فضائل فاطمة الزهراء
محمد بن عبد الله حاكم نيشابوري
دارلافرقان - قاهره - مصر
ص: 1
بسم الله الرحمن الرحيم
ص: 2
فضائل فاطمة الزهراء
ص: 3
ص: 4
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمّنِ الرَّحِيمِ إن الحمد للّه نحمده و نستعينه و نستغفره و نعوذ باللّه من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، من يهده اللّه فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله.
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ [آل عمران: 102].
يا أَيُّهَا النّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالاً كَثِيراً وَ نِساءً وَ اتَّقُوا اللّهَ الَّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللّهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً [النساء: 1].
يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللّهَ وَ قُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمالَكُمْ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ مَنْ يُطِعِ اللّهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ فازَ فَوْزاً عَظِيماً (71) [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن خير الحديث كتاب اللّه، و خير الهدي هدي محمد، و شر الأمور محدثاتها، و كل محدثة بدعة، و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار(1).
هذا هو الجزء الحديثيّ المؤلّف في فضائل فاطمة الزهراء رضي اللّه عنها، الذي ذكره الذهبيّ من جمع الحافظ أبي عبد اللّه الحاكم، و ذكره في موضعين من «تاريخ الإسلام» عند ترجمتي فاطمة الزهراء، و أبي عبد اللّه الحاكم. و يظهر للمتأمل أن الذهبي لم يقع علي الجزء نفسه؛ بل قرأ خبره في المصادر التي كانت بين يديه - و كذلك معاصروه بما فيهم التاج السبكي - يدلك علي هذا أن الذهبي الذي تعب من التعقيب علي زلات الحاكم في كتابه الذي زعمه استدراكا علي الصحيحين لم ينقل من هذا الجزء شيئا، و فيه فوائد تلحق بترجمة الحاكم، و به يتأكد أن الحاكم لم يكن رافضيّا.
و قد ذكر الحافظ سراج الدين القزويني في «مشيخته» (ورقة 164) أنه قرأ «فضائل
ص: 5
فاطمة» للحاكم علي بعض شيوخه بإسنادهم إلي الحاكم.
كما ذكر صاحب «كشف الظنون» (ج 2 /ص 1277) هذا الكتاب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة اللّه: «و أما تصحيح الحاكم لمثل هذا الحديث و أمثاله؛ فهذا مما أنكره عليه أئمة العلم بالحديث، و قالوا: إن الحاكم يصحح أحاديث، و هي موضوعة مكذوبة عند أهل المعرفة بالحديث؛ كما صحح حديث: «زريب بن ثرملة»(1)؛ الذي فيه ذكر وصي المسيح؛ و هو كذب باتفاق أهل المعرفة؛ كما بين ذلك البيهقي، و ابن الجوزي و غيرهما، و كذلك أحاديث كثيرة في «مستدركه» يصححها؛ و هي عند أئمة أهل العلم بالحديث موضوعة، و منها ما يكون موقوفا يرفعه؛ و لهذا كان أهل العلم بالحديث لا يعتمدون علي مجرد تصحيح الحاكم، و إن كان غالب ما يصححه فهو صحيح؛ لكن هو في المصححين بمنزلة الثقة الذي يكثر غلطه، و إن كان الصواب أغلب عليه، و ليس فيمن يصحّح الحديث أضعف من تصحيحه بخلاف أبي حاتم بن حبان البستي؛ فإن تصحيحه فوق تصحيح الحاكم و أجلّ قدرا»(2).
و قال ابن القيم في «الفروسية» (ص 245): «و أما تصحيح الحاكم فكما قال القائل:
فأصبحت من ليلي الغداة كقابض علي الماء خانته فروج الأصابع
و لا يعبأ الحفاظ - أطبّاء علل الحديث - بتصحيح الحاكم شيئا، و لا يرفعون به رأسا).
ص: 6
البتّة؛ بل لا يعدل تصحيحه و لا يدلّ علي حسن الحديث؛ بل يصحّح أشياء موضوعة بلا شك عند أهل العلم بالحديث. و إن كان من لا علم له بالحديث لا يعرف ذلك، فليس بمعيار علي سنة رسول اللّه صلي اللّه عليه و آله، و سّلم، و لا يعبأ أهل الحديث به شيئا.
و الحاكم نفسه يصحّح أحاديث جماعة و قد أخبر في كتاب «المدخل» له أنه لا يحتج بهم، و أطلق الكذب علي بعضهم.» انتهي.
قال الذهبي في ترجمة الحاكم في «الميزان»(1): «إمام صدوق؛ لكنه يصحّح في «مستدركه» أحاديث ساقطة، و يكثر من ذلك. فما أدري: هل خفيت عليه؟ فما هو ممّن يجهل ذلك! و إن علم؛ فهذه خيانة عظيمة(2). ثمّ هو شيعيّ مشهور بذلك، من غير تعرض للشيخين».
و ذكر ذلك ابن حجر في «لسان الميزان»(3) ثمّ قال: «قيل في الاعتذار عنه: إنه عند تصنيفه للمستدرك، كان في أواخر عمره. و ذكر بعضهم أنه حصل له تغيّر و غفلة في آخر عمره. و يدلّ علي ذلك أنه ذكر جماعة في كتاب «الضعفاء» له، و قطع بترك الرواية عنهم، و منع من الاحتجاج بهم. ثمّ أخرج أحاديث بعضهم في «مستدركه»؛ و صحّحها! من ذلك أنه: أخرج حديثا لعبد الرحمن بن زيد بن أسلم؛ و كان قد ذكره في «الضعفاء» فقال: إنه «روي عن أبيه أحاديث موضوعة، لا تخفي علي من تأملها من أهل الصنعة أن الحمل فيها عليه». و قال في آخر الكتاب: فهؤلاء الذين ذكرتهم في هذا الكتاب، ثبت عندي صدقهم؛ لأنني لا أستحلّ الجرح إلا مبيّنا؛ و لا أجيزه تقليدا. و الذي أختار لطالب العلم أن لا يكتب حديث هؤلاء أصلا»(4).
قلت: و عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعيف جدّا، حتي قال عنه ابن الجوزي:
«أجمعوا علي ضعفه». و قد روي له الحاكم عن أبيه! و كذلك كان يصحّح في «مستدركه» أحاديث كان قد حكم عليها بالضعف من قبل.).
ص: 7
قال إبراهيم بن محمد الأرموي: جمع الحاكم أحاديث و زعم أنّها صحاح علي شرط البخاري و مسلم؛ منها: «حديث الطير»(1)
و: «من كنت مولاه فعلي مولاه»(2). فأنكرها عليه أصحاب الحديث، فلم يلتفتوا إلي قوله).
ثمّ ذكر الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج 3 /ص 1042) أن الحاكم سئل عن حديث الطير فقال: «لا يصح. و لو صحّ لما كان أحد أفضل من علي بعد النبي». قال الذهبي: «ثم تغيّر رأي الحاكم، و أخرج «حديث الطير». في «مستدركه». و لا ريب أن في «المستدرك» أحاديث كثيرة ليست علي شرط الصحة؛ بل فيه أحاديث موضوعة شان «المستدرك» بإخراجها فيه.
قلت: و لا نعلم إن وصل التشيع بالحاكم لتفضيل عليّ علي سائر الصحابة بعد تصحيحه ل «حديث الطير»؛ لكن التخليط الأوضح من ذلك هو في الأحاديث الكثيرة التي نفي وجودها في «الصحيحين» أو في أحدهما، و هي فيهما أو في أحدهما. و قد بلغت في «المستدرك» قدرا كبيرا، و هذه غفلة شديدة؛ بل تجده في الحديث الواحد يذكر تخريج صاحب الصحيح له، ثمّ ينفي ذلك في موضع آخر من نفس الكتاب. و مثاله ما قال في حديث ابن الشخير مرفوعا: «يقول ابن آدم مالي مالي...». قال الحاكم: «المستدرك علي الصحيحين» (582/2): (مسلم قد أخرجه من حديث شعبة عن قتادة مختصرا).
قلت: بل أخرجه بتمامه برقم (2958) من حديث همام عن قتادة. ثمّ أورده الحاكم بنفس اللفظ في موضع آخر (358/4) و قال: «هذا حديث صحيح الإسناد، و لم يخرجاه».
علي أي حال: فلا يعني هذا حصول تحريف في إسناد أو متن؛ لأن رواية الحاكم كانت من أصوله المكتوبة لا من حفظه، و إنما شاخ و جاوز الثمانين فأصابته غفلة؛ فسبب هذا الخلل في أحكامه علي الحديث. إلا أنّ غالب «المستدرك» هو مسودة؛ مات الحاكم قبل أن يكمله. مع التنبيه إلي أن الحاكم كان أصلا متساهلا في كل حياته، فكيف بعد أن أصابته الغفلة و لم يحرّر مسودته؟.
قال المعلمي في «التنكيل» (472/2): «هذا و ذكرهم للحاكم بالتساهل، إنما يخصّونهر.
ص: 8
بالمستدرك؛ فكتبه في الجرح و التعديل لم يغمزه أحد بشيء مما فيها، فيما أعلم. و بهذا يتبين أن التشبّث بما وقع له في «المستدرك» و بكلامهم فيه لأجله - إن كان لإيجاب التروي في أحكامه التي في المستدرك فهو وجيه - و إن كان للقدح في روايته أو في أحكامه في غير «المستدرك» في الجرح و التعديل و نحوه، فلا وجه لذلك؛ بل حاله في ذلك كحال غيره من الأئمة العارفين: إن وقع له خطأ؛ فهو نادر كما يقع لغيره. و الحكم في ذلك بإطراح ما قام الدليل علي أنه أخطأ فيه و قبول ما عداه، و اللّه الموفق».
فالخلاصة: أننا نصحح ضبط الحاكم للأسانيد، و لكننا نرفض أحكامه علي الأحاديث في «المستدرك» كليّة، و نعتبر بغيرها خارج «المستدرك».
و أقلّ وصف لصنيع الإمام الحاكم في هذا الكتاب أنه أخطأ من حيث أراد أن يصيب بجمعه في فضائل الزهراء رضوان اللّه عليها ما تكذّبه الدّخلاء علي دين الإسلام و علي الرواية الحديثية فيه، و خلطه لذلك الشين المكذوب بالزين الصحيح من فضائلها. هذا إن قيل: إنه أسند الروايات؛ و من أسندها فقد برئ من عهدتها. و لكن يعلم من قوله: «و أنا ذاكر بمشيئة اللّه في هذا الموضع بعض ما انتهي إلينا من فضائل فاطمة الزّهراء بنت سيّد الأنبياء صلوات اللّه عليه؛ ليعلم الشّحيح بدينه محلّها من الإسلام، فلا يقيس بها أحدا من نساء هذه الأمة»: أنه صحّحها حين جمعها من ذلك «البعض» الذي لو لا أنه كان لا يستريب في كذب بعض تلك الروايات لذكرها كلّها؛ إذ لا يسوغ لمن جمع روايات في فضائل شخصية فضلي أن يقتصر علي بعض ما يراه صحيحا منها ثمّ يترك أمثالها؛ خشية إملال القارئ أو اكتفاء بما جمع منها، و من ذا يملّ قراءة الصحيح من الروايات عن الزهراء و آل بيتها الأطهار رضوان اللّه عليهم؟.
و لا أزال أتعجب من إخراج الحاكم لأحد كبار الرافضة الأخباث الأنجاس الذين كانوا يضعون الأحاديث في مثالب الصحابة رضوان اللّه تعالي عليهم أجمعين بداية من الصديق أبي بكر، و الفاروق عمر، و ذي النورين عثمان؛ و انتهاء بالصديقة عائشة، و ابنة الفاروق: حفصة رضي اللّه عن صحابة رسول اللّه - عليه الصلاة و السلام - أجمعين!.
هذا الرافضي الوضاع الكذاب هو أبو بكر بن أبي دارم؛ له ترجمة مخزية في كتب الرجال! قال الحاكم: هو رافضي، غير ثقة.
ص: 9
و قال محمّد بن حمّاد الحافظ: كان مستقيم الأمر عامّة دهره، ثمّ في آخر أيّامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته و رجل يقرأ عليه أنّ عمر رفس فاطمة حتّي أسقطت محسّنا!
و في خبر آخر قوله تعالي: وَ جاءَ فِرْعَوْنُ [الحاقة: 9]: عمر، وَ مَنْ قَبْلَهُ : أبو بكر، وَ الْمُؤْتَفِكاتُ : عائشة، و حفصة.
فوافقته و تركت حديثه.
قلت - القائل هو الإمام الذهبي -: شيخ ضالّ معثّر. «سير أعلام النبلاء» (ج 15 /ص 579).
و قال في «تذكرة الحفاظ» (ج 3 /ص 884): «جمع في الحط علي الصحابة، و كان يترفض، و قد اتهم في الحديث. توفي في المحرم سنة اثنتين و خمسين، و قيل: سنة إحدي و خمسين و ثلاث مائة، و كان موصوفا بالحفظ، له ترجمة سيئة في «الميزان» ذكرنا فيها ما حدّث به من الإفك المبين لا رعاه اللّه!».
و قال في «الميزان» (ج 1 /ص 139): «أحمد بن محمد بن السري بن يحيي بن أبي دارم المحدث. أبو بكر الكوفي الرافضي الكذاب. مات في أول سنة سبع و خمسين و ثلاثمائة.
و قيل: إنه لحق إبراهيم القصار.
حدث عن أحمد بن موسي و الحمار و موسي بن هارون و عدة.
روي عنه الحاكم، و قال: رافضي، غير ثقة.
و قال محمد بن أحمد بن حماد الكوفي الحافظ - بعد أن أرخ موته: «كان مستقيم الأمر عامة دهره، ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب، حضرته و رجل يقرأ عليه:
إن عمر رفس فاطمة حتي أسقطت بمحسن.
و في خبر آخر: في قوله تعالي: وَ جاءَ فِرْعَوْنُ : عمر، وَ مَنْ قَبْلَهُ أبو بكر، وَ الْمُؤْتَفِكاتُ :
عائشة و حفصة»!! فوافقته علي ذلك، ثم إنه حين أذن الناس بهذا الأذان المحدث وضع حديثا متنه: «تخرج نار من قعر عدن تلتقط مبغضي آل محمد»، و وافقته عليه!.
و جاءني ابن سعيد في أمر هذا الحديث، فسألني، فكبر عليه، و أكثر الذكر له بكل قبيح، و تركت حديثه، و أخرجت عن يدي ما كتبته عنه.
و يحتجون به في الأذان. زعم أنه سمع
ص: 10
عياش، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي محذورة، قال: كنت غلاما، فقال النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم:
«اجعل في آخر أذانك: حي علي خير العمل».
و هذا حدثنا به جماعة عن الحضرمي، عن يحيي الحماني. و إنما هو: «اجعل في آخر أذانك: الصلاة خير من النوم». تركته و لم أحضر جنازته». انتهي.
فعن مثل هذا الرافضي الكذاب: كيف يروي الحاكم في «فضائل الزهراء»!! فلا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم.
ما قيل في تشيعه: تكلم التاج السبكي علي ذلك في ترجمته للحاكم حين ترجم له في طبقاته و جعل لذلك فصلا عنون له بقوله: «ذكر البحث عما رمي به الحاكم من التشيع، و ما زادت أعداؤه و نقصت أوداؤه رحمه اللّه تعالي و النصفة بين الفئتين».
قلت: و الحقّ أنّ فيما ذكره - أعني السبكي - ما يقبل؛ و ما يبقي رأيا لمنظوره «الأشعري» الذي لا يكاد يفارقه!
قال السبكي: «أول ما ينبغي لك أيها المنصف إذا سمعت الطعن في رجل أن تبحث عن خلطائه و الذين عنهم أخذ ما ينتحل، و عن مرباه و سبيله، ثمّ تنظر كلام أهل بلده و عشيرته من معاصريه العارفين به بعد البحث عن الصديق منهم له و العدوّ الخالي عن الميل إلي إحدي الجهتين و ذلك قليل في المتعاصرين المجتمعين في بلد.
و قد رمي هذا الإمام الجليل بالتشيع و قيل: إنّه يذهب إلي تقديم عليّ من غير أن يطعن في واحد من الصحابة رضي اللّه عنهم؛ فنظرنا فإذا الرجل: محدث لا يختلف في ذلك. و هذه العقيدة تبعد علي محدّث؛ فإن التشيع فيهم نادر، و إن وجد في أفراد قليلين.
ثم نظرنا مشايخه الذين أخذ عنهم العلم؛ و كانت له بهم خصوصية فوجدناهم من كبار أهل السنة و من المتصلبة في عقيدة أبي الحسن الأشعري كالشيخ أبي بكر بن إسحاق الصبغي، و الأستاذ أبي بكر بن فورك، و الأستاذ أبي سهل الصعلوكي، و أمثالهم. و هؤلاء هم الذين كان يجالسهم في البحث، و يتكلم معهم في أصول الديانات، و ما يجري مجراها.
ثم نظرنا تراجم أهل السنة في «تاريخه»؛ فوجدناه يعطيهم حقهم من الإعظام و الثناء مع ما ينتحلون؛ و إذا شئت فانظر ترجمة أبي سهل الصعلوكي، و أبي بكر بن إسحاق، و غيرهما من «كتابه» و لا يظهر عليه شيء من الغمز علي عقائدهم. و قد استقريت فلم أجد
ص: 11
مؤرخا ينتحل عقيدة، و يخلو كتابه عن الغمز ممن يحيد عنها: سنّة اللّه في المؤرخين، و عادته في النقلة، و لا حول و لا قوة إلا بحبله المتين.
ثم رأينا الحافظ الثبت: أبا القاسم بن عساكر أثبته في عداد الأشعريين الذين يبدّعون أهل التشيع، و يبرءون إلي اللّه منهم؛ فحصل لنا الريب فيما رمي به هذا الرجل علي الجملة.
ثم نظرنا تفاصيله: فوجدنا الطاعنين يذكرون أن محمد بن طاهر المقدسي ذكر أنّه سأل أبا إسماعيل عبد اللّه بن محمد الأنصاري عن الحاكم أبي عبد اللّه؛ فقال: «ثقة في الحديث رافضي خبيث» (!)، و أن ابن طاهر هذا قال: «إنّه كان شديد التعصب للشيعة في الباطن، و كان يظهر التسنّن في التقديم و الخلافة، و كان منحرفا غاليا عن معاوية، و أهل بيته يتظاهر به، و لا يعتذر منه» (!).
فسمعت أبا الفتح ابن سمكويه بهراة يقول: سمعت عبد الواحد المليحي يقول:
سمعت أبا عبد الرحمن السلمي يقول: دخلت علي أبي عبد اللّه الحاكم - و هو في داره لا يمكنه الخروج إلي المسجد من أصحاب أبي عبد اللّه بن كرام - و ذلك أنهم كسروا منبره و منعوه من الخروج فقلت له: «لو خرجت و أمليت في فضائل هذا الرجل حديثا لاسترحت من هذه الفتنة».
فقال: «لا يجيء من قلبي - يعني معاوية -».
و إنّه قال أيضا: سمعت أبا محمد بن السمرقندي يقول: بلغني أن «مستدرك الحاكم» ذكر بين يدي الدّارقطني؛ فقال: نعم يستدرك عليهما «حديث الطير»(1)؛ فبلغ ذلك:
ص: 12
ص: 13
الحاكم؛ فأخرج الحديث من الكتاب(1).
هذا ما يذكره الطاعنون و قد استخرت اللّه كثيرا، و استهديته التوفيق و قطعت القول:
بأنّ كلام أبي إسماعيل، و ابن الطاهر لا يجوز قبوله في حق هذا الإمام؛ لما بينهم من مخالفة العقيدة؛ و ما يرميان به من التجسيم أشهر مما يرمي به الحاكم من الرفض! و لا يغرنّك قول).
ص: 14
أبي إسماعيل - قبل الطعن فيه - أنّه: ثقة في الحديث؛ فمثل هذا الثناء يقدّمه من يريد الإزراء بالكبار قبل الإزراء عليهم؛ ليوهم البراءة من الغرض؛ و ليس الأمر كذلك(1).
و الغالب علي ظني أن ما عزي إلي أبي عبد الرحمن السّلمي كذب عليه؛ و لم يبلغنا أن الحاكم ينال من معاوية؛ و لا يظن ذلك فيه. و غاية ما قيل فيه: الإفراط في ولاء عليّ رضي اللّه عنه، و مقام الحاكم - عندنا - أجلّ من ذلك.
و أمّا ابن كرّام: فكان داعية إلي التجسيم؛ لا ينكر أحد ذلك. ثمّ إن هذه حكاية لا يحكيها إلا هذا الذي يخالف الحاكم في المعتقد؛ فكيف يسع المرء - بين يدي اللّه تعالي - أن يقبل قوله فيها، أو يعتمد علي نقله؟! ثمّ أنّي له اطلاع علي باطن الحاكم؛ حتّي يقضي بأنه كان يتعصب للشيعة باطنا.
و أما ما رواه الرواة عن الدّارقطني - إن صح - فليس فيه ما يرمي به الحاكم؛ بل غايته أنّه استقبح منه ذكر «حديث الطير» في «المستدرك» و ليس هو بصحيح فهو يكثر من الأحاديث التي أخرجها في «المستدرك» و استدركت عليه.
ثم قول ابن طاهر: إن الحاكم أخرج «حديث الطير» من «المستدرك» فيه وقفة؛ فإن «حديث الطير» موجود في «المستدرك» إلي الآن؛ و ليته أخرجه منه؛ فإن إدخاله فيه من الأوهام التي تستقبح ثم لو دلّت كلمة الدّارقطني علي وضع من الحاكم؛ لم يعتدّ بها؛ لماا!
ص: 15
ذكر الخطيب في «تاريخه»(1) من أن الأزهري حدثه أن الحاكم ورد بغداد قديما فقال: ذكر لي أن حافظكم - يعني الدّارقطني - خرّج لشيخ واحد خمسمائة جزء؛ فأروني بعضها! فحمل إليه منها؛ و ذلك مما خرّجه لأبي إسحاق الطبري، فنظر في أول «الجزء الأول» حديثا لعطية العوفي؛ فقال: استفتح بشيخ ضعيف؛ ثمّ رمي الجزء من يده، و لم ينظر في الباقي!
فهذه كلمة من الحاكم في الدّارقطني تقابل كلمة الدّارقطني فيه، و ليس علي واحد منها فضاحة؛ غير أنّه يؤخذ منهما: أنّه قد يكون بينهما ما قد يكون بين الأقران.
و قد قدمنا في الطبقة الأولي في ترجمة أحمد بن صالح أن كلام النظير في النظير - عند ذلك - غير مقبول و لا يوجب طعنا علي القائل، و لا المقول فيه، و حققنا في ذلك جملة صالحة، و ذلك كله بتقدير ثبوت الحكاية، و أن فيها تعريضا من الدّارقطني بغمز الحاكم بسوء العقيدة، و لا يسلّم واحد من الأمرين؛ و إنما فيها عندنا الغمز من كتاب «المستدرك»؛ لما فيه مما يستدرك! و هو غمز صحيح.
ثم قال ابن طاهر: و سمعت المظفر بن حمزة بجرجان يقول: سمعت أبا سعد الماليني يقول: طالعت «المستدرك» فلم أجد فيه حديثا علي شرط الشيخين.
قلت: ليس في هذا تعرض للتشيع بنفي و لا إثبات؛ ثمّ هو غير مسلم!
قال شيخنا الذهبي: بل هو غلوّ، و إسراف من الماليني؛ ففي «المستدرك» جملة وافرة علي شرطهما، و جملة كبيرة علي شرط أحدهما.
