مناقب آل محمد (ص): المسمي بالنعيم المقيم لعترة النبأ العظيم
نويسنده:موصلي، عمر بن شجاع بن محمد
محقق: عاشور، علي
زبان: عربي
ناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بيروت - لبنان
سال نشر: 1424 هجري قمري
سال نشر: 2003 ميلادي
كد كنگره:BP 36 /م 8 م 8
ص: 1
مناقب آل محمد (ص): المسمي بالنعيم المقيم لعترة النبأ العظيم
نويسنده:موصلي، عمر بن شجاع بن محمد
ص: 2
ص: 3
ص: 4
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً
[الاحزاب:الآية،33]
قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي
[الشوري:الآية،23]
تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ
[آل عمران:الآية،61]
ص: 5
ص: 6
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الحمد للّه خالق الخلق باسط الرزق ذي الجلال و الإكرام،و الصلاة و السلام علي نعمة اللّه الكبري و رحمته العظمي محمد النبي الهادي الأمين،و علي آله و صحبه المخلصين.
أما بعد:لا يخفي علي جميع المؤمنين مكانة النبي الكريم صلي اللّه عليه و آله و سلم و أنه رحمة من اللّه تعالي لعباده و طريق و سراج لهدايتهم،كما لا يخفي علي ذي لبّ أن جميع حركات النبي و سكناته صلي اللّه عليه و آله و سلم حجة علي الخلق لقوله تعالي وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحي .
و النبي الأعظم لم يترك جانبا من جوانب الحياة إلاّ و قد تكلم فيه و أوضح طريقه الصحيح و بيّن معالمه المحقّة الصحيحة و الفاسدة الباطلة،إما بقول أو بفعل أو بتقرير أو بإشارة.
و من هذه الجوانب المهمة التي نبّه عليها الرسول الكريم مفهوم أهل البيت سلام اللّه عليهم أجمعين،و لا يوجد مصدر من مصادر الحديث أو جانب من جوانب التاريخ أو السير أو علوم القرآن أو الكلام أو العقائد أو المناقب و الفضائل إلاّ وجدت فيه خصال أهل هذا البيت الكريم طافحة و مناقبهم عن النبي ظاهرة.
و نظرا لأهمية هذا الجانب فقد قيض اللّه سبحانه و تعالي رجالا كالجبال الشوامخ:يعنون بجمع و إظهار مناقب و فضائل أهل البيت علي لسان رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله و سلم،و العلماء الذين كتبوا في هذا المجال كثير جدا،لا تسعه هذه المقدمة البسيطة و لكن نذكر منهم علي نحو الإشارة:الحافظ النسائي،الحاكم النيشابوري،الحاكم الحسكاني،ابن المغازلي،الجاحظ،و ابن طلحة الشافعي،
ص: 7
و الموفق الخوارزمي،و الجويني،و الزرندي الحنفي،و الحافظ السخاوي،و أبو نعيم الأصفهاني،و محب الدين الطبري،و المقريزي الشافعي،و ابن كثير الحضرمي، و الكلبي التلمساني،و ابن حجر الهيتمي،و ابن مردويه،و ابن مجاهد،و الخطيب البغدادي،و ابن عساكر الدمشقي،و سبط ابن الجوزي،و السيوطي،و الطبراني،و أحمد ابن حنبل،و ابن السمعاني،و القندوزي،و السمهودي،و ابن الصباغ المالكي،و أبو الحسن المدائني،و الكنجي،و الفخر الرازي،و الحاكم الجشمي،و ابن جرير الطبري، و ابن العربي،و ابن طولون،و أبو حامد الغزالي،و ابن السائب الكلبي،و ابن عقدة،و ابن كثير،و أبو بشر الدولابي،و أبو جعفر الإسكافي،و الحمصي الشافعي،و غير هؤلاء الأعلام كثير.
المؤلف هو الشيخ العلامة شرف الدين أبو محمد عمر بن شجاع الدين محمد ابن الشيخ نجيب الدين عبد الواحد الموصلي العارف الصوفي الشافعي.
و كان حيا إلي سنة ست و أربعين و ستمائة كما يذكر في هذا الكتاب في بعض رواياته عن أبي القاسم قثم بن السعيد.
قال إسماعيل باشا البغدادي في موسوعته إيضاح المكنون:«النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم»،تأليف عمر بن محمد بن عبد الوهاب........من كتب آيا صوفيا (1).
و قال ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد:عمر بن محمد بن شجاع بن ثابت من ساكني دار الخلافة،سمع كتاب الصحيح الجامع لأبي عبد اللّه البخاري من أبي الوقت عبد الأول بن عيسي السجزي،كتبت عنه،و كان شيخا صالحا حسن الطريقة ساكنا يذكر الناس بالآخرة و يأكل من كسب يده،توفي في العشر الأوسط من ذي الحجة سنة ست و ستمائة و دفن بباب حرب و لعله جاوز السبعين (2).
و لم يذكر متي كانت ولادته،نعم ذكرها ابن كثير فقال:...ولد سنة ست
ص: 8
و سبعين و خمسمائة و سمع الكثير و رحل مع أهله و كان رجلا صالحا عابدا زاهدا ورعا ناسكا،تفرد بروايات كثيرة و خرجت له مشايخ،و سمع منه الخلق الكثير و الجمّ الغفير،و له شعر حسن....... (1).
و قال:توفي-الإمام عمر بن محمد بن عبد الواحد-شيخ الشافعية في زمانه ضحي الإثنين سنة ست و ستمائة (2).
تتلمذ المصنف رحمه اللّه و نقل عن العلماء الثقات أمثال:أبي القاسم قثم بن السعيد أبي أحمد طلحة الزيدي،و ابن الأتقي،و أبي الحسن علي بن محمد الهمداني الشاعر و هو كاتب نسخة هذا الكتاب،و شهاب الدين ريحان،و كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد الحسيني،و أبي العباس أحمد الحوراني،و غيرهم مما يذكرهم هو في كتابه هذا عند روايته عنهم.
رتبه المصنف علي ثلاثة أبواب في كل منها فصول:
الباب الأول:في فضائل النبي محمد صلي اللّه عليه و آله و سلم.
الباب الثاني:في فضائل عترته عليهم من اللّه السلام
الباب الثالث:فيما يختص بولايتهم و محبتهم و فضلهم.
و ذكر هذا الكتاب«النعيم المقيم»إسماعيل باشا البغدادي في موسوعته إيضاح المكنون قائلا:النعيم المقيم لعترة النبأ العظيم،تأليف عمر بن محمد بن عبد الوهاب ........من كتب آيا صوفيا (3).
و(عبد الوهاب)تصحيف ل(عبد الواحد)و هو الثابت علي النسخة الخطية.
ص: 9
و اعتمدنا في تحقيق هذا الأثر النفيس علي النسخة الخطية الوحيدة المحفوظة في المكتبة السليمانية في إسلامبول من كتب خزانة آيا صوفيا برقم 3504،و النسخة بخط عثمان بن محمد البدليسي،فرغ من نسخها أوائل ذي الحجة سنة 666 ه،في ميافارقين كتبها علي نسخة بخط أبي الحسن علي بن محمد الهمداني و هو معاصر للمؤلف،كان كتبها في 15 محرم سنة 647 ه و قرأها هو و جماعة علي المؤلف.
و النسخة ذات خط قديم جدا،و بعض مواردها خال عن التنقيط و فيها بعض التشويشات أثرت علي قراءة بعض الكلمات،استعنّا بالمصادر الأخري لحلها.
و النسخة كاملة من أولها و آخرها.
و بعد انقطاع الأمل في العثور علي نسخة ثانية لهذا الكتاب شرعنا في العمل علي هذه النسخة الوحيدة التي اعتبرناها أصلا،و بعد قراءتها و ملاحظتها قمنا بنسخها،ثم تمّ تثبيت الاختلافات و تصحيحها،و لم نتصرف في المتن بلا إشارة،كما تقتضيه الأمانة العلمية،ثم اعطينا عناوين رئيسية و فرعية لمباحث الكتاب تسهيلا علي القارئ،و حصرناها بين عضادتين.
و وضعنا أيضا الألفاط الضرورية في المتن بين عضادتين و أشرنا إلي ذلك في الهامش لاقتضاء السياق.
ثم قمنا بتقطيع و تقويم النص و توزيعه بشكل منظم و علي وفق قواعد التحقيق الحديثة،و توسعنا أحيانا في بعض المطالب لأهميته.
كما وقمنا بتخريج الآيات و الأحاديث و الأشعار و الآثار قدر المستطاع.
و صححنا الأغلاط اللغوية و الإملائية في هذه النسخة.
و نرجو من القارئ الكريم الغضّ عن هفوات هذا الكتاب و الدعاء لنا بالتوفيق، مستمدين من اللّه التوفيق.
ص: 10
صورة
الصفحة الأولي من مصورة النسخة الخطية
ص: 11
صورة
الصفحة الثانية من مصورة النسخة الخطية
ص: 12
صورة
الصفحة الأخيرة من مصورة النسخة الخطية
ص: 13
ص: 14
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الراجي عفو اللّه تعالي عمر بن محمد بن عبد الواحد خادم الصوفية برباط المجاهد:الحمد للّه البديع صنعه،المحكم بناؤه و وضعه،الباهر عطاؤه و منعه،بعث محمدا بأنواع الصلات و القربات،و أيده بالبراهين و المعجزات،و خصّه بالخلائق الزاكيات الطاهرات،صلوات اللّه عليه ما دامت الأرض و السموات،صلاة فائحة النشر،دائمة البشر.
و بعد:فإني جلت البلاد،و بلوت العباد،و طالت مجاورتي،و كثرت مهاجرتي، و شاهدت الناس في أهوائهم،و تشعب عقائدهم و آرائهم،و رأيت لكل منهم مستمسكا و عقيدة،يزعم أنها صحيحة المسلك،و صحبت جمعا من العباد الأقطاب الأوتاد،و كنت بخفي أسرارهم بالمرصاد،دائم البحث منهم و الرغبة في الأخذ عنهم، و لم أر مخلصا للّه حقا سوي الفقراء أرباب القلوب،فكانوا بأسرهم يتمسكون بالسبب الأقوي،و الكنف الأحوي،موالاة الأئمة الأطهار،السادة الأبرار،أبناء البحر الغزير،و الليث ذي الزئير،أبي شبّر و شبير،لأنهم باب الذريعة،و حماة الشريعة، و منهج القاصدين،و مشرب الواردين و الصادرين.
فهم الوسيلة لقضاء الحاجات،و إبانة المعضلات،و دفع الملمات،فحذوت حذوهم في أفعالهم و نسجت علي صحة منوالهم،و كنت ضنينا بكشف الحجاب و رفع النقاب لفصل الخطاب،فساقتني المقادير لزيارة المشهدين،و إجازة الشرف بحضرة الإمامين،فوجدت آثار مولانا السلطان،العالم،العادل،المؤيد،المظفر،
ص: 15
المنصور،المجاهد،بدر الدنيا و الدين،غياث الإسلام و المسلمين،ذي العدل السائر، و الفضل الباهي الباهر،و البر الموصوف،و البر المعروف،الملك العقيم،و الخير العميم،أبي الفضائل الملك الرحيم،جمع اللّه تعالي له من الفضائل ما فرق في الأواخر و الأوائل.فمناقبه للمناقب غرر،و أوصافه للأوصاف الشائعة الرائعة درر،و ما أخذ به نفسه النفيسة من إنشاء المشاهد،و المساجد،و المدارس،و المعابد إنشاء أوليا و معادا روحانيا،و مواصلة المشاهد المعظمة المكرمة المبجلة المباركة المتقبلة،فهو السلطان الذي عقمت النساء أن يلدن مثله،و عجز الفضلاء أن يحصوا فضله.
البحر دون نواله و كذي الغيوث الهاطلة
و له الفتوة و المروءة و المعالي الفاضلة
جعل اللّه دولته منصورة الأعلام علي الدوام،مجددة علي تعاقب الليالي و الأيام،و بلغه في ذريته و ذويه غاية المحاب و المرام بمحمد و آله الطيبين الطاهرين الكرام،فأحببت أن أخدم خزانته الشريفة بمختصر لطيف الحجم،كثير العلم،عميم النفع،عظيم الوقع،و ضمّنته نخبة أذكار،و نبذ أفكار،و غوامض أسرار،استمددتها من علماء الأمصار،فكأنّ العبد قام عن مواليه بشكر ما أسداه،بصحة الفضل الذي توخاه و تولاه،و ما أحراه بذلك و ما أولاه.
إن ظن أن يحكي نداه الحيا جهلا فلا و اخذه اللّه
لأن شكر المنعم واجب الوقوع،و الإقرار بحقوق النعم فرض مشروع، فجمعت المجاميع،و اطلعت علي القول البليغ البديع،ثم لخصت من لبابها،و أتيت بالعنوان من كتّابها،من كتب ثقة مصنفها،مشهور بالصحة مؤلفها،فاتبعت قول من فضائله لا يحصرها عدّ،كل شيء ليس عليه أمرنا فهو ردّ،و كان المحرك لعزمي الساكن،أياد به البادية بتلك الأماكن،و سلكت فيه مسلك الاختصار الخالص من الإسهاب و الإكثار،ليسهل رصعها في صحائف الخواطر،و يتيسر إيرادها علي لسان الذاكر و الحاضر،لأنّه لا يعلم مطالعه إلاّ مطالعه،و لا يري مصابيحه إلاّ مصاحبه،و قد سميته:(بالنعيم المقيم لعترة النبأ العظيم)،و بخزانة السلطان الملك الرحيم.
ص: 16
دامت له الدنيا تراثا و الوري خولا و جانب ظله المحذور
و كرحت خلائقه و شرف رأيه قدسا و ساعد أمره المقدور
حتي يقال هو الكليم و هذه الحدباء من أثر الخطاب الطور
لأن الملوك اشتملوا علي نفوس أبية،و همم عليّة،فإذا حسنت سيرهم،و حمد أثرهم،كفاهم قليل الطاعات،و يسير القربات؛لقول النبي عليه أفضل الصلوات:
«عدل يوم واحد يعدل عبادة سبعين سنة» (1)فكيف لمن طلب معالي الأمور،و راقب في ولائهم رضوان العزيز الغفور،كان ذلك المقصد الأسني،و الغاية القصوي.
و رتبته ثلاثة أبواب،في كل باب عدة فصول،و اللّه الميسر لدرك المأمول، و استخيره و أسأله أن ينفع به من تأمله،و جعلته وسيلة إلي جزيل الثواب،و ذريعة إلي الفوز يوم المعاد و المآب.
و إذا افتقرت إلي الذخائر لم تجد ذخرا يفيد كصالح الأعمال (2)
الباب الأول:فيما يختص بفضائل النبي الأمي،و بمولده عليه أفضل الصلاة و السلام،و فيه فصول.
الباب الثاني:فيما يختص بعليّ الولي،و فاطمة،و عترتهم عليهم السّلام،و فيه فصول.
الباب الثالث:فيما يختص بولائهم،و محبتهم،و بفضلهم عليهم السّلام،و فيه فصول.د.
ص: 17
ص: 18
و فيه فصول
ص: 19
ص: 20
و لما كانت الولادة النبوية و الخلائق المحمدية هي منبع الفضائل،و معدن ما زكي من الشمائل،جعلت افتتاح كتابي بسماته المعظمة،و صفاته المبجّلة،إذ هو في هذه المناقب ركن يبني عليه،و أصل ترجع الفروع إليه،و أنّ عترته الزكّية و أسرته السريّة شرفوا بالاعتزاء إليه،و نما فخرهم بالإنتماء إلي فخره المعول عليه،و هي أكثر أن تحصي،و أعظم أن تستوفي و تستقصي؛لأن ذكر جميعها يقصر عنه باع الإحصاء.
بل ذكر أكثرها يضيق عنه نطاق طاقة الاستقصاء،و اسم التاريخ عند الأمة وقت مفروض بحادث مشهور ينسب إليه ما يأتي بعده من الأزمان،و قد اصطلحت الأئمة علي تاريخ الملة الإسلامية من هجرته في ربيع الأول،فردّ التاريخ في أيام عمر رضي اللّه عنه و أرضاه إلي المحرّم (1)،و فيه عبرة الوقوف علي أحوال الأمم السالفة و القرون الخالية.
وقفت فيها أصيلا لا أسائلها أعيت جوابا و ما بالربع من أحد (2)
فياليتنا نتدبر،و نتذكر،و نعتبر،و نتفكر،و نتحقق،أنّ المصير إليهم و القدوم عليهم.
يا أيها الراجع فيما مضي هل لك فيما قد بقي مطمع
فيا طوبي لمن حقق بسبب عمله بقوم هم غاية أمله،و الأصل في ذلك ما أجازني سيدي و شيخي صدر الحفاظ،رئيس الفريقين،إمام الحرمين،قدوة العرب و العجم،فخر المعالي،ذو المناقب،وحيد عصره،و فريد دهره،كمال الدين حيدر بن محمد بن زيد الحسيني قدس اللّه روحه بظاهر الموصل،سنة خمس و عشرين
ص: 21
و ستمائة،ما رواه مرفوعا إلي الباقر،عن أبيه علي بن الحسين،عن أبيه الحسين بن علي عليهم السّلام قال:سمعت جدي رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم يقول:«من أحب أن يحيا حياتي، و يموت ميتتي،و يدخل الجنة التي وعدني ربي،فليتول علي بن أبي طالب و ذريته الطاهرين أئمة الهدي،و مصابيح الدجي من بعده،فإنهم لن يخرجوكم من باب الهدي إلي باب الضلالة أبدا» (1).
و مما أجازني قوله صلي اللّه عليه و سلّم:«تنقطع الأسباب و الأنساب و الأصهار إلاّ سببي،و نسبي، و صهري» (2).
و النسب علي الحقيقة نسب الدين لا نسب الماء و الطين؛لقول الحق سبحانه و تعالي: إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ (3)و إن كانت الأنساب سببا للتعارف،و حفظا للتناسل و التراحم،قال اللّه تعالي: وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (4).
و قال عليه السّلام:«يجب معرفة الأنساب» (5).
و يأمر بني هاشم و قريش و الأنصار و العرب أن تحفظها،و يقدم ذوي النسب علي غيرهم و يقول:«رحم اللّه النسابين فربّ رحم مقطوعة قد شدّوها و أرشدوها» (6).
و قال في رواية:«اعرفوا أنسابكم لتصلوا أرحامكم» (7).
و قال عليه السّلام:«إن اللّه تعالي اصطفي كنانة من ولد إسماعيل،و اصطفي من كنانة0.
ص: 22
قريشا،و اصطفي من قريش بني هاشم،و اصطفاني من بني هاشم» (1).
و استحسن المأمون كلام رجل فسأله عن نسبه فقال:من طيّ،فقال:من أيها؟
فقال:من ولد عدي بن حاتم.فقال:هيهات،أطلت إن أبا طريف لم يعقب.
و قال لجلسائه:تعلموا النسب فإنه[.....] (2)بالشريف أن يجهل نسبه و لا يعرف أصله و مركبه.و ما زالت الخلفاء و الملوك و رؤساء العرب يقدمون ذوي النسب، و يخصونهم بأعالي الرتب؛لقوله عليه السّلام:«عليكم بحفظ البيوت».
و قال علي عليه السّلام:«من عرف نسبه عرف قدره» (3).
و معظم العلماء يقولون:ما نعرف ما بعد أدد بن اليسع (4).
فقال عليه السّلام:«كذب النسابون و إن قالوا ما نعلم ما فوق ذلك أنا ابن الذبيحين و لا فخر» (5).
لأنّ الفخر لهما برسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم،و كذب ههنا بمعني:وجب،و تعين نسبهم لدي؛ لما وجب حقهم علي.4.
ص: 23
و قد أجمع العلماء:أنه عليه السّلام ولد يوم الإثنين في ربيع الأول عام الفيل (1).
و قيل:بعد دخول أصحاب الفيل بخمسين يوما (2)،و هو سابع عشر ذي ماه من شهور الفرس،و من شهور الروم يوم العشرين من نيسان،و بينه و بين عام الفجار عشرون سنة.و اختلفوا فيما مضي من ربيع الأول علي خمسة أقوال:
أحدها:لليلتين خلتا منه (3).
و الثاني:لثمان منه (4).
و الثالث:لعشر منه (5).
و الرابع:لإثني عشر منه (6).
و الخامس:و هو مذهب أهل البيت أنه ولد يوم الجمعة سابع عشرة (7)،و هو
ص: 24
الصحيح المختار.و كان يقول:
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب (1)
و كان قدوم أصحاب الفيل مكة يوم الأحد لثلاث (2)عشرة ليلة خلت من المحرم،سنة ثمان مائة و اثنين و ثمانين،[و لسنة]أربعين من ملك كسري،و في سابع عشرة المحرم لم يبق منهم بمكة أحد.و ولد عمه العباس قبله بثلاثة سنين (3).3.
ص: 25
و قال ابن عباس و غيره:محمد رسول اللّه بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان.و إلي هاهنا نسب النبي صلي اللّه عليه و سلّم نفسه (1).
و أجمع النسابون أن عدنان بن أد بن أدد بن اليسع بن الهميسع بن سلامان (2)بن نبت بن حمل بن قيدار (3).
و قيل:قيدار بن إسماعيل بن إبراهيم بن تارخ (4).
و هو في التوراة ابن ناحور بن ساروغ بن أرغوا بن فالغ بن عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح و هو آدم الثاني بن لمك بن متوشلخ بن أخنوخ و هو ادريس بن اليارد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم عليه السّلام (5).
نسب كأن عليه من شمس الضحي نورا و من فلق الصباح عمودا (6)
و بلغت ببركة كتابي هذا غاية المرام؛و ذلك أني رأيت في واقعتي بعض الأيام
ص: 26
أن قل لإبراهيم:إن قدرت أن تزورنا في البيت العتيق الذي بنيته فافعل.فقلت:و أنا أيضا أزوركم،فلما أديت الرسالة سمعته عليه السّلام يقول:لبيك اللهم لبيك،لبيك لا شريك لك لبيك،إن الحمد و النعمة لك و الملك،لا شريك لك.فقلت كذلك،و هي تلبية رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم.و كان ابتدأت تأليفه غرة ذي القعدة الواقعة في سابعه.و قال ابن عباس:
ليس في العرب قبيلة غير بني تغلب مضرية و ربيعية و يمانية إلاّ و قد ولدت النبي عليه السّلام (1)؛لقوله تعالي: لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ (2).
و كان قصي يسمي مجمّعا،و زيد هو قصي.
قصي أبوكم كان يدعي مجمّعا به جمع اللّه القبائل من فهر
و أنتم بنو زيد و زيد أبوكم به زيدت البطحاء فخرا علي فخر (3)
و ماتت أمه و له ست سنين،و هو اختيار العلماء (4).
و قيل:سنتان.و اسمها:آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، و يلتحق النسب بالنبي عليه السّلام.و مات أبوه و هو حمل علي المنصوص و له خمس و عشرون سنة (5).
و مات عبد المطلب و للنبي عليه الصلاة و السلام ثمان سنين (6)،و دفن في الحجون (7).
و أري البلي يبلي الجديد و كل شيء للبلاء
و أري الفدا لا يستطاع فمن لنفسك بالفداء8.
ص: 27
قيل لأمّه في المنام:أنت حامل بسيد الأمة،و أنه سيتلقّي عند ولادته الأرض بيده اليسري،ثم ينظرك متبسما،فقولي:أعيذك بالواحد من شر كل حاسد،فإنك عبد الملك الواحد،و سميه محمدا (1).
فلما وضعته كان كذلك،فجعلته تحت برمة فانفلقت عنه و قد شق بصره إلي السماء،و سمعت في الهواء:انقشعت الظلماء،و سطع الضياء،و بعث خاتم الأنبياء، و ظهر الإسلام،و وصلت الأرحام،و كسرت الأصنام،و حج البيت الحرام،(فمن أجاب) (2)فله الجنة،و من عصي فله النار.
و قال العباس:ولد مختونا،مسرورا،نظيفا،في ظهره خاتم النبوة،أصابعه في آذانه كالمؤذن،و جميع الكواكب في شرفها ناظرة إليه بأمر ربها.و كان طالعه صلوات اللّه عليه:الميزان.و أدخله جده عبد المطلب الكعبة،و شكر اللّه و أثنا عليه،و رفعه إليه، و مما قال:
الحمد للّه الذي أعطاني هذا الغلام الطيب الأردان (3)
و ذكرت أمّه خفّة حمله و سهولة ولادته.و كانت أم أيمن تحضنه و السعدية ترضعه،و لما توفّيت أمّه ضمه جده و حنّ عليه.و من شرفه أن تساقطت النجوم عند ولادته،و رجمت الشياطين عن ميقات رسالته،و تفجر الماء من بين اصبعيه،و حنّ الجذع اليابس عليه،فلم يسكن حتي ضمه إليه،و كان يسلم الحجر عليه و المدر و النبات و الشجر،و كلمه الضب و الظبية بالشهادتين.و كان يحب صلوات اللّه عليه صوم الإثنين،فقيل له في ذلك فقال:«فيه ولدت،و فيه جاءني الوحي،و فيه هاجرت، و فيه رفعت الحجر الأسود،و فيه بعثت،و فيه دخلت المدينة،و فيه أقبض» (4).3.
ص: 28
و اسمه عليه السّلام في التوراة:محمد بن عبد اللّه عبدي المختار (1).
مولده:بمكة،و هجرته إلي المدينة،و عمره عند الهجرة ثلاثة و خمسون سنة، و كان ذلك في يوم الإثنين من شهر ربيع الأول (2).
و كان خروجه من مكة يوم الخميس السابع و العشرون من ماه (3)فروردين، و لما رجع من حراء بعد الحنث-أي التعبد-و رؤية الملك،و شق الصدر و غسله، و القراءة،قال لخديجة:«زملوني،دثروني» (4)(5).
فسمي بهما،فبشرته أن اللّه لا يخزيك أبدا،إنك لتصل الرحم،و تصدق الحديث،و تحمل الكل،و تقري الضيف،و تعين علي نوائب الحق.
و هي:خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزي بن قصي بن كلاب بن مرة ابن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.و أمها:فاطمة بنت زائدة بن الأصم بن رواحة بن حجر بن معيص بن غانم (6).
و تزوجها النبي صلي اللّه عليه و سلّم قبل نسائه و هو ابن خمس و عشرين (7)،و ماتت بمكة قبل الهجرة بثلاث سنين (8).
و قيل:بأربعة.و قيل:بخمسة.و قيل:توفّيت في سنة عشرة من المبعث،قبل موت أبي طالب بشهر و خمسة أيام،أول ذي القعدة.فنزل النبي صلي اللّه عليه و سلّم قبرها،و لم تكن7.
ص: 29
افترضت بعد صلاة الجنائز،و غسلتها أم أيمن و أم الفضل،و دفنت بالحجون (1)(2).
فاجتمع لرسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم حزنان بموتها و بموت أبي طالب (3).
فأمر عليا عليه السّلام بغسله و مواراته و قال:غفر اللّه له و رحمه،و استغفر له أياما،و لم يخرج من بيته عليه السّلام حزنا عليه (4).2.
ص: 30
و كان قد بشر بنبوته أعيان ذلك الزمان من كل ملة،و منهم قسّ بن ساعدة الأيادي،و مالك بن ذي يزن من الحبشة،و سرجيس الرومي،و بحيرا الراهب،و سطيح الكاهن،و ورقة بن نوفل،و قال له ورقة:أنت و اللّه صاحب الناموس الذي أنزل علي موسي و عيسي،يا ليتني أدركت دعوتك لأؤمن برسالتك (1).3.
ص: 31
و أجمع العلماء:أن معراجه كان من مكة قبل الهجرة.و اختلفوا في المدة علي أربعة أقوال:أحدها:سنة،قاله ابن العباس.و الثاني:ستة أشهر،قاله السدي.و الثالث:
ثمانية عشر شهرا،قاله الواقدي.و الرابع:ثمانية أشهر.و الهجرة:يوم الإثنين ثاني عشر ربيع الأول،و عند ارتفاع الضحي قدم المدينة؛فعلي هذا يكون معراجه في ربيع الأول.و علي القول الثاني:في شهر رمضان.و القول الثالث و الرابع:ليلة سابع عشرين من رجب.و هو المشهور المذكور.و انتهي به من بين زمزم و المقام،و هو ابن إحدي و خمسين سنة و تسعة أشهر و ثمانية و عشرين يوما.و نزل عليه الوحي:و هو ابن أربعين سنة،لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان.فأقام بمكة ثلاثة عشر سنة، و بالمدينة عشرة.
و قيل:كان ذلك في شعبان (1).
و أمر بزكاة الفطر،و صام عليه السّلام تسع رمضانات،و كانت غزاة بدر في تلك السنة.
و كان له ثمانية عشر امرأة مع مارية القبطية رضي اللّه عنهن (2).
و قيل:اثنا عشر.و قبض عن تسع مهائر:و كان له أربع سراري.
و كان صداقه:عشر أواقي من الفضة و هي خمسمائة درهم. (3)
و الصحيح المشهور:أن صداقه دون النصاب.و قال عليه السّلام:«أعطيت في الجماع قوة أربعين رجلا». (4)
و أعمامه عليه السّلام:العباس،و أبو طالب،و الزبير،و ضرار،و حمزة،و المقوم،و أبو لهب-و اسمه عبد العزي-و الحرث،و الغيداق (5).
و عماته:عاتكة،و أميمة،و صفية،و برة،و أم حكيم-و هي البيضاء-و أروي (6).
ص: 33
و خدّاماته:هند و أسماء.و المؤذنون:بلال،لم يؤذن بعده حتي مات،و دفن بدمشق خارج الباب الصغير سنة عشرين.و ابن أم مكتوم،و أبو محذورة.
و في السنة العاشرة:حج متمتعا،و قيل:مفرد،و قيل:قارن،و كانت حجة الوداع.
و كان حج قبل النبوة،و فيها حججا لم يذكرها المؤرخون.و اعتمر بعد هجرته عمرتين،و قيل:ثلاثة،و قيل:أربعة (1).
و أقام المحرم ثم صفر،و اثني عشر ليلة من ربيع الأول سنة إحدي عشرة و توفي،و كان استصحب نساءه في تلك الحجة في الهوادج،و لما شاع حجه اجتمع لصحبته أهل الآفاق.و في هذه السنة:نزلت: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (2)الآية.و أسلم جرير،و قدم السيد و العاقب،و كانت المباهلة.و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«لو باهلتني نجران لتأجج الوادي عليهم نارا،و مسخوا قردة و خنازير،و استأصلهم اللّه حتي الطير في وكره» (3).
و فيها:تكاثرت الوفود عليه،و لبس لقدومهم أفخر ثيابه،و أمر أصحابه بذلك.
و مات ولده عبد اللّه سنة أربع،و هو ابن ست سنين،فوضعه في حجره و بكي،و قال:
«إنّما يرحم اللّه من عباده الرحماء» (4).
و وضعت مارية إبراهيم في سنة ثمان من الهجرة.و قال عليه السّلام:«استوصوا بالقبط
ص: 35
فإنّ لهم ذمّة» (1).
و مات إبراهيم و هو ابن ثمانية عشر شهرا،و قيل:ثمانية أيام (2).
و رأيت في الواقعة إبراهيم عليه السّلام ولد النبي صلي اللّه عليه و سلّم و هو يقول لي:لا تحقرن شيئا من خلق اللّه،فعلم اللّه به أتم.فالبنون و البنات أمهم خديجة،ما خلا إبراهيم فإن أمه مارية.
و توفّيت مارية بعد النبي عليه السّلام بخمس سنين،و هذا أوفي الروايات (3).
و قيل:مات إبراهيم آخر ربيع الأول سنة عشرة (4).
و دفن بالبقيع،فبكا عليه النبي صلي اللّه عليه و سلّم فقيل له:أنت أحق من عرف اللّه تعالي فيما أعطي و أخذ.فقال:«تدمع العين،و يحزن القلب،فلا نقول ما يسخط الرب و لو لا أنه قول صادق،و وعد جامع،و سبيل نأتيه،و أن آخرنا سيتبع أولنا،لوجدنا عليك أشد من وجدنا بك،و إنا عليك يا إبراهيم لمحزونون» (5).
و قال و هو مستقبل الجبل:«لو أن بك ما بي لهدك،و لكنا نقول ما أمرنا به: إِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ وَ الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ» (6).
و قال الناس:كسفت الشمس لموته.فقال عليه السّلام:«إنها لا تكسف لموت أحد و لا لحياته» (7).
قالت سيرين:كنت و أختي مارية نصيح و هو محتضر فما نهانا النبي،فلما مات5.
ص: 36
زجرنا،و قال:«إن الميت ليعذب بنياح أهله عليه» (1).
و قال:«إذا رأيتم جنازة فقوموا،فمن تبعها فلا يقعدن حتي يوضع في قبره» (2).
و قال:«لا تجلسوا علي القبور و لا تصلوا إليها» (3).
و فيها:بعث النبي صلي اللّه عليه و سلّم عليا عليه السّلام لليمن،و عممه بيده،و عقد لواءه،و قال:«إذا سألوك عن مفاتيح الجنة فقل:هي لا إله إلاّ اللّه،و أنها تخرق كل شيء حتي تنتهي إلي اللّه عز و جل لا تحجب دونه،من جاء بها مخلصا،رجحت بكل ذنب» (4).
و خرج إلي وداعه راجلا،و هو راكب.و فيها:بعث معاذ بن جبل إلي اليمن، و قال:«عساك أن لا تلقاني بعد عامي هذا،و لعلك تمر بمسجدي و قبري»فبكا حتي أغمي عليه (5).
و كان عليه السّلام يتطيب في مفرقه،و لا يرد الطيب،و قال:«يا علي،عليك بالطيب في كل جمعة،فإنه من سنتي،و تكتب لك حسنات ما دام يفوح منك الرائحة» (6).
و كان يكتحل في كل عين ثلاثا (7)،و قيل:في اليسري اثنين (8).
و يقول:«عليكم بالأثمد؛فإنه يجلو البصر،و ينبت الشعر» (9).
و في رواية:«خير أكحالكم الأثمد،و خير ثيابكم البيض» (10).1.
ص: 37
و كان يستصحب المكحلة،و المشط،و السواك،و الإبرة،و المقص،و المرآة، حضرا و سفرا،و كان إذا نظر فيها يقول:«اللّه أكبر ثلاثا،و الحمد للّه الذي أجمل خلقي، و حسّن صورتي،و زان مني ما شان من غيري» (1).
و كانت رايته سوداء،و لواءه أبيض،و قيل:بالعكس.مكتوب عليها:لا إله إلاّ اللّه.
[نقش خاتمه]:و كان نقش خاتمه:محمد رسول اللّه (2).كل كلمة سطر و هو نقش خاتم داود.و قيل نقشه:صدق اللّه (3).
و كان يتختّم في يمينه،و قيل:في شماله،و جميعها فضة.
و قيل:نقشه:لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه.و هو نقش خاتم سليمان.و كان علي خاتم نوح عليه السّلام:أشهد أن لا إله إلاّ اللّه،و أشهد أن محمدا رسول اللّه الرحمن أصلح.و كان علي خاتم إبراهيم بعد الشهادتين:أفوض أمري إلي اللّه،و ألجأت ظهري إلي اللّه،و حسبي اللّه،و أوحي اللّه إليه:تختم بهذا،أجعل النار عليك بردا و سلاما (4).6.
ص: 38
قال علي و ابن عباس و أنس:إن رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم كان أطول من المربوع،و أقصر من المشذب،أسمر،يتلألأ وجهه كالبدر عظيم الهامة،رجل الشعر،صلت الجبين، أهدب الأشفار،أزج الحواجب،أقني الأنف،كث اللحية،سهل الخدين،له نور يعلوه، ضليع الفم،أشنب (1)،مفلّج الأسنان،مدور الوجه،أدعج العينين،رائحته أطيب من كل طيب،سواء البطن و الصدر،بعيد ما بين المنكبين،ذريع المشية كأنما ينحطّ من صبب،شائل الأطراف،مسح القدمين ينبو عنهما الماء،و يري من خلفه كما يري من أمامه،و إذا التفت إلتفت بجميعه (2).
و من أخلاقه عليه السّلام:أن يبدأ من لقي بالسلام،ليس بالجافي،و لا المهين،يعظم النعمة إن قلّت،لا يذم ذوّاقا و لا يمدحه،و لا تغضبه الدنيا و لا ما كان منها،فإذا كان الحق لم يسامح فيه،و لا يقوم إلاّ عن ذكر،و فكر،و عبرة،و حذر،و حلم،و صفح،وسع للناس بسطه و خلقه،فصاروا عنده في الحق سواء،يمنع لسانه عما لا يعنيه،و يتغافل عما لا يشتهيه،فلا يؤيس منه،و لا يحبب فيه،ليس بحقود،و لا حسود،و لا سبّاب، و لا لعّان،يأخذ بأيسر الأمور إلاّ أن يكون مأثما،دائم الوضوء و البشر،و كان يقول:
«أمزح و لا أقول إلاّ حقا» (3).
لم ير عريانا،سهل الخليقة،طويل الصمت و الحزن،أخذ بالحسن ليقتدي به
ص: 39
و ترك القبيح لينتهي عنه،ربما تبسم،و يعود المريض،و يقول:«اذهب البأس رب الناس،اشف أنت الشافي و لا شفاء إلاّ شفاؤك» (1)و يشهد الجنائز،و يأتي دعوة الكهول،لا يغلق دونه الأبواب،و لا يقوم دونه الحجّاب،يجلس علي الأرض،و يضع طعامه علي الأرض،يلبس الشملة،و يركب الحمار بخطام من ليف،و يردف عبده، و يلعق يده،و لا يقطع علي أحد حديثه،و يقول:«إذا رأيتم طالب حاجة فأرفدوه» (2).
و لا يجذب يده قبل مصافحه،و لا يكمش عنه أولا،يخدم نفسه،و يغسل ثوبه، و يحلب شاته،و إذا تكلم تكلم ثلاثا،و قال:«لو دعيت إلي كراع لأجبت،و لو أهدي إلي ذراع لقبلت» (3)و عاد يهوديا فأسلم،و قال:الحمد للّه الذي أنقذني من النار.و كشف الصحابة بطونهم عن حجر،فكشف عن حجرين،و قال:«ما لي و للدنيا ما مثلي و مثل الدنيا إلاّ كمثل راكب سائر في يوم صائف فنزل في ظل شجرة حتي إذا أبرد راح و تركها» (4)،و كان يقول:«الجوع من سنن المرسلين».و قال حسان:
نجوع فإن الجوع من علم التقي و إنّ طويل الجوع يوما سيشبع
و كان أشد حياء من عذراء في خدرها،و كان عليه برد بحراني غليظ فجذبه أعرابي حتي أثر في عنقه،فالتفت إليه ضاحكا و أمر له بعطاء.و هو أجود الناس بالخير من الريح المرسلة،لا يسأله أحد شيئا إلاّ أنحله،و قال:«بعثت إلي الناس كافة،و أحلت لي الغنائم،و جعلت لي الأرض مسجدا،و ترابها طهورا» (5).
و له الحوض،و الشفاعة،و لواء الحمد،و الوسيلة،و هي أعلي درج الجنة.
و ليس لنا إلاّ إليك فرارنا و أين فرار الناس إلاّ إلي الرسل (6)6.
ص: 40
رأيت في أيام مجاورتي في المدينة في الواقعة،كأني بين رجلين و هما يغسّلاني أتحقق أحدهما و لا أشك أنه رسول[اللّه صلي اللّه عليه و سلّم الذي قال:«من تاب قبل أن يموت بسنة تاب اللّه عليه-ثم قال-:إن السنة لكثير،من تاب قبل أن يموت بشهر تاب اللّه عليه-ثم قال-:و إن الشهر لكثير من تاب قبل أن يموت بجمعة تاب اللّه عليه-ثم قال-:إن الجمعة لكثير من تاب قبل أن يموت بيوم تاب اللّه عليه-ثم قال-:إن يوما لكثير]من تاب قبل أن يغرغر بالموت تاب اللّه عليه» (1).
اللهم إنا نسألك الهدي و التقي و العفة و الغني،اللهم كما أحسنت خلقي فأحسن خلقي.و لبعضهم:
دع الدنيا لطالبها المعني و خذ في أهبة السفر البعيد
فإنّ متاعها يفني سريعا و يبقي العبد في الأسر الشديدر.
ص: 41
الركع السجود الموفين بالعهود صلاة دائمة إلي يوم الخلود
و هو ما أجازني كمال الدين المذكور أنه لما مرض صلوات اللّه عليه قال:«إن اللّه تعالي خيرني في الدنيا و الآخرة،فاخترت الآخرة» (1).
فبكي المسلمون لذلك،و انقطع ثلاثة أيام-و قيل:سبعة عشرة صلاة-و استأذن نساءه أن يتمرض في بيت عائشة بعد أن كان في بيت ميمونة،فأذنوا له فخرج تخطّ رجلاه الأرض فكان يقول:«أين أنا غدا»يريد القسمة بينهن،و قيل:مدة مرضه ثلاثة عشر ليلة،و قيل:إثنا عشر يوما،و قيل:أربعة عشر يوما.و أعتق أربعين نفسا.و أمر عائشة ثلاث دفعات أن تنفذ إلي علي عليه السّلام سبعة دنانير كانت عنده ليتصدق بها، و كانت تشتغل بمرضه ثم بعثتها (2).
و خرج قبيل مرضه إلي البقيع،فاستغفر لهم جميعا و بكي طويلا و قال:
«ليهنئكم ما أصبحتم فيه،أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم،يتبع آخرها أولها،و لقد أعطيت يا أبا المويهبة خزائن الدنيا و الخلود في الجنان،و لم أختر إلاّ لقاء ربي» (3).
ثم رجع،و اشتكي و اشتد وجعه يوم الأحد،فأرسلت عائشة بمصباحها إلي امرأة تطلب سمنا؛لأن رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم أمسي في جديد الموت،و عادته فاطمة-و كانت
ص: 42
تمشي كمشيته-فرأته يتقلب في عبايته،و كرب الموت يتغشاه،و هو يقول:«الرفيق الأعلي»فبكت،و ضمته إلي صدرها،و قالت:«و اكرباه لكربك يا أبتاه».فقال:«لا كرب علي أبيك بعد اليوم»ثم رحّب بها،و أجلسها عن يمينه،و أسرّ إليها حديثا فضحكت، و قالت لما سئلت:«قال لي:إن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن كل عام مرة،و أنه عارضني به العام مرتين،و لا أراه إلاّ حضر أجلي،و إنّك أول أهلي لحوقا بي،و نعم السلف أنا لك».فبكيت لفراقه،ثم قال:«ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة، أو نساء المؤمنين»فضحكت (1).
