سرشناسه : بحرانی، هاشم بن سلیمان، - 1107؟ق
عنوان و نام پديدآور : ینابیع المعاجز و اصول الدلائل/ تالیف هاشم البحرانی؛ تحقیق فارس حسون کریم
مشخصات نشر : قم: بنیاد معارف اسلامی، 1416ق. = 1375.
مشخصات ظاهری : ص 347
فروست : ([بنیاد معارف اسلامی]67)
يادداشت : عربی
یادداشت : کتابنامه به صورت زیرنویس
موضوع : ائمه اثناعشر -- معجزات
حدیث -- علم الروایه
شناسه افزوده : کریم، فارس حسون، 1331 - ، محقق
شناسه افزوده : بنیاد معارف اسلامی
رده بندی کنگره : BP220/6/ب 3ی 9 1375
رده بندی دیویی : 297/43
شماره کتابشناسی ملی : م 76-2074
ص: 1
ص: 2
هویة الکتاب:
اسم الکتاب: ینابیع المعاجز و اصول الدلائل
تالیف: السید هاشم بن سلیمان البحرانی رحمه الله
تحقیق: فارس حسون کریم
نشر : موسسه المعارف الاسلامیة
المطبة: پاسدار اسلام
العدد: 2000 نسخه
ص: 3
جمیع حقوق الطبع والنشر محفوظة
لموسسة المعارف الاسلامیة
ایران - قم المقدسة
ص.ب 768 / 37185
تلفون 732009
ص: 4
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربّ العالمين، و الصلاة و السلام على خير خلقه و خاتم أنبيائه محمّد، و على وصيّه أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، و على أبنائهما الطاهرين.
و بعد:
فإنّ معاجز الأنبياء و أوصيائهم لهو الدليل القاطع الّذي يثبت علاقتهم بالسماء، و انّهم هم الهداة الّذين بعثهم اللّه ليكونوا اسوة للمجتمع البشري مهما اختلفت شؤونهم و تطوّرت حضارتهم.
و حيث انّ الإمامة و الخلافة لنبيّنا العظيم محمد المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كانت في أمير المؤمنين و إمام المسلمين عليّ بن أبي طالب عليه السلام و الأئمّة الأحد عشر من ولده بنصّ من الرسول الكريم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بما أبدوه من معاجز، و أثبتوه من عصمتهم، و أظهروه من علومهم و معارفهم، فإنّ إثبات هذه الإمامة و استمرارها طيلة العصور المتمادية لا يتمّ إلاّ بنشر تلك العلوم، و بثّ تلك المناقب و المعاجز.
و قد صنّف العلماء الأعلام منذ فجر الاسلام حتى زماننا هذا مصنّفات قيّمة في مناقب و معاجز الأئمّة الاثني عشر صلوات اللّه عليهم، و دلائل إمامتهم.
و من هؤلاء الفطاحل العلاّمة السيّد هاشم البحراني رحمه اللّه، فقد خصّ جملة من مؤلّفاته الثمينة في بثّ مناقب أهل البيت عليهم السّلام، و ما اختصّهم اللّه به دون سائر عباده، ككتابه الكبير «مدينة معاجز الأئمّة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشر» و قد كان لمؤسّستنا يد السبق لتحقيقه و نشره - و قد صدر في 8 مجلّدات - و كذلك «حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار عليهم السّلام» الّذي صدر في 5 مجلّدات، و من مصنّفاته هذا الكتاب «ينابيع المعاجز و اصول الدلائل» فقد حرّره و جمعه من مجموعة من المنابع الحديثيّة.
و قد رأت مؤسّسة المعارف الاسلاميّة أن تعرض على القرّاء الكرام هذا الكتاب القيّم سائلين اللّه تعالى أن يوفّقنا لإحياء تراث أهل بيت العصمة و الطهارة سلام اللّه عليهم أجمعين.
ص: 5
إلى:
امّ الأئمّة، امّ أبيها، امّ البركات، امّ الهادي، البتول، بضعة رسول اللّه (ص)، التقيّة، الحانية، حبيبة المصطفى، الحرّة، الحوراء، الراضية، ربيبة بيت الوحي و السفارة، روح النبي التي بين جنبيه، الزكيّة، سليلة الرسالة، السماويّة، السيّدة، الشفيعة يوم الفصل، الصدّيقة الكبرى، الطاهرة، العذراء، العليمة، الفاضلة، قرّة عين الرسول، المباركة، المحدّثة، المرضيّة، مريم الكبرى، المطهّرة، المظلومة، معدن الأئمّة، النوريّة، وعاء الامامة، وليدة النبوّة.
فاطمة الزهراء سيّدة نساء العالمين - عليها السلام -
أرفع هذا الجهد، راجيا أن أرفل و والديّ في أعطافها، و تسبغ علينا لباس عفوها، و ترسل دوننا قناع صفحها.
فارس
ص: 6
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه الذي خلق الانسان من سلالة من طين، فجعله في أحسن تقويم، و فضّله على سائر المخلوقين، و أسجد له ملائكته المقرّبين، و كرّمه بالعقل الذي يبدّل شكّه باليقين، و أرسل له رسلا مبشّرين و منذرين، لينبّهوه و يمنعوه من ضلالات إبليس اللعين، و عهد إليه أن لا يعبد الشيطان لأنّه له عدوّ مبين، و أن يعبد اللّه وحده و يتبع صراطه المستقيم على بصيرة و إيمان و علم يقين.
و أفضل الصلاة و أتمّ السلام على المبعوث رحمة للعالمين، ناصر المظلومين، و منقذ البشريّة من ضلالة الجاهلين إلى هداية المؤمنين الصالحين، نبيّ الهدى و قدوة العالمين، محمد و آله الطاهرين الذين اصطفاهم اللّه على سائر المخلوقين، ليكونوا قدوة المؤمنين، و منار العارفين، و علامة الصادقين المخلصين، و أوجب مودّتهم في القرآن الكريم بعد أن أذهب اللّه عنهم الرجس و جعلهم من المعصومين، لا يدخل الجنّة إلاّ مستمسك بحبلهم، و لا يذوق النار إلاّ جاحد لفضلهم. يطرب ذكرهم قلبي، و يكشف مدحهم كربي، حبّهم
ص: 7
منوط بلحمي و دمي، لا تقبل صلاتي إلاّ بالصلاة عليهم، و لا تخلص طاعتي إلاّ بتفويض اموري إليهم، هم لسان اللّه الناطق بالحقّ، و يده الباسطة على الخلق، إذا ذكرت صغائر ذنوبي و كبائرها، و موبقات عيوبي و تكاثرها قرعت باب الرجاء بيد حبّهم، و توسّلت إلى خالقي بإخلاصهم و قربهم، فيناجيني بلسان نبيّه في سرائري، و يخاطبني ببيان وليّه في ضمائري: «حبّ علي حسنة لا يضرّ معها سيّئة، و بغضه سيّئة لا ينفع معها حسنة»(1) فيحلو مكرّر حديثها في لهواتي، و يجلو عظيم همومي في خلواتي، فهو المنزّه بكماله عن الأنداد، الجامع في خصاله بين الأضداد، يحيي بجوده الآمال، و يميت بفتكه الأبطال.
و بعد:
ففي الثامن و العشرين من صفر عام «11» ه أفل ذلك النور المقدّس من الأرض و فعل الدهر فعلته، فقد مات النبي - صلّى اللّه عليه و آله - و التحق بالرفيق الأعلى بعد أن أدّى رسالة ربّه، و بلّغ عنه ما أمره بتبليغه، و لم يأل جهدا في النصح لامّته، و إرشادهم و انتشالهم من هوّة الجاهليّة و غياهبها و أباطيلها و أضاليلها، ثمّ ودّعهم وداعه الأخير تاركا فيهم وديعته الغالية و هو دينه الذي ارتضاه لهم ربّ العالمين، و شريعتهة.
ص: 8
التي صدع بها و أوصاهم بتعاهدها و حفظها من الضياع و الاندثار، لأنّها القانون الالهي الذي سنّه لعباده و نشر في بلاده، لن يرتضي منه بدلا، و لن يقبل عنه متحوّلا إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللّهِ الْإِسْلامُ (1)وَ مَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَ هُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِينَ (2).
فواجب الامّة صيانة هذا الدين من الانطماس و الاندراس، و العمل به كما انزل و شرّع بغير تبديل أو تغيير أو تحريف أو تحوير، و لكن هل دلّ النبي - صلّى اللّه عليه و آله - امّته على طريقة الأخذ بهذا الدين، و منهج الاتّباع لهذه السنّة؟ و عمّن تؤخذ؟ و من المفزع عند الاختلاف؟ و من الملجأ في الملمّات و المهمّات؟
نعم، فهو أرشدهم إلى حجج اللّه تعالى بعده، الذين هم خلفاؤه، و حفظة شرعه، و أئمّة امّته، اثنا عشر أهل بيته، أوّلهم أخوه و ابن عمّه، و صهره بعل فاطمة الزهراء ابنته، و وصيّه على امّته علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، فعلت كلمتهم في الآفاق لمّا اقيم أبوهم وليّا على الاطلاق، ثمّ الحسن بن علي الزكيّ شدّ اللّه به أزر ملّته، ثمّ شهيدهم على برهان ربوبيّته الحسين بن علي، ثمّ علي الحسين زيّن به أوراد عبادته، ثمّ باقر العلوم محمد بن علي و الصادق جعفر بن محمد بيّن بهما أسرار شريعته، ثمّ موسى بن جعفر الكاظم أظهر به أنوار حكمته، ثمّ علي بن موسى الرضا الذي جعل رضاه مقرونا به، ثمّ محمد بن علي الجواد مخزن علم اللّه، ثمّ علي بن محمد الهادي الذي جعل هداه في اتّباع5.
ص: 9
سبيله، ثمّ الحسن بن علي العسكري الذي جعل ولاءه منوطا به، ثمّ الخلف الصالح ابن الحسن المهدي - صلوات اللّه عليهم أجمعين -.
لا إمامة بعد رسول اللّه - صلّى اللّه عليه و آله - إلاّ لهم - عليهم السلام -، و لا يجوز الاقتداء في الدين إلاّ بهم، و لا أخذ معالم الدين إلاّ عنهم، و أنّهم في كمال العلم و العصمة من الآثام نظير الأنبياء - عليهم السلام -، و أنّهم أفضل الخلق بعد رسول اللّه - صلّى اللّه عليه و آله -، و انّ إمامتهم منصوص عليها من قبل اللّه على اليقين و البيان.
و انّه سبحانه و تعالى أظهر على أيديهم الآيات، و أعلمهم كثيرا من الغائبات، و الامور المستقبلات، و لم يعطهم من ذلك إلاّ ما قارن وجها يعلمه من اللطف و الصلاح، و الآيات التي تظهر على أيديهم هي فعل اللّه دونهم، أكرمهم بها و لا صنع لهم فيها.
و انّهم بشر محدّثون، و عباد مصنوعون، لا يخلقون، و لا يرزقون، و يأكلون و يشربون، و تكون لهم الأزواج، و تنالهم الآلام و الأعلال، و انّهم بين مقتول و مسموم.
و انّ إمام هذا الزمان هو المهدي بن الحسن، و انّه الحجّة على العالمين، و خاتم الأئمّة الطاهرين، لا إمامة لأحد بعد إمامته، و لا دولة بعد دولته، و انّه غائب عن رعيّته غيبة اضطرار و خوف من أهل الضلال، و للمعلوم عند اللّه تعالى ذلك الصلاح، و انّ اللّه سيظهره وقت مشيئته، و يجعل له الأعوان و الأصحاب، فيمهّد الدين به، و يطهّر الأرض على يديه، و يهلك أهل الضلال، و يقيم عمود الاسلام، و يصير الدين كلّه للّه، و انّ اللّه - عزّ و جلّ - يظهر على يديه عند ظهوره الأعلام و تأتيه
ص: 10
المعجزات بخرق العادات، و يحيي له بعض الأموات، فإذا قام في الناس المدّة المعلومة عند اللّه - سبحانه - قبضه إليه، ثمّ لا يمتدّ بعده الزمان، و لا تتّصل الأيّام حتى تكون شرائط الساعة، و إماتة من بقي من الناس، ثمّ يكون المعاد بعد ذلك.
ص: 11
ص: 12
قال الميرزا عبد اللّه الأفندي - رحمه اللّه -: و هو معروف بالسيّد هاشم العلاّمة.(1)
و قال الشيخ يوسف البحراني - رحمه اللّه -: السيّد هاشم المعروف بالعلاّمة.(2)
لم يذكر أصحاب السير و لا مترجمو حياة السيّد - قدّس اللّه روحه - تأريخا معيّنا ليوم أو سنة ولادته، و لا مدّة عمره الشريف الذي قضى جلّه في التأليف و التصنيف، غير أنّ ما يعلم من كتب التراجم أنّه من معاصري الشيخ الحرّ العاملي - رحمه اللّه - صاحب «تفصيل وسائل الشيعة» و «أمل الآمل» المولود في سنة «1033» ه، و المتوفّى سنة «1104» ه، إذ قال عنه الشيخ:
رأيته و رويت عنه(3).
الشيخ محمد بن ماجد(1) إلى السيّد - رحمه اللّه - فقام بالقضاء في البلاد، و تولّى الامور الحسبية أحسن قيام، و قمع أيدي الظلمة و الحكّام، و نشر الأمر بالمعروف، و النهي عن المنكر، و بالغ في ذلك و أكثر، و لم تأخذه لومة لائم في الدين، و كان من الأتقياء المتورّعين، شديدا على الملوك و السلاطين.(2)
قال الشيخ الحرّ العاملي - رحمه اللّه -: فاضل، عالم، ماهر، مدقّق، فقيه، عارف بالتفسير و العربيّة و الرجال.(3)
و قال الميرزا عبد اللّه الأفندي الأصفهاني - رحمه اللّه -: الفاضل، الجليل، المحدّث، الفقيه، المعاصر، الصالح، الورع، العابد، الزاهد، المعروف بالسيّد هاشم العلاّمة، من أهل بحرين، صاحب المؤلّفات الغزيرة، و المصنّفات الكثيرة.(4)
و قال الشيخ يوسف البحراني - رحمه اللّه -: كان السيّد فاضلا، محدّثا، جامعا متتبّعا للأخبار بما لم يسبق إليه سابق سوى شيخنا المجلسي، و قد صنّف كتبا عديدة تشهد بشدّة تتبّعه و اطّلاعه.(5)
و قال الشيخ سليمان الماحوزي البحراني - رحمه اللّه -: السيّد أبو المكارم السيّد هاشم بن السيّد سليمان الكتكاني، محدّث، متتبّع، له التفسيران
ص: 15
و قال الشيخ عبّاس القمّي - رحمه اللّه -: بلغ - أي السيّد هاشم - في القدس و التقوى بمرتبة قال صاحب الجواهر(3) في بحث العدالة: لو كان معنى العدالة الملكة دون حسن الظاهر، لا يمكن الحكم بعدالة شخص أبدا إلاّ في مثل المقدّس الأردبيلي، و السيّد هاشم على ما نقل من أحوالهما.(4)
و في أعيان الشيعة، عن تتمّة أمل الآمل: كان من جبال العلم و بحوره، لم يسبقه سابق، و لا لحقه لاحق، في طول الباع، و كثرة الاطّلاع، حتى العلاّمة المجلسي، فإنّه نقل عن كتب ليس في البحار لها ذكر مثل: كتاب «ثاقب المناقب» و «بستان الواعظين» و «إرشاد المسترشدين» و «تفسير محمد بن العبّاس بن الماهيار» و «تحفة الاخوان» و «كتاب الجنّة و النار» و «كتاب السيّد الرضي في مناقب أمير المؤمنين - عليه السلام -»(5) و «أمالي المفيد النيسابوري» و «كتاب مقتل الثاني للشيخ علي بن ظاهر الحلّي» و «كتاب المعراج للصدوق» و «كتاب تولّد أمير المؤمنين - عليه السلام - لأبي مخنف» و «تفسير السدّي»، و غير ذلك(6).0.
ص: 16
1 - السيّد عبد العظيم بن السيّد عبّاس الأسترآبادي، كان من أجلّة تلاميذ البهائي و المجازين منه، يروي عنه السيّد هاشم البحراني إجازة بالمشهد المقدّس الرضويّ كما نصّ عليه في آخر تفسيره الموسوم ب «الهادي و مصباح النادي»، و قال في وصفه: السيّد الفاضل التقيّ، و السند الزكيّ.(1)
و نصّ على إجازته أيضا في تفسيره «البرهان في تفسير القرآن» و قال:
أخبرني بالإجازة عدّة من أصحابنا، منهم: السيّد الفاضل التقي الزكي السيّد عبد العظيم بن السيّد عبّاس بالمشهد الشريف الرضوي على ساكنه و آبائه و أولاده أفضل التحيّات، و أكمل التسليمات، عن الشيخ المتبحّر المحقّق مفيد الخاصّ و العامّ شيخنا الشهيد محمد العاملي الشهير ببهاء الدين..(2).
و للسيّد عبد العظيم من المصنّفات رسالة في وجوب الجمعة عينا.(3)
2 - الشيخ فخر الدين الطريحي(4) بن محمد بن علي بن أحمد بن علي بن أحمد بن طريح النجفي المسلمي العزيزي الأسدي الرماحي، الفقيه، الاصولي، اللغويّ، المحدّث، صاحب كتاب «مجمع البحرين»، ولد بالنجف سنة «979» ه، و توفّي بالرماحية سنة «1087» ه، و نقل جثمانه إلى النجف الأشرف، و دفن بظهر الغريّ.
ص: 17
قال السيّد هاشم في كتابه «مدينة معاجز الأئمّة الاثني عشر، و دلائل الحجج على البشر»: أدركته بالنجف، ولي منه إجازة.(1)
و قال في «حلية الأبرار»: و شافهته، و أجاز لي الرواية عنه.(2)
1 - الشيخ أبو الحسن شمس الدين سليمان بن الشيخ عبد اللّه الماحوزي المعروف بالمحقّق البحراني(3) ، ولد ليلة النصف من شهر رمضان سنة «1075» ه، و توفّي في اليوم السابع عشر من رجب سنة «1121» ه، عن عمر يقرب من خمسين سنة.
و ذكر الشيخ علي البلادي البحراني: أنّه قال في بعض فوائده: دخلت على شيخنا العلاّمة السيّد هاشم التوبلي زائرا مع والدي، فلمّا قمنا معه لنودّعه و صافحته لزم يدي و عصرها، و قال لي: لا تفتر عن الاشتغال، فإنّ هذه البلاد عن قريب ستحتاج إليك.
قال البلادي: و صدق - رحمه اللّه - فإنّه بعد برهة قليلة توفّي ذلك السيّد، و انتقلت الرئاسة الدينيّة إليه - أفاض اللّه شآبيب رحمته و رضوانه عليه -(4).
2 - الشيخ علي بن عبد اللّه بن راشد البحراني المقابي، استنسخ بعض كتب السيّد هاشم، مثل: «حلية الأبرار» و «حلية النظر» و ذلك في سنة «1099»
ص: 18
ه، و هي نفس السنة التي فرغ فيها المؤلّف من هذين الكتابين، و هاتان النسختان موجودتان في المكتبة الرضويّة.(1)
3 - الشيخ محمد بن الحسن بن علي المشهور بالحرّ العاملي، الفقيه، المحدّث، الجليل، صاحب «تفصيل وسائل الشيعة» و «أمل الآمل» ولد في قرية مشغرى من قرى دمشق سنة «1033» ه، و توفّي سنة «1104» ه.
4 - السيّد محمد العطّار بن السيّد علي البغدادي، الأديب، الشاعر، ولد في بغداد سنة «1071» ه، و توفّي سنة «1171» ه.
قال الشيخ محمد حرز الدين: قرأ على علماء عصره، منهم: السيّد هاشم البحراني.(2)
5 - الشيخ محمود بن عبد السلام المعني البحراني، الصالح، الورع، قد عمّر إلى ما يقرب من مائة سنة، و كان حيّا في سنة «1028» ه لأنّه في تلك السنة أجاز الشيخ عبد اللّه السماهيجي المتوفّى سنة «1135» ه.
قال البلادي: هذا الشيخ يروي عن جملة من المشايخ العظام كالسيّد هاشم التوبلي، و الشيخ الحرّ العاملي.(3)
6 - الشيخ هيكل الجزائري بن عبد علي الأسدي، أجازه السيّد البحراني على نسخة من كتاب «الاستبصار» في تاسع ربيع الأوّل سنة «1100» ه، و عبّر عنه بالشيخ الفاضل، العالم، الكامل، البهيّ، الوفيّ.(4)2.
ص: 19
7 - الشيخ حسن البحراني، قرأ الكافي على السيّد هاشم البحراني، فكتب له إجازة فيه في الحادي عشر من شوّال سنة «1097» ه.(1)
8 - الشيخ علي بن عبد اللّه بن أحمد البحراني، له كتاب «الرسائل المتشتّتة في المسائل المتفرّقة».(2)
و لم يذكر الشيخ يوسف البحراني روايته عن السيّد هاشم، بل ذكر روايته عن الشيخ محمود بن عبد السلام المعني، و هو عن السيّد هاشم.(3)
قال الميرزا الأفندي: خلّف ابنين صالحين من طلبة العلم: السيّد عيسى، و السيّد محسن.(4)
و قال الطهراني في الذريعة: قال في الرياض: رأيت جميع كتب السيّد عند ولده السيّد علي شارح «زبدة الاصول» لمّا اجتمعت معه بإصبهان.(5)
بيد أنّ هذه العبارة غير موجودة في الرياض المطبوع، بل العبارة فيه هكذا: له مؤلّفات كثيرة رأيت أكثرها باصبهان عند ولده السيّد محسن.(6)
و قال الطهراني أيضا في الذريعة: «شرح الزبدة» للسيّد محمد جواد بن العلاّمة السيّد هاشم التوبلي البحراني، كان موجودا عند الشيخ محمد صالح بن
ص: 20
أحمد البحراني المعاصر كما حدّثني به.(1)
غير أنّ الشيخ علي البلادي قال: و لهذا السيّد ولد فاضل محقّق اسمه السيّد عيسى، له شرح على زبدة شيخنا البهائي، إلاّ أنّ النسخة التي عندنا غير تامّة، و لن أقف له على ترجمة و لا رواية.(2)
قال الميرزا الأفندي: له - قدّس سرّه - من المؤلّفات ما يساوي خمسا و سبعين مؤلّفا ما بين كبير، و وسيط، و صغير، و أكثرها في العلوم الدينيّة، و سمعت ممّن أثق به من أولاده - رضوان اللّه عليه - أنّ بعض مؤلّفاته حيث كان يأخذه من كان ألّفه له لم يشتهر، بل لم يوجد في البحرين.(3)
و نذكر منها ما تيسّر العلم به:
1 - «إثبات الوصيّة».(4)
وصيّة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و بنيه الأحد عشر الأئمّة - عليهم السّلام - ممّا تظافرت به الأخبار، و تواترت به الآثار.
و يأتي له: «البهجة المرضيّة في إثبات الخلافة و الوصيّة»، و الظاهر اتّحاده مع هذا الكتاب على ما ذهب إليه صاحب الذريعة.
ص: 21
2 - «إحتجاج المخالفين على إمامة أمير المؤمنين - عليه السلام -»(1).
و يشتمل على خمسة و سبعين احتجاجا من المخالفين على إمامة أمير المؤمنين - عليه السلام - و قد فرغ منه سنة «1105» ه.
نسخة منه موجودة في مدرسة آخوند همدان.(2)
3 - «الإنصاف في النصّ على الأئمّة الإثني عشر من آل محمد - صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - الأشراف».(3)
و يعرف بالنصوص أيضا، و يحتوي على «308» حديثا، فرغ منه سنة «1097» ه، نسخة منه موجودة في مكتبة المرحوم آية اللّه العظمى المرعشي في قم بخطّ النسخ في «117» ورقة، و نسخة ثانية منه في المكتبة الرضويّة، و نسخة ثالثة منه في مدرسة آخوند همدان(4) ، و كان قد طبع الكتاب مع ترجمة فارسيّة له في المطبعة العلميّة ب «قم».
4 - «إيضاح المسترشدين في بيان تراجم الراجعين إلى ولاية أمير المؤمنين - عليه السلام -».(5)
و قد ترجم فيه لمائتين و ثلاثة و خمسين رجلا من المستبصرين الراجعين إلى الحقّ، و قد يعبّر عنه ب «هداية المستبصرين»، فرغ من تأليفه سنة «1105» ه.
و توجد نسخة منه عند السيّد عبد اللّه الملقّب بالبرهان1.
ص: 22
السبزواري.(1)
5 - «البرهان في تفسير القرآن».(2)
جمع - رحمه اللّه - في هذا الكتاب الشريف عددا وافرا من الأحاديث المأثورة عن أهل البيت - عليهم السّلام - في تفسير الآيات القرآنيّة، إذ هم - عليهم السّلام - أهل الذكر الذين أمرنا اللّه - تبارك و تعالى - بسؤالهم، و قد طبع الكتاب عدّة مرّات.
6 - «البهجة المرضيّة في إثبات الخلافة و الوصيّة».(3)
و قد مرّ أنّ من المحتمل اتّحاده مع «إثبات الوصيّة».
7 - «بهجة النظر في إثبات الوصاية و الإمامة للأئمّة الإثني عشر».(4)
فرغ منه سنة «1099» ه. قال الأفندي: هو ملخّص من كتاب «حلية الأبرار».(5)
8 - «تبصرة الوليّ فيمن رأى القائم المهدي - عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف -».
فرغ منه سنة «1099» ه، و الكتاب مطبوع بتحقيق مؤسّسة المعارف الإسلامية ب «قم».
9 - «تبصرة الوليّ في النصّ الجليّ».1.
ص: 23
كتاب في إثبات إمامة علي بن أبي طالب - عليه السلام - مرتّب على أربعة أركان.
نسخة منه في مكتبة مدرسة آخوند في همدان(1) ، و اخرى في المكتبة الرضويّة.
10 - «التحفة البهيّة في إثبات الوصيّة لعليّ - عليه السلام -».(2)
اشتمل على أربعمائة و خمسين حديثا من طرق الخاصة، منها ما يزيد على خمسين حديثا من طرق العامّة.
فرغ منه سنة «1099» ه.
11 - «ترتيب التهذيب».(3)
أورد فيه كلّ حديث في الباب المناسب له، فرغ منه سنة «1079» ه، و وقع الفراغ من تصحيحه في محضر المؤلّف سنة «1102» ه، ثمّ شرحه بنفسه شرحا كما يأتي.
و طبع الكتاب بالافست في «3» مجلّدات سنة «1392» ه، و قدّم له المرحوم آية اللّه العظمى المرعشي النجفي - قدّس سرّه - مقدّمة، و قال فيها: و لعمري لقد أتعب نفسه الشريفة، و أجاد فيما أفاد، و أتى فوق ما يؤمّل و يراد.
12 - «تعريف رجال من لا يحضره الفقيه».(4)
و هو شرح لمشيخة من لا يحضره الفقيه.
13 - «تفضيل الأئمّة - صلوات اللّه عليهم - على الأنبياء، عدا نبيّنا محمد -4.
ص: 24
صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - الذي هو أشرف المخلوقات و أفضلهم».(1)
14 - «تفضيل علي - عليه السلام - على اولي العزم من الرسل - عليهم السلام -».(2)
و قيل: إنّه ألّفه في مرض موته بالحاح من جماعة في أربعة عشر يوما، و هو لا يقدر على الحركة، فكان يملي الأحاديث و يكتبها الكاتب سنة «1107» ه.
15 - «تنبيه الأريب و تذكرة اللبيب في إيضاح رجال التهذيب».(3)
كتاب مبسوط في بيان أحوال رجال التهذيب، و هذّبه الشيخ حسن بن محمد الدمستاني المتوفّى سنة «1181» ه، و نظّمه على ترتيب الكتب الفقهيّة، و سمّاه «انتخاب الجيّد من تنبيهات السيّد»، و فرغ منه سنة «1173» ه، و نسخة منه موجودة في مكتبة آية اللّه العظمى المرعشي النجفي ب «قم».
16 - «التنبيهات في تمام الفقه من الطهارة إلى الديّات».(4)
قال الأفندي: هو كتاب كبير مشتمل على الاستدلالات في المسائل إلى آخر أبواب الفقه، و هو الآن موجود عند ورثة الاستاذ - قدّس سرّه -.
و المراد بالاستاذ هو العلاّمة المجلسي - قدّس سرّه -.
17 - «التيميّة في بيان نسب التيمي».(5)1.
ص: 25
18 - «حقيقة الايمان المبثوث على الجوارح».(1)
فرغ من تأليفه سنة «1090» ه.
19 - «حلية الآراء».(2)
كذا في بعض الفهارس، و الظاهر أنّه مصحّف عن «حلية الأبرار» الآتي ذكره.
20 - «حلية الأبرار محمد و آله الأئمّة الأطهار».
كتاب كبير مرتّب على «13» منهجا في أحوال النبيّ - صلّى اللّه عليه و آله و سلّم - و الأئمّة الإثني عشر - عليهم السلام -، و قد طبع الكتاب بتحقيق الشيخ غلام رضا مولانا البروجردي، و صدر عن مؤسّسة المعارف الاسلاميّة ب «قم».
21 - «حلية النظر في فضل الأئمّة الإثني عشر».(3)
فرغ من تأليفه سنة «1099» ه، توجد نسخة منه في المكتبة الرضويّة بخطّ تلميذ المؤلّف علي بن عبد اللّه بن راشد المقابي البحراني، استنسخه في السنة المذكورة، و قابله مع أصله.
22 - «الدرّ النضيد في خصائص الحسين الشهيد - صلوات اللّه عليه -».(4)
قال الأفندي: لعلّه بعينه «كتاب مقتل الحسين - عليه السلام -».
23 - «رسالة في أسامي الّذين رووا النصّ على الأئمّة الإثني عشر - عليهم8.
ص: 26
السلام -».
رسالة في «4» أوراق أورد المؤلّف فيها أسماء رواة النصوص و رتّبها على حروف المعجم.
نسخة منه موجودة في مكتبة مدرسة آخوند في همدان.(1)
24 - «روضة العارفين و نزهة الراغبين».(2)
و يسمّى أيضا «وصيّة العارفين في أسماء شيعة أمير المؤمنين - عليه السّلام -»، نسخة منه موجودة في خزانة الشيخ علي كاشف الغطاء بالنجف، و نسخة اخرى في خزانة الصدر.
قال الطهراني في الذريعة: ذكر من الرجال «158» رجلا، آخرهم في النسخة التي رأيتها: قنبر مولى أمير المؤمنين - عليه السلام -، و أوّلهم أبان بن تغلب.
25 - «روضة الواعظين في أحاديث الأئمّة الطاهرين - عليهم السّلام -».(3)
توجد نسخة منه في خزانة السيّد هبة الدين الشهرستاني بالكاظميّة، و نسخة أخرى في خزانة سپهسالار ب «طهران» رقم «1866».
26 - «سلاسل الحديد و تقييد أهل التقليد».(4)
منتخب ممّا ذكر في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد،2.
ص: 27
في فضائل أمير المؤمنين - عليه السلام -، و سمّاه أيضا بكتاب «شفاء الغليل من تعليل العليل»، فرغ منه سنة «1100» ه.
27 - «سير الصحابة».(1)
و قد ألّفه سنة «1070» ه.
28 - «شرح ترتيب التهذيب».(2)
29 - «عمدة النظر في بيان عصمة الأئمّة الإثني عشر ببراهين العقل و الكتاب و الأثر».(3)
مرتّب على ثلاثة مطالب: أوّلها في الأدلّة العقليّة الإثني عشر، و ثانيها في الآيات القرآنيّة الإثني عشر، و ثالثها في الأخبار النبويّة و الروايات الإماميّة الخمسة و الأربعين الدالّة كلّها على العصمة.
توجد نسخة منه في خزانة الحاجّ مولى علي بن محمد النجف آبادي الموقوفة في النجف.
و نسخة أخرى منه في المكتبة الرضويّة.(4)
و نسخة اخرى في مكتبة مدرسة آخوند في همدان.(5)
30 - «غاية المرام و حجّة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاصّ و العامّ».(6)
فرغ منه سنة «1100» ه أو «1103» ه، و طبع سنة2.
ص: 28
«1272» ه، و ترجمه الشيخ محمد تقي الدزفولي المتوفّى سنة «1295» ه، و فرغ من ترجمته سنة «1273» ه، و طبع سنة «1277» ه.
و لغاية المرام حواش للميرزا نجم الدين جعفر الطهراني، عيّن فيها مواضع الأحاديث التي نقلها المؤلّف عن كتب العامّة، و نقل أحاديث اخرى كثيرة عن كتبهم ممّا فات المؤلّف ذكرها.
و لخّص «غاية المرام» الآقا نجفي الأصفهاني، المتوفّى سنة «1331» ه.
31 - «فضل الشيعة».(1)
و يحتوي على مائة و ثمانية عشر حديثا في فضلهم، و توجد نسخة منه في المكتبة الرضويّة.
و لعلّه نفسه «مناقب الشيعة».
32 - «كشف المهمّ في طريق خبر غدير خم».(2)
نسخة منه في المكتبة الرضويّة في «43» ورقة، و صدر مؤخّرا - بطبعة قشيبة - عن مؤسّسة إحياء تراث السيّد هاشم البحراني ب «قم».
33 - «اللباب المستخرج من كتاب الشهاب».(3)
استخرج المؤلّف الأخبار المرويّة في شأن أمير المؤمنين و الأئمّة الطاهرين - عليهم السّلام - من كتاب «شهاب الأخبار8.
ص: 29
في الحكم و الأمثال» للقاضي القضاعي سلاّمة بن جعفر الشافعي، المتوفّى سنة «454» ه، مختصر مطبوع.
34 - «اللوامع النورانيّة في أسماء علي و أهل بيته القرآنيّة».(1)
و هو تفسير الآيات النازلة في أهل البيت - عليهم السّلام -، فرغ من تأليفه سنة «1069» ه، و ذكر فيه ألفا و مائة و أربعا و خمسين آية من القرآن الكريم، ثمّ ذكر بعد كلّ آية الروايات الواردة عنهم - عليهم السّلام -، و قد طبع سنة «1394» ه، و طبع ثانية سنة «1404» ه في إصفهان.
35 - «المحجّة فيما نزل في القائم الحجّة - عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف -».(2)
كتاب شريف لطيف، يحتوي على «120» آية من القرآن، فرغ منه سنة «1097» ه، طبع مع غاية المرام في سنة «1272» ه، و طبع بعضه في آخر «الألفين» للعلاّمة سنة «1297» ه، و طبع سنة «1403» ه بتحقيق محمد منير الميلاني في بيروت.
36 - «مدينة معاجز الأئمّة الإثني عشر و دلائل الحجج على البشر».(3)
طبع أخيرا و صدر عن مؤسّسة المعارف الإسلاميّة ب «قم».
37 - «مصابيح الأنوار و أنوار الأبصار في بيان معجزات النبيّ المختار0.
ص: 30
- صلّى اللّه عليه و آله و سلّم -».(1)
لعلّه بعينه «معاجز النبي» الآتي.
38 - «المطاعن البكريّة و المثالب العمريّة من طريق العثمانيّة».(2)
ألّفه بعد كتابه «سلاسل الحديد»، فرغ منه سنة «1101» ه.
39 - «معاجز النبي - صلّى اللّه عليه و آله و سلّم -».(3)
40 - «معالم الزلفى في معارف النشأة الاولى و الاخرى».(4)
قال في رياض العلماء: هو كتاب حسن حاو لفوائد جمّة، و ينقل فيها عن كتب غريبة ليست مذكورة في البحار.
طبع لمرّات: الاولى سنة «1271» ه، و الثانية سنة «1288» ه، و الثالثة مع نزهة الأبرار سنة «1289» ه.
41 - «مقتل الحسين - عليه السلام -».(5)
42 - «مناقب أمير المؤمنين - عليه السّلام -».(6)
قال الطهراني في الذريعة: نسب إليه و أكثر النقل عنه الشيخ أحمد بن سليمان البحراني في كتابه «عقد اللئال في مناقب النبيّ و الآل - عليهم السّلام -» و رأيت نسخة منه بالكاظميّة، فرغ الكاتب منه يوم الجمعة «28» ذي القعدة2.
ص: 31
سنة «1120» ه، و طبع بالكاظميّة سنة «1372» ه.
43 - «مناقب الشيعة».(1)
و لعلّه نفسه «فضل الشيعة» المتقدّم ذكره.
44 - «مولد القائم - عجّل اللّه تعالى فرجه الشريف -».(2)
قال الطهراني في الذريعة: عدّه في الرياض من تصانيفه التي رآها عند ولده بإصبهان.
45 - «الميثميّة».(3)
ذكره السيّد محسن الأمين في أعيان الشيعة ضمن كتب السيّد.
46 - «نزهة الأبرار و منار الأفكار في خلق الجنّة و النار».(4)
يحتوي «251» حديثا، كتبه بعد «معالم الزلفى»، و طبع معه سنة «1289» ه، و قد يسمّى الجنّة و النار.
47 - «نسب عمر بن الخطّاب».(5)
48 - «نهاية الاكمال فيما يتمّ به تقبّل الأعمال».(6)
فرغ منه سنة «1090» ه، و هو في بيان الاصول الخمسة كما قال في الرياض.
و قال الطهراني في الذريعة: في بعض النسخ: اسمه «نهاية5.
ص: 32
الأكحال - بالحاء المهملة -، و هو في الإمامة، فرغ منه سنة «1102» ه، نسخة منه موجودة في الرضويّة، و اخرى في المكتبة التسترية.
و توجد نسخة منه أيضا في مدرسة آخوند في همدان.(1)
49 - «نور الأنوار».(2)
في التفسير من خلال روايات أهل البيت - عليهم السّلام - و هو نظير «كنز الدقائق» و «نور الثقلين»، توجد نسخة منه عند السيّد محمد علي الروضاتي من سورة الحاقّة إلى الفلق.
50 - «الهادي و ضياء النادي» أو «مصباح النادي».(3)
تفسير القرآن بالأحاديث المأثورة عن أهل البيت - عليهم السلام -، فرغ من تأليفه سنة «1076» ه، نسخة منه بخطّ محمد بن حرز بن سليمان البحراني مؤرّخه بتاريخ سنة «1081» ه، منقولة من خطّ المؤلّف، موجودة في الرضويّة، و نسخة اخرى بخطّ أحمد بن محمد البحراني، فرغ منه سنة «1105» ه، موجودة في خزانة محمد أمين الكاظميّ.
51 - «الهداية القرآنيّة».(4)
في التفسير، ألّفه بعد «البرهان» و «نور الأنوار» و «اللباب» و «اللوامع» فإنّه قد صرّح بجميعها في «الهداية»، فرغ من تأليفه سنة «1096» ه، نسخة منه موجودة في الرضويّة.5.
ص: 33
52 - «وفاة الزهراء - عليها السلام -».(1)
53 - «وفاة النبيّ - صلّى اللّه عليه و آله و سلّم -».(2)
54 - «وفيات النبيّين - عليهم السّلام -».(3)
55 - «اليتيمة و الدرّة الثمينة».(4)
و هو كتاب لطيف في «12» باب، و قد طبع - بتحقيقنا - في بيروت، و صدر ضمن منشورات مؤسّسة الأعلمي للمطبوعات.
56 - «ينابيع المعاجز و اصول الدلائل».(5)
و هو كتابنا هذا، و كان قد طبع في المطبعة العلميّة ب «قم» باهتمام الحاجّ أبو القاسم المشتهر بالسالك.(6)
قال الشيخ يوسف البحراني - رحمه اللّه -: توفّي - قدّس سرّه - في قرية نعيم في بيت الشيخ عبد اللّه بن الشيخ حسين بن علي بن كنبار لأنّه كان متزوّجا بمخلّفة الشيخ علي بن الشيخ عبد اللّه المذكور، و نقل نعشه إلى قرية توبلي،
ص: 34
و دفن في مقبرة ماتيني من مساجد القرية المشهورة، و قبره مزار معروف، و انتهت رئاسة البلد بعده إلى الشيخ سليمان بن عبد اللّه المذكور، و كانت وفاته للسنة السابعة بعد المائة و الألف.
و ذكر بعض مشائخنا المعاصرين أنّ وفاته كانت بعد موت الشيخ محمد بن ماجد بأربع سنين، و على هذا تكون وفاته للسنة التاسعة بعد المائة و الألف.(1)
كتاب شريف أخرج فيه مؤلّفه جملة وافرة من مناقب الأئمّة الاثني عشر - عليهم السّلام - استخلصها من أهمّ المصادر الشيعيّة كالكافي و بصائر الدرجات و تفسير القمّي و الاختصاص و عيون أخبار الرضا - عليه السلام - و الأمالي للصدوق و الأمالي للشيخ الطوسي و غيرها.
و جعل المؤلّف - رحمه اللّه - كتابه هذا في «21» باب جلّها في فضائلهم - عليهم السّلام -، و أورد في نهاية كلّ باب معجزة لأحد الأئمّة الاثني عشر - صلوات اللّه عليهم - ممّا كان ذاك مدعاة لتوهّم الميرزا عبد اللّه الأفندي بأن يعتبره مختصر من كتاب مدينة المعاجز لنفس السيّد هاشم - رحمه اللّه -.(2)
و قد فرغ السيّد - رحمه اللّه - منه في شهر شوّال من سنة «1097» ه.
ص: 35
اعتمدت في عملي بتحقيق الكتاب على النسخة الكاملة المصحّحة المحفوظة في الخزانة الرضويّة ضمن مجموعة كبيرة ضمّت كتبا اخرى للسيّد - رحمه اللّه - مثل حلية الأبرار، و تبصرة الوليّ، و وقعت هذه النسخة في الصفحات «263-291»، و هي مكتوبة بخطّ النسخ، و في كلّ صفحة «31» سطر.
و قد وقع الفراغ من نسخها عن نسخة المؤلّف في العشرين من شهر شوّال لسنة «1098» ه بقلم علي بن عبد اللّه بن راشد بن علي المقابي البحراني - تلميذ السيّد -.
و عبّرت عنها في الهامش ب «الأصل».
في بداية عملي أرجعت جميع الأحاديث إلى مصادرها التي نقل منها المؤلّف - رحمه اللّه -، و من ثمّ استخرجتها من مصادر اخرى، و بعد ذلك قابلتها مع مصادرها الأصليّة و البحار، و عندها بدأت بتدوين الهوامش و كما يلي:
1 - استخرجت الآيات القرآنيّة من القرآن الكريم، و جعلت ما في المتن مطابقا لما في القرآن.
2 - استخرجت الكلمات الغامضة من كتب اللغة و أشرت إليها في محلّها.
3 - ما أضفته من المصادر أو البحار جعلته بين [] و أشرت إليه، ما عدا لفظ الجلالة فقد اكتفيت بالاشارة دون المعقوفتين.
4 - ما كان ليس في المصادر و البحار جعلته بين () و أشرت إليه.
ص: 36
5 - إن كان في اسم أحد الرواة و الأعلام اختلاف بين النسخة أو المصادر أو البحار أشرت إليه مع شرح مختصر لحال ذلك الراوي مع الإشارة إلى مصدر الشرح غالبا.
6 - ذكرت في نهاية كلّ حديث ما تيسّر من العثور على مصادر اخرى له.
7 - ألحقت بالكتاب عدّة فهارس كي تسهّل على المتتبّع الوصول إلى مراده.
مولد الرسول الأكرم 1415 ه
فارس حسّون كريم
قم المقدّسة
ص: 37
صورة
ص: 38
صورة
ص: 39
ص: 40
بسم اللّه الرحمن الرحيم
و به نستعين
الحمد للّه و سلام على عباده الذين اصطفى.
أمّا بعد:
فيقول أفقر العباد إلى ربّه الغنيّ هاشم بن سليمان بن إسماعيل بن عبد الجواد الحسيني البحراني: إنّه لمّا وفّق اللّه سبحانه إلى تأليف كتاب مدينة معاجز الأئمّة الاثني عشر صلوات اللّه عليهم أجمعين خطر بالبال، و سنح في الخيال أن اؤلّف كتابا آخر في اصول تلك المعاجز و الدلائل ممّا خصّ اللّه جلّ جلاله نبيّنا محمدا و الأئمّة الاثني عشر من أهل بيته صلوات اللّه عليهم و سلامه، و ما استودعهم من سرائر علومه، و ما استحفظهم من مخزونه و مكتومه.
فأظهر على أيديهم المعاجز و الدلائل، لأنّهم حجّته على عباده، و خلفاؤه في بلاده، على الأواخر و الأوائل، و جعلهم علما بيّنا، و هاديا نيّرا، حجج اللّه و دعاته و رعاته على خلقه، يدين بدينهم العباد، و تستهلّ بنورهم البلاد، و ينمو
ص: 41
ببركتهم التلاد(1) ، و جعلهم حياة للأنام، و مصابيح للظلام، و مفاتيح للكلام، و دعائم للاسلام، جرت بذلك فيهم مقادير اللّه على محتومها، فهم الهداة المنتجبون، و القوّام المرتجون، اصطفاهم اللّه بذلك بقيّة من آدم، و خيرة من ذرّيّة نوح، و مصطفون من آل إبراهيم، و سلالة من إسماعيل، أيّدهم بروحه، استودعهم سرّه، و استحفظهم علمه، و استحباهم حكمته، و استرعاهم لدينه، و انتدبهم لعظيم أمره، و أحباهم مناهج سبيله و فرائضه و حدوده، فقام بهم العدل عند تحيّر أهل الجهل، و تميّز أهل الجدل بالنور الساطع، و الشفاء النافع، بالحقّ الأبلج، و البيان من كلّ مخرج، فليس يجهل حقّهم إلاّ شقيّ، و لا يجحدهم إلاّ غويّ، و لا يصدّ عنهم إلاّ جريّ على اللّه جلّ و علا، فهم الصراط المستقيم، و الحقّ القويم، فاز من والاهم، و خاب من عاداهم، عليهم أفضل الصلوات، و أكمل التحيّات.
