفية،حيث شط بهم الفكر إلى الاعتقاد بأنّ اللّه تعالى يحل في أبدان العارفين،أو يتحد معها،و أنّ الأبدال(من مراتب الصوفية)بواسطة تعريهم من

ص: 372


1- ذكر هذا المعنى ابن الأثير في الكامل في التاريخ حيث قال في فتنة الحنابلة ببغداد،حيث قال: «فخرج توقيع الراضي بما يقرأ على الحنابلة ينكر عليهم فعلهم،و يوبخهم باعتقاد التشبيه و غيره»الكامل ج 8 ص /308ط.بيروت. و ذكر هذا المعنى في منهاج السنة للبغوي ج 1 ص /236ط.مصر. و ذكر أيضا في الملل و النحل للشهرستاني ج 1 ص /103ط.بيروت.

قيود المادية،و دفع حجب ظلمتها يتشكلون بأشكال مختلفة،و أنهم واصلون بالحق و من روحانيات المحض (1).

(3)فكرة الجبر:

فقد ذهب قوم يعرفون«بالمجبرة»إلى القول بأن الإنسان مسلوب الإرادة،و أنّ اللّه تعالى هو الفاعل لأفعال المخلوقين،فأفعال العباد في الحقيقة هي أفعاله تعالى، و إنّما تنسب إليهم على سبيل التجوز لأنهم محلها،و هناك المنحى الكسبي الذي هو تكييف آخر لنظرية الجبر يقول بأنّ اللّه تعالى يوجد الأفعال،و أنّ الإنسان يكتسبها (2).

(4)فكرة التفويض:

و تتجه بشكل معاكس لنظرية الجبر،حيث ترى أن اللّه تعالى فوض الأفعال إلى المخلوقين،و رفع قدرته،و قضاءه و تقديره عنها،باعتبار أن نسبة الأفعال إليه تعالى تستلزم نسبة النقص إليه،و أن للموجودات أسبابها الخاصة،و إن انتهت كلها إلى مسبب الأسباب و السبب الأول (3).

ص: 373


1- ذكر هذا المعنى في تاريخ المذاهب لأبي زهرة،حيث قال: تقول الدروز بحلول اللّه في الإمام،و لقد غالى بعضهم في معنى الإشراق الإلهي حتى أخذ بنظرية حلول الإله في نفس الإمام،و دعا إلى عبادته.ج 1 ص /62ط.بيروت. و ذكر هذا المعنى أيضا في ديوان ابن الفارض في قصيدته التائية،حيث قال: و كيف و باسم الحق ظل تخلقي تكون أراجيف الضلال مخيفتي و هادحية واقي الاميني بيننا بصورته في بدء وحي النبوة اجبريل قل لي كان دحيه إذ بدا لمهدي الهدى في صورة بشرية و في علمه عن حاضريه مزية بماهية المرئ عن غير مرية يرى ملكا يوحى إليه و غيره يرى رجلا يدعى إليه بصحبة ديوان ابن الفارض ص /11مخطوط. و أيضا ذكر هذا المعنى في كتاب الابانة في أصول الديانة لأبي الحسن الأشعري ص /30ط بيروت.
2- الشهرستاني:الملل و النحل باقتصاب ج 1 ص /85ط.بيروت. أبو العز الدمشقي:العقيدة الطحاوية ص /639ط.بيروت.
3- المظفر:عقائد الإمامية ص /78ط.بيروت.
(5)فكرة الإرجاء:

التي اعتبرت الإيمان عملا قلبيا خالصا لا يحتاج إلى التعبير عنه بفعل من الأفعال،فيكفي الإنسان أن يكون مؤمنا بقلبه ليعصمه الإسلام و يحرم الإعتداء عليه (1).

و قال المرجئة:

«لا تضر مع الإيمان معصية،كما لا تنفع مع الكفر طاعة» (2).

و قالوا:

«إنّ الإيمان الإعتقاد بالقلب،و إن أعلن الكفر بلسانه،و عبد الأوثان،و لزم اليهودية و النصرانية في دار الإسلام و مات على ذلك فهو مؤمن كامل الإيمان عند اللّه عز و جل،من أهل الجنة» (3).

(6)فكرة الغلو:

و هي تحمل أحد المعاني التالية:-

1-اعتقاد الربوبية لأحد الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

2-إعتقاد حلول اللّه تعالى في الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

3-تجاوز الحد في صفات الأنبياء و الأئمة عليهم السلام،مثل الاعتقاد بأنّهم خالقون،أو رازقون أو نحو ذلك من الصفات الخاصة باللّه تعالى (1).

(7)البغض و العداء لآل محمد صلى اللّه عليه و آله:

برزت على صعيد العقيدة في أهل البيت عليهم السلام فكرتان متناقضتان تشكلان حالة منحرفة عن روح العقيدة الإيمانية الأصيلة،و تتنافيان مع مضمون الولاء و الوفاء لآل محمد صلى اللّه عليه و آله:

ص: 374


1- السيد الحكيم:مستمسك العروة الوثقى ج 1 ص /386ط.بيروت.

الفكرة الأولى:الغلو في أهل البيت عليهم السلام،و قد حددنا معنى الغلو قبل قليل.

الفكرة الثانية:البغض و العداء لآل محمد صلى اللّه عليه و آله حيث ظهرت فئة بين المسلمين سميت«بالنواصب» (1)لأنهم نصبوا العداوة لآل بيت محمد صلى اللّه عليه و آله،و أنكروا فضلهم و منزلتهم،و أعلنوا البغض لهم.

(8)عقيدة التناسخ:

و في الأجواء الفكرية عند المسلمين بدأت تتحرك مفاهيم دخيلة تتناقض مع عقيدة التوحيد،و من تلك المفاهيم فكرة التناسخ التي تنكر الجنة و النار،و البعث و النشور«و القيامة عندهم خروج الروح من قالبه و ولوجه في قالب آخر،فإن كان محسنا في القالب الأول أعيد في قالب أفضل منه حسنا في أعلى درجة من الدنيا،و إن كان مسيئا أو غير عارف صار في بعض الدواب المتعبة في الدنيا،أو هوام مشوهة الخلقة....» (2).

(9)تيار الإلحاد و الزندقة:

نشط هذا التيار في بدايات القرن الثاني الهجري،و أخذ أقطاب هذا التيار من أمثال ابن أبي العوجاء،و أبي شاكر الديصاني،يطرحون أفكارهم ذات الصبغة التشكيكية في التوحيد و النبوة،و القرآن،و القيامة و الحساب،و أحكام الإسلام و مفاهيمه و أخلاق الدين و قيمه،و سوف نتناول دور الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في مواجهة هذه الأفكار التي تشكل خطرا على الرسالة،و ذلك في فصل قادم إن شاء اللّه تعالى.

ص: 375


1- الناصب:و هو الذي يتظاهر بعداوة أهل البيت أو مواليهم لأجل متابعتهم لهم،عن مجمع البحرين للطريحي ج 2 ص /173ط.النجف.
2- الطبرسي:الإحتجاج ج 2 ص /89ط.النجف.

المجال الثاني:التفسير القرآني:

اشارة

نتناول هنا بعض الحالات التي تشكّل صيغا منحرفة في التعامل مع النص القرآني:-

الحالة الأولى:

توظيف النص القرآني لخدمة الأهداف السياسية:

و نحاول أن نعطي مثالا واحدا لهذه الحالة نختاره من أمثلة كثيرة يزخر بها تاريخ الأمة السياسي،و المثال الذي نضعه بين يدي القارئ هو«دور معاوية بن أبي سفيان» في توظيف النصوص القرآنية لخدمة أهدافه السياسية...

كان معاوية يؤمن تماما أنّ سلطانه لا يملك مبرراته الشرعية،و يؤمن أيضا أنّ الشعور العام في داخل الأمة لا يرتاح للحكم الأموي،فبدأ يضع خططه لمواجهة هذه الحالة التي تقلقه كثيرا،و تهدد نظامه و سلطانه.

و من أهم الوسائل التي اعتمدها معاوية إستخدام«سلاح الدين»و من خلاله حاول أن يحقق الأهداف التالية:-

1-إعطاء الشرعية لحكمه و سلطانه.

2-تخدير الجماهير و شل روح الثورة في داخلها.

3-إسقاط القوى المعارضة الرافضة لنظامه...

و أبرز القوى التي وجدها تشكل خطرا على سلطانه،هم(أهل البيت عليهم السلام)فسعى لتحطيم«مواقعهم الروحية»في ذهنية الأمة.

تتحدث مصادر التاريخ:

«أن معاوية وضع قوما من الصحابة و قوما من التابعين على رواية أخبار قبيحة في علي عليه السلام تقتضي الطعن فيه،و البراءة منه،و جعل لهم على ذلك جعلا

ص: 376

يرغب في مثله،فاختلقوا ما أرضاه،منهم:أبو هريرة،و عمرو بن العاص،و المغيرة بن شعبة،و من التابعين عروة بن الزبير» (1).

و تتحدث مصادر التاريخ أيضا-و هذا مثال من أمثلة توظيف النص القرآني لخدمة الأهداف السياسية-أن:

«معاوية بذل للصحابي سمرة بن جندب أربعمائة ألف درهم على أن يروي أنّ هذه الآية:

وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا،وَ يُشْهِدُ اللّهَ عَلى ما فِي قَلْبِهِ وَ هُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ، وَ إِذا تَوَلّى سَعى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَ يُهْلِكَ الْحَرْثَ وَ النَّسْلَ وَ اللّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ (2) .قد نزلت في علي بن أبي طالب.

و أنّ الآية الثانية نزلت في ابن ملجم و هي قوله تعالى:

وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (3) فروى ذلك (4).

الحالة الثانية:

توظيف النص القرآني لتأييد الإتجاهات المذهبية و الكلامية و الفلسفية:

حاولت بعض المذاهب و الفرق و الإتجاهات أن تلوي أعناق النصوص القرآنية لتأييد أفكارها و عقائدها و متبنياتها بلا شاهد من أثر صحيح،أو ظهور لفظي سليم،أو فهم عقلي مصيب.

و هذا المنحى في التعامل مع النص القرآني لون من ألوان التحريف لمعاني القرآن و شكل من أشكال التفسير الخاطئ لآيات الكتاب...

ص: 377


1- ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج /63/4ط.إيران.
2- سورة البقرة:الآية 204،205.
3- سورة البقرة:الآية 207.
4- ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج 4 ص /63ط.طهران.

و قد ينشأ هذا المنحى نتيجة خلل في استخدام الأدوات المعتمدة في فهم القرآن و تفسير آياته،و ربما يكون بدوافع تحريفية مقصودة،فكثير من أصحاب المذاهب و النظريات أوّلوا القرآن لخدمة أرائهم و أهوائهم...

و من أمثلة هذا اللون من التعامل مع النص القرآني:

1-حاول أصحاب«نظرية الشورى»في إنتخاب الخليفة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله اعتماد قوله تعالى:

وَ أَمْرُهُمْ شُورى (1) في تأييد هذه النظرية.

2-حاول أصحاب«نظرية الجبر»اعتماد بعض النصوص القرآنية لتأييد هذه النظرية،و من تلك النصوص قوله تعالى:

وَ اللّهُ خَلَقَكُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ (2) .

3-نجد بعض الفلاسفة الإسلاميين يحاولون توجيه و تفسير نصوص قرآنية على ضوء متبنياتهم و أرائهم،فالفارابي وضع بعض الآيات و الحقائق الدينية بتعبير فلسفي محض (3).

و يكتب أخوان الصفا في رسائلهم و هم يتحدثون عن(الجنة و النار):

أنّ«الجنة هي عبارة عن عالم الأفلاك،و النار عبارة عن العالم الموضوع تحت فلك القمر،يعني عالم الدنيا» (4).

و يقول ابن سينا في تفسير قوله تعالى:

وَ يَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمانِيَةٌ (5) :7.

ص: 378


1- سورة الشورى:الآية 38.
2- سورة الصافات:الآية 96.
3- الدكتور حجتي:مجلة الثقافة الإسلامية ص 148 العدد 1407/11.
4- إخوان الصفا:الرسائل ج 1 ص 91 باقتضاب/ط.مصر.
5- سورة الحاقة:الآية 17.

«القصد من العرش الفلك التاسع الذي يسمى فلك الأفلاك،و الملائكة الثمانية- الذين يحملون عرش الإله-يعني الأفلاك الثمانية التي تقع تحت الفلك التاسع» (1).

إلى غير ذلك من المحاولات التي تخضع النصوص لمتبنياتها بدلا من أن تكوّن رؤاها و أفكارها من خلال النصوص،و تستوحي نظرياتها في ضوء المعطيات التي يحملها النص و دلالاته اللغوية و العرفية و العقلية.

الحالة الثالثة:
اشارة

الجمود في التعامل مع المعاني الحرفية للألفاظ القرآنية:

و هذا الاتجاه في فهم القرآن يلغي دور العقل،و يجمّد حالة التأمل و التدبر في الدلالات القرآنية بما تحمله من مضامين قد تتجاوز المعاني الحرفية للألفاظ،ثم إنّ هذا الإتجاه يتغافل الصيغ التعبيرية البلاغية المجازية في لغة القرآن.

و على ضوء هذا اللون من التعامل مع نصوص القرآن،تكونت مجموعة تصورات و معتقدات خاطئة أنتجتها حالة الجمود في فهم الألفاظ القرآنية:

(1)عقيدة التجسيم و التشبيه:

أفرزتها الرؤية الجامدة في فهم بعض النصوص القرآنية مثل:

أ-قوله تعالى:

يَدُ اللّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ (2) .

ب-و قوله تعالى:

وَ يَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَ الْإِكْرامِ (3) .

ج-و قوله تعالى:

ص: 379


1- ابن سينا:تسع رسائل ص /87ط.القسطنطينية.
2- سورة الفتح:الآية 10.
3- سورة الرحمن:الآية 27.

اَلرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (1) .

(2)عقيدة الرؤية:

القائلة بإمكان رؤية اللّه عيانا،و قد اعتمدت هذه العقيدة ظواهر بعض الآيات القرآنية مثل قوله تعالى:

وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلى رَبِّها ناظِرَةٌ (2) .

(3)الإعتقاد بصدور المعاصي و الذنوب من الأنبياء عليهم السلام:

إعتمادا على التعامل الحرفي مع الألفاظ القرآنية في بعض النصوص و الآيات:

-مثل قوله تعالى:

وَ عَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى (3) .

-و قوله تعالى:

وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ فَهَدى (4) .

-و قوله تعالى:

وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأى بُرْهانَ رَبِّهِ (5) .

و قد عالج هذه الآيات القرآنية و نظائرها،علماء و باحثون في مدرسة أهل البيت عليهم السّلام،و أعطوها دلالاتها المقبولة بما يتناسب مع موقع النبوة،و قداسة الأنبياء عليهم السّلام.معتمدين في ذلك:

أ-الأحاديث الصحيحة الثابتة...

ب-القرائن اللفظية الواضحة...

ج-المعاني اللغوية للمفردات...

د-المباني العقلية المسلّمة...

ص: 380


1- سورة طه:الآية 5.
2- سورة القيامة:الآية 23.
3- سورة طه:الآية 121.
4- سورة الضحى:الآية 7.
5- سورة يوسف:الآية 24.

يمكن أن يقرأ:

كتاب«تنزيه الأنبياء و الأئمة»للسيد المرتضى.

الحالة الرابعة:

التأويلات الباطنية الفاسدة:

توجد صيغتان للتأويل القرآني:

(الأولى)الصيغة التي تعتمد الأدوات الصحيحة في تأويل النص القرآني.

و ذلك من خلال الرجوع إلى الأحاديث الواردة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و عن أهل بيته عليهم السّلام،باعتبارهم العارفين بتأويل القرآن..

قال الإمام الباقر عليه السّلام:

«أفضل الراسخين في العلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،قد علم جميع ما أنزل اللّه في القرآن من التنزيل و التأويل،و ما كان اللّه لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله» (1).

و قال الإمام الصادق عليه السلام:

«إنّ اللّه علم نبيه التنزيل و التأويل،فعلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عليا عليه السلام و علمنا و اللّه» (2)و قال عليه السلام:

«نحن الراسخون في العلم،فنحن نعلم تأويله» (3).

(الثانية)الصيغة التي لا تعتمد الأدوات الصحيحة في تأويل النص القرآني،كما نجد ذلك عند جماعة من المتصوفة حيث توغلوا في التأويلات الباطنية بلا حجة و لا دليل،و من تأويلاتهم الفاسدة:

ص: 381


1- المجلسي:البحار ج 23 ص 192 باب 10 ح /15ط.إيران.
2- المصدر نفسه ج 26 ص 173 باب 12 ح 43.
3- المصدر نفسه ج 43 ص 182 ح 49.

(1)تأويلهم لقوله تعالى:

فَلَمّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قالَ يا بُنَيَّ إِنِّي أَرى فِي الْمَنامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ ما ذا تَرى قالَ يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ اللّهُ مِنَ الصّابِرِينَ (1) .

حيث قالوا:

أنّ إبراهيم هو العقل،و إنّ إسماعيل هو النفس و إنّ العقل هنا كان ينوي قتل النفس (2).

(2)تأويل محي الدين بن عربي لقوله تعالى:

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا (3) .

أي حجبوا عن تجليات صفاتنا و أفعالنا إذ مطلع الآية كونه متجليا بالعلم و الحكمة و الملك في آل إبراهيم سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نار شوق الكمال لإقتضاء غرائزهم و طبائعهم بحسب استعدادهم ذلك مع رسوخ الحجاب و لزومه أو نار قهر من تجليات صفات قهره تناسب أحوالهم أو نار شره نفوسهم و حدّة شوقها و طلبها لما ضربت بها في كمالات صفاتها و شهواتها مع حرمانها عنها كُلَّما نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ رفعت حجبهم الجسمانية بانسلاخهم عنها بَدَّلْناهُمْ حجبا غيرها جديدة لِيَذُوقُوا الْعَذابَ نيران الحرمان (4).

الحالة الخامسة:

تفسير القرآن بالرأي:

و هو الذي لا يعتمد أحد المرتكزات التالية:

ص: 382


1- سورة الصافات:الآية 102.
2- ابن عربي:تفسير القرآن ج 2 ص /166ط.بيروت.
3- سورة النساء:الآية 56.
4- محي الدين بن عربي:تفسير القرآن ج 1 ص /152ط.بيروت.

(1)الأحاديث و الروايات الصحيحة الصادرة عن النبي صلى اللّه عليه و آله أو أحد الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

(2)الأحكام العقلية الفطرية الأولية.

(3)الظهور اللفظي الثابت في لغة العرب الفصحى (1).

فإذا لم يعتمد التفسير واحدا من هذه المرتكزات فهو من التفسير بالرأي المنهي عنه،كما جاء في حديث الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار» (2).

و في حديث آخر عنه صلى اللّه عليه و آله:

«فأما من قال في القرآن برأيه،فإنّ اتفق له مصادفة صواب،فقد جهل في أخذه عن غير أهله،و إن أخطأ القائل في القرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار» (3).

و ما أوردناه من الحالات السابقة هي من ألوان التفسير بالرأي المنهي عنه،لأنها لا تعتمد الأدوات الصالحة في فهم النص القرآني المنزل من اللّه عز و جل.

الحالة السادسة:
اشارة

اعتماد الروايات الإسرائيلية في تفسير القرآن:

في مجتمع المدينة المنورة كان يعيش عدد كبير من اليهود،و قد اعتنق البعض من هؤلاء اليهود الرسالة الجديدة و دخلوا الإسلام بدوافع متعددة منها:

1-الكيد للرسالة من داخلها.

2-الحفاظ على المصالح المادية و الاجتماعية في ظل الوضع الجديد.

3-الخوف الذي ضغط على البعض و الجأهم إلى إظهار الإنتماء إلى الإسلام.

ص: 383


1- السيد الخوئي:البيان في تفسير القرآن ص /505ط.بيروت.
2- المجلسي:البحار ج 3 ص 223 باب 6 ح /14ط.إيران.
3- الحر العاملي:وسائل الشيعة ج 18 ص /19ط.طهران.

4-و ربما يكون البعض صادقا في إسلامه.

فنجد ضمن الدوافع محاولة التحرك من الداخل لمواجهة الرسالة،و اجهاض الدعوة،و في اتجاه تحقيق هذا الهدف،مارسوا أساليب الدس و التشويه و إرباك الرؤية الإسلامية سواء على مستوى العقيدة أو الأخلاق أو الأحكام الفقهية أو الآراء التفسيرية.

و هكذا تسربت بعض الرؤى اليهودية،و الخرافات الإسرائيلية إلى بعض التفاسير القرآنية من خلال عدة قنوات:

أ-الدس المباشر من قبل شخصيات يهودية أظهرت انتماءها للإسلام،و حظيت بمكانة كبيرة عند المسلمين خاصة في أيام الخليفة عمر بن الخطاب،و أيام الخليفة عثمان بن عفان...

ب-توظيف عناصر مشبوهة في داخل الساحة الإسلامية،و بذلك التأمت و توافقت أهداف اليهود و جهود المنافقين و الحاقدين على الرسالة الذين يشكلون نسبة ليست عادية في داخل الأمّة...و لعلنا من خلال الآيات القرآنية التي تناولت ظاهرة النفاق و المنافقين،نستطيع أن نتبيّن حجم هذا الوجود المشبوه في مجتمع المسلمين.

و قد استفادت العناصر اليهودية المتسللة من ذلك الوجود المشبوه المعادي للرسالة و وظفته لصالح أهدافها الفاسدة.

ج-التأثر غير الواعي من قبل بعض العناصر الإسلامية التي أحسنت الظن في عدد من اليهود و النصارى الذين أظهروا تفاعلهم مع الإسلام،و أبدوا نسبة كبيرة من الحماس تجاه العقيدة الجديدة،و أخذوا يدافعون ظاهرا عن الرسالة و أهدافها،مما هيأ لهم أجواء ملائمة للتحرك،و النفوذ إلى نفسية الأمة،و قد وفر لهم ذلك إمكانية الاستفادة من بعض الوجودات الإسلامية التي لم تستوعب هذا الدور و أهدافه.

ص: 384

تأثر التفاسير بالمنقولات اليهودية:
اشارة

يعلل بعض الباحثين السبب في رواج المنقولات المستقاة من أهل الكتاب في تفاسير المسلمين:

أنّ العرب لم يكونوا أهل كتاب و لا علم و إنما غلبت عليهم البداوة و الأمية،و إذا تشوقوا إلى معرفة شيء مما تتشوق إليه النفوس البشرية في أسباب المكونات و بدء الخليقة و أسرار الوجود فإنما يسألون عنه أهل الكتاب قبلهم و يستفيدونه منهم و هم أهل التوراة من اليهود و من تبع دينهم من النصارى،و أهل التوراة الذين بين العرب يومئذ بادية مثلهم و لا يعرفون من ذلك إلا ما تعرفه العامة من أهل الكتاب و معظمهم من حمير (1)الذين أخذوا بدين اليهودية،فلما أسلموا بقوا على ما كان عندهم مما لا تعلق له بالأحكام الشرعية التي يحتاطون لها مثل أخبار بدء الخليقة و ما يرجع إلى الحدثان و الملاحم و أمثال ذلك،و هؤلاء مثل كعب الاحبار و وهب بن منبه و عبد اللّه بن سلام و أمثالهم.

فامتلأت التفاسير من المنقولات عندهم في أمثال هذه الأغراض أخبار موقوفة عليهم و ليست مما يرجع إلى الأحكام فيتحرى في الصحة التي يجب بها العمل، و تساهل المفسرون في مثل ذلك و ملأوا كتب التفسير بهذه المنقولات،و أصلها عن أهل التوراة الذي يسكنون البادية،و لا تحقيق عندهم بمعرفة ما ينقلونه من ذلك (2).

و هكذا دخلت الثقافة الإسرائيلية في فكر المسلمين و صبغته في جانب منه بلونها،و من هنا انتشر بمدرسة الخلفاء الاعتقاد بأنّ اللّه جسم،و أنّ الأنبياء تصدر منهم المعاصي،و النظرة إلى المبدأ و المعاد إلى غيرها من أفكار اسرائيلية (3).

ص: 385


1- حمير:بطن عظيم من القحطانية،ينتسب إلى حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان،و من بلاد حمير في اليمن،و أما اديان حمير فانتشرت اليهودية فيهم،و كانوا يعبدون الشمس،و كان لحمير بيت بصنعاء يقال له:رئام،يعظمونه،و يتقربون عنده بالذبائح. -عن عمر رضا كحالة:معجم قبائل العرب ج 1 ص /304ط.بيروت.
2- ابن خلدون:المقدمة ص /555ط.بيروت.
3- العسكري:معالم المدرستين ج 2 ص /48ط.طهران.

و نحاول هنا أن نعطي صورة موجزة للتعريف ببعض الكوادر من أهل الكتاب الذين برزوا في تاريخ المسلمين:

(1)كعب الأحبار:

كان من أحبار اليهود،أظهر الإسلام على عهد الخليفة عمر بن الخطاب و طلب منه عمر البقاء في المدينة،و لما ظهرت بوادر الثورة على عثمان ارتحل إلى الشام، فاستصفاه معاوية و جعله من مستشاريه،و مات بحمص سنة 32 أو 34 أو 38 للهجرة..

و بواسطة كعب و أمثاله تسربت إلى الحديث طائفة من أقاصيص التلمود- الإسرائيليات-التي أصبحت جزءا من الأخبار الدينية و التاريخية.

كان بعض الصحابة يسألونه عن مبدأ الخلق،و قضايا المعاد،و تفسير القرآن.

و روى عنه عدة من الصحابة و التابعين أمثال:أنس بن مالك،و أبي هريرة،و معاوية، و عبد اللّه بن عمر،و عبد اللّه بن الزبير،و أسلم مولى عمر،و عطاء بن يسار و غيرهم، و قد روى له الترمذي و أبو داود و النسائي في صحاحهم و سننهم (1).

(2)تميم بن أوس الدارمي:

كان راهبا نصرانيا،قدم المدينة بعد غزوة تبوك،و أظهر الإسلام،و في عصر الخليفة عمر قرّبه و ألحقه بأهل بدر في العطاء،و خصص له ساعة في كل اسبوع يتحدث فيها قبل صلاة الجمعة بمسجد الرسول صلى اللّه عليه و آله،و جعلها عثمان على عهده ساعتين في يومين.

و قد بلغ من ثقة الخليفة عمر به أن عينه إماما يصلي بالناس صلاة التراويح، و بقي تميم الدارمي في المدينة إلى أن قتل عثمان،فانتقل إلى الشام و عاش في كنف

ص: 386


1- أحمد بن حنبل:العلل و معرفة الرجال ج 2 ص /521ط.المكتب الإسلامي. أبو نعيم:حلية الأولياء ج 5 ص /364ط.بيروت. أبو ريه:أضواء على السنة المحمدية ص 147-/149ط.بيروت.

معاوية،و مات سنة أربعين للهجرة،روى عنه جماعة من الصحابة أمثال:أنس بن مالك،و أبي هرية و معاوية (1).

(3)وهب بن منبه:

كان فارسي الأصل،هاجر جده إلى اليمن،و هناك أخذ آباؤه آداب اليهود و تقاليدهم،و قيل إنّ والده منبها قد أسلم في اليمن،و أنّ ابنه وهبا كان يختلف من بعده إلى بلاده بعد فتحها.

و قال الذهبي في تذكرة الحفاظ:

إنه عالم أهل اليمن ولد سنة 34 ه.

أدرك بعض الصحابة و روى عنهم،كما روى عنه كثير من الصحابة منهم:أبو هريرة،و عبد اللّه بن عمر.

و من أقواله:

إني قرأت من كتب اللّه 72 كتابا (1).

أمثلة من المنقولات الإسرائيلية في تفاسير المسلمين:

(2)ذكر القرطبي في تفسير سورة غافر عن خالد بن معان عن كعب أنّه قال:

لمّا خلق اللّه العرش قال:

لم يخلق اللّه أعظم مني و اهتز تعاظما،فطوقه اللّه تعالى بحية لها سبعون ألف جناح،في كل جناح سبعون ألف ريشة،في كل ريشة سبعون ألف وجه،في كل وجه سبعون ألف فم،في كل فم سبعون ألف لسان،يخرج من أفواهها كل يوم من التسبيح

ص: 387


1- الذهبي:ميزان الاعتدال ج 4 ص /352ط.حلب. ابو ريه:أضواء على السنة المحمدية ص 149،/150ط.بيروت. أبو الشيخ:العظمة رقم /999ط.القاهرة. الذهبي:تذكرة الحفاظ ج 1 ص /100ط.بيروت.
2- ابن منظور:مختصر تاريخ دمشق ج 5 ص /307ط.دمشق.

عدد قطر المطر،و عدد ورق الشجر،و عدد الحصى و الثرى،و عدد أيام الدنيا،و عدد الملائكة أجمعين،و التوت الحية على العرش،فالعرش إلى نصف الحية و هي ملتوية عليه،فتواضع عند ذلك (1).

(2)قال معاوية لكعب:

أنت تقول إنّ ذا القرنين كان يربط خيله بالثريا؟فقال له كعب:

إن كنت قلت ذلك فإنّ اللّه قال:

وَ آتَيْناهُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً (2) .

(3)و قال كعب:

الأرضون السبع على صخرة،و الصخرة في كف ملك،و الملك على جناح الحوت،و الحوت في الماء،و الماء على الريح،و الريح على الهواء،ريح عقيم لا تلقح، و إنّ قرونها معلقة في العرش (3).

(4)عن وهب بن منبه قال:أربعة أملاك يحملون العرش على أكتافهم،لكل واحد منهم أربعة وجوه:وجه ثور،و وجه أسد،و وجه نسر،و وجه إنسان،و لكل واحد منهم أربعة أجنحة،أمّا جناحان فعلى وجهه ليحفظاه من أن ينظر إلى العرش فيصعق فيهفو بهما... (4).

المجال الثالث:السنة النبوية:

اشارة

في وقت مبكر من تاريخ المسلمين برزت ظاهرة«الوضع في الحديث»بفعل مجموعة عوامل نأتي على ذكرها-إن شاء اللّه-و كان لهذه الظاهرة نتائجها الخطيرة

ص: 388


1- القرطبي:الجامع لأحكام القرآن ج 15 ص /282ط.القاهرة.
2- ابن كثير:تفسير القرآن العظيم ج 3 ص /106ط.بيروت.
3- ابو ريه:أضواء على السنة المحمدية ص 158./159ط.بيروت.
4- الملطي الشافعي:التنبيه و الرد ص /102ط.بغداد.

على كل المستويات الفكرية و النفسية و السّياسية و الإجتماعية،و لسنا هنا بصدد التحدث عن هذه النتائج و الآثار،و تناول مردوداتها السيئة التي شوشت جانبا من معالم المسيرة،و الذي يهمنا هو الحديث عن الأسباب و الدوافع التي تقف وراء هذه الظاهرة.

و قد عالج العلماء و الباحثون الإسلاميون هذه المسألة في دراساتهم حول«السنة النبوية»،و أثاروا أهم المشكلات التي أفرزتها حالة الوضع و التزوير التي مني بها الحديث النبوي في وقت ليس بعيدا عن عصر الرسالة.

أهم الدوافع و الأسباب لوضع الحديث:
أولا:الدوافع السياسية:

و قد لعبت دورا بارزا في تنشيط حركة الوضع،مما سبب في إنتاج كم كبير من الأحاديث المكذوبة لتأييد الأوضاع السياسية القائمة و دعم الكيانات و الأنظمة الحاكمة.

و في عصر معاوية بن أبي سفيان طغى هذا اللون من«الوضع السياسي»بفعل الإغراءات الكبيرة التي استطاعت أن تستقطب الكثير من كوادر الوضع و التحريف ممن خبا في داخلهم وازع الدين و الإيمان.

و إنّ جميع الروايات التي دونتها كتب الحديث و التاريخ مما يتصل بفضائل معاوية،يصب في هذا الاتجاه،و يخدم هذا الهدف.

و الشواهد على هذا التوظيف السياسي للحديث النبوي الموضوع كثيرة جدا زخرت بها مصادر الحديث،نضع بين يدي القارئ أمثلة قليلة منها:

(1)جاء في صحيح الترمذي عن عبد الرحمن بن أبي عميرة عن النبي صلى اللّه عليه و آله أنّه قال لمعاوية:

ص: 389

«اللهم اجعله هاديا مهديا و اهد به» (1).

و جاء في حديث آخر ذكره الترمذي أيضا عن عمير بن سعيد قال:

لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

اللهم اهد به (2).

(2)روي عن النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«و صاحب سري معاوية بن أبي سفيان» (3).

(3)روى أبو بكر بن أبي شيبة بسنده إلى معاوية قال:

«ما زلت أطمع في الخلافة منذ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

إذا ملكت فأحسن» (4).

(4)روى أحمد بن حنبل بسنده عن معاوية عن النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

يا معاوية إن وليت أمرا فاتق اللّه و اعدل.(قال):

فما زلت أظن أني مبتلى بعمل لقول الرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله حتى ابتليت (5).

(5)روي أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«أول هذا الأمر نبوة و رحمة،ثم يكون خلافة و رحمة،ثم يكون ملكا و رحمة،ثم يكون إمارة و رحمة،ثم يتكادمون عليها تكادم الحمير» (6).

(6)روى البزار و أحمد و الطبراني أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله دعا لمعاوية فقال:

«اللهم علم معاوية الكتاب و الحساب و قه العذاب» (7).ي.

ص: 390


1- صحيح الترمذي ج 687/5 باب مناقب معاوية بن أبي سفيان/ط.بيروت.
2- المصدر نفسه.
3- ابن حجر:تطهير الجنان و اللسان ص /17ط.بيروت.
4- المصدر نفسه ص 18.
5- مسند أحمد ج 1 ص /101ط.المكتب الإسلامي.
6- ابن حجر:تطهير الجنان و اللسان ص /20ط.بيروت.
7- أحمد بن حنبل:المسند ج 4 ص /127ط.المكتب الإسلامي.

(7)روى أحمد و أبو داود و البغوي و الطبراني و غيرهم أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«عليكم بالشام فإنّها خيرة اللّه من أرضه،يجتبى إليها خيرته من عباده،إنّ اللّه قد توكل بالشام و أهله» (1).

(8)و عن كعب الأحبار أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«أهل الشام سيف من سيوف اللّه،ينتقم اللّه بهم ممن عصاه» (2).

(9)روى البزار عن أبي هريرة أنّ الرسول صلى اللّه عليه و آله قال للعباس:

«فيكم النبوة و المملكة» (3).

(10)روى الترمذي عن ابن عباس أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله دعا للعباس بدعاء قال فيه:

«و اجعل الخلافة باقية في عقبة» (4).

(11)روى الطبراني،قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«الخلافة في ولد عمي و صنو أبي حتى يسلموها إلى المسيح» (5).

ثانيا:الدوافع المذهبية:
اشارة

و تعد هذه الدوافع من أكثر العوامل فاعلية في إنتشار«صنعة الوضع»،حيث كانت الخلافات المذهبية الضارية تغذي هذا الإتجاه و تنّمي هذا المنحى.

فمن أجل إثبات أحقية هذا المذهب أو ذاك،سوّغ بعض أتباع المذاهب لأنفسهم أن ينتحلوا الأحاديث المزورة،و يضعوا الروايات المكذوبة في سبيل الإنتصار على الآخرين.

ص: 391


1- المتقي الهندي:كنز العمال ج 14 ص /149ط.حلب.
2- أبو ريه:أضواء على السنة المحمدية ص /129ط.بيروت.
3- المصدر نفسه ص 135.
4- المصدر نفسه ص 135.
5- ابن عساكر:التاريخ حرف العين ص /104ط.دمشق.

و لم يقتصر وضع الأحاديث على نصرة المذاهب و الفرق و الإنتماءات،بل امتد إلى نصرة الآراء الفقهية التي تتباين فيها الاجتهادات و الإستنباطات و الأفهام.

نماذج من الأحاديث الموضوعة بدوافع مذهبية:

و نضع هذه النماذج ضمن مجموعتين:

المجموعة الأولى:

الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة:

و نشير إلى بعض النماذج منها:

(1)اخرج البغدادي بالإسناد إلى الحسن بن عبد الرحمن عن جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«ليس في الجنة شجرة إلا على كل ورقة منها مكتوب،لا إله إلا اللّه،محمد رسول اللّه،أبو بكر الصديق،عمر الفاروق،عثمان ذو النورين،ثم قال:

أنبأنا أبو سعد الماليني أخبرنا عبد اللّه بن عدي،قال:

الحسن بن عبد الرحمن بن عباد يعرف بالاحتياطي،و يسرق الحديث منكر عن الثقات،و لا يشبه حديثه حديث أهل الصدق (1).

و قال الذهبي في ميزان الأعتدال:

الخبر باطل (2).

و ذكره ابن كثير في تاريخه و قال عنه:و لا يخلو من نكارة (3).

ص: 392


1- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 7 ص /337ط.بيروت.
2- الذهبي:ميزان الاعتدال ج 2 ص /633ط.حلب.
3- ابن كثير:البداية و النهاية ج /7ص /206ط.بيروت.

(1)عن ابن عباس مرفوعا:

إذا كان يوم القيامة نادى منادي تحت العرش،هاتوا أصحاب محمد،فيؤتى بأبي بكر و عمر و عثمان و علي،فيقال لأبي بكر:

قف على باب الجنة فأدخل من شئت ورد من شئت،و يقال لعمر:

قف عند الميزان فثقل من شئت برحمة اللّه و خفف من شئت،و يعطى عثمان غصن شجرة من الشجر التي غرسها اللّه بيده فيقال:

ذد بهذا عن الحوض من شئت،و يعطى علي حلتين فيقال له:

خذهما فإني ادخرتهما لك يوم أنشأت خلق السموات و الأرض».

ذكر هذا الحديث الذهبي في ميزان الاعتدال في موضعين:

الأول:عند ذكر إبراهيم بن عبد اللّه المصيصي و هو أحد رواة الحديث،و قال عنه:

هذا رجل كذاب (2).

الثاني:عند ذكر أحمد بن الحسن بن القاسم الكوفي،و هو من رواة الحديث أيضا (2)،و قال عنه:

قال الدارقطني و غيره:

متروك (3)،و قال ابن حبان:

يضع الحديث على الثقات و لا يحل ذكره في الكتب إلا على سبيل القدح فيه (4).

(3)أخرج الحاكم في المستدرك أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«يا أبا بكر أعطاك اللّه الرضوان الأكبر فقال له بعض القوم و ما الرضوان الأكبر يا رسول اللّه،قال:ت.

ص: 393


1- المصدر نفسه.
2- الذهبي:ميزان الاعتدال ج 1 ص 40،41،/90ط.بيروت.
3- الدارقطني:الضعفاء و المتروكين ص /52ط.بيروت.
4- ابن حبان:كتاب المجروحين ج 1 ص /145ط.بيروت.

يتجلى اللّه لعباده في الآخرة عامة،و يتجلى لأبي بكر خاصة» (1).

روى هذا الحديث محمد بن خالد الختلي الذي قال عنه ابن الجوزي في الموضوعات:

كذبوه (2).

و قال ابن عدي:

كذاب إن لقيتموه فاصفعوه (3).

(4)عن أبي هريرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«خلقني اللّه من نوره،و خلق أبا بكر من نوري،و خلق عمر من نور أبي بكر، و خلق أمتي من نور عمر(و في رواية و خلق عثمان من نور عمر)،و عمر سراج أهل الجنة».

أورد هذا الخبر،الذهبي في ميزان الإعتدال عند ذكر أحمد بن يوسف المنبجي و قال عنه:لا يعرف،و أتى بخبر كذب.

و قال أبو نعيم في أماليه بعد نقل الخبر:

هذا باطل مخالف كتاب اللّه.

و في سنده:أبو معشر،و أبو شعيب،و الهيثم بن جميل،و كلهم ضعفاء متروكون (4).

(5)أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه من طريق بشار بن موسى الشيباني الخفاف أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال في حق أبي بكر و عمر:ت.

ص: 394


1- الحاكم:المستدرك ج 3 ص /78ط.بيروت.
2- ابن الجوزي:الموضوعات ج 1 ص /228ط.بيروت.
3- ابن عدي:الكامل ج 6 ص /2275ط.بيروت.
4- الذهبي:ميزان الاعتدال ج 1 ص /166ط.بيروت.

«هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين و الآخرين ممن خلا في الأمم الغابرين و من يأتي إلاّ النبيين و المرسلين،لا تخبرهما يا علي» (1).

و في شأن بشار بن موسى:

قال ابن معين:

بشار يكذب،أخزاه اللّه (1).

و قال البخاري:

منكر الحديث (2).

و قال ابن عدي:

ليس بثقة (3).

و قال ابن حجر:

إنه من الدجالين (4).

المجموعة الثانية:

الأحاديث الموضوعة في فضائل أئمة المذاهب:

و نطرح بعض النماذج لهذه المجموعة:

(5)ما وضعه أتباع الإمام أبي حنيفة.

1-أخرج الخطيب في تاريخه أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«سيأتي من بعدي رجل يقال له:النعمان بن ثابت و يكنى أبا حنيفة ليحيين دين اللّه و سنتي على يديه».

ص: 395


1- ابن معين:معرفة الرجال ج 1 ص /65ط.دمشق.
2- البخاري:التاريخ الكبير ج 2 ص /130ط.بيروت.
3- ابن عدي:الكامل في ضعفاء الرجال ج 2 ص /457ط.بيروت.
4- ابن حجر:لسان الميزان ج 1 ص /386ط.بيروت.
5- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 7 ص /118ط.بيروت.

قال الخطيب:

باطل موضوع (1).

2-أخرج الخطيب البغدادي في تاريخه أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«إنّ في أمتي رجلا اسمه النعمان و كنيته أبو حنيفة هو سراج أمتي،هو سراج أمتي هو سراج أمتي».

قال الخطيب:حديث موضوع (2).

3-أخرج الخوارزمي في مناقب أبي حنيفة(ج 15/1)عن النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«يجيء رجل فيحيي سنتي،و يميت البدعة،اسمه النعمان بن ثابت» (3).

(2)ما وضعه أتباع الإمام مالك بن أنس:

رووا أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال في مالك:

«يوشك أن يضرب الرجل أكباد الإبل في طلب العلم،فلا يجد عالما أعلم من عالم المدينة» (4).

و في رواية أخرى:

يخرج ناس من المشرق و المغرب في طلب العلم فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة (5).

و ذكر أبو نعيم في حلية الأولياء عدة منامات لبعض المالكية،رأوا من خلالها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و قد أثنى على مالك منها:ه.

ص: 396


1- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 2 ص /289ط.بيروت.
2- المصدر نفسه ج 13 ص 335.
3- الذهبي:مناقب أبي حنيفة ص /3ط.القاهرة.
4- السيوطي:تزيين المماليك ج 1 ص /6ط.بيروت.
5- المصدر نفسه.

بالإسناد إلى إسماعيل بن مزاحم المروزي،قال:

رأيت النبي صلى اللّه عليه و آله في المنام،فقلت يا رسول اللّه من نسأل بعدك؟ قال صلى اللّه عليه و آله:

مالك بن أنس (1).

(2)ما وضعه أتباع الإمام الشافعي:

1-رووا أن النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«عالم قريش يملأ طباق الأرض علما» (3).

2-و قال المزني:

أنّه رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في المنام فسأله عن الشافعي فقال:

«من أراد محبتي و سنتي فعليه بمحمد بن أدريس الشافعي المطلبي فإنّه مني و أنا منه» (3).

3-عن أحمد بن الحسن الترمذي قال:

كنت في الروضة فأغفيت فإذا النبي صلى اللّه عليه و آله قد أقبل فقمت إليه فقلت:

يا رسول اللّه قد كثر الإختلاف في الدين،فما تقول في رأي أبي حنيفة؟

فقال:

أف،و نقض يده،قلت:

فما تقول في رأي مالك؟

فرفع يده و طأطأ و قال:ت.

ص: 397


1- أبو نعيم:حلية الأولياء ج 6 ص /316ط.بيروت.
2- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 2 ص /69ط.بيروت.
3- الخطيب البغدادي:التاريخ ج 2 ص /61ط.بيروت.

أصاب و أخطأ.

قلت:

فما تقول في رأي الشافعي؟قال:

بأبي ابن عمي أحيا سنتي (1).

(2)ما وضعه أتباع الإمام أحمد بن حنبل:

1-أخرج ابن الجوزي عن أبي عبد اللّه السجستاني،قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في المنام،فقلت:

يا رسول اللّه من تركت لنا في عصرنا هذا من أمتك نقتدي به في ديننا؟

قال:

عليكم بأحمد بن حنبل (3).

2-و رووا أن اللّه عز و جل يزور قبر أحمد بن حنبل في كل عام مرة (4).

3-و رووا أنّ الشافعي رأى النبي صلى اللّه عليه و آله في المنام فقال له:

«اكتب إلى عبد اللّه أحمد بن حنبل،و اقرأ عليه مني السلام و قل:

إنّك ستمتحن و تدعى إلى خلق القرآن،فلا تجيبهم،يرفع اللّه لك علما إلى يوم القيامة» (4).

ملاحظة:

للإطلاع على المزيد من الأحاديث الموضوعة في مناقب أئمة المذاهب يقرأ كتاب «الغدير في الكتاب و السنة و الأدب»للبحاثة الكبير الشيخ الأميني،الجزء الخامس،

ص: 398


1- المصدر السابق.
2- المصدر نفسه.
3- ابن الجوزي:المناقب ص /468ط.بيروت.
4- ابن الجوزي:المناقب ص /455ط.بيروت.

الصفحات:199،200،277،278،279،280،281،282،283،284، 285،286،287.

ثالثا:الدوافع الشخصية:

و هناك لون من الوضع تقف وراءه دوافع شخصية،و نعني بالدوافع الشخصية:

-الرغبة في الحصول على مكاسب مادية..

-الرغبة في التزلف إلى البلاطات الحاكمة...

و من خلال هذه النزعة عند كثير من الناس،إستطاعت أنظمة الحكم في كل العصور أن تتوافر على كوادر مؤهلة لاختلاق الأحاديث و تزوير الأخبار تلبية لنزوات الحكام و السلاطين..

و من الشواهد التاريخية على هذا اللون من الوضع:

1-جاء في تاريخ بغداد أنّ غياث بن إبراهيم دخل على المهدي،و كان المهدي يحب الحمام،فطلب منه المهدي أن يحدثه،فروى حديثا عن أبي هريرة أنّ رسول اللّه قال:

«لا سبق إلاّ في حافر أو نصل أو جناح»فأمر له المهدي بعشرة آلاف درهم، فلما قام غياث قال المهدي:

أشهد أنّه قفا كذاب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،ما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله جناح،و لكنه أراد أن يتقرب إليّ» (1).

2-دخل أبو البختري وهب بن وهب قاضي بغداد على هارون الرشيد، و هارون يطير في الحمام،فقال:

هل تحفظ في هذا شيء؟فقال:

نعم حدثني هشام عن عروة عن أبيه عن عائشة:

ص: 399


1- الخطيب البغدادي:تاريخ بغداد ج 12 ص /324ط.بيروت.

أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله كان يطير الحمام (1).

3-و روى شاه بن بشر بن ماميان(كان معروفا بالوضع في الدولة العباسية)عن جابر بن عبد اللّه مرفوعا:

«أتاني جبرئيل و عليه قباء أسود،و منطقة و خنجر،فقلت:

ما هذا؟فقال:

يأتي زمان يكون لباسهم كهذا قلت:

يا جبرئيل من يكون رئيسهم؟قال:

من ولد العباس (2).

4-و من الوضاعين الذين استخدمتهم الدولة العباسية،اسحاق المعروف بأبي حذيفة المتوفى سنة 220 ه،و أبو معشر السندي الذي صنف كتاب المغازي،و قد قال عنه ابن حزره:أبو معشر أكذب من تحت السماء،و كان يحظى برضا كثير من رجال البلاط العباسي (3).

رابعا:الدوافع الدينية:
اشارة

من ألوان الوضع التي راجت في مرحلة من تاريخ السنة النبوية ما يسمى «بالوضع للترغيب و الترهيب»،و قد مارس هذا الوضع رجال عرفوا بالصلاح و الزهد،حسبة و تقربا إلى اللّه تعالى،فانتشرت نسبة كبيرة من الأحاديث الموضوعة في فضائل الأعمال،و مناقب الأخلاق.

و إنّه من الوهم أن يجنح بنا التفكير إلى الإعتقاد بسلامة هذا اللون من الوضع ما دام يتحرك في خدمة أهداف الدين و لا يشكل ضررا على العقيدة.

ص: 400


1- المصدر السابق ج 13 ص 484.
2- اسد حيدر:الإمام الصادق ج 1 ص /264ط.بيروت.
3- المصدر نفسه.

هذا التفكير مرفوض إسلاميا،فحالة الكذب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله تمثل ظاهرة غير مشروعة مهما كانت دوافعها و مبرراتها،فهي تعبر عن إقتحام واضح لقدسية الكلمة الصادرة عن نبي الإسلام و تجرؤ صريح على مكانة السنة المطهرة،و لا يعفى هذا اللون من العمل نظافة الأهداف و الدوافع،و صدق النوايا و المقاصد.

و هناك جنبة ثانية لا تقل خطورة عن الأولى تعطي لهذا اللون من الوضع صبغة غير الشرعية،لأنّ إعطاء المفردات و المفاهيم و القيم مواقعها و احجامها في البنية الإسلامية و في حركة الإلتزام خاضع لمجموعة إعتبارات و ملاكات غير معروفة إلاّ للمشرع الحكيم،فالإسلام في تركيبته العقائدية و التشريعية و الروحية منظومة متناسقة متكاملة.و من هنا فنحن نتأمل كثيرا في بعض المقولات الفقهية السائدة من قبيل:

«التسامح في أدلة السنن».

أمثلة لهذا اللون من الوضع:

1-قيل لأبي عصمة من أين لك عن عكرمة عن ابن عباس في فضل سور القرآن سورة سورة،فقال:

إنّي رأيت الناس قد أعرضوا عن القرآن،و اشتغلوا بفقه أبي حنيفة و مغازي محمد بن إسحاق،فوضعت هذا الحديث حسبة» (1).

2-ذكر الحاكم و غيره من شيوخ الحديث:

أنّ رجلا من الزهاد انتدب في وضع أحاديث في فضل القرآن و سوره فقيل له:

لم فعلت هذا؟فقال:

رأيت الناس قد زهدوا في القرآن فأحببت أن أرغبهم فيه،فقيل:

فإنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«من كذب عليّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار».

ص: 401


1- القرطبي:التذكار ص /155ط.بيروت.

فقال:

ما كذبت عليه،إنّما كذبت له» (1).

3-قيل لميسرة بن عبد ربه:

من أين جئت بهذه الأحاديث من قرأ كذا فله كذا،قال:

وضعته أرغّب الناس فيه،و كان يقول:

إن أحتسب في ذلك (2).

قال ابن حبان عنه:

كان ممن يروي الموضوعات عن الإثبات،و يضع المفضلات عن الثقات في الحث على الخير و الزجر عن الشر،لا يحل كتابه إلا على سبيل الاعتبار (3).

و قال النسائي:يرمى بالكذب (4).

خامسا:الدوافع العدائية للإسلام:

و مارس هذا اللون من الوضع أولئك المندسون في صفوف المسلمين و الذين أظهروا الإسلام كذبا و نفاقا من أجل أن يواجهوا الرسالة بشكل متستر.

و تضم هذه العيّنة من الوضاعين عدة فئات:

-المنافقين.

-أهل الكتاب.

-الزنادقة.

تذكر كتب التاريخ أن ابن أبي العوجاء(أحد الزنادقة)لما أخذ لتضرب عنقه قال:

ص: 402


1- المصدر السابق ص 156.
2- الذهبي:ميزان الاعتدال ج 4 ص /230ط.حلب.
3- ابن حبان:المجروحين من المحدثين و الضعفاء و المتروكين ص 11.
4- المجموع في الضعفاء و المتروكين للسيروان ص /487ط.بيروت.

«وضعت فيكم أربعة آلاف حديث،أحرم فيها الحلال و أحلّ الحرام» (1).

المجال الرابع:التاريخ الإسلامي:

اشارة

المحتوى الأصيل لتاريخ الرسالة تعرض لمحاولات جادة استهدفت تحريف الكثير من مفرداته و جزئياته،مما خلق صورة مهزوزة مشوشة لا تلتئم مع الصورة الحقيقية لذلك التاريخ.

إنّ عملية المسخ التاريخي المقصود بفعل الدوافع السياسية و المذهبية،قد أوجدت تعقيدا صعبا أمام الباحثين الذين يريدون أن يتعاملوا مع الحقائق التاريخية الأصيلة.

و إن كانت المسألة ليست عسيرة حيثما تتوافر النوايا الصادقة،و التجرد من كل الخلفيات التي تشكل قيودا ثقيلة تضغط على الباحث،و تعطل طموحاته الجادة في الوصول إلى الحقيقة.

ألوان من التحريف التاريخي:

(1)تشويش الصورة الأصيلة لشخصية الرسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله:

في المدونات التاريخية التي تناولت شخصية نبي الإسلام و سجلت حياته و صفاته،نجد مجموعة من الروايات تحاول أن ترسم لنا صورة هزيلة لشخصية هذا النبي العظيم صلى اللّه عليه و آله الذي يجسّد قمة الكمال البشري.

و من جزئيات هذه الصورة ما تحدثنا به روايات موضوعة مثبتة في كثير من مصادر التاريخ و الحديث و التفسير:

أ-أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله كان له شيطان يعتريه فأعانه اللّه على شيطانه فأسلم..

ب-أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله كان يستمع إلى الجواري يغنين و يضربن الدفوف..

ص: 403


1- أضواء على السنّة المحمدية ص /21ط.بيروت.

ج-أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله كان يحمل زوجته عائشة على عاتقه لتنظر إلى لعب السودان،و خده على خدها...

د-أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله كان يسابق زوجته عائشة في الجري،فتغلبه تارة و يغلبها أخرى...

ه-أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قد عشق زوجة ابنه بالتبني بعد أن رآها بصورة مثيرة..

إلى غير ذلك من المرويات و المقولات الزائفة (1).].

ص: 404


1- نطرح بعض الروايات التي تشير إلى هذا المعنى: *عن عائشة أن أبا بكر دخل عليها،و عندها جاريتان في أيام منى تغنيان و تضربان،و رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله مسجى بثوبه،فانتهرهما أبو بكر،فكشف رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عنه،و قال: «دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد،و قالت: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يسترني بردائه و أنا أنظر إلى الحبشة،و هم يلعبون. [صحيح مسلم باب صلاة العيدين ج 2 ص /607ط.بيروت]. *عن عائشة قالت: سابقني النبي صلى اللّه عليه و آله فسبقته فلبثنا حتى إذا ارهقني اللحم سابقني فسبقني فقال هذه بتيك. [مسند أحمد ج 6 ص /38ط.المكتب الإسلامي]. *عن عائشة قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و عندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع على الفراش و حول وجهة و دخل أبو بكر فانتهرني و قال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى اللّه عليه و آله فأقبل عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقال: دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا و كان يوم عيد يلعب السودان بالدرق و الحراب فإما سألت النبي صلى اللّه عليه و آله و إما قال: تشتهين تنظرين فقلت: نعم فأقامني وراءه خدّي على خدّه و هو يقول: دونكم يا بني أرفده حتى إذا مللت قال: حسبك قلت نعم،قال:فاذهبي. [صحيح البخاري ج 1 ص 169 باب في العيدين و التجمل/ط.بيروت].
(2)إختلاق أحداث و وقائع تاريخية لا أساس لها:

و من أمثلة هذا اللون التحريفي للتاريخ ما اختلقه سيف بن عمر التميمي(توفي سنة 170 ه)من أحداث و وقائع شهدتها«حروب الردة»بعد وفاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،و قد روى أخبارا تحمل الكثير من التهويلات و الأكاذيب (1).

(3)اختلاق شخصيات تاريخية وهمية:

و من أمثلة هذا اللون من التحريف،ما اختلقه سيف بن عمر التميمي من رواة و أبطال و شخصيات أسطورية لا وجود لها في تاريخ المسلمين..

و من أبرز شخصياته الأسطورية الوهمية«شخصية عبد اللّه بن سبأ اليهودي»، فقد اختلق سيف هذه الشخصية الخرافية و نسب لها أدوارا خطيرة في تاريخ المسلمين.

و لكي تكتشف الحجم الكبير لهذا اللون من التحريف التاريخي اقرأ الدراسات التالية للبحاثة الكبير السيد العسكري:

1-خمسون و مائة صحابي مختلق.

2-عبد اللّه بن سبأ.

3-معالم المدرستين...

(4)إلغاء و طمس بعض الوقائع التاريخية الثابتة:

تتجه محاولات التحريف التاريخي أحيانا إلى مصادرة بعض المفردات التاريخية الثابتة،و شطبها من قاموس الرسالة،و مسحها من ذاكرة المسلمين.

و إنّ إلغاء مفردات أساسية في تاريخ الرسالة،يغيّر الصورة الأصلية لمسار الأحداث،و يشوش الرؤية الحقيقية لحركة الدعوة،و يغيّب جانبا هاما من معالم الرسالة.

و الشواهد على هذا المنحى التحريفي كثيرة،و لعل«حادثة الغدير»الشهيرة في تاريخ الرسالة من أبرز الأمثلة التي تعكس هذا الاتجاه،حيث بذلت المحاولات

ص: 405


1- يقرأ العسكري:معالم المدرستين ج 1 ص /271ط.طهران.

التحريفية جهودا جادة لمصادرة هذه المفردة الخطيرة في تاريخ الإسلام،و شطبها من الواقع التاريخي للرسالة و الدعوة.

و لا شك أنّ هذه المفردة التاريخية تشكل تنافيا صريحا مع المسار السياسي الذي قدّر له تولي زعامة التجربة الإسلامية في تاريخ الأمة،فمن الطبيعي جدا أن تبذل كل الجهود لإلغائها أو تحريف دلالاتها الأصيلة.

و لا نجد أيّ غرابة حينما لا نعثر على هذه المفردة و لو إشارة في بعض مصادر الحديث الهامة،و خاصة التي دونت في مرحلة تاريخية متشنجة ضد الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

و بفعل الدوافع السياسية و المذهبية تمّ وضع نهاية«لاطروحة الغدير»على مستوى الواقع السياسي،و على المستوى الفكري،و إن بقيت هذه الأطروحة تملك وثائقها الإثباتية حتى في مصادر مدرسة الخلفاء نفسها كما برهنّا على ذلك في فصول سابقة.

(5)التشويش و التغيير في نقل الأحداث التاريخية:

و هنا تتجه المحاولة التحريفية إلى التلاعب بالحدث التاريخي و تشويشه و إرباك صورته،و تتم هذه المحاولة من خلال:

1-تبديل و تغيير بعض المفردات التي يتضمنها الحدث التاريخي.

2-إضافة أو إلغاء بعض المفردات أو الفقرات..

و نستعين هنا بمثال واحد هو:

«حادثة الإنذار في بدء الدعوة».

فكتب التاريخ و التفسير(كما سبقت الإشارة)تؤكد أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله في بدء الدعوة لما نزل عليه قوله تعالى:

وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ (1) .

ص: 406


1- سورة الشعراء:الآية 214.

دعا عشيرته و قرابته من بني هاشم،و طرح عليهم الإسلام،و جاء في كلامه صلى اللّه عليه و آله معهم:

«إنّي جئتكم بخير الدنيا و الآخرة،و قد أمرني اللّه تعالى أن أدعوكم إليه، فأيّكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم».

فأحجم القوم جميعا..

فقام علي،و كان أحدثهم سنا،و قال:

«أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه».

فأخذ النبي صلى اللّه عليه و آله براحته،و قال:

«إنّ هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا».

فقام القوم يضحكون و يقولون لأبي طالب:

قد أمرك أن تسمع لابنك و تطيع..

بعض محاولات التحريف لهذا الحدث التاريخي:
(1)محاولة ابن خلدون في تاريخه:

طرح هذا الحديث بالشكل التالي:

«فجمع بني عبد المطلب،و هم يومئذ أربعون على طعام صنعه لهم علي بن أبي طالب بأمر رسول اللّه،فدعاهم إلى الإسلام و رغبهم و حذرهم،و سمعوا كلامه و افترقوا».

و نلاحظ هنا حالة البتر الواضح لكلام الرسول صلى اللّه عليه و آله،و إلغاء فقرات تطابقت مصادر التاريخ على إثباتها و تدوينها (1).

(2)محاولة ابن كثير الدمشقي في كتابه(البداية و النهاية)طرح الحدث بالشكل التالي:

ص: 407


1- ابن خلدون:التاريخ ج 2 ص /412ط.بيروت.

«قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي و كذا و كذا...

قال:فأحجم القوم عنه جميعا..

قلت[يعني عليا]،و أنا أحدثهم سنا،و أرمصهم عينا،و أعظمهم بطنا، و أحمشهم ساقا:

أنا يا رسول اللّه أكون وزيرك عليه..

فأخذ برقبتي فقال:

إنّ هذا أخي و كذا و كذا..فاسمعوا له و أطيعوا،فقام القوم» (1).

يلاحظ عند ابن كثير،الإخفاء المقصود لبعض المفردات و الاستعاضة عنها بكلمتي«كذا و كذا»المبهمتين..

(3)محاولة هيكل في كتابه«حياة محمد»:

الأستاذ هيكل دوّن هذا الحديث بصيغته الصحيحة في مقالاته التي نشرها في «ملحق جريدة السياسة المصرية»(العدد 2751 الصادر في 1350/11/12 ه و العدد 2785).

و كذلك في كتابه«حياة محمد»ص 104،الطبعة الأولى الصادرة سنة 1354 ه.

ثم عاد الاستاذ هيكل في الطبعات الأخرى لكتابه،فحذف الفقرة التالية:

«و أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم».

دون إشارة إلى المبرر الذي دفعه إلى هذا الحذف و الإلغاء.

ص: 408


1- ابن كثير:البداية و النهاية ج 3 ص /40ط.بيروت.
عوامل التحريف التاريخي:
اشارة

تناول الأستاذ الكبير العلامة السيد محمد تقي الحكيم في محاضرته القيمة «مناهج البحث في التاريخ» (1)التي ألقيت في منتدى النشر،أهم الأسباب و البواعث التي تقف وراء حالة التناقض و الإضطراب في تدوين و تسجيل الأحداث التاريخية.

فيرى أنّ البواعث ذات شقين:

الأول:البواعث اللاشعورية:

و هي التي تدفع المؤرخين لا عن قصد و اختيار إلى تشويه الحادثة التاريخية،بفعل مجموعة عوامل:

1-عامل النسيان.

2-عامل الكبر بما يصيب صاحبه من ضعف الذاكرة و كثرة السهو و الغفلة.

3-الحالة النفسية و الذهنية التي قد تلون لا شعوريا الحادثة باللون الذي تريده.

4-مستوى الفهم و التلقي عند الرواة و نقلة الأخبار..

5-طبيعة ما يقتضيه عادة تنقل الأحاديث بين الرواة من الزيادة و النقيصة،مما يسبب تغيرا لواقع الحادثة التاريخية.

الثاني:البواعث الشعورية:
اشارة

التوجه المقصود عند المؤرخ أو الراوي،لتغيير و تحريف الحادثة التاريخية أو خلقها،إستجابة لبعض العوامل و الأسباب و من أهم هذه العوامل:

(1)العامل الإقتصادي:

و يراد بالعامل الإقتصادي:

«الباعث المادي الذي يبعث بصاحبه على المتاجرة بضميره في سبيل تحصيل ما يسد به حاجاته المعاشية».

ص: 409


1- محاضرة ألقيت في قاعة المجمع الثقافي لمنتدى النشر في موسمه لعام 1958 و قد طبعت مع بحوث أخرى في كتاب بعنوان«قصة التقريب بين المذاهب و بحوث أخرى»من مطبوعات مكتبة النجاح-طهران.

و موضوعات هذا العامل متعددة:

1-السياسة:

و هي من أبرز عوامل التشويه و الوضع في التاريخ قديما و حديثا.

و من أبرز الأمثلة التي تجسد هذا المنحى السياسي الذي حرّف الكثير من أحداث التاريخ الإسلامي،معاوية بن أبي سفيان،فقد كانت له مساومات سياسية مع بعض باعة الضمائر في ذلك العصر،من خلال عدة مراحل:

أ-حشد أكبر عدد ممكن من الروايات الموضوعة المنسوبة إلى النبي صلى اللّه عليه و آله من قبيل:

-«إن اللّه ائتمن علي وحيه جبريل و أنا و معاوية».

-«كاد معاوية أن يبعث نبيا من كثرة علمه و ائتمانه على كلام ربي».

ب-خلق كيان إسلامي لأسرته في مقابل الهاشميين..

ج-وضع الأحاديث في مناقب الصحابة في مقابل المناقب الثابتة لعلي بن أبي طالب.فقد كتب لعماله كما يذكر«المدائني»في كتاب الأحداث:

«إنّ الحديث في عثمان قد كثر و فشا في كل مصر و في كل وجه و ناحية.فإذا جاءكم كتابي هذا فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة و الخلفاء الأولين،و لا تتركوا جزءا يرويه أحد من المسلمين في(أبي تراب)إلا و أتوني بمناقض له في الصحابة مفتعلة،فإنّ هذا أحبّ إليّ و أقرّ لعيني،و أدحض لحجة شيعة أبي تراب..» (1).

2-الأدب:

و هو من أخصب المجالات للدس و التزوير و الكذب،فقد سار الكثير من الأدباء في ركاب السلطات المنحرفة،و أصبحوا أبواقا تمجد الأنظمة و الحكام.ن.

ص: 410


1- الحكيم:مناهج البحث التاريخي ص 10،/11ط.طهران.

فهذا أبان بن عبد الحميد يتقرب إلى هارون الرشيد،بشعره و أدبه،فينال منه أموالا طائلة مكافأة لأكاذيبه و افتراءاته.

و هذا غياث بن المهدي يضع أحاديث كاذبة لتبرير لهو المهدي العباسي فيحظى بالعطايا الكبيرة (1).

(2)العامل النفسي:

و يراد بالعامل النفسي:

«أن يندفع الإنسان إلى خلق الحادثة أو تحويرها ليستر جانبا من جوانب النقص فيه،أو ليشبع إحدى دوافعه و استعدادته الفطرية بما ينشأ عنها من عواطف خاصة» (2).

(3)العامل العقيدي:

و يقصد به:

«أن يعمد الواضع إلى الوضع و التشويه خدمة لمبادئه التي يؤمن بها،و هو يعتقد أنّ مبادئه تبرر له التجني و الكذب على حساب التاريخ» (3).

ص: 411


1- المصدر السابق ص 13،14.
2- المصدر نفسه ص 16.
3- المصدر نفسه ص 19.

ص: 412

القسم الثاني

الفصل الثاني: دور الأئمة من أهل البيت في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة

اشارة

ص: 413

ص: 414

دور الأئمة من أهل البيت في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة

التنوع في أدوار الأئمة عليهم السلام:

اشارة

نضع بين أيدينا مجموعة نقاط تشكل مدخلا لاستيعاب دور الأئمة من أهل البيت عليهم السّلام في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة،و مواجهة الحالات التغييرية الطارئة.

النقطة الأولى: [الأدوار و المواقف التي مارسها الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في

مختلف المراحل]

إنّ الأدوار و المواقف التي مارسها الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في مختلف المراحل،ليست حالات إرتجالية انفعالية استثارتها الظواهر التحريفية أو الإنحرافية بشكل آني موقت،و إنّما هي أدوار و مواقف أنتجتها الرؤية المعصومة المستوعبة لكل الظروف الموضوعية المتحركة في داخل الساحة على كل المستويات الفكرية و النفسية و الاجتماعية و السّياسية.

النقطة الثانية:
اشارة

ظاهرة التنوع و التعدد في أساليب الأئمة عليهم السّلام:

يمكن أن نتبين هذه الظاهرة في حياة الأئمة عليهم السّلام من خلال نظرة تاريخية عاجلة لأساليب الأئمة عليهم السّلام:

ص: 415

1-الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:

مارس في حياته دورين متمايزين:

الأول:دور المسالمة.

في مرحلة كانت مصلحة الرسالة تفرض ذلك.

الثاني:دور التصدي المسلح.

حينما تحركت عوامل جديدة في الساحة فرضت هذا اللون من التصدي و المواجهة..

2-الإمام الحسن بن علي عليه السّلام:

مارس«دور المصالحة»في مرحلة كانت ظروفها الموضوعية تفرض هذا الموقف..

3-الإمام الحسين عليه السّلام:

مارس«دور الثورة و الشهادة»حينما لم يكن هناك خيار آخر لمواجهة حالة الخطر التي تهدد الرسالة.

4-الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السّلام:

كان من أبرز وسائله في ترشيد الحالة الإسلامية«أسلوب الدعاء»حيث فرضت المرحلة بملابساتها الفكرية و الأخلاقية و الاجتماعية و السياسية إنتهاج هذا النمط الترشيدي.

5-الإمام الباقر و الإمام الصادق عليهما السّلام:

كان لهما«دور علمي متميز»في مرحلة وفّرت ظروفها السياسية و الاجتماعية لهذين الإمامين عليهم السلام إمكانات التحرك العلمي و الثقافي.

6-و مارس بقية الأئمة من أهل البيت عليهم السّلام

أدوارهم المتنوعة ضمن الخطة الواحدة المتكاملة المرسومة لتحقيق أهداف الرسالة.

ص: 416

النقطة الثالثة:

أسباب التنوّع في أدوار الأئمة عليهم السّلام.

إنّ حالة التنوع في الأدوار عند الأئمة من أهل البيت عليهم السلام لا تشكل ظاهرة تناقضية في أساليب الحركة و العمل و إنّما تعبّر عن الواقعية التي تتميز بها الصيغة العملية في الدعوة إلى اللّه بما تفرضه من إستيعاب واع للظروف الموضوعية الفاعلة في حركة الأمة.

و على ضوء هذه الرؤية يمكن أن نحدد أهم أسباب التنوع في أساليب الأئمة عليهم السّلام ضمن الأمور التالية:

أ-اختلاف الظروف الموضوعية التي تمر بها الرسالة..

ب-اختلاف الظروف الموضوعية المتحركة حول الإمام نفسه..

ج-اختلاف الحالة التي تعيشها الأمة..

د-اختلاف الأهداف المحددة لكل مرحلة..

و رغم تنوع الأدوار و الأساليب في حياة الأئمة عليهم السّلام فإنّه ينتظمها هدف واحد هو«مصلحة الرسالة و حماية مسيرتها»و من خلال هذا الهدف تتحرك الصيغ و الأساليب،و الأدوار و الفعاليات.

النقطة الرابعة:
اشارة

إذا كانت خصوصيات المرحلة تحدد الصيغة العامة للحركة،و تفرض حالة التنوع في الأدوار،فإنّ نسبة كبيرة من مفردات العمل في حياة الأئمة عليهم السّلام متوافقه شكلا و مضمونا و إن تغايرت الجزئيات التطبيقية في كل مرحلة،و هذا ينتج لنا نمطين من الأدوار في حياة الأئمة عليهم السّلام:

النمط الأول:

الأدوار المشتركة:

ص: 417

و تتجسّد في الفعّاليات الرسالية ذات العناصر المشتركة التي تتحرك في كل المراحل،و لا تتجمد ضمن مرحلة واحدة،و من أمثلة هذا المستوى من الأدوار:

1-الترشيد الروحي..

2-الإعداد الفكري..

3-الحفاظ على المسار التشريعي..

4-التصدي للتيارات الطارئة التي تشكل خطرا على الرسالة..

النمط الثاني:
اشارة

الأدوار المتنوعة:

و هنا يتميز كل موقف بخصوصياته المرحلية،فلكل مرحلة عناصرها،و مفرداتها الخاصة بها،الأمر الذي يفرض أسلوبا عمليا متلائما مع تلك الخصوصيات و المفردات،و إلا فشلت الصيغة في إنجاز أهدافها العامة و المرحلية.

الأدوار المشتركة في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة:

قلنا إنّ الهدف العام الذي ينتظم أدوار الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في كل المراحل هو«مصلحة الرسالة و حماية مسيرتها و الحفاظ على صيغتها الأصيلة».

و ضمن هذا الهدف نحاول هنا تناول جانب من أدوار الأئمة عليهم السلام من خلال المستويات التالية:

1-المستوى العقائدي.

2-المستوى الروحي.

3-المستوى السّياسي.

4-المستوى التشريعي.

ص: 418

(1)المستوى العقائدي:
اشارة

و نتناول هنا موقف الأئمة عليهم السلام في مواجهة«التيارات الفكرية»التي كانت تشكل خطرا على العقيدة الإسلامية الأصيلة،و هذه التيارات يمكن أن نضعها ضمن مسارين:

أ-المسار الإنحرافي.

ب-المسار التحريفي.

المسار الإنحرافي:

و ينتظم التيارات الفكرية التي تتناقض مع العقيدة الإسلامية بشكل مباشر:

أ-تيار الالحاد و الزندقة..

ب-تيار الغلو..

ج-فكرة التناسخ..

إلى غير ذلك من الأفكار و المفاهيم المتناقضة مع العقيدة الإسلامية.

المسار التحريفي:

و ينتظم التيارات التي تشكل تحريفا لمضمون العقيدة الإسلامية الأصيلة:

أ-التجسيم و التشبيه..

ب-الجبر و التفويض..

ج-عقيدة الإرجاء..

أرقام و شواهد:

يمكن أن نتبين دور الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في مواجهة التيارات الفكرية التي تشكل تناقضا و تنافيا مع العقيدة الإسلامية،من خلال الاستعانة بالأرقام و الشواهد التالية:

ص: 419

1-التصدي لتيارات الإلحاد و الزندقة:

نستعين بالمثالين التاليين من حياة الإمام الصادق عليه السلام:

المثال الأول:

الإمام الصادق عليه السلام مع أبي شاكر الديصاني:

دخل أبو شاكر الديصاني-و هو أحد الزنادقة-على الإمام الصادق عليه السلام، و قال:

يا جعفر بن محمد دلّني على معبودي..

فقال الإمام الصادق:

اجلس.

فإذا غلام صغير في كفه بيضة يلعب بها،فقال له الإمام الصادق:

ناولني يا غلام البيضة،فناوله إياها،فقال الإمام الصادق:

يا ديصاني،هذا حصن مكنون،له جلد غليظ،و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، تحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة،و فضة ذائبة فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة،و لا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة،فهي على حالها،لا يخرج منها خارج مصلح فيخبر عن إصلاحها،و لا يدخل إليها داخل مفسد فيخبر عن إفسادها،لا يدري للذكر خلقت أو للأنثى،تنفلق عن مثل ألوان الطواويس،أترى لها مدبرا؟

فأطرق الديصاني مليا ثم قال:

أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له،و أشهد أنّ محمدا عبده و رسوله، و أنك إمام و حجة من اللّه على خلقه و أنا تائب مما كنت فيه (1).

المثال الثاني:

الإمام الصادق عليه السلام و الزنديق المصري:

ص: 420


1- الطبرسي:الاحتجاج ج 71/2،/72ط.النجف.

دار بين الإمام الصادق عليه السلام و أحد الزنادقة من مصر الحوار التالي:

قال الإمام الصادق له:

أتعلم أنّ للأرض تحتا و فوقا؟

قال نعم.

قال:الإمام:فدخلت تحتها؟

قال:لا.

قال الإمام:فهل تدري ما تحتها؟

قال:لا أدري إلا أنّي أظن أن ليس تحتها شيء.

فقال الإمام:فالظن عجز ما لم تستيقن.

ثم قال الإمام له:صعدت إلى السماء؟

قال:لا.

قال الإمام:أفتدري ما فيها؟

قال:لا.

قال الإمام:فأتيت المشرق و المغرب فنظرت ما خلفها؟

قال:لا.

قال الإمام:

فالعجب لك،لم تبلغ المشرق،و لم تبلغ المغرب،و لم تنزل تحت الأرض،و لم تصعد إلى السماء،و لم تخبر ما هنالك فتعرف ما خلفهن،و أنت جاحد بما فيهن،و هل يجحد العاقل ما لا يعرف؟

قال المصري:ما كلمني بهذا غيرك..

قال الإمام:

فأنت في ذلك من شك فلعل هو و لعل ليس هو..

قال:و لعل ذلك..

ص: 421

فقال الإمام:

أيّها الرجل ليس لمن لا يعلم حجة على من يعلم و لا حجة للجاهل على العالم..