و قال:«ادعوا لي خليلي»فجاء علي عليه السّلام،فاعتنقه و سارّه في أذنه.ثم استدعا الحسن و الحسين،و قال:«إني استودعتكم اللّه و صالح المؤمنين».فقالت فاطمة:«يا رسول اللّه هذان ولداك فورّثهما شيئا».فقال:«أما الحسن فله سؤددي،و أما الحسين فله جرأتي و جودي» (2).
و في رواية:قال لعلي قبل موته بثلاثة أيام:«السلام عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتي من الدنيا،فعن قليل ينهد ركناك،و اللّه خليفتي عليك»فلما قبض قال:هذا أحد ركني،و لما قبضت فاطمة الزهراء قال:هذا الركن الثاني (3).
«و إذا غسلتموني و كفنتموني فضعوني علي سريري في بيتي هذا،علي شفير قبري،ثم اخرجوا عني ساعة،فإن أول من يصلي عليّ إلهي،ثم الملائكة بأسرها،ثم ادخلوا فوجا فوجا حتي النساء،فصلوا عليّ و سلموا تسليما،و لا تؤذوني بتزكية،و لا ضجة،و لا رنّة،و اقرأوا مني السلام علي من حضر و غاب من المسلمين،و من دخل في ديني إلي يوم الدين».
و صلي عليه فرادي بغير إمام،و اختلف الناس في موته،فقال عمر:لئن سمعت8.
ص: 43
أحدا يقول ذلك لأرجو أن تقطع أيديهم و أرجلهم.و صعد أبو بكر المنبر فقال:معاشر المسلمين من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات،و من كان يعبد رب محمد فإنّه حي لا يموت،و قرأ: وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ (1)الآية.و نادي عمر:خلوا الجنازة و أهلها صلي اللّه عليه و علي آله أفضل الصلوات و أحلّهم من منازل الكرامة أعلاها.
و قيل:استأذن عليه ملك الموت،فقال له جبرئيل:إنه لم يستأذن علي أحد من قبلك.فأذن له،فوقف بين يديه و قال:السلام عليك يا رسول اللّه.فرد عليه السلام.
و قال:إن اللّه تعالي يقرئك السلام،و قد أمرني بطاعتك.فقال:«و تفعل؟».فقال:بذلك أمرت.فقال جبرئيل:إن اللّه تعالي قد اشتاق إلي لقائك.فقال عندها:«امض لأمر ربي».
فقال جبرئيل:السلام عليك يا رسول اللّه هذا آخر موطئي من الأرض.و سمعوا صوتا في الهواء:السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته،كل نفس ذائقة الموت،و إنما توفون أجوركم يوم القيامة،إن في اللّه عزاء من كل مصيبة،و خلفا من كل هالك، و دركا من كل فائت،فباللّه ثقوا،و إيّاه فارجوا،فإنما المصاب من حرم الثواب.فقلنا لعلي:من هذا؟فقال:«هو الخضر عليه السّلام» (2).
إن يوم الفراق أنحل جسمي ليتني مت قبل يوم الفراق
و توفي يوم الإثنين لإثني عشرة ليلة خلت من ربيع الأول من الهجرة.و هو الأصح (3).
و قيل:ثامن عشر ربيع الأول.و قيل:في يوم الاثنين عاشر ربيع الأول.و قيل:
لليلتين خلتا منه (4).5.
ص: 44
و دفن ليلة الأربعاء أوسط الليل.و قيل:ليلة الثلاثاء.و قيل:يوم الثلاثاء (1).
و[أما]عمره:قال ابن عبدة العبقسي (2):مات مسموما و هو ابن ثلاث و ستين سنة.و هي أصح الروايات (3).
و كان ذلك سنة(عشر) (4)من الهجرة.و قيل:كان عمره خمسا و ستين (5).
و قيل:كان بعثه علي رأس الأربعين،و نزل عليه الوحي عند تمامها،و قبض علي رأس الستين حين زوال الشمس،و قيل:زوال الضحي.
أتضحك في الدنيا و قد مات قاسم و قد كنت تبكي ضحوة و هو راقد
و غسّله:العباس،و الإمام علي،و الفضل بن العباس،و صالح مولاه (6).
و في رواية:أسامة بن زيد،و قثم بن العباس،و ناداهم أوس:ناشدتك اللّه إلاّ ما أعطيتني حظا من رسول اللّه،فحضر و لم يباشر شيئا من أمره (7).
و أسنده علي عليه السّلام إلي صدره و عليه قميصه،و كان العباس،و الفضل،و قثم، يقلبونه مع عليّ رضي اللّه عنه،و أسامة و صالح يصبان الماء،و صالح هو شقران.
و قيل:كان العباس بالباب،و لم ير منه ما يري من الأموات.و غسّل بالماء،و السدر، و أدرج في ثلاثة أثواب،ثوبين أبيضين و حبرة.
و قيل:لم يعيّنوا مدفنه،فقال أبو بكر:سمعته يقول:ما يقبر نبي إلاّ حيث يموت،فحفروا تحت فراشه،و نزل معه القبر عليّ،و العباس،و الفضل،و شقران.5.
ص: 45
و قيل:أسامة،و عبد الرحمن بن عوف،و أوس بن خولي.و قيل:عقيل بن[أبي] طالب،و قثم.و ألقي المغيرة بن شعبة خاتمه ثم نزل فأخذه،و كان آخر الناس به عهدا.
و قيل:إن عليا أعطاه الخاتم و لم يمكّنه من النزول.و قيل:نزل القثم.و هو الثبت (1).
و مدفنه أظهر من أن يذكر،و الصحيح:أن عليا حل عند رأسه و قبّل وجهه، و قال:«السلام عليك بأبي أنت و أمي يا حبيب اللّه،طبت حيا و ميتا،و لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيرك من النبوة و الإنباء و أخبار السماء،خصصت حتي صرت مسليا عن غيرك،و عممت حتي صار الناس فيك سواء،و اللّه إن الجزع ليقبح إلاّ عليك،و إن الصبر لحسن إلاّ عنك،و لو لا أمرك بالصبر و نهيك عن الجزع لأنفدنا عليك ماء الجفون،و لكان الداء مخامرا،و الكمد محالفا،و لكنه ما لا يستطاع رده و لا يمكن دفعه،فاذكرنا عند ربك،و اجعلنا من بالك،و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته» (2).
و قال عند خروجه:
ما غاض دمعي عند نازلة إلاّ جعلتك للبكاء سببا
فإذا ذكرتك سامحتك به مني الجفون ففاض و انسكبا (3)
و كان عليه السّلام ختام مائة ألف و أربعة و عشرين ألف نبي،و المرسلون منهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر.قال الشاعر:
إنما الدنيا عناء و قصارها مناء لو نجا خلق من الموت لعاش الأنبياء
فلما دفن قالت فاطمة عليها السّلام:«كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي حبيبي رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم».[و قالت:]«يا أبتاه أجاب ربا دعاه،يا أبتاه و من جنة الفردوس مأواه،يا أبتاه أتي جبريل ينعاه،يا أبتاه علي من خلّفت الحسن و الحسين»4.
ص: 46
و تندب بهذا و تقول:
ماذا علي من شم تربة أحمد أن لا يشم مدي الزمان غواليا
صبت علي مصائب لو أنها صبت علي الأيام عدن لياليا (1)
و مكثت ثلاثة أيام لا تكلم أحدا،و عليها عباءة إذا هي غطّت بها رأسها انكشفت رجلاها،و إذا غطت رجلاها انكشف رأسها،و جاء لعزائها الحور العين، و معهم رطب من جنة المأوي له عرف و ليس له عجم فلما أكلته تمكنت.
و قال ابن عباس رضي اللّه عنه:لبثت بعد النبي صلي اللّه عليه و سلّم ستة أشهر لا ترقأ لها دمعة حتي أقلقت المسلمين،و خرجت في أثنائه إلي البقيع و بنت فيه بيتا-يعرف الآن ببيت الأحزان (2)-و لم تزل تبكي فيه إلي أن ماتت.و كنت إذا زرتها فيه أو افقها في البكاء علي رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم،و لسان حالي يقول:
ليس الأمان من الزمان بممكن و من المحال وجود ما لم يمكن (3)3.
ص: 47
قال ابن عباس:ما من مسلم يموت فيقام علي قبره و يقال:اللهم إني أسألك بحرمة محمد و آل محمد أن لا تعذب هذه النفس إلاّ رفع اللّه عنه العذاب،و إذا كان يوم القيامة نادي مناد:ألا ليقم من اسمه محمد،فيدخل الجنة كرامة لسميّه محمد (1)، و ما من نبي أكرم علي اللّه من محمد؛لأنه لم يقسم بحياة غيره.
و قال عليه السّلام:«إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه،و أوسعوا له في المجلس،و لا تقبّحوا له وجها،و ما من قوم كانت لهم مشورة فحضر من اسمه أحمد أو محمد، فأدخلوه في مشورتهم،إلاّ كان خيرا لهم،و ما من مائدة وضعت فحضرها من اسمه أحمد أو محمد،إلاّ قدّس ذلك المنزل في كل يوم مرتين» (2).
و قال عليه السّلام:«إن أبا طالب في ضحضاح من النار (3)،و لولاي لكان في الدرك
ص: 48
الأسفل من النار» (1).ل.
ص: 49
و قال عليه السّلام:«لكل نبي دعوة،و إني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة» (1).
[و قال صلي اللّه عليه و سلّم]:«و الذي نفسي بيده لأشفعن يوم القيامة حتي أشفع لمن كان في قلبه مثقال جناح بعوضة من الإيمان،و أولي الناس بشفاعتي من قال: لا إِلهَ إِلاَّ اللّهُ مخلصا» (2).
و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«آدم و من دونه تحت لوائي يوم القيامة،و أنا أول من يفتح له باب الجنة» (3).
و قال ابن عباس:ينصب لواءه في عرصة القيامة تجاه الصراط،و له ثلاث و سبعون شعبة،عموده من ياقوتة حمراء،يستظل بكل واحدة من الشعب أهل ملة من الأمم علي اختلافها كرامة لرسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم،مكتوب:هذه راية خاتم المرسلين و سيد المسلمين،فإذا فرغ من القضاء رفعت (4).
جاد اللّه تعالي علينا برضاه و منّ علينا بعفوه يوم نلقاه و نسأله الجنة و نعوذ به من النار.م.
ص: 50
و فيه فصول:
ص: 51
ص: 52
الحمد للّه الذي فتق رتق قلوب أنبيائه،و هدانا إليه برسله و أوليائه،و منّ علينا بولاء أهل البيت الطاهر،كما منّ علينا بالنبي النجم الزاهر،الذين علمهم من لدنه علما،و أورثهم منه فهما،فتعرضوا لنفحات قدسه،و ترشحوا لواردات أنسه،فصار لهم في الخلوة أنيسا،و في الجلوة جليسا،فأضحوا موضع نظره في سمائه و أرضه، و أهل عنايته حال بسطه و قبضه،فآثروا فيه شهيّ اللذات،و انقطعوا إليه في كل الأوقات،فأجسادهم أرضيّة،و قلوبهم سماوية،و أشباحهم فرشية،و أرواحهم عرشية،و هياكلهم في فسيح مفاوز المجاهدات سيّارة،و أسرارهم في فضاء الرفيق الأعلي طيّارة،لا تخلو الأرض من عدد منهم،و هم بالحق قائمون،و إلي سبيله داعون، و لعباده في أقطار بلاده هادون أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (1).
و بعد:فمما كان أجازني كمال الدين المقدم ذكره ما رواه مرفوعا إليه قال:قال رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم:«لو أن الرياض أقلام،و البحر مداد،و الجن حسّاب،و الإنس كتّاب،لما أحصوا فضائل علي بن أبي طالب» (2).
و مما أجازني قوله عليه السّلام:«حبنا أهل البيت يكفّر الذنوب،و يضاعف الحسنات، و إن اللّه تعالي ليتحمل عن محبينا أهل البيت ما عليهم من مظالم العباد،إلاّ ما كان فيه
ص: 53
إصرار أو ظلم للمؤمنين» (1).
فكيف و الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام أول ولي في الأرض و إمام،و باب مدينة العلم باتفاق الأنام،و قاصم أعدائه في المجامع و المواقف،و محقق نسبه و نيابته الموافق و المخالف،مما علم دليله و اتضح سبيله.و كان لرسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم ناصرا، و لشريعته مجيبا،و لدعوته ملبيا،و حبيبه،و نجيه،و داعيه،و مجيبه،و خصيصه، و صفيه،و وفيه،و مختاره للأخاء يوم مؤاخاته بين الأنداد،و الأمثال،و الأضراب، و الأشكال؛فلذلك اختاره لنفسه العلية،لما كان غصنا من شجرته الطاهرة الزكية؛ و لهذا حكم بأنه مولاه،لما لم يجد سويا سواه،و عدم عديلا له ممن عداه،اختاره كفؤا لابنته لما لم يجد لها كفؤا سواه،و خصه بذلك و اصطفاه،و كفي بهذا شرفا لا يدرك منتهاه.و قال المجيز:
أسد الإله و سيفه و قناته كالظفر يوم صياله و الناب (2)
جاء فيه يوم بدر عن جبرئيل:
لا سيف إلاّ ذو الفقار و لا فتي إلاّ علي (3)
و علي هو الإسم المشهور،و كان يقول:
أنا الذي سمتني أمي حيدره هزبر آجام و ليث قسورة (4)
و من أسمائه:الأسد.و كان يسمي بمكة بيضة البلد:
ص: 54
[لو كان قاتل عمرو غير قاتله لكنت أبكي عليه آخر الأبد]
لكن قاتله من لا يعاب به من كان يدعي قديما بيضة البلد (1)
و كنيته:أبو الحسن المرتضي،و أبو الحسين،و أبو محمد،و أبو قصم،و أبو تراب.و أتاه النبي صلي اللّه عليه و سلّم و هو مضطجع بالمسجد،و قد سقط رداؤه عن شقه فأصاب التراب،فجعل النبي يمسحه و يقول:«قم أبا تراب» (2).
قد حلف الناس و لم يكذبوا يا هاشمي الأصل من هاشم
مولده عليه السّلام:في الكعبة المعظمة،و لم يولد بها سواه في طلقة واحدة (3).
و لما نزل الأرض رأي عليها ساجدا قائلا:لا إله إلاّ اللّه،محمد رسول اللّه،علي ولي اللّه-أو وصي اللّه- (4).
أشرقت لولادته الأرض،و فتحت أبواب السماء،و سمع في الهواء:
خصصتما بالولد الزكي و الطاهر المنتجب الرضي
و إن اسمه من شامخ علي عليّ اشتق من العليّ (5)
ولد مسرورا نظيفا،لم ير كحسنه،فسمّاه والده عليا،و اسم أبي طالب:عبد مناف،و ذو الكفل بن عبد المطلب بن هاشم،و يلتحق بنسب النبي عليه السّلام،لا نعيده.
حمله النبي عليه السّلام إلي منزله،و ذلك في اليوم العاشر من رجب من سنة ثمان و عشرين5.
ص: 55
من عام الفيل (1).
و كان للنبي صلي اللّه عليه و سلّم في ذلك اليوم ثمان و عشرون سنة.و قيل:ولد لسبع.و قيل:
لست من شعبان،نحو ثلاث و ثلاثين من الفيل.و قيل:ولد بعد عام الفيل بسبعة و عشرين سنة.[و أسلم] (2)و عمره إثنا عشر (3).
و قيل:ثلاثة عشر (4).
و قيل:ثمان سنين (5).
و شهد المشاهد كلها،و لما شهد بدرا كان عمره عشرين سنة،و لما شهد الفتح كان عمره ثمان و عشرين سنة.و خضّب كريمته بالحناء مرة (6).
و اسم أمه:فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.و يلتحق النسب برسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم،و كانت مسلمة،مهاجرة،و روت أحاديث عن النبي صلي اللّه عليه و سلّم كثيرة.و هو أول هاشمي ولد لهاشمية (7).
و جلس النبي عند رأسها و هي ميتة،و بكي و قال:«رحمك اللّه يا أمي،كنت أمي بعد أمي،تجوعين و تشبعيني،و تعرين و تكسيني،تريدين بذلك وجه اللّه تعالي و الدار الآخرة» (8).5.
ص: 56
ثم غسلت ثلاثا،و سكب النبي عليه السّلام علي كفنها الكافور،و ألبسها قميصه و كفنت عليه،و كبّر عليها أربعا،و حفر بعض قبرها،و اضطجع معها.فقيل له:صنعت ما لم نره منك.فقال:«إني ألبستها قميصي؛لتلبس من ثياب الجنة،و اضطجعت معها؛لأخفف عنها ضغطة القبر،إنها كانت أحسن خلق اللّه إلي صنيعا بعد أبي طالب».
ثم قال:«اللّه الذي يحيي و يميت،و هو حي لا يموت،اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد،و لقنها حجتها،و وسع عليها مدخلها،بحق نبيك محمد و الأنبياء من قبله فإنك أرحم الراحمين» (1).
و أدخلها معه العباس اللحد،و دفنت بالبقيع رحمة اللّه عليها (2).
أبو السبطين،أمير المؤمنين،و يعسوب الدين،و مولي المؤمنين،و زوج البتول، و سيف اللّه المسلول،أمير البررة،و قاتل الفجرة،و قسيم الجنة و النار،و صاحب اللواء، و الهادي،و الفاروق،و قاضي دين الرسول،و منجز وعده عن المهاجرين،و صفوة الهاشميين،الكرار غير الفرار،صنو جعفر الطيار،راد المعضلات بالجواب الصواب،
ص: 57
شقيق الخير،رفيق الطير،هازم الأحزاب،و قاسم الأصلاب،المعسول الخطاب،كاسر أصنام الكعبة،ضرغام يوم الجمل،المردود له الشمس،شجاع السهل و الجبل،معزّ أخطب الخطباء،قدوة أهل الكساء،إمام الشهداء،الخارج عن بيت المال صفر اليدين من الصفراء،و البيضاء،ثمرة بيعة الشجرة،مميت البدعة،محيي السنّة،كاتب جواز أهل الجنة،المخصوص بأشرف النسب،موضع سر الرسول،واسطة قلادة الفتوة، نقطة دائرة المروّة،حائز ميراث النبوة،ليث الغابة،أقضي الصحابة،أعلم من فوق رقعة الغبراء تحت أديم الخضراء،المستأنس بالمناجاة في ظلمة الظلماء،أخو الرسول و ابن عمه،و كاشف كربه و همّه و غمه،و مساهمه في طمه و زمه،ولده ولده، و بعضه بعضه،و كله كله،و جزؤه جزؤه،و نسبه نسبه،و حسبه حسبه،و دينه دينه، قريب القرابة،قديم الهجرة،عظيم الحق،أنهار الفضائل من أبحر فضائله،و رياض التوحيد و العدل من خطبه و رسائله،مصباح الدجي،و شمس الضحي،أبو الحسن،لم يسجد قط لوثن،مثله مذكور في التوراة و الإنجيل و القرآن،مكي،أبطحي،هاشمي، طالبي،أريحي،و في،صفي،صدق رسول اللّه فصدق،و بخاتمه في ركوعه تصدق، و دقق في علومه و حقق،أطول بني هاشم باعا،و أكثرهم أشياعا،هو الكوكب الأزهر، الطاهر المخبر،صاحب براءة و غدير خم و راية خيبر،و كمي أحد و حنين و الخندق و بدر الأكبر،الساقي من الكوثر يوم المحشر،أعلم أهل الحرمين،و المصلي إلي القبلتين،ليث بني غالب علي بن أبي طالب،ذو المناقب السامية المراتب.
نسب المطهز بين أنساب الوري كالشمس بين كواكب الأنساب
و الشمس إن طلعت فما من كوكب إلاّ تغيّب في نقاب حجاب (1)
قاعدة:اعلم أن كل فاطمي علوي،و ليس كل علوي فاطميا،و كل علوي طالبيا، و ليس كل طالبي علويا،و كل طالبي هاشمي،و ليس كل هاشمي طالبيا،و كل هاشمي قرشي،و ليس كل قرشي هاشميا،و كل قرشي عربي،و ليس كل عربي قريشيا،و من ليس من ولد الحسن و الحسين فليس بفاطمي،و من ليس من ولد الحسن بن علي،ه.
ص: 58
و الحسين بن علي،و محمد بن علي،و العباس بن علي،و عمر بن علي،فليس بعلوي، و من ليس من ولد علي بن أبي طالب،و جعفر بن أبي طالب،و عقيل بن أبي طالب فليس بطالبي،و من ليس من ولد عبد المطلب وحده فليس بهاشمي،و من ليس من ولد النضر بن كنانة فليس بقرشي،و من ليس من ولد يعرب بن قحطان فليس بعربي، و جميع الحسنية من ابني الحسن السبط الحسن و زيد عليهما السّلام،و جميع الحسينية من علي بن الحسين زين العابدين بن الحسين الشهيد (1)
صفاته عليه السّلام:كان أبيض الرأس و اللحية،ربعة من الرجال،و قيل:فوق الربعة، كثير اللحية و شعر الصدر،كثير التبسم،في أذنيه شعر خارج،شديد الأدمة،ثقيل العينين،أصلع،ضخم الكراديس و الباقي سواء،أحسن الناس وجها،و أطيبهم خلقا، و أغزرهم علما،و أتمهم حلما (2).
[نقش خاتمه عليه السّلام]:نقش خاتمه عليه السّلام:الملك للّه الواحد القهار،و قيل:اللّه الملك،و قيل:لا إله إلاّ اللّه الملك الحق المبين.و قيل:كان له أربع خواتم علي أحدها ما تقدم،و كان من ياقوت لنبله،و الثاني:فيروزج لنصرته،نقشه:اللّه الملك الحق، و الثالث:حديد صيني لقوته عليه:العزة للّه جميعا،و الرابع:عقيق لحرزه،نقشه ثلاثة أسطر:ما شاء اللّه،لا قوة إلاّ باللّه،أستغفر اللّه (3).
و قال الرسول صلي اللّه عليه و سلّم:«تختموا بالعقيق؛فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام ذلك في إصبعه» (4).
و لنصراني فيه:
له النسب الأعلي و إسلامه الذي تقدم فيه و الفضائل أجمع
و لو كنت أهوي ملة غير ملتي لما كنت إلاّ مسلما أتشيع (5)ي.
ص: 59
[زهده عليه السّلام]:أخلاقه الطاهرة كأخلاق النبي صلي اللّه عليه و سلّم،و كان قميصه إذا مده بلغ الظفر،و إذا أرخاه بلغ نصف الذراع،و كان يأتزر فوق السرة بإزار مرقوع،فقيل له في ذلك،فقال:«يخشع له القلب،و يحمد عليه الرب،و يقتدي بنا المؤمن،و ينكر علينا المنافق» (1).
قد يدرك الشرف الفتي و رداؤه خلق و جيب قميصه مرقوع (2)
و رئي في وسطه تبّان إلي نصف ساقه،و رداءه مشمّر،و معه درة،و هو يأمر الناس في الأسواق بتقوي اللّه،و حسن البيع،و وفاء الكيل و الوزن،و لا ينفخوا في اللحم.و رئي علي رأسه قلنسوة مضربة بيضاء،و رئي عليه عمامة سوداء،و قد أرخاها من بين يديه و من خلفه.و قال له النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«إذا كان إزارك واسعا فاتشح به،و إذا كان ضيقا فأتزر به» (3).
و للمجيز:
إن علي بن أبي طالب خير الوري و الطالب و الغالب
و ذو الفقار العضب لم يحكمه سيف و إن السيف بالضارب (4)
دخل عليه بعض محبيه في إحدي ليالي صفين،فوجده يفطر علي خبز و ملح، فقال له:يا أمير المؤمنين أنت بالنهار مجاهد و بالليل مكابد.فقال:
الغني في النفوس و الفقر منها إن تقنع فقلّ ما يكفيهاه.
ص: 60
ليس فيما مضي و ما قد سيأتي للبيب من ساعة يصطفيها
أنت طول عمرك ما عمّرت في الساعة التي أنت فيها (1)
و أتي إليه بخبز،فقيل:هلاّ نخل.فقال:«و اللّه ما علمت في بيت رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم منخل قط» (2).
و رئي بخطّه في مواضع:علي بن أبو طالب[بالرفع]،مع علمه بعدم جواز ذلك،و إنما كتبها لخطاب النبي عليه السّلام له:أكتب أبو طالب فكتبها متبركا (3).
و من مكاتباته عليه السّلام:(أما بعد:من أدي الأمانة،و نزّه نفسه و دينه عن الخيانة، و حفظ حق اللّه في السر و العلانية،كان جديرا بأن يرفع اللّه درجته في عليين،و يؤتيه ثواب المحسنين،و من لم ينزّهها من ذلك،أحل بنفسه الذل و الخزي في الدنيا، و أوبقها في الأخري،فخف اللّه في سرّك و جهرك،و لا تغفل عن أمر معادك[فإنك من عشيرة صالحة ذات تقوي و عفة و أمانة،فكن عند صالح ظني بك و السلام)] (4).
ص: 61
[و قال عليه السّلام]:«و اعلم أن خيانة المسلمين مما تبطل الأجر،و توجب الوزر وَ ابْتَغِ فِيما آتاكَ اللّهُ الدّارَ الْآخِرَةَ (1)الآية،أتطمع و أنت تتقلب في النعيم بأجر المتصدقين،و تتكلم بكلام الأبرار و عملك عمل الفجّار،و حساب اللّه أشدّ،فاذكر ربك في نفسك تضرعا و خفية،و لا تكن من الغافلين» (2).
و كتب إليه معاوية كتابا يتضمن مدحه لنفسه،فأجابه علي بفصاحة و بلاغة،لا يحتمله المختصر،و قال في ضمنه:
محمد النبي أخي و صنوي و حمزة سيد الشهداء عمي
و جعفر الذي يمسي و يضحي يطير مع الملائكة ابن أمي
و بنت محمد سكني و عرسي منوط لحمها بدمي و لحمي
و سبطا أحمد ولداي منها فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلي الإسلام طرا صبيا ما بلغت أوان حلمي
و أمّرني رسول اللّه فيكم بلا ريب بيوم غدير خمّ
فويل ثم ويل ثم ويل لمن يلقي الإله غدا بظلمي
فأخفاه معاوية لئلا يفضلوه عليه (3).
و من كلام سيد الأصفياء و علم الأتقياء علي الولي عليه السّلام:«قيمة كل امرء ما يحسنه» (4).3.
ص: 62
«و من أراد عزا بلا عشيرة،و هيبة بلا سلطان،و غني بلا مال،فليخرج من ذل معصيته إلي عز طاعته» (1).
«يابن آدم ما كسبت فوق قوتك خلّفته لغيرك» (2).
«ألا و إنّ للقلوب شهوة،و إقبالا و إدبارا،فأتوها إذا قهرتكم من قبل شهواتها فإنّ القلب إذا أكره عمي» (3).
و مر علي مزبلة فقال:«هذا ما بخل به الباخلون،و تنافس فيه الغافلون» (4)و مدحه رجل فأفرط فقال:«اللهم إني أعلم بنفسي،و أنت أعلم بي،فاغفر لي ما لا يعلمه الناس مني» (5).
و قال عليه السّلام:«أمرت بقتال الناكثين،و القاسطين،و المارقين» (6).
فقال أبو نعيم:الناكثون أهل الجمل،و القاسطون أصحاب صفين،و المارقون أصحاب النهر.
و من قوله:«لا راحة لحسود،و لا أخ لملول،و لا محبة لسيّيء الخلق» (7).
و«الموعظة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب،و إذا خرجت من اللسان لم تتعد الآذان» (8).
و قال النبي لعلي عليهما السّلام:«قل عند ختم القرآن:اللهم إني أسألك إخبات المخبتين،و إخلاص الموقنين،و مرافقة الأبرار،و استحقاق حقائق الإيمان،و الغنيمة من كل بر،و السلامة من كل إثم،و وجوب رحمتك،و عزائم مغفرتك،و الفوز بالجنة،9.
ص: 63
و النجاة من النار يا كريم» (1).
و قال عليه السّلام:«و اللّه ما نزلت آية إلاّ و أعلم فيما نزلت،و أين نزلت،و علي من نزلت، إنّ ربي وهب لي لسانا طلقا،و قلبا عقولا» (2).
و في رواية:«قلبا عقولا،و لسانا سؤولا» (3).
و له:
إذا لم يكن مر السنين مترجما عن الفضل في الإنسان سمّيته طفلا
و من كلامه:«الدنيا ظل إلي أجل معدود،و الشرف بالأدب لا بالحسب،و الجار قبل الدار،و الإحسان يقطع اللسان،و الأمانة أن لا تخالف سريرته علانيته،و الحق أبلج،و الباطل لجلج،و الطريق منهج،و المرء منسوب إلي فعله،و مأخوذ بعمله، و البخيل مستعجل الفقر،و السامع للغيبة أحد المغتابين،و اليأس أحد الراحتين،و من الحزم العزم،و من الكرم صلة الرحم و الوفاء بالذمم،و من طلب ما لا يعنيه فاته ما يعنيه،و من أحبك نهاك و من أبغضك أغراك،و من استغني بعقله زل،و من تكبّر ذل، و من رغب في المكارم عفّ عن المحارم،و من أكثر هجر،و من تفكر أبصر،و من تعد الحق ضاق مذهبه،إياك و المجاهرة بالمهاجرة،و لا يسؤك قول الصديق و إن خشن،و لا يسرك قول العدو و إن حسن،و الفتي من جمع الفتوة إلي القنا و جافي عن المروءة بترك المراء،و العاقل عارف بزمانه مالك لسانه مقبل علي شأنه،و المزاح يورث الضغائن و يظهر الدفائن،و لا راحة لحسود،و لا مروءة لكذوب،و لا ود لبخيل،و لا سؤدد لسيّيء الخلق،من عرف نفسه فقد عرف ربه،من عذب لسانه كثر إخوانه،بالبر يستعبد
ص: 64
الحر» (1).
و قال علي:«سمعت النبي صلي اللّه عليه و سلّم يقول عن اليهود:لا تساووهم في المجلس، و ألجئوهم إلي أضيق الطرق،و إن سبّوكم فاضربوهم،و إن ضربوكم فاقتلوهم» (2).
و قال:سمعته يقول:«من السنّة تشييع الضيف إلي الباب» (3).
و قال مؤلف الكتاب:قال لي أمير المؤمنين علي عليه السّلام في واقعة كنت فيها حرجا:من صبر علي بلاء اللّه و شكر نعماه كان من أهل الجنة.ي.
ص: 65
أسمعني الخطيب سليمان المذكور،ما يرويه مرفوعا عن النبي صلي اللّه عليه و سلّم أنه قال علي المنبر:«إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب،فلا آذن لهم و لا آذن،إلاّ أن يريد ابن أبي طالب أن يطلق ابنتي و ينكح ابنتهم،فإنما هي بضعة مني يريبني ما رابها و يؤذيني ما آذاها» (1).(2)
ص: 66
ص: 67
ص: 68
ص: 69
و قال عليه السّلام:«إن ملكا استأذن اللّه تعالي في زيارتي،فبشرني بما بشرني و أخبرني فيما أخبرني أن فاطمة سيدة نساء أمتي،و أن الحسن و الحسين سيّدا شباب أهل الجنة» (1).
و قال:«إنما سميت ابنتي فاطمة؛لأن اللّه تعالي فطمها،و فطم من أحبها من النار» (2)(3). -
ص: 70
و قال:«اللهم عليك بقريش»مرتين (1).
و قال لها:«يا فاطمة المهدي من ولدك» (2).
«يا فاطمة قولي إذا أصبحت و أمسيت:يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث، فأصلح لي شأني،و لا تكلني إلي نفسي طرفة عين» (3).
و هي:فاطمة الزهراء بنت خديجة بنت خويلد.و الزهر:جمع أزهر.و رجل أزهر:أي أبيض،و المرأة زهراء،و الأزهران الشمس و القمر (4).
و ولدت بمكة،و زوجت بالمدينة في سنة إثنين من الهجرة بعد سنة من قدومه (5).
و قيل:ابتني بها بعد نجوم سنة.و قيل:إن أبا بكر خطبها،فقال له النبي عليه السّلام:«إني أنتظر لها القضاء»ثم خطبها عمر،فقال له كذلك.فقيل لعلي عليه السّلام:لو خطبتها لما2.
ص: 71
منعكها.فقال:قد منع أبا بكر و عمر،و أخاف من ذلك.ثم ذكر صلته من رسول اللّه فخطبها.فقال[رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم]:«هل عندك شيء؟».فسكت.فقال:«أين درعك الذي أعطيتك يوم أحد؟».فقال:«هو حاضر».فقال:«أعطها إياه» (1).
و قيل:باع متاعا و بعيرا،فبلغ أربعمائة درهم.فأمره النبي صلي اللّه عليه و سلّم أن يجعل ثلثها في الطيب،و ثلثها في المتاع،ففعل.و جهزها النبي عليه السّلام بخميل و وسادة من أدم محشوة بأذخر و قربة،و لما بلغها الزواج بكت.فقال لها النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«ما يبكيك؟».فقالت:
«عيروني نساء قريش،و قالوا هو فقير معدم؟».فقال لها:«ما زوجتك أنا،و لكن اللّه زوجك إياه من فوق عرشه،و أشهد جبريل و ميكائيل و إسرافيل» (2).
و قال ابن عباس:لما زفت فاطمة علي علي،كان النبي صلي اللّه عليه و سلّم أمامها،و جبريل عن يمينها،و ميكائيل عن شمالها،و سبعون ألف ملك خلفها يسبّحون اللّه و يقدّسونه إلي الفجر (3).
و قالت أسماء بنت عميس:كنت من النساء اللواتي حضرن فاطمة عند زفافها علي علي عليهما السّلام،فدخل علينا النبي صلي اللّه عليه و سلّم و استدعا بماء و قرأ عليه،ثم شرب منه و مجّ فيما بين درع فاطمة و ثديها و شرب الباقي،و مجّ فيما بين سربال علي و صدره،و قال:
«اللهم احفظ أهل هذا البيت،و بارك فيهم،و اجعلهم مباركين أين ما كانوا» (4).
و تردد النبي صلي اللّه عليه و سلّم إلي بابهم أربعين صباحا.و قيل:تسعة أشهر.و يقول:«السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته،الصلاة يرحمكم اللّه» (5).در
ص: 72
و قيل:إنه كبّر لاجتماعهما ملائكة السماء و سكان الأرض.فوقع التكبير علي العرائس من تلك الليلة (1).
و قال له:«يا علي هذه ابنتي فمن أكرمها فقد أكرمني،و من أهانها فقد أهانني، اللهم بارك عليهما،و اجعل منهما ذرية طيبة،إنك سميع الدعاء» (2).
و في رواية.قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«يا أسماء إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية» (3).
و دخل عليهما العباس عليه السّلام و هما يختلفان في السن،فقال العباس:ولد علي قبل بناء قريش[البيت]،و ولدت ابنتي و هي تبني (4).
و دخل النبي صلي اللّه عليه و سلّم عليهما يوما،و هي تطحن و عليها كساء،فقال لها:«تعجلي مرارة الدنيا بنعيم الآخرة» (5).
فنزل قوله تعالي: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي (6).
[و قال لها صلي اللّه عليه و سلّم]:«أبشري فإني أنكحك سيدا في الدنيا،و أنه في الآخرة لمن الصالحين» (7).
و في رواية:«لقد زوجتك» (8).2.
ص: 73
و في رواية:«أما ترضين أني زوجتك خير أمتي،أقدمهم سلما و أعظمهم» (1).
و قيل:«أفضلهم حلما و أعلمهم» (2).
و قيل:«أكثرهم باللّه علما» (3).
و في رواية:«و اللّه إن ابنيك لسيدا شباب أهل الجنة» (4).
و شكت إليه يوما الجوع و المرض،فوضع يده علي صدرها و قال:«اللهم مشبع الجائع،و رافع الوضيع،لا تجع فاطمة بنت محمد»فاستجاب اللّه منه (5).
و أتته يوما بكسرة فقال لها:«منذ ثلاثة أيام لم أذق طعاما» (6).
و في الحديث:أنه رأي النبي صلي اللّه عليه و سلّم علي بابها سترا فهتكه و دخل!و قيل:رجع و لم يدخل،و قال:«إنّ الدنيا ليست لنا،و لسنا لها»و كان الستر ملاءة كتان (7).
و احضر علي و أهله طعاما بعد طوي،فحضرهم سائل فآثروه به،فنزل قوله تعالي: وَ يُؤْثِرُونَ عَلي أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ (8).
و قيل:بل آثروا ثلاثة أيام حتي نزلت هذه الآية (9).
ص: 74
ص: 75
ص: 76
و قال راهب لعلي عليه السّلام:اسم ولديك في التوراة شبّر و شبير،و في الإنجيل طيّب و طاب،و ذكركم في الفرقان مشهور،ثم قبّلهما و أسلم.و في حديث شكت[فاطمة] إلي النبي صلي اللّه عليه و سلّم الجوع.فقال صلي اللّه عليه و سلّم:«ألا أعلمك ما هو خير لك،قولي إذا أويت إلي فراشك:
سبحان اللّه ثلاثا و ثلاثين،و الحمد للّه...» (1)الحديث.
و في رواية:قيل:دخل النبي صلي اللّه عليه و سلّم عليها ليعودها،فبكت،فقال:«ما يبكيك؟».
فقالت:«قلة المطعم،و كثرة الهم،و شدّة السقم».فقال:«أما و اللّه ما عند اللّه خير مما ترغبين إليه» (2).1.
ص: 77
و لما حضرتها الوفاة،أمرت عليا عليه السّلام أن يضع لها غسلا،فاغتسلت و تطهرت، و دعت بأكفانها،فأتت بثياب خشنة فلبستها،و مست الحنوط،و أوصته أن لا يكشف عنها إذا فيضت-ففعل-و أن يحملها علي سرير طاهر.فقالت لها أسماء:أصنعه كما يصنعه أهل الحبشة.فعملته من جريد رطب،فلما رأتها تبسمت،و لم تكن تبسمت بعد وفاة النبي صلي اللّه عليه و سلّم،و أوصت عليا و أسماء بغسلها،و لم يعلم بموتها أحد،و توفّيت بعد النبي صلي اللّه عليه و سلّم بستة أشهر (1).
و قيل:دون ذلك (2).
و قيل:مائة يوم (3).
و قيل:أربعون يوما (4).
ثالث جمادي الآخر سنة إحدي عشرة من الهجرة (5).
و كبّر عليها العباس بن عبد المطلب أربعا،و نزل مع علي قبرها.
و دفنت ليلا عند النبي عليه السّلام.و قيل:بالبقيع في بيت الأحزان (6).
ص: 78
و عمرها تسع و عشرون سنة (1).
و تزوج علي عليه السّلام بعدها أمامة،فولدت له عدة أولاد،و قتل عليه السّلام و هي عنده، و مقامها معه ما ينيف عن عشرين سنة،و كان أصدقها معاوية أربعمائة دينار فلم تقبل، و توفّيت سنة ثمان.5.
ص: 79
و بويع عليه السّلام في دار عمرو بن محصن الأنصاري،يوم الجمعة لاثني عشرة ليلة بقين من ذي الحجة،و كان يوم قتل عثمان رضي اللّه عنه (1).
و بايعه الناس عامة يوم السبت علي منبر النبي صلي اللّه عليه و سلّم،و أول من بايعه طلحة، و كانت يده شلاّء فتطيّر منها،و علم أنه ينكث،و ذلك في سنة خمس و ثلاثين.و قيل:
كان بويع له بالكوفة سنة ثلاثين.و أول ما تكلم بعزل معاوية،فقال له العباس:هلاّ و ليته شهرا،و عزلته دهرا.فقال: «إِنِّي أَخافُ اللّهَ رَبَّ الْعالَمِينَ» .
و كانت وقعة الجمل بالبصرة سنة ست و ثلاثين،و كانت وقعة صفين بالشام سنة سبع و ثلاثين (2).
و مدة خلافته:أربع سنين و تسعة أشهر.و قيل:عشرة أشهر و يومان.و قيل:ستة أشهر.و قيل:خمس سنين إلاّ أربع أشهر.و قيل:أربع سنين و عشرة أشهر و أيام (3).
ص: 80
قال علي عليه السّلام:«عهد النبي صلي اللّه عليه و سلّم أن لا أموت حتي أؤمّر،و تخضب هذه بهذه» (1).
يعني بذلك كريمته.و قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«أشقي الأولين عاقر الناقة،و أشقي الآخرين قاتلك يا علي» (2).
و قال عبيد اللّه بن أبي رافع:شهدت عليا عليه السّلام و قد اجتمع الناس عليه حتي أدموا رجله (3).
و قال ولده الإمام الحسن:«أتيت أبي سحرا فسلمت عليه،فرد علي السلام و قال:إني بت أرقا فرأيت-و قد ملكتني عيناي-حبيبي رسول اللّه فشكوت إليه ما لقيت من أمته من الأود و اللدد،فأمرني بالدعاء فقلت:اللهم إني قد كرهتهم و كرهوني فأرحني منهم و أرحهم مني.فاستجاب اللّه دعاءه» (4).
و تفرق عبد الرحمن بن ملجم و شبيب،خلف سواري مسجد الكوفة،فلما نودي للصلاة خرج مسرعا،فأصاب ابن ملجم جبهته و وصل إلي دماغه.فقال:«لا يفوتنكم».فوثبوا عليه من كل جانب،فلما مسكوه قال لهم:«أكرموه،فإن عشت فأنا ولي دمي،إما أعفو و إما أقتص،و إن مت فألحقوه بي و لا تعتدوا،إن اللّه لا يحب المعتدين».
ص: 81
فقال:«فزت و رب الكعبة،إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه،فإذا جاء القدر خليا بينهما،و إن الأجل جنة حصينة» (1).
و استدعي بأولاده،و رغّبهم في الآخرة،و أرهبهم من الدنيا،و زهدهم فيها، و قرأ: لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلي ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ (2)و أمرهم بتقوي اللّه سرا و علانية،ثم قرأ: وَ لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللّهَ (3)و أشهدهم و من حضر أنه قد أمر الحسن و عهد إليه ما كان عليه و قال:«السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته».و لم يتكلم بعد ذلك بغير:لا إله إلاّ اللّه محمد رسول اللّه،حتي قبضة اللّه،و دفن في السحر صلوات اللّه عليه،و قتل معه أبو فضاله.و لسان حالي يقول:يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما.و قيل:كان آخر كلامه: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (4).
و أما شبيب،فوقع سيفه في الطاق فأفلت لذلك،و أرادوا بعبد الرحمن التنكيل بأنواع العذاب،فذكروا وصيته فاقتصوا.و مكث الجمعة و السبت،و توفي ليلة الأحد لإحدي عشر ليلة بقين،و قيل:خلت من رمضان سنة أربعين من الهجرة.و قيل:قتل، و قيل:جرح لتسع عشر ليلة خلت من رمضان.و قيل:قتل لسبع عشر ليلة منه،و مات من ليلته.و قيل:في سابع و عشرين منه،و قيل:طعن لإحدي و عشرين ليلة خلت منه.