فصار هذا الكتاب جامعا لأجزال العوائد، و أحسن الفوائد، و أمنح الفرائد، مأخوذا من كتب معتمدة، و اصول ممهّدة، مصنّفات لمشايخ ثقات مشهورين، و أفاضل علماء معلومين، بروايات مسندة متّصلة بأهل العصمة سلام اللّه عليهم أجمعين، فهو تحفة للاخوان، و نور يستضاء به أهل الإيمان، و جعلته على أحد و عشرين بابا:
الباب الأوّل: أنّ القرآن فيه تبيان كلّ شيء، و فيه ما تسيّر به الجبال، و تقطّع به الأرض، و يكلّم به الموتى، و أنّ فيه لآيات ما يراد بها أمر إلاّ أن يأذن اللّه جلّ جلاله به و النبيّ و الأئمّة الاثنا عشر يعلمون ذلك صلوات اللّه عليهم.».
ص: 42
الباب الثاني: أنّهم عليهم السّلام وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1).
الباب الثالث: أنّهم خزّان علم اللّه جلّ جلاله.
الباب الرابع: أنّهم صلّى اللّه عليهم أعطاهم اسم اللّه الأعظم.
الباب الخامس: أنّ عندهم عليهم السّلام علم ما في السماء، و ما في الأرض، و علم ما كان، و علم ما يكون، و ما يحدث بالليل و النهار، و ساعة و ساعة، و عندهم علم النبيّين و زيادة.
الباب السادس: أنّهم عليهم السّلام إذا شاؤا أن يعلموا علموا، و انّ قلوبهم مورد إرادة اللّه سبحانه إذا شاء شيئا شاؤه.
الباب السابع: أنّهم عليهم السّلام محدّثون.
الباب الثامن: أنّهم سلام اللّه عليهم ينكت في قلوبهم العلم، و ينقر في آذانهم صلوات اللّه عليهم.
الباب التاسع: أنّه سبحانه و تعالى ايّدهم عليهم السّلام بروح القدس الذي به عرفوا الأشياء.
الباب العاشر: أنّهم هم المتوسّمون صلوات اللّه عليهم.
الباب الحادي عشر: أنّهم عليهم السّلام لا يحجب عنهم شيء من أمر الناس، و يعرفون الرجل بحقيقة الإيمان و النفاق، و المحبّ لهم و المبغض.
الباب الثاني عشر: أنّ أعمال العباد تعرض عليهم سلام اللّه عليهم.
الباب الثالث عشر: أنّه ما يحدث حدث في الناس إلاّ علموا به سلام اللّه عليهم.3.
ص: 43
الباب الرابع عشر: أنّ عندهم عليهم السّلام علم المنايا و البلايا.
الباب الخامس عشر: أنّ عندهم عليهم السّلام أسماء الملوك، و مصحف فاطمة عليها السلام.
الباب السادس عشر: أنّ عندهم عليهم السّلام ديوان فيه أسماء شيعتهم.
الباب السابع عشر: أنّهم عليهم السّلام موضع سرّ اللّه جلّ جلاله.
الباب الثامن عشر: الأبواب التي فتحها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام، و الأحاديث و الكلمات.
الباب التاسع عشر: أنّ اللّه جلّ جلاله اختصّهم بليلة القدر، و ما ينزل عليهم من الملائكة و الروح من العلوم سلام اللّه عليهم.
الباب العشرون: أنّهم عليهم السّلام يزادون في ليلة الجمعة، و لو لا أنّهم يزادون لنفد ما عندهم، و عندهم علم الملائكة و الرسل.
الباب الحادي و العشرون: فيما يعرف به الإمام، و ما أعطى اللّه عزّ و جلّ رسول اللّه و الأئمّة عليهم السّلام من أنواع شتّى.
و لا ريب أنّ من استودع ذلك و استحفظه لا يعزب عنه شيء أراده و أقدره اللّه سبحانه و تعالى على إخراج المعجزات، و إبراء الدلالات، و صار العلم بذلك كالكلّيّات، و ما يخرج على أيديهم كالجزئيّات، ليكون ذلك دليلا على النبي صلّى اللّه عليه و آله في دعوى النبوّة، و على الامام في دعوى الإمامة لأنّ اللّه جلّ جلاله أصدق الصادقين إذا أقدرهم على شيء لا يكون إلاّ منه جلّ و علا دلّ ذلك على صدقهم في دعواهم، و ذلك واضح بيّن لأنّه العدل الحكيم لا يفعل قبيحا، و لا يخلّ بواجب، و سمّيته ب «ينابيع المعاجز و اصول الدلائل» و من اللّه سبحانه و تعالى أستمدّ، و عليه أعتمد، و هو حسبنا، و نعم الوكيل.
ص: 44
و فيه ما تسيّر به الجبال، و تقطّع به الأرض، و يكلّم به الموتى، و أنّ فيه لآيات ما يراد بها أمر إلاّ أن يأذن اللّه جلّ جلاله به و النبي و الأئمّة الاثنا عشر صلوات اللّه عليهم يعلمون ذلك 1 - محمد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات - و كلّما في هذا الكتاب عنه فهو منه -: عن علي(1) بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيّات، عن عبد اللّه بن الوليد، قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام: أيّ شيء تقول الشيعة في عيسى و موسى و أمير المؤمنين عليهم السّلام؟
قلت: يقولون: إنّ عيسى و موسى أفضل من أمير المؤمنين عليه السلام.
[قال:](2) فقال: أيزعمون(3) أنّ أمير المؤمنين عليه السلام قد علم ما علم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟
ص: 45
قلت: نعم، و لكن لا يقدّمون على اولي العزم من الرسل أحدا.
قال أبو عبد اللّه عليه السلام: فخاصمهم بكتاب اللّه.
[قال:](1) قلت: و في أيّ موضع منه اخاصمهم(2) ؟
قال: قال اللّه تبارك و تعالى لموسى عليه السلام: وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ (3) علمنا أنّه لم(4) يكتب لموسى كلّ شيء، و قال اللّه(5) تبارك و تعالى لعيسى: وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ (6) ، و قال اللّه تبارك و تعالى لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ (7).(8)
2 - عنه: محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن عمر(9) ، عن عبد اللّه بن الوليد السمّان قال: قال [لي](10) أبو جعفر عليه السلام: يا عبد اللّه، ما تقول الشيعة في علي و موسى و عيسى عليهم السّلام؟
[قال:](11) قلت: جعلت فداك، و عن(12) أيّ حالات تسألني؟ قال: أسألكن.
ص: 46
عن العلم [فأمّا الفضل فهم سواء.
قال: قلت: جعلت فداك، فما عسى أقول فيهم](1) ؟
قال: هو و اللّه أعلم منهما.
[ثمّ قال: يا عبد اللّه](2) أليس يقولون: إنّ لعلي(1) عليه السلام ما لرسول اللّه(2) صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من العلم؟
قال: فخاصمهم فيه، إنّ اللّه(5) تبارك و تعالى قال لموسى: وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ (6) فأعلمنا أنّه لم يبيّن له الأمر كلّه، و قال اللّه تبارك و تعالى لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ (7).(8)
3 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن عبد الجبّار، عن ابن فضّال، عن حمّاد بن عثمان، عن عبد الأعلى بن أعين، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: ولّدني(9) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أناي.
ص: 47
أعلم كتاب اللّه، و فيه بدؤ الخلق، و ما هو كائن إلى يوم القيامة، و فيه خبر السماء، و خبر الأرض، و خبر الجنّة، و خبر النار، و خبر ما كان، و خبر ما هو كائن، أعلم ذلك كما(1) أنظر إلى كفّي، إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «فيه تبيان كلّ شيء»(2).
و رواه الصفّار في بصائره: عن محمد بن عبد الجبّار، عن الحسن بن علي بن فضّال، [عن حمّاد بن عثمان](3) عن عبد الأعلى بن أعين، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول، و ذكر الحديث.(4)
4 - عنه: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن يونس بن يعقوب، عن الحارث بن المغيرة، و عدّة من أصحابنا، منهم(5): عبد الأعلى و أبو عبيدة و عبد اللّه بن بشير(6) الخثعمي سمعوا(7) أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّي لأعلم ما في السماوات و ما في الأرض(8) ، و أعلم ما في الجنّة، و أعلم ما في النار، و أعلم ما كان و ما يكون، ثمّ مكث(9) هنيئة فرأى أنّ ذلك كبر على من سمعه منه، فقال: علمت ذلك من كتاب اللّه عزّ و جلّ،ث.
ص: 48
[إنّ اللّه عزّ و جلّ](1) يقول: «فيه تبيان كلّ شيء».(2)
5 - العيّاشي: بإسناده عن يونس، عن عدّة من أصحابنا، قالوا: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّي لاخبركم(3) خبر السماء، و خبر الأرض، و خبر ما كان، و [خبر](4) ما هو كائن، كأنّه في كفّي، ثمّ قال: من كتاب اللّه أعلمه، إنّ اللّه يقول: «فيه تبيان كلّ شيء».(5)
6 - عنه: بإسناده عن منصور، عن حمّاد اللحّام، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: نحن و اللّه نعلم ما في السماوات، و ما في الأرض، و ما في الجنّة، و ما في النار، و ما بين ذلك.
قال: فبهتّ أنظر إليه، فقال: يا حمّاد، إنّ ذلك في كتاب اللّه ثلاث مرّات، قال: ثمّ تلا(6) هذه الآية وَ يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ وَ هُدىً وَ رَحْمَةً وَ بُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ (7) إنّه من كتاب(8) فيه تبيان كلّ شيء.(9)5.
ص: 49
7 - و عنه: بإسناده عن عبد اللّه بن الوليد، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام:
قال اللّه لموسى عليه السلام: وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ (1) فعلمنا أنّه لم يكتب لموسى الشيء كلّه، و قال اللّه لعيسى عليه السلام: وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ (2) ، و قال اللّه(3) لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: وَ جِئْنا بِكَ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ وَ نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ تِبْياناً لِكُلِّ شَيْ ءٍ (4).(5)
8 - محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن عيسى، عن أبي عبد اللّه المؤمن، عن عبد الأعلى مولى آل سام، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: و اللّه إنّي لأعلم كتاب اللّه من أوّله إلى آخره كأنّه في كفّي، فيه خبر السماء، و خبر الأرض، و خبر ما كان(6) ، و خبر ما هو كائن، قال اللّه عزّ و جلّ: «فيه تبيان كلّ شيء».
و رواه محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن عيسى، عن أبي عبد اللّه المؤمن، عن عبد الأعلى مولى آل سام،ن.
ص: 50
قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول - و ذكر الحديث -.(1)
9 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: عن أبي الحسين محمد بن هارون بن موسى، قال: حدّثنا أبي، عن أحمد بن الحسين، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عمّن ذكره، عن حذيفة بن منصور، عن يونس، قال: سمعته يقول - و قد(2) مررنا بجبل فيه دود - فقال: أعرف من يعلم إناث [هذا](3) الدود من ذكره، و كم عدده، [ثمّ](4) قال: نعلم ذلك من(5) كتاب اللّه، (قال:)(6) و في كتاب اللّه تبيان كلّ شيء.(7)
10 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، أو غيره، عن محمد بن حمّاد، [عن أخيه أحمد بن حمّاد](8) عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام، قال: قلت له: جعلت فداك، أخبرني عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ورث النبيّين كلّهم؟
قال: نعم.
ص: 51
[قلت:](1) من لدن آدم عليه السلام حتى انتهى إلى نفسه؟
قال: ما بعث اللّه نبيّا إلاّ و محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أعلم منه.
قال: قلت: إنّ عيسى بن مريم عليه السلام كان يحيي الموتى بإذن اللّه.
قال: صدقت، و سليمان بن داود عليه السلام كان يفهم منطق الطير، أو كان(2) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقدر على هذه المنازل؟
قال: فقال: إنّ سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده و شكّ في أمره فقال: ما لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كانَ مِنَ الْغائِبِينَ حين فقده، فغضب عليه فقال: لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذاباً شَدِيداً أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (3)
و إنّما غضب لأنّه كان يدلّه على الماء، فهذا - و هو طائر - قد اعطي ما لم يعط سليمان، و قد كانت الريح و النمل و الجنّ و الانس و الشياطين و المردة له طائعين، و لم يكن يعرف الماء تحت الهواء، و إنّ(4) الطير يعرفه، و إنّ اللّه يقول في كتابه: وَ لَوْ أَنَّ قُرْآناً سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبالُ، أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ الْمَوْتى (5) ، و قد ورثنا نحن هذا القرآن الذي فيه تسيّر الجبال، و تقطّع به البلدان، و تحيى به الموتى، و نحن نعرف الماء تحت الهواء(6) ، و إنّ في كتاب اللّه لآيات ما يراد بها أمر إلاّ أن يأذن اللّه به مع ما قد يأذن اللّه(7)ه.
ص: 52
ممّا(1) كتبه الماضون، جعله اللّه لنا في امّ الكتاب، إنّ اللّه يقول: وَ ما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَ الْأَرْضِ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (2) ، ثمّ قال: ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا (3) فنحن الذين اصطفانا اللّه عزّ و جلّ، و أورثنا هذا الذي فيه تبيان كلّ شيء.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن (محمد بن)(4) حمّاد، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبيه، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام.
و رواه أيضا الصفّار في موضع آخر من بصائر الدرجات: عن محمد بن حمّاد، عن أخيه أحمد بن حمّاد، عن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي الحسن الأوّل عليه السلام.(5)
قلت: من تقطيع الأرض و السير فيها.
11 - ما رواه الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص: بإسناده عن عبد الصمد بن علي، قال: دخل رجل على علي بن الحسين عليه السلام، فقال له علي بن الحسين: من أنت؟
قال: أنا رجل منجّم قائف(6) عرّاف.
ص: 53
قال: فنظر إليه، ثمّ قال: هل أدلّك على رجل قد مرّ منذ دخلت علينا في أربعة عشر عالما، كلّ عالم أكبر من الدنيا ثلاث مرّات، لم يتحرّك من مكانه؟
قال: من هو؟
قال: أنا، و إن شئت أنبأتك بما أكلت، و ما ادّخرت في بيتك.(1)
و أمّا إحياء الأموات و إبراء الأكمه و الأبرص، و الإخبار بما اكل و ما ادّخر، و غير ذلك من المعجزات من الأئمّة عليهم السّلام فقد ذكرت في كتاب مدينة المعاجز بما لا مزيد عليه، فليؤخذ من هناك.
قال مؤلّف هذا الكتاب: بهذا الأصل صارت المعجزات من النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمّة عليهم السّلام، فإنّ اللّه جلّ جلاله قد أعطاهم هذا الكتاب الذي فيه تبيان كلّ شيء، و علم ما كان، و علم ما يكون، و ما يراد به أمرا إلاّ أن يأذن اللّه سبحانه به، و هل مرجع جميع المعجزات إلاّ علم ما كان و علم ما يكون و ما يراد أمرا إلاّ حصل، فسبحان اللّه و بحمده الذي أعطاهم و فضّلهم و اختارهم على علم على العالمين، و الحمد للّه ربّ العالمين.ص.
ص: 54
الباب الثاني أنّهم عليهم السّلام و من عنده علم الكتاب(1)
1 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه؛ و محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن، عمّن ذكره، جميعا، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن بريد بن معاوية، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ قال: إيّانا عنى، و عليّ أوّلنا و أفضلنا و خيرنا بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.(2)
قلت: هذا الحديث متّصل لأنّ إبراهيم بن هاشم روى عن ابن أبي عمير.
2 - عنه: عن أحمد بن محمد، عن محمد بن الحسن، عن عبّاد بن سليمان، عن [محمد بن سليمان، عن](3) أبيه، عن سدير، قال: كنت أنا و أبو بصير و يحيى البزّاز، و داود بن كثير في مجلس أبي عبد اللّه عليه السلام، إذ خرج علينا(4) و هو مغضب، فلمّا أخذ مجلسه قال: يا عجبا لأقوام يزعمون أنّا نعلم
ص: 55
الغيب! ما يعلم الغيب إلاّ اللّه عزّ و جلّ، لقد هممت بضرب جاريتي [فلانة](1)
فهربت منّي فما علمت في أيّ بيوت الدار هي؟
قال سدير: فلمّا أن قام من مجلسه وصار في منزله دخلت أنا و أبو بصير و ميسّر، و قلنا له: جعلنا فداك، سمعناك و أنت تقول كذا و كذا في أمر جاريتك، و نحن نعلم أنّك تعلم علما كثيرا و لا ننسبك إلى علم الغيب.
قال: فقال: يا سدير، أما(2) تقرأ القرآن؟
قلت: بلى.
قال: فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه عزّ و جلّ قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (3).
قال: قلت: [جعلت فداك، قد قرأته.
قال: فهل عرفت الرجل؟ و هل علمت ما كان عنده من علم الكتاب؟
قال: قلت:](4) أخبرني به.
قال: قدر قطرة من الماء في البحر الأخضر(5) ، فما يكون ذلك من علم الكتاب؟!
قال: قلت: جعلت فداك، ما أقلّ هذا.
قال: فقال: يا سدير، ما أكثر هذا أن ينسبه اللّه عزّ و جلّ(6) إلى العلم الذي
ص: 56
اخبرك به.
يا سدير، فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه عزّ و جلّ أيضا قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1) ؟
قال: قلت: [قد](2) قرأته، جعلت فداك.
قال: أفمن عنده علم الكتاب كلّه أفهم أم من عنده علم الكتاب بعضه؟
(قال:)(3) قلت: لا، بل من عنده علم الكتاب كلّه(4).
قال: فأومأ بيده(5) إلى صدره، و قال: علم الكتاب و اللّه كلّه عندنا، علم الكتاب و اللّه كلّه عندنا.
و رواه أيضا الصفّار في بصائر الدرجات.(6)
3 - علي بن إبراهيم: قال: حدّثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: الذي عنده علم الكتاب هو أمير المؤمنين عليه السلام، و سئل عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم أم الذي عنده علم الكتاب؟
ص: 57
فقال: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب عند الذي عنده علم الكتاب إلاّ بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر.
و قال: أمير المؤمنين عليه السلام: ألا إنّ العلم الذي هبط به آدم من السماء إلى الأرض و جميع ما فضّلت به النبيّون إلى خاتم النبيّين في عترة خاتم النبيّين صلّى اللّه عليه و آله.(1)
4 - محمد بن الحسن الصفّار: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبد اللّه بن بكير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: كنت عنده فذكروا سليمان و ما اعطي من العلم، و ما اوتي من الملك.
فقال لي: و ما اعطي سليمان بن داود؟ إنّما [كان](2) عنده حرف واحد من الاسم الأعظم، و صاحبكم الذي قال اللّه: قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (3) فقال: و اللّه عند علي عليه السلام(4)
فقلت: صدقت و اللّه، جعلت فداك.(5)
5 - و عنه: عن أحمد بن موسى، عن الحسن بن موسى الخشّاب، عن عبد الرحمان بن كثير الهاشمي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (6).0.
ص: 58
قال: ففرّج أبو عبد اللّه عليه السلام بين أصابعه فوضعها على صدره، ثم قال: و اللّه عندنا علم الكتاب كلّه.(1)
6 - و عنه: عن محمد بن الحسين(2) ، عن النضر بن شعيب، عن محمد ابن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: [سمعته](3)
يقول في قول اللّه تبارك و تعالى: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (4) [قال: الذي عنده علم الكتاب هو](5) علي بن أبي طالب عليه السلام.(6)
7 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد(7) ، عن القاسم بن سليمان، عن جابر، قال: قال أبو جعفر عليه السلام في هذه الآية (8)قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ
قال: [هو](9) علي بن أبي طالب عليه السلام.(10)
8 - و عنه: عن محمد بن الحسين، عن يعقوب بن يزيد(11) ، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن بريد بن معاوية، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام:د.
ص: 59
قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (1) قال: إيّانا عنى، و علي عليه السلام أوّلنا و أفضلنا، و خيرنا بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.(2)
9 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن بعض أصحابنا، قال: كنت مع أبي جعفر عليه السلام في المسجد أحدّثه(3) إذ مرّ بعض ولد عبد اللّه بن سلام، فقلت: جعلت فداك، هذا ابن الذي (يقول الناس)(4) عنده علم الكتاب؟
فقال عليه السلام: لا، إنّما ذاك علي بن أبي طالب عليه السلام، انزلت(5)
فيه خمس آيات: أحدها قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ .(6)
10 - و عنه: عن عبد اللّه بن محمد، عمّن رواه، عن الحسن بن علي بن النعمان، عن محمد بن مروان، عن فضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ0.
ص: 60
اَلْكِتابِ (1) . قال: انزلت(2) في علي بن أبي طالب عليه السلام، انّه عالم هذه الامّة بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.(3)
11 - و عنه: عن أبي الفضل(4) العلوي، قال: حدّثني سعيد بن عيسى الكريزي البصري(5) ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن شريك بن عبد اللّه، عن عبد الأعلى(6) الثعلبي، عن أبي تمام، عن سلمان الفارسي رحمه اللّه، عن أمير المؤمنين عليه السلام في قول اللّه تبارك و تعالى: قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ [فقال: أنا هو الذي عنده علم الكتاب](7) و قد صدّقه اللّه و أعطاه الوسيلة في الوصيّة، فلا تخلى امته صلّى اللّه عليه و آله من وسيلة(8) إليه و الى اللّه، فقال: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ ابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ (9).(10)
12 - ابن بابويه: قال: حدّثنا محمد بن موسى بن المتوكّل، قال: حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، قال: حدّثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن القاسم بن2.
ص: 61
يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن عمرو بن المغلّس، عن خلف بن(1) عطيّة العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: سألت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن قول اللّه جلّ ثناؤه: قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ (2).
قال: ذاك وصيّ أخي سليمان بن داود.
فقلت له: يا رسول اللّه، فقول اللّه عزّ و جلّ: قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (3).
قال: ذاك أخي علي بن أبي طالب عليه السلام.(4)
13 - العيّاشي: بإسناده عن بريد بن معاوية العجلي، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ
قال: إيّانا عنى، و عليّ أفضلنا، و أوّلنا، و خيرنا بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.(5)
14 - عنه: بإسناده عن عبد اللّه بن عطاء، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: هذا ابن عبد اللّه بن سلام(6) يزعم أنّ أباه الذي يقول اللّه: قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ .
قال: كذب، هو علي بن أبي طالب عليه السلام.(7)5.
ص: 62
15 - و عنه: بإسناده عن عبد اللّه بن عجلان، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول اللّه تعالى(1): قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (2)
قال: نزلت في علي عليه السلام بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و في الأئمّة بعده، و علي عنده علم الكتاب.(3)
16 - و عنه: بإسناده عن الفضيل بن يسار، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ .
قال: نزلت في علي عليه السلام انّه عالم هذه الامّة بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.(4)
17 - ابن الفارسي في روضة الواعظين: قال: قال الباقر عليه السلام وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (5) علي بن أبي طالب عليه السلام عنده علم الكتاب الأوّل و الآخر.(6)
18 - الشيخ علي بن أحمد بن أبي منصور الطبرسي في الاحتجاج:
قال: روي عن محمد بن أبي عمير [الكوفي](7) ، عن عبد اللّه بن الوليد السمّان، قال: قال (لي)(8) أبو عبد اللّه عليه السلام: ما يقول الناس في اولي العزم و عنر.
ص: 63
صاحبكم - يعني أمير المؤمنين(1) عليه السلام -؟
قال: قلت: ما يقدّمون على اولي العزم أحدا.
قال: [فقال أبو عبد اللّه عليه السلام:](2) إنّ اللّه تبارك و تعالى قال عن موسى(3) عليه السلام: وَ كَتَبْنا لَهُ فِي الْأَلْواحِ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ مَوْعِظَةً (4) ، و لم يقل: كلّ شيء [موعظة](5) ، و قال لعيسى(6) عليه السلام: وَ لِأُبَيِّنَ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ (7) و لم يقل: كلّ الذي تختلفون فيه، و قال عن صاحبكم - يعني أمير المؤمنين(8) عليه السلام -: كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (9) و قال اللّه(10) عزّ و جلّ: وَ لا رَطْبٍ وَ لا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (11) و علم هذا الكتاب عنده.(12)
19 - ابن شهراشوب في المناقب: عن محمد بن مسلم، و أبي حمزة الثمالي و جابر بن يزيد، عن الباقر عليه السلام.
و علي بن فضّال، و الفضيل بن يسار، و أبي بصير، عن الصادق عليه9.
ص: 64
السلام.
و أحمد بن محمد الحلبي، و محمد بن الفضيل، عن الرضا عليه السلام.
و قد روي عن موسى بن جعفر عليه السلام، و عن زيد بن علي، و عن محمد بن الحنفيّة رضي اللّه عنه، و عن سلمان الفارسي: و عن أبي سعيد الخدري، [و عن](1) إسماعيل السدّي أنّهم قالوا في قوله تعالى: قُلْ كَفى بِاللّهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (2) هو علي بن أبي طالب عليه السلام.
و الثعلبي في تفسيره: بإسناده، عن أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس.
و روي عن عبد اللّه بن عطاء، عن أبي جعفر عليه السلام أنّه قيل لهما:
زعموا أنّ الّذي عنده علم الكتاب عبد اللّه بن سلام.
قال: [ذاك علي بن أبي طالب عليه السلام.
ثمّ روي أيضا أنّه سئل سعيد بن جبير وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ
عبد اللّه بن سلام؟ قال:](3) لا، و كيف و هذه السورة مكّيّة؟(4)
[و قد](5) روي عن ابن عبّاس: لا و اللّه ما هو إلاّ علي بن أبي طالب عليه السلام، لقد كان عالما بالتفسير، و التأويل، و الناسخ، و المنسوخ، و الحلال، و الحرام.ر.
ص: 65
و روي عن ابن الحنفيّة (أنّ)(1) علي بن أبي طالب عنده علم الكتاب الأوّل و الآخر.
و رواه النطنزي في الخصائص.(2)
20 - و من طريق المخالفين ما رواه الثعلبي بطريقين في معنى وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (3) انّه علي بن أبي طالب عليه السلام.(4)
21 - و ما رواه الفقيه ابن المغازلي الشافعي: بإسناده عن علي بن عابس، قال: دخلت أنا و أبو مريم على عبد اللّه بن عطاء، قال أبو مريم: حدّث عليّا بالحديث الذي حدّثتني عن أبي جعفر عليه السلام.
قال: كنت عند أبي جعفر جالسا إذ مرّ عليه ابن عبد اللّه بن سلام قلت:
جعلني اللّه فداك، هذا ابن الذي(5) عنده علم(6) الكتاب قال: لا، و لكنّه صاحبكم علي بن أبي طالب عليه السلام الذي نزلت فيه آيات من كتاب اللّه عزّ و جلّ وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (7)أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ
ص: 66
مِنْهُ (1) و إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا (2) الآية.(3)
قال مؤلّف هذا الكتاب: قد عرفت من ذلك انّ نسبة علم الذي عنده علم من الكتاب و الذي عنده علم الكتاب إلاّ مثل القطرة من الماء في البحر الأخضر، و مثل ما تأخذ البعوضة بجناحها من البحر يكون معاجزهم أكثر، و إقدارهم على ذلك أغزر، و هم على ما يريدون أقدر.
و ذكر السيّد وليّ بن نعمة اللّه الحسينيّ الرضويّ الحائريّ في كتابه المعمول في تفضيل علي عليه السلام على اولي العزم سوى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قال: ذكر في كتاب الأربعين عن حمّاد(4) بن خالد، عن إسحاق الأزرق، عن عبد الملك بن سليمان، قال: وجد في ذخيرة حواري عيسى في رقّ مكتوب بالقلم السرياني من منقول من التوراة، و ذلك لمّا تشاجر موسى و الخضر عليهما السّلام في قصّة السفينة و الغلام و الجدار، و رجع موسى إلى قومه فسأله أخوه هارون عمّا استعمله من الخضر و شاهده من عجائب البحر، فقال موسى عليه السلام: بينا أنا و الخضر على شاطىء البحر إذ سقط بيننا طائر أخذ في منقاره قطرة من ماء البحر ورمى بها نحو المشرق، و أخذ منه ثانية ورمى بها نحو المغرب، ثمّ أخذ الثالثة و رمى بها نحو السماء، ثمّ أخذ رابعة و رمى بها نحو الأرض، ثمّ أخذ خامسة و ألقاها في البحر، فبهتّ و الخضرر.
ص: 67
عليه السلام من ذلك و سألته عنه، فقال: لا أعلم.
فبينما نحن كذلك إذا بصيّاد يصيد في البحر فنظر إلينا، فقال: مالي أراكما في فكرة من أمر الطائر؟
فقلنا: هو كذلك.
فقال: أنا رجل صيّاد و قد علمت إشارته و أنتما نبيّان لا تعلمان!
فقلنا: لا نعلم إلاّ ما علّمنا اللّه عزّ و جلّ، فقال: هذا الطائر يسمّى مسلما لأنّه إذا صاح يقول في صياحه: مسلم و إشارته يرمي الماء من منقاره نحو المشرق و المغرب و السماء و الأرض، و في البحر، يقول: يأتي في آخر الزمان نبيّ يكون علم أهل المشرق و المغرب و السماوات و الأرض عند علمه مثل هذه القطرة الملقاة في هذا البحر، و يرث علمه ابن عمّه و وصيّه علي بن أبي طالب عليه السلام، فعند ذلك سكن ما كنّا فيه من التشاجر، و استقلّ كلّ واحد منّا علمه.
و في بعض روايات هذا الحديث: ثمّ أخذ خامسة فرمى بها إلى البحر، و جعل يرفرف وطار، فبقينا مبهوتين ما نعلم ما أراد الطائر بفعله، فبينا نحن كذلك إذ بعث اللّه ملكا في صورة آدمي فقال: مالي أراكما مبهوتين؟
قلنا له: فيما أراد الطائر بفعله.
قال: أو ما تعلمان ما أراد الطائر؟
قلنا: اللّه أعلم.
قال لهما: تعلمان ما أراد الطائر؟ فإنّه قال: و حقّ من شرق المشرق، و غرب المغرب، و رفع السماء، و دحا الأرض ليبعث اللّه في آخر الزمان نبيّا اسمه محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم له وليّ وصيّ اسمه علي عليه السلام،
ص: 68
و علمكما جميعا في علمه مثل هذه النقطة في هذا البحر.(1)ي.
ص: 69
و هو الذي عنده علم من الكتاب من إتيان عرش بلقيس ذكر الامام أبو محمد العسكري عليه السلام في تفسيره أنّ رجلا من محبّي علي عليه السلام عنده بالكوفة و لمحبّه عيال بالشام قال: قال علي عليه السلام يوما للرجل: أتحبّ أن يأتيك عيالك و مالك؟
قال: بلى.
قال علي عليه السلام: اللهمّ ائت بهم(1) ، فإذا هم بحضرة الرجل لا يفقد من جميع عياله و ماله شيئا.(2)
و الحديث طويل، و هو مذكور بطوله في مدينة المعاجز و هو الثمانون و مائة.(3)
ص: 70
1 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى العطّار، عن أحمد بن أبي زاهر، عن الحسن بن موسى، عن علي بن حسّان، عن عبد الرحمان بن كثير، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: نحن ولاة الأمر(1) ، و خزنة علم اللّه، و عيبة وحي اللّه.(2)
2 - عنه: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن أسباط، عن أبيه أسباط، عن سورة بن كليب، قال: قال لي أبو جعفر عليه السلام: و اللّه إنّا لخزّان اللّه في سمائه و أرضه(3) ، لا على ذهب و لا فضّة إلاّ على علمه.(4)
3 - و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن أسباط، عن أبيه أسباط، عن سورة بن كليب،
ص: 71
قال: قال [لي](1) أبو جعفر عليه السلام: و اللّه إنّا لخزّان اللّه في سمائه و أرضه، لا على ذهب و لا [على](2) فضّة إلاّ على علمه.(3)
4 - محمد بن يعقوب: عن علي بن موسى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، و محمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، رفعه، عن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك، ما أنتم؟
قال: نحن خزّان علم اللّه، و نحن تراجمة وحي اللّه، و نحن الحجّة البالغة على من دون(4) السماء و من فوق الأرض.(5)
5 - و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، و أبي عبد اللّه البرقي، عن أبي طالب، عن سدير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قلت له: جعلت(6) فداك، ما أنتم؟
قال: نحن خزّان [اللّه على](7) علم اللّه، نحن(8) تراجمة وحي اللّه، نحن الحجّة البالغة على ما(9) دون السماء و فوق الأرض.(10)
6 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين،4.
ص: 72
عن النضر بن شعيب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قال اللّه تبارك و تعالى: استكمال(1) حجّتي على الأشقياء من أمّتك: من ترك ولاية علي و الأوصياء من بعدك فإنّ فيهم سنّتك و سنّة الأنبياء من قبلك، و هم خزّاني(2)
على علمي من بعدك.
ثمّ قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لقد أنبأني جبرئيل عليه السلام بأسمائهم و أسماء آبائهم.(3)
7 - عنه: عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبّار، عن محمد بن خالد، عن فضالة بن أيّوب، عن عبد اللّه بن أبي يعفور، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: يا ابن أبي يعفور، إنّ اللّه واحد، متوحّد بالوحدانيّة، متفرّد بأمره، فخلق خلقا فقدّرهم(4) لذلك الأمر، فنحن هم يا ابن يعفور، فنحن حجج اللّه في عباده، و خزّانه على علمه، و القائمون بذلك.(5)
8 - و عنه: عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن موسى بن القاسم ابن معاوية، و محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، جميعا، عن علي بن جعفر، عن أبي الحسن موسى عليه السلام، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ خلقنا فأحسن خلقنا، و صوّرنا فأحسن صورنا، و جعلنا خزّانه في5.
ص: 73
سمائه و أرضه، و لنا نطقت الشجرة، و بعبادتنا عبد اللّه عزّ و جلّ(1) ، و لولانا ما عبد اللّه.(2)
9 - و عنه: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: إنّ اللّه تبارك و تعالى يقول:
استكمال(3) حجّتي على الأشقياء من امّتك: من ترك ولاية علي عليه السلام و والى أعداءه، و أنكر فضله، و فضل الأوصياء من بعده، فإنّ فضلك فضلهم، و طاعتك طاعتهم، و حقّك حقّهم، و معصيتك معصيتهم.
و هم الأئمّة الهداة من بعدك، جرى فيهم روحك و روحك ما جرى فيك من ربّك، و هم عترتك من طينتك و لحمك و دمك، و قد أجرى اللّه عزّ و جلّ فيهم سنّتك و سنّة الأنبياء قبلك، و هم خزّاني على علمي من بعدك؛ حقّ عليّ لقد اصطفيتهم و انتجبتهم و أخلصتهم، و ارتضيتهم، ونجا من أحبّهم و والاهم و سلّم لفضلهم، و لقد أتاني جبرئيل عليه السلام بأسمائهم و أسماء آبائهم و أحبّائهم و المسلّمين لفضلهم.(4)
10 - محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن خالد بن ماد، عن أبي حمزة [الثمالي](5) ، عن أبي جعفر عليه السلامر.
ص: 74
قال: سمعته يقول: و اللّه إنّا لخزّان اللّه في سمائه، و خزّانه في أرضه، ليس(1) على ذهب و لا [على](2) فضّة، و إنّ منّا لحملة العرش يوم القيامة.(3)
11 - عنه: عن علي بن محمد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان [بن موسى](4) ، عن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: نحن خزّان اللّه في الدنيا و الآخرة، و شيعتنا خزّاننا [و لولانا ما عرف اللّه](5).(4)
12 - علي بن إبراهيم: قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، قال: حدّثنا عبد الكريم بن عبد الرحيم، قال: حدّثنا محمد بن علي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله: ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً يعني عليّا عليه السلام، و علي هو النور، فقال: نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا يعني عليّا عليه السلام، هدى به من هدى من خلقه.
و قال اللّه(5) لنبيّه: وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ يعني انّك لتأمر بولاية علي أمير المؤمنين و تدعو(6) إليها، و علي هو الصراط المستقيم صِراطِ اللّهِ (- يعني عليا -) (7)اَلَّذِي لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَ ما فِي الْأَرْضِ يعني عليّار.
ص: 75
إنّه(1) جعله خازنه على ما في السماوات و ما في الأرض [من شيء](2) و ائتمنه عليه أَلا إِلَى اللّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ (3).(4)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في ظهور المعجزات من رسول اللّه و الأئمّة الاثني عشر عليهم السّلام لأنّهم إذا كانوا خزّان علم اللّه جلّ و علا لم يكن وراء ذلك جهل و لا عجز عمّا أرادوا من اللّه سبحانه و تعالى، فهو يجيبهم لما أرادوا و يبلغهم ما أملوا لأنّهم خزّانه على ما في السماوات و ما في الأرض، لا على ذهب و لا فضّة بل على علمه سبحانه و تعالى الذي لا يعلمه إلاّ هو و من اطلعه من اولي الزلفى لديه صلوات اللّه عليهم أجمعين.8.
ص: 76
و روى الشيخ المفيد في الاختصاص: بإسناده عن عبد اللّه بن مسعود، قال: أتيت فاطمة صلوات اللّه عليها، فقلت لها: أين بعلك؟
فقالت: عرج به جبرئيل عليه السلام إلى السماء.
فقلت: في ماذا؟
فقالت: إنّ نفرا من الملائكة تشاجروا في شيء فسألوا حكما من الآدميّين، فأوحى اللّه تعالى إليهم أن تخيّروا، فاختاروا علي بن أبي طالب عليه السلام.(1)
ص: 77
ص: 78
1 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى و غيره، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن محمد بن الفضيل، قال: أخبرني شريس الوابشي(1) ، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ اسم اللّه الأعظم على ثلاثة و سبعين حرفا، و إنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به فخسف بالأرض ما بينه و بين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده، ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، و نحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان و سبعون حرفا، و حرف [واحد](2) عند اللّه تبارك و تعالى استأثر به في علم الغيب عنده، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن محمد بن الفضيل(3) ، قال: أخبرني ضريس الكناسي(4) عن جابر،
ص: 79
عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إنّ اسم اللّه الأعظم على ثلاثة و سبعين حرفا، و ساق الحديث إلى آخره، إلى قوله «العظيم».(1)
2 - عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، و محمد بن خالد، عن زكريّا بن عمران القمّي، عن هارون بن الجهم، عن رجل من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام لم أحفظ اسمه قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ عيسى بن مريم عليه السلام اعطي حرفين كان يعمل بهما، و اعطي موسى عليه السلام أربعة أحرف، و اعطي إبراهيم عليه السلام ثمانية أحرف، و اعطي نوح عليه السلام خمسة عشر حرفا، و اعطي آدم عليه السلام خمسة و عشرين حرفا، و إنّ اللّه تبارك و تعالى جمع ذلك كلّه لمحمد صلّى اللّه عليه و آله، و إنّ اسم اللّه الأعظم ثلاثة و سبعون حرفا أعطى محمدا صلّى اللّه عليه و آله اثنين و سبعين حرفا و حجب عنه حرف واحد.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد، و محمد(2) بن خالد، عن زكريّا بن عمران القمّي، عن هارون بن الجهم، عن رجل من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السلام لم يحفظ اسمه قال:
سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ عيسى بن مريم عليه السلام اعطيد.
ص: 80
حرفين كان يعمل بهما، و ساق الحديث إلى آخره سواء.(1)
3 - و عنه: عن الحسين بن محمد الأشعري، عن معلّى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه، عن علي بن محمد النوفلي، عن أبي الحسن صاحب العسكر(2) عليه السلام قال: سمعته يقول: [إنّ](3) اسم اللّه الأعظم ثلاثة و سبعون حرفا، كان عند آصف حرف فتكلّم به فانخرقت له الأرض فيما بينه و بين سبأ، فتناول عرش بلقيس حتى صيّره إلى سليمان، ثمّ انبسطت الأرض في أقلّ من طرفة عين، و عندنا منه اثنان و سبعون حرفا، و حرف عند اللّه مستأثر به في علم الغيب.(4)
4 - محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن محمد بن الفضيل، عن ضريس الكناسي(5) ، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قلت له: جعلت فداك، قول العالم: أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ (6).
[قال:](7) فقال: يا جابر، إنّ اللّه جعل اسمه [الأعظم](8) على ثلاثة و سبعينر.
ص: 81
حرفا، فكان عند العالم منها حرف [واحد](1) فأخسفت(2) الأرض ما بينه و بين السرير حتى التقت(3) القطعتان و حوّل(4) من هذه الى هذه، و عندنا من اسم اللّه الأعظم اثنان و سبعون حرفا، و حرف في علم الغيب المكنون عنده.(5)
5 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن محمد بن الفضيل، عن سعد أبي عمرو الجلاّب(6) ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ اسم اللّه [الأعظم](7) على ثلاثة و سبعين حرفا، و إنّما كان(8) عند آصف منها حرف [واحد](9) فتكلم به فخسف بالأرض [ما](10) بينه و بين سرير بلقيس، ثمّ تناول السرير بيده، ثمّ عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، و عندنا نحن من الاسم اثنان و سبعون حرفا، و حرف عند اللّه تعالى استأثر به(9) في علم الغيب المكنون(10) عنده.(11)
6 - و عنه: عن أبي عبد اللّه البرقي يرفعه إلى أبي عبد اللّه عليه السلام قال:7.
ص: 82
إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل اسمه [الأعظم](1) على ثلاثة و سبعين حرفا، فأعطى آدم عليه السلام منها خمسة و عشرين حرفا، و أعطى نوحا عليه السلام منها خمسة عشر(2) حرفا، و أعطى إبراهيم عليه السلام منها ثمانية أحرف، و أعطى موسى عليه السلام منها أربعة أحرف، و أعطى عيسى عليه السلام منها حرفين، فكان يحيي بها(3) الموتى، و يبرىء [بهما](4) الأكمه و الأبرص، و أعطى محمدا صلّى اللّه عليه و آله اثنين و سبعين [حرفا](5) ، و احتجب بحرف(4) لئلاّ يعلم أحد ما في نفسه(5) ، [و يعلم](6) ما في نفس العباد.(7)
7 - عنه: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن شعيب العقرقوفي، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: كان سليمان عنده اسم اللّه الأكبر الذي إذا سأله(8) اعطي، و إذا دعا به أجاب، و لو كان اليوم لاحتاج إلينا.(9)
8 - و عنه: عن الحسن بن علي بن عبد اللّه، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن داود بن أبي يزيد، عن بعض أصحابنا، عن عمر بن حنظلة، قال:2.
ص: 83
قلت لأبي جعفر عليه السلام: إنّي أظنّ أنّ لي عندك منزلة.
قال: أجل.
[قال:](1) قلت: فإنّ لي إليك حاجة.
قال: و ما هي؟
[قال:](2) قلت: تعلّمني الاسم الأعظم.
قال: وتطيقه؟
قلت: نعم.
قال: فادخل البيت.
قال: فدخلت، قال: فوضع(3) أبو جعفر عليه السلام يده على الأرض فأظلم البيت، فأرعدت فرائص عمر، فقال: ما تقول، اعلّمك؟
فقال لا.
قال: فرفع يده(4) ، فرجع البيت كما كان.(5)
9 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري: قال: روى المعلّى بن محمد، عن أحمد بن محمد بن عبد اللّه، عن علي بن محمد النوفلي قال: قال علي بنر.
ص: 84
محمد يعني الهادي عليه السلام(1) قال: و سمعته يقول: اسم اللّه الأعظم ثلاثة و سبعون حرفا، و إنّما كان عند آصف منه حرف واحد فتكلّم به، فانطوت الأرض التي بينه و بين سبأ، فتناول عرش بلقيس فصيّره إلى سليمان، ثمّ بسطت الأرض في أقلّ(2) من طرفة عين، و عندنا منه اثنان و سبعون حرفا، و حرف عند اللّه عزّ و جلّ استأثر به في علم الغيب(3).(4)
قال مؤلّف هذا الكتاب: عرفت ممّا ذكر انّ عيسى بن مريم عنده حرفان من اسم اللّه الأعظم يعمل بهما، فكان يحيي بهما الموتى، و يبرىء الأكمه و الأبرص، و غير ذلك من الآيات و المعجزات التي ذكرها اللّه سبحانه و تعالى في كتابه، و انّه كان عليه السلام يمشي على الماء.
و سليمان بن داود عنده حرف واحد، و قد ذكر اللّه تعالى له في القرآن من البيّنات و المعجزات من تسخير الشياطين، و الجنّ، و الريح، و معرفة منطق الطير، و غير ذلك.