يا أخا مصر:

تفهم عني،أما ترى الشمس و القمر و الليل و النهار يلجان و لا يستبقان،يذهبان و يرجعان،قد اضطرا ليس لهما مكان إلاّ مكانهما،فإن كانا يقدران على أن يذهبا فلم يرجعا،و إن كانا غير مضطرين فلم لا يصير الليل نهارا،و النهار ليلا؟اضطرا و اللّه يا أخا مصر،إنّ الذي تذهبون إليه و تظنون من الدهر،فإن كان هو يذهبهم فلم يردهم؟ و إن كان يردهم فلم يذهب بهم؟.

أما ترى السماء مرفوعة،و الأرض موضوعة لا تسقط السماء على الأرض و لا تنحدر الأرض فوق ما تحتها،أمسكها و اللّه خالقها و مدبرها،فآمن المصري على يدي الإمام الصادق عليه السلام (1).

2-التصدي لظاهرة الغلو:

أ-قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«لا تتجاوزوا بنا العبودية ثم قولوا فينا ما شئتم،و لن تبلغوا،و إياكم و الغلو كغلو النصارى،فإني بريء من الغالين» (2).

ب-قال الإمام الصادق عليه السلام لصالح بن سهل:

«يا صالح إنّا و اللّه عبيد مخلوقون لنا ربّ نعبده،و إن لم نعبده عذّبنا» (3).

ص: 422


1- الطبرسي:الاحتجاج ج 2 ص /73ط.النجف.
2- المجلسي:البحار ج 4 ص 303 ح 31 باب /4ط.إيران.
3- المصدر نفسه ج 25 ص 303 ح 69 باب 10.

ج-و قال الإمام الصادق عليه السلام:

«أبرأ ممّن قال إنّا أنبياء» (1).

د-و قال الإمام الرضا عليه السلام:

«إنّ من تجاوز بأمير المؤمنين عليه السلام العبودية فهو من المغضوب عليهم و من الضالين» (2).

ه-و قال عليه السلام:

«لعن اللّه الغلاة،ألا كانوا يهودا،ألا كانوا مجوسا،ألا كانوا نصارى،ألا كانوا قدريه،ألا كانوا مرجئة،ألا كانوا حرورية».

ثم قال عليه السلام:

«لا تقاعدوهم،و لا تصادقوهم،و أبرأوا منهم،برأ اللّه منهم» (3).

و-قال عليه السلام في بعض أدعيته:

«اللهم إنّ من زعم أنّ لنا الخلق و علينا الرزق،فنحن إليك منه برباء،اللهم إنّا لم ندعهم إلى ما يزعمون،فلا تؤاخذنا بما يقولون،و اغفر لنا ما يزعمون» (4).

ح-و قال عليه السلام:

«الغلاة كفار،و المفوضة مشركون،من جالسهم أو خالطهم،أو آكلهم أو شاربهم،بشطر كلمة خرج من ولاية اللّه عز و جل،و ولاية رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و ولايتنا أهل البيت» (5).ن.

ص: 423


1- المصدر السابق ج 25 ص 291 ح 48 باب 10.
2- المجلسي:البحار ج 25 ص 274 ح 20 باب /10ط.إيران.
3- الصدوق:عيون أخبار الرضا ج 2 باب 46 ص 202 ح /2ط.النجف.
4- المجلسي:البحار ج 25 ص 343 ح 25 باب /5ط.إيران.
5- المصدر نفسه ج 25 ص 273 ح 19 باب /10ط.إيران.

ملاحظة:

في فصل قادم نتناول-إن شاء اللّه-فتاوى فقهاء الشيعة المنتمين إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام و التي أكّدوا من خلالها القول«بكفر الغلاة و نجاستهم»كما تصرح بذلك كتبهم و مؤلفاتهم..

3-التوحيد الخالص و تنزيه اللّه عن التشبيه و التجسيم و الرؤية:

قال أمير المؤمنين في الخطبة الأولى من خطب نهج البلاغة:

«الحمد للّه الذي لا يبلغ مدحته القائلون،و لا يحصي نعماءه العادون،و لا يؤدي حقه المجتهدون،الذي لا يدركه بعد الهمم،و لا يناله غوص الفطن الذي ليس لصفته حد محدود،و لا نعت موجود،و لا وقت معدود،و لا أجل ممدود،فطر الخلائق بقدرته،و نشر الرياح برحمته،و وتد بالصخور ميدان أرضه،أول الدين معرفته، و كمال معرفته التصديق به،و كمال التصديق به توحيده،و كمال توحيده الإخلاص له،و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه لشهادة كل صفة أنّها غير الموصوف، و شهادة كل موصوف أنه غير الصفة،فمن وصف اللّه سبحانه فقد قرنه،و من قرنه فقد ثناه،و من ثناه فقد جزّأه،و من جزّأه فقد جهله،و من جهله فقد أشار إليه و من أشار إليه فقد حده و من حده فقد عده،و من قال«فيم»فقد ضمنه،و من قال«علام؟»فقد أخلى منه،كائن لا عن حدث،موجود لا عن عدم،مع كل شيء لا بمقارنة،و غير كل شيء لا بمزايلة،فاعل لا بمعنى الحركات و الآلة،بصير إذ لا منظور إليه من خلقه، متوحد إذ لا سكن يستأنس به،و لا يستوحش لفقده» (1).

4-لا جبر و لا تفويض و لكن أمر بين أمرين:

اعتبر الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،الجبر و التفويض فكرتين تتنافيان مع أصول العقيدة الإسلامية،و يمكن أن نتبين موقف الأئمة من هاتين الفكرتين من خلال

ص: 424


1- الإمام علي عليه السلام:نهج البلاغة ص /2ط.قم.

النصوص التالية:

أ-قول الإمام الصادق عليه السلام:

«لا جبر و لا تفويض و لكن أمر بين أمرين» (1).

ب-و قوله عليه السلام:

«إنّ الناس في القدر على ثلاثة أوجه:

رجل يزعم أنّ اللّه تعالى أجبر الناس على المعاصي،فهذا قد ظلم اللّه في حكمه فهو كافر.

و رجل يزعم أنّ الأمر مفوض إليهم،فهذا قد وهن اللّه في سلطانه فهو كافر.

و رجل يقول أنّ اللّه كلّف العباد ما يطيقون،و لم يكلفهم ما لا يطيقون،و إذا أحسن حمد اللّه،و إذا أساء استغفر اللّه،فهو مسلم بالغ» (2).

ج-و قول الإمام الرضا عليه السلام:

«من زعم أنّ اللّه يفعل أفعالنا ثم يعذبنا عليها فقد قال(بالجبر)،و من زعم أنّ اللّه فوض أمر الخلق و الرزق إلى حجة قال(بالتفويض)،و القائل بالجبر كافر،و القائل بالتفويض مشرك» (3).

د-و قوله عليه السلام في نفي الجبر و التفويض:

«إنّ اللّه تعالى لم يطع بإكراه،و لم يعص بغلبه،و لم يهمل العباد في ملكه،هو المالك لما ملكهم،و القادر على ما أقدرهم عليه،فإن إئتمر العباد بطاعة لم يكن اللّه عنها صادا،و لا منها مانعا،و إن ائتمروا بمعصية فشاء أن يحول بينهم و بين ذلك فعل،و إن لم يحل و فعلوه فليس هو الذي أدخلهم فيه» (4).ف.

ص: 425


1- الكليني:أصول الكافي ج 1 ص 53،160 ح 10،13 باب /53ط.إيران.
2- المجلسي:البحار ج 5 ص 9 ح 14 باب /1ط.إيران.
3- الطبرسي:الاحتجاج ج 2 ص /198ط.النجف.
4- الاحتجاج:ج /198/2ط.النجف.
(2)المستوى الروحي:
اشارة

القيمومة الروحية:

من خلال الصيغة التحريفية التي فرضت على الواقع الحياتي و الاجتماعي للأمة خصوصا في المرحلة التي بدأت بسيطرة الأمويين على السلطة في تاريخ المسلمين،فقد أصاب القيم الإسلامية اهتزاز كبير،و تعرضت روحية الأمة إلى هبوط واضح، و وجدت قيم الجاهلية أجواء منفتحة تحركت من خلالها،و امتدت في حياة المسلمين..

إنّ عملية المسخ الحضاري لهوية الأمة لم تكن حالة عفوية أفرزتها نزوة عابرة لحاكم طائش أو سلطان جائر أو ملك مستبد،و إنّما هي حالة محسوبة ضمن خطة هادفة لتغيير معالم الرسالة،و ليس هذا افتراضا مجردا،فثمة نصوص تاريخية صريحة تؤكد هذا الاتجاه:

أ-قال معاوية للمغيرة-بعد أن ذكر ملك أبي بكر و عمر و عثمان-«و إنّ أخا هاشم يصرخ به في كل يوم خمس مرات:أشهد أن محمدا رسول اللّه،فأي عمل يبقى مع هذا،لا أم لك،لا و اللّه إلاّ دفنا دفنا» (1).

ب-و روي:أنّ معاوية سمع المؤذن يقول أشهد أنّ محمدا رسول اللّه فقال:

«للّه أبوك يا ابن عبد اللّه،لقد كنت عالي الهمة،ما رضيت لنفسك إلاّ أن يقرن اسمك باسم رب العالمين» (2).

ج-حدث أبو بكر بن عياش قال:

سمعت الأعمش يقول:

و اللّه لقد سمعت الحجاج بن يوسف يقول:

يا عجبا من عبد هزيل«يعني عبد اللّه بن مسعود»يزعم أنّه يقرأ قرآنا من عند اللّه، و اللّه ما هو إلاّ رجز من رجز الأعراب،و اللّه لو أدركت عبد هزيل لضربت عنقه» (3).

ص: 426


1- بن بكار:الأخبار الموفقيات ص /577ط.بغداد.
2- ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج 10 ص /101ط.بيروت.
3- الحاكم:المستدرك على الصحيحين ج /556/3ط.بيروت. الذهبي:التلخيص«بذيل المستدرك».

د-خطب خالد القسري(والي الأمويين)بمكة فقال:

«و اللّه لو أمرني أمير المؤمنين أن أنقض هذه الكعبة حجرا حجرا،و نقلتها إلى الشام (1).

من هذه المفردات و غيرها مما حفلت به مصادر التاريخ نكتشف أبعاد الخطة الأموية المرسومة لهدم معالم الرسالة الإسلامية،و تغيير هوية الأمة،و تمكين القيم الجاهلية من العودة إلى واقع الحياة،و إلغاء أخلاق الدين و أحكام الشريعة..

و في ظل هذا الواقع التحريفي لقيم الأمة،و انتزاع هويتها الإسلامية،و مصادرة روحيتها الإيمانية،وجد الأئمة من أهل البيت عليهم السلام أنفسهم أمام مسؤولياتهم الرسالية الكبيرة في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الاصيلة على كل المستويات الفكرية و العقائدية و الروحية و السياسية و التشريعية..

و في الصفحات المتقدمة تناولنا جانبا موجزا من دور الأئمة عليهم السلام في صيانة المستوى العقائدي للأمة،من خلال التصدي لكل التيارات الفكرية الطارئة التي تشكل خطرا على الصيغة العقيدية الأصيلة..

و هنا نحاول إبراز جانب آخر من دور الأئمة عليهم السلام يتمثل في الحفاظ على المستوى الروحي و الأخلاقي في حركة الأمة و مواجهة خطط التمييع و التذويب من خلال تأصيل المضامين الروحية و إعادة فاعليتها في واقع الحياة..

و إيمانا من الأئمة عليهم السلام بأنّهم يمثلون«القيمومة»التي ترشّد الحالة الإسلامية فكريا و روحيا و سياسيا،فقد مارسوا دورهم الترشيدي على كل الأصعدة، و منها الصعيد الأخلاقي التربوي.

وسائل الترشيد الروحي(الأخلاقي التربوي):
اشارة

اعتمد الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في مجال الترشيد الروحي عدة وسائل،هي نفسها الوسائل التي اعتمدتها الرسالة،كما تجسّد ذلك الصيغة القرآنية و التجربة النبوية..

ص: 427


1- الاصفهاني:الأغاني ج 22 ص /282ط.بيروت.

فالأئمة عليهم السلام يهدفون من خلال ممارساتهم الترشيدية انجاز مهمتين:

الأولى:تأصيل المضامين و الأفكار و القيم..

الثانية:تأصيل الوسائل و المناهج و الأدوات المشروعة..

إنّ أهم الوسائل التي اعتمدها الأئمة عليهم السلام في مجال الترشيد الروحي هي:

1-الأدعية.

2-الوصايا و المواعظ و التوجيهات.

3-القدوة.

الوسيلة الأولى:
اشارة

الأدعية:

الدعاء يمثل اسلوبا تربويا فاعلا،و منهجا تثقيفيا أصيلا،و نمطا عباديا واعيا.

و قد جاءت تأكيدات القرآن و السنّة على ذلك:

قال تعالى:

اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (1) .

و قال الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«الدعاء مخ العبادة» (2).

و قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«الدعاء يرد القضاء المبرم» (3).

ص: 428


1- سورة غافر:الآية 60.
2- الديلمي:إرشاد القلوب ج 1 ص /148ط.بيروت.
3- المصدر نفسه ج 1 ص 149.

و قد مارس الرسول صلى اللّه عليه و آله و أهل بيته عليهم السلام،الدعاء كحالة عبادية جسّدوا من خلالها قمة الذوبان و الانقطاع و التوجه إلى اللّه عز و جل،كما مارسوه اسلوبا تربويا طرحوا من خلاله مفاهيم الإسلام،و قيم الرسالة،و أهداف الدعوة..

و تتميز أدعية الرسول صلى اللّه عليه و آله و أهل بيته عليهم السلام بعدة خصائص:

أ-الأصالة.

ب-الواقعية و الصدق.

ج-الإبداع.

د-النورانية و الروحانية و الشفافية.

ه-الفاعلية و التأثير.

و-الهادفية الرسالية.

ز-الاستيعاب.

ح-العمق.

ط-الوضوح و السهولة.

مقاطع من أدعية الأئمة عليهم السلام:

1-من دعاء كميل لأمير المؤمنين عليه السلام:

اللهمّ اغفر لي الذنوب التي تهتك العصم..

اللهمّ اغفر لي الذنوب التي تنزل النقم..

اللهمّ اغفر لي الذنوب التي تغير النعم..

اللهمّ اغفر لي الذنوب التي تحبس الدعاء..

ص: 429

اللهمّ اغفر لي الذنوب التي تنزل البلاء..

اللهمّ اغفر لي الذنوب التي تقطع الرجاء..

2-من دعاء كميل لأمير المؤمنين:

«و ليت شعري يا سيدي و الهي و مولاي..

أتسلط النار على وجوه خرّت لعظمتك ساجدة..

و على ألسن نطقت بتوحيدك صادقة،و بشكرك مادحة و على قلوب اعترفت بإلهيتك محققة و على ضمائر حوت من العلم بك حتى صارت خاشعة و على جوارح سعت إلى أوطان تعبدك طائعة،و أشارت باستغفارك مذعنة ما هكذا الظن بك،و لا أخبرنا بفضلك عنك يا كريم..».

3-من دعاء كميل لأمير المؤمنين:

«يا ربّ يا ربّ يا ربّ

أسألك بحقك و قدسك و أعظم صفاتك و أسمائك أن تجعل أوقاتي في الليل و النهار بذكرك معمورة،و بخدمتك موصولة و أعمالي عندك مقبولة،حتى تكون أعمالي و أورادي كلها وردا واحدا و حالي في خدمتك سرمدا.

يا سيدي يا من عليه معولي،يا من إليه شكوت أحوالي

يا رب يا رب يا رب

قوّ على خدمتك جوارحي،و اشدد على العزيمة جوانحي

و هب لي الجد في خشيتك و الدوام في الاتصال بخدمتك حتى أسرع إليك في ميادين السابقين

ص: 430

و أسرع إليك في المبادرين و أشتاق إلى قربك في المشتاقين و أدنو منك دنو المخلصين و أخافك مخافة الموقنين و اجتمع في جوارك مع المؤمنين...» (1).

4-من دعاء الإمام الحسين عليه السلام يوم عرفة:

«يا من أذاق أحبّاءه حلاوة المؤانسة فقاموا بين يديه متملقين و يا من ألبس أولياءه ملابس هيبته فقاموا بين يديه مستغفرين أنت الذاكر قبل الذاكرين و أنت البادي بالإحسان قبل توجه العابدين و أنت الجواد بالعطاء قبل الطالبين و أنت الوهّاب ثم لما وهبت لنا من المستقرضين إلهي اطلبني برحمتك حتى أصل إليك و اجذبني بمنك حتى أقبل عليك إلهي إن رجائي لا ينقطع عنك و إن عصيتك كما أنّ خوفي لا يزايلني و إن أطعتك..» (2)

5-من دعاء أبي حمزة الثمالي للإمام زين العابدين عليه السلام:

«إلهي لو قرنتني بالأصفاد و منعتني سبيلك من بين الأشهادن.

ص: 431


1- الكليني:أصول الكافي ج 4 ص 72 ح /3ط.إيران.
2- الطوسي:التهذيب ج 3 ص 74 باب 13 ح /5ط.إيران.

و دللت على فضائحي عيون العباد و أمرت بي إلى النار و حلت بيني و بين الأبرار ما قطعت رجائي منك و لا صرفت وجه تأميلي للعفو عنك و لا خرج حبك عن قلبي» (1).

6-من مناجاة الإمام زين العابدين عليه السلام المسماة«بمناجاة التائبين»:

«إلهي ألبستني الخطايا ثوب مذلتي و جللني التباعد منك لباس مسكنتي و أمات قلبي عظيم جنايتي فأحيه بتوبة منك يا أملي و بغيتي،و يا سؤلي و منيتي فوعزتك ما أجد لذنوبي سواك غافرا و لا أرى لكسري غيرك جابرا و قد خضعت بالإنابة إليك و عنوت بالإستكانة لديك فإن طردتني من بابك فبمن ألوذ و إن رددتني عن جنابك فبمن أعوذ فوا أسفاه من خجلتي و افتضاحي و والهفاه من سوء عملي و اجتراحي، أسألك يا غافر الذنب الكبير،و يا جابر العظم الكسيرن.

ص: 432


1- المجلسي:البحار ج 98 ص 39 ح 2 باب /5ط.إيران.

أن تهب لي موبقات الجرائر،و تستر عليّ فاضحات السرائر و لا تخلني في مشهد القيامة من برد عفوك و غفرك و لا تعرني من جميل صفحك و سترك إلهي ظلل على ذنوبي غمام رحمتك و أرسل على عيوبي سحاب رأفتك إلهي هل يرجع العبد الآبق إلاّ إلى مولاه أم هل يجيره من سخطه أحد سواه إلهي إن كان الندم على الذنب توبة فإني و عزتك من النادمين

و إن كان الاستغفار من الخطيئة حطة فإني لك من المستغفرين،لك العتبى حتى ترضى إلهي بقدرتك عليّ تب عليّ،و بحلمك عني اعف عني و بعلمك بي ارفق بي..

إلهي أنت الذي فتحت لعبادك بابا إلى عفوك سميته التوبة فقلت توبوا إلى اللّه توبة نصوحا،فما عذر من أغفل دخول الباب بعد فتحه..إلهي إن كان قبح الذنب من عبدك فليحسن العفو من عندك..إلهي ما أنا بأول من عصاك فتبت عليه، و تعرض لمعروفك فجدت عليه..يا مجيب المضطر يا كاشف الضر،يا عظيم البر، يا عليما بما في السر،يا جميل الستر

استشفعت بجودك و كرمك إليك و توسلت بجنابك و ترحمك لديك فاستجب دعائي و لا تخيّب فيك رجائي و تقبل توبتي و كفّر خطيئتي بمنك و رحمتك يا أرحم الراحمين» (1).ت.

ص: 433


1- الإمام علي بن الحسين:الصحيفة السجادية ص /293ط.بيروت.
الوسيلة الثانية:

الوصايا و المواعظ و التوجيهات الروحية و التربوية:

في مجال الترشيد الروحي صاغ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام مجموعة كبيرة من الوصايا و المواعظ و التوجيهات التربوية أدت دورا ملحوظا في تحصين الأمة ضد حالات التميع و الذوبان و الضمور.

و رغم الاهتزاز الكبير الذي أصاب قيم الأمة و أخلاقياتها،بفعل سياسة التحريف التي مارسها الأمويون و العباسيون و التي خلقت أجواء ملائمة لطغيان النزعة المادية الجامحة،فإنّ دور الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في الترشيد الروحي و في الحد من حالات الانفلات الأخلاقي،و في الحفاظ على مستوى القيم عند الأمة قد حقق معطيات جيدة و مكاسب واضحة.

إنّ دور الأئمة عليهم السلام في مجال الترشيد الروحي،كما في المجالات الأخرى قد اتخذ مسارين:

أ-ترشيد الكتلة الخاصة المنتمية إلى المدرسة الإسلامية التي يمثلها الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

ب-الترشيد العام على مستوى الأمة.

و من الطبيعي أن تكون هناك نسبة من الفوارق بين المسارين من حيث خصوصيات الحالة الترشيدية و آفاقها و مجالاتها،و ذلك ناتج من عدة اعتبارات منها:

أ-حركة الأئمة عليهم السلام على المستوى العام كانت تواجهها صعوبات خلقتها حالات الحصار الفكري و السياسي و الاجتماعي المفروضة من قبل أنظمة الحكم المتسلطة.

ب-الهدف الترشيدي على المستوى الأول يتجه إلى إعداد الجماعة المؤهلة لأداء الدور التغييري في داخل الأمة.أو ما يسمى اليوم بالكوادر الطليعية،بينما يتجه الهدف الترشيدي على مستوى الأمة إلى خلق القاعدة العامة الصالحة.

و هذا التمايز في الهدف الترشيدي أنتج تمايزا في الثقافة الفكرية و الروحية و السياسية المطروحة على المستويين الخاص و العام.

ص: 434

فمثلا:مبدأ التقيه الذي أكّده أئمة أهل البيت عليهم السلام بما يحمله من دلالات و خصوصيات،هو لون من التثقيف الخاص،و إن كانت التقية مبدءا إسلاميا عاما يملك مشروعيته بحسب النصوص الثابتة في القرآن و السنة،إلاّ أنّ الأجواء الفكرية و السياسية التي سادت في داخل الأمة شكلت تناقضا مع الصيغة الإسلامية التي تبناها الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،مما أنتج حالة من الضرورة في تطبيق هذا المبدأ الإسلامي«التقية»لحماية«الصيغة الأصيلة»من ناحية،«و بناء الجماعة الخاصة المؤهلة لأداء مسؤوليات التغيير»من ناحية أخرى..

فوصايا و توجيهات تصدر عن الأئمة عليهم السلام من قبيل:

-«كونوا لنا دعاة صامتين» (1).

-«التقية ديني و دين آبائي» (2).

-«يا معلى اكتم أمرنا و لا تذعه» (3).

-«رحم اللّه قوما كانوا سراجا و منارا،كانوا دعاة إلينا بأعمالهم،و مجهود طاقتهم،ليس كمن يذيع أسرارنا» (4).

-«المذيع علينا سرنا كالشاهر بسيفه علينا،رحم اللّه عبدا سمع بمكنون علمنا فدفنه تحت قدمه» (5).

-«إنّ التقية جنة المؤمن،و لو لا التقية ما عبد اللّه» (6).ن.

ص: 435


1- الكليني:أصول الكافي ج 2 ص 77 باب /37ط.قم.
2- المجلسي:البحار ج 2 ص 73 ح 41 باب /3ط.إيران.
3- الكليني:أصول الكافي ج 2 باب 98 ص 223 ح /8ط.إيران.
4- المجلسي:البحار ج 78 ص 280 باب 24 ح /1ط.إيران.
5- المجلسي:البحار ج 78 ص 287 ح 2 باب /24ط.إيران.
6- الكليني:أصول الكافي ج 2 ص 220 ح /14ط.إيران.

-«إنّ المذيع ليس كقاتلنا بسيفه بل هو أعظم وزرا،بل هو أعظم وزرا،بل هو أعظم وزرا» (1).

وصابا و توجيهات من هذا القبيل تدخل ضمن«الترشيد الخاص»الذي حاول الأئمة عليهم السلام من خلاله إعداد«الكتلة المنتمية»إعدادا فكريا و روحيا و سياسيا يؤهّلها لأداء مهماتها التغييرية الكبيرة حينما تتوافر الظروف الموضوعية الصالحة لذلك.

و أمّا على مستوى الترشيد الروحي العام،فالأئمة عليهم السلام وظّفوا كل الامكانات الفكرية و العلمية للحفاظ على الحالة الأخلاقية عند الأمة،رغم الصعوبات التي واجهتهم في الحركة و العطاء،من خلال الضغوطات القاسية التي فرضتها سياسات الجور و التسلط،و إن كان دور الأئمة عليهم السلام هنا هو«الترشيد الروحي و الأخلاقي»و ليس«الممارسات السياسية المثيرة»إلاّ أنّ الأنظمة الحاكمة ترى أنّ البناء الروحي و الأخلاقي يشكل جزءا من الصيغة التغييرية التي تستهدف الكيانات السياسية القائمة،خاصة و أنّ الطرح الأخلاقي الذي مارسه أئمة أهل البيت عليهم السلام ليس من صيغة الطروحات الصوفية الخاوية من كل المضامين الإسلامية الفاعلية و المغيرة.

إنّ الصيغة الوعظية عند الأئمة عليهم السلام ليست حالة تخديرية تجمّد حركة الإنسان في الحياة،و تجعله مشدودا إلى القبر و الموت و الآخرة،و تلغي في داخله كل الطموحات الدنيوية الملحّة،و إنّما هي بناء إيماني أصيل،و ترشيد واع للحركة و إعداد رسالي هادف،تتوافق من خلاله طموحات الدنيا و أشواق الآخرة،و تتفاعل حركة الحياة مع أحاسيس الموت،و تتواصل منجزات الأرض مع آفاق القبر..

و يمكن أن نعطي بعض خصائص«الصيغة الوعظية»عند الأئمة عليهم السلام من خلال النقاط التالية:ن.

ص: 436


1- المجلسي:البحار ج 78 ص 287 ح 2 باب /24ط.إيران.

1-المصداقية الحقيقة:

و هي تعبير صادق عن حالة التوافق بين«الكلمة الواعظة»و«الواقع المتجسّد»في حياة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،فالعلاقة بين البعدين لا تمثل تنافيا و لا تقاطعا و إنّما تمثل تطابقا تاما،و هذا ما تعبر عنه لغة النصوص«الواعظ المتعظ».

2-الصبغة القرانية:

تتسم مواعظ الأئمة عليهم السلام بصبغة قرآنية متميزة إن في مفرداتها و صيغها التعبيرية أو في أفكارها و مضامينها و محتوياتها،و ليس ذلك بدعا فالأئمة عليهم السلام نتاج المدرسة القرآنية،و حملة أفكارها.

3-الشمولية و الاستيعاب:

من خلال رؤية معصومة واعية،و فهم واقعي أصيل للرسالة بكل محتوياتها الفكرية و الروحية و العملية،و للمسيرة الحياتية بكل حاجاتها و ضرورياتها،جاءت مواعظ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام تحمل طابعا شموليا مستوعبا،تناول كل الجنبات و الامتدادات و المسارات في حركة الحياة و مسيرة الإنسان.

4-الفاعلية الهادفة:

إنّ المصداقية الحقيقية التي جسّدها الأئمة عليهم السلام أعطت لإرشاداتهم و توجيهاتهم القدرة الفاعلة المؤثّرة الهادفة،فلم تكن الكلمات الواعظة ممارسات استهلاكية راكدة،و تنهدات انفعالية بليدة،و استجابات آنية مرتجلة.

بل هي ممارسة تغييرية واعية تهدف إلى ترشيد الحالة القائمة في حياة الأمة، و إعادة الصيغة الإسلامية الأصيلة و بناء المضمون الإيماني بكل محتوياته الفكرية و الروحية و الاجتماعية و السياسية.

و هكذا تشكل«الوصايا و المواعظ»أحد أساليب البناء و التغيير في حركة الأئمة عليهم السلام بكل ما تحمله«عملية البناء و التغيير»من دلالات كبيرة على كل المستويات..

ص: 437

و هذا ما يفسّر حالة القلق التي تنتاب أجهزة الحكم المتسلطة من مجرد كلمة تتحرك بكل هدوء لا تحمل سوى الوعظ و النصيحة،و تأمر بالتقوى و الهدى و الصلاح.

نموذج من مواعظ الأئمة عليهم السلام خطبة أمير المؤمنين في وصف المتقين:

روي أن صاحبا لأمير المؤمنين عليه السلام يقال له(همّام)كان رجلا عابدا فقال:

يا أمير المؤمنين صف لي المتقين حتى كأني أنظر إليهم..

فتثاقل عليه السلام عن جوابه ثم قال:

«يا همّام اتق اللّه و أحسن فإنّ اللّه مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون».

فلم يقتنع همّام بهذا القول حتى عزم عليه،فحمد اللّه و أثنى عليه و صلى على النبي صلى اللّه عليه و آله ثم قال:

«أمّا بعد فإنّ اللّه سبحانه و تعالى خلق الخلق حين خلقهم غنيا عن طاعتهم،آمنا من معصيتهم،لأنّه لا تضرّه معصية من عصاه،و لا تنفعه طاعة من أطاعه،فقسم بينهم معايشهم و وضعهم من الدنيا مواضعهم.

فالمتقون فيها هم أهل الفضائل،منطقهم الصواب،و ملبسهم الاقتصاد، و مشيهم التواضع،غضّوا أبصارهم عمّا حرّم اللّه عليهم،و وقفوا أسماعهم على العلم النافع لهم،نزّلت أنفسهم منهم في البلاء كالتي نزّلت في الرخاء،و لو لا الأجل الذي كتب عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى الثواب،و خوفا من العقاب.

عظم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم،فهم و الجنة كمن قد رآها فهم فيها منعمون،و هم و النار كمن قد رآها فهم فيها معذبون،قلوبهم محزونة،

ص: 438

و شرورهم مأمونة و أجسادهم نحيفة،و حاجاتهم خفيفة،و أنفسهم عفيفة،صبروا أياما قصيرة،أعقبتهم راحة طويلة،تجارة مربحة يسّرها لهم ربهم،أرادتهم الدنيا فلم يريدوها،و أسرتهم ففدوا أنفسهم منها.

أما الليل فصافّون أقدامهم،تالين لأجزاء القرآن،يرتلونها ترتيلا،يحزنون به أنفسهم،و يستثيرون به دواء دائهم،فإذا مرّوا بآية فيها تشويق ركنوا إليها طمعا و تطلعت نفوسهم إليها شوقا،و ظنوا أنها نصب أعينهم،و إذا مرّوا بآية فيها تخويف أصغوا إليها مسامع قلوبهم و ظنوا أن زفير جهنم و شهيقها في أصول آذانهم،فهم حانون على أوساطهم،مفترشون لجباههم،و أكفهم و ركبهم و أطراف أقدامهم، يطلبون إلى اللّه تعالى في فكاك رقابهم.

و أما النهار فحلماء علماء،أبرار أتقياء،قد براهم الخوف بري القداح،ينظر إليهم الناظر فيحسبهم مرضى،و ما بالقوم من مرض،و يقول لقد خولطوا و لقد خالطهم أمر عظيم.

لا يرضون من أعمالهم القليل،و لا يستكثرون الكثير،فهم لأنفسهم متهمون، و من أعمالهم مشفقون،إذا زكى أحد منهم خاف مما يقال له،فيقول:

أنا أعلم بنفسي من غيري،و ربي أعلم بي مني بنفسي،اللهم لا تؤاخذني بما يقولون،و اجعلني أفضل مما يظنون و اغفر لي ما لا يعلمون.

فمن علامة أحدهم أنّك ترى له قوة في دين،و حزما في لين،و إيمانا في يقين، و حرصا في علم،و علما في حلم،و قصدا في غنى،و خشوعا في عبادة،و تجملا في فاقة،و صبرا في شدة،و طلبا في حلال،و نشاطا في هدى،و تحرجا عن طمع.

يعمل في الأعمال الصالحة و هو على وجل،يمسي وهمه الشكر،و يصبح وهمه الذكر،يبيت حذرا،و يصبح فرحا،حذر لما حذر من الغفلة،و فرحا بما أصاب من الفضل و الرحمة،إن استصعبت عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما تحب،قرة

ص: 439

عينه فيما لا يزول،و زهادته فيما لا يبقى،يمزج الحلم بالعلم،و القول بالعمل،تراه قريبا أمله،قليلا زلله،خاشعا قلبه،قانعة نفسه،منزورا أكله سهلا أمره،حريزا دينه، ميتة شهوته،مكظوما غيظه.

الخير منه مأمول،و الشر منه مأمون،إن كان في الغافلين كتب في الذاكرين، و إن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين،يعفو عمّن ظلمه،و يعطي من حرمه، و يصل من قطعه،بعيدا فحشه،لينا قوله،غائبا منكره،حاضرا معروفه،مقبلا خيره، مدبرا شره.

في الزلازل و قور،و في المكاره صبور،و في الرخاء شكور،لا يحيف على من يبغض،و لا يأثم فيمن يحب،يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه،لا يضيع ما استحفظ، و لا ينسى ما ذكّر،و لا ينابز بالألقاب،و لا يضار بالجار،و لا يشمت بالمصائب،و لا يدخل في الباطل،و لا يخرج من الحق.

إن صمت لم يغمه صمته،و إن ضحك لم يعل صوته،و إن بغي عليه صبر حتى يكون اللّه هو الذي ينتقم له،نفسه منه في عناء و الناس منه في راحة،أتعب نفسه لآخرته،و أراح الناس من نفسه،بعده عمّن تباعد عنه زهد و نزاهة،و دنّوه ممّن دنا منه لين و رحمة،ليس تباعده بكبر و عظمة و لا دنوّه بمكر و خديعة».

قال:فصعق همّام صعقة كانت نفسه فيها.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام:

«أمّا و اللّه لقد كنت أخافها عليه..».

ثم قال عليه السلام:

«أهكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها..».

فقال له قائل:فما بالك يا أمير المؤمنين؟

فقال عليه السلام:

ص: 440

«ويحك إنّ لكل أجل وقتا لا يعدوه،و سببا لا يتجاوزه،فمهلا لا تعد لمثلها، فإنّما نفث الشيطان على لسانك (1).

الوسيلة الثالثة:
اشارة

القدوة:

تناولنا وسيلتين من وسائل الترشيد الروحي عند الأئمة من أهل البيت عليهم السلام هما:الدعاء و الموعظة..و هنا نتناول وسيلة ثالثة تأتي في مقدمة الوسائل الترشيدية و من أقواها أثرا و فاعلية،تلك هي«القدوة».

و القدوة وسيلة ترشيدية لا توظف الكلمة الناطقة،و الحرف المسموع،و إنّما أداتها الفعل المتحرك،و السلوك الملتزم،و القيمة المتجسّدة.

و إذا كانت الوسائل الأخرى تطرح«الأفكار و القيم»مضامين نظرية،فإنّ القدوة تعطي الحالة التجسيدية المتحركة لتلك المفاهيم و القيم،فليس هناك فواصل بين النظرية و التطبيق،و ليس هناك مساحات بين المفهوم و المصداق.لأنّ النظرية تحولت تطبيقا ناجزا،و المفهوم مصداقا شاخصا.

و إنّ الوسائل الأخرى قد تتجمد فاعليتها حينما تختفي هذه الوسيلة الأخيرة، فمن خلالها تشع تلك الوسائل بعطاءاتها الفاعلة،و مردوداتها المؤثّرة...

على ضوء هذا المفهوم لمدلول«القدوة»نحاول أن نتبين مدى دور هذه الوسيلة عند الأئمة من أهل البيت عليهم السلام فمن المسلّمات الإيمانية الجازمة،و الحقائق الموضوعية الثابتة أنّ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام قد جسّدوا في حياتهم مضامين الرسالة تجسيدا كاملا،و ترجموا قيم الإسلام ترجمة صادقة،و أعطوا الأفكار و المفاهيم واقعا عمليا متحركا.و المسألة من منظور«العصمة»الذي تتبناه المدرسة الإمامية، واضحة تماما،و هي كذلك من منظور المدارس الأخرى حيث ترى في أهل البيت

ص: 441


1- علي بن أبي طالب عليه السلام:نهج البلاغة ص 95 خطبة /93ط.قم.

عليهم السلام النماذج المثلى في الأمة و تعتبرهم قمما سامقة في الصلاح و التقوى و الفضائل..

إنّ الأئمة عليهم السلام من خلال«القدوة»و«الأسوة»و«المثل»أعطوا للحالة الترشيدية مصداقيتها،و واقعيتها و أصالتها،و فاعليتها،و هادفيتها،و أكّدوا المنحى الإسلامي الأصيل في الدعوة و التربية و التغيير.

معالم في طريق الترشيد الروحي:

السيرة المشعّة التي جسّدها أئمة أهل البيت عليهم السلام و كانوا من خلالها «المثل العليا»التي أعطت لقيم الرسالة مصداقيتها الأصيلة،هذه السيرة النقية بكل إشعاعاتها هي المعالم الحية البارزة في حركة الترشيد و البناء و الصياغة.

فلا بد لنا في هذا السياق و نحن نحاول تبيّن الدور الترشيدي لأئمة أهل البيت عليهم السلام أن نضع بين أيدينا بعض القبسات التي تبرز جانبا محدودا من ملامح السيرة المباركة لأئمة العترة الطاهرة عليهم السلام،هذه الملامح المتحركة التي تعد معالم بارزة في طريق الترشيد الروحي الذي مارسه الأئمة الأطهار عليهم السلام.

من سيرة الإمام أمير المؤمنين عليه السلام:

روى الكثير أنّ(ضرار بن ضمرة)-و كان من خواص علي عليه السلام-دخل على معاوية فقال له:

صف لي عليّا،فاعتذر ضرار،فألحّ عليه،فقال:

«أمّا إذا كان لا بد من ذلك فإنّه كان و اللّه بعيد المدى،شديد القوى،يقول فصلا، و يحكم عدلا،يتفجر العلم من جوانبه،و تنطق الحكمة من نواحيه،يعجبه من الطعام ما خشن،و من اللباس ما قصر.

ص: 442

كان و اللّه يجيبنا إذا دعوناه،و يعطينا إذا سألناه،و كنا و اللّه-على تقريبه لنا و قربه منا-لا نكلّمه هيبة له،و لا نبتدئه لعظمه في نفوسنا،يبسم عن ثغر كاللؤلؤ المنظوم، يعظم أهل الدين،و يكسو العريان،و ينصر اللهفان،و يستوحش من الدنيا و زهرتها، و يأنس بالليل و ظلمته،و كأني به و قد أرخى الليل سدوله،و غارت نجومه،و هو في محرابه قابض على لحيته،يتململ تململ السليم،و يبكي بكاء الحزين،و يقول:

يا دنيا غري غيري،ألي تعرضتى أم إليّ تشوقت؟هيهات!هيهات!لا حان حينك،و قد أبنتك ثلاثا لا رجعة لي فيك،عمرك قصير،و عيشك حقير،و خطرك يسير،آه من قلة الزاد،و بعد السفر،و وحشة الطريق (1).

من سيرة الإمام الحسن بن علي عليهما السلام:

روى الصدوق باسناده عن المفضل بن عمر قال:

قال الإمام الصادق عليه السلام:

حدثني أبي عليه السلام عن أبيه عليه السلام:

«أنّ الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام كان أعبد الناس في زمانه، و أزهدهم،و أفضلهم،و كان إذا حجّ حجّ ماشيا،و ربما مشى حافيا،و كان إذا ذكر الموت بكى،و إذا ذكر القبر بكى،و إذا ذكر البعث و النشور بكى،و إذا ذكر الممر على الصراط بكى،و إذا ذكر العرض على اللّه تعالى ذكره شهق شهقة يغشى عليه منها، و كان إذا قام في صلاته ترتعد فرائصه بين يدي ربّه عز و جل،و كان إذا ذكر الجنة و النار اضطرب اضطراب السليم،و يسأل اللّه الجنة،و يعوذ به من النار،و كان عليه السلام لا يقرأ من كتاب اللّه عز و جل يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلاّ قال:

ص: 443


1- ابن أبي الحديد:شرح نهج البلاغة ج 5 ص /356ط.بيروت. الزرندي:نظم درر السمطين ص /134ط.النجف. الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /187ط.بيروت.

لبيك اللهم لبيك،و لم ير في شيء من أحواله إلاّ ذاكرا للّه سبحانه،و كان أصدق الناس لهجة،و أفصحهم منطقا» (1).

من سيرة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام:

جاء في زيارة الناحية الواردة عن الإمام الحجة عليه السلام قوله و هو يخاطب جده الإمام الحسين عليه السلام:

«أشهد أنك قد أقمت الصلاة،و أتيت الزكاة،و أمرت بالمعروف،و نهيت عن المنكر و العدوان،و أطعت اللّه و ما عصيته،و تمسكت به و بحبله،فأرضيته و خشيته و راقبته و استحييته و سننت السنن،و أطفأت الفتن،و دعوت إلى الرشاد،و أوضحت سبل السداد،و جاهدت في اللّه حق الجهاد،و كنت للّه طائعا،و لجدك محمد صلى اللّه عليه و آله تابعا،و لقول أبيك سامعا،و إلى وصية أخيك مسارعا،و لعماد الدين رافعا، و للطغيان قامعا،و للطغاة مقارعا،و للأمة ناصحا،و في غمرات الموت سابحا، و للفساق مكافحا،و بحجج اللّه قائما،و للإسلام و المسلمين راحما،و للحق ناصرا، و عند البلاء صابرا،و للدين كالئا،و عن حوزته مراميا،تحوط الهدى و تنصره،و تبسط العدل و تنشره،و تنصر الدين و تظهره،و تكف العابث و تزجره،و تأخذ للدني من الشريف،و تساوي في الحكم بين القوي و الضعيف،كنت ربيع الأيتام،و عصمة الأنام،و عزّ الإسلام،و معدن الأحكام،و حليف الأنعام،سالكا طرائق جدك و أبيك،مشبها في الوصية لأخيك،و في الذمم،رضي الشيم،ظاهر الكرم،متهجدا في الظلم،قويم الطرائق،كريم الخلائق،عظيم السوابق،شريف النسب،منيف الحسب،رفيع الرتب،كثير المناقب،محمود الضرائب،جزيل المواهب،حليم رشيد منيب جواد عليم،شديد،إمام شهيد،أواه منيب،حبيب مهيب،كنت للرسول صلى اللّه عليه و آله ولدا،و للقرآن سندا،و للأمة عضدا،و في الطاعة مجتهدا،حافظا للعهد و الميثاق،ناكبا عن سبل الفسّاق،باذلا للمجهود،طويل الركوع و السجود،

ص: 444


1- الصدوق:الآمالي ص /150ط.بيروت.

زاهدا في الدنيا زهد الراحل عنها،ناظرا إليها بعين المستوحشين منها،آمالك عنها مكفوفة،و همّتك عن زينتها مصروفة،و ألحاظك عن بهجتها مصروفة،و رغبتك في الآخرة معروفة...» (1).

من سيرة الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام:

قال الإمام الصادق عليه السلام:

«و لقد دخل أبو جعفر[الباقر]عليه السلام على أبيه[الإمام زين العابدين]عليه السلام،فإذا هو قد بلغ من العبادة ما لم يبلغ أحد،و قد اصفرّ لونه من السهر، و رمضت عيناه من البكاء،و دبرت جبهته من السجود،و ورمت قدماه من القيام في الصلاة...قال:

فقال أبو جعفر عليه السلام:

فلم أملك حين رأيته بتلك الحال من البكاء فبكيت رحمة له،و إذا هو يفكر، فالتفت إليّ بعد هنيئة من دخولي فقال:

يا بني أعطني بعض تلك الصحف التي فيها عبادة علي عليه السلام،فأعطيته، فقرأ فيها يسيرا ثم تركها من يده تضجرا و قال:

من يقوى على عبادة علي بن أبي طالب» (2).

الأئمة عليهم السلام كلهم من مشكاة واحدة:

الأئمة الاثنا عشر جميعا يمثلون منظومة واحدة و نسقا واحدا في التقوى و العبادة و المثل،فهم عليهم السلام من مشكاة واحدة فِيها مِصْباحٌ،الْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ، الزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ يَكادُ

ص: 445


1- ابن قولويه:كامل الزيارات باب 104 ص /315ط.النجف.
2- الاربلي:كشف الغمة ج 2 ص /297ط.بيروت.

زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ،نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (1) .

و هم البيوت التي قال اللّه تعالى عنها:

فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ، رِجالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِيتاءِ الزَّكاةِ يَخافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ، لِيَجْزِيَهُمُ اللّهُ أَحْسَنَ ما عَمِلُوا وَ يَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَ اللّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ (2) .

روى الحاكم الحسكاني الحنفي في(شواهد التنزيل)بإسناده عن أبي برزة قال:

قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ و قال:

«هي بيوت النبي».

قيل:

يا رسول اللّه أبيت علي و فاطمة منها؟قال:

من أفضلها (3).

(3)المستوى السياسي:
اشارة

قلنا أن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام مارسوا دورهم في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة على كل المستويات العقائدية و الروحية و السياسية و التشريعية،و قد تناولنا جانبين من هذه المستويات:الجانب العقائدي و الجانب الروحي.

ص: 446


1- سورة النور:الآية 35.
2- سورة النور:الآية 36-38.
3- الحاكم الحسكاني:شواهد التنزيل ج 1 ص /410ط.بيروت.

و نحاول هنا أن نتناول الجانب السياسي بما يحمله هذا الجانب من تعقيدات فرضتها طبيعة الظروف الموضوعية التي أفرزتها الصيغة السياسية لنظام الحكم في تاريخ المسلمين،هذه الصيغة التي قدّر لها أن تجمّد«أطروحة الإمامة»المتمثلة في زعامة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في مراحل مبكرة من حياة الأمة.

إنّ هذا التجميد المبكر لأطروحة الإمامة خلق أمام الأئمة من أهل البيت عليهم السلام حالة صعبة في التعاطي مع الصيغة الجديدة التي لا تحمل الصبغة الشرعية في نظرهم،ثم ما تفرضه عليهم مسؤولياتهم الرسالية من ضرورة العمل من أجل إعادة الصيغة الأصيلة إلى واقع الحياة.

[تبيين دور الأئمة عليهم السلام على صعيد الحالة السياسية]
اشارة

و لكي نتبين دور الأئمة عليهم السلام على صعيد الحالة السياسية نتناول البعدين التاليين:-

1-الحفاظ على المفهوم الأصيل للقيادة السياسية.

2-العمل من أجل إعادة الصيغة السياسية الأصيلة إلى واقع الحياة الإسلامية.

البعد الأول:
اشارة

الحفاظ على المفهوم الأصيل للقيادة السياسية:

في ظل حالة التجميد لأطروحة الإمامة،حاول الأئمة من أهل البيت عليهم السلام الاحتفاظ بهذه الأطروحة في ذهنية الأمة و لو على المستوى النظري،لأن غيابها من ذاكرة الأمة تأكيد لحالة المصادرة و ألغاء للصيغة في داخل منظومة الأفكار و المفاهيم المتحركة في واقع التصورات الإسلامية..

إنّ الاتجاه السياسي البديل الذي مارس دور السلطة في حياة الأمة،كان يحاول عبر مختلف الوسائل الممكنة مسح«مفهوم الإمامة»من وعي الأمة،و تأكيد المفاهيم الأخرى التي تشكّل النقيض المطروح على صعيد المنظور القيادي في حركة الأمة..

و رغم أنّ دور الأئمة عليهم السلام في ترسيخ«مبدأ الإمامة»كانت تواجهه تعقيدات حادة،و مخاطرات صعبة،و ظروف خانقة،و ملابسات شاقة،بفعل الواقع

ص: 447

الفكري و السياسي المضاد،إلاّ أنهم عليهم السلام قد مارسوا دورا كبيرا فاعلا في الحفاظ على هذا المبدأ،باعتباره يعبّر عن الصيغة الأصيلة لمفهوم القيادة السياسية في الإسلام.

و يمكن أن نعطي بعض المفردات التي تمثل شواهد فكرية و تاريخية تعبر عن دور الأئمة عليهم السلام في الحفاظ على المفهوم الأصيل للقيادة السياسية.

1-الغدير..الحدث السياسي البارز:

إنّ قضية الغدير تمثل الوثيقة السياسية الهامة التي تحمل(النص و الدلالة)على تأصيل مبدأ الإمامة و الخلافة في فكر الرسالة و حركة الدعوة و واقع الأمة.

و هذا ما يفسّر حالة الاهتمام الكبير الذي جسّده الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في كل المراحل و الأدوار حول«مسألة الغدير».

و في سياق البرهنة الفكرية و التاريخية على هذه الحقيقة نضع بين أيدينا الشواهد التالية:-

1-أمير المؤمنين عليه السلام و تأكيداته على قضية الغدير:

تدوّن مصادر التاريخ و الحديث مجموعة مواقف لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام حاول من خلالها أن يعيد لذاكرة الأمة«قضية الغدير».

و أبرز تلك المواقف:-

أ-يوم الشورى:

حيث أكد أمير المؤمنين من خلال مناشدته التي أثبتتها عدة مصادر،أنّ مشاركته عليه السلام في الشورى لا تلغي حقه الأصيل في الخلافة المنصوص عليه في يوم الغدير.

جاء في المناشدة هذا المقطع من حديث علي عليه السلام:

«فأنشدكم باللّه،هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

ص: 448

من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه و انصر من نصره ليبلغ الشاهد الغائب غيري؟

قالوا:

«اللهم لا» (1).

ب-في مسجد الرسول صلى اللّه عليه و آله أيام خلافة عثمان:

أوردت بعض المصادر التاريخية أن عليا عليه السلام تحدث يوما في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في خلافة عثمان أمام حشد من الصحابة فيهم:أبو ذر، و المقداد،و ابن عباس،و سعد بن أبي وقاص،و عبد الرحمن بن عوف،و طلحة، و الزبير،و أبي بن كعب،و أبو أيوب الأنصاري،و أبو الهيثم بن التيهان،و جابر بن عبد اللّه،و أنس بن مالك،و زيد بن أرقم..

و جاء في حديث علي عليه السلام:

«فأمر اللّه عز و جل نبيّه صلى اللّه عليه و آله أن يعلمهم ولاة أمرهم،و أن يفسّر لهم من الولاية ما فسّر لهم من صلاتهم،و زكاتهم و حجهم فينصبني للناس بغدير خم...

ثم خطب فقال:

أيّها الناس أتعلمون أنّ اللّه عزّ و جل مولاي و أنا مولى المؤمنين و أنا أولى بهم من أنفسهم؟قالوا:

بلى يا رسول اللّه.قال:

قم يا علي،فقمت فقال:

من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه..» (2).م.

ص: 449


1- ابن حجر:لسان الميزان ج 2 ص /285ط.بيروت. ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /126ط.القاهرة. الذهبي:ميزان الاعتدال ج 1 ص /441ط.حلب.
2- القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص 134 باب /38ط.قم.

ج-في الرحبة:

روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن أبي ليلى قال:

شهدت عليا في الرحبة ينشد الناس:

أنشد اللّه من سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خم:

من كنت مولاه فعلي مولاه،لما قام فشهد(قال عبد الرحمن):

فقام إثنا عشر بدريا كأنّي أنظر إلى أحدهم فقالوا:

نشهد أنّا سمعنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول يوم غدير خم:

ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟فقلنا:

بلى يا رسول اللّه.قال:

فمن كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه» (1).

2-الزهراء بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله تؤكد حديث الغدير:

قالت في بعض احتجاجاتها:

«أنسيتم قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوم غدير خم:

من كنت مولاه فعلي مولاه» (2).

3-الإمام الحسن بن علي عليه السلام يؤكد قضية الغدير:

قال في إحدى خطبه:

«و قد رأوه[يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله]و سمعوه حين أخذ بيد أبي بغدير خم و قال لهم:

من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب» (3).

ص: 450


1- مسند أحمد بن حنبل ج /119/1ط.بيروت.
2- الجزري الشافعي:اسنى المطالب ص /55ط.إيران.
3- الغدير ج 197/1،198،/199ط.طهران.
4-الإمام الحسين عليه السلام يؤكد قضية الغدير:

ذكرت المصادر التاريخية أنّ الحسين بن علي عليه السلام جمع الناس في(منى) و فيهم مائتا رجل من أصحاب النبي صلى اللّه عليه و آله،و عدد كبير من التابعين، و خطبهم إلى أن قال:

«أنشدكم اللّه أتعلمون أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله نصبه[يعني عليا]يوم غدير خم فنادى له بالولاية و قال:

ليبلغ الشاهد الغائب؟قالوا:

اللهم نعم» (1).

5-الإمام الصادق عليه السلام يؤكد مسألة الغدير:

قال عليه السلام و هو يتحدث عن أمير المؤمنين عليه السلام:

«المدعو له بالولاية،المثبت له الإمامة يوم غدير خم،بقول الرسول صلى اللّه عليه و آله عن اللّه عز و جل:

ألست أولى بكم من أنفسكم؟قالوا:

بلى.قال:

فمن كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله،و أعن من أعانه» (2).

من خلال هذه المفردات التي أوردناها كأمثلة يمكن استنتاج توجه واضح عند الأئمة من أهل البيت عليهم السلام يهدف إلى تأكيد(حقيقة الغدير).و تثبيت مضمونه في ذهنية الأجيال المتعاقبة في مواجهة الحالة المتحركة لإلغاء الغدير حدثا،و حديثا، و قضية،و مضمونا..

ص: 451


1- الغدير ج 197/1،198،/199ط.طهران.
2- العوالم ج 3/15 ص 270،/271ط.قم.

و يبدو واضحا من خلال(الصيغة و الممارسة)ذات الطابع الجماعي أنّ الأئمة عليهم السلام يتجهون إلى إثارة المسألة على المستوى الجماهيري العام في أغلب الحالات:

-فالإمام أمير المؤمنين يوظّف«يوم الشورى»الحدث المثير لطرح مسألة الغدير..

-و يستفيد من تجمع حشد كبير من الصحابة الكبار في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لإثارة موضوع الغدير..

-و في الرحبة ضمن حديث جماهيري عام يناشد الصحابة و كبار الشخصيات الإسلامية حول قضية الغدير..

-و نجد الإمام الحسين عليه السلام يحاول من خلال الجو العام في موسم الحج حيث الحضور الكبير للمسلمين،أن يثير هذه المسألة..

و يستمر الأئمة عليهم السلام في إثارة«مسألة الغدير»على كل الأصعدة و المستويات،و بصيغ متعددة،حسب الظروف الموضوعية المتحركة في داخل الساحة الإسلامية..

و ليست هذه الإثارات المتعاقبة،في المراحل التاريخية المتعددة تعبّر عن مفردات متناثرة.بقدر ما تجسّد صيغة متناسقة ذات و حدات منتظمة محسوبة،تعطي للقضية حضورها الدائم في حركة الأمة الفكرية و الاجتماعية و السياسية.

و في ضوء هذه الرؤية يمكن أن نوجز أهم الدلالات التي تعبّر عنها الصيغة التي مارسها الأئمة عليهم السلام في إثارة«مسألة الغدير»:-

آ-الخطة المتكاملة في حركة الأئمة عليهم السلام.

ب-قضية الغدير تشكل مرتكزا أساسيا في فهم الصيغة القيادية الأصيلة في الإسلام.

ج-ضرورة الاحتفاظ بالمفاهيم الإسلامية الأصيلة في ذاكرة الأجيال المتعاقبة، لمواجهة حالات الإلغاء و المصادرة و التحريف..

ص: 452

د-توظيف الصيغ الفاعلة،و الأساليب المنتجة،و الإمكانات القادرة في كل الممارسات الرسالية الهادفة.

2-الإمامة الحقيقة الإسلامية الكبيرة:

و في سياق الحفاظ على المفهوم الأصيل للقيادة الإسلامية مارس الأئمة عليهم السلام دورا كبيرا في ترسيخ مفهوم«الإمامة»في وعي الأمة.

و قد تناول البحث في أحد فصوله المتقدمة،هذا الجانب من خلال الحديث عن دور الأئمة عليهم السلام في إيضاح المعالم التفصيلية لأفكار مدرسة أهل البيت عليهم السلام...

و رغم أنّ منهجية البحث فرضت هذا التكرار بيّد أننا لن نستعيد ما دوّناه سابقا من نصوص،بل نضيف نصا واحدا جديدا صادرا عن الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام(الإمام الثامن من أهل البيت عليهم السلام).

و هذا النص أكّد مجموعة حقائق حول الإمامة منها:

1-إنّ الإمامة تمثل معلما أساسيا من معالم الإسلام،التي بيّنها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله للأمة و أوضحها للناس،إكمالا للدين و إتماما للحجة.

2-تحتل الإمامة موقعا متميزا في البنية الإسلامية،فهي زمام الدين،و نظام المسلمين،و صلاح الدنيا،و عز المؤمنين و بها تمام الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و الجهاد،و توفير الفيء و الصدقات،و إمضاء الحدود و الأحكام،و منع الثغور و الأطراف..إلى آخره.

3-الإمام يجب أن يتوافر على مجموعة خصائص و مؤهلات لا توجد في غيره من الناس،فهو مطهر من الذنوب،مبرأ من العيوب،مخصوص بالعلم،واحد دهره،لا يدانيه أحد،و لا يعادله عالم،و لا يوجد منه بدل..إلى آخره..

ص: 453

4-الإمامة اختيار إلهي،فهيهات هيهات أن تملك العقول البشرية قدرة الاختيار و التعيين،و إذا رامت ذلك فقد ارتقت مرتقا صعبا،تزل فيه الأقدام،و تحار الألباب، و تتيه الأفهام..

مقاطع من حديث الإمام الرضا عليه السلام:

الحديث طويل يستطيع من يريد التوافر على قراءته الرجوع إلى كتاب«أصول الكافي الجزء الأول كتاب الحجة»و نقتصر هنا على تدوين مقاطع من هذا النص،نتبين من خلالها أبرز الأفكار التي تناولها النص:-

1-قال عليه السلام:

«إنّ اللّه عز و جل لم يقبض نبيّه صلى اللّه عليه و آله حتى أكمل له الدين،و أنزل عليه القرآن فيه تبيان كل شيء،بيّن فيه الحلال و الحرام،و الحدود و الأحكام،و جميع ما يحتاج إليه الناس كملا،فقال عز و جل: ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ (1).

و أنزل في حجة الوداع و هي آخر عمره صلى اللّه عليه و آله: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَ رَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً (2).

و أمر الإمامة من تمام الدين،و لم يمض رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله حتى بيّن لأمته معالم دينهم و أوضح لهم سبيلهم،و تركهم على قصد سبيل الحق،و أقام لهم عليّا عليه السلام علما و إماما،ما ترك لهم شيئا تحتاج إليه الأمة إلاّ بيّنه،فمن زعم أنّ اللّه عز و جل لم يكمل دينه فقد رد كتاب اللّه و من رد كتاب اللّه فهو كافر به».

2-قال عليه السلام:

«هل يعرفون قدر الإمامة،و محلها من الأمة،فيجوز فيها اختيارهم؟!

إنّ الإمامة أجلّ قدرا،و أعظم شأنا،و أعلى مكانا،و أمنع جانبا،و أبعد غورا من أن يبلغها الناس بعقولهم أو ينالوها بآرائهم أو يقيموا إماما باختيارهم».

ص: 454


1- سورة الأنعام:الآية 38.
2- سورة المائدة:الآية 3.

3-و قال عليه السلام:

«إنّ الإمامة هي منزلة الأنبياء،و إرث الأوصياء...إنّ الإمامة خلافة اللّه، و خلافة الرسول صلى اللّه عليه و آله،و مقام أمير المؤمنين عليه السلام،و ميراث الحسن و الحسين عليهما السلام.

إنّ الإمامة زين الدين،و نظام المسلمين،و صلاح الدنيا،و عز المؤمنين.

إنّ الإمامة أس الإسلام النامي،و فرعه السامي..بالإمام تمام الصلاة، و الزكاة،و الصيام،و الحج،و الجهاد،و توفير الفيء،و الصدقات،و إمضاء الحدود و الأحكام،و منع الثغور و الأطراف.

الإمام يحل حلال اللّه،و يحرم حرام اللّه،و يقيم حدود اللّه و يذب عن دين اللّه، و يدعو إلى سبيل ربه بالحكمة و الموعظة الحسنة و الحجة البالغة».

4-و قال عليه السلام:

«الإمام أمين اللّه في خلقه،و حجته على عباده،و خليفته في بلاده،الداعي إلى اللّه،و الذاب عن حرم اللّه...

الإمام المطهر من الذنوب،و المبرأ من العيوب،و المخصوص بالعلم،الموسوم بالحلم،نظام الدين،و عز المسلمين،و غيظ المنافقين،و بوار الكافرين..

الإمام واحد دهره،لا يدانيه أحد،و لا يعادله عالم،و لا يوجد منه بدل،و لا له مثيل و لا نظير...».

5-و قال عليه السلام:

«فمن الذي يبلغ معرفة الإمام أو يمكنه اختياره؟!

هيهات هيهات،ضلت العقول،و تاهت الحلوم،و حارت الألباب،و خسئت العيون،و تصاغرت العظماء،و تحيرت الحكماء،و تقاصرت الحلماء،و حصرت الخطباء،و جهلت الألباء،و كلت الشعراء،و عجزت الأدباء..

فأين الاختيار من هذا،و أين العقول عن هذا،و أين يوجد مثل هذا؟!

ص: 455

أتظنون أن ذلك يوجد في غير آل الرسول صلى اللّه عليه و آله،راموا إقامة الإمام بعقول حائرة،بائرة ناقصة،و لقد راموا صعبا...و وقعوا في الحيرة إذ تركوا الإمام عن بصيرة.

رغبوا عن اختيار اللّه،و اختيار الرسول صلى اللّه عليه و آله و أهل بيته إلى اختيارهم،و القرآن يناديهم:

وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ (1) .

و قال عز و جل:

وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ (2) .

فكيف لهم باختيار الإمام؟!

و الإمام عامل لا يجهل،و راع لا ينكل،معدن القدس،و الطهارة،و النسك و الزهادة،و العلم و العبادة،مخصوص بدعوة الرسول صلى اللّه عليه و آله،و نسل المطهرة البتول،لا مغمز فيه نسب،و لا يدانيه ذو حسب،في البيت من قريش،و الذروة من هاشم،و العترة من الرسول صلى اللّه عليه و آله،و الرضا من اللّه عز و جل،شرف الأشراف،و الفرع من عبد مناف،نامي العلم،كامل الحلم،مضطلع بالإمامة،عالم بالسياسة،مفروض الطاعة،قائم بأمر اللّه عز و جل،ناصح لعباد اللّه،حافظ لدين اللّه...».

البعد الثاني:
اشارة

إعادة الصيغة القيادية الأصيلة إلى واقع الحياة الإسلامية:

على هذا المستوى لم يتمكن أئمة أهل البيت عليهم السلام-نتيجة عوامل معروفة في تاريخ المسلمين-من تحريك الصيغة المطروحة إلى مواقع القيادة السياسية داخل الأمة.

ص: 456


1- سورة القصص:الآية 68.
2- سورة الأحزاب:الآية 36.

نستثني المرحلة التي توافرت فيها ظروف التجسيد في أيام الخلافة التي مارس فيها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام دور الزعامة السياسية و أمّا بقية الأئمة عليهم السلام من أهل البيت فلم تتوافر لهم ظروف الممارسة السياسية على مستوى السلطة و الحكم لأسباب تاريخية واضحة.

هل تحرك الأئمة عليهم السلام في اتجاه تسلم السلطة السياسية؟
اشارة

نضع الجواب على هذا التساؤل ضمن النقاط التالية:-

النقطة الأولى:

رؤية الأئمة عليهم السلام لمسألة السلطة السياسية:

تتمثل هذه الرؤية في ثلاثة أسس رئيسية:-

1-القيادة السياسية حق مشروع للأئمة من أهل البيت عليهم السلام،وفق النصوص الإسلامية الثابتة و التي تحمل دلالات صريحة-حسب فهم مدرسة أهل البيت عليهم السلام-على إعطاء صلاحية الإمامة و القيادة الفكرية و الإجتماعية و السياسية للأئمة الإثني عشر من أهل البيت عليهم السلام،و قد تناولنا هذا الجانب في عدة مواقع تقدمت ضمن أبحاث هذا الكتاب.

2-الكيانات السياسية التي تعاقبت في تاريخ المسلمين،لا تمثل من وجهة النظر الإسلامية التي يجسدها أئمة أهل البيت عليهم السلام،الصيغة القيادية الأصيلة، فإنطلاقا من الإيمان بأطروحة الإمامة بكل صلاحياتها و امتداداتها و دلالاتها،تتشكل الرؤية حول أنماط السلطة المتعددة التي تتنافى مع هذه الأطروحة،باعتبارها صيغا بديلة جمّدت الصيغة الأصيلة،و هذا لا يلغي أنّ بعض تلك الصيغ،رغم تنافيها مع الصيغة التي يؤمن بها أئمة أهل البيت عليهم السلام،حاولت أن تتمثل قيم الرسالة في السلطة و الحكم،و إن تخلل ذلك بعض المفارقات الناتجة من غياب القيادة المعصومة.

ص: 457

3-ضرورة العمل لإيجاد الكيان السياسي الإسلامي،و تجسيد الصيغة القيادية الأصيلة المتمثلة في أطروحة الإمامة...هذا الأساس يشكل بعدا هاما في القناعة الإيمانية التي تحملها مدرسة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في مجال التحرك السياسي الهادف.

و إنّ أي فهم يحاول أن يلغي هذا الأساس في دور الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،لا يملك رؤية أصيلة واعية لمسؤوليات الإمامة،و للواقع التاريخي الموضوعي في حركة الأئمة عليهم السلام...

النقطة الثانية:
اشارة

الشروط الأساسية لتحقيق الهدف السّياسي:

يؤمن أئمة أهل البيت عليهم السّلام بضرورة توافر عدة شروط لنجاح الممارسة السّياسية الهادفة إلى إعادة الصيغة القيادية الأصيلة،و ما لم تتوافر هذه الشروط فإن الممارسة السّياسية لن يكتب لها النجاح في تحقيق أهدافها،بل هي محكومة بالفشل و الإجهاض منذ أشواطها الأولى.

و رغم أنّ الأئمة عليهم السّلام يملكون الرؤية المعصومة في تقويم الممارسات و النتائج إلا أنّهم يتعاطون من الناحية الواقعية مع الأسباب و الشروط الموضوعية التي يحددون من خلالها النجاح و الفشل لأيّ ممارسة اجتماعية و سياسية تتحرك لتحقيق الأهداف الرسالية.

و في ضوء هذه الأسباب و الشروط الموضوعية نرى الأئمة من أهل البيت عليهم السّلام يعالجون التساؤلات التي تستثيرها طموحات جامحة غير محسوبة لاستعجال التحرك السّياسي في اتجاه تسلّم السلطة و الحكم...

فالرؤية المعصومة من ناحية،و الفهم الواعي للواقع الموضوعي من ناحية ثانية، و الإدراك البصير للسنن التاريخية الفاعلة في الأحداث من ناحية ثالثة،أمور أعطت لمواقف الأئمة عليهم السلام الأصالة،و الواقعية،و الصوابية.

ص: 458

فما هي الشروط الأساسية التي تمثل العناصر الموضوعية لنجاح الممارسة السياسية الهادفة إلى إعادة الصيغة القيادية الأصيلة؟

يمكن أن نوجز أهم تلك الشروط على النحو التالي:

الشرط الأول:

المستويات العقائدية المؤهلة:

أو ما يسمى في مصطلح التنظيمات المعاصرة«الكوادر المؤهلة»،فالاتجاهات الفكرية و السّياسية لا يمكن أن تحقق أهدافها على مستوى الدولة و الحكم إذا لم تتوافر على عدد كاف من الكوادر التي تحمل أفكارها و قيمها و أهدافها،مهما كان لون هذه الاتجاهات و صبغتها.

قد تفرض بعض الاتجاهات وجودها و سيطرتها بالعنف و الإرهاب،إلاّ أنّ هذا لا يلغي إضطرارها إلى امتلاك الكوادر التي تتبنى أفكارها و أهدافها أو تتعايش معها على أقل التقادير،فهي و إن اعتمدت القوة غير أنّها في حاجة إلى عناصر تحمل ثقافتها في كل المواقع الفكرية و الإعلامية و الاجتماعية و السّياسية.

و من خلال هذا الشرط الموضوعي فإنّ الاتجاه الإسلامي الهادف إلى إعادة الصيغة السياسية الأصيلة إلى واقع الحياة و الأمة،يؤكد ضرورة إعداد نسبة كافية من المستويات الإسلامية المؤهلة عقائديا و فكريا و روحيا و سياسيا،بدرجات عالية من التأهيل،لملء كل الفراغات في بنية النظام السّياسي،و مؤسسات السلطة و الدولة، و إلاّ تعرضت التجربة لمخاطر الابتزاز و التشويه،و النفي،و الإسقاط،و المصادرة.

و إذا فهمنا أنّ السلطة-في المنظور الإسلامي الأصيل-ليست إلا وسيلة لتجسيد حكم اللّه في الأرض،و ترشيد المسيرة الاجتماعية في ظل مفاهيم الرسالة و قيم القرآن، فإنّ وجود الكوادر الإيمانية المؤهلة ضرورة واقعية لأداء المهام و الوظائف و المسؤوليات الرسالية التي تشكّل المبررات الأساسية لوجود السلطة.

ص: 459

الشرط الثاني:

القوة الضاربة المؤهلة عقائديا و روحيا و جهاديا:

من أجل إعادة الصيغة السّياسية الأصيلة و الاحتفاظ ببقائها و استمراريتها و إنجاز أهدافها لا بد من توافر قوة ضاربة قادرة تملك إستعدادات عقائدية و روحية و جهادية تؤهلها لأداء مهماتها الرسالية الكبيرة.

إنّ عملية التصدي للواقع السّياسي المرفوض،تعتمد فيما تعتمد و بالدرجة الأولى على إمتلاك القوة القادرة على التغيير،و هو ما يعبر عنه الأئمة عليهم السلام في أغلب جواباتهم بالأنصار أو الشيعة...

و يمكن أن نلمس هذا واضحا في الحوار التالي بين الإمام الصادق عليه السلام و أحد أصحابه و هو سدير الصيرفي:

-قال سدير للإمام الصادق:

و اللّه ما يسعك القعود...

-قال الإمام الصادق:

و لم يا سدير؟

-سدير:لكثرة مواليك و شيعتك و أنصارك.

-الإمام:و كم عسى أن يكونوا؟

-سدير:مائة ألف..

-الإمام:و مائة ألف؟!

-سدير:نعم و مائتي ألف؟..

-الإمام:مائتي ألف؟!

-سدير نعم و نصف الدنيا..

قال سدير فسكت عني،و ذهبا معا إلى ينبع فقال له الإمام عليه السّلام و هو ينظر إلى قطيع من الجداء:

ص: 460

«و اللّه يا سدير لو كان لي شيعة بعدد هذا الجداء ما وسعني القعود»قال سدير:

فعددتها فإذا هي سبعة عشر (1).

إنّ القوة الضاربة تمثل شرطا أساسيا تحتاجه الحركة التغييرية في مرحلة التصدي لإسقاط الكيان السّياسي المرفوض،أو في مرحلة الانتصار لحماية التجربة السياسية الأصيلة في مواجهة قوى التحرك المضاد،و الحفاظ على ديمومة الصيغة الجديدة.

الشرط الثالث:

الكتلة المؤمنة المتماسكة:

إذا كانت الحركة السياسية التغييرية تشترط التوافر على«المستويات الفكرية المؤهلة»لملء كل الفراغات في بنية النظام السّياسي،و مؤسسات السلطة و الدولة،و إذا كانت هذه الحركة،تعتمد فيما تعتمد على«القوة الضاربة»لإلغاء الكيانات السّياسية القائمة،و حماية المسيرة الأصيلة..فإنّها تشترط و تعتمد كذلك على وجود«كتلة مؤمنة متماسكة»تمثل ما يسمى ب«القاعدة»التي تلتف حول التجربة،و تصون أهدافها، و تجسّد طروحاتها،و تصلّب مواقعها،و تنمّي إمتداداتها و تعمّق جذورها،و تشكّل أرضيتها الصلبة،و تربتها الصالحة.

و إذا كانت«الكوادر الفكرية»و«القوة الضاربة»تشكلان مساحات محدودة، فإنّ«الكتلة-القاعدة»يجب أن تملك إمتدادا أكثر اتساعا،و أكبر مساحة،و لا نعني بذلك الإمتداد على مستوى الأمة،فذلك ما تهدف إليه الحركة التغييرية من خلال ممارسات فاعلة و أشواط طويلة،و جهود مضنية،و فعاليات مكثفة،و إنّما نعني وجود أرضية توفر للصيغة الجديدة أجواء فاعلة،تعبّر من خلالها عن معطياتها التغييرية في المراحل الأولى من حركتها و انتصارها،و تعمق جذورها،و تشكّل أرضيتها الصلبة، و تربتها الصالحة.

ص: 461


1- الجداء:الناقة التي انقطع لبنها،عن لسان العرب لابن منظور ج 3 ص /110ط.قم. أصول الكافي ج 242/2 باب قلة عدد المؤمنين حديث /4ط.طهران.
الشرط الرابع:

الظروف الموضوعية الملائمة:

و يختزن هذا الشرط مجموعة مفردات منها:

-الحالة الانحرافية التي يجسّدها النظام السّياسي القائم،و مدى وضوح هذه الحالة في ذهنية الأمة«الجمهور الإسلامي الكبير».

-الوعي السّياسي العام في داخل الأمة،بما يحمله من رؤى حول الواقع السياسي المتسلط،و ما تفرضه المسؤولية الإسلامية من وجوب تغيير هذا الواقع الفاسد..

-درجة الرفض المتفاعلة في نفسية نسبة مقبولة من جماهير الأمة،بنحو تشكل حالة منفتحة على الصيغة الجديدة مع بدايات التحرك و الانطلاق.

-مدى تفاعل الأمة قبولا أو رفضا مع أهداف الحركة التغييرية الجديدة،و مع رموزها و قيادتها المتصدية.

و لا شك أنّ توافر هذه الظروف الموضوعية يصنع أجواء صالحة لنجاح الحركة التغييرية،و تحقيق الأهداف السّياسية.

و إنّ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام بما يملكون من رؤية معصومة،و نظرة قيادية بصيرة،كانوا هم الأقدر على استيعاب تلك الظروف،و تقويم معطياتها.

ثم إنّ الأئمة عليهم السلام قبل كل شيء ينطلقون من مصلحة الرسالة لاختيار الأسلوب الأصلح،و الشكل الأمثل للحركة و العمل،كذلك تحديد المرحلة الأنسب للحركة و الانطلاق.

و قد عبّر الأئمة عليهم السّلام عن هذا المنحى في الحركة و العمل من خلال الجوابات التي كانوا يواجهون بها حالات الاستنهاض السّياسي العسكري ذات الطابع العفوي الساذج أو المشبوه أحيانا و نجد في المثالين التاليين ما يلقي ضوءا على ذلك:

ص: 462

المثال الأول:

ذكر الشهرستاني في كتاب الملل و النحل:

أنّ أبا مسلم الخراساني كتب إلى الإمام الصادق عليه السّلام كتابا جاء فيه:

«إني أظهرت الكلمة و دعوت الناس عن موالاة بني أمية إلى موالاة أهل البيت فإن رغبت فلا مزيد عليك».

فأجابه الإمام الصادق عليه السلام بكتاب قال فيه:

«ما أنت من رجالي و لا الزمان زماني» (1).

المثال الثاني:

ذكر المسعود في مروج الذهب:

أنّ أبا سلمة الخلال بعث رسولا إلى الإمام الصادق عليه السلام،و معه كتاب يذكر فيه استعداده للدعوة و التخلي عن بني العباس.

فكان جواب الإمام الصادق عليه السّلام:

«ما أنا و أبو سلمة،و أبو سلمة شيعة لغيري».

قال رسول أبي سلمة:

إني رسول فتقرأ الكتاب و تجيبه.

فدعا أبو عبد اللّه عليه السلام بسراج،ثم أخذ كتاب أبي سلمة فوضعه على السراج حتى احترق،و قال للرسول:

«عرّف صاحبك بما رأيت» (2).ت.

ص: 463


1- الشهرستاني:الملل و النحل ج 1 ص /137ط.قم.
2- المسعودي:مروج الذهب ج 3 ص /280ط.بيروت.
النقطة الثالثة:
اشارة

الصيغة و الأسلوب:

على ضوء تلكم الشروط فقد اتجه الأئمة من أهل البيت عليهم السلام بعد ثورة الإمام الحسين عليه السلام إلى تبني صيغة للعمل تحمل الأهداف التالية:

الهدف الأول:

بناء الكتلة الخاصة المنتمية إلى مدرسة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام:

فالأئمة عليهم السلام في حركتهم التاريخية مروا بثلاث مراحل:

1-مرحلة تفادي صدمة الانحراف في داخل الأمة..