قال شيخنا الذهبي: لعل مجموع ذلك نحو نصف الكتاب. قال: و فيه نحو الربع:
صح سنده؛ و إن كان فيه علة. قال: و ما بقي - و هو نحو الربع - فهو: مناكير و واهيات لا تصح، و في بعض ذلك موضوعات. ثمّ ذكر ابن طاهر أنّه رأي بخط الحاكم «حديث الطير» في جزء ضخم جمعه، و قال: و قد كتبته للتعجب!
قلنا: و غاية جمع هذا الحديث، أن يدل علي أن الحاكم يحكم بصحته؛ و لو لا ذلك لما أودعه «المستدرك»، و لا يدل ذلك منه علي تقديم عليّ رضي اللّه عنه علي شيخ المهاجرين و الأنصار: أبي بكر الصديق رضي اللّه عنه؛ إذ له معارض أقوي لا يقدر علي دفعه. و كيف يظن).
ص: 16
بالحاكم - مع سعة حفظه - تقديم عليّ؟! و من قدمه علي أبي بكر فقد طعن علي المهاجرين و الأنصار؛ فمعاذ اللّه أن يظن ذلك بالحاكم.
ثمّ ينبغي أن يتعجب من ابن طاهر في كتابته هذا الجزء - مع اعتقاده بطلان الحديث - و مع أن كتابته سبب شياع هذا الخبر الباطل؛ و اغترار الجهال به: أكثر مما يتعجب من الحاكم ممن يخرجه، و هو يعتقد صحته!
و حكي شيخنا الذهبي كلام ابن طاهر و ذيّل عليه أن للحاكم «جزءا في فضائل فاطمة»؛ و هذا لا يلزم منه رفض و لا تشيع، و من ذا الذي ينكر فضائلها رضي اللّه عنها؟!
فإن قلت: فهل ينكر أن يكون عند الحاكم شيء من التشيع؟
قلت: الآن حصحص الحق؛ و الحق أحق أن يتبع.
و سلوك طريق الإنصاف أجدر بذوي العقل من ركوب طريق الاعتساف.
فأقول: لو انفرد ما حكيته عن أبي إسماعيل، و عن ابن طاهر؛ لقطعت بأن نسبة التشيع إليه كذب عليه؛ و لكني رأيت الخطيب أبا بكر رحمه اللّه تعالي قال فيما أخبرني به محمد بن إسماعيل المسند إذنا خاصّا و الحافظ أبو الحجاج المزي إجازة قالا: أخبرنا مسلم بن محمد بن علان قال الأول: إجازة، و قال الثاني: سماعا: أخبرنا أبو اليمن الكندي، أخبرنا أبو منصور القزاز، أخبرنا أبو بكر الخطيب، قال: أبو عبد اللّه بن البيع الحاكم كان ثقة أول سماعه في سنة ثلاثين و ثلاثمائة، و كان يميل إلي التشيع؛ فحدثني إبراهيم بن محمد الأرموي بنيسابور و كان صالحا عالما قال: جمع أبو عبد اللّه الحاكم أحاديث و زعم أنّها صحاح علي شرط البخاري و مسلم منها «حديث الطير»، و «من كنت مولاه فعلي مولاه» فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك، و لم يلتفتوا إلي قوله. انتهي.
قلت: و الخطيب ثقة ضابط؛ فتأملت - مع ما في النفس من الحاكم - من تخريجه «حديث الطير» في «المستدرك» - و إن كان خرّج أشياء غير موضوعة لا تعلق لها بتشيع و لا غيره - فأوقع اللّه في نفسي أن الرجل كان عنده ميل إلي عليّ رضي اللّه عنه: يزيد علي الميل الذي يطلب شرعا؛ و لا أقول: إنّه ينتهي به إلي أن يضع من أبي بكر و عمر و عثمان رضي اللّه عنهم، و لا أنّه يفضل عليّا علي الشيخين؛ بل أستبعد أن يفضله علي عثمان رضي اللّه عنهما؛ فإني رأيته في كتابه الأربعين عقد بابا لتفضيل أبي بكر و عمر و عثمان، و اختصهم من بين الصحابة، و قدم في
ص: 17
«المستدرك» ذكر عثمان علي عليّ: رضي اللّه عنهما، و روي فيه من حديث: أحمد بن أخي ابن وهب، حدثنا عمي، حدثنا يحيي بن أيوب، حدثنا هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
أول حجر حمله النّبيّ صلّي اللّه عليه و سلّم لبناء المسجد، ثمّ حمل أبو بكر، ثمّ حمل عمر حجرا، ثمّ حمل عثمان حجرا.
فقلت: يا رسول اللّه! أ لا تري إلي هؤلاء كيف يسعدونك، فقال: «يا عائشة هؤلاء الخلفاء من بعدي»(1).
قال الحاكم: (علي شرطهما، و إنما اشتهر من رواية محمد بن الفضل بن عطية فلذلك هجر).
قلت: و قد حكم شيخنا الذهبي في كتابه «تلخيص المستدرك» بأن هذا الحديث لا يصح؛ لأن عائشة لم يكن النّبيّ صلّي اللّه عليه و سلّم دخل بها إذ ذاك!
قال: و أحمد: منكر الحديث؛ و إن كان مسلم خرّج له في «الصحيح»، و يحيي: و إن كان ثقة: فيه ضعف.
قلت: فمن يخرّج هذا الحديث الذي يكاد يكون نصّا في خلافة الثلاثة مع ما في إخراجه من الاعتراض عليه: يظنّ به الرّفض؟!
و خرّج أيضا في فضائل عثمان حديث: (لينهض كلّ رجل منكم إلي كفئه. فنهض النّبيّ صلّي اللّه عليه و سلّم إلي عثمان، و قال: أنت وليي في الدنيا و الآخرة)(2).
و صححه مع أن في سنده مقالات!
و أخرج غير ذلك من الأحاديث الدالة علي أفضلية عثمان؛ مع ما في بعضها من الاستدراك عليه، و ذكر فضائل طلحة، و الزبير، و عبد اللّه بن عمرو بن العاص؛ فقد غلب علي الظن أنّه ليس فيه - و للّه الحمد - شيء مما يستنكر عليه: إفراط في ميل لا ينتهي إلي بدعة.
و أنا أجوّز أن يكون الخطيب إنما يعني بالميل: إلي ذلك؛ و لذلك حكم بأن الحاكم: ثقة،ت.
ص: 18
و لو كان يعتقد فيه رفضا لجرحه به؛ لا سيما علي مذهب من يري رد رواية المبتدع مطلقا، فكلام الخطيب عندنا يقرب من الصواب.
و أما قول من قال: إنّه رافضي خبيث، و من قال: إنّه شديد التعصب للشيعة؛ فلا يعبأ بهما كما عرفناك. هذا ما ظهر لي، و اللّه أعلم.
و حكي شيخنا الذهبي أن الحاكم سئل عن «حديث الطير» فقال: لا يصح؛ و لو صح لما كان أحد أفضل من عليّ بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلّم ثمّ قال شيخنا: و هذه الحكاية سندها صحيح؛ فما باله أخرج «حديث الطير» في «المستدرك»؟! ثمّ قال: فلعله تغير رأيه.
قلت: و كلام شيخنا حق، و إدخاله «حديث الطير» في «المستدرك»: مستدرك!
و قد جوّزت أن يكون زيد في كتابه، و أ لا يكون هو أخرجه، و بحثت عن نسخ قديمة من «المستدرك» فلم أجد ما ينشرح الصدر لعدمه، و تذكرت قول الدّارقطني: إنّه يستدرك «حديث الطير»، فغلب علي ظني أنّه لم يوضع عليه.
ثمّ تأملت قول من قال: إنّه أخرجه من الكتاب، فجوزت أن يكون خرّجه، ثمّ أخرجه من الكتاب، و بقي في بعض النسخ؛ فإن ثبت هذا صحت الحكايات، و يكون خرّجه في الكتاب قبل أن يظهر له بطلانه؛ ثمّ أخرجه منه لاعتقاده عدم صحته، كما في هذه الحكاية التي صحح الذهبي سندها؛ و لكنه بقي في بعض النسخ: إما لانتشار النسخ بالكتاب أو لإدخال بعض الطاعنين إياه فيه: فكل هذا جائز، و العلم عند اللّه تعالي.
و أما الحكم علي «حديث الطير» بالوضع؛ فغير جيد. و رأيت لصاحبنا الحافظ: صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي عليه كلاما قال فيه - بعد ما ذكر تخريج الترمذي له، و كذلك النسائي في «خصائص علي» رضي اللّه عنه -: (إن الحق في الحديث: أنه ربما ينتهي إلي درجة الحسن أو يكون ضعيفا يحتمل ضعفه).
قال: (فأما كونه ينتهي إلي أنه موضوع من جميع طرقه؛ فلا).
قال: (و قد خرّجه الحاكم من رواية: محمد بن أحمد بن عياض قال: حدثنا أبي حدثنا يحيي بن حسان، عن سليمان بن بلال، عن يحيي بن سعيد، عن أنس رضي اللّه تعالي عنه.
قال: و رجال هذا السند كلهم ثقاة معروفون، سوي أحمد بن عياض، فلم أر من ذكره بتوثيق و لا جرح.
ص: 19
و يقرب من «حديث الطير» حديث: «علي خير البشر من أبي فقد كفر»(1): أخرجه الحاكم أيضا فقال: حدثنا عبد اللّه بن محمد أبو عبد اللّه الهاشمي قال: قلت للحر بن سعيد النخعي: أحدثك شريك؟ قال: «حدثني شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: قال رسول اللّه». و هو مما ينكر علي الحاكم إخراجه. و قد رواه الخطيب أبو بكر من وجه آخر؛ فقال: أخبرنا الحسن بن أبي طالب حدثنا محمد بن إسحاق القطيعي حدثني أبو محمد الحسن بن محمد بن يحيي صاحب كتاب «النسب» حدثنا إسحاق بن إبراهيم حدثنا عبد الرزاق حدثنا الثوري عن محمد بن المنكدر عن جابر عن النبي بلفظه؛ إلا أن الخطيب تعقبه بقوله: «هذا حديث منكر؛ ما رواه سوي العلوي بهذا الإسناد، و ليس بثابت».
و لم يعجب شيخنا الذهبي اقتصار الخطيب علي هذه العبارة، و قال: ينبغي أن يأتي بأبلغ منها؛ مما يدل علي أن هذا: حديث جلي البطلان!
و أخرج الحاكم أيضا: حديث محمد بن دينار - من أهل الساحل - في شأن «تزوج علي بفاطمة» رضي اللّه عنها: أخرجه بطوله ساكتا؛ و هو موضوع، و لعل واضعه: محمد بن دينار؛ فإنه الذي يقال له: العرقي: لا يعرف)(2).
ص: 20
قال الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (ج 1 /ص 1039-1045): الحاكم الحافظ الكبير: إمام المحدثين أبو عبد اللّه محمد بن عبد اللّه بن محمد بن حمدوية بن نعيم الضبي الطهماني النيسابوري المعروف بابن البيّع صاحب التصانيف، ولد سنة إحدي و عشرين و ثلاثمائة في ربيع الأول.
طلب الحديث من الصغر باعتناء أبيه، و خاله؛ فسمع سنة ثلاثين، و رحل إلي العراق، و هو ابن عشرين، و حج، ثم جال في خراسان، و ما وراء النهر، و سمع بالبلاد من ألفي شيخ أو نحو ذلك، و قد رأي أبوه مسلما.
روي عن أبيه، و محمد بن علي بن عمر المذكر، و أبي العباس الأصم، و أبي جعفر محمد بن صالح بن هانئ، و محمد بن عبد اللّه الصفار، و أبي عبد اللّه بن الأخرم، و أبي العباس بن محبوب و أبي حامد بن حسنويه، و الحسن بن يعقوب البخاري، و أبي النضر محمد بن محمد بن يوسف، و أبي الوليد حسان بن محمد و أبي عمرو بن السماك، و أبي بكر النجاد، و أبي محمد بن درستويه، و أبي سهل بن زياد، و عبد الرحمن بن حمدان الجلاب، و علي بن محمد بن عقبة الشيباني، و أبي علي الحافظ، و انتفع بصحبته، و ما زال يسمع حتي سمع من أصحابه.
حدّث عنه: الدّارقطني، و أبو الفتح بن أبي الفوارس، و أبو العلاء الواسطي، و محمد بن أحمد بن يعقوب، و أبو ذر الهروي، و أبو يعلي الخليلي، و أبو بكر البيهقي، و أبو القاسم القشيري و أبو صالح المؤذن، و الزكي عبد الحميد البحيري، و عثمان بن محمد المحمي، و أبو بكر أحمد بن علي بن خلف الشيرازي، و خلائق، و قد قرأ القراءات علي ابن الإمام، و محمد بن أبي منصور الصرام، و أبي علي بن النقار الكوفي، و أبي عيسي بكار البغدادي.
-
ص: 21
و قرأ المذهب علي ابن أبي هريرة، و أبي سهل الصعلوكي، و أبي الوليد حسان بن محمد، و كان يذاكر الجعابي، و الدّارقطني، و نحو هما.
و قد سمع منه من شيوخه: أحمد بن أبي عثمان الحيري، و أبو إسحاق المزكي.
و أعجب ما رأيت أنّ أبا عمر الطّلمنكي - و سيأتي في هذه الطبقة - قد كتب في «علوم الحديث» للحاكم: ابن البيع في سنة تسع و ثمانين و ثلاثمائة عن شيخ له عن آخر عن الحاكم!
أخبرنا أبو الفضل بن تاج الأمناء، أنبأنا أبو المظفر ابن السمعاني، أنا الحسين بن علي الشحامي، و عبد اللّه بن محمد الصاعدي، قالا: أنا أبو الفضل محمد بن عبيد اللّه الزاهد، أنا محمد بن عبد اللّه الحافظ، أنا أبو العباس محمد بن يعقوب، نا الحسن بن علي بن عفان، أنا أبو أسامة، عن الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق قال: سألت عائشة: «أ كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم يصلي الضحي؟ قالت: «لا إلا أن يقدم من مغيبه» أخرجه مسلم(1) عن يحيي، عن يزيد بن زريع، عن الجريري. و رواه أيضا(2): من طريق كهمس، عن عبد اللّه بن شقيق.
قرأت علي الحسن بن علي الأمين، أخبركم: جعفر الهمداني، أنا السّلفي: سمعت إسماعيل بن عبد الجبار بقزوين، قال سمعت الخليل بن عبد اللّه الحافظ يقول: فذكر الحاكم، و قال: له رحلتان إلي العراق و الحج، ناظر الدّارقطني؛ فرضيه، و هو ثقة واسع العلم، بلغت تصانيفه قريبا من خمسمائة جزء إلي أن قال: و توفي سنة ثلاث و أربعمائة.
قلت: هذا وهم في وفاته.
ثم قال: سألني في اليوم الثاني؛ لما دخلت عليه، و يقرأ عليه في «فوائد العراقيين»:
سفيان الثوري، عن أبي سلمة، عن الزهري، عن سهل بن سعد: «حديث الاستئذان»(3)،
-ك.
ص: 22
فقال: من أبو سلمة؟
قلت: هو المغيرة بن مسلم السراج.
قال: و كيف يروي المغيرة عن الزهري؟
فبقيت.
ثم قال: قد أمهلتك أسبوعا.
قال: فتفكرت ليلتي؛ فلما وقعت في «أصحاب الجزيرة» تذكرت محمد بن أبي حفصة؛ فإذا كنيته: أبو سلمة.
فلمّا أصبحت، حضرت مجلسه، و قرأت عليه نحو مائة حديث، فقال لي: هل تذكرت فيما جري؟
فقلت: نعم، هو محمد بن أبي حفصة، فتعجب، و قال: أنظرت في «حديث سفيان» لأبي عمرو البحيري؟
فقلت: لا، و ذكرت له ما أمّمت في ذلك، فتحيّر و أثني عليّ.
ثم كنت أسأله، فقال لي: إذا ذاكرت في باب لا بد من المطالعة لكبر سني، فرأيته في كل ما ألقي عليه بحرا، و قال لي: اعلم بأن خراسان، و ما وراء النهر: لكل بلد تاريخ صنفه عالم منها، و وجدت نيسابور مع كثرة العلماء بها، لم يصنفوا فيه شيئا؛ فدعاني ذلك إلي أن صنفت «تاريخ النيسابوريين» فتأملته، و لم يسبقه إلي ذلك أحد.
قال الحاكم في «علوم الحديث» في أواخره: أخبرني: خلف، نا خلف، نا خلف، نا خلف، نا خلف. فأولهم: الأمير: خلف بن أحمد السّجزي، و الثاني: أبو صالح خلف بن محمد البخاري - يعني الخيام - و الثالث: خلف بن سليمان النسفي صاحب «المسند»، و الرابع: خلف بن محمد الواسطي «كردوس»، و الخامس: خلف بن موسي بن خلف.
قال الحاكم: و قد سمعته من أبي صالح بإسناده.
-).
ص: 23
فقرأته علي أحمد بن هبة اللّه، عن عبد المعز بن محمد، زاهر بن طاهر، أنا إسحاق بن عبد الرحمن، قال: أنا الأمير: خلف بن أحمد بن محمد بن خلف، نا خلف بن محمد بن إسماعيل نا خلف بن سليمان، نا خلف بن محمد «كردوس»، نا خلف بن موسي العمّي، نا أبي، عن قتادة،
عن أنس، قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم: «كل بني آدم حسود، و بعض يتكلم بلسانه أو يعمل باليد». «هذا حديث غريب منكر»(1).
قال الخطيب أبو بكر: «أبو عبد اللّه الحاكم كان ثقة، كان يميل إلي التشيع، فحدثني إبراهيم بن محمد الأرموي - و كان صالحا عالما - قال: «جمع الحاكم أحاديث، و زعم أنها صحاح علي شرط البخاري، و مسلم؛ منها: «حديث الطير»، و «من كنت مولاه فعلي مولاه»؛ فأنكرها عليه أصحاب الحديث؛ فلم يلتفتوا إلي قوله».
قال الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ: سمعت أبا عبد الرحمن الشاذياخي الحاكم يقول: «كنا في مجلس السيد أبي الحسن؛ فسئل أبو عبد اللّه الحاكم عن «حديث الطير» فقال: «لا يصح؛ و لو صح: لما كان أحد أفضل من علي رضي اللّه عنه بعد النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم».
قلت: ثم تغير رأي الحاكم، و أخرج «حديث الطير» في «مستدركه»، و لا ريب أن في «المستدرك» أحاديث كثيرة ليست علي شرط الصحة؛ بل فيه أحاديث موضوعة شان «المستدرك» بإخراجها فيه.
و أما: «حديث الطير»؛ فله طرق كثيرة جدّا، قد أفردتها بمصنف، و مجموعها يوجب أن يكون الحديث له أصل(2).».
ص: 24
و أما حديث: «من كنت مولاه»(1): فله طرق جيدة، و قد أفردت ذلك أيضا.
قال عبد الغافر بن إسماعيل: «أبو عبد اللّه الحاكم: هو إمام أهل الحديث في عصره:
العارف به حقّ معرفته، يقال له: «الضبي»؛ لأنّ جدته هي: سبطة عيسي بن عبد الرحمن الضبي، و والدة عيسي هذا هي: منوية بنت إبراهيم بن طهمان الفقيه، و بيته بيت الصلاح، و الورع، و التأذين في الإسلام.
لقي أبا عبد اللّه الثقفي، و أبا محمد بن الشرقي، و لم يسمع منهما، و سمع من أبي طاهر المحمدآباذي، و أبي بكر بن القطان و لم يقع بمسموعه منهما، و تصانيفه المشهورة تطفح بذكر شيوخه، و قرأ علي قرّاء زمانه، و تفقه علي أبي الوليد، و أبي سهل الأستاذ، و اختص بصحبة إمام وقته: أبي بكر الصبغي، فكان يراجعه في السؤال، و الجرح، و التعديل، و العلل، و ذاكر مثل: الجعابي، و أبي علي الماسرجسي، و اتفق له من التصانيف ما لعله يبلغ قريبا من ألف جزء من «تخريج الصحيحين»، و «العلل»، و «التراجم»، و «الأبواب»، و «الشيوخ»، ثم «المجموعات» مثل: «معرفة علوم الحديث»، و «مستدرك الصحيحين»، و «تاريخ نيسابور»، و «كتاب مزكي الأخبار»، و «المدخل إلي علم الصحيح»، و «كتاب الإكليل»، و «فضائل الشافعي»، و غير ذلك، و لقد سمعت مشايخنا يذكرون أيامه، و يحكون أن مقدّمي عصره مثل: الصعلوكي، و الإمام ابن فورك، و سائر الأئمة، يقدمونه علي أنفسهم، و يراعون حق فضله، و يعرفون له الحرمة الأكيدة، ثم أطنب في تعظيمه، و قال: «هذه جمل يسيرة، و هو غيض من فيض سيره، و أحواله، و من تأمّل كلامه في تصانيفه، و تصرفه في أماليه، و نظره في طرق الحديث أذعن بفضله، و اعترف له بالمزية علي من تقدّمه، و إتعابه من بعده، و تعجيزه اللاحقين عن بلوغ شأوه، عاش حميدا، و لم يخلّف في وقته مثله» قال الحافظ أبو حازم العبدوي: «سمعت الحاكم يقول - و كان إمام أهل الحديث في عصره -: «شربت ماء زمزم، و سألت اللّه أن يرزقني حسن التصنيف».).
ص: 25
قال أبو عبد الرحمن السلمي: «سألت الدّارقطني: أيهما أفضل: ابن منده أو ابن البيّع؟ فقال: «ابن البيع أتقن حفظا».
أبو صالح المؤذن: أنا مسعود بن علي السجزي، نا أبو بكر بن فورك، نا محمد بن أحمد بن جعفر البحيري الحافظ، أنا أحمد بن محمد بن الفضل بن مطرف الكرابيسي - سنة سبع و أربعين و ثلاثمائة - نا محمد بن عبد اللّه بن حمدوية الحافظ، نا النجاد، نا محمد بن عثمان، نا الحماني، نا سعير بن الخمس، عن عبيد اللّه، عن القاسم، عن عائشة،
عن النبي صلّي اللّه عليه و آله و سلّم، قال: «إن بلالا يؤذن بليل..»(1) الحديث.
ثم قال السّجزي: و أخبرناه: الحاكم فذكره.
أبو موسي المديني الحافظ: أنا هبة اللّه بن عبد اللّه، نا أبو بكر الخطيب، نا الأزهري، نا الدّارقطني، حدثني محمد بن عبد اللّه بن محمد النيسابوري، نا محمد بن جعفر النسوي، نا الخليل بن محمد النسوي، نا خداش بن مخلد، نا يعيش بن هشام، نا مالك، عن الزهري، عن أنس مرفوعا: «ما أحسن الهدية أمام الحاجة»(2): «هذا باطل»؛ و إنما رواه:
الموقري: الواهي، عن الزهري مرسلا.».
ص: 26
سمعت أبا الحسين اليونيني، أنا أبو محمد عبد العظيم الحافظ، سمعت علي بن المفضل الحافظ، سمعت أحمد بن محمد الحافظ، سمعت محمد بن طاهر الحافظ، سمعت سعد بن علي الزنجاني الحافظ بمكة، و قلت له: أربعة من الحفاظ تعاصروا: أيهم أحفظ؟ قال: من؟
قلت: الدّارقطني ببغداد، و عبد الغني بمصر، و ابن مندة بأصبهان، و الحاكم بنيسابور؟
فسكت؛ فألححت عليه، فقال: «أما الدّارقطني: فأعلمهم بالعلل، و أما عبد الغني:
فأعلمهم بالأنساب، و أما ابن مندة: فأكثرهم حديثا، مع معرفة تامة، و أما الحاكم:
فأحسنهم تصنيفا».