و آصف بن برخيا عنده حرف واحد، و أتى بعرش بلقيس من سبأ في أقلّ من طرفة عين.
فكيف من عنده اثنان و سبعون حرفا من اسم اللّه الأعظم يكون علمه به له الاقدار على إظهار المعجزات أكثر من سائر الأنبياء لأنّ جميع ما عند الأنبياء عند نبيّنا و الأئمّة صلوات اللّه عليهم أجمعين، و ليس ما عندهم عند الأنبياء.).
ص: 85
فمحمد و آله الأئمّة المعصومون مفضّلون على الأنبياء بما أعطاهم اللّه جلّ جلاله من العلم، فكلّما أتت به الأنبياء عليهم السّلام من المعجزات و الدلالات و البيّنات على نبوّتهم فالأئمّة الاثنا عشر عليهم السّلام الوارثون علمهم من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لهم المعجزات و الدلالات و البيّنات على إمامتهم لأنّ الإمامة اخت النبوّة فبذلك يعلم ما منه كانت الآيات و المعجزات و الدلالات ممّا أودع اللّه جلّ جلاله الأنبياء و الأئمّة عليهم السّلام من الامور التي يكون بها المعجز منهم صلوات اللّه عليهم أجمعين ليكون بذلك تصديقهم فيما ادّعوا من النبوّة و الإمامة لأنّ من صدقه اللّه الصادق فهو صادق، و اللّه أعلم حيث يجعل رسالته.
ص: 86
روى السيّد الأجلّ الرضي في الخصائص: قال: روي أنّ أمير المؤمنين عليّا عليه السلام كان جالسا في المسجد إذ دخل عليه رجلان فاختصما إليه، فكان أحدهما من الخوارج، فتوجّه الحكم على(1) الخارجي، فحكم عليه أمير المؤمنين عليه السلام.
فقال له الخارجي: و اللّه ما حكمت بالسويّة، و لا عدلت في القضيّة، و ما قضيّتك عند اللّه تعالى بمرضيّة.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام - و أومأ بيده إليه -: اخسأ عدوّ اللّه، فاستحال كلبا أسود، فقال من حضره: فو اللّه لقد رأينا ثيابه تطاير عنه في الهواء، فجعل يبصبص لأمير المؤمنين عليه السلام، و دمعت عيناه في وجهه، و رأينا أمير المؤمنين عليه السلام و قد رقّ له، فلحظ(2) السماء، و حرّك شفتيه بكلام لم نسمعه، فواللّه لقد رأيناه و قد عاد إلى حال الانسانيّة، و تراجعت ثيابه من الهواء حتى سقطت على كتفيه، فرأيناه و قد خرج من المسجد و انّ رجليه لتضطربان، فبهتنا ننظر إلى أمير المؤمنين عليه السلام.
فقال لنا: ما لكم تنظرون و تتعجّبون؟
ص: 87
فقلنا: يا أمير المؤمنين، كيف لا نتعجّب، و قد صنعت ما صنعت؟
فقال: أما تعلمون انّ آصف بن برخيا وصيّ سليمان بن داود عليهما السلام قد صنع ما هو قريب من هذا الأمر فقصّ اللّه جلّ اسمه قصّته حيث يقول: أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِها قَبْلَ أَنْ يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ قالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقامِكَ وَ إِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ قالَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِنْدَهُ قالَ هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَ أَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ (1) [إلى آخر](2) الآية.
فأيّما أكرم على اللّه نبيّكم أم سليمان عليه السلام؟
فقالوا: بل نبيّنا عليه السلام أكرم يا أمير المؤمنين.
[قال:](3) فوصيّ نبيّكم أكرم من وصيّ سليمان، و إنّما كان عند وصيّ سليمان عليهما السّلام من اسم اللّه الأعظم حرف واحد فسأل اللّه جلّ اسمه فخسف له الأرض ما بينه و بين سرير بلقيس فتناوله في أقلّ من طرف العين، و عندنا من اسم اللّه الأعظم اثنان و سبعون حرفا، و حرف عند اللّه تعالى استأثر به دون خلقه.
فقالوا [له](4): يا أمير المؤمنين، فإذا كان هذا عندك فما حاجتك إلى الأنصار في قتال معاوية و غيره، و استنفارك الناس إلى حربه(2) ثانية؟
فقال عليه السلام: بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِة.
ص: 88
يَعْمَلُونَ (1) إنّما أدعو هؤلاء القوم إلى قتاله لثبوت(2) الحجّة و كمال المحنة، و لو أذن لي في إهلاكه لما تأخّر، لكنّ اللّه تعالى يمتحن خلقه بما شاء.
قالوا: فنهضنا من حوله و نحن نعظم ما اوتي(3) به عليه السلام.(4)3.
ص: 89
ص: 90
و علم ما كان، و علم ما يكون، و ما يحدث بالليل و النهار، و ساعة و ساعة، و عندهم علم النبيّين عليهم السّلام و زيادة 1 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن سهل، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن عبد الكريم، عن جماعة بن سعد الخثعمي(1) أنّه قال:
كان المفضّل عند أبي عبد اللّه عليه السلام، فقال له المفضّل: جعلت فداك، يفرض اللّه طاعة عبد على العباد و يحجب عنه خبر السماء؟
قال عليه السلام: لا، اللّه أكرم، و أرحم، و أرأف بعباده من أن يفرض طاعة عبد على العباد و يحجب(2) عنه خبر السماء صباحا و مساءا.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن الحسين، عن أحمد
ص: 91
ابن محمد بن أبي نصر، عن عبد الكريم، عن جماعة(1) بن سعد الخثعمي أنّه كان مع المفضّل عند أبي عبد اللّه عليه السلام [فقال له المفضّل: جعلت فداك](2) ، يفرض اللّه طاعة عبد على العباد، ثمّ يحجب عنه خبر السماء؟
قال: لا، اللّه أكرم، و أرأف بعباده(3) من أن يفرض [عليهم](4) طاعة عبد و يحجب عنه خبر السماء صباحا و مساءا(5).(6)
2 - عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن أبن محبوب، عن ابن رئاب، عن ضريس الكناسي، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول - و عنده اناس من أصحابه -: عجبت من قوم يتولّونا، و يجعلونا أئمّة، و يصفون أنّ طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ يكسرون حجّتهم، و يخصمون أنفسهم بضعف قلوبهم فينقصونا حقّنا، و يعيبون ذلك على من أعطاه اللّه برهان حقّ معرفتنا و التسليم لأمرنا، أترون أنّ اللّه تبارك و تعالى افترض طاعة أوليائه على عباده ثمّ يخفي عنهم أخبار السماوات و الأرض، و يقطع عنهم موادّ العلم فيما يرد عليهم ممّا فيه قوام دينهم؟!
فقال له حمران: جعلت فداك، أ رأيت ما كان من أمر قيام علي بن أبي طالب و الحسن و الحسين عليهم السّلام و خروجهم و قيامهم بدين اللّه عزّ ذكره،1.
ص: 92
و ما اصيبوا من قتل(1) الطواغيت إيّاهم و الظفر بهم حتى قتلوا و غلبوا؟
فقال أبو جعفر عليه السلام: يا حمران، إنّ اللّه تبارك و تعالى قد كان قدّر ذلك عليهم و قضاه و أمضاه و حتمه على سبيل الاختيار [ثمّ أجراه](2) فبتقدّم علم إليهم(3) من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله (في ذلك)(4) قام علي و الحسن و الحسين عليهم السّلام و بعلم صمت من صمت منّا، و لو أنّهم يا حمران حيث نزل بهم ما نزل من أمر اللّه عزّ و جلّ و إظهار الطواغيت عليهم سألوا اللّه عزّ و جلّ أن يدفع عنهم ذلك، و ألحّوا عليه في طلب إزالة ملك الطواغيت، و ذهاب ملكهم إذا لأجابهم و دفع ذلك عنهم، ثمّ كان انقضاء مدّة الطواغيت و ذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدّد، و ما كان ذلك الذي أصابهم يا حمران لذنب اقترفوه، و لا لعقوبة معصية خالفوا اللّه فيها، و لكن لمنازل و كرامة من اللّه أراد أن يبلغوها، فلا تذهبنّ بك المذاهب فيهم.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، و محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن ضريس، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول - و اناس من أصحابه حوله -: [إنّي](5) أعجب من قوم يتولّونا و يجعلونا أئمّة، و ساق الحديث.(6)1.
ص: 93
3 - عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لا و اللّه لا يكون عالم جاهلا أبدا، عالما بشيء جاهلا بشيء(1) ، ثمّ قال: اللّه أجلّ و أعزّ و أكرم من أن يفرض طاعة عبد يحجب عنه علم سمائه(2)
و أرضه، ثمّ قال: لا يحجب ذلك عنه.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: [لا و اللّه](3) لا يكون عالم جاهلا أبدا، عالما بشيء جاهلا بشيء، و ساق الحديث.(4)
4 - محمد بن الحسن الصفّار: عن العبّاس بن معروف، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سئل علي عليه السلام عن علم النبي صلّى اللّه عليه و آله، فقال: علم النبي صلّى اللّه عليه و آله علم جميع النبيّين، و علم ما كان، و علم ما هو كائن إلى قيام الساعة.
ثمّ قال: و الذي نفسي بيده إنّي لأعلم علم النبي صلّى اللّه عليه و آله(5) ،ن.
ص: 94
و علم ما كان، و علم ما هو(1) كائن فيما بيني [و بين](2) قيام الساعة.(3)
5 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن محمد، و محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن سيف التمّار، قال: كنّا مع أبي عبد اللّه عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر، فقال: علينا عين، فالتفتنا يمنة و يسرة فلم نر أحدا، فقلنا: ليس علينا عين.
فقال: و ربّ الكعبة، [و ربّ البنيّة](4) - ثلاث مرّات - لو كنت بين يدي موسى(5) و الخضر لأخبرتهما أنّي أعلم منهما، و لأنبأتهما بما ليس في أيديهما، لأنّ موسى و الخضر عليهما السّلام اعطيا علم ما كان، و لم يعطيا علم ما يكون، و ما هو كائن حتى تقوم الساعة، و قد ورثناه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وراثة.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن إبراهيم(6) بن إسحاق، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن سيف التمّار، قال: كنّا مع(7) أبي عبد اللّه: عليه السلام جماعة [من الشيعة](8) في الحجر(9) ، و ذكر الحديث.(10)ع.
ص: 95
6 - محمد بن الحسن الصفّار: عن علي بن محمد بن سعد(1) ، عن حمدان بن سليمان(2) النيسابوري، عن عبد اللّه(3) بن محمد اليماني، عن مسلم ابن الحجّاج، عن يونس(4) ، عن الحسين بن علوان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ اللّه خلق اولي العزم من الرسل، و فضّلهم بالعلم، و أورثنا علمهم، و فضّلنا(5) عليهم في علمهم، و علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما لم يعلموا، و علّمنا علم الرسول صلّى اللّه عليه و آله و علمهم.(6)
7 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن عبد اللّه بن محمد، عن عبد اللّه بن القاسم، عن زرعة بن محمد، عن المفضّل ابن عمر، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ سليمان ورث داود، و إنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله ورث سليمان، و إنّا ورثنا محمدا صلّى اللّه عليه و آله، و إنّ عندنا علم التوراة، و الانجيل، و الزبور، و تبيان ما في الألواح(7).
قال: قلت: إنّ هذا لهو العلم؟
قال عليه السلام: ليس هذا هو العلم، إنّ العلم الذي يحدث يوما بعدم.
ص: 96
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن سلمة بن الخطّاب، عن عبد اللّه [بن محمد، عن عبد اللّه](3) بن القاسم، عن زرعة، عن المفضّل، قال: [قال](4) أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ سليمان ورث داود، و ذكر الحديث.(5)
8 - عنه: عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن شعيب الحدّاد، عن ضريس الكناسي، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام و عنده أبو بصير، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ داود عليه السلام ورث علم الأنبياء، و إنّ سليمان عليه السلام ورث داود عليه السلام، و إنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله ورث سليمان عليه السلام، و إنّا ورثنا محمدا صلّى اللّه عليه و آله، و إنّ عندنا صحف إبراهيم، و ألواح موسى.
فقال أبو بصير: إنّ هذا لهو العلم؟
فقال: يا أبا محمد، ليس هذا هو العلم، إنّما العلم ما يحدث بالليل و النهار يوما بيوم، و ساعة بساعة.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أيّوب بن نوح، عن صفوان بن4.
ص: 97
يحيى، عن شعيب الحدّاد(1) ، عن ضريس الكناسي، قال: كنت عن أبي عبد اللّه عليه السلام و عنده أبو بصير، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام، و ذكر الحديث.
ثمّ قال محمد بن الحسن الصفّار: و روى محمد بن عيسى، عن صفوان بهذا الإسناد، مثله.(2)
9 - محمد بن الحسن الصفّار: عن إبراهيم بن هاشم، [عن البرقي](3) ، عن ابن سنان، أو غيره، عن بشر(4) ، عن حمران بن أعين، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: عندكم التوراة و الإنجيل و الزبور و ما في الصحف الاولى صحف إبراهيم و موسى؟
قال: نعم.
قلت: إنّ هذا لهو العلم الأكبر.
قال: يا حمران، [لو لم يكن غير ما كان](5) و لكن ما يحدث بالليل و النهار علمه عندنا أعظم.ع.
ص: 98
10 - عنه: عن أحمد بن محمد، عن علي بن النعمان(1) ، عن ابن مسكان، عن ضريس، قال: كنت مع أبي بصير عند أبي جعفر عليه السلام، فقال له أبو بصير: بما يعلم عالمكم، جعلت فداك؟
قال: يا أبا محمد، إنّ عالمنا لا يعلم [الغيب](2) ، و لو وكّل اللّه عالمنا إلى نفسه لكان كبعضكم، و لكن يحدث إليه ساعة بعد ساعة.(3)
11 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن أبي الصباح الكناني، قال: حدّثني العلاء بن سيابة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّا لنعلم ما في الليل و النهار.(4)
12 - الشيخ المفيد في الاختصاص: عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمان، عن هشام بن سالم، عن محمد بن مسلم، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: كلام قد سمعته من أبي الخطّاب.
فقال: أعرضه عليّ.
فقلت: يقول: إنّكم تعلمون الحلال و الحرام و فصل ما بين الناس، فسكت، فلمّا أردت القيام أخذ بيدي، فقال: يا محمد، [كذا](5) علم القرآن و الحلال و الحرام يسير(6) في جنب العلم الذي يحدث بالليلر.
ص: 99
و النهار.(1)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في الإقدار على المعجزات من نبيّنا و أئمّتنا الإثني عشر صلوات اللّه عليهم أجمعين لأنّ اللّه جلّ جلاله أعطاهم علم ما في السماوات و ما في الأرض، و علم ما كان، و علم ما يكون، و علم ما يحدث في الليل و النهار، و ساعة بعد ساعة، و أعطاهم علم النبيّين صلوات اللّه عليهم أجمعين، و هل المعجزات إلاّ من ذلك لأنّها داخلة في علم السماوات و ما في الأرض، إلى آخر ما ذكرنا، و هذا واضح بيّن.ص.
ص: 100
روى أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشّي: عن إبراهيم ابن محمد بن العبّاس الختلي، قال: حدّثني أحمد بن إدريس القمّي المعلّم، قال:
حدّثني محمد بن أحمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللّه بن القاسم، عن حفص الأبيض(1) التمّار، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام أيّام صلب(2) معلّى بن خنيس رحمه اللّه، فقال لي: يا حفص، إنّي أمرت المعلّى فخالفني، فابتلي بالحديد، إنّي نظرت إليه يوما و هو كئيب حزين، فقلت: يا معلّى، كأنّك ذكرت أهلك، و عيالك؟
قال: أجل.
قلت: ادن منّي، فدنا منّي، فمسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟
فقال: أراني في أهل بيتي(3) و هذه زوجتي، و هذا ولدي.
قال عليه السلام: فتركته(4) حتى تملّأ منهم [و استترت
ص: 101
منهم](1) حتى نال ما ينال الرجل من أهله، ثمّ قلت: ادن [منّي](2) ، فدنا منّي، فمسحت وجهه، فقلت: أين تراك؟
فقال: أراني معك في المدينة.
قال: قلت: يا معلّى، إنّ لنا حديثا من حفظه علينا حفظ اللّه عليه(1) دينه و دنياه.
قال: قلت: يا معلّى، لا تكونوا اسراء في أيدي الناس بحديثنا إن شاءوا منّوا عليكم، و إن شاءوا قتلوكم.
يا معلّى، إنّه من كتم الصعب من حديثنا جعل اللّه نورا بين عينيه، و زوّده القوّة في الناس، و من أذاع الصعب من حديثنا لم يمت حتى يعضّه السلاح أو يموت بخبل.(2)
يا معلّى، أنت مقتول، فاستعدّ.(3)
هذا الحديث مذكور بخمس طرق في كتاب مدينة المعاجز.(4)ص.
ص: 102
و أنّ قلوبهم مورد إرادة اللّه سبحانه إذا شاء شيئا شاءوه 1 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد و غيره، عن سهل بن زياد، عن أيّوب بن نوح، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن بدر بن الوليد، عن أبي الربيع الشامي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: إنّ الإمام إذا شاء أن يعلم علم.(1)
2 - محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن عبد الجبّار، عن صفوان ابن يحيى، عن ابن مسكان، عن بدر بن الوليد، عن أبي الربيع الشامي، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: الإمام(2) إذا شاء أن يعلم علم.(3)
3 - محمد بن يعقوب: عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبّار، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن بدر بن الوليد، عن أبي الربيع، عن أبي
ص: 103
عبد اللّه عليه السلام، قال: إنّ الإمام إذا شاء أن يعلم علم(1).(2)
4 - عنه: عن محمد بن يحيى، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن أبي عبيدة المدائني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إذا أراد الإمام أن يعلم شيئا أعلمه اللّه ذلك.(3)
5 - محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن مصدّق بن صدقة، عن عمّار الساباطي؛ أو عن أبي عبيدة، [عن عمّار الساباطي](4) ، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الإمام أيعلم الغيب؟
قال: لا، و لكن إذا أراد أن يعلم الشيء أعلمه(5) اللّه ذلك.(6)
6 - عنه: عن الهيثم النهدي، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي، عن صفوان بن يحيى، عن ابن مسكان، عن يزيد بن فرقد النهدي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ الإمام إذا شاء أن يعلم علم.(7)
7 - سعد بن عبد اللّه القمّي في بصائر الدرجات: عن أحمد بن محمد السيّاري، قال: حدّثني غير واحد من أصحابنا، عن أبي الحسن الثالث عليه السلام قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل قلوب الأئمّة عليهم السّلام موردا(8)د.
ص: 104
لإرادته، و إذا شاء شيئا شاءوه و هو قوله(1) تعالى: وَ ما تَشاؤُنَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (2).(3)
8 - علي بن إبراهيم: قال: حدّثنا محمد بن جعفر، قال: حدّثنا محمد بن أحمد، عن أحمد بن محمد السيّاري، عن فلان (قال: خرج)(4) عن أبي الحسن عليه السلام قال: إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل قلوب الأئمّة موردا لإرادته، فإذا شاء اللّه شيئا شاءوه و هو قوله: وَ ما تَشاؤُنَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ .(5)
9 - محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن أبي عبد اللّه النوفلي، عن القاسم، عن جابر، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن مسألة، أو سئل عنها (قال:)(6) فقال: إذا لقيت موسى فاسأله عنها.
قال: فقلت: أو لا تعلمها؟ قال: بلى.
قلت: فأخبرني بها.
قال: لم يؤذن لي في ذلك(7).(8)0.
ص: 105
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبيّ و الأئمّة صلوات اللّه عليهم لأنّهم عليهم السّلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا، فإنّه يؤدّي إلى أنّ اللّه جلّ جلاله يعلمهم بالغائب و بما يكون من الامور الحادثة، و بما في النفس، و غير ذلك ممّا لا يطلع عليه إلاّ اللّه سبحانه و تعالى أو من يطلعه اللّه تعالى عليه ممّن يرتضيه من صفوته، و أيضا قلوبهم مورد لإرادته تعالى وَ ما تَشاؤُنَ إِلاّ أَنْ يَشاءَ اللّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (1) و هذا سرّ عظيم بينه تعالى و بينهم عليهم السّلام، و هم عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعلمون.(2)ء.
ص: 106
محمد بن بابويه: قال: حدّثنا محمد بن علي الأسود، قال: سألني(1) علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه اللّه بعد موت محمد بن عثمان العمري أن أسأل أبا القاسم الروحي رحمه اللّه أن يسأل مولانا صاحب الزمان عليه السلام أن يدعو اللّه(2) عزّ و جلّ أن يرزقه ولدا [ذكرا](3) ، قال: فسألته، فأنهى ذلك، ثمّ أخبرني بعد ذلك بثلاثة أيّام [أنّه](4) قد دعا لعلي بن الحسين، و أنّه سيولد له ولد مبارك ينفع اللّه به، و بعده أولاد.
قال أبو جعفر محمد بن علي الأسود رضي اللّه عنه: و سألته في أمر نفسي أن يدعو اللّه(3) لي أن ارزق(4) ولدا [ذكرا](5) ، فلم يجبني إليه، و قال لي: ليس(6)
إلى هذا سبيل.
ص: 107
قال: فولد لعليّ بن الحسين (تلك السنة ابنه)(1) محمد بن علي، و بعده أولاد، و لم يولد لي [شيء](2).
قال الشيخ محمد بن علي بن بابويه رضي اللّه عنه: كان أبو جعفر محمد ابن علي الأسود رضي اللّه عنه كثيرا ما يقول لي - إذا رآني أختلف إلى مجلس شيخنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي اللّه عنه و أرغب في كتب العلم و حفظه -: ليس بعجب أن تكون لك هذه الرغبة في العلم، و أنت ولدت بدعاء الإمام عليه السلام.(3)ى.
ص: 108
1 - محمد بن العبّاس بن ماهيار الشيخ الثقة: قال: حدّثنا الحسين بن عامر، عن محمد بن الحسين، عن أبيه أبي الخطّاب، عن صفوان بن يحيى، عن داود بن فرقد، عن الحارث بن المغيرة النضري، قال: قال لي الحكم بن عيينة:
إنّ مولاي علي بن الحسين عليه السلام قال لي: إنّما علم علي عليه السلام كلّه في آية واحدة؟
قال: فخرج حمران(1) بن أعين ليسأله فوجد عليّا عليه السلام قد قبض، فقال لأبي جعفر عليه السلام: إنّ الحكم حدّثنا(2) عن علي بن الحسين عليهما السلام أنّه قال: إنّ علم علي عليه السلام [كلّه](3) في آية واحدة.
فقال أبو جعفر عليه السلام: و ما تدري ما هي؟
قلت: لا.
ص: 109
قال: هي قوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ (1)
و لا محدّث.
ثمّ أبان شأن الرسول [و النبي](2) و المحدّث صلوات اللّه عليهم أجمعين.(3)
2 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحجّال، عن القاسم بن محمد، عن عبيد بن زرارة، قال: أرسل أبو جعفر عليه السلام إلى زرارة أن يعلم الحكم بن عيينة(4) أنّ أوصياء محمد عليه و عليهم السلام محدّثون.(5)
3 - عنه: عن محمد، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن جميل ابن صالح، عن زياد بن سوقة، عن الحكم بن عتيبة، قال: دخلت على علي بن الحسين عليهما السّلام يوما، فقال: يا حكم، هل تدري الآية التي كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعرف قاتله بها، و يعلم(6) بها الامور العظام التي كان يحدّث بها الناس؟ف.
ص: 110
قال الحكم: فقلت في نفسي: قد وقعت على علم من علم علي بن الحسين عليه السلام، أعلم بذلك تلك الامور العظام، قال: فقلت: لا و اللّه لا أعلم، قال: ثمّ قلت: الآية تخبرني بها، يا ابن رسول اللّه.
قال: هو و اللّه قول اللّه عزّ ذكره: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ (1) و لا محدّث، و كان علي بن أبي طالب عليه السلام محدّثا، فقال له رجل يقال له: عبد اللّه بن زيد كان أخا علي لامّه: سبحان اللّه محدّثا؟! كأنّه ينكر ذلك.
فأقبل عليه(2) أبو جعفر عليه السلام فقال: أما و اللّه إنّ ابن امّك بعد قد كان يعرف ذلك.
قال: فلمّا قال ذلك سكت الرجل، فقال: هي التي هلك فيها أبو الخطّاب، فلم يدر [ما](3) تأويل المحدّث و النبي.(4)
4 - و عنه: عن أحمد بن محمد و محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسن(5) ، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن إسماعيل، قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: إنّ الأئمّة(6) عليهم السّلام علماء، صادقون، مفهّمون، محدّثون.(7)
5 - و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن6.
ص: 111
رجل، عن محمد بن مسلم قال: ذكر المحدّث عند أبي عبد اللّه عليه السلام فقال:
إنّه يسمع الصوت، و لا يرى الشخص.
فقلت له: جعلت فداك، كيف يعلم أنّه كلام الملك عليه السلام؟
قال: إنّه يعطى السكينة و الوقار حتى يعلم أنّه كلام الملك.(1)
6 - و عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن الحارث بن المغيرة، عن حمران بن أعين، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: إنّ عليّا عليه السلام كان محدّثا، فخرجت إلى أصحابي، فقلت: جئتكم بعجيبة.
فقالوا: و ما هي؟
قلت: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: كان علي عليه السلام محدّثا.
فقالوا: ما صنعت شيئا ألاّ سألته من كان يحدّثه؟
فرجعت إليه، فقلت: إنّي حدّثت أصحابي بما حدّثتني، فقالوا: ما صنعت شيئا ألاّ سألته من كان يحدّثه؟
فقال لي: يحدّثه ملك.
قلت: تقول: إنّه نبيّ. قال: فحرّك يده - هكذا -: أو كصاحب سليمان أو كصاحب موسى أو كذي القرنين، أو ما بلغكم أنّه قال: و فيكم مثله.(2)
7 - و عنه: عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن ابن أبي عمير، عن حريز، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام قال: للإمام عشر علامات:6.
ص: 112
يولد مطهّرا مختونا، و إذا وقع على الأرض وقع على راحتيه(1) ، رافعا صوته بالشهادتين، و لا يجنب، و تنام عينيه(2) و لا ينام قلبه، و لا يتثأّب، و لا يتمطّى(3) ، و يرى من خلفه كما يرى من أمامه، و نجوه(4) كرائحة المسك و الأرض موكّلة بستره و ابتلاعه، و إذا لبس درع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كانت عليه وفقا، و إذا لبسها غيره من الناس طويلهم أو قصيرهم زادت عليه شبرا، و هو محدّث، إلى أن تنقضي أيّامه.(5)
8 - محمد بن العبّاس: قال: حدّثنا الحسين بن أحمد، عن [محمد](6) بن عيسى، عن القاسم بن عروة، عن بريد العجلي، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرسول و النبي و المحدّث.
فقال: الرسول الذي تأتيه الملائكة و يعاينهم، تبلّغه الرسالة من اللّه، و النبي الذي يرى المنام(7) فما رأى فهو كما رأى، و المحدّث الذي يسمع صوت(8)
الملائكة و حديثهم، و لا يرى شيئا بل ينقر في اذنيه(9) ، و ينكت في قلبه.(10)
9 - محمد بن الحسن الصفّار: عن الحسن بن علي، قال: حدّثني4.
ص: 113
عبيس(1) بن هشام، قال: حدّثنا كرام بن عمرو الخثعمي، عن عبد اللّه بن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّا نقول: إنّ عليّا عليه السلام لينكت(2) في قلبه، أو ينقر(3) في صدره [و اذنه](4).
قال: إنّ عليّا عليه السلام كان محدّثا.
قال: فلمّا أكثرت عليه قال: إنّ عليّا عليه السلام يوم(5) بني قريظة و [بني](6) النضير كان جبرئيل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره يحدّثانه.(7)
10 - عنه: عن علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن الحارث بن المغيرة، عن حمران، قال: حدّثنا الحكم بن عيينة، عن علي بن الحسين عليه السلام (أنّه)(8) قال: إنّ علم علي عليه السلام في آية من القرآن، قال: و كتمنا الآية.
قال: فكنّا نجتمع و نتدارس القرآن فلا نعرف الآية.
قال: فدخلت على أبي جعفر عليه السلام فقلت له: إنّ الحكم بن عيينة حدّثنا عن علي بن الحسين عليه السلام أنّه قال: إنّ علم(9) علي عليه السلام فيم.
ص: 114
آية من القرآن، و كتمنا الآية.
قال: اقرأ يا حمران، [فقرأت:] (1)وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ (2).
[قال: فقال أبو جعفر عليه السلام وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ ](3) و لا محدّث.
قلت: و كان علي عليه السلام محدّثا؟ [قال: نعم، فجئت إلى أصحابنا، فقلت: قد أصبت الذي كان الحكم يكتمنا.
قال: قلت: قال أبو جعفر عليه السلام: كان يقول: علي(4) عليه السلام محدّث؟](5)
فقالوا لي: ما صنعت شيئا ألاّ كنت تسأله(6) من يحدّثه؟
[قال: فبعد ذلك إنّي أتيت أبا جعفر عليه السلام فقلت: أليس حدّثتني أنّ عليّا عليه السلام كان محدّثا؟
قال: بلى](7).
(قال:)(8) قلت: من يحدّثه؟
قال: ملك يحدّثه.ر.
ص: 115
قال: [قلت:](1) أقول إنّه نبيّ [أو رسول](2) ؟
قال عليه السلام: لا، قال بل(1) مثله مثل صاحب سليمان، و مثل صاحب موسى، و مثله مثل ذي القرنين.(2)
11 - و عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، قال:
سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الأئمّة علماء صادقون مفهّمون محدّثون.(3)
12 - و عنه: عن أبي طالب، عن عثمان بن عيسى، قال: كنت أنا و أبو بصير و محمد بن عمران [مولى أبي جعفر](4) بمنزل بمكّة [قال:](5) فقال محمد ابن عمران: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر محدّثا.
فقال له أبو بصير: و اللّه لقد سمعت من أبي عبد اللّه عليه السلام قال فحلّفه مرّة أو مرّتين(6) أنّه سمعه.
فقال أبو بصير: لكنّي(7) سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول.
و رواه محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى و أحمد بن محمد، عنا.
ص: 116
محمد بن الحسين، عن أبي طالب، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، قال: كنت أنا و أبو بصير، و محمد بن عمران مولى أبي جعفر عليه السلام في منزله بمكّة، فقال محمد بن عمران: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: نحن اثنا عشر محدّثا.
فقال له أبو بصير: سمعت من أبي عبد اللّه عليه السلام؟ فحلف(1) مرّة أو مرّتين أنّه سمعه؟
فقال أبو بصير: لكنّي سمعته من أبي جعفر عليه السلام(2).
و رواه محمد بن علي بن بابويه في كتاب الخصال: قال: حدّثنا محمد بن علي بن ماجيلويه رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن الحسن الصفّار، عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت القمّي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، قال: كنت أنا و أبو بصير، و ساق الحديث إلاّ أنّ في آخره فقال أبو بصير: لكنّي سمعته من أبي جعفر عليه السلام.(3)
13 - محمد بن الحسن الصفّار: عن عبد اللّه بن محمد، عن إبراهيم بن4.
ص: 117
محمد الثقفي [عن أحمد بن محمد الثقفي،](1) عن أحمد بن يونس الحجّال(2) ، عن أيّوب بن حسن، عن قتادة أنّه كان يقرأ(3): وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ (4) و لا محدّث.(5)
14 - عنه: [عن محمد بن يحيى العطّار، عن محمد بن الحسن بن فرّوخ الصفّار](6) ، عن العبّاس بن معروف، عن [القاسم](7) بن عروة، عن بريد العجلي، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الرسول و النبيّ و المحدّث.
فقال: الرسول الذي تأتيه الملائكة [و يعاينهم](8) فتبلّغه عن(9) اللّه تبارك و تعالى، و النبيّ الذي يرى في منامه، فما رأى فهو(10) كما رأى، و المحدّث الذي يسمع [كلام](11) الملائكة و ينقر في اذنه، و ينكت في قلبه(12).(13)
15 - و عنه: عن محمد بن الحسين، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرسول2.
ص: 118
و النبيّ و المحدّث(1).
قال: الرسول يأتيه جبرئيل فيكلّمه قبلا فيراه(2) كما يرى الرجل صاحبه الذي يكلّمه، فهذا الرسول، و النبيّ الذي يؤتى في منامه نحو رؤيا إبراهيم و نحو ما كان يأتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من السبات(3) إذا أتاه جبرئيل، و هكذا النبي صلّى اللّه عليه و آله، و منهم من تجتمع(4) له الرسالة و النبوّة، و كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله نبيّا يأتيه جبرئيل قبلا [فيكلّمه](5) و يراه فيأتيه في النوم، و النبيّ الذي يسمع كلام الملائكة عن معاينة(6) فيحدّثه، فأمّا المحدّث(7) فهو الذي يسمع و لا يعاين، و لا يؤتي في المنام.(8)
16 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن الحارث بن المغيرة النضري، عن حمران، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ عليّا عليه السلام كان محدّثا.
قلت: فيكون نبيّا.
قال: فحرّك يده هكذا(9) ، ثمّ قال (أو كصاحب سليمان)(10) أو كصاحبر.
ص: 119
موسى، أو كذي القرنين أو [ما بلغكم](1) أنّه قال: و فيكم مثله.(2)
17 - و عنه: عن محمد بن الحسين، عن صفوان بن [يحيى](3) ، عن الحارث، عن حمران [بن أعين](4) ، قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: أليس(3)
حدّثتني أنّ عليّا عليه السلام كان محدّثا؟
قال: بلى.
قلت: من يحدّثه؟
قال: ملك (يحدّثه)(4).
قلت(5): فأقول إنّه نبيّ أو رسول؟
قال: لا، بل مثله مثل صاحب سليمان، و مثل صاحب موسى عليه السلام، و مثل ذي القرنين، أو ما بلغكم(6) انّ عليّا عليه السلام سئل عن ذي القرنين، فقيل(7): كان نبيّا؟ا.
ص: 120
فقال: لا، بل كان عبدا أحبّ اللّه فأحبّه، و نصح للّه(1) فنصحه، فهذا مثله.(2)
18 - محمد بن يعقوب: عن عدّة من أصحابنا، [عن أحمد بن محمد](3)
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ كانَ رَسُولاً نَبِيًّا (4) ما الرسول؟ و ما النبي؟
قال: النبي الذي يرى في منامه، و يسمع الصوت، و لا يعاين الملك، و الرسول الذي يسمع الصوت و يرى في المنام، و يعاين الملك.
قلت: الإمام ما منزلته؟
قال: يسمع الصوت و لا يرى، و لا يعاين الملك، ثمّ تلا هذة الآية وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ (5) و لا محدّث.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: بإسناده عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه تبارك و تعالى: وَ كانَ رَسُولاً نَبِيًّا و ساق الحديث إلى آخره.(6)
19 - عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرّار، قال:
كتب الحسن بن العبّاس المعروفي إلى الرضا عليه السلام: جعلت فداك،3.
ص: 121
أخبرني ما الفرق بين الرسول، و النبي، و الإمام؟
[قال:](1) فكتب، أو قال: الفرق بين الرسول و النبي و الإمام أنّ الرسول الذي ينزل عليه جبرئيل فيراه و يسمع كلامه، و ينزل عليه الوحي، و ربّما رأى في منامه نحو رؤيا إبراهيم عليه السلام، و النبي ربّما يسمع الكلام، و ربّما رأى الشخص و لم يسمع، و الإمام هو الذي يسمع الكلام و لا يرى الشخص.(2)
20 - و عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن الأحول، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرسول، و النبي و المحدّث.
فقال: الرسول الذي يأتيه جبرئيل عليه السلام [قبلا](3) فيراه و يكلّمه، فهذا الرسول، و أمّا النبي فهو الذي يرى في منامه نحو رؤيا إبراهيم عليه السلام، و نحو ما كان رأى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من أسباب النبوّة قبل الوحي حتى أتاه جبرئيل عليه السلام من عند اللّه بالرسالة، و كان محمد صلّى اللّه عليه و آله حين جمع [له](4) النبوّة و جاءته الرسالة من عند اللّه يجيئه(5) بها جبرئيل و يكلّمه بها قبلا، و من الأنبياء من جمع له النبوّة، و يرى في منامه، و يأتيه الروح و يكلّمه و يحدّثه من غير أن يكون يراه(6) في اليقظة، و أمّا المحدّث فهو الذيى.
ص: 122
يحدّث فيسمع و لا يعاين و لا يرى في منامه.(1)
21 - و عنه: عن أحمد بن محمد و محمد بن يحيى(2) ، عن محمد بن الحسين، عن علي بن حسّان، عن ابن فضّال، عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن مروان بن مسلم، عن بريد، عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام في قول اللّه(3) عزّ و جلّ: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ (4) و لا محدّث، قلت: جعلت فداك(5) ليس هذه قرائتنا، فما الرسول، و النبي، و المحدّث؟
قال: الرسول الذي يظهر له الملك و يكلّمه، و النبي هو الذي يرى في منامه، و ربّما اجتمعت النبوّة و الرسالة لواحد، و المحدّث الذي يسمع الصوت و لا يرى الصورة.
قال: قلت: أصلحك اللّه، كيف يعلم أنّ الذي رأى في النوم حقّ، و أنّه من الملك؟
قال: يوفّق لذلك حتى يعرفه، و لقد ختم اللّه بكتابكم الكتب، و ختم بنبيّكم الأنبياء.(6)ي.
ص: 123
22 - أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبيه، و محمد بن خالد البرقي، و العبّاس ابن معروف، عن القاسم بن عروة، عن بريد بن معاوية العجلي، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرسول و النبي و المحدّث.
فقال: الرسول الذي تأتيه الملائكة [و يعاينهم](1) و تبلّغه عن اللّه، و النبي الذي يرى في منامه، فما رأى فهو كما رأى، و المحدّث الذي يسمع الكلام - كلام الملائكة - يوقر في اذنه(2) ، و ينكت في قلبه.(3)
23 - أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ وَ كانَ رَسُولاً نَبِيًّا (4) [علمنا](5) الرسول و من النبي؟
فقال: النبي هو الذي يرى في منامه، و يسمع الصوت و لا يعاين الملك، و الرسول يعاين الملك و يكلّمه.
ص: 124
قلت: الامام ما منزلته؟
قال: يسمع الصوت، و لا يرى، و لا يعاين الملك، ثمّ تلا هذه الآية وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ (1) و لا محدّث.(2)
24 - الهيثم بن أبي مسروق النهدي، و إبراهيم بن هاشم، عن إسماعيل بن مهران، قال: كتب الحسن بن العبّاس المعروفي(3) إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام: جعلت فداك، أخبرني ما الفرق بين الرسول و النبي و الإمام؟
فكتب إليه - أو قال له -: الفرق بين الرسول و النبي و الإمام أنّ الرسول هو الذي ينزل عليه جبرائيل فيراه و يكلّمه و يسمع كلامه، و ينزل عليه الوحي، و ربّما اوتي في منامه نحو رؤيا إبراهيم، و النبي ربّما سمع الكلام، و ربّما رأى الشخص و لم يسمع الكلام، و الإمام هو الذي يسمع(4) الكلام و لا يرى الشخص.(5)
25 - إبراهيم بن محمد الثقفي، قال: حدّثني إسماعيل بن يسار(6) ، عن علي بن جعفر الحضرمي، عن زرارة بن أعين، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قوله تعالى: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ و لا محدّث.
فقال: الرسول الذي يأتيه جبرئيل قبلا [فيكلّمه](7) فيراه كما يرى الرجلر.
ص: 125
صاحبه، و أمّا النبي فهو الذي يؤتي في منامه نحو رؤيا إبراهيم و نحو ما كان يرى محمد صلّى اللّه عليه و آله، و منهم من يجتمع له الرسالة و النبوّة، و كان محمد صلّى اللّه عليه و آله اجتمعت(1) له الرسالة و النبوّة، و أمّا المحدّث فهو الذي يسمع كلام الملك و لا يراه و لا يأتيه في المنام.(2)
26 - عنه: قال: حدّثني إسماعيل بن يسار(3) ، قال: حدّثني علي بن جعفر الحضرمي، عن سليم بن قيس الشامي أنّه سمع عليّا عليه السلام يقول: إنّي و أوصيائي من ولدي أئمّة مهتدون كلّنا محدّثون.
قلت: يا أمير المؤمنين، و من هم؟
قال: الحسن و الحسين، ثمّ ابني علي بن الحسين، - قال: و علي يومئذ رضيع -، ثمّ ثمانية من بعده واحدا بعد واحد، و هم الذين أقسم اللّه بهم، فقال:
وَ والِدٍ وَ ما وَلَدَ (4) أمّا الوالد فرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و ما ولد يعني هؤلاء الأوصياء.(5)
فقلت: يا أمير المؤمنين، أيجتمع إمامان؟
فقال: لا، إلاّ و أحدهما مصمت لا ينطق حتى يمضي(6) الأوّل.
قال سليم: سألت محمد بن أبي بكر، فقلت: أكان علي عليه السلامك.
ص: 126
محدّثا؟
فقال: نعم.
قلت: و يحدّث الملائكة الأئمّة؟
فقال: أو ما تقرأ وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ (1) و لا محدّث.
قلت: فأمير المؤمنين محدّث؟
فقال: نعم، و فاطمة كانت محدّثة و لم تكن نبيّة.(2)
27 - ابن شهراشوب: [انّه](3) قرأ ابن عبّاس: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ و لا محدّث.
و عن سليم قال: سمعت محمد بن أبي بكر قرأ: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِيٍّ و لا محدّث.
قلت: و هل تحدّث الملائكة إلاّ الأنبياء؟
قال: نعم مريم(4) و لم تكن نبيّة و كانت محدّثة، و امّ موسى كانت محدّثة و لم تكن نبيّة، و سارة قد عاينت الملائكة فبشّروها بإسحاق و من وراء إسحاق يعقوب و لم تكن نبيّة، و فاطمة عليها السلام كانت محدّثة و لم تكن نبيّة.(5)6.
ص: 127
28 - محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن الحسين، عن صفوان ابن يحيى، عن أبي خالد، عن حمران، قال: قلت لأبي جعفر(1) عليه السلام: ما موضع العلماء (منهم)(2) قال: مثل ذي القرنين، و صاحب سليمان، و صاحب موسى عليه السلام(3).(4)
قال مؤلّف الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبي و الأئمّة عليهم السّلام لأنّ الملك إذا كان يحدّثهم من علم اللّه سبحانه و تعالى المطّلع على الأشياء و العالم بالخفيّات و ما تكنّ الصدور فهو تبارك و تعالى يعلمهم بما في الضمائر، و ما كان، و ما يكون، و هل المعجزات إلاّ ذلك؟ و هذا واضح بيّن، ألا ترى إلى علي بن الحسين عليه السلام حيث قال إلى الحكم بن عتيبة: هل تدري الآية التي كان علي بن أبي طالب عليه السلام يعرف بها قاتله، و يعلم بها الامور العظام التي كان يحدّث بها الناس؟ إشارة إلى أنّ الآية فيها ذكر المحدّث، و انّ الملك كان يحدّثه، و يطلعه على سرائر الغيب عن اللّه جلّ و علا.2.
ص: 128
كتاب ثاقب المناقب: عن الباقر، عن آبائه صلوات اللّه عليهم، عن حذيفة(1) قال: بينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله على جبل [احد](2) في جماعة من المهاجرين و الأنصار إذ أقبل الحسن بن علي عليه السلام يمشي على هدوء و وقار، فنظر إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فرمقه من كان معه، فقال له بلال:
يا رسول اللّه، أما ترى أحدا باحد؟!(3)
فقال صلوات اللّه عليه: إنّ جبرئيل عليه السلام يهدّيه، و ميكائيل يسدّده، و هو ولدي، و الطاهر من نفسي، و ضلع من أضلاعي، هذا سبطي و قرّة عيني، بأبي هو.
و قام و قمنا معه، و هو يقول: أنت تفّاحتي(4) ، و أنت حبيبي، و مهجة(5)
قلبي، و أخذ بيده [فمشى معه](6) و نحن نمشي حتى جلس و جلسنا حوله، فنظرنا إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو لا يرفع بصره عنه، ثمّ قال: إنّه
ص: 129
سيكون بعدي مهديّا، هديّة من ربّ العالمين إليّ، ينبىء عنّي، و يعرّف الناس آثاري، و يحيي سنّتي، و يتولّى اموري في فعله، ينظر اللّه تعالى إليه، و يرحمه، رحم اللّه من عرف [له](1) ذلك و برّني و أكرمني فيه.
فما قطع كلامه صلوات اللّه عليه حتى أقبل علينا(2) أعرابي يجرّ هراوة له، فلمّا نظر إليه صلوات اللّه عليه قال: قد جاءكم رجل يتكلّم(3) بكلام غليظ تقشعرّ منه جلودكم، و إنّه ليسألكم عن امور، ألا إنّ لكلامه جفوة، فجاء الأعرابي فلم يسلّم، فقال: أيّكم محمد؟
قلنا: و ما تريد؟
فقال صلّى اللّه عليه و آله: مهلا.