2-مرحلة بناء الكتلة الخاصة التي تجسد مفاهيم مدرسة أهل البيت عليهم السلام و التي هي التعبير الأصيل عن مفاهيم الرسالة..

3-مرحلة التهيؤ لتسلم زمام السلطة السياسية..

ففي المرحلة الثانية و التي بدأت مؤشراتها منذ زمن الإمام علي بن الحسين زين العابدين-الإمام الرابع من أئمة أهل البيت عليهم السلام-واجه قادة أهل البيت عليهم السلام المهمة الجديدة،مهمة بناء الجماعة الصالحة من مجموع هذه الأمة،التي حصنت بالحد الأدنى من التحصين في المرحلة الأولى،و لا بد من انتخاب مجموعة من هذه الأمة،فيحصنون بأعلى درجة من التحصين،و يوّعون بأعلى درجة ممكنة من التوعية،حتى تكون هذه الجماعة هي الرائد و القائد و الحامي للوعي الإسلامي الأصيل (1).

و قد مارس الأئمة من أهل البيت عليهم السلام مستويات عالية من الترشيدات الفكرية و الروحية و الفقهية و الاجتماعية و السياسية لهذه الجماعة لإعدادها لتحمل مهماتها الرسالية الكبيرة بما يتوافق مع الأهداف المرحلية في الحركة التاريخية للأئمة

ص: 464


1- الشهيد الصدر:أهل البيت تنوع أدوار و وحدة هدف ص /116ط.بيروت.

عليهم السلام...و مر الحديث بشكل أكثر تفصيلا في أحد الفصول المتقدمة،عندما تناول البحث أهداف المرحلة الثالثة من مراحل التشيع.

الهدف الثاني:

ملء الفراغات الفكرية و التشريعية في حركة الأمة:

هذه الفراغات التي أنتجتها تحولات و إنعطافات خطيرة في تاريخ المسلمين، خلقت إرباكا واضحا في المفاهيم و الأفكار و القيم و الأحكام.

فبعد أن حرمت الأمة من التجربة الصحيحة الكاملة للحياة الإسلامية،حيث انحسرت الصيغة القيادية و السياسية الأصيلة،فلا بد من وجود عملية ترشيدية لحركة الأمة في المجالات الروحية و الفكرية و الاجتماعية و السياسية و في كل المجالات العملية..

و مارس الأئمة من أهل البيت عليهم السلام هذا الدور،في ظل أجواء مشحونة بكثير من التعقيدات و المضايقات الصعبة،من قبل أجهزة الحكم المتسلطة التي كانت ترى في أيّ ممارسة للأئمة من أهل البيت عليهم السلام،مهما كان لونها،تشكل حالة ممن حالات التصدي و المواجهة،الأمر الذي جعل تلك الأجهزة تعيش القلق و الريبة تجاه الممارسات الترشيدية عند الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

و رغم التعقيدات الصعبة فإن قادة أهل البيت عليهم السلام،قاموا بأدوار كبيرة فاعلة على كل المستويات من أجل تعميق الرسالة فكريا و سياسيا في حركة الأمة، و واقع المسيرة،و الحفاظ على الخط التشريعي الأصيل.

الهدف الثالث:

التصدي لكل المؤثرات الإنحرافية و التحريفية التي تشكّل خطرا على الرسالة:

إنّ مسؤولية الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في الحفاظ على الحالة الإسلامية الأصيلة،كانت تفرض الرصد الدائم لكل المؤثرات المتحركة في داخل الأمة بما تحمله من مردودات إيجابية و سلبية على واقع المسيرة الرسالية..

ص: 465

إنّ التغيرات الطارئة في الصيغة الإسلامية بما أفرزته من حالات إنحرافية و تحريفية،كانت تشكل همّا كبيرا عند الأئمة عليهم السلام باعتبارهم القيّمين على مسار الرسالة و حركة الدعوة،فكانت مواقعهم القيادية و مسؤولياتهم الرسالية تفرض عليهم التحرك الجاد لمواجهة كل المؤثرات الإنحرافية و التحريفية التي تشكل خطرا على الرسالة..

و قد تناول البحث في أحد فصوله المتقدمة دور الأئمة عليهم السلام في مواجهة «التيارات الفكرية»ذات الصبغة الإنحرافية و التحريفية،فمن خلال قراءة ما أوردناه في ذلك الفصل يمكن التعرف على بعض الشواهد التي تؤكد هذا الدور الكبير في حياة الأئمة من أهل البيت عليهم السّلام.

الهدف الرابع:

الإعداد الفكري و السّياسي للحركة الثورية:

إنّ الحركة الثورية الهادفة إلى إعادة الصيغة القيادية الاصيلة تعتمد مجموعة إعدادات فكرية و نفسية و سياسية تمكّنها من النجاح في أداء مهماتها التغييرية الكبيرة..

و أهم الإعدادات اللازمة للحركة الثورية الإسلامية هي:

1-صياغة الحس الجهادي الثوري..

2-تأصيل الروح الإستشهادية..

3-البناء الإيماني و الروحي و الثقافي..

4-التوعية السّياسية الهادفة..

ص: 466

ما هو دور الأئمة عليهم السلام في هذا الإعداد؟
البعد الأول:
اشارة

الصياغة الجهادية و تأصيل الروح الإستشهادية:

هذان العنصران أمكن التوافر عليهما من خلال«الثورة الحسينية»في كربلاء، حيث أعادت إلى المسيرة مستواها الثوري،و أرجعت إلى الأمة منطلقاتها الجهادية، و احتفظت لحركة الدعوة بحرارتها الرسالية.

إلاّ أنّ هذا المستوى الثوري الجهادي و الرسالي الذي بعثته الثورة الحسينية في أجواء المسيرة،يحتاج إلى صياغة عملية توظّفه و تدفعه إلى مواقع الفعل و الحركة.

فالمخزون الثوري الجهادي الذي فجرته ثورة الإمام الحسين لا يمكن أن يتحول إلى ممارسة فاعلة هادفة في حركة الأمة إلاّ إذا توفر له عاملان:

العامل الأول:

تأصيل هذا المخزون الثوري الجهادي في العمق الوجداني للأمة،لينتج حالة ثورية جهادية متحركة.

العامل الثاني:

ترشيد الحالة الثورية الجهادية للحفاظ على منطلقاتها و مساراتها و أهدافها الأصيلة.

و على ضوء هذين العاملين يمكن أن نفهم جانبا من مهمة قادة أهل البيت عليهم السّلام في المرحلة التي أعقبت ثورة الإمام الحسين عليه السّلام،حيث مارسوا دورين واضحين:

أ-دور التأصيل و التجذير للحالة الثورية الجهادية..

ب-دور الترشيد و التوظيف..

ص: 467

و كان الأئمة عليهم السلام من خلال أدوارهم التأصيلية و الترشيدية للحالة الثورية الجهادية يرون أنّ مرحلة الفعل الثوري،و الحركة التغييرية لم تنضج بعد،و إنّ التبكير في الممارسة الثورية إجهاض لطموحاتها و أهدافها...

ترسيخ الثورة الحسينية في وعي الأمة و في وجدانها:

و قد بذل الأئمة عليهم السّلام جهودا كبيرة في ربط الأمة فكريا و عاطفيا بالثورة الحسينية و بأهدافها و منطلقاتها،و من خلال هذا الترسيخ للثورة و أهدافها في وعي الأمة و في وجدانها كان الأئمة عليهم السّلام يهدفون إلى تأصيل الحالة الثورية الجهادية و الروح الإستشهادية في حركة الأمة،كما يهدفون إلى ترشيد هذه الحالة بشدها و ربطها بالأهداف و المنطلقات الواضحة لثورة الإمام الحسين عليه السّلام.

و قد اعتمد الأئمة عليهم السلام في ذلك مجموعة وسائل:

الوسيلة الأولى:

زيارة الإمام الحسين عليه السّلام:

فمن خلال التأكيدات الكثيرة الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في إستحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام ترسخت الحالة التفاعلية مع الثورة الحسينية،ضمن صيغة واعية هادفة استطاعت أن تصنع حضورا فاعلا لأهداف الثورة في عمق الواقع الفكري و النفسي للأمة المؤمنة بخط الثورة و أهدافها...

و قد أنتج هذا الحضور الفاعل لأهداف الثورة،إنطلاقة ثورية جهادية في داخل المنظومة الفكرية و العاطفية التي تعيشها جماهير الخط الولائي المتعاطي مع مدرسة الأئمة من أهل البيت عليهم السّلام...

إن الزيارة حالة حركية هادفة في صيغتها العملية الفاعلة،و هي مضامين ترشيدية بنائية في محتوياتها و أفكارها و معانيها المختزنة في ألفاظها و مفرداتها.

ص: 468

و ليس الحديث بصدد النظرة التقويمية«لدور الزيارة»في الحركة الترشيدية العامة التي مارسها الأئمة عليهم السلام لإعادة المضمون الرسالي الأصيل،و إنما أردنا أن نتبين «دور الزيارة»في تأكيد الحالة الانتمائية للثورة الحسينية،بما تؤصله هذه الحالة من تجذير للحس الجهادي الثوري،و تعميق للروح التضحوية الاستشهادية.

من أقوال الأئمة عليهم السلام في استحباب الزيارة:

أ-قول الإمام الباقر عليه السلام:

«مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين عليه السلام،فإنّ إتيانه مفترض على كل مؤمن يقر للحسين عليه السلام بالإمامة من اللّه عز و جل» (1).

ب-و قول الإمام الصادق عليه السلام:

«من سرّه أن يكون على موائد النور يوم القيامة فليكن من زوار الحسين بن علي عليه السلام» (2).

ج-و قول الإمام الكاظم عليه السلام:

«أدنى ما يثاب به زائر الحسين عليه السلام بشط الفرات إذا عرف بحقه و حرمته و ولايته أن يغفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر» (3).

الوسيلة الثانية:

رثاء الإمام الحسين عليه السلام:

و من أجل إبقاء قضية الحسين حيّة في وجدان الأمة و في مشاعرها،حثّ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام شيعتهم على إنشاد الشعر في رثاء الإمام الحسين عليه السلام.

ص: 469


1- ابن قولويه:كامل الزيارات باب 43 ص /121ط.النجف.
2- المصدر نفسه.
3- المصدر نفسه باب 54 ص 138.

و قد ساهم هذا اللون من التعاطي مع«مأساة الحسين»في تأجيج حالة التعاطف مع ثورة الحسين عليه السلام من خلال الإثارة الدائمة لصور المذبحة الفجيعة التي شهدتها ظهيرة عاشوراء في السنة الحادية و الستين من الهجرة.

و هكذا أبقى«الأسلوب الرثائي»الذي انتشر في الأدبيات الشيعية،درجة الحرارة في التفاعل مع ثورة كربلاء في أعلى مستوياتها عبر المراحل التاريخية المتعاقبة، و لذلك لم نجد فتورا عاطفيا في داخل الوجدان الشيعي في التعامل مع القضية الحسينية في أي عصر من أعصر التاريخ،حتى في أقسى الظروف و أشدها وطأة على الحالة الشيعية...

إنّ الرثاء الذي طبعت به«أدبيات الطف»لم يكن أسلوبا سلبيا يتجمد عند «الإثارات الانفعالية»فحسب،بل كان«صيغة إيجابية فاعلة»استطاعت أن تحرك مشاعر الجماهير المؤمنة في اتجاه الرفض لأنظمة الحكم الجائرة في تاريخ الأمة،و أن تنمّي حالات التحدي و قيم الاستشهاد في داخل المسيرة الشعبية الجماهيرية الملتحمة مع أهداف الثورة الحسينية.

و هذا لا يلغي وجود حالات من التعاطي اللاواعي مع البعد المأساوي في قضية كربلاء مما ساهم في خلق مجموعة مفاهيم سلبية كرّست قيم الانهزام و الانقهار و التراجع و الهروب،و صاغت بعض المعطيات الساذجة في حركة الإنسان الشيعي،إلاّ أن الحركية و الفاعلية و الهادفية التي تختزنها قيم الثورة الحسينية لم تعط لتلك المفاهيم السلبية قدرة كبيرة على احتواء الحالة الشيعية،و لذلك ظلت الصبغة العامة لهذه الحالة تتسم بالطابع الثوري الجهادي الاستشهادي.

و هكذا مارس الرثاء كأسلوب من أساليب التحريك العاطفي دوره في تصعيد الحالة الثورية و ترسيخ الروح الجهادية في داخل الوجدان الشعبي للأمة..

و قد أكد الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على هذا اللون من ألوان التواصل مع الثورة الحسينية من خلال الأحاديث الكثيرة التي حثت على رثاء الإمام الحسين عليه

ص: 470

السلام،و يمكن أن نتبين ذلك على ضوء قراءة النص التالي الصادر عن الإمام الصادق عليه السلام...

جاء في كامل الزيارات أن الإمام الصادق عليه السلام قال لأبي هارون المكفوف:

يا أبا هارون أنشدني في الحسين عليه السلام.قال:

فأنشدته فبكى...،فقال عليه السلام:

أنشدني كما تنشدون،يعني بالرقة.قال:

فأنشدته:

أمرر على جدث الحسين و قل لأعظمه الزكية

قال:

فبكى ثم قال:

زدني.قال:

فأنشدته القصيدة الأخرى.قال:

فبكى و سمعت البكاء من خلف الستر.

قال:

فلما فرغت قال لي:

«يا أبا هارون من أنشد في الحسين عليه السلام شعرا فبكى و أبكى عشرة كتبت له الجنة،و من أنشد في الحسين شعرا فبكى و أبكى خمسة كتبت له الجنة،و من أنشد في الحسين شعرا فبكى و أبكى واحدا كتبت له الجنة» (1).ف.

ص: 471


1- ابن قولوية:كامل الزيارات باب 33 ص /104ط.النجف.
الوسيلة الثالثة:

إحياء الذكرى الحسينية:

إنّ قضية كربلاء بما تحمله من مضامين و قيم و أحداث مأساوية أليمة كانت تعيش في ذاكرة التاريخ رغم المحاولات الجادة من قبل أنظمة الحكم المتسلطة لمسح هذه القضية من الذاكرة التاريخية للأمة..

و قد مارست تلك الأنظمة أساليب متعددة لتجميد حالة التعاطي مع قضية كربلاء و لعل من أبرز تلك الأساليب:-

أ-تنشيط الحركة الإعلامية المضادة لتعتيم الرؤية،و تشويش التصورات،و إثارة الإشكالات،و التشكيك في المنطلقات،و مصادرة الأهداف.

ب-الممارسات الإرهابية القمعية الدموية التي تصدت لكل حالات التفاعل و التواصل مع ثورة الإمام الحسين عليه السلام و التعاطي مع أهدافها و مفاهيمها و قيمها..

و في مواجهة أساليب التجميد و المصادرة و التطويق مارس الأئمة من أهل البيت عليهم السلام صيغا متعددة لتحريك الحالة التفاعلية مع قضية الحسين عليه السلام في كل منطلقاتها و مضامينها الفكرية و الروحية و الاجتماعية و السياسية.

و في سياق تلك الصيغ تنتظم المسائل التالية:

-الزيارة.

-الرثاء.

-إحياء ذكرى الحسين..

-البكاء...

و قد مارس الأئمة عليهم السلام من خلال هذه الوسائل دورا فاعلا في تجذير حالة الإنشداد إلى قضية الحسين عليه السلام،و تأصيل عملية التفاعل مع ثورة كربلاء، و التعاطي مع أهدافها.

ص: 472

و ضمن هذا الإتجاه الهادف إلى التجذير و التأصيل تتحرك مسألة التأكيد على إحياء الذكرى الحسينية،كما عبرت عن ذلك مجموعة من النصوص الصادرة عن أهل البيت عليهم السلام.

فقد روي عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال للفضيل:

يا فضيل تجلسون و تتحدثون؟قال:

نعم سيدي...قال:

يا فضيل هذه المجالس أحبها،أحيوا أمرنا رحم اللّه امرءا أحيا أمرنا (1).

الوسيلة الرابعة:

البكاء على الإمام الحسين عليه السلام:

إنّ ظاهرة البكاء على الحسين عليه السلام التي برزت في الواقع الشيعي منذ مرحلة تاريخية مبكرة بعد واقعة كربلاء لا تعبّر عن حالة انفعالية ساذجة،و تعاط سلبي بليد،و إنّما هي صيغة واعية تتحرك من خلالها عدة معطيات إيجابية هادفة:

أ-الانصهار و الذوبان في جو الذكرى بما يحمله من أحداث مأساوية أليمة،مما يخلق حالة من التلاحم العاطفي و النفسي و الروحي مع قضية الإمام الحسين عليه السلام...

ب-الانفتاح الذهني و الفكري على معطيات الذكرى من خلال الاستعدادات النفسية و العاطفية و الروحية التي تهيء الجو الملائم للتعاطي مع الأفكار و المفاهيم و القيم.

ج-العاطفة تمنح الفكرة الحرارة و الحيوية و الفاعلية و الحركية،و حينما تخبو الوقدة العاطفية في داخل الفكرة تصاب بحالة من الركود و الخمود و الجمود و تفقد قدرتها على الحركة و الفعل.

ص: 473


1- بحر العلوم:واقعة الطف ص /52ط.بيروت.

د-إنّ البكاء بما يحمله من تعبير عن حالة التأثر و الانفعال بأحداث المأساة، يختزن في داخله مشاعر الرفض و التحدي و الغضب تجاه القوى الظالمة التي صنعت مجزرة كربلاء،و من التصعيد الدائم لمشاعر الرفض و التحدي و الغضب تنمو الحالة الجهادية الثورية،و تتأصل الروح الاستشهادية و التضحوية،و بهذا يساهم«الأسلوب البكائي»في تحريك المخزونات الثورية في داخل النفس و الوجدان،و يشد الحالة الانتمائية إلى منطلقاتها الجهادية،و أهدافها الرسالية.

و من هنا يمكن أن نفهم جانبا من دلالة النصوص الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام و التي أكّدت مسألة البكاء على الإمام الحسين عليه السلام.

فقد جاء عن الإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال:

«أيّما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام دمعة حتى تسيل على خده بوّأه اللّه بها في الجنة غرفا يسكنها أحقابا» (1).

و جاء عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

«إنّ البكاء و الجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء و الجزع على الحسين بن علي عليه السلام فإنه فيه مأجور» (2).

و جاء عن الإمام الرضا عليه السلام:

«من تذكر مصيبتنا و بكى لما ارتكب منا كان معنا في درجتنا يوم القيامة،و من ذكر مصابنا و أبكى لم تبك عينه يوم تبكي العيون،و من جلس مجلسا يحيى فيه أمرنا لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» (3).ف.

ص: 474


1- ابن قولوية:كامل الزيارات باب 32 ص /100ط.النجف.
2- المصدر نفسه.
3- الصدوق:عيون أخبار الإمام الرضا ج 1 ص 229 ح /48ط.النجف.
البعد الثاني:

-البناء الإيماني و الروحي و الثقافي:

إنّ الحركة الثورية التغييرية الطموحة إلى صياغة الواقع السياسي و الاجتماعي على أساس من مفاهيم الإسلام،تحتاج إلى درجات عالية جدا من:-

1-العقائد الإسلامية.

2-و الروحية الإسلامية.

3-و البصيرة الإسلامية.

فهذه العناصر الثلاثة تشكل مرتكزات أساسية في الممارسة الثورية الإسلامية الهادفة إلى تغيير الواقع السياسي و الاجتماعي الفاسد و استبداله بواقع إسلامي نظيف.

و كلّما ترسخت هذه العناصر في داخل الفعل الثوري التغييري فإنه يتوافر على العناصر التالية:-

1-الأصالة.

2-الفاعلية.

3-الحركية.

4-الهادفية.

و قد تجلى دور الأئمة من أهل البيت عليهم السلام واضحا في صياغة المحتويات العقائدية و الروحية و الثقافية الفاعلة في داخل الأمة،و رغم المعوقات الصعبة التي واجهت فعاليات الأئمة عليهم السلام في مجالات الإعداد الإيماني و الروحي و الفكري،فإن الإنجازات التي حققوها تشكّل إنجازات كبيرة و متقدمة في طريق التهيئة للمارسة الثورية للواقع السياسي المنحرف..

إنّ المساهمات الجادة التي حققها أئمة أهل البيت عليهم السلام في هذا الاتجاه لم تصل إلى أشواطها الأخيرة لإنجاز المشروع الثوري الإسلامي بفعل عوامل معقّدة و صعبة كانت تحكم الواقع الفكري و السياسي في حياة الأمة.

ص: 475

و هذا لا يعني أن الأئمة عليهم السلام قد فشلوا في ممارساتهم الهادفة إلى إنجاز هذا المشروع،لأن الأئمة عليهم السلام لا يهدفون من خلال مشروعهم الثوري إحداث تغييرات فوقية طافحة،و تلميعات شكلية باهتة،و إنّما يهدفون الإمتداد إلى الأعماق المتجذرة في داخل الحالة الفكرية و الأخلاقية و الاجتماعية و السياسية،و من هنا يتميز المشروع الإسلامي الأصيل عن بقية المشروعات الترقيعية الأخرى.

البعد الثالث:
اشارة

-التوعية السياسية الهادفة:

و نجد في حياة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام أمثلة كثيرة تعبر عن هذا اللون من الممارسة نشير إلى ثلاثة منها:

1-تأكيد حالة الانتماء السياسي.

2-التثقيف السياسي.

3-تحديد الموقف السياسي من الكيانات المنحرفة.

المثال الأول:

تأكيد حالة الانتماء السياسي:

أكّد الأئمة عليهم السلام من خلال تصريحاتهم و مواقفهم مبدأ الانتماء السياسي و الفكري إلى القيادة الشرعية التي يمثلها الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،و يمكن أن نتبين ذلك من خلال الفعاليات التالية:

1-كان الأئمة من أهل البيت عليهم السلام يطرحون أنفسهم في الساحة بصفتهم القيادة الشرعية للأمة،و تاريخهم عليهم السلام حافل بشواهد كثيرة تؤكد ذلك،و لعل المواقف المتشنجة التي مارستها الأنظمة المتسلطة تجاه الأئمة عليهم السلام

ص: 476

في كل المراحل تعبّر عن هذا الوعي و الإحساس لدى السلطات الحاكمة في فهم مواقع الأئمة عليهم السلام في حياة الأمة.

2-الصياغة العملية للحالة الانتمائية بما أصلّته و جذرتّه هذه الصياغة من تكريس و ترسيخ للمضمون القيادي الذي جسّده الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،مما خلق واقعا عمليا محدودا يعيش الانتماء السياسي و الفكري لخط أهل البيت عليهم السلام.

3-الأسلوب التنظيمي الدقيق الذي مارسه الأئمة عليهم السلام في الإشراف على الحالة الانتمائية التي أوجدوها في داخل الساحة،و من معالم هذا الأسلوب التنظيمي:

آ-السرية في العمل«مبدأ التقية».

ب-نظام الوكلاء الذي اعتمده الأئمة في إدارة شؤون الحالة الانتمائية..

ج-تصنيف الفعاليات و الاختصاصات:-

1-فعاليات الفقه و الحديث و من أبرز عناصرها:

زرارة بن أعين،و أبان بن تغلب،و بريد العجلي،و جميل بن درّاج،و أبو بصير الأسدي،و يونس بن عبد الرحمن.

2-فعاليات الكلام و المناظرة و من أبرز عناصرها:

مؤمن الطاق،و هشام بن الحكم،و هشام بن سالم،و حمران بن أعين..

3-فعاليات سياسية كعلي بن يقطين الذي أبقاه الأئمة عليهم السلام في داخل جهاز السلطة ليمارس دوره في خدمة الحالة الانتمائية.

المثال الثاني:

التثقيف السياسي:

مارس الأئمة من أهل البيت عليهم السلام تثقيفا سياسيا على مستويين:

المستوى الأول:التثقيف السياسي العام الذي حرّكه الأئمة عليهم السلام في الدائرة الإسلامية الواسعة من أجل ترشيد المسار السياسي العام في حياة الأمة..

ص: 477

المستوى الثاني:

التثقيف السياسي الخاص الذي مارسه الأئمة عليهم السلام في داخل الدائرة الانتمائية الخاصة،و يتميز هذا المستوى بالخصوصية،و التركيز،و الوضوح.

و في حياة الأئمة عليهم السلام شواهد كثيرة تعبر عن دورهم الكبير في تصعيد الوعي السياسي على كلا المستويين..

و من تلك الشواهد:

(آ)دور الإمام زين العابدين عليه السلام في إيقاظ حالة الحس السياسي في داخل الأمة،و ذلك من خلال إلهاب حالة الشعور بالإثم في نفسية الأمة بعد مأساة كربلاء،و قد ساهم هذا التأجيج في خلق الرفض السياسي،و الموقف الثوري.

إنّ خطب الإمام زين العابدين عليه السلام و خطب الحوراء زينب عليها السلام في الكوفة و الشام تمثل لونا بارزا من ألوان التثقيف السياسي بما تضمنته من:

1-تعريف بالثورة الحسينية و الدفاع عن هويتها و أهدافها..

2-تعرية لمواقف السلطة و التصدي لإعلامها المضاد..

3-تأجيج لحالة الشعور بالإثم في وجدان الأمة..

4-تحريك الحس الثوري من خلال استثارة مشاعر الغضب و الرفض و الانتقام.

5-تعميق التلاحم و التفاعل مع قضية الإمام الحسين عليه السلام و التعاطي مع أفكارها و قيمها و معطياتها.

و يمكن أن نضع«أسلوب البكاء»الذي مارسه الإمام زين العابدين بشكل مثير و ملفت،ضمن الصيغ السياسية التي حرّكها أئمة أهل البيت عليهم السلام لتواجه أنظمة الحكم المنحرفة،فالبكاء على الحسين عليه السلام ليس حالة سلبية تكرّس روح الخنوع و الاستسلام،و إنّما هو ممارسة إيجابية واعية تؤصّل مفاهيم الثورة و تجذّر مواقف الرفض.

ص: 478

(ب)-مارس الأئمة من أهل البيت عليهم السلام أسلوب«الترشيد السياسي» لحركة الحالة الانتمائية من خلال الوصايا و التوجيهات التي يصدرونها إلى شيعتهم و أتباعهم...

و من أبرز الأمثلة على هذه الممارسة الترشيدية على المستوى السياسي و الاجتماعي،تأكيد«مبدأ التقية»لحماية الحالة الانتمائية و إعطائها قدرة الحركة و الامتداد بعيدا عن أجواء الملاحقة و المتابعة و المصادرة...

جاء في وصية الإمام الصادق عليه السلام لمحمد بن النعمان الأحول:

«المذيع علينا سرنا كالشاهر بسيفه علينا،رحم اللّه عبدا سمع بمكنون علمنا فدفنه تحت قدميه...

يا ابن النعمان:إني لأحدث الرجل منكم بحديث،فيتحدث به عني،فاستحل بذلك لعنته و البراءة منه،فإن أبي كان يقول:

و أيّ شيء أقر للعين من التقية،إنّ التقية جنة المؤمن،و لو لا التقية ما عبد اللّه...

يا ابن النعمان:إنّ المذيع ليس كقاتلنا بسيفه بل هو أعظم وزرا،بل هو أعظم وزرا،بل هو أعظم وزرا..

يابن النعمان:...فلا تعجلوا فو اللّه لقد قرب هذا الأمر ثلاث مرات فأذعتموه فأخره اللّه،و اللّه ما لكم سر إلاّ و عدوكم أعلم به منكم...

يا ابن النعمان:لا يكون العبد مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث سنن:سنة من اللّه، و سنة من رسوله،و سنة من الإمام،فأمّا السنة من اللّه عز و جل أن يكون كتوما للأسرار» (1).

هذا النص يعالج مسألة سياسية خطيرة،و يطرح مفهوما ناضجا من مفاهيم العمل التنظيمي و هو«مبدأ السرية»حيث أن الممارسة التغييرية في مرحلة من مراحل حركتها تحتاج إلى هذا اللون من الأسلوب لتحمي وجودها،و توفر لنفسها أجواء9.

ص: 479


1- تحف العقول ص 227-229.

ملائمة للعمل،ريثما تكتمل الظروف الموضوعية التي تسمح لها بالكشف عن هويتها و عن أهدافها.

(ج)كان الأئمة من أهل البيت عليهم السلام لا يتركون فرصة سانحة تمردون أن يعبّروا فيها عن رؤيتهم السياسية حول السلطة و القيادة.

و نطرح شاهدا تاريخيا من حياة الإمام الكاظم عليه السلام(الإمام السابع من أئمة أهل البيت عليهم السلام حينما سأله الخليفة العباسي هارون الرشيد عن(فدك) و حدودها لكي يرجعها إليه،فأبى الإمام أن يأخذها إلاّ بحدودها.

فقال الرشيد:

ما حدودها؟

فقال الإمام:

إن حددتها لم تردها.

فأصرّ الرشيد عليه أن يبيّنها له.

فقال له الإمام:

أما الحد الأول فعدن...

و الحد الثاني سمرقند...

و الحد الثالث افريقيا...

و الحد الرابع فسيف البحر مما يلي الجزر و أرمينيه...

فثار الرشيد قائلا:

لم يبق لنا شيء..

فقال الإمام:

قد علمت أنّك لا تردها (1).ت.

ص: 480


1- الأمين:أعيان الشيعة ج 2 ص /8ط.بيروت.

نلاحظ من خلال هذا الحوار أنّ الإمام عليه السلام يحاول أن يؤكد الرؤية السياسية التي تتبناها مدرسة أهل البيت حول«مفهوم الخلافة»و قد استثمر الإمام عليه السلام فرصة وجدها ملائمة ليطرح هذه الرؤية التي حرص الأئمة عليهم السلام باستمرار على تأصيلها في وعي الأمة و تثبيتها في ذاكرة الأجيال،و إن كانت هذه المواقف قد كلّفت الأئمة عليهم السلام ثمنا باهظا حيث واجهت أنظمة الحكم المتسلطة هذه الرؤى و المواقف بأساليب شرسة و وسائل قاسية.

المثال الثالث:
اشارة

الموقف السياسي من الكيانات المنحرفة:

و يمكن أن نتبين هذا الموقف من خلال البعدين التاليين:-

-تحريم اللجوء إلى السلطات الجائرة في مقام الخصومات..

-تحريم التعاون مع الأنظمة الظالمة..

البعد لأول:

تحريم اللجوء إلى السلطات الجائرة في مقام الخصومات:

من الصيغ السياسية التي مارسها أئمة أهل البيت عليهم السلام لتأكيد حالة الرفض تجاه الكيانات اللاشرعية،توجيه الجماعات المنتمية التي تتعاطى مع أفكار مدرسة أهل البيت عليهم السلام إلى تجنب اللجوء في مقام التنازع و الخصومة إلى الأجهزة القضائية المعتمدة من قبل سلطات الجور.

و من الشواهد التي تعبّر عن هذا الاتجاه:-

1-قول الإمام الصادق عليه السلام:

«إياكم أن يحاكم بعضكم بعضا إلى أهل الجور،و لكن انظروا إلى رجل منكم يعلم شيئا من قضايانا فاجعلوه بينكم فإنّي قد جعلته قاضيا فتحاكموا إليه» (1).

ص: 481


1- الوسائل ج /4/18ط.طهران.

2-و قوله عليه السلام:

«أيّما مؤمن قدّم مؤمنا في خصومة إلى قاض أو سلطان جائر فقضى عليه بغير حكم اللّه فقد شركه في الإثم» (1).

3-و عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام قال في رجل كان بينه و بين أخ له مماراة في حق فدعاه إلى رجل من إخوانه ليحكم بينه و بينه فأبى إلاّ أن يرافعه إلى هؤلاء:كان بمنزلة الذين قال اللّه عز و جل:

أَ لَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطّاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ (2) .

4-و عن عمر بن حنظلة قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن رجلين من أصحابنا بينهما منازعة في دين أو ميراث فتحاكما إلى السلطان أو إلى القضاة أيحل ذلك؟

فقال:

من تحاكم إليهم في حق أو باطل فإنّما تحاكم إلى طاغوت و ما يحكم له فإنما يأخذ سحتا و إن كان حقه ثابتا،لأنه أخذه بحكم الطاغوت،و قد أمر اللّه أن يكفر به،قال اللّه تعالى:

يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحاكَمُوا إِلَى الطّاغُوتِ وَ قَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ (3) .

البعد الثاني:

تحريم التعاون مع الأنظمة الظالمة:

و من التوجيهات الأساسية التي حاول الأئمة من أهل البيت عليهم السلام تأصيلها في داخل الحالة الانتمائية،تحريم التعاون و التعاطف مع الأنظمة الحاكمة التي

ص: 482


1- المصدر السابق ج 2/18.
2- سورة النساء:الآية 60. الوسائل ج 18 ص /3ط.إيران.
3- المصدر نفسه.

لا تملك الصفة الشرعية،و التحذير من العمل ضمن أجهزتها و مؤسساتها،ما دام هذا التعاون و العمل يصبان في دعم تلك الكيانات و تقويتها و تثبيتها و الدفاع عنها...

و النصوص الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في صيغتها الحدية الدالة على الرفض لمسألة التعاون مع السلطات اللاشرعية،لا تنسى الحالات الاستثنائية التي تحتم ضرورة وجود بعض العناصر المؤمنة في داخل أجهزة السلطة لتوفير الحماية للمؤمنين،و إنجاز بعض المهام التي تخدم أهداف الخط الأصيل...

و من الشواهد الكثيرة الدالة على رفض الأئمة عليهم السلام لحالات التسالم و التعايش مع الأنظمة الظالمة:-

1-قول الإمام الصادق عليه السلام:

«إنّ أعوان الظلمة يوم القيامة في سرادق من نار حتى يحكم اللّه بين العباد» (1).

2-قول الإمام الباقر عليه السلام و قد سئل عن أعمال حكام الجور:

«لا و لا مدة قلم» (2).

3-و قول الإمام الصادق عليه السلام:

«لا تعنهم[حكام الجور]على بناء مسجد» (3).

4-و قوله عليه السلام لبعض أصحابه:

«يا عذافر نبئت أنك تعامل أبا أيوب و الربيع فما حالك إذا نودي بك في أعوان الظلمة» (4).

5-و قول الإمام الكاظم عليه السلام لصفوان الجمال و كان يكري جمالا لهارون الرشيد:6.

ص: 483


1- المصدر السابق ج 6 ص 129.
2- المصدر نفسه ج 6 ص 129.
3- المصدر نفسه ج 130/6.
4- المصدر نفسه ج 128/6.

يا صفوان كل شيء منك حسن جميل ما خلا شيئا واحدا.قلت:

جعلت فداك أيّ شيء؟قال:

إكراؤك جمالك من هذا الرجل-يعني هارون الرشيد-قلت:

و اللّه ما أكريته أشرا و لا بطرا و لا للصيد و لا للهو و لكني أكريته لهذا الطريق-يعني طريق مكة-و لا أتولاه و لكن أبعث إليه غلماني..فقال لي:

يا صفوان أيقع كراؤك عليهم؟قلت:

نعم جعلت فداك..فقال لي:

أتحب بقاءهم حتى يخرج كراك؟قلت:نعم.

فمن أحب بقاءهم فهو منهم،و من كان منهم ورد النار.فقال صفوان:

فذهبت و بعت جمالي عن آخرها،فبلغ ذلك إلى هارون فدعاني و قال:

يا صفوان بلغني أنّك بعت جمالك؟قلت:

نعم.قال:

لم؟قلت:أنا شيخ كبير و أنّ الغلمان لا يفون بالأعمال.فقال:

هيهات إنّي لأعلم من أشار عليك بهذا،أشار عليك بهذا موسى بن جعفر.

فقلت:

ما لي و لموسى بن جعفر.فقال:

دع عنك هذا فو اللّه لو لا حسن صحبتك لقتلتك (1).

6-و قول الإمام الكاظم عليه السلام لزياد بن أبي سلمة:

يا زياد إنّك لتعمل عمل السلطان؟

قال زياد:

أنا رجل لي مروة و عليّ عيال و ليس وراء ظهري شيء..ن.

ص: 484


1- معجم رجال الحديث ج /122/9ط.إيران.

فقال الإمام:

يا زياد لأن أسقط من حالق[المكان الشاهق]فأتقطع قطعة قطعة أحب إليّ من أن أتولى لأحد منهم عملا أو أطأ بساط رجل منهم إلاّ لماذا؟

قال زياد:

لا أدري جعلت فداك.

قال عليه السلام:

إلاّ لتفريج كربة مؤمن أو فك أسره،أو قضاء دينه..

يا زياد إن أهون ما يصنع اللّه بمن تولى لهم عملا أن يضرب عليه سرادق من نار إلى أن يفرغ اللّه من حساب الخلائق.

يا زياد فإن وليت شيئا من أعمالهم فأحسن إلى إخوانك فواحدة بواحدة و اللّه من وراء ذلك (1).

7-و قول الإمام الرضا عليه السلام لسليمان الجعفري و قد سأله عن أعمال السلطان:

يا سليمان الدخول في أعمالهم و العون لهم و السعي في حوائجهم عديل الكفر (2).

إسناد الأئمة عليهم السلام و تأييدهم للثورات المخلصة:
اشارة

و رغم أنّ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام لم يمارسوا أسلوب التصدي المباشر لأنظمة الحكم القائمة،و جمّدوا صيغة المواجهة المسلحة لأسباب موضوعية سبقت الإشارة إليها،إلاّ أنهم مارسوا دور الإسناد و التأييد لحركات ثورية مخلصة من خلال وسائلهم الخاصة.

ص: 485


1- الكافي ج 109/5،/110ط.طهران.
2- الوسائل ج /138/6ط.طهران.

فالأئمة عليهم السّلام كانوا يرون ضرورة التوافر على عملين:

«أحدهما:العمل من أجل بناء القواعد الشعبية الواعية التي تهيء أرضية صالحة لتسلم السلطة.

و الآخر:تحريك ضمير الأمة الإسلامية و إرادتها،و الاحتفاظ بالضمير الإسلامي و الإرادة الإسلامية،بدرجة من الحياة و الصلابة تحصّن الأمة ضد التنازل المطلق عن شخصيتها و كرامتها للحكام المنحرفين.

و العمل الأول هو الذي مارسه الأئمة بأنفسهم،و العمل الثاني هو الذي مارسه ثائرون علويون كانوا يحاولون بتضحياتهم الباسلة أن يحافظوا على الضمير الإسلامي،و الإرادة الإسلامية،و كان الأئمة عليهم السلام يسندون المخلصين منهم (1).

و نضع بين أيدينا بعض الشواهد التاريخية التي تعبر عن تأييد الأئمة لبعض الثورات المخلصة:

الشاهد الأول:

موقف الإمام الصادق عليه السلام من ثورة زيد بن علي:

نستطيع أن نتبين من خلال بعض التصريحات التي صدرت عن الإمام الصادق عليه السلام موقفه الإيجابي من ثورة زيد بن علي بن الحسين الذي تحرك سنة(122 ه) ضد الحكم الأموي.

و من تلك التصريحات:

أ-قوله عليه السلام:

«و لا تقولوا خرج زيد،فإنّ زيدا كان عالما،و كان صدوقا،و لم يدعكم إلى نفسه،و إنّما دعاكم إلى الرضا من آل محمد صلى اللّه عليه و آله و لو ظهر لوفى بما دعى إليه» (2).

ص: 486


1- الشهيد الصدر:بحث حول الولاية ص /95ط.بيروت.
2- الوسائل ج /36/11ط.طهران.

ب-و قوله عليه السّلام لفضيل:

يا فضيل شهدت مع عمي قتال أهل الشام؟

قال فضيل:نعم.

قال عليه السلام:فكم قتلت منهم؟

قال فضيل:ستة.

قال الإمام:فلعلك شاك في دمائهم؟

قال:لو كنت شاكا فما قتلتهم.

قال عليه السلام:اشركني أشركني اللّه في تلك الدماء مضى و اللّه زيد عمي و أصحابه شهداء مثل ما مضى عليه علي بن أبي طالب و أصحابه (1).

الشاهد الثاني:

موقف الإمام الرضا عليه السّلام من ثورة زيد بن علي:

في ضوء النص التالي الذي يدوّنه الحر العاملي في وسائله يمكن أن نفهم رؤية الإمام الرضا عليه السلام حول ثورة زيد بن علي و التي تعبّر عن رؤية الأئمة من أهل البيت عليهم السلام جميعا...

جاء في بعض كلمات الإمام الرضا عليه السلام و هو يتحدث عن زيد بن علي:

«إنّه كان من علماء آل محمد صلى اللّه عليه و آله،غضب للّه فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله،و لقد حدثني أبي موسى بن جعفر عليه السلام أنّه سمع أباه جعفرا عليه السلام يقول:

رحم اللّه عمي زيدا،إنّه دعا إلى الرضا من آل محمد صلى اللّه عليه و آله و لو ظفر لوفى بما دعا إليه،إنّه قال:

أدعوكم إلى الرضا من آل محمد صلى اللّه عليه و آله» (2).

ص: 487


1- المجلسي:البحار ج 46 ص 171 ح 20 باب /11ط.إيران.
2- الوسائل ج /26/11ط.طهران.
الشاهد الثالث:

موقف الإمام الكاظم عليه السلام من ثورة الحسين-صاحب فخ-:

صدرت عن الإمام الكاظم عليه السّلام عدة تصريحات تؤكد إسناده و تأييده لحركة الحسين بن علي بن الحسن-صاحب فخ-الذي ثار في المدينة المنورة في عهد الخليفة العباسي موسى الهادي و توجه إلى مكة المكرمة سنة 269 ه و استشهد في«فخ» بالقرب من مكة...

و من تلك التصريحات:

أ-قوله عليه السلام للحسين لما عزم الخروج و الثورة:

«إنّك مقتول فأحّد الضراب،فإنّ القوم فسّاق يظهرون إيمانا و يضمرون نفاقا و شركا،فإنّا للّه و إنّا إليه راجعون و عند اللّه أحتسبكم من عصبة» (1).

ب-و لما سمع الإمام الكاظم عليه السلام بمقتل الحسين رضي اللّه عنه بكاه و أبّنه بهذه الكلمات:

«إنّا للّه و إنّا إليه راجعون،مضى و اللّه مسلما صالحا،صوّاما قوّاما،آمرا بالمعروف،ناهيا عن المنكر،ما كان في أهل بيته مثله» (2).

(4)المستوى التشريعي:
اشارة

في سياق الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة كان للأئمة من أهل البيت عليهم السلام دور كبير في حماية مصادر التشريع،و الدفاع عن مساراتها النقية الخالية من كل ألوان التحريف و التغيير.

و يمكن أن نتبين دور الأئمة عليهم السلام على هذا المستوى من خلال العملين
اشارة

المتوازيين التاليين:

ص: 488


1- المجلسي:البحار ج 48 ص 161 ح 6 باب /7ط.إيران.
2- المصدر نفسه ج 48 ص 165 ح 6 باب 7.

1-التصدي للمصادر التشريعية الدخيلة..

2-تثبيت المصادر التشريعية الأصيلة..

العمل الأول:
اشارة

التصدّي للمصادر التشريعية الدخيلة:

واجه الأئمة عليهم السلام في سياق الحفاظ على المسار التشريعي الأصيل،عدة ألوان من الصيغ الإستنباطية التي تشكل حالات طارئة لا تنسجم مع المنحى الإستنباطي الأصيل،و تعطي للرؤية الفقهية و التشريعية مسارا يعرّض الشريعة إلى كثير من التحريف و التغيير بما تحمله تلك الصيغ من توجهات خاطئة في الحركة الإستنباطية، و الفهم التشريعي..

و الأئمة عليهم السلام حينما تصدوا لتلك الصيغ الاستنباطية كانوا يدركون تماما خطورة ذلك المنحى في فهم الإسلام و أحكامه و تعاليمه،مما دفعهم إلى التشدد في مواجهة تلك الصيغ إيمانا منهم بضرورة حماية المضمون الإسلامي في كل محتوياته العقائدية و الأخلاقية و الفقهية.

إنّ تحريف المضمون الإسلامي من خلال اعتماد الصيغ الخاطئة في فهم الشريعة، يشكّل الحالة الأخطر على الإسلام،حيث تتم عملية المحق الداخلي للدين على حد تعبير الإمام الصادق عليه السلام«يا أبان إنّ السنّة إذا قيست محق الدين» (1).

و في ضوء هذه الرؤية كان موقف الأئمة عليهم السلام واضحا من:

-القياس.

-الاستحسان.

-تفسير القرآن بالرأي.

ص: 489


1- أصول الكافي ج /56/1ط.طهران.

باعتبارها مصادر مرفوضة إسلاميا،و لا تشكّل أدوات صالحة لفهم الشريعة و أحكامها،بل تمثل وسائل تشوش الصيغة الإسلامية الأصيلة.

و يمكن أن نتبين موقف الأئمة عليهم السلام الرافض لتلك الصيغ من خلال النصوص التالية:

1-عن أبي شيبة الخراساني قال:

سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول:

«إنّ أصحاب المقائيس طلبوا العلم بالمقائيس فلم تزدهم المقائيس من الحق إلاّ بعدا،و إنّ دين اللّه لا يصاب بالمقائيس» (1).

2-عن يونس بن عبد الرحمن قال:

قلت لأبي الحسن الأول[الإمام الكاظم]عليه السلام:

بما أوحد اللّه؟فقال عليه السلام:

يا يونس لا تكوننّ مبتدعا،من نظر برأيه هلك،و من ترك أهل بيت نبيه صلى اللّه عليه و آله ضلّ،و من ترك كتاب اللّه و قول نبيه صلى اللّه عليه و آله كفر» (2).

3-عن أبان بن تغلب عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام قال:

«إنّ السنة لا تقاس،ألا ترى أنّ المرأة تقضي صومها و لا تقضي صلاتها،يا أبان:

إنّ السنة إذا قيست محق الدين» (3).

4-عن أبي جعفر[الباقر]عليه السلام قال:

«من أفتى الناس برأيه فقد دان بما لا يعلم،و من دان بما لا يعلم فقد ضار اللّه حيث أحل و حرم فيما لا يعلم» (4).

5-عن عيسى بن عبد اللّه القرشي قال:

دخل أبو حنيفة على أبي عبد اللّه[الصادق]عليه السلام،فقال له:

ص: 490


1- المصدر السابق نفسه. (2 و 3 و 4) أصول الكافي ج 56/1-/58ط.طهران.

يا أبا حنيفة بلغني أنك تقيس؟

قال:نعم.

قال:عليه السلام:

«لا تقس فإن أول من قاس إبليس حين قال:

خلقتني من نار و خلقته من طين» (1).

6-قال الإمام الصادق عليه السلام في حديث له مع أبي حنيفة:

«يا نعمان إيّاك و القياس،فإنّ أبي حدثني عن آبائه عليهم السلام أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

من قاس شيئا من الدين برأيه قرنه اللّه تبارك و تعالى مع إبليس فإنّه أول من قاس حيث قال:

خلقتني من نار و خلقته من طين...فدعوا الرأي و القياس فإنّ دين اللّه لم يوضع على القياس» (2).

7-قال الإمام الصادق عليه السلام في حوار مع أبي حنيفة:

انظر في قياسك إن كنت مقيسا،أيّما أعظم عند اللّه القتل أو الزنا؟

قال أبو حنيفة:

بل القتل.

قال عليه السلام:

فكيف رضي في القتل بشاهدين و لم يرض في الزنا إلا بأربعة؟

ثم قال له:

الصلاة أفضل أم الصيام؟

قال:بل الصلاة أفضل.

ص: 491


1- أصول الكافي ج 58/1 ح 20.
2- الاحتجاج ج /114/2ط.النجف.

قال عليه السلام:

فيجب على قياسك قولك على الحائض قضاء مافاتها من الصلاة في حال حيضها دون الصيام،و قد أوجب اللّه تعالى عليها قضاء الصوم دون الصلاة.

ثم قال له:

البول أقذر أم المني؟

قال:البول أقذر.

قال عليه السلام:

يجب على قياسك أن يجب الغسل من البول دون المني،و قد أوجب اللّه تعالى الغسل من المني دون البول» (1).

8-و قال الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام:

«ما لكم و القياس،إنّما هلك من هلك من قبلكم بالقياس» (2).

9-و قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«و لا تقيسوا الدين،فإنّ من الدين ما لا يقاس و سيأتي أقوام يقيسون،فهم أعداء الدين،و أول من قاس إبليس» (3).

10-و عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن

النبي صلى اللّه عليه و آله في حديث قال:

«فأمّا من قال في القرآن برأيه فإن اتفق له مصادفة صواب فقد جهل في أخذه عن غير أهله،و إن أخطأ القائل في القرآن برأيه فقد تبوأ مقعده من النار» (4).

11-و قال الإمام الصادق عليه السلام:

«من فسر القرآن برأيه إن أصاب لم يؤجر،و إن أخطأ فهوى بعد من السماء» (2).

ص: 492


1- الاحتجاج ج /116/2ط.النجف. (2 و 3 و 4) الوسائل ج 23/18،27،/19ط.طهران.
2- الكاشاني:تفسير القرآن ج 1 ص /21ط.طهران.
العمل الثاني:
اشارة

تثبيت المصادر التشريعية الأصيلة:

و في عمل مواز آخر كان دور الأئمة من أهل البيت عليهم السلام يتجه إلى تثبيت المصادر التشريعية الأصيلة التي تمثل القنوات الموصلة إلى أحكام اللّه تعالى..و بمقدار ما تتأصل هذه المصادر يتم التوافر على مضامين الإسلام و أفكاره و قيمه و أحكامه.

إنّ تحديد طبيعة الأدوات المعتمدة في العملية الإستنباطية،ليست مسألة شكلية تعيش ضمن الحالة الاجتهادية الصرفة،إنما هي مسألة مضمونية ترتبط بكل المحتويات الفكرية و العملية في الشريعة الإسلامية.

إنّ الحاجة إلى تثبيت المصادر الأصيلة تعبر عن قضية جوهرية في حركة الرسالة و في كل امتدادتها العقائدية و الروحية و الاجتماعية و السياسية،و في كل تطبيقاتها العملية.

و من خلال هذا الفهم لقيمة الأدوات الاستنباطية،و المصادر التشريعية،حرص الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على الحفاظ على الصيغ الأصيلة لهذه الأدوات و المصادر،و وظفوا كل الامكانات و القدرات في الدفاع عنها و حمايتها..

ففي الوقت الذي مارس الأئمة عليهم السلام دور الاسقاط لكل الصيغ التشريعية الطارئة و التي تشكل خطرا على مضامين الرسالة،فإنّهم جذّروا في واقع الأمة المسار الأصيل الذي يحتضن الصيغ التي تنفتح على كل المعطيات الحقيقية للرسالة،و تتعاطى مع كل المضامين الواقعية في الشريعة الإسلامية.

و في محاولة لاكتشاف جانب من دور الأئمة عليهم السلام على هذا المستوى، نتناول بعض الأمثلة التي تجسد تلك المساهمات الجادة في تحريك مصادر التشريع ضمن مساراتها الأصيلة الصحيحة.

و من خلال هذه المحاولة نبرهن على مدى اهتمامات الأئمة من أهل البيت عليهم السلام بصيانة الصيغ التشريعية في منطلقاتها و أدواتها و مجالاتها.

ص: 493

و ضمن هذا الهدف لهذه المحاولة نتناول النقاط التالية:

1-اعتماد الأدوات الصحيحة في فهم القرآن و تفسير آياته.

2-اعتماد السنة النبوية الصحيحة.

3-اعتماد سنّة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

النقطة الأولى:
اشارة

اعتماد الأدوات الصحيحة في فهم القرآن و تفسير آياته:

يتفق المسلمون على اعتبار القرآن مصدر التشريع الأول،و لا نجد خلافا حول هذه الحقيقة التشريعية،إلا أنّ الأدوات المعتمدة في فهم القرآن و تفسير آياته كانت مثار جدل و خلاف،مما انعكس على طبيعة الأفكار و المفاهيم و الأحكام التي يحملها النص القرآني..

و من أجل صيانة المضمون القرآني،و تجنيب النص كل الألوان التفسيرية المغلوطة،أكد الرسول صلى اللّه عليه و آله و الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على ضرورة اعتماد الأدوات الصحيحة في فهم القرآن و تفسير آياته..

و من أبرز الإجراءات التي تم تأصيلها في هذا المجال:

أ-النهي عن تفسير القرآن بالرأي و قد مرت الاشارة إلى ذلك.

ب-التمسك بالكتاب و العترة...

ج-الأئمة من أهل البيت عليهم السلام هم العارفون بكتاب اللّه.

التمسك بالكتاب و العترة:
اشارة

الرجوع إلى العترة الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام يمثل الضمانة الكبيرة لحماية الفهم القرآني من كل ألوان الزيغ و الانحراف و الارتباك،و من هنا يمكن أن ندرك عمق النصوص التي أكدت على ضرورة التمسك بالكتاب و العترة..

ص: 494

و من أبرز تلك النصوص حديث الثقلين المشهور بين المسلمين،و قد دوّنته أهم مصادر الحديث و التفسير و التاريخ كما أثبتنا ذلك في فصل سابق...

و نص الحديث كما جاء عن الرسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله:

«إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي،و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

فهذا النص يطرح مضمونا تشريعيا هاما يتجسد في اعتماد الأئمة من أهل البيت عليهم السلام مرافد أصيلة لفهم القرآن و تفسير آياته.

و إنّ أي محاولة للتعاطي مع النص القرآني بعيدا عن هذه المرافد،لن تكون حصيلتها مأمونة من التشويش في المفهوم القرآني،و الارباك في مضامينه و أفكاره.

إنّ الممارسات التفسيرية التي تعاملت مع المضمون القرآني من خلال التعاطي المبتور الذي تغافل الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،أنتجت لنا الكثير من الأفكار المغلوطة و المعاني المشوسة،و المفاهيم المرتبكة،و الرؤى المنحرفة.

الأئمة من أهل البيت عليهم السلام هم العارفون بكتاب اللّه:

و قد أكد الأئمة عليهم السلام هذه الحقيقة في الكثير من أحاديثهم و كلماتهم:

1-عن سليم بن قيس الهلالي قال:

سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول:

«ما نزلت آية على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إلاّ أقرأنيها و أملاها علي، فكتبتها بخطي،و علّمني تأويلها و تفسيرها،و ناسخها و منسوخها،و محكمها و متشابهها،و دعا لي أن يعلمني فهمها و حفظها،فما نسيت آية من كتاب اللّه و لا علما أملاه عليّ فكتبته،منذ دعا لي بما دعا» (1).

ص: 495


1- المجلسي:البحار ج 2 ص 230 ح 13 باب /29ط.إيران. الكاشاني:تفسير القرآن ج 1 ص /11ط.طهران.
2-و قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«أين الذين زعموا أنّهم الراسخون في العلم دوننا كذبا و بغيا،أن رفعنا اللّه و وضعهم،و أعطانا و حرمهم،و أدخلنا و أخرجهم،بنا يستعطى الهدى،و يستجلى العمى،إنّ الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم،لا تصلح على سواهم، و لا تصلح الولاة من غيرهم» (1).

3-و قال الإمام الصادق عليه السلام:

«الراسخون في العلم أمير المؤمنين و الأئمة من بعده» (2).

4-و قال عليه السلام:

«نحن الراسخون في العلم و نحن نعلم تأويله» (3).

5-عن زيد بن معاوية عن أحدهما[الباقر أو الصادق عليهم السلام]في قول

اللّه عز و جل:

وَ ما يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَ الرّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ (2) .

«فرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أفضل الراسخين في العلم قد علّمه اللّه عز و جل جميع ما أنزل عليه من التنزيل و التأويل،و ما كان اللّه لينزل عليه شيئا لم يعلمه تأويله، و أوصياؤه من بعده يعلمونه كله» (3).

6-جاء في تفسير النعماني عن علي عليه السلام أنّه قال في احتجاجه على

الخوارج:

«يا معشر الخوارج:

أنشدكم اللّه ألستم تعلمون أن في القرآن ناسخا و منسوخا،و محكما و متشابها و خاصا و عاما؟

ص: 496


1- علي عليه السلام:نهج البلاغة ص 62 خ /144ط.قم. (2 و 3) أصول الكافي ج /213/1ط.طهران.
2- سورة آل عمران:الآية 7.
3- أصول الكافي ج /213/1ط.طهران.

قالوا:اللهم نعم.

قال:أشهد عليهم.

ثم قال عليه السلام:

أنشدكم اللّه هل تعلمون ناسخ القرآن و منسوخه و محكمه و متشابهه،و خاصه و عامه؟

قالوا اللهم لا.

قال عليه السلام:

أنشدكم اللّه هل تعلمون أنّي أعلم ناسخه و منسوخه،و محكمه و متشابهه، و خاصه و عامه؟

قالوا:اللهم نعم» (1).

7-عن الوشاء قال:

سألت الإمام الرضا عليه السلام فقلت له:

جعلت فداك فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (2).

فقال:

«نحن أهل الذكر و نحن المسؤولون» (3).

8-و عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام في قوله تعالى:

بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ (4) .

قال:هم الأئمة (5).

ص: 497


1- البحار ج 93 ص /15ط.طهران.
2- سورة النحل:الآية 43.
3- أصول الكافي ج 1 ص /210ط.طهران.
4- سورة العنكبوت:الآية 49.
5- الكاشاني:تفسير القرآن ج 1 ص /12ط.طهران.
النقطة الثانية:
اشارة

اعتماد السنّة النبوية الصحيحة:

تمثل السنة النبوية المصدر الثاني من مصادر التشريع المعتمدة عند المسلمين،و قد أجمعت كلمتهم على ذلك،كما تؤكد أقوالهم و ممارساتهم الاستنباطية..

إلاّ أنّ الجانب الموضوعي في التوافر على السنة النبوية قد لابسته الكثير من التشويشات و الإرباكات،مما انتج لنا كما كبيرا من المرويات اعتبرت سنّة نبوية معتمدة في فهم الشريعة و أحكامها.

و هذا التشويش و الارباك في التعامل مع السنّة النبوية على المستوى الموضوعي كان نتيجة مجموعة عوامل تحدثنا عنها في أحد الفصول السابقة.

و نؤكد هنا على عاملين كان لهما الأثر الكبير في خلق حالة التشويش في السنة النبوية:

العامل الأول:

اعتماد عناصر غير مؤهلة لنقل السنّة:

إنّ المقولة التي اعتمدتها مدرسة الخلفاء في توثيق كل الصحابة خلقت حالة من التسيب في اعتماد الوسائط و القنوات التي حملت أحاديث الرسول صلى اللّه عليه و آله،فكثرت الرواية عن عناصر غير صالحة و مشكوك في نزاهتها و أمانتها،و قد ضمت مصادر الحديث أسماء كثيرة تعبّر عن هذا النمط من الرواة المجروحين من أمثال:

-مروان بن الحكم.

-و معاوية بن أبي سفيان..

-و عمرو بن العاص..

ص: 498

-و عمران بن حطان الخارجي الذي روى عنه البخاري و أبو داود و النسائي في صحاحهم (1).

-و عمر بن سعد(قاتل الإمام الحسين عليه السلام)الذي روى عنه النسائي في صحيحه (2).

العامل الثاني:

المنع من كتابة الحديث:

اتجهت مدرسة الحلفاء إلى منع كتابة الحديث النبوي،معتمدة على بعض الأحاديث المشكوك في صحتها،كما ورد في صحيح مسلم عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنّه قال:

«لا تكتبوا عنّي و من كتب عني غير القرآن فليمحه» (1).

من الشواهد التي تؤكد هذا الموقف الذي تبنته مدرسة الخلفاء:

1-جاء في صحيح البخاري:

«عن ابن عباس قال:

لما اشتد بالنبي صلى اللّه عليه و آله وجعه قال:

«ائتوني بكتاب،اكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده».

قال عمر:

إنّ النبي صلى اللّه عليه و آله غلبه الوجع و عندنا كتاب اللّه حسبنا..فاختلفوا و كثر اللغط،قال صلى اللّه عليه و آله:

«قوموا عني و لا ينبغي عندي التنازع».

فخرج ابن عباس يقول:

ص: 499


1- صحيح مسلم ج /2298/4ط.بيروت.

إنّ الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و بين كتابه» (1).

2-روى الذهبي في تذكرة الحفاظ(بترجمة أبي بكر):

«أنّ أبا بكر جمع الناس بعد وفاة نبيهم فقال:

إنّكم تحدثون عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أحاديث تختلفون فيها،و الناس بعدكم أشد اختلافا،فلا تحدثوا عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله شيئا فمن سألكم فقولوا بيننا و بينكم كتاب اللّه فاستحلوا حلاله و حرموا حرامه» (2).

3-جاء في المستدرك على الصحيحين عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:

كنت أكتب كل شيء أسمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فنهتني قريش [يعني المهاجرين]و قالوا:

تكتب كل شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،و رسول اللّه بشر يتكلم في الغضب و الرضا،فأمسكت عن الكتابة فذكرت ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فأومأ إلى فيه و قال:

اكتب فو الذي نفسي بيده ما خرج منه إلاّ الحق» (3).

موقف مدرسة أهل البيت عليهم السلام:

و في اتجاه يهدف إلى الحفاظ على وضع السنة النبوية و حمايتها من كل ألوان التشويش و التحريف،تحرك الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ليمارسوا دورهم الفاعل في تثبيت الصيغة الأصيلة التي تحتضن المضمون الواقعي لأحاديث الرسول صلى اللّه عليه و آله و كلماته.

و بمقدار ما نتوافر على هذا المضمون الواقعي،نكون قد توافرنا على الصورة الأصدق للشريعة الإسلامية و أفكارها و قيمها و تعاليمها و أهدافها،و حينما يصاب

ص: 500


1- صحيح البخاري ج 119/1 حديث /112ط.بيروت.
2- الذهبي تذكرة الحفاظ ج 1 ص /2ط.بيروت.
3- المستدرك ج /105/1ط.بيروت.

ذلك المضمون بأيّ شكل من أشكال التشويش و التحريف،فإن الصورة تفقد أصالتها و إشراقها و رونقها و تهتز المعالم الحقيقية في داخلها،و لعل الكثير من تلك المفارقات و التناقضات التي تحملها بعض المفاهيم و الأفكار المطروحة على صعيد الفكر العقائدي و الأخلاقي و الفقهي،هي نتيجة طبيعية لحالات التسيب و الارتباك في التعاطي مع السنة النبوية..

من هنا كان التصدي الواضح من قبل قادة أهل البيت عليهم السلام لإعطاء السنة النبوية صيغتها الأصيلة،و مضمونها الواقعي،و صورتها النقية،من خلال مجموعة اجراءات و خطوات تمثل ضمانات كبيرة لحماية الصيغة و الحفاظ على المضمون،و الابقاء على الصورة.

و رغم الصعوبات التي كانت تواجه حركة الأئمة عليهم السلام بفعل العوامل السياسية و المذهبية،ألاّ أن الأئمة عليهم السلام استطاعوا أن يحتفظوا بالمعالم الحقيقية للصيغة الأصيلة في زحمة المسارات المتعددة المتباينة،و الرؤى المتناقضة،و الصيغ المرتبكة.

و من أبرز المفردات التي تضمنتها الخطة الهادفة التي وضعها الأئمة عليهم السلام للاحتفاظ بالصيغة الأصيلة للسنة النبوية:

1-التأكيد على الرجوع إلى أئمة أهل البيت باعتبارهم حملة السنة النبوية.

2-عرض الأحاديث على كتاب اللّه.

3-التأكيد على تدوين الحديث و كتابته.

(1)أئمة أهل البيت عليهم السلام حملة السنة النبوية:
اشارة

الرجوع إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام باعتبارهم حملة السنة النبوية يشكل ضمانة هامة في الاحتفاظ بالصيغة الأصيلة،نظرا لما يتوافرون عليه من خصوصيات لا تتوافر في غيرهم،و باعتبارهم الوسائط و القنوات الأكثر صدقا و أمانة و نزاهة، و الأكثر فهما و وعيا و استيعابا.

ص: 501

و لتأكيد هذه الحقيقة نتناول النقاط التالية:

-المسألة على ضوء الأحاديث النبوية.

-المسألة على ضوء أحاديث الأئمة من أهل البيت.

-أئمة أهل البيت عليهم السلام لا يفتون الناس بآرائهم.

المسألة على ضوء الأحاديث النبوية:

إنّ مسألة الرجوع إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام قضية أكدتها الكثير من النصوص و الأحاديث الصادرة عن الرسول صلى اللّه عليه و آله فهي تشكل مضمونا تشريعيا مفروضا تعتمده الصيغة الأصيلة في التعاطي مع مفاهيم الرسالة و أحكامها.

و من تلك النصوص (1):

1-حديث الثقلين المشهور بين المسلمين.

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

2-قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«أنا مدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب».

3-قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«أنا دار الحكمة و علي بابها».

4-قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«علي باب علمي و مبين من بعدي لأمتي ما أرسلت به».

5-قول الرسول صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

«أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي».

ص: 502


1- تقدمت الإشارة إلى هذه النصوص.

6-قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

اكتب ما أملي عليك..

قال علي عليه السلام:

يا نبي اللّه أتخاف عليّ النسيان؟

قال صلى اللّه عليه و آله صلى اللّه عليه و آله:

لست أخاف عليك النسيان،و قد دعوت اللّه أن يحفظك و لا ينسيك و لكن اكتب لشركائك.

قال عليه السلام:

و من شركائي يا نبي اللّه؟

قال صلى اللّه عليه و آله:

الأئمة من ولدك،بهم تسقى أمتي الغيث و بهم يستجاب دعاؤهم،و بهم يصرف اللّه عنهم البلاء و بهم تنزل الرحمة من السماء،و أومى إلى الحسن عليه السلام و قال:

هذا أولهم،و أومى إلى الحسين عليه السلام ثم قال:

الأئمة من ولده» (1).

المسألة على ضوء أحاديث الأئمة من أهل البيت:

و في ضوء ما ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام نجد تأكيدا واضحا على تلك الخصوصية،كما تعبر عن ذلك الكثير من النصوص الصادرة عنهم عليهم السلام:

1-فقد جاء عن أمير المؤمنين أنّه قال:

«كنت إذا سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أجابني،و إن فنيت مسائلي ابتدأني،فما نزلت عليه آية في ليل و لا نهار،و لا سماء و لا أرض،و لا دنيا و لا أخره، و لا جنة و لا نار،و لا سهل و لا جبل،و لا ضياء و لا ظلمة،إلاّ أقرأنيها و أملاها عليّ،

ص: 503


1- الصدوق:الأمالي ص /327ط.بيروت.

و كتبتها بيدي،و علمني تأويلها و تفسيرها،و محكمها و متشابهها،و خاصها و عامها، و كيف نزلت و أين نزلت و فيمن نزلت إلى يوم القيامة دعا اللّه لي أن يعطيني فهما و حفظا فما نسيت آية من كتاب اللّه» (1).

2-و عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

«إنّ اللّه علم رسوله الحلال و الحرام و التأويل و علم رسول اللّه علمه كله عليا» (2).

3-و عنه عليه السلام قال:

«إنّ اللّه تعالى علم رسول اللّه القرآن و علمه شيئا سوى ذلك،فما علم اللّه رسوله فقد علم رسوله عليا» (3).

4-و عن الإمام الباقر عليه السلام قال:

«نحن خزان علم اللّه،و نحن تراجمة وحي اللّه،و نحن الحجة البالغة» (4).

5-و عن الإمام الصادق عليه السلام قال:

«فنحن حجج اللّه في عباده،و خزانه على علمه و القائمون بذلك» (5).

أئمة أهل البيت عليهم السلام لا يفتون الناس بآرائهم:

وردت عن الأئمة من أهل البيت عليهم السلام مجموعة كبيرة من النصوص تؤكد أنهم لا يعتمدون«الرأي»فيما يصدر عنهم من أحكام،و إنّما يستندون في ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.

1-قال الإمام الصادق عليه السلام:

«حديثي حديث أبي،و حديث أبي حديث جدي،و حديث جدي حديث الحسين،و حديث الحسين حديث الحسن،و حديث الحسن حديث أمير المؤمنين،

ص: 504


1- الصفار:بصائر الدرجات ص /195ط.بيروت.
2- المصدر نفسه ص 276.
3- المصدر نفسه ص 277.
4- الكليني:أصول الكافي ج 1 ص /192ط.طهران.
5- المصدر نفسه.

و حديث أمير المؤمنين حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و حديث رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قول اللّه عز و جل» (1).

2-عن قتيبة قال:

سأل رجل أبا عبد اللّه[الصادق]عن مسألة فأجابه فيها،فقال الرجل:

أرأيت إن كان كذا و كذا ما يكون القول فيها»؟

فقال عليه السلام له:

مه،ما أجبتك فيه من شيء فهو عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،لسنا من (أرأيت)في شيء» (2).

3-و قال الإمام الباقر عليه السلام:

«لو أنّا حدثنا برأينا ضللنا،كما ضلّ من كان قبلنا و لكنا حدثنا ببينة من ربنا بيّنها لنبيه فبينها لنا» (3).

4-و قال الإمام الصادق عليه السلام:

«إنّا لو كنا نفتي الناس برأينا و هوانا لكنا من الهالكين و لكنها آثار من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أصل علم نتوارثها كابر عن كابر،نكتنزها كما يكتنز الناس ذهبهم و فضتهم» (4).

5-عن سماعة عن أبي الحسن عليه السلام،و قال:

قلت له كل شيء تقول به في كتاب اللّه و سنّة نبيه أو تقولون فيه برأيكم؟قال:

بل كل شيء نقوله في كتاب اللّه و سنّة نبيه» (5).1.

ص: 505


1- الكليني:أصول الكافي ج 1 ص 53،/58ط.طهران.
2- المصدر نفسه.
3- الصفار:بصائر الدرجات ص /299ط.بيروت.
4- المصدر نفسه.
5- المصدر نفسه ص 301.
(2)عرض الأحاديث على كتاب اللّه:

يشكّل هذا الاجراء ضابطا علميا لتمييز الحديث،فمن خلاله يتم التقويم و الرفض،و القبول،و قد حرص الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على تأصيل هذا الضابط ضمن الخطة المعتمدة للحفاظ على مسار السنّة النبوية،و حمايتها من كل ألوان التدليس و التزوير و التحريف.

و يمكن التوافر على مجموعة من النصوص الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام تمثل أدلة صالحة لتأصيل هذه القاعدة في التعامل مع الأحاديث و الروايات:

1-قال الإمام الصادق عليه السلام:

«ما لم يوافق من الحديث القرآن فهو زخرف» (1).

2-و قال عليه السلام:

«إنّ على كل حق حقيقة،و على كل صواب نورا فما وافق كتاب اللّه فخذوه، و ما خالف كتاب اللّه فدعوه» (2).

3-و قال عليه السلام:

«كل شيء مردود إلى الكتاب و السنّة و كل حديث لا يوافق كتاب اللّه فهو زخرف» (3).

4-و قال عليه السلام:

«خطب النبي صلى اللّه عليه و آله بمنى فقال:

أيّها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب اللّه فأنا قلته و ما جاءكم يخالف كتاب اللّه فلم أقله» (4).

5-و قال عليه السلام:

«إذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب اللّه أو من قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،و إلاّ فالذي جاءكم به أولى به» (2).

ص: 506


1- الوسائل ج /78/18ط.طهران. (2 و 3 و 4) أصول الكافي ج /69/1ط.طهران.
2- أصول الكافي ج /69/1ط.طهران.

6-و قال عليه السلام:

«إذا ورد عليكم حديثان مختلفان فاعرضوهما على كتاب اللّه فما وافق كتاب اللّه فخذوه،و ما خالف كتاب اللّه فردوه» (1).

7-و قال الإمام الباقر عليه السلام:

«انظروا أمرنا و ما جاءكم عنا فإن وجدتموه للقرآن موافقا فخذوا به،و إن لم تجدوه موافقا فردوه،و إن اشتبه الأمر عليكم فقفوا عنده وردوه إلينا حتى نشرح لكم من ذلك ما شرح لنا» (2).

8-و قال الإمام الرضا عليه السلام:

«ما جاءك عنا فقس على كتاب اللّه عز و جل و أحاديثنا،فإن يشبهها فهو منا،و إن لم يكن يشبهها فليس منا» (3).

(3)التأكيد على تدوين الحديث و كتابته:
اشارة

اتجهت مدرسة أهل البيت عليه السلام إلى رفض الحالة التي تبنتها مدرسة الخلفاء في المنع من كتابة الحديث و تدوينه باعتبار أن هذه الحالة تشكل عاملا خطيرا في تشويش النصوص و الأحاديث،فالذاكرة غير مؤتمنة دائما في الاحتفاظ بسلامة النص..

و يمكن أن نتبين موقف الأئمة من خلال النقاط التالية:

-الإمام أمير المؤمنين و تدوين الحديث..

-أئمة أهل البيت يؤكدون على الكتابة..

-الممارسة التدوينية عند أتباع مدرسة أهل البيت..

ص: 507


1- الوسائل ج 84/18،86،/87ط.طهران.
2- الوسائل ج 84/18،86،/87ط.طهران.
3- الوسائل ج 84/18،86،/87ط.طهران.
الإمام أمير المؤمنين و تدوين الحديث:

لقد مارس الإمام أمير المؤمنين عليه السلام تدوين الحديث النبوي في عصر الرسالة،و قد تقدمت الرواية التي قال فيها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

«أكتب ما أملي عليك»فكتب علي عليه السلام و أملاه الرسول صلى اللّه عليه و آله.

و تحتفظ مدرسة أهل البيت بكتاب اسمه«الجامعة»و هو بخط أمير المؤمنين عليه السلام و إملاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و تعتبر«الجامعة»أول كتاب جمع فيه العلم على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.

و نجد في أحاديث الأئمة من أهل البيت عليهم السلام تنويها صريحا بهذا الكتاب..

أ-قال الإمام الصادق عليه السلام:

«إنّ عندنا لصحيفة يقال لها الجامعة ما من حلال و لا حرام إلاّ هو فيها حتى أرش الخدش» (1).

ب-و قال عليه السلام:

«إنّ عندنا لصحيفة سبعين ذراع إملاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و خط علي بيده،ما من حلال و لا حرام إلاّ و هو فيها حتى أرش الخدش» (2).

ج-و قال عليه السلام يتحدث عن الجامعة:

«فيها كل ما يحتاج إليه الناس،و ليس قضية إلاّ و هي فيها حتى أرش الخدش» (3).

ص: 508


1- الصفار:بصائر الدرجات ص /144ط.بيروت.
2- المصدر نفسه ص 145.
3- المصدر نفسه ص 147.

د-و قال عليه السلام:

«ضل علم ابن شبرمة عند الجامعة،إملاء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و خط علي عليه السلام بيده،إنّ الجامعة لم تدع لأحد كلاما فيها علم الحلال و الحرام،إنّ أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس فلم يزدادوا من الحق إلاّ بعدا،إنّ دين اللّه لا يصاب بالقياس» (1).

أئمة أهل البيت يؤكدون على الكتابة:

أ-قال الإمام الصادق عليه السلام:

«القلب يتكل على الكتابة» (2).

ب-و قال عليه السلام:

«أكتبوا فإنكم لا تحفظون حتى تكتبوا» (3).

ج-و قال عليه السلام للمفضل بن عمر:

«اكتب و بث علمك في إخوانك،فإن مت فأورث كتبك بنيك،فإنّه يأتي على الناس زمان هرج لا يأنسون فيه إلاّ بكتبهم» (4).

الممارسة التدوينية عند أتباع مدرسة أهل البيت:

إنّ تنشيط الحركة التدوينية التي مارستها مدرسة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام أنتج مبادرات جادة لدى أتباعهم في مجالات الكتابة و التدوين.

و لست هنا في مقام الرصد و الاستقصاء لتلك المساهمات التدوينية الرائدة لاتباع مدرسة أهل البيت في شتى المجالات الإسلامية،فذلك متروك للموسوعات التي تعنى بهذا الجانب،و إنّما أحاول إعطاء أمثلة تؤكد الممارسة التدوينية التي تبنتها مدرسة أهل

ص: 509


1- أصول الكافي ج /57/1ط.طهران. (2 و 3 و 4) أصول الكافي ج /52/1ط.طهران.

البيت في مقابل حركة التجميد للفعاليات التدوينية في تلك المرحلة المبكرة من تاريخ الأمة..

أولا:في مجال الحديث:

و يبرز في هذا المجال عدة من رجالات الشيعة و أتباع مدرسة أهل البيت، ساهموا مساهمات واضحة في تدوين الحديث و ترتيب أبوابه،و معالجة طرقه و اسناده، و تأصيل قواعده و مرتكزاته،و كانوا روّادا في هذا الباب.