و قيل:في الليلة التاسعة منه.و قيل:ليلة الثاني و العشرين منه.و قيل:قتل يوم الجمعة.
و قيل:في ليلتها في إحدي و عشرين منه.و قيل:مات في يوم الأحد منه (5).3.
ص: 82
و لبعضهم:
يذكرني ريب الزمان و فعله زمان علي في زمان معاوية
و صحب النبي صلي اللّه عليه و سلّم عشرين سنة و عاش بعده ثلاثين.و لما قتل كان مواصلا لليلتين، و المواصلة علي غير الأنبياء و الأئمة محظورة،و لم يحج أيام خلافته[لانشغاله] بالحروب إلي حين وفاته،و كان يقول في أيام مرض موته:
أشدد حيازيمك للموت فإنّ الموت يأتيك
و لا تجزع من الموت إذا حلّ بواديك (1)
غسّله الحسن و الحسين عليهما السّلام و عبد اللّه بن جعفر و ابن الحنفية،و فيه خلاف.
و كفن في ثلاثة أثواب ليس فيها قميص،و أنزلوه في قبره الحسن و الحسين و محمد بن علي و عبد اللّه بن جعفر (2).
و قيل:كان معهم عبد اللّه بن العباس.و كبّر عليه الحسن أربعا،و قيل:تسعا (3).
و اختلف في تربته؛لأنّه مات في زمن الخوارج فعمّي لذلك (4).
فقيل:هو بالرحبة عند الجامع،و قيل:بقصر الإمارة،و قيل:دفن بالغري،و قيل:
بالكناسة،و قيل:بالسدّة،و قيل:حمله الحسن و دفنه عند فاطمة.و الصحيح:أنه بالغري،في ظهر الكوفة بأرض النجف (5).
و مما ندب به:9.
ص: 83
ألا أبلغ معاوية بن حرب فلا قرّت عيون الشامتينا
قتلتم خير من ركب المطايا و أكرمهم و من ركب السفينا
و قد علمت قريش حيث كانت بأنك خيرها حسبا و دينا (1)
و عمره عليه السّلام سبع،و قيل:ثمان و خمسون سنة،و قيل:ثلاث،و قيل:أربع،و قيل:
ست و ستون.و الصحيح:خمس و ستون سنة (2).1.
ص: 84
فمن فاطمة عليها السّلام الحسن و الحسين و محسن درج صغيرا لرفسة،و قيل:لردّ باب علي صدرها،و ذلك مشهور،و بعض الناس ينكر وقوعه (1).
و زينب الصغري تزوجها عبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب.و أم كلثوم الكبري تزوجها عمر بن الخطاب و أصدقها أربعين ألفا،و قيل:مائة ألف.فهؤلاء الخمسة منها.
و ولد له من خولة الحنفية محمد الأكبر المعروف بابن الحنفية.و محمد الأصغر،و أم الحسن،و رملة،من بني الثقفية.و عبد اللّه،و العباس،و جعفر،و عثمان، أمهم أم البنين بنت خالد الكلابية.و العباس الأصغر،و عمرو،و رقية،أمهم أم حبيب التغلبية من بني خالد بن الوليد.و ولد له من أمهات أخري:أبو بكر و عبيد اللّه بن النهشلية.و يحيي بن أسماء بنت عميس الخثعمية،و أمامة،و فاطمة،و خديجة، و ميمونة،و أم سلمة،و جمانة،و أمة اللّه،و أم الكرام،و رقية الصغري،و زينب الصغري، و فاختة هي أم هاني،و أم كلثوم هي نفيسة.و زاد في الذكور شيخ الشرف (2):عبد الرحمن،عمر الأصغر،و عثمان الأصغر،و عون،و جعفر الأصغر.
و يجب أن يكون له رقية الكبري،و زينب الكبري،بنتا فاطمة.و الجملة خمسة
ص: 85
و ثلاثون نفسا:ثمانية عشر رجلا،و سبع عشر امرأة.و لم يحتسبوا بالمحسن فإنّه ولد ميتا (1).
و هذه أصح الروايات في أولاده عليهم السّلام.فالمعقب منهم:الحسن،و الحسين، و محمد بن الحنفية،و العباس،و عمر.و درج منهم في حياته ستة نفر،و ورثه منهم ثلاثة عشر،و قتل منهم في الطف ستة.و قيل:كان أولاده أربعة عشر ذكرا و خمسة عشر أنثي.و قيل:أربعة عشر ذكرا و خمسة عشر أنثي.و قيل:جملتهم اثني عشر ولدا.
و قيل:عشرون ذكرا و تسعة عشر أنثي فذلك تسعة و ثلاثون.و قيل:سبعة و عشرون.
و قيل:ثمانية عشر (2)و علي الأول أعوّل.و توفي عن أربع زوجات،و هن:أمامة بنت [أبي]العاص،و ليلي التميمية،و أسماء بنت عميس،و أم البنين الكلابية (3).
قال المصنف:رأيت سحرا في الواقعة قائلا يقول لي:تريد أن تعلم سر الوجود بعد النبي عليه السّلام.فقلت:نعم.فقال:هو الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام.1.
ص: 86
ص: 87
ص: 88
كنيته:أبو محمد (1).
لقبه:الزكي،و الأمين،و السبط،و سيد شباب أهل الجنة،و المصلح بين الأمة، سليل الهدي،حليف أهل التقي،و ابن سيدة النساء،و رابع أهل العباء.ولد في رمضان سنة ثلاث من الهجرة بالمدينة.و هي الأصح من الروايات (2).
و قيل:ولد نصف شعبان.و قيل:لخمس خلون منه سنة أربع بعد غزاة أحد بسنة.و قيل:لسنتين (3).
و لما ولد الحسن سماه علي باسم عمه حمزة،و سمي الحسين باسم عمه جعفر،فقال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«أمرت أن أسمي ابني هذين حسنا و حسينا» (4)و أمر بحلق رأسيهما يوم السابع.و خلّقه و قال:«الدم من فعل الجاهلية» (5)و تصدق بزنته فضة، و عق عن كل واحد بكبشين أملحين،و قيل:كبش،و أذّن في أذنيهما اليمني،و أقام الصلاة في أذنيهما اليسري،و حنّكهما بتمر،و سمّاهما فيه (6).
و قال علي في رواية:«لما ولد الحسن سميته حربا».فقال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«هو
ص: 89
الحسن».«و لما ولد الحسين:سميته حربا».فقال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«هو الحسين».«و لما ولد محسن:سميته حربا».فقال عليه السّلام:«هو محسن،إنما سميتهم بأسماء ولد هارون شبرا و شبيرا و مشبرا» (1).
و بين ولادة الحسن و الحسين طهر (2).
و قيل:خمسون ليلة (3).
و قيل:سنة و عشرة أشهر.لست سنين و خمسة أشهر و نصف من الهجرة (4)، و هي رواية بعيدة.أقام مع رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم سبع سنين،و صحب أباه ثلاثين سنة (5)، و روي عنه أحاديث عدة.
و قال البراء بن عازب:رأيت رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم واضعا الحسن و الحسين علي عاتقيه،و هو يقول:«اللهم إني أحبّهما فأحبّهما» (6).
و في رواية:«بأبي و أمي هما و أبوهما،من أحبني فليحبهما» (7).
و في رواية:أنه قبّل سرّته و قال:«اللهم إني أحبه فأحب من يحبه»ثم حمله (8).
ص: 90
و كان الحسن يشبه النبي صلي اللّه عليه و سلّم في النصف الفوقاني من كريمته إلي سرّته، و الحسين يشبه النصف التحتاني من سرّته إلي قدمه (1).
و دعاء القنوت يروي عن الحسن:[أنه]خرج مع النبي صلي اللّه عليه و سلّم إلي صلاة العيد، فسرّ به حتي أثّر في وجهه،و كبّر النبي صلي اللّه عليه و سلّم فكبر الحسن سبعا و أمسك،فقرأ النبي عليه السّلام و ركع،ثم قام إلي الثانية فكبّر النبي و كبّر الحسن خمسا فأمسك،فقرأ النبي عليه السّلام.
فأصل التكبير في العيدين الحسن عليه السّلام (2).
و لما عثر تلقاه النبي،و وضعه في حجره و قبّله و قال:«إن الولد فتنة».فقال الأقرع:لي عشرة أولاد ما قبّلت يوما أحدهم.فقال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«من لا يرحم لا يرحم» (3).
و قال أبو هريرة:رأيت رسول اللّه يمصّ لعاب الحسن و الحسين كما يمصّ الرجل التمرة (4).
و حجّ الحسن خمسة عشر حجة (5).
و قيل:خمسا و عشرين ماشيا،و الجنائب و الركائب تقاد معه.و خرج من ماله مرتين،و قاسم اللّه تعالي بماله ثلاثا،حتي كان يعطي شيئا و يمسك مثله (6).
و فقد الناس لموته خيرا كثيرا.و كان يأتي النبي و هو صغير،فيفرّج له بين6.
ص: 91
رجليه ليخرج من الجانب الآخر عند ركوعه (1).
و من كلامه عليه السّلام:«يا بني من ادعي العبودية و له مراد باق فهو كاذب،و عليك بدوام الشهود للملك المعبود».
و إنّي لأرجو اللّه حتي كأنني أري بجميل الظن ما اللّه صانع (2)
«و إياك و معاداة الرجال فإنك لا تعدم مكر حليم أو مبادأة جاهل (3)،و من عاتب في كل ذنب أخاه فحقيق به أن يقلاه،و من صحت مودته احتملت جفوته،و ليس من المودة أن تحب ما يبغضه صديقك،و خير الناس من[انتفع به]،و لقد تركتني معرفة الناس فردا،و من أكثر من الاجتماع ملّته الطباع» (4).
و طول مقام المرء في الحي مخلق لديباجتيه فاغترب تتجدد
فإني رأيت الشمس زيدت محبة إلي الناس إذ ليست عليهم بسرمد (5)
رأيت الإمام الحسن في الواقعة و كأنّه يعلمني أشياء منها:اخرج عن الوجود و قد بلغت المقصود.
ص: 92
بويع في رمضان سنة أربعين،و أول من بايعه قيس بن سعد بن عبادة،و كان علي مقدمة أهل العراق،و كانوا أربعين ألفا.و سار الحسن إلي الشام فكان مع قيس المذكور عشرة آلاف،و مع عبد اللّه بن العباس كذلك،و مع قثم بن العباس كذلك،و مع الحسين بن علي بن أبي طالب كذلك،و هؤلاء كانوا مقدمة عسكر الحسن،و كان مع الحسن مائة ألف فارس،و لما وصل الحسن إلي قنطرة ساباط وثب عليه الجرّاح الأسدي (1)فضربه علي فخذه بمعول كان بيده و قال له:يا مذل المؤمنين،أتريد أن تلحد كما ألحد أباك من قبل؟
و نزل بالمدائن،و تداوي للضربة أربعين يوما،و بعث إليه معاوية بكيس مملوء من كتب أصحابه يتضمن:أنك إذا التقيتنا سلّمنا الحسن بعنقه،و علم الحسن أنهم يخذلونه،فأجاب معاوية للصلح،فكان معاوية يعطيه لذلك في كل سنة مائة ألف دينار غير الهدايا و التحف.و قيل:إنه اجتمع به و صالحه في شهر ربيع الأول سنة إحدي و أربعين.فمذهب الشيعة:أنه إمام منصوص عليه،فلا يجوز له أن يخلع نفسه، و لا صحّ عندهم أنه فعل ذلك.و قال الجمهور:إنه رأي من المصلحة حفظ نفسه و أهله فخلع نفسه من الخلافة طلبا لصلاح المسلمين،و أسقط حقه للّه رب العالمين (2).
ص: 93
فكان مبلغ خلافته ستة أشهر و أياما،و بها تمت ثلاثون سنة لقول النبي صلي اللّه عليه و سلّم:
«الخلافة بعدي ثلاثون ثم تصير ملكا» (1).هي
ص: 94
فكان مولد أبي بكر رضي اللّه عنه بعد الفيل بسنتين و أربعة أشهر إلاّ يومان و قيل:بثلاث سنين (1)،و بويع يوم وفاة النبي لأربع عشر ليلة من شهر ربيع الأول من سنة إحدي عشر (2).
و اختلف في ولايته،فقيل:سنتين و نصف،و قيل:سنتين و أربعة أشهر،و قيل:
سنتين،و قال الحسن البصري:ولي عشرين شهرا.و قيل:سنتين و ثلاثة أشهر و ثمانية أيام (3).
و اختلف في وفاته،فقيل:يوم الإثنين لثمان بقين من جمادي الآخر سنة ثلاث عشرة من الهجرة،و قيل:ليلة الثلاثاء،و قيل يوم الجمعة لتسع بقين من الشهر (4)، و عمره إذ ذاك ثلاث،و قيل:خمس و ستون،و كان أسن من النبي صلي اللّه عليه و سلّم،و قيل بقدر سني خلافته.و كان مولد عمر رضي اللّه عنه قبل الفجار الأعظم الأخير بأربع سنين (5).
و بويع سنة ثلاث عشر من الهجرة (6).
ص: 95
و اختلف في ولايته،فقيل:عشر سنين،و قيل:عشرة و خمسة أشهر،و قيل:ستة أشهر و أربعة أيام،و قيل:عشرة أيام،و قيل:عشر سنين و خمسة أشهر و أحد و عشرون ليلة من متوفي أبي بكر علي رأس اثنين و عشرين سنة و تسعة أشهر و ثلاثة و عشرين يوما من الهجرة (1).
و طعن يوم الأربعاء،فمكث ثلاثا،و قيل:توفي فيه،و قيل:في ليلته لأربع ليال بقين من ذي الحجة سنة ثلاث و عشرين.و دفن يوم الأحد غرّة المحرم و عمره إذ ذاك ستون سنة،و قيل:أحد،و قيل:ثلاث،و قيل:خمس،و قيل:ست و ستون (2).
و كان مولد عثمان رضي اللّه عنه بعد النبي صلي اللّه عليه و سلّم بسنتين.و بويع يوم الإثنين الثالث من موت عمر رضي اللّه عنه غرة المحرم.
و مدة ولايته إثنا عشرة سنة غير إثنا عشر يوما (3).
و قتل يوم الجمعة،و قيل:الأربعاء لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة أربع و عشرين،و قيل:سنة خمس،و قيل:أول سنة خمس و ثلاثين،و قيل:أول ست و ثلاثين.و كان صائما،و أول قطرة وقعت من دمه و هو يقرأ في المصحف علي قوله:
فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (4) (5) .
و كان عمره اثنين و ثمانين سنة،و قيل:سبع،و قيل:ثمان و ثمانون سنة،و قيل:
خمس و تسعون (6).
و خلافة أمير المؤمنين علي عليه السّلام قد ذكرت أولا،و بها تمت الثلاثون فلا نعيده ثانيا.9.
ص: 96
و قيل:إن الحسن سمّ أربع مرات (1)،فمات عليه السّلام في آخرهن.و كانت مدة مرضه أربعين يوما (2)،و أوصي إلي الحسين عليه السّلام أن يدفنه مع جده إلاّ أن يخاف إهراق محجمة،فلما توفي أراد أن يعمل بالوصية فمنعه مروان حتي كادت الفتنة أن تقع، و أبي الحسين إلاّ أن ينفذ الوصية،فكلمه عبد اللّه بن جعفر،و المسور بن مخرمة الزهري،و دخلوا عليه في ذلك،فدفنه ببقيع الغرقد في قبة العباس.و صلي عليه سعيد ابن العاص و كان والي المدينة،فقال له الحسين:لو لا السنّة لما قدمتك (3).
و كان الحسن و الحسين يخضبان بالسواد (4).
و توفي لخمس ليال خلون من ربيع الأول سنة خمسين.و قيل:سنة تسع و أربعين.و قيل:سنة ثمان و خمسين.و قيل:سنة خمسين.و قيل:سنة إحدي و ستين
ص: 97
من الهجرة.و قيل:توفي سنة اثنين و خمسين (1).
و عمره أربع،و قيل:ثمان و أربعون سنة (2).
و رثاه النجاشي:
يا جعد بكيه و لا تسأمي بكاء حق ليس بالباطل
علي ابن بنت الطاهر المصطفي و ابن ابن عم المجتبي الفاضل (3)
[نقش خاتمه عليه السّلام]:و كان نقش خاتمه:اللّه اكبر و به أستعين (4).
و رأي عليه السّلام عيسي في المنام فقال له:يا روح اللّه إني أريد أن أتخذ خاتما.فقال له:فليكن فضة،و فصّه عقيقا،و اكتب عليه:لا إله إلاّ اللّه الملك الحق المبين فإنّه أمان من الفقر (5).
و هم ستة عشر ولدا منهم خمس بنات.فالرجال:زيد،و الحسن، و الحسين الأثرم،و طلحة،و إسماعيل،و عبد اللّه،و حمزة،و يعقوب،و عبد الرحمن، و أبو بكر،و عمر.و البنات:فاطمة،و أم الخير رملة،و أم الحسين،و أم سلمة،و أم عبد اللّه.
و هذه أصح الروايات (6).
ص: 98
ص: 99
ص: 100
و كانت كنيته:أبا عبد اللّه (1).
و لقبه:السبط،و سيد شباب أهل الجنة،و الشهيد،خامس أصحاب الكساء، و عمّه ذو الجناحين الطائر في الهواء،غذته أكف النبوة،و نشأ في حجر الإسلام، و أرضع علي ثدي الإيمان،يشبه الرسول صلي اللّه عليه و سلّم من عنقه إلي كعبه خلقا و لونا.ولد لخمس ليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة (2).
و بينه و بين أخيه شهر،و مدة حمله ستة أشهر،و لم يولد كذلك إلاّ عيسي بن مريم عليه السّلام.أقام مع جده النبي عليه السّلام سبع سنين إلاّ ما كان بينه و بين أخيه.و أرضعته أم الفضل زوجة عم أبيه العباس بن عبد المطلب بلبن قثم (3).
و كان تقيا نقيا في طاعة اللّه،مجدّا،قويا،ذا لسان و بيان و نجدة و جنان،قال فيه الفرزدق:
يغضي حياء و يغضي من مهابته فما يكلم إلاّ حين يبتسم (4)
ص: 101
و حج بيت اللّه خمسا و عشرين حجة ماشيا (1).
و تختم في يساره (2)،و خضب بالوسمة (3)،و قيل:بالحناء و الكتم (4).
و قال فيه النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«حسين مني و أنا منه-و قيل:أنا من حسين-أحب اللّه من أحب حسينا،حسين سبط من الأسباط» (5).
و لما اجتمعوا لقتله عليه السّلام ركب و وضع المصحف في حجره فلم يزدهم ذلك إلاّ تهجما و إقداما.قال له الشمر:أبشر بالنار تردها الساعة.فقال:«بل أبشر برب رحيم كريم و شفيع مطاع،فمن أنت؟»فقال:شمر بن ذي الجوشن.فقال:«اللّه أكبر قال جدي رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم:إني رأيت كلبا أبقع يلغ في دماء أهل بيتي» (6).
و روي الخطيب في تاريخه يرفعه إلي ابن عباس:رأيت فيما يري النائم النبي صلي اللّه عليه و سلّم نصف النهار و بيده قارورة فقلت:ما هذه؟فقال:دم الحسين و أصحابه.
فحسبنا ذلك فإذا هو اليوم[الذي]قتل فيه (7).
ص: 102
و قال النبي عليه السّلام:أتاني جبرئيل بالتربة التي يقتل عليها،و أخبرني أن أمتي يقتلونه.ثم بكي و قبله،و قيل:أراه ترابا من الطف.و التحم القتال بينهم،و كان أول قتيل من آل أبي طالب علي الأكبر ابن الحسين بن علي (1)،و كان معهم الحسين بن الحسن ابن علي-في سائر الروايات في سنة إحدي و ستين من الهجرة-و حمل من المعركة جريحا،و أرادوا قتله فمنعهم أسماء بن خارجة و قال:دعوه لخاله أسماء.و قاتل زهير و قال:
أقدم هديت هاديا مهديا فاليوم تلقي جدك النبيا
و حسنا و المرتضي عليا
و اشتد عطشهم فجاء الحسين ليشرب فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فيه،فالتقي الدم و رفعه إلي السماء و قال:«اللهم أحصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تذر [علي]الأرض منهم أحدا».
و قال:«إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل».
فلم يزدهم ذلك إلاّ طغيانا.
و لست أبالي حين أقتل مسلما علي أي جنب كان للّه مصرعي (2)
و لما رأوا أصحابه أنهم لا يقدرون علي الامتناع و لا الهرب تنافسوا في أن يقتلوا دونه،فقاتلوا حتي قتل أكثرهم،و ينكشفون أمامه كانكشاف المعزي إذا شدّ فيها الذئب.و ناداهم الشمر:ويلكم كم تحيدون عنه أقتلوه ثكلتكم أمكم.فحملوا عليه من كل جانب حتي ألقوه و احتزّ الشمر كريمه،فوجد فيه ثلاثا و ثلاثين طعنة و أربع و عشرين ضربة،و الصحيح أنها سبعون جراحة.إن الذي يحاسب بدمه لخفيف الميزان عند اللّه تعالي يوم القيامة (3).6.
ص: 103
و سلب و نهب حتي الذي في قدمه،و لم يكفهم ذلك حتي داسوه بخيولهم، و لم يعلم ظهره من صدره.
فلأبكين علي الحسين بعبرة و علي الحسن (1)
و قتل معه اثنان و سبعون رجلا،و دفنوه أهل الغاضرية من بني أسد،و دفنوا جثث أصحابه بعده بيوم.و سبوا أخواته و بناته و أولادهم،و كان علي بن الحسين الأصغر مريضا،فلما وصلوا مصرعه اشتدّ عويلهم.و احتزوا رؤوس أصحابه و رفعوها معهم علي الأسنّة،فلما أحضروا كريمه عند يزيد و كان عنده ولده فنكت ثناياه بالقضيب،و قيل:هو الذي نكتها.فقال له أبو بردة الأسلمي:طالما رأيت رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم يقبّلها،و سيأتي يوم القيامة و شفيعه جدّه،و تأتي و شفيعك زياد و الشمر.فأمر بحبسه.
و قالت زينب الصغري:
ماذا تقولون إن قال النبي لكم ماذا صنعتم و أنتم آخر الأمم
بأهل بيتي و أنصاري و ذي رحمي منهم أساري و منهم ضرجوا بدم
ما كان هذا جزاي إذ نصحت لكم أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي (2)
و العجب أن يزيد مات عن عشرين غلاما و ليس اليوم من عقبه أحد.و كل العجب أن الحسين عليه السّلام لم يخلّف سوي زين العابدين و نشر اللّه ذريته (3).
و اتصلت هذه المصيبة بالبلاد فكثر فيها النوح و التعداد.و بكي الحسن البصري حتي اختلج جنبه و قال:وا ذلاه لأمة قتل ابن دعيها ابن نبيها (4).
و رد كريمه إلي دمشق:و دفن في دار الإمارة،و قيل:في المقبرة.و لطمن نساء معاوية و بناته لما رأين كريمه الشريف فأنشد يزيد:
يا صيحة تحمد من صوايح ما أهون الموت علي النوايح4.
ص: 104
و قيل:كان الذي قتل الحسين عليه السّلام سنان بن أنس النخعي،و أجهز عليه خولي بن يزيد الأصبحي ليحزّ كريمه ففعل و أتاه به و قال:
أوقر ركابي فضة و ذهبا إني قتلت الملك المحجبا
و أشرف العالم أما و أبا
فقال له يزيد:إذا كان هذا اعتقادك فلم قتلته؟ثم أمر بقتله.و كان عنده علي بن الحسين،و هو مريض و عمره ثلاث و عشرون سنة فقال له يزيد: لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً (1)قد كنّا نرضي من طاعتكم بدون هذا و إن والدك ظلمني و قطع رحمي فقاتله اللّه.فقرأ علي عليه السّلام قوله تعالي: ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي أَنْفُسِكُمْ (2)الآية.فقرأ يزيد: وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ (3)(4).
فأنشده علي عليه السّلام:
و كل حصن و إن طالت سلامته علي دعائمه لابد مهدوم (5)ب.
ص: 105
و احمرّت السماء و الأرض لقتله عليه السّلام،و قيل:دام الإحمرار خمسة عشر يوما حتي ظنّ الناس أن العذاب قد أحاط بهم (1).
و قيل:إنه لم يرفع حجر بالشام إلاّ ورأي الدم تحته (2).
و ناحت عليه الجن و الإنس (3).
و كان العبد الفقير المؤلف في أيام مجاورته بمكة يتردد إلي مولد النبي صلي اللّه عليه و سلّم و مولد علي و فاطمة عليهما السّلام في كل يوم بعد الطواف و قبله،فشاهد يوم عاشوراء عند موالدهم ظلاما،و وجد في نفسه قبضا،فلم يشك أنه لقتل الحسين عليه السّلام.و قال عكرمة:سمع يوم قتله عليه السّلام بالمدينة صوت لا يري شخصه يقول:
أيها الجاهلون قتل الحسين أبشروا بالخلود و التنكيل
كل أهل السماء يدعو عليكم [من نبي و مرسل و مقيل] (4)
قد لعنتم علي لسان سليمان و موسي و صاحب الإنجيل (5)
و قال سليمان بن قتة الخزاعي أبياتا منها:
ص: 106
مررت علي أبيات آل محمد فلم أر من أمثالها حيث حلّت
و كانوا رجاء ثم عادوا رزية لقد عظمت تلك البلايا و جلّت
و إن قتيل الطف من آل هاشم أذلّ رقابا من قريش فذلت
ألم تر أن الأرض أضحت مريضة لفقد حسين و البلاد اقشعرت
و قد أعولت تبكي السماء لفقده و أنجمنا ناحت عليه و صلّت (1)
و قتل عليه السّلام عاشر المحرم يوم الجمعة،و قيل:السبت (2).
سنة إحدي،و قيل:اثنين و ستين،و قيل:ثمان،و قيل:تسع و خمسون.
و الصحيح:سنة إحدي و ستين (3).
و كان عمره:خمسا،و قيل:ست و خمسون،و قيل:سبع،و قيل:ثمان و خمسون.
و الصحيح:أن عمره سبع و خمسون (4).
نقش خاتمه:توكلت علي الحي الذي لا يموت (5).
فالذكور أربع:علي الأكبر الشهيد معه في الطف-و من الناس من ينكر قتله و ليس بصحيح-و جعفر،و علي الأصغر لم يرث الحسين عليه السّلام غيره، و العقب منه فحسب،و عبد اللّه استشهد معه.و البنات اثنتان:فاطمة و أمها أم اسحق بنت طلحة،و سكينة و أمها أم الرباب (6).و قيل:كان له زينب (7)،و الأول أصح.
ص: 107
ص: 108
ص: 109
ص: 110
لقبه:زين العابدين،و ذو الثفنات (1).
و له روايات كثيرة عن أبيه و جده.و كنيته:أبو محمد،و أبو الحسن،و أبو بكر (2).
و الأول أصح.
و هو قدوة المحققين،و سيد العارفين،و كان شديد الورع،دائم العبادة،يخفي البر و يفعله علي الفقر.
مولده:بالمدينة سنة ست و ثلاثين (3).
و قيل:ثمان و ثلاثون من الهجرة قبل وفاة الإمام علي بسنتين (4).
و الصحيح:سنة ثلاث و ثلاثين لسنتين بقيتا من أيام عثمان بن عفان رضي اللّه عنه سنة وقعة الجمل (5).
أمه:شاه زنان بنت ملك قاشان (6).
و قيل:غزالة من بنات كسري بن يزدجرد (7).
و كانت صالحة طاهرة لا تأكل الفاكهة إلاّ و هي مغطاة الرأس لئلا تمتد يده إلي ما
ص: 111
مدت إليه عينها،نهبت من فتح المدائن،و نقلها عمر رضي اللّه عنه إلي الحسين عليه السّلام.و كان من همّة هذا الإمام أن قضي عن أبيه بضعة و سبعين ألف دينار دينا،فهجر النساء و لم يشبع من شيء حتي أدّاها (1).
فإذا كان أراد الصلاة،و قيل:الوضوء،و قيل:الطواف،أخذته رعدة،فقيل له في ذلك.فقال:«أستعظم من أريد الوقوف بين يديه؛لقول جدي صلي اللّه عليه و سلّم:المصلي مناجي ربه، فلينظر أحدكم من يناجي» (2).
و انتهي في بعض سياحاته إلي حائط فقال لصاحبه:«يا أبا حمزة جلست عنده يوما و أنا مفكّر،فإذا رجل حسن الوجه و الثوب ينظر في وجهي ثم قال:أتحزن علي الدنيا،و هو رزق حاضر يأكل منه البر و الفاجر؟فقلت:كلا.فقال:أعلي الآخرة،و هو وعد صادق يحكم فيها ملك قاهر؟فقلت:كلا فقال:ممّ فكرك؟فقلت:أتخوّف من فتنة ابن الزبير.فقال:هل سمعت أو رأيت من توكل علي اللّه فخذله؟أو سأله فمنعه؟أو وقف علي بابه فردّه؟قلت:كلا.ثم غاب كأن لم يحضر،فسألت عنه فقيل لي:هو الخضر عليه السّلام» (3).
و قال الزهري:ما رأيت أعلم منه و لا أدين (4).
و لقد رأيته و قد أثقله عبد الملك بن مروان بالحديد،و رفعه من المدينة إلي الشام،و وكّل به حفظة،و لم أطق الصبر عنه،فتوصلت إلي زيارته،فرأيته في شدّة من
ص: 112
الضيق و الحديد فغمّني ذلك.فقال:«طب نفسا،فلو شئت بعون اللّه لما كان،و إني لأعتبر و أتذكر ما أعدّ اللّه لمخالفيه من أليم العذاب و العقاب في الدار الآخرة و الحمد للّه علي كل حال».ثم بلغني بعد أيام أن الحفظة طلبوه فلم يجدوه،و رأوا الحديد مكانه،و اجتهدوا في طلبه فلم يروه (1).
و من كلامه عليه السّلام:«إن الجسد إذا لم يمرض أشر،و لا خير في جسد يأشر (2)، استعذ باللّه من شرار الناس،و القلب يمتحن بالقلب،و الهجر مفتاح السلوة،و من عاشر الإخوان بالمكر كافأوه بالغدر».
و من إسناده،قال:«إذا كان يوم القيامة نادي مناد في عرصاتها:ليقم أهل الفضل.
فيقوم ناس من ناس،فيؤمر بهم إلي الجنة فتلقاهم الملائكة و يقولون:لا جنّة قبل الحساب.فمن أنتم؟قالوا:أهل الفضل.فيقولون:و ما فضلكم؟قالوا:كنّا إذا جهل علينا حلمنا،و إذا ظلمنا غفرنا،و إذا أسيء إلينا صبرنا.فيقال:ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين.ثم ينادي مناد:ليقم أهل الصبر...-الحديث المقدم ذكره (3)-فيقولون:صبّرنا أنفسنا لأوامر اللّه و طاعاته،و زجرناها عن معاصيه و مخالفته.فيقال:ادخلوا الجنة لا خوف عليكم اليوم و لا أنتم تحزنون.ثم ينادي مناد:ليقم أهل اللّه و جيرانه...الحديث.
فيقولون:كنّا نتزاور في اللّه،و نتحابب في اللّه،و نجالس للّه،و نهجر للّه،و لا نري إلاّ اللّه تعالي.فيقال:ادخلوا جنات و نهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر» (4).
و من إسناده:«لا يقولنّ أحدكم اللهم تصدّق علي؛فإنما الصدقة علي المذنب،
ص: 113
و لكن كونوا من أهل اللّه،و قولوا:اللهم ارزقنا الجنّة» (1).
و كان الفقهاء يتكلمون في الصوم،[فيجيبهم بأن الصوم] (2)علي أربعين وجها يضيق المختصر عنها (3).
و لاموه علي كثرة بكائه.فقال:«إن يعقوب عليه السّلام فقد سبطا من ولده فبكي عليه و لم يتحقق موته،و قد نظرت إلي أربعة عشر من أهلي قتلوا في يوم واحد و لم استشهد معهم» (4).
و من مناجاته في الليل:«اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي،و تقبح في خفاياها سريرتي،إلهي كما أسأت و أحسنت إلي،فإذا عدت عد علي» (5).
«اللهم إن قوما عبدوك رهبة فتلك عبادة العبيد،و آخرين[عبدوك]رغبة فتلك عبادة التجار،و قوما عبدوك مخلصين لوجهك فتلك عبادة الأحرار» (6).
[قال المؤلف:]اللهم اجعلني منهم و ألحقني بهم إنك علي كل شيء قدير.
و لما حج هشام بن عبد الملك أراد أن يقبّل الحجر من غير حجاب فلم يقدر،فلما جاء زين العابدين تفسّحوا له من غير قصد،فقبّله ثلاثا و دعا عنده.و لعل جاهلا ينكر هذا،و لقد رأيت ذلك عيانا يوما واحدا في مدة مجاورتي،و قد انفرج الناس يمينا و شمالا مع ازدحامهم عليه،و كان الحجر قد دنا منّي و منع وصول غيري إليه،و عند اللّه صفتي و لا أصلح أن أكون أحد عبيده،فكيف بذاك السيد الكريم الجار،الوافي
ص: 114
الفخار،و للفرزدق فيه:
هذا ابن خير عباد اللّه كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم
هذا الذي تعرف البطحاء و طأته و البيت يعرفه و الحل و الحرم
من معشر حبهم دين و بغضهم كفر و قربهم منجا و معتصم
إذا رأته قريش قال قائلها إلي مكارم هذا ينتهي الكرم
مقدّم بعد ذكر اللّه ذكرهم في كل برّ و مختوم به الكلم
فغضب عليه هشام و حبسه بعسفان بين مكة و المدينة،فبلغ ذلك زين العابدين فأرسل بأثني عشر ألف درهم،و اعتذر لقلتها (1).
و توفي عليه السّلام سنة تسعين،و قيل:أربع و تسعين (2).
و دفن بالبقيع في قبة العباس عليهما السّلام.و كان عمره ستا و خمسين سنة،و قيل:
ستون (3).
و نقش خاتمه:الأمر كله للّه (4).
و أولاده:تسع ذكور و سبع إناث (5).
و الصحيح:إن الذكور أحد عشر و البنات تسع (6).
فالرجال:محمد الباقر،و الحسن،و عبد اللّه الباهر و سمي بذلك لحسنه.
ص: 115
و الحسين الأكبر،و القاسم،و الحسين الأصغر أمه أم عبد اللّه،و قيل:أم ولد و كانت رومية تدعي عنان،و زيد،و عمر الأشرف-قال له يزيد:يا عمر أتصارع ولدي؟فقال:
ما أحسن الصراع،و لكن أعطني سيفا و له آخر،فإما يقتلني فألحق بأبي و جدي،و إما أقتله فيلحق معاوية و أبا سفيان.فقال يزيد:ما تلد الحية إلاّ حويّة.و أراد قتله فقال:
انظروا هل اخضرّ إزاره.فنظروه فلم يكن قد اخضرّ فتركوه (1).
و زيد الشهيد المقدّم ذكره و عمر الأشرف أمهما جيداء،و سليمان،و عبد الرحمن،و علي.و بناته:أم الحسن،و أم موسي،و كلثم،و عبدة،و مليكة،و عليّة، و فاطمة،و سكينة،و خديجة.و أعقب من ولده ستة:محمد الباقر،و عبد اللّه الباهر، و زيد،و الحسن الأصغر،و عمر الأشرف،و علي بن علي.و هو الصحيح،و إليهم ينتهي أنساب الحسينية (2).4.
ص: 116
ص: 117
هو العبد الذاكر،الخاشع الصابر،ذو النسب الطاهر،و الدين الوافر،الملقب بالشاكر،من سلالة النبيين،و عترة المرسلين،الواسع العلم،الوافر الحلم.كان مولده بالمدينة في صفر أيام معاوية في سنة سبع و خمسين (1).
و قيل:سنة ست و خمسين (2).
و أمه:فاطمة بنت الحسن،و كانت حسنية (3).
و الصحيح:أن أمه أم عبد اللّه بنت الحسن (4).
و هو أول من اجتمع له ولادة الحسن و الحسين عليهما السّلام.
سماه رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم الباقر،و أهدي إليه سلامه علي لسان جابر بن عبد اللّه و قال له:«إنك لتعمر حتي تدرك رجلا من أولادي اسمه اسمي يبقر العلم بقرا،فإذا رأيته فاقرأه مني السلام» (5).
و لما وفد زيد بن علي علي هشام بن عبد الملك فقال له:ما فعل أخوك البقرة؟
ص: 118
فقال:سماه رسول اللّه الباقر،و تسميه البقرة!و اللّه لتخالفنه في القيامة،فيدخل الجنة و تدخل النار (1).
و للّه[درّ]القائل:
يا باقر العلم لأهل التقي و خير من لبّي علي الأجبل (2)
«و إياكم و الخصومة،فإنها تفسد القلب و تورث النفاق (3).
و لا عبادة أكمل من الورع،و عفة البطن و الفرج،و ما[من]شيء أحب إلي اللّه تعالي من التضرع إليه،و الدعاء،و البكاء،و الإنابة،و لا يدفع القضاء إلاّ الدعاء،و أسرع الخير ثواب البر،و أسرع الشر عقوبة البغي،و كفي بالمرء عيبا أن يبصر من الناس ما يعمي عنه من نفسه،و أن ينهاهم بما لا يستطيع أن ينتهي عنه من نفسه،و أن يؤذي جليسه،أو جاره بما لا يعنيه،إنما الدنيا كمنزل في طريق،أو كمال أصابه في المنام» (4).
إنما الدنيا كظل زائل أو كضيف بات ليلا و رحل (5)
و من كلامه عليه السّلام:«الإيمان ثابت في القلب،و اليقين خطرات» (6).
ص: 119
و قال:«ما دخل قلب امريء شيء من الكبر إلاّ نقص من عقله مثل ما دخل» (1).
و قال:«من أعطي الخلق و الرفق،فقد أعطي الخير و الراحة في الدنيا و الآخرة، و من حرمهما كان ذلك سبيلا إلي كل شر،إلاّ من عصمه اللّه» (2).
و قال:«مما أوصاني أبي:أن لا أصحب خمسة:الفاسق،و البخيل،و الكاذب، و الأحمق،و قاطع الرحم ملعون في ثلاثة مواضع من كتاب اللّه تعالي» (3).
و لأبي الطيب المتنبي:
كثير حياة المرء مثل قليلها يزول و باقي عيشه مثل ذاهب
«و من نظر بعين العقل رأي العواقب قبل بواديها فلم يجزع،من رضي باليسير من الرزق،رضي اللّه عنه باليسير من العمل،و من زهد في الدنيا كثر إيمانه و نطق بالحكمة لسانه».
و قال الإمام عليه السّلام:«ما يري فقهاء العراق في قوله تعالي: وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها (4)»الآية.
فقالوا:رأي صورة يعقوب عليه السّلام عاضا علي إبهامه.
فقال:«كلا،البرهان ما حدثني أبي عن جدي الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب عليه السّلام:أنهما لما أرادا ذلك،قامت زليخة إلي صنمها المكلل بالدر و الياقوت فسترته بثوب أبيض و قالت له:أستحي من إلهي أن يراني علي معصية.فقال:أتستحين ممن لا يعلم و لا يعقل و لا يخلق،و لا أستحي ممن يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصدور القائم علي كل نفس بما كسبت،ثم خرج هاربا علي وجهه» (5).1.
ص: 120
و من إسناده،ما رفعه إلي أبيه و أجداده:«إن اللّه تعالي قال:أنا اللّه الذي لا إله إلاّ أنا فاعبدون،من جاءني منكم مخلصا بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه دخل حصني،و من دخله أمن عذابي» (1).
و من مناجاته عليه السّلام في الليل:«إلهي أمرتني فلم أئتمر،و زجرتني فلم أنزجر، ها أنا عبدك بين يديك يعتذر من غفلته عنك،و قد هرب إليك» (2).
و توفي بالمدينة أيام هشام يوم الاثنين خامس رجب.و قيل:في ربيع الآخر سنة أربع عشر،و قيل:سنة عشرين و مائة (3).
و دفن مع أبيه و عمه في قبة العباس.
واري البقيع محمدا للّه ما واري البقيع
من نائل و يد و معروف له النسب الرفيع (4)
و عمره:خمس،و قيل:ثمان و خمسون،و قيل:خمس،و قيل:ثمان و ستون.
الصحيح:سبعة و ستون إلاّ شهر (5).
و نقش خاتمه:العزة للّه (6).
ص: 121
و أولاده:الذكور ستة،و البنات ثلاث (1).
فالرجال:جعفر الصادق،و عبد اللّه أولد و مات و أمهما أم فروة ابنة القاسم بن أبي بكر،و أمها أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر،فكان أبو بكر بن[أبي] قحافة رضي اللّه عنه ولد الصادق مرتين،فلهذا قال جعفر:«ولدني ثلاثة لا يفتخر مثلهم أحد، ولدني رسول اللّه عليه السّلام و علي و أبو بكر».
و له:إبراهيم،و عبيد اللّه أمهما أم حكيم بنت أسيد بن المغيرة الثقفية.و علي كان له بنت.و زيد.فكل من انتسب إلي محمد الباقر من غير ولد جعفر الصادق فهو كاذب؛لأنه يقال له:عمود الشرف.و إليه ينتسب الجعفرية لقولهم بالإمامة (2).
و بناته:أم سلمة،خرجت إلي الأرقط فولدت له إسماعيل.و زينب لأم ولد.
و زينب الصغري،خرجت إلي عبيد اللّه بن محمد بن عمر بن علي عليه السّلام.5.
ص: 122
ص: 123
ص: 124
كنيته:أبو عبد اللّه (1).
لقبه:الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين السبط بن علي عليهم السّلام.و كان عالما،مقبلا علي العبادة،كثير البكاء و الخضوع،مؤثرا للعزلة،كئيبا حزينا،معرضا عن الرئاسة و الجموع،كثير الإيثار،دائم الاعتبار.و للّه در القائل:
تجعفرت باسم اللّه و اللّه أكبر و أيقنت أن اللّه يعطي و يمنع (2)
مولده بالمدينة يوم الإثنين سابع ربيع الأول،أيام عبد الملك في سنة ثمانين (3)، و قيل:ثلاث و ثمانين (4)،و قيل:سنة ست و ثمانين و هو الأصح (5).
أمه:أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر (6).
و كان مقامه مع جده علي بن الحسين عليهما السّلام اثني عشر سنة و يومان.و قيل:
خمسة عشر سنة،و مقامه مع أبيه بعد مضي جده أربع عشر سنة.و توفي أبو جعفر
ص: 125
و لأبي عبد اللّه أربع و ثلاثين سنة.