فقال: يا محمد [قد كنت](4) أبغضك و لم أرك، و الآن قد ازددت [لك](5)
بغضا، فتبسّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و غضبنا لذلك، فأردنا للأعرابي(4)
إرادة، فأومأ إلينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أن امسكوا.
فقال الأعرابي: [يا محمد،](5) إنّك تزعم أنّك نبيّ، و أنّك قد كذبت على الأنبياء، و ما معك من دلالاتهم(6) شيء.
فقال له: يا أعرابي(7) ، و ما يدريك؟ي.
ص: 130
قال: فخبّرني ببراهينك.
قال صلّى اللّه عليه و آله: إن أحببت أخبرتك كيف خرجت من منزلك، و كيف كنت في نادي قومك، و إن أردت أخبرك عضو منّي(1) ، فيكون ذلك أوكد لبرهاني.
قال: أو يتكلّم العضو؟!
قال: نعم، يا حسن، قم، فازدرى الأعرابي نفسه(2) و قال: هو لا يأتي و يأمر صبيّا(3) يكلّمني؟!
قال: إنّك ستجده عالما بما تريد، فابتدر الحسن عليه السلام و قال: مهلا يا أعرابي:
ما غبيّا سألت و ابن غبي بل فقيها إذن و أنت الجهول(4)
فإن تك قد جهلت فإنّ عندي شفاء الجهل ما سأل السؤول
و بحرا لا تقسّمه الدوالي تراثا كان أورثه الرسولل.
ص: 131
لقد بسطت لسانك، و عدوك طورك، و خادعتك نفسك، غير أنّك لا تبرح حتى تؤمن إن شاء اللّه تعالى.
فتبسّم الأعرابي، و قال: هيه(1).
فقال [له](2) الحسن صلوات اللّه عليه: قد اجتمعتم في نادي قومك، و [قد](3) تذاكرتم ما جرى بينكم على جهل و خرق منكم، و زعمتم أنّ محمدا صنبور(2) ، و العرب قاطبة تبغضه، و لا طالب له بثأره، و زعمت أنّك قاتله و كاف قومك مؤنته، فحملت نفسك على ذلك، و قد أخذت قناتك بيدك ترميه(3)
و تريد قتله، فعسر عليك مسلكك، و عمى عليك بصرك، و أبيت إلاّ(4) ذلك، فأتيتنا خوفا من أن يستهزؤا(5) بك، و إنّما جئت لخير يراد بك.
انبئك عن سفرك: خرجت في ليلة ضحياء(6) ، إذ عصفت ريح شديدة اشتدّ منها ظلماؤها، و أطبقت سماؤها، و أعصر سحابها، و بقيت محر نجما كالأشقر(7) إن تقدّم نحر، و إن تأخّر عقر(8) ، لا تسمع لواطىء حسّا، و لا لنافخر.
ص: 132
خرسا(1) ، تداكّت(2) عليك غيومها، و توارت عنك نجومها، فلا تهتدي بنجم طالع، و لا بعلم لامع، تقطع محجّة، و تهبط لجّة بعد لجّة، في ديمومة قفر، بعيدة القعر، مجحفة بالسفر، إذا علوت مصعدا و أرادت الريح تخطفك(3) ، و الشوك يخبطك في ريح عاصف، و برق خاطف، قد أوحشتك قفارها، و قطعتك سلامها، فانصرفت فإذا أنت عندنا، فقرّت عينيك، و ظهر زينك، و ذهب أنينك.(4)
قال: من أين(5) قلت - يا غلام - هذا؟! كأنّك قد كشفت عن سويداء قلبي، و كأنّك كنت شاهدي، و ما خفي عليك من أمري، و كأنّك عالم بالغيب، يا غلام، لقّنّي الإسلام.
فقال الحسن صلوات اللّه عليه: اللّه أكبر، قل: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمدا عبده و رسوله.
فأسلم [الرجل](6) ، و حسن إسلامه، و سرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و سرّ المسلمون، و علّمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله شيئا من القرآن.
فقال: يا رسول اللّه، أرجع إلى قومي و اعرّفهم ذلك، فأذن له رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فانصرف(7) ، ثمّ رجع و معه جماعة من قومه فدخلوا فيف.
ص: 133
الإسلام.
و كان الحسن عليه السلام إذا نظر إليه الناس قالوا: لقد اعطي هذا ما لم يعط أحدا من العالمين.(1)1.
ص: 134
1 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن إسماعيل، عن عمّه حمزة بن بزيع، عن علي السائي(1) ، عن أبي الحسن الأوّل موسى عليه السلام، [قال:](2) قال: مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه:
ماض، و غابر(3) ، و حادث؛ فأمّا الماضي فمفسّر، و أمّا الغابر فمزبور(4) ، و أمّا الحادث فقذف في القلوب، و نقر في الأسماع(5) ، و هو أفضل علمنا، و لا نبيّ بعد نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله.(6)
2 - عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن علي بن موسى، عن صفوان بن يحيى، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللّه عليه
ص: 135
السلام قال: قلت: أخبرني عن علم عالمكم.
قال: وراثة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و من علي عليه السلام.
قال: قلت: إنّا نتحدّث أنّه يقذف في قلوبكم، و ينكت في آذانكم.
3 - و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عمّن حدّثه، عن المفضّل بن عمر، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: روينا عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: إنّ علمنا غابر، و مزبور، و نكت في القلوب، و نقر في الأسماع.
فقال: أمّا الغابر فما تقدّم من علمنا، و أمّا المزبور فما يأتينا، و أما النكت في القلوب فإلهام، و أمّا النقر في الأسماع فأمر الملك.(3)
4 - المفيد في الاختصاص: عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، و محمد بن عيسى بن عبيد، عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن محمد بن أبي حمزة، عن علي بن يقطين، قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: علم عالمكم سماع أم إلهام؟
فقال: قد يكون سماعا، و يكون إلهاما، و يكونان(4) معا.(5)
5 - محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن داود بن فرقد النهدي، عن الحارث بن المغيرة النضري، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: جعلت فداك، إذا سئل الإمام عن7.
ص: 136
شيء ليس عنده(1) فيه شيء من أين يعلمه؟
قال: ينكت في القلب نكتا، أو ينقر في الاذن نقرا.(2)
6 - عنه: عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن عمرو بن سعيد المدائني، عن عيسى بن حمزة الثقفي، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّا نسألك أحيانا فتسرع في الجواب، و أحيانا تطرق، ثمّ تجيبنا؟
قال: نعم، إنّه [ينقر و](3) ينكت في آذاننا و قلوبنا، فإذا نكت [أو نقر](4)
نطقنا، و إذا أمسك عنّا أمسكنا.(3)
7 - و عنه: عن سلمة بن الخطّاب، عن علي بن ميسر(4) المدائني، [عن الحسن بن يحيى المدائني](7) عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قلت له: أخبرني عن الإمام [إذا سئل](8) كيف يجيب؟
قال: إلهام أو سماع، و ربّما كانا جميعا.(5)
8 - و عنه: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة النضري، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: ما علم عالمكم جملة يقذف في قلبه أو ينكت في اذنه؟
فقال: وحي كوحي امّ موسى.5.
ص: 137
و رواه المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن الحارث بن المغيرة، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: ما علم عالمكم، إلى آخر الحديث.(1)
9 - و عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن سفيان بن السمط، عن النجاشي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: فينا و اللّه من يوقر(2) في اذنه، و ينكت في قلبه، و تصافحه الملائكة.
قلت: كان، أو يكون، [أو](3) اليوم؟
قال: بل اليوم، [قلت: كان، أو اليوم؟
قال: بل اليوم](4) و اللّه يا ابن النجاشي - [حتى](5) قالها ثلاثا -.
و رواه المفيد في الاختصاص: عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن محمد بن حمران، عن سفيان بن السمط، عن عبد اللّه [بن](6)
النجاشي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قال: فينا(3) و اللّه من ينقر في اذنه، و ينكت في قلبه، و تصافحه الملائكة، إلى آخر الحديث.(4)
10 - و عنه: عن محمد بن الحسين، عن محمد بن إسماعيل، عن حمزة ابن بزيع، عن علي السائي، قال: سألت الصادق عليه السلام عن مبلغ علمهم.
فقال: مبلغ علمنا ثلاثة وجوه: ماض، و غابر، و حادث، فأمّا الماضي فمفسّر، و أمّا الغابر فمزبور، و أمّا الحادث فقذف في القلوب، و نقر في الأسماع،0.
ص: 138
و هو أفضل علمنا، و لا نبيّ بعد نبيّنا.(1)
11 - و عنه: عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن الفضيل [أو عمّن رواه، عن محمد بن الفضيل](2) ، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: روينا عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال: علمنا غابر، و مزبور، و نكت في القلوب، و نقر في الأسماع.
قال: أمّا الغابر فما تقدّم من علمنا، و أمّا المزبور فما يأتينا، و أمّا النكت في القلوب فإلهام، و أمّا النقر في الأسماع فإنّه من الملك.(3)
و روى زرارة مثل ذلك [عن أبي عبد اللّه عليه السلام](4) وزاد فيه: قال:
قلت: كيف يعلم أنّه [كان](5) من الملك و لا يخاف أن يكون من الشيطان إذا كان لا يرى الشخص؟
قال: إنّه يلقى عليه السكينة فيعلم أنّه من الملك، و لو كان من الشيطان لاعتراه فزع، و إن [كان](6) الشيطان - يا زرارة - لا يتعرّض لصاحب هذا الأمر.(7)
12 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ الأرض لا تترك بغير عالم.4.
ص: 139
قلت: الذي يعلمه(1) عالمكم ما هو؟
قال: وراثة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و من علي بن أبي طالب عليه السلام علم يستغني [به](2) عن الناس و لا يستغني [الناس](3) عنه.
قلت: و حكمة يقذف(4) في صدره، أو ينكت في اذنه؟
13 - و عنه: عن محمد بن الحسين، عن جعفر بن بشير، عن المفضّل، عن الحارث، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: قلت(7): أخبرني عن علم عالمكم.
فقال: وراثة من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و من علي بن أبي طالب عليه السلام.
[فقلت: إنّا نتحدّث أنّه يقذف في قلبه أو ينكت في اذنه.
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات منهم عليهم السلام لأنّ جملة العلوم امّا علم بالماضي، أو المستقبل، أو الحاضر، و هم عليهم9.
ص: 140
السلام قد علموا جملة ذلك، و المعجزات أيضا تتنوّع إلى الأقسام الثلاثة كإخبار الإنسان عن أحواله الماضية و ما جرى عليه فيها، و المستقبل كإخبار الإنسان بما يقع عليه في المستقبل، و الحاضر كإخبار الإنسان عمّا في نفسه و ما يصدر عليه في الحاضر، و إذا تأمّلت معجزاتهم عليهم السّلام رأيتها لا تخرج عن العلوم الثلاثة التي علّمهم اللّه جلّ جلاله ذلك و كيف يعجز عن معجزة و الملك ينقر في اذنه، و ينكت في قلبه، فما بعد ذلك جهل و لا عجز عن شيء من المعجزات و غيره، فسبحان من أعطاهم العلوم، و أطلعهم على سرّه المكتوم.
ص: 141
محمد بن الحسن الصفّار: عن عبد اللّه بن محمد، عن محمد بن إبراهيم، عن عمرو(1) ، [قال: حدّثني بشر بن إبراهيم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام](2) قال: كنت جالسا عند أبي عبد اللّه عليه السلام إذ جاءه رجل فسأله(3)
عن مسألة، فقال: ما عندي(4) فيها شيء.
فقال الرجل: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، هذا الإمام المفترض الطاعة سألته عن مسألة(5) فزعم أنّه(6) ليس عنده فيها شيء.
فأصغى أبو عبد اللّه عليه السلام اذنه إلى الحائط كأنّ إنسانا يكلّمه، فقال:
أين السائل عن مسألة كذا و كذا؟ و كان الرجل قد جاوز اسكفّة(7) الباب، فقال: ها
ص: 142
أنا ذا، فقال عليه السلام: القول فيها كذا و كذا(1) ، ثمّ التفت إليّ فقال: لو لا أن نزداد(2) لنفد ما عندنا.(3)4.
ص: 143
ص: 144
الذي به عرفوا الأشياء 1 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن حمّاد بن [عيسى، عن إبراهيم بن](1) عمر اليماني، عن جابر الجعفي، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: يا جابر، إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق الخلق ثلاثة أصناف، و هو قول اللّه عزّ و جلّ: وَ كُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ وَ أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ وَ السّابِقُونَ السّابِقُونَ أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (2).
فالسابقون هم رسل اللّه و خاصّة اللّه من خلقه، جعل فيهم خمسة أرواح، أيّدهم بروح القدس فبه عرفوا الأشياء، و أيّدهم بروح الإيمان فبه خافوا اللّه عزّ و جلّ، و أيّدهم بروح القوّة فبه قدروا على طاعة اللّه، و أيّدهم بروح الشهوة فبه اشتهوا طاعة اللّه عزّ و جلّ و كرهوا معصيته، و جعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس و يجيئون.
ص: 145
و جعل في المؤمنين و أصحاب الميمنة روح الإيمان فبه خافوا اللّه عزّ و جلّ، و جعل فيهم روح القوّة فبه قدروا(1) على طاعة اللّه، و جعل فيهم روح الشهوة فبه اشتهوا طاعة اللّه، و جعل فيهم روح المدرج الذي به يذهب الناس و يجيئون.(2)
2 - عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد(3) ، عن موسى بن عمر، عن محمد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن المنخل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن علم العالم، فقال لي: يا جابر، إنّ الأنبياء و الأوصياء خمسة أرواح: روح القدس، و روح الإيمان، و روح الحياة، و روح القوّة، و روح الشهوة، فبروح القدس يا جابر عرفوا ما تحت العرش إلى ما تحت الثرى.
ثمّ قال: يا جابر، إنّ هذه الأربعة أرواح يصيبها الحدثان إلاّ روح القدس فإنّها لا تلهو و لا تلعب.(4)
3 - و عنه: عن الحسين بن محمد، عن المعلّى بن محمد، عن عبد اللّه بن إدريس، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال(5): سألته عن علم الإمام عليه السلام بما في أقطار الأرض و هو في بيته مرخى عليه ستره، فقال: يا مفضّل(6) ، إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل في النبي صلّىد.
ص: 146
اللّه عليه و آله خمسة أرواح؛ روح الحياة فبه دبّ و درج، و روح القوّة فبه نهض و جاهد، و روح الشهوة فبه أكل و شرب و أتى النساء من الحلال، و روح الإيمان فبه آمن و عدل، و روح القدس فبه حمل النبوّة، فإذا قبض النبي صلّى اللّه عليه و آله انتقل روح القدس فصار إلى الإمام عليه السلام، و روح القدس لا ينام و لا يغفل و لا يلهو و لا يزهو(1) ، و الأربعة الأرواح تنام و تغفل و تلهو و تزهو، و روح القدس كان يرى به(2).(3)
4 - و عنه: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه تبارك و تعالى: وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ (4) قال:
خلق من خلق اللّه عزّ و جلّ أعظم من جبرائيل و ميكائيل، كان [مع](5) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يخبره و يسدّده، و هو مع الأئمّة عليهم السّلام من بعده.
و رواه سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف القمّي في بصائر الدرجات - و كلّما كان في هذا الكتاب عنه فهو منه -: عن أحمد بن محمد بن عيسى بن الحسين بن سعيد (و محمد بن خالد البرقي)(6) عن النضر بن سويد، عن يحيىر.
ص: 147
ابن عمران الحلبي، عن أبي الصباح الكناني، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ (1) فقال: خلق من خلق اللّه أعظم من جبرائيل و ميكائيل، [كان](2) مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يخبره و يسدّده، و هو مع الأئمّة من بعده صلوات اللّه عليهم.(3)
5 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن أسباط بن سالم، قال: سأله رجل من أهل هيت(4) - و أنا حاضر - عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا
فقال: منذ أنزل اللّه عزّ و جلّ ذلك الروح على محمد صلّى اللّه عليه و آله ما صعد إلى السماء و إنّه لفينا.(5)
6 - و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي (6) قال: خلق أعظم من جبرائيل و ميكائيل، كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو مع الأئمّة5.
ص: 148
عليهم السّلام، و هو من الملكوت(1).(2)
7 - و عنه: عن علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن أبي أيّوب الخزّاز، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال: خلق أعظم من جبرائيل و ميكائيل، لم يكن مع أحد ممّن مضى غير رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله(3) ، و هو مع الأئمّة يسدّدهم، و ليس كلّما طلب وجد.
و رواه سعد بن عبد اللّه: قال: حدّثنا يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول:
وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي قال: خلق أعظم من جبرائيل(4) و ميكائيل، لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمد صلّى اللّه عليه و آله، و هو مع الأئمّة عليهم السّلام يوفّقهم و يسدّدهم، و ليس كلّما طلب وجد(5).(6)ر.
ص: 149
8 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر، عن علي بن أسباط، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن العلم، أهو شيء(1) يتعلّمه العالم من أفواه الرجال، أم في الكتاب عندكم تقرؤونه فتعلمون منه؟
قال: الأمر أعظم من ذلك و أوجب، أما سمعت قول اللّه عزّ و جلّ:
وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ (2) ثمّ قال: أيّ شيء يقول أصحابكم(3) في هذه الآية، أيقرّون أنّه كان في حال لا يدري ما الكتاب و لا الإيمان؟
فقلت: لا أدري - جعلت فداك - ما يقولون.
فقال [لي](4): بلى، قد كان في حال لا يدري ما الكتاب و لا الإيمان حتى بعث اللّه عزّ و جلّ الروح التي ذكر في الكتاب، فلمّا أوحاها إليه علم بها العلم و الفهم، و هي الروح التي يعطيها اللّه عزّ و جلّ من شاء، فإذا أعطاها عبدا علّمه الفهم.
و رواه سعد بن عبد اللّه(5): عن عمران بن موسى، عن موسى بن جعفر [ابن وهب](6) البغدادي، عن [علي](7) بن أسباط، عن محمد بن الفضيلر.
ص: 150
الصيرفي، عن أبي حمزة [الثمالي](1) ، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام [عن العلم](2) ما(3) هو، أعلم يتعلّمه العالم من أفواه الرجال، أو في كتاب عندكم تقرؤونه فتتعلّمون(4) منه؟
فقال: الأمر أعظم من ذلك و أوجب(5) ، أما سمعت قول اللّه عزّ و جلّ:
وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ .
[ثمّ قال: و أيّ شيء يقول أصحابكم في هذه الآية؟](6) [يرون أنّه كان في حال لا يدري ما الكتاب و لا الإيمان؟](7).
فقلت: لا أدري - جعلت فداك - ما يقولون في ذلك.
فقال: بلى(8) ، قد كان في حال لا يدري ما الكتاب و لا الإيمان(9)
حتى بعث اللّه [إليه](10) تلك الروح التي ذكر في الكتاب، فلمّا أوحاها إليه(11)
علم بها العلم و الفهم، و هي الروح(12) يعطيها اللّه من يشاء، فإذا أعطاهار.
ص: 151
[عبدا](1) علّمه الفهم و العلم.(2)
9 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن الحسين بن أبي العلاء، عن سعد الاسكاف، قال: أتى رجل أمير المؤمنين عليه السلام يسأله عن الروح، أليس هو جبرئيل؟
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: جبرئيل عليه السلام من الملائكة، و الروح غير جبرئيل، فكرّر ذلك على الرجل، فقال له: لقد قلت عظيما من القول، ما أحد يزعم أنّ الروح غير جبرئيل.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: إنّك ضالّ تروي عن أهل الضلال، يقول اللّه عزّ و جلّ لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله: أَتى أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحانَهُ وَ تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ (3) و الروح غير الملائكة صلوات اللّه عليهم.(4)
10 - سعد بن عبد اللّه: قال: حدّثنا محمد بن عيسى بن عبيد و محمد بن الحسين و موسى بن عمر بن يزيد الصيقل(5) ، عن علي بن أسباط، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: يُنَزِّلُ الْمَلائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ (6).2.
ص: 152
فقال عليه السلام: جبرئيل الذي انزل(1) على الأنبياء و الروح يكون معهم و مع الأوصياء لا يفارقهم، يفقّههم و يسدّدهم(2) من عند اللّه، و إنّه لا إله إلاّ اللّه، محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و بهما عبد اللّه عزّ و جلّ و استعبد(3) الخلق على هذا الجنّ و الإنس و الملائكة و لا يعبد اللّه ملك و لا نبيّ و لا إنس و لا جنّ(4)
إلاّ بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه، و أنّ محمدا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و ما خلق اللّه عزّ و جلّ خلقا إلاّ لعبادته(5).(6)
11 - عنه: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عبد اللّه بن بكير، عن زرارة، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه(7) عزّ و جلّ:
وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا (8) قال: لقد أنزل(9)
اللّه عزّ و جلّ ذلك الروح على نبيّه صلّى اللّه عليه و آله، و ما صعد إلى السماءل.
ص: 153
(منذ أنزل اللّه)(1) ، و إنّه لفينا.(2)
12 - محمد بن العبّاس بن ماهيار الثقة في تفسيره: قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن علي بن حديد و محمد ابن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن أبي بصير(3) و أبي الصباح الكناني، قالا: قلنا لأبي عبد اللّه عليه السلام: جعلنا اللّه فداك، قوله تعالى:
وَ كَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَ لاَ الْإِيمانُ وَ لكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا وَ إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (4) .
قال: يا أبا محمد، الروح خلق أعظم من جبرائيل و ميكائيل كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يخبره و يسدّده، و هو مع الأئمّة عليهم السّلام يخبرهم و يسدّدهم.(5)
13 - علي بن إبراهيم: قال حدّثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: هو ملك أعظم من جبرائيل و ميكائيل، كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو مع الأئمّة عليهم السّلام.(6)
14 - العيّاشي في تفسيره: بإسناده عن أبي بصير، قال: سمعت أبا4.
ص: 154
عبد اللّه عليه السلام يقول: وَ يَسْئَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي (1) قال: خلق عظيم أعظم من جبرائيل و ميكائيل لم يكن مع أحد ممّن مضى غير محمد صلّى اللّه عليه و آله، و هو مع الأئمّة يسدّدهم، و ليس كلّما(2)
طلب وجد.(3)
15 - سعد بن عبد اللّه: عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان أو غيره، عن بشير الدهّان، عن حمران بن أعين، عن جعيد(4) الهمداني، و كان جعيد ممّن خرج مع الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما بكربلاء(5).
قال: قلت للحسين بن علي صلوات اللّه عليهما: بأيّ حكم تحكمون(6) ؟
قال عليه السلام: يا جعيد، نحكم بحكم آل داود، فإذا أعيينا عن شيء تلقّانا(7) به روح القدس.(8)
16 - عنه: عن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن الحسن بن علير.
ص: 155
الوشّاء، قال: حدّثني علي بن عبد العزيز، عن أبيه، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ الناس(1) يزعمون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وجّه عليّا صلوات اللّه عليه إلى اليمن ليقضي بينهم، فقال علي صلوات اللّه عليه: فما وردت عليّ قضية(2) إلاّ حكمت فيها بحكم اللّه عزّ و جلّ، و حكم رسوله(3)
صلّى اللّه عليه و آله.
فقال: صدقوا(4)
قلت: و كيف ذلك و لم يكن انزل القرآن كلّه، و قد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله غائبا (عنه)(5) ؟
فقال: كان يتلقّاه(6) به روح القدس.(7)
17 - و عنه: عن أحمد بن محمد بن عيسى و أحمد بن إسحاق بن سعد(8) ، عن الحسن بن العبّاس بن حريش، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام، قال: قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: إنّ الأوصياء صلوات اللّه عليهم محدّثون، يحدّثهم روح القدس و لا يرونه، و كان علي صلوات اللّه عليهد.
ص: 156
يعرض على روح القدس ما يسأل عنه، فيوجس في(1) نفسه خيفة أن قد أصبت الجواب، فيخبر به، فيكون كما قال(2).(3)
18 - و عنه: عن إسماعيل بن محمد البصري، قال: حدّثني أبو الفضل عبد اللّه بن إدريس، عن محمد بن سنان(4) ، عن المفضّل بن عمر قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن علم الإمام بما في أقطار الأرض و هو في بيته مرخى عليه ستره.
فقال: يا مفضّل، إنّ اللّه تبارك و تعالى جعل في النبي صلّى اللّه عليه و آله خمسة أرواح: روح الحياة فبه دبّ و درج، و روح القوّة فبه(5) نهض و جاهد عدوّه، و روح الشهوة فبه أكل و شرب و أتى النساء بالحلال(6) ، و روح الإيمان فبه أمر و عدل، و روح القدس [فبه حمل النبوّة، و لمّا قبض النبيّ صلّى اللّه عليه و آله انتقل روح القدس فصار في الإمام، و روح القدس](7) لا ينام و لا يغفل و لا يلهو و لا يزهو، و الأربعة الأرواح تنام و تلهو و تزهو، و بروح القدس كان يرى ما في شرق الأرض و غربها، و برّها و بحرها.
قلت: جعلت فداك، يتناول الإمام ما ببغداد بيده؟ر.
ص: 157
قال: نعم، و ما دون العرش.(1)
19 - عنه: عن موسى بن عمر بن يزيد الصيقل، عن محمد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق الأنبياء و الأئمّة عليهم السّلام على خمسة أرواح: روح الإيمان، و روح القوّة، و روح الشهوة، و روح الحياة، و روح القدس، فروح القدس من اللّه عزّ و جلّ، و سائر هذه الأرواح يصيبها الحدثان، و روح القدس لا يلهو و لا يتغيّر و لا يلعب(2) ، و بروح القدس يا جابر علمنا ما دون العرش إلى ما تحت الثرى.(3)
20 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد(4) ، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عمران بن أعين، عن جعيد الهمداني، عن علي بن الحسين عليهما السّلام، قال: سألته بأيّ حكم تحكمون؟
قال: بحكم آل داود، فإن أعيانا شيء تلقّانا به روح القدس.(5)
21 - عنه: عن أحمد بن مهران رحمه اللّه، عن محمد بن علي، عن ابن محبوب، عن هشام بن سالم، عن عمّار الساباطي، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه4.
ص: 158
السلام: ما منزلة الأئمّة عليهم السّلام؟
قال: كمنزلة ذي القرنين، و كمنزلة يوشع، و كمنزلة اصف صاحب سليمان.
قال: فبما تحكمون؟
قال عليه السلام: بحكم اللّه، و حكم [آل](1) داود، و حكم محمد صلّى اللّه عليه و آله و يتلقّانا به روح القدس.(2)
22 - و عنه: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين(3) ، عن محمد بن أسلم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي الحسن عليه السلام، قال: سمعته يقول: ما من ملك يهبطه اللّه في أمر إلاّ بدأ(4) بالإمام، فعرض عليه ذلك، و إنّ مختلف الملائكة من عند اللّه تبارك و تعالى إلى صاحب هذا الأمر.
محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام، قال: سمعته يقول، و ساق الحديث إلى آخره.(5)
23 - و عنه(6): عن أحمد، عن(7) الحسين، عن الحسن بن برّة الأصمّ، عنن.
ص: 159
ابن بكير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: إنّ الملائكة لتنزّل(1)
علينا في رحالنا، و تتقلّب على فرشنا، و تحضر موائدنا، و تأتينا من كلّ نبات في زمانه رطب و يابس، و تقلّب علينا أجنحتها، و تقلّب أجنحتها على صبياننا، و تمنع الدوابّ أن تصل إلينا، و تأتينا في وقت كلّ صلاة لتصلّيها معنا، و ما من يوم يأتي علينا نهار و لا ليل(2) إلاّ و أخبار أهل الأرض عندنا و ما يحدث فيها، و ما من ملك يموت في الأرض و يقوم غيره إلاّ و تأتينا بخبره، و كيف كان(3) سيرته في الدنيا.(4)
24 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات:
قال: حدّثني محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد بن سليمان(5) ، عن محمد بن خالد، عن عبد اللّه بن حمّاد، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان الأصمّ، عن عبد اللّه بن بكر الأرّجاني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: يا ابن بكر، إنّ قلوبنا غير قلوب الناس [إنّا مطيعون مصفّون مصطفون، نرى ما لا يرى الناس، و نسمع ما لا يسمع الناس](6) ، و إنّ الملائكة تنزل علينا في رحالنا، و تتقلّب على(7) فرشنا، و تشهد طعامنا،ي.
ص: 160
و تحضر موتنا(1) ، و تأتينا بأخبار ما يحدث قبل أن يكون، و تصلّي معنا، و تدعو لنا، و تلقي علينا أجنحتها(2) ، و تتقلّب على أجنحتها صبياننا، و تمنع الدوابّ أن تصل إلينا، و تأتينا بما(3) في الأرضين من كلّ نبات في زمانه، و تسقينا من ماء كلّ أرض نجد ذلك في آنيتنا، و ما من يوم و لا ساعة و لا وقت صلاة إلاّ و هي تنبّهنا(4)
لها، و ما من ليلة تأتي علينا إلاّ و أخبار كلّ أرض عندنا، و ما يحدث فيها، و أخبار الجنّ، و أخبار [أهل](5) الهواء من أهل الملائكة، و ما ملك يموت في الأرض و يقوم غيره (مقامه)(6) إلاّ أتتنا بخبره(7) ، و كيف سيرته في الذين قبله، و ما من أرض من ستّة أرضين إلى الأرض السابعة إلاّ و نحن نؤتى بخبرها(8).
[فقلت: جعلت فداك، فأين منتهى هذا الجبل؟
قال: إلى](9) الأرض السادسة(10) و فيها جهنّم على واد من أوديتها عليه حفظة أكثر من نجوم السماء و قطر المطر و عدد ما في البحار، و عدد الثرى و قد و كّل كلّ ملك منهم بشيء و هو مقيم عليه لا يفارقه.
قلت: جعلت فداك، إليكم جميعا يلقون الأخبار؟ة.
ص: 161
قال: لا، إنّما يلقى ذلك إلى صاحب الأمر، و إنّا لنحمل ما [لا](1) يقدر العباد على (حمله و لا على)(2) الحكومة فيه [فنحكم فيه](3) ، فمن لم يقبل حكومتنا جبرته الملائكة على قولنا، و أمرت الذين يحفظون ناحيته أن يقسروه(4) على قولنا، فإن كان من الجنّ من أهل الخلاف و الكفر أوثقته و عذّبته حتى يصير إلى ما حكمنا به.(5)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبيّ و الأئمّة صلوات اللّه عليهم أجمعين لأنّهم إذا كانوا مؤيّدين بروح القدس و الملائكة فلا يجهلون شيئا ممّا يرد عليهم من أحوال الناس و غيرهم لأنّ مادّة علمهم من اللّه سبحانه و تعالى الذي هو بكلّ شيء عليم، و على كلّ ما يشاء قدير، فهو تعالى يطلعهم على خفيّات الأشياء و ما تكنّ الضمائر، و يقدرهم على ما شاء كيف شاء، فمعجزاتهم منه تعالى تصدر، و منه ترد، و إليه يرجع الأمر كلّه تبارك و تعالى.5.
ص: 162
أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في كتاب مسند فاطمة عليها السلام: عن سفيان، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي بريدة، عن محمد بن حجارة، قال: رأيت الحسن بن علي عليه السلام و قد مرّت به صريمة من الظباء، فصاح بهنّ، فأجابته كلّها بالتلبية حتى أتت(1) بين يديه، فقلنا: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، هذا وحش، فأرنا آية من أمر السماء(2) ، فأومأ نحو السماء، ففتحت الأبواب، و نزل نور حتى أحاط بدور المدينة، و تزلزلت الدور حتى كادت أن تخرب(3).
فقلنا: يا ابن رسول اللّه، ردّها.
فقال: نحن الأوّلون، و نحن الآخرون(4) ، و نحن [الآمرون، و نحن](5)
ص: 163
النور، ننوّر الروحانيّين بنور اللّه، و نروّحهم(1) بروحه، فينا مسكنه، و إلينا معدنه، الآخر منّا كالأوّل، و الأوّل منّا كالآخر.(2)9.
ص: 164
1 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن ابن أبي عمير، عن أسباط بيّاع الزطّي، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فسأله رجل عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (1)
قال: فقال: نحن المتوسّمون، و السبيل فينا مقيم.(2)
و رواه المفيد في الاختصاص: عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أسباط بن سالم بيّاع الزطّي قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فسأله رجل من أهل هيت عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ .
ص: 165
فقال: نحن المتوسّمون، و السبيل فينا مقيم.(1)
2 - عنه: عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن يحيى بن إبراهيم، قال: حدّثني أسباط بن سالم، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فدخل عليه رجل من أهل هيت، فقال له أصلحك اللّه، ما تقول في قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (2) ؟
قال: نحن المتوسّمون، و السبيل فينا مقيم.(3)
3 - و عنه: عن محمد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد اللّه، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ قال: هم الأئمّة عليهم السّلام، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اتّقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور اللّه عزّ و جلّ [في قول اللّه تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ ](4).
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن العبّاس بن معروف، عن حمّاد ابن عيسى، عن ربعي، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه تبارك و تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ قال: هم الأئمّة عليهم السلام، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّهر.
ص: 166
في قوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ .
و رواه الشيخ المفيد في الاختصاص: عن العبّاس بن معروف، عن حمّاد بن عيسى، عن ربعي بن عبد اللّه، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ قال: هم الأئمّة عليهم السّلام، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه.(1)
4 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن إدريس و محمد بن يحيى، عن الحسن بن علي الكوفي، عن عبيس بن هشام، عن عبد اللّه بن سليمان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سألته عن الإمام فوّض اللّه إليه كما فوّض إلى سليمان ابن داود؟
فقال: نعم، و ذلك أنّ رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها، و سأله آخر عن تلك المسألة فأجابه فيها بغير(2) جواب الأوّل، ثمّ سأله آخر فأجابه بجواب غير جواب(3) الأوّلين، ثمّ قال: «هذا عطاؤنا فامنن، أو أعط بغير حساب»(4) ، و هكذا [هي](5) في قراءة علي عليه السلام.ر.
ص: 167
قال: قلت: أصلحك اللّه، فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام؟
قال: سبحان اللّه، ألم(1) تسمع اللّه يقول: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ و إنهم هم(2) الأئمة - وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (3) لا يخرج منها أبدا، ثمّ قال [لي](4): نعم، إنّ الإمام إذا أبصر إلى الرجل عرفه، و عرف لونه، و إن سمع كلامه [من](5) خلف حائط عرفه، و عرف ما هو، إنّ اللّه تعالى يقول: وَ مِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (4) و هم العلماء، فليس يسمع شيئا من الأمر ينطق به إلاّ عرفه، ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن الحسن بن علي [بن عبد اللّه](7) ، عن عبيس بن هشام، عن عبد الصمد بن [بشير، عن](8) عبد اللّه بن سليمان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سألته(5) عن الإمام فوّض اللّه إليه كما فوّض إلى سليمان؟
فقال: نعم، و ذلك أنّ رجلا سأله(6) عن مسألة فأجابه فيها، و ساق الحديث - إلى قوله - فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم [به](7).(8)5.
ص: 168
5 - و رواه في موضع آخر في كتابه: عن الحسن بن علي بن عبد اللّه، عن عبيس بن هشام(1) ، عن سليمان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سأله رجل عن الإمام [هل](2) فوّض اللّه إليه كما فوّض إلى سليمان؟
فقال: نعم، و ذلك(3) انّه سأله رجل عن مسألة فأجابه فيها(4) ، و سأله آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأوّل، ثمّ سأله آخر عنها، (قال:)(5) فأجابه بغير جواب الأوّلين، ثمّ قال: «هذا عطاؤنا فامنن، أو أعط بغير حساب»(6) ، هكذا هي في قراءة علي عليه السلام.
[قال:](7) قلت: أصلحك اللّه، فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام؟
قال: سبحان اللّه! أما تسمع قول اللّه تبارك و تعالى في كتابه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ - و هم الأئمة - وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (8) لا يخرج منها أبدا، ثمّ قال: نعم.(9)
قلت: صورة هذا الحديث من بصائر الدرجات، و كأنّه ساقط آخر الحديث من الرواية الثانية، و الرواية عن عبد اللّه بن سليمان.(10)ة.
ص: 169
6 - و الذي يؤيّد ذلك أنّ الشيخ المفيد رواه في الاختصاص(1): عن الحسن بن علي بن المغيرة، عن عبيس بن هشام، عن عبد الصمد بن بشير، عن عبد اللّه بن سليمان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سألته عن الإمام أفوّض اللّه إليه(2) كما فوّض إلى سليمان؟
فقال: نعم، و ذلك أنّ رجلا سأله عن مسألة فأجابه فيها، و سأله(3) آخر عن تلك المسألة فأجابه بغير جواب الأوّل، ثمّ سأله آخر عنها فأجابه بغير جواب الأوّلين، ثمّ قال: «هذا عطاؤنا فامنن، أو أعط بغير حساب»(4) ، و هكذا [هي](5)
في قراءة علي عليه السلام.
قلت: أصلحك اللّه، فحين أجابهم بهذا الجواب يعرفهم الإمام؟
فقال: سبحان اللّه! أما تسمع اللّه يقول في كتابه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ - و هم الأئمة - وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (6) لا يخرج منها أبدا، [ثمّ](7)
قال لي: نعم إنّ الإمام إذا نظر إلى الرجل عرفه، و عرف ما هو عليه، و عرف لونه، و إذا(8) سمع [كلامه](9) من وراء حائط عرفه، و عرف ما هو، إنّ اللّه يقول: وَ مِنْر.
ص: 170
آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَ أَلْوانِكُمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ (1) فهم العلماء، و ليس يسمع شيئا من الألسن تنطق إلاّ عرفه، ناج أو هالك، فلذلك يجيبهم بالذي يجيبهم به.(2)
7 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن محمد بن أسلم، عن إبراهيم بن أيّوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام في قوله تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (3) قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله المتوسّم، و أنا من بعده و الأئمّة من ذرّيّتي المتوسّمون.
و في نسخة اخرى: عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن محمد ابن أسلم، عن إبراهيم بن أيّوب، بإسناده مثله.(4)
8 - و رواه الشيخ المفيد في الاختصاص: عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب و إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان الخزّاز، عن إبراهيم بن أيّوب، عن عمرو بن شمر، عن جابر بن يزيد، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
قال أمير المؤمنين عليه السلام: إنّ اللّه خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، فلمّا ركّب الأرواح في أبدانها كتب على أعينهم: كافر و مؤمن، و ما هم مبتلين به، و ما هم عليه من سيّ ء عملهم و حسنه في قدر اذن الفارة، ثمّ أنزل اللّه [بذلك](5)
قرآنا على نبيّه صلّى اللّه عليه و آله، فقال: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍه.
ص: 171
لِلْمُتَوَسِّمِينَ (1) ، فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم [المتوسّم](2) ، ثمّ أنا من بعده، و الأئمّة من ذرّيّتي هم المتوسّمون.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن إبراهيم بن هاشم، عن عمرو بن عثمان، عن إبراهيم بن أيّوب، عن عمرو بن شمر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنزل اللّه قرآنا على نبيّه، فقال: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله هو المتوسّم، ثمّ أنا من بعده، و الأئمّة من ذرّيّتي من بعدي هم المتوسّمون.(3)
9 - محمد بن الحسن الصفّار: قال: حدّثني السندي بن الربيع، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن علي بن رئاب، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ليس مخلوق إلاّ و بين عينيه مكتوب [أنّه](4) مؤمن أو كافر، و ذلك محجوب عنكم، و ليس بمحجوب(5) عن الأئمّة من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله (ثمّ)(6) ليس يدخل عليهم أحد إلاّ عرفوه هو مؤمن أو كافر(7) ، ثمّ تلا هذه الآية: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (8) [فهم المتوسّمون](9).ر.
ص: 172
و رواه المفيد في الاختصاص: عن السندي بن الربيع البغدادي، عن الحسن بن علي بن الفضّال(1) ، عن علي بن غراب، عن أبي بكر بن محمد الحضرمي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: إنّه ليس مخلوق إلاّ و بين عينيه مكتوب: مؤمن أو كافر، ذلك محجوب عنكم، و ليس بمحجوب عن الأئمّة من آل محمد صلّى اللّه عليه و آله ثمّ ليس يدخل عليهم أحد إلاّ عرفوه مؤمن أو كافر(2) ، ثمّ تلا هذه الآية: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ فهم المتوسّمون.(3)
10 - محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن الحسين(4) ، عن أحمد بن إبراهيم، عن الحسن بن البراء، عن علي بن حسّان، عن عبد الرحمان(5) يعني بن كثير قال: حججت مع أبي عبد اللّه عليه السلام، فلمّا صرنا في بعض الطريق صعد على جبل فأشرف ينظر(6) إلى الناس، فقال: ما أكثر الضجيج، و أقلّ الحجيج؟
فقال له داود الرقّي: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله هل يستجيب اللّه(7) دعاء هذا الجمع الذي أرى؟ر.
ص: 173
فقال: ويحك يا أبا سليمان، [إنّ](1) اللّه لا يغفر أن يشرك به، (إنّ)(2)
الجاحد لولاية علي عليه السلام كعابد وثن.
[قال:](3) قلت: جعلت فداك، هل تعرفون محبّيكم و مبغضيكم(4) ؟
فقال: ويحك يا أبا سليمان، إنّه ليس من عبد يولد إلاّ كتب بين عينيه:
مؤمن أو كافر(5) [و إنّ الرجل ليدخل إلينا بولايتنا، و بالبراءة من أعدائنا، فنرى مكتوبا بين عينيه مؤمن أو كافر](6).
و قال اللّه(7) عزّ و جلّ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (8) نعرف عدوّنا من وليّنا.(9)
11 - و رواه الشيخ المفيد في الاختصاص: عن الحسن بن موسى الخشّاب، [عن علي بن حسّان؛ و أحمد بن الحسين، عن أحمد بن إبراهيم، و الحسن بن براء](10) عن علي بن حسّان، عن عبد الرحمان بن كثير، قال:
حججت مع أبي عبد اللّه عليه السلام، فأنا(11) معه في بعض الطريق إذ صعد علىي.
ص: 174
جبل فنظر إلى الناس، فقال: ما أكثر الضجيج، (و أقلّ الحجيج)(1) ؟
فقال له داود بن كثير الرقّي: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، هل يستجيب اللّه(2) دعاء الجمع الذي أرى؟
فقال: ويحك يا أبا سليمان، إنّ اللّه لا يغفر أن يشرك به، إنّ الجاحد لولاية علي عليه السلام كعابد وثن.
فقلت له: جعلت فداك، هل تعرفون محبّيكم من مبغضيكم؟
فقال: ويحك يا أبا سليمان، إنّه ليس من عبد يولد إلاّ كتب بين عينيه:
مؤمن أو كافر، و إنّ الرجل ليدخل إلينا يتولاّنا، و يتبرّأ من عدوّنا فيرى مكتوبا بين عينيه مؤمن.
قال اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (3) فنحن نعرف عدوّنا من وليّنا.(4)
12 - العيّاشي في تفسيره: بإسناده عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ قال: هم الأئمّة عليهم السّلام، قال رسول اللّه: اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه لقوله: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ .
13 - عنه: بإسناده عن أسباط بن سالم، قال: سأل رجل من أهل هيت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها4.
ص: 175
لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (1) قال: نحن المتوسّمون، و السبيل فينا مقيم.(2)
14 - و عنه: بإسناده عن عبد الرحمان بن سالم [الأشل](3) ، رفعه [في قوله: لَآياتٍ 4 لِلْمُتَوَسِّمِينَ (3) قال: هم آل محمد الأوصياء عليهم السلام.(4)
15 - و عنه: بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام انّ في الإمام آية(5) للمتوسّمين، و هو السبيل المقيم، ينظر بنور اللّه، و ينطق عن اللّه، لا يعزب [عليه](6) شيء [ممّا](7) أراد.(8)
16 - عنه: بإسناده عن جابر بن يزيد الجعفي، قال: قال أبو جعفر عليه السلام: قال أمير المؤمنين: إنّ اللّه تبارك و تعالى خلق الأرواح قبل الأبدان بألفي عام، و ركّب الأرواح في الأبدان فكتب بين أعينها: كافر أو مؤمن، و ما هم مبتلاة بها إلى يوم القيامة، ثمّ أنزل بذلك قرآنا على محمد صلّى اللّه عليه و آله، فقال:
إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله0.
ص: 176
المتوسّم، ثمّ أنا من بعده، ثمّ الأوصياء من ذرّيّتي من بعدي.(1)
17 - شرف الدين: قال: روى الفضل بن شاذان بإسناده عن رجاله، عن عمّار بن أبي مطروف، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: ما من أحد إلاّ و مكتوب بين عينيه: مؤمن أو كافر، محجوب(2) عن الخلائق إلاّ الأئمّة و الأوصياء، فليس بمحجوب [عنهم](3) ، ثمّ تلا: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (4) ، ثمّ قال: نحن المتوسّمون، و ليس و اللّه أحد يدخل علينا إلاّ عرفنا بتلك السمة.(5)
18 - ابن الفارسي في روضة الواعظين: قال الصادق عليه السلام: إذا قام قائم آل محمد صلّى اللّه عليه و آله حكم بين الناس بحكم داود عليه السلام، لا يحتاج إلى بيّنة، يلهمه اللّه تعالى فيحكم بعلمه، و يخبر كلّ قوم بما استبطنوه، و يعرف وليّه من عدوّه بالتوسّم، قال اللّه تعالى: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ وَ إِنَّها لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ (6).(7)
19 - ابن بابويه في عيون الأخبار: قال: حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم6.