و من الأمثلة التي يمكن أن نستشهد بها:
1-أبو رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

من المسلمين الأوائل،أسلم في مكة و هاجر إلى المدينة،و شهد مع النبي صلى اللّه عليه و آله مواقفه و مشاهده،و لزم من بعده أمير المؤمنين عليه السلام،و كان من خيرة أصحابه و أتباعه،و شهد معه حروبه،و كان صاحب بيت ماله في الكوفة.

و يعد أبو رافع أول من جمع الحديث و رتب أبوابه و كان له«كتاب السنن و الأحكام و القضايا»كما ذكره النجاشي في كتاب«فهرس أسماء المصنفين من الشيعة» (1).

2-سليم بن قيس الهلالي:

و هو من أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و قد دوّن كتابا ضمّ ما رواه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و عن أمير المؤمنين عليه السلام قال النعماني في كتاب الغيبة:

«إنّ كتاب سليم بن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأصول التي رواها أهل العلم حملة حديث أهل البيت عليهم السلام و أقدامها و إنّ جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل إنّما هو عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السلام و المقداد

ص: 510


1- الشيعة و فنون الإسلام ص /45ط.القاهرة.

و سلمان الفارسي و أبي ذر و من جرى مجراهم ممن شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين و سمع منهما» (1).

ثانيا:في مجال الفقه:

إذا كانت مرحلة التدوين عند اتباع مدرسة الخلفاء قد بدأت على رأس المائة من الهجرة حينما أمر عمر بن عبد العزيز،ابن شهاب الزهري أن يدوّن الحديث،فإنّ الممارسة التدوينية لدى أتباع مدرسة أهل البيت قد سبقت ذلك بكثير،و قد أخطأ السيوطي حينما اعتبر أبا حنيفة أول من صنف في الفقه،حيث أنّ أمير المؤمنين و عددا من أتباع مدرسة أهل البيت قد مارسوا التدوين في مجالات الحديث و الفقه و التفسير في مرحلة مبكرة جدا.

إنّ أول من صنف في علم الفقه و رتب أبوابه هو«علي بن أبي رافع»و كان من خيار الشيعة و كاتبا لأمير المؤمنين عليه السلام،جمع كتابا في فنون الفقه:الوضوء و الصلاة و سائر الأبواب (2)...

ثالثا:في مجال التفسير و علوم القرآن:

تعد النتاجات التفسيرية و القرآنية التي صدرت عن رجالات الشيعة،هي المبادرات التدوينية الرائدة في هذا المجال،حيث أنّ ممارسة أمير المؤمنين عليه السلام في تدوين العلوم التفسيرية و القرآنية قد حفّزت اتباع مدرسة الأئمة من أهل البيت على المساهمة الجادة في إبراز نتاجات علمية لها قيمتها الكبيرة في تاريخ الفكر القرآني.

و من الشواهد على ذلك:

1-مشاهير المفسرين و أئمة علم القرآن هم من أتباع مدرسة أهل البيت:ة.

ص: 511


1- النعماني:الغيبة ص /61ط.بيروت.
2- الشيعة و فنون الإسلام ص /60ط.القاهرة.

أ-عبد اللّه بن عباس حبر الأمة.

ب-جابر بن عبد اللّه الأنصاري.

ج-أبي بن كعب سيد القراء.

د-سعيد بن جبير أعلم التابعين بالتفسير.

ه-جابر بن يزيد الجعفي كان إماما في التفسير أخذه عن الإمام الباقر عليه السلام.

2-أول من وضع نقاط المصحف و أعربه و حفظه عن التحريف هو«أبو الأسود الدؤلي»و كان من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام (1).

3-أول من صنف في«فضائل القرآن»أبي بن كعب الأنصاري (2).

4-أول من صنف في«أحكام القرآن»محمد بن السائب الكلبي و هو من أصحاب الإمامين الباقر و الصادق عليهما السلام (3).

5-أول من دوّن علم القراءة أبان بن تغلب من أصحاب الإمامين الباقر و الصادق عليهما السلام (4).

النقطة الثالثة:
اشارة

-اعتماد سنة الأئمة من أهل البيت:

التأكيد على«سنة أهل البيت»لا يعني إعطاء مصدر متمايز عن«سنة الرسول صلى اللّه عليه و آله»و إنّما هو تثبيت للحالة التجسيدية الأصيلة لحركة السنة النبوية، و بمعنى آخر إنّ كل ما يصدر عن أئمة أهل البيت من أقوال و أفعال و تقريرات،يجسد الحالة التطبيقية الأمينة للسنة النبوية المباركة،و في ما عرضنا له من نصوص تحت عنوان «أئمة أهل البيت لا يفتون الناس بآرائهم»يؤكد هذا المضمون...

ص: 512


1- يقرأ:الشيعة و فنون الإسلام ص 27-/34ط.القاهرة.
2- يقرأ:الشيعة و فنون الإسلام ص 27-/34ط.القاهرة.
3- يقرأ:الشيعة و فنون الإسلام ص 27-/34ط.القاهرة.
4- يقرأ:الشيعة و فنون الإسلام ص 27-/34ط.القاهرة.
الأدلة على حجية سنة أهل البيت عليهم السلام:
اشارة

تناول الباحثون من علماء الشيعة هذه المسألة في دراساتهم الأصولية المقارنة، و عالجوها معالجة علمية مستوفية من خلال ما عرضوا له من أدلة قرآنية و نبوية و عقلية، بإمكان الدارسين الرجوع إليها في الكتب الإستدلالية المفصلة.

و أكتفي هنا بالإشارة إلى نماذج من تلك الأدلة،معتمدا اسلوب الإيجاز و التبسيط بما ينسجم مع مستوى هذا البحث و أهدافه..

الدليل الأول:

آية التطهير:

إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1) .

و تقريب الإستدلال بهذه الآية على حجية«سنة أهل البيت»يعتمد مقدمتين:

المقدمة الأولى:

تحديد المراد من«أهل البيت»:

و لعل الرجوع إلى المصادر التي بينت أسباب نزول هذه الآية يكفينا مؤنة البحث في هذه المقدمة،و قد مرت الإشارة في فصل سابق إلى أنّ الآية نزلت في خمسة:

-رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.

-أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

-فاطمة الزهراء عليها السلام.

-الحسن و الحسين عليهما السلام (2).

ص: 513


1- سورة الأحزاب:الآية 33.
2- صحيح مسلم ج 4 ص 1883 ح /2424ط.بيروت. صحيح الترمذي ج 5 ص 351 ح /3205ط.بيروت. مسند أحمد ج 1 ص /331ط.بيروت. المستدرك للحاكم ج 3 ص /146ط.بيروت. الطبراني:المعجم الصغير ج 2 ص /491ط.الرياض.

المقدمة الثانية:

دلالة الآية على عصمة أهل البيت عليهم السلام:و قد عالجنا هذا الجانب في القسم الأول من هذا الكتاب،الفصل الثالث،المنظومة الثانية،حيث تناولنا فهمنا للنص و دلالته الصريحة على عصمة أهل البيت عليهم السلام فيمكن للقارئ الرجوع إلى ما أوضحناه هناك.

النتيجة:

إذا ثبتت«العصمة»لأهل البيت،ثبتت«الحجية»لكل ما يصدر عنهم من قول أو فعل أو تقرير.

الدليل الثاني:

آية أولي الأمر:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (1) .

و تقريب الأستدلال بهذا النص على حجية«سنة أهل البيت»يتم من خلال النقاط التالية:

1-المراد من«أولي الأمر»في هذا النص هم«علي و الأئمة من ذريته»كما أكدت ذلك الكثير من المصادر التي تناولت أسباب النزول،فراجع.

2-الآية تدل صراحة على وجوب الطاعة للّه تعالى،و للرسول صلى اللّه عليه و آله و لأولي الأمر.

3-وجوب الطاعة مساوق«للحجية»فكل ما يصدر عن اللّه تعالى،و الرسول صلى اللّه عليه و آله و الأئمة من أهل البيت عليهم السلام فهو حجة و واجب الاتباع.

ص: 514


1- سورة النساء:الآية 59.
الدليل الثالث:

حديث الثقلين:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

و تقريب الاستدلال بهذا النص يتم من خلال النقاط التالية:

1-الإقتران و التلازم بين القرآن و العترة:

أ-القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه،فالعترة من أهل البيت كذلك،و إلاّ صدق الإفتراق المنفي في الحديث بدلالة«لن»التأبيدية،و عبارة«حتى يردا عليّ الحوض».ثم إنّ القول بتجويز الإفتراق بين الكتاب و العترة،بمخالفتهم للكتاب،و صدور الذنب منهم فيه تجويز الكذب على الرسول صلى اللّه عليه و آله الذي أخبر عن اللّه عز و جل بعدم وقوع الإفتراق (1).

ب-القرآن مصدر لأحكام اللّه تعالى،فوجب أن تكون العترة كذلك،بملاك التلازم و الإقتران.

2-التمسك بالكتاب و العترة عاصم من الضلال.

أ-و لا يكون كذلك إلاّ من يكون حجة بين الخالق و العباد.

ب-التمسك بالقرآن هو الأخذ بتعاليمه،فكذلك التمسك بالعترة من أهل البيت...

ص: 515


1- محمد تقي الحكيم:الأصول العامة للفقه المقارن ص /167ط.قم.

ص: 516

القسم الثالث: الإطار العام للتشيع و مستوياته

اشارة

ص: 517

ص: 518

التشيع تجسيد للصيغة الأصيلة:

يمثل التشيع في إطاره العام الحالة التجسيدية للصيغة التي عمل الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على تأصيلها في واقع الأمة،تلك الصيغة التي توافرت على كل المكونات الأساسية في المضمون الإسلامي الأصيل.

و قد تناولنا في القسم الثاني دور الأئمة من أهل البيت في الحفاظ على الصيغة الأصيلة لحركة الرسالة في أفكارها و قيمها و تشريعاتها من خلال الجهود الكبيرة التي بذلوها في مواجهة حالات التحريف و التغيير الطارئة.

و في القسم الثالث نحاول تناول الحالة التجسيدية المتحركة في داخل الأمة في ظل التوجيهات الفكرية و العملية التي مارسها القادة من أهل البيت عليهم السلام و أنتجوا من خلالها مسارا أصيلا له مقوماته و معالمه و أهدافه.

و الحالة التجسيدية التي صاغها الأئمة عليهم السلام في داخل الأمة هي تعبير صادق للواقع الأصيل للحالة الإسلامية كما يفهمها و يعيشها الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،فالإنتماء إلى خط الأئمة عليهم السلام هو تجسيد عملي لحالة الإنتماء للإسلام في منطلقاته و مساراته و غاياته الأصيلة.

و بمقدار ما نستوعب و نجسد المضامين التي عمل الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على تأصيلها و تحريكها في واقع الحياة الإسلامية،نكون قد استوعبنا و جسدنا مضامين الرسالة على كل المستويات العقائدية و الروحية،و السياسية،و الاجتماعية، و التشريعية.

و قد أوضحنا في فهمنا للحالة الشيعية أنّها تجسيد لمبدأ الإمامة بكل ما يحمله من دلالات فكرية و عملية تعطي للحالة مصداقيتها المتميزة عقائديا و روحيا و فقهيا،و هنا في هذا القسم نعالج أبرز المستويات التي تكوّن المقومات الأساسية للحالة الشيعية.

ص: 519

و نتناول ثلاثة مستويات رئيسية:-

1-المستوى العقائدي.

2-المستوى الروحي.

3-المستوى العملي.

و من خلال هذه المستويات الثلاثة سوف نبرز مدى التجسيد للصيغة الأصيلة التي تعبر عنه الحالة الشيعية في أفكارها و أخلاقياتها و إلتزاماتها...

ص: 520

المستويات العامة

اشارة

*الفصل الأول:المستوى العقائدي

*الفصل الثاني:المستوى الروحي

*الفصل الثالث:المستوى العملي

ص: 521

ص: 522

الفصل الأول
اشارة

المستوى العقائدي

*المبحث الأول:المستوى العقائدي العام.

*المبحث الثاني:المستوى العقائدي الخاص.

ص: 523

ص: 524

[المبحث الأول] الأصل العقائدي [العام]
الأول
اشارة

التوحيد

تتكون العقيدة الإيمانية باللّه تعالى من ثلاثة عناصر رئيسية:-

1-التوحيد الإلهي.

2-الكمال الإلهي.

3-العدل الإلهي.

العنصر الأول:

التوحيد الإلهي:

التوحيد هو«القاعدة الأولى»التي ترتسي عليها:

1-الصيغة الإلهية التي تتناول كل مفاهيم الحياة و قيمها.

2-البنية الإيمانية بكل محتوياتها العقائدية و الفكرية و الروحية و الاجتماعية و السياسية.

3-الحالة الإسلامية في كل منطلقاتها و منابعها و مناهجها و أهدافها...

فمن خلال«القاعدة التوحيدية»تتحدد كل المعالم الأصيلة للصيغة الإسلامية التي توجّه كل المسارات المتعددة لحركة الحياة و الإنسان.

و ليس من أهداف البحث هنا معالجة الجنبة الإثباتية الإستدلالية للمبدأ التوحيدي،فذلك متروك للدراسات الفلسفية و الكلامية،و إنما أردنا الإشارة إلى أساسية هذا المبدأ في التكوينية الإيمانية و الصيغة الإسلامية.

ص: 525

عقيدة الشيعة في التوحيد:
اشارة

يمثل«التوحيد»الأصل الأول في المنظومة العقائدية الشيعية،كما تؤكد ذلك كتب العقيدة المعتمدة عندهم،و يمكن أن نستشهد ببعض النصوص المدونة في أهم مصادرهم:

(1)قال ابن بابويه القمي في كتابه(عقائد الشيعة):

«اعتقادنا بالتوحيد:أن اللّه تعالى واحد ليس مثله شيء،قديم لم يزل و لا يزال سميعا بصيرا حكيما حيا عزيزا قدوسا عالما قادرا لا يوصف بجوهر و لا جسم و لا صورة و لا عرض،خارج عن الحدين حد الإبطال و حد التشبيه» (1).

(2)و قال الشيخ المفيد في كتابه(أوائل المقالات):

«إن اللّه واحد في الإلهية و الأزلية لا يشبهه شيء و لا يجوز أن يماثله شيء،و إنّه فرد في المعبودية لا ثاني له فيها على الوجوه كلها و الأسباب،و على هذا إجماع أهل التوحيد إلاّ من شذّ من أهل التشبيه» (2).

(3)و قال العلامة الحلي في كتابه(نهج الحق و كشف الصدق):

«و قول الإمامية في التوحيد يضاهي قولهم في العدل فإنهم يقولون:

إنّ اللّه عز و جل واحد لا قديم سواه،و لا إله غيره،و لا يشبه الأشياء،و لا يجوز عليه ما يصح عليها من التحرك و السكون،و أنّه لم يزل و لا يزال حيا قادرا عالما مدركا» (3)....

(4)و قال الشيخ المظفر في كتابه(عقائد الإمامية):

«و نعتقد أنه يجب توحيد اللّه تعالى من جميع الجهات:فكما يجب توحيده في الذات و نعتقد أنه واحد في ذاته و وجوب وجوده.

ص: 526


1- يقرأ:الوائلي:هوية التشيع ص /125ط.بيروت.
2- المفيد:أوائل المقالات ص /56ط.قم.
3- نهج الحق ص /77ط.بيروت.

كذلك يجب-ثانيا-توحيده في الصفات،و ذلك بالاعتقاد بأنّ صفاته عين ذاته كما سيأتي بيان ذلك،و بالاعتقاد بأنّ لا شبه له في صفاته الذاتية،فهو في العلم و القدرة لا نظير له و في الخلق و الرزق لا شريك له،و في كل كمال لا ند له.

و كذلك يجب-ثالثا-توحيده في العبادة فلا تجوز عبادة غيره بوجه من الوجوه، و كذلك إشراكه في العبادة في أي نوع من أنواع العبادة،واجبة أو غير واجبة،في الصلاة أو في غيرها من العبادات،و من أشرك في العبادة غيره فهو مشرك كمن يرائي في عبادته و يتقرب إلى غير اللّه تعالى و حكمه حكم من يعبد الأصنام و الأوثان لا فرق بينهما» (1).

زيارة القبور ظاهرة مشروعة:
اشارة

تثار بعض الإشكالات حول الظاهرة التي يمارسها قسم كبير من المسلمين و المتمثلة في«زيارة قبور الأولياء و الصالحين»باعتبارها حالة من حالات الشرك و لونا من ألوان التقرب لغير اللّه تعالى،و بالتالي فهي ظاهرة تتنافى مع«عقيدة التوحيد».

و لنا حول هذه المقولة عدة ملاحظات:-

الملاحظة الأولى:

النصوص الإسلامية تؤكّد مشروعية هذا اللون من الممارسة.

آ-قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«زوروا القبور فإنّها تذكركم الآخرة» (2).

ب-و عن عائشة:

أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله رخص في زيارة القبور (3).

ص: 527


1- عقائد الإمامية ص /71ط.بيروت.
2- سنن ابن ماجه ج /500/1ط.بيروت.
3- نفس المصدر.

ج-و عن أبي هريرة أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«فزوروا القبور فإنها تذكر الموت» (1).

د-و عن أبي بريدة عن أبيه:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها» (2).

ه-و عن بريدة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور،فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه،فزوروها فإنّها تذكّر الآخرة» (1).

الملاحظة الثانية:

السيرة العملية تؤكد المشروعية:

و من الشواهد على ذلك:-

أ-زيارة الرسول صلى اللّه عليه و آله لقبر آمنة،عن أبي بريدة عن أبيه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فقد أذن لمحمد في زيارة قبر أمه فزوروها فإنها تذكركم الآخرة» (2).

ص: 528


1- صحيح الترمذي ج /370/3ط.بيروت.
2- ذكر ذلك: -مسلم في صحيحه ج 7 ص 49 كتاب الجنائز/ط.بيروت. -الترمذي في صحيحه ج 4 ص 274 كتاب الجنائز/ط.بيروت. -ابن ماجه في سننه ج 1 ص 262 كتاب الجنائز/ط.الرياض.

ب-زيارة الرسول صلى اللّه عليه و آله لقبور البقيع:

عن عائشة،قالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كلما كان ليلتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يخرج آخر الليل إلى البقيع فيقول:

السلام عليكم دار قوم مؤمنين و أتاكم ما توعدون غدا مؤجلون،و إنا إن شاء اللّه بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الفرقد (1).

الملاحظة الثالثة:

المعطيات الكبيرة لزيارة القبور:

أولا:المعطيات العقائدية:

-الإنشداد إلى اللّه تعالى...

-الإذعان إلى الإرادة الإلهية القاهرة و التسليم بحتمية الموت...

-الإرتباط بعقيدة البعث و اليوم الآخر.

-ترسيخ الحالة الإيمانية من خلال التعاطي مع خط الأولياء.

ثانيا:المعطيات التربوية:

-الموت خير واعظ...

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أكثروا من ذكر هادم اللذات» (2).

و قال أمير المؤمنين عليه السلام:

«أوصيكم بذكر الموت و إقلال الغفلة عنه» (3)

ص: 529


1- ذكر ذلك: -مسلم في صحيحه ج 7 ص /44ط.بيروت. -الترمذي في صحيحه ج 4 ص /272ط.بيروت.
2- المجلسي:البحار ج 6 ص 132 ح 28 باب /4ط.طهران.
3- الصدوق:من لا يحضره الفقيه ج 1 ص 518 ح /1484ط.إيران.

-زيارة القبور تذكّر بالآخرة و تزهد في الدنيا.

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«زوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة» (1).

و قال صلى اللّه عليه و آله:

«زوروها فإنها تزهد في الدنيا و تذكركم بالآخرة» (2).

-زيارة قبور الأنبياء و الأوصياء و الصلحاء تملأ وعي الإنسان و وجدانه و مشاعره بفيض من قيم الخير و الفضيلة و الهدى و الصلاح.

ثالثا:المعطيات التاريخية:

من القبور ما يمثل معلما من معالم الرسالة و شاهدا من شواهد المسيرة،و وثيقة من وثائق التاريخ.

فزيارة قبر الرسول صلى اللّه عليه و آله تفتح ذاكرة الإنسان المسلم على تاريخ الرسالة بكل ما يزخر به من مواقف و وقائع و أحداث.

و زيارة قبور أئمة المسلمين عليهم السلام تعود بوعي الأمة إلى المنطلقات التاريخية الأصيلة في المسيرة الإسلامية.

و زيارة شخصيات الرسالة و رموز الدعوة و قمم العقيدة تعمق الأصالة التاريخية في حس الأمة.

فالمسألة ليست حالة من التعاطي الجامد مع كتل من الحجارة و التراب،و إنّما هي صيغة واعية من صيغ التعامل مع العمق التاريخي في حركة الأمة.

رابعا:المعطيات الجهادية و السياسية:

-استلهام المواقف الجهادية الفاعلة في تاريخ الرسالة.

-التعاطي مع القيم الرسالية المتحركة.ه.

ص: 530


1- المجلسي:البحار ج 82 ص 169 ح 3 باب /20ط.إيران.
2- المصدر نفسه.

-الإدانة العملية للسياسات الظالمة في تاريخ الأمة.

-الحفاظ على ديمومة العطاء الثوري لدماء الشهداء.

-تأصيل الولاء و الحب لرموز المسيرة.

موقف الشيعة من ظاهرة الغلو:
اشارة

تجسيدا للصيغة التوحيدية الأصيلة و انسجاما مع موقف الأئمة من أهل البيت عليهم السلام الرافض لظاهرة الغلو فقد عبر الشيعة من خلال فتاوى فقهائهم عن حالة البراءة و التكفير للغلاة.

و نضع بين يدي القارئ طائفة من تلك الفتاوى:

1-قال الشيخ المفيد محمد بن النعمان العكبري(من كبار فقهاء الشيعة):

«و الغلاة من المتظاهرين بالإسلام هم الذين نسبوا أمير المؤمنين و الأئمة من ذريته عليهم السلام إلى الالوهية و النبوة و وصفوهم من الفضل في الدين و الدنيا ما تجاوزوا فيه الحد،و خرجوا عن القصد،و هم ضلاّل كفار،حكم فيهم أمير المؤمنين عليه السلام بالقتل و التحريق بالنار و قضت الأئمة عليهم السلام عليهم بالاكفار و الخروج عن الإسلام» (1).

2-و قال الشهيدان في اللمعة الدمشقية و شرحها:

«و المسلمون من صلى إلى القبلة إلاّ الخوارج و الغلاة فلا يدخلون في مفهوم الإسلام و إن صلوا إليها للحكم بكفرهم» (2).

3-و قال السيد اليزدي في العروة الوثقى:

لا إشكال في نجاسة الغلاة و الخوارج و النواصب (3).

ص: 531


1- المفيد:تصحيح الاعتقاد ص /238ط.إيران.
2- اللمعة الدمشقية ج 180/3«كتاب الوقف»/ط.النجف.
3- اليزدي:العروة الوثقى ج 1 ص /68ط.طهران.
4-و قال السيد الخوئي في منهاج الصالحين:

«الكافر:و هو من لم ينتحل دينا أو انتحل دينا غير الإسلام،أو انتحل الإسلام و جحد ما يعلم أنّه من الدين الإسلامي بحيث رجع جحده إلى إنكار الرسالة،نعم إنكار المعاد يوجب الكفر مطلقا،و لا فرق بين المرتد و الكافر الأصلي،الحربي، و الذمي،و الخارجي،و الغالي،و الناصب» (1).

5-و قال السيد الخميني في تحرير الوسيلة:

«و أما الغالي فإنّ كان غلوّه مستلزما لإنكار الالوهية أو التوحيد أو النبوة فهو كافر» (2).

مؤلفات الشيعة في الرد على الغلاة:
اشارة

تصدى علماء الشيعة للرد على الغلاة،و ألّفوا الكتب و الرسائل في دحض إفتراءاتهم،و مزاعمهم الباطلة و أقاويلهم الضالة:

و هذه نماذج من تلك المؤلفات كما أوردها الشيخ عبد اللّه نعمة في كتابه: (3)

1-كتاب الرد على الغلاة ليونس بن عبد الرحمن(ت 208 ه).

2-الرد على الغلاة لعلي بن مهزيار(كان حيا سنة 229).

3-الرد على الغالية للفضل بن شاذان(ت 260 ه).

4-الرد على الغلاة لمحمد بن الحسن الصغار(ت 290 ه).

5-كتاب الرد على الغالية للحسن بن علي بن فضال(ت 224 ه).

6-الرد على الغلاة لسعد بن عبيد اللّه الأشعري القمي(ت 301 ه).

7-كتاب الرد على الغلاة لاسماعيل بن علي النوبختي(ت 311 ه).

8-كتاب الرد على الغلاة لاسحاق بن الحسن بن بكر(ت 411 ه).

ص: 532


1- الخوئي:منهاج الصالحين ج 1 ص /109ط.الكويت.
2- الخميني:تحرير الوسيلة ج 1 ص /118ط.بيروت.
3- عبد اللّه نعمة:روح التشيع ص /100ط.بيروت.

9-الرد على الغلاة لأبي الفتح محمد بن علي بن عثمان الكراجكي الطرابلسي (ت 449 ه).

10-الرد على الغلاة لمحمد بن الحسن بن حمزة الجعفري(ت 463 ه).

العنصر الثاني:

الكمال الإلهي:

من خلال النظرة التأملية في الكون تتجلى مظاهر الإبداع و الإتقان،و الحكمة، و التدبير،و الترابط و التناسق،و القدرة و الهيمنة،و الإرادة و الاختيار.

و هذه المعطيات الكونية المبثوثة في كل ذرة من هذا الوجود تبرهن بوضوح على «الكمال المطلق لخالق الكون و الحياة».

-فما في نظام الكون من دقة و إبداع يكشف عن العلم و الحكمة.

-و ما في أعماقه من طاقات يدلل على القدرة و السيطرة.

-و ما في أشكاله من ألوان الحياة و درجات الإدراك العقلي و الحسي يدل على ما يتمتع به الصانع من حياة و إدراك.

-و وحدة الخطة و البناء في تصميم هذا الكون،و الترابط الوثيق بين مختلف جوانبه تشير إلى وحدة الخالق و وحدة الخبرة التي انبثق عنها هذا الكون الكبير (1).

الصفات الإلهية:

يقسم علماء الكلام صفات اللّه إلى قسمين (2):

(القسم الأول)الصفات الثبوتية:و هي على نحوين:-

(1)الصفات الثبوتية الحقيقية(صفات الكمال و الجمال):

مثل العلم و القدرة،و الغنى،و الإرادة،و الحياة...

ص: 533


1- الشهيد الصدر:المرسل الرسول الرسالة ص /59ط.بيروت.
2- يقرأ:المظفر:عقائد الإمامية ص 73-/74ط.بيروت.

(2)الصفات الثبوتية الإضافية:

مثل:الخالقية،الرازقية،العلية...

(القسم الثاني)الصفات السلبية(صفات الجلال):

مثل:سلب الجسمية،سلب الصورة،سلب الحركة،سلب كل النواقص.

العنصر الثالث:

العدل الإلهي:

يتضمن هذا العنصر عدة مفردات أساسية منها:

المفردة الأولى:

الأفعال الإلهية مطابقة للحكمة و الصواب:

قال العلامة الحلي:

«و قالت الإمامية و متابعوهم من المعتزلة:

إنّ جميع أفعال اللّه تعالى حكمة و صواب،ليس فيها ظلم و لا جور و لا كذب و لا عبث و لا فاحشة،و الفواحش،و القبائح و الكذب و الجهل من أفعال العباد و اللّه تعالى منزه عنها و بريء منها» (1).

المفردة الثانية:

التكاليف الإلهية ليست خارجة عن حدود الطاقة البشرية.

فما صدر عن اللّه تعالى من أحكام و تكاليف تقع ضمن دائرة القدرة البشرية، لأنّ التكليف بما لا يطاق قبيح عقلا فلا يصدر عن المشرع الحكيم العادل.

قال العلامة الحلي:

ص: 534


1- الحلي:نهج الحق و كشف الصدق ص /73ط.بيروت.

«و قالت الإمامية:

إنّ اللّه سبحانه لم يكلف أحدا فوق طاقته» (1).

و في الحالات التي تنتفي القدرة التكوينية على الامتثال يتجمد التكليف الشرعي،كما في الأمثلة الفقهية التالية:

1-في حال فقد القدرة على القيام في الصلاة،يسقط التكليف المتمثل في وجوب القيام فتؤدى الصلاة من جلوس.

2-في حال فقد القدرة على الصيام يسقط التكليف الفعلي بأداء الصيام.

3-في حالة فقد القدرة على اجتناب«المنهي عنه شرعا»يسقط هذا التكليف.

و قد نصّ الفقهاء على اعتبار«القدرة»من شروط التكليف العامة...

ذكر الشهيد السيد محمد باقر الصدر:

أنّ للتكليف شروطا عامة هي:

أولا:البلوغ فلا يتجه التكليف إلى الإنسان-رجلا كان أو امرأة-إلا إذا بلغ...

فغير البالغ ليس بمكلف،و نعني بذلك أنّ جانب الإلزام و المسؤولية الأخروية- العقاب في الآخرة-من أحكام اللّه تعالى لا يثبت بشأن غير البالغ...

ثانيا:العقل و نقصد به أن يكون لديه من الرشد ما يمكن أن يعي به كونه مكلفا و يحس بمسؤولية تجاه ذلك فلا تكليف للمجنون أو الأبله الذي لا يدرك الواضحات لبلاهته و قصور عقله.

ثالثا:القدرة،قال سبحانه و تعالى:

لا يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْساً إِلاّ وُسْعَها (2) .6.

ص: 535


1- المصدر السابق نفسه ص 75.
2- سورة البقرة:الآية 286.

فمن عجز عن الطاعة كان معذورا و سقط عنه التكليف سواء كان التكليف أمرا و إلزاما بشيء و قد عجز عنه كالمريض يعجز عن القيام في الصلاة،أو نهيا و تحريما و قد عجز عن اجتنابه و تركه كالغريق يعجز عن اجتناب الخطر (1).

المفردة الثالثة:

الإنسان ليس مسلوب الإرادة فيما يصدر عنه من أفعال الطاعة و المعصية:

و على ضوء هذه المفردة يتجه الفكر الشيعي إلى رفض«نظرية الجبر»التي تسلب الإرادة عن الإنسان في جميع ما يصدر عنه من طاعات أو معاص،و تنسب ذلك إلى اللّه تعالى باعتباره الفاعل الحقيقي لتلك الأعمال،في الوقت الذي يتحمل فيه الإنسان مسؤوليتها بما يترتب على ذلك من ثواب و عقاب.

و قد تواتر عن أئمة أهل البيت عليهم السلام قولهم:

«لا جبر و لا تفويض بل أمر بين أمرين» (2).

مناقشة نظرية الجبر:

أهم الملاحظات التي تسجل حول هذه النظرية هي:

الملاحظة الأولى:

النظرية تتنافى مع الأحكام العقلية الضرورية:

نظرية الجبر تتصادم مع مجموعة ضرورات عقلية:

أ-فالعقل يفرق بالضرورة بين نوعين من الحركة:

-الحركة الإرادية الاختيارية..

-و الحركة اللاإرادية...

ب-العقل يحكم بالضرورة بقبح التكليف بما لا يطاق.

ج-العقل يحكم بالضرورة بعدالة الخالق و حكمته..

ص: 536


1- محمد باقر الصدر:الفتاوى الواضحة ص 125-/127ط.بيروت.
2- الكليني:أصول الكافي ج 1 باب 53 ص 160 ح /10ط.إيران.

في حين نظرية الجبر تفرز معطيات تتنافى مع هذه الضرورات العقلية (1).

الملاحظة الثانية:

النظرية تتنافى مع النصوص القرآنية:-

1-الآيات القرآنية تضيف الفعل إلى العبد:

- فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ (2).

- مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ (3).

- كُلُّ امْرِئٍ بِما كَسَبَ رَهِينٌ (4).

2-الآيات القرآنية تنص على التخيير في فعل الإنسان:

- فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَ مَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ (5).

- لِمَنْ شاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّرَ (6).

3-الآيات القرآنية تمدح المؤمنين و تذم الكافرين:

- قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ... (7).

- وَ الْكافِرُونَ هُمُ الظّالِمُونَ (8).

الملاحظة الثالثة:

النظرية تتنافى مع مبدأ«الثواب العقاب»:ت.

ص: 537


1- الحلي:نهج الحق و كشف الصدق ص 102-/112ط.بيروت.
2- سورة البقرة:الآية 79.
3- سورة النساء:الآية 123.
4- سورة الطور:الآية 21.
5- سورة الكهف:الآية 29.
6- سورة المدثر:الآية 37.
7- سورة المؤمنون:الآية 1.
8- سورة البقرة:الآية 254،و للتوسع يقرأ نهج الحق ص 102-/112ط.بيروت.

و في القرآن تأكيد واضح لهذا المبدأ:

- إِنَّما تُجْزَوْنَ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (1).

- لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى (2).

- مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها (3).

الملاحظة الرابعة:

النظرية تتنافى مع حرية الإرادة البشرية:

فالإنسان يملك إرادة الفعل و إرادة الترك كما يبرهن على ذلك الواقع الموضوعي لكل حركاته و ممارسته و فعالياته.

الملاحظة الخامسة:

النظرية تتنافى مع«المبدأ الجزائي»الذي تؤمن به كل المجتمعات البشرية على اختلاف إنتماءاتها المبدئية و الفكرية و العقائدية و السياسية.

الملاحظة السادسة:

النظرية تحمل صبغة سياسية:

فقد وظفها الأمويون لخدمة أهدافهم،فهي التي«تلائمهم في الميدان السياسي لأنها توحي للناس بأنّ وجود الأمويين و تصرفاتهم مهما كانت شاذة و ظالمة ليست سوى قدر مرسوم من اللّه لا يمكن تغييره و لا تبديله،فلا جدوى من الثورة عليه،و ها هو معاوية يتظاهر بالجبر و الإرجاء كما قدمنا لأجل تبرير أفعاله أمام الملأ بأنها مقدرة لا سبيل إلى تبديلها» (4).ت.

ص: 538


1- سورة الطور:الآية 16.
2- سورة طه:الآية 15.
3- سورة الأنعام:الآية 160.
4- شمس الدين:ثورة الحسين ص /118ط.بيروت.

الأصل العقائدي

الثاني
اشارة

النبوّة

ظاهرة النبوة في المسيرة البشرية:
اشارة

الوجود البشري ليس حالة تائهة في الحركة الكونية الهادفة فالصانع الحكيم قد أبدع هذا الكون،و أفرغ فيه قوانينه الصارمة،و أعطى كل جزئية من جزئياته مسارها المتناسق مع كل المسارات الأخرى في المنظومة الكونية.

و الإنسان باعتباره مفردة من مفردات هذه المنظومة يجب أن تكون مسيرته متناغمة مع الحركة الكونية المشدودة إلى الخالق المتفرد.

و الحركة الإنشدادية إلى اللّه تعالى في المنظومة الكونية تأخذ صيغتين مختلفتين:

الصيغة الأولى:

الحركة التكوينية اللاإرادية:

و هنا تتحكم القوانين الإلهية الصارمة في إعطاء الحركة مساراتها الثابتة الدائمة، فالشمس و القمر و الكواكب و الرياح و النباتات،تتحرك ضمن قوانين إلهية مفروضة لا يمكن الإنفلات منها..

الصيغة الثانية:

الحركة الإرادية الإختيارية(حركة الإنسان):

و قد اقتضت حكمة اللّه أن تمنح الإنسان الإرادة في الحركة،فلم تفرض عليه القوانين الصارمة التي فرضتها على الشمس و القمر و النبات،باستثناء الجنبة التكوينية في بنية الإنسان فهي محكومة لقوانين خارجة عن إرادته.

ص: 539

ترشيد الحركة:

إذا كان الإنسان يملك إرادة حرة في الحركة فهو لا يملك القدرة على صياغة المنهج الذي يعطي لهذه الحركة مضمونها الأصيل في تجسيد الأهداف الإلهية التي تحدد دور الإنسان في المسيرة الكونية.

فحركة الإنسان في هذه الأرض تحتاج إلى ترشيد إلهي يحدد لها المنطلقات و المناهج الأهداف،و ما لم تتوافر الحركة البشرية على هذا الترشيد الإلهي،فإنها تتيه و تنحرف عن مسيرة الكون المنشدّة إلى اللّه تعالى.

و قد تورطت المسيرة البشرية عبر مراحل طويلة في تاريخها بمحاولات فاشلة لإيجاد صيغ و مناهج لحركتها بعيدا عن ترشيد السماء،فكان نصيبها مزيدا من العناء و الشقاء و الضياع و البؤس و العذاب و الحرمان.

فالإنسان عاجز عن وضع«المنهج الصالح»و ذلك لعدة أسباب:

1-القصور في العقل البشري.

2-المحدودية الزمانية و المكانية لأفكار الإنسان و معطياته.

3-المؤثرات الشعورية و اللاشعورية التي تتحكم في الصيغ التي يفرزها العقل البشري..

و في ضوء هذه الاعتبارات تتأكد الحاجة إلى الترشيد الإلهي لإعطاء المسيرة البشرية مضمونها الأصيل و حركتها المنضبطة،و اتجاهاتها الهادفة..

الأنبياء رموز الترشيد الإلهي:

و من أجل أن تتم عملية الترشيد الإلهي للمسيرة البشرية لا بد من وضع«المنهج الرباني»بين يدي الحركة الإنسانية.

و إيصال«المنهج الإلهي»إلى الساحة البشرية يحتاج إلى قنوات صالحة تختارها الإرادة الإلهية،و هذه القنوات الصالحة لحمل تعاليم السماء تتمثل في«الأنبياء و الرسل».

ص: 540

فالأنبياء و الرسل عليهم السلام هم الرموز البشرية المؤهلة لممارسة عمليات الترشيد للمسيرة البشرية من خلال المناهج الربانية.

و تتم العملية الترشيدية التي يمارسها الأنبياء و الرسل عليهم السلام من خلال حركتين إتصاليتين:

-حركة الإتصال بالسماء لتسلم«التعاليم الإلهية»...

-و حركة الإتصال بالأرض لتبليغ«المناهج الإلهية»و دفعها في الساحة البشرية.

نبوة الرسول الأعظم محمد صلى اللّه عليه و آله:
اشارة

العقيدة الإيمانية بالنبوة تتضمن بعدين:-

البعد الأول:

الإيمان بجميع الأنبياء و الرسل:

و قد أكدت هذا البعد عدة نصوص قرآنية:

1-قوله تعالى:

لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِيِّينَ... (1) .

2-قوله تعالى:

قُولُوا آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِيَ مُوسى وَ عِيسى وَ ما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (2) .

3-قوله تعالى:

ص: 541


1- سورة البقرة:الآية 177.
2- سورة البقرة:الآية 136.

وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ وَ لَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَ كانَ اللّهُ غَفُوراً رَحِيماً (1) .

4-قوله تعالى:

قُلْ آمَنّا بِاللّهِ وَ ما أُنْزِلَ عَلَيْنا وَ ما أُنْزِلَ عَلى إِبْراهِيمَ وَ إِسْماعِيلَ وَ إِسْحاقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الْأَسْباطِ وَ ما أُوتِيَ مُوسى وَ عِيسى وَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (2) .

البعد الثاني:

الإيمان بأن الرسول الأعظم محمد صلى اللّه عليه و آله هو خاتم النبيين و سيد

المرسلين:

لقد أكدّ النص القرآني في سورة الأحزاب ما كانَ مُحَمَّدٌ أَبا أَحَدٍ مِنْ رِجالِكُمْ وَ لكِنْ رَسُولَ اللّهِ وَ خاتَمَ النَّبِيِّينَ (3)على أن نبوة الرسول الأكرم محمد صلى اللّه عليه و آله هي(النبوة الخاتمة).

«و فكرة النبوة الخاتمة لها مدلولان:-

أحدهما:سلبي و هو المدلول الذي ينفي ظهور نبوة أخرى على المسرح.

و الآخر إيجابي و هو المدلول الذي يؤكد استمرار النبوة الخاتمة و امتدادها مع العصور» (4).

و هذا ما أثبته الواقع التاريخي حتى الآن،و سيبقى حقيقة ثابتة مهما امتد الزمن، و سيبقى الإسلام هو الرسالة الوريثة لكل النبوات.

و الإسلام يحمل من الخصائص ما يجعله قادرا على الاستمرار مع الزمن، و مواكبة كل المستجدات و المتغيرات في حركة المسيرة البشرية.

ص: 542


1- سورة النساء:الآية 152.
2- سورة آل عمران:الآية 84.
3- سورة الأحزاب:الآية 40.
4- الشهيد الصدر:المرسل الرسول الرسالة ص /88ط.بيروت.

و من أبرز هذه الخصائص:

-الأصالة و المرونة و الواقعية.

-الشمولية و العالمية.

-التوازن و الوسطية.

-التوافق مع كل الحقائق العقلية و العلمية.

-الاحتفاظ بوسيلة الإثبات الدائمة«القرآن».

الدليل على نبوة الرسول الأكرم محمد صلى اللّه عليه و آله:

تناول العلماء و الباحثون الإسلاميون مسألة النبوة الخاتمة بأساليب مختلفة، و عالجوا أدلتها بطرق متعددة يمكن الإطلاع عليها في الكثير من المدوّنات الإسلامية.

و يلاحظ على قسم كبير من تلك الاستدلالات أنها غير صالحة لإلزام الآخرين الذين لا يؤمنون بالقرآن و الإسلام.

و اختار هنا دليلا واحدا يتوافر على الصيغة العلمية الصالحة للإلزام،هذا الدليل الذي طرحه المفكر الإسلامي الكبير آية اللّه الشهيد السيد محمد باقر الصدر و أطلق عليه اسم«الدليل العلمي الاستقرائي».

و يتكون هذا الدليل من أربع خطوات:-

الخطوة الأولى:

و تتمثل في النقاط التالية:

1-الرسول محمد صلى اللّه عليه و آله ينتسب إلى شبه الجزيرة العربية المتخلفة حضاريا و فكريا و اجتماعيا و اقتصاديا و سياسيا.

ص: 543

2-الرسول محمد صلى اللّه عليه و آله قبل البعثة لم تبرز له أيّ مساهمات ثقافية في مجالات الخطابة و الشعر مما كان سائدا آنذاك.

3-الرسول محمد صلى اللّه عليه و آله لم يتلق أيّ تعليم منظم أو غير منظم و لم يتعاط مع مصادر الثقافة المسيحية أو اليهودية.

الخطوة الثانية:

إن الرسالة التي جاء بها النبي محمد صلى اللّه عليه و آله تميّزت بخصائص كثيرة منها:

1-الثقافة التي طرحتها أكبر من الوضع الفكري للمجتمع الوثني و أكبر من كل الثقافات الدينية التي عرفها العالم يومئذ.

2-الرسالة المطروحة كانت تحمل قيما و أحكاما،و مفاهيم و تشريعات تعتبر من أروع ما عرفه تاريخ الإنسان من قيم حضارية و تشريعات اجتماعية.

3-التحولات الكبيرة التي أحدثتها الرسالة الجديدة تمت في مدة قصيرة في حساب التحولات الاجتماعية.

4-إن الرسالة من خلال نصوصها تحدثت عن أحداث تاريخية تتصل بالأنبياء و أممهم في غاية من الدقة و التفصيل دون أن يتوافر لصاحب الرسالة أيّ وسيلة اعتيادية للإطلاع على تلك التفاصيل.

5-الإعجاز البياني و البلاغي للقرآن الذي تحدى مجتمع الفصاحة و البلاغة، فلم يملك هذا المجتمع قدرة التصدي لذلك التحدي إيمانا منه بأن الأدب القرآني فوق قدراته اللغوية و الفنية،علما بأن الذي جاء بهذا القرآن إنسان لم يبرز قبل البعثة على الساحة الأدبية.

ص: 544

الخطوة الثالثة:

إن الخصائص الكبيرة التي حملتها الرسالة الجديدة أكبر بدرجات هائلة من الظروف و العرامل المحسوسة في تلك المرحلة:-

1-المفاهيم و القيم التي جاءت بها الرسالة تمثل طفرة هائلة و تطورا شاملا، و انقلابا جذريا،و ليست مجرد خطوة إلى الأمام.

2-الحالة المفاجئة في التطور الشامل تعبر عن انفصال تام عن كل المؤثرات و الظروف المحسوسة و عن أي مراحل تمهيدية،كما لا تشكل إمتدادا لتيار سابق.

3-و كان الرسول محمد صلى اللّه عليه و آله بمستوى هذه النقلة المفاجئة فكريا و عقائديا و اجتماعيا،علما أن تاريخه الثقافي لا يحمل تلك المؤشرات و لا يثبت له أي ممارسات تمهيدية لهذا الدور القيادي الكبير.

الخطوة الرابعة:

و على ضوء ذلك كله ننتهي إلى التفسير الوحيد المعقول و المقبول و هو افتراض عامل إضافي وراء الظروف و العوامل المحسوسة،و هو«عامل الوحي و عامل النبوة» الذي يمثل تدخل السماء في توجيه الأرض (1).ت.

ص: 545


1- للاطلاع على تفاصيل هذا الدليل العلمي الاستقرائي اقرأ:الصدر:المرسل الرسول الرسالة ص 68-80 /ط.بيروت.

الأصل العقائدي

الثالث
اشارة

المعاد

المرتكزات الأساسية للمعاد:
اشارة

يعتمد هذا الأصل العقائدي في إثباته على عدة مرتكزات أساسية:-

(المرتكز الأول):الحكمة الإلهية:

ليس في أفعال اللّه تعالى أي لون من ألوان العبث،فكل ما يصدر عنه تعالى في عالم التكوين و في عالم التشريع يحكمه«مبدأ الحكمة و الهادفية».

فالمفردات التكوينية و التشريعية خاضعة في وجودها و حركتها و تكاملها و تفاعلها و تناسقها إلى مبدأ الحكمة الإلهية.

و المنظومة الكونية بكل جزئياتها تسير في حركة هادفة و تتجه نحو نهاية مرسومة.

إن الخالق الحكيم الذي أوجد الكون و الحياة و الإنسان قد حدّد البداية و النهاية، و أعطى المسيرة الكونية و الحياتية و الإنسانية،مضامينها الحكيمة و طموحاتها الرشيدة.

و قد أكدت نصوص القرآن على مبدأ الحكمة و الهادفية في الصنعة الإلهية:

- وَ ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ ما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (1).

- أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً (2).

- وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِيَعْبُدُونِ (3).

ص: 546


1- سورة الأنبياء:الآية 16.
2- سورة المؤمنون:الآية:115.
3- سورة الذاريات:الآية 56.

فمن خلال هذه الحكمة و الهادفية في حركة الكون و الحياة و الإنسان تنتج لدينا «حتمية المعاد»بما يجسده من تتويج للمسيرة التكاملية الهادفة في الحركة الكونية.

(المرتكز الثاني):العدل الإلهي:

العقيدة الإيمانية بالعدل الإلهي تنتج عدة حقائق:

1-الإيمان بالجزاء العادل الذي يوفر الثواب للمحسنين على إحسانهم و المطيعين على طاعتهم،كما يوفر العقاب للمسيئين على إساءتهم و العاصين على عصيانهم.

2-الإنتصاف للمظلومين من الظالمين.

3-التعويض الإلهي للمحرومين و المعذبين في الأرض من عباد اللّه المؤمنين.

و على ضوء هذه المعطيات الإيمانية،و على ضوء الاعتقاد بالقدرة الإلهية، نستنتج ضرورة وجود«اليوم الآخر»لإنجاز تلك المهام الإلهية،و تحقيق الوعد الرباني الصادق في الوفاء للأنبياء و الأولياء و الشهداء و الأبرار من عباد اللّه الصالحين،و الانتقام من الظالمين و الجائرين و الجبارين و المفسدين.

(المرتكز الثالث):النص القرآني:
اشارة

و قد تناول النص القرآني مسألة اليوم الآخر على عدة مستويات:-

المستوى الأول:

التأكيد على وجود اليوم الآخر:

و نتبين ذلك من خلال النصوص التالية:

- تِلْكَ الدّارُ الْآخِرَةُ نَجْعَلُها لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَ لا فَساداً وَ الْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ (1).

ص: 547


1- سورة القصص:الآية 83.

- وَ إِنَّ الدّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (1).

- يا قَوْمِ إِنَّما هذِهِ الْحَياةُ الدُّنْيا مَتاعٌ وَ إِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دارُ الْقَرارِ (2).

- نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَ فِي الْآخِرَةِ... (3).

- وَ الْآخِرَةُ خَيْرٌ وَ أَبْقى (4).

المستوى الثاني:

البرهنة على إمكانية البعث و النشوء:

كما يعبر عن ذلك النصان التاليان:

- وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظامَ وَ هِيَ رَمِيمٌ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ (5).

- أَ وَ لَمْ يَرَوْا أَنَّ اللّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ لَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقادِرٍ عَلى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتى بَلى إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (6).

المستوى الثالث:

إعطاء الإيمان بالآخرة موقعه في البنية العقائدية:

كما تؤكد ذلك النصوص التالية:

- اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ مِمّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ، وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَ ما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (7).

ص: 548


1- سورة العنكبوت:الآية 64.
2- سورة غافر:الآية 39.
3- سورة فصلت:الآية 31.
4- سورة الأعلى:الآية 17.
5- سورة يس:الآية(78،79).
6- سورة الأحقاف:الآية 33.
7- سورة البقرة:الآيتان 3،4.

- اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (1).

- لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَ الْمَغْرِبِ وَ لكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ الْمَلائِكَةِ وَ الْكِتابِ وَ النَّبِيِّينَ وَ آتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَ الْيَتامى وَ الْمَساكِينَ وَ ابْنَ السَّبِيلِ وَ السّائِلِينَ وَ فِي الرِّقابِ وَ أَقامَ الصَّلاةَ وَ آتَى الزَّكاةَ وَ الْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَ الصّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَ الضَّرّاءِ وَ حِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (2).

المستوى الرابع:

التنديد بظاهرة الإنكار ليوم المعاد:

- وَ أَنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً (3).

- إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَالَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ قُلُوبُهُمْ مُنْكِرَةٌ وَ هُمْ مُسْتَكْبِرُونَ (4).

- وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (5).

(المرتكز الرابع)الإيمان بالنبوة:

فمن خلال العقيدة الإيمانية بالنبوة تتأصل الحقيقة الأخروية التي أكد عليها الأنبياء و الرسل و أعطوها موقعا جذريا في مضامينهم الرسالية.

ص: 549


1- سورة النمل:الآية 3.
2- سورة البقرة:الآية 177.
3- سورة الإسراء:الآية 10.
4- سورة النحل:الآية 22.
5- سورة المؤمنون:الآية 74.

و الحقيقة الأخروية حالة غيبية نقتصر في الإيمان بها و بمحتوياتها على ما تناولته نصوص القرآن و الآثار الثابتة الصادرة عن الرسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله و الأئمة الميامين من أهل بيته الطاهرين.

ص: 550

المبحث الثاني
اشارة

المستوى العقائدي الخاص

«عقيدة الإمامة»

ص: 551

ص: 552

النص على عدد الأئمة:
اشارة

تناولنا في الفصل الثالث من القسم الأول في هذا الكتاب مسألة الإمامة من خلال النصوص و الأحاديث و عالجنا المسألة معالجة حاولت أن تستوعب كل المنظومات التي يمكن أن تشكل أدلة صالحة لإثبات إمامة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

و في الفصل ذاته تناولنا موقف مدرسة الخلفاء من نصوص الإمامة،و عرضنا لأهم المحاولات التي اعتمدتها هذه المدرسة في تعاملها مع النصوص.

و في هذا القسم نتناول مسألة«النص على عدد الأئمة»حيث تشكل هذه المسألة الصبغة العقائدية الخاصة التي تميز الحالة الشيعية الإمامية التي تتبنى عقيدة الإيمان بإمامة الأئمة الاثني عشر من أهل البيت عليهم السلام.

و النصوص التي تحدد عدد الأئمة متوافرة بدرجة كبيرة في أهم مصادر الحديث المعتمدة عند المسلمين.ندوّن هنا طائفة منها:

(1)حديث الأمراء:

أ-صحيح البخاري:بسنده عن جابر بن سمرة قال:

سمعت النبي صلى اللّه عليه و آله يقول:

«يكون إثنا عشر أميرا».

فقال كلمة لم أسمعها،فقال أبي أنّه قال:

«كلهم من قريش» (1).

ب-صحيح الترمذي:بالإسناد نفسه،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«يكون من بعدي إثنا عشر أميرا».

ص: 553


1- صحيح البخاري ج 9 ص 729 ح /2034ط.بيروت.

قال:

ثم تكلم بشيء لم أفهمه فسألت الذي يليني،فقال:

قال:

«كلهم من قريش» (1).

ج-أحمد بن حنبل في مسنده بالإسناد نفسه،قال:

قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول في حجة الوداع:

«لا يزال هذا الدين ظاهرا على من ناواه لا يضره مخالف و لا مفارق حتى يمضي من أمتي إثنا عشر أميرا كلهم من قريش» (2).

(2)حديث الخلفاء:

أ-عن حصين عن جابر بن سمرة قال:

دخلت مع أبي على النبي صلى اللّه عليه و آله فسمعته يقول:

«إنّ هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة».

قال:

ثم تكلم بكلام خفي عليّ،قال:

فقلت لأبي:

ما قال؟قال:

قال:

«كلهم من قريش» (3).

ص: 554


1- صحيح الترمذي ج 4 ص 501 ح /2223ط.بيروت.
2- أحمد بن حنبل:المسند ج 5 ص /90ط.بيروت.
3- صحيح مسلم ج 3 ص /1452ط.بيروت.

ب-عن سماك بن حرب قال:

سمعت جابر بن سمرة يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة»،ثم قال كلمة لم أفهمها فقلت لأبي:

ما قال؟فقال:

«كلهم من قريش» (1).

ت-عن الشعبي عن جابر بن سمرة قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و آله:

«لا يزال هذا الأمر عزيزا إلى اثني عشر خليفة».

قال:

ثم تكلم بشيء لم أفهمه،فقلت لأبي:

ما قال؟فقال:

«كلهم من قريش» (2).

ث-عن ابن عون الشعبي عن جابر بن سمرة قال:انطلقت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و معي أبي فسمعته يقول:

«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة»فقال كلمة صمنيها الناس فقلت لأبي:

ما قال؟

قال:

«كلهم من قريش» (3).ه.

ص: 555


1- المصدر السابق نفسه.
2- المصدر نفسه.
3- المصدر نفسه.

ج-عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:

كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي نافع:أن أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،قال:

فكتب إليّ:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول:

«لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (1).

ح-عن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال:

كتبت إلى جابر بن سمرة مع غلامي:

أخبرني بشيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.قال:

فكتب إليّ:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول:

«لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (2).

خ-عن الأسود بن سعيد الهمداني عن جابر بن سمرة قال:

أسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أو قال:

قال رسول اللّه:

«يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش» (3).

د-عن جابر بن سمرة قال:ه.

ص: 556


1- المصدر السابق نفسه.
2- أحمد بن حنبل:المسند ج 5 ص /89ط.بيروت.
3- المصدر نفسه.

كنا عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فسمعته يقول:

«لا يزال أمر هذه الأمة ظاهرا حتى يقوم اثنا عشر خليفة» (1).

ذ-عن أبي جحيفة عن أبيه قال:

كنت مع عمي عند النبي صلى اللّه عليه و آله فقال:

«لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة»ثم قال كلمة و خفض بها صوته فقلت لعمي و كان أمامي:

ما قال يا عم؟قال:

قال يا بني:

«كلهم من قريش» (2).

ر-عن جابر بن سمرة،قال:كنت مع أبي عند النبي صلى اللّه عليه و آله، فسمعته يقول:

«بعدي اثنا عشر خليفة»ثم أخفى صوته فقلت لأبي:

ما الذي أخفى صوته؟قال:

قال:

«كلهم من بني هاشم» (3).

ز-عن جابر بن سمرة يقول:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يخطب و هو يقول:

«ألا إن الإسلام لا يزال عزيزا إلى اثني عشر خليفة»،ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلت لأبي:

ما قال؟قال:ت.

ص: 557


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /617ط.بيروت.
2- المصدر نفسه ج 3 ص 618.
3- القندوزي:ينابيع المودة ج 3 ص /104ط.بيروت.

«كلهم من قريش» (1).

س-عن جابر بن سمرة عن النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«لا يزال أهل هذا الدين ينصرون على من ناواهم إلى اثني عشر خليفة»فجعل الناس يقومون و يقعدون،و تكلم بكلمة لم أفهمها،فقلت لأبي:

أي شيء قال؟قال:

و قال:

«كلهم من قريش» (2).

ش-عن جابر بن سمرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة كلهم من قريش» (3).

(3)حديث النقباء:

أ-الحاكم في المستدرك بالإسناد إلى مسروق،قال:

كنا جلوسا ليلة عند عبد اللّه[بن مسعود]يقرئنا القرآن،فسأله رجل فقال:

يا أبا عبد الرحمن:

هل سألتم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كم يملك هذه الأمة من خليفة.

فقال عبد اللّه:

ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك،قال:

سألناه.

فقال صلى اللّه عليه و آله:

ص: 558


1- الطيالسي:المسند ص /180ط.بيروت.
2- الطبرسي:أعلام الورى ص /384ط.إيران.
3- ابن الربيع:تيسير الوصول إلى جامع الأصول ج 2 ص /33ط.مصر.

«إثنا عشر عدد نقباء بني إسرائيل» (1).

ب-القندوزي في ينابيع المودة بالإسناد إلى مسروق،قال:

بينما نحن عند ابن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتى:

هل عهد إليكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟قال:

إنك لحديث السن و إن هذا شيء ما سألني أحد قبلك،نعم عهد إلينا نبيننا صلى اللّه عليه و آله أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل (2).

(4)حديث الإثنا عشر:

أ-القندوزي في ينابيع المودة بالإسناد إلى جابر،قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين و إن أوصيائي بعدي إثنا عشر أولهم علي و آخرهم القائم المهدي» (3).

(5)حديث الملك:

عن جابر بن سمرة،قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

لا يزال هذا الأمر في مكة و في علياء حتى يملك أثنا عشر من قريش (4).

(6)حديث القيمومة:

الطبراني في المعجم الأوسط:

ص: 559


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 4 ص /501ط.بيروت.
2- القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /307ط.النجف.
3- القندوزي:ينابيع المودة ج 3 ص /104ط.النجف.
4- الطبراني:المعجم الأوسط ج 2 ص /254ط.الرياض.

عن جابر بن سمرة،قال:

كنت مع أبي عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،فقال:

«يكون لهذه الأمة أثنا عشر قيما،لا يضرهم من خذلهم»و همس رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بكلمة لم أسمعها،فقلت لأبي:

الكلمة التي همس بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،فقال:

قال صلى اللّه عليه و آله:

«كلهم من قريش» (1).

(7)حديث الأئمة:

الطبرسي في إعلام الورى بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله حين حضرته الوفاة،فقلت:

إذا كان ما نعوذ باللّه منه فإلى من؟فأشار إلى علي عليه السلام،فقال:

«إلى هذا فإنه مع الحق و الحق معه ثم يكون من بعده أحد عشر إماما مفترضة طاعتهم كطاعتي» (2).

(8)حديث الأئمة الإثنا عشر حسب تحليل ابن طلحة الشافعي،

حيث قال:

فالذي عليه محققو علماء النسب أن كل من ولده النضر بن كنانة فهو قريشي إلى النضر بن كنانة،فالنضر بن كنانة هو دوحة يتفرع صفة الشرف عليها و ينبعث منها و ترجع إليها و هذه القبيلة الشريفة كمل شرفها و عظم قدرها و اشتهر ذكرها و استحقت التقدم على بقية القبائل و ساير البطون من العرب و غيرها برسول اللّه صلى اللّه عليه و آله

ص: 560


1- الطبراني:المعجم الأوسط ج 3 ص /437ط.الرياض.
2- الطبرسي:أعلام الورى ص /385ط.قم.

فنسب قريش انحدر من النضر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،فرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في الشرف بمنزلة مركز الدايرة بالنسبة إلى محيطها فمنه يرقى الشرف فإذا فرضت الشرف خطا متصاعدا متراقيا متصلا إلى المحيط مركبا من نقط هي أبائه أبا فابا وجدته محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر،فالمركز الذي انبعث منه الشرف متصاعدا هو رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و وجدت المحيط الذي تنتهي إليه الصفة الشريفة القرشية هو النضر بن كنانة فالخط المتصاعد عدا الذي بين المركز و بين المنتهى المحيط اجزائه اثني عشر جزءا فإذا كانت درجات الشرف المعدودة متصاعدا اثني عشر فيلزم أن يكون الخطان الخارجان من المركز إلى المحيط متفاوتين فالنبي صلوات اللّه عليه و سلامه منبع الشرف الذي هو محل الإمامة متنازلا فيلزم أن يكون الأئمة اثني عشر فكما أن الخط متصاعدا اثني عشر فالخط المتنازل اثني عشر و هم علي و الحسن و الحسين و علي و محمد و جعفر و موسى و علي و محمد و علي و الحسن و محمد صلوات اللّه عليهم اجمعين فالأول من ثبتت له الصفة بأنه قريشي مالك بن النضر و لا يتعداه صاعدا و هو الثاني عشر فكذلك منتهى من ثبتت له الإمامة و لا يتعداه نازلا و استقرت فيه و لا إمام بعده محمد بن الحسن المهدي و هو الثاني عشر فانظر بعين الاعتبار (1).

تنبيه:

وردت أحاديث كثيرة في مصادر مدرسة أهل البيت حول الأئمة أو القادة أو الخلفاء أو الملوك أو النقباء بهذه الألفاظ أو قريب منها،و نعتقد أن ما ورد في مصادر مدرسة الخلفاء هنا يكفي لاثبات المراد.ط.

ص: 561


1- ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /6مخطوط.
تفسيرات مرتبكة لهذه النصوص:
اشارة

واجهت مدرسة الخلفاء«إشكالية موضوعية صعبة»في تعاملها مع هذه النصوص،فهي من الناحية السندية صحيحة و مدوّنة في أهم مصادر الحديث:

البخاري و مسلم و الترمذي،و أبي داود و مسند أحمد و غيرها من أمهات المصادر المعتمدة.

و أما من الناحية الدلالية و المضمونية فالنصوص صريحة في تأكيد«المقولة الأثني عشرية»في الإمامة و الخلافة،و هنا تتجسّد«الإشكالية الموضوعية»فالأخذ بظواهر النصوص يتنافى مع المسلّمات المذهبية في مسألة الخلافة لدى هذه المدرسة،و رفض النصوص لا تسمح به«القوة السندية»التي تملكها.

فلا بد من محاولات توفيقية تحتفظ بالمسلّمات المذهبية،و تعطي للنصوص تفسيرا مقبولا.

و قد جرت عدة محاولات جادة في هذا الاتجاه لمعالجة تلك الإشكالية الموضوعية و انجاز الصيغة التوفيقية.

و الذي يبدو لنا من خلال القراءة الاستقرائية لكل المحاولات التي تحركت في هذا السياق أنها تعثرت في إنجاز أهدافها و أنتجت تفسيرات تختزن في داخلها الارتباك و التكلف و الحيرة.

و نحاول أن نضع بين أيدينا أنضج المحاولات و أبرز التفسيرات:

المحاولة الأولى:

محاولة ابن العربي:

قال ابن العربي في شرح سنن الترمذي:

«فعددنا بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إثني عشر أمير فوجدنا:أبا بكر، و عمر،و عثمان و عليا،الحسن،معاوية،يزيد،معاوية بن يزيد،مروان،عبد الملك

ص: 562

بن مروان،الوليد،سليمان،عمر بن عبد العزيز،يزيد بن عبد الملك،مروان بن محمد بن مروان،السفاح...».

ثم عدّ سبعا و عشرين خليفة من العباسيين إلى عصره ثم قال:

«و إذا عددنا منهم إثني عشر انتهى العدد بالصورة إلى سليمان،و إذا عددناهم بالمعنى كان معنا منهم خمسة:الخلفاء الأربعة و عمر بن عبد العزيز،و لم أعلم للحديث معنى» (1).

المحاولة الثانية:

محاولة القاضي عياض:

«و قال القاضي عياض في جواب القول:

أنّه ولي أكثر من هذا العدد،قال:

و هذا اعتراض باطل لأنّه صلى اللّه عليه و آله لم يقل:

لا يلي إلاّ إثنا عشر خليفة،و إنما قال:

يلي،و قد ولي هذا العدد و لا يضر كونه وجد بعدهم غيرهم (2).

المحاولة الثالثة:

محاولة جلال الدين السيوطي:

قال السيوطي:

«و قد وجد من الإثني عشر:

الخلافاء الأربعة،و الحسن،و معاوية،و ابن الزبير،و عمر بن عبد العزيز، هؤلاء ثمانية،و يحتمل أن يضم إليهم المهتدي من العباسيين لأنه فيهم كعمر بن عبد

ص: 563


1- ابن العربي:شرح صحيح الترمذي ج 9 ص /68ط.بيروت.
2- شرح النووي على صحيح مسلم ج 12 ص /201ط.بيروت.

العزيز في بني أمية،و كذلك الطاهر لما أوتيه من العدل،و بقى الاثنان المنتظران أحدهما المهدي لأنّه من آل بيت محمد صلى اللّه عليه و آله (1).

المحاولة الرابعة:

محاولة ابن الجوزي:

نقل ابن الجوزي في(كشف المشكل)في الوجه الثاني من جوابه ما يلي:

«يحتمل أن يكون هذا بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان،فقد وجدت في كتاب دانيال:

إذا مات المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الأكبر ثم خمسة من ولد السبط الأصغر،ثم يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الأكبر ثم يملك بعده ولده،فيتم بذلك إثنا عشر ملكا كل واحد منهم إمام مهدي» (2).

المحاولة الخامسة:

ما ذكره ابن حجر في شرح البخاري:

«و قيل أنّ المراد وجود إثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى يوم القيامة يعملون بالحق و إن لم تتوال أيامهم و يؤيد هذا ما أخرجه مسدد في مسنده الكبير عن أبي الخلد أنّه قال:

لا تهلك هذه الأمة حتى يكون إثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدى و دين الحق، منهم رجلان من أهل بيت محمد...» (3).

ص: 564


1- السيوطي:تاريخ الخلفاء ص /12ط.مصر.
2- العسكري:معالم المدرستين ج 1 ص 546.
3- ابن حجر:فتح الباري ج 13 ص 211 ح /7222ط.بيروت.
المحاولة السادسة:

ما ورد في(فتح الباري):

«يغلب على الظن أنّه عليه الصلاة و السلام أخبر بأعاجيب تكون بعده من الفتن حتى يفترق الناس في وقت واحد على إثني عشر أميرا،و لو أراد غير هذا لقال:

يكون إثنا عشر أميرا يفعلون كذا،فلمّا أعراهم عن الخبر عرفنا أنّه أراد أنّهم يكونون في زمن واحد» (1).

المحاولة السابعة:

ما أشار إليه النووي في شرحه على صحيح مسلم،حيث قال:

«المراد:أن يكون الإثنا عشر في مدة عزة الخلافة و قوة الإسلام و إستقامة أموره، ممن يعز الإسلام في زمنه و يجتمع المسلمون عليه» (2).

و نقل ابن كثير في تاريخه عن البيهقي قوله:

«و قد وجد هذا العدد بالصفة المذكورة إلى وقت الوليد بن يزيد بن عبد الملك ثم وقع الهرج و الفتنة العظيمة ثم ظهر ملك العباسية،و إنّما يزيدون على العدد المذكور إذا تركت الصفة المذكورة فيه أو عد منهم من كان بعد الهرج المذكور» (3).

المحاولة الثامنة:

ما ذكره بعض المحشين على صحيح الترمذي،حيث قال:

«إثنا عشر:إشارة إلى من بعد الصحابة من خلفاء بني أمية،و ليس على المدح بل على إستقامة السلطنة و هم:يزيد بن معاوية،و ابنه معاوية،و لا يدخل ابن الزبير لأنه

ص: 565


1- المصدر السابق نفسه.
2- شرح النووي على صحيح مسلم ج 12 ص /202ط.بيروت.
3- ابن كثير:البداية و النهاية ج 6 ص /249ط.بيروت.

من الصحابة،و لا مروان بن الحكم لكونه بويع بعد بيعة ابن الزبير فكان غاصبا،ثم عبد الملك،ثم الوليد إلى مروان بن محمد» (1).

حيثيات التفسير الواقعي لتلك النصوص:
اشارة

من خلال قراءة متأنية لتلك النصوص التي تناولت عدد الخلفاء و الأئمة، نستطيع أن نتوافر على مجموعة«حيثيات»يمكن إعتمادها«ضوابط عملية»لفهم الأحاديث و تفسيرها تفسيرا واقعيا ينسجم مع دلالاتها الأصيلة.

و على ضوء هذه الحيثيات و الضوابط تتحدد الرؤية التقويمية لكل المحاولات التي تعاملت مع النصوص و الأحاديث،و نضع هنا أهم تلك الحيثيات و الضوابط:

1-العدد:

إثنا عشر إماما أو خليفة أو أميرا..

كلهم من قريش أو من بني هاشم كما صرحت بعض النصوص..

2-التناسق الفكري و الروحي و العملي و التواصل الزمني الذي ينتظم مجموعة الأئمة أو الخلفاء..

3-المؤهلات اللازمة للإمامة على كل المستويات الإيمانية و الفكرية و النفسية و القيادية و العملية.

4-البقاء و الامتداد ما بقي الدين..

5-النص الذي يعطي للمجموعة صلاحية الإمامة و الخلافة..

التفسير الشيعي الإمامي يتوافر على هذه الحيثيات:

لو حاولنا أن نستوعب كل التفسيرات فإنّا لن نجد فيها ما يتوافر على الحيثيات المذكورة،نستثني من ذلك التفسير الشيعي الإمامي،فهو وحده يمتلك تلك الحيثيات،

ص: 566


1- هامش منتخب الأثر ص 16.

و نبرهن على ذلك من خلال الاستعراض التالي:

الحيثية الأولى:

عدد الأئمة عند الشيعة الإمامية إثنا عشر و هم:

(1)الإمام علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام.

(2)الإمام الحسن بن علي الزكي عليه السلام.

(3)الإمام الحسين بن علي سيد الشهداء عليه السلام.

(4)الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام.

(5)الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام.

(6)الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.

(7)الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام.

(8)الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.

(9)الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام.

(10)الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام.

(11)الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام.

(12)الإمام المهدي المنتظر عليه السلام.

الحيثية الثانية:

التناسق و التواصل الزمني:

من الملاحظ على التفسيرات السابقة التي طرحتها مدرسة الخلفاء أنّه يطغى عليها حالات التشويش و التكلف،فليس في داخل المجموعة المنتقاة أيّ لون من ألوان التناسق و التواصل فهي انتقاءات متناثرة،و اختيارات متنافرة و حالات متناقضة.

ص: 567

و مهما بذلت بعض المحاولات من جهد في التأكيد على سمات مشتركة،فإنّها تظل عاجزة عن إلغاء الفجوات الواضحة التي تعبر عن حالات التنافي و التنافر و التباين.

في حين يأتي التفسير الإمامي يحمل عناصر التناسق و التجانس و الترابط و التواصل و يختزن في داخله حالات الأصالة و العمق و النضج.

فالسلسلة الطاهرة من أئمة الهدى تمثل وحدات متلاحمة متكاملة ينتظمها نسق فكري روحي عملي واحد متواصل الحلقات،متناسق الخطوات،متجانس الأهداف متناغم الغايات.

و ليس هناك حالات من التناقض و التباين،و التشتت و التهافت و التساقط،و إنّما هي الحالة التكاملية الواحدة بكل ما تحمله من عناصر الإلتئام و الانتظام.

الحيثية الثالثة:
اشارة

المؤهلات و الخصائص:

منظومة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام منظومة متفردة في خصائصها و مميزاتها و مؤهلاتها على كل المستويات الإيمانية و الروحية و النفسية و الرسالية و القيادية و العملية.

و هذه الخصائص التي تحملها منظومة الأئمة من أهل البيت قد توافرنا على معرفتها من خلال:

أولا:

النصوص القرآنية و الأحاديث النبوية الثابتة المدوّنة في أهم مصادر الحديث و التفسير و التاريخ عند المسلمين.

(يقرأ:الفيروزابادي:فضائل الخمسة من الصحاح الستة).

ص: 568

ثانيا:

الواقع التاريخ للأئمة من أهل البيت عليهم السلام:

فقد برهن هذا الواقع بكل وضوح و صدق على عمق التجسيد الرسالي في حياة الأئمة الأطهار عليهم السلام و على عمق التمثل للإسلام في كل مضامينه الفكرية و الروحية و العملية و في كل قيمه و أهدافه.

فكل الدراسات التي عنيت بتدوين سيرة الأئمة عليهم السلام و التأريخ لحياتهم تؤكد حقيقة«التميّز»في شخصياتهم و مؤهلاتهم العلمية و النفسية و القيادية و في كل ما يملكون من خصائص و خصال.

ثالثا:

التصريحات الصادرة عن رجال الفكر من علماء و مؤرخين و باحثين ممن عاصروا أئمة أهل البيت عليهم السلام و ممن لم يعاصروهم فقد أجمعت هذه الكلمات على الاعتراف لأهل البيت عليهم السلام بالموقع المتفرد في العلم و الورع و الخلق و الفضل و الشرف و السمو و الكمال و الحسب و النسب.

و من الشواهد على ذلك:
1-قول الخليفة الأول أبي بكر و قد رأى عليا:

«من سره أن ينظر إلى أعظم الناس منزلة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أقربه قرابة و أفضله دالة و أعظمه عناء عن نبيه فلينظر إلى هذا» (1).

2-قول الخليفة الثاني عمر بن الخطاب:

«كانت لأصحاب محمد صلى اللّه عليه و آله ثماني عشرة سابقة،فخص منها علي بثلاث عشرة،و شركنا في الخمس» (2).

ص: 569


1- الخوارزمي:المناقب ص 161 ح /193ط.قم.
2- الخوارزمي:المناقب الفصل 7 ص /52ط.قم.
3-قول ابن عباس:

«كانت لعلي ثماني عشرة منقبة ما كانت لأحد من هذه الأمة» (1).

4-قول الإمام أحمد بن حنبل:

«ما جاء لأحد من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله من الفضائل ما جاء لعلي بن أبي طالب» (2).

5-قول الإمام مالك حول الإمام زين العابدين:

«سمي زين العابدين لكثرة عبادته» (3).

و قال الزهري عنه عليه السلام:

«ما رأيت قرشيا أفضل منه» (4).

6-قول الإمام مالك بن أنس يصف الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه

السلام:

«ما رأت عين،و لا سمعت أذن،و لا خطر على قلب بشر أفضل من جعفر بن محمد الصادق فضلا و علما و عبادة و ورعا» (5).

7-قول الإمام أبي حنيفة:

«ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد» (6).

و قوله:

«لو لا السنتان لهلك النعمان» (7).

ص: 570


1- القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /343ط.النجف.
2- أحمد بن حنبل:المسند ج 3 ص /107ط.المكتب الإسلامي.
3- الشبلنجي:نور الأبصار ص /162ط.المكتبة الشعبية.
4- الدميري:حياة الحيوان ج 1 ص /139ط.المكتبة الشعبية.
5- ابن شهراشوب:المناقب ج 4 ص /248ط.إيران.
6- المصدر نفسه.
7- الجندي:الإمام الصادق ص /162ط.القاهرة.
8-قول الحسن بن علي الوشاء:

«أردكت في هذا المسجد[مسجد الكوفة]تسعمائة شيخ كل يقول:حدثني جعفر بن محمد» (1).

9-قول أبي زهرة في كتابه:

«ما أجمع علماء الإسلام على إختلاف طوائفهم في أمر كما أجمعوا على فضل الإمام الصادق و علمه،فأئمة السنة الذين عاصروه تلقوا عنه و أخذوا عنه و لذلك نطقت ألسنة العلماء جميعا بفضله،و بذلك استحق الإمامة العلمية في عصره كما استحقها أبوه وجده من قبله» (2).

10-قول ابن عباس:

«ما نزل في أحد من كتاب اللّه تعالى ما نزل في علي» (3).

11-قول ابن مسعود:

«أقضى أهل المدينة علي» (4).