قال ابن طاهر: سألت أبا إسماعيل الأنصاري عن الحاكم؟
فقال: «ثقة في الحديث، رافضي خبيث».
ثم قال ابن طاهر: «كان شديد التعصب للشيعة في الباطن، و كان يظهر التسنّن في التقديم و الخلافة، و كان منحرفا عن معاوية و آله، متظاهرا بذلك، و لا يعتذر منه».
قلت: «أما انحرافه عن خصوم علي: فظاهر، و أما أمر الشيخين: فمعظّم لهما بكل حال، فهو شيعي، لا رافضي، و ليته لم يصنف «المستدرك»؛ فإنه غضّ من فضائله بسوء تصرفه».
قال الحافظ أبو موسي: «كان الحاكم دخل الحمّام، و اغتسل و خرج، فقال: «آه»، فقبض روحه، و هو متزر، لم يلبس قميصه بعد، و صلّي عليه القاضي أبو بكر الحيري».
توفي الحاكم في صفر سنة خمس و أربعمائة، رحمه اللّه تعالي(1).).
ص: 27
من محفوظات مكتبة «ملت كتبخانة» في أنقرة بتركيا برقم (55HK 950) من الورقة (2020-182).
ص: 28
ص: 29
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمّنِ الرَّحِيمِ قال الإمام الحاكم أبو عبد اللّه، محمّد بن عبد اللّه الحافظ البيّع(1) رحمه اللّه:
بحمد اللّه أبتدي، و إيّاه أستهدي، و بتوفيقه أكتفي، و أصلّي علي محمّد النّبيّ، و آله أجمعين، كلّما ذكرهم الذّاكرون، و غفل عنهم الغافلون.
ثمّ إنّ زماننا قد خلّفنا في رعاة يتقرّب النّاس إليهم ببغض آل رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»(2)، و الوضع عنهم، فكلّ من يتوسّل إليهم فتوسّله بذكر الآل بما قد نزّههم اللّه عنه، و إنكار كلّ فضيلة تذكر من فضائلهم، و اللّه المستعان علي ذلك، و المسئول أن يصلّي علي محمّد النّبيّ و آله(3)، و أن يبدلنا بالخوارج خيرا منهم، إنّه وليّه و القادر عليه.
و ممّا حملني علي تحرير هذه الرسالة؛ أن حضرت مجلسا حضره أعيان الفقهاء و القضاة و الأمناء من المزكّين و غيرهم، و جري بحضرتهم ذكر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه، فانتدب له عين من أعيان الفقهاء فقال: كان عليّ لا يحفظ القرآن!!(4) و هذا الشّعبيّ قد نصّ عليه، فقلت: أو غير هذا؛ فإنّ الصحابة الذين هم أعلم بذلك من الشّعبيّ، قد شهدوا له بحفظ القرآن، و هذا أبو عبد الرحمن عبد اللّه بن حبيب السّلميّ، سيّد القرّاء من التابعين قرأ عليه، و له عنه حرف مجرّد، و هو أحد الرواة عن عاصم بن بهدلة. قال:
الشّعبيّ أعرف به من غيره. فقلت: إنّ الشّعبيّ لم يسمع منه؛ إنّما رآه رؤية(5)، ثمّ ظهر ميله).
ص: 30
إلي أعدائه؛ طمعا في الدنيا(1). فما زاده كلّ ما ذكرته من ذلك إلا تماديا في الباطل.
ثمّ جري في المجلس ذكر بنات النّبيّ صلّي اللّه عليه و آله و سلّم؛ زينب، و رقيّة، و أمّ كلثوم، فقال بعضهم:
إنّ الرّواة لينكرون أنّهنّ بنات خديجة من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم.
فقلت: هنّ بناتها منه، إلا أنّ ذكر فاطمة رضي اللّه عنها في الأخبار أشهر، و فضائلها في الروايات أكثر.
فانتدب بعض من اختلف إليّ قديما، و طالت ملازمته لي للتقرّب بالنّصب إلي بعض الحاضرين بأن قال: هذا محمّد بن إسماعيل البخاريّ، قد روي في «الجامع الصحيح» حديثا لعروة بن الزّبير، عن أسامة بن زيد أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم قال: «خير بناتي زينب».
فقلت: هذا الحديث في أيّ موضع من «الجامع» ذكره البخاريّ؟
فقال: في كتاب الفضائل.
فقلت بحضرة الجماعة: أ لا تعلم أنّي جمعت هذا الكتاب أربع مرّات، صنّفته أولا علي الرجال من الصحابة، ثمّ نقلت الرّقاع، ثمّ هذّبته علي الرجال، ثمّ رتّبته و أمليته عليك، و كتبت بإملائي؟
قال: نعم.
قلت: فو اللّه ما مرّ بي هذا الحديث في الكتاب قطّ.
فقال الصّدر - المتقرّب إليه بذلك - للذي ذكر هذا الخبر: جزاك اللّه عنّا خيرا، فالآن ظهر لي و صحّ عندي أنّك سنّيّ، متعصّب للسّنّة.
فقمت إلي بيت الكتب، و أخرجت كتاب «الفضائل» من «الجامع»، فلم أجد فيه من فضائل النساء غير خديجة، و فاطمة، و عائشة، رضي اللّه عنهنّ، فحملت الكتاب إلي المجلس و دفعته إلي الذي ذكر الحديث.
فقلت: هذا «الفضائل»، فاطلب فيه حديث أسامة؛ فإني قد طلبته فلم أجده.
فأخذ يتصفّح مرّة بعد أخري، ثمّ قال: لعلّه في غير «الفضائل»، فإني لا أشكّ أنّه في الكتاب؟ا.
ص: 31
فقلت: و اللّه ما خرّج البخاريّ هذا الحديث قطّ.
ثمّ إنّي بعد افتراقنا عن المجلس صلّيت صلاة المغرب، و قعدت إلي نصف الليل، ثمّ أصبحت سحرا، و قعدت إلي وقت الإقامة، و بعد انصرافي من المسجد قعدت إلي وقت صلاة العصر، حتّي نظرت في الكتاب من أوّله إلي آخره نظرا شافيا، فلم أجد للحديث فيه أثرا.
و قد كنت سألته: من كان روي عن عروة في إسناد هذا الحديث؟
فقال: من حديث الزّهريّ عن عروة.
فرجعت إلي كتاب أبي عليّ الحافظ(1) في الزّهريّ عن عروة، فلم أجده فيه، فطلبته في «مسند أسامة بن زيد» للحسن بن سفيان، فلم أجد فيه، فجلست و أنا مفكّر فيه، فذكرت أنّي جمعت في الرّقاع لكتاب «الإكليل» فضل زينب، فغدوت أطلبه، فوجدت فيه بخطّي هذا الحديث من يحيي بن أيوب، و سماعي: حدّثنا أبو الحسين عبيد اللّه بن محمّد البلخيّ ببغداذ(2)، من أصل كتابه:
حدثنا أبو إسماعيل بن محمّد إسماعيل السّلمي، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، أنبأنا يحيي بن أيوب، حدّثنا ابن الهاد، حدّثني عمر بن عبد اللّه بن عروة بن الزّبير، عن عروة بن الزّبير، عن عائشة رضي اللّه عنها، زوج النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، لمّا قدم المدينة خرجت ابنته زينب من مكة مع كنانة، أو ابن كنانة، فخرجوا في أثرها، فأدركها هبّار بن الأسود، فلم يزل يطعن بعيرها برمحه حتّي صرعها، و ألقت ما في بطنها، و أهريقت دما، فحملت، فاشتجر فيها بنو هاشم و بنو أميّة، فقالت بنو أميّة: نحن أحقّ بها، و كانت تحت ابن عمّهم ابن العاص، فكانت عند هند بنت ربيعة، و كانت تقول لها هند: هذا في سبب أبيك.
فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لزيد بن حارثة: «أ لا تنطلق فتجيء بزينب؟».
قال: «بلي يا رسول اللّه!».
قال: «خذ خاتمي فأعطها إيّاه».).
ص: 32
فانطلق مرّة، و قال مرة، فترك بعيره، فلم يزل يتلطّف حتّي لقي راعيا، فقال: «لمن ترعي؟».
قال: «لابن العاص».
قال: «فلمن هذه الغنم؟»
قال: «لزينب بنت محمّد صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم».
فسار معه شيئا، ثمّ قال له: «هل لك أن أعطيك شيئا تعطيها إيّاه، و لا تذكره لأحد؟».
قال: «نعم».
فأعطاه الخاتم، فانطلق الراعي، فأدخل غنمه، و أعطاها الخاتم، فعرفته.
فقالت: «من أعطاك هذا؟»
قال: «رجل».
قالت: «و أين تركته؟».
قال: «بمكان كذا و كذا».
قال: فسكنت، حتّي إذا كان الليل خرجت إليه، فلمّا جاءته قال لها: «اركبي» - بين يديه علي بعيره -.
قالت: «لا، و لكن اركب أنت بين يديّ»، فركب و ركبت وراءه حتّي أتت، فكان رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» يقول: «هي أفضل بناتي؛ أصيبت فيّ»(1).م.
ص: 33
فبلغ ذلك عليّ بن الحسين، فانطلق إلي عروة، فقال: «ما حديث بلغني عنك تحدّث به، تنتقص فيه حقّ فاطمة - و قال مرّة - تنتقص فاطمة؟».
فقال عروة: «و اللّه إني لا أحبّ أنّ لي ما بين المشرق و المغرب، و أني أنتقص فاطمة حقّا لها، و أما بعد ذلك فلك أن لا أحدّث به أبدا».
فلمّا وجدت هذا الحديث علمت أنّه ليس من شرط «الصحيح»؛ البخاري و لا مسلم؛ فإن يحيي بن أيوب: إذا تفرّد بشيء لا يذكر؛ و إنما ذكر في الشواهد في أحاديث معدودة(1)؛ و الإسناد عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد شاذ بمرّة، و لا أعلم في كتاب «الجامع الصحيح» للبخاري، و في «المسند الصحيح» لمسلم من حديث عمر بن عبد اللّه بن عروة، عن جده عروة بن الزّبير إلا حديثا واحدا في الشواهد، و قد اتّفقا علي إخراجه:
حدّثناه: أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّنعانيّ، حدّثنا روح بن عبادة، حدّثنا ابن جريج، حدّثنا عمر بن عبد اللّه بن عروة، قال: سمعت عروة و القاسم يحدثان عن عائشة رضي اللّه عنها أنّها قالت: (طيّبت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لحرمه حين أحرم، و لحلّه حين أحلّ قبل أن يطوف بالبيت). رواه البخاري في «الجامع الصحيح»(2) عن عثمان بن الهيثم، أو محمّد عنه، عن ابن جريج.
أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي، حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل، حدّثني أبي، حدّثنا محمّد بن بكر، أخبرنا ابن جريج، عن عمر بن عبد اللّه بن عروة، عن عروة بن الزّبير، و القاسم بن محمّد أنهما أخبراه له عن عائشة رضي اللّه عنها أنّها قالت: «طيّبت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» بيديّ هاتين لحرمه حين أحرم، و لحلّه حين أحلّ، قبل أن يطوف بالبيت»(3).
رواه مسلم في «المسند الصحيح»(4) عن محمّد بن حاتم بن ميمون، و عبد بن حميد، عن محمّد بن بكر، و ليس في الكتابين «الصحيحين» لعمر بن عبد اللّه بن عروة، عن).
ص: 34
عروة، غير هذا الواحد(1).
و أمّا حديث ابن أبي مريم، عن يحيي بن أيوب - الذي قدّمت ذكره: فإني قرأته فيما أجازه لي محمّد بن عبد اللّه الجوهري، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن يحيي، عن سعيد بن أبي مريم، بنحو من السّياقة التي رويتها عن أبي الحسن البلخي، و في آخر الحديث: قال أبو بكر محمّد بن إسحاق: هذه اللفظة «أفضل بناتي»، معناه: أي من أفضل بناتي؛ لأنّ الأخبار ثابتة صحيحة
عن النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: أنّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة، و أنّ فاطمة سيدة نساء هذه الأمّة. و كذلك ثابت
عن النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: أنّه قال لفاطمة: «إنّها سيدة نساء أهل الجنّة إلا مريم بنت عمران»(2).
و قد أمليت - في هذا الجنس - أنّ العرب تقول: «أفضل» تريد من أفضل: في كتبي ما في بعضه الغنية، و الكفاية إن شاء اللّه؛ فكيف يجوز أن يفضّل من نساء هذه الأمة علي فاطمة رضي اللّه عنها؟(3).
و قد صحّت الرواية: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» كان يقوم إليها، و يستقبلها، و يقبّل يدها كلّما دخلت عليه؛ إجلالا بذلك لأمّها خديجة، ثمّ لها.
كما حدّثناه:
أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّنعانيّ، حدثنا عثمان بن عمر، حدثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن أمّ المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها أنّها قالت: «ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما، و حديثا من فاطمة برسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و كانت إذا دخلت عليه رحّب بها، و قام إليها، فأخذ بيدها، و قبّل يدها، و أجلسها في مجلسه، و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إذا دخل عليها رحّبت، و قامت و أخذت بيده فقبّلته، فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه، فرحّب بها، و قبّلها، و أسرّ إليها فبكت، ثمّ أسرّ إليها فضحكت، فقلت: كنت أحسب لهذه المرأة فضلا، فإذا هي منهنّ، بينا هي تبكي إذ هي تضحك، فسألتها فقالت:ا!
ص: 35
إنّي إذا لبذرة(1). فلمّا توفّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، سألتها فقالت: أسرّ إليّ و أخبرني أنّه ميّت فبكيت، ثمّ أسرّ إليّ و أخبرني أنّي أوّل أهله لحوقا به». هذا حديث صحيح الإسناد علي شرط الشّيخين صاحبي «الصّحيح»، فإنّ رواته كلّهم ثقات(2)، و تفسير قولها: «إنّي إذا لبذرة» مفسّر في الصحيحين: إنّي إن أخبرت بسرّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لبذرة.
و هذا الحديث يصرّح بأنّ فاطمة كانت أعلم، و أفقه من عائشة(3)؛ إذ لم تخبر بالسّرّ في حياة من أسرّ إليها، ثمّ أخبرت بعد وفاته، و هذا فقه هذا الحديث، و قد خفي علي عائشة.
فقد بيّن الإمام أبو بكر محمّد بن إسحاق بن خزيمة معني الحديث(4)، و أشار إلي الأخبار الثابتة الصحيحة الدّالة علي أنّ فاطمة - عليها السّلام - سيدة نساء أهل الدنيا، كما هي سيدة نساء أهل الجنّة بما فيه الغنية، و الكفاية لمن تدبّره، و أنا ذاكر بمشيئة اللّه في هذا).
ص: 36
الموضع بعض ما انتهي إلينا من فضائل فاطمة الزّهراء بنت سيّد الأنبياء صلوات اللّه عليهم؛ ليعلم الشّحيح بدينه محلّها من الإسلام، فلا يقيس بها أحدا من نساء هذه الأمّة(1):
1 - أخبرنا أبو أحمد بكر بن محمّد بن حمدان الصّيرفي بمرو، حدثنا موسي بن سهل ابن كثير، حدثنا إسماعيل بن عليّة، حدثنا أيوب السّختيانيّ، عن ابن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن الزّبير: أنّ عليّا ذكر ابنة أبي جهل، فبلغ ذلك رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقال: «إنّما فاطمة بضعة منّي؛ يؤذيني ما آذاها، و ينصبني ما أنصبها»(2).
في هذا الباب: أخبار كثيرة من حديث الزّهريّ، عن عليّ بن الحسين، عن المسور بن مخرمة، و غيره من الأخبار المأثورة، خرّجت طرقها في «الرّسالة الذّابّة عن حريم رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم»(3).
* ذكر فضيلة أخري للزّهراء فاطمة بنت محمّد، و البيان أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» كان لا يسافر، و لا يرجع من سفره إلا ابتدأ بها قبل كافّة النّاس:
2 - حدّثناه: أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدثنا يحيي بن إسماعيل الواسطيّ، حدثنا محمّد بن الفضل، عن العلاء بن المسيّب، عن إبراهيم بن قعيس، عن نافع، عن ابن عمر رضي اللّه عنهما: أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «كان إذا سافر كان آخر النّاس عهدا به فاطمة، و إذا قدم من سفر كان أول النّاس عهدا به فاطمة، عليها السّلام»(4).
ص: 37
3 - أخبرنيه: الحسين بن محمّد الدّارميّ، حدثنا محمّد بن إسحاق، حدثنا أحمد بن محمّد بن المعلّي الأدميّ ببصري(1)، حدثنا يحيي بن حمّاد، حدثنا أبو عوانة، عن العلاء بن المسيّب، عن إبراهيم بن قعيس، عن نافع، عن ابن عمر: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» كان إذا سافر... الحديث. و قال في آخره: إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» دخل علي فاطمة، فقال لها: «هكذا كوني، فداك أبي و أمّي»(2).
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة الزّهراء، و البيان أنّ المنادي ينادي يوم القيامة: «غضّوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمّد صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، حتّي تجوز علي الصّراط»:
4 - حدّثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب العدل بنيسابور، و أبو بكر محمّد بن عبد اللّه بن عتّاب العبديّ، ببغداذ، و أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، قالوا: حدّثنا إبراهيم بن عبد اللّه العبسيّ، حدثنا العبّاس بن الوليد بن بكّار الضّبّيّ، عن خالد الواسطيّ،
ص: 38
عن بيان، عن الشّعبيّ، عن أبي جحيفة، عن عليّ - عليه السّلام - قال: سمعت النّبيّ صلّي اللّه عليه يقول: إذا كان يوم القيامة، نادي مناد من وراء الحجب: «يا أهل الجمع غضّوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمّد حتّي تمرّ»(1).
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة الزّهراء رضي اللّه عنها، و هي إكرام اللّه تعالي إيّاها في الحشر بما لم يذكر لأحد من جميع الخلائق:
5 - حدّثني محمّد بن أحمد بن الحسين بن مهديّ الطّوسيّ ببخاري، حدثنا عليّ بن محمّد بن مهرويه، حدثنا داود بن سليمان الغازي، حدثنا عليّ بن موسي الرضا، عن أبيه، موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن أبيه - عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ، عن عليّ - عليهم السّلام - قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «تحشر ابنتي فاطمة، و عليها حلّة الكرامة، قد عجن بماء الحيوان»(2).
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة الزّهراء رضي اللّه عنها، و البيان أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أسرّ إليها من جميع الخلائق عند خروجه من الدّنيا:
6 - أخبرنا أبو النّضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه، حدثنا أبو عليّ صالح بن محمّد بن حبيب البغداذيّ الحافظ، حدثنا سعيد بن سليمان الواسطيّ، حدثنا عبّاد بن العوام، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت: إِذا جاءَ نَصْرُ
ص: 39
اَللّهِ وَ الْفَتْحُ دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فاطمة فقال: «إنّي قد نعيت إلي نفسي»، فبكت، فقال: «لا تبكي؛ فإنك أوّل أهلي لاحق بي»، فضحكت، فرآها بعض أزواج النّبيّ - عليه السّلام -، فقلن لها: يا فاطمة: رأيناك بكيت ثمّ ضحكت، فقالت:
قال رسول اللّه - عليه السّلام -: «نعيت إليّ نفسي»، فبكيت، فقال: «لا تبكي...»، فضحكت(1).
* ذكر فضيلة أخري للبتول رضي اللّه عنها، و البيان أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أسرّ إليها قبل خروجه من الدنيا: أنّها أول أهل بيته لحوقا به:
7 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدثنا الحسن بن عليّ بن عفان العامري، حدثنا عبيد اللّه بن موسي، حدثنا شيبان عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: كنّ أزواج النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» عنده جميعا، لم تغادر منهنّ امرأة، فأقبلت فاطمة تمشي - لا و اللّه الذي لا إله إلا هو - ما تخطئ مشيتها مشية رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» - فلمّا رآها قال: «مرحبا بابنتي» مرّتين، فجلست عن يمينه أو عن يساره، فسارّها، فبكت بكاء شديدا، فقلت لها من بين نسائه: يا فاطمة؛ أخصّك رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» بين نسائه بسرّ، ثمّ أنت تبكين كما أري؟ فلمّا رأي جزعها سارّها الثانية، فإذا هي ضاحكة، فقلت: ما رأيت بكاء أقرب من الضحك من اليوم قطّ! فلمّا قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، قلت: حدّثيني يا فاطمة بما).
ص: 40
سارّك النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؟، قالت: لا و اللّه ما كنت لأفشي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» سرّه، فلمّا توفّي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قلت: يا فاطمة! عزمت عليك بما لي عليك من الحقّ إلا حدّثتيني(1) بما سارّك رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لو تعلمين؟ قالت: فأمّا الآن فنعم، أمّا المرّة الأولي فإنّه قال لي: «إنّ جبرئيل كان يعارضني القرآن في كلّ سنة مرّة، و إنّه عارضني هذا العام مرتين، و إني لا أري إلا أجلي قد اقترب، فاتّقي اللّه و اصبري، فنعم السّلف أنا لك». فجزعت، فكان البكاء لذلك، فسارّني الثانية، فقال: «أ ما ترضين أنّك تأتين سيدة نساء المسلمين، أو سيدة نساء هذه الأمّة»(2).
8 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدثنا محمّد بن عليّ الورّاق، حدثنا موسي بن داود، حدثنا عبد اللّه بن المؤمل، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
«كان بين النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» و بين فاطمة شهرين»(3).
و هكذا روي عن جابر بن عبد اللّه، و أسماء بنت عميس.
9 - أمّا حديث جابر: فحدّثناه أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، حدثنا محمّد بن سليمان الواسطيّ، حدثنا أبو نعيم، و أبو غسان قالا: حدّثنا عبد اللّه بن المؤمل المخزوميّ المكيّ، و أخبرني محمّد بن المؤمل بن الحسن، حدثنا الفضل بن محمّد بن الشعراني، حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا موسي بن داود، حدثنا عبد اللّه بن المؤمل، عن أبي الزّبير، عن جابر رضي اللّه عنه: أنّ فاطمة رضي اللّه عنها لم تمكث بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إلا شهرين(4).ه.
ص: 41
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة بنت النّبيّ عليهما السلام، و البيان أنّها سيدة نساء العالمين:
10 - أخبرني إسحاق بن محمّد بن عليّ بن خالد الهاشميّ بالكوفة، حدثنا الحسين بن الحكم الحيري، حدثنا أبو نعيم، حدثنا زكريا بن أبي زائدة، عن فراس، عن الشّعبيّ، عن مسروق، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: «أقبلت فاطمة تمشي كأن مشيتها مشية رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقال: «مرحبا بابنتي»، فأجلسها عن يمينه...، فذكر الحديث بطوله، و قال في آخره: «ثمّ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «يا فاطمة! أ لا ترضين أنك سيدة نساء العالمين، و سيدة نساء هذه الأمّة، و سيدة نساء المؤمنين». فضحكت(1).
11 - حدّثناه: أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدثنا محمّد بن إسحاق الصّنعانيّ، و أخبرنا محمّد بن عليّ بن مخلد الجوهريّ ببغداذ، حدثنا أحمد بن الهيثم المعذّر، و أخبرنا أبو بكر الحفيد، حدثنا أحمد بن نصر، قالوا: حدّثنا أبو نعيم، فذكروا الحديث: بنحو منه(2).