ص: 177
القرشي رضي اللّه عنه، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا أحمد بن علي(1)
الأنصاري، عن الحسن بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون يوما و عنده علي بن موسى الرضا عليه السلام و قد اجتمع الفقهاء و أهل الكلام من أهل الفرق المختلفة فسأله بعضهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه، بأيّ شيء تصحّ الإمامة لمدّعيها؟
قال: بالنصّ و الدليل.(2)
قال له: فدلالة الإمام فيما هي(3) ؟
قال عليه السلام: في العلم، و استجابة الدعوة.
قال: فما وجه إخباركم بما يكون؟
قال: ذلك بعهد معهود إلينا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.
قال: فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟
قال عليه السلام [له](4): أما بلغكم قول رسول اللّه(5) صلّى اللّه عليه و آله:
اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه؟
قال: بلى.
قال عليه السلام: فما من مؤمن إلاّ و له فراسة ينظر(6) بنور اللّه على قدر إيمانه و مبلغ استبصاره و علمه، و قد جمع اللّه للأئمّة منّا ما فرّقه في جميعه.
ص: 178
المؤمنين، و قد قال اللّه تعالى في كتابه(1) العزيز: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (2) فأوّل المتوسّمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ أمير المؤمنين عليه السلام من بعده، ثمّ الحسن و الحسين و الأئمّة من ولد الحسين عليهم السّلام إلى يوم القيامة.(3)
20 - الشيخ في أماليه: عن أبي محمد الفحّام، بإسناده(4) ، قال: قال الباقر: اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه، ثمّ تلا هذه الآية: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ .(5)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبي و الأئمّة صلوات اللّه عليهم لأنّ اللّه سبحانه و تعالى قد أطلعهم عليهم السّلام على ما لم يطلع عليه غيرهم بسمة يعرف بها المؤمن و الكافر، و الموالي و المعادي، و هذا من علمه جلّ و علا، و أطلعهم به على علم ما في القلوب و النفوس فلا يعزب عنهم شيء من ذلك، و هذا من أكبر المعجزات، و أوضح الدلالات، فسبحان من أطلعهم على العلم بالخفيّ بالنور المضيء.1.
ص: 179
محمد بن علي بن بابويه في معاني الأخبار: قال: حدّثنا (أبو علي)(1)
أحمد بن يحيى(2) المكتّب، قال: حدّثنا أحمد بن محمد الورّاق، قال: حدّثنا بشر(3) بن سعيد بن قيلويه(4) المعدّل بالرافقة(5) ، قال: حدّثنا عبد الجبّار بن كثير التميمي اليماني، قال: سمعت محمد بن حرب الهلالي أمير المدينة، يقول:
سألت جعفر بن محمد عليه السلام، فقلت له: يا ابن رسول اللّه، في نفسي مسألة اريد أن أسألك عنها.
فقال: إن شئت أخبرتك بمسألتك قبل أن تسألني، و إن شئت فسل(6).
ص: 180
قال: قلت [له](1): يا ابن رسول اللّه، و بأيّ شيء تعرف ما في نفسي قبل سؤالي [عنه](2) ؟
قال عليه السلام: بالتوسّم و التفرّس، أما سمعت قول اللّه عزّ و جلّ: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (3) و قول رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه عزّ و جلّ.(4)
قال: فقلت له: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فأخبرني بمسألتي.
قال عليه السلام: أردت أن تسألني عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لم لم يطق حمله علي بن أبي طالب عليه السلام عند حطّه(5) الأصنام من سطح الكعبة مع قوّته و شدّته، و ما ظهر(6) منه في قلع باب القموص(7) بخيبر و الرمي به إلى ورائه(8) أربعين ذراعا، و كان لا يطيق حمله أربعون رجلا، و قد كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يركب الناقة و الفرس [و البغلة](9)
و الحمار، و ركب البراق ليلة المعراج و كلّ ذلك دون علي عليه السلام في القوّة و الشدّة.ر.
ص: 181
قال: فقلت له: عن هذا و اللّه أردت أن أسالك، يا ابن رسول اللّه، و ساق الحديث بطوله.(1)4.
ص: 182
و يعرفون الرجل بحقيقة الإيمان و النفاق، و المحبّ لهم و المبغض 1 - محمد بن الحسن الصفّار: عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمر، عن إسماعيل الأزرق، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ اللّه أجلّ و أكرم و أحلم و أعظم(1) من أن يكون احتجّ على عباده بحججه(2) ثمّ يغيب عنهم شيئا من أحوالهم(3).(4)
2 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن علي بن حكم، عن خالد الكيّال، عن عبد العزيز الصائغ، قال: قال لي أبو عبد اللّه(5) عليه السلام: أترى أنّ اللّه استرعى
ص: 183
راعيا على عباده، و استخلف(1) خليفة عليهم يحجب عنه(2) شيئا من امورهم(3) ؟!(4)
3 - و عنه: عن محمد بن عيسى، عن النضر بن سويد، عن أبي داود، عن إسماعيل بن فروة، [عن محمد بن عيسى](5) ، عن سعد بن أبي الأصبغ، قال:
كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام جالسا فدخل عليه الحسن(6) بن السري الكرخي [قال: سأله](7) ، فقال أبو عبد اللّه عليه السلام [له شيء](8) فجاراه في شيء.
فقال: ليس هو كذلك - ثلاث مرّات - (9) ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السلام:
أترى من جعله اللّه حجّة على خلقه يخفي عليه شيء من امورهم؟!(10)
4 - و عنه: عن أحمد بن الحسين، عن الحسين بن سعيد، عن عمرو بن ميمون، عن عمّار بن مروان(11) ، عن أبي جعفر عليه السلام (أنّه)(12) قال: إنّار.
ص: 184
لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و بحقيقة النفاق.(1)
5 - و عنه: عن محمد بن هارون، عن أبي الحسن [، عن](2) موسى بن القاسم يرفعه، قال: قال علي بن الحسين عليه السلام: إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق، و إنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم.(3)
6 - و عنه: عن الحسن بن علي بن النعمان، [عن أبيه علي بن النعمان،](4)
عن بكر بن كرب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، (قال:)(5) إنّ اللّه أخذ [الميثاق](6)
ميثاق شيعتنا من صلب آدم، فنعرف خياركم من شراركم.(7)
7 - و عنه: عن محمد بن حمّاد الكوفي، عن أخيه [، عن](8) نصر بن مزاحم، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إنّ اللّه أخذ ميثاق شيعتنا [فينا](9) من صلب آدم، فنعرف بذلك حبّ المحبّ و إن أظهر خلاف ذلك بسبيله، و نعرف بغض المبغض و إن أظهر حبّنا أهل البيت.(10)
8 - و عنه: عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال، [عن أبيه،](11) عنر.
ص: 185
عبد اللّه بن بكير، عن زرارة، قال: كنت أنا و عبد الواحد بن المختار و سعيد(1)
بن لقمان و معنا(2) عمر بن شجرة(3) الكندي عند أبي عبد اللّه عليه السلام، [فقام عمر يخرج،](4) فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: من هذا؟
فقالا [له](5): عمر بن شجرة، و أثنينا عليه، و ذكرنا من حاله و ورعه و حبّه لإخوانه(6) [و بذله](7) و صنيعه [إليهم](8).
قال: فقال لهما أبو عبد اللّه عليه السلام: ما أرى لكما علما بالناس، إنّي لأكتفي من الرجل باللحظة(9) أعرفه، إنّ ذا من أخبث الناس أو قال من أشرّ(10)
الناس.
[قال: فكان عمر بعدما نزع من محرم اللّه إلاّ ركبه](11).(12)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و الأئمّة عليهم السّلام لأنّ اللّه سبحانه و تعالى أعطاهم ما لا1.
ص: 186
يحجب عنهم من أحوال الناس، و أطلعهم عليه، و أطلعهم على ما يعرف به حقيقة الإيمان و النفاق، و حبّ المحبّ، و بغض المبغض صاروا يظهرون المعجزات على حسب ذلك إذ لا يطّلع على ذلك الذي هو من أسرار الغيب إلاّ اللّه تبارك و تعالى و من أطلعهم عليه من النبيّ و الأئمّة صلوات اللّه عليهم أجمعين دون سائر الناس.
ص: 187
محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن عيسى بن عبيد، قال: حدّثني النضر بن سويد، عن أبان بن تغلب، قال: دخلنا على أبي عبد اللّه عليه السلام و عنده رجل من أصحابنا من أهل الكوفة(1) يعاتبه في مال له أمره أن يدفعه إليه، فجاءه فقال له: ذهبت(2) بمالي.
فقال: و اللّه ما فعلت، فغضب و استوى جالسا، ثمّ قال: [تقول:](3) و اللّه ما فعلت - و أعادها مرارا - [ثمّ قال:](4) أنت يا أبان، و أنت يا زياد، أما و اللّه لو كنتما امناء اللّه و خليفته(3) في أرضه، و حجّته على خلقه، ما خفي عليكما ما صنع بالمال.
فقال الرجل عند ذلك: جعلت فداك، قد فعلت و أخذت المال.(4)
ص: 188
الشيخ المفيد في الاختصاص: عن عبّاد بن سليمان، عن محمد بن سليمان، عن أبيه سليمان الديلمي، عن هارون بن الجهم، عن سعد بن ظريف(1)
الخفّاف، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: بينا أمير المؤمنين عليه السلام يوما جالسا في المجلس و أصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته، فقال له: يا أمير المؤمنين، إنّ اللّه يعلم أنّي أدينه و احبّك في السرّ كما احبّك في العلانية(2) ، و أتولاّك في السرّ كما أتولاّك في العلانية.
فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: صدقت، أما إنّك فاتّخذ(3) جلبابا للفقر، فإنّ الفقر أسرع إلى شيعتنا من السيل إلى قرار الوادي.
قال: فولّى الرجل و هو يبكي فرحا لقول أمير المؤمنين عليه السلام [: صدقت](4) قال: و كان هناك رجل من الخوارج و صاحبا له قريبا من أمير المؤمنين عليه السلام.
ص: 189
فقال أحدهما: تاللّه ما رأيت كاليوم قطّ، إنّه(1) أتاه رجل، فقال له: إنّي احبّك، فقال له: صدقت، فقال له الآخر: ما أنكرت من ذلك(2) أتجد بدّا من أن إذا قيل له:
إنّي احبّك أن يقول: صدقت، أتعلم أنّي احبّه؟
فقال: لا، قال: فأنا أقوم فأقول له مثل ما قال له الرجل، فيردّ عليّ مثل ما ردّ عليه.
قال: نعم، فقام الرجل، فقال له مثل مقالة الرجل الأوّل، فنظر إليه الإمام مليّا(3) ، ثمّ قال عليه السلام له: كذبت، لا و اللّه ما تحبّني و لا احبّك.(4)
قال: فبكى الخارجي، ثمّ قال: يا أمير المؤمنين، تستقبلني بهذا و قد علم اللّه خلافه(5) ، أبسط يدك ابايعك.
فقال علي عليه السلام: على ماذا؟
قال: على ما عمل به زريق و حبتر(6) (و قال: فمدّ يده)(7) فقال له: اصفق لعن اللّه الاثنين، و اللّه لكأنّي بك قد قتلت على ضلال، و وطىء وجهك دوابّ العراق، و لا يعرفك قومك.
قال: فلم يلبث أن خرج عليه أهل النهروان، و أن خرج الرجل معهم(8)م.
ص: 190
فقتل.(1)ا.
ص: 191
ص: 192
1 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة(1) عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: تعرض الأعمال على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أعمال العباد كلّ صباح أبرارها و فجّارها فاحذروها(2) و هو قول اللّه عزّ و جلّ: اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ (3) و سكت.(4)
2 - عنه: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن عبد الحميد الطائي، عن يعقوب بن شعيب(5) ، قال: سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ و جلّ:
ص: 193
وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (1) قال: هم الأئمّة.(2)
3 - و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سمعته عليه السلام يقول: ما لكم تسوؤن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟
فقال له رجل(3): كيف نسوؤه؟
فقال عليه السلام: أما تعلمون أنّ أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك، فلا تسوؤا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سرّوه.(4)
4 - و عنه: عن علي، عن أبيه، عن القاسم بن محمد الزيّات(5) ، عن عبد اللّه بن أبان الزيّات و كان مكينا عند الرضا عليه السلام، قال: قلت للرضا عليه السلام: ادع اللّه لي و لأهل بيتي.
فقال: أ و لست أفعل؟ و اللّه إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يوم و ليلة.
قال: فاستعظمت ذلك، فقال لي: أما تقرأ كتاب اللّه عزّ و جلّ: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (6) ؟ قال عليه السلام: هو5.
ص: 194
و اللّه علي بن أبي طالب عليه السلام(1).(2)
5 - و عنه: عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي عبد اللّه الصامت، عن يحيى بن المساور، عن أبي جعفر عليه السلام انّه ذكر هذه الآية فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (3) قال: هو و اللّه علي بن أبي طالب.(4)
6 - و عنه: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الوشّاء، قال:
سمعت الرضا عليه السلام يقول: إنّ الأعمال تعرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أبرارها و فجّارها.(5)
7 - و عنه: عن أحمد بن مهران، عن عبد العظيم(6) ، عن الحسين بن ميّاح، عمّن أخبره(7) ، قال: قرأ رجل عند أبي عبد اللّه عليه السلام: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (8) فقال: ليس هكذا [هي](9) ، إنّمار.
ص: 195
هي و المأمونون، فنحن المأمونون.(1)
8 - و عنه: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن جميل بن درّاج(2) ، قال: روى لي غير واحد(3) من أصحابنا قال(4): لا تتكلّموا في الإمام فإنّ الإمام يسمع الكلام و هو(5) في بطن امّه، فإذا وضعته كتب الملك بين عينيه: وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (6) فإذا قام بالأمر وضع(7) له في كلّ بلدة(8) منار من نور ينظر(9) منه(10) إلى أعمال العباد.(11)ي.
ص: 196
9 - و عنه: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى بن عبيد، قال: كنت أنا و ابن فضّال جلوسا إذ أقبل يونس، فقال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك، قد أكثر الناس في العمود.
[قال:](1) فقال لي: يا يونس، ما تراه؟ [أتراه](2) عمودا من حديد يرفع لصاحبك؟
قال: قلت: ما أدري.
قال: لكنّه ملك موكّل بكلّ بلدة يرفع اللّه(3) به أعمال تلك البلدة.
قال: فقام ابن فضّال فقبّل رأسه، فقال، رحمك اللّه يا أبا محمد، لا تزال تجيء بالحديث الحقّ الذي يفرّج اللّه به عنّا.(4)
10 - محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد و يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمد الحلبي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ الأعمال تعرض عليّ في كلّ خميس، فإذا كان الهلال اكملت(5) ، فإذا كان النصف من شعبان عرضت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و على علي عليه السلام، ثمّ تنسخ في الذكر الحكيم.(6)
11 - عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أحمد5.
ص: 197
ابن عمر(1) ، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ:
اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (2) قال: إنّ أعمال العباد(3)
تعرض على رسول صلّى اللّه عليه و آله كلّ صباح أبرارها و فجّارها، فاحذروا.(4)
12 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن أبي أيّوب، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ أعمال العباد(5) تعرض على نبيّكم كلّ عشيّة الخميس، فليستحيي أحدكم أن يعرض على نبيّه العمل القبيح.(6)
13 - عنه: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن منصور [بزرج](7) ، عن سليمان بن خالد، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سمعته يقول:
إنّ أعمال العباد(8) تعرض كلّ خميس على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فإذا كان يوم عرفة هبط الربّ تبارك و تعالى(9) و هو قول اللّه تبارك و تعالى: وَ قَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (10).
فقلت: جعلت فداك، أعمال من هذه؟3.
ص: 198
فقال: أعمال مبغضينا و مبغضي شيعتنا.(1)
14 - و عنه: عن أحمد بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن حفص بن البختري(2) ، عنه عليه السلام(3) ، قال: تعرض [الأعمال](4) يوم الخميس على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و على الأئمّة عليهم السلام.(5)
15 - و عنه: عن إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: ما لكم تسوؤن(6) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟
فقال له رجل: جعلت فداك، و كيف نسوؤه؟
فقال: أما تعلمون أنّ أعمالكم تعرض عليه، فإذا رأى [فيها](7) معصية اللّه ساءه [ذلك](8) ، فلا تسوؤا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سرّوه.(9)
16 - و عنه: عن محمد بن الحسين، و يعقوب(10) بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن بريد العجلي، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلامب.
ص: 199
فسألته عن قوله تعالى: اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (1) ، قال عليه السلام: إيّانا عنى.(2)
17 - و عنه: عن أحمد بن موسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن عبد الرحمان بن كثير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال: ما من مؤمن يموت، و لا كافر يوضع في قبره حتى يعرض عمله على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و على علي عليه السلام فهلمّ جرّا إلى آخر من فرض اللّه طاعته على العباد.(3)
18 - و عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن علي ابن أبي حمزة، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: قول اللّه تعالى:
اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قلت: من(4) المؤمنون؟».
ص: 200
قال: من عسى أن يكون غير صاحبكم(1).(2)
19 - و عنه: عن السندي بن محمد، عن العلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم، عن أبي جعفر عليه السلام قال: سألته عن الأعمال هل تعرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟
قال: ما فيه شكّ.
قال:(3) أرايت قول اللّه تعالى: اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (4) فقال: للّه شهداء في أرضه(5).(6)
20 - و عنه: عن الهيثم النهدي، عن أبيه، عن عبد اللّه بن أبان، قال: قلت:
للرضا عليه السلام و كان بيني و بينه شيء: ادع اللّه لي و لمواليك.
فقال: و اللّه، إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ خميس(7).(8)
21 - و عنه: عن محمد(9) بن عمرو(10) بن سعيد الزيّات، عن عبد اللّه بن أبان، قال: قلت: للرضا عليه السلام: إنّ قوما من مواليك سألوني أن تدعو اللّه لهم.ي.
ص: 201
فقال: و اللّه إنّي لأعرض أعمالكم(1) على اللّه في كلّ يوم(2).(3)
22 - ابن بابويه: عن أبيه، قال: حدّثنا محمد بن يحيى العطّار، عن أبي سعيد الآدميّ(4) ، عن الحسن بن [علي بن](5) أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ أبا الخطّاب كان يقول: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله تعرض عليه أعمال امّته كلّ خميس.
فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: ليس هكذا، و لكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله تعرض عليه أعمال امّته كلّ صباح أبرارها و فجّارها فاحذروا، و هو قول اللّه عزّ و جلّ: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (6)
و سكت.
قال أبو بصير: إنّما عنى الأئمّة عليهم السّلام.(7)
23 - علي بن إبراهيم: عن أبيه، عن يعقوب بن شعيب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في قوله: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ9.
ص: 202
وَ الْمُؤْمِنُونَ (1) المؤمنون هاهنا الأئمّة الطاهرون(2) عليهم السّلام.(3)
24 - الشيخ في أماليه: بإسناده عن إبراهيم الأحمري، عن محمد بن الحسين و يعقوب بن يزيد و عبد اللّه بن الصلت و العبّاس بن معروف و منصور و أيّوب و القاسم و محمد بن عيسى و محمد بن خالد و غيرهم، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك، [أخبرني عن](4) قول اللّه(5) عزّ و جلّ: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال: إيّانا عنى.(6)
25 - عنه: بإسناده عن إبراهيم الأحمري، قال: حدّثني محمد بن عبد الحميد و عبد اللّه بن الصلت، عن حنّان بن سدير، عن أبيه.
[قال إبراهيم:](7) و حدّثني عبد اللّه بن حمّاد، عن سدير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و هو في نفر من أصحابه: إنّ مقامي بين أظهركم خير لكم(8) ، و إنّ مفارقتي إيّاكم خير لكم.
فقام إليه جابر بن عبد اللّه الأنصاري، و قال: يا رسول اللّه، أمّا مقامك بين أظهرنا فهو خير لنا، فكيف يكون مفارقتك إيّانا خيرا لنا؟ي.
ص: 203
فقال صلّى اللّه عليه و آله: أمّا مقامي بين أظهركم(1) خير لكم لأنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: وَ ما كانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ما كانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (2) يعني يعذّبهم بالسيف، فأمّا مفارقتي إيّاكم فهو خير لكم لأنّ أعمالكم تعرض عليّ كلّ اثنين و خميس، فما كان من حسن حمدت اللّه تعالى عليه، و ما كان [من](3) سيّ ء استغفرت لكم.(4)
26 - العيّاشي في تفسيره: بإسناده عن محمد بن مسلم، عن أحدهما عليهما السّلام، قال: سئل عن الأعمال هل تعرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؟
فقال: ما فيه شكّ، [قيل له:](5) أرأيت قول اللّه: وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (6) قال: للّه شهداء في أرضه.(7)
27 - و عنه: بإسناده عن زرارة، قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول اللّه: اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال: تريد أن تروون علي(8) هو الذي في نفسك(9).(10)8.
ص: 204
28 - و عنه: بإسناده عن يحيى بن مساور [الحلبي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام](1) ، قلت: حدّثني في علي حديثا.
فقال عليه السلام: أشرحه لك أم أجمعه؟
قلت: بل اجمعه.
فقال: علي عليه السلام باب هدى، من تقدّمه كان كافرا، و من تخلّف عنه كان كافرا.
قلت: زدني.
قال عليه السلام: إذا كان يوم القيامة نصب منبر عن يمين العرش له أربع و عشرون مرقاة فيأتي علي عليه السلام، بيده اللواء حتى يركبه(2) و يعرض الخلق عليه، فمن عرفه دخل الجنّة، و من أنكره دخل النار.
قلت له: توجدنيه [من كتاب اللّه](3) ؟
قال: نعم، ما تقول [في](4) هذه الآية، يقول اللّه(5) تبارك و تعالى:
فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (6) ؟ هو و اللّه علي بن أبي طالب عليه السلام.(7)
29 - و عنه: بإسناده عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّ أبا9.
ص: 205
الخطّاب كان يقول: إنّ(1) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله تعرض عليه أعمال امّته كلّ خميس.
فقال أبو عبد اللّه عليه السلام: هو هكذا، و لكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله تعرض عليه أعمال امّته(2) كلّ صباح أبرارها و فجّارها فاحذروا، و هو قول اللّه: فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (3).(4)
30 - و عنه: بإسناده عن محمد بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن قول اللّه تبارك و تعالى: فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (5) فقال عليه السلام: تعرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أعمال امّته كلّ صباح أبرارها و فجّارها، فاحذروا.(6)
31 - و عنه: بإسناده عن [زرارة، عن](7) بريد العجلي، [قال:](8) قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ و جلّ: اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ فقال: ما من مؤمن يموت و لا كافر يوضع في قبره، حتى يعرض عمله على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و على علي عليه السلام(7) ، فهلم جرّا إلى آخر من فرض اللّه طاعته (على العباد)(8).ر.
ص: 206
و قال أبو عبد اللّه عليه السلام: و المؤمنون هم الأئمّة عليهم السّلام.(1)
32 - و عنه: بإسناده عن محمد بن مسلم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام:
اِعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ (2) قال: إنّ للّه شاهدا في أرضه، و إنّ أعمال العباد تعرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.(3)
33 - و عنه: بإسناده عن محمد بن حسّان الكوفي، عن محمد بن جعفر، عن أبيه عليهما السّلام(4) قال: إذا كان يوم القيامة نصب منبر عن يمين العرش له أربع و عشرون مرقاة، و يجيء علي بن أبي طالب عليه السلام و بيده لواء الحمد فيرتقيه و يركبه(5) ، و يعرض الخلائق عليه، فمن عرفه دخل الجنّة، و من أنكره دخل النار، و تفسير ذلك في كتاب اللّه وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ قال: هو و اللّه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه.(6)
34 - و عنه: بإسناده عن يونس بن ظبيان، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ الإمام إذا أراد اللّه(7) أن يحمل له بإمام اتي بسبع ورقات من الجنّة فأكلهنّ قبل أن يواقع.
قال: فإذا وقع في الرحم سمع الكلام في بطن امّه، فإذا وضعته رفع لهر.
ص: 207
عمود من نور ما بين السماء و الأرض، يرى ما بين المشرق و المغرب، و كتب على عضده وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً (1).
قال أبو عبد اللّه عليه السلام: قال الوشّاء حين مرّ هذا الحديث: لا أروي لكم هذا، لا تحدّثوا عنّي.(2)
35 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن علي بن حديد، عن منصور بن يونس، عن يونس بن ظبيان، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ اللّه عزّ و جلّ إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكا فأخذ شربة من [ماء](3) تحت العرش، ثمّ أوقعها أو دفعها إلى الإمام فشربها، فيمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام، ثمّ يسمع الكلام بعد ذلك، فإذا وضعته امّه بعث اللّه إليه ذلك الملك الذي أخذ الشربة، فيكتب على عضده الأيمن: وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ (4) فإذا قام بهذا الأمر رفع اللّه له في كلّ بلدة منارا ينظر به إلى أعمال العباد.(5)
36 - عنه: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن الربيع بن محمد المسلّى، عن محمد بن مروان، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ الإمام ليسمع في بطن امّه، فإذا ولد خطّ بين كتفيه: وَ تَمَّتْ2.
ص: 208
كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (1) فإذا صار الأمر إليه جعل اللّه له عمودا من نور يبصر ما يعمل أهل كلّ بلدة فيه(2).(3)
37 - علي بن إبراهيم: قال: حدّثني أبي، عن حميد بن شعيب، عن الحسن بن راشد، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ اللّه إذا أحبّ أن يخلق الإمام أخذ شربة من تحت العرش [من ماء المزن](4) فأعطاها ملكا فسقاها إيّاه(5) ، فمن ذلك يخلق الإمام، فإذا ولد بعث اللّه ذلك الملك إلى الإمام فكتب بين عينيه: وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ فإذا مضى ذلك الإمام الذي قبله رفع له منارا يبصر به أعمال العباد، فلذلك يحتجّ اللّه(6) به على خلقه.(7)
38 - العيّاشي: بإسناده عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إذا أراد اللّه أن يقبض روح إمام و يخلق بعده إماما أنزل قطرة من تحت العرش إلى الأرض يلقيها على ثمرة أو بقلة، قال: فيأكل تلك الثمرة أو تلك البقلة الإمام الذي يخلق اللّه(8) منه نطفة الإمام الذي يقوم من بعده.
قال: فيخلق اللّه من تلك القطرة نطفة في الصلب، ثمّ تصير إلى الرحم،ر.
ص: 209
فتمكث فيه أربعين يوما، فإذا مضى له أربعون يوما سمع الصوت، فإذا مضى له أربعة أشهر كتب على عضده الأيمن: وَ تَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَ عَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (1) فإذا خرج إلى الأرض اوتي الحكمة، و زيّن بالحلم(2) ، و البس الهيبة، و جعل له مصباح من نور فعرف به الضمير، و يرى به أعمال العباد(3).(4)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و الأئمّة عليهم السّلام لأنّ اللّه سبحانه و تعالى لمّا أطلعهم على أعمال العباد كانت جميع المعجزات المتعلّقة بأعمال العباد القلبيّة و غيرها منهم تصدر لأنّ أعمال العباد منها قلبيّة و غير قلبيّة فيعلمون بما في نفوس الناس و ما وقع من أيديهم، وسعوا إليه بأرجلهم، و نظروا إليه بأعينهم، و شمّوه و ذاقوه و ما فعلوه بجميع جوارحهم لأنّها كلّها من أعمالهم و قد أطلعهم اللّه عليها، و هو اللّه تعالى عالم بجميع أفعال العباد، و أطلع النبيّ و الأئمّة سلام اللّه عليهم على أفعال العباد لأنّهم الشهداء على خلقه يوم القيامة كما جاء به القرآن العزيز و الروايات عنهم سلام اللّه عليهم، و في اطّلاعهم على أفعال العباد يكون به إظهار المعجز بإخبارهم بما في الضمائر و غيره من أفعال العباد، ألا ترى إلىى.
ص: 210
قول الصادق عليه السلام في آخر حديث: و جعل له مصباح من نور يعرف به الضمير، و يرى به سائر الأعمال؟ و هذا سرّ من سرّ اللّه، و علم من اللّه سبحانه و تعالى.
ص: 211
الشيخ الطوسي في أماليه: قال: أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد -، أخبرنا أبو الحسن علي بن بلال المهلبي، قال: حدّثنا علي بن سليمان، قال: حدّثنا أحمد بن القاسم الهمداني، قال: حدّثنا أحمد بن محمد السيّاري، قال: حدّثنا محمد بن خالد البرقي، قال: حدّثنا سعيد بن مسلم، عن داود بن كثير الرقّي، قال: كنت جالسا عند أبي عبد اللّه عليه السلام إذ قال لي مبتدئا(1) من قبل نفسه: يا داود، لقد عرضت عليّ أعمالكم يوم الخميس، فرأيت فيما عرض عليّ من عملك صلتك لابن عمّك فلان، فسرّني ذلك، انّي علمت أنّ صلتك(2) له أسرع لفناء عمره و قطع أجله.
قال داود: و كان لي ابن عمّ معاندا ناصبيّا(3) خبيثا بلغني عنه و عن عياله سوء حال(4) ، فصككت(5) له نفقة قبل خروجي إلى مكّة، فلمّا صرت
ص: 212
ص: 214
1 - محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: اتّقوا الكلام فإنّا نؤتى به.
و رواه المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، و محمد بن خالد البرقي، عن النضر بن سويد، عن يحيى بن عمران الحلبي، عن الحارث بن المغيرة النصري، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: اتّقوا الكلام فإنّا نؤتى به.(1)
2 - محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن عيسى، عن أبي عبد اللّه المؤمن، عن حكم بن الحنّاط(2) ، عن الحارث بن المغيرة و أبي بكر الحضرمي (جميعا)(3) ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، (قالا:)(4) قال: ما يحدث
ص: 215
قبلكم(1) حدث إلاّ علمنا به(2).
قلت: و كيف ذلك؟
قال: يأتينا به راكب يضرب(3).
و رواه المفيد في الاختصاص: عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن أبي عبد اللّه زكريّا بن محمد المؤمن، عن الحكم بن أيمن، عن الحارث بن المغيرة و أبي بكر بن محمد الحضرمي(4) ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قالا: قال: ما يحدث قبلكم [حدث](5) إلاّ علمنا به.
قلت: و كيف ذلك؟
قال: يأتينا به راكب يضرب(6).(7)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبيّ و الأئمّة صلوات اللّه عليهم لأنّ اللّه تعالى إذا وكّل من يوصل لهم أخبار بما يحدث في الناس فكيف يخفي عليهم شيء ممّا أحدثوه و إن أسرّوه لأنّه تعالى مطّلع على الكائنات، و عالم بالخفيّات، فإذا أطلعهم على ذلك صاروا يخبرون به، و هذا أمر عظيم من المعجزات، و شيء جليل من الدلالات.7.
ص: 216
الشيخ المفيد في الاختصاص: عن أبي الحسن موسى بن جعفر بن وهب البغدادي، عن علي بن معبد(1) ، عن علي بن الحسن بن رباط، عن علي بن عبد العزيز، عن أبيه، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: لمّا ولي عبد الملك بن مروان فاستقامت له الأشياء كتب إلى الحجّاج كتابا و خطّه بيده، كتب فيه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، من عبد اللّه: عبد الملك بن مروان إلى الحجّاج بن يوسف؛
أمّا بعد، فجنّبني(2) دماء بني عبد المطّلب(3) ، فإنّي رأيت آل أبي سفيان لمّا و لغوا فيها لم يلبثوا بعدها إلاّ قليلا و السلام، و كتب الكتاب سرّا(4) و لم يعلم به أحد، و بعث به مع البريد، و ورد خبر ذلك من ساعته على علي بن الحسين عليه السلام و أخبر أنّ عبد الملك قد زيد في ملكه برهة من دهره لكفّه عن بني
ص: 217
هاشم، و أمر أن يكتب إلى عبد الملك و يخبره بأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أتاه في منامه فأخبره بذلك، فكتب علي بن الحسين بذلك إلى عبد الملك بن مروان.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن عمران بن موسى، قال: حدّثني موسى بن جعفر، عن علي بن معبد(1) ، عن علي بن الحسن(2) ، عن علي بن عبد العزيز، [عن أبيه](3) قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام، و ذكر الحديث إلى آخره.(4)1.
ص: 218
1 - محمد بن الحسن الصفّار: عن العبّاس بن معروف، عن حمّاد بن عيسى، عن حريز، عن عمران بن ميثم(1) ، عن عباية بن ربعي، قال: سمعت عليّا عليه السلام يقول: سلوني قبل أن تفقدوني، ألا تسألون من عنده علم البلايا و المنايا [و الأنساب](2) ؟(3)
2 - عنه: عن محمد بن الحسين، عن محمد بن سنان، عن عمّار(4) بن مروان، عن المنخل، عن جابر، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: سمعته يقول: إنّا أهل بيت علّمنا المنايا و البلايا و الأنساب فاعتبروا بنا و بعدوّنا، و بهدانا و بهداهم(5) ، و بقضائنا و بقضائهم، و بحكمنا و بحكمهم، و ميّتنا و ميّتهم(6) ،
ص: 219
يموتون بالقرحة و الدبيلة(1) ، و نموت بما شاء اللّه.(2)
3 - و عنه: عن أبي الفضل(3) العلوي، عن سعيد بن عيسى [الكزبري البصري](4) ، عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه، عن شريك بن عبد اللّه، عن عبد الأعلى التغلبي، عن أبي وقّاص، عن سلمان الفارسي، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: عندي علم المنايا و البلايا و الوصايا و الأنساب و فصل الخطاب.(5)
4 - و عنه: عن عبد اللّه بن عامر، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، قال:
كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام رسالة و أقرأنيها، قال: [قال](6) علي بن الحسين عليهما السّلام: إنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله كان أمين اللّه في أرضه، فلمّا قبض محمد صلّى اللّه عليه و آله كنّا أهل البيت ورثته، فنحن امناء اللّه في أرضه، عندنا علم البلايا و المنايا و أنساب العرب و مولد الإسلام، و إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق، و إنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم، أخذ اللّه علينا و عليهم الميثاق، يردون موردنا، و يدخلون مدخلنا.
نحن النجباء، و أفراطنا أفراط الأنبياء، و نحن أبناء الأوصياء، و نحنر.
ص: 220
المخصوصون بكتاب اللّه(1) ، [و نحن أولى الناس باللّه](2) ، و نحن أولى الناس بكتاب اللّه، و نحن أولى الناس بدين اللّه.
نحن الذين شرع اللّه(3) لنا دينه، فقال في كتابه: شَرَعَ لَكُمْ [- يا آل محمد -] (4)مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً [- و قد و صانا بما أوصى به نوحا -](5)
وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ - يا محمد - وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ - و إسماعيل - وَ مُوسى وَ عِيسى - و إسحاق و يعقوب فقد علمنا و بلغنا ما علمنا و استودعنا علمهم.
نحن ورثة الأنبياء، و نحن ورثة اولي العزم من الرسل - أن أقيموا الدين - يا آل محمد - وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ - و كونوا على جماعة - كبر على المشركين - من أشرك بالله بولاية علي عليه السلام - ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ - من و لا ية علي - إن الله - يا محمد - يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (4) من يجيبك(5) إلى ولاية عليّ.(6)
5 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد العزيز بن المهتدي، عن عبد اللّه بن جندب أنّه كتب إليه الرضا عليه السلام:9.
ص: 221
أمّا بعد، فإنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله كان أمين اللّه في خلقه، فلمّا قبض صلّى اللّه عليه و آله كنّا أهل البيت ورثته، فنحن امناء اللّه في أرضه، عندنا علم المنايا و البلايا و أنساب العرب و مولد الإسلام، و إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق، و إنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم، أخذ اللّه علينا و عليهم الميثاق، و يردون موردنا، و يدخلون مدخلنا، ليس على ملّة الاسلام غيرنا و غيرهم، و نحن النجباء النجاة، و نحن أفراط الأنبياء، و [نحن أبناء](1) الأوصياء، و نحن المخصوصون في كتاب اللّه عزّ و جلّ، و نحن أولى الناس بكتاب اللّه، و نحن أولى الناس برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و نحن الذين شرع اللّه(2) لنا دينه، فقال في كتابه: شَرَعَ لَكُمْ - يا آل محمد - مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً - فقد و صانا بما وصى به نوحا - وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ - يا محمد - وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى - فقد علمنا و بلغنا علم ما علمنا و استودعنا علمهم.
نحن ورثة اولي العزم من الرسل - أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ - يا آل محمد - وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ - و كونوا على جماعة - كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ - من أشرك بولاية علي - ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ - من و لا ية علي - إن اَللّهُ - يا محمد - يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (3) من يجيبك إلى ولاية عليّ عليه السلام.(4)0.
ص: 222
6 - عليّ بن إبراهيم: قال: حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن جندب(1) ، قال:
كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أسأله(2) عن تفسير هذه الآية - يعني قوله تعالى: اَللّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (3) الآية - فكتب إليّ الجواب:
أمّا بعد، فإنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله كان أمين اللّه في خلقه، فلمّا قبض النبي صلّى اللّه عليه و آله كنّا أهل البيت ورثته، فنحن امناء اللّه في أرضه، عندنا علم المنايا و البلايا، و أنساب العرب، و مولد الاسلام، و ما من فئة تضلّ مائة و تهدي مائة(4) إلاّ و نحن نعرف سائقها و قائدها و ناعقها.
و إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الإيمان و حقيقة النفاق، و إنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء(5) آبائهم، أخذ اللّه علينا و عليهم الميثاق، و يردون موردنا، و يدخلون مدخلنا، ليس على ملّة(6) الاسلام غيرنا و غيرهم إلى يوم القيامة، نحن الآخذون بحجزة نبيّنا، و نبيّنا آخذ بحجزة ربّنا، و الحجزة النور، و شيعتنا آخذون بحجزتنا، من فارقنا هلك، و من تبعنا(7) نجا، و المفارق لنا(8)
و الجاحد لولايتنا كافر، و متّبعنا و تابع أوليائنا مؤمن، لا يحبّنا كافر، و لا يبغضنا مؤمن، و من مات و هو يحبّنا كان حقّا على اللّه أن يبعثه معنا، نحن نور لمن تبعنا،ا.
ص: 223
و هدى لمن اهتدى بنا، و من لم يكن منّا فليس من الإسلام في شيء.
بنا فتح اللّه الدين، و بنا يختمه، و بنا أطعمكم اللّه عشب الأرض، و بنا أنزل اللّه قطر السماء، و بنا آمنكم اللّه من الغرق في بحركم، و من الخسف في برّكم، و بنا نفعكم اللّه في حياتكم، و في قبوركم، و في محشركم، و عند الصراط، و عند الميزان، و عند دخولكم الجنان(1) ، مثلنا في كتاب اللّه كمثل مشكاة، و المشكاة في القنديل، فنحن المشكاة فيها مصباح، المصباح محمد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله اَلْمِصْباحُ فِي زُجاجَةٍ - من عنصرة طاهرة(2) - اَلزُّجاجَةُ كَأَنَّها كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَ لا غَرْبِيَّةٍ - لا دعية و لا منكرة - يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ - القرآن(3) - نُورٌ عَلى نُورٍ - إمام بعد إمام -(4)
يَهْدِي اللّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَضْرِبُ اللّهُ الْأَمْثالَ لِلنّاسِ وَ اللّهُ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عَلِيمٌ (5) .
فالنور علي عليه السلام، يهدي اللّه لولايتنا من أحبّ، و حقّ على اللّه أن يبعث وليّنا مشرقا وجهه، منيرا(6) برهانه، ظاهرة عند اللّه حجّته، حقّ على اللّه أن يجعل وليّنا مع المتّقين و النبيّين(7) و الصدّيقين و الشهداء و الصالحين و حسن اولئك رفيقا.ن.
ص: 224
فشهداؤنا لهم فضل على الشهداء بعشر درجات، و لشهيد شيعتنا فضل على كلّ شهيد غيرنا بتسع درجات.
نحن النجباء و نحن أفراط الأنبياء، و نحن أولاد(1) الأوصياء، و نحن المخصوصون في كتاب اللّه، و نحن أولى الناس برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله(2) ، و نحن الذين شرع اللّه لنا دينه، فقال في كتابه: شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ما وَصّى بِهِ نُوحاً وَ الَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ - يا محمد - وَ ما وَصَّيْنا بِهِ إِبْراهِيمَ وَ مُوسى وَ عِيسى (3) - قد علمنا و بلغنا ما علمنا و استودعنا علمهم.
و نحن ورثة الأنبياء، و نحن ورثة اولي العلم و اولي العزم(4) من الرسل(5) - أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ - كما قال الله(6) - وَ لا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ - [من الشرك](7) من أشرك بالله بولاية علي عليه السلام - ما تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ - من و لا ية علي عليه السلام يا محمد - [فيه هدى و] (8)إِلَيْهِ اللّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشاءُ وَ يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (7) من يجيبك إلى ولاية(8) علي عليه السلام، و قد بعثت [إليك](9) بكتاب (فيه هدى)(10) فتدبّره وافهمه، فإنّه شفاء لما فير.
ص: 225
7 - محمد بن الحسن الصفّار: عن علي بن حسّان، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الرياحي، عن أبي الصامت الحلواني، عن أبي جعفر عليه السلام قال:
فضل أمير المؤمنين عليه السلام ما جاء به اخذ به، و ما نهى عنه انتهي عنه، و جرى له من الطاعة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله مثل الذي جرى لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و الفضل لمحمد صلّى اللّه عليه و آله، المتقدّم بين يديه كالمتقدّم بين يدي اللّه و رسوله، و المتفضّل عليه كالمتفضّل على اللّه و على رسوله، و الرادّ عليه(3) في صغيرة أو كبيرة على حدّ الشرك باللّه.
انّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله باب اللّه، الذي لا يؤتى إلاّ منه و سبيله الذي من سلكه وصل إلى اللّه، و كذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام من بعده، و جرى في الأئمّة واحدا بعد واحد، جعلهم اللّه أركان الأرض أن تميد بأهلها و عمد الإسلام و رابطه على سبيل هداه، لا يهتدي هاد إلاّ بهداهم، و لا يضلّ خارج من هدى إلاّ بتقصير عن حقّهم، [لأنّهم](4) امناء اللّه على ما هبط من علم(5)ه.
ص: 226
أو عذر [أو نذر](1) ، الحجّة البالغة على من في الأرض، يجري لآخرهم من اللّه مثل الذي جرى لأوّلهم، و لا يصل أحد إلى شيء من ذلك إلاّ بعون اللّه.
و قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا قسيم الجنّة و النار، لا يدخلها داخل إلاّ على أحد قسميّ(2) ، و أنا الفاروق الأكبر، و [أنا](3) الإمام لمن بعدي، و المؤدّي عمّن كان قبلي، لا يتقدّمني أحد إلاّ أحمد صلّى اللّه عليه و آله، و إنّي و إيّاه لعلى سبيل واحد(4) إلاّ إنّه هو المدعوّ باسمه، و لقد اعطيت الستّ؛ علم المنايا و البلايا و الوصايا [و الأنساب](5) ، و فصل الخطاب، و إنّي لصاحب الكرّات، و دولة الدول، و إنّي لصاحب العصا و الميسم، و الدابّة التي تكلّم الناس.(6)
و رواه محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى و أحمد بن محمد [جميعا](7) ، عن محمد بن الحسن، عن علي بن حسّان، قال: حدّثني أبو عبد اللّه الرياحي، عن أبي الصامت الحلواني، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا قسيم اللّه بين الجنّة و النار، لا يدخلها داخل إلاّ على أحد(8) قسميّ، و أنا الفاروق الأكبر، و أنا الإمام لمن بعدي، و المؤدّي عمّن كانّ.
ص: 227
قبلي، لا يتقدّمني أحد إلاّ أحمد صلّى اللّه عليه و آله، و إنّي و إيّاه لعلى سبيل واحد إلاّ أنّه المدعوّ باسمه، و لقد اعطيت الستّ؛ علم البلايا و المنايا، و الوصايا، و فصل الخطاب، و إنّي لصاحب الكرّات، و دولة الدول، و إنّي لصاحب العصا و الميسم، و الدابّة التي تكلّم الناس.(1)
8 - عنه: عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، و محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد جميعا، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: ما جاء به علي عليه السلام آخذ به، و ما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الفضل [مثل](2) ما جرى لمحمد صلّى اللّه عليه و آله، و لمحمد الفضل على جميع من خلق اللّه عزّ و جلّ، المتعقّب عليه في شيء من أحكامه كالمتعقّب على اللّه و على رسوله، و الرادّ عليه في صغيرة أو كبيرة على حدّ الشرك باللّه، كان أمير المؤمنين عليه السلام باب اللّه الذي لا يؤتى إلاّ منه، و سبيله الذي من سلك بغيره هلك، و كذلك يجري لأئمّة الهدى واحدا بعد واحد.