12-أن رجلا قال لابن عباس:

ما أكثر مناقب علي و فضائله إني لا حسبها ثلاثة ألاف،قال:

أولا يقول إنها ثلاثين ألف أقرب (5).

13-قال الشيخ المفيد يتحدث عن الإمام الصادق عليه السلام:

فإن أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه عليه السلام من الثقات على اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا أربعة آلاف رجل (6).

ص: 571


1- المامقاني:تنقيح المقال ج 1 ص /294مخطوط.
2- أبو زهرة:الإمام الصادق ص /68ط.بيروت.
3- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /127ط،القاهرة.
4- القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /343ط.النجف.
5- الزرندي:نظم درر السمطين ص /80ط.النجف.
6- المفيد الارشاد ص /271ط.بيروت.
14-قال ابن حجر يتحدث عن الإمام الصادق عليه السلام:

و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان و انتشر صيته في جميع البلدان، و روى عنه الأئمة الكبار كيحيى بن سعيد و ابن جريح و مالك و السفياني و أبو حنيفة و شعبة (1).

الحيثية الرابعة:

البقاء و الإمتداد ما بقي الدين:

النصوص التي تحدثت عن«الأئمة الإثني عشر»أو الخلفاء أو الأمراء أكّدت على حقيقة«بقائهم ما بقي الدين و الإسلام».

و هذه الحقيقة واضحة التجسّد في حياة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كما يثبت ذلك:

1-مضمون حديث الثقلين:

«إني تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي،و إنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

فالنفي التأبيدي للافتراق بين الكتاب و العترة يؤكد الديمومة و البقاء للأئمة عليهم السلام بديمومة القرآن و بقائه.

2-عقيدة الإمام المنتظر عليه السلام فهي تجسّد حقيقة البقاء و الديمومة و الاستمرار لخط الإمامة المتمثل في قادة أهل البيت عليهم السلام..

3-ثم إنّ عزة الإسلام و منعة الدين و بقاء الرسالة و نقاء العقيدة،و أصالة القيادة تمثل معطيات كبيرة في حياة الأئمة الأطهار عليهم السلام..

ص: 572


1- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /201ط.القاهرة.
الحيثية الخامسة:

النص على إمامة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام:

و قد أخذ هذا النص ثلاث صيغ رئيسية:

الصيغة الأولى:

النص الخاص الذي تناول إمامة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:

و قد توافرت مصادر الحديث على نسبة كبيرة جدا من نصوص الإمامة الخاصة، و ما عرضناه من نماذج في فصول سابقة كاف للبرهنة على هذه الصيغة.

الصيغة الثانية:

النص العام الذي تناول الأئمة الاثني عشر على نحو الإجمال:

و أهم المفردات التي تضمنتها هذه الصيغة:

1-«الأئمة»:

«الأئمة من بعدي إثنا عشر»-الحديث-.

2-«الأوصياء»

«إنّ أوصيائي بعدي إثنا عشر»-الحديث-.

3-«الخلفاء»

«الخلفاء بعدي إثنا عشر بعدد نقباء بني إسرائيل»-الحديث-.

4-«العترة»

«إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي»-الحديث-.

5-«أهل بيتي»

«مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق»-الحديث-.

و سبقت الإشارة إلى نماذج كثيرة تعبّر عن هذه الصيغة.

ص: 573

الصيغة الثالثة:

النص العام الذي تناول الأئمة الإثني عشر على نحو التفصيل:

و قد عبّرت عن هذه الصيغة مجموعة أحاديث تضمنت التصريح بأسماء الأئمة الإثني عشر من أهل البيت عليهم السلام:

و نطرح هنا بعض النماذج التي تجسّد هذه الصيغة:

1-ينابيع المودة للقندوزي الحنفي،بسنده إلى جابر بن عبد اللّه قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«يا جابر إنّ أوصيائي و أئمة المسلمين من بعدي أولهم علي،ثم الحسن،ثم الحسين،ثم علي بن الحسين،ثم محمد بن علي المعروف بالباقر ستدركه يا جابر فإذا لقيته فاقرأه مني السلام،ثم جعفر بن محمد،ثم موسى بن جعفر،ثم علي بن موسى،ثم محمد بن علي،ثم علي بن محمد،ثم الحسن بن علي،ثم القائم اسمه اسمي و كنيته كنيتي محمد بن الحسن بن علي ذاك الذي يفتح اللّه تبارك و تعالى على يديه مشارق الأرض و مغاربها،ذاك الذي يغيب عن أوليائه غيبه لا يثبت على القول بإمامته إلا من امتحن اللّه قلبه للإيمان» (1).

2-المجلسي في البحار:

بالإسناد إلى ابن عباس في حديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

جاء فيه:

«إنّ وصيي علي بن أبي طالب و بعده سبطاي الحسن و الحسين تتلوه تسعة أئمة من صلب الحسين».

ثم قال صلى اللّه عليه و آله:

«فإذا مضى الحسين فابنه علي،فإذا مضى علي فابنه محمد،فإذا مضى محمد فابنه جعفر،فإذا مضى جعفر فابنه موسى،فإذا مضى موسى فابنه علي،فإذا مضىم.

ص: 574


1- القندوزي:ينابيع المودة باب 94 ج 2 ص /593ط.قم.

علي فابنه محمد،فإذا مضى محمد فابنه علي،فإذا مضى علي فابنه الحسن،فإذا مضى الحسن فابنه الحجة محمد المهدي فهؤلاء اثنا عشر» (1).

3-المجلسي في البحار:

بسنده عن جابر الأنصاري قال:

دخل جندب بن جنادة على النبي صلى اللّه عليه و آله و سأله عن مسائل ثم قال:

أخبرني يا رسول اللّه عن أوصيائك بعدك لا تمسك بهم.

قال صلى اللّه عليه و آله:

«أوصيائي الاثنا عشر».

قال:

«يا رسول اللّه سمهم لي».

قال صلى اللّه عليه و آله:

«أولهم سيد الأوصياء أبو الأئمة علي،ثم ابناه الحسن و الحسين فاستمسك بهم و لا يغرنك جهل الجاهلين».

قال جنادة:فمن بعد الحسين؟

قال صلى اللّه عليه و آله:

«إذا انقضت مدة الحسين فالإمام ابنه علي و يلقب بزين العابدين فبعده إبنه محمد يلقب بالباقر.

فبعده إبنه جعفر يدعى بالصادق.

فبعده إبنه موسى يدعى بالكاظم.

فبعده إبنه علي يدعى بالرضا.

فبعده إبنه محمد يدعى بالتقي و الزكي.

فبعده إبنه علي يدعى بالنقي و الهادي.ن.

ص: 575


1- المجلسي:البحار ج 36 ص 284 ح 106 باب /41ط.إيران.

فبعده إبنه الحسن يدعى بالعسكري.فبعده إبنه محمد يدعى بالمهدي و القائم و الحجة» (1).

4-بالإسناد عن الحسين بن علي عليه السلام قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لعلي عليه السلام:

«أنا أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم..

ثم أنت يا علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعدك الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده الحسين أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده جعفر أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده موسى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده محمد أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده علي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثم بعده الحجة بن الحسن أولى بالمؤمنين من أنفسهم أئمة أبرار هم مع الحق و الحق معهم» (2).

تعريف موجز بالأئمة الاثني عشر عليهم السلام:
اشارة

الإمام الأول:

ص: 576


1- المصدر السابق نفسه ج 2 ص 530 باب 76.
2- الكليني:أصول الكافي ج 1 ص 529 ح /4ط.إيران.
الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام:

أبوه:أبو طالب و اسمه عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم.

أمه:فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.

مولده:في مكة المكرمة(في بيت اللّه الحرام)يوم الجمعة الثالث عشر من شهر رجب قبل الهجرة بثلاث و عشرين سنة.

وفاته:استشهد في الكوفة في الحادي و العشرين من شهر رمضان سنة(40 ه) و دفن في النجف الأشرف.

عمره الشريف:63 سنة و قيل 65 سنة (1).

الإمام الثاني:

الإمام الحسن بن علي عليه السلام:

أبوه:الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

أمه:سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.

ولادته:في المدينة المنورة ليلة النصف من شهر رمضان السنة الثانية للهجرة و قيل السنة الثالثة.

وفاته:في المدينة المنورة في اليوم السابع من شهر صفر سنة(50 ه)و دفن في البقيع.

عمره الشريف:46 أو 47 أو 48 سنة (2).

الإمام الثالث:

الإمام الحسين بن علي عليهما السلام

أبوه:الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهما السلام.

أمه:سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله.

ص: 577


1- الاميني:اعيان الشيعة ج 1 ص /323ط.بيروت.
2- المصدر نفسه ج 1 ص 562.

ولادته:بالمدينة المنورة في الثالث من شهر شعبان السنة الثالثة للهجرة.

شهادته:في كربلاء في اليوم العاشر من شهر محرم سنة(61 ه)و دفن في كربلاء.

عمره الشريف:58 سنة (1).

الإمام الرابع:

الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام:

أبوه:الإمام الحسين بن علي عليهما السلام.

أمه:شاه زنان بنت يزدجر و قيل إسمها شهربانوية.

ولادته:بالمدينة المنورة في الخامس من شعبان سنة 38 للهجرة.

وفاته:بالمدينة المنورة في الخامس و العشرين من شهر محرم سنة(95 ه)و دفن في البقيع.

عمره الشريف:57 سنة (2).

الإمام الخامس:

الإمام محمد بن علي الباقر عليهما السلام:

أبوه:الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليهما السلام.

أمه:فاطمة بنت الإمام الحسن بن علي عليهما السلام.

ولادته:بالمدينة المنورة في غرة رجب سنة 57 للهجرة.

وفاته:بالمدينة المنورة في السابع من ذي الحجة سنة(114 ه)و دفن في البقيع.

عمره الشريف:57 سنة (3).

ص: 578


1- المصدر السابق نفسه ج 1 ص 578.
2- المصدر نفسه ج 1 ص 629.
3- المصدر نفسه:ج 1 ص 650.
الإمام السادس:

الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام:

أبوه:الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام.

أمه:فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر.

ولادته:بالمدينة المنورة في السابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 83 للهجرة.

وفاته:بالمدينة المنورة في الخامس و العشرين من شوال سنة(148 ه)و دفن في البقيع.

عمره الشريف:65 سنة (1).

الإمام السابع:

الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام.

أبوه:الإمام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام.

أمه:حميدة المصفّاة.

ولادته:بالأبواء(موضع بين مكة و المدينة)في السابع من شهر صفر سنة 128 للهجرة.

وفاته:ببغداد في الخامس و العشرين من شهر رجب سنة(183 ه)و دفن في مقابر قريش في الجانب الغربي من بغداد«مدينة الكاظمية».

عمره الشريف:55 سنة (2).

الإمام الثامن:

الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام:

أبوه:الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام.

ص: 579


1- المصدر السابق نفسه ج 1 ص 659.
2- المصدر نفسه ج 2 ص 5.

أمه:أم البنين و تسمى تكتم و قيل نجمة.

ولادته:بالمدينة المنورة في الحادي عشر من ذي القعدة سنة 148 للهجرة.

وفاته:بطوس من أرض خراسان في السابع عشر من شهر صفر سنة(203 ه) و دفن في طوس.

عمره الشريف:55 سنة (1).

الإمام التاسع:

الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام:

أبوه:الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.

أمه:تدعى سبيكة من أهل بيت مارية القبطية.

ولادته:بالمدينة المنورة في العاشر من شهر رجب سنة 195 للهجرة.

وفاته:ببغداد في أول ذي القعدة و قيل في آخره و قيل في الخامس من ذي الحجة سنة(220 ه)و دفن في مقابر قريش غربي بغداد«الكاظمية».

عمره الشريف:25 سنة (2).

الإمام العاشر:

الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام:

أبوه:الإمام محمد بن علي الجواد عليه السلام.

أمه:سمانة المغربية و قيل جمانة.

ولادته:في«صريا»قريبة من نواحي المدينة المنورة في الأول أو الثاني من شهر رجب و قيل في النصف من ذي الحجة سنة 212 أو 214 للهجرة.

ص: 580


1- المصدر السابق نفسه ج 2 ص 12.
2- المصدر نفسه ج 2 ص 32.

وفاته:بسر من رأى«سامراء»في الثالث من شهر رجب سنة(254 ه)و دفن بداره في سامراء.

عمره الشريف:42 سنة (1).

الإمام الحادي عشر:

الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام:

أبوه:الإمام علي بن محمد الهادي عليه السلام.

أمه:تسمى«سوسن»أو«حديثة»أو«سليل».

ولادته:بالمدينة المنورة في الثامن أو العاشر من شهر ربيع الثاني سنة 232 للهجرة.

وفاته:بسامراء في الثامن من شهر ربيع الأول سنة(260 ه)و دفن بداره في سامراء.

عمره الشريف:28 سنة (2).

الإمام الثاني عشر:

الإمام المهدي المنتظر عليه السلام:

أبوه:الإمام الحسن بن علي العسكري عليه السلام.

أمه:تسمى«نرجس».

ولادته:بسامراء في النصف من شهر شعبان سنة 255 للهجرة.

غيبته:له غيبتان:

1-الغيبة الصغرى:(260-329 للهجرة).

2-الغيبة الكبرى:(329-....) (3).

ص: 581


1- المصدر السابق نفسه ج 2 ص 36.
2- المصدر نفسه ج 2 ص 40.
3- المصدر نفسه ج 2 ص 44.

ص: 582

الفصل الثاني
اشارة

المستوى الرّوحيّ

«الولاء لأهل البيت عليهم السّلام»

ص: 583

ص: 584

المبحث الأول

تأصيل المبدأ الولائي لأهل البيت عليهم السلام

ص: 585

ص: 586

تأصيل المبدأ الولائي لأهل البيت عليهم السلام

مبدأ الولاء لأهل البيت عليهم السلام عنصر أساس في مكونات العقيدة، و مقومات الإيمان و مرتكزات الرسالة،فالتفريط به يحدث خللا كبيرا في البنية العقيدية و الإيمانية و الرسالية،و يشكّل تفريغا للمضمون الإسلامي من أساسية أصيلة من أساسياته،و يعطي للإنتماء مسارا منحرفا عن المنحى الطبيعي لحركة الدعوة و اتجاه الرسالة.

و لقد جاءت النصوص الإسلامية واضحة و صريحة في تأصيل هذا المبدأ الولائي و تعميق دلالاته و معطياته في واقع الحالة الانتمائية بكل مستوياتها الفكرية و النفسية و العملية.

و نضع بين أيدينا بعض الأمثلة من تلك النصوص:

(1)قوله تعالى:

قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى (1) .

و قد تظافرت الروايات على نزول هذه الآية في قرابة الرسول صلى اللّه عليه و آله..

قال السيوطي في تفسير الآية:

عن ابن عباس قال:

«لما نزلت هذه الآية قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا:3.

ص: 587


1- سورة الشورى:الآية 23.

يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟قال صلى اللّه عليه و آله:

علي و فاطمة و ولداهما» (1).

قال الزمخشري في تفسير الآية المذكورة:

«روي أنّها لما نزلت قيل:

يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم؟قال:

علي و فاطمة و ابناهما» (2).

و روى الطبري في ذخائر العقبى عن ابن عباس قال:

لما نزلت قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى قالوا:

يا رسول اللّه من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم:قال:

علي و فاطمة و ابناهما»... (3).

و عقّب الطبري على الحديث بقوله:

أخرجه أحمد في المناقب،و للإطلاع على مزيد من المصادر يرجع إلى فصل «النصوص القرآنية»التي تناولت إمامة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام (4).

(2)عن أم سلمة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«من أحب عليا فقد أحبني،و من أحبني فقد أحب اللّه،و من أبغض عليا فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه» (5).

(3)عن النبي صلى اللّه عليه و آله أنّه قال:

«من مات على حب آل محمد مات شهيدا...ع.

ص: 588


1- السيوطي:الدرر المنثور ج 7 ص /348ط.بيروت.
2- الزمخشري:الكشاف ج 3 ص /402ط.بيروت.
3- الطبري:ذخائر العقبى ص /25ط.بيروت.
4- ذكرت اغلب مصادر هذه النصوص ص 211 فراجع.
5- ذكرت أغلب مصادر هذا الحديث ص 252 فراجع.

ألا و من مات على حب آل محمد مات مغفورا له..

ألا و من مات على حب آل محمد مات تائبا..

ألا و من مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان..

ألا و من مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر و نكير..

ألا و من مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها..

ألا و من مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة...

ألا و من مات على حب آل محمد جعل اللّه قبره مزار ملائكة الرحمة..

ألا و من مات على حب آل محمد مات على السنة و الجماعة...

ألا و من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة اللّه...

ألا و من مات على بغض آل محمد مات كافرا...

ألا و من مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة» (1).

(4)جاء في كتاب(إحياء الميت)للحافظ جلال الدين السيوطي:

عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:ت.

ص: 589


1- ذكر هذا الحديث في: الزمخشري:الكشاف ج 3 ص /403ط.بيروت. الشبلنجي:نور الأبصار ص /114ط.المكتبة الشعبية. النبهاني:الشرف المؤبد ص /175ط.القاهرة. الخوارزمي:المناقب ص /73ط.قم. الصفوري:نزهة المجالس ص /557ط.القاهرة. الرازي:التفسير الكبير ج 27 ص /165ط.بيروت.

«لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع:عن عمره فيما أفناه، و عن جسده فيما أبلاه،و عن ماله فيما أنفقه و من أين اكتسبه،و عن محبتنا أهل البيت» (1).

(5)جاء في كتاب(ذخائر العقبى)للعلامة محب الدين الطبري:

أ-عن عمرو بن شاس الأسلمي قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أحب عليا فقد أحبني و من أبغض عليا فقد أبغضني و من آذى عليا فقد آذاني و من آذاني فقد آذى اللّه عز و جل» (2).

ب-«و عن علي عليه السلام قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أحبني و أحب هذين[الحسن و الحسين]و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة» (3).

ج-و عن جابر بن عبد اللّه قال:

ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغضهم عليا» (4).ع.

ص: 590


1- السيوطي:إحياء الميت ص 58 ح /44ط.دار العلوم.
2- الطبري:ذخائر العقبى ص /65ط.بيروت. و ذكرت مصادر هذا الحديث ص 252 فراجع.
3- ذكر هذا الحديث في مجموعة مصادر منها: الملا علي القاري:مرقاة المفاتيح ج 10 ص /457ط.بيروت. الطبري:الرياض النضرة ج 3 ص /189ط.بيروت. المتقي الهندي:كنز العمال ج 12 ص /97ط.حلب، ابن حجر:الصواعق المحرقة ص 138 ط.القاهرة. البدخشاني:نزل الابرار ص /110ط.بيروت. ابن طلحة الشافعي:مطالب السؤول ص /121ط.طهران أحمد بن حنبل:المسند ج 1 ص /77ط.المكتب الإسلامي. الطبري:ذخائر العقبى ص /91ط.بيروت.
4- ذكرت مصادر هذا النص ص 257 فراجع.

د-و عن ابن عباس قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«يا علي طوبى لمن أحبك و صدق فيك،و ويل لمن أبغضك و كذب فيك» (1).

(6)أ-عن المطلب بن ربيعة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم للّه و لقرابتي» (2).

ب-عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أحبوا اللّه لما يغذوكم به من نعمة،و أحبوني لحب اللّه،و أحبوا أهل بيتي لحبي» (3).

ج-قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«فلو أن رجلا صفن بين الركن و المقام فصلى و صام ثم مات و هو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار» (4).ن.

ص: 591


1- الطبري:ذخائر العقبى ص /91ط.بيروت.
2- ذكرت مجموعة مصادر هذا الحديث منها: البدخشاني:نزل الأبرار ص /35ط.بيروت. أحمد بن حنبل:المسند ج 1 ص /208ط.المكتب الإسلامي. الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 4 ص /75ط.بيروت.
3- ذكرنا مصادر هذا الحديث ص 255 فراجع.
4- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /149ط.بيروت. الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 4 ص /352ط.بيروت. الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /172ط.بيروت. ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /174ط.القاهرة. القندوزي:ينابيع المودة ج 1 ص /53ط.النجف. القسطلاني:شرح المواهب اللدنية ج 7 ص /9ط.القاهرة. الطبري:ذخائر العقبى ص /18ط.القاهرة. أحمد دملان:السيرة النبوية و الآثار المحمدية ج 3 ص /332ط.بيروت. السيوطي:إحياء الميت ص /19ط.طهران.

د-عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«من أبغضنا أهل البيت فهو منافق» (1).

ه-عن الحسن بن علي عليه السلام أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«الزموا مودتنا أهل البيت،فإنه من لقي اللّه و هو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا، و الذي نفسي بيده لا ينفع عبدا عمله إلا بمعرفة حقنا» (2).

(7)عن المقداد بن الأسود قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«معرفة آل محمد براءة من النار،و حب آل محمد جواز على الصراط، و الولاية لآل محمد أمان من العذاب» (3).

(8)عن عمار بن ياسر عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«أوصي من آمن بي و صدقني بولاية علي بن أبي طالب فمن تولاّه فقد تولاني و من تولاّني فقد تولّى اللّه،و من أحبّه فقد أحبّني و من أحبّني فقد أحبّ اللّه،و من أبغضه فقد أبغضني و من أبغضني فقد أبغض اللّه» (4).

(9)المستدرك على الصحيحين للحاكم النيسابوري:

أ-عن ابن عباس قال:

نظر النبي صلى اللّه عليه و آله إلى علي فقال:

«يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة حبيبك حبيبي و حبيبي حبيب اللّه، و عدوك عدوي و عدوي عدو اللّه،و الويل لمن أبغضك بعدي».1.

ص: 592


1- السيوطي:إحياء الميت ص /19ط.طهران.
2- ذكرنا مصادر هذا الحديث ص 261-263 فراجع.
3- القندوزي:ينابيع المودة باب 3.
4- ذكرنا مصادر هذا الحديث ص 161.

(قال الحاكم):

صحيح على شرط الشيخين (1).

ب-عن أبي ذر قال:

ما كنا نعرف المنافقين إلاّ بتكذيبهم اللّه و رسوله و التخلف عن الصلوات و البغض لعلي بن أبي طالب.

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه (2).

ج-عن عوف بن أبي عثمان النهدي قال:

قال رجل لسلمان:

ما أشد حبك لعلي،قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«من أحب عليا فقد أحبني و من أبغض عليا فقد أبغضني».

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه (3).

د-عن عمار بن ياسر قال:

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول لعلي:

«يا علي طوبى لمن أحبك و صدق فيك و ويل لمن أبغضك و كذب فيك».

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه (4).

ه-عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«فلو أن رجلا صفن بين الركن و المقام ثم لقي اللّه و هو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار».ت.

ص: 593


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 3 ص /128ط.بيروت. (2 و 3 و 4) المستدرك ج 129/3،130،135،149،/150ط.بيروت.

(قال الحاكم):

هذا حديث حسن صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه (1).

و-عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«و الذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلاّ أدخله اللّه النار».

(قال الحاكم):

هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه (2).

(10)عن علي قال:

«و الذي فلق الحبة و برأ النسمة إنّه لعهد النبي الأمي صلى اللّه عليه و آله إليّ:أن لا يحبني إلاّ مؤمن،و لا يبغضني إلاّ منافق» (1).

(11)أ-عن أبي سعيد الخدري قال:

«أنّا كنا نعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب» (2).

ب-عن أم سلمة قالت:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يقول:

«لا يحب عليا منافق و لا يبغضه مؤمن» (5).

ج-عن علي بن أبي طالب أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أخذ بيد حسن و حسين فقال:

«من أحبني و أحب هذين و أباهما و أمهما كان معي في درجتي يوم القيامة» (6).ت.

ص: 594


1- ذكرنا مصادر هذا الحديث ص 248 فراجع.
2- ذكرنا مصادر هذا الحديث ص 257 فراجع. (5 و 6) صحيح الترمذي ج 635/5،641،/642ط.بيروت.

د-عن أسامة بن زيد قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و آله و الحسن و الحسين على و ركيه:

«هذان ابناي و ابنا ابنتي،اللهم إني أحبهما فأحبهما و أحب من يحبهما» (1).

ه-عن يعلى بن مرة قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«حسين مني و أنا من حسين،أحب اللّه من أحبّ حسينا،حسين سبط من الأسباط» (2).

و-عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أحبوا اللّه لما يغذوكم من نعمة،و أحبوني بحب اللّه و أحبّوا أهل بيتي لحبي» (3).

(12)أ-أنه صلى اللّه عليه و آله قال:

«لا يؤمن عبد حتى أكون أحب إليه من نفسه و تكون عترتي أحب إليه من نفسه و يكون أهلي أحب إليه من أهله و تكون ذاتي أحب إليه من ذاته» (4).

ب-أنّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«أدّبوا أولادكم على ثلاث خصال:حب نبيكم و حب أهل بيته و على قراءة القرآن» (5).

ج-و في رواية صحيحة أيضا:

«ما بال أقوام يتحدثون فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي قطعوا حديثهم،و اللّه لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم للّه و لقرابتهم مني» (6).ت.

ص: 595


1- المصدر السابق نفسه ج 656/5-659.
2- المصدر نفسه ج 656/5-659.
3- المصدر نفسه ج 664/5.
4- الشبلنجي:نور الأبصار ص /114ط.المكتبة الشعبية. (5 و 6) الصواعق المحرقة ص 262،/264ط.بيروت.

د-و صح عنه صلى اللّه عليه و آله أنه قال:

«و الذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلاّ أدخله اللّه النار» (1).ق.

ص: 596


1- المصدر السابق.
المبحث الثاني
اشارة

الدلالات الكبيرة لمبدأ الولاء

ص: 597

ص: 598

الدلالات الكبيرة لمبدأ الولاء

و لكي نفهم موقع الولاء لأهل البيت عليهم السلام في البنية الإيمانية نحاول أن نستوعب عدة دلالات:

الدلالة الأولى:

الولاء لأهل البيت عليهم السلام يجسّد عمق الولاء للرسالة:إنّ قراءة متأملة في النصوص التي أصّلت«مبدأ الولاء»لأهل البيت عليهم السلام تبرز لنا بوضوح عمق العلاقة بين هذا المبدأ و المضمون الانتمائي للرسالة:

-«من أحب عليا فقد أحبني...».

-«من تولاّه فقد تولاّني...».

-«حبيبك حبيبي و حبيبي حبيب اللّه...».

-«عدوك عدوي....» (1).

فالولاء لأهل البيت عليهم السلام مرتكز أساس لعمق الانتماء للإسلام، و أصالة الإرتباط بالعقيدة،و قوة التفاعل مع الرسالة.

فمن خلال المستوى الولائي يتحدد مستوى«الإنتماء»و بمقدار ما يترسّخ في وعي الأمة،و في وجدانها و في شعورها هذا الولاء يقوى المستوى الانتمائي،و بمقدار ما يضمر في وعيها و وجدانها و شعورها هذا الولاء يضعف في داخلها مستوى الانتماء.

ص: 599


1- تقدمت مصادر هذه النصوص.

و على ضوء هذا الفهم للعلاقة الجدلية بين«المبدأ الولائي»و«المستوى الانتمائي» يمكن أن نعتبر«الولاء لأهل البيت»من العناصر الأساسية التي تحدد«الهوية الإيمانية للأمة».

و هذا ما تؤكده نصوص الولاء:

-«لا يحبنا أهل البيت إلاّ مؤمن تقي و لا يبغضنا إلاّ منافق شقي».

-«من أبغض أهل البيت فهو منافق» (1).

-«و الذي نفسي بيده لا يدخل قلب امرئ الإيمان حتى يحبهم للّه و لقرابتهم مني».

-«لا يحبك إلاّ مؤمن و لا يبغضك إلاّ منافق».

-«كنّا لنعرف المنافقين نحن معاشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب».

-«لا يحب عليا منافق و لا يبغضه مؤمن».

-«لا يحبني إلاّ مؤمن و لا يبغضني إلاّ منافق» (2).

الدلالة الثانية:
اشارة

الولاء لأهل البيت عليهم السلام ضمانة لصون المسيرة من حالات الإنحراف الطارئة:

الأمة في مسيرتها الطويلة تعترضها هزّات خطيرة و منعطفات صعبة،و أوضاع قلقة،فلا بد من ضمانة تحمي المسيرة،و تصون الدعوة،و تجنّب الأمة حالات التسيب و الضياع و التيه و الضلال و الانحراف.

و هذه الضمانة تمثلت في أمرين:

1-القرآن الكريم.

ص: 600


1- تقدمت مصادر هذه النصوص.
2- تقدمت مصادر هذه النصوص.

2-العترة الطاهرة من أهل البيت عليهم السلام باعتبارهم حفظة الكتاب العزيز،و الامتداد الأصيل لسنة النبي الكريم صلى اللّه عليه و آله.

و قد أكّدت هذه الحقيقة عدة نصوص منها:-

(1)حديث الثقلين:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«إنّي تارك فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي،ما إن تمسكتم بهما لن تضلّوا بعدي و إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض».

(2)حديث السفينة:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تخلف عنها غرق».

(3)حديث الأمان:

قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي».

و قوله صلى اللّه عليه و آله:

«النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق و أهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب ابليس».

(4)قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضّالين،و إنتحال المبطلين و تأويل الجاهلين،ألا و أنّ أئمتكم وفدكم إلى اللّه فانظروا من تفدون».

(5)قول الرسول صلى اللّه عليه و آله:

«ألست أولى بكم من أنفسكم؟قالوا:

بلى يا رسول اللّه.قال:

ص: 601

فإني سائلكم عن اثنين:القرآن و عترتي».

(6)قول الرسول صلى اللّه عليه و آله مشيرا إلى القرآن و العترة:

«فلا تقدموهما فتهلكوا و لا تقصروا عنهما فتهلكوا..».

ملاحظة:لقد سبقت الإشارة إلى مصادر هذه النصوص.

الدلالة الثالثة:
اشارة

الولاء لأهل البيت عليهم السلام تجسيد لخط القيادة الأصيل في حركة الدعوة:

مارس الرسول صلى اللّه عليه و آله عملين أساسيين لحماية مستقبل الدعوة:

العمل الأول:

تحديد القيادة المستقبلية للأمة:

و قد تمّ ذلك من خلال النص الصريح على إمامة علي بن أبي طالب عليه السلام و الأئمة من ذريته عليهم السلام،كما تناولنا ذلك بالتفصيل في فصول سابقة.

العمل الثاني:

الإجراءات و الضمانات للحفاظ على المسار الأصيل لخط القيادة الشرعية:

و من تلك الإجراءات و الضمانات:-

1-التوعية الفكرية المكثفة.

و تمثلت أهم أهدافها في:

-ترسيخ المضمون القيادي الأصيل في ذهنية الأمة...

-إبراز المواقع المتميزة لأهل البيت عليهم السلام في مسيرة الرسالة..و حركة الدعوة..

ص: 602

-فتح ذهنية الأمة على الآفاق الكبيرة في حياة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام...

2-التأكيد على وجوب التمسك و الالتزام بنهج الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على كل المستويات الفكرية و الروحية و الفقهية و السياسية.

3-تحصين الأمة نفسيا و عاطفيا لضمان التفاعل و التلاحم مع خط القيادة التي يمثلها أئمة أهل البيت عليهم السلام.

و قد برز هذا التحصين في ممارسات الرسول صلى اللّه عليه و آله من خلال:-

أ-ترسيخ الولاء و الحب لأهل البيت عليهم السلام في نفسية الأمة و في وجدانها...

ب-التحذير من العداء و البغض لأهل البيت عليهم السلام كما هو واضح من قراءة النصوص السابقة.

الدلالة الرابعة:

الولاء لأهل البيت عليهم السلام يمثل رافدا كبيرا من روافد الجهاد و الشهادة

في حياة الأمة:

و قد برهنت حالة الانتماء إلى خط أهل البيت عليهم السلام عبر المسيرة التاريخية على عمق هذا البعد الجهادي و التضحوي الذي أعطى للحركة الولائية طابعا متميزا.

فالولاء الكبير الذي جسّدته الحالة الانتمائية لخط الأئمة من أهل البيت عليهم السلام نمّى في داخلها:

-العمق الإيماني المتأصل...

-السّمو الروحي المتألق...

-الطموح الثوري المتأجج...

ص: 603

-الحركة الإبداعية الفاعلة...

-القوة الصمودية الراسخة...

و قد أنتجت هذه المعطيات الولائية في المسيرة الشيعية حوافز الجهاد و الفداء و الشهادة التي تحولت في حياتها إلى قيم أصيلة تفاعلت مع وجدانها و مشاعرها و همومها،و طموحاتها،و صاغت منها واقعا متحركا تجسّدت فيه كل المضامين الجهادية و الفدائية و التضحوية و الاستشهادية.

ص: 604

المبحث الثالث
اشارة

المضمون الحقيقي للولاء

ص: 605

ص: 606

المضمون الحقيقي للولاء

و من خلال الاستيعاب الواعي لكل الدلالات التي يحملها مبدأ الولاء لأهل البيت عليهم السلام يمكن أن نستنتج أهم الأسس التي تجسّد المضمون الحقيقي للولاء.

الأساس الأول
اشارة

الأساس العقائدي:

الولاء لأهل البيت عليهم السلام لا يعبّر عن مضمونه الحقيقي إذا لم تؤصله في داخل الوعي مرتكزات فكرية عقائدية صاغتها مفاهيم الإمامة و تصوراتها.

فهذا الأساس الأول يتكون من عنصرين رئيسيين:-

العنصر الأول:

القاعدة العقائدية:

و تمثل المرتكز الفكري الذي ترسو عليه كل المفاهيم و التصورات،و العواطف و الإنفعالات،و أنماط السلوك و الممارسات.

و تشكّل«عقيدة الإمامة»بكل جزئياتها و مفرداتها محتويات هذا المرتكز الفكري و المكوّنات الذاتية في بنيته.

فالمضمون الحقيقي للولاء يجب أن يختزن في داخله عقيدة الإمامة،و إلاّ كان حالة شعورية سائبة،لا تعبّر عن أصالة إنتمائية و عمق عقائدي،فالعواطف

ص: 607

و الإنفعالات إذا لم تكن تجسيدا للمفهوم الإيماني العقائدي تحولت إلى حالات نفسية منفلتة تائهة لا تملك الأصالة و العمق و الصدق.

العنصر الثاني:

المضامين و المفاهيم:

و هي مجموعة الأفكار و التصورات المنبثقة عن قاعدة الإمامة بما تعبّر عنه هذه المنظومة الفكرية من مضامين عقائدية و أخلاقية و فقهية و إجتماعية و سياسية و مفاهيم عامة.

فالولاء لأهل البيت عليهم السلام إذا عاش منفصلا عن هذه المضامين تحول إلى مشاعر بليدة،و عواطف فارغة،و إنفعالات خاوية،بل إنّ الولاء الذي لا يتجسد أفكارا و رؤى و مفاهيم يعتبر إنفعالا شكليا لا يختزن في داخله الدلالات الحقيقية، و المعاني الأصيلة،و الطموحات الكبيرة التي تمثل التعبير الواقعي للحالة الولائية الصادقة.

الأساس الثاني:
اشارة

الأساس الروحي:

و يمثل العمق الكبير لحالة الولاء و هو يتضمن الأبعاد التالية:

البعد الأول:

الرؤية الروحية لمقامات الإمامة:

هذه الرؤية التي تفهم الأئمة من أهل البيت عليهم السلام:

1-بأنّهم الصفوة المختارة من الخلق بعد سيد الأنبياء الرسول الأعظم صلى اللّه عليه و آله بما يحملونه من كمالات ذاتية و خصائص إيمانية و روحية و نفسية متميزة.

ص: 608

2-و أنّهم عليهم السلام الحجج البالغة للّه تعالى في أرضه،و الهداة لعباده، و الأدلاء على طريقه،و عروته الوثقى،و صراطه المستقيم،و سفن النجاة و الأمان للعباد،و سبل الرشاد.

3-و أنهم عليهم السلام ولاة أمر اللّه،و خزنة علمه،و عيبة وحيه،الذين فرض اللّه إمامتهم،و أوجب معرفتهم و مودتهم و طاعتهم.

البعد الثاني:

الذوبان الروحي في حب أهل البيت عليهم السلام:

الولاء إذا تجمد عند الحالة العاطفية الطافحة و لم يتحول إلى مستوى التفاني و الذوبان فهو تعبير باهت خال من الأصالة و العمق.

الولاء الصادق حالة من الذوبان و الإنصهار تمتزج من خلالها كل نبضة من نبضات القلب،و كل دفقة من دفقات الوجدان،و كل ومضة من ومضات الشعور،مع نفحات الحب الإيمانية و الروحية.

الولاء الحقيقي دفعات قوية متأججة من الحب تخلق في داخل النفس حرارة الانتماء،و تبعث في داخل القلب وهج الشوق،و تجعل الروح تعيش إلتهاب العشق و الفناء.

فإذا ارتقى الحب لأهل البيت عليهم السلام إلى هذا المستوى من العمق و الحرارة فقد تجسّد مضمونا حقيقيا و تمثل وجودا فاعلا،و ترسّخ قوة رافدة،و إلا فهو صدى باهت لعاطفة بليدة،و نبض فاتر لخاطرة راكدة،و تعبير ساذج لانتماءة سائبة.

البعد الثالث:

الفاعلية الروحية:

قلنا أنّ الأساس الروحي له ثلاثة أبعاد:

ص: 609

1-الرؤية الروحية التي تحدد المنظور الإيماني لمقامات الإمامة.

2-الذوبان الروحي الذي يعطي للعاطفة الولائية و هجها المتأجج،و قوتها الفاعلة،و عمقها الكبير.

3-الفاعلية الروحية التي تجسّد المضمون الروحي للولاء على مستوى الحركة و الفعل..

فمن خلال الرؤية الروحية يتجسد المضمون الولائي مفهوما روحيا،و من خلال الذوبان و التفاني يتجسد شعورا روحيا،و من خلال الفاعلية يتجسد حركة روحية.

و نعني بالحركة الروحية،الممارسة العملية المنتمية بما تحمله من الخصوصية الولائية لأهل البيت عليهم السلام،هذه الخصوصية التي تعطي لكل الألوان السلوكية و الممارسات العملية طابعها المتفرد،و نسقها المتميز ضمن الانتماءات الأخرى المتحركة في الساحة.

و بعبارة أخرى،إنّ الحالة الولائية لكي تتوافر على مضمونها الروحي فكريا و نفسيا و عمليا يجب أن تختزن في داخلها:

-المنظور الروحي..

-و الحس الروحي..

-و الحركة الروحية..

و في الحركة الروحية تتجسد الإشعاعات الولائية في داخل الفعل و العمل و السلوك،فيقال هذا عمل ولائي،و سلوك ولائي،و فعالية ولائية.

و لا أريد هنا أن أعالج الجنبة العملية في الحالة الانتمائية لخط الأئمة من أهل البيت عليهم السلام،فذلك متروك لموقع آخر،و إنما أردت في هذا السياق أن أعالج مسألة الخصوصية الولائية التي يجب أن تطبع السلوك و تميز الحركة.

ص: 610

الأساس الثالث:
اشارة

الأساس السياسي:

و لكي يملك الولاء لأهل البيت مدلوله الحقيقي يجب أن يحمل في داخله مضمونه السياسي و المتمثل في العناصر التالية:-

1-الرؤية السياسية..

2-الولاء السياسي..

3-الالتزام السياسي...

و نتناول هنا«الولاء السياسي»،و نؤجل الحديث عن العنصرين الآخرين إلى الفصل القادم إن شاء اللّه.

الولاء السياسي:
اشارة

و نعني به الارتباط القلبي و النفسي و الوجداني و العاطفي بالقيادة السياسية الإسلامية في مستوياتها المتمثلة في:

-قيادة الرسول صلى اللّه عليه و آله.

-قيادة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

-قيادة الفقهاء الذين يمثلون القيادة النائبة لأئمة أهل البيت عليهم السلام.

و الولاء السياسي يتجسد في مسارين:

المسار الأول:

المسار الإيجابي:

و يتمثل في تأصيل الحالة الولائية للقيادة الإسلامية في مستوياتها الثلاثة،بنحو يتحول هذا الولاء إلى عمق يوجه كل حالات النفس و القلب و الوجدان،و يصوغ كل الخواطر و المشاعر و العواطف،و يملأ كل التوجهات و الاهتمامات و الطموحات، و يحرك كل الممارسات و السلوكات و الفعاليات.

ص: 611

المسار الثاني:
اشارة

المسار السلبي:

و يتمثل في حالة الرفض لكل القيادات السياسية النقيضة،فالولاء السياسي يفرض في داخل المحتوى الفكري و النفسي للإنسان المؤمن حالتين متباينتين:

-حالة الإنتماء و التعاطي مع القيادة الأصيلة.

-حالة الإنفصال و التنافي مع القيادات النقيضة.

و بعبارة أخرى هناك نسقان في حالة التعامل مع القيادات السياسية:

1-الولاء السياسي:

و يمثل حالة التعاطي مع القيادات الشرعية.

2-العداء السياسي:

و يمثل حالة التنافي مع القيادات اللاشرعية.

و هاتان الحالتان من التعاطي و التنافي مع القيادات السياسية بل مع كل الوجودات و الأنماط و الظواهر حالتان متلازمتان في المنظور الإيماني،كما يؤكد ذلك النص القرآني في قوله تعالى:

لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ يُوادُّونَ مَنْ حَادَّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ لَوْ كانُوا آباءَهُمْ أَوْ أَبْناءَهُمْ أَوْ إِخْوانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمانَ وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ يُدْخِلُهُمْ جَنّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها رَضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَ رَضُوا عَنْهُ أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (1) .

و في نص قرآني آخر نجد هذا المفهوم واضحا و ذلك في قوله تعالى:

لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطّاغُوتِ وَ يُؤْمِنْ بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لاَ انْفِصامَ لَها وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (2) .

ص: 612


1- سورة المجادلة:الآية 22.
2- سورة البقرة:الآية 256.
الفصل الثّالث
اشارة

المستوى العمليّ

«الإلتزام بنهج الأئمّة من أهل البيت»

*المبحث الأول:النهج القيادي

*المبحث الثاني:النهج السلوكي

*المبحث الثالث:النهج الفقهي

ص: 613

ص: 614

المبحث الأوّل
اشارة

النّهج القياديّ

ص: 615

ص: 616

النّهج القياديّ تلتزم الحالة الشيعية في بنيتها الهيكلية صيغة قيادية تجسّد نهج الأئمة من أهل البيت عليهم السلام و الذي يفهم القيادة الإسلامية من خلال المستويات التالية:-

المستوى الأول:

القيادة الأولى في الإسلام و هي قيادة الرسول الأكرم صلى اللّه عليه و آله...

المستوى الثاني:

القيادة الامتدادية و هي القيادة المعصومة التي يمثلّها الأئمة الاثنا عشر من أهل البيت عليهم السلام.

المستوى الثالث:

القيادة النائبة و هي قيادة الفقهاء الذين يجسّدون خط الأئمة من أهل البيت عليهم السلام...

المراحل القيادية في حياة الإمام المنتظر عليه السلام:
اشارة

يمثل الإمام المهدي المنتظر-الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت-الحلقة الأخيرة في القيادة الامتدادية المعصومة و التي لا زالت تعيش المعاصرة في حركة الأمة.

و الممارسة القيادية في حياة الإمام المنتظر عليه السلام تتجسّد ضمن المراحل التالية:

ص: 617

-مرحلة الغيبة الصغرى.

-مرحلة الغيبة الكبرى.

-مرحلة الظهور و قيام الدولة الإسلامية العالمية.

المرحلة الأولى:
اشارة

مرحلة الغيبة الصغرى:

بدأت هذه المرحلة سنة(255 للهجرة)،و انتهت سنة(328 أو 329 للهجرة).

و في هذه المرحلة كان الإمام المهدي عليه السلام يمارس دوره القيادي من خلال «نظام السفراء»،فلم يكن هناك تواصل مباشر بين الإمام و قواعده المؤمنة،و إنّما يتم هذا التواصل عبر عناصر مؤهلة خاصة اختارها الإمام عليه السلام لتشكّل حلقة الوصل بينه و بين الجماعات المؤمنة التي تجسّد حالة الانتماء إلى خط الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

و تولّى مهمة السفارة في هذه المرحلة أربعة سفراء و هم:

(1)السفير الأول:

عثمان بن سعيد العمري:

مدة سفارته:من سنة 260 ه حتى سنة 265 ه (1).

(2)السفير الثاني:

محمد بن عثمان بن سعيد العمري:

مدة سفارته:265 ه-305 ه (2).

(3)السفير الثالث:

الحسين بن روح النوبختي:

ص: 618


1- الأمين:أعيان الشيعة ج 11 ص /111ط.بيروت.
2- الخوئي:معجم رجال الحديث ج 16 ص /274ط.قم.

مدة سفارته:305-326 ه (1).

(4)السفير الرابع:

علي بن محمد السمري:

مدة سفارته:326 ه-329 ه (2).

المرحلة الثانية:
اشارة

مرحلة الغيبة الكبرى:

بدأت هذه المرحلة بوفاة السفير الرابع علي بن محمد السمري سنة 328 ه أو 329 ه،و لا زالت قائمة حتى يأذن اللّه تعالى لقائم آل محمد صلى اللّه عليه و آله أن يبدأ حركته التغييرية الكبرى في العالم فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا.

و في هذه المرحلة تتم الممارسة القيادية للإمام من خلال«النيابة العامة»حيث يتولّى الفقهاء المؤهلون مهمة الإشراف على القواعد المؤمنة بتخويل عام صادر عن الإمام المهدي عليه السلام.

المؤهلات الأساسية في القيادة النائبة:

و يجب أن تتوافر القيادة النائبة على مجموعة مؤهلات أهمها:

(1)المؤهل العلمي:

و يتمثل في إمتلاك القدرة العلمية على إستنباط الأحكام و المفاهيم الإسلامية من الأدلة المعتمدة في الشريعة،و هذا ما يعبر عنه في الفقه الإسلامي«بالفقاهة»و يسمى المؤهل للعملية الإستباطية«الفقيه».

ص: 619


1- المصدر السابق نفسه ج 5 ص 236.
2- المصدر نفسه ج 12 ص 170.

و يشترط في هذه القدرة العلمية:

أ-أن تكون ذات صبغة شمولية تستوعب كل المجالات العبادية و الأخلاقية و الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية و شتى النواحي الحياتية و صاحب هذه القدرة يعبر عنه«بالفقيه المطلق».

ب-أن تكون ذات مستوى متميز،و درجة عالية و هذا ما يعبر عنه في الإصطلاح الفقهي«بالأعلمية».

(2)المؤهل النفسي و السلوكي:
اشارة

و يتمثل في الوصول إلى درجة عالية من التفاعل العملي مع خط الرسالة بكل ما فيه من مسؤوليات و التزامات شرعية،و هذا ما يعبر عنه الفقهاء«بالعدالة».

و قد تعددت التصورات الفقهية في تحديد معنى العدالة،و من أبرز تلك التصورات:

التصور الأول:

«العدالة عبارة عن ملكة راسخة باعثة على ملازمة التقوى من ترك المحرمات و فعل الواجبات» (1).

التصور الثاني:

«العدالة عبارة عن الاستقامة في جادة الشريعة المقدسة و عدم الإنحراف عنها يمينا و شمالا بأن لا يرتكب معصية بترك واجب أو فعل حرام من دون عذر شرعي» (2).

التصور الثالث:

«العدالة عبارة عن الاستقامة على شرع الإسلام و طريقته،شريطة أن تكون هذه الاستقامة طبيعة ثابتة للعادل تماما كالعادة» (3).

ص: 620


1- الخميني:تحرير الوسيلة ج 10/1 ط.دار الأضواء.
2- الخوئي:منهاج الصالحين ج /9/1ط.الكويت.
3- الصدر:الفتاوى الواضحة ص /120ط.بيروت.
(3)المؤهل القيادي:
اشارة

و يتمثل في:

-الوعي القيادي..

-الممارسة القيادية القادرة على توجيه حركة الأمة على كل المستويات الثقافية و الاجتماعية و السياسية،و على ترشيد المواقف في مواجهة كل حالات التحدي.

الوظائف الرئيسية للقيادة النائبة:

أهم الوظائف و الصلاحيات المناطة بالقيادة النائبة في مرحلة الغيبة الكبرى هي:

الوظيفة الأولى:

الإفتاء و بيان الأحكام الشرعية:

فالفقهاء هم المؤهلون لوظيفة الإفتاء و إعطاء الأحكام الشرعية،و لا يسمح لمن لا يملكون قدرة الإستباط أن يمارسوا العملية الإفتائية.

و إذا كان الإفتاء من مهام الفقهاء المؤهلين،فإنّ«التقليد»من مسؤوليات الأمة التي لا تملك القدرة العلمية على الاستنباط،حيث أن الطرق المعتمدة شرعا لامتثال الحكم الإلهي تتحدد ضمن ثلاثة طرق:

1-الفقاهة:و هي القدرة العلمية على إستنباط الأحكام الإسلامية من أدلتها المعتمدة شرعا.

2-الإحتياط:و هو العمل الذي يتيقن معه ببراءة الذمة واقعا.

3-التقليد:و هو العمل إستنادا إلى فتوى الفقيه.

و قد حدد النص الشرعي التالي مسؤولية الأمة في الرجوع إلى الفقهاء المؤهلين:

«من كان من الفقهاء صائنا لنفسه،حافظا لدينه،مخالفا لهواه،مطيعا لأمر مولاه فللعوام أن يقلدوه» (1).

ص: 621


1- المجلسي:البحار ج 2 ص 88 ح 12 باب /14ط.إيران.
الوظيفة الثانية:

القضاء:

و قد نص الفقهاء على ضرورة توافر شروط معينة في القاضي:

-البلوغ.

-العقل.

-الإيمان.

-العدالة.

-الفقاهة.

-الذكورة.

-طهارة المولد (1).

مسؤولية الأمة تجاه الوظيفة القضائية:
اشارة

تتحدد هذه المسؤولية ضمن النقطتين التاليتين:

الأولى:

حرمة التصدي للوظيفة القضائية لمن لا يملكون مؤهلاتها.

الثانية:

حرمة الترافع إلى من لا يملكون مؤهلات القضاء إلا إذا فرضت الضرورات ذلك (2)...

الوظيفة الثالثة:
اشارة

الولاية العامة:

الولاية في التصور الإسلامي الشيعي تتسلسل بالشكل التالي:

ص: 622


1- الخوئي:منهاج الصالحين ج 2 ص 6 مسألة /7ط.الكويت.
2- المصدر نفسه ج 1 ص 8 مسئلة 21.

(1)ولاية اللّه تعالى:و هي الولاية المطلقة.

(2)ولاية النبي صلى اللّه عليه و آله:

و هي مستمدة من«ولاية اللّه تعالى»و قد أكّد النص القرآني التالي هذه الولاية:

اَلنَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ (1) .

(3)ولاية الإمام المعصوم عليه السلام:

و هي مستمدة من:

-ولاية اللّه تعالى...

-و ولاية النبي صلى اللّه عليه و آله...

و هذا ما يؤكده:

1-النص القرآني:

إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (2) .

2-الحديث النبوي المشهور في يوم الغدير،حينما خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله في غدير خم فقال:

«ألست أولى بكم من أنفسكم؟»قالوا:

اللهم بلى.قال صلى اللّه عليه و آله:

«من كنت مولاه فهذا علي مولاه».

(سبقت الإشارة إلى مصادر هذا الحديث).

(4)ولاية الفقيه:

و للفقهاء في دائرة هذه الولاية عدة اتجاهات (3):ت.

ص: 623


1- سورة الأحزاب:الآية 6.
2- سورة المائدة:الآية 55.
3- توجد أغلب الآراء في: المحقق النراقي:ولاية الفقيه/ط.بيروت. محمد حسين:دراسات في ولاية الفقيه ج 2 ص /1ط.بيروت.
الإتجاه الأول:

يضيق دائرة هذه الولاية و يحددها ضمن:

أ-القضاء.

ب-رعاية شؤون القاصرين.

ج-إدارة شؤون الأوقاف العامة..

د-الأمور الحسبية..

الإتجاه الثاني:

يعطي للفقهاء بالإضافة إلى المهام السابقة،صلاحية إقامة الحدود الشرعية في عصر الغيبة الكبرى كالقصاص و قطع يد السارق و رجم الزاني أو جلده...الخ

الإتجاه الثالث:

يوسع دائرة ولاية الفقيه،فيعطي للفقهاء الولاية الشرعية العامة في شؤون المسلمين السياسية و الاجتماعية و التربوية و الاقتصادية و الحربية و التنظيمية و الحياتية بشكل عام.

و يحاول أصحاب هذا الاتجاه إعتماد مجموعة نصوص لتأكيد هذه النظرية، منها:

-النص القائل:

«العلماء ورثة الأنبياء» (1).

-و النص القائل:

«العلماء أمناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا» (2).

-و النص الثالث:

«مجاري الأمور و الأحكام بيد العلماء الأمناء على حلال اللّه و حرامه» (3).

ص: 624


1- المجلسي:البحار ج 1 ص 164 ح 2 باب /1ط.إيران.
2- المصدر نفسه ج 2 ص 110 باب 9.
3- المصدر نفسه ج 100 ص 80 ح 37 باب 1.

-و النص الرابع:

«و أمّا الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا فإنّهم حجتي عليكم و أنا حجة اللّه عليهم» (1).

و هناك مناقشات فقهية واسعة حول هذه المسألة في أدلتها،و منطلقاتها، و آفاقها،و مساراتها التطبيقية يرجع إليها في المدونات الاستدلالية.

المرحلة الثالثة:
اشارة

مرحلة الظهور و قيام الدولة الإسلامية العالمية:

و في هذه المرحلة يمارس الإمام المهدي دوره القيادي بشكل مباشر،و ذلك حينما تكتمل الشروط لبدء هذه المرحلة.

خصائص دولة الإمام المنتظر:
اشارة

(1)العالمية:

و نعني بالعالمية:-

أ-قيام الحكومة الإسلامية العالمية بقيادة الإمام المهدي المنتظر عليه السلام.

ب-إنتشار العقيدة الإسلامية في العالم.

و قد أكّدت هذه الحقيقة عدة نصوص:

1-قول النبي صلى اللّه عليه و آله و هو يتحدث عن دولة الإمام المهدي عليه السلام:

«لا يكون ملك إلاّ للإسلام» (2).

2-قول أمير المؤمنين عليه السلام مشيرا إلى عصر الإمام المهدي عليه السلام:

ص: 625


1- المصدر السابق نفسه ج 2 ص 90 ح 13 باب 17.
2- الكوراني:عصر الظهور ص /321ط.بيروت.

«حتى لا تبقى قرية إلاّ و نودي فيها بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمدا رسول اللّه بكرة و عشيا» (1).

3-قول الإمام الصادق عليه السلام:

«إذا قام القائم المهدي لا تبقى أرض إلاّ نودي فيها شهادة أن لا إله إلا اللّه و أنّ محمدا رسول اللّه» (2).

4-عن محمد بن مسلم قال:

قلت للباقر عليه السلام:

ما تأويل قوله تعالى:

وَ قاتِلُوهُمْ حَتّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَ يَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّهِ (3) .

قال:

«لم يجيء تأويل هذه الآية،فإذا جاء تأويلها يقتل المشركون حتى يوحدوا اللّه- عز و جل-و حتى لا يكون شرك،و ذلك في قيام قائمنا» (4).

5-عن الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى:

اَلَّذِينَ إِنْ مَكَّنّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَ آتَوُا الزَّكاةَ وَ أَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَ لِلّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ (5) .

قال:

«هذه لآل محمد:المهدي و أصحابه يملكهم اللّه مشارق الأرض و مغاربها، و يظهر الدين و يميت اللّه عز و جل به و بأصحابه البدع و الباطل كما أمات السفهة الحق» (6).ف.

ص: 626


1- المجلسي:البحار ج 68 ص 231 باب /24ط.إيران.
2- المصدر نفسه ج 52 ص 340 ح 89 باب /27ط.إيران.
3- سورة الأنفال:الآية 39.
4- المجلسي:البحار ج 52 ص 378 ح 181 باب /27ط.إيران.
5- سورة الحج:الآية 41.
6- القندوزي:ينابيع المودة ج 2 ص 510 باب /71ط.النجف.

6-و عن الإمام الباقر عليه السلام في قوله تعالى:

وَ قُلْ جاءَ الْحَقُّ وَ زَهَقَ الْباطِلُ (1) .

قال:

إذا قام القائم ذهب دولة الباطل (2).

(2)إنتشار العدل و الأمن في الأرض:

و قد أكدت ذلك عدة نصوص:

1-عن أبي سعيد الخدري قال:

قال نبي اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«فيبعث اللّه رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا» (3).

2-عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أبشروا بالمهدي فإنه يأتي في آخر الزمان على شدة و زلازل،يسع اللّه له الأرض عدلا و قسطا» (4).

3-عن علي عليه السلام قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«المهدي من ولدي تكون له غيبة إذا ظهر يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (5).

ص: 627


1- سورة الإسراء:الآية 81.
2- الكليني:أصول الكافي ج 8 ص 287 باب 8 ح /432ط.إيران.
3- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج /4ص /465ط.بيروت.
4- الطبري:دلائل الإمامة ص /250ط.قم.
5- ينابيع المودة باب 78،ص 108،/109ط.بيروت.

4-عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«إنّ عليا وصيي و من ولده القائم المنتظر المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما» (1).

5-عن ابن عباس قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«إنّ خلفائي و أوصيائي و حجج اللّه على الخلق بعدي الاثني عشر أولهم أخي و آخرهم ولدي».

قيل:

يا رسول اللّه و من أخوك؟قال:

علي بن أبي طالب.قيل:

فمن ولدك؟قال:

«المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا» (2).

(3)الرخاء و ظهور البركات و الخيرات:

و قد أكدت ذلك عدة نصوص:

1-عن أبي سعيد الخدري:أن النّبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«يكون في أمتي المهدي،إن قصر فسبع و إلاّ فتسع،فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط،تؤتي أكلها و لا تدخر عنهم شيئا،و المال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول:

يا مهدي أعطني،فيقول:

خذ» (3).

ص: 628


1- المصدر السابق نفسه.
2- ذكرنا مصادر هذا الحديث ص 177.
3- سنن ابن ماجه ج /1367/2ط.بيروت.

2-عن أبي سعيد الخدري:أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«يخرج في آخر أمتي المهدي يسقيه اللّه الغيث و تخرج الأرض نباتها و يعطي المال صحاحا،و تكثر الماشية و تعظم الأمة يعيش سبعا أو ثمانيا يعني حججا».

رواه الحاكم في المستدرك و قال عنه:

هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه (1).

3-عن أبي سعيد الخدري قال:

قال نبي اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتى تضيق عنهم الأرض الرحبة و حتى يملأ الأرض جورا و ظلما لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم،فيبعث اللّه عز و جل رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا،يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلاّ أخرجته و لا السماء من قطرها شيئا إلاّ صبّه اللّه عليهم مدرارا يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع تتمنى الأحياء الأموات مما صنع اللّه عز و جل بأهل الأرض من خيره».

رواه الحاكم في المستدرك و قال عنه:

هذا الحديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه (2).

4-عن أبي سعيد الخدري قال:

قال النبي صلى اللّه عليه و آله:

«يكون من أمتي المهدي فإن طال عمره أو قصر عمره عاش سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين يملأ الأرض قسطا و عدلا،و تخرج الأرض نباتها و تمطر السماء قطرها» (3).ت.

ص: 629


1- المستدرك على الصحيحين ج /558/4ط.بيروت.
2- المستدرك على الصحيحين ج /465/4ط.بيروت.
3- مسند أحمد بن حنبل ج 27/3-/37ط.بيروت.

5-عن أبي سعيد الخدري قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي على اختلاف من الناس و زلزال فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما يرضى عنه ساكن السماء و ساكن الأرض يقسم المال صحاحا،فقال له رجل:

ما صحاحا؟قال:

بالسوية بين الناس،قال:

و يملأ قلوب أمة محمد(صلى اللّه عليه و آله)غنى،و يسعهم عدله حتى يأمر مناديا فينادي فيقول:

من له في مال حاجة،فما يقوم من الناس إلا رجل فيقول:

ائت الدان يعني الخازن فقل له إنّ المهدي يأمرك أن تعطيني مالا،فيقول له:

احث حتى إذا جعله في حجره و أبرزه ندم فيقول:

كنت أجشع أمة محمد صلى اللّه عليه و آله نفسا،أو عجز عني ما وسعهم، قال:

فرده فلا يقبل منه،فيقال له:

إنّا لا نأخذ شيئا أعطيناه،فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده أو قال ثم لا خير في الحياة بعده» (1).

(4)تكامل العقول و انتشار الثقافة و العلم:

و تشير إلى ذلك عدة نصوص منها:

1-ما روي عن الإمام الباقر عليه السلام قال:

«إذا قام قائمنا وضع اللّه يده على رؤوس العباد فجمع بها عقولهم،و كملت به أحلامهم» (2).

ص: 630


1- المصدر السابق نفسه.
2- الكليني:أصول الكافي ج 1 باب 1 ص 25 ح /21ط.إيران.

2-و عنه عليه السلام قال و هو يتحدث عن الإمام المهدي:

«و تؤتون الحكمة في زمانه حتى أنّ المرأة لتقضي في بيتها بكتاب اللّه تعالى و سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله» (1).

(5)التجسيد لسيرة الرسول صلى اللّه عليه و آله:

و تشير إلى ذلك عدة نصوص منها:

1-عن عبد اللّه بن عطاء المكي قال:

سألت أبا عبد اللّه الصادق عليه السلام عن سيرة المهدي،كيف سيرته؟

فقال:

يصنع كما صنع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،يهدم ما كان قبله كما هدم رسول اللّه أمر الجاهلية،و يستأنف الإسلام جديدا» (2).

2-و عن عبد اللّه بن عطاء قال:

سألت أبا جعفر الباقر عليه السلام فقلت:

إذا قام القائم بأي سيرة يسير في الناس:فقال:

يهدم ما قبله كما صنع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و يستأنف الإسلام جديدا» (3).

3-عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال:

«ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء،و معه راية رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله، و قميصه و سيفه،و علامات،و نور،و بيان فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول:

ص: 631


1- المجلسي:البحار ج 52 ص 352 ح 106 باب /27ط.إيران.
2- المصدر نفسه ج 52 ص 352 باب 27 ح 108.
3- المصدر نفسه ص 354.

أذكركم اللّه أيّها الناس،و مقامكم بين يدي ربكم و قد أكّد المحجة،و بعث الأنبياء و أنزل الكتاب يأمركم أن لا تشركوا به شيئا و أن تحافظوا على طاعته و طاعة رسوله صلى اللّه عليه و آله و أن تحيوا ما أحيا القرآن و تميتوا ما أمات،و تكونوا أعوانا على الهدى،و وزرا على التقوى فإنّ الدنيا قد دنا فناؤها،و زوالها،و أذنت بالوداع، و إنّي أدعوكم إلى اللّه و إلى رسوله و العمل بكتابه،و إماتة الباطل،و إحياء السنة» (1).ت.

ص: 632


1- ابن طاووس:الملاحم و الفتن باب 129 ص /387ط.بيروت.
المبحث الثاني
اشارة

النّهج السلوكيّ

ص: 633

ص: 634

النّهج السلوكيّ
اشارة

إن الحالة الانتمائية إلى خط الأئمة من أهل البيت عليهم السلام ليست صيغة نظرية تتبنى الأفكار و المفاهيم و التصورات و إنّما هي ممارسة عملية تجسّد المضامين و القيم و الإلتزامات.و تتعاطى مع الواقع المتحرك في حياة الأئمة عليهم السلام على كل المستويات العبادية و الأخلاقية و الإجتماعية و الجهادية.

و من خلال هذا التجسيد و التعاطي تتحدد القيمة الحقيقية للحالة الإنتمائية و تتوافر على مكوّناتها الواقعية المصداقية الفاعلة.

إنّ الفهم الذي صاغته الرؤية المتأنية يرى في نهج الأئمة من أهل البيت عليهم السلام تجسيدا أصيلا لنهج الإسلام في كل مضامينه الواقعية،و إنّ تنسيب هذا النهج إلى أئمة أهل البيت عليهم السلام يعبر عن تأكيد المنحى الأصيل في حركة التعاطي مع النهج الإسلامي في كل منطلقاته و مساراته و غاياته.

و حيث تعددت التعبيرات التي حاولت فكريا و عمليا،إبراز الصيغة الإسلامية، فلا بد من الناحية المنهجية و العلمية أولا،و من الناحية الإيمانية و الاعتقادية ثانيا،أن نعطي للتعبير الذي نؤمن بأصالته و مصداقيته وجودا إصطلاحيا واضحا في لغة الحديث و البحث.

و بهذا يمكن الإجابة عن إشكالية قد تثار على هذا اللون من التأكيد على«نهج الأئمة»بما يوحيه من وجود حالة من«التغييب»لفكر الأئمة عليهم السلام عن موقعه في التعبير عن الإسلام في مصطلحاته و مضامينه...

ص: 635

هذه الإجابة التي ترى ضرورة إعتماد الصيغة التعبيرية ذات الدلالة الواضحة في إعطاء الرؤية حول النهج الأصيل الذي يجسّد فكر الرسالة و قيم الإسلام...

و على ضوء هذا الفهم نؤكد أنّ اعتمادنا مصطلح«نهج الأئمة»لا يهدف إعطاء حالة متمايزة عن«نهج الإسلام»بل هو تأصيل للمضمون الواقعي للنهج الإسلامي...

و نخلص إلى نتيجة نريد تثبيتها هنا و هي أنّ الحالة الشيعية المنتمية إلى مدرسة أهل البيت عليهم السلام يجب أن تجسّد مصداقية الإنتماء إلى الإسلام من خلال التعاطي العملي مع نهج الأئمة عليهم السلام بكل ما يحمله من معطيات عملية تستوعب كل المساحات المتحركة في حياة الإنسان.

و في هذا المقطع من البحث نحاول أن نتعامل مع النص الصادر عن أئمة أهل البيت عليهم السلام و الذي يضع المعالم الحقيقية.و الصورة الأصيلة للحالة الشيعية...و من خلاله يمكن أن نقوّم الواقع العملي لهذه الحالة...

و نترك للنص أن يتحدث:-

(1)قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام و هو يصف

شيعته:

«شيعتي و اللّه الحلماء العلماء باللّه و دينه،العاملون بطاعته و أمره،المهتدون لحبه،و أنصار عباده،جلاّس زهاده،صفر الوجوه من التهجد،عمش العيون من البكاء،ذبل الشفاه من الذكر،خمص البطون من الطوى،تعرف الربانية في وجوههم،و الرهبانية في سمتهم،مصابيح كل ظلمة،و رياحين كل قبيلة،لا يشنؤون من المسلمين سلفا،و لا يقفون لهم خلفا،سرورهم مكنونة،و قلوبهم محزونة، و أنفسهم عفيفة،و حوائجهم خفيفة،و أنفسهم منهم في عناء،و الناس منهم في

ص: 636

راحة،فهم الكاسة الأولياء،و الخالصة النجباء،و هم الراغبون الرواعون فرارا بدينهم،إن شهدوا لم يعرفوا و إن غابوا لم يفتقدوا أولئك من شيعتي» (1).

(2)و قال أمير المؤمنين عليه السلام يوصي شيعته:
اشارة

«من أحبنا فليعمل بعملنا،و يستعن بالورع،فإنه أفضل ما يستعان به في الدنيا و الآخرة،لا تجالسوا لنا عائبا،و لا تمدحونا معلنين عند عدونا فتظهروا حبنا و تذلوا أنفسكم عند سلطانكم.

الزموا الصدق فإنّه منجاة،ارغبوا فيما عند اللّه،و اطلبوا مرضاته و طاعته و اصبروا عليهما،فما أقبح بالمؤمن أن يدخل الجنة و هو مهتوك الستر،لا تعيونا في طلب الشفاعة لكم يوم القيامة بسبب ما قدمتم،و لا تفضحوا أنفسكم عند عدوكم يوم القيامة،و لا تكذبوا أنفسكم في منزلتكم عند اللّه بالحقير من الدنيا،تمسكوا بما أمركم اللّه به،فما بين أحد و بين أن يغتبط و يرى ما يحبّ إلاّ أن يحضره رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،و ما عند اللّه خير و أبقى،و تأتيه البشارة و اللّه فتقر عينه و يحب لقاء اللّه.

لا تحقروا ضعفاء إخوانكم،فإنّه من احتقر مؤمنا حقّره اللّه و لم يجمع بينهما يوم القيامة إلاّ أن يتوب،و لا يكلف المرء أخاه الطلب إليه إذا عرف حاجته،تزاوروا و تعاطفوا و تباذلوا،و لا تكونوا لمنزلة المنافق الذي يصف ما لا يفعل...

-و قال عليه السلام في وصيته:

«أكثروا الاستغفار فإنّه يجلب الرزق،قدموا ما استطعتم من عمل الخير تجدوه غدا،إيّاكم و الجدال فإنّه يورث الشك،من كانت له إلى اللّه حاجة فليطلبها في ثلاث ساعات من يوم الجمعة:ساعة الزوال حين تهب الريح و تفتح أبواب السماء و تنزل الرحمة،و تصوت الطير،و ساعة في آخر الليل عند طلوع الفجر،فإن ملكين يناديان:

ص: 637


1- المجلسي:البحار ج 68 ص 177 ح 34 باب /19ط.بيروت.

هل من تائب فأتوب عليه؟هل من سائل فيعطى؟هل من مستغفر فيغفر له؟هل من طالب حاجة؟فأجيبوا داعي اللّه..و اطلبوا الرزق فيما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإنه أسرع لطلب الرزق من الضرب في الأرض،و هي الساعة التي يقسم اللّه جل و عز فيها الأرزاق بين عباده...» (1).

(3)قال الإمام أمير المؤمنين و قد مرّ على جماعة فأسرعوا إليه قياما:

من أيّ قوم أنتم؟

قالوا:

من شيعتك يا أمير المؤمنين...

فقال لهم خيرا ثم قال لهم:

يا هؤلاء ما لي لا أرى فيكم سمة شيعتنا و حلية أوليائنا؟

فأمسكوا عن الجواب حياء..

فقال من معه:

نسألك بالذي أكرمكم أهل البيت و خصكم و حباكم أنبئنا صفة شيعتكم...

قال عليه السلام:

شيعتنا هم العارفون باللّه،العاملون بأمر اللّه،هم أهل الفضائل،الناطقون بالصواب،مأكولهم القوت،و ملبوسهم الاقتصاد،و مشيهم التواضع،خشعوا للّه بطاعته،و خضعوا إليه بعبادته،مضوا غاضّين أبصارهم عما حرّم اللّه عليهم،رافعين أسماعهم على العلم بربهم رضوا من اللّه بالقضاء،فلو لا الآجال التي كتب اللّه عليهم لا تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفة عين شوقا إلى لقاء اللّه تعالى و الثواب،و خوفا من أليم العقاب،عظم الخالق في أنفسهم و صغر مادونه في أعينهم،فهم و الجنة كمن

ص: 638


1- المصدر السابق نفسه ج 10 ص 93 ح 1 باب 7.

قد رآها فهم على أرائكها متكئون،و هم و النار كمن قد رآها فهم فيها معذبون،صبروا أياما قليلة فأعقبهم راحة طويلة،أرادتهم الدنيا فلم يريدوها،و طلبتهم الدنيا فامتنعوا عنها،أما الليل فصافون أقدامهم تالون لأجزاء القرآن ترتيلا،يعظون أنفسهم بأمثاله و يستشفون بلاءهم بدوائه تارة،و تارة يفترشون جباههم و أكفهم و ركبهم و أطراف أقدامهم على الأرض تجري دموعهم على خدودهم يمجدون جبارا عظيما،يلتجئون إليه في فكاك رقابهم.

هذا ليلهم و أمّا النهار فعلماء حكماء بررة أتقياء،بادروا إلى اللّه بالأعمال الزاكية لا يرضون عنها هم بالقليل و لا يستكثرونها بالجزيل،فهم لأنفسهم متهمون،و من أعمالهم مشفقون،و يرى لأحدهم قوة في دين و حزما في لين،و إيمانا في يقين، و حرصا على علم،و فهما في فقه،و علما في حلم،و كيسا في قصد،و قصدا في غناء،و تحملا في فاقة،و صبرا في مشقة،و خشوعا في عبادة،و رحمة لجمهور، و عطاء في حق،و رفقا في كسب،و طلبا في حلال،و نشاطا في هدى،و اعتصاما في شهوة...» (1).

(4)قال الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام لجابر بن يزيد

الجعفي:

«يا جابر:أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟

فو اللّه ما شيعتنا إلاّ من اتقى اللّه و أطاعه،و ما كانوا يعرفون-يا جابر-إلاّ بالتواضع و التخشع،و كثرة ذكر اللّه،و الصوم،و الصلاة،و التعهد للجيران من الفقراء و أهل المسكنة و الغارمين و الأيتام،و صدق الحديث،و تلاوة القرآن،و كف الألسن عن الناس إلاّ من خير.

فلو قال:

ص: 639


1- ينابيع المودة ج 70/3-/71ط.بيروت.

إنّي أحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،و رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله خير من علي،ثم لا يعمل بعمله،و لا يتبع سنته،ما نفعه حبه إياه شيئا،فاتقوا اللّه و اعملوا لما عند اللّه ليس بين اللّه و بين أحد قرابة،أحب العباد إلى اللّه و أكرمهم عليه أتقاهم له، و أعملهم بطاعته،و اللّه ما يتقرب إلى اللّه جل ثناؤه إلاّ بالطاعة.

ما معنا براءة من اللّه،و لا على اللّه لأحد من حجة،من كان للّه مطيعا فهو لنا ولي،و من كان للّه عاصيا فهو لنا عدو،و لا تنال ولايتنا إلاّ بالورع و العمل...» (1).

(5)و قال الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع):

«ليس من شيعتنا من وافقنا بلسانه و خالفنا في أعمالنا و أثارنا،و لكن شيعتنا من وافقنا بلسانه و قلبه و اتبع آثارنا،و عمل بأعمالنا،أولئك شيعتنا» (2).

(6)و قال عليه السلام:

إنّما شيعة علي من عف بطنه و فرجه،و اشتد جهاده،و عمل لخالقه،و رجا ثوابه،و خاف عقابه،فإذا رأيت أولئك،فأولئك شيعة جعفر» (3).

(7)و قال عليه السلام يوصي خيثمة:

«أبلغ موالنا السلام،و أوصهم بتقوى اللّه و العمل الصالح و أن يعود صحيحهم مريضهم،و ليعد غنيهم على فقيرهم و أن يشهد حيهم جنازة ميتهم،و أن يتلاقوا في بيوتهم،و أن يتفاوضوا علم الدين،فإنّ في ذلك حياة لأمرنا،رحم اللّه عبدا أحيا أمرنا.

ص: 640


1- المجلسي:البحار ج 70 ص 97 ح 4 باب /47ط.إيران.
2- المجلسي:البحار ج 68 ص 162 ح 11 باب /19ط.إيران.
3- المصدر نفسه ج 68 ص 187 ح 42 باب 19.

و أعلمهم-يا خيثمة-أنه لا يغني عنهم من اللّه شيئا إلاّ العمل الصالح،فإن ولايتنا لا تنال إلا الورع،و إن أشد الناس عذابا يوم القيامة من وصف عدلا ثم خالفه إلى غيره» (1).

(8)و قال عليه السلام في وصيته لعبد اللّه بن جندب:

«يا ابن جندب:بلّغ معاشر شيعتنا و قل لهم:

لا تذهبن بكم المذاهب،فو اللّه لا تنال ولايتنا إلاّ بالورع و الاجتهاد في الدنيا، و مواساة الاخوان في اللّه،و ليس من شيعتنا من يظلم الناس...

يا ابن جندب:إنّما شيعتنا يعرفون بخصال شتى:بالسخاء و البذل للاخوان، و بأن يصلوا الخمسين ليلا و نهارا،شيعتنا لا يهرون هرير الكلب و لا يطمعون طمع الغراب و لا يجارون لنا عدوا،و لا يسألون لنا مبغضا و لو ماتوا جوعا...» (2).

(9)و قال عليه السلام يذكر بعض صفات أصحابه و شيعته:

-«إنّما أصحابي من اشتدّ ورعه،و عمل لخالقه،و رجا ثوابه،هؤلاء أصحابي».

-ليس منا و لا كرامة من كان في مصرفية مائة ألف أو يزيدون،و كان في ذلك المصر أحد أورع منه».