12 - حدّثنا أبو بكر بن أبي زكريا الفقيه - بهمذان - حدثنا محمّد بن عثمان العدل، حدثنا إسحاق بن سليمان الهاشميّ، قال: سمعت أبي يحدّث عن أمير المؤمنين هارون الرشيد، قال: و اللّه لقد حدّثني أمير المؤمنين المهديّ، عن أمير المؤمنين المنصور، أنّه حدّثهم عن أبيه، عن جدّه، عن عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنهما أنّه قال: كنّا ذات يوم عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إذ قال: «أ لا أخبركم بخير النّاس أبا و أمّا؟»، قالوا: بلي يا رسول اللّه! قال: «الحسن و الحسين؛ أبوهما عليّ بن أبي طالب، و أمّهما فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، سيدة نساء العالمين»(3).
13 - أخبرني أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، قال: أخبرنا المنذر بن محمّد بن المنذر القابوسيّ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي سعيد بن أبي الجهم، قال: حدّثني أبي، عن أبان بن تغلب، عن عامر بن واثلة، قال: «كنت علي الباب يوم الشّوري، و عليّ في
ص: 42
البيت، فسمعته يقول: أنشدكم اللّه؛ أ منكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؛ سيدة نساء هذه الأمّة، غيري؟ قالوا: لا»(1).
14 - حدّثنا أبو عمر محمّد بن عبد الواحد الزاهد اللّغويّ صاحب ثعلب، حدثنا محمّد بن عثمان العبسيّ، حدثنا عبادة بن زياد الأسدي، حدثنا يحيي بن العلاء الرازي، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: نظر عليّ رضي اللّه عنه في وجوه النّاس، فقال:
«إني لأخو رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» و وزيره، و لقد علمتم أني أوّلكم إيمانا باللّه و برسوله، و أبو ولديه، و زوج ابنته سيّدة ولده، و سيدة نساء العالمين، و سيدة نساء أهل الجنّة»(2).
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و البيان أنّها سيدة نساء أهل الجنّة:
أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن دحيم الشيبانيّ، حدثنا محمّد بن الحسين الحنينيّ، حدثنا عليّ بن ثابت الدّهّان، حدثنا منصور بن أبي الأسود، عن يزيد بن أبي زياد، عن ابن أبي نعم، عن أبي سعيد الخدري رضي اللّه عنه قال: رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»:
«فاطمة سيدة نساء أهل الجنّة، إلا ما كان لمريم بنت عمران»(3).
ص: 43
16 - أخبرنا أبو النّضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه، حدثنا عثمان بن سعيد الدارميّ، حدثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أعطاني نافع بن يزيد هذا الكتاب، و لا أعلم إلا أنّه قد أخبرني به، قال نافع: حدّثني ابن غزيّة، عن محمّد بن عبد اللّه بن عمرو بن عثمان، أنّ أمّه فاطمة بنت الحسين حدّثته أنّ عائشة رضي اللّه عنها كانت تقول: إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» في مرضه الذي قبض فيه قال لفاطمة: «يا ابنتي أكبّي»، فأكبّت عليه، فناجاها ساعة، ثمّ انكشفت عنه، و هي تبكي - و عائشة حاضرة - ثمّ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» بعد ذلك بساعة: «أكبّي عليّ يا ابنتي»، فأكبّت عليه فناجاها ساعة، ثمّ انكشفت عنه، فضحكت. فقالت عائشة: أي بنيّة؛ أخبريني بما ذا ناجاك أبوك؟ قالت فاطمة رضي اللّه عنها: أو شكت رأيتيه ناجاني علي حال سرّ، ثمّ ظننت أني أخبر بسرّه و هو حيّ، قال: فشقّ ذلك علي عائشة رضي اللّه عنها أن يكون سرّ دونها، فلمّا قبضه اللّه إليه قالت عائشة لفاطمة: أ لا تخبريني ذلك الخبر؟ قالت: أمّا الآن فنعم، ناجاني في المرّة الأولي فأخبرني أنّ جبريل - عليه السّلام - كان يعارضه القرآن في كلّ عام مرّة، «و إنّه عارضني القرآن العام مرتين»، و أخبرني أنّه أخبره أنّه لم يكن نبيّ كان بعده إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله، و إنّه أخبرني «أنّ عيسي - عليه السّلام - عاش عشرين و مائة سنة، و لا أراني إلا ذاهب علي رأس السّتّين» فأبكاني ذلك، فقال: «يا بنيّة؛ إنّه ليس من نساء المؤمنين امرأة أعظم رزيّة منك، فلا تكوني أدني امرأة صبرا».
ثمّ ناجاني في المرّة الأخري؛ فأخبرني أنّي أوّل أهله لحوقا به، فقال: «إنك سيدة نساء أهل الجنّة، إلا ما كان من البتول مريم بنت عمران» فضحكت لذلك(1).
17 - حدّثنا عليّ بن المؤمّل بن الحسن بن عيسي، حدثنا محمّد بن يونس القرشيّ،).
ص: 44
حدثنا محمّد بن خالد بن عثمة، حدثنا موسي بن يعقوب الزمعيّ، عن هاشم بن هاشم، أنّ عبد اللّه بن وهب بن زمعة أخبره أنّ أمّ سلمة أخبرته: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» دعا فاطمة رضي اللّه عنها عام الفتح فناجاها فبكت، ثمّ حدّثها فضحكت، قالت: «فلمّا توفي سألتها عن بكائها و ضحكها فقالت: أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أنّه يموت، فبكيت، ثمّ أخبرني أنّي سيدة نساء أهل الجنّة إلا مريم بنت عمران فضحكت»(1).
18 - أخبرنا إسماعيل بن محمّد بن الفضل، حدثنا جدّي، حدثنا النّفيليّ، حدثنا عبد العزيز بن محمّد، عن إبراهيم بن عقبة، عن كريب، عن ابن عباس قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «سيدة نساء أهل الجنّة بعد مريم بنت عمران فاطمة أو خديجة»، شكّ إبراهيم(2):.
19 - أخبرنا أبو الحسين عليّ بن عيسي السّبيعيّ، حدثنا الحسين بن الحكم الحيري، حدثنا الحسن بن الحسين العرنيّ، حدثنا أبو مريم الأنصاريّ، عن المنهال بن عمرو، عن زرّ بن حبيش، عن حذيفة بن اليمان قال: «دخلت علي أمّي، فقالت: أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»...»(3)الحديث:.ت.
ص: 45
20 - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن دحيم الشيبانيّ بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة الغفاريّ، حدثنا عبد اللّه بن محمّد بن سالم، حدثنا حسين بن زيد، عن عمر بن عليّ، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسن بن عليّ، عن عليّ - عليهم السّلام - عن النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أنّه قال: «يا فاطمة؛ إنّ اللّه تعالي يغضب لغضبك، و يرضي لرضاك»(1).
21 - و حدّثني عبد العزيز بن عبد الملك الأمويّ، حدثنا سليمان بن أحمد بن يحيي، حدثنا محمود بن الربيع العامريّ، حدثنا حمّاد بن عيسي غريق الجحفة(2)، قال: حدّثتنا طاهرة بنت عمرو بن دينار قالت: حدّثني أبي، عن عطاء، عن جابر رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلّم «و آله و سلم» لفاطمة: «إنّ اللّه تعالي يغضب لغضبك، و يرضي لرضاك»(3).
22 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدثنا محمّد بن إسحاق الصّنعانيّ، حدثنا
ص: 46
عثمان بن عمر، حدثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة أمّ المؤمنين رضي اللّه عنها أنّها قالت: «ما رأيت أحدا أشبه كلاما و حديثا برسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» من فاطمة، و كانت إذا دخلت عليه رحّب بها، و قام إليها فأخذ بيدها فقبّلها، و أجلسها في مجلسه»(1).
23 - حدّثناه: أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس الضّبّيّ، حدثنا أحمد بن محمّد بن عمرو، حدثنا أحمد بن حمدويه المعدّل، حدثنا الأسود بن حفص، حدثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحويّ، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال: «كان النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إذا رجع من سفر قبّل فاطمة»(2).
24 - حدّثنا أبو بكر بن دارم الحافظ بالكوفة، حدثنا المنذر بن محمّد بن المنذر، قال حدّثنا أبي، قال حدّثني عمّي الحسين بن سعيد بن أبي الجهم، عن أبيه، عن أبان بن تغلب، عن جميع بن عمير، قال: «دخلت مع عمّتي علي عائشة، فسألتها: من كان أحب النّاس إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؟ فقالت: فاطمة. قالت: فمن الرجال؟ قالت: زوجها»(3).
25 - حدّثنا أبو بكر محمّد بن عليّ الفقيه ببخاري، حدثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ، حدثنا عليّ بن سعيد بن بشر، حدثنا عبّاد بن يعقوب، حدثنا محمّد بن إسماعيل بن رجاء الزبيديّ، عن أبي إسحاق الشيبانيّ، عن جميع بن عمير، قال: «دخلت مع أمّي علي عائشة رضي اللّه عنها،
ص: 47
فسمعتها من وراء الحجاب و هي تسألها عن عليّ فقالت: «تسألينني عن رجل - و اللّه! - ما أعلم رجلا كان أحبّ إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» منه، و لا في الأرض امرأة كانت أحبّ إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» من امرأته»(1).
26 - حدّثنا عليّ بن عبد الرحمن السبيعيّ بالكوفة، حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غزرة، حدثنا أبو غسان مالك بن إسماعيل النهديّ، حدثنا عبد السلام بن حرب، و أخبرنا أبو إسحاق المزكّي، و أبو الحسين الحافظ قالا: حدّثنا أبو العبّاس الثّقفيّ، حدثنا الحسين بن زيد الطحان، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن أبي الجحّاف، عن جميع بن عمير، قال: «دخلت مع عمّتي علي عائشة فسئلت: أيّ النّاس كان أحبّ إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه؟ قالت: فاطمة. قيل: فمن الرجال؟ قالت: زوجها؛ إن كان - ما علمته - صوّاما قوّاما»(2).
27 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدثنا العبّاس بن محمد الدوري، حدثنا شاذان: الأسود بن عامر، حدثنا جعفر بن زياد الأحمر، عن عبد اللّه بن عطاء، عن ابن بريدة، عن أبيه، قال: «كان أحب النساء إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»:
فاطمة ، و من الرجال: عليّ»(3).
ص: 48
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و البيان أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أمر أن لا يفضّل عليها، و علي مريم، و خديجة، و آسية:
امرأة غيرهنّ:
28 - أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ الصّنعانيّ بمكة، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن عباد، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن قتادة، عن أنس رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال: «حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد، و آسية امرأة فرعون»(1).
29 - حدّثنا عليّ بن حمشاد العدل(2)، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا أبو النعمان: عارم، حدثنا داود بن أبي الفرات، عن علباء بن أحمد، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال: خطّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» في الأرض أربعة خطوط،
ص: 49
ثمّ قال: «أ تدرون ما هذا؟» قالوا: «اللّه و رسوله أعلم». فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أفضل نساء أهل الجنّة خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد، و مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم: امرأة فرعون»(1).
30 - أخبرني مخلد بن جعفر الباقر حيّ، و عبد الغني بن أحمد القاضي قالا: حدّثنا عبد اللّه بن سليمان الفقيه، حدثنا يحيي بن حاتم العسكريّ، حدثنا بشر بن مهران بن حمران، حدثنا محمّد بن دينار، عن داود بن أبي هند، عن الشّعبيّ، عن جابر بن عبد اللّه رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «حسبك منهنّ أربع سيدات نساء العالمين:
فاطمة بنت محمّد ، و خديجة بنت خويلد، و آسية بنت مزاحم، و مريم بنت عمران»(2).
31 - حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن بابويه، حدثنا أبو بكر محمّد بن بشر بن مطر، حدثنا أبو جعفر غندر الجرجانيّ، حدثنا عبد الرحمن بن سعد الدّشتكيّ، حدثنا أبو جعفر الرازيّ، عن أبي عبد الرحمن محمّد بن سعيد، عن ثابت البنانيّ، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «خير نساء العالمين أربع: مريم بنت عمران، و آسية بنت مزاحم امرأة فرعون، و خديجة بنت خويلد، و فاطمة بنت محمّد»(3). -
ص: 50
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة بنت النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و هي أنّه كان يجد منها رائحة الجنّة إذا شمّها:
32 - حدّثني عليّ بن الحسين بن مطرّف القاضي، قال: حدّثني عمر بن الحسن بن مالك القاضي، حدثنا عبيد العجليّ الحافظ، قال: كنت في مجلس عبد العزيز بن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن العبّاس بن محمّد بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس الهاشميّ، فحضر غلام الخليل، فذكروا فاطمة - عليها السّلام - و فضلها، فقال غلام الخليل: حدّثنا حييّ الجرجانيّ، حدثنا سفيان بن عيينة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أطعمني جبريل صلوات اللّه عليه عنقود عنب و قال: هذا من ثمر الجنّة، فأكلته و وقعت علي خديجة، فأتت بفاطمة، فما لثمت فاطمة قطّ إلا ذقت طعم ذلك العنب من فيها»(1).
قال عبد العزيز: أشهد لا أكتب هذا الحديث إلا و أنا قائم في ورق بيضاويّ، بماء الذهب، فقام، و كتب الحديث بماء الذهب، ثمّ قعد.
33 - حدّثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، حدثنا المنذر بن محمّد بن المنذر
ص: 51
القابوسيّ، حدثنا أبي، حدثنا عمّي، عن أبيه، عن أبان بن ثعلب، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ عليهم السّلام قال: «لما نزلت: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ [الإسراء: 26] دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فاطمة فأعطاها فدك»(1).
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و البيان أنّها تخصّ من بين نساء الأمّة يوم القيامة بناقة، و النّاس في المحشر:
34 - أخبرنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقّاق بهمذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا إسحاق بن محمّد الفرويّ، حدثنا عيسي بن عبد اللّه بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن عمر، عن أبيه محمّد بن عليّ، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «إذا كان يوم القيامة حملت علي البراق، و حملت فاطمة علي ناقتي القصواء، و حمل بلال علي ناقة من نوق الجنة، و هو يقول: اللّه أكبر اللّه أكبر، إلي آخر الأذان: يسمع الخلائق»(2).
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة بنت محمّد صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و هي أنّها كانت أحبّ حاضر و باد إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»:
35 - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن دحيم الشيبانيّ، حدثنا أحمد بن حازم بن أبي غرزة، حدثنا عبيد اللّه بن موسي، عن حلو الأودي، عن أبي هاشم، عن أمّه - و كانت خادمة رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» - قالت: جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و@عليّ، و فاطمة نائمان قد أضحت عليهم الشمس، و عليه كساء خيبريّ،
ص: 52
فمدّه دونهما ثمّ قال: «أحبّ حاضر و باد إليّ»(1).
* ذكر فضيلة سنيّة لفاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و البيان أنّ فيها نزلت: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ دون غيرها:
36 - حدّثنا أبو بكر أحمد بن كامل القاضي - و ذكره يملأ الفم - حدثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا إبراهيم بن محمّد بن ميمون، حدثنا عليّ بن عابس، حدثنا فضيل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد رضي اللّه عنه قال: لما نزلت: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ [الإسراء: 26] قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «يا فاطمة؛ لك فدك»(2).
37 - و حدّثنا مكيّ بن بندار الزنجانيّ، حدثنا أبو عبد اللّه محمّد بن فضالة المصري، حدثنا هارون بن محمّد بن أبي الهيذام، حدثنا عثمان بن طالوت، حدثنا بشر بن أبي عمرو بن العلاء، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال:
لما أنزل علي النّبيّ - عليه السّلام -: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي حَقَّهُ: دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فاطمة، فأعطاها: فدكا، و العوالي، و قال: «هذا قسم قسمه اللّه لك، و لعقبك من السماء، و الويل لمن حال دونه»(3).
ص: 53
* ذكر فضيلة لفاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و البيان أنّها كانت أعلم النساء في حياة رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»:
38 - أخبرنا أبو الحسن عليّ بن محمّد بن عقبة الشيبانيّ بالكوفة، حدثنا أحمد بن موسي بن إسحاق، حدثنا مخول بن إبراهيم النّهديّ، حدثنا عبد الرحمن بن الأسود، عن محمّد بن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن عون بن عبد اللّه، عن أبيه قال: قال عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه: كنّا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فقال: «أخبروني أيّ شيء خير للنساء؟»(1)، فقال: فعيينا عن ذلك كلّنا حتّي تفرّقنا، فرجعت إلي فاطمة فأخبرتها بالذي قال لنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و ذكر الحديث.
39 - أخبرني أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه المزني، حدثنا أحمد بن نجدة القرشي، حدثنا يحيي بن عبد الحميد، حدثنا عبد اللّه بن عمران، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عليّ رضي اللّه عنه: أنّه قال لفاطمة: ما خير للنساء؟ قالت: ما لهنّ خير من أن لا يرين الرجال، و لا يرونهنّ، قال: فذكرت ذلك للنبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و أخبرته بقول فاطمة، فقال: «إنّ فاطمة بضعة منّي»(2).
ص: 54
40 - أخبرنا أبو سهل أحمد بن محمّد القطان ببغداذ، حدثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، حدثنا عبد اللّه بن جعفر الزّهريّ، عن جعفر بن محمّد، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن المسور بن مخرمة، قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «إنما فاطمة شجنة منّي، يبسطني ما بسطها، و يقبضني ما قبضها»(1).
41 - حدّثنا محمّد بن عيسي بن عبدك القزّاز الرازيّ، حدثنا الحسين بن إسحاق التّستري، حدثنا يحيي الحماني، حدثنا ابن عليّة، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عبد اللّه بن الزّبير: أن عليّا - كرم اللّه وجهه - ذكر امرأة، فقال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «إنّما فاطمة بضعة منّي؛ يؤذيني ما يؤذيها، و ينصبني ما أنصبها»(2).
42 - أخبرنا مكرم بن أحمد القاضي ببغداذ، حدثنا أحمد بن يوسف الهمذانيّ، حدثنا عبد المؤمن بن عليّ الزعفراني، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن عبيد اللّه بن عمر، عن زيد بن
ص: 55
أسلم، عن أبيه، عن عمر رضي اللّه عنه: أنّه دخل علي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقال: «يا فاطمة! إنّه - و اللّه! - ما كان أحد من النّاس بعد أبيك، أعزّ عليّ منك»(1).
43 - حدّثنا مكيّ بن بندار الزنجانيّ، حدثنا محمّد بن فضالة الحنفيّ، حدثنا ابن أبي الهيذام، حدثنا عثمان بن طالوت، حدثنا بشر بن أبي عمرو بن العلاء، عن أبيه، قال:
حدّثني عبيد اللّه بن عمر، عن زيد بن أسلم: فذكره بنحوه(2).
44 - أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن يحيي ابن أخي طاهر العلويّ العقيقي، حدثنا جدّي محمّد بن يحيي بن الحسين، حدثنا عليّ بن أحمد العلوي، قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بكير بن صالح، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد قال: «كانت فاطمة تسمّي الصّدّيقة»(3).
45 - أخبرنا الحاكم الجليل أبو الفضل محمّد بن محمّد بن أحمد الحنيفي الوزير، حدثنا أبو القاسم حماد بن أحمد بن حماد السلمي، حدثنا ابن أبي ثميلة - يعني محمّدا - حدثنا أصرم بن حوشب، حدثنا أبو سلمة معاوية بن سلمة، عن ابن أبي مليكة، قال: قالت عائشة رضي اللّه عنها:
ص: 56
«رحم اللّه فاطمة؛ ما كان أحد بعد النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أصدق لهجة منها»(1).
46 - أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه، حدثنا محمّد بن غالب، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا عبّاد بن عباد المهلبيّ، حدثنا محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزّبير، و يحيي بن عباد بن عبد اللّه بن الزّبير، كلاهما عن أبيهما عبد اللّه بن الزّبير قال:
كانت عائشة رضي اللّه عنها تقول: «و الذي ذهب بنفسه؛ ما رأيت آدميّا قطّ أصدق لهجة من فاطمة الزّهراء غير الذي ولدها»(2).
47 - حدّثناه: ميمون بن إسحاق الهاشميّ، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن عباد بن عبد اللّه بن الزّبير عن أبيه عن عائشة: أنّها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قالت: «ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها، إلا أن يكون الذي ولدها»(3).
48 - و أخبرنا أبو إسحاق المزكّي، و أبو الحسين بن يعقوب الحافظ في «التاريخ» قالا:
حدّثنا أبو العبّاس الثقفيّ، حدثنا محمّد بن حميد، حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن يحيي بن عباد بن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها: أنّها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قالت: «ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها، إلا أن يكون الذي ولدها»(4).
49 - حدّثنا عليّ بن حمشاد العدل، و يحيي بن محمّد العنبريّ، قالا: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن إبراهيم العبديّ، حدثنا أمية بن بسطام، حدثنا يزيد بن زريع، حدثنا روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، أنّ عائشة رضي اللّه عنها قالت: «ما رأيت أحدا قطّ، هو أصدق لهجة).
ص: 57
من فاطمة غير أبيها». قال: «و كان بينهما شيء»(1)، فقالت عائشة: «سلها يا رسول اللّه؛ فإنّها لا تكذب»(2).
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و البيان أنّها سمّيت بهذا الاسم؛ لأنّ اللّه فطمها، و ذريّتها من النّار:
50 - حدّثني أحمد بن الحسين الورّاق بالرّي، حدثنا أبو بكر محمّد بن أحمد العامري، حدثنا هارون بن عيسي المصري، حدثنا بكّار بن محمّد بن شعبة، قال: حدّثني أبي، عن بكر بن محمّد الأعتق، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ رضي اللّه عنه قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لفاطمة: «يا فاطمة! تدرين لم سمّيت فاطمة؟». قال عليّ: «يا رسول اللّه! لم سمّيت فاطمة؟» قال: «إنّ اللّه عزّ و جل قد فطمها، و ذريّتها عن النار يوم القيامة»(3).
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و البيان أنّ اللّه تعالي حرّم ذريّتها علي النار(4):
51 - أخبرنا أبو الحسين أحمد بن عثمان بن يحيي البزاز ببغداذ، قال: حدّثنا سعيد بن عثمان الأهوازيّ، حدثنا محمّد بن عقبة السدوسي، حدثنا معاوية بن هشام الأسدي، عن عمرو بن غياث، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «إنّ فاطمة حصّنت فرجها؛ فحرّم اللّه ذرّيتها علي النار»5.
ص: 58
52 - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن عليّ بن دحيم الشيباني، حدثنا أحمد بن خازم بن أبي غرزة، و حدّثنا أبو محمّد المزني، قالا: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، و عبد اللّه بن غنام قالوا: حدّثنا أبو كريب، حدثنا معاوية بن هشام، حدثنا عمرو بن غياث الحضرمي، عن عاصم، عن زرّ، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم: «إنّ فاطمة أحصنت فرجها فحرّمها اللّه، و ذريّتها علي النار»(1).
53 - حدّثنا أبو جعفر أحمد بن عبيد بن إبراهيم الأسديّ الحافظ بهمذان، حدثنا
ص: 59
إبراهيم بن الحسين، حدثنا عمرو بن حمّاد بن طلحة القناد، حدثنا مسهر بن عبد الملك بن سلع الهمذانيّ، عن عتبة بن معاذ البصري، عن عكرمة، عن عمران بن حصين(1) قال:
كنت مع رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إذ أقبلت فاطمة - عليها السّلام - فوقفت بين يديه، فنظر إليها رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و قد ذهب الدّم من وجهها، و علت الصّفرة علي وجهها من شدّة الجوع، فنظر إليها رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقال: «ادني يا فاطمة». فدنت حتّي قامت بين يديه، فرفع يده، فوضعه علي صدرها في موضع القلادة، و فرّج بين أصابعه، ثمّ قال: «اللهمّ مشبع الجاعة، و رافع الوضعة، ارفع فاطمة بنت محمّد».