جعلهم اللّه أركان الأرض أن تميد بأهلها، و حجّته البالغة على من فوق الأرض، و من تحت الثرى، و كان أمير المؤمنين عليه السلام كثيرا ما يقول: أنا قسيم اللّه بين الجنّة و النار، و أنا الفاروق الأكبر، و أنا صاحب العصا و الميسم،ر.
ص: 228
و لقد أقرت لي جميع الملائكة و الروح و الرسل بمثل ما أقرّوا به لمحمد صلّى اللّه عليه و آله، و لقد حمّلت على مثل حمولته و هو حمولة الربّ، و إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يدعى فيكسى، و ادعى فاكسى، و يستنطق و استنطق فأنطق على حدّ منطقه(1) ، و لقد اعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد قبلي؛ علمت المنايا و البلايا و الأنساب و فصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، و لم يعزب عنّي ما غاب عنّي، ابشّر بإذن اللّه و اؤدّي عنه، كلّ ذلك من اللّه مكّنني فيه بعلمه.
ثم قال محمد بن يعقوب: الحسين بن محمد الأشعري، عن معلّى بن محمد، عن محمد بن جمهور العمي، عن محمد بن سنان، قال: حدّثنا المفضّل، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول، ثم ذكر الحديث الأوّل..
رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد و عبد اللّه بن عامر، عن محمد بن سنان، عن المفضّل بن عمر الجعفي، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: [فضل أمير المؤمنين عليه السلام](2) ما جاء به علي عليه السلام(3) آخذ به، و ما نهى عنه أنتهي عنه، جرى له من الفضل ما جرى لمحمد صلّى اللّه عليه و آله، و ساق الحديث إلى أن قال: و لقد اعطيت خصالا ما سبقني إليها أحد قبلي؛ علّمت(4) المنايا و البلايا و الأنساب و فصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، و لن(5) يعزب عنّي ما غاب عنّي، ابشّر بإذن اللّه، و اؤدّي عنه، كلّم.
ص: 229
ذلك منّا من اللّه مكّنني فيه بعلمه.(1)
9 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد و محمد بن الحسن(2) ، عن سهل بن زياد، عن [محمد بن](3) الوليد شباب الصيرفي، قال: حدّثني سعيد الأعرج، قال: دخلت أنا و سليمان بن خالد على أبي عبد اللّه عليه السلام، فابتدأنا، فقال: يا سليمان، ما جاء عن أمير المؤمنين عليه السلام يؤخذ به، و ما نهى عنه ينتهى عنه، جرى له من الفضل ما جرى لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الفضل على جميع من خلق اللّه، المعيّب على أمير المؤمنين عليه السلام في شيء من أحكامه كالمعيّب على اللّه عزّ و جلّ و على رسوله صلّى اللّه عليه و آله، و الرادّ عليه في صغيرة أو كبيرة على حدّ الشرك باللّه، كان أمير المؤمنين عليه السلام باب اللّه الذي لا يؤتى إلاّ منه، و سبيله الذي من سلك بغيره هلك، و بذلك جرت الأئمّة عليهم السّلام واحدا بعد واحد، جعلهم اللّه أركان الأرض أن تميد بهم، و الحجّة البالغة على من فوق الأرض، و من تحت الثرى.
و قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام: أنا قسيم اللّه بين الجنّة و النار، و أنا الفاروق الأكبر، و أنا صاحب العصا و الميسم، و لقد أقرّت لي جميع الملائكة و الروح بمثل ما أقرّت لمحمد صلّى اللّه عليه و آله.
و لقد حمّلت على مثل حمولة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله(4) و هيه.
ص: 230
حمولة الربّ، و إنّ محمدا صلّى اللّه عليه و آله يدعى فيكسى، و يستنطق، و ادعى فاكسى، و استنطق فأنطق على حدّ منطقه، و لقد اعطيت خصالا لم يعطهنّ أحد قبلي؛ علمت المنايا و البلايا و الأنساب و فصل الخطاب، فلم يفتني ما سبقني، و لم يعزب عنّي ما غاب عنّي، ابشّر بإذن اللّه، و اؤدّي عن اللّه عزّ و جلّ، كلّ ذلك مكّنني اللّه(1) فيه بإذنه.(2)
10 - محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن الحسين، عن أحمد بن إبراهيم و أحمد بن زكريّا، عن محمد بن نعيم، عن زرارة(3) بن إبراهيم، عمّن حدّثه من أصحابه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: قال أمير المؤمنين عليه السلام: و اللّه لقد أعطاني اللّه تبارك و تعالى تسعة(4) أشياء لم يعطها أحد قبلي خلا محمد صلّى اللّه عليه و آله، لقد فتحت لي السبل، و علمت الأنساب، و اجري لي السحاب، و علّمت المنايا و البلايا و فصل الخطاب، و لقد نظرت في(5) الملكوت بإذن ربّي فما غاب عنّي ما كان قبلي، و لا فاتني [ما يكون](6) من بعدي، و إنّ بولايتي أكمل اللّه(7) لهذه الامّة دينهم، و أتمّ عليهم النعم، و رضي إسلامهم(8) ، إذ يقول يوم الولاية لمحمد صلّى اللّه عليه و آله: يا محمد، اخبرهم انّي اليوم أكملت لهم دينهم و رضيت لهم الاسلام دينا و أتممتم.
ص: 231
عليهم نعمتي، كلّ ذلك منّا من اللّه منّ به عليّ، فله الحمد.(1)
11 - الشيخ في أماليه: قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمد بن محمد بن النعمان رحمه اللّه، قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن المفضّل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه:
اعطيت تسعا(2) لم يعطها(3) أحد قبلي سوى النبي صلّى اللّه عليه و آله؛ لقد فتحت لي السبل(4) ، و علمت المنايا و البلايا و الأنساب و فصل الخطاب، و لقد نظرت في(5) الملكوت بإذن ربّي، فما غاب عنّي ما كان قبلي، و لا ما يأتي بعدي، فإنّ بولايتي أكمل اللّه لهذه الامّة دينهم، و أتمّ عليهم النعم، و رضي لهم إسلامهم، إذ يقول يوم الولاية لمحمد صلّى اللّه عليه و آله: يا محمد، اخبرهم أنّي أكملت لهم اليوم دينهم و أتممت عليهم النعم، و رضيت لهم إسلامهم(6) ، كلّ ذلك منّ اللّه به عليّ، فله الحمد.(7)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبي و الأئمّة عليهم السّلام لأنّ اللّه سبحانه و تعالى أطلعهم على منايا الناس و غيرهم،4.
ص: 232
و ما يصيبهم من البلايا كالأمراض و العلل و غيرها ممّا لم يطّلع عليه إلاّ اللّه جلّ جلاله الخالق لهم، و المحيي، و المميت، و المبتلي، و المصحّ الا يعلم من خلق و هو اللطيف الخبير، و هو على ما يشاء قدير، و بكلّ شيء عليم، فبذلك العلم الذي أطلعهم عليه تعالى صاروا عليهم السّلام يخبرون بالآجال و البلايا من الأمراض و غيرها، و هو أمر عظيم من المعجزات و الدلالات.
ص: 233
محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن أبي عقيل عيسى بن نصر، قال: كتب علي بن زياد الصيمري (إلى القائم عليه السلام)(1) يسأل كفنا، فكتب إليه: إنّك تحتاج إليه في سنة ثمانين، فمات [في](2) سنة ثمانين(3) ، و بعث إليه بالكفن قبل موته بأيّام.(4)
ص: 234
محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد أو غيره، عن علي بن الحكم، عن الحسين بن عمر بن يزيد، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام و أنا يومئذ واقف، و قد كان أبي سأل أباه عن سبع [مسائل](1) فأجابه في ستّ و أمسك عن السابعة، فقلت: و اللّه لأسألنّه عمّا سأل أبي أباه، فإن أجاب بمثل جواب أبيه كانت دلالة، فسألته فأجاب بمثل جواب أبيه أبي في المسائل الستّ، فلم يزد في الجواب واوا و لا ياء، و أمسك عن السابعة، و قد كان أبي قال لأبيه: إنّي أحتجّ عليك عند اللّه يوم القيامة أنّك زعمت أنّ عبد اللّه لم يكن إماما، فوضع يده على عنقه.
ثمّ قال له: نعم احتجّ عليّ بذلك عند اللّه عزّ و جلّ، فما كان فيه من إثم فهو في عنقي(2).
فلمّا ودّعته قال: إنّه ليس أحد من شيعتنا يبتلى ببليّة أو يشتكي فيصبر
ص: 235
على ذلك إلاّ كتب اللّه له أجر ألف شهيد.
فقلت في نفسي: و اللّه ما كان لهذا ذكر.
فلمّا مضيت و كنت في بعض الطريق خرج بي عرق المديني، فلقيت منه شدّة، فلمّا كان من قابل حججت فدخلت عليه و قد بقي من وجعي بقيّة، فشكوت إليه، و قلت له: جعلت فداك، عوّذ رجلي، و بسطتها بين يديه، فقال عليه السلام لي: ليس على رجلك هذه بأس، و لكن أرني رجلك الصحيحة، فبسطتها بين يديه فعوّذها، فلمّا خرجت لم ألبث إلاّ يسيرا حتى خرج بي العرق و كان وجعه يسيرا.(1)3.
ص: 236
و عندهم مصحف فاطمة سلام اللّه عليها 1 - محمد بن الحسن الصفّار: [عن محمد بن الحسين](1) ، عن عبد الرحمان بن أبي هاشم و جعفر بن بشير، عن عنبسة، عن المعلّى بن خنيس، قال:
كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام إذ أقبل محمد بن عبد اللّه بن الحسن فسلّم [عليه](2) ، ثمّ ذهب، فرقّ له أبو عبد اللّه عليه السلام و دمعت عينه.
فقلت له: لقد رأيتك صنعت به ما لم تكن تصنع؟
قال: رققت له لأنّه ينسب في أمر ليس له، لم أجده في كتاب علي عليه السلام من خلفاء هذه الامّة و لا ملوكها.(3)
2 - عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن [عمر](4) بن اذينة، عن جماعة سمعوا أبا عبد اللّه عليه السلام يقول و قد سئل عن محمد فقال: إنّ
ص: 237
عندي لكتابين فيهما اسم كلّ نبيّ، و كلّ ملك يملك، (لا)(1) و اللّه ما محمد بن عبد اللّه في أحدهما.(2)
3 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبد الصمد بن بشير، عن فضيل سكّره، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام، فقال: يا فضيل، أتدري في أيّ شيء كنت أنظر فيه قبل؟
قال: قلت: لا.
قال: كنت أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام، فليس من ملك(3) يملك إلاّ و فيه مكتوب اسمه و اسم أبيه، فما وجدت لولد الحسن عليه السلام فيه شيئا(4).(5)
4 - و عنه: عن علي بن إسماعيل، عن صفوان بن يحيى، عن العيص بن القاسم، عن المعلّى بن خنيس، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: ما من نبيّ و لا وصيّ و لا ملك إلاّ في كتاب عندي، لا و اللّه ما لمحمد بن عبد اللّه بن الحسن فيه اسم.(6)
5 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن اذينة، عن فضيل بن يسار و بريد بن معاوية و زرارة أنّ عبد الملك بن أعين قال لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ الزيديّة و المعتزلة قد أطافوا بمحمد8.
ص: 238
بن عبد اللّه(1) فهل له سلطان؟
فقال عليه السلام: و اللّه إنّ عندي لكتابين فيهما تسمية كلّ نبي و كلّ ملك يملك الأرض، لا و اللّه ما محمد بن عبد اللّه في واحد منهما.(2)
6 - عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن عبد الصمد بن بشير، عن فضيل بن سكرة، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام، فقال عليه السلام: يا فضيل، أتدري في أيّ شيء كنت أنظر قبيل؟
قال: قلت: لا.
قال: [كنت](3) أنظر في كتاب فاطمة عليها السلام ليس من ملك يملك(4)
إلاّ و هو مكتوب فيه باسمه و اسم أبيه، و ما وجدت لولد الحسن عليه السلام فيه شيئا.(5)
7 - و عنه: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد اللّه بن الحجّال، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام فقلت له: جعلت فداك، إنّي أسألك عن مسألة، هاهنا أحد يسمع كلامي؟8.
ص: 239
قال: فرفع أبو عبد اللّه عليه السلام سترا بينه(1) و بين بيت آخر فأطلع فيه، ثمّ قال يا أبا محمد، سل عمّا بدا لك.
قال: قلت: جعلت فداك، إنّ شيعتك يتحدّثون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله علّم عليّا عليه السلام بابا يفتح له منه ألف باب.
قال: فقال: يا أبا محمد، علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا عليه السلام ألف باب، يفتح من كلّ باب ألف باب.
قال: قلت: هذا و اللّه العلم.
قال: فنكت(2) ساعة في الأرض، ثمّ قال: إنّه لعلم و ما هو بذاك.
قال: ثمّ قال: يا أبا محمد، و إنّ عندنا الجامعة، و ما يدريهم ما الجامعة؟
قال: قلت: جعلت فداك، و ما الجامعة؟
قال: صحيفة طولها سبعون ذراعا بذراع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و إملائه من فلق فيه و خطّ علي عليه السلام بيمينه، فيها كلّ حلال و حرام، و كلّ شيء يحتاج إليه الناس حتى الأرش في الخدش، و ضرب بيده إليّ و قال لي:
تأذن(3) ، يا أبا محمد؟
قال: قلت: جعلت فداك، إنّما أنا لك فاصنع ما شئت.
قال: فغمزني بيده [و قال:](4) حتى أرش هذا - كأنّه مغضب -.
قال: قلت: هذا و اللّه العلم.ر.
ص: 240
قال: إنّه لعلم و ليس بذاك، ثمّ سكت ساعة، ثمّ قال: و إنّ عندنا الجفر و ما يدريهم ما الجفر؟
قال: قلت: و ما الجفر؟
قال عليه السلام: وعاء من آدم فيه علم النبيّين و الوصيّين، و علم العلماء الذين مضوا من بني إسرائيل.
قال: قلت: إنّ هذا هو العلم.
قال: إنّه لعلم و ما هو(1) بذاك، ثمّ سكت ساعة، ثمّ قال عليه السلام: و إنّ عندنا لمصحف فاطمة عليها السلام و ما يدريهم ما مصحف فاطمة عليها السلام؟
قال: قلت: و ما مصحف فاطمة عليها السلام؟
قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا - ثلاث مرّات - و اللّه ما فيه من قرآنكم حرف [واحد](2).
قال: قلت: هذا و اللّه هو العلم.
قال: إنّه لعلم و ما هو بذاك، ثمّ سكت ساعة، ثمّ قال: إنّ عندنا علم ما كان، و علم ما هو كائن إلى أن تقوم الساعة.
قال: قلت: جعلت فداك، هذا و اللّه هو العلم.
قال: إنّه لعلم و ليس بذاك.
قال: قلت: جعلت فداك، فأيّ شيء العلم؟ر.
ص: 241
قال: ما يحدث بالليل و النهار، الأمر [من](1) بعد الأمر، و الشيء بعد الشيء إلى يوم القيامة.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد الجمّال، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام، و ذكر الحديث بعينه.(2)
8 - و عنه: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن حمّاد بن عثمان، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام قال(3): تظهر الزنادقة في سنة ثمان و عشرين و مائة، و ذلك أنّي نظرت في مصحف فاطمة عليها السلام.
قال: قلت: و ما مصحف فاطمة عليها السلام؟
قال عليه السلام: إنّ اللّه تعالى لمّا قبض نبيّه صلّى اللّه عليه و آله دخل على فاطمة عليها السلام من وفاته من الحزن ما لا يعلمه إلاّ اللّه عزّ و جلّ فأرسل اللّه(4) إليها ملكا يسلّي غمّها و يحدّثها، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين عليه السلام، فقال لها: إذا أحسست بذلك و سمعت الصوت فقولي لي، فأعلمتهر.
ص: 242
بذلك، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يكتب كلّما يسمع(1) حتى أثبت من ذلك مصحفا.
قال: ثمّ قال: أما إنّه ليس فيه شيء من الحلال و الحرام، و لكن فيه علم ما يكون.
محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: سمعته يقول(2)
تظهر الزنادقة في سنة ثمان و عشرين و مائة، و ذلك [لأنّي نظرت](3) في مصحف فاطمة عليها السلام، و ساق الحديث إلى أن قال: و لكن فيه علم ما يكون.(4)
9 - و عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبيدة، قال: سأل أبا عبد اللّه عليه السلام بعض أصحابنا عن الجفر.
فقال: هو جلد ثور مملوء علما.
قال له: فالجامعة؟
قال: تلك صحيفة طولها سبعون ذراعا في عرض الأديم، مثل فخذ الفالج(5) ، فيها كلّ ما يحتاج الناس إليه، و ليس من قضيّة إلاّ و هي فيها حتى أرشن.
ص: 243
الخدش.
قال: فمصحف [فاطمة عليها السلام](1) ؟
قال: فسكت طويلا، ثمّ قال: إنّكم لتبحثون عمّا تريدون و عمّا لا تريدون(2) إنّ فاطمة مكثت بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله خمسة و سبعين يوما و كان دخلها حزن شديد على أبيها، و كان جبرئيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها، و يطيّب نفسها، و يخبرها عن أبيها و مكانه، و يخبرها بما يكون بعدها في ذرّيّتها، و كان علي عليه السلام يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة عليها السلام.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد [بن محمد](3) و محمد بن الحسين، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبيدة، قال: سأل أبا عبد اللّه عليه السلام بعض أصحابنا عن الجفر، و ساق الحديث إلى آخره.(4)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبي و الأئمّة صلوات اللّه عليهم لأنّ اللّه سبحانه و تعالى أطلعهم على سرّ من أسراره، و علم من غيبه بما كان من ملك، و ما يكون، و صاروا يخبرون بذلك و بما كان و ما يكون ممّا علموا من مصحف فاطمة عليها السلام، كان ذلك من المعجزات و شيء جليل من الدلالات.7.
ص: 244
محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن دينار، عن عبد اللّه بن عطاء التميمي، قال: كنت مع علي بن الحسين عليهما السّلام في المسجد، فمرّ عمر ابن عبد العزيز عليه شراكا فضّة، و كان من أحسن الناس و هو شابّ، فنظر إليه علي بن الحسين عليهما السّلام، فقال: يا عبد اللّه بن عطاء، أترى هذا المترف؟ إنّه لن يموت حتى يلي الناس.
[قال:](1) قلت: انّا للّه هذا الفاسق؟
قال: نعم، فلا يلبث فيهم [إلاّ](2) يسيرا حتى يموت، فإذا مات لعنه أهل السماء، و استغفر له أهل الأرض.(1)
ص: 245
ص: 246
1 - محمد بن الحسن الصفّار: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ظريف بن ناصح و غيره، [عمّن رواه،](1) عن حبابة الوالبيّة قالت: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: إنّ لي ابن أخ و هو يعرف فضلكم، و إنّي احبّ أن تعلمني أمن شيعتكم (هو)(2) ؟
قال: و ما اسمه؟
قالت: [قلت:](3) فلان بن فلان.
قال(4): فقال: يا فلانة، هات الناموس، فجاءت بصحيفة تحملها كبيرة فنشرها، فنظر(5) فيها، فقال: نعم، هو ذا اسمه و اسم أبيه هاهنا.(6)
2 - عنه: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة،
ص: 247
عن أبي بكر الحضرمي، عن رجل من بني حنيفة قال: [كنت مع عمّي](1)
فدخل(2) على علي بن الحسين فرأى بين يديه صحائف ينظر فيها، فقال [له](3):
أيّ شيء هذه الصحف(4) ، جعلت فداك؟
فقال: هذا ديوان شيعتنا.
قال: أفتأذن لي أطلب(5) اسمي فيه؟
قال: نعم.
قال: فإنّي لست أقرأ و ابن أخي على(6) الباب فتأذن له يدخل حتى يقرأ؟
قال: نعم، فأدخلني عمّي، فنظرت في الكتاب فأوّل شيء هجمت عليه اسمي، فقلت: اسمي و ربّ الكعبة.
قال: ويحك فأين أنا؟ فجزت بخمسة أشياء أو ستّة، ثمّ وجدت اسم عمّي.
فقال: علي بن الحسين عليه السلام: أخذ اللّه ميثاقهم [معنا](7) على ولايتنا لا يزيدون و لا ينقصون، إنّ اللّه خلقنا من [أعلى](8) علّيّين، و خلق شيعتنا من طينة(7) أسفل من ذلك، و خلق عدوّنا من سجّين(8) ، و خلق أوليائهم منهمل.
ص: 248
3 - و عنه: عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن ابن أبي حمزة(4) ، قال: خرجت بأبي بصير أقوده إلى باب أبي عبد اللّه عليه السلام، [قال:](5) فقال [لي](6): لا تتكلّم و لا تقل شيئا، فانتهيت به [إلى](7) الباب فتنحنح فسمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول(5): يا فلانة، افتحي لأبي محمد الباب.
قال: فدخلنا و السراج بين يديه، و إذا سفط بين يديه مفتوح، قال: فوقعت عليّ الرعدة فجعلت أرتعد، فرفع رأسه إليّ، فقال: أنت ابن أبي حمزة(6) ؟
قلت: [نعم](7) ، جعلني اللّه فداك، قال: فرمى إليّ بملاة قوهيّة(8) كانت على المرفقة فقال: أطو هذه، فطويتها، ثمّ قال: أبزّاز أنت؟ و هو ينظر في الصحيفة.
[قال:](9) فازددت رعدة، قال: فلمّا خرجنا، قلت: يا أبا محمد، ما رأيت كما مرّ(10) بي الليلة! إنّي وجدت بين يدي أبي عبد اللّه عليه السلام سفطا قد أخرج منه صحيفة فنظر فيها، فكلّما نظر فيها أخذتني الرعدة.ّ.
ص: 249
قال: فضرب أبو بصير [يده](1) على جبهته، ثمّ قال: ويحك ألا أخبرتني؟ فتلك و اللّه الصحيفة التي فيها أسماء(2) الشيعة، و لو أخبرتني لسألته أن يريك اسمك فيها.(3)
14 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن أحمد بن سليمان(4) ، عن عمر بن أبي بكران، عن رجل، عن حذيفة ابن اسيد الغفاري، قال: لمّا وادع الحسن بن علي عليه السلام معاوية و انصرف إلى المدينة صحبته في منصرفه، و كان بين عينيه حمل بعير لا يفارقه حيث توجّه، فقلت له ذات يوم: جعلت فداك، يا أبا محمد، هذا الحمل لا يفارقك حيثما توجّهت؟
فقال: يا حذيفة، أتدري ما هو؟
قلت: لا.
قال: هذا الديوان.
قلت: ديوان ما ذا؟
قال عليه السلام: ديوان شيعتنا، فيه أسماؤهم.
قلت: جعلت فداك، فأرني اسمي.
فقال: أغد بالغداة.
قال: فغدوت إليه و معي ابن أخ لي و كان يقرأ و لم أكن أقرأ، فقال لي: مار.
ص: 250
غدا(1) بك؟
قلت: الحاجة التي وعدتني.
قال: و من ذا الذي معك(2) ؟
قلت: ابن أخ لي و هو يقرأ و لست أقرأ.
قال: فقال عليه السلام لي: اجلس، فجلست، ثمّ قال(3): عليّ بالديوان الأوسط.
[قال:](4) فاتي به، قال: فنظر الفتى فإذا الأسماء تلوح، قال: فبينما هو يقرأ، إذ قال: هو يا عمّاه(5) ، هو ذا اسمي، قلت: ثكلتك امّك، انظر أين اسمي؟ [قال:](6)
فصفح، ثمّ قال: هو ذا اسمك.
(قال:)(7) فاستبشرنا و استشهد الفتى مع الحسين بن علي صلوات اللّه عليهما.(8)
5 - و عنه: عن علي بن الحسين(9) ، عن الحسن بن الحسين(10)
السبحاني(11) ، عن الحسين بن يسار، عن داود الرقّي، قال: قلت لأبي الحسني.
ص: 251
الماضي عليه السلام: اسمي عندكم في الصحف(1) التي فيها أسماء شيعتكم.
قال: عليه السلام: إي و اللّه و في الناموس.(2)
6 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن البرقي، عن المرزبان بن عمران، قال:
سألت الرضا عليه السلام عن نفسي، فقلت: أسألك عن أهمّ الأشياء، أمن شيعتكم أنا؟
فقال عليه السلام: نعم.
فقلت: جعلت فداك، أفتعرف اسمي في الأسماء؟
قال: نعم.(3)
7 - الكشّي: عن إبراهيم بن محمد بن العبّاس الختلي، قال: حدّثني أحمد بن إدريس، قال: حدّثني الحسين بن أحمد بن يحيى بن عمران، قال:
حدّثني محمد بن عيسى، عن الحسين بن علي، عن المرزبان بن عمران القمّي الأشعري، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام: أسألك عن أهمّ الامور إليّ، أمن شيعتكم أنا؟ فقال: نعم.
قلت: اسمي مكتوب عندكم؟
قال: نعم.(4)1.
ص: 252
8 - محمد بن الحسن الصفّار: عن إبراهيم بن هاشم، عن عبد العزيز ابن المهتدي، عن عبد اللّه بن جندب، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنّه كتب إليه في رسالة له: إنّ شيعتنا المكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم، أخذ اللّه علينا و عليهم الميثاق، و يردون موردنا، و يدخلون مدخلنا، ليس على ملّة الإسلام غيرنا و غيرهم.(1)
9 - و عنه: عن عبد اللّه بن عامر، عن عبد الرحمان بن أبي نجران، قال:
كتب أبو الحسن الرضا عليه السلام رسالة [و أقرأنيها قال:](2) قال علي بن الحسين عليه السلام - و في الرسالة قال -: و إنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم، أخذ اللّه علينا و عليهم الميثاق، يردون موردنا، و يدخلون مدخلنا.(3)
10 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، [عن أبيه،](4) عن عبد العزيز بن المهتدي، عن عبد اللّه بن جندب أنّه كتب إليه الرضا عليه السلام - و في المكاتبة -: و إنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء آبائهم، أخذ اللّه علينا و عليهم الميثاق، يردون موردنا، و يدخلون مدخلنا ليس على ملّة الإسلام غيرنا و غيرهم.(5)5.
ص: 253
11 - علي بن إبراهيم في تفسيره: قال: حدّثني أبي، عن عبد اللّه بن جندب، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام أسأله، و ذكر الحديث، و قال فيه: إنّ شيعتنا لمكتوبون بأسمائهم و أسماء(1) آبائهم، أخذ اللّه علينا و عليهم الميثاق، و يردون موردنا، و يدخلون مدخلنا، ليس على ملّة(2) الإسلام غيرنا و غيرهم.(3)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبيّ و الأئمّة صلوات اللّه عليهم لأنّ اللّه سبحانه و تعالى أطلعهم على أسماء شيعتهم و بذلك يطلعهم على أعدائهم، و هذا نوع من علم الغيب الذي لا يطّلع عليه إلاّ هو جلّ جلاله و بذلك يعرفون الداخل عليهم انّه من شيعتهم أو عدوّهم، و يطلعون الإنسان على انّه من شيعتهم، و لا ريب انّ هذا من أكبر المعجزات، و أوضح الدلالات، فسبحان من أطلعهم على علوم الغيب، و أذهب بهم الغمّة و الكروب.6.
ص: 254
محمد بن الحسن الصفّار: عن عبد اللّه بن محمد(1) ، عن محمد بن الحسن السري، [عن عمّه علي بن السري](2) الكرخي، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فدخل عليه شيخ و معه ابنه، فقال له الشيخ: جعلت فداك، أمن شيعتكم أنا؟
فأخرج إليه أبو عبد اللّه عليه السلام(3) صحيفة مثل فخذ البعير، فناوله طرفها، ثمّ قال له: أدرج، فأدرجه حتى أوقفه على حرف من [حروف المعجم فإذا اسم](4) ابنه قبل اسمه، فصاح الابن فرحا: اسمي و اللّه، فرحم الشيخ، ثمّ قال [له](5): أدرج، فأدرج، ثمّ أوقفه أيضا على اسمه كذلك.(4)
ص: 255
ص: 256
1 - محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن موسى، عن يعقوب بن يزيد، عمّن رواه، عن عبد الصمد بن بشير، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر عليه السلام قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله دعا عليّا عليه السلام في مرضه(1)
الذي توفّي فيه، فقال: يا علي، ادن منّي حتى أسرّ إليك ما أسرّه اللّه إليّ، و أئتمنك على ما ائتمنني عليه، ففعل ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بعلي عليه السلام، و فعله علي عليه السلام بالحسن عليه السلام، و فعله الحسن بالحسين عليه السلام، و فعله الحسين عليه السلام بأبي، و فعله أبي بي.(2)
2 - عنه: عن عبد اللّه بن محمد(3) ، عن معمّر بن خلاّد، عن أبي الحسن
ص: 257
الرضا عليه السلام، قال: سمعته يقول: أسرّ اللّه(1) إلى جبرئيل، و أسرّه(2) جبرئيل إلى محمد صلّى اللّه عليه و آله، و أسرّه محمد صلّى اللّه عليه و آله إلى علي عليه السلام، و أسرّه علي عليه السلام إلى من شاء واحدا بعد واحد عليهم السلام(3).(4)
3 - سعد بن عبد اللّه: عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان أو غيره، عن عبد اللّه بن سنان(5) ، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و ذكر عليه السلام حديثا قدسيّا، قال جلّ جلاله: يا محمد، علي أوّل من آخذ ميثاقه من الأئمّة عليهم السّلام.
يا محمد، علي آخر من أقبض روحه من الأئمّة عليهم السّلام، و هو الدابّة التي تكلّم الناس(6).
يا محمد، علي أظهره على جميع ما اوحيه(7) إليك، ليس لك أن تكتم منه شيئا.
يا محمد، علي ابطنه سرّي الذي(8) أسرته إليك، فليس فيما بيني و بينك سرّ دونه.ي.
ص: 258
يا محمد، علي [عليّ](1) ما خلقت من حرام و حلال [عليّ](2) عليم به.(3)
4 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، عن بعض أصحابنا، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: متى يعرف الأخير ما عند الأوّل؟
قال: في آخر دقيقة تبقى من روحه.(4)
5 - و عنه: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن علي بن أسباط، عن الحكم بن مسكين، عن عبيد بن زرارة و جماعة معه، قال: سمعنا أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: يعرف الذي بعد الإمام علم من كان قبله في آخر دقيقة تبقى من روحه.(5)
6 - و عنه: عن محمد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن يعقوب بن يزيد، عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال:
قلت له: الإمام متى يعرف إمامته و ينتهي الأمر إليه؟1.
ص: 259
قال: في آخر دقيقة من حياة الأوّل.(1)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبيّ و الأئمّة صلوات اللّه عليهم لأنّ اللّه سبحانه و تعالى جعلهم موضع سرّه، و عيبة وحيه، و سفط علمه، فأيّ معجزة بعد الإحاطة بذلك لا يظهروها؟ و أيّ دلالة بعد العلم بذلك لا يبيّنوها؟ فسبحان من أعطاهم ما لم يعطه أحدا من المخلوقين، و خوّلهم بما لم يخوّل به أحدا من العالمين.3.
ص: 260
الشيخ المفيد في الاختصاص: عن المعلّى بن محمد البصري، عن بسطام بن مرّة، عن إسحاق بن حسّان، عن الهيثم بن واقد، عن علي بن الحسن العبدي، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال: أمرنا أمير المؤمنين عليه السلام بالمسير إلى المدائن من الكوفة، فسرنا يوم الأحد، و تخلّف عمرو بن حريث في سبعة نفر، فخرجوا إلى مكان بالحيرة يسمّى الخورنق(1) ، فقالوا: نتنزّه فإذا كان يوم الأربعاء خرجنا و لحقنا عليّا عليه السلام قبل أن يجمع، فبينما هم يتغدّون إذ خرج عليهم ضبّ فصادوه، فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفّه، فقالوا: بايعوا هذا أمير المؤمنين، فبايعه السبعة و عمرو ثامنهم، و ارتحلوا ليلة الأربعاء، فقدموا المدائن يوم الجمعة و أمير المؤمنين عليه السلام يخطب و لم يفارق بعضهم بعضا، كانوا جميعا قد(2) نزلوا على باب المسجد.
ص: 261
[فلمّا دخلوا](1) نظر إليهم أمير المؤمنين عليه السلام، فقال: يا أيّها الناس، إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أسرّ إليّ ألف حديث، في كلّ(2) حديث ألف باب، [لكلّ باب ألف](3) مفتاح، و إنّي سمعت اللّه يقول: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4) و إنّي اقسم لكم باللّه ليبعثنّ يوم القيامة ثمانية نفر بإمامهم و هو ضبّ و لو شئت أن اسمّيهم فعلت.
قال: فلقد(5) رأيت عمرو بن حريث سقط كما تسقط السعفة و جيبا(6).(7)ل.
ص: 262
و الأحاديث و الكلمات 1 - محمد بن الحسن الصفّار: عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن مرازم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا ألف باب، ففتح له من كلّ باب(1) ألف باب.
و رواه الشيخ المفيد في الاختصاص: عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن مرازم بن حكيم الأزدي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا عليه السلام ألف باب، يفتح كلّ باب ألف باب.(2)
ص: 263
2 - محمد بن الحسن الصفّار: عن السندي بن محمد، عن صفوان بن يحيى، قال: حدّثني محمد بن بشير و لا أعلمه إلاّ انّي قد(1) سمعته من بشير، [عن أبي عبد اللّه عليه السلام،](2) قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله [لعائشة و حفصة](3) في مرضه الذي توفّي فيه: ادعيا لي خليلي، فأرسلتا إلى أبويهما مرّتين، فلمّا رآهما أعرض بوجهه عنهما، ثمّ قال: ادعيا لي خليلي، فأرسلتا إلى علي بن أبي طالب عليه السلام، [قال:](4) فلمّا جاء أكبّ عليه، فلم يزل يحدّثه (و يحدّثه)(2) ، قال: فلمّا خرج من عنده قالتا(3) له: ما حدّثك؟
قال: حدّثني بباب(4) يفتح ألف باب، كلّ باب يفتح ألف باب.(5)
3 - عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي قال: سمعت بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ممّن يثق به يقول(6): سمعت عليّا عليه السلام يقول: إنّ في صدري هذا لعلما جمّا علّمنيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، لو أجد له حفظة يرعونه حقّ رعايته، و يروونه عنّي كما يسمعونه منّي إذا أودعتهم بعضه فيعلم به كثيرا من العلم انّ العلم مفتاح كلّ باب، و كلّ باب يفتحل.
ص: 264
ألف باب.
و رواه المفيد في الاختصاص: عن أحمد و عبد اللّه ابني محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن هشام بن سالم، عن أبيه، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي إسحاق السبيعي، قال: سمعت بعض أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام ممّن يثق به قال: سمعت عليّا عليه السلام يقول: إنّ في صدري هذا لعلما جمّا علّمنيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، لو أجد له حفظة يرعونه حقّ رعايته، و يروونه عنّي كما يسمعونه منّي(1) إذا لأودعتهم بعضه فعلم به كثيرا من العلم [إنّ العلم](2) مفتاح كلّ باب، و كلّ باب يفتح ألف باب.(3)
4 - محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن الحسين، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، قال: قال بكير بن أعين: حدّثني من سمع أبا جعفر عليه السلام يحدّث، قال: لم يخرج إلى الناس من تلك الأبواب التي علّمها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا عليه السلام إلاّ باب أو اثنان، و أكثر علمي أنّه قال:
5 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن5.
ص: 265
محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن عمران(1) الحلبي، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: كان في ذؤابة سيف علي عليه السلام(2) صحيفة صغيرة، و إنّ عليّا عليه السلام دعا ابنه الحسن عليه السلام فدفعها إليه، و دفع إليه سكينا، و قال له: افتحها، فلم يستطع فتحها(3) ، ففتحها له، ثمّ قال له: اقرأ، فقرأ الحسن عليه السلام الألف، و الباء، و السين، و اللام، و الحرف بعد الحرف.
(قال:)(4) ثمّ طواها و دفعها إلى ابنه الحسين عليه السلام، فلم يقدر على فتحها(5) ، ففتحها له علي عليه السلام، ثمّ قال له: اقرأ يا بنيّ، فقرأها(6) كما قرأ الحسن عليه السلام، ثمّ طواها فدفعها إلى [ابنه](7) محمد بن الحنفيّة و لم يقدر على أن يفتحها، ففتحها له، فقال له: اقرأ، فلم يستخرج منها شيئا، فأخذها(8)
و طواها، ثمّ علّقها في(9) ذؤابة السيف.
قال: فقلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: و أيّ شيء كان في تلك الصحيفة؟
قال: هي الأحرف التي يفتح كلّ حرف ألف حرف(10).
قال أبو بصير: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: فما خرج منها إلاّ حرفانب.
ص: 266
حتى(1) الساعة.
و رواه المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد الجوهري، عن علي بن أبي حمزة، عن عمران بن علي الحلبي، عن أبان بن تغلب، قال: حدّثني أبو عبد اللّه عليه السلام أنّه كان [في](2) ذؤابة سيف علي عليه السلام صحيفة، و إنّ عليّا عليه السلام دعا إليه الحسن عليه السلام فدفعها(3) إليه، و دفع إليه سكينا، و قال له: افتحها، فلم يستطع أن يفتحها، ففتحها له، ثمّ قال له: اقرأ، فقرأ الحسن عليه السلام الألف، و الباء، و السين، و اللام، و الحرف بعد الحرف، ثمّ طواها فدفعها إلى أخيه [الحسين](4) ، فلم يقدر على أن يفتحها، ففتحها له، ثمّ قال له: اقرأ فقرأها(5) كما قرأ الحسن عليه السلام، ثمّ طواها فدفعها إلى محمد بن الحنفيّة، فلم يقدر على أن يفتحها، ففتحها له علي عليه السلام، فقال [له](6): اقرأ، فلم يستخرج منها شيئا، فأخذها و طواها، ثمّ علّقها من ذؤابة السيف، فقلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: أيّ شيء كان في [تلك](6) الصحيفة؟
فقال: [هي](7) الأحرف التي يفتح كلّ حرف ألف حرف.
قال أبو بصير: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: فما خرج منها إلى الناس إلاّر.
ص: 267
6 - محمد بن يعقوب: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن عبد اللّه بن الحجّال، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام، فقلت له: جعلت فداك، إنّي أسألك عن مسألة، هاهنا أحد يسمع كلامي؟
قال: فرفع أبو عبد اللّه عليه السلام سترا بينه و بين بيت آخر فأطلع فيه(3) ، ثمّ قال: يا أبا محمد، سل عمّا بدا لك.
قال: قلت: جعلت فداك، إنّ شيعتك يتحدّثون أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله علّم عليّا عليه السلام بابا يفتح له منه ألف باب.
قال: فقال: يا أبا محمد، علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا ألف باب، يفتح من كلّ باب ألف [باب](4).
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين ابن سعيد الجمّال، عن أحمد بن عمر الحلبي، عن أبي بصير، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام و ذكر الحديث بعينه.(5)
7 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن الحسن(6) و غيره، عن سهل بنن.
ص: 268
زياد، عن محمد بن عيسى، و محمد بن يحيى و محمد بن الحسين جميعا، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر و عبد الكريم بن عمرو، عن عبد الحميد ابن أبي الديلم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: أوصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى علي عليه السلام بألف كلمة و ألف باب، يفتح كلّ كلمة و كلّ باب ألف كلمة و ألف باب.(1)
8 - عنه: عن علي بن إبراهيم، عن أبيه و صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن يحيى بن معمّر العطّار، عن بشير الدهّان، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في مرضه الذي توفّي فيه: ادعوا لي خليلي، فأرسلتا(2) إلى أبويهما، فلمّا نظر إليهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أعرض عنهما، ثمّ قال: ادعوا لي خليلي، فارسل إلى علي عليه السلام، فلمّا نظر إليه أكبّ عليه يحدّثه، فلمّا خرج لقياه فقالا له: ما حدّثك خليلك؟
فقال: حدّثني ألف باب، [يفتح](3) كلّ باب ألف باب.(4)
9 - و عنه: عن أحمد بن إدريس، عن محمد بن عبد الجبّار، عن محمد ابن إسماعيل، عن منصور بن يونس، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا عليه السلام ألف حرف، كلّ حرف يفتح ألف حرف.
و رواه الشيخ في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى،4.
ص: 269
و محمد بن عبد الجبّار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي جعفر عليه السلام، قال(1): علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا عليه السلام ألف حرف، يفتح ألف حرف [و الألف حرف كلّ حرف منها يفتح ألف حرف](2).(3)
10 - محمد بن يعقوب: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: كان في ذؤابة سيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله صحيفة صغيرة، فقلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: أي شيء كان في تلك الصحيفة؟
قال: هي الأحرف التي يفتح كلّ حرف ألف حرف.
قال أبو بصير: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: فما خرج منها حرفان حتى الساعة.(4)
11 - و عنه: عن علي بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الوليد شباب الصيرفي، عن يونس بن رباط، قال: دخلت أنا و كامل التمّار على أبي عبد اللّه عليه السلام، فقال [له](5) كامل: جعلت فداك، حديث رواه فلان؟
فقال: اذكره.
فقال: حدّثني أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله حدّث عليّا عليه السلام بألفر.
ص: 270
باب يوم توفّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، كلّ باب يفتح ألف باب، فذلك ألف ألف باب.
فقال: لقد كان ذلك.
قلت: جعلت فداك، فظهر ذلك لشيعتكم و مواليكم؟
فقال: يا كامل، باب أو بابان.
فقلت له: جعلت فداك، فما يروى من فضلكم من ألف [ألف](1) باب إلاّ باب أو بابان؟
قال: فقال: و ما عسيتم أن ترووا من فضلنا، [ما تروون من فضلنا](2) إلاّ ألفا غير معطوفة.(1)9.
ص: 271
12 - عن أحمد بن محمد بن عيسى؛ و محمد بن عبد الجبّار، عن عبد اللّه بن محمد الحجّال، عن ثعلبة بن ميمون، عن عبد اللّه بن هلال، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا عليه السلام بابا يفتح له منه(1) ألف باب، (كلّ باب يفتح له ألف باب)(2).(3)
13 - أحمد بن محمد بن عيسى، و أحمد بن الحسن بن علي بن فضّال، [عن الحسن بن علي بن فضّال](4) عن عبد اللّه بن بكير، عن عبد الرحمان بن أبي عبد اللّه، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله علّم عليّا عليه السلام بابا يفتح له ألف باب، [كلّ باب يفتح له ألف باب](5).(6)
14 - يعقوب بن يزيد، و إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر عليه السلام
ص: 272
قال: قال علي عليه السلام: [لقد](1) علّمني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ألف باب، كلّ باب يفتح له ألف(2) باب(3).
15 - محمد بن عيسى بن عبيد، و إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن صباح المزني، عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين عليه السلام، قال: سمعته يقول(4): إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله علّمني ألف باب من الحلال و الحرام ممّا كان و ممّا هو كائن إلى يوم القيامة كلّ باب منها يفتح ألف باب، فذلك ألف ألف باب حتى علمت علم المنايا و البلايا و فصل الخطاب.(5)
16 - أحمد بن محمد بن عيسى، و إبراهيم بن هاشم، عن عثمان بن عيسى، عن عبد اللّه بن بكير، عن عبد الرحمان بن أبي عبد اللّه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا عليه السلام حرفا يفتح ألف حرف، كلّ حرف منها يفتح ألف حرف.(6)
17 - أحمد بن محمد بن عيسى، و محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، و محمد بن عبد الجبّار، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السّلام، قال: علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا كلمة تفتح ألف كلمة، و الألف كلمة9.
ص: 273
تفتح كل كلمة ألف كلمة.(1)
18 - علي بن محمد حجّال، عن الحسن بن الحسين الكوفي(2) ، عن محمد بن سنان، عن إسماعيل بن جابر، و عبد الكريم بن عمرو، عن عبد الحميد(3) بن أبي الديلم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: أوصى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله إلى علي عليه السلام بألف كلمة، تفتح كلّ كلمة ألف كلمة.(4)
19 - يعقوب بن يزيد، و إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليهما السلام قال: علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله عليّا عليه السلام كلمة(5) تفتح ألف كلمة و الألف كلمة تفتح كلّ كلمة ألف كلمة.(6)
20 - أحمد بن محمد بن عيسى، و محمد بن عبد الجبّار، عن محمد بن خالد البرقي، عن فضالة بن أيّوب، عن سيف بن عميرة، [عن أبي بكر الحضرمي](7) ، عن مولاه حمزة بن رافع، عن امّ سلمة زوجة النبي صلّى اللّه عليه و آله قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله في مرضه الذي توفّي فيه: ادعوا لي خليلي، فأرسلت عائشة إلى أبيها، فلمّا جاءه(8) غطّى رسول اللّه صلّى اللّه عليهء.