و أوصي لولده موسي فقال:«يا بني:من قنع بما قسم له استغني،و من نظر إلي ما في أيدي الناس مات فقيرا،و من لم يرض بما قسم اللّه اتهمه في قضائه،و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة الناس،و من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته،و من سلّ سيف البغي قتل به،و من حفر لأخيه بئرا سقط فيها،و من داخل السفهاء حقّر،و من خالط العلماء و قّر،و من دخل مداخل السوء اتهم.يا بني:عليك بكتاب اللّه و سيرة رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم،و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر،و اصبر علي المصائب،و إياك و النميمة و الغيبة و التعرض لعيوب الناس،و إذا أردت الجود فعليك بمعادنه،فإنّ للمعادن أصولا و فروعا فيه الثمر،و لا زاد أفضل من التقوي،و لا شيء أحسن من الصمت،و لا عذر أضرّ من الجهل،و لا دواء أدوي من الكذب،و إذا جاءك من تحب فأكثر الحمد،و إذا رأيت من تكره فقل:لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم،و إن أبطأ عنك الرزق فاستغفر اللّه» (1).
و قال:«و قليل أربعة كثير:النار،و العداوة،و الفقر،و المرض» (2).
و قال:«و من عود إنسانا عادة و قطعها،قطع اللّه عنه المال».
و من دعائه:«اللهم اعزني بطاعتك،و لا تذلني بمعصيتك،و ارزقني مواساة من قتّرت عليه رزقك،بما أوسعت علي من فضلك».
فقال العلماء:هذا دعاء الأشراف (3).
و شكي إليه بعض إخوانه فقال:
ص: 126
فلا تجزع و إن أعسرت يوما فقد أيسرت في زمن طويل
و لا تيأس فإنّ اليأس كفر لعل اللّه يغني عن قليل
و لا تظنن بربك ظن سوء فإن اللّه أولي بالجميل (1)
فخرج و هو أعلا الناس قدرا و أوسعهم صدرا.و من إسناده،قال صلي اللّه عليه و سلّم:«جعل المرارة في الأذنين حجابا عن وصول الذباب إلي الدماغ؛لأنها إذا ذاقته رجعت، و جعل الحرارة في المنخرين لاستنشاق الريح؛و لو لا ذلك لنتن الدماغ،و جعل العذوبة في الشفتين؛و لو لا ذلك لم يميز المطعوم بعضها عن بعض» (2).
و سأل أبو حنيفة عن كلمة أولها كفر و آخرها إيمان.فلم يتكلم.فقال له:«لا إله كفر و إلاّ اللّه إيمان».ثم قال له:«أيما أعظم القتل أو الزنا؟»[قال:القتل]فقال:«الشهادة في القتل عدلان،و في الزنا أربعة».
ثم قال:«أيما أنجس البول أو المني؟»فقال:بل البول.فقال:«فما باله نجزي منه قليل الماء،و قليله لا يجزي في المني؟»ثم قال:«أيما أرجح الصلاة أو الصوم؟» فقال:الصلاة:فقال:«ما بال الحائض تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة؟»فسكت و لم يتكلم.فقال له:«إن دين اللّه لا يدخله القياس،و أول من قاس إبليس فهلك بقول اللّه تعالي: أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ (3)و كيف يسجد الأعلي للأدني» (4).
و قال المنصور للحكماء:ما الحكمة في خلق الذباب؟فقال كل منهم ما حضره،و هو لذلك منكر.فسأل جعفرا فقال:«ليذل به الجبابرة،ثم قرأ: وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ (5)» (6).
فاستحسن المنصور قوله عليه السّلام.6.
ص: 127
إن عليا و جعفرا ثقتي عند ملم الزمان و النوب (1)
و أراد[المنصور]قتله مرة بعد مرة،فأمر بإحضاره،فلما دخل عليه أحسن إليه فأكرمه و بجّله.فقال له بعض أصحابه:رأيتك تحرك شفتيك عند الدخول فباللّه عليك ماذا دعوت؟فقال:«قلت:اللهم احرسني بعينك التي لا تنام،و اكنفني بركنك الذي لا يرام،و احفظني بقدرتك علي،لئلا أهلك و أنت ذخري و رجائي،و عليك اعتمادي، فنعمك قلّ لها شكري،و فضلك و كرمك لا يفي به ذكري،و كم من بلاء رددته عن ضعفي و فقري،يا من رآني علي المخالفة فلم يفضحني،يا ذا النعماء التي لا تحصي عددا،و يا ذا المعروف الذي لا ينقطع أبدا أعني علي ديني بدنياي و علي أخراي بتقواي،يا من لا تضره الذنوب و لا تنفعه الطاعة،هبني ما لا ينفعك،و اعطني ما لا يضرك،إنّك علي كل شيء قدير» (2).8.
ص: 128
توفي بالمدينة سنة ثمان و أربعين و مائة،في يوم الاثنين خامس رجب (1).
و دفن مع أبيه و جده و عم أبيه في قبة العباس،و هي أصحّ الروايات (2).
و عمره:إثنتان،و قيل:خمس،و قيل:ست،و قيل:سبع،و قيل:ثمان و ستون سنة (3).
نقش خاتمه عليه السّلام:أنت ثقتي فاعصمني من خلقك (4).
أولاده عليه السّلام:فالرجال اثنا عشرة،و النساء سبع.
فالذكور المعقبون منهم خمسة:موسي،و إسماعيل،و محمد،و علي، و اسحق (5).
و الذين لم يعقبوا:العباس،و يحيي،و المحسن،و جعفر،و محمد الأصغر أظنه أعقب جعفرا و انقرض،و الحسن أولد،و عبد اللّه أعقب و انقرض عقبه.
و بناته:رقية،و بزهة،و أم كلثوم-و قبرها بمصر و عليه قبة للزيارة-و قرسة، و فاطمة،و أسماء،و أم فروة.
و هي أصح الروايات و حكايته مشهورة.
ص: 129
و كان يصوم صيام داود عليه السّلام،فكانت زوجته خديجة بنت عبد اللّه بن الحسين لم تخرج من بيته بثوب فتعود به.
ص: 130
الفصل السابع : في الإمام أبي الحسن موسي الكاظم ابن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن الحسين الشهيد بن علي عليهم السّلام
ص: 131
كنيته:أبو الحسن (1)،و قيل:أبو إبراهيم (2).
و كان أسود اللون،حبرا،عالما،مسالما،و كان مع عظم شأنه،و علو مكانه و غزارة علمه و فهمه،و وافر حلمه،جوادا كريما،و يعرف بالعبد الصالح (3)بجدّه و اجتهاده و شفقته علي خلق اللّه و عباده،و كان عظيم الشأن و الفضل،رابط الجأش، واسع العطاء.
مولده بالمدينة،و قيل:بالأبواء (4)،في أيام إبراهيم بن الوليد يوم الأحد سابع صفر في سنة سبع.و قيل:سنة ثمان،و قيل:سنة تسع و عشرين و مائة (5).
و كان مقامه مع أبيه أربع عشر سنة،و قيل:عشرين سنة.و أقام بعد أبيه خمس و ثلاثين سنة.و أمه:أم ولد يقال لها:حميدة المغربية بنت صاعد البربري (6).
ص: 132
اجتمع به الرشيد في مكة،و جري بينهم مسائل عدة منها:قال الرشيد:ما فرضك؟فقال:«فرض واحد،و خمسة،و سبعة عشر،و أربع و ثلاثون،و أربع و تسعون، و مائة[و ثلاثة]و خمسون و سبعة،و من اثني عشر واحد،و في العمر واحدة،و من مائتين خمس،و من أربعين واحد».فقال له الرشيد:ما هذه الغرائب؟فقال:«الفرض الواحد هو دين الإسلام،و الخمس هي الصلوات الخمس،و السبع عشرة فالركعات، و الأربع و ثلاثون فالسجدات،و الأربع و تسعون فالتكبيرات،و المائة[و ثلاثة] و خمسون فالتسبيحات،و أما السبعة فلا تصح الصلاة إلاّ علي سبعة أعضاء و هي:
القدمان،و الركبتان،و اليدان،و الجبين مع الأنف،و من اثني عشرة واحد فهو صوم رمضان من الأشهر،و من المائتين خمسة أي خمسة دراهم زكاة عند الحول مع الشرائط،و من الأربعين واحد أي من أربعين شاة شاة،و أما التي في العمر واحدة فهي حجة الإسلام».
فقال الرشيد:مثلك و اللّه من تغتنم معرفته،و تعزّ صحبته.ثم أمر له ببدرتين فتصدق بهما لوقته.فسألوا عن اسمه فإذا هو موسي الكاظم عليه السّلام.فقال الرشيد:أبي الفضل إلاّ أن يكون لأهله،فكيف ذرية علي الطاهر،ذو البذل الغامر،و الفضل الظاهر.
و سأله الصحبة فامتنع،و قرأ: إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ إلي قوله: غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ (1)(2).
ص: 133
و روي الخطيب في تاريخه مسندا:أنه كان إذا صلي الصبح ذكر اللّه تعالي في سره إلي طلوع الشمس قيد رمح،ثم يصلي الإشراق لقوله عليه السّلام:«صلوا صلاة الإشراق بسورتيها»و هما الشمس و الضحي.ثم بعد قليل يصلي الضحي ثمان ركعات و يضطجع،و هو صائم إلي قبيل الزوال،ثم يتأهب و يصلي الظهر،و لا يزال ذاكرا حاضرا مع اللّه تعالي حتي يصلي العصر،ثم يشتغل بقراءة القرآن إلي المغرب، و يحيي ما بين المغرب و العشاء،فإذا صلي العشاء أفطر و اشتغل بالفكر و الذكر و المحاسبة لنفسه إلي أن يغشاه الكري فيضع جنبه[علي]الأرض ساعة و يستيقظ أخري،فيجدد الوضوء و يصلي و يضطجع،ثم يستيقظ،و لا يزال كذلك إلي طلوع الفجر،و كان يلازم ختام الليل و النهار علي الدوام و الإستمرار لقول اللّه تعالي و رسوله في عدة مواضع (1).
و توفي عليه السّلام بحبس الرشيد[مسموما] (2)،و قيل:لفّه يحيي بن خالد السندي في بساط و غمسه في الماء حتي مات.و كان الرشيد بالشام و ضريحه مشهور بالجانب
ص: 134
الغربي من بغداد بمحلة الدينار،و يعرف بباب التين،و الآن بمقابر قريش.و درج يوم الجمعة خامس رجب.و قيل:لخمس بقين منه من سنة إحدي و ثمانين و مائة.و قيل:
سنة ثلاث و ثمانين و مائة (1).
و كان عمره:سبعا.و قيل:كان خمسا.و الصحيح أنه كان أربعا و خمسين سنة و أربعة أشهر (2).
و نقش خاتمه:كن من اللّه علي حذر (3).
فالذكور إثنان و عشرون غير الأطفال،و الإناث سبع و ثلاثون،و جملتهم تسعة و خمسون.فالذكور:سلمان،و عبد الرحمن،و الفضل،و أحمد،و العقيل،و القاسم، و يحيي،و داود،لم يعقبوا،و الحسين لأم ولد أولد بنين و بنات ثم انقرضوا،و هارون لأم ولد،و علي الرضا،و إبراهيم،و إسماعيل،و الحسن،و محمد،و زيد،و إسحق، و حمزة،و عبد اللّه،و العباس،و عبيد اللّه،و جعفر،و كل هؤلاء أولدوا و أكثروا.و الإناث:
أم عبد،و قسيمة،و لبابة،و أم جعفر،و أمامة،و كلثوم،و بزهة،و أم القاسم،و محمودة، و أمينة الكبري،و علية،و زينب،و رقية،و حسنة،و عائشة،و أم سلمة،و أسماء،و أم فروة،و آمنة و قبرها بمصر،و أم أبيها،و حليمة،و رملة،و ميمونة،و أمينة الصغري، و أسماء الكبري،و أسماء،و زينب،و زينب الكبري،و فاطمة،و أم كلثوم الكبري،و أم كلثوم الوسطي،و أم كلثوم الصغري.و في رواية زاد الأشنابي:عطفة،و عباسة، و خديجة الكبري،و خديجة الصغري.و هي أصحّ الروايات و عليها أعوّل (4).
ص: 135
ص: 136
ص: 137
قيل:كان غزير الأدب و الحلم و الفهم،واسع الرواية،متقن الدراية،مكينا في العلم،أمينا في الحلم،كامل الزهد و الورع و الفتوة و المروءة.و كنيته:أبو الحسن.و كان يلقب بالوفي،و الرضي،و الصابر،و المشهور علي الرضا (1).
و كان مولده بالمدينة في أيام المنصور يوم الخميس حادي عشر ذي القعدة سنة ثلاث (2)،و قيل:ست،و قيل:ثمان و خمسون و مائة.
أمه:أم ولد يقال لها:سلامة،مخفّف.و قيل:الخيزران،و قيل:تكتم،و قيل:
شكل،و قيل:ريحانة نوبية (3).
و بويع سنة إحدي و مائتين (4).
و أقام بعد أبيه خمس و عشرين سنة إلاّ شهرين (5).
و قال الطبري في تأريخه:إن المأمون جعله ولي عهده،و كان أسود اللون، و كتب اسمه علي الدرهم؛لأنه نظر في بني العباس و بني علي،فلم يجد أعلم و أورع
ص: 138
و أكمل منه.و للّه[درّ]القائل:
ستة أباهم و ماهم هم خير من يشرب ماء الغمام
و أمره بترك لبس السواد و أن يلبس الخضرة،و ذلك في يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من رمضان من سنة إحدي و مائتين.و أذن له في أن يأمر من شاء و يتصرّف كيف شاء،و وافقوا في لبسه العوام و الخواص،حتي في القلانس و الأعلام؛و ذلك لسرّ.
و زوّجه المأمون ابنته،و عقد بنفسه بينهما العقد،فقال:الحمد للّه الذي تصاغرت الأمور بمشيئته،و لا إله إلاّ اللّه إقرارا بربوبيته،و الصلاة و السلام علي محمد و آله و عترته.أما بعد:فإن اللّه تعالي جعل النكاح سببا للتناسب،و سبيلا للتعاقب،ألا و انّي قد زوجت ابنتي زينب من علي الرضا،و أمهرها أربعمائة درهم (1).
و ذلك في سنة اثنين و مائتين.8.
ص: 139
و من كلامه عليه السّلام:«من حاسب نفسه ربح،و من غفل عنها خسر،و من خاف أمن، و من اعتبر أبصر،و من أبصر فهم،و من فهم علم،و صديق الجاهل في تعب،و أفضل المال ما وقي به العرض،و أكمل العقل معرفة النفس (1)،و المؤمن إذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق،و إذا رضي لم يدخله رضاه في باطل،و إذا قدر اقتصر علي بعض حقه» (2).
«و العاقل لا يغتر بكرامة الأمير إذا غشه الوزير» (3).
و من إسناده:قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«الإيمان إقرار باللسان،و عمل بالأركان،و يقين بالقلب» (4).
و قال:«الغوغاء قتلة الأنبياء،و العامة اسم مشتق من العمي» (5).
و قال له المأمون:اسمعني في السكوت عن الجاهل.فقال:
إني ليهجرني الصديق تجنبا فأريه أن لهجره أسبابا
و أراه إن عاتبته أغريته فأري له ترك العتاب عتابا
و إذا ابتليت بجاهل متحامل يجد المحال من الأمور صوابا
ص: 140
أوليته مني السكوت و ربما كان السكوت عن الجواب جوابا (1)
و ذكر رجل في مجلسه بأمر فقال:
اعذر أخاك علي ذنوبه و استر و غط علي عيوبه
و اصبر علي بهت السفيه و للزمان علي خطوبه
و دع الجواب تفضّلا و كل الظلوم إلي حسيبه (2)
و من جوابه إلي المأمون:«ما جعل اللّه لإمام المسلمين،و خليفة رب العالمين، القائم بأمور الدنيا و الدين،أن يولّي ثغرا من ثغور المؤمنين من كان من أهل ذلك الثغر؛ لأن النفس الأمارة تحنّ إلي أوطانها،و تألف سكانها،و اللّه الموفق و به أستوثق» (3).
فأمر بنيه بحفظها و العمل بها.و استحسن أبو نوّاس شمائله و فضائله،فقال:
و اللّه لما برا خلقا و أتقنه صفاكم و اصطفاكم أيها البشر
من لم يكن علويا حين تنسبه فما له في قديم الدهر مفتخر
فأنتم الملأ الأعلي و عندكم علم الكتاب و ما جاءت به السور (4)
قبران في طوس خير الناس كلهم
و قبر شرّهم هذا من العبر
ما ينفع النجس من قرب الزكي
و لا علي الزكي بقرب النجس من ضرر (1)
و كان عمره سبعا،و قيل:ستا،و قيل:تسعا و أربعين سنة،و قيل:و أشهر بعد السنين (2).
و نقش خاتمه:وليّي اللّه.و أولاده عليه السّلام:موسي،و محمد،و فاطمة.فموسي:لم يعقب،و محمد:فهو أبو جعفر الثاني إمام الشيعة الإثني عشرية،و له العقب.و قيل:كان له علي و درج.
و الإمام محمد[و مات أبوه و له]أربع سنين (3).
و هو أول من بويع من ولد علي بن أبي طالب عليه السّلام و ذلك سنة مائتين بمكة في أيام المأمون.
فلما حج المعتصم بعث إليه من حاربه و قبض عليه و جابه إلي بغداد،و كان المأمون بخراسان،فأشخصه إليه فعفا عنه،و مكث يسيرا و درج.
قال المؤلف لهذا الكتاب:لما استطرفت هذه الحكاية ذكرتها في كتابي.ر.
ص: 142
ص: 143
كنيته:أبو جعفر الثاني (1).
و لقبه:التقي،و المرتضي،و القانع (2).
و هو الإمام التاسع،الناطق بالسداد،و المتصف بالرشاد،و العلم المستفاد، و الفضل المنتشر من العباد،المكين الأمين،وارث النبيين،و خلاصة رب العالمين، الكبير العلم و الحلم،ذو المنطق البليغ و التبيان،و الفصاحة و البيان،و الجود العامر، و العقل الباهر،الذي له من الروايات أعلاها،و من المناقب أجلّها و أسماها.
مولده بالمدينة في يوم الإثنين،و قيل:يوم الجمعة،و قيل:ليلة الجمعة منتصف رمضان.و قيل:لتسعة عشر ليلة خلت منه،و قيل:عاشر رجب.سنة خمس و تسعين و مائة،و قيل:خمس و أربعون و مائة للهجرة (3).
أمه:أم ولد يقال لها:خيزران.و قيل:إنها من مولدات المدينة و تسمي سكينة.
و قيل:ريحانة (4).
ص: 144
و قيل:زوّجه المأمون ابنته أم الفضل،و نقلها إلي المدينة.و مات أبوه و له أربع سنين (1)،و قيل:سبع سنين و ثلاثة أشهر (2)،و قيل:تسع سنين و أشهرا (3).
و من وصيته لولده عليهم السّلام:«يا ولدي عبادة اللّه بالقلوب أبلغ من عبادته بالجوارح، و من أطاع هواه أعطي عدوه مناه،و راكب الشهوات لا تقال عثرته،و لا ترحم عبرته، و أول مقام الطالب أن يري الكل من اللّه،و آخره أن لا يري مع اللّه غير اللّه،و عزّ المؤمن استغناؤه عن الناس،و خلاصة الوجود من أدام النظر إلي الملك المعبود،فليس في الكونين أحد سواه موجود» (4).
و للّه[درّ]القائل:
ما الدين صوما يذوب الصائمون له
و لا صلاة و لا قهرا علي الجسد
و إنّما هو ترك الشيء مطروحا
و نفض الصدر من غلّ و من حسد
[و قال:]«و اصبر علي ما تكره فيما يلزمك من الحق،و الإخلاص هو الإعراض عن رؤية العمل فمن تراءي كان علي خطر» (5).
إن المحبة للرحمن أسكرني و هل رأيت محبا غير سكران (6)
و الشرف بالمروءة لا بالأبوة و الشرف بالهمم العالية لا بالرحم البالية
و لا ينفع الأصل من هاشم إذا كانت النفس من باهله (7)د.
ص: 145
توفي يوم الجمعة،و قيل:يوم الثلاثاء لخمس ليال،و قيل:لست ليال خلت من ذي الحجة،و قيل:حادي عشر ذي القعدة سنة تسع عشرة و مائتين.و قيل:في عشرين و مائتين (1).
و دفن ببغداد في رحبة سوار بن ميمون ناحية قنطرة البردان.و الصحيح أنه دفن بمقابر قريش إلي جانب جده موسي الكاظم،و عليهما قبتين متلاصقتين تحت سقف واحد.و قد زرتهما بحمد اللّه مع الإمامين علي و الحسين في تاريخ متقدم،و وجدت عندهم ما طلبت.و ركب هارون بن أبي إسحق المعتصم فصلّي عليه عند منزله (2)، و حمل أم الفضل بنت المأمون إلي قصره و لم تلد منه.و كان عمره خمسا و عشرين سنة و أربعة أشهر.و قيل:ثلاثة أشهر و ثمانية عشر يوما (3).
و نقش خاتمه:أمن من آمن باللّه (4).
أولاده عليهم السّلام:محمد،و علي،و موسي،و الحسن،و حكيمة،و بريهة،و أمامة، و فاطمة،و قيل:أم كلثوم (5).و موسي أعقب و لم يكثر،و ولده بالري و قم.
ص: 146
الفصل العاشر: في الإمام علي بن محمد بن علي ابن موسي بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام
ص: 147
و كنيته:أبو الحسن.و لقبه:الزكي،و الهادي،و يعرف بالعسكري (1).
و كان معروفا بالحلم،و هو الإمام العاشر،و كان مشهورا بفنون العلوم،و حلّ السرّ المكتوم،كثير العبادة و الزهد،له كرامات ظاهرة،و سير فاخرة،و كانت المشكلات تحلّ لديه،و المعضلات تحال عليه،و له باللّه خلوات،و إليه منه إشارات، علومه غريبة،و معانيه لطيفة.
و كان مولده بالمدينة يوم الثلاثاء خامس رجب من سنة أربع عشر و مائتين.
و قيل:سنة اثني عشرة و مائتين (2).
و كانت أمه أم ولد يقال لها:جمانة،و تكني أم الفضل.و قيل:هي مغربية مولدة تسمي غزالة.و قيل:سمانة (3).
و من كلامه:«من سأل فوق حقه حرم،و من الحلم أن تمسك نفسك و تكظم
ص: 148
غيظك مع القدرة،و تخالف هواك مع الإرادة» (1).
إذا طالبتك النفس يوما بشهوة و كان عليها للقبيح طريق
فدعها و خالف ما اشتهيت فإنّما هواك عدو و الخلاف صديق (2)
«و الناس في الدنيا بالأموال،و في الآخرة بالأعمال» (3).
«و من لم يستح من العيب،و يرعو عند الشيب،و يخش اللّه بظهر الغيب فلا خير فيه» (4).
«و من مدحك بما ليس فيك فقد ذمك» (5).
«و لا تفكر فيما ذهب،و لا أجر لمن لم يرغب،و لا دين لمن لا يعتب،و من ترفع بعلمه وضعه اللّه بعمله،و من قلّ صدقه قلّ صديقه،و من تمنّي طول العمر فليوطّن نفسه علي المصائب» (6).
و من مناجاته:«إلهي[عبدك]قد ورد،و فقير لكرمك قصد،فاغفر بفضلك خطاياه،و اغفر بطولك خطأه».
[في وفاته و نقش خاتمه و أولاده]و كان الإمام أبو جعفر قد أشخصه المتوكل إلي بغداد من المدينة،ثم منها إلي سرّ من رأي[و أقام بها]عشرين سنة و تسعة أشهر (7).
و توفي بها يوم الإثنين في أيام المعتز باللّه.و دفن في داره لخمس بقين من جمادي الآخرة سنة أربع و خمسين و مائتين.و قيل:ثالث رجب من التاريخ (8).3.
ص: 149
و عمره إذ ذاك تسعة و ثلاثون سنة و أحد عشر يوما.و قيل:أربعون سنة،و قيل:
اثنتان و أربعون (1).
نقش خاتمه:أفلح من تمسك بالحق.و أولاده عليهم السّلام:أبو محمد الحسن،و أبو جعفر محمد،و أبو عبد اللّه جعفر (2).
و دفن أبو جعفر محمد بقرية يقال لها:بلد،و هي من سواد الموصل،و بينهما سبع فراسخ،و له بها مشهد يقصد.و أما أبو عبد اللّه جعفر فيعرف بالكذّاب،لأنّه ادعي الإمامة،و كان ظاهر الحال،و يعرف بزق الخمر،و الكرين،و سمي بالكرين لكثرة أولاده،و مبلغهم مائة و عشرون ذكرا و أنثي،و قبره في داره في سرّ من رأي (3).
و الحسن و هو الإمام و سيذكر.9.
ص: 150
الفصل الحادي عشر: في الإمام الحسن بن علي بن محمد ابن علي بن موسي بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام
ص: 151
ص: 152
و هو الإمام الحادي عشر.كنيته:أبو محمد.لقبه:الرضا،و المأمون،و الهادي، و العسكري الثاني؛و لقّب بذلك لأن سرّ من رأي كانت تسمي العسكر (1)،و بها كان مقامه مع والده.و كان جمّ المفاخر و الفضائل،ظاهر العلامات و الدلائل،أنطقه اللّه سبحانه و تعالي بالحكمة صبيا،و كان عند ربه مرضيا و نجيا.
مولده بالمدينة،في أيام المعتمد علي اللّه،يوم الثلاثاء خامس رجب،و قيل:
يوم الإثنين رابع شهر رمضان من سنة احدي و ثلاثين و مائتين.و قيل:من سنة اثنين و ثلاثين و مائتين.و قيل:سنة ثمان و ثلاثين و مائتين،و عليه الإعتماد (2).
و قبض في سنة ستين و مائتين بسر من رأي و هو ابن تسع و عشرين سنة (3).
و كان مقامه مع أبيه ست سنين و خمسة أشهر.
أمه:أم ولد تدعي حديث.و قيل:ريحانة.و قيل:أسماء.شك ابن أبي الثلج
ص: 153
و هي نوبية (1).
أعتق ستمائة مملوك،و علمهم صنائع مختلفة،و كانوا في خدمته.فأنفذ يوما أبو عيسي بن المتوكل بفص من ياقوت أحمر ثمين القدر إلي بعض مماليكه لينقش عليه اسم حظية له،فلما وضع عليه الجمر انقطع نصفين،فحلّ به من الهم ما لا يعبّر عنه.
فاطلع عليه الإمام الحسن فوجده مفكرا حزينا،فسأله عن حاله،فأخبره.فقال:«طب نفسا سيحدث اللّه بعد الأمور أمورا».فلما كان السحر وافي غلام أبي عيسي و قال له:
إن لم يكن نقشته فاقطعه نصفين فإن الحظية الأخري قالت للأمير:إن فلانة عندك أخصّ منّي،و هو ينكر ذلك.فقالت:إن كان كما ذكرت فاقطعه قسمة بيننا و اكتب اسمينا عليه.و كان هذا من بركته و كرامته.
و من وصيته لولده:«ولدي احفظ بابا واحدا تفتح لك الأبواب،و الزم سيدا واحدا تخضع لك الرقاب» (2).
ثق بذي العرش لا تثق بسواه من رجا اللّه نال ما يتمناه
«و اعلم أن المقادير إذا ساعدت ألحقت العاجز بالحازم،و من طعن في الإكتساب فقد طعن في الكتاب،و المسألة حرام،و التعرض شبهة،و استكثر من الإخوان في اللّه لتزداد بهم في دنياك،و تنجو بهم في أخراك،إن أردت عالم الترتيب و إن أردت الحبيب فاطرق تصيب» (3).
هل الوجد إلاّ أن أغيب عن الوجد و يوقفني فردا أحن إلي فرد
ص: 154
و احفظ هذه المسألة الجامعة لمسائل و جوابها فيها و هي:رجل نظر إلي أمة في أول النهار فنظره حرام،ثم اشتراها عند الظهر فحلت له،فلما كان وقت العصر أعتقها فحرمت عليه،فلما كان[وقت المغرب]تزوجها فحلت له،فلما كان الغداة طلقها واحدة فحرمت عليه،فلما كان الظهر راجعها فحلت له،فلما كان العصر ارتد فحرمت،فلما كان المغرب رجع إلي الإسلام فحلّت له (1).
و امضّ المصائب فقد سرور و حرمان أجر فكيف إذا اجتمعا مع وزر (2)
ليس الظريف بكامل في ظرفه حتي يكون عن الحرام عفيفا
فإذا تورّع في محارم ربه فهناك يدعوه الأنام ظريفا
و من مناجاته:«اللهم إن كان وجهي قد أخلقته كثرة الذنوب[فبجدّ]وجهك الكريم أعف عني».
و توفي يوم الجمعة،و قيل:ليلة الجمعة،و قيل:يوم الإثنين،و قيل:يوم الأربعاء لثلاث،و قيل:لثمان ليال خلون من ربيع الأول من سنة ستين و مائتين.و قيل:لخمس ليال بقين من جمادي من سنة أربع و خمسين و مائتين.و قيل:سنة ست و مائتين من الهجرة (3).
و دفن بداره إلي جانب أبيه بسرّ من رأي.و للّه[درّ]القائل:
تخيّر خليطا من فعالك إنما قرين الفتي في القبر ما كان يعمل
ألا إنما الإنسان ضيف لأهله يقيم قليلا بينهم ثم يرحل (4)
ص: 155
و عمره تسع و عشرون سنة،و قيل:تسع و ثلاثون سنة،و قيل:أربعون سنة إلاّ يومان (1).
و أقام مع أبيه ثلاثا و ثلاثين سنة و سبعة أشهر إلاّ يومان،و أقام بعد أبيه خمس سنين و ثمانية أشهر و ثلاث عشر يوما (2).
نقش خاتمه: قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ (3)الآية.و قيل:و ما بعدها.أولاده:
ثلاثة و هم:موسي،و فاطمة،و انقرضا و لم يخلف سوي محمد عليه السّلام (4).2.
ص: 156
الفصل الثاني عشر
في الإمام محمد المنتظر ابن الإمام الحسن العسكري
ابن الإمام علي الهادي بن الإمام محمد الجواد
ابن الإمام علي الرضا بن الإمام موسي الكاظم
ابن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر
ابن الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين الشهيد السبط
ابن الإمام علي بن أبي طالب عليهم السّلام
ص: 157
ص: 158
و هو الإمام الثاني عشر.لقبه:الحجة،و المنتظر،و القائم (1).
و هو الخلف الصالح،الأمين المكين،من سلالة الأنبياء،و حجة الأولياء،إمام المؤمنين،و بقية الطاهرين.لم ير أوقر،و لا أطهر،و لا أظهر،و لا أعطر،و لا أفخر،و لا أزهد،و لا أعبد،و لا أتمّ،و لا أعلم،و لا أكمل،و لا أجمل،و لا أشجع،و لا أورع منه عليه السّلام.
و كان إذا وجد قرطاسا وضعه في حائط المسجد و لا يجعله في حيطان الناس إلاّ بإذنهم،و إذا أراد أن يدقّ بابا ضرب أحد نعليه بالآخر.و لم تجد أمه ثقلا بحمله، و لا عسرا بولادته و رأي مختونا،مسرورا،طاهرا،نظيفا،فعوّذ باللّه لما أن كمّل خلقه اللّه،و أول ما سمع منه:لا إله إلاّ اللّه،و أذّن في أذنه اليمني،و أقيم الصلاة في اليسري، و هو المنتظر لأولياء اللّه،و المنتقم من أعداء اللّه،يأخذ اللّه به ثأر أهل البيت.
و روي عن الباقر عليه السّلام أنه قال:«المنتظر يحكم بين عباد اللّه مذ يصير له أربع سنين،و إن عيسي ابن مريم دعا قومه،و أقام شرع ربه و عمره ثلاث سنين» (2).
و قال أبو إبراهيم موسي عليه السّلام:«لا بد لصاحب الدعوة من غيبة،و لانتظاره أثر في النفوس،كانتظار قوم موسي عيسي،و انتظارهما لمحمد عليه السّلام».فقيل:ما علامته؟فقال:
ص: 159
«هو الخامس من ولد السابع عليهم السّلام» (1).
و سئل الإمام علي بن أبي طالب عن المنتظر من آل محمد.فقال:«هو العاشر من ولد الثاني،يملأ اللّه به الأرض عدلا بعد أن ملئت جورا،تكون له غيبة تطول علي المنتظرين،لا يكفر بها إلاّ شقي» (2).
و قال جابر:رأيت مع السجاد عليه السّلام صحيفة فيها أسماء رجال.فقلت:من هؤلاء؟قال:«أئمة الزمان آخرهم قائمهم».قال:فتأملتها،فوجدت فيها من اسمه محمد ثلاثة،و من اسمه علي أربعة (3).
أنشدني سيدي و شيخي،العالم العامل بمدينة السلام،في ذي القعدة من سنة ست و أربعين و ستمائة:
بأربعة أسماء كل محمد و أربعة أسماء كلهم علي
و بالحسنين السيدين و جعفر و موسي أجرني إني لهم ولي (4)1.
ص: 160
مولده:بسر من رأي يوم الجمعة،لثمان خلون من شهر ربيع الأول.و قيل:
خامس عشر من شعبان من سنة ثمان و خمسين و مائتين.و قيل:سنة خمس و خمسين (1).
و أمه:أم ولد تسمي سوسن.و قيل:صقيل و غيّر فقيل:نرجس.و قيل:
حكيمة (2).
و قال ابن همام حكيمة هي عمة أبي محمد و لها حديث في ولادة صاحب الزمان عليه السّلام (3).
توفي والده و عمره سنتان و أربعة أشهر.و اسمها الصحيح:نرجس.
و من كلامه عليه السّلام (4):«خير الناس من كان فيه خمس خصال:إذا أحسن استبشر، و إذا أساء استغفر،و إذا أعطي شكر،و إذا ابتلي صبر،و إذا ظلم غفر،و من طلب لسرّه موضعا فقد أفشاه،و ما هلك امرؤ عرف قدره،و رب ساع فيما يضره،و ربما كان الدواء داء،و العناء جناية،و العطية خطية،و لو لا السيف كثر الحيف،ما أشد فطام الكبير،و من
ص: 161
نظر إلي اللّه و سكن إلي غيره حجب» (1).
تشاغل كل مخلوق بخلق و شغلي في محبته و فيه
[و قال:]«و أكبر العبادة الورع،و أشده في اللسان،و الفرج،و البطن،سبعة تعد من الاستهزاء:من استغفر بلسانه و لم يندم بقلبه،و من سأل التوفيق و لم يجتهد،و من استعصم باللّه و لم يحذر،و من تعوّذ باللّه من النار و لم يترك الشهوات،و من طلب الجنة و لم يصبر علي الشدائد،و من ذكر الموت و لم يستعد له» (2).
و قال:«من نظر إلي شيء بشهوة سلب لذة العبادة أربعين صباحا؛لأن في كل طرفة خطرة وراءها شيطان».
و في الإسرائيليات:أنه إذا مات أحد قضاتهم جعل في الناووس أربعين سنة، و يفتقد في كل حين،فإن تغيّر منه شيء علم أنه جار في الحكم.
فافتقدوا أحد قضاتهم في بعض الأحايين فوجدوا أحد أذنيه منفجرة بالصديد،فشق ذلك عليهم،فأوحي اللّه تعالي إليهم:أنه لم يكن به بأس،و لكنه سمع من أحد الخصمين أكثر من الآخر.
و قال:«أف لهذه القلوب لقد خالطها الشك،فلم تؤثر فيها الموعظة،و أقبلت علي الدنيا مع الإزعاج منها» (3).
أيها المتعب جهلا نفسه يطلب الدنيا حريصا جاهدا
لا لك الدنيا و لا أنت لها فاجعل الهمّين همّا واحدا (4)
و قال:«يجب علي طالب الحق و سالك سبيل الصدق أن يكون له ساعة يحاسب فيها نفسه،و ساعة يبكي فيها علي ذنبه،و ساعة يفكر فيها في صنع ربه، و ساعة يناجي اللّه،و ساعة يستعد فيها للقاء اللّه،و حينا يكتسب حلالا،و حينا يهتم0.
ص: 162
بأنواع القرب و الطاعات،و يأكل عن فاقة،و يتكلم عن ضرورة،و ينام عن غلبة».
فالطرق شتي و طريق اللّه منفرد و السالكون طريق الحق أفراد (1)
و لم يتصل بنا خبر وفاته.
نقش خاتمه:يقيني باللّه يقيني،و قيل:ما خاب من أجاب،و قيل:لا بلاء مع الولاء.و للّه[درّ]القائل:
ألا إن الأئمة من قريش ولاة الحق أربعة سواء
علي و الثلاثة من بنيه هم الأسباط ليس بهم خفاء
فسبط سبط إيمان و بر و سبط غيبته كربلاء
و سبط لا تراه العين حتي يقود الخيل يقدمها لواء
يغيب و لا يري فيها زمانا برضوي عنده عسل و ماء (2)
و مقاماتهم ظاهرة جليلة،و مناقبهم معلنة غير خفية،و ما عسي يبلغ وسع جامع لمناقبهم،أو ناشر لفضائلهم،و هي أشهر[من]أن تخفي،غير أن المقصود التنبيه بالأقل علي الأكثر،فقد يدل علي الجني الواحدة من الثمر،في بعض إشاراتي عبرة لمن أبصر،و غبطة لمن فيهم عن ساعد الولاء شمّر،جعلنا اللّه و إياكم ممن أدبته العبر، و هذبته الفكر.
لعمري لقد كلفت وجدا بأحمد و إخوانه دأب المحب المواصل (3)
أقسم بحياته أنه في محبة النبي و عترته في غاية الجهد و المحبة و النصرة و الولاء و النصح إلي الموت.
يقول مؤلف هذه الأوراق:من فرط وجده و الاشتياق:ل.
ص: 163
سكوتي عن مدح النبي و آله دليل علي فضلي و إن لم يكن فضل
و ماذا يقول المادحون لسادة محبتهم علم و بغضهم جهل
ص: 164
ص: 165
ص: 166
و يستحب لمن أراد زيارة أحدهم أن يغتسل،و يتطيب،و يخرج بخضوع و خشوع و يقول عند غسله:«اللهم طهر قلبي،و اشرح صدري،و أجر الخير علي لساني و يدي،فإنّه لا حول إلاّ بقدرتك،و لا قوة إلاّ بك».
ثم يصلي ركعتين قبل خروجه بما تيسر بعد الفاتحة،و يسبح بعد السلام بتسبيح فاطمة عليها السّلام-سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر-و يقول:«اللهم أنت الحامل المؤدي،و الخليفة في المال و الأهل و الولد،و الصاحب في السفر و الحضر».
و يقول علي باب داره:«اللهم إليك وجهت وجهي،و اليك فوضت أمري، و عندك خلّفت مالي و أهلي و ولدي،فلا تخيبني فيما خولتني،فإنّك لا تضيع من حفظته،و لا يهلك من أعنته».
و إذا وافي سالما يغتسل ثانيا و يقرأ الدعاء[الذي]قبله و بعده:«اللهم صل علي محمد و علي آل محمد،و علي جميع أنبيائك و رسلك،و أصفيائك و أوليائك،و أهل الكرامة عليك،بجودك يا أكرم الأكرمين».
ثم يلبس أطهر ما يتيقن طهارته،و يقصد الحضرة الطاهرة،ذاكرا اللّه،خاشعا، و قد ملكه التعظيم لأهل اللّه العظيم،و يتحقق أنهم يعلمون و يسمعون،فأحسن الأدب معهم،و إياك و الطمع في صحبتهم بالتهجم.
و للّه[درّ]القائل:
إذا طلبت الملوك فالبس من التوقي أجلّ ملبس
و ادخل إذا ما دخلت أعمي و اخرج إذا ما خرجت أخرس
ص: 167
و يقول:«سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر»مائة مرة.
و يقول:«لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد،يحيي و يميت و هو حي لا يموت،بيده الخير و هو علي كل شيء قدير»مائة مرة.و يقول:«لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم»مائة مرة.و الحمد للّه رب العالمين علي جميع نعمه،و علي كل حال،و يقصّر خطاه في جميع الطاعات ليتضاعف له الحسنات،و يقدم رجله اليمني.
و يقول:«بسم اللّه الرحمن الرحيم و علي ملة رسول رب العالمين،أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أن محمدا رسول اللّه و أن عليا ولي اللّه و وارث نبيه».
ثم يستقبل وجهه الكريم و يجعل القبلة بين كتفيه و يقول:«اللهم صل علي محمد و علي آل محمد إمام المرسلين،و علي سائر الأنبياء و الملائكة أجمعين،اللهم صل علي أهل بيته صلاة لا يحصيها غيرك.اللهم صل علي الإمام علي أمير المؤمنين عبدك،و وليك،و أخي رسولك،الذي جعلته هاديا لمن شئت من خلقك،و دليلا علي من بعثت برسالاتك،و السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته.اللهم صل علي فاطمة بنت محمد نبيك،و زوجة وليك،الطاهرة المطهرة،التقية النقية،الزكية الرضية،سيدة نساء أهل الجنة.و السلام علي الحسن و الحسين،و علي الأئمة الراشدين،الطاهرين المطهرين إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً (1)».
ثم يقول:«السلام عليك يا ولي اللّه،السلام عليك يا حجة اللّه،السلام عليك يا نور اللّه في العالم،السلام عليك يا سيد كل حاكم،السلام عليك يا إمام المؤمنين و وارث علم النبيين،السلام عليك يا سلالة الأوصياء و الأنبياء و الشهداء و الأتقياء.
و إني أتقرب إلي اللّه تعالي بولايتكم و مصافاتكم و محبتكم،و أنتم أوليائي و أصفيائي، و أنتم حجة اللّه تعالي البالغة،انتحلكم بعلمه أنصارا لدينه،و قوّاما بأمره،و خزّانا لعلمه،و حفظة لسره،و أركانا لتوحيده،و معادن لكلماته،و فيكم آياته،و أشهدكم علي عباده،و أورثكم كتابه،و خصكم بكرائم التنزيل،و أعطاكم محكم التأويل،و ضرب لكم من نوره مثلا،و عصمكم من الزلل،و وفّقكم لصالح القول و العمل،فبكم تمت3.
ص: 168
النعم،و حقق الفضل و الكرم،و اجتمع فيكم الكلم،و لكم الطاعة المفروضة،و المودة الواجبة.أتيتك يابن رسول اللّه معتقدا فيك،و محبا لمواليك،و معاديا لشانئيك، مستجيرا مما جنيت،مستغفرا مما جهلت و أخطأت،معتذرا عندك من التقصير، فبحق من أعطاك هذه المواهب،و من منحك هذه المناقب،إلاّ ما شفعت لي إلي اللطيف الخبير،فإني البائس الفقير،المذنب الضعيف،المستجير الخائف،الذليل الهالك،الغريق الوجل،و ليس لي وجه أرفعه إلي اللّه،و لا عمل أعرضه بين يديه،و قد ضعفت قوتي،و انقطعت حيلتي،و خاب رجائي إلاّ من شفاعتك».