قال عمران: فنظرت إليها، و قد ذهبت الصفرة من وجهها، و غلب الدّم كما كانت الصفرة غلبت علي الدم. قال عمران: فلقيتها بعد فسألتها، فقالت: «ما جعت بعد يا عمران»(2).
* ذكر فضيلة أخري لفاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و البيان أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» باهل بها و ابنيها حين أمر بالمباهلة.
54 - أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّنعانيّ بمكة، حدثنا عليّ بن المبارك الصّنعانيّ، حدثنا أبو عبد اللّه زيد بن المبارك الصّنعانيّ، حدثنا محمّد بن ثوب، عن ابن جريج: في قوله تعالي: إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ [آل عمران: 59] قال: بلغنا أنّ نصاري نجران قدم وفدهم علي النّبيّ - عليه الصلاة و السلام - المدينة، فيهم «السيّد» و «العاقب»، و أخبرت أنّ معهما «عبد المسيح»، و هما سيّدا أهل نجران، فقالوا: يا محمّد! فيم تشتم صاحبنا؟ قال: و من صاحبكم؟ قالوا: عيسي ابن مريم؛ تزعم أنّه عبد. قال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أجل؛ هو عبد اللّه، و كلمته ألقاها إلي مريم». فغضبوا،
ص: 60
و قالوا: إن كنت صادقا فأرنا عبدا يحيي الموتي، و يبرئ الأكمه و الأبرص، و يخلق من الطين كهيئة الطير، و لكنه: «اللّه». فسكت النّبيّ - عليه السّلام - حتّي جاءه جبريل - صلوات اللّه عليه - فقال: يا محمّد! لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قالُوا إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ [المائدة: 17] هذه الآية.
قال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «إنهم قد سألوني أن أخبرهم بمثل عيسي»، قال جبريل - عليه السّلام -: إِنَّ مَثَلَ عِيسي عِنْدَ اللّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ حتي فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ في عيسي يا محمّد مِنْ بَعْدِ هذا، فَقُلْ تَعالَوْا الآية إِنَّ هذا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ أي: الذي قلناه في عيسي لهو القصص وَ ما مِنْ إِلهٍ إِلاَّ اللّهُ هذه الآية، فأخذ النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» بيد عليّ، و حسن، و حسين، و جعلوا فاطمة وراءهم، ثمّ قالوا: «هؤلاء أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللّهِ عَلَي الْكاذِبِينَ [آل عمران: 61، 62]»، فأتي «السّيد» و قالوا: نصالحك، فصالحوه علي ألفي حلّة، فقال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «و الذي نفسي بيده، لو لاعنوني ما حال الحول و منهم بشر إلا أهلك اللّه الكاذبين»(1).
55 - حدّثنا جعفر بن محمّد بن نصر الخوّاص، حدثنا موسي بن هارون، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: لما نزلت هذه الآية: نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ دعا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: عليّا، و فاطمة، و حسنا، و حسينا، و قال: «اللهمّ هؤلاء أهلي»(2).).
ص: 61
56 - و حدّثني عبد العزيز بن عبد الملك الأموي، قال: حدّثني سليمان بن أحمد بن يحيي، حدثنا محمود بن الربيع العامريّ، حدثنا حمّاد بن عيسي غريق الجحفة، قال: حدثتنا طاهرة بنت عمرو بن دينار، قالت: حدّثني أبي، عن جابر بن عبد اللّه قال: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «إنّ لكلّ بني أم عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة؛ فأنا وليّهم و أنا عصبتهم، و هم عترتي، خلقوا من طينتي، ويل للمكذّبين بفضلهم، من أحبهم أحبه اللّه، و من أبغضهم أبغضه اللّه»(1).
57 - أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبي بمرو، قال: أخبرنا سعيد بن مسعود، حدثنا عبيد اللّه بن موسي، قال: أخبرنا زكريا بن أبي زائدة، قال: أخبرنا مصعب بن شيبة، عن صفية بنت شيبة، قالت عائشة رضي اللّه عنها: خرج النّبيّ عليه الصلاة و السلام غداة، و عليه مرط مرحّل - أو مرجّل - من شعر أسود، فجاء الحسن، فأدخله معه، ثمّ جاء الحسين، فأدخله معه، ثمّ جاءت فاطمة، فأدخلها معه، ثمّ جاء عليّ، فأدخله معه،
ص: 62
ثمّ قال: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً [الأحزاب: 33](1).
58 - كتب إليّ إسماعيل بن محمّد الصفّار، يذكر أنّ الحسن بن عرفة، حدّثهم قال:
حدّثني عليّ بن ثابت الجزريّ، حدثنا بكير بن مسمار - مولي عامر بن سعد - قال: سمعت عامر بن سعد يقول: قال سعد: نزل علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» الوحيّ، فأدخل عليّا، و فاطمة، و ابنيهما تحت ثوبه، ثمّ قال: «اللّهم هؤلاء أهلي و أهل بيتي»(2).
59 - حدّثنا أبو أحمد عليّ بن محمّد الحبيبي بمرو، قال: حدّثنا محمّد بن موسي الباشاني، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن محمّد التيميّ، قال: حدّثنا إسماعيل بن عمرو البجليّ، عن الأجلح، عن حبيب بن أبي ثابت، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ - عليه السّلام - قال: أخبرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أنّ أوّل من يدخل الجنة أنا، و فاطمة، و الحسن، و الحسين. قلت: يا رسول اللّه! فمحبّونا؟ قال: «من ورائكم»(3).
ص: 63
60 - أخبرني أبو نصر محمّد بن هارون الدقيقي بالنّهراوان، قال: حدثتنا سمانة بنت حمدان الأنبارية، قالت: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عمرو بن زياد الثّوبانيّ، قال: حدّثني عبد العزيز بن محمّد الدراورديّ، قال: حدّثني زيد بن أسلم، عن أبيه أسلم، قال: قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أنا، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، و عليّ في حظيرة القدس، في قبّة بيضاء، و هي قبّة المجد، و شيعتنا عن يمين الرحمن تبارك و تعالي»(1).
61 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدثنا العبّاس بن محمّد الدوري، حدثنا مالك بن إسماعيل، حدثنا أسباط بن نصر الهمذاني، عن السدي، عن صبيح مولي أم سلمة، عن زيد بن أرقم، عن النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: أنّه قال لعليّ، و فاطمة، و حسن، و حسين: «أنا حرب لمن حاربتم، و سلم لمن سالمتم»(2).
ص: 64
62 - أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، حدثنا المنذر بن محمّد بن المنذر القابوسي، حدثنا أبي، حدثنا سليمان بن قرم، عن أبي الجحّاف، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن صبيح، عن أبيه، عن جده، قال: أتيت زيد بن أرقم، فقال: «ما جاء بك؟» فقلت: «جئت لتحدّثني عن رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقال: سمعته يقول: مرّ عليّ، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أنا حرب لمن حاربتم، و سلم لمن سالمتم»(1).
و هكذا روي هذا الحديث عن أبي إسحاق عن(2). حديث حسن: و سنده موضوع هنا: و شيخ الحاكم هو نفسه الذي قبله؛ و لكن ذكره باسمه هنا؛ فكأنه دلّسه!(3) زيد بن أرقم.
63 - أخبرناه: أحمد بن محمّد بن السّريّ بن يحيي التميميّ، حدثنا المنذر بن محمّد بن المنذر اللخميّ، قال: حدّثني أبي، حدثنا عمّي، عن أبيه، عن أبان بن تغلب، عن أبي إسحاق، عن زيد بن أرقم قال: إني لعند رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أنا، و عليّ، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أنا حرب لمن حاربتم، و سلم لمن سالمتم»(3). و هكذا رواه أبو هريرة.
64 - فأما حديث أبي هريرة: فحدّثناه أبو القاسم الحسن بن محمّد السكوني، حدثنا عبيد بن كثير العامري، حدثنا محمّد بن عليّ العطار، حدثنا تليد أبو إدريس المحاربيّ، قال:
حدّثنا أبو الجحاف، عن أبي حازم(4):.ث!
ص: 65
65 - و حدّثنا محمّد بن هارون بن عيسي، حدثنا محمّد بن الليث الجوهري حدثنا إسماعيل بن موسي، حدثنا تليد بن سليمان، عن أبي الجحاف، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: نظر رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إلي عليّ، و فاطمة، و الحسن، و الحسين؛ فقال: «أنا حرب لمن حاربتم، سلم لمن سالمتم»(1).
66 - حدّثنا أبو بكر محمّد بن جعفر بن يزيد الأدمي ببغداذ، حدثنا أبو بكر ابن أبي العوام الرياحي، حدثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، عن عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال: «أتانا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فوضع رجله بيني و بين فاطمة: يعلّمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا، فقال: «يا فاطمة! إذا كنتما بمنزلتكما هذه فسبّحا ثلاثا و ثلاثين، و احمدا ثلاثا و ثلاثين». قال عليّ: «و اللّه ما تركتها بعد». فقال له رجل كان في نفسه عليه شيء: «و لا ليلة صفّين؟» فقال: «و لا ليلة صفين»(2).
67 - أخبرني عبد الرحمن بن الحسن بن أحمد بن محمّد بن عبيد الأسديّ بهمذان، حدثنا إبراهيم بن الحسين، حدثنا عبد الرحمن بن صالح، حدثنا بكير بن وادع الحضرميّ، عن أبي الغصن، عن عبيد اللّه التمّار، عن زينب بنت جحش: أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» دخل علي فاطمة غداة من الغدوات، و هي خبيثة النّفس، فقال لها: «يا ابنتي! ما لي أراك خبيثة النّفس؟». قالت: يا أبتاه! قد أصبحنا، و ليس عندنا شيء، و حسن، و حسين
ص: 66
بين أيدينا قائمين، و عليّ جاث. فحمد اللّه؛ ثمّ قال: «أ يقظيهم». فجلسوا، فقال: «هاتي ذاك الطّربّان»(1). فالتفتت؛ فإذا طربّان خلفها، قال: «ضعيه». فوضعته، ثمّ قال: «كلوا بسم اللّه». فبينا هم يأكلون؛ إذ جاء سائل، فقام علي الباب، فقال: «السلام عليكم أهل البيت! أطعمونا مما رزقكم اللّه، فردّ عليه النّبيّ، عليه السّلام: «يطعمك اللّه يا عبد اللّه». فمكث غير بعيد، ثمّ رجع، فقال مثل ذلك، ثمّ ذهب، ثمّ رجع، فقالت فاطمة: يا أبتاه! سائل؟!
فقال: «يا ابنتي! هذا الشيطان: جاء ليأكل من هذا الطعام، و لم يكن اللّه ليطعمه من طعام الجنّة»(2).ه.
ص: 67
68 - أخبرنا أبو العبّاس القاسم بن القاسم السياري بمرو، حدثنا محمّد بن موسي بن حاتم الباشاني، قال: حدثنا عليّ بن الحسين بن شقيق، قال: حدّثنا الحسين بن واقد، عن عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه، قال: خطب أبو بكر، و عمر فاطمة رضي اللّه عنهم، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «إنّها صغيرة». فخطبها عليّ، فزوّجها(1).
69 - حدّثناه: أبو محمّد الحسن بن محمّد بن إسحاق الأزهري، أخبرنا محمّد بن زكريا بن دينار الغلابيّ، قال: حدثنا قحطبة بن غدانة الجشمي، قال: حدّثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: جاء أبو بكر رضي اللّه عنه إلي النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فقعد بين يديه، فقال: «يا رسول اللّه! قد علمت مناصحتي، و قدمي في الإسلام، و أنّي و أنّي». قال: «و ما ذاك يا أبا بكر؟». قال: «حيث أخطب فاطمة». قال: فلم يرجع إليه جوابا، فرجع أبو بكر إلي عمر، فقال: «هلكت و أهلكت».
قال: «و ما ذاك؟»، قال: «خطبت إلي النّبيّ - عليه السّلام - فاطمة فأعرض عنّي». قال:
فقال عمر: «مكانك حتّي آتي النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فأطلب مثل الذي طلبت». فأتي عمر النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقعد بين يديه، فقال: «يا رسول اللّه! قد علمت مناصحتي، و قدمي في الإسلام، و أني و أني». قال: «و ما ذاك؟».
قال: «تزوجني فاطمة»، فلم يرجع إليه جوابا، قال: فرجع إلي أبي بكر، فقال: «إنه ينتظر أمر اللّه تعالي ذكره فيها»، فقال أبو بكر لعمر رضي اللّه عنهما: «انطلق بنا إلي عليّ حتّي نأمره أن يسأل و يطلب تزويج فاطمة كما طلبنا»، قال عليّ: «فأتياني و أنا أعالج فسيلا»، فقال: «ائت ابن عمّك فاخطب فاطمة». قال: فنبهاني لأمر، فقمت أجرّ ردائي: طرفا علي عاتقي،
ص: 68
و طرفا علي الأرض، حتّي أتيت النّبيّ - عليه السّلام -، فجلست بين يديه، فقلت: «يا رسول اللّه! لقد علمت قدمي في الإسلام، و مناصحتي، و أني و أني». قال: «و ما ذاك؟».
قلت: «تزوّجني فاطمة». قال: «و أيش عندك؟». قال: «فرسي و بدني» - يعني درعه - قال: «أمّا فرسك فلا بدّ لك منه، و أمّا بدنك فبعها، و ائتني بثمنها»، قال: فباعها بأربعمائة درهم، ثمّ جاء بها فوضعها في حجره، فقبض قبضة فقال: «أي بلال! ابتع لنا بها طيبا».
و أمرهم أن يجهزوها، قال: فجعل لها سريرا مشرطا بالشريط، و وسادتين من أدم، حشوها ليف، و ملأ البيت كثيبا - يعني رملا - و قال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «إذا أتتك فاطمة؛ فلا تحدثنّ شيئا حتّي آتيك». قال عليّ: فجاءتني مع أمّ أيمن حتّي قعدت في جانب البيت، و أنا في جانب، و جاء رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقال: «هاهنا أخي؟»، فقالت له أمّ أيمن: «أخوك و زوّجته ابنتك؟»، ثمّ جاء؛ فقال لفاطمة: «ائتيني بماء». فقامت إلي قعب في البيت، فجعلت فيه ماء، و أتته به، فمجّ فيه، و أمرها أن تنضح به بين ثدييها، و علي رأسها، و قال: «اللهمّ إني أعيذها بك و ذريّتها من الشيطان الرجيم»، ثمّ قال لها: «أدبري»، فأدبرت، فنضح بين كتفيها، ثمّ قال: «اللهمّ إني أعيذها بك، و ذريتها من الشيطان الرجيم»، ثمّ قال لعليّ رضي اللّه عنه: «ائتني بقعب ماء» فعلمت(1) الذي يريد، فقمت، فملأت القعب؛ فأتيته به، فأخذ منه؛ فمجّ فيه، ثمّ صبّ علي رأسي، و علي صدري، ثمّ قال: «اللهمّ إني أعيذه بك، و ذريّته من الشيطان الرجيم»، ثمّ قال: «أدبر»، فأدبرت، فصبّ بين كتفيّ، ثمّ قال: «اللهمّ إني أعيذه بك، و ذريته من الشيطان الرجيم»(2).
70 - أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا، قال: حدّثنا
ص: 69
عبد اللّه بن المثني، عن ثمامة، عن أنس رضي اللّه عنه قال: سألت أمّي عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقالت: «كانت كالقمر ليلة البدر، أو كشمس كفر غماما إذا خرج من السحاب، بيضاء مشربة حمرة، لها شعر أسود تغيب فيه(1)، من أشبه النّاس برسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، كانت و اللّه كما قال الشاعر:
بيضاء تسحب من قيام شعرها و تغيب فيه و هو جثل أسحم
و كأنها فيه نهار مشرق و كأنه ليل عليها مظلم»(2)
71 - أخبرنا محمّد بن الحسن بن محمّد الأزهريّ، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا بن دينار البصري، قال: حدّثنا العبّاس بن بكار، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المثني، عن عمّه ثمامة، عن عبد اللّه، عن أنس بن مالك، عن أمّه قالت: «لم تر فاطمة رضي اللّه عنها: دما في حيض، و لا نفاس»(3).
72 - حدّثناه: مكّيّ بن بندار الزنجانيّ ببغداذ، قال: حدّثنا عصمة بن أبي عصمة البعلبكي، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن بكر الصّيرفيّ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المثني الأنصاري أبو محمّد، قال: حدّثني أبي، عن ثمامة بن عبد اللّه، عن أنس، عن أمّ سليم:
زوجة أبي طلحة الأنصاري، أنّها قالت: «لم تر فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» دما قطّ: في حيض، و لا نفاس، و كانت يصبّ عليها من ماء الجنة، و ذلك أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؛ لما أسري به: دخل الجنة، و أكل من فاكهة الجنة،
ص: 70
و شرب من ماء الجنة، فنزل من ليلته؛ فوقع علي خديجة، فحملت بفاطمة، فكان حمل فاطمة من ماء الجنّة»(1).
73 - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغداذيّ، قال: حدّثنا عبد العزيز بن الحسين بن بكر بن الشرود، قال: حدّثنا أبي، عن جدّي، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلي: أنّه سمع عليّا رضي اللّه عنه يقول لفاطمة: ايتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؛ فسليه أن يخدمك خادما؛ فقد شقّ عليك الخدمة، فجاءته؛ فلم تجده في البيت، قال:
فانقلبت، فأخبرته عائشة أنّ فاطمة جاءت تبغيك، فلم يضع رداءه حتّي جاءها، و قد دخلت هي، و عليّ في لحاف، فلمّا رآه عليّ استحيا منه، فكأنّهما أرادا أن يتنحّيا منه، فقال لهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «كما أنتما». قال: فأدخل رجليه بينهما في اللّحاف، كأنّه يدفّئهما، و كانت غداة خضرة، فلمّا ذكرت له فاطمة شأن الخادم قال: «الخادم أحبّ إليك؟ أو خير منه؟!» فقال لها عليّ: قولي: بل خير منه. فقالت فاطمة: خير منه. قال: «إذا أردت أن ترقدي فسبّحي ثلاثا و ثلاثين، و كبّري أربعا و ثلاثين، و احمدي ثلاثا و ثلاثين».
قال ابن أبي ليلي: فقلت لعليّ: لعلّك قلتها ليلة صفّين؟! قال: نعم، و اللّه! لقد فعلت(2).
74 - حدّثني أبو جعفر، قال: حدّثنا أحمد بن عبيد بن إبراهيم بن محمّد بن عبيد بن عبد الملك الأسدي الحافظ بهمذان، قال: حدّثنا إبراهيم بن الحسين، قال: حدّثنا
ص: 71
إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد ابن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده محمّد بن عليّ، عن أبيه، عن عليّ: أنّ فاطمة لما توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» كانت تقول: وا أبتاه! من ربه ما أدناه وا أبتاه! جنّات الخلد مأواه و أبتاه! ربّ العرش يكرمه إذا أتاه وا أبتاه! ربّنا و الرّسل تسلّم عليه حين تلقاه(1).
فلما ماتت فاطمة - عليها السّلام - قال عليّ بن أبي طالب، كرّم اللّه وجهه(2):
لكلّ اجتماع من خليلين فرقة و كلّ الذي دون الفراق قليل
و إنّ افتقادي واحدا بعد واحد دليل علي أن لا يدوم خليل(3)
75 - حدّثنا عبد الباقي بن قانع الحافظ ببغداد، و الحسن بن محمّد الأزهري بنيسابور، قالا: حدّثنا محمّد بن زكريا بن دينار، قال: حدّثنا أبو زيد يحيي بن عمير الحبقي، قال:
حدّثنا بشر بن إبراهيم الأنصاري، عن الأوزاعي، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: «إنما سمّيت فاطمة فاطمة؛ لأنّ اللّه تعالي فطم من أحبها من النار»(4).
ص: 72
76 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، قال:
حدّثنا يونس بن بكير، عن إبراهيم بن عثمان، عن الحكم، عن مقسم، عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال: «ولدت خديجة لرسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» غلامين و أربع نسوة:
القاسم، و عبد اللّه، و فاطمة، و أمّ كلثوم، و رقيّة، و زينب»(1).
77 - أخبرنا الحسن بن محمّد بن إسحاق بن الأزهر، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابي، قال: حدّثنا العبّاس بن بكار، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المثني، عن عمّه ثمامة، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه قال: سألت أمي عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فقالت: «كانت كالقمر ليلة البدر، أو كالشمس إذا خرج من السحاب؛ بيضاء مشربة حمرة، لها شعر أسود تغيب فيه، من أشبه النّاس برسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و كانت - و اللّه! - كما قال الشاعر:
بيضاء تسحب من قيام شعرها و تغيب فيه و هو جثل أسحم
فكأنّها فيه نهار مشرق و كأنّه ليل عليها مظلم(2)
78 - سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيي المزكّي يقول: سمعت أبا العبّاس محمّد بن إسحاق يقول: سمعت عبد اللّه بن محمّد بن سليمان بن جعفر بن سليمان الهاشمي يقول: سمعت أبي يقول: [سمعت] أبا جعفر بن سليمان يقول: ولدت فاطمة سنة إحدي و أربعين من مولد النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و ماتت فاطمة و هي ابنة).
ص: 73
إحدي و عشرين سنة(1).
79 - حدّثناه: أبو جعفر محمّد بن محمّد البغداذيّ، قال: حدّثنا يحيي بن عثمان بن صالح السّهمي، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن لهيعة، عن عقيل بن خالد، عن ابن شهاب قال: «توفّيت فاطمة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» بستّة أشهر، و هي بنت ثمان و عشرين سنة، و كان مولدها و قريش تبني الكعبة، و رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» ابن خمس و ثلاثين سنة»(2).
80 - أخبرناه محمّد بن عليّ بن عبد الحميد الصّنعانيّ بمكة، قال: حدّثنا إسحاق ابن إبراهيم بن عباد، قال: حدّثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: «مكثت فاطمة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» ستة أشهر»(3).
81 - حدّثناه: أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي، قال: حدّثنا أبو اليمان الحكم بن نافع البهراني، قال: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: «توفيت فاطمة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» بستّة أشهر، و دفنها عليّ ليلا»(4).