ص: 274
و آله وجهه، و قال: ادعوا لي خليلي، فرجع أبو بكر، و بعثت حفصة إلى أبيها، فلمّا جاء غطّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله وجهه، و قال: ادعوا لي خليلي، فرجع عمر، و أرسلت فاطمة عليها السلام إلى عليّ عليه السلام، فلمّا جاء قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فدخل، ثمّ جلّل عليّا عليه السلام بثوبه.
قالت: قال علي عليه السلام: فحدّثني بألف حديث (يفتح كلّ حديث ألف حديث)(1) حتى عرقت و عرق رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فسال عليّ عرقه، و سال عليه عرقي.(2)
21 - محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن الحسين بن علوان، عن سعد بن طريف، عن الأصبغ بن نباتة، قال:
كنت مع أمير المؤمنين عليه السلام فأتاه رجل فسلّم عليه، ثمّ قال: يا أمير المؤمنين، إنّي و اللّه لاحبّك(3) في اللّه، و احبّك في السرّ كما احبّك في العلانية، و ادين اللّه بولايتك في السرّ كما ادين بها في العلانية(4).
(قال:)(5) و بيد أمير المؤمنين عليه السلام عود فطأطأ به رأسه، ثمّ نكت بعوده في الأرض ساعة، ثمّ رفع رأسه إليه، ثمّ قال(6): إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله حدّثني بألف حديث، لكلّ حديث ألف باب، و إنّ أرواح المؤمنين تلتقيل.
ص: 275
في الهواء فتشامّ، فما تعارف منها ائتلف، و ما تناكر منها اختلف، و بحقّ اللّه(1)
كذبت، فما أعرف وجهك في الوجوه، و لا اسمك في الأسماء.
قال: ثمّ دخل عليه آخر، فقال: يا أمير المؤمنين إنّي لاحبّك في اللّه، و احبّك في السرّ كما احبّك في العلانية، و ادين اللّه بولايتك في السرّ كما ادين اللّه(2) بها في العلانية.
قال: فنكت بعوده الثانية ثمّ رفع(3) رأسه إليه، فقال [له](4): صدقت، إنّ طينتنا طينة مخزونة، أخذ اللّه ميثاقها من صلب آدم، فلم يشذّ منها شاذّ، و لا يدخل فيها(5) داخل من غيرها، فاذهب فاعدّ(6) للفقر جلبابا(7) ، فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: [يا علي بن أبي طالب، و اللّه](8) الفقر إلى شيعتنا(9) أسرع من السيل إلى بطنا.
ص: 276
الوادي.(1)
قال مؤلّف الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من رسول اللّه و الأئمّة سلام اللّه عليهم، لأنّ اللّه سبحانه و تعالى لمّا أطلعهم على العلوم الغزيرة و السرائر و الحكم الكثيرة صاروا بذلك لهم الإقدار على إظهار المعجزات و الدلالات، لأنّ المعجزات تحصل بنوع من أنواع الأبواب، فكيف بحال من أحاط بها علما، و وعاها فهما فسبحان من أطلعهم على تلك السرائر، فصاروا يعلمون بما تحويه الضمائر، و انصاعوا يخبرون بما خفي على أهل البصائر.ر.
ص: 277
الشيخ المفيد في الاختصاص: عن محمد بن عيسى بن عبيد، و إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم، عن عبد اللّه بن حمّاد الأنصاري، عن الحارث بن حصيرة، عن الأصبغ بن نباتة، قال: كنّا وقوفا على أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة و هو يعطي العطايا في المسجد إذ جاءت امرأة، فقالت: يا أمير المؤمنين، أعطيت العطاء جميع الأحياء ما خلا هذا الحيّ من مراد، لم تعطهم شيئا.
فقال عليه السلام: اسكتي يا جريّة، يا بذيّة، يا سلفع، يا سلقلق(1) ، يا من لا تحيض كما تحيض النساء.
قال: فولّت فخرجت من المسجد، فتبعها عمرو بن حريث، فقال لها:
أيّتها الامرأة، قد قال عليّ فيك ما قال، أيصدّق عليك؟
فقالت: و اللّه ما كذب، و إنّ كلّ ما رماني به لفيّ، و ما اطّلع عليّ احد إلاّ اللّه الذى خلقني، و امّي التي ولدتني، فرجع عمرو بن حريث، فقال: يا أمير المؤمنين تبعت المرأة فسألتها عمّا رميتها به في بدنها فأقرّت بذلك كله، فمن أين علمت ذلك؟
ص: 278
فقال عليه السلام: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله علّمني ألف باب من الحلال و الحرام، يفتح كلّ باب ألف باب، حتى علمت المنايا و الوصايا و فصل الخطاب، و حتى علمت المذكّرات من النساء و المؤنّثين من الرجال.(1)2.
ص: 279
ص: 280
و ما تنزّل عليهم من الملائكة و الروح من العلوم سلام اللّه عليهم 1 - محمد بن الحسن الصفّار: عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن بكير، عن ابن بكير(1) ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ ليلة القدر يكتب ما يكون منها(2) في السنة إلى مثلها من خير أو شرّ أو موت أو حياة أو مطر، و يكتب فيها وفد الحاجّ ثمّ يفضي ذلك إلى أهل الأرض.
فقلت: إلى [من](3) من أهل الأرض؟
فقال: إلى من ترى.(4)
2 - عنه: عن أحمد بن محمد، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن داود بن فرقد، قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جلّ: إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
ص: 281
وَ ما أَدْراكَ ما لَيْلَةُ الْقَدْرِ (1) قال: نزل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من موت أو مولود.
قلت له: إلى من؟ فقال: إلى من عسى أن يكون؟ إنّ الناس في تلك الليلة(2) في صلاة و دعاء و مسألة، و صاحب هذا الأمر في شغل تنزّل(3) الملائكة إليه بامور السنة من غروب الشمس إلى طلوعها من كلّ أمر سلام هي له إلى أن يطلع الفجر(4).(5)
3 - و عنه: عن العبّاس بن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن عبد اللّه بن سنان، قال: سألته عن النصف من شعبان، فقال: ما عندي فيه شيء، و لكن إذا كانت ليلة تسع عشر من شهر رمضان قسّم فيها الأرزاق، و كتب فيها الآجال، و خرج [فيها](6) صكاك الحاجّ فأطلع اللّه إلى عباده فغفر اللّه(7) لهم إلاّ شارب الخمر(8) ، فإذا كانت ليلة ثلاثة و عشرين [فيها](9) يفرق كلّ أمر حكيم، [ثمّ](10)
ينهى ذلك و يمضي.
[قال:](11) قلت: إلى من؟ر.
ص: 282
قال: إلى صاحبكم، و لو لا ذلك لم يعلم(1).(2)
4 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن يونس، عن الحارث بن المغيرة النصري و [عن عمرو، عن](3) ابن أبي عمير، عمّن رواه، عن هشام، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: قول اللّه تبارك و تعالى في كتابه:
فِيها يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (4) قال: تلك ليلة القدر، يكتب فيها وفد الحاجّ، و ما يكون فيها من طاعة أو معصية أو حياة أو موت، و يحدث اللّه في الليل و النهار ما يشاء ثمّ يلقيه إلى صاحب الأرض.
قال الحارث بن المغيرة النصري: فقلت(5): و من صاحب الأرض؟
قال: صاحبكم.(6)
5 - و عنه: عن إبراهيم بن هاشم، عن يحيى بن أبي عمران(7) الهمداني، عن يونس، عن داود بن فرقد، عن أبي المهاجر، عن أبي الهذيل، عن أبي جعفر عليه السلام، [قال:](8) قال: يا أبا الهذيل، إنّا(9) لا يخفى علينا ليلة القدر، و إنّ الملائكة يطوفون بنا فيها(10).(11)2.
ص: 283
6 - و عنه: عن محمد بن عيسى، عن علي بن الحكم، عن سيف بن عميرة، عن داود بن فرقد، قال: سألته عن ليلة القدر التي تنزّل فيها الملائكة، فقال: تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (1) قال: ثمّ قال [لي](2) أبو عبد اللّه عليه السلام: ممّن؟ و إلى من؟ و ما ينزل(3) ؟(4)
7 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن الحسين(5) بن موسى، عن سعيد بن يسار، قال: كنت عند المعلّى بن خنيس إذ جاءه رسول أبي عبد اللّه عليه السلام، فقلت [له](6): سله عن ليلة القدر، فلمّا رجع، قلت له: سألته؟
قال: نعم، فأخبرني بما أردت و ما لم ارد.
فقال: إنّ اللّه يقضي فيها مقادير تلك السنة، ثمّ يقذف به إلى الأرض.
فقلت: إلى من؟
[فقال لي: إلى من](7) ترى، يا عاجز، [أو](8) يا ضعيف(9) ؟4.
ص: 284
8 - و عنه: عن عبّاد بن سليمان، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه [سليمان](1) ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: إنّ نطفة الإمام من الجنّة، و إذا وقع من بطن امّه إلى الأرض وقع و هو واضع يده إلى الأرض، رافع رأسه إلى السماء.
قلت: جعلت فداك، و لم ذاك؟
قال عليه السلام: لأنّ مناديا يناديه من جوّ السماء، من بطنان العرش، من الافق الأعلى: يا فلان بن فلان، اثبت فإنّك صفوتي من خلقي، و عيبة علمي، (و أميني على وحيي، و خليفتي في أرضي،)(2) لك و لمن تولاّك أوجبت رحمتي، و منحت جناني، و أحللت(3) جواري.
ثمّ و عزّتي و جلالي لاصلينّ من عاداك أشدّ عذابي، و إن أوسعت عليه(4)
في دنياي من سعة رزقي، قال: فإذا انقضى صوت المنادي أجابه هو: شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ الْمَلائِكَةُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (5) ، فإذا قالها أعطاه اللّه العلم(6) الأوّل و العلم الآخر، و استحقّ زيادة الروح في ليلة القدر.
و رواه محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن عبد اللّه بن إسحاقء.
ص: 285
العلوي، عن محمد بن زيد الرزامي(1) ، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، الحديث.(2)
9 - محمد بن الحسن الصفّار: عن الحسن بن أحمد بن محمد، عن أبيه، عن الحسن بن عبّاس بن حريش أنّه عرضه على أبي جعفر عليه السلام فأقرّ به، قال: و قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ القلب الذي يعاين ما ينزّل في ليلة القدر لعظيم الشأن.
قلت(3): كيف ذلك، يا أبا عبد اللّه؟
قال: ليشقّ و اللّه بطن ذلك الرجل، ثمّ يؤخذ قلبه(4) فيكتب عليه بمداد النور فذلك [جميع](5) العلم، ثمّ يكون القلب مصحفا للبصر، (و تكون الاذن واعية للبصر،)(6) و يكون اللسان مترجما للآذان(7) ، إذا أراد ذلك الرجل علم شيء نظر ببصره [و قلبه](8) فكأنّه ينظر في كتاب.
فقلت [له](9) بعد ذلك: فكيف العلم في غيرها؟ أيشقّ القلب فيه أم لا؟
قال: لا يشقّ، و لكنّ اللّه يلهم ذلك الرجل بالقذف في القلب حتى يخيّلر.
ص: 286
للاذن(1) أنّها [تكلّم](2) بما شاء اللّه من علمه، و اللّه واسع عليم.(3)
10 - عنه: عن عبد اللّه بن محمد، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمد بن عبد اللّه، عن يونس، عن عمر بن يزيد، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: أرأيت من لم يقرّ بما يأتيكم في ليلة القدر كما ذكر(4) و لم يجحده؟
قال: أمّا إذا قامت عليه الحجّة ممّن يثق به في علمنا فلم يثق به فهو كافر، و أمّا من لم يسمع ذلك فهو في عذر حتى يسمع، ثم قال أبو عبد اللّه عليه السلام(5): يؤمن باللّه، و يؤمن للمؤمنين.(6)
11 - و عنه: عن أحمد بن محمد و أحمد بن إسحاق، عن القاسم بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: كان علي بن أبي طالب عليه السلام كثيرا ما يقول: التقينا(7) عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و التيميّ و صاحبه، و هو يقرأ (8)إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ و يتخشّع و يبكي، فيقولان: ما أشدّ رقّتك بهذه السورة؟ فيقول [لهما: إنّما رققت](9) لما رأت عيناي، و وعاه قلبي، و لما يرى قلب هذا من بعدي - يعني عليّا عليه السلام -.ر.
ص: 287
فيقولان: ما الذي رأيت(1) ؟ و ما الذي يرى؟ فيتلو هذا الحرف تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلامٌ هِيَ حَتّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (2).
قال: ثمّ يقول: هل بقي شيء(3) بعد قوله تبارك و تعالى: كل أمر؟
فيقولان: لا.
فيقول: هل تعلمان من المنزل(4) إليه بذلك؟
فيقولان: لا و اللّه يا رسول اللّه، فيقول: نعم، فهل تكون ليلة القدر من بعدي؟
فيقولان: نعم.
قال: فهل تنزّل الأمر فيها؟
فيقولان: [نعم، فيقول: إلى من؟
فيقولان:](5) لا ندري، فيأخذ برأسي [فيقول:](6) إن لم تدريا فادريا، هو هدا من بعدي. قال: فإن كانا ليفرقان تلك الليلة بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من شدّة ما يدخلهما من الرعب.(7)
12 - و عنه: عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن العبّاس بن حريش(8) ،ش.
ص: 288
قال: عرضت هذا الكتاب على أبي جعفر عليه السلام فأقرّ به.
قال: و قال أبو عبد اللّه عليه السلام: قال علي عليه السلام: في صبيحة(1) أوّل ليلة القدر [التي](2) كانت بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: سلوني، فو اللّه لا تسألوني عن شيء إلاّ أخبرتكم بما يكون(3) ، و إلى ثلاثمائة و ستّين يوما من السنة(4) فما دونها و ما فوقها، ثمّ لاخبرنّكم بشيء [من ذلك](5) لا بتكلّف، و لا برأي، و لا بادّعاء في علم إلاّ من علم اللّه تبارك و تعالى و تعليمه.
و اللّه لا يسألني أهل التوراة و لا أهل الإنجيل و لا أهل الزبور و لا أهل الفرقان إلاّ فرقت بين أهل كلّ كتاب بحكم ما في كتابهم.
قال: و قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام: أرأيت ما تعلمونه في ليلة القدر (لسنة)(6) هل تمضي تلك السنة و بقي منه شيء لم تتكلّموا به؟
قال: لا و الذي نفسي بيده لو أنّه فيما علمنا في تلك الليلة أن أنصتوا لأعدائكم لنصتنا، فالنصت(7) أشد من الكلام.(8)
و الروايات في ليلة القدر كثيرة من أراد الوقوف على تفصيل بزيادة فعليه9.
ص: 289
بتفسير إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ من «الكافي» لمحمد بن يعقوب، و كتاب «البرهان في تفسير القرآن» من رواية أهل البيت تصنيف مؤلّف هذا الكتاب، و المذكور هناك ممّا لا مزيد عليه، و الأمر في ليلة القدر من مشاهير الامور، فاقتصرت في هذا الكتاب على ذلك من رواية محمد بن الحسن الصفّار في بصائر الدرجات.
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبيّ و الأئمّة صلوات اللّه عليهم أجمعين، لأنّ اللّه سبحانه و تعالى لمّا أطلعهم على علم غيبه بما ينزّل في ليلة القدر من الأحوال في السنة من الحوادث من الموت و الحياة و المطر و ما يولد و ما يكون في تلك السنة ممّا لا يطلع إلاّ اللّه سبحانه عليه صاروا بذلك يخبرون الإنسان بما يقع من أحواله، و هذا أمر عظيم من المعجزات، و شيء جليل من الدلالات، فسبحان من فضّلهم على المخلوقات، و أعطاهم ما لم يعطه أحدا من البريّات.
ص: 290
محمد بن الحسن الصفّار: أحمد بن محمد و أحمد بن إسحاق، عن القاسم بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال(1): لمّا قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله هبط جبرئيل و معه الملائكة و الروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر، قال: ففتح لأمير المؤمنين عليه السلام بصره، فرآهم من(2) منتهى السماوات إلى الأرض يغسّلون النبيّ صلّى اللّه عليه و آله معه و يصلّون [معه](3) عليه، و يحفرون له، و اللّه ما حفر له غيرهم حتى إذا وضع في قبره نزلوا مع من نزل فوضعوه فتكلّم، و فتح لأمير المؤمنين عليه السلام سمعه فسمعه يوصيهم به فبكى(4) ، و سمعهم يقولون: لا نألوه جهدا، و إنّما هو صاحبنا بعدك إلاّ أنّه ليس يعايننا ببصره بعد مرّتنا هذه.
ص: 291
قال: فلمّا مات(1) أمير المؤمنين عليه السلام رأى الحسن عليه السلام و الحسين عليه السلام مثل الذي كان رأى(2) ، و رأيا النبي صلّى اللّه عليه و آله أيضا يعين الملائكة مثل الذي صنعوه(3) بالنبيّ صلّى اللّه عليه و آله، حتى [إذا](4)
مات الحسن رأى منه الحسين عليه السلام مثل ذلك، و رأى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و عليّا عليه السلام يعينان الملائكة، حتى إذا مات الحسين عليه السلام رأى علي بن الحسين عليه السلام منه مثل ذلك، و رأى النبيّ و عليّا و الحسن يعينون الملائكة، حتى إذا مات علي بن الحسين عليه السلام رأى محمد بن علي عليه السلام مثل ذلك، و رأى النبيّ و عليّا و الحسن و الحسين عليهم السّلام يعينون الملائكة، حتى إذا مات محمد بن علي عليه السلام رأى جعفر عليه السلام مثل ذلك، و رأى النبيّ و عليّا و الحسن و الحسين و علي بن الحسين يعينون الملائكة، حتى إذا مات جعفر عليه السلام رأى موسى منه مثل ذلك، هكذا(5) يجري إلى آخرنا(6).(7)7.
ص: 292
و لو لا أنّهم يزادون لنفد ما عندهم، و عندهم علم الملائكة 1 - محمد بن يعقوب: قال حدّثني أحمد بن إدريس القمّي و محمد بن يحيى، عن الحسن بن علي الكوفي، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللّه بن أيّوب، عن أبي يحيى الصنعاني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قال لي: يا أبا يحيى، إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن.
قال: قلت: جعلت فداك، و ما ذاك الشأن؟
قال: يؤذن لأرواح الأنبياء الموتى عليهم السّلام، و أرواح الأوصياء الموتى، و روح الوصيّ الذي بين أظهركم(1) يعرج بها إلى السماء حتى توافي عرش ربّها، فتطوف به اسبوعا، و تصلّي عند كلّ قائمة من قوائم العرش ركعتين، ثمّ تردّ إلى الأبدان التي كانت فيها فتصبح الأنبياء و الأوصياء قد ملؤا سرورا و يصبح الوصيّ الذي بين أظهركم و قد زيد في علمه مثل جمّ الغفير.(2)
ص: 293
2 - عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن أبي زاهر، عن جعفر بن محمد الكوفي، عن يوسف الأبزاري، عن المفضّل، قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام ذات يوم(1) و كان لا يكنّيني قبل ذلك: يا أبا عبد اللّه.
قال: قلت: لبّيك.
قال: إنّ لنا في كلّ ليلة جمعة سرورا.
قال: قلت: زادك اللّه، و ما زادك؟
قال: إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله العرش، و وافى الأئمّة عليهم السّلام معه، و وافينا معهم، فلا تردّ أرواحنا إلى أبداننا إلاّ بعلم مستفاد، و لو لا ذلك لأنفدنا.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن موسى، عن جعفر بن محمد بن مالك الكوفي، عن يوسف(2) الأبزاري، عن المفضّل، قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام ذات يوم، و ذكر الحديث.(3)
و روى الصفّار الحديث الأوّل، عن الحسن بن علي بن معاوية، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللّه بن أيّوب(4) ، عن شريك بن مليح، (قال:)(5)
و حدّثني الخضر بن عيسى، [عن](6) الكاهلي، عن عبد اللّه بن أيّوب، عن شريكر.
ص: 294
بن مليح، عن أبي يحيى الصنعاني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، [قال:](1) قال: يا أبا يحيى، إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن، إلى آخر الحديث.(2)
3 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن يحيى، عن سلمة بن الخطّاب، عن عبد اللّه بن محمد، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس، أو المفضّل(3) ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: ما من ليلة جمعة إلاّ و لأولياء اللّه فيها سرور.
قلت: كيف ذاك، جعلت فداك؟
قال: إذا كان ليلة الجمعة وافى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله العرش، و وافى الأئمّة عليهم السّلام، و وافيت معهم، فما أرجع إلاّ بعلم مستفاد، و لو لا ذلك لنفد ما عندي.(4)
4 - و رواه الصفّار أيضا في بصائر الدرجات - محمد بن الحسن الصفّار -: عن الحسن بن أحمد(5) ، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن العبّاس ابن حريش، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إنّ لنا في ليالي الجمعة لشأنا من الشأن.
قلت: جعلت فداك، أيّ شأن؟
قال: يؤذن للملائكة و النبيّين و الأوصياء الموتى و لأرواح الأوصياءد.
ص: 295
و الوصي الذي بين ظهرانيكم يعرج بها إلى السماء فيطوفون(1) بعرش ربّهم سبعا(2) و هم يقولون: سبّوح قدّوس ربّ الملائكة و الروح، حتى إذا فرغوا صلّوا خلف كلّ قائمة له ركعتين، ثم ينصرفون، و تنصرف الملائكة بما وضع اللّه فيها من الاجتهاد شديدا إعظامهم لما رأوا و قد زيد في اجتهادهم و خوفهم مثله، و ينصرف النبيّون و الأوصياء و أرواح الأحياء شديدا حبّهم(3) و قد فرحوا أشدّ الفرح لأنفسهم، و يصبح الوصيّ و الأوصياء و قد الهموا إلهاما من العلم علما جمّا [مثل جمّ](4) الغفير ليس شيء أشدّ سرورا منهم، اكتم فو اللّه لهذا أعزّ عند اللّه [من](5) كذا و كذا عندك حصنه قال: يا محبور(4) و اللّه ما يلهم الإقرار بما ترى إلاّ الصالحون.
قلت: و اللّه ما عندي كبير(5) صلاح.
قال: لا تكذب على اللّه، فإنّ اللّه قد سمّاك صالحا حيث يقول: فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَ الصِّدِّيقِينَ وَ الشُّهَداءِ وَ الصّالِحِينَ (6)
يعني الذين آمنوا بنا و بأمير المؤمنين عليه السلام [و ملائكته و أنبيائه و جميع حججه عليه و على محمد و آله الطيّبين الطاهرين الأخيار الأبرار السلام](7).(8)5.
ص: 296
5 - و عنه: عن محمد بن أحمد، عن علي بن سليمان، عن محمد بن جمهور، عمّن رفعه(1) إلى أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قال لنا: إنّ(2) في كلّ ليلة جمعة وفدة إلى اللّه(3) عزّ و جلّ [فلا ننزل إلاّ بعلم مستطرف](4).(5)
6 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن صفوان بن يحيى، قال:
سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: كان جعفر بن محمد عليه السلام يقول:
لو لا أنّا نزداد لأنفدنا.
عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن محمد بن خالد، عن صفوان، عن أبي الحسن عليه السلام، مثله.(6)
7 - و عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن ذريح المحاربي، قال: قال لي أبو عبد اللّه عليه السلام: يا ذريح، لو لا أنّا نزداد لأنفدنا.(7)
8 - و عنه: عن محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن ابن أبي نصر، عن ثعلبة، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لو لا أنّا نزداد لأنفدنا.2.
ص: 297
قال: قلت: تزدادون شيئا لا يعلمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟
فقال: أما إنّه إذا [كان](1) ذلك عرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ على الأئمّة عليهم السّلام، ثمّ انتهى الأمر إلينا.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: قال: حدّثني أحمد بن موسى، عن الحسن(2) بن علي بن نعمان، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر(3) ، عن ثعلبة، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول(4): لو لا أنّا نزاد لنفد ما عندنا(5).
[قال:](6) قلت: تزدادون شيئا لا يعلمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟
قال: إنّه إذا(7) كان ذلك عرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ على(8) الأئمّة، ثمّ انتهى الأمر إلينا.
و رواه المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن زرارة، قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: لو لا أنّا نزداد لأنفدنا.
فقلت: تزدادون شيئا لا يعلمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟ى.
ص: 298
فقال: إنّه إذا كان ذلك عرض على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و على الأئمّة، ثمّ انتهى إلينا.(1)
9 - محمد بن يعقوب: عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال:
ليس يخرج شيء من عند اللّه عزّ و جلّ حتى يبدأ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ بأمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ بواحد بعد واحد، لكيلا يكون آخرنا أعلم من أوّلنا.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: سمعته يقول: ليس شيء يخرج من اللّه عزّ و جلّ حتى يبدأ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ بأمير المؤمنين عليه السلام، ثمّ بواحد بعد واحد، لكيلا يكون آخرنا أعلم من أوّلنا.
و رواه المفيد في الاختصاص: عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمان، عن بعض أصحابه، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال:
ليس شيء يخرج من عند اللّه عزّ و جلّ حتى يبدأ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ بعلي عليه السلام، ثمّ بواحد واحد، لكيلا يكون آخرنا أعلم من أوّلنا.(2)
10 - محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن الحسين، عن موسى بنر.
ص: 299
سعدان، عن عبد اللّه بن القاسم، عن سماعة بن مهران، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ للّه علمين؛ علما أظهر عليه ملائكته و رسله(1) و أنبياءه فما أظهر عليه(2) ملائكته و رسله [و أنبياءه](3) فقد علمناه، [و علما استأثر به فإذا بدا للّه في شيء منه أعلمناه](4) ذلك، و عرض على الأئمّة الذين كانوا [من](5) قبلنا.
و رواه المفيد في الاختصاص: عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: إنّ للّه علمين؛ علما أظهر عليه ملائكته و رسله و أنبياءه فذلك الذي قد(3) علمناه، و علما استأثر به فإذا بدا له في شيء منه أعلمنا ذلك، و عرض على الأئمّة الذين كانوا قبلنا.(4)
11 - المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن محمد بن الربيع، عن عبد اللّه بن بكير، عن أبي بصير، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: لو لا أنّا نزداد لأنفدنا.
فقلت: تزدادون شيئا ليس عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟
فقال: إذا كان ذلك أتى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فأخبره، ثمّ أتى عليّا عليه السلام فأخبره، ثمّ أتى إلى واحد بعد واحد حتى ينتهي إلى صاحب هذاص.
ص: 300
الأمر.(1)
12 - و في الاختصاص أيضا: عن موسى بن جعفر بن محمد، عن أبيه جعفر بن محمد بن عبد اللّه، عن محمد بن عيسى بن عبد اللّه الأشعري، عن محمد بن سليمان الديلمي مولى أبي عبد اللّه عليه السلام، عن أبيه سليمان، قال:
سألت أبا عبد اللّه عليه السلام فقلت له: سمعتك و أنت تقول غير مرّة: لو لا أنّا نزداد لأنفدنا.
فقال عليه السلام: أمّا الحلال و الحرام فقد انزله اللّه على نبيّه عليه السلام بكماله، و ما يزداد(2) الإمام في حلال أو حرام.
قلت له: فما هذه الزيادة؟
فقال: في سائر الأشياء سوى الحلال و الحرام.
قلت: تزدادون شيئا يخفى على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و لا يعلمه؟
فقال: لا، إنّما يخرج [العلم](3) من عند اللّه فيأتي به الملك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فيقول: يا محمد، ربّك يأمرك بكذا و كذا، فيقول: انطلق به إلى علي، فيأتي به عليّا عليه السلام، فيقول انطلق به إلى الحسن عليه السلام، فلا يزال هكذا ينطلق به إلى واحد بعد واحد حتى يخرج إلينا، و محال أن يعلم الإمام شيئا لم يعلمه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و الإمام من قبله.(4) 5
ص: 301
13 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد و محمد بن الحسن(1) ، عن سهل بن زياد، عن محمد بن الحسن بن شمّون، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان، عن عبد اللّه بن القاسم، [عن سماعة،](2) عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: إنّ للّه تبارك و تعالى علمين؛ علما أظهر عليه ملائكته و أنبياءه و رسله، فما أظهر عليه ملائكته و رسله و أنبياءه فقد علمناه، و علما أستأثر به فإذا بدا للّه في شيء منه أعلمنا ذلك، و عرض على الأئمّة الذين كانوا من قبلنا.
عنه: عن علي بن محمد و محمد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن موسى بن القاسم و محمد بن يحيى، عن العمركي بن علي، جميعا، عن علي بن جعفر، عن أخيه موسى بن جعفر عليه السلام، مثله.(3)
14 - و عنه: عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: إنّ للّه عزّ و جلّ علمين؛ علما عنده لم يطلع عليه أحدا من خلقه، و علما نبذه إلى ملائكته و رسله، فما نبذه إلى ملائكته و رسله فقد انتهى إلينا.(4)
15 - و عنه: علي بن إبراهيم، عن صالح بن السندي، عن جعفر بن بشير، عن ضريس، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام(5) ، يقول: إنّ للّه عزّ و جلّ علمين؛ علم مبذول، و علم مكفوف، فأمّا المبذول فإنّه ليس من شيء تعلمهم.
ص: 302
الملائكة و الرسل إلاّ نحن نعلمه، و أمّا المكفوف فهو الذي عند اللّه عزّ و جلّ في امّ الكتاب إذا خرج نفد.(1)
16 - و عنه: عن أبي علي الأشعري، عن محمد بن عبد الجبّار، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن النعمان، عن سويد القلاّء، عن أبي أيّوب، عن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: إنّ للّه عزّ و جلّ علمين؛ علم لا يعلمه إلاّ هو، و علم علّمه ملائكته و رسله، فما علّمه ملائكته و رسله عليهم السّلام فنحن نعلمه.(2)
قال مؤلّف هذا الكتاب: هذا أصل كبير في إظهار المعجزات من النبيّ و الأئمّة صلوات اللّه عليهم، لأنّ اللّه سبحانه و تعالى لمّا أفادهم علوما زائدة على علم الحلال و الحرام، و العلوم الزائدة سائر العلوم فلا ريب انّ من سائر العلوم الزائدة العلوم بالغيب و ما يصدر من الحوادث الكائنة، أو التي تكون منها الحوادث الكائنة من الناس، أو التي تكون، و الحوادث المتعلّقة بغيرهم، فصاروا بذلك عالمين بما كان و ما يكون، و هل المعجزات و الدلالات إلاّ من العلم بما كان و ما يكون و إنفاذه في الخارج، فسبحان من أطلعهم على أسرار علومه، و أظهرهم على ما خفي من مكنونه.4.
ص: 303
محمد بن الحسن الصفّار: عن عبد اللّه بن محمد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبيه [، عن عمرو قال: حدّثني بشر بن إبراهيم، عن أبي عبد اللّه عليه السلام](1) ، قال: كنت جالسا عند عن أبي عبد اللّه عليه السلام إذ جاءه رجل فسأله عن مسألة فزعم أنّ ليس عنده فيها(2) شيء، فقال الرجل: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، هذا الإمام المفترض الطاعة سألته عن مسألة فزعم أنّه ليس عنده فيها شيء، فأصغى أبو عبد اللّه عليه السلام إذنه إلى الحائط كأنّ إنسانا يكلّمه، فقال:
أين السائل عن مسألة كذا و كذا؟ و كان الرجل قد جاوز اسكفّة الباب.
فقال: ها أنا ذا.
فقال: القول فيها كذا و كذا، ثمّ التفت إليّ، فقال: لو لا أنّا نزداد(3) لنفد ما عندنا.(4)
ص: 304
و ما أعطى اللّه عزّ و جلّ رسول اللّه و الأئمّة عليهم السّلام من أنواع شتّى 1 - ابن بابويه في عيون الأخبار: قال: حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشي رضي اللّه عنه، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا أحمد بن علي(1)
الأنصاري، عن الحسن بن الجهم، قال: حضرت مجلس المأمون يوما و عنده علي بن موسى الرضا عليه السلام و قد اجتمع الفقهاء و أهل الكلام من أهل الفرق المختلفة فسأله بعضهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، بأيّ شيء تصحّ الإمامة لمدّعيها؟
قال: بالنصّ و الدليل(2).
قال له: فدلالة الإمام فيما هي(3) ؟
ص: 305
قال: في العلم و استجابة الدعوة.
قال: فما وجه إخباركم(1) بما يكون؟
قال: ذلك بعهد معهود إلينا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.
قال: فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس؟
قال عليه السلام [له](2): أما بلغك قول رسول اللّه(3) صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اتّقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه؟
قال: بلى.
قال: فما من مؤمن إلاّ و له فراسة ينظر بنور اللّه على قدر إيمانه، و مبلغ استبصاره و علمه، و قد جمع اللّه للأئمّة منّا ما فرّقه في جميع المؤمنين، و قد قال(4) اللّه تعالى في [محكم](5) كتابه: إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ (6)
فأوّل المتوسّمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، ثمّ أمير المؤمنين عليه السلام من بعده، ثمّ الحسن و الحسين و الأئمّة من ولد الحسين عليهم السّلام إلى يوم القيامة.(7)
2 - محمد بن يعقوب: عن أحمد بن مهران، عن محمد بن علي، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: جعلت فداك، بم يعرف الإمام؟9.
ص: 306
قال: فقال: بخصال: أمّا أوّلها فإنّه بشيء قد تقدّم من أبيه فيه بإشارة إليه لتكون عليهم حجّة، و يسأل فيجيب، و إن سكت عنه ابتدأ، و يخبر بما في غد، و يكلّم الناس بكل لسان.
ثمّ قال لي: يا أبا محمد، اعطيك علامة قبل أن تقوم، فلم ألبث أن دخل علينا رجل من أهل خراسان، فكلّمه الخراساني بالعربيّة، فأجابه أبو الحسن عليه السلام بالفارسيّة، فقال له الخراساني: و اللّه جعلت فداك، ما منعني أن اكلّمك بالخراسانيّة غير أنّي ظننت أنّك لا تحسنها.
فقال: سبحان اللّه، إذا كنت لا احسن اجيبك فما فضلي عليك؟
ثمّ قال لي: يا أبا محمد، إنّ الإمام لا يخفى عليه كلام أحد من الناس، و لا طير و لا بهيمة، و لا شيء فيه الروح، فمن لم يكن هذه الخصال فيه فليس هو بإمام.(1)
3 - محمد بن الحسن الصفّار: عن عبد اللّه بن محمد، عمّن رواه، عن محمد بن عبد الكريم، عن عبد اللّه بن عبد الرحمان، عن أبان بن عثمان، عن زرارة، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قال أمير المؤمنين عليه السلام لابن عبّاس: إنّ اللّه علّمنا منطق الطير كما علّم(2) سليمان بن داود منطق كلّ دابّة في برّ أو بحر.(3)0.
ص: 307
4 - عنه: عن علي بن إسماعيل، عن محمد بن عمرو الزيّات، عن أبيه، عن الفيض بن المختار، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ سليمان بن داود، قال: علّمنا منطق الطير، و اوتينا من كلّ شيء، و قد و اللّه علّمنا منطق الطير، و علم كلّ(1) شيء.(2)
و عنه: عن أحمد بن موسى، عن محمد بن الحسين، عن النضر بن شعيب، عن عمر بن خليفة، عن شيبة، عن الفيض(3) ، عن محمد بن مسلم، قال:
سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: يا أيّها الناس، علّمنا منطق الطير، و اوتينا من كلّ شيء، إنّ هذا لهو الفضل المبين.(4)
6 - و عنه: قال: حدّثني أحمد بن محمد، عن عمر بن عبد العزيز، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثمالي، عن علي بن الحسين عليه السلام، قال: قلت له: أسألك - جعلت فداك - عن ثلاث خصال انفي عنّي فيه التقيّة(5).
[قال:](6) فقال: ذلك لك.
قلت: أسألك عن فلان و فلان.
فقال: فعليهما لعنة اللّه بلعائنه(7) كلّها، ماتا و اللّه و هما كافران مشركان باللّه العظيم.ه.
ص: 308
ثمّ قلت: الأئمّة يحيون الموتى، و يبرؤون الأكمه و الأبرص، و يمشون على الماء؟
قال: ما أعطى اللّه نبيّا شيئا [قطّ](1) إلاّ و قد أعطاه محمدا صلّى اللّه عليه و آله، و أعطاه ما لم يكن عندهم.
[قلت:](2) فكلّما كان عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقد أعطاه أمير المؤمنين عليه السلام؟
[قال: نعم،](3) ثمّ الحسن، ثمّ الحسين(1) عليهما السّلام، ثمّ من بعد كلّ إمام إماما إلى يوم القيامة(2) ، مع الزيادة التي تحدث في كلّ سنة و في كلّ شهر، [ثمّ قال:](3) إي و اللّه في كلّ ساعة.(4)
7 - السيّد المرتضى في عيون المعجزات(5): بإسناده مرفوعا إلى أبي جعفر ميثم التمّار، عن أمير المؤمنين، قال: إنّ أمير المؤمنين عليه السلام رقى من المنبر مراق(6) ، ثمّ تنحنح، فسكت الناس، فقال: رحم اللّه من سمع قولي [فوعى](7) ، و نظر فاستحيى، أيّها الناس، إنّ معاوية يزعم أنّه أمير المؤمنين، و إنّه».
ص: 309
لا يكون الإمام إماما حتى يحي الموتى، أو ينزل من السماء مطرا، أو يأتي بما يشاء، كلّ ذلك ممّا يعجز عنه غيره.(1)
8 - أبو جعفر محمد بن جرير الطبري في مسند فاطمة عليها السلام: قال: حدّثنا أبو محمد عبد اللّه بن محمد، قال: حدّثنا إبراهيم بن سهل(2) ، قال: [لقيت](3) علي بن موسى الرضا عليه السلام و هو على حماره، فقلت له: من أركبك هذا و تزعم أكثر شيعتك أنّ أباك لم يوصك، و لم يقعدك هذا المقعد، و ادّعيت لنفسك ما لم يكن لك؟
فقال لي: و ما دلالة الإمام عندك؟
فقلت: أن يكلّم بما وراء البيت، و أن يحيي و يميت.
فقال: أنا أفعل، أمّا الذي معك فخمسة دنانير، و أمّا أهلك فإنّها ماتت منذ سنة، و قد أحييتها الساعة، و أتركها معك سنة اخرى، ثمّ أقبضها إليّ لتعلم(4) أنّي إمام بلا خلاف، فوقع عليّ الرعدة، فقال: اخرج روعك فإنّك آمن، ثمّ انطلقت إلى منزلي فإذا بأهلي جالسة، فقلت لها: ما الذي جاء بك؟
فقالت: كنت نائمة إذ أتاني آت ضخم شديد السمرة، فوصفت لي صفة الرضا عليه السلام، فقال لي: يا هذه، قومي و ارجعي إلى زوجك فإنّك ترزقينم.
ص: 310
بعد الموت ولدا، فرزقت و اللّه (ولدا)(1).(2)
9 - عنه: قال: روى أحمد بن الحسين(3) ، عن محمد بن الطيّب(4) ، عن عبد الوهّاب بن منصور، عن محمد بن [أبي](5) العلا، قال: سألت يحيى بن أكثم قاضي القضاة بسرّ من رأى بعد منازعة جرت بيني و بينه عن علوم آل محمد صلوات اللّه عليهم [عمّا شاهده](6) ، فقال لي: بينا أنا ذات يوم في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله واقف عند القبر أدعو [فرأيت](7) محمد بن علي الرضا عليه السلام قد أقبل نحو القبر، فناظرته في مسائل قبل أن يسألني، فسألني عن الإمام، فقلت [له](8): هو أنت.
فقال: [أنا](9) هو.
[فقلت: أ](10) فعلامة تدلّني عليك - و كان في يده عصا فنطقت -، و قالت:
يا يحيى انّ أمام هذا الزمان مولاي محمد عليه السلام(7).(8)
10 - و عنه: قال: حدّثني أبو عبد اللّه الحسين بن عبد اللّه بن الحسن(9) ، قال: حدّثني أبو محمد(10) هارون بن موسى بن أحمد التلعكبري، قال: حدّثنين.
ص: 311
أبو علي محمد بن همام، عن جعفر بن محمد بن مالك(1) الفزاري، عن أبي عقيلة، عن أحمد التبّان(2) ، عن أبي الحسن موسى بن جعفر عليه السلام، قال:
قال لي: يا أحمد، أتريد أن اريك [من](3) دلالات الإمام؟
قلت: نعم.
قال: يا ليل، ادبر، فأدبر الليل [عنّا](4) ، ثمّ قال: يا نهار اقبل، فأقبل النهار إلينا بالنور العظيم و بالشمس حتى(3) رجعت بيضاء نقيّة، فصلّينا الزوال، ثمّ قال:
يا نهار، ادبر، يا ليل، أقبل، فأقبل علينا الليل حتى صلّينا المغرب، قال: يا أحمد، أرأيت؟
قلت: حسبي هذا، يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله.(4)
11 - و عنه: قال: حدّثنا أحمد بن منصور الرشادي، قال: حدّثنا عبد الرزاق، قال: حدّثنا مهلب بن قيس، قال: قلت للصادق عليه السلام: بأيّ شيء يعرف العبد إمامه؟
قال: إن فعل(5) كذا، و وضع يده على حائط فإذا الحائط ذهب، ثمّ وضع يده على أسطوانة فأورقت من ساعتها، فقال: بهذا معرفة(6) الإمام.(7)
12 - ثاقب المناقب: عن عبد الرحمان بن الحجّاج قال: كنت مع أبي).
ص: 312
عبد اللّه عليه السلام بين مكّة و المدينة، و هو على بغلة، و أنا على حمار، و ليس معنا أحد، فقلت: يا سيّدي، ما يجب من عظم حقّ الإمام؟
فقال: يا عبد الرحمان، لو قال لهذا الجبل سر، لسار، فنظرت و اللّه إلى الجبل يسير، فنظر و اللّه إليه فقال: [- و اللّه -](1) إنّي لم أعنك، فوقف.
و رواه الراوندي في الخرائج: عن عبد الرحمان بن الحجّاج.(2)
13 - ابن بابويه: عن علي بن عبد اللّه الورّاق، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري، قال: دخلت على أبي محمد الحسن بن علي العسكري عليه السلام، و أنا اريد أن أسأله عن الخلف من بعده، فقال [لي](3) مبتدئا: يا أحمد بن إسحاق، إنّ اللّه تبارك و تعالى لم يخل الأرض منذ خلق اللّه(4) آدم عليه السلام، و لا يخلها إلى أن تقوم الساعة(5) من حجّة للّه على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض، و به ينزل الغيث، و به يخرج بركات الأرض.
قال: فقلت له: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فمن الإمام و الخليفة بعدك؟
فنهض عليه السلام مسرعا فدخل(6) البيت، ثمّ خرج و على عاتقه غلامل.
ص: 313
كأنّ وجهه القمر ليلة البدر من أبناء ثلاث سنين، و قال يا أحمد بن إسحاق، لو لا كرامتك على اللّه عزّ و جلّ و على حججه، ما عرضت عليك ابني هذا، إنّه سميّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و كنيّه، الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.
يا أحمد بن إسحاق، مثله في هذه الامّة مثل الخضر عليه السلام، و [مثله](1)
مثل ذي القرنين، و اللّه ليغيبنّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلاّ من ثبّته اللّه تعالى على القول بإمامته و وفّقه فيها للدعاء(2) بتعجيل فرجه.
قال: أحمد بن إسحاق: فقلت له: يا مولاي، فهل من علامة يطمئنّ إليها قلبي؟
فنطق الغلام عليه السلام بلسان عربي فصيح، فقال: أنا بقيّة اللّه في أرضه، و المنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثرا بعد عين يا أحمد بن إسحاق.
قال أحمد بن إسحاق: فخرجت مسرورا فرحا، فلمّا كان من الغد عدت إليه، فقلت له: يا ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، لقد عظم سروري بما مننت [به](3) عليّ، فما السنّة الجارية فيه من الخضر و ذي القرنين؟
فقال: طول الغيبة، يا أحمد.
فقلت له: يا ابن(4) رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و إنّ غيبته لتطول؟
قال: إي و ربّي حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به، فلا يبقى إلاّ منن.
ص: 314
أخذ اللّه عزّ و جلّ عهده بولايتنا، و كتب في قلبه الإيمان و أيّده بروح منه.
يا أحمد بن إسحاق، هذا أمر من [أمر](1) اللّه، و سرّ من سرّ اللّه، و غيب من غيب اللّه، فخذ ما آتيتك و اكتمه، و كن من الشاكرين، تكن معنا غدا(2) في علّيّين.(3)
14 - محمد بن يعقوب: عن علي بن محمد، عن بعض أصحابنا - ذكر اسمه - فقال: حدّثنا محمد بن إبراهيم، قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إسماعيل بن عبيد اللّه(4) بن العبّاس بن علي بن أبي طالب، قال: حدّثني جعفر بن زيد بن موسى، عن أبيه، عن آبائه عليهم السّلام، قالوا: جاءت امّ أسلم [يوما](5) إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و هو في منزل امّ سلمة، فسألتها عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، فقالت: خرج في بعض الحوائج، و الساعة يجيء، فانتظرته عند امّ سلمة حتى جاء صلّى اللّه عليه و آله فقالت امّ أسلم: بأبي أنت و امّي يا رسول اللّه، إنّي قد قرأت الكتب و علمت كلّ نبيّ و وصيّ، فموسى كان له وصيّ في حياته، و وصيّ بعد موته، و كذلك [عيسى](6) فمن وصيّك، يا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟
فقال لها: يا امّ أسلم، وصيّي في حياتي و بعد مماتي واحد، ثمّ قال لها: يا امّر.