-«إنّا لا نعد الرجل مؤمنا حتى يكون لجميع أمورنا متبعا مريدا،إلاّ و إن من إتباع أمرنا و إرادته الورع فتزينوا به يرحمكم اللّه».

-ليس من شيعتنا من لا تتحدث المخدرات بورعه في خدورهن و ليس من أوليائنا من هو في قرية فيها عشرة آلاف رجل فيهم خلق اللّه أورع منه» (3).

ص: 641


1- المصدر السابق نفسه ج 71 ص 187 ح 48 باب 64.
2- ابن شعبة:تحف العقول ص /223ط.بيروت.
3- المجلسي:البحار ج 70 ص 300 ح 9 باب /57ط،إيران.
(10)دخل على الإمام الصادق رجل فقال عليه السلام له:

ممن الرجل؟فقال:

من محبيكم و مواليكم...

قال له الإمام:

من أيّ محبينا أنت؟

فسكت الرجل...

فقال له سدير:

و كم محبوكم يا ابن رسول اللّه؟

قال عليه السلام:

على ثلاث طبقات:

-طبقة أحبونا في العلانية و لم يحبونا في السر.

-و طبقة يحبونا في السر و لم يحبونا في العلانية.

-و طبقة يحبونا في السر و العلانية،هم النمط الأعلى شربوا من العذب الفرات،و علموا بأوائل الكتاب و فصل الخطاب،و سبب الأسباب،فهم النمط الأعلى،الفقر و الفاقة و أنواع البلاء أسرع إليهم من ركض الخيل،مستهم البأساء و الضراء،و زلزلوا و فتنوا،فمن بين مجروح و مذبوح،متفرقين في كل بلاد قاصية، بهم يشفي اللّه السقيم،و يغني العديم،و بهم تنصرون،و بهم تمطرون،و بهم ترزقون، و هم الأقلون عددا،الأعظمون عند اللّه قدرا و خطرا.

و الطبقة الثانية النمط الأسفل أحبونا في العلانية و ساروا بسيرة الملوك فألسنتهم معنا و سيوفهم علينا.

و الطبقة الثالثة النمط الأوسط،أحبونا في السر و لم يحبونا في العلانية، و لعمري لئن كانوا أحبونا في السر دون العلانية،فهم الصوامون بالنهار،القوّامون بالليل ترى أثر الرهبانية في وجوههم أهل سلم و أنقياء...

ص: 642

قال الرجل:

فأنا من محبيكم في السر و العلانية.

قال الإمام جعفر الصادق عليه السلام:

إنّ لمحبينا في السر و العلانية علامات يعرفون بها...

قال الرجل:

و ما تلك العلامات؟

قال عليه السلام:

تلك خلال:

-أولها أنّهم عرفوا التوحيد حق معرفته،و أحكموا علم توحيده...

-و الإيمان بعد ذلك بما هو و ما صفته...

-ثم علموا حدود الإيمان و حقائقه و شروطه و تأويله» (1).

(11)جاء في رواية عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني حين دخل على الإمام

الهادي علي بن محمد عليهما السلام...

قال:

فقلت له يا ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إنّي أريد أن أعرض عليك ديني، فإن كان مرضيا أثبت عليه حتى ألقى اللّه عز و جل.

فقال عليه السلام:

هات يا أبا القاسم.

فقلت:

إنّي أقول إنّ اللّه تبارك و تعالى واحد ليس كمثلة شيء خارج عن الحدين:

ص: 643


1- تحف العقول ص /240ط.بيروت.

حد الإبطال و حد التشبيه و أنّه ليس بجسم و لا صورة،و لا عرض و لا جوهر،بل هو مجسم الأجسام،و مصور الصور،و خالق الأعراض و الجواهر،و رب كل شيء و مالكه و جاعله و محدثه،و أنّ محمدا عبده و رسوله،خاتم النبيين،فلا نبي بعده إلى يوم القيامة...

و أقول:

أنّ الإمام و الخليفة و ولي الأمر من بعده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب،ثم الحسن ثم الحسين،ثم علي بن الحسين،ثم محمد بن علي،ثم جعفر بن محمد،ثم موسى بن جعفر،ثم علي بن موسى،ثم محمد بن علي،ثم أنت يا مولاي...

و أقول:

إنّ وليهم ولي اللّه،و عدوهم عدو اللّه،و طاعتهم طاعة اللّه،و معصيتهم معصية اللّه..

و أقول:

إنّ المعراج حق،و المساءلة في القبر حق،و أنّ الجنة حق،و النار حق،و الصراط حق،و الميزان حق،و أنّ الساعة آتية لا ريب فيها،و أنّ اللّه يبعث من في القبور.

و أقول:

إنّ الفرائض الواجبة بعد الولاية،الصلاة،و الزكاة،و الصوم،و الحج، و الجهاد،و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر...

فقال الإمام الهادي عليه السلام:

يا أبا القاسم:هذا دين اللّه الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه،ثبتك اللّه بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة (1).ن.

ص: 644


1- المجلسي:البحار ج 3 ص 268 ح 3 باب /1ط.إيران.
(12)و قال الإمام الحسن العسكري عليه السلام يوصي شيعته:

«أوصيكم بتقوى اللّه،و الورع في دينكم،و الاجتهاد للّه،و صدق الحديث، و أداء الأمانة إلى من ائتمنكم من بر أو فاجر،و طول السجود،و حسن الجوار،فبهذا جاء محمد صلى اللّه عليه و آله...صلوا في عشائرهم،و اشهدوا جنائزهم،و عودوا مرضاهم،و أدّوا حقوقهم،فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه،و صدق في حديثه، و أدى الأمانة،و حسن خلقه مع الناس،قيل:

هذا شيعي فيسرني ذلك...

اتقوا اللّه و كونوا زينا و لا تكونوا شينا،جرّوا إلينا كل مودة،و ادفعوا عنا كل قبيح،فإنّه ما قيل فينا من حسن فنحن أهله،و ما قيل فينا من سوء فما نحن كذلك،لنا حق في كتاب اللّه،و قرابة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،و تطهير من اللّه لا يدعيه أحد غيرنا إلاّ كذاب.

أكثروا ذكر اللّه،و ذكر الموت،و تلاوة القرآن،و الصلاة على النبي صلى اللّه عليه و آله فإن الصلاة على رسول اللّه عشر حسنات،احفظوا ما وصيتكم به، و استودعكم اللّه و أقرأ عليكم السلام» (1).

ص: 645


1- تحف العقول ص /362ط.بيروت.

ص: 646

المبحث الثّالث
اشارة

النهج الفقهيّ لأئمة أهل البيت

ص: 647

ص: 648

النهج الفقهي لأئمة أهل البيت

نعني بالنهج الفقهي هنا:

أولا:اعتماد المصادر التشريعية الأصيلة التي حددتها مدرسة الأئمة

من أهل البيت عليهم السلام هذه المصادر المتجسدة في:

1-كتاب اللّه تعالى...

2-سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بصيغتها الأمينة كما حفظتها مدرسة أهل البيت عليهم السلام،و بامتدادها الحقيقي الذي تمثله«سنة الأئمة من أهل البيت».

و قد تناولنا هذا الجانب بصورة مفصلة في فصل سابق من فصول هذا الكتاب...

و ما يهم البحث هنا،التأكيد أنّ«المدرسة الفقهية الشيعية»تعتمد في استنباط الفتاوى و الأحكام على«الكتاب و السنة»...

جاء في كتاب«الفتاوى الواضحة»للشهيد آية اللّه السيد محمد باقر الصدر:

«و نرى من الضروري أن نشير أخيرا بصورة موجزة إلى المصادر التي اعتمدناها بصورة رئيسية في استنباط هذه الفتاوى الواضحة،و هي كما ذكرنا في مستهل الحديث عبارة عن الكتاب الكريم و السنة الشريفة المنقولة عن طريق الثقاة المتورعين في النقل مهما كان مذهبهم،أما القياس و الاستحسان و نحوهما فلا نرى مسوغا شرعيا للإعتماد عليها.

ص: 649

و أما ما يسمى بالدليل العقلي الذي اختلف المجتهدون و المحدثون أنّه هل يسوغ العمل به أو لا،فنحن و إن كنا نؤمن بأنّه يسوغ العمل به و لكننا لم نجد حكما واحدا يتوقف إثباته على الدليل العقلي بهذا المعنى،بل كل ما يثبت بالدليل العقلي فهو ثابت في نفس الوقت بكتاب أو سنة.

و أما ما يسمى بالإجماع فهو ليس مصدرا إلى جانب الكتاب و السنة،و إنما لا يعتمد عليه إلاّ من أجل كونه وسيلة إثبات في بعض الحالات.

و هكذا كان المصدران الوحيدان هما:الكتاب و السنة و نبتهل إلى اللّه أن يجعلنا من المتمسكين بهما و من استمسك بهما فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لاَ انْفِصامَ لَها وَ اللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (1).

ثانيا:المضامين الفقهية:

فقد تعاطت«المدرسة الشيعية»عمليا مع المضامين الفقهية الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام في مختلف المجالات العملية:العبادية و الأخلاقية و التربوية و الاقتصادية،و الاجتماعية و السياسية...و هذه المضامين ليست إلا تجسيدا أصيلا للمضامين الفقهية التي جاءت في الكتاب و السنة.

و قد مارست المدرسة الفقهية الشيعية حالة التعاطي مع«نهج الأئمة الفقهي»كما توضح ذلك المدوّنات الفقهية و الممارسات العملية،سواء على المستوى العبادي أو على كل المستويات.

ص: 650


1- الشهيد الصدر:الفتاوى الواضحة ص /98ط.بيروت.

أمثلة تطبيقية:

و نحاول أن نعطي أمثلة فقهية تطبيقية،تجسد النهج الفقهي الذي تبنته مدرسة الأئمة من أهل البيت مقارنين ذلك بموقف المذاهب الأربعة التي تعبر عن رأي مدرسة الخلفاء...

و نتناول هنا أربع مسائل فقهية فقط:

1-كيفية الوضوء.

2-ما يصح السجود عليه في الصلاة.

3-الجمع بين الصلاتين.

4-الزواج المؤقت.

المسألة الأولى:
اشارة

كيفية الوضوء:

توجد نقطتان أساسيتان تعكسان اختلافا فقهيا بين مدرسة أهل البيت عليهم السلام و مدرسة الخلفاء في مسألة الوضوء و هما:

1-كيفية غسل الأيدي في الوضوء.

2-حكم الأرجل في الوضوء.

النقطة الأولى:
اشارة

كيفية غسل الأيدي في الوضوء:

(1)مدرسة أهل البيت عليهم السلام:

يجب في غسل الأيدي الابتداء بالمرفقين و الانتهاء بأطراف الأصابع،و لا يسوغ الابتداء بأطراف الأصابع و الانتهاء بالمرفقين.

ص: 651

(2)المذاهب الأربعة:

لا يوجبون ذلك،و يجوزون الابتداء بأطراف الأصابع و الانتهاء بالمرافق (1).

الصيغة العملية لوضوء الرسول صلى اللّه عليه و آله:
اشارة

من خلال النصوص الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام و من خلال ممارساتهم التطبيقية نتبين الصيغة العملية لوضوء الرسول صلى اللّه عليه و آله...

1-روى زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال:

«ألا أحكي لكم وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقلنا:

بلى،فدعا بقعب فيه شيء من الماء،فوضعه بين يديه ثم حسر عن ذراعيه،ثم غمس فيه كفه اليمنى ثم قال:

هكذا إذا كانت الكف طاهرة،ثم غرف ملأها ماء فوضعها على جبهته ثم قال:

بسم اللّه،و سدله على أطراف لحيته،ثم أمرّ يده على وجهه و ظاهر جبهته مرة واحدة،ثم غمس يده اليسرى فغرف بها ملأها ثم وضعه على مرفقه اليمنى فأمرّ كفه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه،ثم غرف بيمينه ملأها فوضعه على مرفقه اليسرى فأمرّ كفه على ساعده حتى جرى الماء على أطراف أصابعه،و مسح مقدم رأسه و ظهر قدميه ببلة يساره و بقية بلة يمناه» (2).

2-عن زرارة و بكير أنهما سألا الإمام الباقر عليه السلام عن وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فدعا بطست أو تور فيه ماء،فغمس يده اليمنى فغرف بها غرفة فصبها على وجهه فغسل بها وجهه،ثم غمس كفه اليسرى فغرف بها غرفة فأفرغ على ذراعه اليمنى فغسل بها ذراعه من المرفق إلى الكف لا يردها إلى المرفق،ثم غمس كفه

ص: 652


1- الفقه على المذاهب الخمسة ص 36.
2- وسائل الشيعة ج 272/1.

اليمنى فأفرغ بها على ذراعه اليسرى من المرفق و صنع بها مثل ما صنع باليمنى ثم مسح رأسه و قدميه ببلل كفه لم يحدث لهما ماء جديدا» (1).

3-و روى المفيد بالإسناد إلى بكير و زرارة ابني أعين أنّهما سألا أبا جعفر عليه السلام عن وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فدعا بطست أو بتور فيه ماء فغسل كفيه،ثم غمس كفه اليمنى في التور فغسل وجهه بها و استعان بيده اليسرى بكفه على غسل وجهه،ثم غمس كفه اليسرى في الماء فاغترف بها من الماء فغسل يده اليمنى من المرفق إلى الأصابع لا يرد الماء إلى المرفقين،ثم غمس كفه اليمنى في الماء فاغترف بها من الماء فأفرغه على يده اليسرى من المرفق إلى الكف لا يرد الماء إلى المرفق كما صنع باليمنى،ثم مسح رأسه و قدميه إلى الكعبين بفضل كفيه لم يجدّد ماء» (2).

آية الوضوء:

قوله تعالى:

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ (3) .

قد يقال بأن دلالة الآية صريحة في وجوب غسل اليدين بدءا بالأصابع و انتهاء بالمرفقين...

و لنا حول هذا الفهم للآية ملاحظتان:

الملاحظة الأولى:

الآية ليست في مقام البيان«لكيفية الوضوء»فلا يستفاد من هذا النص أكثر من تحديد الأجزاء الواجبة في الوضوء،و أما الكيفية فقد أوضحتها الصيغة العملية لوضوء الرسول صلى اللّه عليه و آله..

ص: 653


1- المصدر السابق نفسه.
2- المصدر نفسه ج 275/1.
3- سورة المائدة:الآية 6.

فقوله تعالى:

فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ بيان للواجب الأول من أجزاء الوضوء،و قوله تعالى:

وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ بيان للواجب الثاني،و بقية النص يحدد الواجبين الثالث و الرابع و من خلال السنة النبوية استطعنا أن نتعرف على الكيفية العملية لممارسة هذه الأجزاء الواجبة.

ربما يقال أنّ قوله تعالى وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ بيان لكيفية الغسل،و نجيب أنّ قوله تعالى إِلَى الْمَرافِقِ ليس تحديدا للغسل،بل هو تحديد للمغسول حيث أنّ لفي «اليد»لها عدة إطلاقات في اللغة تتمثل في:

-الأصابع..

-الكف..

-الذراع..

-العضو الذي يمتد إلى الكتف..

فمن أجل إزالة الإبهام جاء التقييد بقوله تعالى:

إِلَى الْمَرافِقِ لإلغاء الاحتمالات الأخرى،و لعل فتوى فقهاء المذاهب الأربعة بالجواز لا الوجوب في الابتداء بالأصابع يؤكد هذا الفهم.

الملاحظة الثانية:

إنّ لفظة«إلى»تستعمل أحيانا بمعنى«مع»كما في قوله تعالى:

وَ لا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ (1) ،و قوله تعالى:

مَنْ أَنْصارِي إِلَى اللّهِ (2) .و بناء على هذا الاستعمال نحتمل أنّ لفظة«إلى» في قوله تعالى:

ص: 654


1- سورة النساء:الآية 2.
2- سورة آل عمران:الآية 52.

وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ (1) بمعنى«مع».

النقطة الثانية:
اشارة

حكم الأرجل في الوضوء:

تتجه مدرسة الأئمة من أهل البيت إلى وجوب مسح الأرجل،بينما يرى فقهاء المذاهب الأربعة وجوب غسل الأرجل في الوضوء...

النص القرآني يؤكد المسح:

قوله تعالى:

وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ (2) .

يمكن الاستدلال بهذا النص على وجوب المسح،و ذلك على النحو التالي:

1-في قوله تعالى: وَ أَرْجُلَكُمْ وردت قراءتان مشهورتان:-

القراءة الأولى:

وَ أَرْجُلَكُمْ بالجر.

و هي قراءة ابن كثير،و حمزة،و أبي عمرو،و عاصم(في رواية أبي بكر عنه) كما ذكر ذلك الرازي في تفسيره الكبير (3).

و بناء على هذه القراءة فالأرجل معطوفة على الرؤوس فوجب مسحها كما وجب ذلك في الرؤوس.

القراءة الثانية:

قراءة وَ أَرْجُلَكُمْ بالنصب.

ص: 655


1- سورة المائدة:الآية 6.
2- سورة المائدة الآية 6.
3- الرازي:التفسير الكبير ج 11 ص /161ط.بيروت.

و هي قراءة نافع،و ابن عامر،و عاصم في رواية حفص عنه كما ذكر ذلك الرازي في تفسيره الكبير (1).

و بناء على هذه القراءة،فحكم الأرجل المسح كذلك،لأنّها معطوفة على الرؤوس المنصوبة محلا،المجرورة لفظا،فقوله تعالى بِرُؤُسِكُمْ لها حالتان:

-النصب محلا لأنها مفعول به.

-الجر لفظا لأنّها مسبوقة بحرف الجر..

فالأرجل المعطوفة على الرؤوس يجوز فيها حالتان:

-النصب عطفا على«المحل».

-الجر عطفا على«اللفظ».

و العطف على«المحل»وارد في لغة العرب،فيقال:

«ليس فلان بعالم و لا عاملا»بنصب«عامل»عطفا على«محل عالم».

2-لا يصح عطف الإرجل على الوجوه و الأيدي حيث لا يجوز العطف على الأبعد مع إمكان العطف على الأقرب،و كذلك لوجود الفاصل الأجنبي،فلا يصح أن يقال:

«ضربت زيدا و مررت ببكر و خالدا»بعطف«خالد»على«زيد»لوجود الفاصل و هو«مررت ببكر».

و كذلك في آية الوضوء:

فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَ أَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ (2) .

لا يصح عطف أَرْجُلَكُمْ على وُجُوهَكُمْ وَ أَيْدِيَكُمْ لإمكان العطف على الأقرب و هو«رؤسكم»و لوجود الفاصل الأجنبي و هو جملة وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ.6.

ص: 656


1- المصدر السابق نفسه.
2- سورة المائدة:الآية 6.

3-أكد كثير من أعلام أهل السنّة عطف«الأرجل»على«الرؤوس»منهم:-

أ-الرازي في تفسيره الكبير (1).

ب-الشيخ ابراهيم الحلبي في كتابه(غنية المتملي في شرح منية المصلي)على المذهب الحنفي..

حيث قال عند ذكر«و أرجلكم إلى الكعبين»:

قريء في السبعة بالنصب و الجر و المشهور أن النصب بالعطف على وجوهكم و الجر على الجوار و الصحيح أن الأرجل معطوفة على الرؤوس في القراءتين و نصبها على المحل و جرها على اللفظ و ذلك لامتناع العطف على المنصوب للفصل بين العاطف و المعطوف عليه بجملة أجنبية و الأصل أن لا يفصل بينهما بمفرد فضلا عن الجملة،و لم يسمع في الفصيح نحو ضربت زيدا و مررت بعمرو و بكرا بعطف بكرا على زيدا.و أما الجر على الجوار فإنما يكون على قلة النعت كقول بعضهم:

«هذا جحر ضب ضرب»بجر ضرب (2).

ج-العلامة أبو الحسن السندي الحنفي في حاشيته على سنن ابن ماجه حيث قال:

«و ظاهر القرآن يقتضي المسح كما جاء عن ابن عباس(ثم قال):

و إنّما كان المسح هو ظاهر الكتاب لأنّ قراءة الجر ظاهرة فيه،و حمل قراءة النصب عليها بجعل العطف على المحل أقرب من حمل قراءة الجر على قراءة النصب كما صرح به النحاة لشذوذ الجوار و اطراد العطف على المحل و أيضا فيه خلوص عن الفصل بالأجنبي بين المعطوف و المعطوف عليه فصار ظاهر القرآن هو المسح» (3).ت.

ص: 657


1- الرازي:التفسير الكبير ج 11 ص /161ط.بيروت.
2- ابراهيم الحلبي:غنية المتملي في شرح منية المصلي ص /16ط.الهند.
3- السندي الحنفي:حاشية سنن ابن ماجه ج 1 ص /170ط.بيروت.

د-الطبري في تفسيره قال:

«حدثنا ابن حميد و ابن وكيع قال:

حدثنا جرير عن الأعمش عن يحيى بن وثاب عن علقمة أنه قرأ وَ أَرْجُلَكُمْ مخفوضة اللام» (1).

ه-الجصاص في(تفسير أحكام القرآن)قال:

«قرأ ابن عباس و الحسن و عكرمة و حمزة و ابن كثير«و أرجلكم»بالخفض و تأولوها على المسح» (2).

الصيغة العملية لوضوء الرسول صلى اللّه عليه و آله:
اشارة

و قد أكّدت هذه الصيغة وجوب المسح على الأرجل و لنا في إثبات هذه الصيغة طريقان:

الطريق الأول:

روايات الأئمة من أهل البيت عليهم السلام:

1-عن بكير بن أعين عن الإمام الباقر عليه السلام قال:

«ألا أحكي لكم وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فأخذ بكفه اليمنى كفا من ماء فغسل به وجهه ثم أخذ بيده اليسرى كفا فغسل به يده اليمنى،ثم أخذ بيده اليمنى كفا من ماء فغسل يده اليسرى،ثم مسح بفضل يديه رأسه و رجليه» (3).

2-عن زرارة قال:

حكى أبو جعفر(الإمام الباقر)«وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،فدعا بقدح من ماء فأخذ كفا من ماء فأسدله على وجهه،ثم مسح وجهه من الجانبين جميعا،ثم

ص: 658


1- الطبري:جامع البيان ج 10 ص /58ط.بيروت.
2- الجصاص:أحكام القرآن ج 2 ص /345ط.بيروت.
3- وسائل الشيعة ج 273/1،/274ط.طهران.

أعاد يده اليسرى في الإناء فأسدلها على يده اليمنى،ثم مسح جوانبها،ثم أعاد اليمنى في الإناء فصبها على اليسرى ثم صنع بهما كما صنع باليمنى،ثم مسح بما بقي في يده رأسه،و رجليه و لم يعدهما في الإناء» (1).

3-عن محمد بن مسلم عن الإمام الباقر عليه السلام أنّه قال:

«ألا أحكي لكم وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،قلت:

بلى،قال:

فأدخل يده في الإناء و لم يغسل يده فأخذ كفا من ماء فصبّه على وجهه ثم مسح جانبيه حتى مسحه كله ثم أخذ كفا آخر بيمينه فصبّه على يساره ثم غسل به ذراعه الأيمن،ثم أخذ كفا آخر فغسل به ذراعه الأيسر:

ثم مسح رأسه و رجليه بما بقي في يديه» (2).

4-عن أبان بن عثمان عن ميسر عن الإمام الباقر عليه السلام قال:

«ألا أحكي لكم وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ثم أخذ كفا من ماء فصبّها على وجهه ثم أخذ كفا فصبّها على ذراعه ثم أخذ كفا آخر فصبّها على ذراعه الأخرى، ثم مسح رأسه و قدميه ثم وضع يده على ظهر القدم ثم قال:

هذا هو الكعب» (3).

5-عن أبي اسحاق الهمداني عن أمير المؤمنين عليه السلام في عهده إلى محمد بن أبي بكر لمّا ولاّه مصر قال:

«و انظر إلى الوضوء فإنّه من تمام الصلاة،تمضمض ثلاث مرات،و استنشق ثلاثا،و اغسل وجهك،ثم يدك اليمنى ثم يدك اليسرى،ثم امسح رأسك و رجليك، فإني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يصنع ذلك» (2).ن.

ص: 659


1- المصدر السابق نفسه. (2 و 3) وسائل الشيعة ج 274/1،275،/279ط.طهران.
2- وسائل الشيعة ج /279/1ط.طهران.
الطريق الثاني:

روايات مدوّنة في المصادر السنيّة:

1-أخرج ابن ماجة في(سننه)عن رفاعة بن رافع أنه كان جالسا عند النبي صلى اللّه عليه و آله فقال:

«إنّها لا تتم صلاة لأحد حتى يسبغ الوضوء كما أمره اللّه تعالى يغسل وجهه و يديه إلى المرفقين و يمسح رأسه و رجليه إلى الكعبين» (1).

2-و أخرج ابن ماجة في(سننه)عن عبد اللّه بن محمد بن عقيل عن الرّبيع قال:

أتاني ابن عباس عن هذا الحديث،تعني حديثها الذي ذكرت أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله توضأ و غسل رجليه،فقال ابن عباس:

«إنّ الناس أبوا إلاّ الغسل و لا أجد في كتاب اللّه إلاّ المسح» (2).

3-أخرج أحمد بن حنبل في(مسنده)عن علي عليه السلام قال:

«كنت أرى أنّ باطن القدمين أحق بالمسح من ظاهرهما حتى رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يمسح ظاهرهما» (3).

4-أخرج الحاكم في«المستدرك»بسنده إلى رفاعة بن رافع عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال:

«إنّها لا تتم صلاة أحد حتى يسبغ الوضوء كما أمره اللّه عز و جل،يغسل وجهه و يديه إلى المرفقين و يمسح رأسه و رجليه إلى الكعبين».(و قال الحاكم):

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

و أخرج الحاكم هذا الحديث بخمسة أسانيد صحيحة (4).

ص: 660


1- سنن ابن ماجه ج /156/1ط.بيروت.
2- المصدر نفسه.
3- مسند أحمد بن حنبل ج /95/1ط.بيروت.
4- الحاكم:المستدرك ج 1 ص /241ط.بيروت.

5-أخرج أحمد بن حنبل عن علي عليه السلام قال:

«لو لا أني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله مسح على ظهر قدميه رأيت أنّ بطونهما أحق» (1).

6-أخرج ابن حجر العسقلاني في كتابه(الإصابة في تمييز الصحابة)في ترجمة تميم بن زيد الأنصاري بسنده عن عباد بن تميم عن أبيه أنه قال:

«رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يتوضأ و يمسح الماء على رجليه» (2).

7-أخرج أحمد بن حنبل،بسنده عن أبي مالك الأشعري أنّه قال لقومه:

إجتمعوا أصلي بكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فلمّا اجتمعوا قال:

هل فيكم أحد غيركم،قال:

إلا ابن أخت لنا،قال:

ابن أخت القوم منهم،فدعا بجفنة فيها ماء فتوضأ و مضمض و استنشق و غسل وجهه ثلاثا و ذراعيه ثلاثا،و مسح برأسه و ظهر قدميه ثم صلى بهم...» (3).

8-قال الشوكاني:

عن عباد بن تميم عن أبيه قال:

«رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يتوضأ و يمسح على رجليه» (4).

9-أخرج الجصاص،عن شعبة عن عبد الملك بن ميسره عن النزال بن سبرة:أنّ عليا صلى الظهر ثم قعد في الرحبة فلمّا حضرت العصر دعا بكوز من ماء فغسل يديه و وجهه و ذراعيه،و مسح برأسه و رجليه و قال:

هكذا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فعل (5).ت.

ص: 661


1- أحمد بن حنبل:المسند ج 1 ص /116ط.بيروت.
2- ابن حجر:الإصابة ج 1 ص /270ط.بيروت.
3- مسند أحمد بن حنبل ج /342/5ط.بيروت.
4- الشوكاني:نيل الأوطار ج 1 ص /169ط.بيروت.
5- الجصاص:أحكام القرآن ج 2 ص /346ط.بيروت.
المسألة الثانية:
اشارة

ما يصح السجود عليه في الصلاة:

(1)مدرسة أهل البيت عليهم السلام:

يجب أن يكون موضع الجبهة في الصلاة من الأرض أو ما أنبتته الأرض مما لا يؤكل و لا يلبس في الغالب،فلا يصح السجود على المعادن،و الرماد،و القطن، و الكتان و الصوف،و الجلود...

و يجوز السجود على القرطاس...

(2)فقهاء المذاهب الأربعة:

يجوّزون السجود على كل شيء (1).

أدلة المدرسة الإمامية:

الدليل الأول:

أحاديث الرسول صلى اللّه عليه و آله:

1-قال صلى اللّه عليه و آله:

«جعلت لي الأرض مسجدا و طهورا» (2).

2-و قال صلى اللّه عليه و آله:

«جعلت لنا الأرض كلها مسجدا و جعلت تربتها لنا طهورا» (3).

3-و قال صلى اللّه عليه و آله:

«جعلت لي الأرض مسجدا و ترابها طهورا،أينما أدركتني الصلاة صليت» (4).

ص: 662


1- مغنية:الفقه على المذاهب الخمسة ص /100ط.بيروت.
2- صحيح البخاري ج /209/1ط.بيروت. صحيح مسلم ج /371/1ط.بيروت.
3- صحيح مسلم ج /371/1ط.بيروت.
4- وسائل الشيعة ج /423/3ط.طهران.

4-و قال صلى اللّه عليه و آله:

«إنّ اللّه جعل الأرض مسجدا و طهورا أينما كنت أتيمم و أصلي عليها» (1).

5-و قال صلى اللّه عليه و آله:

«الأرض لك مسجدا فحيثما أدركت الصلاة فصل» (2).

6-و قال صلى اللّه عليه و آله:

«إذا سجدت فمكن جبهتك و أنفك من الأرض» (3).

7-عن النبي صلى اللّه عليه و آله أنّه«نهى أن يسجد المصلي على ثوبه أو على كمه أو على كور عمامته» (2).

الدليل الثاني:
اشارة

السنة العملية لرسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

توافرت الأخبار الكثيرة الدالة على أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ما كان يسجد في حال الإختيار إلاّ على:

أ-الأرض.

ب-الخمرة.

ج-الحصير.

و ندون هنا بعض النصوص الواردة في مصادر مدرسة الخلفاء:

1-عن أبي سعيد الخدري في حديث جاء فيه:

ص: 663


1- البحار ج /277/3ط.طهران. (2 و 3) السجود على الأرض ص /48ط.إيران.
2- البحار ج /156/85ط.طهران.

«و كان سقف المسجد جريد النخل و ما نرى في السماء شيئا فجاءت قزعة (1)فأمطرنا،فصلى النبي صلى اللّه عليه و آله حتى رأيت أثر الطين و الماء على جبهة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أرنبته» (2).

2-عن عائشة قالت و هي تتحدث عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

«و ما رأيته يتقي على الأرض بشيء»تعني في السجود (3)...

3-عن عبد الجبار بن وائل عن أبيه قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يسجد على الأرض واضعا جبهته و أنفه في سجوده» (4).

4-و عن وائل قال:

رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يضع أنفه على الأرض إذا سجد مع جبهته» (5).

5-عن أنس بن مالك:

«أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله صلى على حصير» (6).

6-عن أنس:أنّ جدته مليكة دعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لطعام صنعته فأكل منه،ثم قال:

قوموا فأصلي معكم،قال أنس:

فقمت إلى حصير لنا قد اسود من طول ما لبس،فنضحته بماء فقام عليه رسول اللّه...» (7).ت.

ص: 664


1- قزعة:قطع من السحاب المتفرقة في السماء-المعجم المدرسي ص 852.
2- صحيح البخاري ج 2 ص /386ط.بيروت.
3- مسند أحمد ج 6 ص /58ط.بيروت.
4- مسند أحمد ج /317/4ط.بيروت.
5- مسند أحمد ج /179/3ط.بيروت.
6- صحيح البخاري ج /231/1ط.بيروت.
7- صحيح مسلم ج/457/ط.بيروت.

7-عن أبي سعيد قال:

صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله على حصير (1).

8-عن أبي سعيد الخدري أنّه دخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فوجده يصلي على حصير يسجد عليه (2).

9-عن أم سلمة:

«أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كان يصلي على الخمرة» (3).

10-عن ابن عمر:

«كان النبي صلى اللّه عليه و آله يصلي على الخمرة» (4).

11-عن عائشة:

«أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله كان يصلي على الخمرة» (5).

12-عن ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه و آله قالت:

«كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يصلي على الخمرة» (4).

معنى الخمرة:

1-قال ابن منظور في(لسان العرب):

«الخمرة:حصيرة أو سجادة صغيرة تنسج من سعف النخل و ترمل بالخيوط، و قيل حصيرة أصغر من المصلى و قيل الحصير الصغير الذي يسجد عليه،و في الحديث:

«أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله كان يسجد على الخمرة»و هو حصير صغير قدر ما يسجد عليه ينسج من سعف النخل.

ص: 665


1- سنن ابن ماجه ج /328/1ط.بيروت.
2- صحيح مسلم ج /458/1ط.بيروت.
3- صحيح البخاري ج /231/1ط.بيروت. (4 و 5) صحيح الترمذي ج /151/2ط.بيروت.
4- سنن ابن ماجه ج /328/1ط.بيروت.

قال الزجاج:

سميت خمرة لأنّها تستر الوجه من الأرض و في حديث أم سلمة:

«قال لها و هي حائض ناوليني الخمرة».و هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصيرة أو نسيجة خوص و نحوه من النبات.قال:

و لا تكون خمرة إلاّ في هذا المقدار،و سميت خمرة لأنّ خيوطها مستورة بسعفها» (1).

2-و قال الفيروزابادي في(القاموس المحيط):

«الخمرة بالضم حصيرة صغيرة من السعف» (2).

3-و قال الزبيدي في(تاج العروس):

«و هي[أي الخمرة]حصيرة صغيرة تنسج من سعف النخل و ترمل بالخيوط» (3).

4-ورد أن النبي صلى اللّه عليه و آله كان يصلي على الخمرة.

قالت ميمونة:

كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يصلي على الخمرة (4).

و الظاهر أنّ الخمرة لم تكن تختلف عن الحصير في المادة و إنّما كانت تختلف عنه في الحجم (5)..

5-و جاء في هامش كتاب(البحار)للعلامة المجلسي:

«الخمرة:حصيرة تعمل من سعف النخل و ترمل بالخيوط،و كان أصل استعمالها خمرة أي سترة و غطاء لرأس الكوز و الأواني،و لما كانت مما أنبتت الأرضي.

ص: 666


1- ابن منظور:لسان العرب ج 258/4(مادة خمر).
2- الفيروزآبادي:القاموس المحيط ص 495(مادة خمر).
3- الزبيدي:تاج العروس ج 188/3(مادة خمر).
4- صحيح بخاري ج 1 ص 80 باب /21ط.بيروت. ابن العربي:شرح صحيح الترمذي ج 2 ص /126ط.بيروت. صحيح مسلم ج 1 ص 458 ح /270ط.بيروت.
5- الأحمدي:السجود على الأرض ص 85،/86ط.دار التبليغ الإسلامي.

و كانت سهلة التناول اتخذها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله مسجدا لجبهته الشريفة فصارت السجدة على الأرض فريضة و على الخمرة سنة» (1).

الدليل الثالث:
اشارة

أحاديث الأئمة من أهل البيت عليهم السلام و سيرتهم العملية:

1-قال الإمام الصادق عليه السلام:

«السجود لا يجوز إلاّ على الأرض أو على ما أنبتت الأرض إلاّ ما أكل أو لبس» (2).

2-و قال عليه السلام:

«السجود على ما أنبتت الأرض إلاّ ما أكل أو لبس» (3).

3-و قال عليه السلام:

«و لا يسجد إلاّ على الأرض أو ما أنبتت الأرض إلاّ المأكول و القطن و الكتان» (4).

4-سئل الإمام الباقر عليه السلام عن السجود على الزفت(يعني القير)فقال:

«لا،و لا على الثوب الكرسف،و لا على الصوف،و لا على شيء من الحيوان، و لا على طعام،و لا على شيء من ثمار الأرض،و لا على شيء من الرياش» (5).

5-و سئل الإمام الصادق عليه السلام عن الصلاة على البساط و الشعر و الطنافس فقال:

«لا تسجد عليه،و إن قمت عليه و سجدت على الأرض فلا بأس،و إن بسطت عليه الحصير و سجدت على الحصير فلا بأس» (6).

6-قال الإمام الصادق عليه السلام:

«دعا أبي بالخمرة فأبطأت عليه فأخذ كفا من حصى فجعله على البساط ثم سجد» (7).

ص: 667


1- هامش بحار الأنوار ج /136/76ط.طهران. (2و3و4و5و6و7) وسائل الشيعة ج 591/3،592،/594ط.طهران.

7-و عن الإمام الصادق أو أبيه الإمام الباقر عليهما السلام:

«كان أبي يصلي على الخمرة يجعلها على الطنفسة (1)و يسجد عليها،فإذا لم تكن خمرة جعل حصى على الطنفسة حيث يسجد عليها» (2).

8-و روى عبد الرحمن بن أبي عبد اللّه عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام:

«عن الرجل يسجد و عليه العمامة لا يصيب وجه الأرض،قال:

لا يجزئه ذلك حتى تصل جبهته إلى الأرض» (3).

9-و عن الإمام الصادق أو عن أبيه عليهما السلام:

«لا بأس بالقيام على المصلى من الشعر و الصوف إذا كان يسجد على الأرض فإذا كان من نبات فلا بأس بالقيام عليه و السجود عليه» (4).

10-و عن اسحاق بن الفضيل أنّه سأل أبا عبد اللّه الصادق عليه السلام عن السجود على الحصر و البواري فقال:

«لا بأس و أن يسجد على الأرض أحبّ إليّ،فإنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله كان يحب أن يمكن جبهته من الأرض،فأنا أحب لك ما كان رسول اللّه يحبه» (5).

السجود على التربة الحسينية:
اشارة

نحاول أن نحدد رؤيتنا حول السجود على التربة الحسينية من خلال النقاط التالية:

ص: 668


1- الطنفسة:البسط و الثياب و الحصير-القاموس المحيط ج 2 ص /235ط.بيروت.
2- الكافي ج 3 ص /332ط.طهران.
3- المصدر نفسه ج 3 ص 334.
4- الكافي ج /331/3ط.طهران.
5- الوسائل ج /609/3ط.طهران.
النقطة الأولى:

السجود على التربة الحسينية يمثل حالة من حالات السجود على الأرض،

فإن كان إجماع المسلمين قائم على صحة السجود على الأرض و ترابها،فلا نجد أي مبرر لاستثناء هذه التربة،ما يطرح من تصورات لتبرير هذا الاستثناء لا يحمل صيغة علمية مقبولة.

النقطة الثانية:

الإشكالية التي تثار حول السجود على التربة الحسينية

باعتباره لونا من ألوان السجود لغير اللّه تعالى إشكالية واهية لأنّ السجود له صيغتان:

-السجود للشيء.

-السجود على الشيء.

و الفارق كبير بين الحالتين إذ تمثل الحالة الأولى لونا من ألوان الشرك إذا كان المسجود له غير اللّه تعالى..

و الشيعة حينما يضعون جباههم في الصلاة على هذه التربة لا يعبرون عن الحالة الأولى،و إنّما يعبرون عن الحالة الثانية و سجودهم خالص للّه وحده لا شريك له.

و فتاوى فقهاء الشيعة صريحة في حرمة السجود لغير اللّه تعالى..

قال السيد اليزدي في(العروة الوثقى):

«يحرم السجود لغير اللّه تعالى فإنّه غاية الخضوع فيختص بمن هو في غاية الكبرياء و العظمة» (1).

و قال السيد الخوئي في(منهاج الصالحين):

«يحرم السجود لغير اللّه تعالى من دون فرق بين المعصومين و غيرهم» (2).

ص: 669


1- العروة الوثقى ج 534/1 مسألة /24ط.طهران.
2- منهاج الصالحين ج 179/1 مسألة /659ط.الكويت.

فالشيعة يجسّدون في حالات السجود قمة العبودية و الخشوع و التذلل للّه تعالى، تبرهن على ذلك تلك الألوان من الأدعية التي يرددونها في سجداتهم الذائبة مع اللّه تعالى كما أدبهم أئمتهم الطاهرون من أهل البيت عليهم السلام.

فمن أدعية السجود و أذكاره التي تعلمها الشيعة من أئمة أهل البيت عليهم السلام:

1-«سبحان ربي الأعلى و بحمده» (1).

2-لا إله إلاّ اللّه حقا حقا،لا إله إلاّ اللّه إيمانا و تصديقا،لا إله إلاّ اللّه عبودية و رقة،سجدت لك يا رب تعبدا و رقة لا مستنكفا و لا مستكبرا،بل أنا عبد ذليل خائف مستجير» (2).

3-«اللهم لك سجدت،و بك آمنت،و لك أسلمت و عليك توكلت،و أنت ربي،سجد وجهي للذي خلقه و شق سمعه و بصره،و الحمد للّه رب العالمين،تبارك اللّه أحسن الخالقين» (3).

النقطة الثالثة:

ربما يقال إنّ الشيعة يمارسون بعض حالات التقديس للتربة الحسينية كالتقبيل

و العناية و الاحترام و هذا يثير الشك و الريبة في طبيعة هذا التعامل.

و نجيب:

أولا:هذه الحالات لا تمثل ممارسات غير مشروعة،و إلاّ فالمسلمون قاطبة يمارسون الاحترام و العناية و التقبيل للقرآن و الكعبة و الحجر الأسود،فهل يقال بأنّهم

ص: 670


1- الكليني:الكافي ج 3 ص 311 ح /8ط.إيران.
2- المصدر نفسه ج 3 ص 327 ح 21.
3- المصدر نفسه ج 3 ص 321 ح 1.

يعبدون القرآن و الكعبة و الحجر الأسود؟

ثانيا:الشيعة حينما يقبلون التربة إنّما يجسّدون العشق و الحب لسبط الرسول صلى اللّه عليه و آله الإمام الحسين عليه السلام.

ثالثا:الشيعة يقتدون بسيد الأنبياء صلى اللّه عليه و آله فهو أول من قبّل هذه التربة الطاهرة كما أكدت ذلك عدة من الأخبار:

1-روى الحاكم النيسابوري،عن أم سلمة رضي اللّه عنها أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ و هو حائر،ثم اضطجع فرقد ثم استيقظ و هو حائر دون ما رأيت به المرة الأولى ثم اضطجع فاستيقظ و في يده تربة حمراء يقبلها،فقلت له ما هذه التربة يا رسول اللّه؟قال:

أخبرني جبريل عليه السلام أنّ هذا يقتل بأرض العراق للحسين،فقلت أرني تربة الأرض التي يقتل بها فهذه تربتها...

(ثم قال الحاكم):

«هذا حديث صحيح على شرط الشيخين[البخاري و مسلم]و لم يخرجاه» (1).

2-و روى أحمد بن حنبل،عن أم سلمة أو عائشة أنّ النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«لقد دخل علي البيت ملك لم يدخل علي قبلها فقال لي أنّ ابنك هذا حسينا مقتول و إن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها،قال:

فأخرج تربة حمراء» (2).

3-و روى الحافظ الهيثمي،عن علي عليه السلام قال:

دخلت على النبي صلى اللّه عليه و آله ذات يوم و إذا عيناه تذرفان،قلت:

يا نبي اللّه أغضبك أحد ما شأن عينيك تفيضان،قال:ت.

ص: 671


1- الحاكم النيسابوري:المستدرك ج 4 ص /398ط.بيروت.
2- أحمد بن حنبل:المسند ج 6 ص /294ط.بيروت.

بل قام من عندي جبريل عليه السلام فحدثني أنّ الحسين يقتل بشط الفرات، قال:

فقال:هل لك أن أشمك من تربته؟قلت:

نعم،قال:

فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها،فلم أملك عيني أن فاضتا (1).

4-القندوزي في ينابيع المودة بالإسناد إلى أم الفضل بنت الحارث قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أتاني جبريل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا،فقلت:

هذا؟قال:

نعم و أتاني بتربة حمراء (2).

5-و روى السيوطي في(الخصائص الكبرى)في باب إخبار النبي صلى اللّه عليه و آله بقتل الحسين عليه السلام ما يناهز العشرين حديثا عن أكبر الثقات من رواة علماء السنة و مشاهيرهم كالحاكم و البيهقي و أبي نعيم و اضرابهم عن أم سلمة و أم الفضل و عائشة و ابن عباس و أنس صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و خادمه الخاص كلها تؤكد خبر التربة التي نزل بها جبريل على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله (3).

6-السيوطي في الفتح الكبير،بالإسناد إلى أم الفضل بنت الحارث،قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أتاني جبرائيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا يعني الحسين و أتاني بتربة من تربته حمراء (4).ر.

ص: 672


1- الهيثمي:مجمع الزوائد ج 9 ص /190ط.بيروت.
2- القندوزي:ينابيع المودة ج 2 ص /382ط.النجف.
3- السيوطي:الخصائص الكبرى ج 2 ص /125ط.بيروت.
4- السيوطي:الفتح الكبير ج 1 ص /22ط.مصر.

7-ابن حجر في الصواعق المحرقة،بالإسناد إلى عائشة،قالت:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

أخبرني جبرائيل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف و جاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيها مضجعه (1).

8-ابن المغازلي الشافعي في المناقب،بالإسناد إلى أم سلمة،قالت:

كان جبرائيل عند رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و الحسين معي،فبكى فتركته فدنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقمت فأخذته فبكى فتركته فدخل إلى النبي صلى اللّه عليه و آله،فقال جبرائيل:

أتحبه يا محمد؟قال:

نعم،قال:

إن أمتك ستقتله،و إن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها.و بسط جناحه إلى الأرض التي يقتل بها فأرانا إياه،فإذا الأرض يقال لها كربلاء (2).

9-ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة بالإسناد إلى أم الفضل بنت العباس أنها دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،فقالت:

يا رسول اللّه رأيت البارحة حلما منكرا،فقال:

و ما هو؟قالت:

رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت فوضعت في حجري،فقال صلى اللّه عليه و آله:

خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فيكون في حجرك،فولدت فاطمة الحسين،قالت:

فكان في حجري كما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،فدخلت به عليه فوضعته في حجره،ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول اللّه تدمعان،فقلت:ت.

ص: 673


1- ابن حجر:الصواعق المحرقة ص /192ط.القاهرة.
2- ابن المغازلي الشافعي:المناقب ص 7 ح /117ط.بيروت.

بأبي أنت و أمي يا رسول اللّه ما بك تبكي؟قال:

أتاني جبرائيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا أتاني منه بتربة حمراء (1).

10-الطبري في ذخائر العقبى،بالإسناد إلى مالك بن أنس،قال:

استأذن ملك القطر ربه أن يزور رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فأذن له و كان في يوم أم سلمة،فقال النبي صلى اللّه عليه و آله:

يا أم سلمة احفظي علينا الباب،لا يدخل أحد فبينا هي على الباب إذ دخل الحسين بن علي طفر فاقتحم فدخل فوثب على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله يلثمه و يقبله،فقال له الملك:

أتحبه؟قال:

نعم،قال:

إنّ أمتك ستقتله و إن شئت أريتك المكان الذي يقتل به فأراه فجاء بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها،قال:

كنا نقول إنها كربلاء (2).

النقطة الرابعة:

الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كانوا يؤكدون مسألة السجود على التربة

الحسينية:

1-كان الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام أول من سجد على التربة الحسينية (3).

ص: 674


1- ابن الصباغ المالكي:الفصول المهمة ص /170ط.بيروت.
2- الطبري:ذخائر العقبى ص /147ط.القاهرة.
3- روح التشيع ص /455ط.بيروت.

2-و كان للإمام الصادق عليه السلام خريطة من ديباج صفراء فيها تربة أبي عبد اللّه الحسين عليه السلام،فكان إذا حضرته الصلاة صبّه على سجادته و سجد عليها (1).

3-و روى الحر العاملي في الوسائل عن الديلمي قال:

كان الصادق عليه السلام لا يسجد إلاّ على تربة الحسين عليه السلام تذللا للّه و استكانة إليه (2).

4-و عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام قال:

«السجود على طين قبر الحسين عليه السلام ينور إلى الأرضين السبعة و من كانت معه سبحته من طين قبر الحسين عليه السلام كتب مسبحا و إن لم يسبح» (3).

5-و عنه عليه السلام قال:

«إنّ السجود على تربة أبي عبد اللّه عليه السلام يخرق الحجب السبع» (4).

6-و كتب محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري إلى الإمام الثاني عشر يسأله عن السجدة على لوح من طين قبر الحسين عليه السلام هل فيه الفضل.

فأجابه عليه السلام:

يجوز ذلك و فيه الفضل (5).

النقطة الخامسة:
اشارة

الدلالات الكبيرة للسجود على التربة الحسينية:

(1)الدلالة العقائدية:

فعلى هذه التربة أريقت أزكى الدماء الطاهرة دفاعا عن العقيدة و المبدأ و الرسالة، فالسجود عليها يمثل حالة التعاطي و التفاعل مع العمق العقائدي الذي تختزنه هذه التربة

ص: 675


1- المجلسي:البحار ج 85 ص 153 ح 14 باب /28ط.إيران.
2- العاملي:الوسائل ج 3 ص /608ط.طهران. (3 و 4 و 5) وسائل الشيعة ج 607/3،/608ط.طهران.

في داخلها،و تحتضنه بين ذراتها و تحمله مع أريجها العابق بالطهر و القداسة،فمن خلال هذا السجود يتجذر الانتماء الإيماني و تتأصل حالة الخشوع و التذلل للّه تعالى..

(2)الدلالة الروحية:

إنّ هذه التربة شهدت أقدس ثورة مناقبية،احتضنت قيم الرسالة و أخلاقية الإسلام و روحية المبدأ،و شهدت أنقى حالات الحب و الانقطاع إلى اللّه تعالى و أصدق معاني الفناء في ذات اللّه،فالسجود على هذه التربة يجسد حالات الانفتاح على آفاق القيم و المثل التي صاغتها تلك التضحيات الكبيرة في طريق الحب الإلهي العظيم..

فالذرات التي ترقد بين حنايا تربة الحسين تمثل نبضا حيا تتحرك من خلاله كل المثل الرسالية،و تتماوج على أصدائه كل المعاني الإيمانية،و تنسكب مع عبقاته كل القيم الروحية.

فليس غريبا أن يجد الإنسان المؤمن نشوة روحية تشده إلى أجواء الطهر و القداسة و الإيمان حينما يتعاطى مع هذه التربة التي تحمل بين حناياها روح الحسين الشهيد.

و لا تنفتح هذه الآفاق الإيمانية و الروحية إلاّ لأولئك الذي عاشوا الانفتاح على حب الحسين عليه السلام،و ذابت أرواحهم و مشاعرهم في مأساة الحسين و تأصلت في نفوسهم أهداف الحسين.

(3)الدلالة التاريخية:

التربة الحسينية هي الوثيقة التاريخية الحية التي تحمل شواهد الجريمة التي نفذها نظام الحكم الأموي في يوم عاشوراء،و إذا كانت الأجهزة الظالمة عبر التاريخ قد مارست أساليب المصادرة لقضية كربلاء،فإنّ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام رسّخوا في وعي الأمة و في وجدان الأجيال حالة التعاطي و الارتباط بقضية الحسين عليه السلام من خلال الإحياء و الرثاء و البكاء و الزيارة...و في هذا المسار تأتي مسألة التأكيد على التربة الحسينية لإبقاء القضية حية نابضة في ضمير الأمة و تبقى الذكرى متجذرة في عمق المسيرة التاريخية لحركة الجماهير و في حاضرها و في كل طموحاتها المستقبلية.

ص: 676

(4)الدلالة الجهادية و الثورية:

بمقدار ما تعيش قضية الحسين عليه السلام في وجدان الأمة تتحدد قوة الدفع الجهادي و الثوري في حركتها و في مسيرتها فقضية كربلاء أعادت للأمة أصالتها الجهادية و أيقظت في داخلها حسّها الثوري.

و قد حافظ الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على الوهج الجهادي و الثوري لقضية الحسين عليه السلام و صاغوا حالة التفاعل الدائم مع الثورة الحسينية في منطلقاتها و أهدافها و معطياتها.

و التربة الحسينية إحدى صيغ التجذير للوهج الثوري و الجهادي في حسّ الجماهير المسلمة،فالتعامل مع هذه التربة ليس تعاملا مع كتلة ترابية جامدة و إنّما هو تعامل مع مزيج متحرك من مفاهيم الثورة و قيم الجهاد،و مضامين الشهادة،فمع كل ذرة من ذرات هذه التربة صرخة جهادية و نداء ثوري،و مفهوم استشهادي،لا يقوى الزمن بكل امتداداته،و لا تقوى الأجهزة المتسلطة بكل إمكاناتها أن تجمّد تلك الدلالات،فالتربة الحسينية ثورة و جهاد و حركة و استشهاد.

المسألة الثالثة:
اشارة

الجمع بين الصلاتين:

(1)مدرسة أهل البيت عليهم السلام:

أكدت على جواز الجمع بين صلاتي الظهر و العصر و بين صلاتي المغرب و العشاء مطلقا في السفر و الحضر لعذر أو لغير عذر.

(2)المذاهب الأربعة:

أجمع أئمة المذاهب الأربعة على جواز الجمع بين الظهر و العصر في عرفة جمع تقديم،و بين المغرب و العشاء في المزدلفة جمع تأخير،و منع أبو حنيفة الجمع بين

ص: 677

الفريضتين (1)في ما عدا ذلك مطلقا و أمّا مالك (2)و الشافعي (3)و أحمد (4)فأجازوا الجمع في السفر و اختلفوا في ما عداه من الأعذار كالمرض و المطر و الخوف.

أدلة الجمع:
اشارة

الدليل الأول:

قوله تعالى:

أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً (5) .

يمكن أن نقرب الإستدلال بهذا النص على جواز الجمع بين الصلاتين على النحو التالي:

1-النص توافر على المفردات التالية:

-الدلوك:الزوال.

-الغسق:فيه قولان:

أ-أول ظلمة الليل.

ب-شدة الظلمة في نصف الليل.

-قرآن الفجر:صلاة الفجر.

2-بناء على تفسير«الغسق»بأول الليل يكون النص قد حدد ثلاثة أوقات للصلاة:

الوقت الأول:الزوال.

ص: 678


1- الجزري:الفقه على المذاهب الأربعة ج 1 ص /441ط.القاهرة.
2- مالك بن أنس:الموطأ ج 1 ص /143ط.بيروت.
3- الشافعي:المسند ج 1 ص /50ط.بيروت.
4- أحمد بن حنبل:المسند ج 1 ص /221ط.المكتب الإسلامي.
5- سورة الإسراء:الآية 78.

الوقت الثاني:أول الليل.

الوقت الثالث:الفجر.

فالزوال بداية الوقت للظهر و العصر معا.

و أول الليل بداية الوقت للمغرب و العشاء معا.

و الفجر وقت خاص بصلاة الصبح.

3-و بناء على تفسير«الغسق»بنصف الليل يكون النص أيضا دالاّ على جواز الجمع،فوقت الفرائض الأربع:الظهر و العصر و المغرب و العشاء ممتد من الزوال إلى منتصف الليل،فالظهر و العصر يشتركان في الوقت من الزوال إلى الغروب إلاّ أن الظهر قبل العصر،و يشترك المغرب و العشاء في الوقت من الغروب إلى نصف الليل غير أن المغرب قبل العشاء،أمّا فريضة الصبح فقد اختصها اللّه بوقتها المنوه في قوله سبحانه:

وَ قُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً (1) .

4-و قد أكّد دلالة النص على ذلك ما ورد من تفسير عن أئمة أهل البيت عليهم السلام:

روى الشيخ الطوسي في التهذيب عن عبيدة بن زرارة عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله تعالى:

أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلى غَسَقِ اللَّيْلِ... (منها صلاتان أول وقتهما من عند زوال الشمس إلى غروب الشمس إلاّ أن هذه قبل هذه،و منها صلاتان أول وقتهما من غروب الشمس إلى انتصاف الليل إلاّ أن هذه قبل هذه...) (2).

5-ما ورد في تفاسير مدرسة الخلفاء حول هذه الآية:

قال الرازي في تفسيره الكبير:ت.

ص: 679


1- مسائل فقهية ص /21ط.طهران.
2- الطوسي:التهذيب ج 2 ص /24ط.بيروت.

«فإن فسرنا الغسق بظهور أول الظلمة كان الغسق عبارة عن أول المغرب و على هذا التقدير يكون المذكور في الآية ثلاث أوقات:وقت الزوال،و وقت أول المغرب، و وقت الفجر،و هذا يقتضي أن يكون الزوال وقتا للظهر و العصر فيكون هذا الوقت مشتركا بين هاتين الصلاتين،و أن يكون أول المغرب وقتا للمغرب و العشاء فيكون الوقت مشتركا أيضا بين هاتين الصلاتين فهذا يقتضي جواز الجمع بين الظهر و العصر و بين المغرب و العشاء مطلقا» (1).

و بعد أن أكد الرازي دلالة الآية على جواز الجمع بين الفريضتين مطلقا،عقّب على ذلك بقوله:

«إلاّ أنّه دلّ الدليل على أنّ الجمع في الحضر من غير عذر لا يجوز فوجب أن يكون الجمع جائزا بعذر السفر و عذر المطر و غيره» (2).

و هذا التعقيب مرفوض حيث دلّ الدليل على جواز الجمع مطلقا كما سنبين قريبا إن شاء اللّه تعالى.

و قال البغوي في(معالم التنزيل):

«حمل الدلوك على الزوال أولى القولين لكثرة القائلين به،و لأنّا إذا حملنا عليه كانت الآية جامعة لمواقيت الصلاة كلها،فدلوك الشمس يتناول صلاة الظهر و العصر معا،و إلى غسق الليل يتناول المغرب و العشاء،و قرآن الفجر هو صلاة الصبح» (3).

الدليل الثاني:

السنة النبوية التي أكدت من خلال الصيغة العملية أنّ الرسول صلى اللّه عليه و آله قد جمع بين الفريضتين مطلقا.ت.

ص: 680


1- الرازي:التفسير الكبير ج /27/21ط.بيروت.
2- المصدر نفسه.
3- البغوي:معالم التنزيل ج 3 ص /128ط.بيروت.
و لنا في إثبات ذلك طريقان:

الطريق الأول:

ما ورد عن أئمة أهل البيت عليهم السلام:

1-عن الإمام الباقر عليه السلام قال:

«صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله الظهر و العصر حين زالت الشمس في جماعة من غير علة» (1).

2-و عن الإمام الصادق عليه السلام قال:

«صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بالناس الظهر و العصر حين زالت الشمس في جماعة من غير علة،و صلّى بهم المغرب و العشاء الآخرة قبل سقوط الشفق من غير علة،و إنّما فعل ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ليتسع الوقت على أمته» (2).

3-و عنه عليه السلام قال:

«إن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله جمع بين الظهر و العصر بأذان و إقامتين و جمع بين المغرب و العشاء في الحضر من غير علة بأذان واحد و إقامتين» (3).

4-و عنه عليه السلام قال:

«إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله صلى الظهر و العصر في مكان واحد من غير علة و لا سفر،فقال له عمر:

أحدث في الصلاة شيء؟قال صلى اللّه عليه و آله:

لا و لكن أردت أن أو أوسع على أمتي» (4).

5-و عنه عليه السلام في حديث عبد الملك القمي قال:

ص: 681


1- الحر العاملي:وسائل الشيعة ج 3 ص /92ط.طهران.
2- المصدر نفسه ج 3 ص 101.
3- اسد حيدر:الإمام الصادق و المذاهب الأربعة ج 6 ص /361ط.بيروت.
4- الإمام الصادق و المذاهب الأربعة ج /361/6ط.بيروت.

قلت:

أجمع بين الصلاتين من غير علة؟قال:

قد فعل ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أراد التخفيف على أمته (1).

الطريق الثاني:

الأخبار الواردة في المصادر السنيّة:

1-عن ابن عباس قال:

صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله الظهر و العصر جميعا،و المغرب و العشاء جميعا في غير خوف و لا سفر» (2).

2-و عن ابن عباس قال:

«صليت مع النبي صلى اللّه عليه و آله ثمانيا جميعا و سبعا جميعا» (3).

3-و عن ابن عباس قال:

«إنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله صلى بالمدينة سبعا و ثمانيا الظهر و العصر و المغرب و العشاء» (4).

4-و عن ابن عباس قال:

«رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله جمع بين الظهر و العصر و المغرب و العشاء» (5).

5-و عن ابن عباس قال:

«كنا نجمع بين الصلاتين على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله» (6).

6-و عن ابن عباس قال:

«صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله الظهر و العصر جميعا بالمدينة في غير خوف و لا سفر.2.

ص: 682


1- العاملي:الحقائق ص /388ط.بيروت. (2 و 3) صحيح مسلم ج 489/1،/491ط.بيروت. (4 و 5 و 6) صحيح مسلم ج 490/1،492.

قال أبو الزبير:

فسألت سعيدا لم فعل ذلك؟فقال:

سألت ابن عباس كما سألتني فقال:

أراد أن لا يحرج أحدا من أمته» (1).

7-و عن ابن عباس قال:

«جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بين الظهر و العصر و المغرب و العشاء بالمدينة في غير خوف و لا مطر» (2).

8-و عن سهل بن حنيف قال:

سمعت أبا أمامة يقول:

صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك فوجدناه يصلي العصر فقلت:

يا عم ما هذه الصلاة التي صليت؟قال:

العصر و هذه صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله التي كنا نصلي معه (3).

9-و عن جابر بن زيد عن ابن عباس قال:

«إنّ النبي صلى اللّه عليه و آله صلّى بالمدينة سبعا و ثمانية الظهر و العصر و المغرب و العشاء» (4).

10-و عن عمر بن دينار قال:

سمعت جابر بن زيد عن ابن عباس قال:

«صلى النبي صلى اللّه عليه و آله سبعا جميعا و ثمانيا جميعا» (5).ت.

ص: 683


1- صحيح مسلم ج 490/1،492.
2- صحيح مسلم ج /491/1ط.بيروت.
3- صحيح البخاري ج /288/1ط.بيروت. (4 و 5) صحيح البخاري ج 286/1،/293ط.بيروت.

الدليل الثالث:

النصوص الصادرة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام الدالة على جواز الجمع بين الفريضتين:

1-عن الإمام الباقر عليه السلام قال:

«إذا زالت الشمس دخل الوقتان الظهر و العصر فإذا غابت الشمس دخل الوقتان المغرب و العشاء الآخرة» (1).

2-و في حديث عبيد بن زرارة قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن وقت الظهر و العصر،فقال:

إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر و العصر جميعا إلاّ أنّ هذه قبل هذه ثم أنت في وقت منهما جميعا حتى تغيب الشمس» (2).

3-و عن الإمام الصادق عليه السلام قال:

«إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر حتى يمضي مقدار ما يصلي المصلي أربع ركعات فإذا مضى ذلك فقد دخل وقت الظهر و العصر حتى يبقى عن الشمس مقدار ما يصلي المصلي أربع ركعات فإذا بقي مقدار ذلك فقد خرج وقت الظهر و بقي وقت العصر حتى تغيب الشمس» (3).

4-و عنه عليه السلام قال:

«إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين» (4).

5-و عنه عليه السلام قال:

«إذا غابت الشمس فقد حل الإفطار و وجبت الصلاة و إذا صليت المغرب فقد دخل وقت العشاء الآخرة إلى انتصاف الليل» (5).

6-و عنه عليه السلام قال:ن.

ص: 684


1- الوسائل ج 91/3،/92ط.طهران.
2- الوسائل ج 91/3،/92ط.طهران.
3- الوسائل ج 91/3،/92ط.طهران.
4- الوسائل ج 93/3،/134ط.طهران.
5- الوسائل ج 93/3،/134ط.طهران.

«إذا غابت الشمس فقد دخل وقت المغرب حتى يمضي مقدار ما يصلي المصلي ثلاث ركعات فإذا مضى ذلك فقد دخل وقت المغرب و العشاء الآخرة حتى يبقى من انتصاف الليل مقدار ما يصلي المصلي أربع ركعات و إذا بقي مقدار ذلك فقد خرج وقت المغرب و بقي وقت العشاء إلى انتصاف الليل» (1).

المسألة الرابعة:
اشارة

الزواج المؤقت

ما المقصود بالزواج المؤقت؟

عقد الزواج بين الرجل و المرأة ضمن شروط شرعية محددة من أهمها:

1-الإيجاب و القبول.

2-تحديد المدة ضمن صيغة العقد.

3-تحديد المهر.

4-إذن الولي إذا كانت البنت باكرا على رأي الكثير من الفقهاء.

5-انتفاء الموانع الشرعية من النكاح كالنسب أو السبب أو الرضاع أو الإحصان أو العدة أو غير ذلك.

6-لا يجوز للمسلمة أن تتمتع بالكافر،كما لا يجوز للمسلم أن يتمتع بالمشركة غير الكتابية.

العناصر المشتركة بين الزواج الدائم و الزواج الموقت:

1-العقد الشرعي المشتمل على الإيجاب و القبول اللفظيين.

2-الآثار الشرعية المترتبة على العقد إلاّ ما استثنته الأدلة الخاصة.

3-أحكام الأولاد واحدة في الزواجين.

ص: 685


1- الوسائل ج 93/3،/134ط.طهران.

4-العدة واجبة على المرأة مع الدخول و عدم اليأس في الحالتين و بالنسبة للوفاة تجب العدة حتى و إن كانت المرأة صغيرة أو يائسة أو غير مدخول بها.

عناصر الإختلاف بين الزواجين:

1-في الزواج الموقت تحدد المدة و الأجل.

و في الدائم لا تحديد للمدة و الأجل.

2-في الزواج الموقت يشترط ذكر المهر و في الدائم لا يشترط ذلك.

3-في الزواج المؤقت:لا طلاق بل تبين المرأة بانتهاء المدة أو بهبة المدة لها أو الوفاة.

و في الزواج الدائم لا تبين المرأة إلاّ بالطلاق أو الوفاة إلاّ في الحالات الاستثنائية كالارتداد و الفسخ فتبين المرأة بلا طلاق.

4-في الزواج الموقت لا توارث بين الزوجين إلاّ مع الشرط عند بعض الفقهاء.

و في الزواج الدائم يتوارث الزوجان إلاّ في الحالات الاستثنائية كالقتل أو كون الزوجة غير مسلمة.

5-في الزواج الموقت:لا نفقة للزوجة إلاّ مع الشرط في ضمن العقد.

و في الدائم تجب النفقة إلاّ في الحالات الاستثنائية كالنشوز.

6-في الزواج الموقت لا قسم للزوجة و لا تجب مضاجعتها و لا مقاربتها في كل أربعة أشهر مرة.

و في الزواج الدائم يجب ذلك.

7-في الزواج الموقت:تستحق المرأة المهر كاملا و إن لم يدخل بها،إذا لم يكن بسبب مانع من قبلها.

و في الدائم:لا تستحق المهر كاملا إلاّ مع الدخول (1).

ص: 686


1- الخوئي:منهاج الصالحين ج 2 ص /258ط.الكويت.
مشروعية الزواج الموقت:

(1)مدرسة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام تعتبر هذا الزواج زواجا إسلاميا قد شرّعه اللّه سبحانه و تعالى،و بقي التشريع قائما لم ينسخ و لم يلغ.

(2)أئمة المذاهب الأربعة يرون أنّ هذا الزواج قد شرّع في الإسلام إلاّ أنّ هذا التشريع لم يبق حيث صدر النسخ و الإلغاء له.

أدلة المشروعية و عدم الإلغاء:
الدليل الأول:
اشارة

قوله تعالى:

فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً (1) .

و لنا في إثبات نزول هذه الآية في الزواج الموقت طريقان:

الطريق الأول:

طريق الأئمة من أهل البيت عليهم السلام:

1-عن أبي بصير قال:

سألت أبا جعفر عليه السلام عن المتعة فقال:

نزلت في القرآن فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً (2).

2-عن زرارة قال:

جاء عبد اللّه بن عمر الليثي إلى أبي جعفر عليه السلام فقال:

ما تقول في متعة النساء؟فقال:

أحلّها اللّه في كتابه و على سنّة نبيه فهي حلال إلى يوم القيامة (3).

3-عن أبي مريم عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:

«المتعة نزل بها القرآن و جرت بها السنّة من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله» (4).

ص: 687


1- سورة النساء:الآية 24. (2 و 3 و 4) الوسائل ج 436/14،/437ط.طهران.

4-عن عبد الرحمن بن أبي عبد اللّه قال:

سمعت أبا حنيفة يسأل أبا عبد اللّه عليه السلام عن المتعة،فقال عليه السلام:

عن أي المتعتين تسأل؟قال:

سألتك عن متعة الحج فأنبئني عن متعة النساء أحق هي؟قال عليه السلام:

سبحان اللّه أما تقرأ كتاب اللّه:

فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ؟فقال أبو حنيفة:

و اللّه لكأنّها آية لم أقرءها قط (1).

5-عن بكر بن محمد قال:

سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن المتعة،فقال:

فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً (2) .

6-عن الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السلام في كتابه إلى المأمون:

«محض الإسلام شهادة أن لا إله إلا اللّه....»

(إلى أن قال):

«و تحليل المتعتين الذين أنزلهما اللّه في كتابه و سنهما رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

متعة النساء و متعة الحج» (3).

7-عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:

سألت أبا عبد اللّه هل نسخ آية المتعة شيء؟قال:

لا،و لو لا ما نهى عنها عمر ما زنى إلاّ شقي (4).

الطريق الثاني:
اشارة

مصادر مدرسة الخلفاء تؤكد نزول الآية في زواج المتعة:

1-ذكر الرازي في تفسيره الكبير،أنّه روي عن أبي بن كعب كان يقرأ:

ص: 688


1- الوسائل ج 437/14،439،/440ط.طهران.
2- الوسائل ج 437/14،439،/440ط.طهران.
3- الوسائل ج 437/14،439،/440ط.طهران.
4- الوسائل ج 437/14،439،/440ط.طهران.

«فما استمتعتم به منهنّ إلى أجل مسمى فآتوهنّ أجورهنّ...»و هذا أيضا قراءة ابن عباس،و الأمة ما أنكروا عليهما في هذه القراءة فكان ذلك إجماعا من الأمة على صحة هذه القراءة (1).

2-و نقل الرازي في تفسيره،أثناء بحثه حول آية المتعة،عن عمران بن حصين أنّه قال:

نزلت آية المتعة في كتاب اللّه تعالى و لم ينزل بعدها آية تنسخها و أمرنا بها رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و تمتعنا بها و مات و لم ينهنا عنها،ثم قال رجل برأيه ما شاء (2).

3-روى أحمد بن حنبل في مسنده،عن عمران بن حصين قال:

نزلت آية المتعة في كتاب اللّه تبارك و تعالى و عملنا بها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فلم تنزل آية تنسخها و لم ينه عنها النبي صلى اللّه عليه و آله حتى مات (3).

4-و أخرج ابن جرير عن السدي في الآية قال:

هذه المتعة،الرجل ينكح المرأة بشرط إلى أجل مسمى إذا انقضت فليس له عليها سبيل و هي منه برية و عليها أن تستبرئ ما في رحمها و ليس بينهما ميراث،ليس يرث واحد منهما صاحبه (4).

5-و عن ابن عباس قال:

«يرحم اللّه عمر،ما كانت المتعة إلاّ رحمة من اللّه رحم بها أمة محمد،و لو لا نهيه عنها ما احتاج إلى الزنا إلاّ شقي،قال:

و هي التي في سورة النساء فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ إلى كذا و كذا من الأجل» (5).7.

ص: 689


1- الرازي:التفسير الكبير ج 10 ص /51ط.بيروت.
2- المصدر نفسه ج 10 ص 49.
3- أحمد بن حنبل:المسند ج 4 ص /436ط.بيروت.
4- السدي:تفسير القرآن ص /200ط.مصر.
5- المصدر نفسه ج 2 ص 487.

دعوى النسخ:

قيل آية المتعة منسوخة،و ذكروا في نسخ الآية عدة أمور أهمها:

-الآية منسوخة بآيات في كتاب اللّه.

-الآية منسوخة بأحاديث من السنة.

الأمر الأول:

و أهم ما استدلوا به على النسخ هو قوله تعالى:

وَ الَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حافِظُونَ إِلاّ عَلى أَزْواجِهِمْ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ، فَمَنِ ابْتَغى وَراءَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ العادُونَ (1) .

وجه الاستدلال بالآية:

و في تقريب النسخ بهذه الآية قالوا:

1-الآية أباحت نوعين من النكاح فقط:الزواج و ملك اليمين،و حرمت ما عدا ذلك.

2-المتعة ليست زواجا و لا ملك يمين:

أ-أمّا كونها ليست ملك يمين فواضح.

ب-و أمّا كونها ليست زواجا فلإنتفاء لوازم الزوجية كالميراث و النفقة و الطلاق و العدة.

مناقشة هذا الاستدلال:

و لنا ملاحظتان حول هذا الاستدلال:

ص: 690


1- سورة المؤمنون:الآية 5-7.

الملاحظة الأولى:

هذه الآية وردت في سورة(المؤمنون)و هي سورة مكية،و آية المتعة وردت في سورة(النساء)و هي مدنية فكيف يكون المتقدم نزولا ناسخا للمتأخر؟

الملاحظة الثانية:

المتعة زواج،و ما ذكروه من أمور ليست من لوازم الزوجية التي لا تنفك عنها بدليل:

1-المرأة الناشز زوجة و لا تجب لها النفقة.

2-الزوجة الكتابية لا ترث زوجها المسلم و كذلك الزوجة القاتلة لزوجها لا ترثه.

3-و هناك حالات يتحقق فيها الانفصال بين الزوجين بدون طلاق:

-حالات الارتداد.

-حالات الفسخ.

4-أما العدة فهي لازمة في المتعة.

الخلاصة:

إنّ المتعة زواج شرعا،و اختلافها عن الزواج الدائم في بعض الأحكام،ناشئ من ورود أدلة خصصت العمومات الواردة في أحكام الزوجات.

الأمر الثاني:

آية المتعة منسوخة بأحاديث من السنة:

و ذكروا في ذلك عدة روايات منها:

1-عن علي أنه قال لابن عباس:

إنّ النبي صلى اللّه عليه و آله نهى عن المتعة و عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر (1).

ص: 691


1- صحيح البخاري ج /24/7ط.بيروت.

2-عن إياس بن سلمة عن أبيه قال:

رخّص رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله عام أوطاس في المتعة ثلاثا ثم نهى عنها (1).

3-عن الربيع بن سبرة الجهني أنّ أباه حدّثه أنّه كان مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقال:

«يا أيها الناس إنّي كنت قد أذنت لكم في الاستمتاع من النساء و أنّ اللّه قد حرم ذلك إلى يوم القيامة،فمن كان عنده منهنّ شيء فليخل سبيله و لا تأخذوا مما أتيتموهنّ شيئا» (2).

4-و عن عبد الملك بن الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه عن جده قال:

أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بالمتعة عام الفتح حين دخلنا مكة،ثم لم نخرج حتى نهانا عنها (3).

5-و عن ربيع بن سبرة الجهني أنّ أباه قال:

قد كنت استمتعت في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله امرأة من بني عامر ببردين أحمرين ثم نهانا رسول اللّه عن المتعة (4).

6-السرخسي في المبسوط بالإسناد إلى علي،قال:

أن منادي رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله نادى يوم خيبر ألا إن اللّه تعالى و رسوله ينهاكم عن المتعة (1).

7-الطبراني في المعجم الأوسط بالإسناد إلى أبي ذر،قال:

إنما كانت المتعة لنا خاصة أصحاب محمد يعني المتعة (2).

8-ابن حزم في المحلى بالإسناد إلى الربيع بن سبرة الجهني عن أبيه،قال:

خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله،فقال:ض.

ص: 692


1- السرخسي:المبسوط ج 5 ص /152ط.بيروت.
2- الطبراني:المعجم الأوسط ج 3 ص /74ط.الرياض.

من كان تزوج امرأة إلى أجل فليعطها ما سمى لها و لا يسترجع مما أعطاها شيئا و يفارقها فإن اللّه قد حرمها عليكم إلى يوم القيامة (1).

9-الباجي الأندلسي في المنتقى بالإسناد إلى علي،قال:

أن رسول اللّه نهى عن متعة النساء يوم خيبر و عن أكل لحوم الحمر الأنسية (2).

مناقشة هذه الدعوى:

و لنا عدة ملاحظات حول دعوى النسخ بالسنّة:

الملاحظة الأولى:

إنّ أخبار التحريم أحاد و النسخ لا يثبت بأخبار الأحاد (3).