82 - قرأت بخطّ الشيخ أبي بكر محمّد بن داود(5) في تصنيفه «المناقب»: (ذكر وصيّة فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» عند وفاتها): أنبأني الشيخ الزاهد أبو بكر محمّد بن داود بن سليمان - و كتبته من كتابه بخطّ يده - قال: أخبرنا محمّد بن الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز الكوفي، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابيّ، قال: حدّثنا محمّد بن عبد الرحمن المهلبي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن
ص: 74
عبد اللّه بن الحسين، عن أمّه فاطمة بنت الحسين قال: قالت أمي فاطمة بنت الحسين: لما اشتدّت علّة فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» اجتمعن عندها نساء المهاجرين، و الأنصار، فقلن لها: يا ابنة رسول اللّه! كيف أصبحت عن ليلتك؟ فقالت:
أصبحت - و اللّه! - عائفة لدنياكم، قالية لرجالكم، لفظتهم بعد أن عجمتهم، و شنئتهم بعد أن سبرتهم، فقبحا لفلول الحدّ(1)، و خور القناة، و خطل الرّأي: لَبِئْسَ ما قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَ فِي الْعَذابِ هُمْ خالِدُونَ [المائدة: 80] لا جرم لقد قلّدتهم ربقتها، و شننت عليهم عارها، فجدعا، و عقرا، و سحقا للقوم الظالمين، ويحهم أنّي زحزحوها عن رواسي الرسالة، و قواعد النّبوّة، و مهبط الوحي الأمين، و الضّنين بأمر الدنيا و الدين: أَلا ذلِكَ هُوَ الْخُسْرانُ الْمُبِينُ [الزمر: 15]، و ما نقموا من أبي حسين؟ نقموا - و اللّه! - نكير سيفه، و شدّة وطأته، و نكال وقعته، و تشمّره في ذات اللّه، و تاللّه لو تكافّوا عن زمام نبذه رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إليه لاعتقله، و لسار بهم سيرا سجحا، لا يكلم خشاشه، و لا يتعتع راكبه، و أوردهم منهلا نميرا فضفاضا تطفح ضفّتاه، و لأصدرهم بطانا قد غمرهم الرّيّ، غير متحلّ منه بطائل إلا بغمر الماء، و ردغة سورة السّاغب(2)، و لفتحت عليهم بركات من السماء و الأرض، و سيأخذهم اللّه بما كانوا يكسبون.
ألا هلمّ فاسمع - و ما عشت أراك الدّهر العجب - و إن تعجب فقد أعجبك الحادث، إلي أيّ لجأ استندوا، و بأيّ عروة تمسّكوا، استبدلوا الذّنابي(3) - و اللّه! - بالقوادم(4)، و العجز بالكاهل(5)، فرغما لمعاطس(6)يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً [الكهف: 104]، أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَ لكِنْ لا يَشْعُرُونَ [البقرة: 12]، أَ فَمَنْ يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لا يَهِدِّي).
ص: 75
إِلاّ أَنْ يُهْدي فَما لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ [يونس: 35]، أما لعمر إلهك لقد لقحت، فنظرة ريثما تنتج، ثمّ احتلبوا طلاع العقب دما عبيطا، و ذعاقا ممقرا، هنالك يخسر المبطلون، و يعرف التّالون غبّ ما سنّ الأوّلون، ثمّ طيبوا عن أنفسكم أنفسا، و طامنوا للفتنة جأشا، و أبشروا بسيف صارم، و هرج شامل، و استبداد من الظالمين، يدع فيئكم زهيدا، و جمعكم حصيدا، فيا حسرتي بكم، و أنّي لكم؟ و قد عميت عليكم أَ نُلْزِمُكُمُوها وَ أَنْتُمْ لَها كارِهُونَ [هود: 28]، و الحمد للّه ربّ العالمين، و صلّي اللّه علي محمّد أبي، سيّد المرسلين(1).
83 - أخبرني أبو الحسين أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن مهران الإسماعيلي، قال:
حدّثني أبي، قال: حدّثنا محمّد بن الوليد اليحصبي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن ربيعة القدامي، قال: حدّثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه قال: توفيت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» ليلا، فجاء أبو بكر، و عمر، و عثمان، و طلحة، و الزّبير، و سعد و جماعة سمّاهم مالك، فقال أبو بكر رضي اللّه عنه: تصلّي عليها؟ - لعليّ - فقال عليّ: لا و اللّه! لا أتقدّمك، و أنت خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم». قال:
فتقدّم أبو بكر فصلّي عليها، و كبّر عليها أربعا، و دفنت ليلا. هذا حديث تفرّد به أبو محمّد القداميّ، عن مالك(2).
84 - و أصحّ ما روي في هذا الباب ما حدّثناه: شيخنا و إمامنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا عبيد بن شريك البزاز، قال: حدّثنا يحيي بن بكير، قال: حدّثني).
ص: 76
الليث بن سعد، عن عقيل، عن الزّهريّ، قال: دفنت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» ليلا، دفنها عليّ، و لم يسمع بدفنها أبو بكر حتّي دفنت، و صلّي عليها عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه(1).
85 - أخبرني أحمد بن محمّد بن إسماعيل، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا جعفر بن مسافر التنيسي، قال: حدّثنا ابن أبي فديك، عن محمّد بن موسي بن أبي عبد اللّه، عن عون بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب، عن أمّه أمّ جعفر، عن أسماء بنت عميس: أنّ فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لما حضرتها الوفاة قالت لها: يا أمّه! إني لأستحيي مما يصنع بالنّساء، قالت: و كان النّساء تسدل عليهنّ الثياب كما يسدل علي الرجال. فقالت: يا ابنة! أ لا أريك شيئا رأيته إذ كنت مع عمّك جعفر بن أبي طالب بأرض الحبشة، فدعوت بجريد فجعلت نعشا، فقالت: اجعلي هذا لي، و لا يلي غسلي إلا أنت و عليّ، فغسلتها أنا و عليّ رضي اللّه عنهما(2).
86 - أخبرنيه: أبو الحسين بن يعقوب الحافظ، قال: أخبرنا محمّد بن إسحاق الثقفي، قال: حدّثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا محمّد بن موسي، عن عون بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب، عن أمّ جعفر بنت محمّد بن جعفر، و عن عمارة بن المهاجر، عن أم جعفر: أنّ فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قالت: «يا أسماء! إني استقبحت ما يصنع بالنّساء؛ إنّه يطرح علي المرأة الثوب فيصفها»، فقالت أسماء: «يا ابنة رسول اللّه! أ لا أريك شيئا رأيته بأرض الحبشة»، فدعت بجرائد رطبة فحنتها، ثمّ طرحت عليها ثوبا، فقالت فاطمة: «ما أحسن هذا و أجمله! يعرف به المرأة من الرجل، فإذا أنا متّ فاغسليني أنت و عليّ، و لا تدخلي عليّ أحدا». فلما توفيت جاءت عائشة تدخل، فقالت أسماء: «لاه!
ص: 77
تدخلي»، فشكت عائشة إلي أبي بكر رضي اللّه عنهما، فقالت: «إنّ هذه الخثعميّة تحول بيننا و بين ابنة نبيّ اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فجاء أبو بكر فوقف علي الباب، فقال: «يا أسماء! ما حملك علي أن منعت أزواج النّبيّ - عليه السلام - يدخلن علي ابنة رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و جعلت لها مثل هودج العروس؟». فقالت: «أمرتني أن لا يدخل عليها أحد، و أريتها الذي صنعت و هي حيّة، فأمرتني أن أصنع ذلك»، فقال أبو بكر:
«فاصنعي ما أمرتك». ثمّ انصرف أبو بكر، و غسلها عليّ و أسماء رضي اللّه عنهم(1).
87 - أخبرنا أحمد بن سليمان الموصليّ، قال: حدّثنا عليّ بن حرب، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن أبي جعفر قال: «ما رأيت فاطمة ضاحكة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إلا يوم أشرفت علي الموت، و إنّما مكثت بعده ستة أشهر»(2).
قال سفيان: قال الزّهريّ: «و إنما مكثت فاطمة بعد رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» ثلاثة أشهر»(3).
هذا هو الصحيح من حياة فاطمة بعد أبيها، و إليه ذهب أحمد بن حنبل في «تاريخه».
88 - حدثناه: أبو العباس محمد بن يعقوب، قال: محمد بن علي بن حمدان الوراق، قال: حدّثنا موسي بن داود الضّبّيّ:.
89 - و أخبرني محمّد بن المؤمل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد الشعرانيّ، قال: حدّثنا أحمد بن حنبل، قال: حدّثنا موسي بن داود، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المؤمل، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: «كان بين النّبيّ و بين فاطمة شهران»(4).
90 - قال: و حدّثنا عبد اللّه بن المؤمل، عن أبي الزّبير، عن جابر: أنّ فاطمة لم تمكثف.
ص: 78
بعد النّبيّ - عليه الصلاة و السلام - إلا شهرين(1).
91 - أخبرنا الحسن بن محمّد المهرجاني، قال: حدّثنا محمّد بن زكريا الغلابيّ، قال:
حدّثنا العبّاس بن بكّار، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المثني الأنصاريّ، قال: حدّثني عمّي ثمامة بن عبد اللّه، عن أنس بن مالك، عن أمّه قالت: «لم تر فاطمة دما في حيض و لا نفاس»(2).
92 - أخبرني أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي الحافظ بهمذان، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن زياد، قال: حدّثنا عمرو بن زياد، قال: حدثنا موسي بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جدّه محمّد بن عليّ، عن أبيه قال: لما ماتت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه:
لكلّ اجتماع من خليلين فرقة و كلّ الذي دون الفراق قليل
و إنّ افتقادي واحدا بعد واحد دليل علي أن لا يدوم خليل(3)
ذكر روايات أمير المؤمنين: عليّ بن أبي طالب، عن فاطمة رضي اللّه عنهما.
93 - أخبرنا أبو عليّ محمّد بن عليّ بن عمر المذّكر، قال: حدّثنا عتيق بن محمّد الحرشي، قال: حدّثنا سفيان بن عيينة:.
94 - و حدّثنا الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا بشر بن موسي، قال:
حدّثنا الحميديّ، قال: حدّثنا سفيان، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن أبي يزيد، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، عن عليّ رضي اللّه عنه: أنّ فاطمة أتت النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» تستخدمه خادما، و اشتكت إلي النّبيّ - عليه السلام - التّنّور يصيب بطنها، فسألته خادما، فقال لها النّبيّ - عليه السّلام -: «أ لا أدلّك علي ما هو خير لك؟»، قالت: «و ما هو؟» قال:).
ص: 79
«تسبّحين اللّه عند منامك ثلاثا و ثلاثين، و تكبّرين ثلاثا و ثلاثين، و تحمدين أربعا و ثلاثين».
قال عليّ رضي اللّه عنه: فما تركتها منذ حدّثتني فاطمة بأنها سمعته من رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، قالوا: و لا ليلة صفّين؟ قال: و لا ليلة صفّين(1).
95 - أخبرناه: أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغداذيّ، قال: حدّثنا عبد العزيز بن الحسين بن بكر بن الشرود الصّنعانيّ، قال: حدّثنا أبي، عن جدّي، عن عبد الوهاب بن مجاهد، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلي أنّه سمع عليّا يقول: قلت: فاطمة! ايت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؛ فسليه أن يخدمك خادما، فقد شقّ عليك الخدمة، ثمّ ذكر الحديث بنحوه. و قد روي هذا الحديث الحكم بن عتيبة، و عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي(2).
96 - أمّا حديث الحكم(3) فأخبرناه: أحمد بن سليمان بن الحسن الفقيه ببغداذ، قال:
حدثنا هلال بن العلاء الرقي، قال: حدثنا أبي، و عبد اللّه بن جعفر قالا: حدّثنا عبيد اللّه بن عمرو، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، عن عليّ رضي اللّه عنه قال: قدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: سبيّ، فأمرت فاطمة أن تأتي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؛ فتستخدمه، و كانت تطحن و تعمل بيدها، فانطلقت فاطمة - و كان يوم عائشة - فلم تجده، فرجعت، ثمّ مكثت ساعة، ثمّ انطلقت فلم تجده، فرجعت، و لم يرجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» حتّي صلّي العشاء،خ!
ص: 80
فقالت عائشة: «يا رسول اللّه! جاءت فاطمة اليوم مرارا تطلبك، كلّ ذلك لا تجدك»، و كانت ليلة باردة، فقال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «ما جاء بها إلا حاجة أو أمر»، فخرج حتّي أتي باب فاطمة، فسلّم. قال عليّ: «و قد أخذت أنا و فاطمة مضاجعنا، فلما استأذن النّبيّ - عليه السّلام - تحرّكت لأقوم...»(1).
97 - و أمّا حديث محمّد بن جحادة، و أشعث بن سوار عن الحكم، فأخبرناه:
دعلج بن أحمد السجزيّ ببغداذ، قال: حدّثنا أحمد بن علي الأبّار، قال: حدّثنا عبد اللّه بن عون الخرّاز، قال: حدّثنا داود بن الزّبرقان، قال: حدّثنا محمّد بن جحادة، و أشعث، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال: شكت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» مجل يديها من الطّحن، فقال لها عليّ:
«إنّ أباك(2) قد قدم عليه سبيّ، فأتيه فسليه». فأتته، فلم تجده هناك، فلما جاء قالت عائشة:
«إنّ ابنتك فاطمة جاءت تطلب خادما». قال عليّ: «فجاءنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و قد أخذنا مضاجعنا». قال: «فذهبنا نقوم»، فقال: «مكانكما». فدنا حتّي وجدت برد قدمه في صدري، قال: «أ لا أخبر كما بخير مما سألتما؟». قلنا: «بلي». قال: «إذا أويتما إلي فراشكما هذا؛ فسبحا اللّه ثلاثا و ثلاثين، و احمداه ثلاثا و ثلاثين، و كبراه أربعا و ثلاثين، فهذا خير مما سألتما»(3).
98 - و أمّا حديث معاوية بن ميسرة بن شريح عن الحكم العبدي: فحدّثناه:
أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد، قال: حدّثنا الحسن بن جعفر بن مدرار، قال: حدّثني عمّي طاهر بن مدرار، قال: حدّثني معاوية بن ميسرة بن شريح، قال: حدّثني الحكم بن عتيبة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي أنّه سمع عليّا يقول: أتت فاطمة النّبيّ - عليه السّلام - تسأله خادما، فقال: «أ لا أدلّك علي خير من ذلك؛ إذا أخذت مضجعك فسبّحي اللّه ثلاثا و ثلاثين، و كبّريه أربعا و ثلاثين، و احمديه ثلاثاب.
ص: 81
و ثلاثين فتلك مائة باللسان، و ألف في الميزان». قال عليّ رضي اللّه عنه: «فما تركتهن بعد». قال رجل: «و لا ليلة صفّين؟» قال: «و لا ليلة صفّين»(1).
99 - و قد روّينا هذا الحديث عن عمرو بن مرّة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، أخبرناه: أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبيّ بمرو، قال: حدّثنا سعيد بن مسعود، قال:
حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا العوام بن حوشب، عن عمرو بن مرة، عن عبد الرحمن بن أبي ليلي، عن عليّ رضي اللّه عنه قال: «أتانا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» حتّي وضع رجله بيني، و بين فاطمة، فعلّمنا ما نقول إذا أخذنا مضاجعنا؛ ثلاثا و ثلاثين تسبيحة، و ثلاثا و ثلاثين تحميدة، و أربعا و ثلاثين تكبيرة». قال عليّ: «فما تركتها بعد». قال رجل: «و لا ليلة صفّين؟» قال: «و لا ليلة صفّين»(2).
100 - أخبرنا أبو عمرو عثمان بن عمرو الزاهد ببغداذ، قال: حدّثنا أبو قلابة، قال:
حدّثنا أزهر بن سعد، قال: حدّثنا عبد اللّه بن عون، عن محمّد بن سيرين، عن عبيدة، عن عليّ قال: «جاءت فاطمة إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» تشتكي مجل يديها، فأمرها رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» بالتسبيح، و التحميد، و التكبير، و التهليل»(3).
101 - أخبرنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن
ص: 82
سعيد الحافظ، قال: حدّثنا يحيي بن زكريا بن شيبان، قال: حدّثنا حسين بن سفيان بن إبراهيم الحريري، قال: حدّثنا أبي، عن عمران بن بشر الحريري، عن محمّد بن سيرين، عن عبيدة السّلماني، عن عليّ رضي اللّه عنه: أن فاطمة أتت النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» تشكو إليه خدمة البيت، و تسأله خادما، فأتاها عند المنام، فقال: «أ لا أدلّك علي ما هو خير مما سألت؟»، فسكتت، فأعاد ذلك، و كان كلامه إلي الثلاثة، فقالت: «بل؛ ما هو خير لي». قال:
«تسبّحين اللّه عند المنام ثلاثا و ثلاثين، و تحمدين ثلاثا و ثلاثين، و تكبرين أربعا و ثلاثين». قال عليّ: «فما تركتهن بعد». قال له رجل: «و لا ليلة صفّين؟» قال: «و لا ليلة صفّين».
قال سفيان بن إبراهيم: فحدّثني أبي، قال: حدّثنا ربيعة بن يزيد، عن القاسم بن الوليد، عن أبي صادق، أنّ الذي قال لعليّ: «و لا ليلة صفّين»؛ الأشعث بن قيس(1).
102 - و ممن روي هذا الحديث عن أمير المؤمنين: زيد بن وهب الجهنيّ: أخبرني أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الحافظ، قال:
حدّثنا الحسن بن جعفر بن مدرار، قال: حدّثنا عمّي طاهر بن مدرار، قال: حدّثنا الحسن بن عمارة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن زيد بن وهب الجهني، عن أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال: «أتت فاطمة النّبيّ - عليهما السلام - تسأله خادما، فقال:
«أ لا أدلّك علي خير من ذلك؛ إذا أويت إلي فراشك فسبّحي اللّه ثلاثا و ثلاثين، و كبريه أربعا و ثلاثين»(2).
103 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا الحسين بن عليّ بن عفان العامريّ، قال: حدّثنا محمّد بن فضيل بن غزوان، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عليّ رضي اللّه عنه: أنّه أتي فاطمة، فقال لها: إني أشتكي صدري ممّا أمدّ من الغرب. قالت: و أنا و اللّه أشتكي يدي مما أطحن من الرّحا، فقال لها عليّ: ايتي النّبيّ - عليه السّلام - فإنه قد أتاه سبيّ، فأتيه لعلّه أن يخدمك خادما. قالت: فانطلقت إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله
ص: 83
و سلّم» فسلّمت عليه ثمّ رجعت، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «ما جاء بك؟»، فقالت: جئت لأسلّم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فلما رجعت إلي عليّ، قال: مالك؟ قالت: و اللّه! ما استطعت أن أكلّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» من هيبته.
قال: فانطلقنا إليه معا، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «ما جاء بكما؟ لقد جاءت بكما حاجة». فقال له عليّ: أجل يا رسول اللّه! شكوت إلي فاطمة صدري؛ مما أمدّ بالغرب، و شكت إليّ مما تطحن بالرّحا، فأتيناك لتخدمنا خادما مما أتاك.
قال: «لا، و لكن أبيعهم، و أنفق ثمنهم علي أصحاب الصّفّة، الذين تطوي أكبادهم من الجوع، لا أجد ما أطعمهم»، فلما رجعا، و أخذا مضجعهما من الليل، أتاهما صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» و هما في خميلة لهما - و الخميلة القطيفة البيضاء من الصوف - و كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» جهّزها به، و بوسادة حشوها إذخر، و قربة، و قد كان حين ردّهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و جدا في أنفسهما، و شقّ عليهما، فلما سمعا حسّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» ذهبا ليقوما، فقال لهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «مكانكما». ثمّ جاء حتّي جلس علي طرف الخميلة، ثمّ قال:
«إنكما جئتماني؛ لأخدمكما خادما، و إني سأخبركما بما هو خير لكما؛ تحمدان اللّه في دبر كلّ صلاة عشرا، و تسبحانه عشرا، و تكبرانه عشرا، تسبحانه ثلاثا و ثلاثين، و تكبّرانه أربعا و ثلاثين فتلك مائة، و إذا أخذتما مضاجعكما من الليل». قال عليّ: «فما أعلمني تركتها بعد».
فقال له عبد اللّه بن الكوّاء: «و لا ليلة صفّين؟»، فقال له عليّ رضي اللّه عنه: «قاتلكم اللّه أهل العراق! و لا ليلة صفّين»(1). -
ص: 84
* رواه حمّاد بن سلمة، و سفيان بن عيينة، عن عطاء بن السائب:
104 - أمّا حديث حمّاد: فحدّثناه عليّ بن حمشاد العدل، قال: حدّثنا محمّد بن غالب، و إسحاق بن الحسن، قال: حدّثنا عفان بن مسلم، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عليّ بن أبي طالب: أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» زوّجه فاطمة، ثمّ بعث معها بخميلة، و وسادة من أدم: حشوها ليف، و سقاء، و رحا بئر، فذكر الحديث بنحوه، و زاد فيه: و قد دخلا في قطيفتهما، فإذا غطّيا رءوسهما:
انكشفت أقدامهما، و إذا غطّيا أقدامهما انكشفت رءوسهما. و زاد أيضا: «كلمات علّمنيهنّ جبريل عليه السلام»(1).
105 - و أمّا حديث سفيان بن عيينة، عن عطاء، فحدّثناه: أبو بكر بن إسحاق، قال:
أخبرنا بشر بن موسي، قال: حدّثنا الحميدي، قال: حدّثنا سفيان، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عليّ رضي اللّه عنه قال: قالت فاطمة رضي اللّه عنها: يا رسول اللّه! أعطنا خادما. قال: «و اللّه لا أعطيكما خادما، و أدع أهل الصفة تطوي بطونهم من الجوع، و لكن أدلّك علي ما هو خير لك؛ فسبحي اللّه ثلاثا و ثلاثين، و كبّريه أربعا و ثلاثين»(2). -
ص: 85
سمعت أبا الحسن أحمد بن محمّد بن سلمة العنزي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارميّ يقول: سألت يحيي بن معين عن أحاديث الحارث، عن عليّ، فقال: «الحارث ثقة». قال عثمان بن سعيد: «و ليس يتابع يحيي بن معين عليه»(1).
106 - أخبرني أبو العبّاس القاسم بن القاسم السياري بمرو، قال: حدّثنا يحيي بن ساسوية، قال: حدّثنا سويد بن نصر، قال: حدّثنا عبد الكبير بن دينار، عن أبي إسحاق، عن الحارث، عن عليّ: أنّه قال لفاطمة حيث رآها قد شقّ عليها الخدمة: لو أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؛ فسألتيه خادما. قال: و كانت فاطمة تجلّ النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أن تأتيه فتكلّمه في ذلك. قال: و كانت تطحن و تخبز، فلما رأي ذلك عليّ أتي النّبيّ - عليه الصلاة و السلام - فذكر ذلك له، فقال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»:
«أ لا أنبئكما بشيء هو خير لكما من ذلك؛ تسبحان عند المنام ثلاثا و ثلاثين، و تحمدان ثلاثا و ثلاثين، و تكبران أربعا و ثلاثين، فذلك مائة علي اللسان، و ألف في الميزان».
قال عليّ: «فما تركتها منذ أمرني رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم». فقال له رجل: «و لا ليلة صفّين؟». قال: «و لا ليلة صفّين»(2).
107 - حدّثناه: أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصغاني،
ص: 86
قال: حدّثنا سعيد بن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيي بن أيوب، عن عبيد اللّه بن زحر، عن عليّ بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عليّ رضي اللّه عنه قال: أهدي لرسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» رقيق، أهداهم له بعض ملوك الأعاجم، فقلت لفاطمة: ايت أباك فاستخدميه خادما، و اشتكي إليه ما تلقينه من الخدمة، فانطلقت إليه فلم تجده، و كان يوم عائشة، فأخبرته عائشة، فلما كان عند العشاء، و صلّي العشاء الآخرة أتانا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقالت له فاطمة: قد مجلت يداي من الرّحا، أبيت ليلتي جميعا أدير الرّحا، و أبو الحسن يحمل حسنا، و حسينا، فقال لها عند ذلك: «اصبري يا فاطمة بنت محمّد؛ فإنّ خير النّساء التي تفقّد أهلها، أ فلا أدلّكما خيرا من الذي تريدان؟ إذا أخذتما مضاجعكما فكبرا اللّه ثلاثا و ثلاثين، و احمدا اللّه ثلاثا و ثلاثين، و سبحا اللّه ثلاثا و ثلاثين، ثمّ أختما بلا إله إلا اللّه، فذلك خير لكما من الذي تريدان، و من الدنيا و ما فيها»(1).