و يدعو بدعاء الإمام علي عليه السّلام:«اللهم صل علي محمد الموسوم بالشامة، المبعوث من تهامة،و علي آل محمد أهل النجدة و الشجاعة،المخصوصين بغرائب الفضل و طرائف الكرامة،و ارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري و خبري،و محي من الوجود ذكري و سري.إلهي قد كبر سني،و دق عظمي،و نال الدهر مني،و اقترب أجلي،و قل عملي،و ذهبت شهوتي،و بقيت تبعتي،و انقطعت حجتي،و لا عذر لي و أنا المقر بالتقصير.
إلهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي،فقد كبر في جنب رجائك أملي،و إن أوحشتني الذنوب عن محاسن لطفك،فقد آنسني مكارم عطفك،و قد جئتك ملهوفا ذليلا خاضعا،إلي بابك سائلا،و لو لا هدايتك لما اهتديت،و لولاك لما صمت و صليت،و لو لم تذقني حلاوة معرفتك لما أتيت،فإن أقعدني التخلف عن السبق مع الأبرار،فأنا مقيم بفضلك علي مدارج الأخيار،و قد سمع العابدون بجزيل ثوابك فعملوا،و سمع المجرمون بكثير عفوك فطمعوا،و لو لا الغفلة عن جنابك لما شكوت عثراتي،و لو لا تفريطي لما سفحت عبراتي،و إن قل زادي في المسير و أجحف،فقد وصلته بذخائر ما[أعددته من فضل تعويلي عليك]فإن كنت لا ترحم إلاّ المجدين في طاعتك،فإلي من يفزع المقصرون،و إن كان لا يفوز يوم الحشر إلاّ المتقون،فبمن يستغيث المذنبون؟
اللهم ارحمنا إذا ضمّتنا لحودنا،و أضحينا مساكين في قبورنا،و أوجب لنا
ص: 169
بالإسلام مذخور هباتك،و اصرف ما كدّرته الجرائر منّا بصفو صلاتك،فإن من شواهد نعماء الكريم استتمام نعمائه،و من كمال آلاء الجواد استكمال عطائه» (1).
ثم يصلي ركعتين،يقرأ في الأولي بعد الفاتحة سورة القدر،و في الثانية بعدها سورة الإخلاص،و يدعو بما شاء،و يبلّغ سلام من أوصاه،و يترحم علي موتاه، و يشرك المؤمنين في بركة زيارته،و صالح عبادته و أدعيته.
فإذا أراد الوداع قال:«السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته،أستودعك اللّه،و الصلاة و السلام عليك يا خير عباد اللّه،آمنا باللّه و برسول اللّه،و بما دعوت إليه من طاعة اللّه،و ما نهيت عنه من معصية اللّه،فاكتبنا اللهم مع الشاهدين،اللهم لا تجعله آخر العهد بزيارة هذا الإمام،و منّ علي بالرجوع للصلاة عليه و السلام في كل عام،[فإن توفيتني]فاحشرني معهم،و توفني مسلما،و ألحقني بالصالحين علي ملتهم،إنك علي كل شيء قدير».
و يدعو بأخصّ ما عنده فإنه يستجاب عند مفارقته،كما يستجاب عند قصد خدمته.3.
ص: 170
ص: 171
ص: 172
و الناس في ولائهم أقسام و اللّه الموفق لمحض الإسلام (1)
ص: 173
قالت الإمامية:إن الإمام علي هو الوصي بعد النبي،و أن الأمة ضلّت.
و قالت الأميرية:إن عليا شريك النبي لقوله:«أنت مني بمنزلة هارون من موسي» (1).
و قالت النصيرية:إن الرسالة من اللّه تعالي علي علي و قد أخطأ جبرئيل.و قالت الإسحاقية:النبوة متصلة من لدن آدم إلي يوم القيامة،و محال أن اللّه تعالي يرفع الحجة عن خلقه (2).
و قالت الفاووسية (3):إن عليا أفضل الأمة لقرابته من النبي صلي اللّه عليه و سلّم (4).
ص: 174
ص: 175
و قالت الشيعة:لا تقوم الدنيا إلاّ بإمام معصوم يكون أعلم أهل الأرض و أدينها.
و قالت الزيدية (1):ولد الحسين كلهم أئمة،فلا تصح الصلوات و الحكومات إلاّ بهم.
و قالت طائفة:إن العباس ورث النبي لأن العم أولي من العصبة (2).
و قالت الرجعية:إن عليا و بنيه يرجعون إلي الدنيا فينتقمون من أعدائهم.و لا يزالون مختلفين إلاّ من رحم ربك،و طريق الصواب حاصل لأولي الألباب (3).
ما يضر البحر أمسي زاخرا أن رمي فيه صبي بحجر (4)
قال المؤلف لهذا الكتاب:إني لما أنهيت ما قدرت عليه من مناقبهم تفصيلا، رأيت أن أذكرها جملة.و في كل لمح للمحب نصيب.0.
ص: 176
و فيه فصول:
ص: 177
ص: 178
الحمد للّه الذي خص خواص أهل الاختصاص بخصائص الإلهام،و عهد إلي الأرواح في معاهدها ما هي عليه من النظام،و أعدّ لمن والاهم وفور كمال البر و القربي؛لقوله تعالي: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1)و جعل محبة أهل هذا البيت تحقيقا للإيمان،و إمارة لتوكيد الأديان،و سببا للنجاة من النيران، و محجة إلي أعلي الجنان،و أن شرفهم الوافر،و حسبهم المتظافر،لا يخفي علي ذوي البصائر،و أفضل الفضل ما شهد به الطائع و العاصي،و الداني و القاصي،و لا يظهر الجاهل إلاّ عند الأخذ بالنواصي،و أما الذي كشف عنه الغطاء،و تحقق أن هذا هو العطاء،فهو أنه أمن في الدارين من الفزع الأكبر،قرير العين بما في عقيدته تقرر.
و إن كنت أدني منه في الفضل
و الحجي عرفت له حق التقدم و الفضل (2)
و أي مقام أسمي من هذا المقام،و مرام أسني من هذا المرام،و أن هذا لشرف واضح،و مجد رابح،و محل صالح،و سنذكر في فضائلهم من الآيات و الأحاديث غير ما أخرجت و أسندت عن شيعتهم،و ذوي ولايتهم و مودتهم،فإنه أنفي للتهمة و أبعد للفتنة،ما يشغف الأسماع،و يرتاح إليه الطباع،و لا يحل لمسلم رده،و إن لم يمكن حصره و عدّه؛لأنا متبعين لا مبتدعين،و اللّه الموفق و المعين.قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم أهل الشرف و الفضل و الدين و الكرم الوافر و البذل:«القرآن أربعة أرباع:فربع فينا أهل
ص: 179
البيت خاصة،و ربع في أعدائنا،و ربع حلال و حرام،و ربع فرائض و أحكام،و إن اللّه تعالي أنزل في علي كرائم القرآن» (1).
و قال ابن عباس و حذيفة:كلّ ما في القرآن من يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا فالمراد بها علي عليه السّلام،و ما أنزل اللّه تعالي يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إلاّ كان علي عليه السّلام أميرها و شريفها (2).
و في رواية:رأسها و سيدها و قائدها (3).
و في هذا كفاية،لكن لابد من ذكر بعضها لننبه علي كلها.فمن ذلك:قول النبي لعلي عليهما السّلام:«قل:اللهم اجعل لي عندك ودا،و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة».
فنزل قوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا (4)أي:
محبة في قلوب المؤمنين (5).
فالسعيد من تمكنت موالاته في قلبه،و ثبتت ولايته في لبّه.و قال تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ (6)الآية.نزلت و النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين في بيت أم سلمة،فأخذ النبي صلي اللّه عليه و سلّم عباءة و غطّاهم بها و قال:«اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس»الآية.
فقالت أم سلمة:و أنا معهم؟فقال:«إنك بخير و إلي خير» (7).
بأبي خمسة هم جنبوا الرجس كراما و طهروا تطهيرا2.
ص: 180
أحمد المصطفي و فاطم أعني و عليا و شبرا و شبيرا
من تولاهم تولاه ذو العرش و لقّاه نظرة و سرورا (1)
و في رواية:كان معهم جبريل و ميكائيل (2).
و في رواية:أخذ النبي صلي اللّه عليه و سلّم مجامع شملة كانوا عليها،فعقدها عليهم و قال:«اللهم هؤلاء مني و أنا منهم،اللهم ارض عنهم كما أنا عنهم راض» (3).
و في رواية:استدعاهم و أعلمهم بالآية.و في رواية:الحديث،ثم أكلوا الطعام (4).
و في رواية:أن النبي صلي اللّه عليه و سلّم أخذ عليا و فاطمة عليها السّلام[و ابنيهما]و أدخلهم تحت ثوبه و قال:«اللهم هؤلاء أهلي» (5).ر.
ص: 181
ص: 182
و مما نزل في الإمام علي عليه السّلام:
[1]-قوله تعالي: يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (1)أي علي (2).
[2]-و فيه: هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (3).
[3]-و فيه: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (4).
[4]-و فيه: وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ (5).
[5]-و فيه: أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوي (6).
[6]-و فيه: أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ (7)الآية.فضرب النبي صلي اللّه عليه و سلّم بين كتفي علي عليه السّلام
ص: 183
و قال:«هذا و حزبه هم المفلحون» (1).
[7]-و فيه: إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ (2).
فأومي النبي صلي اللّه عليه و سلّم إلي منكبه و قال:«أنت الهادي،و بك يهتدي المهتدون من بعدي» (3).
[8]-و فيه: أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (4).علي عليه السّلام.
و قال المؤلف لبعض[النصاري]:ما الدليل علي الأم و الأب و روح القدس.
فقال:قوله تعالي في كتابكم: وَ رُوحٌ مِنْهُ (5)فإن كان في كتابكم ما ينافيها أسلمت.
فتصفحت الكتاب الكريم فوجدت: وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ .فقال:علي من محمد كعيسي منه.
[9]-و قال تعالي: أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً (6).
فالمؤمن علي و الفاسق الوليد بن عقبه (7).
و قيل:عقبة.
[10]-و فيه: وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ (8).
قال ابن عباس:عن ولاية علي (9).9.
ص: 184
[11]-و لما نزل قوله تعالي: أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ (1).
و كان علي أول من تصدق،فصرّف دينارا بعشرة دراهم،و تصدق بها،و ناجاه بعشرة كلمات عن كل كلمة درهم.و لم يقدر أحد بعده أن يناجيه حتي يتصدق بشيء (2).
[12]-و فيه عليه السّلام: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ (3).
قال ابن عباس[قال رسول اللّه لعلي]:«أنت و شيعتك تأتون يوم القيامة راضين مرضيين،و أعداؤك غضابا مقمحين» (4).
[13]-و فيه: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ (5)أي:محمد و علي (6).
[14]-و فيه: اَلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً (7)قال ابن عباس:كان مع علي أربعة دراهم،فأنفق بالليل درهما،و بالنهار درهما،و في السر درهما،و في العلانية درهما (8).
[15]-و فيه: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ (9).7.
ص: 185
قال ابن عباس:نزلت ليلة بات علي علي فراش النبي صلي اللّه عليه و سلّم لما خرج إلي المشركين (1).
[16]-و فيه: وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ (2)قال عباد بن عبد اللّه:سمعت عليا يقول:«أنا الصديق الأكبر،لا يقولها بعدي إلاّ منافق أو كذاب» (3).
و قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«الصديقون ثلاثة:حبيب النجار مؤمن آل ياسين،و حزبيل (4)مؤمن آل فرعون،و علي بن أبي طالب و هو أفضلهم» (5).
[17]-و فيه: وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ (6).
قال ابن عباس:نزلت في محمد و علي،و هما أول من صلي و ركع (7).
[18]-و فيه وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي (8).
قال ابن عباس:أخذ النبي صلي اللّه عليه و سلّم بيد علي عليه السّلام و نحن بمكة،ثم رفع رأسه إلي السماء.
و قال:«اللهم إن موسي بن عمران سألك،و أنا محمد نبيك أسألك أن تشرح لي صدري-إلي قوله تعالي-و اجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي اشدد به أزري، و أشركه في أمري».9.
ص: 186
قال ابن عباس:فسمعت مناديا ينادي:يا أحمد قد أعطيت ما سألت (1).
[19]-و قال جابر بن عبد اللّه:سمعت النبي صلي اللّه عليه و سلّم يقول لعلي عليه السّلام:«الناس من شجر شتي،و أنا و أنت من شجرة واحدة» (2)ثم قرأ وَ جَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ (3)الآية.
[20]-و فيه[نزل]: وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ (4).
قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«هو علي بن أبي طالب» (5).
[21]-و فيه: فَاسْتَوي عَلي سُوقِهِ (6)الآية.قال فضالة عن الحسن:استوي الإسلام بسيف علي عليه السّلام (7).
[22]-و فيه: وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ (8).أي:كفاهم بعلي (9).
[23]-و فيه: وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ (10).
[24]-و قال علي عليه السّلام:«لما نزل قوله تعالي: وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ [دعا1.
ص: 187
رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم رجالا من أهل بيته إن كان الرهط منهم لآكلا الجذعة و إن كان لشاربا فرقا فقدم إليهم رجل شاة فأكلوا حتي شبعوا ثم]قال:علي يقضي ديني و ينجز موعدي» (1).
[25]-و فيه: اَلسّابِقُونَ السّابِقُونَ (2)إلي آخر الآية.
قال ابن عباس:سابق هذه الأمة علي بن أبي طالب (3).
[26]-و فيه: وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً (4).
قال علي عليه السّلام:«فيّ أنزلت» (5).
[27]-و فيه[نزل]: وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ (6)،أي:للعلم.
[28]-و في رواية:قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«دعوت اللّه أن يجعلها أذنك يا علي».فقال علي:«ما سمعت بعدها شيئا فأنسيته» (7).
[29]-و فيه: سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ (8).
قال ابن عباس:هم آل محمد (9).
[39]-و فيه[نزل]: مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (10).9.
ص: 188
قال المفسرون:علي و فاطمة عليهما السّلام بحران عميقان من العلم لا يبغي أحدهما علي صاحبه (1).
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ (2) :الحسن و الحسين (3).
[31]-و فيه: وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ (4).
[32]-و قال أبو سعيد الخدري:دعا النبي صلي اللّه عليه و سلّم الناس يوم غدير خم و كان يوم الخميس،و دعا بعلي،فأخذ بضبعيه فرفعهما حتي رأي بياض ابطيه،و لم يتفرقا حتي نزل قوله تعالي: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ -إلي قوله- اَلْإِسْلامَ دِيناً (5).
فقال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«الله أكبر علي إكمال الدين و إتمام النعمة،و رضا الرب برسالتي،و بالولاية لعلي من بعدي».
ثم قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره،و اخذل من خذله».
فعند ذلك استأذن حسان بن ثابت رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم أن يقول:
يناديهم يوم الغدير نبيهم بخمّ و اسمع بالرسول مناديا
يقول من مولاكم و وليكم فقالوا و لم يبدوا هناك التعاديا
إلهك مولانا و أنت ولينا و لم تلق منّا في الولاية عاصيا
فقال له:قم يا علي فإنني رضيتك من بعدي إماما و هاديا
فمن كنت مولاه فهذا وليه فكونوا له أنصار صدق مواليا3.
ص: 189
هناك دعا اللهم وال وليه و كن للذي عادي عليا معاديا (1)
[33]-و قال أبو هريرة:مكتوب علي العرش:لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، محمد عبدي و رسولي أيدته بعلي بن أبي طالب،[و ذلك قوله في كتابه هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ (2)علي وحده] (3).
[34]-و قال تعالي: إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ... ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ (4).
فقرأ ابن مسعود:إن عليا جمعه و قرأ به(ثم إن عليا بيّنه) (5).
[35]-و فيه: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ (6).
[36]-و فيه: اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ (7).
[37]-و فيه: مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ (8)الآية.[دخل أبو عبد اللّه الجدلي علي علي بن أبي طالب عليه السّلام]فقال له علي عليه السّلام:«يا أبا عبد اللّه الحسنة حبّنا،و السيئة بغضنا» (9).1.
ص: 190
[38]-و فيه: قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي (1).
فقالوا:من الذين يأمرنا اللّه بمودتهم؟فقال:«علي و فاطمة و أولادهما» (2).
[39]-و فيه: وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ (3).
قال علي عليه السّلام:«عن ولايتنا» (4).
[40]-و فيه: وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا (5).
و ذلك أن نفرا كانوا يؤذون عليا،و يكذبون عليه (6).
[41]-و فيه: وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ (7).و اللحن:هو بغضه (8).
[42]-و فيه: وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ (9)الآية.قال علي عليه السّلام:أي إلي ولايتنا (10).
هذا بعض ما أنزل فيه علي رغم أنف من لا يحبه و يحب ذويه.6.
ص: 191
ص: 192
[43]-قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«كنت أنا و علي نورا عن يمين العرش يسبح اللّه ذلك النور،و يقدسه قبل أن يخلق اللّه تعالي آدم بأربعة عشر ألف سنة،و لم نزل في شيء واحد حتي افترقنا في صلب عبد المطلب،ففيّ النبوة و في علي الخلافة» (1).
[44]-و في رواية:«أخرجني نبيا و أخرج عليا وصيا» (2).
[45]-و قال في حديث آخر:«إن اللّه تعالي جعل ذرية كل نبي في صلبه،و جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب» (3).
[46]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«لكل بني أم عصبة ينتمون إليه إلاّ ولد فاطمة،فأنا أبوهم و أنا عصبتهم» (4).
[47]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه تبارك اسمه جعل لأخي علي فضائل لا تحصي،فمن ذكر فضيلة منها مقرا بها غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر،و من كتب فضيلة من
ص: 193
فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له ما دام للكتابة رسم،و من استمع إلي فضيلة منها غفر له كل ذنب اكتسبه بالإستماع،و من نظر إلي كتاب في فضائله غفر اللّه له الذنوب التي اكتسبها بالنظر،و النظر إلي علي عبادة،و ذكره عبادة،و لا يقبل اللّه إيمان عبد إلاّ بولايته و البراءة من أعدائه» (1).
[48]-و في حديث آخر،قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم لأبي بكر و عمر كرم اللّه وجههما:«من أين أقبلتما؟»
قالا:عدنا عليا عليه السّلام و هو لما به.
فقال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«لن يموت حتي يملأه اللّه غيظا و تجداه صابرا» (2).
[49]-و لما صعد علي منبر البصرة بعد هدوء الفتنة قام إليه الجعد بن بعجة- بالباء-و قال:أيما خير أنت أم أبو بكر و عمر؟فتضاحك حتي قيل قالها،ثم قال:
«عبدت اللّه قبلهما و معهما و بعدهما» (3).
[50]-و قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«يا علي أنت الآخذ بسنتي،و الذاب عن ملتي،و أنا أول من يدخل الجنة و أنت معي» (4).
ثم اعتنقه و قبّله.
[51]-و قال:«بأبي الوحيد الشهيد».مرتين (5).
[52]-و في رواية:اعتنقه و بكي،فقال له:«ما يبكيك؟»فقال:«ضغائن في9.
ص: 194
صدور أقوام لا يبدوها إلاّ بعدي» (1).
[53]-و قال عليه السّلام:«من أحب عليا فقد أحبني،و من أبغض عليا فقد أبغضني» (2).
[54]-و قال:«يا علي طوبي لمن أحبك و صدق فيك،و ويل لمن أبغضك و كذب فيك» (3).
[55]-و أنفذه صلي اللّه عليه و سلّم في سرية،و رفع يديه و قال:«اللهم لا تقبضني حتي تريني عليا» (4).
[56]-و قال عليه السّلام:«خلق اللّه تعالي من نور وجه علي سبعين ألف ملك يستغفرون اللّه تعالي له و لمحبيه إلي يوم القيامة» (5).
[57]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:يوما:«و الذي نفسي بيده لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأله اللّه تعالي عن أربع:عن عمره فيما أفناه،و عن جسده فيما أبلاه،و عن ماله مما اكتسبه و فيما أنفقه،و عن حبنا أهل البيت» (6).
و للّه[درّ]بديع الزمان:3.
ص: 195
أحب النبي و آل النبي و أختص آل أبي طالب
و إن كان رفضا ولاء الوصي فلا ترض بالرفض من جانب
و إن كان نصبا ولاء الجميع فإني كما زعموا ناصبي
يري اللّه سري إذا لم يروه فلم يحكمون علي غائب (1)
[58]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«أفضل أمتي علي» (2).
[59]-و في رواية:«أعلم[أمتي]من بعدي علي» (3).
[60]-و قال ابن عباس:قال رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم:«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب،كذب من زعم أنه يصل إلي المدينة إلاّ من قبل الباب» (4).
[61]-و في رواية أخري:«أنا مدينة الجنة و علي بابها،فمن أراد الجنة فليأتها من بابها» (5).
[62]-و في رواية أخري:«أنا مدينة الحكمة و علي بابها،فمن أراد الحكمة فليأت الباب» (6).
[63]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه،و إلي نوح في فهمه،و إلي يحيي بن زكريا في زهده،و إلي موسي بن عمران في بطشه،فلينظر إلي علي بن أبي طالب» (7).3.
ص: 196
[64]-و في رواية قال صلي اللّه عليه و سلّم لأصحابه:«ألا أريكم آدم في علمه،و نوحا في فهمه، و إبراهيم في حكمته»فلم يكن بأسرع ما أتي علي عليه السّلام (1).
فقال أبو بكر رضي اللّه عنه:قست يا رسول اللّه رجلا بثلاثة من الرسل؟[بخ بخ لهذا الرجل،من هو يا رسول اللّه؟
قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«ألا تعرفه يا أبا بكر؟»قال:اللّه و رسوله أعلم.
قال:«أبو الحسن علي بن أبي طالب»فقال أبو بكر]:بخ بخ لك يا أبا الحسن، و أين مثلك يا أبا الحسن (2).
[65]-و في حديث آخر:[أن]النبي صلي اللّه عليه و سلّم بعث عليا عليه السّلام إلي اليمن فقال له:«يا رسول اللّه تبعثني إلي القضاء،و أنا شاب و لا أدري ما القضاء؟فضرب صدري و قال:
اللهم اهد قلبه،و ثبّت لسانه.فو الذي فلق الحبة ما شككت بعدها في قضاء بين اثنين حتي الساعة» (3).
[66]-و قال له النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«إنك لتذود عن حوضي يوم القيامة رجالا كما يذاد البعير الضال عن الماء» (4).
[67]-و قال له رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم:«إن أول الناس ورودا علي الحوض أولهم إسلاما و أنت يا علي ذلك» (5).5.
ص: 197
[68]-و في رواية قال صلي اللّه عليه و سلّم:«يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا،و أول المسلمين إسلاما» (1)الحديث.
[69]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«لم ترفع شهادة أن لا إله إلاّ اللّه إلي السماء إلاّ مني،و من علي ابن أبي طالب» (2).1.
ص: 198
و كانت صلاته يوم الاثنين الخامس عشرين من ماه أبان.و من شهور الروم التاسع عشر من شباط سنة تسع مائة و إحدي و عشرين لذي القرنين.و الكواكب في سفدها،و كانت له ذؤابتان،و كان أقرأ الناس لكتاب اللّه عز و جل،و أعلمهم بأحكام [اللّه].و من نعم اللّه عليه أن ربي في حجر رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم،و روي عن أحاديثه من المتون أربعمائة و نيفا سوي الطرق.
[72]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«أنا و هذا-أي علي-حجة يوم القيامة» (1).
ص: 200
[73]-[و قال صلي اللّه عليه و سلّم]:«من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر» (1).
[74]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«حق علي علي المسلمين كحق الوالد علي ولده» (2).
[75]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«لو أن السموات و الأرض وضعت في كفة،و وزن إيمان علي لرجح» (3).
[76]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«علي مني و أنا منه» (4).
[77]-[و قال صلي اللّه عليه و سلّم]:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (5).
[78]-[و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه لما خلق السموات و الأرض دعاهن فأجبنه،فعرض عليهن نبوتي و ولاية علي بن أبي طالب فقبلتاهما،ثم خلق الخلق و فوض إلينا أمر الدين]فالسعيد من سعد بنا،و الشقي من شقي بنا،نحن المحلّون حلاله و المحرمون حرامه» (6).
[79]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم و قد أخذ بيد الحسن و الحسين و قال:«من أحبني و أحب هذين و عليا و فاطمة كان معي في درجتي يوم القيامة» (7). -
ص: 201
[80]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«مكتوب علي باب الجنة:محمد رسول اللّه علي بن أبي طالب أخو رسول اللّه قبل أن يخلق السموات و الأرض بألفي عام» (1).
[81]-[و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«مكتوب علي جناح جبريل:لا إله إلاّ اللّه[محمد النبي] و علي الآخر:لا إله إلاّ اللّه علي الوصي» (2).
فصلي اللّه عليه و علي آله الهداة الأعلام،صلاة دائمة بدوام الأيام.
رأيت أمير المؤمنين عليا عليه السّلام في منامي،فبكيت بين يديه فقال لي:يا عمر لا تخبر إلاّ عنه،و لا تسمع إلاّ منه،و لا تنظر إلاّ إليه،و لا تفكر إلاّ فيه.و من لي بأن أحيا إلي عام قابل.و كنت دائما أسمع هذا السر بمكة من شيخي أبي العباس أحمد الحوراني (3)و كان متواليا لهذا البيت،فلهذا كتبت إليه من المدينة أحرّضه علي قوله:
لو أشرح قصتي و ما ألقاه للشيخ تقي الدين قال اللّه
إن كان و لا بد فما يمنعكم أن نلفظ كلّنا بيا هو يا هو6.
ص: 202
[في حديث الولاية]
قال أبو هريرة رضي اللّه عنه:من صام يوم الثامن عشر من ذي الحجة،كتب له صيام ستين شهرا و هو يوم غدير خم (1).
[82]-و الصحيح:أن النبي صلي اللّه عليه و سلّم قال يوم غدير خم:«إنه يوم أكل و شرب و بعال (2)» (3).
[83]-و قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم و قد أخذ بيد علي عليه السّلام:«ألست أولي بالمؤمنين[من أنفسهم]؟».قالوا:بلي يا رسول اللّه.قال:«من كنت مولاه فعلي مولاه».و في رواية:
«فهذا علي مولاه».
فقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه:بخ بخ لك يابن أبي طالب،أصبحت مولاي و مولي كل مؤمن و مؤمنة.فنزل قوله تعالي: اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ الآية (4).
[84]-و في رواية:«من كنت وليّه فعلي وليّه» (5).
[85]-أو قال:«مولاه» (6).
ص: 203
[86]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم و قد احمرّ وجهه:«من كنت وليّه فعلي وليّه» (1).
[87]-و في رواية:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه» (2).
[88]-و في رواية الحديث:«و انصر من نصره و اخذل من خذله،و ارحمه و ارحم به،و انصره و انتصر به،و أعنه و استعن به،و أدر الحق معه حيث دار» (3).
فإنه عبدك و بعل ابنة نبيك،و لا شك في إجابة دعاه.و في رواية:«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه».
[89]-و في رواية:أن النبي صلي اللّه عليه و سلّم استند إلي شجرة بخم و قال الحديث.
[90]-[و في رواية:أن رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم نزل بخم فتنحي الناس عنه،و نزل معه علي بن أبي طالب فشق علي النبي صلي اللّه عليه و سلّم تأخر الناس عنه،فأمر عليا ليجمعهم،فلما اجتمعوا قام فيهم و هو متوسد علي بن أبي طالب،فحمد اللّه و أثني عليه ثم قال:«يا أيها الناس إني قد كرهت تخلفكم و تنحيكم عني حتي خيّل إلي أنه ليس من شجرة أبغض إليكم من شجرة تليني»ثم قال]:لكن علي بن أبي طالب أنزله اللّه مني بمنزلتي منه فرضي اللّه عنه كما أنا عنه راض،فإنه لا يختار علي قربي و محبتي شيئا»ثم رفع يده و قال:«اللهم وال من والاه...» (4)الحديث.ر.
ص: 204
[في حديث المنزلة]
[91]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«أنت مني بمنزلة هارون من موسي» (1).
[92]-و في رواية:الحديث:«إلاّ أنه لا نبي بعدي» (2).
[93]-و في رواية:و ذكر الحديث:«أو ليس معي نبي» (3).
[94]-و في رواية:«ألا ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي» (4).
و ذكر الحديث.
[95]-و في رواية الحديث:«إلاّ أنك لست بنبيّ» (5).
[96]-و في رواية الحديث:«إلاّ أنه ليس معي نبي» (6).
[97]-و في رواية:«المدينة لا تصلح إلاّ بي و بك و أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي بعدي» (7).
ص: 205
[98]-و في رواية ذكر الحديث:«إلاّ أنه ليس معي أو بعدي نبي».فقال:
«نعم» (1).
[99]-و في رواية:«أنت مني بمنزلة هارون من موسي»و خلفه في أهله (2).
[100]-و في رواية:«هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي،و دمه من دمي، و هو بمنزلة هارون من موسي غير أنه لا نبي بعدي» (3). (4).
ص: 206
ص: 207
ص: 208
ص: 209
ص: 210
في المؤاخاة]
[101]-عن أنس قال:لما كان يوم المباهلة و اخي النبي صلي اللّه عليه و سلم تسليما كثيرا بين المهاجرين و الأنصار و علي عليه السّلام ينظره.
فانصرف باكيا،فافتقده النبي صلي اللّه عليه و سلّم فلم يجده،فقال:«ما فعل أبو الحسن؟»
فقالوا:انصرف باكيا.
فقال:«يا بلال اذهب إليه و ائتني به».
فأتاه و قد دخل منزله باكيا،و قال لفاطمة:«كنت واقفا و النبي يراني و يعرف مكاني،و لم يؤاخ بيني و بين أحد!».
فقالت:«لا أحزنك اللّه،لعله إنما ذخرك لنفسه».فناداه بلال:أجب رسول اللّه.
فأتاه باكيا.
فقال:«ما يبكيك يا أبا الحسن؟».
فقال:«و اخيت بين المهاجرين و الأنصار و لم تؤاخني مع أحد!».
فقال له:«يا علي إنما ادخرتك لنفسي،ألا يسرّك أن تكون أخا نبيك؟».
فقال:«بلي يا رسول اللّه،أنّي لي بذلك».
فأخذه بيده و رقاه المنبر و قال:«اللهم هذا مني و أنا منه ألا إنه بمنزلة هارون من موسي ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه» (1).
ص: 211
و للّه[درّ]القائل:
لو لم يكن بأخ متأيد لم يتخذ موسي أخاه وزيرا
[102]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«إني مؤاخ بينكم كما و اخي اللّه بين الملائكة».
ثم قال لعلي:«أنت أخي و رفيقي»،ثم قرأ: إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ (1).
و قال:«الأخلاء في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض» (2).
[103]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«خير إخوتي علي» (3).
[104]-و في رواية:«أنت أخي في الدنيا و الآخرة» (4).
[105]-و في رواية:كان يؤاخي بين المهاجرين و الأنصار،و يؤاخي بين الرجل و نظيره،ثم أخذ بيد علي عليه السّلام و قال:«هذا أخي» (5).
و لا خفاء في مكانة رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم و قربه من اللّه تعالي.
[106]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«لما أسري بي إلي السماء رأيت علي ساق العرش الأيمن:
أنا وحدي لا إله غيري،غرست جنة عدن بيدي،محمد صفوتي أيدته بعلي» (6).
[107]-و في رواية:أنه صلي اللّه عليه و سلّم لما عاد من حجة الوداع نزل بغدير الجحفة بين مكة و المدينة،و ذكر الحديث يتضمن الثناء عليه،و الوصية للمسلمين فيه و في عترته.
ثم أخذ بيد علي فرفعها و قال:«من كنت مولاه فهذا وليه،اللهم وال من والاه و عاد من1.
ص: 212
عاداه»قالها ثلاثا (1).
[108]-[و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه تعالي عهد إلي في علي عهدا،فقلت:يا رب بيّنه لي.
فقال:اسمع.
فقلت:سمعت.
فقال:إن عليا راية الهدي و إمام أوليائي و نور من أطاعني و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين،فمن أحبه أحبني،و من أبغضه أبغضني،فبشره بذلك.
فجاء علي فبشرته فقال:يا رسول اللّه أنا عبد اللّه و في قبضته فإن يعذبني فبذنبي و إن يتم لي الذي بشرتني به فاللّه أولي بي.
قال:قلت:اللهم اجل قلبه و اجعله ربيعة الإيمان.فقال اللّه تعالي:قد فعلت.
ثم رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي].
فقلت:اللهم هذا أخي و صاحبي.
فقال اللّه تعالي:إن هذا أمر قد سبق إنه مبتلي و مبتلي به» (2).
[109]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش:يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم،و نعم الأخ أخوك علي» (3).
[110]-و قال عليه السّلام:«لولاك يا علي لما عرف المؤمنون من بعدي» (4).
[111]-و قال صلي اللّه عليه و سلم:«يا علي إن اللّه تعالي جعل فيك مثلا من عيسي ابن مريم عليه السّلام7.
ص: 213
أبغضته اليهود حتي بهتوه،و أحبته النصاري حتي ادّعوا فيه ما ليس بحق» (1).
[112]-[ثم قال علي]:«ألا و إنه يهلك فيّ محبّ مفرط مطر يقرظني بما ليس في،و مبغض مفتر يحمله شنآني علي أن يبهتني» (2).
[112]-و قال علي رضي اللّه عنه:«ألا و إني لست بنبي،و لا يوحي إليّ،و لكني أعمل بكتاب اللّه و سنة نبيه ما استطعت»الحديث المقدم (3).ة.
ص: 214
[في ذكر فضائل أهل البيت عليهم السّلام]
[113]-قال النبي صلي اللّه عليه و علي آله أمراء الأمة و حكّامها صلاة تتصرم الأعداد قبل انصرامها:«اشتد غضب اللّه و غضبي علي من أهرق دمي و آذاني في عترتي» (1).
[114]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة،أنا و علي و جعفر ابنا أبي طالب،و حمزة بن عبد المطلب،و الحسن و الحسين عليهم السّلام» (2).
[115]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«منكم من يقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت علي تنزيله».
فقال أبو بكر:أنا.فقال:لا.فقال عمر:أنا.فقال:«لا،و لكن خاصف النعل»يعني عليا عليه السّلام (3).
[116]-و قال علي عليه السّلام:«لولا أن تبطروا لحدثتكم بما سبق علي لسان رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم لمن قتل هؤلاء» (4).
ص: 215
يعني الخوارج.
[117]-و روي عن أبي عثمان قال:سمعت عليا عليه السّلام يقول:«ما كذبت و لا كذبت،و لا ضللت و لا ضل بي،و إني علي بينة من ربي،فمن شاء فليصدق و من شاء فليكذب» (1).
[118]-و قال علي عليه السّلام:«قال لي النبي صلي اللّه عليه و سلّم:إنك ذو قرنيها،و إن لك كنزا في الجنة،فلا تتبع النظرة النظرة،فإن لك الأولي و ليست لك الأخري» (2).
[119]-و في رواية:«إن لك كنزا في الجنة،و إنك ذو قرنيها،فلا تتبع النظرة النظرة»و قال علي عليه السّلام:«كان ذو القرنين رجلا ناصحا للّه تعالي،فدعا قومه إلي اللّه عز و جل،فضربوه علي قرنه،ثم دعاهم إلي اللّه فضربوه علي قرنه فمات،و إن منكم اليوم مثله» (3).
و لم يجزني حديث النبي صلي اللّه عليه و سلّم ذكر قومه،كما قال اللّه تعالي: حَتّي تَوارَتْ بِالْحِجابِ (4)يعني الشمس،و لم يجز لها ذكر.
و لكل صافية قذي و لكل خالصة شوائب (5)
[120]-و سئل رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب [عليه].فقال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«سأله بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلاّ تبت علي،ل.
ص: 216
فتاب اللّه عليه» (1).
[121]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«تحشر ابنتي فاطمة و معها ثياب مصبوغة بدم،فتتعلق بقائمة[من قوائم]العرش فتقول:يا عدل يا جبار احكم بيني و بين قاتل ولدي.فيحكم لابنتي و رب الكعبة» (2).
[122]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا» (3)الحديث.
[123]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:لعلي عليه السّلام:«من قاتلك في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال» (4).
[124]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم لعلي عليه السّلام:«ادن مني يا علي،خلقت أنا و أنت من شجرة صنيع جسمك من جسمي،فأنا أصلها و أنت فرعها و الحسن و الحسين أغصانها،فمن تعلق بغصن منها أدخله اللّه الجنة» (5).
و لهذا كنت أيام مقامي بمصر أتردد إلي مشهد الإمام الحسين عليه السّلام،و في ضمن ذلك أعرض بما أهمّ من مصالحي فتقضي،حتي و اللّه أرسلت إليه ذوي الحاجات فتقضي لأجلي.فاتفق أني زرت مشهدا لامرأة تنسب إليهم و لم أكن أعلم صحة ذلك، و سألتها حاجة و عدت لزيارة الحسين فرأيت في صدري حرجا و قبضا،و طال ذلك2.
ص: 217
و كأنه يقول لي بلسان الحال بعد التضرع و السؤال:هل كانت لك حاجة فم تقض؟
فقلت:كلا.فقال:ما حملك علي ما فعلت.فاعتذرت،و لم أزل خجلا منه إلي أن جاوزت،فخطر لي أن أعتمر،فلما قلت:لبيك اللهم لبيك،وجدت في صدري من الأنس ما فقدت،فتعجبت لذلك،و تأكد ولاء من هناك.
و للّه[درّ]القائل:
إن العباد تفرقوا من واحد فلأحمد السبق الذي هو أفضل
هل كان يرتحل البراق أبوكم أم كان جبريل عليه ينزل
أم من يقول اللّه حين يخصّه بالوحي قم يا أيها المزّمل (1)
صلي اللّه عليه و علي آله في الليل إذا يغشي و في النهار إذا تجلي.1.
ص: 218
[في فضل علي عليه السلام في السنة]
[125]-قال النبي صلي اللّه عليه آناء الليل و أطراف النهار،و علي آله المصطفين الأخيار:«لا يحل لمسلم يري مجردي أو عورتي إلاّ علي» (1).
و في[معني]الحديث فيها روايات كثيرة أضربت بما ذكرت.
[126]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«إن عليا كان علي طاعتك و طاعة رسولك،فاردد عليه الشمس».
قالت أسماء:رأيتها غربت ثم رأيتها طلعت،و كان يوحي إلي النبي صلي اللّه عليه و سلّم و رأسه في حجر علي عليه السّلام (2).
[127]-و في رواية:فلما صلي غابت الشمس،فإذا النجوم مشتبكة (3).
[128]-و قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«يا علي إن اللّه تعالي قد زيّنك بزينة لم يزين بها أحدا، زهّدك في الدنيا و رغّبك في الآخرة» (4).
[129]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«مثل علي في هذه الأمة كمثل الكعبة المستورة-أو
ص: 219
المشهورة-النظر إليها عبادة،و الحج إليها فريضة» (1).
[130]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«خيركم خيركم لأهلي من بعدي» (2).
[131]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«إذا كان يوم القيامة أمر اللّه تعالي جبريل أن يجلس علي باب الجنة،فلا يدخلها إلاّ من معه براءة من علي بن أبي طالب» (3).
[132]-و قيل له:يا رسول اللّه من صاحب لواءك في الآخرة؟فقال:«صاحب لوائي في الدنيا علي بن أبي طالب» (4).
[133]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«من أحب أن يستمسك بالقضيب الأحمر،الذي غرسه اللّه تعالي بيده في جنة عدن،فليتمسك بحب علي بن أبي طالب» (5).
[134]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«أوشك أن أدعي فأجيب،و أني تارك فيكم الثقلين،كتاب اللّه تعالي و عترتي أهل بيتي،فانظروا ماذا تخلفوني فيهم» (6).
[135]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«من اصطنع المعروف مع أحد من أهل بيتي كافئته يوم القيامة» (7).
[136]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب» (8).مع
ص: 220
ص: 222
-
ص: 223
[140]-و قال عليه السّلام:«ألا إني آخذ بطاعة ربي،و أهل بيتي آخذون بطاعتي، و المؤمنون آخذون بطاعة أهل بيتي،فمن صدق منهم نجا،و من أنكر منهم مرق،و من خالف منهم هلك» (1).
و للّه در القائل:
طبت بيتا و طاب أهلك أهلا أهل بيت النبي و الإسلام
رحمة اللّه و السلام عليهم كلما قام قائم بسلام (2)
و مما أنشدني الأمير السيد،الأجل الأوحد،العالم ذو الشرفين،بقية النقباء، كمال الدولة،فخر الملك،مجد الدين أبو الفضل عبيد اللّه ولد السعيد يمين الدين أبي القاسم قثم بن السعيد أبي أحمد طلحة الزيدي،أجلّ اللّه قدره،بداره علي شاطيء دجلة بغربي مدينة السلام،في ذي القعدة من سنة ست و أربعين و ستمائة قال:
أنشدني الشيخ الصالح محمد بن جعفر الأسماني لنفسه:
أنا عبد لآل طه و يس موال عبيدهم أحرار
سادة قادة دعاة هداة أمناء أئمة أطهار
من بهم نال آدم الفوز بالقرب و هم قبل خلقه أنوار
و كل تاريخ صحيح مضبوط،و هو مما أجازني السيد المذكور أعلاه،و يعرف بابن الأتقي،و لما تعيّن حقه وجب ذكره.5.
ص: 224
[في توضيح حديث النبي صلي اللّه عليه و سلّم:
يا علي إنك لسيد المسلمين و يعسوب المؤمنين
و إمام المتقين و قائد الغر الميامين المحجلين]
[141]-قال النبي صلي اللّه عليه و علي الأئمة بعده،صلاة ترفع منزلتهم و تزلفهم عنده:«يا علي إنك لسيد المسلمين،و يعسوب المؤمنين،و إمام المتقين، و قائد الغر الميامين المحجلين» (1).
و السيد:هو الرفيع المنزلة علي من يسوده.و ساد قومه:يسودهم سيادة و سوددا و سيدودة،فهو سيد.و فلان سوّده قومه،أي جعلوه سيدهم.و فلان أسود من فلان:أي أجلّ منه.و قال الفرّاء:يقال لمن حصلت له السيادة هو سيد قومه،فإذا أريد به السيادة بعد قليل قلت:هو سائد قومه (2).