الملاحظة الثانية:

إنّ روايات التحريم معارضة بروايات الأئمة من أهل البيت عليهم السلام المتواترة و الدّالة على إباحة المتعة إلى يوم القيامة.

الملاحظة الثالثة:

روايات التحريم معارضة بروايات أخرى مدونة في مصادر الحديث المعتمدة عند السنّة مثل:صحيح البخاري و صحيح مسلم و سنن البيهقي و مسند أحمد بن حنبل و غيرها.

الملاحظة الرابعة:

التناقض الواضح في روايات التحريم:

-بعضها يقول أن التحريم صدر يوم خيبر.

-و أخرى في يوم أو طاس أو يوم الفتح.ت.

ص: 693


1- ابن حزم:المحلى ج 9 ص /520ط.بيروت.
2- الباجي الأندلسي:المنتقى ج 3 ص /334ط.بيروت.
3- البيان في تفسير القرآن ص /317ط.بيروت.

-و ثالثة في تبوك.

-و رابعة في عمرة القضاء.

-و خامسة في حجة الوداع.

و قد تتبع الاستاذ الفكيكي في بحثه عن المتعة جميع مصادر السيرة على اختلافها،و التمس فيها خطب النبي صلى اللّه عليه و آله في هذه المواضع جميعا فلم يجد في خطبة واحدة ما يشير إلى هذا التحريم مع أنّها تعرضت لنظائره من الأحكام (1).

الملاحظة الخامسة:

روايات التحريم تتنافى مع ما أثبتته الكثير من مصادر الحديث و التفسير و التاريخ من أنّ النهي عن المتعة إنّما صدر في عهد الخليفة الثاني عمر بن الخطاب:

1-أخرج مسلم في صحيحه،بالإسناد إلى أبي نضرة قال:

كان ابن عباس يأمر بالمتعة و كان ابن الزبير ينهى عنها فذكر ذلك لجابر فقال:

على يدي دار الحديث تمتعنا في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فلما قام عمر قال:

إن اللّه يحلّ لرسوله ما شاء فأتموا الحج و العمرة و أبتوا نكاح هذه النساء فلئن أوتي برجل نكح امرأة إلى أجل إلاّ رجمته بالحجارة (2).

2-و روى مسلم في صحيحه،عن أبي الزبير قال:

سمعت جابر بن عبد اللّه يقول:

كنّا نستمتع بالقبضة من التمر و الدقيق الأيام على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أبي بكر حتى نهى عنه عمر في شأن عمرو بن حريث (3).

3-و روى مسلم في نفس الباب من صحيحه عن أبي نضرة قال:3.

ص: 694


1- الحكيم:الزواج المؤقت ص /33ط.طهران.
2- مسلم:الصحيح ج 2 ص /885ط.بيروت.
3- المصدر نفسه ج 2 ص 1023.

كنا عند جابر فأتاه آت فقال:

أنّ ابن عباس و ابن الزبير اختلفا في المتعتين فقال جابر:

فعلناهما في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ثم نهانا عنهما عمر (1).

4-و جاء في تفسير الرازي،عن عمر بن الخطاب أنه قال في خطبته،متعتان كانتا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنا أنهى عنهما و أعاقب عليهما (2).

5-أخرج أحمد بن حنبل في مسنده،سئل عبد اللّه بن عمر عن متعة النساء فقال:

«و اللّه ما كنّا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله زانين و لا مسافحين» (3).

6-و قال القوشجي في أواخر مبحث الإمامة من كتابه(شرح التجريد):

«أنّ عمر قال و هو على المنبر:

أيّها الناس ثلاث كنّ على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أنا أنهى عنهنّ و أحرمهنّ و أعاقب عليهنّ:متعة النساء و متعة الحج،و حي على خير العمل (4).

7-المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد إلى عمر قال:

متعتان كانا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنهى عنهما و أعاقب عليهما:متعة النساء و متعة الحج (5).

8-مسند الطيالسي بالإسناد إلى قتادة،قال:

سمعت أبا نضرة يقول:

قلت لجابر بن عبد اللّه أن الزبير ينهى عن المتعة و أن ابن عباس يأمر بها،قال جابر:ب.

ص: 695


1- المصدر السابق نفسه.
2- الرازي:التفسير الكبير ج 10 ص /50ط.بيروت.
3- أحمد بن حنبل:المسند ج 2 ص /95ط.بيروت.
4- القوشجي:شرح التجريد ج 3 ص /333ط.مصر.
5- المتقي الهندي:كنز العمال ج 16 ص /519ط.حلب.

على يدي دار الحديث تمتعنا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فلما كان عمر بن الخطاب،و قال:

إن اللّه عز و جل كان يحل لنبيه ما شاء و أن القرآن قد نزل منازله فافصلوا حجكم عن عمرتكم و أبتوا نكاح هذه النساء فلا أوتي برجل تزوج امرأة إلى أجل إلاّ رجمته (1).

9-و كان ابن عباس من المؤيدين لمتعة النساء و أصبح ابن عباس يدعو إليها فأصبحت الناس تنسب المتعة إلى ابن عباس لكثرة دفاعه عنها و أنها لم تنسخ و أن النبي لم يحرمها،و قد نقل الأصفهاني في المحاضرات هذا المعنى،قال:

قالت امرأة إلى رجل رأته:

أقول للشيخ إذ طالت عزوبته يا شيخ هل لك في فتيا ابن عباس (2)

10-ابن قدامة في المغني:

قال عمر:

متعتان كانتا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنا أنهى عنهما و أعاقب عليهما،متعة النساء و متعة الحج (3).

11-السيوطي في الاكليل،بالإسناد إلى عمران بن حصين،قال:

أنزلت آية المتعة في كتاب اللّه و فعلناها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و لم ينزل قرآن يحرمها و لم ينه عنها حتى مات،قال رجل برأيه ما شاء يعني عمر (4).

12-القرطبي في الجامع لأحكام القرآن بالإسناد إلى ابن عباس،قال:

ما كانت المتعة إلا رحمة من اللّه تعالى رحم بها عباده،و لو لا نهي عمر عنها مازنى إلاّ شقي (5).ة.

ص: 696


1- الطيالسي:المسند ص /248ط.بيروت.
2- الاصفهاني:المحاضرات ج 2 ص /214ط.بيروت.
3- ابن قدامة:المغني ج 10 ص /46ط.القاهرة.
4- السيوطي:الاكليل ص /46ط.بيروت.
5- القرطبي:الجامع لأحكام القرآن ج 5 ص /136ط.القاهرة.

13-الرازي في التفسير الكبير بالإسناد إلى علي،قال:

لو لا أن عمر نهى الناس عن المتعة مازنى إلا شقي (1).

14-ابن القيم في زاد المعاد:

قال عمر:

متعتان كانتا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنا أنهى عنهما متعة النساء و متعة الحج (2).

15-الطبري في جامع البيان:

قال علي عليه السلام:

لو لا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلا شقي (3).

16-المتقي الهندي في كنز العمال بالإسناد إلى جابر،قال:

كنا نستمتع بالقبضة من التمر و الدقيق على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أبي بكر حتى نهى عمر الناس،و كنا نعتد من المستمتع فيهن بحيضة (4).

17-الأصفهاني في المحاضرات:

قال يحيى بن أكثم لشيخ البصرة:

بمن اقتديت في جواز المتعة؟قال:

بعمر بن الخطاب.قال:

كيف و عمر كان أشد الناس،قال:

لأن الخبر الصحيح أنه صعد إلى المنبر،فقال:ب.

ص: 697


1- الرازي:التفسير الكبير ج 10 ص /50ط.إيران.
2- ابن القيم:زاد المعاد ج 4 ص /358ط.القاهرة.
3- الطبري:جامع الأحكام ج 8 ص /178ط.بيروت.
4- المتقي الهندي:كنز العمال ج 16 ص /521ط.حلب.

إن اللّه و رسوله قد أحلا لكما متعتين و إني أحرمهما عليكم أو أعاقب عليهما، فقبلنا شهادته و لم نقبل تحريمه (1).

18-ابن القيم في زاد المعاد بالإسناد إلى جابر،قال:

كنا نستمتع بالقبضة من التمر و الدقيق على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أبي بكر حتى نهى عمر (2).

الملاحظة السادسة:

لقد ثبت عن كثير من الصحابة و التابعين القول بحلية المتعة منهم:

1-أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

2-حبر الأمة عبد اللّه بن عباس.

3-عبد اللّه بن مسعود.

4-جابر بن عبد اللّه لأنصاري.

5-أبو سعيد الخدري.

6-عمران بن حصين.

7-سعيد بن جبير.

8-عبد اللّه بن عمر بن الخطاب.

9-أبي بن كعب.

10-خالد بن المهاجر.

11-السدي.

12-مجاهد (3).ن.

ص: 698


1- الأصفهاني:المحاضرات ج 2 ص /214ط.بيروت.
2- ابن القيم:زاد المعاد ج 4 ص /358ط.القاهرة.
3- انظر:الأميني:الغدير ج 220/6-/222ط.طهران.
الدليل الثاني:

أحاديث الأئمة من أهل البيت عليهم السلام الدالة على مشروعية

«زواج المتعة».

1-عن اسحاق بن عمار عن أبي سارة قال:

سألت أبا عبد اللّه[الصادق]عليه السلام عن المتعة،فقال عليه السلام لي:

حلال (1).

2-و عن علي عليه السلام قال:

«لو لا ما سبقني به عمر بن الخطاب ما زنى إلاّ شقي» (2).

3-و عن أبي عبد اللّه[الصادق]عليه السلام في قول اللّه عز و جل:

ما يَفْتَحِ اللّهُ لِلنّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَها. قال:

و المتعة من ذلك (3).

4-و عن أبي جعفر[الباقر]عليه السلام قال:

قال جابر بن عبد اللّه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله أنهم غزوا معه فأحلّ لهم المتعة و لم يحرمها (4).

5-و عن أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام قال:

«تحل الفروج بثلاث:نكاح بميراث،و نكاح بلا ميراث،و نكاح بملك يمين» (5).

6-عن الحسن بن زيد قال:

كنت عند أبي عبد اللّه[الصادق]عليه السلام فدخل عليه عبد الملك بن جريح المكي فقال له أبو عبد اللّه عليه السلام:ما عندك في المتعة؟فقال:

حدثني أبوك محمد بن علي عن جابر بن عبد اللّه أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله خطب الناس فقال:

ص: 699


1- الوسائل ج 438/14-/440ط.طهران.
2- الوسائل ج 438/14-/440ط.طهران.
3- الوسائل ج 438/14-/440ط.طهران.
4- الوسائل ج 438/14-/440ط.طهران.
5- الوسائل ج 438/14-/440ط.طهران.

«أيها الناس إنّ اللّه أحلّ لكم الفروج على ثلاثة معان:فرج موروث و هو البنات،و فرج غير موروث و هو المتعة،و ملك أيمانكم» (1).

7-و عن الإمام الصادق عليه السلام قال:

«و أما ما يجوز من المناكح فأربعة وجوه:نكاح بميراث،و نكاح بغير ميراث، و نكاح بملك اليمين،و نكاح بتحليل من المحلل له من ملك من يملك» (2).

8-عن بكر بن محمد عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:

سألته عن المتعة فقال:إني لأكره للرجل المسلم أن يخرج من الدنيا و قد بقيت عليه خلّة من خلال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله لم يقضها (3).

9-و عن جميل بن صالح قال:

إنّ بعض أصحابنا قال لأبي عبد اللّه عليه السلام:

إنّه يدخلني من المتعة شيء فقد حلفت أن لا أتزوج متعة أبدا.فقال أبو عبد اللّه عليه السلام:

إنّك إذا لم تطع اللّه فقد عصيته» (4).

الدليل الثالث:

الروايات المثبتة في المصادر السنية:

و قد تقدمت طائفة منها،و نضيف هنا مجموعة أخرى من تلك الروايات:

1-أخرج مسلم في صحيحه:عن عبد اللّه بن مسعود قال:

«كنا نغزو مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و ليس لنا نساء،فقلنا:

ألا نستخصي فنهانا عن ذلك ثم رخّص لنا أن ننكح المرأة بالثوب إلى أجل معين» (2).

ص: 700


1- الوسائل ج /58/14ط.طهران. (2 و 3 و 4) الوسائل ج 58/14،442،/445ط.طهران.
2- صحيح مسلم ج 2 ص /1022ط.بيروت.

2-و أخرج الحديث نفسه البخاري في صحيحه:

«إلا أنّه لم يذكر قيد إلى أجل معين (1).

3-و أخرج البخاري في صحيحه:عن جابر بن عبد اللّه و سلمة بن الأكوع قالا:

كنّا في جيش فأتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فقال:

«قد أذن لكم أن تستمتعوا فاستمتعوا» (2).

4-و أخرج البخاري في صحيحه:عن سلمة بن الأكوع عن النبي صلى اللّه عليه و آله قال:

«أيما رجل و امرأة توافقا فعشرة ما بينهما ثلاث ليال فإن أحبا أن يتزايدا أو يتتاركا تتاركا» (3).

5-عن أبي سعيد الخدري و جابر بن عبد اللّه قالا:

تمتعنا إلى نصف من خلافة عمر حتى نهى عمر الناس في شأن عمرو بن حريث (4).

6-أخرج أحمد بن حنبل في مسنده،عن جابر بن عبد اللّه قال:كنا نتمتع على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أبي بكر و عمر حتى نهانا عمر عنه أخيرا يعني النساء (5).

7-و أخرج أحمد بن حنبل في مسنده،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«متعتان كانتا على عهد النبي صلى اللّه عليه و آله فنهانا عنهما عمر فانتهينا» (6).5.

ص: 701


1- صحيح البخاري ج 7 ص /8ط.بيروت.
2- المصدر نفسه ج 7 ص 24.
3- المصدر نفسه.
4- صحيح مسلم ج 2 ص /1023ط.بيروت.
5- أحمد بن حنبل:المسند ج 3 ص /304ط.بيروت.
6- المصدر نفسه ج 3 ص 325.

8-و أخرج أحمد بن حنبل في مسنده،عن جابر بن عبد اللّه قال:

تمتعنا متعتين على عهد النبي صلى اللّه عليه و آله الحج و النساء فنهانا عمر عنهما فانتهينا» (1).

9-و أخرج أحمد في مسنده،عن جابر بن عبد اللّه قال:

«تمتعنا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله متعتين الحج و النساء...و قد قال حماد أيضا متعة الحج و متعة النساء فلما كان عمر نهانا عنهما فانتهينا» (2).

10-عن عروة بن الزبير أنّه قال لابن عباس:

أهلكت الناس،قال:

و ما ذاك؟قال:

تفتيهم في المتعتين و قد علمت أنّ أبا بكر و عمر نهيا عنهما،فقال:

ألا للعجب أنّي أحدثه عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و يحدثني عن أبي بكر و عمر (3).

11-قال الراغب في المحاضرات:

قال يحيى بن أكثم لشيخ البصرة:

بمن اقتديت بجواز المتعة؟قال:

بعمر بن الخطاب،قال:

كيف و عمر كان أشد الناس فيها؟قال:

لأن الخبر الصحيح أنّه صعد المنبر فقال:

إنّ اللّه و رسوله قد أحلاّ لكم متعتين و إني محرمها عليكم و أعاقب عليهما فقبلنا شهادته و لم نقبل تحريمه» (4).ت.

ص: 702


1- المصدر السابق نفسه ج 3 ص 356.
2- المصدر نفسه ج 3 ص 363.
3- المتقي الهندي:كنز العمال ج 16 ص /519ط.حلب.
4- الاصفهاني:المحاضرات ج 2 ص /214ط.بيروت.

12-روى محمد بن جرير الطبري في تفسيره عن علي بن أبي طالب أنّه قال:

«لو لا أن عمر نهى الناس عن المتعة ما زنى إلاّ شقي» (1).

13-و ذكر الرازي في تفسيره:أنّه روي أنّ عمر قال على المنبر:

متعتان كانتا مشروعتين في عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أنا أنهى عنهما متعة الحج،و متعة النكاح (2).

14-و جاء في الدر المنثور للسيوطي:«أخرج عبد الرزاق و أبو داود في ناسخه و ابن جرير عن الحكم أنّه سئل عن هذه الآية[آية المتعة]أمنسوخة؟قال:

لا،و قال علي:لو لا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلاّ شقي (3).

الزواج الموقت و مشكلة الجنس:

المشكلة الجنسية و مضاعفاتها الخطيرة:

تعتبر مشكلة الجنس من أكثر المشكلات عمقا و ضراوة و تعقيدا و تأثيرا في مجتمعات الإنسان المعاصر،بما تحمله من مضاعفات خطيرة في حياة الإنسان..و من أبرز هذه المضاعفات:

1-الانحرافات الجنسية و توظيف الغريزة بشكل غير مشروع.

2-الانعكاسات النفسية كالقلق و الاكتئاب،و الانطواء و سائر التواترات و الاضطرابات التي قد تنتج حالات الجنون أو حالات النزوع إلى الانتحار.

3-الأمراض الجنسية الفتاكة.

ص: 703


1- الطبري:تفسير القرآن ج 8 ص /178ط.بيروت.
2- الرازي:التفسير الكبير ج 10 ص /50ط.بيروت.
3- السيوطي:الدر المنثور ج 2 ص /486ط.بيروت.

4-تصاعد معدلات الجريمة في مجتمعات الإنسان المعاصر و التي باتت تقلق كل المعنيين من تربويين و نفسيين و اجتماعيين و سياسيين.

و يقف وراء المشكلة الجنسية في جذورها و في تصاعدها و امتداداتها مجموعة عوامل:

-الجنس حاجة متأصلة في التكوينية الإنسانية.

-الإثارات الجنسية المتحركة في كل المواقع و بشتى الصيغ الإغرائية الخطيرة.

-غياب التربية الأخلاقية الأصيلة التي ترشد الإنسان و تهذّب غرائزه.

الحلول المطروحة في معالجة المشكلة الجنسية:
الحل الأول:

الدعوة إلى إسكات«نداء الجنس»:

و ذلك من خلال وسيلتين:

(1)وسيلة الوعظ و الإرشاد و التخويف و التحذير:و هذه الوسيلة عاجزة عن تناول المشكلة في عمقها لأن«نداء الجنس أقوى في تأثيره من ألف دعوة سلبية لا تعتمد غير سلاح الوعظ و التحذير كأداة في علاج المشكلة» (1).

(2)وسيلة القوة:«و هذا الحل لا يرضي علماء النفس و الاجتماع لما فيه من أضرار نفسية و اجتماعية بالغة،ربما أنهت بصاحبها إلى الانتحار أو الجنون،و لو أردنا ذلك فإننا لا نجد القوة الكافية له» (2).

ص: 704


1- محمد تقي الحكيم:الزواج المؤقت ص /9ط.طهران.
2- الزواج المؤقت ص /8ط.طهران.
الحل الثاني:

الدعوة إلى الإباحية الجنسية:

باعتبار أنّ ذلك يوفّر للشهوة الجنسية أجواءها الحرة،و مساراتها الطليقة التي تخلّصها من حالات الكبت و تخفف من غلوائها و فورانها و ضراوتها.

و هذا الحل مرفوض:

أولا:لما فيه من تحد واضح لجميع المثل و القيم الدينية و الإنسانية.

ثانيا:لما يترتب عليه من مضاعفات خطيرة في حياة الإنسان على كل المستويات الفكرية و النفسية و الصحية و الأسرية و الاجتماعية.

ثالثا:و لأنّ إطلاق العنان للغريزة الجنسية لا يخفف من فورانها و ضرواتها و تأججها،بل يزيدها تصعيدا و تنشيطا و هذا ما أكدته آخر الدراسات التربوية و النفسية و الإجتماعية و الطبية،لأنّ الظمأ الجنسي مهما حصل له من حالات الإرواء فإنّه يتجدد باستمرار،و المثيرات الخارجية تعطيه دفعا و قوة،و الإستجابات تعطيه نشاطا و حيوية.

الحل الثالث:

الدعوة إلى الزواج الدائم:

و تذليل كل الصعوبات التي تقف أمام الجنسين و ذلك من خلال:

-توعية الشبان و الشابات بضرورة التبكير في الزواج.

-تسهيل كل الإمكانات التي يتطلبها الزواج.

-محاربة كل الفوارق الطبقية و الإجتماعية التي تشكل عوائق صعبة في طريق الزواج.

إلاّ أنّ هذا الحل«إذا عالج قسما من المشكلة فهو لا يعالجها في مختلف مجالاتها،فالمشاكل ليست كلها مشاكل مالية أو طبقية لتعالج بأمثال هذه الدعوات، و إنما هناك جوانب من المشكلة ما تزال تتطلب الحل» (1).

ص: 705


1- محمد تقي الحكيم:الزواج المؤقت ص /11ط.طهران.

و نستعين هنا بالمثال الذي يطرحه الفيلسوف(برتراندرسل)حيث يقول:

«إنّ سن الزواج قد تأخرت بغير اختيار و تدبير،فإن الطالب كان يستوفي علومه قبل مائة سنة أو مائتين في نحو الثامنة عشرة أو العشرين فيتأهب للزواج في سن الرجولة الناضجة و لا يطول به عهد الانتظار إلاّ إذا آثر الإنقطاع للعلم مدى الحياة،و قلّ من يؤثر ذلك بين المئات و الألوف من الشبان.

و أمّا في العصر الحاضر فالطلاب يتخصصون لعلومهم و صناعاتهم بعد الثامنة عشرة أو العشرين،و يحتاجون بعد التخرج من الجامعات إلى زمن يستعدون فيه لكسب الرزق من طريق التجارة أو الأعمال الصناعية و الاقتصادية،و لا يتسنى لهم الزواج و تأسيس البيوت قبل الثلاثين،فهناك فترة طويلة يقضيها الشاب بين سن البلوغ و بين سن الزواج لم يحسب لها حسابها في التربية القديمة و هذه الفترة هي فترة النمو الجنسي و الرغبة الجامحة،و صعوبة المقاومة للمغريات،فهل من المستطاع أن نسقط حساب هذه الفترة من نظام المجتمع الإنساني كما أسقطها الأقدمون و أبناء القرون الوسطى؟

إننا إذا أسقطناها من الحساب فنتيجة ذلك شيوع الفساد و العبث بالنسل و الصحة بين الشبان و الشابات» (1).

الحل الرابع:

الدعوة إلى الزواج المؤقت:

فمن خلاله يمكن أن تملأ الفراغات في علاج المشكلة الجنسية ليلتئم هو و الزواج الدائم في إعطاء المشكلة علاجاتها الناجحة على كل المستويات و في كل المجالات.

و هذا الحل الذي طرحه الإسلام قبل خمسة عشر قرنا بدأ الفكر البشري المعاصر في آخر تصوراته حول علاج مشكلة الجنس يتجه إليه.

ص: 706


1- العقاد:الفلسفة القرآنية ص /93ط.دار الهلال.

يقول الفيلسوف رسل:

«و إنما الرأي أن تسمح القوانين في هذا السن بضرب من الزواج بين الشبان و الشابات لا يؤودهم بتكاليف الأسرة و لا يتركهم لعبث الشهوات و الموبقات و ما يعقبه من العلل و المحرجات» (1).

و هنا يمكن أن نستوعب المغزى الكبير لمقولة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و مقولة حبر الأمة عبد اللّه بن عباس حينما قالا:

-«لو لا أن عمر نهى عن المتعة ما زنى إلاّ شقي».

-«رحم اللّه عمر،ما كانت المتعة إلاّ رحمة من اللّه،رحم بها أمة محمد،و لو لا نهيه لما احتاج إلى الزنا إلاّ شقي».

فهاتان المقولتان تؤكدان عدة حقائق هامة:

(1)إنّ المتعة«رحمة»و هذه المفردة تختزن في داخلها دلالات كبيرة جدا:

أ-فالمتعة تحمي الإنسان من كل المضاعفات الخطيرة التي تفرزها مشكلة الجنس.

ب-و المتعة تحمي الإنسان من العقوبة الإلهية في الدنيا و الآخرة.

(2)إنّ الزنا قد يمثل حاجة أحيانا،و لا ينطوي دائما على التحدي للتشريع، فصاحبه مريض،و المريض يحتاج إلى العلاج،و قد جعل اللّه في المتعة علاجه فهي رحمة له (2).

(3)إنّ ظاهرة الإنحراف الجنسي تعتبر حالة استثنائية تحدث نتيجة لغياب العلاجات الأصيلة لمسألة الجنس عند الإنسان،فالمقولتان السابقتان تؤكدان أنّ تجميد التشريع الخاص بالمتعة يفتح الآفاق المنحرفة أمام شهوة الجنس فلو لا هذا التجميد لما مارس الزنا إلا قلة من الناس تأصلت فيهم نزعات الشذوذ.ن.

ص: 707


1- المصدر السابق نفسه.
2- الزواج المؤقت ص /14ط.طهران.
إشكالات تثار حول المتعة:

تثار عدة إشكالات حول«زواج المتعة»إلاّ أنّ أكثر تلك الإشكالات غير جديرة بالمناقشة،و ما أراه جديرا بالوقوف و المناقشة هذين الإشكالين:

1-لا تختلف المتعة في مضمونها و نتائجها عن العلاقات الجنسية غير المشروعة كالزنا.

2-المتعة لا تحقق الأهداف الأساسية للزواج.

الإشكال الأول:

المتعة لا تختلف في مضمونها و نتائجها عن العلاقات الجنسية غير المشروعة كالزنا...

فكلاهما يعبّران عن إرواء مؤقت للشهوة الجنسية.

-و كلاهما يجسّدان حالة الإمتهان للمرأة..

-و كلاهما يسبّبان إختلاط المياه و ضياع الأنساب...

مناقشة هذا الإشكال:

و لنا حول هذا الإشكال عدة ملاحظات:

الملاحظة الأولى:

أجمع المسلمون على أصل المشروعية لهذا اللون من النكاح،قال الرازي في تفسيره الكبير:

«و اتفقوا على أنّها[المتعة]كانت مباحة في ابتداء الإسلام» (1).

و قال القاضي الباقلاني:

ص: 708


1- الرازي:التفسير الكبير ج 10 ص /49ط.بيروت.

«و أجمعوا على أن من نكح نكاحا مطلقا و نيته أن لا يمكث معها إلاّ مدة نواها فنكاحه صحيح حلال» (1).

فإذا كان اتفاق المسلمين قائم على أصل المشروعية لهذا اللون من النكاح-و لو في مرحلة من المراحل-فإعطاؤه صبغة الزنا في مضمونه و نتائجه فيه تجرؤ واضح على تشريع اللّه تعالى،فهذا يعني أنّ الزنا كان مباحا في مرحلة من مراحل التشريع الإسلامي.

و أذا كان من المستساغ أن يتجرأ مستشرق كتوماس بانريك هيوز على هذا التشريع الإلهي فيعتبره«أعظم الوصمات في تشريع محمد الأخلاقي»كما نقل عنه ذلك الأستاذ العقاد في كتابه(الفلسفة القرآنية)و ناقشه (2)فإنه ليس من المستساغ أن يصدر هذا التجرؤ ممن ينتمون إلى الإسلام و يؤمنون بتشريعاته،و في جواب عبد اللّه بن عمر حينما سئل عن المتعة ما يرد هذا الإشكال حيث قال:

«و اللّه ما كنا على عهد رسول اللّه(ص)زانين و لا مسافحين» (3).

الملاحظة الثانية:

إنّ تحديد المدة في الزواج المؤقت لا يعطيه مضمون الزنا و إلاّ كان الزواج الدائم أيضا شبيها بالزنا في الحالات التي ينوي فيها الزوج البقاء مع زوجته مدة معينة ثم يفارقها،و قد أفتى أكثر فقهاء أهل السنة بصحة عقد الزواج مع تحديد المدة إذا لم ينص على ذلك في صيغة العقد.

و هذه نماذج من أقوالهم حول هذه المسألة:ت.

ص: 709


1- النووي:الشرح على صحيح مسلم ج 9 ص /179ط.بيروت.
2- العقاد:الفلسفة القرآنية ص /93ط.دار الهلال.
3- أحمد بن حنبل:المسند ج 2 ص /95ط.بيروت.

1-قال ابن عابدين:

«و ليس منه[أي نكاح المتعة]ما لو نكحها على أن يطلقها بعد شهر أو نوى مكثه معها مدة معينة» (1).

2-و قال ابن قدامة في المغني:

«و إن تزوجها بغير شرط إلا أن في نيته طلاقها بعد شهر أو إذا انقضت حاجته في هذا البلد فالنكاح صحيح في قول عامة أهل العلم إلا الأوزاعي قال:

هو نكاح المتعة،و الصحيح إنه لا بأس به و لا تضر نيته،و ليس على الرجل أن ينوي حبس إمرأته،و حسبه إن وافقته و إلا طلقها» (2).

3-و قال الباجي الأندلسي من فقهاء المالكية في كتابه(المنتقى):

من تزوج إمرأة لا يريد إمساكها إلا أنه يريد أن يستمتع بها مدة ثم يفارقها فقد روى محمد عن الإمام مالك أن ذلك جائز و ليس من الجميل و لا من أخلاق الناس (3).

4-و ذكر عبد الرحمن الجزيري:

أ-أن المالكية يجوزون العقد إذا قصد الزوج في نفسه الأجل و لو فهمت المرأة و وليها ذلك.

ب-و أنّ الأحناف يرون صحة العقد إذا نوى الزوج معاشرتها مدة و لم يصرح بذلك (4).

5-و قال الدكتور عبد العزيز:

«و على ذلك فإنّ النكاح بصيغته الصحيحة المشروعة و بلفظه الظاهر المطلق إنّما يقع صحيحا و إن كان المتعاقدان أو أحدهما يقصد بالزواج مدة معينة أو مجرد الاستمتاع إلى أجل من الآجال يخفيه في نفسه» (5).ن.

ص: 710


1- الوائلي:من فقه الجنس ص /167ط.بيروت.
2- ابن قدامة:المفتي ج 10 ص /48ط.القاهرة.
3- الباجي الاندلسي:المنتقى ج 3 ص /335ط.بيروت.
4- الجزيري:الفقه على المذاهب الأربعة ج 4 ص /91ط.بيروت.
5- عبد العزيز:الانكحة الفاسدة ج 2 ص /644ط.الأردن.

و من خلال التأمل في الأمثلة التي أوردناها يتضح عدم الفرق مضمونا بين هذا اللون من العقد و بين الزواج المؤقت فالعقد بنية الفراق و خاصة مع علم الطرفين هو «نكاح مؤقت في المعنى و الواقع».فإذا كان التوقيت لفظا يعطي للمارسة الجنسية صبغة الزنا،فلماذا لا يكون التوقيت واقعا موجبا لإعطاء هذه الممارسة صبغة الزنا؟

و إذا كان الاستمتاع المؤقت في المتعة يعتبر لونا من امتهان المرأة،فلماذا لا يكون الاستمتاع المؤقت في هذه الحالات كذلك؟

إنّ التفريق بين الحالتين تحكم لا يملك مبرراته العلمية،و إذا قيل أنّ النص الشرعي هو الذي أعطى لهذا التفريق مبرراته،قلنا أنّ المتعة تملك من النصوص الشرعية ما يكفي لإعطائها طابعها المشروع.

الملاحظة الثالثة:

إنّ الفوارق بين المتعة و الزنا واضحة و كبيرة:

(1)الزنا علاقة لا تعترف بها الشرائع و لا المجتمعات على اختلافها،و إن مارسته كثير من الشعوب،فالمقدم عليه يشعر أنّه مقدم على جريمة تأباها الشرائع و التقاليد (1).

و الزواج المؤقت علاقة طبيعية معترف بها في الشريعة و تقوم على أساس العقد الشرعي الذي يعطي لهذه العلاقة طابعها القدسي الطاهر،و لا يلغي هذا الطابع ذلك الشعور الذي تأصل في مجتمعات المسلمين تجاه الزواج المؤقت،فهو شعور صاغته حالة الإسقاط التاريخي لهذا اللون من النكاح،إنّ التعبئة الفكرية المضادة التي امتدت قرونا طويلة استطاعت أن تفرغ هذه العلاقة من هويتها الأصيلة.

و حينما يتم التعامل مع الزواج المؤقت من خلال المنظور الشرعي بعيدا عن كل الرواسب و التراكمات لا تبقى حينئذ تلك الرؤية التي تختزن شعور الاستقذار و اللاشرعية تجاه الزواج و من خلال إعادة الاعتبار الشرعي لهذا الزواج تذوب كل الإحساسات النفسية المضادة و تنتهي كل الحالات الشعورية و اللاشعورية الرافضة له.ن.

ص: 711


1- محمد تقي الحكيم:الزواج المؤقت ص /20ط.طهران.

(2)الزنا علاقة جنسية هابطة تمتهن كرامة المرأة و تسقط عفتها و تحولها إلى سلعة رخيصة مبتذلة.

و في الزواج المؤقت:

أ-المرأة ترتبط مع الرجل بعقد شرعي تباركه شريعة السماء و هذا يضفي على هذه العلاقة الطهر و القداسة و الاطمئنان فلا تحمل المرأة في شعورها إحساسا بالمهانة و الابتذال و هدر العفة و الكرامة.

ب-المرأة في علاقتها مع الرجل خاضعة لمجموعة ضوابط شرعية:

-الوفاء بالالتزامات الشرعية التي يفرضها عقد الزواج.

-الإحصان الذي تخلقه حالة العلاقة الزوجية.

-العدة الشرعية التي تحدد وظيفة المرأة بعد الفراق...

و في ضوء هذه الضوابط نجد أن المرأة في الزواج المؤقت لا تختلف عنها في الزواج الدائم من حيث:الالتزامات الشرعية تجاه الزوج،و حالة الإحصان،و العدة المفروضة.

(3)الزنا علاقة جنسية منحرفة لها مضاعفات خطيرة نتيجة لاختلاط المياه...

و أمّا الزواج المؤقت فهو علاقة مشروعة تفرض على المرأة:

أولا:الارتباط بعصمة رجل واحد،شأنها في ذلك شأن المرأة في الزواج الدائم.

ثانيا:أن تعتد حينما تنتهي العلاقة المحدودة أو بموت الزوج كما هو الحال في الزواج الدائم حين الطلاق أو الموت.

و هذه الإجراءات كافية للوقوف دون اختلاط المياه و بالتالي صيانة هذه العلاقة من مضاعفات الممارسات الجنسية غير المشروعة.

(4)الزنا يترتب عليه ضياع الأنساب و اختلاطها.

ص: 712

و في الزواج المؤقت:

أ-الأولاد يحملون الصفة الشرعية و يلحقون بآبائهم و أمهاتهم و حكمهم حكم الأولاد في الزواج الدائم من حيث البنوة و النفقة و التوارث.

ب-و قد وضعت الشريعة عدة احتياطات تحمي الأنساب من الضياع:

-فترة العدة لاكتشاف حالة الحمل أو عدمه.

-مسؤولية الرجل في الولاية و الرعاية و النفقة.

الإشكال الثاني:

المتعة لا تحقق الأهداف الأساسية للزواج:

من الإشكالات التي تثار حول المتعة أنّها لا تحقق الأهداف الأساسية للزواج كالاستقرار النفسي و بناء الأسرة و التكاثر و التناسل و غيرها.

مناقشة هذا الإشكال:
اشارة

يمكن أن نوجز أهم الأهداف التي يحققها الزواج في حياة الإنسان ضمن الأهداف التالية:

الهدف الأول:

الاستقرار النفسي:

و هذا الهدف يمكن التوافر عليه من خلال الزواج الدائم و الزواج المؤقت،لأنّ المشكلة الجنسية في حياة الإنسان عبر الصيغ الشرعية المطروحة في الإسلام تساهم بشكل فاعل في إنقاذ الإنسان من المضاعفات النفسية و إنعكاساتها الخطيرة.

ص: 713

الهدف الثاني:

تلبية الحاجة الجنسية عند الإنسان:

فالإسلام طرح ثلاث صيغ لإشباع الحاجة الجنسية عند الإنسان و وضع لكل صيغة ضوابطها الخاصة:

-الزواج الدائم.

-الزواج المؤقت.

-ملك اليمين.

و نظرا لاستيعاب الإسلام لكل حاجات الإنسان و في كل الحالات فقد وضع لتلبية الحاجة الجنسية عند الإنسان صيغا متعددة تملأ كل الامتدادات التي تتسع لها هذه الحاجة.

الهدف الثالث:

حصانة الإنسان من الوقوع في منزلقات الرذيلة:

فالزواج بصيغته الدائمة و المؤقتة يخلق عند الإنسان حصانة تحميه في الغالب من الإنزلاقات السائبة في دروب الرذيلة،لأن الجنس طاقة مسعورة إذا لم تحصّن بالزواج انفلتت في كل المسارات و تاهت في كل الدروب خاصة في الأجواء المعاصرة بما تزخر من مثيرات و مغريات صارخة.

الهدف الرابع:

التناسل و التكاثر:

المسار الأصلي لحركة التناسل و التكاثر هو الزواج الدائم و لكن هذا لا يعني إلغاء دور الزواج المؤقت في عملية الإنجاب ما دامت الخصوصيات التي يمنحها الإسلام

ص: 714

للأولاد الذين ينتجهم الزواج المؤقت هي نفسها الممنوحة لأبناء الزواج الدائم،إلاّ أنّ الحالات التي تتحرك من خلالها الحاجة إلى الزواج المؤقت بحسب طبيعتها الاستثنائية تجمّد في الغالب الطموح للإنجاب عند الإنسان.

الهدف الخامس:

بناء الأسرة:

و يمثل الزواج الدائم المنطلق الأساس لإنجاز هذا الهدف،و يساهم الزواج المؤقت في صيانة هذا الهدف و حمايته،فقد تطرأ حالات استثنائية في حياة الزوج تضعه أمام عدة خيارات:

-الانزلاق في درب الرذيلة نتيجة ضغط الحاجة الجنسية.

-الكبت و هذا له مضاعفاته الخطيرة...

-التعدد في الزواج الدائم و هذا ما لا تتوافر إمكاناته و ظروفه دائما...

-الزواج المؤقت:و من خلاله يحتفظ الإنسان بنظافته،و صحته و مسؤولياته في بناء الأسرة.

فالزواج المؤقت حينما طرحه الإسلام لم يطرحه بديلا للزواج الدائم،و إنّما لملء الفراغات التي تستعصي على الزواج الدائم و معالجة الحالات الاستثنائية في حياة الإنسان.

و إلغاء هذا الزواج يحدث خللا واضحا في المعالجة لمشكلة الجنس عند الإنسان.

ص: 715

ص: 716

الخاتمة

اشارة

نتائج البحث

ص: 717

ص: 718

و في خاتمة المطاف نحاول أن نضع بين يدي القارئ أهم ما توصل إليه البحث من نتائج و خلاصات،أفرزتها هذه الدراسة المتأنية التي اعتمدت بقدر الإمكان النص الإسلامي فيما طرحته من رؤى و تصورات...

و أبرز هذه النتائج:

النتيجة الأولى:

إنّ التشيع حالة أصيلة في الإسلام تجسّدت من خلال ثلاث مراحل أساسية:

الأولى:مرحلة التأصيل و التجذير:

بدأت هذه المرحلة في عصر الرسالة كما أكّدت ذلك مجموعة نصوص مدوّنة في الكثير من مصادر الحديث و التفسير،و في هذه المرحلة تمّ وضع«المصطلح»و أصّلت دلالاته.

الثانية:مرحلة التجسيد و التطبيق:

و بدأت بعد وفاة الرسول صلى اللّه عليه و آله مباشرة حيث اتجه شطر من الأمة يمثله صحابة كبار كسلمان الفارسي و أبي ذر الغفاري و عمار بن ياسر و المقداد بن الأسود إلى التعبد بنص الإمامة،و الإلتزام عمليا بأطروحة زعامة الإمام علي عليه السلام و قيادته.

الثالثة:مرحلة الوضوح و الإمتداد:

اشارة

و بدأت في عصر الإمام الباقر عليه السلام و تنامت في عصر الإمام الصادق عليه السلام حيث توافرت الأجواء الملائمة و الظروف الموضوعية لإبراز المعالم الواضحة لمدرسة الأئمة من أهل البيت عليهم السلام.

ص: 719

النتيجة الثانية:

إنّ التشيع نتاج طبيعي لحركة الدعوة،و تعبير أصيل لواقعية التجربة الإسلامية بما تحمله من طموحات كبيرة في استمرارية النمو الثوري و الحركة التغييرية،فمن خلال تجسيد أطروحة الإمامة يتجذر في داخل الأمة الخط القيادي الأصيل الذي أكدتّه النصوص الإسلامية الثابتة،و قد تناولنا أثناء البحث المنظومات المتعددة لنصوص الإمامة و عالجناها سندا و متنا و دلالة.

النتيجة الثالثة:

إنّ التشيع في إطاره العام و في كل مفرداته يمثل الحالة التجسيدية للصيغة الإسلامية التي عمل الأئمة من أهل البيت عليهم السلام على تأصيلها في واقع الأمة، بما تحمله هذه الصيغة من أبعاد عقائدية و روحية و فقهية و سياسية تعبّر عن المنحى الأصيل لفكر الرسالة.

النتيجة الرابعة:

و في ضوء نتائج البحث و معطياته يمكن أن نعطي رؤية تقويمية للتفسيرات التي تناولت الحالة الشيعية و اعتبرتها ظاهرة طارئة في المجتمع الإسلامي أفرزتها مجموعة عوامل و أحداث اجتماعية و سياسية و تاريخية،و تتمثل هذه الرؤية التقويمية فيما نسجله من الملاحظات التالية حول تلك التفسيرات.

الملاحظة الأولى:

التناقض و التباين في تحديد المرحلة التاريخية التي أنجبت الحالة الشيعية،و في تحديد طبيعة العوامل و الأحداث التي أفرزت الظاهرة.

الملاحظة الثانية:

إنّ اعتبار التشيع ظاهرة طارئة يعبّر عن إغفال تام لكل النصوص و الأحاديث بما تحمله من دلالات واضحة في تحديد مضمون الإمامة و القيادة،و ليس الحالة الشيعية إلاّ

ص: 720

تجسيدا عمليا لخط الإمامة بما فيه من أصالة و عمق و وضوح،و أنّ جميع المفردات التي توافر عليها الفكر الشيعي في لغته و خطاباته و مدوّناته و نتائجه من أمثال:الإمامة و الولاية و الوصية و الخلافة هي مفردات أصيلة وردت في النصوص الثابتة الصحيحة، و ليست مفردات دخيلة تسللت إلى مفاهيم الأمة من قواميس اليهود و الفرس.

الملاحظة الثالثة:

إنّ الفهم الذي يعتبر التشيع حالة طارئة فهم لم يستوعب طبيعة الحركة التغييرية في مسيرة الرسالة بما تفرضه هذه الطبيعة من استمرارية الإمتداد القيادي المؤهل لحمل مسؤوليات الدعوة و مواصلة مهام التغيير،و حماية أهداف الرسالة...

و إذا كان الفهم الموضوعي يعطي لموقف الخليفة الأول أبي بكر تبريرا حينما عهد بالخلافة إلي عمر بن الخطاب،باعتبار أن ذلك إجراء فرضته مصلحة الرسالة،حماية لمسيرتها،و تجنيبا للأمة من حالات الصراع،و توفيرا للجهود في اختيار الأصلح، فلماذا لا نتعامل بنفس الرؤية مع موقف الرسول صلى اللّه عليه و آله حيث أن مصلحة الرسالة تفرض بدرجة أشد و أكثر إلحاحا أن يتخذ قرارا حاسما في اختيار الخليفة و إعداد القيادة؟!!

و إذا كان الفهم الموضوعي يعطي لموقف الخليفة الثاني عمر بن الخطاب تبريرا حينما أناط الأمر إلى«ستة من الصحابة»و حدد لهم مجموعة ضوابط تحكم عملية الإختيار باعتبار أنّ ذلك إجراء حتمته مصلحة الرسالة...فلماذا لا نفرض ذلك في موقف الرسول صلى اللّه عليه و آله؟!!

و إذا كانت أم المؤمنين عائشة قد أدركت خطورة الإغفال لمسألة الخلافة حينما قالت للخليفة الثاني على لسان ابنه عبد اللّه:

«لا تدع أمة محمد بلا راع،استخلف عليهم،و لا تدعهم بعدك هملا،فإني أخشى عليهم الفتنة» (1).ت.

ص: 721


1- المظفر:(السقيفة ص 38)/ط.بيروت.

فلماذا نتهم أبصر قائد في مسيرة البشرية و أعظم نبي من أنبياء اللّه بالإغفال لأخطر قضية في حياة الرسالة و الدعوة و الأمة و هي مسألة القيادة؟!!

إنّنا نبرئ مقام الرسالة من ذلك،فالرسول صلى اللّه عليه و آله قد جعل الأمة على بصيرة من أمرها و حدّد لها المسار،و أوضح لها المعالم،و حدّد القيادة حينما قال:

-«إنّي مخلّف فيكم الثقلين:كتاب اللّه و عترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا».

-«مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا و من تركها غرق».

-«من كنت مولاه فهذا علي مولاه».

-«إنّ عليا مني و أنا منه و هو ولي كل مؤمن بعدي».

-«يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبي بعدي».

-«إنّ هذا[يعني عليا]أخي و وصيي و خليفتي فيكم فاسمعوا له و أطيعوا».

-«الأئمة من بعدي اثنا عشر» (1).

الملاحظة الرابعة:

إنّ التفسيرات المذكورة بما تحمله من تشويه متعمد للحالة الشيعية تعبّر عن أزمة في«المنهجية و البحث»فالكثير من المقولات التي أنتجتها ظروف مذهبية و تاريخية لا زالت تتحرك كمورثات فكرية ثابتة لا تقبل المراجعة و النظر.

فمقولة(ابن سبأ)طرحها مؤرخ قديم كالطبري في تاريخه المعروف،و هو أول مصدر يتناول هذه الشخصية معتمدا على(سيف بن عمر)الذي أجمع علماء الجرح و التعديل على إسقاطه.

ثم يأتي بعد الطبري من يدوّن هذه المقولة،و تتحرك عبر الكتابات و البحوث و الدراسات كمسلّمة تاريخية لا تقبل المناقشة...ص.

ص: 722


1- تقدمت مصادر هذه النصوص.

و هكذا تجور الأقلام،و تتجنى على حقائق التاريخ مأسورة لتلك الموروثات الظالمة،التي أراد لها حكام في تاريخ المسلمين،و أرادت لها قوة معادية للإسلام أن تزرع في ذهنية الأجيال،و تجذّر في عواطف الناس لتشكّل حواجز تفصل الأمة عن روافدها الأصيلة.

و بين حنايا ذلك الركام من الكتابات التحريفية،تتنفس حالات من الصحوة تتمخض عن كاتب نزيه و باحث حر،و عالم منصف،و دارس موضوعي.

و نحاول أن نطرح بعض الأمثلة التي تعبّر عن حالة الأصالة القادرة على التصدي لكل الموروثات الفكرية و النفسية و المذهبية و السياسية و الإجتماعية و التاريخية و تؤكد المواقف الجريئة في التعبير عن الحقيقة:

(1)فتوى الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر:

«إن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الإثنا عشرية،مذهب يجوز التعبد به شرعا كسائر مذاهب أهل السنة.

فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك،و أن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة،فما كان دين اللّه،و ما كانت شريعته بتابعة لمذهب أو مقصورة على مذهب فالكل مجتهدون مقبولون عند اللّه تعالى يجوز لمن ليس أهلا للنظر و الإجتهاد تقليدهم و العمل بما يقررونه في فقههم و لا فرق في ذلك بين العبادات و المعاملات» (1).

(2)كلمة الدكتور حامد حفني داود(رئيس قسم الأدب العربي في

جامعة عين شمس):

«مضى ثلاثة عشر قرنا من حياة التاريخ الإسلامي كان(أنصاف العلماء)خلالها يصدرون أحكامهم على الشيعة مشبوبة بعواطفهم و أهوائهم،و كان هذا النهج السقيم

ص: 723


1- حسين الراضي:سبيل النجاة ص /111ط.بيروت.

سببا في إحداث هذه الفجوة الواسعة بين الفرق الإسلامية،و من ثم خسر العلم الشيء الكثير من معارف أعلام هذه الفرق.

و كانت خسارة العلم أعظم فيما يمس الشيعة و التشيع بسبب ما رماهم به مبغضوهم من نحل و ترهات و خرافات هم في الحقيقة براء منها...

و لو أن هؤلاء الأنصاف ترفعوا بأنفسهم عن التعصب و طبقوا-و هم يكتبون عنهم أو يأخذون منهم-مناهج البحث العلمي الصحيح و آثروا حكم العقل على حكم القلب،و قدموا الرأي على الهوى لجاءنا علم كثير عن الشيعة و لانتفعنا بالكثير من تراث هذا المذهب».

(و جاء في كلمته):

«و من هنا أستطيع أن أجلّي للقارئ المتدبر أنّ التشيبع ليس كما يزعمه المحرفون و السفيانيون من الباحثين مذهبا نقليا محضا أو قائما على الآثار الدينية المشحونة بالخرافات و الأوهام و الاسرائيليات أو مستمد في مبادئه من عبد اللّه بن سبأ و غيره من الشخصيات الخيالية في التاريخ.

بل التشيع في نظر منهجنا العلمي الحديث على عكس ما يزعمه الخصوم تماما، فهو المذهب الإسلامي الأول الذي عني كل العناية بالمنقول و المعقول جميعا،و لو لا ما امتاز به الشيعة من توفيق بين المعقول و المنقول لما لمسنا فيهم هذه الروح المتجددة في الإجتهاد و تطوير مسائلهم الفقهية مع الزمان و المكان بما لا يتنافى مع روح الشريعة الإسلامية الخالدة» (1).

(3)كلمة الأستاذ عبد الفتاح عبد المقصود:

«إنّ في عقيدتي أنّ الشيعة هم واجهة الإسلام الصحيحة،و مرآته الصافية،و من أراد أن ينظر إلى الإسلام عليه أن ينظر إليه من خلال عقائد الشيعة و من خلال

ص: 724


1- الرضوي:في سبيل الوحدة الإسلامية ص /75ط.القاهرة.

أعمالهم،و التاريخ خير شاهد على ما قدّمه الشيعة من الخدمات الكبيرة في ميادين الدفاع عن العقيدة الإسلامية.

و إنّ علماء الشيعة الأفاضل هم الذين لعبوا أدوارا لم يلعبها غيرهم في الميادين المختلفة فكافحوا و ناضلوا و قدّموا أكبر التضحيات من أجل إعلاء الإسلام و نشر تعاليمه القيمة و توعية الناس و سوقهم إلى القرآن» (1).

(4)كلمة الدكتور أبي الوفاء الغنيمي التفتازاني(مدرس الفلسفة

الإسلامية بكلية الآداب-جامعة القاهرة):

«وقع كثير من الباحثين سواء في الشرق أو الغرب قديما أو حديثا في أحكام كثيرة خاطئة عن الشيعة لا تستند إلى أدلة أو شواهد نقلية جديرة بالثقة،و تداول بعض الناس هذه الأحكام فيما بينهم دون أن يسألوا أنفسهم عن صحتها أو خطئها.

و كان من بين العوامل التي أدت إلى عدم إنصاف الشيعة من جانب أولئك الباحثين الجهل الناشئ عن عدم الإطلاع على المصادر الشيعية،و الاكتفاء بالإطلاع على مصادر خصومهم.

و مما لا شك فيه أنّ أيّ باحث يتصدى للبحث عن تاريخ الشيعة أو عقائدهم أو فقههم لا بد له من الاعتماد-أولا و قبل كل شيء-على تراث الشيعة أنفسهم في هذه المجالات،و هذا بالإضافة إلى ما ينبغي عليه من تحري الصدق في الروايات التاريخية التي يجدها في كتب خصوم الشيعة تحريا دقيقا،و ذلك للوصول إلى الحقيقة ذاتها، و إلى كل ما ينبغي عليه من التجرد عن كل هوى مذهبي سابق يؤثر عليه في إصدار أحكامه.

و كان من بين العوامل التي أدت إلى عدم إنصاف الشيعة أيضا أنّ الاستعمار الغربي أراد في عصرنا هذا أن يوسع هوّة الخلاف بين السنة و الشيعة،و بذلك تصاب

ص: 725


1- المصدر السابق نفسه ص 66،67.

الأمة الإسلامية بداء الفرقة و الانقسام،فأوحى إلى بعض المستشرقين من رجاله بتوخي هذا الفن باسم البحث الأكاديمي الحر.

و مما يؤسف له أشد الأسف أن بعض الباحثين من المسلمين في العصر الحاضر تابع أولئك المستشرقين في آرائهم دون أن يفطن إلى حقيقة مرامهم.

و الشيعة اسم كان يطلق قديما على كل من شايع عليا رضي اللّه عنه و قال بإمامته و ذريته من بعده،نصا و وصاية،و هو يطلق الآن على الاثني عشرية خاصة و الشيعة عموما يستندون في تشيعهم للإمام علي رضي اللّه عنه إلى شواهد من الكتاب و السنة» (1).

و في الختام نرجوا أن نكون قد وفقنا في محاولتنا لدراسة قضية التشيع في منطلقاتها و مساراتها و مرتكزاتها على ضوء ما توافر لدينا من قدرة متواضعة على فهم النصوص الإسلامية و التعاطي مع دلالاتها.

و آخر دعوانا أن الحمد للّه رب العالمين.

عبد اللّه الغريفي8.

ص: 726


1- المصدر السابق نفسه ص 107،108.

فهارس الكتاب

اشارة

فهرست الآيات القرآنية

فهرست أحاديث النبي صلى اللّه عليه و آله و سلم و أئمة أهل البيت عليهم السلام

مصادر الكتاب

محتويات الكتاب

ص: 727

ص: 728

فهرست

الآيات القرآنية

ص: 729

ص: 730

الآية الصفحة

حرف«الألف»

-ادعوني أستجب لكم...428

-أطيعوا اللّه و أطيعوا الرسول...100-199-210

-أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا...546

-أقم الصلاة لدلوك الشمس...678-679

-الذين إن مكناهم في الأرض...626

-الذين قال لهم الناس...101

-الذين يؤمنون بالغيب...548

-الرحمن على العرش استوى...380

-الله أعلم حيث يجعل...209

-ألم تر إلى الذين يزعمون...482

-النبي أولى بالمؤمنين...623

-إلهكم إله واحد...549

-اليوم أكملت لكم دينكم...120-121-122-123-454

-إن الله و ملائكته يصلون...67-268-271-306

-إن الذين آمنوا و عملوا...36-37-38-39

-إن الذين كفرو بآياتنا...382

-إنما تجزون ما كنتم تعملون...538

-إنما وليكم اللّه و رسوله...67-93-94-95-96-97-101 -130-310-314-320-326- 623

ص: 731

-إنما يريد الله ليذهب عنكم...200-201-202-203- 204-205-305-356- 357-358-362-513

-أو لم يروا أن الله الذي خلق السموات...548

حرف«الباء»

-بل هو آيات بينات...497

حرف«التاء»

-تلك الدار الآخرة نجعلها...547

حرف«الذال»

-ذلك بأنهم كرهوا ما انزل اللّه...348

حرف«الراء»

-ربي اشرح لي صدري...94

حرف«السين»

-سنشد عضدك بأخيك...94

حرف«الطاء»

-الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان 353

حرف«الفاء»

-فاسئلوا أهل الذكر...497

-فاغسلوا وجوهكم و أيديكم...656

-فإن طلقها فلا تحل له من بعد...353

-فبما رحمة من الله لنت لهم...48

-فلما بلغ معه السعي...382

ص: 732

-فما استمتعتم به منهن...687-688-689

-فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك...218-220-221-305- 306

-فمن شاء فليؤمن...537

-فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم...537

-في بيوت أذن الله أن ترفع...446

-فيها مصباح،المصباح في زجاجة...445

حرف«القاف»

-قد أفلح المؤمنون...537

-قل آمنا بالله و ما أنزل علينا...542

-قل لا أسألكم عليه أجرا...211-212-213-214 -312-326-587-588

-قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا...541

حرف«الكاف»

-كل امرئ بما كسب رهين...537

حرف«اللام»

-لا إكره في الدين قد تبين...612

-لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر...612

-لا يكلف الله نفسا إلا وسعها...535

-لتجزى كل نفس بما تسعى...538

-لمن شاء منكم أن يتقدم...537

-ليس البر أن تولوا وجوهكم...549

ص: 733

حرف«الميم»

-ما فرطنا في الكتاب من شيء...454

-ما كان محمد أبا أحد...542

-من أنصاري إلى الله...654

-من جاء بالحسنة...538

-من يعمل سوءا يجز به...537

حرف«النون»

-نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا...548

حرف«الواو»

-و أتيناه من كل شيء سببا...388

-و اشركه في أمري...94

-و الآخرة خير و أبقى...548

-و الذين استجابوا لربهم...63-48

-و الذين آمنوا بالله و رسله...542

-و الذين هم لفروجهم حافظون...690

-و الذين يقيمون الصلاة...549

-و الله خلقكم و ما تعملون...378

-و الله يعصمك من الناس...119

-و الكافرون هم الظالمون...537

-و أمرهم شورى بينهم...378

-و امسحوا برؤوسكم...656

-و إن الدار الآخرة لهي الحيوان...548

ص: 734

-و إن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم...549

-و إن الذين لا يؤمنون بالآخرة عن الصراط لناكبون 49...

-و انذر عشيرتك...137-139-140-141- 183-406

-و أيديكم إلى المرافق...655

-وجوه يومئذ ناضرة...380

-و ربك يخلق ما يشاء...49-456

-و عصى آدم ربه...380

-و ضرب لنا مثلا و نسي خلقه...548

-و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة...626

-و قرآن الفجر...679

-و قل جاء الحق...627

-و لا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم...654

-و لقد همت به و همّ...380

-و لله على الناس حج البيت...184

-و ما خلقت الجن و الانس...546

-و ما خلقنا السماوات و الأرض...546

-و ما كان لمؤمن و لا مؤمنة...49-316-456

-و ما يعلم تأويله إلا الله...496

-و ما ينطق عن الهوى...339

-و من الناس من يشرى...377

-و من الناس من يعجبك...377

ص: 735

-و وجدك ضالا...380

-و يبقى وجه ربك...379

-و يحمل عرش ربك...378

حرف«الياء»

-يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة...653

-يا أيها الذين آمنوا اذكروا...102

-يا أيها الذين آمنوا أطيعوا...67-99-100-130-199- 514

-يا أيها الرسول بلغ...107-116-119

-يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع...548

-يد الله فوق أيديهم...379

-اليوم أكملت لكم دينكم...454

ص: 736

فهرست

أحاديث النبي صلى اللّه عليه و آله

و أئمة أهل البيت عليهم السلام

ص: 737

ص: 738

الحديث\قائلة\رقم الصفحة

حرف«الألف»

-أئتوني أكتب لكم كتابا...\رسول اللّه\45

-أئتوني بكتف أكتب لكم كتابا...\رسول اللّه\44

-أئتوني بدواة و كتف...\رسول اللّه\344

-أئتوني بكتاب أكتب لكم...\رسول اللّه\499

-الأئمة اثنا عشر...\الإمام الصادق\66

-الأئمة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله اثنا عشر\الإمام الباقر\65

-الأئمة بعدي اثنا عشر أولهم علي...\رسول اللّه\166-178

-الأئمة بعدي اثنا عشر تسعة من صلب الحسين...\رسول اللّه\166-314

-الأئمة من بعدي اثنا عشر...\رسول اللّه\572-722

-الأئمة من بعدي بعدد نقباء بني اسرائيل...\رسول اللّه\168

-الأئمة من ولدي،فمن أطاعهم فقد أطاع اللّه...\رسول اللّه\165-311

-أبشركم بالمهدي يبعث...\رسول اللّه\630

-أبشروا بالمهدي فإنه...\رسول اللّه\627

-أبرأ ممن قال إنا أنبياء...\الإمام الصادق\423

-أتاني جبرائيل فأخبرني...\رسول اللّه\672-674

-أتاني جبرائيل و عليه قباء أسود...\رسول اللّه\400

-أتعلم إن للأرض تحتا و فوقا...\الإمام الصادق\421

ص: 739

-أتعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم...\رسول اللّه\128

-اثنا عشر عدد نقباء...\رسول اللّه\559

-اثنا عشر كعدّة نقباء بني اسرائيل...\رسول اللّه\150

-اجعل في آخر أذانك حي على خير العمل...\رسول اللّه\351

-أحبوا اللّه لما يغذيكم به...\رسول اللّه\255

-أحبوا اللّه لما يغذوكم من نعمته...\رسول اللّه\255-256-595

-أحبوا اللّه لما يغذوكم به من نعمة...\رسول اللّه\256-585-591

-أحلها اللّه في كتابه و على سنة نبيه...\الإمام الباقر\687

-أخبرني جبرائيل...\رسول اللّه\671-673

-أدبوا أولادكم على ثلاث خصال...\رسول اللّه\595

-أدنى ما يثاب به زائر الحسين...\الإمام الكاظم\469

-إذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء...\رسول اللّه\242

-إذا زالت الشمس دخل الوقتان...\الإمام الباقر\684

-إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الصلاتين...\الإمام الصادق\684

-إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر حتى...\الإمام الصادق\684

-إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر و العصر...\الإمام الصادق\684

-إذا غابت الشمس فقد حل...\الإمام الصادق\684

-إذا غابت الشمس فقد دخل وقت المغرب...\الإمام الصادق\685

ص: 740

-إذا سجدت فمكن...\رسول اللّه\663

-إذا قام القائم المهدي...\الإمام الصادق\626-627

-إذا ورد عليكم حديث...\الإمام الصادق\506

-إذا ورد عليكم حديثان مختلفان...\الإمام الصادق\507

-أرسلوا بعث أسامة...\رسول اللّه\43

-الأرض لك مسجدا...\رسول اللّه\663

-أشهد أنك قد أقمت الصلاة...\الإمام الحجة\444

-أصحابي كالنجوم...\رسول اللّه\336

-أطيعوا اللّه و اطيعوا الرسول نزلت في علي...\الإمام الصادق\199

-أفضل الراسخين في العلم رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله...\الإمام الباقر\381

-أكتب إلى عبد اللّه أحمد بن حنبل...\رسول اللّه\398

-اكتبوا فإنكم لا تحفظون...\الإمام الصادق\509

-اكتب فو الذي نفسي بيده...\رسول اللّه\500

-اكتب ما أملي عليك...\رسول اللّه\503-508

-اكتب و بث علمك...\الإمام الصادق\509

-أكثروا الاستغفار...\الإمام علي\638

-أكثروا من ذكر هادم...\رسول اللّه\529

-ألا أحكي لكم وضوء رسول اللّه...\الإمام الباقر\652-658-659

-ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تهلكوا...\رسول اللّه\167

-ألا إن الإسلام لا يزال عزيزا إلى...\رسول اللّه\151-557

ص: 741

-ألا إن مثل أهل بيتي فيكم...\رسول اللّه\235

-ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى...\رسول اللّه\255-226

-إلى هذا فإنه مع الحق...\رسول اللّه\560

-ألا و من مات على حب آل محمد...\رسول اللّه\589

-الزموا مودتنا أهل البيت...\رسول اللّه\257-592

-ألست أولى بالمؤمنين...\رسول اللّه\105-122-125- 127-317

-ألست أولى بكم من أنفسكم...\رسول اللّه\67-105-145- 601-623

-ألستم تشهدون أن لا إله إلا اللّه...\رسول اللّه\114

-ألستم تعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم...\رسول اللّه\103-113

-ألستم تعلمون أني أولى بكل مؤمن من نفسه...\رسول اللّه\103-114-126

-ألست ولي المؤمنين...\رسول اللّه\120

-اللّه أكبر على إكمال الدين و إتمام النعمة و رضى الرب...\رسول اللّه\120-121-122- 123

-اللّه اللّه في أهل بيتي...\رسول اللّه\193

-اللهم أدر الحق معه حيث دار...\رسول اللّه\264

-اللهم إن أخي موسى سألك فقال«رب اشرح لي صدري»...\رسول اللّه\94

ص: 742

-اللهم إن من زعم أن لنا...\الإمام الرضا\423

-اللهم من آمن بي و صدقني فليتول عليا...\رسول اللّه\163

-اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه...\رسول اللّه\107

-اللهم هؤلاء،أهل بيتي.فاذهب عنهم الرجس...\رسول اللّه\201-204-357

-اللهم هؤلاء أهلي...\رسول اللّه\218-219-220- 306

-اللهم وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره...\رسول اللّه\112-121-125- 317

-ألم تسمع قول اللّه...\رسول اللّه\38

-إلهي ألبستني الخطايا...\الإمام زين العابدين\432

-إلهي لو قرنتني بالأصفاد...\الإمام زين العابدين\431

-أما أنت يا علي فمني...\رسول اللّه\132

-أما بعد ألا أيها الناس،فإنما أنا بشر...\رسول اللّه\145

-أما بعد فأنسبوني فانظروا من أنا...\الإمام الحسين\185

-أما بعد فإني أمرت بسد هذه الأبواب...\رسول اللّه\303

-أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون...\رسول اللّه\221-224-227- 228-231

-أما ترضى يا علي أن أكون أخاك...\رسول اللّه\243

-الإمام أمين في خلقه...\الإمام الرضا\455

-أنا أخو رسول اللّه...\الإمام علي\184-243-245

-إنا أهل البيت أكرمنا اللّه بالإسلام...\الإمام الحسن\129

ص: 743

-أنا أولى بالمؤمنين منهم...\رسول اللّه\576

-أنا خاتم الأنبياء...\رسول اللّه\176-177

-أنا دار الحكمة و علي بابها...\رسول اللّه\259-261

-أنا دار العلم و علي بابها...\رسول اللّه\260

-أنا سيد النبيين و علي سيد الوصيين...\رسول اللّه\176-178-559

-ان أصحاب المقاييس...\الإمام الصادق\490

-إن أعوان الظلمة يوم القيامة...\الإمام الصادق\483

-أنا عبد اللّه،و أخو رسول اللّه...\الإمام علي\243-245

-أنا فرطكم على الحوض أنا قسيم النار...\رسول اللّه\41-42-331

-ان الإمامة هي منزلة الأنبياء...\الإمام الرضا\455

-ان الإمامة هي خلافة...\الإمام الرضا\455

-ان الأئمة بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله...\الإمام الباقر\65

-ان البكاء و الجزع مكروه...\الإمام الصادق\474

-ان التقية جنة المؤمن...\أئمة أهل البيت\435

-ان الدليل على ذلك...\الإمام الصادق\66

-ان الحسن بن علي كان أعبد...\الإمام الصادق\443

-ان السنة لا تقاس...\الإمام الصادق\490

-ان السجود على تربة أبي عبد اللّه عليه السلام...\الإمام الصادق\675

-ان اللّه ائتمن على وحيه...\رسول اللّه\410

-ان اللّه أوحى إليّ في علي ثلاث...\رسول اللّه\155-156-175

-ان اللّه حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي...\رسول اللّه\277

ص: 744

-ان اللّه جعل الأرض مسجدا...\رسول اللّه\663

-ان اللّه عز و جل أرسل محمدا صلى اللّه عليه و آله...\الإمام الباقر\66

-ان اللّه عز و جل لم يقبض نبيه صلى اللّه عليه و آله...\الإمام الرضا\454

-ان اللّه علم رسول اللّه القرآن...\الإمام الصادق\504

-ان اللّه علم رسوله الحلال...\الإمام الصادق\504

-ان اللّه علم نبيه التنزيل...\الإمام الصادق\381

-ان اللّه لم يطع بإكراه...\الإمام الرضا\425

-ان اللّه و رسوله ولي المؤمنين...\رسول اللّه\125

-انا للّه و إنا إليه راجعون...\الإمام الكاظم\488

-ان المذيع لنا سرا...\الإمام الصادق\479

-ان المذيع ليس كقاتلنا...\أئمة أهل البيت\436-479

-ان الناس في القدر ثلاث...\الإمام الصادق\425

-انا لو كنا نفتي الناس برأينا...\الإمام الصادق\505

-أنا مدينة العلم و علي بابها...\رسول اللّه\158-159-259- 260-261-301- 312-314-502

-إن أوصيائي بعدي اثنا عشر...\رسول اللّه\573

-أنا يا رسول اللّه...\الإمام علي\139

-أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك...\الإمام علي\137-141

-أنت أخي في الدنيا و الآخرة...\رسول اللّه\242-243

ص: 745

-أنت أخي و وارثي...\رسول اللّه\188-189

-أنت أخي و وزيري...\رسول اللّه\139

-أنت إلى خير إنك من أزواج النبي...\رسول اللّه\363

-أنت تبين لأمتي...\رسول اللّه\314-502

-أن تحفظوا قرابتي...\رسول اللّه\214

-أنت على مكانك و أنت على خير...\رسول اللّه\357-363

-أنت من أزواج النبي...\رسول اللّه\363

-أنت مني بمنزلة هارون من موسى...\رسول اللّه\129-224-225- 226-245-295- 307-314

-أنت مني و أنا منك...\رسول اللّه\236

-انتهيت ليله أسري بي...\رسول اللّه\156

-أنت وارث علمي...\رسول اللّه\194

-أنت و شيعتك يوم القيامة...\رسول اللّه\37

-أنت ولي كل مؤمن بعدي...\رسول اللّه\131-132-300- 310-320

-أنت يا علي و شيعتك...\رسول اللّه\39

-إن خلفائي و أوصيائي...\رسول اللّه\177-628

-إن رسول اللّه جمع بين الظهر...\الإمام الصادق\681

-أنسيتم قول رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله...\السيدة فاطمة\129-450

-أنشد اللّه رجلا سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله...\الإمام علي\123-124-125

ص: 746

-أنشدكم اللّه أتعلمون أن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله...\الإمام الحسين\130-451

-أنشدكم اللّه هل تعلمون...\الإمام علي\100

-انظر في قياسك إن كنت...\الإمام الصادق\491

-انظروا أمرنا...\الإمام الباقر\507

-إن عليا مني و أنا منه...\رسول اللّه\131-132-236- 273-722

-إن عليا وصيي و من ولده...\رسول اللّه\628

-إن على كل حق حقيقة...\الإمام الصادق\506

-إن عندنا لصحيفة...\الإمام الصادق\508

-أفضل الراسخين في العلم رسول اللّه...\الإمام الباقر\381

-إن في أمتي رجلا اسمه النعمان...\رسول اللّه\396

-إنك إذا لم تطع اللّه...\الإمام الصادق\700

-إن كتاب سليم بن قيس...\الإمام علي\510

-إنك سيد المسلمين...\رسول اللّه\156

-إنك على خير...\رسول اللّه\363

-أنك مقتول فأحد الضراب...\الإمام الكاظم\488

-إنما ادخرتك لنفسي...\رسول اللّه\244

-إنما شيعة علي من عف بطنه و فرجه...\الإمام الصادق\640

-إنما مثل أهل بيتي فيكم...\رسول اللّه\233

-إنما مثلي و مثل أهل بيتي...\رسول اللّه\235

-إن مثل أهل بيتي فيكم...\رسول اللّه\234-235

-إن من تجاوز بأمير المؤمنين...\الإمام الرضا\423

ص: 747

-إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن...\رسول اللّه\302

-إنها رؤية حق...\رسول اللّه\335

-إن هذا أخي و وصيي و خليفتي...\رسول اللّه\137-138-141- 170-311-314- 407-722

-إن هذا أخي و كذا و كذا...\رسول اللّه\408

-إن هذا الأمر لا ينقضي...\رسول اللّه\544

-إنها لا تتم صلاة لأحد...\رسول اللّه\660

-انه أولكم إيمانا معي...\رسول اللّه\38

-انه كان من علماء آل محمد...\الإمام الرضا\487

-إن وصيي علي بن أبي طالب...\رسول اللّه\574

-أني أوشك أن أدعى فأجيب...\رسول اللّه\114-644

-أني تارك فيكم الثقلين...\رسول اللّه\306-311-314- 326-328-495- 515-572-573- 601

-إني تارك فيكم خليفتين...\رسول اللّه\143-311-314

-إني تارك ما إن تمسكتم به...\رسول اللّه\143

-إني جئتكم بخير الدنيا...\رسول اللّه\407

-إني خلفت فيكم اثنين...\رسول اللّه\146

-إني رسول اللّه و لست أعصيه...\رسول اللّه\345

-إني على الحوض حتى أنظر...\رسول اللّه\41

ص: 748

-إني لأحدث الرجل منكم...\الإمام الصادق\479

-إني لأكره للرجل المسلم...\الإمام الصادق\700

-إني مخلف فيكم الثقلين...\رسول اللّه\294-722

-أهل الشام سيف من سيوف اللّه...\رسول اللّه\391

-أهل بيتي أمان لأمتي...\رسول اللّه\311-314

-أوحي في علي ثلاث...\رسول اللّه\155-157

-أوصيائي الاثنا عشر...\رسول اللّه\575

-أوصيكم بذكر الموت...\الإمام علي\529

-أوصيكم بكتاب اللّه و أهل بيتي...\رسول اللّه\199

-أوصي من آمن باللّه و صدقني بولاية علي...\رسول اللّه\161

-أوصي من آمن بي...\رسول اللّه\162-163-314- 592

-أول هذا الأمر نبوة و رحمة...\رسول اللّه\390

-أيا بن أبي طالب أما ترضى أن تنزل مني...\رسول اللّه\228

-إياكم أن يحاكم بعضكم بعضا...\الإمام الصادق\481

-ايتوني بالكتف و الدواة...\رسول اللّه\44-45

-ايتوني بكتاب أكتب لكم...\رسول اللّه\43-46-499

-أيكم يؤازرني على أمري هذا على أن يكون...\رسول اللّه\141

-أيكم يبايعني و يؤزارني يكون أخي و وصيي...\رسول اللّه\142

ص: 749

-أيلعب بكتاب اللّه و أنا بين أظهركم...\رسول اللّه\355

-أيما رجل و امرأة توفقا فعشرة ما بينهما...\رسول اللّه\700

-أيما مؤمن دمعت عيناه...\الإمام زين العابدين\474

-أيما مؤمن قدم مؤمنا في خصومه...\الإمام الصادق\282

-أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا...\الإمام علي\496

-أيها الناس أتعلمون أن اللّه مولاي و أنا...\الإمام علي\449

-أيها الناس إن اللّه أحل لكم...\رسول اللّه\700

-أيها الناس إني فرطكم،و إنكم واردون عليّ الحوض...\رسول اللّه\145

-أيها الناس إني قد بثثت لكم...\الإمام علي\185

-أيها الناس ما جاءكم عنّي...\رسول اللّه\506

-أيها الناس من عرفني فقد عرفني...\الإمام الحسن\185

-أيها الناس من وليكم...\رسول اللّه\105

حرف«الباء»

-بعدي اثنا عشر خليفة...\رسول اللّه\557

-بلى،أفأخبرتك أنا نأتيه العام...\رسول اللّه\346

-بل كل شيء نقوله في كتاب اللّه و سنة نبيه...\الإمام علي الهادي\505

حرف«التاء»

-تحل الفروج بثلاث...\الإمام الصادق\699

ص: 750

-تحليل المتعتين الذي...\الإمام الرضا\688

-تركت فيكم أمرين...\رسول اللّه\329

-التقية ديني و دين آبائي...\أئمة أهل البيت\435

-تكون تسعة أئمة بعد الحسين...\الإمام الباقر\66

حرف«الثاء»

-ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء...\الإمام الباقر\631

حرف«الجيم»

-جعلت لنا الأرض كلها مسجدا...\رسول اللّه\662

-جعلت لي الأرض مسجدا...\رسول اللّه\662

-جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بني عبد المطلب...\الإمام علي\139-140-141- 191

-جهزوا جيش أسامة...\رسول اللّه\43

حرف«الحاء»

-حبيبك حبيبي و حبيبي حبيب اللّه...\رسول اللّه\599

-حتى لا تبقى قرية إلا و نودي فيها...\الإمام علي\626

-حديثي حديث أبي و حديث أبي...\الإمام الصادق\504

-حسين مني و أنا من حسين...\رسول اللّه\595

-الحق مع ذا،الحق مع ذا...\رسول اللّه\264

-الحمد لله الذي لا يبلغ مدحته القائلون...\الإمام علي\424

ص: 751

حرف«الخاء»

-الخلافة في ولد عمي...\رسول اللّه\391

-الخلفاء بعدي اثنا عشر...\رسول اللّه\314-573

-الخلفاء من بعدي إثنا عشر...\رسول اللّه\311

-خلقني اللّه من نوره...\رسول اللّه\394

-خيرا رأيت،تلد فاطمة غلاما...\رسول اللّه\673

حرف«الدال»

-الدعاء مخ العبادة...\رسول اللّه\428

-الدعاء يرد القضاء المبرم...\الإمام علي\428

-دعا أبي بالخمرة فأبطأت عليه...\الإمام الصادق\667

-دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه...\رسول اللّه\44-45

حرف«الذال»