108 - أخبرني أبو بكر محمّد بن المؤمل بن الحسن بن عيسي، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد الشعراني، قال: حدّثنا إبراهيم بن حمزة الزّبيري، قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمّد، عن يزيد بن الهاد، عن محمّد بن كعب القرظيّ، عن شبث بن ربعي، عن عليّ قال: قدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» سبيّ، فقال عليّ لفاطمة: ايتي أباك، فسليه خادما تتّقي به العمل، فأتاها فأصابها حين أمست، فقال لها: «ما لك يا بنيّة؟». قالت:
«جئت أسلّم عليك»، و استحيت أن تسأله شيئا، فلما رجعت قال لها عليّ: ما فعلت؟ قالت: لم أسأله شيئا، و استحييت، فلما كانت الليلة الثانية قال: ايت أباك فسلي لنا خادما نتقي به العمل. فخرجت إليه، فلما جاءته قال: «مرحبا يا بنيّة، مالك؟». قالت: لا شيء؛ جئت انظر كيف أمسيت. و استحيت أن تسأله شيئا، حتّي إذا كانت الليلة الثالثة قال لها عليّ: امشي. فخرجا حتّي أتيا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقال: «ما جاء بكما؟». قال عليّ رضي اللّه عنه: يا رسول اللّه! شقّ علينا العمل، فأردنا أن تعطينا خادما نتّقي به
ص: 87
العمل. فقال لهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أدلّكما علي خير لكما من حمر النّعم؟». قال عليّ: نعم يا رسول اللّه! قال: «تكبّران، و تسبحان، و تحمدان؛ فإنه حين تريدان أن تنامان: ألف حسنة، و حين تسبحان فتقومان علي ألف حسنة». قال عليّ: فما فارقني منذ سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إلا ليلة صفّين؛ فإني نسيتهما؛ حتّي ذكرتهما من آخر الليل(1).
109 - أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا عليّ بن عبد العزيز، قال:
حدّثنا حجاج بن منهال، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن نعيم بن حكيم، عن أبي مريم قال:
سمعت عليّا رضي اللّه عنه يقول: كانت فاطمة تدقّ الدّرمك(2) بين حجرين، حتّي مجلت يداها، فقلت لها: ايتي النّبيّ - عليه السلام - فسليه خادما، فأتته فوجدته خارجا مع القوم، فلمّا أبطأ عليها رجعت، قال: ففعلت ذلك ليلة أو ليلتين، فلمّا رجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إلي أهله أخبر أنّ فاطمة أتته لحاجة لها، فلما أبطأ عليها رجعت إلي بيتها، و قد كنا فرشنا فراشنا، فلما استأذن علينا تحشحشنا(3) لنلبس علينا ثيابنا، فلما سمع ذلك قال:
«كما كنتما في لحافكما»، فدخل فقعد عند رءوسنا، فأدخل رجليه بيني و بينها، قال: «حدّثت أنّ ابنتي أتتني لحاجة لها، فما كانت حاجة ابنتي؟». قال: فاستحيت فاطمة أن تكلّمه علي تلك الحال. قال: فأجبت عنها بعد أن سألنا مرّتين أو ثلاثة. قال: فقلت: يا رسول اللّه! إنّها كانت مجلت يدها من دقّ الدّرمك، و إنها أتتك تسألك خادما يكفيها ذلك. فقال: «أ لا أدلّكما علي ما يدوم لكما، و هو أحبّ إليكما، أم ما سألتما؟». فقلت: لا؛ بل ما يدوم لنا أحبّ إلينا. قال: «فإذا أويتما إلي فراشكما فاحمدا اللّه ثلاثا و ثلاثين، و سبّحا ثلاثا و ثلاثين، و كبّرا
ص: 88
أربعا و ثلاثين، فذلك خير لكما مما سألتما». قال عليّ: ما تركتها منذ أمرني بها رسول اللّه صلّي اللّه عليه آله و سلّم. فقال رجل: يا أمير المؤمنين؛ و لا ليلة صفّين؟ قال: و لا ليلة صفّين!(1).
110 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا بكّار بن قتيبة القاضي بمصر، قال: حدّثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدّثنا عيسي بن عبد الرحمن، حدّثني عبد اللّه بن يعلي، قال: سمعت عليّا. قلت: أسمعته من عليّ؟ قال: نعم، و شهدت معه صفّين: أنّ فاطمة جاءت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» تشكو العمل، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أ لا أدلّك علي خير من ذلك؛ تسبّحين ثلاثا و ثلاثين، و تحمدين ثلاثا و ثلاثين، و تكبرين أربعا و ثلاثين»(2).
,1-111 - أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الزاهد الأصبهاني، قال: حدّثنا أحمد بن مهران بن خالد الأصبهاني، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسي، قال: أخبرنا زكريا بن أبي زائدة، عن أبي إسحاق، عن هانئ بن هانئ، عن عليّ رضي اللّه عنه قال: «أرسلت فاطمة لمّا أصابها من الجهد من الخدمة»، و ذكر نحو حديث هبيرة بن مريم الذي علي أثر هذا الحديث(3):.
ص: 89
112 - أخبرنا أبو عبد اللّه الصفّار، قال: حدّثنا أحمد بن مهران، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسي، قال: أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق، عن هبيرة بن بريم، عن عليّ قال: قلت لفاطمة رضي اللّه عنها: لو أتيت رسول اللّه؛ فإنه قد جهدك الطّحن و العمل؟ قالت:
انطلق معي. فانطلقت معها، فسألته، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أ لا أدلّكما علي ما هو خير من ذلك؟ إذا أويتما إلي فراشكما فسبّحا اللّه ثلاثا و ثلاثين، و احمداه ثلاثا و ثلاثين، و كبراه أربعا و ثلاثين، فذلك مائة باللسان، و ألف في الميزان». قال عليّ رضي اللّه عنه:
«ما تركتها منذ سمعتها». فقال له رجل: «و لا ليلة صفّين؟» قال: «و لا ليلة صفّين»(1).
113 - أخبرنا أبو النضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه، قال: حدّثنا عثمان بن سعيد الدارميّ، و أخبرني أبو بكر بن المؤمل، قال: حدّثنا الفضل بن محمّد الشعراني قالا:
حدّثنا عبد اللّه بن محمّد النفيلي، قال: حدّثنا زهير عن أبي إسحاق، قال: حدّثني عمارة، و هبيرة، و هانئ بن هانئ، أنهم سمعوا عليّا قال: اشتكت فاطمة لمّا أصابها من الجهد من الخدمة، فقلت: اذهبي إلي أبيك؛ فسليه أن يخدمك. فشقّ ذلك عليها؛ فقالت: اذهب معي. فلم تزل بي حتّي ذهبت معها، فدخلنا فسألنا خادما. فقال: «لا؛ بل أعلمكما ما هو خير لكما من خادم؛ تسبحان عند منامكما ثلاثا و ثلاثين، و تحمدان ثلاثا و ثلاثين، و تكبران أربعا و ثلاثين، فإنهن مائة علي اللسان، و كذا و كذا في الميزان». قال: «ما تركت قولهنّ عند منامي». قال رجل: «و لا ليلة صفّين؟» قال: «و لا ليلة صفّين»(2).
ص: 90
114 - حدّثناه: عليّ بن حمشاد العدل، قال: حدّثنا هشام بن عليّ السدوسيّ، قال:
حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الرقاشي، قال: حدّثنا عبد الواحد بن زياد، قال: حدّثنا الجريري، عن أبي الورد(1)، عن ابن أعبد و اسمه عمارة قال: قال لي عليّ بن أبي طالب: يا ابن أعبد! أ لا أعلمك، أ لا أخبرك عني، و عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؟ كانت زوجتي، و كانت من أحب أهله إليه، كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إذا جاء من مغيبه بدأ بها، و إنما رحت الرحا بيدها حتّي أثرّ الرّحا في يدها، و استقت القربة حتّي أثّرت القربة بنحرها، و قمّت البيت حتّي اغبرّت ثيابها، و أو قدت القدر حتّي دنست ثيابها، فقدم علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» سبيّ أو رقيق، فقلت لها: «لو أتيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؛ فسألته خادما...» ثمّ ذكر ما في الحديث بطوله(2):.
حديث آخر:
115 - حدّثني أبو عليّ الحسين بن عليّ الحافظ، قال: أخبرني عليّ بن عبد الملك بن عبد ربه الطائي بحمص، قال: حدّثنا أبي: عبد الملك بن عبد ربه، قال:
حدّثنا الهيثم بن عدي، عن مسعر، و موسي بن عبد الملك بن عمير، كلاهما: عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزّال بن سبرة، عن علي رضي اللّه عنه قال: جاءت فاطمة تشكو إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أبغض النّساء إلي اللّه التي لا تزال رافعة ذيلها تشكو زوجها». فقالت: يا رسول اللّه! لا أشكوه أبدا(3).
ص: 91
116 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا العبّاس بن محمّد الدوري، قال: حدّثنا محمّد بن عبيد الطنافسي، قال: حدّثنا هاشم بن البريد، عن حسين بن ميمون، عن عبد اللّه بن عبد اللّه قاضي الري، عن عبد الرحمن ابن أبي ليلي، قال: سمعت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه يقول: اجتمعت أنا، و فاطمة، و العبّاس، و زيد بن حارثة، فقال العبّاس: يا رسول اللّه! كبر سني، ورقّ عظمي، و كثرت مؤنتي، فإن رأيت يا رسول اللّه أن تأمر لي بكذا، و كذا: وسقا من طعام فافعل. فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «نفعل». قالت فاطمة: يا رسول اللّه! إن رأيت أن تأمر لي كما أمرت لعمّك فافعل. فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أفعل»(1).
حديث آخر:
117 - حدّثني محمّد بن صالح بن هانئ، قال: حدّثنا يحيي بن محمّد بن يحيي، قال: حدّثنا مسدد، قال: حدّثنا عيسي بن يونس، قال: حدّثنا وكيع، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عليّ رضي اللّه عنه قال: «تزوجت فاطمة و ما لنا إلا إهاب
ص: 92
كبش ننام علي ناحيته، و تعجن فاطمة علي ناحية»(1).
حديث آخر:
118 - أخبرني أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبي بمرو، قال: حدّثنا سعيد بن مسعود، و أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفار، قال: حدّثنا محمّد بن سلمة قالا: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا سعيد بن زيد أخو حماد بن زيد، قال: حدّثنا عمرو بن خالد، عن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جده، عن عليّ رضي اللّه عنه: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال لفاطمة: «يا فاطمة! قومي فاشهدي أضحيتك؛ أما إنّ لك بأوّل قطرة من دمها أن يغفر لك كلّ ذنب عملتيه، و قولي: إِنَّ صَلاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيايَ وَ مَماتِي لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) [الأنعام: 162-163].
فقال أبو سعيد الخدريّ: يا رسول اللّه! أ هذا لأهل محمّد خاصة؛ فإنهم أهل لما خصّوا به، أم للناس عامة؟ فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «بل للناس عامة»(2).
حديث آخر:
119 - أخبرني إسماعيل بن محمّد بن الفضل بن محمّد الشعرانيّ، حدّثنا جدّي، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدّثني محمّد بن جعفر بن محمّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده، عن عليّ: أن فاطمة رضي اللّه عنهما كانت تبكي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و كانت تقول: «وا أبتاه! من ربه ما أدناه، وا أبتاه! في الجنان مأواه، وا أبتاه! ربّ العرش يكرمه إذا أتاه، وا أبتاه! الرّسل تسلّمر.
ص: 93
عليه حين تلقاه»(1).
120 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفان العامريّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسي، قال: حدّثنا حسين بن زيد، عن عليّ بن محمّد، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين، عن الحسين بن عليّ:: أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال لأمّه فاطمة: «إنّ اللّه يغضب لغضبك و يرضي لرضاك»(2).
حديث آخر:
121 - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغداديّ، قال:
حدّثنا عبد اللّه بن الحسين بن جابر المصيصي، قال: حدّثنا موسي بن محمّد البلقاوي(3)، قال: حدّثنا الوليد بن محمّد الموقري، قال: كنّا علي باب الزّهريّ، إذ سمع جلبة، فقال: ما هذا يا وليد؟ فنظرت فإذا رأس زيد بن عليّ يطاف به بيد اللعابين، فأخبرته، فبكا الزّهريّ، ثمّ قال: أهلك هذا البيت العجلة. قلت: و يملّكون؟ قال: نعم؛ حدّثني عليّ بن الحسين، عن أبيه، أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال لفاطمة: «أبشري؛ المهديّ منك»(4).
122 - أخبرنا أبو عليّ محمّد بن عليّ بن عمر المذكّر، قال: حدّثنا أحمد بن يوسف السّلمي، قال: حدّثنا عمرو بن أبي سلمة التّنّيسيّ، قال: حدّثنا أبو معبد حفص بن غيلان، عن الحكم بن عبد اللّه الأيليّ، عن محمّد بن عليّ بن الحسين، عن أبيه، عن جدّه
ص: 94
الحسين بن عليّ قال: خرج [الحسين](1) و أنا معه نريد أرضه التي بظهر الحرّة، فلما جئنا الصورين، و نحن نمشي، استقبلنا ابن النعمان بن بشير علي بغلة، فقرّبها إلي الحسين فقال:
اركب أبا عبد اللّه! قال: فكره ذلك الحسين، فلم يزل ذلك من إقسام ابن النعمان حتّي ركب الحسين، ثمّ قال: أما إذ أقسمت؛ فقد كلّفتني ما أكره، فاركب علي صدر دابّتك بشارة لك، إني سمعت أمّي فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» تقول: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «الرجل أحقّ بصدر فراشه، و صدر دابته، و الصلاة في منزله». فقال ابن النعمان: صدقت ابنة رسول اللّه، سمعت النعمان بن بشير يقول، و ها هو ذا يقول كما قالت. فركب الحسين في السّرج و ردفه ابن النعمان(2).
حديث آخر:
123 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا الربيع بن سليمان، قال: حدّثنا أسد بن موسي، قال: حدّثنا حماد بن سلمة، عن محمّد بن إسحاق، عن أبيه، عن عبد اللّه بن الحسن بن الحسين، عن أمّه فاطمة بنت الحسين، عن أبيها الحسين بن عليّ، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قالت: دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقرّبت إليه شيئا مما غيّرت النار، ثمّ جاء بلال يؤذنه الصلاة، فأخذ رداءه ليخرج، فقلت: يا حبيبي! أ لا تتوضأ؟ قال: «و فيم يا بنيّة؟» فقلت: «أ لست قد أكلت مما غيّرت النار؟» فقال: «أ ليس من أطيب طعامكم ما غيرت النار؟». ثمّ خرج فصلّي و لم يتوضأ(3).م.
ص: 95
124 - أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ بن عبد الحميد الصّنعانيّ بمكة، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال: دخلت فاطمة علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» و هي تبكي، فقال: «يا بنيّة؛ ما يبكيك؟». قالت: يا أبت! ما لي لا أبكي، و هؤلاء الملأ من قريش في الحجر، يتعاقدون باللات، و العزي، و مناة الثالثة الأخري: لو قد رأوك؛ قاموا إليك فيقتلونك، فليس منهم رجل إلا و قد عرف نصيبه من ذلك. فقال: «يا بنيّة؛ ايتيني بوضوء». فتوضأ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و خرج إلي المسجد، فلما رأوه قالوا: هو ذا. فطأطئوا رءوسهم، و سقطت أذقانهم بين ثديّيهم، ثمّ رفعوا أبصارهم، فتناول رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قبضة من تراب، و هم في الحجر يحصبهم بها، و قال: «شاهت الوجوه»، فما أصاب رجلا منهم حصاة؛ إلا قتل يوم بدر كافرا(1).
125 - حدّثناه: الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق، قال: أخبرنا أبو المثني، قال: حدّثنا مسدّد، قال: حدّثنا يحيي بن سليم المكّيّ، و أخبرنا عبد اللّه بن محمّد الدورقي، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا محمّد بن منصور الجواد، قال: حدّثنا يحيي بن سليم، قال:
حدّثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: أنّ فاطمة دخلت
ص: 96
علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فذكر الحديث مثله سواء(1):.
126 - و حدّثناه: محمّد بن محمّد بن يعقوب الحافظ، قال: أخبرنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق الثقفيّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن سعيد، قال: حدّثنا يحيي بن سليم(2)، قال: حدّثنا عبد اللّه بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير: أن فاطمة دخلت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فذكر الحديث بنحوه مرسلا(3).
127 - و قد أخبرني: أبو الحسن أحمد بن محمّد بن سلمة العنزيّ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيد الدارميّ، قال: حدّثنا وضّاح بن يحيي، قال: حدّثنا أبو بكر بن عياش، عن عبد اللّه بن عثمان بن خيثم القاريّ، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قالت: اجتمع مشركو قريش في الحجر، فقالوا: إذا مرّ محمّد ضربه كلّ رجل منا ضربة، فسمعته، فدخلت علي أبيها، فقالت: يا أبت! إنّه قد اجتمع مشركو قريش في الحجر، فقالوا: إذا مرّ محمّد، ضربه كلّ رجل منا ضربة. قال: «يا بنيّة! اسكني». ثمّ خرج، فدخل عليهم المسجد، فرفعوا رءوسهم، ثمّ نكسوا، فأخذ قبضة من تراب، فرمي بها نحوهم، ثمّ قال: «شاهت الوجوه»، فما أصاب رجلا منهم؛ إلا قتل يوم بدر(4).
128 - حدّثناه: أحمد بن عليّ بن الحسن بن شاذان المقرئ، قال: حدّثنا عمران بن
ص: 97
بكار الكلاعي بحمص، قال: حدّثنا الربيع بن روح الحضرمي، قال: حدّثنا إسماعيل بن عياش، عن عبد اللّه بن عثمان بن خيثم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال:
اجتمع الملأ من قريش علي أن يضربوا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فحدّثتني فاطمة أنّها أخبرت بذلك النّبيّ - عليه السّلام -، فقال: «اسكني». فلما دخل المسجد، رفعوا رءوسهم، فأخذ النّبيّ - عليه الصلاة و السّلام - قبضة من تراب، فرماهم به، فما بقي منهم أحد إلا قتل كافرا يوم بدر(1).
129 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبار العطاردي، قال: حدّثنا يونس بن بكير، عن محمّد بن إسحاق، حدّثني حسين ابن عبد اللّه بن عبيد اللّه، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي اللّه عنهما قال: لما رجع رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» من أحد أعطي فاطمة ابنته سيفه، فقال: «يا ابنتي اغسلي هذا السيف عن الدّم». و أعطاها عليّ سيفه، فقال: و هذا فاغسلي عنه الدم؛ فو اللّه لقد نفعني اليوم، و لقد أحسنت به القتال، فسمعه رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقال:
«لئن كنت صدقت القتال اليوم؛ فلقد صدق بعدك القتال سهل بن حنيف، و سماك بن خرشة، أبو دجانة»(2).
هذا حديث ينبغي أن يتأدّب به العاقل، فلا يعد علي سيّده كبيرا مما يروقه من امتثال أمره و النيابة عنه(3).
ص: 98
130 - أخبرنا أبو العبّاس قاسم بن القاسم السياريّ بمرو، قال: حدّثنا إبراهيم بن هلال، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن شقيق، قال: حدّثنا الحسين بن واقد، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس: أنّ النّبيّ - عليه السّلام - كان إذا رجع من سفر قبّل فاطمة رضي اللّه عنها(1).
حديث آخر:
131 - أخبرنا العبّاس بن محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا العبّاس بن محمد الدوري، قال: حدّثنا وهب بن جرير بن حازم، قال: حدّثنا أبي، قال: سمعت محمّد بن إسحاق يقول: حدّثني خصيف، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قدم عليّ بن أبي طالب من اليمن، و قد أمر رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فاطمة فحلّت، فدخل عليّ عليها، فقال: «مالك يا ابنة رسول اللّه؟» فقالت: «أمرنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أن نهلّ بعمرة فحللنا»(2).
132 - حدّثني عليّ بن حمشاد العدل، و محمّد بن أحمد بن بالويه، و أحمد بن يعقوب الثقفيّ قالوا: أخبرنا الحسن بن عليّ بن رشيد المعمري، قال: حدّثنا عبد السلام بن صالح، قال: حدّثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن عباس، قال: لما زوّج النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» عليّا. ابنته فاطمة قالت: «قد زوّجتني من عابد لا مال له». فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أ ما ترضين أن يكون اللّه تعالي اطّلع إلي أهل الأرض؛ فاختار منهم رجلين، فجعل أحدهما أباك، و الآخر زوجك»(3).
ص: 99
133 - حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمّد بن يحيي المزكّي، قال:
حدّثنا أبو حامد أحمد بن محمّد بن الحسن الحافظ، نا عبد اللّه بن عبد الوهاب الخوارزميّ، قال: حدّثنا أحمد بن حماد المروزي، قال: حدّثنا محبوب بن حميد البصري - و سأله عن هذا الحديث: روح بن عبادة - قال: حدّثنا القاسم ابن بهرام، عن ليث، عن مجاهد، عن ابن عباس: في قوله تعالي: يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً [الإنسان، 7]. قال: مرض الحسن و الحسين، فعادهما جدّهما رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و عادهما عامة العرب، فقالوا: يا أبا الحسن! لو نذرت علي ولديك نذرا، و كلّ نذر ليس له وفاء فليس بشيء.
فقال عليّ: إن برءا مما بهما صمت للّه ثلاثة أيام شكرا. و قالت فاطمة كذلك، فألبس الغلامان العافية، و ليس عند آل محمّد صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قليل و لا كثير، فانطلق عليّ إلي شمعون بن جابر اليهوديّ الخيبريّ، فاستقرض منه ثلاثة آصع من شعير، جاء به فوضعه في ناحية البيت، فقامت فاطمة إلي صاع؛ فطحنته و اختبزته، و صلّي عليّ مع النّبيّ - عليه السّلام -، ثمّ أتي المنزل؛ فوضع الطعام بين يديه؛ إذ أتاهم مسكين؛ فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد! مسكين من أولاد المسلمين، أطعموني أطعمكم اللّه علي موائد الجنّة؛ فسمعه عليّ فأنشأ يقول:
أ فاطم يا ذات السّداد و اليقين يا بنت خير النّاس أجمعين
أ ما ترين البائس المسكين قد قام بالباب له حنين
ص: 100
يشكو إلي اللّه و يستكين يشكو إلينا جائع حزين
كلّ امرئ بكسبه رهين من يكسب الخير يقف سمين
فأنشأت فاطمة رضي اللّه عنها تقول:
أمرك لي نعم سمع و طاعه ما بي من لؤم و لا وضاعه
غذيت في الخير له صناعه أطعمه و لا أبالي الساعة
أرجو بأن أنقذ من مجاعه و ألحق الأحباب و الجماعه
و أدخل الجنّة لي شفاعه
قال: فاعطوه الطعام، و مكثوا يومهم و ليلتهم، و لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح.
فلما كان اليوم الثاني، قامت فاطمة إلي صاع، فطحنته و اختبزته، و صلّي عليّ مع النّبيّ - عليه السّلام -، ثمّ أتي المنزل، فوضع الطعام بين يديه؛ إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمد! يتيم من أولاد المهاجرين، استشهد أبي يوم العقبة(1)، أطعموني أطعمكم اللّه علي موائد الجنة.