و هذا يتضمن علو منزلته و رفعته عليهم،و هذا مناسب لقوله صلي اللّه عليه و سلّم:«من كنت مولاه فعلي مولاه»أي:جعل له عليهم ما لنفسه.و الإمام:هو الذي يقتدي به.و جمعه:
أئمة،و أصله:أأممة،علي وزن أفعلة كإله و آلهة (3).
و المتقون:الذي يخشون اللّه تعالي في أوامره و نواهيه.يقال منه:أتقي.و أصله
ص: 225
أو تقي علي افتعل،فقلبت الواو[ياء]بالانكسار بحرف قبلها و أبدلت منها التاء و أدغمت التاء في التاء (1).
و هو إمام المتقين الذين يقتدون بأفعاله و يتأسون بأعماله.و قوله:«و قائد الغر المحجلين»أي:متقدمهم و جاذبهم إلي الأعمال الصالحة.من قولك:قدت الفرس و غيره،أقوده مقادة و قيدودة.و فرس قوداني:سلس منقاد،و اقتاده و قاده بمعني واحد.
و الانقياد:الخضوع.يقول:قدته فانقاد،أي اتبعك طوعا (2).
و الغرّ:جمع أغر،أي:جليل شريف.و فلان غرّة قومه أي سيّدهم،و غرّة كل شيء:أكرمه (3).
و المحجلون:جمع محجل،و هو الذي به التحجيل و هو البياض في القوائم (4).
و المراد بذلك:أشياعه و أتباعه في الآخرة.غرّ محجلون:أي بيض الوجوه و الأطراف من أثر الوضوء للصلاة (5)؛و ذلك أمارة لهم ليعرفوا بها.و قوله صلي اللّه عليه و سلّم:
«و يعسوب المؤمنين»أي:أميرهم.تشبيه بيعسوب النحل و هو ملكها الذي يتقدمها.
و اليعسوب:هو الذكر من النحل (6).
[142]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«أتاني ملك لم.يهبط إلي الأرض فسلم علي و بشرني أن ابنتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة،و أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة» (7).
و لا خلاف أنه لم يأت إلاّ بأمر اللّه و ذلك فيما اختصهم اللّه به،و سيادة الجنة/.
ص: 226
أعلي السيادات و أشرفها و أعلاها؛لأنها دار حق و مقام صدق وَ إِنَّ الدّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (1)لا ينقضي زمانها و لا ينتهي أوانها و تصريفها.
[يقال:]ساد يسود سيادة،و الجمع:سادة (2).
[143]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه تعالي يغضب لغضبها و يرضي لرضاها» (3).
و هذا أعلي من سيادة الجنة و أعلاها.
و من الأخبار المرفوعة المؤكدة كثيرة العدد،متصل مع المدد،و الألفاظ مختلفة، و المعاني متقاربة،و طريق العقل فيها واحد،و السعيد من تلمّح أحسن المقاصد، فيجب أن يقصد بمحبة هذا البيت وجه اللّه العظيم،و نبيه الكريم،ليصح له صحيح الاتباع،و يندرج في سلك من سمع و أطاع،و هو قوله تعالي: قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ (4).
صلي اللّه عليه و سلّم و علي آله الخيرة الكرام صلاة موصولة بلا انفصال و لا انصرام.1.
ص: 227
[في دلالة حديثيّ السفينة و النجوم]
[144]-قال النبي صلي اللّه عليه و علي آله سرج الدين و أئمة المسلمين:«مثل أهل بيتي كسفينة نوح،و كمثل باب حطة في بني إسرائيل،من دخلها نجا و من تخلف عنها هلك» (1).
و هذا الحديث مجمع عليه،و السر فيه للعارف بفضلهم و محبتهم،و العالم بحقهم و منزلتهم،و المنتمي إلي علي دوحتهم،أنه قد أخذ الحظ الأوفر و النصيب الأجزل،من النجاة و الفوز في العاجلة و الآجلة،فكيف من أخلص في الاقتداء و الاتباع،و صدق في يقينه،و صحّح إلي نسبتهم دينه،كان معدودا من السعداء،آخذا بالعروة الوثقي.
و قال المفسرون في باب حطة أقوالا:فمنها:قول السدي و مجاهد:إنه الباب الثامن من بيت المقدس (2).
و قيل:هو باب القبة التي كان يصلي إليها موسي عليه السّلام (3).
و هو أولي من قول من قال:إنه باب القرية،لأنهم لم يدخلوها في حياة
ص: 228
موسي عليه السّلام (1).
و قال ابن عباس: سُجَّداً أي:منحنين خاضعين متواضعين (2)،و معني الحطة أي:تحط عنا خطايانا،و هو قول أكثر العلماء منهم الحسن،و قتادة (3).
و قال ابن عباس:أمروا بالإستغفار (4).
و قيل:أمروا أن يقولوا هذا حق و صدق (5).
و قال عكرمة:أمروا بقول لا إله إلاّ اللّه و هي التي بقولها تحط الذنوب و الخطايا، فعبّر عنها بحطة (6).
و قال الزجاج:دخلوه سجدا حطة لذنوبهم.
و هذا المثال في أهل بيته حاصل؛لأن ولائهم و محبتهم و الإخلاص في ذلك مسقط للذنوب،مكفّر للخطايا،كما سبق و حصل لداخلي الباب علي الوجه المأمور و القول المشهور،ليشبه النظير النظير؛لأن قوله جامع مؤيد بالحكمة،مقرون بالصحة لقوله تعالي: وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي (7).
[145]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«من أجبنا أهل البيت فهو ممن اتخذ عند اللّه عهدا،و من أبغضنا بعثه اللّه يوم القيامة يهوديا» (8).9.
ص: 229
[146]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم فرحوا و استبشروا، و إذا ذكر عندهم آل محمد اشمأزت قلوبهم،و الذي نفس محمد بيده لو أن عبدا جاء يوم القيامة بعمل سبعين نبيا ما قبل اللّه ذلك منه حتي يلقاه بولايتي،و ولاية علي،و أهل بيتي» (1).
[147]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«ألا و إنّ ربي مثّل أمتي في الطين،و علمني أسماءهم كما علم آدم الأسماء كلها،فمر بي أصحاب الديانات فاستغفرت لعلي و شيعته» (2).
[148]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«النجوم أمان لأهل السماء،و أهل بيتي أمان لأمتي،فإذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء،و إذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض» (3).
و الأمان و الأمن ضد الخوف،و كذلك الأمنة مثال الهمزة (4).
و المراد بقوله:«النجوم أمان»أي أن السماء باقية بحالها ما بقيت النجوم فإذا زالت،زالت السماء بنجومها،و يقتضي خبر الصادق أن ذلك من مقدمات إمارات القيامة،كما قال اللّه تعالي: إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ (5).
و هذا إخبار بالأمرين معا (6).
ص: 230
و قوله صلي اللّه عليه و سلّم:«أهل بيتي أمان»منه الحديث،بأن الدنيا و أهلها في أمان من الفناء و الانتقال بالكلية إلي الآخرة ما دام بقاء أحد من أهل بيته يعني من الأئمة النائبين منابه، و ذلك إشارة إلي المهدي و ذريته المنصوص عليه بقوله:
[149]-«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا» (1).
[150]-و في رواية الحديث المقدم:«لطول اللّه ذلك اليوم،حتي يظهر رجل من ذريتي يوافق اسمه اسمي،يملأ الأرض قسطا و عدلا» (2)الحديث المقدم ذكره.
و أن الدنيا تختم به،فإذا ظهر و قام بما هو قائم و قبض،ذهبت الدنيا و حضرت2.
ص: 231
الأخري،و كان ذهاب سكان الأرض بذهابه عليه السّلام.
و ذرية الرجل:ولده و ولد ولده.و الجمع:الذراري و الذريات (1).
حتي أن ولد الإناث ولده،فعلي هذا ذرية فاطمة الزهراء أولاد النبي صلي اللّه عليه و سلّم.
و شاهد صحة ذلك لا يستطاع منعه و لا يمكن دفعه،و هو قوله تعالي: وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ إلي قوله: يَحْيي وَ عِيسي (2)فعدّ عيسي من ذريته و ألحقه به، و لا أب له و لا وصلة بينه و بين إبراهيم إلاّ من جهة مريم عليهم السّلام.5.
ص: 232
[في التحذير من أذية أهل البيت عليهم السلام]
[151]-و مما يعتقد أن أذيتهم أذية رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم،و المتعرض لهم بسوء خصمه اللّه؛لقوله صلي اللّه عليه و سلّم و قد أخذ بعضادتي الباب،و في البيت علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السّلام:«أنا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكم» (1).
[152]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«حربك يا علي حربي،و سلمك سلمي» (2).
[153]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«من سب عليا فقد سبني،و من سبني فقد سب اللّه،و من سب اللّه أكبّه اللّه علي وجهه في النار» (3).
[154]-و من سماعي المسلسل مرفوع إلي عمر بن خالد،قال:حدثني زيد بن علي و هو آخذ بشعره،قال:سمعت أبي علي بن الحسن و هو آخذ بشعره،قال:
سمعت أبي[الحسين بن علي و هو آخذ بشعره قال:سمعت أبي]علي بن أبي طالب و هو آخذ بشعره قال:سمعت رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم و هو آخذ بشعره و هو يقول:«من آذي شعرة مني فقد آذاني،و من آذاني فقد آذي اللّه تعالي» (4).
و هذا مبالغة في الزجر عن اتصال الأذي إليه بأذي ذريته،و تعظيم الأمر لأهل
ص: 233
محبته و ولايته،و أن أذاهم و لو بالقدر اليسير كالشعرة عنده موقع عظيم خطير،بل أذاهم كفر علي الحقيقة،مشهور في الشريعة و الطريقة ثم شدد الأمر و عظّمه و أكّده بقوله:«من آذاني فقد آذي اللّه تعالي»و إن كان اللّه تعالي و تقدس أمنع و أعظم و أرفع من أن يؤذي،لكنه مبالغة في التشديد و الزجر،و أذي اللّه تعالي بأذي أنبيائه و أوليائه و أصفيائه،لقوله تعالي: إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ (1)الآية،و هذا أبلغ و أبين.
[155]-و قال تعالي في كتبه السالفة:(من آذي لي وليا فقد بارزني بالمحاربة) (2).
و قال تعالي في كتابه العزيز المنزل علي إبراهيم في الصحف:(هل أطعمتني أو سقيتني؟)فقال:(يا رب و كيف أفعل ذلك؟)فقال:(تحب لأجلي،و تطعم لأجلي، و تكسو لأجلي).و إنما أضاف الأذي إلي نفسه تعظيما و تبيينا و دليلا؛و لهذا استحق المخالف اللعن،و معناه البعد من اللّه،كقولهم:لعن اللّه فلانا،أي أبعده من رحمته (3).
و الأذي هو الإضرار،يقال منه:آذي فلان فلانا يؤذيه أذي و أذاة.و تأذّي الإنسان بكذا إذا أصابه من جهة مخصوصة أذية (4).
[156]-و قال عليه السّلام:«[رأس]العقل بعد الدين التودد إلي الناس» (5).
و العقل هو:الحجي و النهي.و يقال:رجل عاقل و عقول.و قد عمل بعقل عقلا و معقولا أيضا،و هو مصدر (6).
و أصل العقل علوم ضرورية،جعلها اللّه في الإنسان ليدرك بها غوامض العلوم،1.
ص: 234
و يستنبط بها الأحكام.و قد حكم أن(رأس العقل التودد)أي التحبب،و منه وددت الرجل أودّه[ودا]إذا أحببته.و يقال:وددت لو فعلت كذا،و وددت أني لم أفعله،و للّه در القائل:
وددت و ما تغني الودادة أنني بما في ظهر الحاجبية أعلم (1)
[157]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«شر الناس من يبغض المؤمنين» (2).
و الشر ضد الخير،و رجل شرير أي كثير الشر،مثل فسّيق أي كثير الفسق، و أشررت الرجل إذا نسبته إلي الشر (3).
و قال طرفه:
فما زال شربي الراح حتي أشرّني صديقي و حتي ساءني بعض ذلكا (4)
و البغض ضد الحب،و المؤمنون جمع مؤمن،و هو المصدّق للّه و لرسوله،و ما أمروا به و نهوا عنه.و في المعني:من أذل مؤمنا أو حقره لفقره،و قلة ذات يده،شهره اللّه تعالي علي جسر جهنم يوم القيامة.
[158]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم و قد ذكر عنده الدجال:«إنما لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال الأئمة المضلون و سفك دماء عترتي من بعدي» (5).
[159]-و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«الويل لظالمي أهل بيتي عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار» (6).
و لبعض الأئمة عليهم السّلام:0.
ص: 235
إلي اللّه نشكو ما نلاقي و إننا نقتل ظلما جهرة و نخاف
و يسعد أقوام بحبهم لنا و نشقي بهم و الأمر فيه خلاف (1)
و قال المصنف:و لقد شاهدت الإمام عليا في بعض وقائعي،فاستعنته في أمري.فقال لي:يكفيك،ألا ترضي أن تجمع المناقب و لا تتعرض للمثالب.فسقطت ساجدا للّه شاكرا.و ما جاهل شيئا كمن هو عالم.و كان صلي اللّه عليه و سلّم إذا ذكر علي عنده رأي السرور في وجهه،و السرور ضد الحزن،و هو الفرح،و سرّني فلان بكذا،و سرّ هو علي ما لم يسم فاعله.
[160]-و في الحديث:أن عليا سلم علي النبي فرد عليه،و أشار إليه باصبعه، و قال:«لن تفترقا حتي تردا علي الحوض» (2).
يريد أن عليا ملازم له،و الحق ملازمتهما في جميع أحوالهما حتي القيامة (3).
و كفي بهذا شهادة لعلي عليه السّلام،و هذا تكذيب للعائب،و إرغام للقادح،لأنه لا يفارق الحق إلي لقاء الحق،فالطاعن عليه في الدين طاعن،و المباين له للرسول صلي اللّه عليه و سلّم مباين.ة.
ص: 236
[في وجوب وجود الإمام المعصوم]
و هو أصل:إعلم أيها الأخ الصادق،و الحميم الموافق،أن العصر لم يزل مفتقرا إلي وجود إمام معصوم يشرّع الأحكام،و يأمر بالحلال،و ينهي عن الحرام،و يدل علي اللّه،و يعرّف باللّه،و لا يصح هذا المقام،بل لا يصح هذا المرام إلاّ للنبي الأمي، و لذريته عليهم السّلام،و لا شك في عصمتهم،و لا ريب في طهارتهم؛لقول اللّه تعالي: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ (1)الآية.و من شرطهم العدل،و الإنصاف، و إلي غير ذلك من الأوصاف،لقوله تعالي: لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ (2).
فدل علي أن غير المعصوم ظالم لنفسه و لغيره؛لقول النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل» (3).
و قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام:
و لا تصحب أخا الجهل و إياك و إياه
فكم من جاهل أردي حليما حين و اخاه
يقاس المرء بالمرء إذا ما هو ماشاه
و للشيء علي الشيء مقاييس و أشباه (4)
ص: 237
و كان الإمام علي الخليفة بعد النبي صلي اللّه عليه و سلّم لقوله:«من كنت مولاه فعلي مولاه» (1).
و قوله:«أنت مني بمنزلة هارون من موسي» (2)الحديث.و هذان الحديثان مجمع علي صحتهما.و كان يدعي علي عليه السّلام في حياة النبي صلي اللّه عليه و سلّم بأمير المؤمنين (3).
و كان يقيم الحدود بين يديه،و لما تعيّن بعد النبي صلي اللّه عليه و سلّم للإمامة تعيّن بعده الحسن و الحسين بنص منه،و قول من النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«الحسن و الحسين إمامان قاما أو قعدا نطقا أو صمتا و أبوهما خير منهما»إلي غير ذلك من الأحاديث،و علي هذا الاعتقاد إلي أن يرث اللّه العباد.و الإمامة إما أن تكون نصا،أو صفة،أو اختبارا،و المجموع حاصل مقرّب،مكرر،مؤكد،فلا نعيده.
و إن الأئمة المعروفين إثنا عشر بإجماع أهل الإسماع،و وافقهم في ذلك البخاري و مسلم في صحيحيهما،و السجستاني في السنن،و الخطيب في التاريخ، و ابن بطة في الإبانة،و أبو يعلي في المسند،مرفوعا إلي جابر بن سمرة عن النبي صلي اللّه عليه و سلّم أنه قال:«لا يزال الإسلام عزيزا إلي إثنا عشر خليفة،كلهم من قريش» (4).
و في رواية:«عددهم كعدد نقباء بني إسرائيل» (5)و ليس لنا في الدهور من ادعي هذا الفضل المذكور المشهور،و من ذهب إلي غير هذا الاعتقاد فليس من العباد لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيي مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ (6).
و إذا ثبت هذا فنقول:2.
ص: 238
و اعلم أن من سنة اللّه تعالي بعثه الأنبياء عليهم السلام،فلما انقضت مدتهم تعين لنا اتباع عترتهم،و الأولياء علي مراتبهم يلتحقون بالأنبياء؛لقول النبي صلي اللّه عليه و سلّم:
«علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل» (1).
فإذا كان ذلك كذلك فالأرجح و الأولي ما ذكر الشيء،و خصص و عيّن.و مما يؤكد قوله صلي اللّه عليه و سلّم عن القدّوس السلام:«لو لا مشايخ ركّع،و صبيان رضّع،و بهائم رتّع، لصبّ عليهم العذاب صبا» (2).
و لا شك أن هؤلاء المشايخ لا يرون التقدم شرعا،و عقلا،و أدبا،علي عترة النبي صلي اللّه عليه و سلّم لقوله:«الأئمة من قريش» (3).
و قال في حديث آخر:«قدموهم و لا تقدموهم» (4).
إلي غير ذلك،و قال اللّه تعالي: يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (5).
و هذا دليل علي وجود من يصلح الوجود باقامته فيهم،و يلم شعثهم بنظره إليهم،و يستجاب دعاءه لهم و عليهم،فاتباعه واجب.
ص: 239
نظر الناظر في محبته صائب.و حيث ما كنت من بلاد،فلي إلي وجهك التفات.
و اختلف العلماء في تقديم المفضول علي الفاضل،و ترجيحه علي من هو دونه (1):
-
ص: 240
فذهب أبو حنيفة إلي أن التقديم جائز،و لا فضيلة في العلم إذا تساويا في التقي؛لأنه الأصل،و احتج بقوله تعالي: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ (1)و لم يقل أعلمكم،و لا يلزم الإمام أن يكون عالما،لأن العلماء تحت حكمه و ولايته.و قال الشافعي،و مالك،و أحمد:إذا تساويا في التقي فالإمامة في العالم،و احتجوا بحجج منها:قوله صلي اللّه عليه و سلّم:«يؤم القوم أقرأهم لكتاب اللّه تعالي،فإن كانت قراءتهم سواء فأفقههم، فإن استووا فأسنّهم،فإن استووا فأشرفهم،فإن استووا فأقدمهم هجرة».فإذا ثبت هذا، فلم يبق إلاّ الإجماع،و الإجماع يتسلسل فلا نطيل ذكره.
ص: 241
اعلم أن من أسماء اللّه تعالي:الظاهر و الباطن،و أجري لأسمائه صفات تظهر في مخلوقاته لقوله تعالي:«كنت كنزا لا أعرف،فأحببت أن أعرف،فخلقت خلقا كي يعرفوني» (1).
و هذا من الظهور،و السر فيه أنه سبحانه أجري عادته،و أظهر حجته ببعثه الأنبياء،و أعقبهم بعترتهم الأصفياء.
و لهذا قال اللّه تعالي: أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَ يُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا (2)الآية.
و لهذا قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«معاشر المسلمين-مرارا عدة-ألا[هل]بلغت».
و من الأمر الباطن:إخفاء السر المكنون مما وعد به الصادق رسول اللّه من إمارات القيامة،و علامات الساعة،مما يجب الإيمان به،و القطع بوجوبه لقوله تعالي:
اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ (3) الآية.
و من ذلك ظهور عيسي عليه السّلام،و خروج الإمام المهدي عليه السّلام،إلي غير ذلك مما وعدنا به في التنزيل و الحديث.
و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«أوحي اللّه تعالي إلي أن أقوم بفضلك يا علي»
ثم بكي و اشتد بكاؤه و قال:«أخبرني جبرئيل الروح الأمين عن رب العالمين
ص: 242
أنك تظلم و تقاتل و تمنع حقك و يقتلون[ولدك]،و أخبرني أن ذلك الظلم يزول إذا قام قائمهم،و علت كلمتهم،و اجتمعت الأمة علي محبتهم،و كان الشانيء لهم قليلا، و الكاره ذليلا،فعند ذلك يظهر القائم فيهم من اسمه كاسمي،و هو من ولد ابنتي [فاطمة]يظهر به اللّه تعالي الحق،و يخمد الباطل بسيفه،و يتبعهم الناس بين راغب و خائف،اللهم إنهم أهلي فاكلأهم و ارعاهم،و كن لهم،و انصرهم،و اخلفني فيهم،إنك علي كل شيء قدير» (1).
و قال عليه السّلام:«إني لا أحلّ لأحد أن يتكني بكنيتي،و لا يسمي باسمي إلاّ مولود لعلي من غير ابنتي فاطمة،فقد نحلته اسمي و كنيتي» (2).
صلي اللّه عليه و علي آله ما لاح نجم و أفل و قام حق و بطل.
و قد عرفونا مرة بعد مرة و علم بيان المرء عند المجرب.9.
ص: 243
ص: 244
[في ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام]
قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم في حجة الوداع:«لأعرفنكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض-الحديث،ثم التفت و قال:-أو علي ثلاثا»فنزل قوله تعالي:
فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ (1) .
أي:بعلي عليه السّلام،أجمع المفسرون علي ذلك (2).
و قد أوجب النبي لعلي ما أوجب لنفسه من الاتباع و المحبة،فمن أنكر هذا فليس بمسلم؛و الدليل علي ذلك:استعمال اللغة العربية التي نطق بها الكتاب العزيز فقال تعالي: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ (3).
و روي عنه صلي اللّه عليه و سلّم:أنه خرج إلي المسجد ليلا،فاستقبل سائلا فقال له:«من تركت في المسجد؟».
فقال:رجل تصدق علي بخاتمه و هو راكع.فدخل المسجد،فرأي عليا فكبّر، و قرأ: إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ الآية،و الذي تقدم (4)،و في هذا الحديث روايات عدة
ص: 245
و الصواب منها هذه الزبدة،و لحسان بن ثابت:
أوفي الصلاة مع الزكاة فقامها و اللّه يرحم عبده الصبارا
من ذا بخاتمه تصدق راكعا و أسره في نفسه إسرارا
من كان بات علي فراش محمد و محمد أسري يؤم الغارا
من كان جبرئيل يقوم يمينه فيها و ميكال يقوم يسارا
من كان في القرآن سمي مؤمنا في تسع آيات نزلت كبارا (1)
و منه:قوله صلي اللّه عليه و سلّم:«أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل» (2)يريد بذلك من هو الأدني،فليس له مع وجود الأعلي ولاية،و هذا مطرد في سائر الأحكام،و لا ينعكس إلاّ المعكوس من الأنام،و قال اللّه سبحانه و تعالي: فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ (3)الآية.
فتقديره أن الولد أولي بحيازة الميراث من بني عمه،و يقال للعصبة:أولياء الدم؛لاستحقاقهم المطالبة بالدم أو العفو.
و يقال للمترشح للولاية:ولي العهد،فإذا تولي قيل له:أمير المؤمنين و للّه در القائل:
نعم ولي الأمر بعد وليه و منتجع التقوي و نعم المؤدب (4)
و الولي،و الأولي،و الأحق،و المولي،بمعني واحد،و قد جعل اللّه تعالي عليا بعد رسوله من غير شك و ريب و لا خلاف في الثناء عليه،و الإيماء بالدعاء المجاب0.
ص: 246
إليه،فمن أنكر ذلك جحد و كفر،و علي اللّه تعالي و رسوله تكبر و تجبر،و الإشارة كافية شافية للمسلم.
و لربما يخزن اللبيب لسانه حذر الكلام و إنه لمفوّه (1)
و ليس فيما ذكر و نذكره تأويل،و كفي اللّه التحريف و التبديل تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَ لَكُمْ ما كَسَبْتُمْ (2)فيجب علي العاقل التصديق،و يتيقن أن هذا هو الحق الحقيق،و لا يتردد و يتعسف كبني إسرائيل و غيرهم لما أمروا بذبح البقرة،و تقلد من لا يقدر علي استنباط الأحكام و شبهة الحلال من الحرام،فإنّ من شأن كشف هذه المطالب أن يكون للطالب سر صلاحية الطلب،و تلك الصلاحية منها ما يكون مكتسبا و منها ما لا يكون،و كلاهما يؤيد ما قلت،و لكل شيء ظاهر و باطن فلا يدل الظاهر علي عدم الباطن،و لكل منزلة تعلم ببديهة العقل،فكيف و قد ساعد النقل، و من هذا قوله صلي اللّه عليه و سلّم:«كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين» (3)فكونه عليه السّلام لم يظهر في زمن نوح و إبراهيم و غيرهم لا يدل علي عدم نبوته في نفس الأمر،ثم لما ظهر و كفر به من كفر لا يدل علي أنه ليس بنبي.
إلي اللّه أشكو أن في الصدر حاجة تمر بها الأيام و هي كما هيا
ص: 247
ص: 248
ص: 250
و صحّ أن رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم لم يبالغ في مدح أحد،و لا أثني،و لا أحب،و لا و آخي، و لا أسر إلي غير علي عليه السّلام،إلي غير ذلك مما سارت به الركبان في المشارق و المغارب مدي الأزمان.
فعاجوا فأثنوا بالذي أنت أهله و لو سكتوا أثنت عليك الحقائب (1)
و لو لا عهد سبق لمحقت و لم أسبق،لكن رغبت في القول المصدق: رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ (2)و رب سكوت في الجواب بليغ.و هذا موضع السر و العرض المستتر،و هو الظاهر المنتشر،الواضح لمن عقل و أنصف،و أماط الهوي عن نفسه الأمّارة بسيف مرهف،و مما أنشدني أبو الحسن علي بن الهمذاني لشبه في المعني:
لكن فطام المرء عن ضرع اللهي صعب و عن حرّ اللجين فظيع
و إجماع الصحابة منعقد علي فضلهم و الثناء عليهم،و قربهم من رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم و الإجماع حجة،و للمسلم الحجة،و ذلك لا يخفي علي طالبيه و لا يغبا لمن أمعن النظر فيه،و السعيد من خالف هواه و أطاع مولاه،و أعطي كل ذي حق حقه و طلب اللّه و ما عنده.3.
ص: 251
إذا كانت الأشياء في القرب و النوي عليك سواء فاغتنم لذّة الدعه (1)
و مما قال أبو بكر رضي اللّه عنه:أقيلوني،لست بخيركم و علي فيكم (2).
و قال:لأذهبنّ إلي رجل ما فتك في مسلم قط،يعني بذلك عليا.
و قال أبو بكر رضي اللّه عنه في حديث:بخ بخ لك يا أبا الحسن،و أين مثلك يا أبا الحسن (3).
و قال عمر رضي اللّه عنه لما اعترفت عنده امرأة بالزناء فأمر برجمها،فقال له علي:
سلطانك عليها فما سلطانك علي حملها،فخلاّ سبيلها و قال:عجزت النساء أن تلدن مثلك،لولا علي لهلك عمر،اللهم لا تبقني لمعضلة ليس لها علي (4).
و في حديث آخر يقول:اللهم لا تنزلن بي شدة إلاّ و أبو الحسن قريب مني، فإني أرجو الرضا بقربه (5).
و قال عثمان رضي اللّه عنه بعد مدح الإمام علي عليه السّلام:
إن كنت ماكولا فكن أنت آكلي و إلاّ فادركني و لما أمرق (6)
فقام الإمام عليه السّلام في حاجته أتمّ قيام،و خرج الحسن فتضمّخ بالدم،و شجّ مولي علي عليه السّلام قنبر و ذلك عند قتل عثمان رضي اللّه عنه،فلطم علي الحسن و ضرب صدر الحسين،4.
ص: 252
و قيل:رمي علي عليه السّلام عمامته عن رأسه،فقال له طلحة:لم تفعل هذا؟فقال له علي:
قاتلك اللّه ألا يسوءني قتل صاحب رسول اللّه.فقال:لو دفع مروان لم يقتل.فقال علي:لو أخرجه قتل قبل ثبوت البينة و الحكومة.و من اعتقادي في الإمام هذا،و لا شك في دينه و علمه و شفقته و فضله و محبته و نصحه لسائر المسلمين،و لولاه لما تم لأحد أمر،و لقد كانوا يجدونه في الشدائد،و في كل خير يساعد،و لم أعرض بذكر هذا القول إلاّ لوقوفي علي جملة من التواريخ و الكتب المشكلات.
فقال رجل:لو دخلت المدينة و عثمان حي ما تركت بها محتلما إلاّ قتلته لأنّ الخاذل و القاتل سواء.
و قالت امرأة:إن عثمان قتله علي،و اللّه لليلة من عثمان خير من علي الدهر كله (1).
منبوذة بخلافي لو أقول لها يوم الغدير لقالت ليلة الغار
و لو أقول قتيل الطف يشفع لي قالت بالبقيع قتيل الغار و الدار
فقلت يا عاهرة اثنيهما هربا خوف العدي و علي بات في الدار
و قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام في سوق المدينة:«اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان إن أكن قتلته أو مالت يدي عليه،أو رضيت بقتله» (2).
و شهد جماعة من الصحابة أنه لما قتل كان غائبا.
و قال ابن سيرين:لقد قتل عثمان و ما أحد يتهم عليا (3).
و الحال يقال عنه ما لا يظن بأحد من المسلمين،و أما الحسن و الحسين فكانا علي بابه يردان عنه حتي جرح الحسن،فقال محمد بن أبي بكر:أخشي أن تغضب9.
ص: 253
بنو هاشم لجرح الحسن فيثيروها فتنة،فعمد مع رجلين و تسوّروا علي عثمان الدار من غير أن يعلم أحد و قتلوه و هربوا،و لم يعلم بذلك غير امرأته،و بكت عائشة رضوان اللّه عليها لقتله،فقال لها عمار بن ياسر:بالأمس تحرّضين عليه و اليوم تبكينه (1).
و روت عائشة عن النبي صلي اللّه عليه و سلّم في فضائل علي عليه السّلام أحاديث كثيرة منها:«زينوا مجالسكم بذكر علي»عليه السّلام (2).
و قال لها النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«إذا سرك أن تنظري إلي سيد العرب فانظري إلي علي بن أبي طالب،أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب» (3).
إلي غير ذلك من أقوال الصحابة و التابعين و تابعي التابعين و سائر المسلمين، يطول تعدادهم في تعدادهم.
أضاءت لهم أحسابهم و وجوههم دجي الليل حتي نظم الجزع ثاقبه (4)7.
ص: 254
كان النبي صلي اللّه عليه و سلّم يعلم أن قوما من أصحابه و أتباعه و أمته،يظهرون محبة أهل بيته رياء و نفاقا،و أبدلوا بعده عداوة و شقاقا،و ارتكبوا من عصيان اللّه تعالي ما ارتكبوه و استحلوا ما عملوه،بعد أن تحققوا أن النبي صلي اللّه عليه و سلّم نصّب عليا علما لأمته،و أبان عن فضيلته،و أمر بولايته،و أكّد فيه إخلاص الولاء،و إصفاء الصفاء،و صحة الاعتقاد، و صدق الإنقياد في ذلك،و هو للمنصف واضح،و للطاغين في الدارين فاضح.
خلفتني بين أقوام قلوبهم في التضاغن (1)و الأحقاد تلتهب
إن يسمعوا الخير يخفوه و إن سمعوا شرا أذاعوا و إن لم يسمعوا كذبوا (2)
و قد أعلمنا أن محبتهم بالقلب و اللسان،و كرر ذلك و أبان،لتعد علي الحقيقة من شيعتهم و ذوي ولايتهم.
قالوا الإمامة كيف صحّت عندكم من دون زيد و الأنام لجعفر
قلنا النصوص عن الأئمة جاءنا حتما من اللّه العلي الأكبر
إن الأئمة تسعة و ثلاثة نقلا عن الهادي البشير المنذر
لا زائدا فيهم و ليس بناقص منهم كما قد قيل عد الأشهر
مثل النبوة صيرت في معشر فكذا الإمامة صيرت في معشر (3)
ص: 255
و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«إن اللّه تعالي أكرم من أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين» (1).اللهم احشرنا في زمرتهم و أعد علينا من بركتهم و انفعنا بمحبتهم،إنك علي كل شيء قدير.
قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم لعلي عليه السّلام:«إن اللّه قد غفر لك و لأهلك و لشيعتك و لمحبي شيعتك و محبي محبي شيعتك،فأبشر فإنك الأنزع البطين» (2).
الأنزع البطين:أي منزوع من الشرك،بطين من العلم،و هذا من البشري بما لا ريب فيه من علو القدر و سمو الأمر،و شيعة الرجل:أتباعه و أنصاره،و يقال منه شايعه أي والاه،و المشايع أيضا اللاحق،و تشيّع الرجل إذا تلبس بعمل أهل الشيعة،و تشايع القوم:أي تفاعلوا من الشيعة،و كل قوم أمرهم واحد يتبع بعضهم رأي بعض يقال لهم شيع و منه قوله تعالي: كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ (3)و منه قول ذي الرمة:
أستحدث الركب عن أشياعهم خبرا أم راجع القلب من أطرابه طرب (4)
ص: 256
[في الصلاة علي الآل]
قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم لعلي عليه السّلام في غزاة أحد:«ألا تخبرني بما كان من عمي حمزة؟» فغاب هنيئة ثم عاد باكيا قائلا:«إنا للّه و إنا إليه راجعون»فنزل قوله تعالي: أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (1).
و للفقهاء في وجوب الصلاة علي الآل خلاف،و اختلفوا في محلها فقيل:بعد التشهد الأول،و قيل:بل في الثاني،و هو الأصح (2).
ص: 257
و الصلاة عليه و علي ذويه جائزة،و هي لنا أعظم جائزة.
ص: 258
كنت في مدة مجاورتي إذا وقفت عند مولد النبي صلي اللّه عليه و سلّم لحاجة بعد الزيارة أجد في باطني كأن رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم يقول لي:عليك بمولد الإمام علي،فكنت آتيه فأعطي ما أبتغيه،فلما طالت حوالتي عليه مرّغت خدي بين يديه و قلت:إلي متي تبعدني من خدمتك،فوقع لي أن المراد بذلك أن تعرف بذلك منزلته و فضيلته،فتحققت أن كل من لا ينتسب إليه و ينظر بعد اللّه و رسوله إليه فليس من حاله علي شيء،و أن الخرقة و الفتوة و الأحاديث ترفع إليه،و الوسائط هي الروابط و الضوابط،و أردت لهذا تأليف رسالة أسميتها ب(نقل القلوب إلي الإمام اليعسوب)فضمنت خلاصتها هذه المناقب العطرة،و ضمنت لمعتقدهم مقام البررة،و لو لا الأمر بكتمان السر لشاهدت مني الغرائب و سمعت عني العجائب.
من أودعوا عنده سرا فباح به لم يأمنوه علي الأسرار ما عاشا (1)
لكن رأيت من الواجب أن أعرض ببعض وقائعي،لا بل من الفرض أن أكشف في محبتهم براقعي،و لقوله تعالي: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصاري أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ (2)الآية،فإذا كان هذا الاتحاد لبغض الاجتماع بهم و الاعتماد، فكيف إلي من ندب اللّه و رسوله إليهم و أحالا عليهم؟كان ذلك المقصد الأسني و الغاية القصوي،و قد صححت بوقائعي نسبي لقول النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«العبد من طينة مولاه» (3).
و ما أحراه بذلك و ما أولاه.
ص: 259
قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم و علي آله الركّع السجود و الموفين بالعهود:
«صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحد بسبع و عشرين صلاة» (1).
و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«نفس المؤمن معلقة بدينه حتي يقضي عنه» (2).
و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«[أربع]من سنن الأنبياء الحياء و التعطّر و السواك و النكاح» (3).
و قال عليه الصلاة و السلام:«خمّروا الأواني و أوكوا الأسقية و اطفئوا المصابيح فإن الفويسقة تجرّ الفتيلة فتحرق بها البيت» (4).
و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«من علامة إعراض اللّه عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه» (5).
و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«عدل ساعة في الحكومة أفضل من عبادة سبعين سنة» (6).
ص: 260
و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«لا غيبة لثلاث:فاسق مجاهر،و إمام جائر،و صاحب بدعة».
و قال صلي اللّه عليه و سلّم:«لا يرجو أحدكم إلاّ ربه،و لا يخاف إلاّ ذنبه» (1).
و قال بعض حواريّي عيسي عليه السّلام:أتأذن لي في دفن والدي؟فقال:«دع الموتي تدفن الموتي و الحقني» (2).
و قال بعض العارفين:«آخر نهايات الصديقين أول أحوال المرسلين،و ليس لأحد علم بنهاياتهم،و كلما شغلك عن اللّه فهو مذموم مشؤوم،و من عرف اللّه لم يشتغل بغيره».
و إن أنا حدثت الركاب و حدّثوا فأنت الذي حدثته و سمعته
«و من كان الغالب عليه أمر معاده ظهر في توحيده و انفراده،و أوثق الحصون الطاعة،فمن تهاون بالدين هان (3)،و قلوب المؤمنين معلقة بالسوابق و قلوب الأبرار معلقة بالخواتم (4)،و المؤمن بشره في وجهه و حزنه في قلبه (5)،و من علت همّته عن الأكوان وصل إلي مكوّنها،و ما أثر الدنيا علي الآخرة حكيم و لا عصي اللّه تعالي كريم (6)،و أشبه شيء بالدنيا ظل الغمام و حلم المنام (7)،و تورع عما ليس لك ثم ازهد فيما هو لك (8)،و أخرج الناس من عقلك و قلبك يسلم لك دينك فالآخرة كريمة و الدنيا3.
ص: 261
لئيمة (1)،و من تواضع لصاحب الدنيا خرج من الأخري،و افضلنا من عصي هواه و أفضل منه من رفض دنياه،و حق التقوي أن يطاع فلا يعصي و يذكر فلا ينسي و يشكر و لا يكفر» (2).
إذا كان شكري نعمة اللّه نعمة علي له في مثلها يجب الشكر
فكيف بلوغ الشكر إلاّ بفضله و إن طالت الأيام و اتصل العمر
و قال بعض الحكماء:«من لا يعرف قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم (3)،و لا يفلح(بعيش) (4)،و من صبر علينا وصل إلينا (5)،و من تمام العلم استعماله (6)،و لقاء العالم زيارة،و من ترك العلم عقم عقله،و الزهد في الرئاسة أشد من الزهد في الدنيا (7)، و من المروءة التغافل عن زلل الإخوان (8)».
ليس الغني بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغاني (9)
و قال:«و الشهوة زمام الشيطان،و العين للعبرة و القلب للفكر،و العقل أمان و اللسان ترجمان فاحفظه من المدح كما تحفظه من الذم».ي.
ص: 262
عقال الفتي عند الرذائل عقله و أكثر ما يجني علي المرء جهله
فلا خير في من ليس يختار عرضه علي غرض تهدي له الصوم بذله
«لنا في كل ميت عظة و في كل شيء موعظة،و من كثر مزاحه لم يسلم و من كثر مقامه سئم و من كثر سؤاله حرم،و النفس صنم،و النظر إليها عبادة،و من عرف بالحكمة لا حظته العيون بالوقار (1)،و النطق بالخير أفضل من السكوت عنه».
و قال أمير المؤمنين علي عليه السّلام:«احتج إلي من شئت تكن أسيره و استغن عمن شئت فأنت نظيره و مر من سألك فأنت أميره (2)،صحبة الأشرار توجب سوء الظن بالأخيار (3)،و من صحت مودته احتملت جفوته (4)،و المقبل كصاعد الدرج و المدبر كالمقذوف منها» (5).
و كتب يوسف الصديق عليه السّلام علي باب السجن:هذه منازل أهل البلوي و قبور الأحياء و شماتة الأعداء و تجربة الأصدقاء (6).
و للّه در القائل:
أجارني اللّه ما لي و الوقوف علي مواطن الذل و العلياء تدعوني
إن أشرف الكلام و أحسن النظام قول الملك العلاّم: وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتّي يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (7).9.
ص: 263
و قد يعد الفتي ابن الأيام و الشهور و الأعوام و الدهور،حتي يقول فيغنم أو يسكت فيسلم،و زبدة هذا الكتاب،بل خلاصة المخلصين في نص الكتاب تقوي اللّه في القول و العمل،و الإنصاف،و حسن النية و الوجل،و إصلاح الباطن في سائر المواطن،و مراقبة اللّه تعالي في السر و العلانية،و العدول عما سواه،و الخروج عن هواه،و الترقي بتقواه إلي مولاه المطلع علي سره و نجواه،و يتطهر من أنواع المخالفات،و الموانع القاطعات،و سائر المظالم،و محاكمة كل ظالم،لعله يلتحق بمقام الاقتداء بعترة الأنبياء،إذ من شرط ولائهم و محبتهم اقتفاء سرهم و علانيتهم، و الوقوف علي حسن سيرتهم،و يقصد ما قصدوه،و يعبد من عبدوه،فقد قيل لرسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم و قد ورمت قدماه:أليس قد غفر اللّه لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر؟فقال:
«أفلا أكون عبدا شكورا» (1).
و قد فسّر الشكر بالعمل،و هو الركن المقصود،و الشرب المورود،و عليه الآباء و الجدود،حتي اليوم الموعود،و لما علم اللّه سبحانه و تقدس شأنه جدّه و اجتهاده و ضعفه عن مراده،تكرّم عليه بأن أوحي إليه: طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقي (2).
ذنبي إليك عظيم و أنت للعفو أهل
ص: 264
فإن جزيت فعدل و إن عفوت ففضل (1)
إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْري لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ (2) و عبرة لمن تحقق أن له ذنبا و ربا لقوله تعالي: وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ (3)و لا يقنع بالاسم من ليس له رسم، و لا بالصورة من ليس له معني.إن التخلق[يأتي]دونه الخلق (4).
قطع العلائق علامة الاتصال بالحقائق،و رفض الخلائق دليل ظاهر علي رضا الخالق.
علي أنني راض بأن أحمل الهوي و أخلص منه لا علي و لا ليا (5)4.
ص: 265
إخواني أدام اللّه توفيقكم و مهّد إلي سبل الخيرات طريقكم،اعلموا أن من رام (معصية) (1)القلب ليصل إلي الرب،فعليه بحفظ الأصول لئلا يحرم الوصول،و لا يترك للحياء،و لا يعمل للرياء.