-ذروني فالذي أنا فيه خير...\رسول اللّه\44

حرف«الراء»

-الراسخون في العلم أمير المؤمنين و...\الإمام الصادق\496

-رحم اللّه عليا...\رسول اللّه\263-264-266

-رحم اللّه قوما...\أئمة أهل البيت\435

-رحمة اللّه ما كان أذيه...\الإمام الرضا\69

ص: 752

حرف«الزاء»

-زوروا القبور...\رسول اللّه\527-528-530

-زوروها فإنها تزهد...\رسول اللّه\530

حرف«السين»

-سألت اللّه فيك...\رسول اللّه\133

-سبحان اللّه أما تقرأ كتاب اللّه...\الإمام الصادق\688

-السجود على طين قبر الحسين...\الإمام الصادق\675

-السجود على كل ما أنبتت الأرض...\الإمام الصادق\667

-السجود لا يجوز إلا على الأرض...\الإمام الصادق\667

-سدوا هذه الأبواب...\رسول اللّه\303

-السلام عليكم دار قوم مؤمنين...\رسول اللّه\529

-سيأتي من بعدي رجل...\رسول اللّه\395

حرف«الشين»

-شيعتنا هم العارفون باللّه...\الإمام علي\638

-شيعتي و اللّه الحلماء العلماء...\الإمام علي\636

حرف«الصاد»

-صلى رسول اللّه بالناس...\الإمام الصادق\681

-صلى رسول اللّه الظهر و العصر...\الإمام الباقر\681

ص: 753

حرف«الضاد»

-ضل علم ابن شبرمة...\الإمام الصادق\509

حرف«العين»

-عدوك عدوي...\رسول اللّه\599

-العلماء أمناء الرسل...\رسول اللّه\624

-العلماء ورثة الأنبياء...\رسول اللّه\624

-علي أخي و وزيري،و وارثي،و وصيي...\رسول اللّه\192

-علي بن أبي طالب أخي و وصيي...\رسول اللّه\194

-علي أقدمهم سلما و أكثرهم علما...\رسول اللّه\152

-علي إمام البررة،و قاتل الفجرة...\رسول اللّه\159

-علي أمير البررة،و قاتل الفجرة...\رسول اللّه\160

-علي أولى الناس بكم بعدي...\رسول اللّه\134

-علي باب علمي...\رسول اللّه\314-502

-علي قائد البررة،و قاتل الكفرة...\رسول اللّه\159

-عليكم بالشام فإنها خيرة اللّه...\رسول اللّه\391

-عليكم بسنتي و سنة الخلفاء...\رسول اللّه\336

-علي مع الحق...\رسول اللّه\263-264-265- 312-314

-علي مع القرآن...\رسول اللّه\266-267-268- 304-311-314

-علي مني و أنا من علي...\رسول اللّه\236-237-301

ص: 754

-علي مني و أنا منه...\رسول اللّه\237

-علي و شيعته هم الفائزون يوم القيامة...\رسول اللّه\36

-علي وصيي و وراثي...\رسول اللّه\194

-علي و فاطمة و ولداهما...\رسول اللّه\211-212-213- 588

-علي ولي كل مؤمن بعدي...\رسول اللّه\131

-علي وليكم بعدي...\رسول اللّه\134-310

-عهد إليّ النبي أنه..لا يحبني(لا يحبك)إلا مؤمن...\الإمام علي\248-250

حرف«الغين»

-الغلاة كفار و المفوضة مشركون...\الإمام الرضا\423

حرف«الفاء»

-فأما من قال في القرآن برأيه...\رسول اللّه\383-492

-فأمر اللّه عز و جل نبيه صلى اللّه عليه و آله أن يعلمهم...\الإمام علي\449

-فإنما تلك طلقة واحدة...\رسول اللّه\355

-فإن وصيي و وارثي...\رسول اللّه\171-172-173

-فإن وصيي و موضع سري...\رسول اللّه\172

-فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله...\الإمام علي\125-448

ص: 755

-فإنك آتيه و مطوف به...\رسول اللّه\346

-فإني سائلكم عن اثنين:عن القرآن و عترتي...\رسول اللّه\145-602

-فأوحى اللّه إلي في علي بثلاث خلال...\رسول اللّه\156

-فأيكم يؤازرني على هذا الأمر،على أن يكون أخي...\رسول اللّه\137-138-408

-فأيكم يبايعني على أن يكون أخي و صاحبي و وارثي...\رسول اللّه\243

-فحدثني أن الحسين يقتل...\رسول اللّه\672

-فالرسول أفضل الراسخين...\الإمام الصادق\496

-فزوروا القبور...\رسول اللّه\528

-فعليكم بسنتي و سنة الخلفاء الراشدين...\رسول اللّه\330

-ففرض اللّه الإيمان تطهيرا لكم...\السيدة فاطمة\64

-فلا تعجلوا فو اللّه...\الإمام الصادق\479

-فلا تقدموهما فتهلكوا...\رسول اللّه\602

-فلو أن رجلا صفن...\رسول اللّه\591-593

-فمن الذي يبلغ معرفة...\الإمام الرضا\455

-فمن كنت مولاه فعلي مولاه...\رسول اللّه\66-101-125- 126-130-451

-فمن وليكم...\رسول اللّه\114

-فمن يجيبني إلى هذا الأمر و يؤازرني...\رسول اللّه\139

-فنحن حجج اللّه في عباده...\الإمام الصادق\504

ص: 756

-فيبعث اللّه رجلا من عترتي...\رسول اللّه\627

-في كل خلف من أمتي عدول...\رسول اللّه\601

-فينا آل حم آية لا يحفظ مودتنا إلا مؤمن...\الإمام علي\213

-فيها كل ما يحتاج إليه الناس...\الإمام الصادق\508

حرف«القاف»

-قد أتاكم أخي...\رسول اللّه\37-38

-قد أذن لكم أن تستمتعوا فاستمتعوا...\رسول اللّه\700

-قد علمت أنك لا تردها...\الإمام الصادق\480

-قد فعل ذلك رسول اللّه أراد التخفيف على أمته...\الإمام الصادق\682

-قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور...\رسول اللّه\528

-القرآن إمام هدى و له قائد يهدي إليه...\رسول اللّه\194

-القلب يتكل على الكتابة...\الإمام الصادق\509

-قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب...\رسول اللّه\245

-قولوا اللهم اجعل صلواتك...\رسول اللّه\270

-قولوا اللهم صل على محمد و على آل محمد...\رسول اللّه\269-270-271- 272-306

-قوموا عني و لا ينبغي...\رسول اللّه\43-345-499

-قوموا فأصلي معكم...\رسول اللّه\664

ص: 757

حرف«الكاف»

-كاد معاوية أن يبعث نبيا...\رسول اللّه\410

-كان علي يرى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله...\الإمام الصادق\186

-كأني قد دعيت فأجبت إنّي قد تركت فيكم الثقلين...\رسول اللّه\104-114-144

-كذب من زعم أنه يحبني...\رسول اللّه\250

-كل شيء نقول به في كتاب اللّه...\الإمام الصادق\340

-كل شيء مردود إلى الكتاب و السنة...\الإمام الصادق\506

-كلهم من بني هاشم...\رسول اللّه\557

-كلهم من قريش...\رسول اللّه\149-150-151- 553-554-555- 557-558-560

-كنت إذا سألت رسول اللّه...\الإمام علي\503

-كنت أرى أن باطن القدمين...\الإمام علي\660

-كونوا لنا دعاة صامتين...\أئمة أهل البيت\435

حرف«اللام»

-لا تتجاوزا بنا العبودية...\الإمام علي\422

-لا تزول قدما عبد يوم القيامة...\رسول اللّه\590

-لا تسجد عليه،و إن قمت عليه و سجدت على الأرض فلا بأس...\الإمام الصادق\667

ص: 758

-لا تصلوا علي الصلاة البتراء...\رسول اللّه\270

-لا تعنهم على بناء مسجد...\الإمام الصادق\483

-لا تقاعدوهم،و لا تصادقوهم...\الإمام الرضا\423

-لا تقس فإن أول من قاس ابليس...\الإمام الصادق\491

-لا تقع في علي...\رسول اللّه\134-237

-لا تقل هذا فهو أولى...\رسول اللّه\135

-لا تقولوا خرج زيد...\الإمام الصادق\486

-لا تكتبوا عني...\رسول اللّه\499

-لا جبر و لا تفويض...\الإمام الصادق\425-536

-لا سبق إلا في حافر...\رسول اللّه\399

-لا و لكن خاصف النعل،يعني عليا...\رسول اللّه\303

-لا يحب عليا منافق...\رسول اللّه\254-255-594- 600

-لا يحبك إلا مؤمن و لا يبغضك إلا منافق...\رسول اللّه\249-600

-لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن...\رسول اللّه\600

-لا يحبني إلا مؤمن...\الإمام علي\248-249-307- 600

-لا يدخل قلب امرئ...\رسول اللّه\214-215-591

لا يزال أمر أمتي صالحا...\رسول اللّه\151-557

-لا يزال أمر هذه الأمة ظاهرا...\رسول اللّه\557

-لا يزال الدين قائما...\رسول اللّه\556

-لا يزال أهل هذا الدين...\رسول اللّه\558

ص: 759

-لا يزال الإسلام عزيزا...\رسول اللّه\555

-لا يزال هذا الدين ظاهرا...\رسول اللّه\554

-لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا...\رسول اللّه\149-555-558

-لا يزال هذا الدين عزيزا إلى...\رسول اللّه\150

-لا يزال هذا الأمر...\رسول اللّه\555-559

-لا يقاس بآل محمد...\الإمام علي\184

-لا يكون ملك إلا للإسلام...\رسول اللّه\621

-لا و لا على الثوب...\الإمام الباقر\667

-لا و لا مدة قلم...\الإمام الباقر\483

-لا و لكن أردت أن أوسع على أمتي...\رسول اللّه\681

-لا و لو لا ما نهى عنها عمر...\الإمام الصادق\688

-لا يؤمن عبد حتى أكون...\رسول اللّه\215-595

-لست أخاف عليك...\رسول اللّه\503

-لعن اللّه الغلاة...\الإمام الرضا\423

-لقد دخل علي البيت ملك...\رسول اللّه\671

-لقد عهد إليّ النبي أنه لا يحبني إلا مؤمن...\الإمام علي\248

-لكل نبي وصي...\رسول اللّه\173-174-187

-لم يجيء تأويل هذه الآية...\الإمام الباقر\626

-لو أنا حدثنا برأينا ضللنا...\الإمام الباقر\505

-لو ضربت خيشوم المؤمن...\الإمام علي\248

-لو علم اللّه أن في الأرض...\رسول اللّه\223

-لو لا أن عمر نهى...\الإمام علي\697-703

ص: 760

-لو لا أني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله...\الإمام علي\661

-لو لا أني خاتم الأنبياء...\رسول اللّه\186

-لو لا ما سبقني به عمر...\الإمام علي\699

-ليس في الجنة شجرة إلا على...\رسول اللّه\392

-ليس من شيعتنا من وافقنا بلسانه و خالفنا في أعمالنا...\الإمام الصادق\640

-ليردنّ على الحوض رجال...\رسول اللّه\42

-ليقتد بالأئمة من بعدي...\رسول اللّه\311

-ليلة أسري بي...\رسول اللّه\155

حرف«الميم»

-ما أجبتك فيه من شيء...\الإمام الصادق\505

-ما أعلم أحدا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم...\رسول اللّه\139

-ما أنا و أبو سلمة...\الإمام الصادق\463

-ما أنت من رجالي...\الإمام الصادق\463

-ما بال أقوام يتحدثون...\رسول اللّه\595

-مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح...\رسول اللّه\233-234-235- 722

-ما جاءك عنا فقس...\الإمام الرضا\507

-ما كان من أمر دنياكم فأنتم أعلم...\رسول اللّه\334

ص: 761

-ما لكم و القياس...\الإمام الكاظم\492

-ما لم يوافق من الحديث القرآن...\الإمام الصادق\506

-ما نزلت آية على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله...\الإمام علي\495

-المتعة نزل بها القرآن...\الإمام الصادق\687

-مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح...\رسول اللّه\233-234-235- 311-314-573- 601

-مجاري الأمور و الأحكام بيد العلماء...\أئمة أهل البيت\624

-محض الإسلام شهادة أن لا إله إلا اللّه...\الإمام الرضا\688

-المدعو له بالولاية...\الإمام الصادق\451

-المذيع علينا سرنا...\أئمة أهل البيت\435-479

-المذيع لنا سرا...\الإمام الصادق\479

-مرحبا بسيد المسلمين و إمام المتقين...\رسول اللّه\163-164-165

-مروا شيعتنا بزيارة قبر الحسين...\الإمام الباقر\469

-معاشر أصحابي إن مثل أهل بيتي فيكم...\رسول اللّه\133

-مكانك فإنك إلى خير...\رسول اللّه\364

-من أبغض عليا فقد أبغضني...\رسول اللّه\134-253

-من أبغض أهل البيت فهو منافق...\رسول اللّه\600

-من أبغضنا أهل البيت...\رسول اللّه\592

-من أحب أن يتمسك بديني...\رسول اللّه\152-178

-من أحب أن يحيا حياتي و يموت موتي...\رسول اللّه\162-178

ص: 762

-من أحب عليا فقد أحبني...\رسول اللّه\251-252-254- 302-312-588- 590-593-599

-من أحبنا فليعمل بعملنا...\الإمام علي\637

-من أحبني فليحب عليا...\رسول اللّه\252

-من أحبني و أحب هذين...\رسول اللّه\590-594

-من آذاني في عترتي...\رسول اللّه\276-277

-من آذى عليا فقد فارقني(فقد آذاني)...\رسول اللّه\277

-من أعطاك هذا الخاتم...\رسول اللّه\95

-من أراد محبتي و سنتي فعليه...\رسول اللّه\397

-من أطاعني فقد أطاع اللّه...\رسول اللّه\302-310

-من أطاع عليا فقد أطاعني...\رسول اللّه\312-314

-من أفتى الناس برأيه...\الإمام الصادق\490

-من تحاكم إليهم في حق أو باطل...\الإمام الصادق\482

-من تذكر مصيبتنا...\الإمام الرضا\474

-من تولاه فقد تولاني...\رسول اللّه\599

-من زعم أن اللّه يفعل...\الإمام الرضا\425

-من سب عليا فقد سبني...\رسول اللّه\277

-من سره أن يحيا حياتي و يموت مماتي...\رسول اللّه\161

-من سره أن يكون على موائد النور...\الإمام الصادق\469

-من يقض عني ديني و يضمن مواعيدي و يكون معي في الجنة...\رسول اللّه\141

ص: 763

-من فارق عليا فقد فارقني...\رسول اللّه\238-312

-من فسر القرآن برأيه...\الإمام الصادق\492

-من فسر القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار...\رسول اللّه\383

-من قاس شيئا من الدين برأيه...\رسول اللّه\491

-من كان اللّه و رسوله وليه فهذا وليه...\رسول اللّه\105

-من كان تزوج امرأة إلى أجل...\رسول اللّه\693

-من كذب علي متعمدا...\رسول اللّه\401

-من كنت مولاه فعلي مولاه...\رسول اللّه\95-103-104- 106-107-108- 111-117-118- 121-122-124- 125-126-127- 128-129-130- 144-300-310- 321-449-450

-من كنت مولاه فهذا علي مولاه...\رسول اللّه\300-310-314- 317-326-623- 722

-من كنت وليه فهذا علي وليه...\رسول اللّه\320

-من مات على حب آل محمد...\رسول اللّه\588

-منها صلاتان أول وقتهما...\الإمام الصادق\679

ص: 764

-من يؤاخيني و يؤازرني و يكون وليي و وصيي...\رسول اللّه\141

-من يقوى على عبادة علي...\الإمام الباقر\141

-المهدي الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا...\رسول اللّه\628

-المهدي من ولدي تكون له غيبة...\رسول اللّه\627

-مه،ما أجبتك فيه من لا شيئ فهو عن رسول اللّه...\الإمام الصادق\505

حرف«النون»

-الناطق بالقرآن العالم بالأحكام أخو نبي اللّه...\الإمام الصادق\130

-نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف...\رسول اللّه\114

-النجوم أمان لأهل السماء...\رسول اللّه\239-240-241- 331-601

-النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق و أهل بيتي...\رسول اللّه\240-241-601

-نحن اثنا عشر إماما...\الإمام الباقر\65

-نحن اثنا عشر مهديا...\الإمام الصادق\66

-نحن الراسخون في العلم...\الإمام الصادق\381-486

-نحن أهل الذكر...\الإمام الرضا\497

-نحن حجج اللّه...\الإمام الصادق\504

ص: 765

-نحن خزان علم اللّه...\الإمام الباقر\504

-نزلت في القرآن...\الإمام الباقر\687

-نعم هم الذين قال اللّه: أَطِيعُوا اللّهَ ...الآية\الإمام الصادق\100

-نهى أن يسجد المصلي...\رسول اللّه\663

-نهيتكم عن زيارة\رسول اللّه\528

حرف«الهاء»

هذا إمام البررة و قاتل الفجرة...\رسول اللّه\158

-هذا إمامكم بعدي...\رسول اللّه\167

-هذا أمير البررة و قاتل الفجرة...\رسول اللّه\158-159-160

-هذا أخي و وصيي و وزيري و وارثي...\رسول اللّه\153-193

-هذا علي مع القرآن،و القرآن مع علي...\رسول اللّه\146

-هذا وليكم بعدي...\رسول اللّه\133

-هذان ابناي و ابنا ابنتي...\رسول اللّه\595

-هذا ناصرنا بقلبه و لسانه...\الإمام الصادق\69

-هذان سيدا كهول أهل الجنة...\رسول اللّه\593

-هذه لآل محمد:المهدي و أصحابه...\الإمام الباقر\626

-هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده...\رسول اللّه\44-46

-هل يعرفون قدر الإمامة...\الإمام الرضا\454

-هم الأئمة...\الإمام الصادق\497

-هم أنت و شيعتك تأتي أنت و شيعتك يوم القيامة...\رسول اللّه\36-37

ص: 766

-هؤلاء أهل بيتي...\رسول اللّه\202-203-358

-هؤلاء أهل بيتي اللهم أهل بيتي أحق...\رسول اللّه\203

-هو إمام كل مسلم...\رسول اللّه\311

-هو ولي كل مؤمن بعدي...\رسول اللّه\133

-هي بيوت النبي...\رسول اللّه\446

حرف«الواو»

-و الذي بعثني بالحق...\رسول اللّه\177-187-188- 189-244-277

-و الذي فلق الحبة و برأ النسمة...\الإمام علي\247-248-307- 594

-و الذي نفسي بيده إن هذا و شيعته...\رسول اللّه\36-37-39

-و الذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت...\رسول اللّه\594-596

-و الذي نفسي بيده لا يدخل قلب امرئ الإيمان...\رسول اللّه\594-596

-و الله إني لأخوه...\الإمام علي\190-245

-و الله لا يدخل قلب مؤمن...\رسول اللّه\214-215

-و أما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها...\أئمة أهل البيت\625

-و أما ما يجوز من المناكح...\الإمام الصادق\700

-و أنا من أهل البيت الذي أذهب...\الإمام الحسن\212

-و انظر إلى الوضوء فإنه من تمام الصلاة...\الإمام علي\659

-و إنه وليكم بعدي...\رسول اللّه\134

ص: 767

-و تؤتون الحكمة في زمانه...\الإمام الباقر\631

-و لاؤه كولائي،من كنت أولى به من نفسه فعلي...\رسول اللّه\101

-و لا تقيسوا الدين...\الإمام علي\492

-و لا يسجد إلا على الأرض أو ما أنبتت...\الإمام الصادق\667

-و الله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى...\رسول اللّه\214-215

-و الله يا سدير لو كان لي شيعة...\الإمام الصادق\461

-و لا تقولوا خرج زيد...\الإمام الصادق\486

-و ما يمنعني و أنت تؤدي عني...\رسول اللّه\175

-و هو إمام كل مسلم...\رسول اللّه\314

-و هو أولى بكم بعدي...\رسول اللّه\314

-و هو وليكم بعدي...\رسول اللّه\314

-ويحك إن لكل أجل وقتا...\الإمام علي\441

حرف«الياء»

-يا أبان إن السنة إذا قيست...\الإمام الصادق\489-490

-يا أبا هارون أنشدني في الحسين...\الإمام الصادق\471

-يا أبا هارون من أنشد في الحسين شعرا...\الإمام الصادق\471

-يا ابن الخطاب إني رسول اللّه و لن يضيعني...\رسول اللّه\346

-يا ابن النعمان لا يكون العبد مؤمنا...\الإمام الصادق\479

ص: 768

-يا ابن مسعود علي إمامكم بعدي...\رسول اللّه\153

-يا أنس أول من يدخل...\رسول اللّه\175-176

-يا أيها الناس إني كنت قد أذنت لكم...\رسول اللّه\692

-يا بني عبد المطلب إني بعثت...\رسول اللّه\191

-يا جابر إن للقرآن بطنا...\الإمام جعفر\365

-يا جابر أوصيائي و أئمة المسلمين بعدي...\رسول اللّه\574

-يا زياد إنك لتعمل عمل السلطان...\الإمام الكاظم\484

-يا سلمان ادخل عليّ أبا ذر...\رسول اللّه\180

-يا سلمان من كان وصي موسى...\رسول اللّه\171

-يا سليمان الدخول في أعمالهم...\الإمام الرضا\485

-يا صالح إنّا و الله عبيد مخلوقون...\الإمام الصادق\422

-يا صفوان كل شيء منك حسن...\الإمام الصادق\484

-يا عذافر نبئت أنك تعامل...\الإمام الصادق\483

-يا علي ألم تسمع قول اللّه...\رسول اللّه\37

-يا علي أنت أخي و أنا أخوك...\رسول اللّه\193

-يا علي أنت خليفتي على أمتي...\رسول اللّه\153

-يا علي أنت إمام المسلمين...\رسول اللّه\166

-يا علي أنت سيد في الدنيا...\رسول اللّه\592

-يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى...\رسول اللّه\722

-يا علي أنت وصيي،حربك حربي...\رسول اللّه\165

-يا علي أنت وصيي و أبو ولدي...\رسول اللّه\152

-يا علي أنت وصيي و خليفتي...\رسول اللّه\153

ص: 769

-يا علي طوبى لمن أحبك...\رسول اللّه\591-593

-يا علي من فارقك فقد فارقني...\رسول اللّه\314

-يا علي من فارقني فقد فارق اللّه...\رسول اللّه\314

-يا عمار إذا رأيت عليا...\رسول اللّه\315

-يا فضيل تجلسون و تتحدثون...\الإمام الصادق\473

-يا فضيل شهدت مع عمي...\الإمام الصادق\487

-يا معاوية إن وليت أمرا فاتق اللّه...\الإمام الصادق\390

-يا معشر الخوارج أنشدكم اللّه...\الإمام علي\496

-يا معشر المهاجرين و الأنصار...\رسول اللّه\153-193

-يا معلى اكتم أمرنا...\أئمة أهل البيت\435

-يا من أذاق أحباءه حلاوة...\الإمام الحسين\431

-يا نبي اللّه أتخاف عليّ النسيان...\الإمام علي\503

-يا نعمان إياك و القياس...\الإمام الصادق\491

-يا هشام لا زلت مؤيدا...\الإمام الصادق\69

-يا همام اتق اللّه و أحسن...\الإمام علي\438

-يا ديصاني هذه حصن مكنون...\الإمام الصادق\420

-يا يونس لا تكونن مبتدعا...\الإمام الصادق\490

-يجيئ رجل فيحيي سنتي...\رسول اللّه\396

-يخرج في آخر أمتي المهدي...\رسول اللّه\629

-يخرج ناس من المشرق...\رسول اللّه\396

-يصنع كما صنع رسول اللّه...\الإمام الصادق\631

-يكون اثنا عشر أميرا...\رسول اللّه\149-553

ص: 770

-يكون بعدي اثنا عشر أميرا...\رسول اللّه\149-553-556

-يكون في أمتي المهدي...\رسول اللّه\628-629

-يكون لهذه الأمة اثنا عشر قيما...\رسول اللّه\560

-يهدم ما قبله كما صنع رسول اللّه...\الإمام الباقر\631

-يوشك أن أقبض قبضا سريعا...\رسول اللّه\146

-يوشك أن يضرب الرجل...\رسول اللّه\396

-ينزل بأمتي في آخر الزمان...\رسول اللّه\629

ص: 771

ص: 772

مصادر الكتاب

ص: 773

ص: 774

حرف الألف

-الأئمة الاثنا عشر

الأديب:عادل الاديب

ط:مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/بيروت.

-الابانة في أصول الديانة

أبو الحسن الأشعري

ت:324 ه

ط:دار القادري/بيروت.

-الاتحاف بحب الإشراف

الشبراوي:عبد اللّه بن محمد بن عامر الشبراوي الشافعي

ط:المطبعة الأدبية/مصر.

-الاتقان في علوم القرآن

السيوطي:جلال الدين بن عبد الرحمن ابن أبي بكر السيوطي

ط:دار إحياء العلوم/بيروت.

-أحاديث أبي محمد

ابن حبان:أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حبان

ت:369 ه

ط:مكتبة الرشد

-الاحتجاج

الطبرسي:أبو منصور أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي

ط:مطبعة النعمان/النجف الأشرف.

ص: 775

-أحداث التأريخ الإسلامي

الترمانيني

ط:دار طلاس/دمشق.

-احقاق الحق

التستري:نور اللّه الحسيني التستري

ط:قم.

-أحكام القرآن

الجصاص:أبو بكر أحمد الرازي الجصاص

ت:370 ه

ط:دار الفكر/سوريا

-أحكام القرآن

ابن عربي:أبو بكر محمد بن عبد اللّه

ت:543 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-إحياء الميت بفضائل أهل البيت

السيوطي:جلال الدين عبد الرحمن

ت:911 ه

ط:دار التوحيد/إيران.

-الأخبار الموفقيات

الزبير بن بكار

ط:مطبعة المعاني/بغداد

ص: 776

-الإرشاد

المفيد:محمد بن محمد بن النعمان المفيد

ت:413 ه

ط:مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/بيروت.

-ارشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم

أبو السعود:محمد بن محمد العمادي

ت:951 ه

ط:دار إحياء التراث/بيروت.

-ارشاد القلوب

الديلمي:أبو محمد الحسن بن محمد الديلمي

ط:مؤسسة الأعلمي/بيروت.

-ارشاد الساري

القسطلاني

ط:دار الفكر/بيروت.

-أسباب النزول

الواحدي:أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري

ت:468 ه

ط:المكتبة الثقافية/بيروت.

-الأرض و التربة الحسينية

محمد حسين كاشف الغطاء

ط:مؤسسة الأعلمي/بيروت.

-الاستبصار

الطوسي:أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي

ص: 777

ت:460 ه

ط:دار التعارف/بيروت.

-الاستيعاب

ابن عبد البر:أبو عمر يوسف بن عبد اللّه بن محمد بن عبد البر

ط:دار الجيل/بيروت.

-أسد الغابة

ابن الأثير:عز الدين ابن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري

ت:630 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-اسعاف الراغبين

الصبان:محمد الصبان الشافعي

ت:1206 ه

مخطوط:المكتبة الشعبية/بيروت.

-إسلام بلا مذاهب

مصطفى الشكعه

ط:مصر

-الإسلام و فلسفة الحكم

محمد عمارة

ط:المؤسسة العربية للدراسات و النشر/بيروت.

-اسنى المطالب

شمس الدين الشافعي:أبو الخير شمس الدين محمد بن محمد بن محمد الجزري الشافعي

ص: 778

ت:833 ه

ط:طهران.

-الإصابة في تمييز الصحابة

ابن حجر العسقلاني

ت:852 ه

ط:دار الجيل/بيروت.

-أصول الدين

عبد اللّه شبر

ط:دار الأضواء/بيروت.

-الأصول العامة للفقه المقارن

الحكيم:محمد تقي الحكيم

ط:مؤسسة آل البيت/قم.

-أصول الكافي

الكليني:أبو جعفر محمد بن يعقوب الكليني

ت:328 ه

ط:دار الكتب الإسلامية/طهران.

-أضواء على السنة المحمدية

محمود أبو ريّه

ط:مؤسسة الأعلمي/بيروت.

-الاعتقادات في دين الإمامية

الصدوق:أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الصدوق ت:381

ط:المطبعة العلمية/قم.

ص: 779

-الاعتقاد على مذهب السلف أهل السنة و الجماعة

البيهقي:أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي

ت:458 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-الأعلام

الزركلي:خير الدين الزركلي

ت:187 ه.

-أعلام النساء في عالمي العرب و الإسلام

عمر رضا كحالة

ط:مؤسسة الرسالة/بيروت.

-إعلام الورى بأعلام الهدى

الطبرسي:أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي من أعلام القرن الأول

ط:دار الكتب الإسلامية/إيران.

-أعيان الشيعة

محسن الأمين

ط:دار التعارف/بيروت.

-الأغاني

الأصفهاني:أبو الفرج علي بن الحسين

ت:356 ه

ط:دار إحياء التراث العربي/بيروت.

-الأكليل في استنباط التنزيل

السيوطي:جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

ص: 780

ت:911 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-الآمالي

المحاملي

ط:المكتبة الإسلامية/الأردن

-الآمالي

الطوسي:أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي

ت:460 ه

ط:قم.

-آمالي الصدوق

الصدوق:أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي

ت:381 ه

ط:مؤسسة الأعلمي/بيروت.

-الإمام جعفر الصادق

الجندي:عبد الحليم

ط:مطابع الأهرام التجارية/القاهرة.

-الإمام الصادق

محمد أبو زهرة

ط:دار الفكر العربي/بيروت.

-الإمام الصادق و المذاهب الأربعة

أسد حيدر

ط:طهران.

ص: 781

-انساب الأشراف

البلاذري:أحمد بن يحيى بن جابر البلاذري

من أعلام القرن الثالث الهجري

ط:مؤسسة الأعلمي/بيروت.

-الإنصاف فيما يجب اعتقاده و لا يجوز الجهل به

الباقلاني:أبو بكر بن الطيب الباقلاني البصري

ت:403 ه

ط:دار الهجرة/بيروت.

-الانكحة الفاسدة

أمير عبد العزيز

ط:الاقصى/عمان.

-أنوار التنزيل و أسرار التأويل

البيضاوي:ناصر الدين أبو سعيد عبد اللّه بن عمر بن محمد الشيرازي البيضاوي

ط:المكتبة الإسلامية/ديار بكر،تركيا.

-الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية

النبهاني:يوسف بن إسماعيل النبهاني

ط:المطبعة الأدبية/بيروت.

-أهل البيت تنوع أدوار و وحدة هدف

الشهيد الصدر:محمد باقر الصدر

ط:دار التعارف/بيروت.

-أهل البيت في آية التطهير

جعفر مرتضى العاملي

ص: 782

ط:دار الأمير/بيروت.

-أوائل المقالات

المفيد:محمد بن محمد بن النعمان المفيد

ط:مكتبة الداوري/قم.

-الإيضاح

ابن شاذان:الفضل بن شاذان الازدي النيسابوري

ت:260 ه

ط:جامعة طهران/إيران.

حرف الباء

-بحار الأنوار

المجلسي:محمد

ت:1110 ه

ط:المطبعة الإسلامية/طهران.

-بحث حول الولاية

محمد باقر الصدر

ط:دار التعارف للمطبوعات/بيروت.

-البحر المحيط في التفسير

ابن حبان:محمد بن يوسف المشهور بابن حبان الأندلسي الغرناطي

ط:دار الفكر للطباعة و النشر

-البداية و النهاية

ابن كثير

ص: 783

ت:774 ه

ط:مكتبة المعارف للمطبوعات/بيروت.

-البرصان و العرجان

الجاحظ:أبو عثمان عمرو بن بحر بن محبوب الجاحظ

ت:255 ه

ط:مؤسسة الرسالة/بيروت.

-البرهان في تفسير القرآن

البحراني:هاشم البحراني

ط:مؤسسة الوفاء/بيروت.

-بصائر الدرجات

الصفار:أبو جعفر محمد بن الحسن بن فروخ الصفار

ت:290 ه

ط:مؤسسة النعمان/بيروت.

-بلاغات النساء

أحمد بن طيفور الخراساني

ط:مكتبة السندس/الكويت.

-البيان في تفسير القرآن

الخوئي:أبو القاسم الموسوي الخوئي

ط:دار الزهراء/بيروت.

ص: 784

حرف التاء

-تاج العروس

الزبيدي:محمد مرتضى

ط:مصر.

-تاريخ ابن خلدون

عبد الرحمن بن خلدون

ت:808 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-تاريخ ابن عساكر،ترجمة علي(عليه السلام)

ابن عساكر:أبو القاسم علي بن الحسن بن هبة اللّه الشافعي المعروف بأبن عساكر

ت:571 ه

ط:دار الفكر/بيروت،مؤسسة المحمودي/بيروت.

-تاريخ بغداد

الخطيب البغدادي:أبو بكر أحمد بن علي الخطيب البغدادي

ت:463 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-تاريخ الثقات

العجلي:أحمد بن عبد اللّه بن صالح أبو الحسن العجلي

ت:261 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

ص: 785

-تاريخ الخلفاء

السيوطي:جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي

ت:911 ه

ط:مصر.

-تاريخ الشعوب الإسلامية

بروكلمان:كارل

ط:دار العلم للملايين/بيروت.

-تاريخ الطبري

الطبري:أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

ت:310 ه

ط:مؤسسة الأعلمي للمطبوعات

-تاريخ الفكر الفلسفي في الإسلام

محمد علي أبو ريان

ط:دار النهضة العربية/بيروت.

-التاريخ الكبير

البخاري:أبو عبد اللّه إسماعيل بن إبراهيم الجعفي البخاري

ت:256 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-تاريخ المذاهب الإسلامية

أبو زهرة:محمد أبو زهرة

ط:دار الفكر/بيروت.

ص: 786

-تاريخ اليعقوبي

اليعقوبي:أحمد بن أبي يعقوب بن جعفر بن وهب بن واضح الكاتب العباسي المعروف باليعقوبي

ط:مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/بيروت،لبنان.

-تأسيس الشيعة لعلوم الإسلام

الصدر:حسن

ط:منشورات الأعلمي/طهران.

-تحرير الوسيلة

الخميني:روح اللّه الموسوي الخميني

ط:دار الأنوار/بيروت.

-تحف العقول عن آل الرسول

ابن شعبة:أبو محمد الحسن بن علي بن الحسين بن شعبة الحرّاني.

من أعلام القرن الرابع الهجري

ط:مؤسسة الأعلمي/بيروت.

-التذكار في أفضل الأذكار

القرطبي:أبو عبد اللّه القرطبي

ت:671 ه

طبعة 1355 ه

-تذكرة الحفاظ

الذهبي:أبو عبد اللّه شمس الدين الذهبي

ت:748 ه

ط:دار إحياء التراث العربي/بيروت.

ص: 787

-تذكرة الخواص

السبط بن الجوزي

ت:654 ه

ط:مؤسسة أهل البيت/بيروت.

-تذكرة الفقهاء

العلامة الحلي:الحسن بن يوسف بن المطهر الحلي

ت:726 ه

ط:مؤسسة آل البيت لاحياء التراث/قم.

-تزيين المماليك

الذهبي:شمس الدين

ط:لجنة إحياء المعارف النعمانية/الهند.

-تسع رسائل

ابن سينا:أبو علي الحسين بن عبد اللّه بن سينا

ط:القسطنطينية.

-التسهيل لعلوم التنزيل

الكلبي:محمد بن أحمد بن جريّ

ط:المكتبة التجارية/مصر.

-تصحيح الاعتقاد

المفيد:محمد بن محمد بن النعمان المفيد

ط:تبريز/إيران

-تطهير الجنان و اللسان عن الحظور و التفوه بثلب معاوية بن أبي سفيان

ابن حجر:أحمد بن حجر الهيثمي المكي

ص: 788

ت:974 ه

ط:القاهرة.

-تفسير الجلالين

السيوطي:جلال الدين

ط:دار الإيمان/بيروت.

-تفسير الخازن المسمى لباب التأويل في معاني التنزيل

علاء الدين الخازن:علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي

ت:725 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-تفسير زاد المسير في علم التفسير

القرشي البغدادي:أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرشي البغدادي

ت:597 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-تفسير الطبري جامع البيان عن تأويل آي القرآن

الطبري:أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

ت:310 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-تفسير القرآن الجامع لأحكام القرآن

القرطبي:أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الانصاري القرطبي

ط:دار الحديث/القاهرة.

-تفسير القرآن

السدي:أبو محمد اسماعيل بن عبد الرحمن السدي

ص: 789

ت:128 ه

ط:دار الوفاء/مصر.

-تفسير القرآن الجليل المسمى بمدارك التنزيل و حقائق التأويل

النسفي

ط:دار الكتاب العربي/بيروت.

-تفسير القرآن العظيم

ابن كثير:ابن الفداء إسماعيل بن كثير القرشي الدمشقي

ت:774 ه

ط:دار المعرفة/بيروت.

-تفسير القرآن

ابن عربي:محي الدين بن عربي

ط:دار صادر/بيروت.

-التفسير الكبير

الرازي:فخر الدين الرازي

ت:604 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت،و ط:إيران.

-تفسير المنار

محمد رشيد رضا

ط:دار المعرفة/بيروت.

-التلخيص بذيل المستدرك

الذهبي:شمس الدين الذهبي

ط:دار المعرفة/بيروت.

ص: 790

-التنبيه و الرد على أهل الأهواء و البدع

الملطي الشافعي:أبو الحسن محمد بن أحمد بن عبد الرحمن الملطي الشافعي ت:377 ه

ط:مكتبة المثنى/بغداد.

-تنقيح المقال

المامقاني

مخطوط

-تهذيب الأحكام

الطوسي:أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي

ط:دار التعارف/بيروت.

-تهذيب التهذيب

ابن حجر:شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

ت:582 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-تهذيب الكمال في أسماء الرجال

المزي:جمال الدين أبو الحجاج يوسف المزي

ت:742 ه

ط:مؤسسة الرسالة/بيروت.

-التيسير شرح الجامع الصغير

المناوي:زين الدين عبد الرؤوف المناوي

ت:1031 ه

ط:مكتبة الإمام الشافعي/الرياض.

ص: 791

-تيسير الوصول إلى جامع الأصول

ابن الديبع:عبد الرحمن بن علي المعروف بابن الديبع الشيباني

ت:944 ه

ط:مصر.

حرف الثاء

-ثمار القلوب من المضاف و المنسوب

النيسابوري:أبو منصور عبد الملك بن محمد بن إسماعيل الثعالبي النيسابوري ت:429 ه

ط:دار البشائر/بيروت.

-ثورة الحسين

شمس الدين:محمد مهدي

ط:دار التعارف للمطبوعات/بيروت.

-ثورة الحسين في الوجدان الشعبي

شمس الدين:محمد مهدي شمس الدين

ط:الدار الإسلامية/بيروت.

حرف الجيم

-جامع الأحكام

الطبري

ت:310 ه

-جامع الأصول

ابن الأثير:المبارك بن محمد بن الأثير الجزري

ص: 792

ت:606 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-جامع البيان من تأويل آي القرآن

الطبري:أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

ت:310 ه

ط:دار المعارف/مصر،دار الكتب العلمية/بيروت.

-الجامع الصحيح

الترمذي:أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة الترمذي

ت:297 ه

ط:دار الحديث/القاهرة.

-الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير

السيوطي:جلال الدين بن أبي بكر السيوطي

ت:911 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-الجامع لأحكام القرآن

القرطبي:أبو عبد اللّه محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي

ط:دار الحديث/القاهرة.

-جامع المقاصد في شرح القواعد

الكركي:علي بن الحسين الكركي

ت:940 ه

ط:مؤسسة إحياء علوم أهل البيت/قم.

ص: 793

-جواهر البحار في فضائل النبي المختار

النبهاني:يوسف بن إسماعيل النبهاني

ط:مصر

-جواهر العقدين في فضل الشرفين فضل العلم الجلي و النسب النبوي

السمهودي:نور الدين علي بن عبد اللّه السمهودي.

ت:911 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-جواهر الكلام في شرح شرائع الإسلام

النجفي:محمد حسن النجفي

ت:1266 ه

ط:إحياء التراث العربي/بيروت

حرف الحاء

-حاشية ابن عربي على صحيح الترمذي

ابن عربي المالكي

ط:دار الكتاب العربي/بيروت.

-حاشية سنن ابن ماجه

السندي الحنفي:أبو الحسن الحنفي المعروف بالسندي

ط:دار الجميل/بيروت.

-الحاوي للفتاوى

السيوطي:جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي ت:911 ه

ص: 794

ط:دار الكتاب العربي/بيروت.

-الحدائق الناضرة

يوسف البحراني

ت:1186 ه

ط:دار الكتب الإسلامية/النجف

-الحقائق في الجوامع و الفوارق

العاملي:حبيب آل إبراهيم العاملي

ط:المؤسسة الإسلامية/بيروت.

-حلية الأولياء و طبقات الأصفياء

أبو نعيم الأصفهاني

ت:430 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-حياة الحيوان

الدميري:كمال الدين محمد بن موسى الدميري

ت:808 ه

ط:دار الألباب/بيروت.

حرف الخاء

-خصائص أمير المؤمنين

النسائي:أبو عبد الرحمن بن شعيب النسائي

ت:303 ه

ط:إيران

ص: 795

-الخصائص الكبرى

السيوطي:جلال الدين بن أبي بكر السيوطي

ت:911 ه

ط/دار الكتاب العربي/بيروت.

-الخصال

الصدوق:أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي

ت:381 ه

ط:جماعة المدرسين/قم.

-خلاصة التذهيب

الخزرجي

ط:مكتبة القاهرة

حرف الدال

-دائرة معارف القرن العشرين

وجدي:محمد فريد وجدي

ط:دار الفكر/بيروت.

-الدراية

الهمداني:حسين عبد الصمد الحارثي الهمداني

مخطوط

-الدر المنثور في التفسير بالمأثور

السيوطي:جلال الدين

ت:911 ه

ص: 796

ط:محمد أمين/بيروت.

-دلائل الإمامة

الطبري:أبو جعفر محمد بن جرير الطبري

ت:310 ه

ط:دار الذخائر/قم.

-دلائل الصدق

المظفر:محمد حسن المظفر

ط:مؤسسة التاريخ العربي/بيروت،دار إحياء التراث العربي/بيروت.

-ديوان ابن الفارض

مخطوط

حرف الذال

-ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى

الطبري:محب الدين أحمد بن عبد اللّه الطبري

ط:مكتبة القدسي/القاهرة.

-الذريعة إلى تصانيف الشيعة

آقا بزرك الطهراني

ط:دار الأضواء/بيروت.

-ذكرى الشيعة في أحكام الشريعة

الشهيد الأول:محمد بن مكي الشهيد الأول

مخطوط

ص: 797

حرف الراء

-ربيع الأبرار و نصوص الأخبار

الزمخشري:محمود بن عمرو الزمخشري

ط:دار الذخائر/قم.

-الرسائل

محمد باشا:عبد القادر الحسني الجزائري

ط:السعادة/مصر.

-الرسائل

اخوان الصفا و خلان الوفا

ط:المطبعة العربية/مصر.

-روح التشيع

الشيخ عبد اللّه نعمة

ط:دار الفكر اللبناني/بيروت.

-الرواشح السماوية في شرح الأحاديث الإمامية

الداماد:محمد باقر المرعشي الداماد

مخطوط

-روح المعاني

الالوسي:أبو الفضل شهاب الدين محمود الألوسي البغدادي ت:127 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-روضات الجنات في أحوال العلماء و السادات

الخونساري:محمد باقر الموسوي الخونساري الاصبهاني

ص: 798

ط:الدار الإسلامية/بيروت.

-الرياض النضرة في مناقب العشرة

الطبري:أبو جعفر أحمد الشهير بالمحب الطبري

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

حرف الزاء

-زاد المسير في علم التفسير

البغدادي:أبو الفرج جمال الدين عبد الرحمن بن علي بن محمد الجوزي القرشي البغدادي

ت:597 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-زاد المعاد في هدى خير العباد

ابن القيم:شمس الدين بن عبد اللّه الدمشقي الحنبلي المعروف بابن القيم

ط:المطبعة الأزهرية/القاهرة.

-الزواج المؤقت

الحكيم:محمد تقي الحكيم

ط:مكتبة النجاح/طهران

-الزينة في الكلمات الإسلامية العربية

أبو حاتم الرازي:أحمد بن حمدان الرازي

ت:322 ه

ط:دار الكتاب العربي/مصر.

ص: 799

حرف السين

-سبيل النجاة في تتمة المراجعات

حسين الراضي

ط:بيروت.

-السجود على الأرض

علي الأحمدي

ط:دار التبليغ الإسلامي/قم.

-سر العالمين

الغزالي:أبو حامد محمد بن محمد الغزالي

ت:505 ه

ط:مكتبة الجندي/مصر.

-السراج المنير

الخطيب الشربيني

ط:دار المعرفة/بيروت.

-السقيفة

الشيخ محمد رضا المظفر

ط:مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/بيروت.

-سنن ابن ماجه

ابن ماجه:أبو عبد اللّه محمد بن يزيد القزويني ابن ماجه

ت:275 ه

ط:دار إحياء التراث العربي/بيروت،طبعة الرياض السعودية.

ص: 800

-سنن الدارمي

الدارمي:عبد اللّه بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام بن عبد الصمد التميمي السمرقندي الدارمي

ت:255 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-السنن الكبرى

البيهقي:أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي البيهقي

ت:458 ه

ط:دار المعرفة/بيروت.

-السنن الكبرى

النسائي:أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي

ط:دار المكتبة العلمية/بيروت.

-السيادة العربية و الشيعة و الاسرائيليات في عصر بني أمية

فان فلوتن

ط:السعادة/مصر.

-السيرة الحلبية

الحلبي الشافعي:علي بن برهان الدين الحلبي

ت:1044 ه

ط:دار إحياء التراث العربي/بيروت.

-السيرة النبوية

ابن هشام

ط:دار الخير/بيروت.

ص: 801

-السيرة النبوية و الآثار المحمدية

أحمد زيني دحلان

ط:دار إحياء التراث العربي/بيروت.

حرف الشين

-شرح التجريد

القوشجي

ط:الديار العامرة/مصر.

-شرح الدراية

الشهيد الثاني:زين الدين الجبعي العاملي

ط:مطبعة النعمان/النجف.

-شرح العقيدة الطحاوية

الدمشقي:علي بن علي بن محمد بن أبي العز الدمشقي

ت:722 ه

ط:مؤسسة الرسالة/بيروت.

-شرح المواهب اللدنية

القسطلاني

ط:المطبعة الأزهرية/القاهرة.

-شرح نهج البلاغة

ابن أبي الحديد

ط:الديار العامرة/مصر،ط:اسماعيليان/قم،ط:بيروت.

ص: 802

-شرح النووي على مسلم

النووي

ط:دار القلم/بيروت،مؤسسة مناهل العرفان/بيروت.

-شرح هاشميات الكميت بن زيد الأسدي

القيسي:أحمد بن ابراهيم القيسي

ط:مكتبة النهضة/بيروت.

-الشرف المؤبد لآل محمد صلى اللّه عليه و آله

النبهاني:يوسف بن اسماعيل النبهاني

ط:دار جوامع الكلم/القاهرة.

-شواهد التنزيل

الحاكم الحسكاني:عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني من أعلام القرن الخامس الهجري

ط:منشورات الأعلمي/بيروت،لبنان.

-الشيعة و فنون الإسلام

حسن الصدر

ط:دار المعلم/القاهرة.

حرف الصاد

-الصافي في تفسير القرآن

الفيض الكاشاني

ط:المكتبة الإسلامية/طهران.

-صحيح أبو داوود

أبو داوود:سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي

ص: 803

ت:275 ه

ط:دار إحياء التراث العربي/بيروت.

-صحيح البخاري

البخاري:أبو عبد اللّه محمد بن اسماعيل البخاري

ت:256

ط:دار القلم/بيروت.

-صحيح الترمذي

الترمذي:أبو عيسى محمد بن عيسى بن سورة

ت:279 ه

ط:دار الكتاب العربي/بيروت.

-صحيح سنن ابن ماجه

الالباني:محمد ناصر الدين الالباني

ط:مكتب التربية العربي لدول الخليج/الرياض.

-صحيح مسلم

مسلم:أبو الحسين مسلم بن الحجاج القشيري

ت:261

ط:دار إحياء التراث العربي/بيروت،دار القلم/بيروت.

-الصحيح من سيرة النبي الأعظم

العاملي:جعفر مرتضى

ط:جماعة المدرسين/قم.

-الصحيفة السجادية

الإمام علي بن الحسين عليه السلام

ص: 804

ط:دار التعارف/بيروت.

-الصلة بين التصوف و التشيع

الشيبي:كامل مصطفى

ط:دار الأندلسي/بيروت.

-الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع الزندقة

ابن حجر:أحمد بن حجر الهيثمي

ت:974 ه

ط:القاهرة،ط:بيروت.

حرف الضاد

-ضحى الإسلام

أحمد أمين

ط:دار الكتاب العربي/بيروت،لبنان.

-الضعفاء و المتروكين

الدارقطنيّ:أبو الحسن علي بن عمر

ت:385 ه

ط:مؤسسة الرسالة/بيروت.

حرف الطاء

-الطبقات الكبرى

ابن سعد

ط:دار الفكر/بيروت.

ص: 805

-طوالع الأنوار

البيضاوي:عبد اللّه بن عمر البيضاوي

ط:الديار العامرة/مصر.

حرف العين

-عبد الله بن سبأ و أساطير أخرى

السيد العسكري:مرتضى العسكري

ط:مؤسسة البلاغ.

-عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار

حامد حسين الكهنوي

ط:قم.

-العروة الوثقى

محمد كاظم اليزدي

ط:المكتبة العلمية الإسلامية/طهران.

-عصر الظهور

علي الكوراني

ط:بيروت.

-العظمة

أبو الشيخ:أبو محمد عبد اللّه بن محمد بن جعفر بن حيان المعروف بأبي الشيخ ت:369 ه

ط:مكتبة القرآن/القاهرة.

-العقائد الإمامية

محمد رضا المظفر

ص: 806

ط:دار الزهراء/بيروت.

-العقيدة و الشريعة في الإسلام

اجناس جولد تسيهر«مستشرق»

ط:دار الكتاب المصري/القاهرة.

-العلل و معرفة الرجال

أحمد بن حنبل

ت:241 ه

ط:المكتبة الإسلامية/الرياض.

-العلوم و المعارف و الأحوال من الآيات و الأخبار و الأقوال

البحراني:عبد اللّه البحراني الأصفهاني

ط:مطبعة أمير/قم.

-علي و الوصية

نجم الدين العسكري

ط:دار الزهراء/بيروت.

-عمدة القاري شرح صحيح البخاري

العيني:بدر الدين أبو محمد بن أحمد العيني

ت:855 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-عيون أخبار الرضا

الصدوق:أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين موسى بن بابوية القمي ت:381 ه

ط:الحيدرية/النجف.

ص: 807

حرف الغين

-الغارات

الثقفي

ط:دار الأضواء/بيروت.

-غاية المرام في علم الكلام

الآمدي:سيف الدين

ت:631 ه

ط:القاهرة.

-الغدير في الكتاب و السنة و الأدب

الأميني:عبد الحسين الأمين

ط:دار الكتب الإسلامية/طهران.

-غنية المتملى في شرح منية المصلي المشتهر بشرح الكبير

ابراهيم الحلبي

ط:وزير خاننده علي بك مطبعة سندة طبع اولنمشدر.

-الغيبة

النعماني:محمد بن ابراهيم بن جعفر النعماني المعروف بابن أبي زينب من علماء القرن الثالث الهجري.

ط:مؤسسة الأعلمي/بيروت.

حرف الفاء

-الفتاوى الواضحة

محمد باقر الصدر

ص: 808

ط:دار التعارف/بيروت.

-فتح الباري شرح صحيح البخاري

ابن حجر:أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

ت:852 ه

ط:دار المعرفة/بيروت.

-فتح البيان في مقاصد القرآن

البخاري:أبو الطيب صدّيق بن حسن بن علي الحسين القنوجي البخاري

ت:1307 ه

ط:المكتبة العصرية/بيروت.

-فتح القدير:الجامع بين فنّي الرواية و الدراية في علم التفسير

الشوكاني:محمد بن علي بن محمد

ت:1250 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-الفتح الكبير في ضمم الزيادة إلى الجامع الصغير

يوسف النبهاني

ط:دار الكتب العربية/مصر.

-فتح المغيث شرح ألفية الحديث

الحافظ العراقي:أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين العراقي

ت:806 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي

المغربي:أحمد بن محمد بن الصدين الحسني المغربي

ص: 809

ت:1380 ه

ط:ايران.

-الفتنة الكبرى

الدكتور طه حسين

ط:دار المعارف بمصر.

-فجر الإسلام

أحمد أمين

ط:دار الكتاب العربي بيروت.

-فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرج على كتاب الشهاب

الديلمي:شيرويه بن شهردار بن شيرويه الديلمي

ت:509 ه

ط:دار الكتاب العربي/بيروت.

-الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة

ابن الصباغ المالكي:علي بن محمد بن أحمد المالكي

ت:855 ه

ط:مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/بيروت.

-فضائل الصحابة

النسائي:أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب المعروف بالنسائي

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-الفقه على المذاهب الأربعة

الجزيري:عبد الرحمن الجزيري

ط:دار الفكر/بيروت.

ص: 810

-الفقه على المذاهب الخمسة

مغنية:محمد جواد مغنية

ط:بيروت/لبنان.

-الفلسفة القرآنية

العقاد:عباس محمود العقاد

ط:دار الهلال.

-الفهرست

ابن النديم

ط:طهران.

-في انتظار الإمام

عبد الهادي الفضلي

ط:دار الأندلس/بيروت.

-في سبيل الوحدة الإسلامية

مرتضى الرضوي

ط:دار المعلم/القاهرة.

-فيض القدير شرح الجامع الصغير

المناوي:عبد الرؤوف

ط:دار المعرفة/بيروت.

حرف القاف

-القاموس الإسلامي

عطية اللّه:أحمد عطية اللّه

ص: 811

ط:مكتبة النهضة/القاهرة.

-القاموس المحيط

فيروزآبادي:مجد الدين محمد بن يعقوب الفيروزآبادي

ت:817 ه

ط:مؤسسة الرسالة/بيروت.

-قطف الأزهار المتناثرة في الأخبار المتواترة

السيوطي:جلال الدين

ط:المكتب الإسلامي/بيروت.

حرف الكاف

-كامل الزيارات

ابن قولويه:أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه

ت:367 ه

ط:المطبعة المرتضوية/النجف.

-الكامل في التاريخ

ابن الأثير:عز الدين أبو الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير.

ط:دار صادر/بيروت.

-الكامل في ضعفاء الرجال

ابن عدي:أبو محمد عبد اللّه بن عدي الجرجاني

ط:دار الفكر/بيروت.

ص: 812

-كتاب الفصوص

الفارابي:أبو نصر محمد بن محمد بن أوزلغ بن طرخان الفارابي

ت:339 ه

ط:دائرة المعارف/حيدرآباد

-كتاب المجروحين من المحدثين و الضعفاء و المتروكين

ابن حبان:محمد بن حبان بن أحمد أبو حاتم التميمي البستي

ت:354 ه

ط:دار المعرفة/بيروت.

-كتاب سليم بن قيس الهلالي الكوفي

ت:90 ه

ط:دار الكتب الإسلامية/قم.

-الكشاف

الزمخشري:جاد اللّه محمود بن عمر الزمخشري

ت:528 ه

ط:دار الكتاب العربي/بيروت و ط:دار المعرفة/بيروت.

-كشف الغمة في معرفة الأئمة

الاربلي:أبو الحسن علي بن عيسى بن أبي الفتح الاربلي

ت:693 ه

ط:دار الأضواء/بيروت.

-كفاية الطالب

الكنجي الشافعي:أبو عبد اللّه محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي

ص: 813

ت:658 ه

ط:بيروت/لبنان.

-كمال الدين

الصدوق:أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي الصدوق

ت:381 ه

ط:قم/ايران.

-كنز العرفان

المقداد السيوري

ط:المكتبة المرتضوية/طهران.

-كنز العمال

المتقي الهندي:علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي البرهان فوري ت:975 ه

ط:منشورات مكتبة التراث الإسلامي/حلب-سورية.

-كنوز الحقائق

المناوي:عبد الرؤوف المناوي

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-الكواكب الدرية في تراجم السادة الصوفية

المناوي:عبد الرؤوف

ط:المكتبة الأزهرية للتراث/مصر.

حرف اللام

-اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة

السيوطي:جلال الدين بن أبي بكر السيوطي

ص: 814

ت:911 ه

ط:دار المعرفة/بيروت.

-لسان العرب

ابن منظور

ط:دار صادر/بيروت.

-لسان الميزان

ابن حجر العسقلاني:شهاب الدين أبو الفضل أحمد بن علي بن حجر العسقلاني

ت:852 ه

ط:مؤسسة الأعلمي/بيروت.

-اللمعة الدمشقية و شرحها

الشهيد الأول و الشهيد الثاني

ط:مطبعة الأداب/النجف.

حرف الميم

-المباهلة

السبيتي:عبد اللّه السبيتي

ط:مكتبة النجاح/طهران.

-المبسوط

السرخسي:شمس الدين

ط:دار المعرفة/بيروت.

-المتعة و أثرها في الاجتماع و الإصلاح

توفيق الفكيكي

ص: 815

ط:دار الأضواء/بيروت.

-مجلة الثقافة الاسلامية

المستشارية الثقافية الايرانية بدمشق.

-مجلة المنار

محمد رشيد رضا

ط:مطبعة المنار/القاهرة.

-مجمع الزوائد و منبع الفوائد

الهيثمي:نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي

ت:807 ه

ط:دار الفكر/بيروت،ط:مؤسسة المعارف/بيروت.

-المجموع في الضعفاء و المتروكين

السيروان:عبد العزيز عز الدين السيروان

ط:دار القلم/بيروت.

-المحاسن و المساوئ

البيهقي:ابراهيم بن محمد البيهقي

ط:دار صادر/بيروت.

-محاضرات الأدباء و محاورات الشعراء و البلغاء

الأصبهاني:أبو القاسم حسين بن محمد الراغب الأصبهاني

ط:دار مكتبة الحياة/بيروت.

-المحلى

ابن حزم:أبو محمد بن أحمد بن معيد بن حزم الأندلسي ت:456 ه

ص: 816

ط:دار الآفاق الجديدة/بيروت.

-مختصر تاريخ دمشق

ابن منظور

ط:حلب.

-مدارك التنزيل و حقائق التأويل

النسفي:أبو البركات عبد الدين أحمد بن محمود النسفي

ت:701 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-مرآة الجنان و عبرة اليقظان في معرفة حوادث الزمان

اليافعي:عفيف الدين عبد اللّه بن أسعد اليافعي اليمني

ت:768 ه

ط:مؤسسة الرسالة/بيروت.

-المراجعات

عبد الحسين شرف الدين

ط:بيروت.

-المرسل،الرسول،الرسالة

الشهيد الصدر:محمد باقر الصدر

ط:دار التعارف/بيروت.

-مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح

الملا علي القاري

ط:دار الفكر/لبنان.

-مروج الذهب

المسعودي:أبو الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي

ص: 817

ت:957 م

ط:مؤسسة الأعلمي/بيروت.

-مسائل فقهية

شرف الدين:عبد الحسين شرف الدين

ط:مكتبة نينوى الحديثة/طهران.

-المستدرك على الصحيحين

النيسابوري:أبو عبد اللّه محمد بن محمد الحاكم النيسابوري

ت:405

ط:دار المعرفة/بيروت،ط:دار إحياء التراث العربي/بيروت.

-مستمسك العروة الوثقى

السيد الحكيم:محسن الحكيم

ط:دار إحياء التراث العربي/بيروت.

-المسند

الطيالسي:سليمان بن داود الجارود الفارسي البصري الشهير بأبي داؤد الطيالسي

ت:204 ه

ط:دار المعرفة/بيروت.

-المسند

الشاشي:أبو سعيد الهيثم بن كليب الشاشي

ت:335 ه

ط:مكتبة العلوم و الحكم/المدينة المنورة.

ص: 818

-المسند

الموصلي:أبو يعلى أحمد بن علي بن المثنى الموصلي

ت:307 ه

ط:دار القبلة للثقافة/جدة-السعودية.

-مسند أحمد بن حنبل

أحمد بن حنبل:أبو عبد اللّه أحمد بن حنبل بن هلال الشيباني

ت:241 ه

ط:دار صادر/بيروت و ط:المكتب الإسلامي.

-مشكاة المصابيح

التبريزي:محمد بن عبد اللّه الخطيب التبريزي

ط:المكتب الإسلامي/بيروت.

-مشكل الآثار

الطحاوي:أبو جعفر الطحاوي

ط:دار صادر/بيروت.

-مصابيح السنة

البغوي:ركن الدين أبو محمد الحسين بن مسعود أبي الفراء البغوي

ت:516 ه

ط:دار المعرفة/بيروت.

-مطالب السؤول في مناقب آل الرسول

ابن طلحة الشافعي:كمال الدين محمد بن طلحة

ت:654 ه

مخطوط.

ص: 819

-معالم التنزيل

البغوي:أبو محمد الحسين بن مسعود الفراء البغوي الشافعي

ت:516 ه

ط:دار المعرفة/بيروت.

-معالم المدرستين

العسكري:مرتضى

ط:مؤسسة البعثة/ايران.

-المعتبر

المحقق الحلي

ت:676 ه

مخطوط.

-المعجم الأوسط

الحافظ الطبراني

ت:360 ه

ط:مكتبة المعارف/الرياض.

-معجم البلدان

الحمويني:شهاب الدين أبو عبد اللّه ياقوت بن عبد اللّه الحمويني الرومي البغدادي

ط:دار صادر/بيروت.

-معجم رجال الحديث

الخوئي:أبو القاسم الموسوي الخوئي

ط:مدينة العلم/قم،ط:بيروت.

ص: 820

-المعجم الصغير

الطبراني:أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني

ت:360 ه

ط:مؤسسة الكتب العربي/بيروت.

-معجم قبائل العرب

عمر رضا كحالة

ط:مؤسسة الرسالة/بيروت.

-معرفة الرجال

ابن معين:أبو زكريا يحيى بن معين

ت:233 ه

ط:مجمع اللغة العربي/دمشق.

-المغني

ابن قدامة:موفق الدين أبو محمد عبد اللّه بن أحمد بن محمد بن قدامة المقدسي الجماعيلي الدمشقي الصالحي الحنبلي

ت:620 ه

ط:هجر دار/القاهرة.

-مقتل الحسين

الخوارزمي:أبو المؤيد الموفق بن أحمد المكي أخطب خوارزمي

ت:568 ه

ط:ايران

-المقدمة

ابن خلدون:عبد الرحمن بن خلدون

ص: 821

ت:808 ه

ط:دار الفكر/بيروت.

-الملاحم و الفتن في ظهور الغائب المنتظر

ابن طاووس:رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن طاووس

-الملل و النحل

الشهرستاني:أبو الفتح محمد بن عبد الكريم بن أبي بكر أحمد الشهرستاني

ت:548 ه

ط:دار صعب/بيروت،ط:مطبعة أمير/قم.

-مناقب أبي حنيفة

الخوارزمي:الموفق بن أحمد المكي

ت:568 ه

ط:دار الكتاب العربي/بيروت.

-مناقب أبي حنيفة

الذهبي:أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

ت:748 ه

ط:القاهرة/مصر.

-مناقب أحمد بن حنبل

ابن الجوزي:أبو الفرج عبد الرحمن بن الجوزي

ط:دار الآفاق الجديدة/بيروت.

-مناقب آل أبي طالب

ابن شهرآشوب:أبو جعفر رشيد الدين محمد بن علي بن شهرآشوب السروي

ص: 822

ت:588 ه

ط:قم/ايران.

-مناقب علي بن أبي طالب

ابن المغازلي الشافعي:أبو الحسن علي بن محمد الواسطي الجلاتي الشافعي ت:483 ه

ط:دار مكتبة الحياة/بيروت.

-مناقب علي بن أبي طالب

الخوارزمي:الموفق بن أحمد بن محمد المكي الخوارزمي

ت:568 ه

ط:جماعة المدرسين/قم.

-مناهج البحث التاريخي

الحكيم:محمد تقي الحكيم

ط:مكتبة النجاح/طهران.

-منتخب الأثر في الإمام الثاني عشر

لطف اللّه الصافي

ط:مكتبة الصدر/طهران.

-منتخب كنز العمال

المتقي الهندي

ط:المكتب الإسلامي/بيروت.

-المنتقى شرح موطأ مالك بن أنس

الباجي الأندلسي:أبو الوليد سليمان بن خلف بن سعد بن أيوب بن وارث الباجي الأندلسي.

ص: 823

ت:494 ه

ط:دار الكتاب العربي/بيروت.

-المنطق

المظفر:محمد رضا المظفر

ط:بيروت.

-من فقه الجنس

أحمد الوائلي

ط:مؤسسة أهل البيت/بيروت.

-من لا يحضره الفقيه

الصدوق:أبو جعفر بن بابويه

ط:دار التعارف/بيروت،ط.قم.

-منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة و القدرية

ابن تيمية:أحمد بن عبد الحليم بن تيمية

ت:728 ه

ط:المطبعة الأميرية/مصر.

-منهاج الصالحين

الخوئي:أبو القاسم الموسوي الخوئي

ط:الكويت.

-الموسوعة الفقهية

وزارة الأوقاف الكويتية

ط:الكويت.

-الموضوعات

ابن الجوزي:أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي

ص: 824

ت:597 ه

ط:دار الكتب العلمية/بيروت.

-الموطأ

مالك بن أنس

ت:179 ه

ط:دار الكتاب العربي/بيروت.

-ميزان الاعتدال في نقد الرجال

الذهبي:أبو عبد اللّه محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي

ت:748 ه

ط:دار إحياء الكتب العربي/بيروت،ط:دار المعرفة/بيروت.

-المنطلق

مجلة إسلامية تصدر في بيروت.

حرف النون

-نزل الأبرار بما صح من مناقب أهل البيت الأطهار

البدخشاني:محمد بن معتمد خان البدخشاني الحارثي

ت:1126 ه

ط:مؤسسة المفيد/بيروت.

-نزهة المجالس و منتخب النفائس

الصفوري:عبد الرحمن الصفوري الشافعي

ص: 825

ط:القاهرة.

-النصائح الكافية

محمد بن عقيل

ط:مؤسسة الفجر/بيروت.

-نظم درر السمطين في فضائل المصطفى و المرتضى و البتول و السبطين

الزرندي:جمال الدين محمد بن يوسف بن الحسن بن محمد الزرندي الحنفي المدني

ت:750 ه

ط:مطبعة القضاء/النجف.

-نهاية الارب

النويري:شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري

ط:دار الكتب/مصر.

-نهج البلاغة

الإمام علي عليه السلام

ط:جماعة المدرسين/قم.

-نهج الحق و كشف الصدق

العلامة الحلي

ط:دار الكتاب اللبناني/بيروت.

-نوادر الأصول في معرفة أحاديث الرسول صلى اللّه عليه و آله

الترمذي:أبو عبد اللّه محمد الحكيم الترمذي من علماء القرن الثالث الهجري

ط:دار صادر/بيروت.

ص: 826

-نور الأبصار في مناقب بيت النبي المختار

الشبلنجي

ط:المكتبة الشعبية.

-نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار

الشوكاني:محمد بن علي بن محمد الشوكاني

ت:1255 ه

ط:دار القلم/بيروت.

حرف الهاء

-هامش السيرة الحلبية

زين الدين دحلان

ط:دار إحياء التراث العربي/بيروت.

-هداية العقول إلى غاية السؤل في علم الأصول

المنصور باللّه:الحسين بن أمير المؤمنين المنصور باللّه القاسم بن محمد

ت:1050 ه

ط:صنعاء/اليمن.

-هوية التشيع

أحمد الوائلي

ط:دار الكتبي/بيروت.

حرف الواو

-واقعة الطف

بحر العلوم:محمد تقي بحر العلوم

ص: 827

ط:دار الزهراء/بيروت.

-وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة

العاملي:محمد بن الحسن الحر العاملي

ت:1104 ه

ط:المطبعة الإسلامية/طهران.

-ولاية الفقيه

المحقق النراقي:أحمد المولى النراقي

ت:1244 ه

ط:دار التعارف/بيروت.

حرف الياء

-ينابيع المودة

القندوزي:سليمان بن ابراهيم القندوزي الحنفي

ت:1294 ه

ط:الحيدرية/النجف.

ص: 828

محتويات الكتاب

ص: 829

ص: 830

محتويات الكتاب

الإهداء 7

مقدمة الطبعة الخامسة 9

مقدمة الكتاب 11

القسم الأول التشيع في نشوئه و مراحله (23-355)

الفصل الأول:آراء و تفسيرات حول نشوء التشيع 25

الفصل الثاني:رؤيتنا حول نشوء التشيع و مراحله 33

-مرحلة التأصيل و التجذير 35

-مرحلة التجسيد و التطبيق 55

-مرحلة الوضوح و الامتداد 61

الفصل الثالث:الإمامة من خلال النصوص 87

المبحث الأول:منظومات النصوص 89

-المنظومة الأولى:النصوص المباشرة 91

1-الولاية 93

2-الخلافة 137

3-الإمامة 155

ص: 831

4-الوصية 169

5-الوراثة 187

-المنظومة الثانية:الدلالة الالتزامية 197

1-آية التطهير 200

2-آية المودة 211

3-آية المباهلة 217

4-حديث المنزلة 224

5-حديث السفينة و نصوص أخرى 233

-المنظومة الثالثة:المؤشرات العامة 275

نماذج من المؤلفات في فضائل أهل البيت 279

نماذج من الكتابات حول الإمامة 282

المبحث الثاني:مدرسة الخلفاء و نصوص الإمامة 289

-المحاولة الأولى:التشكيك في صحة النصوص 291

-ملاحظات حول هذه المحاولة 291

-المحاولة الثانية:التشكيك في دلالة النصوص 309

-أهم الإتجاهات التفسيرية و مناقشتها 309

المبحث الثالث:المصادرة التأريخية لمواقع أهل البيت عليهم السلام في حياة الأمة 321

كيف تحركت المصادرة التأريخية لمواقع أهل البيت عليهم السلام:323

-البعد الأول:مصادرة موقع القيادة السياسية 323

-البعد الثاني:مصادرة موقع المرجعية الفكرية 325

-البعد الثالث:مصادرة موقع الزعامة الروحية و الاجتماعية 355

ص: 832

القسم الثاني دور الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة (369-515)

الفصل الأول:التغيرات الطارئة في الصيغة الإسلامية 371

مجال العقيدة 372

مجال التفسير 376

مجال السنة 388

مجال التاريخ 403

-ألوان من التحريف التاريخي 403

-عوامل التحريف التاريخي 409

الفصل الثاني:دور الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في الحفاظ على الصيغة الإسلامية الأصيلة 413

-التنوع في أدوار الأئمة عليهم السلام 415

-الأدوار المشتركة 418

(1)المستوى العقائدي 419

(2)المستوى الروحي 426

(3)المستوى السياسي 446

الحفاظ على المفهوم الأصيل للقيادة 447

إعادة الصيغة القيادية الأصيلة إلى واقع الحياة الإسلامية 456

ص: 833

-هل تحرك الأئمة من أهل البيت عليهم السلام في اتجاه تسلّم السلطة السياسية 457

1-رؤية الأئمة لمسألة السلطة السياسية 457

2-الشروط 458

3-الصيغة 464

-دور الأئمة عليهم السلام في الإعداد الثوري 467

1-الصياغة الجهادية 467

2-البناء الإيماني و الروحي و الثقافي 475

3-التوعية السياسية الهادفة 476

-تأييد الأئمة عليهم السلام للثورات المخلصة 485

(4)المستوى التشريعي 488

التصدي للمصادر التشريعية الدخيلة 489

تثبيت المصادر التشريعية الأصيلة 493

1-إعتماد الأدوات الصحيحة في فهم القرآن و تفسير آياته 494

2-إعتماد السنة النبوية الصحيحة 498

-الأئمة عليهم السلام حملة السنة النبوية 501

-الأئمة عليهم السلام لا يفتون الناس بآرائهم 504

-عرض الأحاديث على كتاب الله 506

-تدوين الحديث و كتابته 507

-الممارسات التدوينية عند اتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام 509

ص: 834

أ-الحديث 510

ب-الفقه 511

ج-التفسير و علوم القرآن 511

3-اعتماد سنة الأئمة من أهل البيت 512

-الأدلة على حجية سنة أهل البيت 513

القسم الثالث الإطار العام للتشيع و مستوياته (517-708)

الفصل الأول:المستوى العقائدي 523

المبحث الأول:المستوى العقائدي العام 523

الأصل العقائدي الأول:التوحيد 525

1-التوحيد الإلهي 525

-عقيدة الشيعة في التوحيد 526

-زيارة القبور ظاهرة مشروعة 527

-موقف الشيعة من الغلو و الغلاة 531

-مؤلفات الشيعة في الرد على الغلاة 532

2-الكمال الإلهي 533

3-العدل الإلهي 534

الأصل العقائدي الثاني:النبوة 539

-ظاهرة النبوة في المسيرة البشرية 539

ص: 835

-الأنبياء رموز الترشيد الإلهي 540

-نبوة الرسول الأعظم محمد صلى اللّه عليه و آله 541

-الدليل العلمي الاستقرائي 543

الأصل العقائدي الثالث:المعاد 546

المبحث الثاني:المستوى العقائدي الخاص «عقيدة الإمامة» 551

-النص على عدد الأئمة 553

-تفسيرات مرتبكة للنصوص 562

-حيثيات التفسير الواقعي 566

-التفسير الشيعي 566

-تعريف موجز بالأئمة الاثني عشر من أهل البيت 576

الفصل الثاني:المستوى الروحي «الولاء لأهل البيت» 583

-تأصيل المبدأ الولائي 585

-الدلالات الكبيرة لمبدأ الولاء 597

-المضمون الحقيقي للولاء 605

الفصل الثالث:المستوى العملي «الإلتزام بنهج الأئمة من أهل البيت» 613

المبحث الأول:النهج القيادي 615

-مستويات القيادة 617

-المراحل القيادية في حياة الإمام المنتظر 617

ص: 836

1-مرحلة الغيبة الصغرى 618

2-مرحلة الغيبة الكبرى 619

-مؤهلات القيادة النائبة 619

-وظائف القيادة النائبة 621

3-مرحلة الظهور 625

-خصائص دولة الإمام المنتظر 625

المبحث الثاني:النهج السلوكي 633

-نصوص تحدّد المعالم السلوكية للحالة الشيعية 636

المبحث الثالث:النهج الفقهي 647

-النهج الفقهي لأئمة أهل البيت 649

-أمثلة فقهية تطبيقية 651

المسألة الأولى:

الوضوء و كيفيته 651

1-حكم الأيدي 651

2-حكم الأرجل 655

المسألة الثانية:

ما يصح السجود عليه في الصلاة 662

-أحاديث الرسول صلى اللّه عليه و آله 662

-السنة العملية 663

-أحاديث الأئمة من أهل البيت عليهم السلام 667

-السجود على التربة الحسينية 668

ص: 837

المسألة الثالثة:

الجمع بين الصلاتين 677

-الدليل الأول 678

-الدليل الثاني 680

-الدليل الثالث 684

المسألة الرابعة:

الزواج المؤقت 685

-المقصود من الزواج الموقت 685

-العناصر المشتركة بين الزواج الدائم و الزواج الموقت 685

-عناصر الاختلاف 686

-مشروعية الزواج الموقت 687

الدليل الأول 687

الدليل الثاني 699

الدليل الثالث 700

-الزواج الموقت و مشكلة الجنس 703

-المشكلة الجنسية و مضاعفاتها 703

-الحلول المطروحة 704

-إشكالات تثار حول المتعة 708

الخاتمة:نتائج البحث 717

-النتيجة الأولى 719

-النتيجة الثانية 720

ص: 838

-النتيجة الثالثة 720

-النتيجة الرابعة 720

فهارس الكتاب 727

فهرست الآيات القرآنية 729

فهرست أحاديث النبي(ص)و أئمة أهل البيت(ع)737

مصادر الكتاب 773

محتويات الكتاب 829

ص: 839

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.