ص: 315
أسلم، من فعل فعلي [هذا](1) فهو وصيّي، ثمّ ضرب بيده إلى حصاة من الأرض ففركها باصبعه فجعلها شبه الدقيق، ثمّ عجنها، ثمّ طبعها بخاتمه، ثمّ قال: من فعل فعلي هذا فهو وصيّي في حياتي و بعد مماتي.
فخرجت من عنده، فأتيت أمير المؤمنين عليه السلام فقلت: بأبي أنت و امّي أنت وصيّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؟
فقال: نعم، يا امّ أسلم، ثمّ ضرب بيده إلى حصاة ففركها فجعلها كهيئة الدقيق، ثمّ عجنها، و ختمها بخاتمه، ثمّ قال: يا امّ أسلم، من فعل فعلي هذا فهو وصيّي.
فأتيت الحسن عليه السلام و هو غلام، فقلت [له](2): يا سيّدي أنت وصيّ أبيك؟
فقال: نعم، يا امّ أسلم، فضرب بيده و أخذ حصاة ففعل بها كفعلهما.
فخرجت من عنده فأتيت الحسين عليه السلام و أنا أستصغره(1) لسنّه، فقلت له: بأبي أنت و امّي، أنت وصيّ أخيك؟
فقال: نعم، يا امّ أسلم ائتيني بحصاة، ثمّ فعل كفعلهم، فعمّرت امّ أسلم حتى لحقت بعلي بن الحسين بعد قتل الحسين عليهما السّلام في منصرفه، فسألته: أنت وصيّ أبيك؟
قال: نعم، ثمّ فعل كفعلهم صلوات اللّه عليهم أجمعين.(2)3.
ص: 316
15 - عنه: عن علي بن محمد، عن أبي علي محمد بن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أحمد بن القاسم العجلي، عن أحمد بن يحيى المعروف بكرد، عن محمد بن خداهي، عن عبد اللّه بن أيّوب، عن عبد اللّه بن هاشم، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن حبابة الوالبيّة، قالت: رأيت أمير المؤمنين عليه السلام في شرطة الخميس [و معه درّة لها سبّابتان يضرب بها بيّاعي الجرّي و المارماهي و الزمّار و يقول لهم: يا بيّاعي مسوخ بني إسرائيل و جند بني مروان، فقام إليه فرات بن أحنف، فقال: يا أمير المؤمنين عليه السلام، و ما جند بني مروان؟
قال: فقال له: أقوام حلقوا اللحى و فتلوا الشوارب، فمسخوا فلم أر ناطقا أحسن نطقا منه، ثمّ اتّبعته فلم أزل أقفو أثره حتى قعد في رحبة المسجد،](1)
فقلت له: يا [أمير المؤمنين](2) ما دلالة الامامة يرحمك اللّه؟
قالت: فقال: ائتيني بتلك الحصاة و أشار بيده إلى حصاة فأتيته بها، فطبع لي فيها بخاتمه، ثمّ قال لي: يا حبابة، إذا ادّعى مدّع الإمامة فقدر أن يطبع كما رأيت فاعلمي أنّه الامام مفترض الطاعة، و الإمام لا يعزب عنه شيء يريده.
قالت: ثمّ انصرفت حتى قبض أمير المؤمنين عليه السلام [و جئت إلى الحسن عليه السلام و هو في مجلس أمير المؤمنين عليه السلام](3) و الناس(1)
يسألونه، فقال: يا حبابة الوالبيّة.
فقالت(2): نعم يا مولاي، فقال: هاتي ما معك.ت.
ص: 317
قالت: فأعطيته، فطبع فيها كما طبع أمير المؤمنين عليه السلام.
قالت: ثمّ أتيت الحسين عليه السلام و هو في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله فقرّب و رحّب، ثمّ قال لي: إنّ في الدلالة دليلا على ما تريدين، أفتريدين دلالة الإمامة؟
فقلت: نعم، يا سيّدي.
فقال: هاتي ما معك، فناولته الحصاة، فطبع لي فيها.
قالت: ثمّ أتيت علي بن الحسين عليه السلام و قد بلغ بي الكبر إلى أن أرعشت و أنا أعدّ يومئذ مائة و ثلاث عشرة سنة فرأيته راكعا ساجدا و مشغولا بالعبادة، فيئست من الدلالة، فأومأ إليّ بالسبّابة فعاد إلي شبابي.
قالت: فقلت: يا سيّدي، كم مضى من الدنيا؟ و كم بقي؟
فقال: أمّا ما مضى فنعم، و أمّا ما بقي فلا.
[قالت:](1) ثمّ قال لي: هاتي ما معك، فأعطيته الحصاة، فطبع [لي](2) فيها، ثمّ أتيت أبا جعفر عليه السلام، فطبع لي فيها، ثمّ أتيت أبا عبد اللّه عليه السلام فطبع لي فيها، ثمّ أتيت أبا الحسن موسى عليه السلام فطبع لي فيها، ثمّ أتيت الرضا عليه السلام فطبع لي فيها، فعاشت حبابة بعد ذلك تسعة أشهر على ما ذكر عبد اللّه(1) بن هشام.(2)
16 - ابن شهراشوب في المناقب: عن العامري في الشيصبان، و أبي1.
ص: 318
علي الطبرسي في إعلام الورى: عن عبد اللّه بن سليمان الحضرمي - في خبر طويل - انّ غانم بن امّ غانم دخل المدينة و معه امّه، و سأل: هل تحسّون رجلا من بني هاشم اسمه علي؟
قالوا: نعم، هو ذاك.
[قال:](1) فدلّوني على علي بن عبد اللّه بن العبّاس، فقلت له: معي حصاة ختم عليها علي و الحسن و الحسين عليهم السّلام، و سمعت إنّه يختم عليه رجل اسمه علي(2) ؟
فقال علي بن عبد اللّه بن العبّاس: يا عدوّ اللّه، كذبت على علي بن أبي طالب و [على](3) الحسن و الحسين عليهم السّلام، وصار بنو هاشم يضربونني حتى أرجع عن مقالتي، ثمّ سلبوا منّي الحصاة، فرأيت في ليلتي في منامي الحسين عليه السلام و هو يقول لي: هاك الحصاة يا غانم و امض إلى علي ابني فهو صاحبك، فانتبهت و الحصاة في يدي، فأتيت إلى علي(4) بن الحسين عليهما السّلام فختمها فقال لي: إنّ في أمرك لعبرة فلا تخبر به أحدا، فقال [في ذلك](5) غانم بن امّ غانم:
أتيت عليّا أبتغي الحقّ عنده و عند علي عبرة لا احاولر.
ص: 319
فشدّ وثاقي ثمّ قال لي(1) اصطبر كأنّي مخبول(2) عراني خابل
فقلت لحاك اللّه و اللّه لم أكن لأكذب في قولي الذي أنا قائل
و خلّى سبيلي بعد ضنك فأصبحت مخلّأة(3) نفسي و سربي سائل(4)
[فأقبلت يا خير الأنام مؤمّما لك اليوم عند العالمين اسائل](5)
و قلت و خير القول ما كان صادقا و لا يستوي في الدين حقّ و باطل
و لا يستوي من كان بالحقّ عالما كآخر يمسي و هو للحقّ جاهل
و أنت الامام الحقّ يعرف فضله و إن قصرت عنه النهى و الفضائل
و أنت وصيّ الأوصياء محمد صلّى اللّه عليه و آله أبوك و من نيطت إليه الوسائل(6)1.
ص: 320
17 - محمد بن يعقوب: عن محمد بن أبي عبد اللّه و علي بن محمد، عن إسحاق بن محمد النخعي، عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري، قال:
كنت عند أبي محمد عليه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن عليه، فدخل رجل عبل طويل جسيم فسلّم عليه بالولاية، فردّ عليه بالقبول، و أمره بالجلوس، فجلس ملاصقا لي، فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا؟
فقال أبو محمد عليه السلام: هذا من ولد الاعرابيّة صاحبة الحصاة التي طبع آبائي عليهم السّلام فيها بخواتيمهم فانطبعت، و قد جاء بها معه يريد أن أطبع فيها.
ثمّ قال: هاتها، فأخرج حصاة و في جانب منها موضع أملس، فأخذها أبو محمد عليه السلام، ثمّ أخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع فكأنّي أرى نقش خاتمه الساعة «الحسن بن علي»، فقلت لليماني: رأيته قبل هذا قطّ؟
قال: لا و اللّه و إنّي لمنذ دهر حريص على رؤيته حتى كأنّ الساعة أتاني شابّ لست أراه، فقال لي: قم فادخل، فدخلت، ثمّ نهض اليماني و هو يقول:
رحمة اللّه و بركاته عليكم أهل البيت، ذرّيّة [بعضها](1) من بعض، أشهد باللّه أن حقّك لواجب كوجوب حقّ أمير المؤمنين عليه السلام و الأئمّة من بعده صلوات اللّه عليهم أجمعين.
ثمّ مضى فلم أره بعد ذلك، فقال إسحاق: قال أبو هاشم الجعفري: و سألته عن اسمه، فقال: اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن امّ غانم، و هي الأعرابيّة اليمانيّة صاحبة الحصاة التي طبع فيها أمير المؤمنين عليهر.
ص: 321
السلام و السبط إلى وقت أبي الحسن عليه السلام.(1)
18 - و رواه أبو عبد اللّه أحمد بن محمد بن عيّاش: قال: حدّثني أبو علي أحمد بن محمد بن يحيى العطّار، و أبو جعفر محمد بن أحمد بن مصقلة القميّان، قالا: حدّثنا سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف، قال: حدّثنا داود بن القاسم الجعفري أبو هاشم، قال: كنت عند أبي محمد عليه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن، فدخل عليه رجل(2) جميل طويل جسيم، فسلّم عليه بالولاية، فردّ عليه بالقبول، و أمره بالجلوس، فجلس إلى جنبي، فقلت في نفسي: ليت شعري من هذا؟
فقال أبو محمد عليه السلام: هذا من ولد الأعرابيّة صاحبة الحصاة التي طبع آبائي عليهم السّلام فيها [بخواتيمهم فانطبعت](3) ثمّ قال: هاتها، فأخرج حصاة و في جانب منها موضع أملس، فأخذها و أخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع، و كأنّي أقرأ الخاتم الساعة «الحسن بن علي»، فقلت لليماني: رأيته قطّ قبل هذا؟
فقال: لا و اللّه و إنّي منذ دهر لحريص على رؤيته حتى كأنّ الساعة أتاني شابّ لست أراه، فقال: قم فادخل، فدخلت، ثمّ نهض و هو يقول: رَحْمَتُ اللّهِ وَ بَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (4) ذرّيّة بعضها من بعض، أشهد3.
ص: 322
أنّ حقّك لواجب كوجوب حقّ أمير المؤمنين و الأئمّة من بعده صلوات اللّه عليهم أجمعين، و إليك انتهت الحكمة و الإمامة، و إنّك وليّ اللّه الذي لا عذر لأحد في الجهل به، فسألت عن اسمه، فقال: اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم بن امّ غانم، و هي الأعرابيّة اليمانيّة صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين عليه السلام.
قال أبو هاشم الجعفري في ذلك:
بدرب الحصا(1) مولى لنا يختم الحصا له اللّه أصفى بالدليل و أخلصا
و أعطاه آيات الإمامة كلّها كموسى و فلق البحر و اليد و العصا
و ما قمّص(2) اللّه النبيّين حجّة و معجزة إلاّ الوصيّين قمّصا
فمن كان(3) مرتابا بذاك فقصره من الأمر أن يبلو الدليل و يفحصا
[في أبيات](4)
قال أبو عبد اللّه بن عيّاش: هذه امّ غانم صاحبة الحصاة غير تلك صاحبة الحصاة و هي امّ الندى حبابة بنت جعفر الوالبيّة الأسديّة، و هي غير صاحبة الحصاة [الاولى](5) التي طبع فيها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أمير المؤمنين عليه السلام فإنّها امّ سليم، و كانت وارثة للكتب، فهنّ ثلاث، و لكلّ واحدة منهنّ خبر قد رويته.(6)3.
ص: 323
19 - المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن حمران، عن الأسود بن سعيد، قال:
قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا أسود بن سعيد، إنّ بيينا و بين كلّ أرض ترّا مثل ترّ البنّاء، فإذا أمرنا في الأرض بأمر جذبنا(1) ذلك الترّ فأقبلت الأرض إلينا بقليبها و أسواقها و دورها حتى ننفّذ(2) فيها ما نؤمر به من أمر اللّه تبارك و تعالى.
و رواه محمد بن الحسن الصفّار: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن محمد بن حمران، عن الأسود بن سعيد، قال:
قال لي أبو جعفر عليه السلام: يا أسود بن سعيد، إنّ بيينا و بين كلّ أرض [ترّا](3)
مثل ترّ البنّاء، فإذا أمرنا في الأرض بأمر جذبنا ذلك الترّ فأقبلت الأرض بقليبها و أسواقها و دورها حتى ننفّذ(4) فيها ما نؤمر من [أمر](5) اللّه تبارك و تعالى.(6)
في القاموس: الترّ - بالتاء المثنّاة من فوق، و الراء المهملة - خيط يقدّر به البنّاء.(7)
20 - المفيد في الاختصاص: عن سلمة بن الخطّاب، عن سليمان بن1.
ص: 324
سماعة؛ و عبد اللّه(1) بن محمد، عن عبد اللّه بن القاسم بن الحارث، عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ الأوصياء لتطوى لهم الأرض، و يعلمون ما عند أصحابهم.(2)
21 - أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه في كامل الزيارات:
قال: حدّثني محمد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن علي بن محمد ابن سليمان(3) ، عن محمد بن خالد، عن عبد اللّه بن حمّاد البصري، عن عبد اللّه ابن عبد الرحمان الأصمّ، عن عبد اللّه بن بكر الأرّجاني، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: قلت له: [جعلت فداك](4) هل يرى الإمام ما بين المشرق و المغرب؟
قال: يا ابن بكر، فكيف يكون حجّة اللّه على ما بين قطريها و هو لا يراهم، و لا يحكم فيهم؟ فكيف يكون حجّة [على قوم غيّب لا يقدر عليهم و لا يقدرون عليه؟ و كيف يكون مؤدّيا عن اللّه و شاهدا على الخلق و هو لا يراهم؟ و كيف يكون حجّة](5) عليهم و هو محجوب عنهم و قد حيل(4) بينهم و بينه أن يقوم بأمر اللّه(5) فيهم و اللّه يقول: وَ ما أَرْسَلْناكَ إِلاّ كَافَّةً لِلنّاسِ (6) يعني به من على الأرض، و الحجّة من بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله يقوم مقام النبي صلّى اللّه عليه8.
ص: 325
و آله [من بعده](1) و هو الدليل على ما تشاجرت فيه الامّة، و الآخذ بحقوق الناس، و القائم(2) بأمر اللّه، و المنصف لبعضهم من بعض، فإذا لم يكن معهم من ينفذ قوله [و هو يقول:] (3)سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَ فِي أَنْفُسِهِمْ (4) فأيّ آية في الآفاق غيرنا أراها اللّه أهل الآفاق؟ و قال تعالى: وَ ما نُرِيهِمْ مِنْ آيَةٍ إِلاّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِها (5) فأيّ آية أكبر منّا؟(6)
22 - محمد بن الحسن الصفّار: قال: حدّثنا أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن عبد الملك القمّي، قال: حدّثني إدريس، عن الصادق عليه السلام، قال: سمعته يقول: إنّ منّا أهل البيت لمن الدنيا عنده بمثل هذه - و عقد بيده عشرة(7) -.
و رواه الشيخ المفيد في الاختصاص: عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن سنان، عن عبد الملك بن عبد اللّه القمّي، قال: حدّثني أخي إدريس ابن عبد اللّه، قال: سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول: إنّ منّا أهل البيت لمن الدنيا عنده(8) بمثل هذه - و عقد بيده عشرة -.(9)9.
ص: 326
23 - محمد بن الحسن الصفّار: عن علي بن إسماعيل، عن موسى بن طلحة، عن حمزة بن عبد المطّلب بن عبد اللّه الجعفي، قال: دخلت على الرضا عليه السلام و معي صحيفة أو قرطاس فيه: عن جعفر بن محمد عليه السلام: انّ الدنيا مثّلت لصاحب [هذا](1) الأمر في مثل فلقة الجوز(2) ، فقال: يا حمزة، ذا و اللّه حقّ فانقلوه إلى أديم.
و رواه المفيد في الاختصاص: عن علي بن إسماعيل بن عيسى، عن موسى بن طلحة، عن حمزة بن عبد اللّه الجعفري(3) ، قال: دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السلام و معي صحيفة أو قرطاس فيه: عن أبي عبد اللّه عليه السلام: انّ الدنيا تمثّل لصاحب هذا الأمر في مثل فلقة الجوز، فقال لي: يا حمزة(4) ، ذا و اللّه حقّ فانقلوه إلى أديم.(5)
24 - محمد بن الحسن الصفّار: عن محمد بن الحسين، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللّه بن القاسم، عن سماعة بن مهران، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ الدنيا تمثّل للإمام في [مثل](6) فلقة الجوز، فما يعزب عنه شيء(7)
منها، و إنّه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء فلاء.
ص: 327
يعزب عنه منها شيء(1).
و رواه المفيد في الاختصاص: عن محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن موسى بن سعدان، عن عبد اللّه بن القاسم الحضرمي، عن سماعة بن مهران، قال: قال أبو عبد اللّه عليه السلام: إنّ الدنيا لتمثّل للإمام في مثل فلقة الجوزة(2) ، فما يعزب عنه منها شيء، و إنّه ليتناولها من أطرافها كما يتناول أحدكم من فوق مائدته ما يشاء(3).(4)
25 - المفيد في الاختصاص: [محمد بن الحسين بن أبي الخطّاب](5)
عن عبد اللّه بن محمد، عمّن حدّثه، عن محمد بن خالد البرقي، عن حمزة بن عبد اللّه الجعفري، قال: كتبت في ظهر قرطاس: انّ الدنيا ممثّلة للامام كفلقة الجوزة، فدفعته إلى أبي الحسن الرضا عليه السلام، فقلت [له](6): إنّ أصحابنا رووا حديثا ما أنكرته غير أنّي احبّ أن أسمعه منك.
قال: فنظر فيه، ثمّ طواه حتى ظننت انّه(5) شقّ عليه، ثمّ قال عليه السلام:
هو حقّ فحوّله في أديم.(6)
26 - محمد بن الحسن الصفّار: عن علي بن حسّان، عن ابن بكر، عن رجل، عن أبي عبد اللّه عليه السلام، قال: يوم الأحد للجنّ، ليس تظهر فيه لأحد4.
ص: 328
غيرنا.(1)
27 - محمد بن يعقوب: عن أبي محمد القاسم بن العلاء، رحمه اللّه، رفعه، عن عبد العزيز بن مسلم، عن الرضا عليه السلام، في حديث يصف فيه الإمام عليه السلام.
قال عليه السلام: الإمام يحلّ حلال اللّه، و يحرّم حرام اللّه، و يقيم حدود اللّه، و يذبّ عن دين اللّه، و يدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة، و الموعظة الحسنة، و الحجّة البالغة.
الإمام كالشمس الطالعة المجلّى نورها للعباد(2) و هي في الافق بحيث لا تنالها الإيدي و الأبصار.
الإمام البدر المنير، و السراج الزاهر، و النور الساطع، و النجم الهادي في غياهب الدجى، و أجواز(3) البلدان و القفار، و لجج البحار.
الإمام الماء العذب على الظماء، و الدالّ على الهدى، و المنجي من الردى.
الإمام النار على اليفاع(4) ، الحارّ لمن اصطلى [به](5) ، و الدليل في المهالك، من فارقه فهالك.
الإمام السحاب الماطر، و الغيث الهاطل(6) ، و الشمس المضيئة، و السماء الظليلة، و الأرض البسيطة، و العين الغزيرة، و الغدير و الروضة.ر.
ص: 329
الإمام الأنيس الرفيق، و الوالد الشفيق، و الأخ الشقيق، و الامّ البرّة بالولد الصغير، و مفزع العباد في الداهية الناد.(1)
الإمام أمين اللّه في خلقه، و حجّته على عباده، و خليفته في بلاده، و الداعي إلى اللّه، و الذابّ عن حرم اللّه.
الإمام المطهّر من الذنوب، و المبرّء من العيوب، المخصوص بالعلم، الموسوم بالحلم، نظام الدين، و عزّ المسلمين، و غيظ المنافقين، و بوار الكافرين.
الإمام واحد دهره، لا يدانيه أحد، و لا يعادله عالم، و لا يوجد منه بدل، و لا له مثل و لا نظير، مخصوص بالفضل كلّه من غير طلب منه له و لا اكتساب، بل اختصاص من المفضّل الوهّاب.
فمن ذا الذي يبلغ معرفة الإمام، أو يمكنه اختياره، هيهات هيهات، ضلّت العقول، و تاهت الحلوم، و حارت الألباب، و خسئت(2) العيون، و تصاغرت العظماء، و تحيّرت الحكماء، و تقاصرت الحلماء، و حصرت الخطباء، و جهلت الألبّاء، و كلّت الشعراء، و عجزت الادباء، وعييت البلغاء عن وصف شأن من شأنه، أو فضيلة من فضائله، و أقرّت بالعجز و التقصير.
و كيف يوصف بكلّه، أو ينعت بكنهه، أو يفهم شيء من أمره، أو يوجد من يقوم مقامه، و يغني غناه؟!
ألا، كيف و انّي؟ و هو بحيث النجم من يد المتناولين، و وصف الواصفين، فأين الاختيار من هذا؟ و أين العقول عن هذا، و أين يوجد مثل هذا؟ أتظنون أنّت.
ص: 330
ذلك يوجد في غير آل [الرسول](1) محمد صلوات اللّه عليه و آله، كذّبتهم و اللّه أنفسهم، و منّتهم الأباطيل(2) فارتقوا مرتقى صعبا دحضا، تزل عنه إلى الحضيض أقدامهم، راموا إقامة الإمام بعقول حائرة بائرة ناقصة، و آراء مضلّة، فلم يزدادوا منه إلاّ بعدا قاتلهم اللّه أنّى يؤفكون، و لقد راموا صعبا، و قالوا إفكا، و ضلّوا ضلالا بعيدا، و وقعوا في الحيرة، إذ تركوا الإمام عن بصيرة، و زيّن لهم الشيطان أعمالهم فصدّهم عن السبيل و كانوا مستبصرين.
و رغبوا عن اختيار اللّه و اختيار رسول اللّه صلّى للّه عليه و آله و أهل بيته إلى اختيارهم(3) و القرآن يناديهم: وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ وَ يَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحانَ اللّهِ وَ تَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ (4).
و قال عزّ و جلّ: وَ ما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَ لا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللّهُ وَ رَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ (5).
و قال: ما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ أَمْ لَكُمْ كِتابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَما تَخَيَّرُونَ أَمْ لَكُمْ أَيْمانٌ عَلَيْنا بالِغَةٌ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ إِنَّ لَكُمْ لَما تَحْكُمُونَ سَلْهُمْ أَيُّهُمْ بِذلِكَ زَعِيمٌ أَمْ لَهُمْ شُرَكاءُ فَلْيَأْتُوا بِشُرَكائِهِمْ إِنْ كانُوا صادِقِينَ (6)1.
ص: 331
و قال عزّ و جلّ: أَ فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفالُها (1) أم طبع على قلوبهم فهم لا يفقهون (2)قالُوا سَمِعْنا وَ هُمْ لا يَسْمَعُونَ إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ وَ لَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَ لَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَ هُمْ مُعْرِضُونَ (3) أم قالُوا سَمِعْنا وَ عَصَيْنا (4) بل هو فضل اللّه يؤتيه من يشاء و اللّه ذو الفضل العظيم(5).
فكيف لهم باختيار الإمام؟! و الإمام عالم لا يجهل، وراع لا ينكل، معدن القدس و الطهارة، و النسك و الزهادة، و العلم و العبادة، مخصوص بدعوة الرسول صلّى اللّه عليه و آله، و نسل الطاهرة(6) البتول، لا مغمز فيه في نسب، و لا يدانيه ذو حسب في البيت(7) من قريش، و الذروة من هاشم، و العترة من الرسول صلّى اللّه عليه و آله، و الرضا من اللّه عزّ و جلّ، شرف الأشراف، و الفرع من عبد مناف(8) ، نامي العلم، كامل الحلم، مضطلع بالامامة، عالم بالسياسة، مفروض الطاعة، قائم بأمر اللّه عزّ و جلّ، ناصح لعباد اللّه، حافظ لدين اللّه.
إن الأنبياء و الأئمّة صلوات اللّه عليهم يوفّقهم اللّه(9) و يؤتيهم من مخزونر.
ص: 332
علمه و حكمه ما لا يؤتيه غيرهم، فيكون علمهم فوق علم أهل زمانهم(1) في قوله جلّ و تعالى: أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي إِلاّ أَنْ يُهْدى فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (2).
و قوله تبارك و تعالى: وَ مَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (3)
و قوله في طالوت: إِنَّ اللّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (4)
و قال لنبيّه صلّى اللّه عليه و آله: وَ أَنْزَلَ اللّهُ عَلَيْكَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ عَلَّمَكَ ما لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَ كانَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكَ عَظِيماً (5) و قال في الأئمّة من أهل بيت نبيّه و عترته و ذرّيته صلوات اللّه عليهم: أَمْ يَحْسُدُونَ النّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَ الْحِكْمَةَ وَ آتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ بِهِ وَ مِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَ كَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيراً (6).
و إنّ العبد إذا اختاره اللّه عزّ و جلّ لامور عباده شرح صدره لذلك، و أودع قلبه ينابيع الحكمة، و ألهمه العلم إلهاما، فلم يع بعده بجواب، و لا يحيّر فيه عن الصواب(7) فهو معصوم مؤيّد، موفّق مسدّد، قد أمن من الخطايا لفظ الجلالة من المصدر.(8) و الزلل و العثار، و يخصّه اللّه(9) بذلك ليكون حجّته على عباده،أ.
ص: 333
و شاهده على خلقه، و ذلك فضل اللّه يؤتيه من يشاء و اللّه ذو الفضل العظيم.
فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدّمونه، تعدّوا - و بيت اللّه - الحقّ و نبذوا كتاب اللّه وراء ظهورهم كأنّهم لا يعلمون، و في كتاب اللّه الهدى و الشفاء، فنبذوه و اتّبعوا أهواءهم، فذمّهم اللّه(1)
و مقتهم و أتعسهم.
فقال جلّ تعالى: وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظّالِمِينَ (2).
و قال: فَتَعْساً لَهُمْ وَ أَضَلَّ أَعْمالَهُمْ (3).
و قال: كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللّهِ وَ عِنْدَ الَّذِينَ آمَنُوا كَذلِكَ يَطْبَعُ اللّهُ عَلى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبّارٍ (4) و صلّى اللّه على النبي محمد و آله و سلّم تسليما كثيرا.
و رواه محمد بن علي بن بابويه في كتاب معاني الأخبار: قال:
حدّثنا أبو العبّاس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن علي الهاروني، قال: حدّثنا أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم، عن الحسن بن القاسم الرقّام، قال:
حدّثني القاسم بن مسلم، عن أخيه عبد العزيز بن مسلم، عن الرضا عليه5.
ص: 334
السلام.(1)
28 - محمد بن يعقوب: [عن محمد بن يحيى](2) عن أحمد بن محمد ابن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن غالب، عن أبي عبد اللّه عليه السلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمّة عليهم السّلام و صفاتهم: انّ اللّه عزّ و جلّ أوضح بأئمّة الهدى من أهل بيت نبيّنا عن دينه، و أبلج بهم عن سبيل منهاجه، و فتح بهم عن باطن ينابيع علمه.
فمن عرف من امّة محمد صلّى اللّه عليه و آله واجب حقّ إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه، و علم فضل طلاوة(3) إسلامه، لأنّ اللّه تبارك و تعالى نصب الإمام علما لخلقه، و جعله حجّة على أهل موادّه(4) و عالمه و ألبسه اللّه تاج الوقار، و غشّاه من نور الجبّار، يمدّ بسبب إلى السماء، لا ينقطع عنه موادّه (و عالمه)(5) ، لا ينال ما عند اللّه إلاّ بجهة أسبابه، و لا يقبل اللّه أعمال العباد إلاّ بمعرفته.
فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى، و معميّات السنن، و مشبّهات الفتن.ر.
ص: 335
فلم يزل اللّه تبارك و تعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه السلام من عقب كلّ إمام، يصطفيهم لذلك، و يجتبيهم، و يرضى بهم لخلقه و يرتضيهم، كلّ ما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما، علما بيّنا، و هاديّا نيّرا، و إماما قيّما، و حجّة عالما، أئمّة من اللّه، يهدون بالحقّ و به يعدلون، [حجج اللّه](1)
و دعاته و رعاته على خلقه، يدين بهداهم العباد، و تستهلّ بنورهم البلاد، و ينمو ببركتهم التلاد(2) جعلهم اللّه حياة للأنام، و مصابيح للظلام، و مفاتيح للكلام، و دعائم للاسلام، جرت بذلك فيهم مقادير اللّه على محتومها.
و الإمام هو المنتجب المرتضى، و الهادي المنتجى(3) و القائم المرتجى، اصطفاه اللّه بذلك و اصطنعه على عينة في الذرّ حين ذرأه، و في البريّة حين برأه، ظلاّ قبل خلق نسمة عن يمين عرشه، محبّوا بالحكمة(4) في علم الغيب عنده، اختاره بعلمه، و انتجبه لطهره.
بقيّة من آدم عليه السلام، و خيرة من ذرّيّة نوح، و مصطفى من آل إبراهيم، و سلالة من إسماعيل، و صفوة من عترة محمد صلّى اللّه عليه و آله.
لم يزل مرعيّا بعين اللّه، يحفظه و يكلؤه بستره، مطرودا عنه حبائل إبليس و جنوده، مدفوعا عند وقوب الغواسق، و نفوث(5) كلّ فاسق، مصروفا عنه قوارف السوء، مبرّءا من العاهات، محجوبا عن الآفات، معصوما من الزلاّت،ة.
ص: 336
مصونا عن الفواحش كلّها(1) ، معروفا بالحلم و البرّ في يفاعه.
منسوبا إلى العفاف و العلم و الفضل عند انتهائه، مسندا إليه أمر والده، صامتا عن النطق(2) في حياته، فإذا انقطعت(3) مدّة والده، إلى أن انتهت به مقادير اللّه إلى مشيئته، و جاءت الارادة من اللّه فيه إلى محبّته، و بلغ منتهى مدّة والده عليه السلام فمضى وصار أمر اللّه إليه من بعده، و قلّده دينه، و جعله الحجّة على عباده، و قيّمه في بلاده، و أيّده بروحه، و اتاه علمه، و أنبأه فصل(4) بيانه، و استودعه سرّه، و انتدبه لعظيم أمره، و أنبأه أفضل بيان علمه، و نصبه علما لخلقه، و جعله حجّة على أهل عالمه، و ضياء لأهل دينه، و القيّم على عباده.
رضي اللّه به إماما لهم استودعه سرّه، و استحفظه علمه، و استخبأه حكمته، و استرعاه لدينه، و انتدبه لعظيم أمره، و أحيا به مناهج سبيله، و فرائضه و حدوده، فقام بالعدل عند تحيّر أهل الجهل، و تحيير أهل الجدل بالنور الساطع، و الشفاء(5) النافع، بالحقّ الأبلج، و البيان [اللائح](6) من كلّ مخرج، على طريق المنهج الذي مضى عليه الصادقون من آبائه عليهم السّلام، فليس يجهل حقّ هذا العالم إلاّ شقيّ، و لا يجحده إلاّ غويّ، و لا يصدّ عنه إلاّ جريّ على اللّه جلّ و علا.(7)5.
ص: 337
29 - محمد بن الحسن الصفّار: عن الحسن بن علي بن النعمان، عن أبيه، قال: حدّثني الشامي، عن أبي داود السبيعي، عن أبي سعيد الخدري، عن رميلة، قال: وعكت وعكا شديدا في زمان أمير المؤمنين عليه السلام فوجدت في(1) نفسي خفّة في يوم الجمعة، و قلت: لا أعرف شيئا أفضل من أن أفيض على نفسي من الماء و أصلّي خلف أمير المؤمنين عليه السلام ففعلت، ثمّ جئت إلى المسجد(2) ، فلمّا صعد أمير المؤمنين عليه السلام المنبر عاد عليّ ذلك الوعك.
فلمّا انصرف أمير المؤمنين عليه السلام و دخل القصر دخلت معه، فقال:
يا رميلة، رأيتك و أنت متشبّك بعضك في بعض.
فقلت: نعم، و قصصت عليه القصّة التي كنت فيها و الذي حملني على الرغبة في الصلاة خلفه.
فقال: يا رميلة، ليس من مؤمن يمرض إلاّ مرضنا لمرضه، و لا يحزن إلاّ حزنّا لحزنه(3) ، و لا يدعو إلاّ أمّنّا لدعائه، و لا يسكت إلاّ دعونا له.
فقلت له: يا أمير المؤمنين عليه السلام، جعلت(4) فداك، هذا لمن معك في المصر(5) أرأيت إن كان في أطراف البلاد(6) ؟ض.
ص: 338
قال: يا رميلة، ليس يغيب عنّا مؤمن في شرق الأرض و لا [في](1) غربها.(2)
30 - البرسي: انّه قال لرميلة و كان قد مرض و ابتلي، و كان من خواصّ شيعته، فقال له: وعكت يا رميلة، ثمّ رأيت خفافا(3) فأتيت إلى الصلاة؟
فقال: نعم، يا سيّدي، و ما أدراك؟
قال: يا رميلة، ما من مؤمن و لا مؤمنة يمرض إلاّ مرضنا لمرضه، و لا يحزن إلاّ حزنّا لحزنه، و لا دعا إلاّ أمّنّا لدعائه(4) ، و لا سكت إلاّ دعونا له، و لا مؤمن(5) و لا مؤمنة في المشارق و المغارب إلاّ و نحن معه.(6)
31 - ابن بابويه في عيون الأخبار: قال: حدّثنا محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، قال: حدّثنا علي بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام قال: للإمام علامات: يكون أعلم الناس، و أحكم الناس، و أتقى الناس، و أحلم الناس، و أشجع الناس، و أسخى الناس، و أعبد الناس، و يولد مختونا.
و يكون مطهّرا، و يرى من خلفه كما يرى من بين يديه، و لا يكون له ظلّ، و إذا وقع على(7) الأرض من بطن امّه وقع على راحتيه رافعا صوته بالشهادتين،ى.
ص: 339
و لا يحتلم، و تنام عينه و لا ينام قلبه، و يكون محدّثا، و يستوي عليه درع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، و لا يرى له بول و لا غائط لأنّ اللّه تعالى قد وكّل الأرض بابتلاع ما يخرج منه، و تكون رائحته أطيب من رائحة المسك.
و يكون أولى الناس منهم بأنفسهم، و أشفق عليهم من آبائهم و امّهاتهم.
و يكون أشدّ الناس تواضعا للّه تعالى، و يكون آخذ الناس بما يأمر به، و أكفّ الناس عمّا ينهى عنه.
و يكون دعاؤه مستجابا حتى انّه لو دعا على صخرة لانشقّت بنصفين، و يكون عنده سلاح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سيفه ذو الفقار.
و يكون عنده صحيفة فيها أسماء شيعته(1) إلى يوم القيامة، و صحيفة فيها أسماء أعدائه(2) إلى يوم القيامة.
و يكون عنده الجامعة، و هي صحيفة طولها سبعون ذراعا فيها جميع ما يحتاج إليه ولد آدم.
و يكون عنده الجفر الأكبر و الأصغر، و إهاب ما عز، و إهاب كبش فيهما جميع العلوم حتى أرش الخدش، و حتى الجلدة، و نصف الجلدة (و ثلث الجلدة)(3).
و يكون عنده مصحف فاطمة عليها السلام.(4)
32 - و في حديث آخر: إنّ الامام مؤيّد بروح القدس، و بينه و بين اللّه1.
ص: 340
عمود من نور يرى فيه أعمال العباد، و كلّما احتاج إليه لدلالة اطّلع عليه و يبسط له فيعلم، و يقبض عنه فلا يعلم.
و الإمام يولد و يلد، و يصحّ و يمرض، و يأكل و يشرب، و يبول و يتغوّط، و ينكح و ينام، و لا ينسى، و لا يسهو، و يفرح و يحزن، و يضحك و يبكي، و يحيى و يموت، و يقبر و يزار، و يحشر و يوقف، و يعرض و يسأل، و [يثاب و](1) يكرم، و يشفع، و دلالته في خصلتين في العلم، و استجابة الدعوة، و كلّما أخبر به من الحوادث التي تحدث قبل كونها فذلك بعهد معهود إليه من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله توارثه عن آبائه عليهم السّلام، و يكون ذلك ممّا عهده إليه جبرئيل عن علاّم الغيوب عزّ و جلّ، و جميع الأئمّة الأحد عشر(2) بعد النبي صلّى اللّه عليه و آله قتلوا؛ منهم بالسيف و هو أمير المؤمنين و الحسين عليهما السّلام، و الباقون عليهم السّلام قتلوا بالسمّ، قتل كلّ واحد منهم طاغوت(3) زمانه، و جرى ذلك عليهم على الحقيقة و الصحّة لا كما يقوله الغلاة و المفوّضة لعنهم اللّه، فإنّهم يقولون: إنّهم عليهم السّلام لم يقتلوا على الحقيقة و إنّه شبّه على الناس(4) أمرهم فكذبوا، عليهم غضب اللّه، فإنّه ما شبّه أمر أحد من أنبياء اللّه تعالى و حججه عليهم السّلام للناس إلاّ أمر عيسى بن مريم عليه السلام وحده، لأنّه رفع من الأرض حيّا، و قبض روحه بين السماء و الأرض، ثمّ رفع إلى السماء وردّ عليه روحه.س.
ص: 341
و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ: إِذْ قالَ اللّهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَ رافِعُكَ إِلَيَّ وَ مُطَهِّرُكَ (1).
و قال اللّه تعالى حكاية لقول عيسى عليه السلام يوم القيامة: وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً ما دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ (2).
و يقول المتجاوزون للحدّ في أمر الأئمّة عليهم السّلام: إنّه إن جاز أن يشبّه أمر عيسى عليه السلام للناس فلم لا يجوز أن يشبّه أمرهم أيضا؟ و الذي يجب أن يقال لهم: إنّ عيسى عليه السلام مولود من غير أب، فلم لا يجوز أن يكونوا مولودين من غير آباء؟ فإنّهم لا يجسرون(3) على إظهار مذهبهم لعنهم اللّه تعالى في ذلك، و متى جاز أن يكون جميع أنبياء اللّه و حججه و رسله بعد آدم عليه السلام مولودين من الآباء و الامّهات و كان عيسى عليه السلام من بينهم مولودا من غير أب جاز أن يشبّه أمره للناس دون أمر غيره من الأنبياء و الحجج عليهم السّلام كما جاز أن يولد من غير أب دونهم، فإنّما أراد اللّه عزّ و جلّ أن [يجعل](4) أمره آية و علامة ليعلم بذلك أنّ اللّه على(5) كلّ شيء قدير.(6)ن.
ص: 342
الموضوع الصفحة الاهداء 5
مقدّمة التحقيق 7
ترجمة المؤلّف 13
اسمه و نسبه الشريف 13
لقبه 14
ولادته 14
قبس من حياته 14
شذرات من إطراء العلماء فيه 15
مشائخه و أساتذته 17
تلامذته و الراوون عنه 18
أولاده 20
مؤلّفاته 21
وفاته و مدفنه 34
تعريف بالكتاب 35
ص: 343
النسخة المعتمدة 36
منهج التحقيق 36
مقدّمة المؤلّف 41
الباب الأوّل أنّ القرآن فيه تبيان كلّ شيء، و فيه ما تسيّر به الجبال، و تقطّع به الأرض، و يكلّم به الموتى، و أنّ فيه لآيات ما يراد بها أمر إلاّ أن يأذن اللّه جلّ جلاله به و النبيّ و الأئمّة الاثنا عشر صلوات اللّه عليهم يعلمون ذلك 45
الباب الثاني أنّهم عليهم السّلام وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ 55
معجزة لعلي أمير المؤمنين مثل معجزة آصف بن برخيا وصيّ سليمان بن داود عليهما السّلام، و هو الذي عنده علم من الكتاب من إتيان عرش بلقيس 70
الباب الثالث أنّهم عليهم السّلام خزّان علم اللّه جلّ جلاله 71
فضيلة و معجزة سماويّة لمولى الامّة أمير المؤمنين عليه السلام 77
الباب الرابع أنّهم صلّى اللّه عليهم أعطاهم اللّه جلّ جلاله اسم اللّه الأعظم 79
معجزة لمولى الامّة و إمامها أمير المؤمنين عليه السلام 87
الباب الخامس أنّ عندهم عليهم السّلام علم ما في السماء، و ما في الأرض، و علم ما كان، و علم ما يكون، و ما يحدث بالليل و النهار، و ساعة و ساعة، و عندهم علم النبيّين عليهم السّلام و زيادة 91
معجزة لمولانا و إمامنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام 101
ص: 344
الباب السادس أنّهم عليهم السّلام إذا شاءوا أن يعلموا علموا، و أنّ قلوبهم مورد إرادة اللّه سبحانه إذا شاء شيئا شاءوه 103
معجزة للامام الثاني عشر القائم المنتظر عجّل اللّه فرجه الشريف 107
الباب السابع أنّهم عليهم السّلام محدّثون 109
أحاديث الشيخ المفيد في كتاب الاختصاص 124
معجزة لمولانا و إمامنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 129
الباب الثامن أنّه ينكت في قلوبهم العلم، و ينقر في آذانهم صلوات اللّه عليهم 135
معجزة لمولانا و إمامنا الصادق عليه السلام 142
الباب التاسع أنّه سبحانه و تعالى أيّدهم عليهم السّلام بروح القدس الذي به عرفوا الأشياء 145
معجزة لمولانا و إمامنا الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام 163
الباب العاشر أنّهم عليهم السّلام هم المتوسّمون 165
معجزة لمولانا و إمامنا أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليه السلام 180
الباب الحادي عشر أنّهم عليهم السّلام لا يحجب عنهم شيء من أمر الناس، و يعرفون الرجل بحقيقة الإيمان و النفاق، و المحبّ لهم و المبغض 183
معجزة لمولانا و إمامنا الصادق عليه السلام 188
معجزة لمولانا و إمامنا علي بن أبي طالب عليه السلام 189
الباب الثاني عشر أنّ أعمال العباد تعرض عليهم سلام اللّه عليهم 193
معجزة لمولانا و إمامنا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام 212
ص: 345
الباب الثالث عشر أنّه ما يحدث من حدث في الناس إلاّ علموا به سلام اللّه عليهم 215
معجزة لمولانا و إمامنا زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام 217
الباب الرابع عشر أنّ عندهم عليهم السّلام علم المنايا و البلايا 219
معجزة لمولانا و إمامنا الثاني عشر القائم المنتظر عليه السلام 234
معجزة لمولانا و إمامنا ثامن الأئمّة أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا صلوات اللّه عليهم أجمعين 235
الباب الخامس عشر أنّ عندهم عليهم السّلام أسماء الملوك، و عندهم مصحف فاطمة سلام اللّه عليها 237
معجزة لمولانا و إمامنا زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام 245
الباب السادس عشر أنّ عندهم سلام اللّه عليهم ديوان فيه أسماء شيعتهم 247
معجزة لمولانا و إمامنا الصادق عليه السلام 255
الباب السابع عشر أنّهم عليهم السّلام موضع سرّ اللّه جلّ جلاله 257
معجزة لمولانا و إمامنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام 261
الباب الثامن عشر الأبواب التي فتحها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله لأمير المؤمنين عليه السلام، و الأحاديث و الكلمات 263
أحاديث الشيخ المفيد في الاختصاص 272
معجزة لمولانا و إمامنا أمير المؤمنين عليه السلام 278
الباب التاسع عشر أنّ اللّه جلّ جلاله اختصّهم بليلة القدر، و ما تنزّل عليهم من الملائكة و الروح من العلوم سلام اللّه عليهم 281
ص: 346
معجزة لمولانا و إمامنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب و ولده عليهم السّلام 291
الباب العشرون أنّهم عليهم السّلام يزادون في ليلة الجمعة، و لو لا أنّهم يزادون لنفد ما عندهم، و عندهم علم الملائكة 293
معجزة لمولانا و إمامنا الصادق عليه السلام 304
الباب الحادي و العشرون فيما يعرف به الامام، و ما أعطى اللّه عزّ و جلّ رسول اللّه و الأئمّة عليهم السّلام من أنواع شتّى 305
ص: 347