ما زلت أجري في ميادين الهوي لا سابق أبدا و لا مسبوق
قيل للحلاّج:كيف كان حال موسي عند المناجاة؟فقال:بدا له باد من الحق فلم ينظر الخلق،ثم أفني موسي عن موسي فلم يبق له أثر،ثم كلمه،و كان المكلّم هو المكلّم،لحصوله في حال الجميع و فنائه عنه،و إلاّ متي كان يطيق حمل الخطاب أو رد الجواب،لكنه قام باللّه و سمع من اللّه (2).
إذا تذكرت أيامي بذي سلم فقدت عقلي كأني شارب ثمل
لعل الرفيق يفيق لأنفاس الغريق فيرتحل عن مألوفاته،و يتوطن في اراداته لئلا يلتحق بإبليس في طاعته..و مخالفاته،و يكون غاية أمله و نهاية عمله.
دعوني و ليلي تحكم الحب بيننا فتحكم فينا تارة و تجور
و لا يصل إليه إلاّ أهل الشم و النفحات،و مصاحب المكروبين و الروحانيات، فالمحجوب بالشهوات البهيمية مطرود عن المقاصد السنية.
و من لم يذق للهجر طعما فإنه إذا ذاق طعم الوصل لم يدر ما الوصل (3)
ص: 266
و لرب شارب للرفيق يسمع حقيقة التحقيق،و لا يطمع عند شهوة،و ثمل قهوة في الوصول،و شمسه في الأفول و لا يجوز وصفه بالاتصال،و لا يحكم عليه بالانفصال،لقول من قال:جلّ جناب الحق عن أن يكون شريعة لكل وارد،و عن أن يطلع عليه واحد بعد واحد.
إذا ناح الحمام علي محب بكي طربا علي سعدي و غنّاء
و لرب سامع لهذه المعاني يري صباح المتيم العاني فيعاني هذه المعاني، و يقول:إن بدت نظرة من جودك انقضت الأوطار،و إن هبت هابة من عاصفات قهرك دثرت الآثار.
لم يبق قيل لمشتاق إذا وقفا إلاّ أذكار رسوم تبعث الأسفا
ما أحوج المشتاق إلي سكرة تفنيه عن ملاحظة الأقوال و شائبة الأعمال،فيغيب عن وجوده و يوجد في فقده.
أيا جبلي نعمان باللّه خليا نسيم الصبا يخلص إلي نسيمها
ألا إن أدوائي بليلي قديمة و أقتل أدواء الرجال قديمها
فإنّ الصبا ريح إذا ما تنسمت علي قلب مكروب تجلّت همومها (1)
[و قيل:]
و شهود العبيد لصباح المعني في المعني ما صفا لسر المعني
و هجرتني لما عرفت مودتي ما هكذا الأحباب للأحباب
و قال بعض العارفين:«من وجد القلب فقد فقد الرب،و من وجد الرب لم يفقد القلب علي الحقيقة»إذ به وجدان ما سواه و ههنا الاشتباه لأهل الانتباه.
تمني أن يري منكم خيالا فمات و لم ير ما قد تمني
و المعني سر لا يصل نظر الفهم إليه،و لا يقع ظل العلم عليه،فللّه در القائل:3.
ص: 267
عرفت بسري سرها و بغربتي تغرّبها
و الشكل بالشكل عارف
علي أنها لم تدر ما بي
و إنما قلوب الوري في الملتقي تتعارف (1)
فعليك بكل دقيقة من الأزمنة دقائق من الفناء،و بكل ثانية من الساعات ثواب من البقاء،و علي هذا إخوان الصفاء،فهذه مدارج الشريعة،و طرق أهل الطريقة، و معارج أهل الحقيقة.
وقفت ببابها أشكو إليها
و قد بدلت من عزّي بذل
فقالت كيف أنت؟فقلت:
مضنا عليك و لا أري أحدا كمثلي
و لا يحسن كشفه إلاّ لمن أتلف نفسه و لا تفي العبارة مع الإشارة ببعض هذا المرام،فاصفح عنهم و قل سلاما.و أهل هذه الإشارة التي لا تفي بها عبارة،هم الصوفية المشبّهون بالأولياء،الموصوفون بالفقر و الرقة و الصفاء،المنسوب إليهم العلم و العمل،فهؤلاء علي الحقيقة أصحاب السفر الباطن،و أعني به القلب مآله الفكر الذي هو الممازج للعقل المساعد عليه بالنقل.و أول مسالك السفر لأهل الظاهر معرفة قواعد الشرع و مراتبه،فإذا قطعها المريد بباتر المقابلة و قواضب المجاهدة، وصل إلي البلد الأمين،و التحق بأهل عليين.و في هذا البلد طرق أخر،فإذا أراد النظر إلي عين حقيقته،و اجتني ثمرة شريعته و طريقته،و يكون من أهل حضرته،و يري ما يري منه و يصدر عنه،فلا بد له[من]أسباب و لوازم غير مألوفة و معروفة،لا يصل إليها إلاّ من سبقت له من اللّه الحسني،فيشرف علي ملك عظيم،و ملك عقيم،و يشاهدت.
ص: 268
الملكوت،و يري ما هناك من الغرائب و العجائب،كاللوح الإلهي و اللوح المحفوظ، و الملائكة الطائفين حول عرش رب العالمين،و ينظر إلي البيت المعمور،و السقف المرفوع،و البحر المسجور،و الملائكة المقربين و القاصين،و يسمع اختلاف تسبيحهم و تقديسهم،إلي غير ذلك مما لا عين رأت و لا أذن سمعت و لا يخطر علي قلب بشر ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (1)و لهذا كان يقول النبي صلي اللّه عليه و سلّم في كل وقت:«اللهم ثبت قلب عبدك و نبيك» (2).
و كان يقول[صلي اللّه عليه و سلّم]:«إني ليغان علي قلبي،و إني لأستغفر اللّه في كل يوم سبعين مرة» (3).
و ذلك لما يشهد من عظمة اللّه و كبريائه،و وحدانيته،و علو شأنه،و قوة سلطانه، و عزته و جلاله،و رفيع مكانه،و ظهور بيانه،و تدبيره في إنسه و جانه،و بسطه للبسيطة، و رفعه الخضراء علي الغبراء،إلي غير ذلك مما لا يدخل تحت العد و الإحصاء.فلما عجز عن شكره و الثناء عليه قال:«لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك» (4).2.
ص: 269
و للسائل اصطلاحات في المسالك:فالمريد:عبارة عمن أراد الحق و هجر الخلق.و الفتوح:ما فوتح به من غير كسب كالعطاء و المواهب.
و البسط:عبارة عن الرخاء.و القبض:عبارة عن الخوف.و الفناء:عبارة عن فناء النفس عن حظوظها.و البقاء:عبارة عن بقاء الروح في علوها و عالمها.و المقام:عبارة عن المقام في أنواع المعاملات و طرق الرياضات و المجاهدات.و الحال:صفة للمريد،فإن تلون سمي متلونا.و الوجد:ما يكتسب.و الوجود:ما يوجد من الرب.
و التواجد:استدعاء الوجد.
و الشطح:كلام يصدر عن وجد شبيه بالدعوي،و من شرطه أن يكون محفوظا من المخالفات.و الطوالع:أنوار التوحيد و لها شعاع يطمس سائر الأنوار كما تطمس الشمس ضوء النجوم.و الذهاب:غنية تحصل عن كل ما سوي المطلوب.و السر:ما خفي عن الخلق.و سر السر:ما خفي عن السر.
و الوصول:إدراك ما يريد.و الفصل:فوت المراد.و التحلي:هو التشبّه بأحوال الصادقين.
و التخلي:هو الإعراض عن كل ما سوي اللّه تعالي.
لما تيقنت أني لا أعاينكم
غضضت طرفي فلم أنظر إلي أحد (1)
ص: 270
و التجلّي:ما يكشف للقلوب من أنوار المحبوب.و الانزعاج:انتباه القلب من سنه الغفلة.و المشاهدة:رؤية الأشياء بدلائل التوحيد.و المكاشفة:حقيقة اليقين بلا ريب.و اللوايح:ما لاح في السر من عالم الغيب.
و الغيرة:أقسام:غيرة في الحق،و غيرة علي الحق،و غيرة من الحق.و الحرية:
هو الفراغ و الانقطاع عن كل ما سوي اللّه تعالي ليقع عليه اسم العبودية،و لو كان لرسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم اسم أشرف من العبد لسمي به ليلة المعراج لقوله سبحانه و تعالي:
سُبْحانَ الَّذِي أَسْري بِعَبْدِهِ (1) .
و اللطيفة:إشارة دقيقة المعني تلوح في الفهم و لا يدركها الوهم و لا تفني بها عبارة.و الشم و الذوق:كذلك.
و الغربة:حال لا يشاركه فيها أحد،و هو العارف الذي ليس له إرادة و هو المراد، لأنه عبر المقامات و وصل النهايات و هو صاحب التمكن و الكمال و المكان،ثم تخطي إلي مقام لا يسعه كتاب و لا أمن علي كشفه أولي الألباب كما قال النبي صلي اللّه عليه و سلّم:
«لي مع اللّه وقت لا يسعني فيه ملك مقرّب و لا نبي مرسل» (2).
و علي هذا وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (3).
لو يسمعون كما سمعت كلامها خرّوا لعلوه ركعا و سجودا
اللّه يعلم لو أردت زيادة في حب علوة ما وجدت مزيدا
لم لا أعرض ذكر علوة إنها أخذت علي مواثقا و عهودا (4)
و القاعدة:حسن التصرف بين مراتب الوجود الخمس:الذاتي،و الحسي،2.
ص: 271
و الخيالي،و العقلي،و الشبهي.حسب ما نطق به الشارع،و ثبت معناه في اللوح المحفوظ من الوحي،و يجب أن يكون فيه الطالب فيما ينظر من هذه الأقسام للّه و في اللّه و باللّه،و يلزم هذا جهده و طاقته،فهو الأصل و إن كان للّه تعالي أسرارا،لو انكشفت لبطل العلم،و إذا بطل العلم بطل الحكم،و إذا بطل الحكم بطلت الولايات،و لزم علي هذا الدور و التسلسل،و ليس هو المراد من العباد،كما يقال:لو كان للإنسان جناح لطار،و لو كان البشر ملكا لفقد الشهوة،و يؤيد ما ذكرت قول الإمام علي بن أبي طالب عليه السّلام:«إني لأجد بين جنبي علما لا أجد له حملة» (1).
و لقد جهل من اعتقد أن النبوة و الولاية كسبية،و نهايات الأولياء أول مقام الأنبياء.
و الحمد لواهب العقل و نسأله الفهم عنه و النور منه،إنه علي كل شيء قدير.1.
ص: 272
اعلم أيدك اللّه بالآلاء،و توجك بالبهاء و البقاء،أن الوادي المقدس عبارة عن موسي و تقديسه فيه للّه تعالي و ذكره،و سماع الكلام القديم بلا واسطة كقوله تعالي:
وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ (1) فأقيم ذكر الوادي مقام الذاكر،و حذف المضاف و أقيم المضاف إليه مقامه،إذ المواضع ظروف و لا تأثير لها مع وجود الأعلي.
و معني استمع:أي بشّر قلبك لما يوحي،فلعلك تجد علي النار هدي فَلَمّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسي (2)أي:ينادي أيها الطالب لجناب الغالب بما نودي به موسي عليه السّلام:إني أنا ربك الأعلي،أي:فرّغ قلبك لما يرد عليك من فوائد المزيد، و موائد الصدق،و ثمار المعارف،و بشارات قرب الوصال،و الذي نودي به موسي هو علم التوحيد الذاتي لقوله تعالي: فَاسْتَمِعْ لِما يُوحي إِنَّنِي أَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي (3).
لقد وضح الطريق إليك قصدا فما أحد أرادك يستدل (4)
و الناس في السماع علي أقسام ثلاثة:أدني،و أوسط،و أعلي.فالأدني:هو سماع الظاهر و لا اعتبار عليه.و الأوسط:هو سماع الباطن،لقوله تعالي: وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَي الرَّسُولِ تَري أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ و لقوله تعالي: إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ
ص: 273
قُلُوبُهُمْ (1) إلي غير ذلك.
و الأعلي:هو السماع الخاص،و هو ما قيل عن أبي يزيد البسطامي (2):إنه لما سمع قوله تعالي: وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ (3)جري الدم من عينيه.و إليه الإشارة بقوله تعالي: أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلي (4)و لم تزل تلك اللذة من أسماعهم لذلك الخطاب.
أنشدني أبو الحسن علي بن محمد بن سعد الهمداني لنفسه في هذا المعني:
يلذّ بسمع الصب وقع ملامهم عليك كما يلتذّ بالخلّ أجرب (5)
فهو لأي المؤمنين الذين صححوا النسب و حازوا الميراث،فهم لا يزالون في طرب و نشوة لذلك الصوت الذي لا يمكن سماع مثله،فلهذا إذا سمعوا ما قاربه من الألحان و الأصوات السجية الندية المطربة،حنّت روحهم إلي عالمها الأول،كحنين الطير إلي وكره و الفه.
لمعت نارهم و قد عسعس الليل و ضجّ الحادي و حار الدليل
فتأملتها و قلت لصحبي هذه النار نار ليلي فميلوا (6)
لكن احتجابها بالقفص تمنعه عن المفارقة بالكلية و ذلك لبقية عنده،فمن صفا بالمرة يوشك أن يموت،و لقد أخبرني السيد الأجل الأوحد شهاب الدين ريحان المقدم ذكره:أنه رأي فقيرا صالحا قد مات في السماع،لما سمع و انسل.و قال لي بعض العارفين:بلغني أن الريح كانت تدخل في قالب آدم عليه السّلام أربعين سنة و هو فخار4.
ص: 274
فيسمع لها صفير و دوي هائل،فأمر اللّه تعالي الروح أن تدخل في قالبه مرة بعد أخري و هي تأبي،لأنها أنكرت ما لم تعرف،و قالت:أنا عالم لطيف علوي و هذا عالم كثيف سفلي،و كيف يجتمع الضدان،فأسمعها اللّه تعالي من صدره أنة شجيّة،فحنت إليها فدخلت فيه فحصلت،فإذا سمعت ذلك الصوت حنّت إلي الخروج،و لا تزال علي هذه الصفة إلي أن يشاء اللّه تعالي،و هي إذا لم تقدر علي الخروج بالمرة بكت و صاحت و شقت و أثرت بما علي قفصها،و أكثر الناس لا يعلمون ما مستند هذا الحال و لا صدقها من المحال،و قال أبو تمام الطائي:
تكاد تنتقل الأرواح لو تركت من الجسوم إليها حين تنتقل
ص: 275
ص: 276
يا حسرات الهالكين إذا عاينوا أهل السلامة،و يا زفرات النادمين يوم الطامة،ألا راحم نفسه،ألا ذاكر رمسه،و قد دهم الموت،و تحقق الفوت،و كشفت سرائره، و سرت مرائره،فالأجساد بالية،و الرمم متلاشية،و لا يري لهم من باقية.العجب كل العجب لمن عمره يخرب و هو بأنواع الملعوبات يلعب،فلا الموعظة تنفع و لا الحوادث تردع و لا داع يسمع،و قد صفق في الديار،و طويت الآثار.
فالصحائف مسودة،و الأبصار غير مرتدة،فعلام الغرر و السفر قد حضر،و الدنيا من وثق بها خذلته،و من اعتصم بها أسلمته،و من طلبها فاتته،و من تجنبها أتته.
أعاذنا اللّه و إياكم من الخسران،و ظفرنا بالأمن و الإيمان،و ألحقنا بمن أخلص للّه إيمانه فأعطاه أمانه،و ذلل للحق قلبه و لسانه،و كفي جوارحه عصيانه و أعانه،و صح بيوم المعاد اتيانه،و رجح فيه ميزانه،و عمّر قلوبنا بذكر مردّنا إليه،و وفقنا و إياكم للعمل بما يزلف لديه،و حجبنا بحجاب العصمة،و عصمنا من بوائق كل نقمة،و أسبل علينا ستور الرأفة و الرحمة،و أتحفنا بتحف مزيده،و ديّننا بتوحيده،و جعلنا ممن استمع الوعظ فوعاه،و قام بحقوق ربه فيما استرعاه،و تغمدنا برحمته يوم القيامة،و جمعنا مع أوليائه في دار المقامة،و أستغفر اللّه العظيم،و أسأل العفو من الكريم.
و كان تأليف هذا الكتاب و تحريره بالرباط الكبير الشريف المعروف بالأضلاطية تغمدها اللّه برحمته و رضوانه،و أسكنها بحبوحة جنانه،بغربي بغداد المحروسة،في عاشر ذي الحجة اغتناما للأجر في العشر،لأنها الأيام المعلومات المختصات للذنوب،و فيها تحنّ الأرواح كحنين الطير إلي أوكارها،و يفدون علي اللّه تعالي من فجاج الأرض و أقطارها،يعجون بالتلبية لبيك اللهم لبيك ها نحن عبيدك
ص: 277
الوافدون عليك،فيمهّد لهم الضيافة،و يحسن علي مخلفيهم الخلافة،و يجود عليهم برحمته،و يمنّ علي فقرائهم بمغفرته.
من لي برؤية ما قد كنت آلفه و بالزمان الذي ولّي فلم يعد
لا فارق الحزن قلبي بعد بعدهم حتي يفرق بين الروح و الجسد
و اشوقاه إلي تلك الأماكن وا أسفاه علي تيك المواطن
منازل كنت أهواها و آلفها أيام كنت علي الأيام منصورا
فتقدير ختامه كرمي جمرة العقبة،و تقرير نظامه كعيد أهل مزدلفة،و كان الغرض من هذا التبرك بالحجيج و الدعاء و الضجيج لتعود ثمرة هذا الكتاب علي السلطان أبي الفضائل الملك الرحيم بدر الدنيا و الدين ركن الإسلام و المسلمين بلّغه اللّه غاية سؤله و نهاية مأموله و حرس معاليه و حشره مع مواليه و أبّد دولته و أباد حسدته.
و التزمت الاختصار و سألت الغفّار ربنا اغفر لنا و لاخواننا الذين سبقونا بالإيمان،و لا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم.و قد أذنت في إصلاح ما يجب منه مما ينافي الصواب لقول النبي صلي اللّه عليه و سلّم:«ما رفع قلم من كتاب».
لأن الجامع مريب و الناظر فيه أريب،و المتتبع للعثار عندي كريم،و فوق كل ذي علم عليم.
فإن تجد عيبا فسد الخللا فجلّ من ما فيه عيب و علا (1)
و هذا آخر الكتاب و اللّه أعلم بالصواب،كتبه أفقر العبيد إلي اللّه تعالي و رحمته و رضوانه،عثمان بن محمد البدليسي حامدا للّه تعالي علي نعمه،و مصليا علي خير خلقه محمد و آله و عترته الطيبين الطاهرين و مسلما،في العشر الأول من ذي الحجة من سنة ست و ستين و ستمائة بميا فارقين المحروسة (2).
ص: 278
(إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) 211
(إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ) 230
(الَّذِينَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللّهِ) 190
(الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ سِرًّا وَ عَلانِيَةً) 185
(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ) 242
(السّابِقُونَ السّابِقُونَ) 188
(الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) 35-203-189
(إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي قالَ يا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) 22
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) 185
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) 180
(إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ) 234
(إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ) 241
(إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنّاسِ) 133
(إِنَّ عَلَيْنا جَمْعَهُ وَ قُرْآنَهُ.. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا بَيانَهُ) 190
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَذِكْري لِمَنْ كانَ لَهُ قَلْبٌ) 264
(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) 184
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ) 245
(إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ) 245
(إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ) 180-237-168
(أَ أَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقاتٍ) 185
(أَ فَمَنْ كانَ عَلي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) 184
ص: 279
(أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً) 184
(أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلي) 274
(أَ لَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آياتِ رَبِّكُمْ وَ يُنْذِرُونَكُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا) 242
(أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ) 127
(أُولئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوي) 183
(أُولئِكَ حِزْبُ اللّهِ) 183
(أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) 53-257
(تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَها ما كَسَبَتْ وَ لَكُمْ ما كَسَبْتُمْ) 247
(حَتّي تَوارَتْ بِالْحِجابِ) 216
(ذلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) 268
(رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللّهَ عَلَيْهِ) 251
(سُبْحانَ الَّذِي أَسْري بِعَبْدِهِ) 271
(سَلامٌ عَلي إِلْ ياسِينَ) 188
(طه ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقي) 264
(غَنِيٌّ عَنِ الْعالَمِينَ) 133
(فَاسْتَمِعْ لِما يُوحي إِنَّنِي أَنَا اللّهُ لا إِلهَ إِلاّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي) 273
(فَإِمّا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ) 245
(فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) 96
(فَلَمّا أَتاها نُودِيَ يا مُوسي) 273
(فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) 82
(فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا يَرِثُنِي وَ يَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ) 246
(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ) 227
(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبي) 179-190
(قُلْ مَنْ يَكْلَؤُكُمْ بِاللَّيْلِ وَ النَّهارِ) 156
(كَما فُعِلَ بِأَشْياعِهِمْ مِنْ قَبْلُ) 256
(لا يَنالُ عَهْدِي الظّالِمِينَ) 237
(لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ) 27
ص: 280
(لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلي ما فاتَكُمْ وَ لا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ) 82
(لِيَقْضِيَ اللّهُ أَمْراً كانَ مَفْعُولاً) 105
(لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَ يَحْيي مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ) 238
(ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَ لا فِي) 105
(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ) 188
(مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) 190
(وَ ابْتَغِ فِيما آتاكَ اللّهُ الدّارَ الْآخِرَةَ) 62
(وَ اجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي) 186
(إِذا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ) 273
(وَ إِذا سَمِعُوا ما أُنْزِلَ إِلَي الرَّسُولِ تَري أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ) 273
(وَ ارْكَعُوا مَعَ الرّاكِعِينَ) 186
(وَ سْئَلِ الْقَرْيَةَ) 273
(فَاسْتَوي عَلي سُوقِهِ) 187
(وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتّي يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) 263
(وَ اعْبُدْ رَبَّكَ حَتّي يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) 263
(وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ) 183
(وَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللّهِ وَ رُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ) 186
(وَ إِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ) 191
(وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ) 190
(وَ الَّذِينَ يُؤْتُونَ ما آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ) 265
(وَ الَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَ الْمُؤْمِناتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا) 191
(وَ إِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبابُ شَيْئاً لا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطّالِبُ وَ الْمَطْلُوبُ) 127
(وَ إِنِّي لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ) 191
(وَ إِنَّ الدّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) 226
(وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) 187
(وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) 188
(وَ تَواصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَواصَوْا بِالصَّبْرِ) 187
(وَ جَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللّهِ أَتْقاكُمْ) 22
ص: 281
(وَ جَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ) 187
(وَ رُوحٌ مِنْهُ) 184
(وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) 187
(وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) 184
(وَ كَفَي اللّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتالَ) 187
(وَ لَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) 191
(وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي) 73
(وَ لَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَ إِيّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللّهَ) 82
(وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها) 120
(وَ لَمّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً) 188
(وَ ما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) 105
(وَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقَّ قَدْرِهِ) 271-274
(وَ ما مُحَمَّدٌ إِلاّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ) 44
(وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوي) 229
(وَ مِنَ النّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ) 185
(وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ و يَحْيي وَ عِيسي) 232
(وَ مَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ) 183-189
(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ) 183
(وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) 184
(وَ يُؤْثِرُونَ عَلي أَنْفُسِهِمْ وَ لَوْ كانَ بِهِمْ خَصاصَةٌ) 74
(هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ) 190
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) 180
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) 185
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَ النَّصاري أَوْلِياءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ) 259
(يا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللّهُ وَ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) 183
(يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجانُ) 189
(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) 239
ص: 282
«آدم و من دونه تحت لوائي يوم القيامة،و أنا أول من يفتح له باب الجنة»50
«احتج إلي من شئت تكن أسيره و استغن عمن شئت فأنت نظيره»263
«ادخلوا فوجا فوجا حتي النساء،فصلوا عليّ و سلموا تسليما،و لا تؤذوني بتزكية»43
«ادعوا لي خليلي»43
«ادن مني يا علي،خلقت أنا و أنت من شجرة صنيع جسمك من جسمي»217
«إذا رأيتم جنازة فقوموا،فمن تبعها فلا يقعدن حتي يوضع في قبره»37
«إذا رأيتم طالب حاجة فأرفدوه»40
«إذا سألوك عن مفاتيح الجنة فقل هي لا إله إلاّ اللّه و أنها تخرق كل شيء حتي تنتهي»37
«إذا سرك أن تنظري إلي سيد العرب فانظري إلي علي بن أبي طالب»254
«أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب»254
«إذا سميتم الولد محمدا فأكرموه،و أوسعوا له في المجلس،و لا تقبّحوا له وجها»48
«إذا كان إزارك واسعا فاتشح به،و إذا كان ضيقا فأتزر به»60
«إذا كان يوم القيامة أمر اللّه تعالي جبريل أن يجلس علي باب الجنة،فلا يدخلها إلاّ»220
«إذا كان يوم القيامة نادي مناد في عرصاتها:ليقم أهل الفضل فيقوم ناس من ناس»113
«إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش:يا محمد نعم الأب أبوك إبراهيم»213
«اذهب البأس رب الناس،أشف أنت الشافي و لا شفاء إلاّ شفاؤك»40
«استوصوا بالقبط فإنّ لهم ذمّة»35
«اشتد غضب اللّه و غضبي علي من أهرق دمي و آذاني في عترتي»215
«الأئمة من قريش»239
«إلاّ أنك لست نبي»205
«إلاّ أنه لا نبي بعدي»205
«إلاّ أنه ليس معي أو بعدي نبي»206
ص: 283
«إلاّ أنه ليس معي نبي»205
«الأخلاء في اللّه ينظر بعضهم إلي بعض»212
«الإيمان إقرار باللسان،و عمل بالأركان،و يقين بالقلب»140
«الإيمان ثابت في القلب،و اليقين خطرات»119
«الجوع من سنن المرسلين»40
«الحسن و الحسين إمامان قاما أو قعدا نطقا أو صمتا و أبوهما خير منهما»238
«الخلافة بعدي ثلاثون ثم تصير ملكا»94
«الدم من فعل الجاهلية»89
«الدنيا ظل إلي أجل معدود،و الشرف بالأدب لا بالحسب،و الجار قبل الدار»64
«السلام عليك أبا الريحانتين،أوصيك بريحانتي من الدنيا،فعن قليل ينهد ركناك،و اللّه خليفتي عليك»43
«السلام عليك بأبي أنت و أمي يا حبيب اللّه،طبت حيا و ميتا»46
«السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته،الصلاة يرحمكم اللّه»72
«السلام عليكم أهل البيت و رحمة اللّه و بركاته،أستودعك اللّه»170
«السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته»82
«السلام عليك يا ولي اللّه،السلام عليك يا حجة اللّه،السلام عليك يا نور اللّه في العالم»169
«الصديقون ثلاثة:حبيب النجار مؤمن آل ياسين،و حزبيل مؤمن آل فرعون و علي»186
«العبد من طينة مولاه»259
«الغوغاء قتلة الأنبياء،و العامة اسم مشتق من العمي»140
«القرآن أربعة أرباع:فربع فينا أهل البيت خاصة،و ربع في أعدائنا»180
«اللّه الذي يحيي و يميت،و هو حي لا يموت،اللهم اغفر لأمي فاطمة بنت أسد»57
«اللّه أكبر ثلاثا،و الحمد للّه الذي أجمل خلقي،و حسّن صورتي»38
«اللّه أكبر علي إكمال الدين و إتمام النعمة،و رضا الرب برسالتي،و بالولاية لعلي»189
«اللهم احفظ أهل هذا البيت،و بارك فيهم،و اجعلهم مباركين أين ما كانوا»72
«اللهم اعزني بطاعتك،و لا تذلني بمعصيتك»126
ص: 284
«اللهم إليك وجهت وجهي و اليك فوضت أمري،و عندك خلّفت مالي و أهلي»167
«اللهم إن قوما عبدوك رهبة فتلك عبادة العبيد و آخرين عبدوك رغبة فتلك»114
«اللهم إن كان وجهي قد أخلقته كثرة الذنوب[فبجدّ]وجهك الكريم»155
«اللهم إن موسي بن عمران سألك،و أنا محمد نبيك أسألك أن تشرح لي صدري»186
«اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان إن أكن قتلته أو مالت يدي عليه،أو رضيت بقتله»253
«اللهم إني أحبه فأحب من يحبه»90
«اللهم إني أحبّهما فأحبّهما»90
«اللهم إني أعلم بنفسي،و أنت أعلم بي،فاغفر لي ما لا يعلمه الناس مني»63
«اللهم إني أعوذ بك أن تحسن في لوامع العيون علانيتي»114
«اللهم أحصهم عددا و اقتلهم بددا و لا تذر علي الأرض منهم أحدا»103
«اللهم أنت الحامل المؤدي،و الخليفة في المال و الأهل و الولد»167
«اللهم ثبت قلب عبدك و نبيك»268
«اللهم صل علي محمد الموسوم بالشامة،المبعوث من تهامة،و علي آل محمد»169
«اللهم صل علي محمد و علي آل محمد إمام المرسلين،و علي سائر الأنبياء»168
«اللهم صل علي محمد و علي آل محمد،و علي جميع أنبيائك و رسلك»167
«اللهم طهر قلبي،و اشرح صدري،و أجر الخير علي لساني و يدي»167
«اللهم عليك بقريش»71
«اللهم لا تقبضني حتي تريني عليا»195
«اللهم مشبع الجائع،و رافع الوضيع،لا تجع فاطمة بنت محمد»74
«اللهم هذا مني و أنا منه ألا إنه بمنزلة هارون من موسي ألا من كنت مولاه»211
«اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس»الآية 180
«اللهم هؤلاء أهلي»181
«اللهم هؤلاء مني و أنا منهم،اللهم ارض عنهم كما أنا عنهم راض»181
«المدينة لا تصلح إلاّ بي و بك و أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلاّ أنه لا نبي»205
«المرء علي دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل»237
«المصلي مناجي ربه،فلينظر أحدكم من يناجي»112
ص: 285
«المنتظر يحكم بين عباد اللّه مذ يصير له أربع سنين و إن عيسي ابن مريم دعا قومه»159
«الموعظة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب،و إذا خرجت من اللسان لم تتعد»63
«الناس من شجر شتي،و أنا و أنت من شجرة واحدة»187
«النجوم أمان لأهل السماء و أهل بيتي أمان لأمتي فإذا ذهبت النجوم ذهب»230
«الويل لظالمي أهل بيتي عذابهم مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار»235
«إلهي أمرتني فلم أئتمر،و زجرتني فلم أنزجر،ها أنا عبدك بين يديك يعتذر»121
«إلهي عبدك قد ورد و فقير لكرمك قصد،فاغفر بفضلك خطاياه»149
«امض لأمر ربي»44
«إن الجسد إذا لم يمرض أشر،و لا خير في جسد يأشر»113
«إن الجمعة لكثير من تاب قبل أن يموت بيوم تاب اللّه عليه»41
«إنّ الدنيا ليست لنا،و لسنا لها»74
«إن اللّه تبارك اسمه جعل لأخي علي فضائل لا تحصي»193
«إن اللّه تعالي اصطفي كنانة من ولد إسماعيل،و اصطفي من كنانة قريشا»23
«إن اللّه تعالي أكرم من أن يبسط العبد إليه يديه يسأله فيهما خيرا فيردهما خائبتين»255
«إن اللّه تعالي جعل ذرية كل نبي في صلبه،و جعل ذريتي في صلب علي»193
«إن اللّه تعالي خيرني في الدنيا و الآخرة،فاخترت الآخرة»42
«إن اللّه تعالي عهد إلي في علي عهدا،فقلت:يا رب بيّنه لي»213
«إن اللّه تعالي يغضب لغضبها و يرضي لرضاها»227
«إن اللّه قد غفر لك و لأهلك و لشيعتك و لمحبي شيعتك و محبي محبي شيعتك»256
«إن اللّه لما خلق السموات و الأرض دعاهن فأجبنه فعرض عليهن نبوتي و ولاية»201
«إن الميت ليعذب بنياح أهله عليه»36
«إن الولد فتنة»91
«إن أول الناس وردا علي الحوض أولهم إسلاما و أنت يا علي ذلك»197
«إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب»66
«إن دين اللّه لا يدخله القياس،و أول من قاس إبليس فهلك»127
«إن عليا كان علي طاعتك و طاعة رسولك،فاردد عليه الشمس»219
ص: 286
«إنك بخير و إلي خير»180
«إنك ذو قرنيها،و إن لك كنزا في الجنة،فلا تتبع النظرة النظرة،فإن لك الأولي»216
«إنك لتذود عن حوضي يوم القيامة رجالا كما يذاد البعير الضال عن الماء»197
«إنك لتعمر حتي تدرك رجلا من أولادي اسمه اسمي يبقر العلم بقرا،فإذا رأيته»118
«إن لك كنزا في الجنة،و إنك ذو قرنيها،فلا تتبع النظرة»216
«إن لم ترحموني فارحموا هذا الطفل»103
«إنما سميت ابنتي فاطمة؛لأن اللّه تعالي فطمها،و فطم من أحبها من النار»70
«إنما سميتهم بأسماء ولد هارون شبرا و شبيرا و مشبرا»90
«إنما لغير الدجال أخوف عليكم من الدجال الأئمة المضلون و سفك دماء عترتي»235
«إنّما يرحم اللّه من عباده الرحماء»35
«إن ملكا استأذن اللّه تعالي في زيارتي،فبشرني بما بشرني»70
«إنها لا تكسف لموت أحد و لا لحياته»36
«إنه يوم أكل و شرب و بعال»203
«إني أخاف اللّه رب العالمين»80
«إني ألبستها قميصي؛لتلبس من ثياب الجنة،و اضطجعت معها»57
«إني أنتظر لها القضاء»71
«إني رأيت كلبا أبقع يلغ في دماء أهل بيتي»102
«إن يعقوب فقد سبطا من ولده فبكي عليه و لم يتحقق موته»114
«إني لا أحلّ لأحد أن يتكني بكنيتي،و لا يسمي باسمي إلاّ مولود لعلي»243
«إني لأجد بين جنبي علما لا أجد له حملة»272
«إني ليغان علي قلبي،و إني لأستغفر اللّه في كل يوم سبعين مرة»269
«إني مؤاخ بينكم كما و اخي اللّه بين الملائكة»211
«إن يوما لكثير من تاب قبل أن يغرغر بالموت تاب اللّه عليه»41
«أئمة الزمان آخرهم قائمهم»160
«أبشري فإني أنكحك سيدا في الدنيا،و إنه في الآخرة لمن الصالحين»73
«أبو الحسن علي بن أبي طالب»فقال أبو بكر:بخ بخ لك يا أبا الحسن»197
ص: 287
«أتاني ملك لم يهبط إلي الأرض فسلم علي و بشرني أن ابنتي فاطمة سيدة»226
«أتستحين ممن لا يعلم و لا يعقل و لا يخلق،و لا أستحي ممن يعلم خائنة الأعين»120
«أتيت أبي سحرا فسلمت عليه،فرد علي السلام و قال:إني بت أرقا فرأيت»81
«أخبرني جبرئيل الروح الأمين عن رب العالمين أنك تظلم و تقاتل و تمنع حقك»243
«أخرجني نبيا و أخرج عليا وصيا»193
«أستحي من إلهي أن يراني علي معصية»120
«أشقي الأولين عاقر الناقة،و أشقي الآخرين قاتلك يا علي»81
«اعرفوا أنسابكم لتصلوا أرحامكم»22
«أعطها إياه»72
«أعطيت في الجماع قوة أربعين رجلا»33
«أعلم أمتي من بعدي علي»196
«أفضل أمتي علي»196
«أفضلهم حلما و أعلمهم»74
«أفلا أكون عبدا شكورا»264
«أف لهذه القلوب لقد خالطها الشك،فلم تؤثر فيها الموعظة»162
«أقضاكم علي،و أنت مغسلي،و تمتص الماء من محاجر عيني و من سرّتي»249
«أكثرهم باللّه علما»74
«أكرموه،فإن عشت فأنا ولي دمي،إما أعفو و إما أقتص،و إن مت فألحقوه بي»81
«ألا إني آخذ بطاعة ربي،و أهل بيتي آخذون بطاعتي،و المؤمنون آخذون بطاعة»224
«ألا أريكم آدم في علمه،و نوحا في فهمه،و إبراهيم في حكمته»196
«ألا أعلمك ما هو خير لك قولي إذا أويت إلي فراشك سبحان اللّه ثلاثا و ثلاثين»77
«ألا تخبرني بما كان من عمي حمزة؟»257
«ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء هذه الأمة،أو نساء المؤمنين»43
«ألا تعرفه يا أبا بكر؟»قال:اللّه و رسوله أعلم»197
«ألا ما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي»205
«ألا و إنّ ربي مثّل أمتي في الطين،و علمني أسماءهم كما علم آدم الأسماء كلها»230
ص: 288
«ألا و إنّ للقلوب شهوة،و إقبالا و إدبارا،فأتوها إذا قهرتكم من قبل شهواتها»63
«ألا و إنه يهلك فيّ محبّ مفرط مطر يقرظني بما ليس في،و مبغض مفتر يحمله»213
«ألا و إني لست بنبي و لا يوحي إليّ و لكني أعمل بكتاب اللّه و سنة نبيه ما استطعت»213
«ألست أولي بالمؤمنين»203
«إلهي كما أسأت و أحسنت إلي،فإذا عدت عد علي»114
«أما الحسن فله سؤددي،و أما الحسين فله جرأتي و جودي»43
«أما ترضين أني زوجتك خير أمتي،أقدمهم سلما و أعظمهم»74
«أما و اللّه ما عند اللّه خير مما ترغبين إليه»77
«أمرت أن أسمي ابني هذين حسنا و حسينا»89
«أمرت بقتال الناكثين،و القاسطين،و المارقين»63
«أمزح و لا أقول إلاّ حقا»39
«أنا الصديق الأكبر،لا يقولها بعدي إلاّ منافق أو كذاب»186
«أنا حرب لمن حاربكم و سلم لمن سالمكم»233
«إن اللّه تعالي قال:أنا اللّه الذي لا إله إلاّ أنا فاعبدون،من جاءني منكم مخلصا»121
«أنا مدينة الجنة و علي بابها،فمن أراد الجنة فليأتها من بابها»196
«أنا مدينة الحكمة و علي بابها،فمن أراد الحكمة فليأت الباب»196
«أنا مدينة العلم و علي بابها،فمن أراد العلم فليأت الباب»196
«كذب من زعم أنه يصل إلي المدينة إلاّ من قبل الباب»196
«أنا و هذا-أي علي-حجة يوم القيامة»200
«أنت الهادي،و بك يهتدي المهتدون من بعدي»184
«أنت أخي في الدنيا و الآخرة»212
«أنت أخي و رفيقي»،ثم قرأ: (إِخْواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) 211
«أنت مني بمنزلة هارون من موسي»174-205-206-238
«أنت و شيعتك تأتون يوم القيامة راضين مرضيين،و أعداؤك غضابا مقمحين»185
«أن لا أموت حتي أؤمّر،و تخضب هذه بهذه»81
«أوشك أن أدعي فأجيب،و أني تارك فيكم الثقلين،كتاب اللّه تعالي و عترتي»220
ص: 289
«أ و ليس معي نبي»205
«أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل»246
«أيما أنجس البول أو المني؟»127
«أين أنا غدا»42
«أين درعك»72
«بأبي الوحيد الشهيد»مرتين 194
«بأبي و أمي هما و أبوهما،من أحبني فليحبهما»90
«بسم اللّه الرحمن الرحيم و علي ملة رسول رب العالمين،أشهد أن لا إله إلاّ اللّه»168
«بعثت إلي الناس كافة،و أحلت لي الغنائم،و جعلت لي الأرض مسجدا»40
«بل أبشر برب رحيم»102
«تحشر ابنتي فاطمة و معها ثياب مصبوغة بدم،فتتعلق بقائمة من قوائم العرش»217
«تختموا بالعقيق؛فإنه لا يصيب أحدكم غم ما دام ذلك في إصبعه»59
«تدمع العين،و يحزن القلب،فلا نقول ما يسخط الرب و لو لا أنه قول صادق»36
«تعجلي مرارة الدنيا بنعيم الآخرة»73
«تنقطع الأسباب و الأنساب و الأصهار إلاّ سببي،و نسبي،و صهري»22
«جعل المرارة في الأذنين حجابا عن وصول الذباب إلي الدماغ»127
«حبنا أهل البيت يكفّر الذنوب،و يضاعف الحسنات،و إن اللّه تعالي ليتحمل»54
«حربك يا علي حربي،و سلمك سلمي»233
«حسين مني و أنا منه-و قيل:أنا من حسين-أحب اللّه من أحب حسينا،»102
«حق علي علي المسلمين كحق الوالد علي ولده»201
«خلق اللّه تعالي من نور وجه علي سبعين ألف ملك يستغفرون اللّه تعالي له»195
«خمّروا الأواني و أوكوا الأسقية و اطفئوا المصابيح فإن الفويسقة تجرّ الفتيلة»260
«خير الناس من كان فيه خمس خصال:إذا أحسن استبشر،و إذا أساء استغفر»161
«خير إخوتي علي»212
«خير أكحالكم الأثمد،و خير ثيابكم البيض»37
«خيركم خيركم لأهلي من بعدي»220
ص: 290
«دع الموتي تدفن الموتي و الحقني»261
«دعوت اللّه أن يجعلها أذنك يا علي»188
«رحم اللّه النسابين فربّ رحم مقطوعة قد شدّوها و أرشدوها»22
«رحمك اللّه يا أمي،كنت أمي بعد أمي،تجوعين و تشبعيني،و تعرين و تكسيني»56
«زملوني،دثروني»29
«زينوا مجالسكم بذكر علي»253
«سأله بمحمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين إلاّ تبت علي،فتاب اللّه عليه»216
«سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر»167
«شر الناس من يبغض المؤمنين»235
«صاحب لوائي في الدنيا علي بن أبي طالب»220
«صلاة الجماعة تفضل صلاة الواحد بسبع و عشرين صلاة»260
«صلوا صلاة الإشراق بسورتيها»134
«ضغائن في صدور أقوام لا يبدوها إلاّ بعدي»194
«طب نفسا سيحدث اللّه بعد الأمور أمورا»154
«طب نفسا،فلو شئت بعون اللّه لما كان،و إني لأعتبر و أتذكر ما أعدّ اللّه لمخالفيه»112
«عبدت اللّه قبلهما و معهما و بعدهما»194
«عددهم كعدد نقباء بني إسرائيل»239
«عدل ساعة في الحكومة أفضل من عبادة سبعين سنة»260
«عساك أن لا تلقاني بعد عامي هذا،و لعلك تمر بمسجدي و قبري»37
«علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل»239
«عليكم بالأثمد؛فإنه يجلو البصر،و ينبت الشعر»37
«عليكم بحفظ البيوت»23
«علي مني و أنا منه»201
«علي و فاطمة و أولادهما»191
«علي يقضي ديني و ينجز موعدي»188
«عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب»220
ص: 291
«عن ولايتنا»191
«فرض واحد،و خمسة،و سبعة عشر،و أربع و ثلاثون،و أربع و تسعون و مائة[و ثلاثة] و خمسون و سبعة،و من اثني عشر واحد،و في العمر واحدة،و من مائتين خمس»133
«فزت و رب الكعبة،إن مع كل إنسان ملكين يحفظانه،فإذا جاء القدر خليا بينهما،و إن الأجل جنة حصينة»82
«فما باله يجزي منه قليل الماء،و قليله لا يجزي في المني؟»127
«فهذا علي مولاه»203
«فيّ أنزلت»188
«فيه ولدت،و فيه جاءني الوحي،و فيه هاجرت،و فيه رفعت الحجر الأسود»28
«قاتل الحسين في تابوت من نار عليه نصف عذاب أهل الدنيا»217
«قال لي:إن جبرئيل كان يعارضني بالقرآن كل عام مرة،و إنه عارضني به العام مرتين»43
«قدموهم و لا تقدموهم»239
«قل:اللهم اجعل لي عندك ودا،و اجعل لي في صدور المؤمنين مودة»180
«قلبا عقولا،و لسانا سؤولا»64
«قلت:اللهم احرسني بعينك التي لا تنام،و اكنفني بركنك الذي لا يرام»128
«قل عند ختم القرآن:اللهم إني أسألك إخبات المخبتين،و إخلاص الموقنين»64
«قم أبا تراب»55
«قيمة كل امريء ما يحسنه»62
«كذب النسابون و إن قالوا ما نعلم ما فوق ذلك أنا ابن الذبيحين و لا فخر»23
«كلا،البرهان ما حدثني أبي عن جدي الحسين عن أبيه علي بن أبي»120
«كنت أنا و علي نورا عن يمين العرش يسبح اللّه ذلك النور»193
«كنت كنزا لا أعرف،فأحببت أن أعرف،فخلقت خلقا كي يعرفوني»242
«كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين»247
«كيف طابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي حبيبي رسول اللّه صلي اللّه عليه و سلّم»46
«لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد،يحيي و يميت»168
«لا أحزنك اللّه،لعله إنما ذخرك لنفسه»211
ص: 292
«لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت علي نفسك»269
«لا بد لصاحب الدعوة من غيبة،و لانتظاره أثر في النفوس»159
«لا تجلسوا علي القبور و لا تصلوا إليها»37
«لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم»168
«لا راحة لحسود،و لا أخ لملول،و لا محبة لسيّئ الخلق»63
«لأعرفنكم ترجعون بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض»245
«لا غيبة لثلاث:فاسق مجاهر،و إمام جائر،و صاحب بدعة»260
«لا كرب علي أبيك بعد اليوم»43
«لا،و لكن خاصف النعل»215
«لا يحل لمسلم يري مجردي أو عورتي إلاّ علي»219
«لا يرجو أحدكم إلاّ ربه،و لا يخاف إلاّ ذنبه»260
«لا يزال الإسلام عزيزا إلي إثنا عشر خليفة،كلهم من قريش»238
«لا يقولنّ أحدكم اللهم تصدّق علي؛فإنما الصدقة علي المذنب»113
«لطول اللّه ذلك اليوم،حتي يظهر رجل من ذريتي يوافق اسمه اسمي»231
«لكل بني أم عصبة ينتمون إليه إلاّ ولد فاطمة،فأنا أبوهم و أنا عصبتهم»193
«لكل نبي دعوة،و إني خبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة»50
«لما أسري بي إلي السماء رأيت علي ساق العرش الأيمن:أنا وحدي لا إله غيري»212
«لم ترفع شهادة أن لا إله إلاّ اللّه إلي السماء إلاّ مني،و من علي بن أبي طالب»197
«لنا من كل ميت عظة و في كل شيء موعظة،و من كثر مزاحه لم يسلم»262
«لن تفترقا حتي تردا علي الحوض»236
«لن يموت حتي يملأه اللّه غيظا و تجداه صابرا»194
«لو أن الرياض أقلام،و البحر مداد،و الجن حسّاب،و الإنس كتّاب»53
«لو أن السموات و الأرض وضعت في كفة،و وزن إيمان علي لرجح»201
«لو أن بك ما بي لهدك،و لكنا نقول ما أمرنا به:إنّا للّه و إنا إليه راجعون»36
«لو باهلتني نجران لتأجج الوادي عليهم نارا،و مسخوا قردة و خنازير»35
«لو دعيت إلي كراع لأجبت،و لو أهدي إلي ذراع لقبلت»40
ص: 293
«لولا أن تبطروا لحدثتكم بما سبق علي لسان رسول اللّه لمن قتل هؤلاء»215
«لولاك يا علي لما عرف المؤمنون من بعدي»213
«لولا مشايخ ركّع،و صبيان رضّع،و بهائم رتّع،لصبّ عليهم العذاب صبا»239
«لو لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد لبعث اللّه رجلا من أهل بيتي يملأ الأرض»231
«لي خمسة أسماء:أنا محمد،و أحمد،و أنا الماحي يمحو اللّه بي الكفر»32
«ليذل به الجبابرة»لمن سأله عن حكمة خلق الذباب 127
«لي مع اللّه وقت لا يسعني فيه ملك مقرّب و لا نبي مرسل»271
«ليهنئكم ما أصبحتم فيه،أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم،يتبع آخرها أولها»42
«ما بال الحائض تقضي الصوم»127
«ما بال أقوام إذا ذكر عندهم آل إبراهيم فرحوا و استبشروا»230
«ما جعل اللّه لإمام المسلمين،و خليفة رب العالمين،القائم بأمور الدنيا و الدين»141
«ما دخل قلب امريء شيء من الكبر إلاّ نقص من عقله مثل ما دخل»120
«ما رفع قلم من كتاب»278
«ما زوجتك أنا و لكن اللّه زوجك إياه من فوق عرشه و أشهد جبريل»72
«ما سمعت بعدها شيئا فأنسيته»188
«ما فعل أبو الحسن؟»211
«ما كذبت و لا كذبت،و لا ضللت و لا ضل بي،و إني علي بينة من ربي»216
«ما لي و للدنيا ما مثلي و مثل الدنيا إلاّ كمثل راكب سائر في يوم صائف»40
«ما يبكيك؟»72-77
«ما يبكيك يا أبا الحسن؟»211
«ما يري فقهاء العراق في قوله تعالي: (وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها)» 120
«مثل أهل بيتي كسفينة نوح،و كمثل باب حطة في بني إسرائيل،من دخلها نجا»228
«مثل علي في هذه الأمة كمثل الكعبة المستورة-أو المشهورة-النظر إليها عبادة»219
«معاشر المسلمين-مرارا عدة-ألا هل بلغت»242
«مكتوب علي باب الجنة:محمد رسول اللّه علي بن أبي طالب أخو رسول اللّه»202
«مكتوب علي جناح جبريل:لا إله إلاّ اللّه[محمد النبي]و علي الآخر:لا إله إلاّ اللّه»202
ص: 294
«مما أوصاني أبي:أن لا أصحب خمسة:الفاسق،و البخيل،و الكاذب،و الأحمق»120
«من آذاني فقد آذي اللّه تعالي»234
«من آذي شعرة مني فقد آذاني،و من آذاني فقد آذي اللّه تعالي»233
«من اصطنع المعروف مع أحد من أهل بيتي كافئته يوم القيامة»220
«من السنّة تشييع الضيف إلي الباب»65
«من أحب أن يحيا حياتي،و يموت ميتتي،و يدخل الجنة التي وعدني ربي»22
«من أحب أن يستمسك بالقضيب الأحمر،الذي غرسه اللّه تعالي بيده»220
من أحب عليا فقد أحبني،و من أبغض عليا فقد أبغضني»194
«من أحبنا أهل البيت فهو ممن اتخذ عند اللّه عهدا،و من أبغضنا بعثه اللّه يوم»229
«من أحبني و أحب هذين و عليا و فاطمة كان معي في درجتي يوم القيامة»201
«من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه،و إلي نوح في فهمه،و إلي يحيي»196
«من أعطي الخلق و الرفق،فقد أعطي الخير و الراحة في الدنيا و الآخرة»120
«من تاب قبل أن يموت بسنة تاب اللّه عليه-ثم قال-إن السنة لكثير»41
«من تركت في المسجد؟»245
«من حاسب نفسه ربح،و من غفل عنها خسر،و من خاف أمن،و من اعتبر أبصر»140
«منذ ثلاثة أيام لم أذق طعاما»74
«من سأل فوق حقه حرم،و من الحلم أن تمسك نفسك و تكظم غيظك مع القدرة، و تخالف هواك مع الإرادة»148
«من سب عليا فقد سبني،و من سبني فقد سب اللّه،و من سب اللّه أكبّه اللّه علي»233
«من عرف نسبه عرف قدره»23
«من علامة إعراض اللّه عن العبد اشتغاله بما لا يعنيه»260
«من قاتلك في آخر الزمان فكأنما قاتل مع الدجال»217
«منكم من يقاتل علي تأويل القرآن كما قاتلت علي تنزيله»215
«من كنت مولاه فعلي مولاه»201-203-225-238
«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه»204
«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه»204
ص: 295
«من كنت مولاه فعلي مولاه،اللهم وال من والاه،و عاد من عاداه،و انصر من نصره»189
«من كنت مولاه فهذا وليه،اللهم وال من والاه و عاد من عاداه»قالها ثلاثا 212
«من كنت وليّه فعلي وليّه»203-204
«من لا يرحم لا يرحم»91
«من لا يعرف قدر النعم سلبها من حيث لا يعلم،و لا يفلح بعيش و من صبر علينا»262
«من ناصب عليا الخلافة بعدي فهو كافر»201
«من نظر إلي شيء بشهوة سلب لذة العبادة أربعين صباحا»162
«من وجد القلب فقد فقد الرب،و من وجد الرب لم يفقد القلب علي الحقيقة»267
«نحن بنو عبد المطلب سادة أهل الجنة،أنا و علي و جعفر ابنا أبي طالب»215
«نفس المؤمن معلقة بدينه حتي يقضي عنه»260
«(و ابتغ في ما آتاك اللّه الدار الآخرة)أتطمع و أنت تتقلب في النعيم»62
«و إذا غسلتموني و كفنتموني فضعوني علي سريري في بيتي هذا،علي شفير قبري»43
«و اصبر علي ما تكره فيما يلزمك من الحق،و الإخلاص هو الإعراض عن رؤية»145
«و اعلم أن المقادير إذا ساعدت ألحقت العاجز بالحازم،و من طعن في»154
«و اعلم أن خيانة المسلمين مما تبطل الأجر،و توجب الوزر»62
«و الذي نفسي بيده لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتي يسأله اللّه تعالي عن أربع»195
«و الذي نفسي بيده لأشفعن يوم القيامة حتي أشفع لمن كان في قلبه مثقال»50
«و الشهوة زمام الشيطان،و العين للعبرة و القلب للفكر،و العقل أمان و اللسان»262
«و العاقل لا يغتر بكرامة الأمير إذا غشه الوزير»140
«و اللّه إن ابنيك لسيدا شباب أهل الجنة»74
«و اللّه ما نزلت آية إلاّ و أعلم فيما نزلت،و أين نزلت،و علي من نزلت،إنّ ربي»64
«و الناس في الدنيا بالأموال،و في الآخرة بالأعمال»149
«و إن الشهر لكثير من تاب قبل أن يموت بجمعة تاب اللّه عليه»41
«و إياكم و الخصومة،فإنها تفسد القلب و تورث النفاق و لا عبادة أكمل من الورع»119
«و إياك و معاداة الرجال،فإنك لا تعدم مكر حليم أو مباراة جاهل،و من عاتب في»92
«و أكبر العبادة الورع،و أشده في اللسان،و الفرج،و البطن،سبعة تعد من الاستهزاء»162
ص: 296
«و انصر من نصره و اخذل من خذله،و ارحمه و ارحم به،و انصره و انتصر به»204
«و لا تفكر فيما ذهب،و لا أجر لمن لم يرغب،و لا دين لمن لا يعتب»149
«ولدني ثلاثة لا يفتخر مثلهم أحد،ولدني رسول اللّه و علي و أبو بكر»122
«ولدي احفظ بابا واحدا تفتح لك الأبواب،و الزم سيدا واحدا تخضع لك الرقاب»154
«و من أراد عزا بلا عشيرة،و هيبة بلا سلطان،و غني بلا مال،فليخرج من ذل»63
«و من عود إنسانا عادة و قطعها،قطع اللّه عنه المال»126
«و من كان الغالب عليه أمر معاده ظهر في توحيده و انفراده»261
«و من لم يستح من العيب،و يرعو عند الشيب،و يخش اللّه بظهر الغيب فلا خير فيه»149
«و من مدحك بما ليس فيك فقد ذمك»149
«و من نظر بعين العقل رأي العواقب قبل بواديها فلم يجزع»120
«هذا أخي»212
«هذا علي بن أبي طالب لحمه من لحمي،و دمه من دمي،و هو بمنزلة»206
«هذا ما بخل به الباخلون،و تنافس فيه الغافلون»63
«هذا و حزبه هم المفلحون»184
«هو الخضر»44
«هو علي بن أبي طالب»187
«يا أبا حمزة جلست عنده يوما و أنا مفكّر،فإذا رجل حسن الوجه و الثوب»112
«يا أسماء إن فاطمة خلقت حورية في صورة إنسية»73
«يا أيها الناس إني قد كرهت تخلفكم و تنحيكم عني حتي خيّل إلي»204
«يا أبا عبد اللّه الحسنة حبّنا،و السيئة بغضنا»190
«يا بلال اذهب إليه و ائتني به»211
«يابن آدم ما كسبت فوق قوتك خلّفته لغيرك»63
«يا بني من ادعي العبودية و له مراد باق فهو كاذب و عليك بدوام الشهود»92
«يا بني من قنع بما قسم له استغني،و من نظر إلي ما في أيدي الناس مات فقيرا»126
«يا رسول اللّه تبعثني إلي القضاء،و أنا شاب و لا أدري ما القضاء؟فضرب صدري»197
«يا رسول اللّه هذان ولداك فورّثهما شيئا»43
ص: 297
«أما الحسن فله سؤددي»43
«أما الحسين فله جرأتي و جودي»43
«يا علي إن اللّه تعالي جعل فيك مثلا من عيسي ابن مريم أبغضته اليهود»213
«يا علي إن اللّه تعالي قد زيّنك بزينة لم يزين بها أحدا،زهّدك في الدنيا»219
«يا علي إنك لسيد المسلمين،و يعسوب المؤمنين،و إمام المتقين،و قائد الغر»225
«يا علي أنت الآخذ بسنتي،و الذاب عن ملتي،و أنا أول من يدخل الجنة»194
«يا علي أنت أول المؤمنين إيمانا،و أول المسلمين إسلاما»197
«يا علي طوبي لمن أحبك و صدق فيك،و ويل لمن أبغضك و كذب فيك»195
«يا علي،عليك بالطيب في كل جمعة،فإنه من سنتي،و تكتب لك حسنات»37
«يا علي هذه ابنتي فمن أكرمها فقد أكرمني،و من أهانها فقد أهانني»73
«يا فاطمة المهدي من ولدك»71
«يا فاطمة قولي إذا أصبحت و أمسيت:يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث»71
«يا ولدي عبادة اللّه بالقلوب أبلغ من عبادته بالجوارح،و من أطاع هواه»145
«يؤم القوم أقرأهم لكتاب اللّه تعالي،فإن كانت قراءتهم سواء فأفقههم»،241
«يجب علي طالب الحق و سالك سبيل الصدق أن يكون له ساعة يحاسب»163
«يجب معرفة الأنساب»22
«يخشع له القلب،و يحمد عليه الرب،و يقتدي بنا المؤمن،و ينكر علينا المنافق»60
«يقول النبي عن اليهود:لا تساووهم في المجلس،و إلجأهم إلي أضيق الطرق»65
«أربع من سنن الأنبياء:الحياء و التعطّر و السواك و النكاح»260
ص: 298
1-الاحتجاج للطبرسي:نشر مرتضي/مشهد.
2-أحكام القرآن لابي بكر ابن العربي(468-543 ه)/دار المعرفة بيروت.
3-إحياء علوم الدين:محمد بن محمد الغزالي.دار الهادي/بيروت.
4-أخبار اصفهان:أحمد بن عبد اللّه الاصفهاني.انتشارات العالم طهران.
5-الأخبار الطوال:أحمد بن داود الدينوري.الطبعة الاولي/القاهرة.
6-أخبار القضاة:محمد بن خلف بن حيان.عالم الكتب/بيروت.
7-الأخبار الموفقيات:الزبير بن بكار.منشورات الشريف الرضي/قم.
8-الأدب المفرد:محمد بن إسماعيل البخاري.عالم الكتب/بيروت.
9-الأربعين:لأبي الفوارس.مخطوط.
10-أسباب النزول:علي بن أحمد الواحدي.دار الكتب العلمية/بيروت.
11-الاستيعاب:يوسف بن عبد اللّه بن عبد البر.دار صادر/بيروت.
12-أسد الغابة:علي بن محمد الجزري.المكتبة الاسلامية/طهران.
13-الإصابة:ابن حجر العسقلاني.دار صادر/بيروت.
14-إعجاز القرآن:للباقلاني.المكتبة الثقافية/بيروت.
15-أعلام النساء:عمر رضا كحالة.مؤسسة الرسالة/بيروت.
16-الأمالي:إسماعيل بن القاسم القالي.دار الكتاب العربي/بيروت.
17-الإمامة و السياسة:ابن قتيبة الدينوري.منشورات الشريف الرضي/قم.
18-الأنساب:عبد الكريم بن محمد السمعاني.مؤسسة الرسالة/بيروت.
19-الأنساب:أحمد بن يحيي البلاذري.دار التعارف/بيروت.
20-الأوائل:الحسين بن عبد اللّه العسكري.دار الكتب العلمية/بيروت.
21-البداية و النهاية:ابن كثير الدمشقي.دار الفكر/بيروت.
22-بلاغات النساء:ابن طيفور.مكتبة بصيرتي/قم.
23-البيان و التبيين:الجاحظ.مكتبة الهلال/بيروت.
24-تأويل مختلف الحديث:لابن قتيبة.دار الجيل.
25-تاج العروس:محمد مرتضي الزبيدي.مكتبة الحياة/بيروت.
ص: 299
26-تاج المواليد للطبرسي:ط.قم.
27-تاريخ الأئمة:ابن الخشاب.مكتبة بصيرتي/قم.
28-تاريخ الاسلام:محمد بن أحمد الذهبي.دار الكتاب العربي/بيروت.
29-تاريخ أصفهان:لأبي الفرج الأصفهاني.مؤسسة النصر/طهران.
30-تاريخ الامم و الملوك:محمد بن جرير الطبري.دار سويدان/بيروت.
31-تاريخ بغداد:أحمد بن علي البغدادي.دار الكتاب العربي/بيروت.
32-تاريخ دمشق:ابن عساكر.دار الفكر/بيروت.
33-تاريخ الخلفاء:للسيوطي.القاهرة.
34-التاريخ الكبير:البخاري.دار الكتب العلمية/بيروت.
35-تاريخ المدينة المنورة لابن شبة(173-262 ه)/مصورة مكة المكرمة 1399 ه
36-تاريخ المدينة للنميري:دار الفكر.
37-تاريخ اليعقوبي:أحمد بن أبي يعقوب.دار صادر/بيروت.
38-تحفة الأشراف:للإمام المزي.دار الكتب العلمية/بيروت.
39-تذكرة الحفاظ:الذهبي.دار احياء التراث العربي/بيروت.
40-تذكرة الخواص:سبط ابن الجوزي.مؤسسة أهل البيت عليهم السّلام/بيروت.
41-تفسير فتح القدير للشوكاني.دار احياء التراث العربي بيروت.
42-تفسير القرآن العظيم:ابن كثير الدمشقي.دار المعرفة/بيروت.
43-التفسير الكبير:الفخر الرازي.المطبعة البهية المصرية/القاهرة.
44-التفسير الكشاف:للامام الزمخشري.مصر.
45-تلبيس إبليس:عبد الرحمن بن الجوزي.دار الكتب العلمية/بيروت.
46-التمهيد:للباقلاني.مؤسسة الكتب الثقافية/بيروت.
47-تهذيب الآثار:محمد بن جرير الطبري.مطبعة المدني/مصر.
48-تهذيب اللغة:محمد بن أحمد الأزهري.المؤسسة المصرية العامة/مصر.
49-التنبيه و الاشراف:علي بن الحسين المسعودي.دار الصاوي/القاهرة.
50-تيسير المطالب:يحيي بن الحسين.مؤسسة الأعلمي/بيروت.
51-الثاقب في المناقب:محمد بن علي الطوسي.مؤسسة أنصاريان/قم.
52-الثقات:محمد بن حبان.دار المعارف العثمانية/الهند.
ص: 300
53-جامع الاصول:ابن كثير.دار الفكر/بيروت.
54-جامع البيان:محمد بن جرير.دار المعرفة/بيروت.
55-الجامع الصحيح(صحيح الترمذي):محمد بن عيسي الترمذي.دار إحياء التراث.
56-الجامع لاحكام القرآن:محمد بن أحمد القرطبي.دار إحياء التراث.
57-الجرح و التعديل:عبد الرحمن بن ادريس الرازي.دار احياء التراث.
58-جمهرة انساب العرب:علي بن أحمد الاندلسي.دار الكتب العلمية/بيروت.
59-جمهرة خطب العرب:أحمد زكي صفوت.المكتبة العلمية/بيروت.
60-جمهرة النسب للكلبي.
61-الجوهرة للتلمساني:محمد بن أبي بكر.مكتبة النوري/دمشق.
62-جوامع السير النبوية لابن حزم.
63-جواهر المطالب:محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني ط.قم.
64-الحاوي الكبير:علي بن محمّد الماوردي.دار الكتب العلمية/بيروت.
65-حلية الأولياء:أحمد بن عبد اللّه الأصبهاني.دار الكتاب العربي/بيروت.
66-حلية العلماء:محمد بن أحمد الشاشي.دار الباز/مكة.
67-خصائص الائمة عليهم السّلام:الشريف الرضي.مجمع البحوث الاسلامية مشهد.
68-خصائص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام:النسائي/ط.الكويت.
69-الدر المنثور:السيوطي.دار الفكر/بيروت.
70-درر بحر المناقب لابن حسنويه.
71-دستور معالم الحكم:محمد بن سلامة القضاعي.دار الكتاب العربي/بيروت.
72-دلائل النبوة:أحمد بن الحسين البيهقي.دار الكتب العلمية/بيروت.
73-دلائل النبوة:أبي نعيم الاصبهاني.دار ابن كثير/بيروت.
74-ديوان ابي الطيب المتنبي:منشورات الشريف الرضي/قم.
75-ديوان الامام علي عليه السّلام:دار ابن زيدون/القاهرة.
76-ديوان الامام علي عليه السّلام:مكتبة ارومية/قم.
77-ديوان الامام علي عليه السّلام:دار الكتب العلمية/بيروت.
78-ديوان حسان بن ثابت الأنصاري:دار صادر/بيروت.
79-ديوان الشافعي:دار الكتاب العربي/بيروت.
ص: 301
80-ذخائر العقبي:محب الدين الطبري.مؤسسة الوفاء/بيروت.
81-ربيع الأبرار:محمود بن عمر الزمخشري.منشورات الشريف الرضي/قم.
82-الرياض النضرة:المحبّ الطبري،دار الكتب العلمية/بيروت.
83-روح الجنان لابي الفتوح الرازي.
84-روضة الواعظين للفتال النيشابوري:منشورات الرضي قم.
85-زاد المسير في علم التفسير:عبد الرحمن بن الجوزي.المكتب الاسلامي/بيروت.
86-الزهد:لابن حنبل.دار الكتاب العربي/بيروت.
87-زهرة الأدب:للقيرواني/مصر.
88-سر السلسلة العلوية:لابي نصر البخاري ط.الأولي.
89-سر العالمين للغزالي:دار الكتب العلمية.
90-سبل الهدي و الرشاد للشامي:دار الكتب العلمية.
91-السنة:عمر بن ابي عاصم.المكتبة الاسلامية/بيروت.
92-السنة:لأبي بكر الخلال.دار الراية/الرياض.
93-سنن ابن ماجة:دار الفكر/بيروت.
94-سنن أبي داود:دار الفكر/بيروت.
95-سنن الدارمي:دار الفكر/بيروت.
96-سنن الدارقطني:دار المعرفة/بيروت.
97-سنن سعيد بن منصور:دار الكتب العلمية/بيروت.
98-السنن الكبري:أحمد بن الحسين البيهقي.دار المعرفة/بيروت.
99-سنن النسائي:دار احياء التراث العربي/بيروت.
100-سير أعلام النبلاء:محمد بن أحمد الذهبي.مؤسسة الرسالة/بيروت.
101-السيرة النبوية:ابن اسحاق.دار الفكر/بيروت.
102-السيرة النبوية:ابن هشام.دار احياء التراث العربي/بيروت.
103-السيرة النبوية:ابن كثير.دار احياء التراث العربي/بيروت.
104-شرح الاخبار:النعمان بن محمد.جماعة المدرسين/قم.
105-شرح السنة:الحسين بن مسعود البغوي.دار الفكر/بيروت.
106-شرح نهج البلاغة:ابن ابي الحديد.مكتبة المرعشي العامة/قم.
ص: 302
107-شرح شافية أبي فراس:محمد بن أمير الحسيني.وزارة الثقافة و الارشاد/طهران.
108-شرح معاني الآثار:أحمد بن محمد الطحاوي.دار الكتب العلمية/بيروت.
109-شعب الايمان:احمد بن الحسين البيهقي.دار الكتب العلمية/بيروت.
110-الشفا بتعريف حقوق المصطفي:عياض بن موسي.دار الفيحاء/عمان.
111-شواهد التنزيل:الحسكاني.مؤسسة الاعلمي/بيروت.
112-الصحاح:اسماعيل بن حماد الجوهري.دار العلم للملايين/بيروت.
113-صحيح البخاري:دار احياء التراث العربي/بيروت.
114-صحيح مسلم:دار الفكر/بيروت.
115-صفة الصفوة:ابن الجوزي.دار المعرفة/بيروت.
116-الصراط المستقيم:علي بن يونس البياضي.المكتبة المرتضوية/طهران.
117-الصمت لابن أبي الدنيا:دار الكتاب العربي.
118-الصواعق المحرقة:ابن حجر/بيروت.
119-الضعفاء و المتروكين:ابن الجوزي.دار الكتب العلمية/بيروت.
120-الطبقات الكبري:محمد بن سعد البصري.دار صادر/بيروت.
121-عارضة الاحوذي:ابن العربي المالكي.دار الكتب العربي/بيروت.
122-العبر في خبر من غبر:محمد بن احمد الذهبي.دار الكتب العلمية/بيروت.
123-العدد القوية للحلي:ط.الأولي قم.
124-العقد الفريد:احمد بن عبد ربه الاندلسي.دار الكتب العلمية/بيروت و مصر.
125-العمدة لابن البطريك/جامعة المدرسين قم.
126-عمدة الطالب في انساب آل أبي طالب لابن عنبة(828 ه)/ط.الهند 1318 ه.
127-العين:الخليل بن أحمد الفراهيدي.دار الهجرة/قم.
128-عيون الأثر:ابن سيد الناس.دار الفكر/بيروت.
129-عيون الاخبار:ابن قتيبة.دار الكتب العلمية/بيروت.
130-عيون التواريخ:محمد شاكر الكتبي.القاهرة.
131-الغارات:ابن هلال الثقفي.دار الاضواء/بيروت.
132-الغدير:عبد الحسين الأميني.مكتبة أمير المؤمنين/طهران.
133-غرر الحكم و درر الكلم:عبد الواحد الآمدي.دانشگاه طهران.
ص: 303
134-غريب الحديث:ابن قتيبة.الجمهورية العراقية-وزارة الأوقاف.
135-فتح الباري:ابن حجر العسقلاني.دار احياء التراث العربي/طهران.
136-فتح الملك العلي لاحمد الصديق:ط.النجف.
137-الفتن لنعيم المروزي:ط.دار الفكر.
138-الفتوح:أحمد بن اعثم.دار الكتب العلمية/بيروت.
139-فرائد السمطين:ابراهيم بن محمد الجويني.مؤسسة المحمودي/بيروت.
140-الفرج بعد الشدة:للتنوخي ط.قم.
141-الفردوس بمأثور الخطاب:الديلمي.دار الكتاب العربي.
142-فرق الشيعة:الحسن بن موسي النوبختي.المكتبة المرتضوية/طهران.
143-الفصول المهمة:علي بن محمد المالكي.منشورات الاعلمي/طهران.
144-الفضائل:شاذان بن جبرائيل القمي.المطبعة الحيدرية/النجف الأشرف.
145-فضائل الصحابة:احمد بن حنبل.مؤسسة الرسالة/بيروت.
146-فيض القدير:المناوي.دار الفكر/بيروت.
147-القاموس المحيط:محمد بن يعقوب الفيروزآبادي.دار الفكر/بيروت.
148-قصص الانبياء:قطب الدين الراوندي.مجمع البحوث الاسلامية/مشهد.
149-القول المسدد لابن حجر العسقلاني:ط.الهند 1400 ه.
150-الكامل:محمد بن يزيد المبرد.مؤسسة الرسالة/بيروت.
151-الكامل في التاريخ:ابن الأثير.دار صادر/بيروت.
152-الكامل في الضعفاء:لابن عدي.بيروت.
153-الكشاف:الزمخشري.دار المعرفة/بيروت.
154-كشف الغمة:علي بن عيسي الاربلي.مكتبة بني هاشم/تبريز.
155-كشف الخفاء-للعجلوني:دار الكتب العلمية.
156-كفاية الطالب:محمد بن يوسف الشافعي.دار احياء التراث/طهران.
157-الكنز اللغوي لابن السكيت:بيروت.
158-اللآلي المصنوعة:جلال الدين السيوطي.دار المعرفة/بيروت.
159-لسان العرب:محمد بن منظور المصري.أدب الحوزة/قم.
160-مائة منقبة من مناقب امير المؤمنين لابن شاذان:الدار الاسلامية بيروت.
ص: 304
161-متشابه القرآن:للقاضي عبد الجبار الهمداني.دار التراث/القاهرة.
162-مجالس ثعلب:احمد بن يحيي ثعلب.دار المعارف/القاهرة.
163-المجدي للعمري:ط.قم.
164-مجمع الامثال:أحمد بن محمد النيسابوري.دار الفكر/بيروت.
165-مجمع البحرين:فخر الدين الطريحي.المكتبة المرتضوية/مشهد.
166-مجمع البيان:الفضل بن الحسن الطبرسي.مكتبة المرعشي العامة/قم.
167-مجمع الزوائد:علي بن أبي بكر الهيثمي.دار الكتاب العربي/بيروت.
168-مختصر تاريخ دمشق:محمد بن منظور.دار الفكر/بيروت.
169-مرآة الجنان:عبد اللّه اليافعي.مؤسسة الاعلمي/بيروت.
170-مروج الذهب:علي بن الحسين المسعودي.مؤسسة دار الهجرة/قم.
171-المطالب العالية:ابن حجر العسقلاني.دار المعرفة/بيروت.
172-مسار الشيعة للمفيد:ط.قم.
173-المستدرك علي الصحيحين:الحاكم النيسابوري.دار الفكر/بيروت.
174-المستطرف في كل فن مستطرف:شهاب الدين الاشبهي.دار الكتب العلمية.
175-مسند اسحاق بن الراهويه(161-238):ط.المدينة المنورة/تحقيق البلوشي.
176-مسند الإمام زيد-جمعه عبد العزيز بن اسحاق البغدادي:دار الكتب العلمية.
177-مسند الإمام علي عليه السّلام:السيوطي.مكتبة الايمان/المدينة المنورة.
178-مسند البزار(البحر الزخار)للإمام البزار(292)ه:/ط الاولي.
179-مسند الروياني:دار الكتب العلمية.
180-مسند أبي بكر الصديق:المكتب الاسلامي/بيروت.
181-مسند أبي بكر للمروزي(202-292):المكتب الاسلامي.
182-مسند أبي داود الطيالسي:دار المعرفة/بيروت.
183-مسند أبي عوانة يعقوب بن اسحاق الاسفرائيني(316 ه):ط.الهند 1362.
184-مسند أبي يعلي الموصلي:دار المأمون للتراث/دمشق.
185-مسند أحمد بن حنبل:دار الفكر/بيروت.
186-مسند الشاشي لابي سعيد الهيثم بن كليب(م 335 ه):ط الأولي.
187-مسند الشافعي(150-204 ه)/دار الكتب العلمية.
ص: 305
188-مسند الشهاب:لابن سلامة:الرسالة بيروت.
189-مشكل الآثار:أبو جعفر الطحاوي.دار صادر/بيروت.
190-مصابيح السنة:الحسين بن مسعود البغوي.دار المعرفة/بيروت.
191-المصنف:عبد الرزاق الصنعاني.منشورات المجلس العلمي/بيروت.
192-المصنف:ابن أبي شيبة.دار السلفية/بومباي.
193-المعارف:ابن قتيبة.دار الكتب الاسلامية/بيروت.
194-معاني القرآن:للزجاجي.عالم الكتب/بيروت.
195-معجم الادباء:ياقوت بن عبد اللّه الحموي.دار الفكر/بيروت.
196-معجم البلدان:ياقوت بن عبد اللّه الحموي.دار صادر/بيروت.
197-المعجم الكبير:الطبراني.دار احياء التراث العربي/بيروت.
198-المعجم الاوسط:الطبراني.مكتبة المعارف/الرياض.
199-المعجم الصغير:الطبراني.دار الكتب العلمية/بيروت.
200-معجم ما استعجم للبكري:عالم الكتب بيروت.
201-معرفة الصحابة:ابو نعيم الأصبهاني.مكتبة الحرمين/الرياض.
202-معالم التنزيل:البغوي الشافعي.دار المعرفة/بيروت.
203-المعيار و الموازنة:لأبي جعفر الاسكافي المعتزلي.تحقيق المحمودي.
204-المغازي:محمد بن عمر الواقدي.مؤسسة الاعلمي/بيروت.
205-المغني:لابن قدامة.دار الفكر/بيروت.
206-المفردات:للراغب الاصبهاني.المكتبة المرتضوية/بيروت.
207-مقاتل الطالبيين:ابو الفرج الاصبهاني.دار المعرفة/بيروت.
208-مقتضب الأثر:احمد بن عبد اللّه الجوهري.مطبعة المعارف.
209-مقتل الحسين عليه السّلام:موفق بن احمد الخوارزمي.مكتبة المفيد/قم.
210-مقتل الحسين عليه السّلام:لأبي مخنف.منشورات الشريف الرضي/قم.
211-مقتل الإمام أمير المؤمنين لابن أبي الدنيا(208-281 ه):تحقيق المحمودي.
212-الملل و النحل:محمد بن عبد الكريم الشهرستاني.دار المعرفة/بيروت.
213-مناقب أبي حنيفة:للخوارزمي.حيدرآباد.
214-مناقب الخوارزمي:جماعة المدرسين/قم.
ص: 306
215-مناقب آل أبي طالب:محمد بن علي بن شهر آشوب.دار الاضواء/بيروت.
216-مناقب علي بن أبي طالب:علي بن محمد الكوفي./قم.
217-مناقب ابن المغازلي:دار الاضواء/بيروت.
218-منتخب كنز العمال:للهندي.دار صادر/بيروت.
219-المنتظم:ابن الجوزي.دار الكتب العلمية/بيروت.
220-موارد الضمآن بزوائد ابن حبان:الهيثمي.دار الكتب العلمية/بيروت.
221-الموطأ:لمالك بن أنس.دار احياء التراث العربي/بيروت.
222-ميزان الاعتدال:الذهبي.دار المعرفة/بيروت.
223-نثر الدرر:منصور بن الحسين الآبي.الهيئة المصرية للكتاب/مصر.
224-النسب:لابن سلام.دار الفكر/بيروت.دار الفكر/بيروت.
225-نصب الراية:عبد اللّه الزيلعي.دار احياء التراث العربي/بيروت.
226-نظم درر السمطين للزرندي:مصورة النجف.
227-النهاية:ابن الاثير الجزري.انتشارات اسماعيليان/قم.
228-نهاية الأرب:أحمد بن عبد الوهاب النويري.وزارة الثقافة و الارشاد/مصر.
229-نور الابصار:مؤمن بن حسن الشبلنجي.دار الفكر/بيروت.
230-الورع لابن أبي الدنيا:الدار الإسلامية.
231-الوسيط في تفسير القرآن المجيد:الواحدي.دار الكتب العلمية.
232-الوفا بأحوال المصطفي:عبد الرحمن بن الجوزي.دار الكتب الحديثة/مصر.
233-وفيات الاعيان:ابن خلكان.دار صادر/بيروت.
234-وقعة صفين:نصر بن مزاحم المنقري.مكتبة المرعشي العامة/قم.
235-ينابيع المودة:سليمان بن ابراهيم القندوزي.دار الاسوة/قم.
ص: 307
مقدمة التحقيق 7
بعض صور المخطوط 11
مقدمة المصنف 15
فيما يختص بفضائل النبي الأمي و بمولده و فيه فصول 19
تمهيد في ضرورة معرفة النسب 21
في ولادة النبي صلي اللّه عليه و سلّم 24
في نسبه الشريف و كرامات الولادة و اسم زوجته و نسبها 26
في معراجه و هجرته و نزول الوحي عليه صلي اللّه عليه و سلّم 32
في أسمائه و نزول الفرائض 32
في زوجاته و أعمامه صلي اللّه عليه و سلّم 33
في أولاده و غزواته و مواليه و خدمه و مؤذنيه 34
بناته عليهن السلام 34
غزواته و سراياه 34
حجة الوداع 35
صفاته صلي اللّه عليه و سلّم 39
فصل في ذكر وفاته صلي اللّه عليه و آله و صحبه 42
فصل في بركة اسمه و بركته علي اللّه تعالي 48
فيما يختص بعلي الولي و فاطمة الزهراء و عترتهم عليهم السّلام 51
في علي بن أبي طالب و فاطمة الزهراء عليهما السّلام 53
ألقاب الإمام علي عليه السلام 57
ص: 308
ذكر تزويجه بفاطمة عليهما السلام 66
ذكر وفاتها عليها السلام 78
في بيعته بالخلافة 80
ذكر وفاته عليه السلام 81
ذكر أولاده عليهم السّلام 85
فصل في الإمام الحسن بن علي عليهما السلام 87
في كنيته و لقبه و ولادته و تسميته 89
في محبة النبي صلي اللّه عليه و سلّم للحسن عليه السّلام 90
في كلامه عليه السّلام 92
في بيعة الحسن عليه السّلام 93
في بيان مدة خلافة أبي بكر و عمر و عثمان رضي اللّه عنهم 95
في وفاة الحسن عليه السلام 97
ذكر أولاده 98
فصل في الإمام الحسين بن علي عليهما السلام 99
في كنيته و لقبه و ولادته عليه السّلام 101
في تقواه و عبادته 101
في مقتله عليه السّلام 102
الآيات الظاهرة بعد قتل الحسين عليه السّلام 106
ذكر أولاده 107
في الإمام علي بن الحسين عليهما السلام 109
في لقبه و كنيته و مولده و نسبه 111
في عبادته و مكانته 112
في كلامه عليه السّلام 113
في مناجاته عليه السّلام 114
في عمره و نقش خاتمه و أولاده 115
ص: 309
في الإمام محمد الباقر بن علي بن زين العابدين عليه السّلام 117
في مولده و اسم و أمه 118
في تسميته عليه السّلام 118
في كلامه عليه السّلام 119
في عمره و أولاده عليه السّلام 121
في الإمام جعفر الصادق بن محمد الباقر عليه السّلام 123
في كنيته و لقبه 125
في ولادته و وفاته عليه السّلام 125
في كلامه عليه السّلام 126
في عمره و نقش خاتمه و أولاده عليه السّلام 129
في الإمام أبي الحسن موسي الكاظم عليه السّلام 131
في كنيته و صفته 132
في ولادته و اسم أمه 132
الإمام الكاظم عليه السّلام و الرشيد في مكّة 133
في عبادته عليه السّلام 134
في وفاته و نقش خاتمه 134
ذكر أولاده 135
في الإمام علي بن موسي بن جعفر عليه السّلام 137
في كنيته و مولده و اسم أمه 138
في بيعته و تزويجه 138
في كلامه عليه السّلام 140
في الإمام محمد بن علي بن موسي بن جعفر عليه السّلام 143
في كنيته و لقبه 144
في مولده و زوجته و وصيته 144
في وفاته و نقش خاتمه و أولاده 146
ص: 310
في الإمام علي بن محمد بن علي عليه السّلام 147
في كنيته و لقبه 148
في مولده و اسم أمه 148
في كلامه و مناجاته 148
في الإمام الحسن بن علي بن محمد عليه السّلام 151
في كنيته و لقبه 153
في ولادته و وفاته 153
في اسم أمه و بعض كراماته 153
في وصيته و مناجاته 154
في عمره و نقش خاتمه و أولاده 155
في الإمام محمد المنتظر ابن الإمام الحسن العسكري عليه السّلام 157
في لقبه و صفته 159
بعض ما ورد في المهدي عليه السّلام 159
في مولده و اسم أمه 161
في كلامه و نقش خاتمه 161
في زيارتهم عليهم السلام 165
في أقوال الفرق الإسلامية في الإمامة 171
أهل البيت في القرآن و السنة 179
بعض ما نزل من القرآن في علي عليه السّلام 183
في الأحاديث النبوية في فضائل علي خير البرية عليه السلام 193
في إسلامه و بيان بعض فضائله عليه السلام 199
في حديث الولاية 203
في حديث المنزلة 205
في المؤاخاة 211
في ذكر فضائل أهل البيت عليهم السّلام 215
ص: 311
في فضل علي في السنة 219
في سد الأبواب إلاّ باب علي 221
يا علي إنك لسيد المسلمين و يعسوب المؤمنين 225
في دلالة حديثي السفينة و النجوم 228
في التحذير من أذية أهل البيت عليهم السّلام 233
في وجوب وجود الإمام المعصوم 237
فرع 239
أصل آخر 242
في ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام 245
في رجوع الصحابة إليه عليه السلام 249
إشارة 255
فائدة 256
في الصلاة علي الآل عليهم السّلام 257
واقعة 259
وصية 260
خاتمة 264
هداية و رحمة 266
اصطلاحات صوفية 270
نتيجة 273
مغفرة و رحمة 277
فهرس الآيات 279
فهرس الأحاديث 283
المصادر و المراجع 299
فهرس المطالب 308
ص: 312