فسمعه عليّ، فأنشأ يقول:
أ فاطم بنت السيد الكريم بنت نبيّ ليس بالذّميم
قد جاءنا اللّه بهذا اليتيم من يرحم اليوم يكن رحيم
و يدخل الخلد و هو سليم قد حرّم الخير علي اللئيم
و لا يجوز في الصراط المستقيم يدكّ في النار إلي الحميم
شرابه الصّديد و الحميم
فأنشأت فاطمة تقول:
أطعمه اليوم و لا أبالي و أوثر اللّه علي عيالي
أمسوا جياعا و هم أشبالي أصغرهم يقتل في القتالب!
ص: 101
بكربلا يقتل باغتيال الويل للقاتل و الوبال
يهوي في النار إلي سفال و في يديه الغلّ و الأغلال
كبوله زاد علي الأكبال
قال: فأعطوه الطعام، و مكثوا يومين و ليلتين لم يذوقوا شيئا إلا الماء القراح، فلما كان في اليوم الثالث، قامت فاطمة إلي الصّاع الباقي - و قال الخوارزمي مرّة: إلي الصاع الثالث - فطحنته و اختبزته، و صلّي عليّ مع النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، ثمّ أتي المنزل، فوضع الطعام بين يديه؛ إذا أتاهم أسير فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم يا أهل بيت محمّد! صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، تأسرونا و لا تطعمونا، أطعموني؛ فإني أسير محمّد صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، أطعمكم اللّه علي موائد الجنة، فسمعه عليّ فأنشأ يقول:
أ فاطم يا بنت النّبيّ أحمد بنت نبيّ سيّد مؤيّد
اللّه سمّاه بحمده محمّد قد زانه ربّي بحسن أعبد
هذا أسير للنبيّ المهتد مثقل في غلّه مقيّد
شكا إلينا الجوع بالتمرد من يطعم اليوم يجاز في غد
عند العليّ الواحد الموحّد ما يزرع الزارع سوف يحصد
أعطيه و اجعليه منفد و ارتجي به جزاء سيّد
فأجابت فاطمة:
لم يبق مما جئت غير صاع قد دميت كفي مع الذراع
أبنائي - و اللّه - هما جياع يا ربّ لا تتركهما ضياع
أبو هما للخير ذو صناع يصنع المعروف بابتداع
عبل الذراعين شديد الباع و ما علي رأسي من قناع
إلا عباء نسجه نساع
ص: 102
كان اليوم الرابع، و قد قضي اللّه نذرهم، أخذ عليّ بيده اليمني الحسن، و بيده اليسري الحسين، و أقبل نحو رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و هم يرتعشون كالفراخ من شدّة الجوع، فلما بصر به النّبيّ عليه الصلاة و السلام قال: «يا أبا الحسن! ما أشدّ ما أري بكم! انطلق إلي ابنتي فاطمة». فانطلقوا إليها، و هي في محرابها، قد لصق بطنها بظهرها من شدة الجوع، و غارت عيناها، فلما رآها النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال: «أعوذ باللّه!! أهل بيت محمّد يموتون جوعا؟!». فهبط جبريل عليه الصلاة و السلام فقال: يا محمد! خذها. قال: «و ما آخذ يا جبريل؟». فأقرأه: هَلْ أَتي عَلَي الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُوراً إلي قوله: إِنَّما نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً [الإنسان: 1-9](1).
ص: 103
ص: 104
ص: 105
ص: 106
133 - أخبرنا أبو عليّ محمّد بن عليّ المذكّر، قال: حدثنا أحمد بن يوسف ابن خالد السلمي، قال: حدّثنا عبد الرزاق، أخبرنا يحيي(1) بن العلاء البجلي، عن عمّه شعيب بن خالد، عن حنظلة بن سمرة بن المسيب، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لما زوّج فاطمة من عليّ، خرجت فاطمة فأقبلت، فلما رأت عليّا جالسا إلي جنب النّبيّ - عليه الصلاة و السلام - صاحت و بكت،
ص: 107
فأشفق النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أن يكون بكاؤها؛ لأنّ عليّا لا مال له، فقال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «ما يبكيك؟ فما شيء ألوتك و نفسي، و قد أصبت لك خير أهلي، و الذي نفسي بيده لقد زوجتك سيّدا في الدنيا، و إنّه في الآخرة لمن الصالحين»، فألان منها، فقال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «ائتيني بالمخضب فاملئيه ماء». فأتت أسماء بالمخضب، فملأته ماء، ثمّ مجّ النّبيّ - عليه السّلام - و غسل فيه قدميه و وجهه، ثمّ دعا فاطمة، فأخذ كفّا من ماء، فصبه علي رأسها، و كفّا بين ثدييها و بين رجليها، ثمّ التزمها، ثمّ قال: «اللهمّ أنّها منّي و أنا منها، اللهمّ كما أذهبت عنّي الرّجس و طهّرتني تطهيرا، فطهّرها». ثمّ دعا بمخضب آخر، ثمّ دعا لعليّ، فصنع به كما صنع لها، و دعا له كما دعا لها، ثمّ قال: «قوما إلي بيتكما، جمع اللّه شملكما، و بارك لكما في جمعكما، و أصلح بالكما». ثمّ قام فأغلق عليهما بابه بيده.
قال ابن عباس: فأخبرتني أسماء بنت عميس أنّها رمقت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فلم يزل يدعو لها خاصة، لا يشركها في دعائه أحدا حتّي تواري في الحجرة(1).
ص: 108
134 - حدّثني عليّ بن حمشاد العدل، قال: حدّثنا محمّد بن المغيرة السكري بهمذان، قال: حدّثنا القاسم بن الحكم العرني، قال: حدّثنا الحسن بن عمارة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن عباس رضي اللّه عنه قال: علّم رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فاطمة كلمات؛ فكتبتهنّ في جريدة، ثمّ وضعتها في البيت، قال: فالتمستها، فوجدتها في كناس البيت، فأخذتها، فأعطيتها أبيّ بن كعب، فقرأها لها: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه
ص: 109
«و آله و سلّم»: «لا يؤمن باللّه من لا يأمن جاره بوائقه، من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر؛ فليكرم جاره، و من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر؛ فليكرم ضيفه، و من كان يؤمن باللّه و اليوم الآخر؛ فليقل خيرا أو ليصمت، إنّ اللّه يحبّ الحليم الحييّ العفيف المتعفف، و يبغض الفاحش السائل الملحف»(1).
135 - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن أبي عيسي الهلالي، قال: حدّثنا معلّي بن أسد العمّي، قال: حدّثنا عبد العزيز بن المختار، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: أنّ فاطمة أتت النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» تستخدمه خادما، فقال: «أ لا أعلّمك ما هو خير لك من الخادم؛ تسبّحين ثلاثا و ثلاثين، و تكبرين ثلاثا و ثلاثين، و تحمدين أربعا و ثلاثين إذا أويت إلي فراشك»(2).
و هكذا رواه روح بن القاسم العبدي، و إبراهيم بن طهمان العابد، و وهيب بن خالد، و جرير بن عبد الحميد، و خالد بن عبد اللّه الواسطيّ، عن سهيل بن أبي صالح.
136 - أما حديث روح بن القاسم؛ فحدّثناه: دعلج بن أحمد السجزي ببغداد، قال:
حدّثنا أحمد بن عليّ بن مسلم الأبار، قال: حدّثنا أمية بن بسطام، قال: حدّثنا يزيد بن زريع، عن روح بن القاسم، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه: أن فاطمة أتت النّبيّ عليه الصلاة و السلام؛ فسألته(3) خادما، و شكت إليه العمل، فقال: «ما ألفيته عندنا، أ لا أدلك علي ما هو خير لك من خادم؛ تسبحين اللّه ثلاثا و ثلاثين، و تحمدين ثلاثا و ثلاثين، و تكبرين أربعا و ثلاثين حين تأخذين مضجعك»(4).
137 - و أما حديث إبراهيم بن طهمان: فأخبرناه بكر بن محمّد بن حمدان الصيرفي
ص: 110
بمرو، قال: حدّثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي، قال: حدّثنا أزهر بن سليمان الكاتب، قال: حدّثنا إبراهيم بن طهمان(1):.
138 - و أخبرنا محمّد بن محمّد بن عبد اللّه الحناط(2)، قال: حدّثنا محمش بن عصام، قال: حدّثنا حفص بن عبد اللّه، قال: حدّثني إبراهيم بن طهمان(3):.
139 - و حدّثنا أبو أحمد محمّد بن محمّد بن إسحاق العدل، قال: حدّثنا موسي بن محمد الذهلي، قال: حدّثنا سعيد بن يزيد الفراء، قال: حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن فاطمة أتت النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» تستخدمه خادما، فقال: «أ لا أعلمك ما هو خير لك من الخادم؛ تسبحين ثلاثا و ثلاثين، و تكبرين ثلاثا و ثلاثين، و تحمدين أربعا و ثلاثين إذا أويت إلي فراشك»(4).
140 - و أما حديث وهيب بن خالد: فحدثناه أبو جعفر محمد بن صالح بن هانئ، قال: حدّثنا السري بن خزيمة، قال: حدّثنا موسي بن إسماعيل، قال: حدّثنا وهيب، قال:
حدّثنا سهيل بن أبي صالح عن أبيه، عن أبي هريرة: أن فاطمة أتت النّبيّ عليه الصلاة و السلام تستخدمه خادما، فقال: «أ لا أعلمك ما هو خير لك من الخادم؛ تسبحين ثلاثا و ثلاثين، و تكبرين ثلاثا و ثلاثين، و تحمدين أربعا و ثلاثين إذا أويت إلي فراشك»(5).
141 - و أمّا حديث جرير بن عبد الحميد: فحدّثني عليّ بن عيسي الحيري، قال:
حدّثنا مسدد بن قطن القشيري، قال: حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدّثنا جرير، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة: أن فاطمة أتت النّبيّ صلّي اللّه عليه تسأله خادما، فقال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أ لا أدلّك علي ما هو خير لك من خادم؛ تسبحين ثلاثا و ثلاثين، و تكبرين ثلاثا و ثلاثين، و احمدي اللّه أربعا و ثلاثين»(6).).
ص: 111
142 - و أما حديث خالد بن عبد اللّه الواسطيّ: فحدّثناه أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن أبي عيسي، قال: حدّثنا محمّد بن عيسي بن الطباع، قال: حدّثنا خالد بن عبد اللّه، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال: كان النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» يأمر أحدنا إذا أخذ مضجعه أن يقول: «اللهمّ ربّ السموات السبع، و رب العرش العظيم».
قال: و ذكر نحو حديث الأعمش، عن أبي صالح.
هكذا حدّثناه، و في متنه وهم(1)؛ فإنّ الأعمش قد خالف سهيل بن أبي صالح في متن هذا الحديث عن أبي صالح.
143 - حدّثنا بصحّة ما ذكرته: أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفان العامري، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» تسأله خادما، فقال لها: «قولي: اللهمّ ربّ السموات السبع، و رب العرش العظيم، ربنا، و ربّ كلّ شيء، نعوذ بك من شر كلّ ما أنت آخذ بناصيته(2)، أنت الأول؛ فليس قبلك شيء، و أنت الآخر؛ فليس بعدك شيء، و أنت الظاهر؛ فليس فوقك شيء، و أنت الباطن؛ فليس دونك شيء، اقض عنا الدين، و أغننا من الفقر»(3). -
ص: 112
و هكذا رواه زهير بن معاوية الجعفيّ، و محمّد بن الحسن الهمذانيّ، و أبو حمزة محمّد بن ميمون السكري، و أبو عبيدة بن معن المسعودي، و أبو مسلم قائد الأعمش؛ كلّهم عن الأعمش.
144 - أما حديث زهير بن معاوية: فحدّثناه(1) أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه ببغداد، و أبو محمد عبد الرحمن بن حمدان الزاهد بهمذان قالا: قال: حدّثنا هلال بن العلاء الرقي، قال: حدّثنا حسين بن عياش الرقي، قال: حدّثنا زهير، عن سليمان، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: أتت فاطمة رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» تسأله خادما، فقال لها: «الذي جئت تطلبين أحبّ إليك أو خير منه؟». قال: فحسبت أنّها سألت عليّا فقال: قولي: ما هو خير منه. قال: «قولي: اللهمّ رب السموات السبع و رب العرش العظيم، ربنا و رب كلّ شيء، منزل التوراة و الإنجيل و القرآن، فالق الحبّ و النّوي، أعوذ بك من شرّ كلّ شيء أنت آخذ بناصيته، أنت الأول فليس قبلك شيء، و أنت الآخر فليس بعدك شيء، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء، و أنت الباطن فليس دونك شيء؛ اقض عنا الدين و أغننا من الفقر»(2).
145 - و أما حديث أبي حمزة السكري: فأخبرناه: أبو العبّاس القاسم بن القاسم السياري بمرو، قال: حدّثنا عبد اللّه بن عليّ الغزال، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن شقيق، قال: حدّثنا أبو حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: دخلت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» علي النّبيّ عليه الصلاة و السلام، فسألته خادما، فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أ لا أدلّك علي ما هو خير لك من ذلك؟ أن تقولي: اللهمّ رب السموات السبع و رب العرش العظيم، ربنا و ربّ كلّ).
ص: 113
شيء، منزل التوراة و الإنجيل و القرآن، فالق الحب و النوي، أعوذ بك من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، أنت الأول فليس قبلك شيء، و أنت الآخر فليس بعدك شيء، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء، و أنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين و أغننا من الفقر»(1).
146 - و أما حديث محمّد بن الحسن الهمذانيّ: فحدّثناه: أبو بكر محمّد بن جعفر المزكّي، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن إسحاق، قال: حدّثنا إسحاق بن عمر مولي بني هاشم، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الهمذاني، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: جاءت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؛ تسأله خادما، فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلّم: «قولي: اللهمّ ربّ السموات السبع و رب العرش العظيم، ربنا و رب كلّ شيء، منزل التوراة و الإنجيل و الفرقان، فالق الحب و النوي، أعوذ بك من شر كلّ شيء أنت آخذ بناصيته»(2).
147 - و أما حديث أبي عبيدة بن معن المسعودي: فحدّثناه: أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا أبو شيبة بن أبي بكر بن أبي شيبة، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبيدة، قال: حدّثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: أتت فاطمة النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» تسأله خادما، فقال: «ما عندي ما أعطيك»
فرجعت، فأتاها رسول اللّه - عليه السّلام - بعد ذلك، فقال: «الذي سألت أحبّ إليك، أو ما هو خير لك؟»، فقال لها عليّ: «قولي: بل ما هو خير منه». فقال: «قولي: اللهمّ رب السموات السبع و رب العرش العظيم، ربنا و رب كلّ شيء، منزل التوراة و الإنجيل، فالق الحب و النوي، أعوذ بك من شر كلّ دابة أنت آخذ بناصيتها، أنت الأول فليس قبلك شيء، و أنت الآخر فليس بعدك شيء، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء، و أنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين و أغننا من الفقر»(3).
148 - و أما حديث أبي مسلم عبيد اللّه بن سعيد قائد الأعمش: فأخبرناه: أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغداذيّ، قال: حدّثنا إسماعيل بن الحسن الإسكافي بمصر،ث.
ص: 114
قال: حدّثنا يحيي بن سليمان الجعفيّ، قال: حدّثنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن مسلم الجعفي، قال: حدّثني عمّي أبو مسلم عبيد اللّه بن سعيد بن مسلم الجعفي، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال: دخلت فاطمة بنت النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» تسأله معونة، فقال لها النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أ لا أدلك علي ما هو خير لك من ذلك؟ تقولين: اللهمّ رب السموات السبع و رب العرش العظيم، ربنا و رب كلّ شيء، منزل التوراة و الإنجيل و الفرقان، فالق الإصباح و النوي، أعوذ بك من شر كلّ شيء أنت آخذ بناصيته، اللهمّ أنت الأول فليس قبلك شيء، و أنت الآخر فليس بعدك شيء و أنت الظاهر فليس(1) فوقك شيء، و أنت الباطن فليس دونك شيء، فاقض عنا الدين و أغننا من الفقر»(2).
رواه أبو الأحوص سلام بن سليم الحنفي، عن الأعمش فأرسله.
149 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب قال: حدّثنا السري بن يحيي التميمي، قال: حدّثنا الحسن بن الربيع، قال: حدّثنا أبو الأحوص قال: حدّثنا الأعمش، عن أبي صالح، قال: قال عليّ بن أبي طالب - عليه السّلام -: كنت أنزع بالغرب، فاشتكيت صدري، و كانت فاطمة - عليها السّلام - تطحن بيدها الشيء إذا أصابته، فأتينا النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» نطلب منه خادما، ثمّ رجعنا، فأتانا صلّي اللّه عليه فقال:
«الذي سألتما أحبّ إليكم أم ما هو خير منه؟». فقلت لها: قولي: ما هو خير منه.
قال: «تقولان: اللهمّ رب السموات السبع و رب العرش العظيم، ربنا و رب كلّ شيء، منزل التوراة و الإنجيل و الفرقان، فالق الحب و النوي، أعوذ بك من شر كلّ شيء أنت آخذ بناصيته، اللهمّ أنت الأول ليس قبلك شيء، و أنت الآخر ليس بعدك شيء، و أنت الظاهر فليس فوقك شيء، و أنت الباطن فليس دونك شيء، فاقض عنا الدين، و أغننا من الفقر»(3).).
ص: 115
قد أرسل(1) أبو الأحوص الحنفيّ هذا الحديث عن الأعمش، و إرساله - و إن كان في محله الكبير(2) - لا يضرّ هذا الحديث؛ فقد تواترت(3) الأخبار المتصلة فيه عن الأعمش.
و قد روي هذا الحديث: عن الحسن بن أبي الحسن البصري، عن أبي هريرة، بذكر سماع أبي هريرة هذا الحديث من عليّ، و فاطمة عليهما السلام:
150 - أخبرنا أبو العبّاس عبد اللّه بن الحسين القاضي بمرو، قال: حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدّثنا داود بن محبر بن قحذم، قال: حدّثنا محمّد بن سعيد، عن أبان، عن الحسن، عن أبي هريرة، قال: دخلت علي عليّ و فاطمة عليهما السلام و هما يطحنان، فقلت:
أيكما أعقب؟ فقال علي: إيّاها، فقامت، و قعدت أطحن مع عليّ، فقالت: يا أبا هريرة! أ ما تري ما بيديّ من الطّحن؟ فقلت: ايت أباك فسليه خادما، فأتته، فقال: «يا بنيّة! هذا و اللّه شيء ليس هو لك، و لا لأبيك، و لكن أعلّمك ما هو خير لك من ذلك، قولي عند رقادك:
سبحان اللّه ثلاثا و ثلاثين، و الحمد للّه ثلاثا و ثلاثين، و لا إله إلا اللّه ثلاثا و ثلاثين، و اللّه أكبر أربعا و ثلاثين، فتلك مائة باللسان، و ألف في الميزان، فذلك خير من خادم». ثمّ أتاه بعد ذلك سبي، فأخذ غلاما أسود، فانطلق به إليها، فلما نظرت إلي أبيها و معه الغلام قامت فدخلت البيت، و عليها شملة، و كانت إذا رفعت الشّملة تغطّي رأسها بدت ساقاها، و إذا أرسلتها تغطّي ساقيها انكشف رأسها، فلما رأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» ما تلقي قال: «اثبتي مكانك؛ إنما هو عبدك و غلامك». ثمّ قال لها: «ابن عمّك و هذا الغلام فسيكفيكم السّقي و الطّحن، فأعينوه إذا عجز، و لا تضربوه؛ فقد رأيته يصلّي، و إنّي نهيت عن ضرب المصلّين»(4).).
ص: 116
* ذكر رواية الصّدّيقة بنت الصّدّيق حبيبة حبيب اللّه(1): عائشة أمّ المؤمنين، عن سيدة نساء أهل الجنّة: فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و علي آله الطيّبين الطاهرين:
151 - أخبرنا أبو النّضر الفقيه، قال: حدّثنا صالح بن محمّد بن حبيب الحافظ، قال:
حدّثنا سعيد بن سليمان الواسطيّ، قال: قال: حدّثنا عباد بن العوام، عن محمّد بن إسحاق، عن محمّد بن جعفر بن الزّبير، عن أبيه، عن عائشة رضي اللّه عنها: أنّها كانت إذا ذكرت فاطمة صلوات اللّه عليها قالت: «و الذي ذهب بنفسها؛ ما رأيت أحدا قطّ أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها»(2).
152 - حدّثني أبو زكريا العنبري، قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم العبدي، قال: حدّثنا أمية بن بسطام، قال: حدّثنا(3) يزيد بن زريع، قال: حدّثنا روح بن القاسم، عن عمرو بن دينار، عن عبيد بن عمير، أنّ عائشة رضي اللّه عنها قالت: «ما رأيت أحدا قطّ كان أصدق لهجة من فاطمة غير أبيها، كان بيننا شيء، فقلت: يا رسول اللّه؛ سلها فإنّها لا تكذب»(4).
و هكذا رواه أبو الأسود محمّد بن عبد الرحمن بن نوفل القرشي، عن عروة:
153 - أخبرناه: أبو جعفر محمّد بن محمّد بن عبد اللّه البغداذي، قال: حدّثنا أبو علاثة: محمّد بن عمرو بن خالد، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا ابن لهيعة، عن أبي الأسود(5):.
154 - و حدّثنا الشيخ أبو بكر أحمد بن إسحاق - و اللّفظ لحديثه -، أخبرنا عبيد بن عبد الواحد، قال: حدّثنا ابن أبي مريم، أخبرنا ابن لهيعة، عن جعفر بن ربيعة، عن عبد اللّه بن عبيد اللّه بن الأسود، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: إنّ رسول اللّه
ص: 117
صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» دخل عليّ؛ فناجا فاطمة، فلما توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؛ سألتها؟ فقالت: قال لي: «ما بعث نبيّ قطّ إلا كان له من العمر نصف عمر الذي كان قبله، و قد بلغت نصف عمر الذي كان قبلي(1)». فبكيت، فقال: «أنت سيدة نساء أهل الجنّة إلا مريم بنت عمران»(2). فضحكت.
155 - حدّثنا عليّ بن حمشاذ العدل، قال: حدّثنا هشام بن عليّ، و محمّد بن غالب، قالا: قال: حدّثنا سيف بن مسكين، قال: حدّثنا عمر بن عامر، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: لما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أرسلت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إلي أبي بكر: «من يرث الميّت إذا مات؟ فأرسل إليها: يرثه أهله و ولده. فأرسلت إليه: ما لرسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لم يرثه أهله و ولده؟ فأرسل إليها: إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لم يترك أرضا و لا دارا، و لا عبدا و لا أمة، و لا دينارا و لا درهما».
فأرسلت إليه: «إن كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لم يترك أرضا و لا دارا(3)، و لا عبدا و لا أمة، و لا دينارا، و لا درهما؛ فقد ترك «فدك» صافية محمّد، و سهم ذي القربي.
فأرسل إليها: إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» حدّثني: «أن اللّه يطعم النّبيّ و أهله الطّعمة؛ فإذا قبضه رفعت عنهم»(4).
156 - أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا عليّ بن عبد العزيز، قال: حدّثنا سليمان بن داود الهاشميّ، قال: حدّثنا إبراهيم بن سعيد، عن).
ص: 118
أبيه، أن عروة حدّثه أنّ عائشة رضي اللّه عنها حدثته: أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» دعا فاطمة، فسارّها، فبكت، ثمّ سارّها، فضحكت. قالت عائشة: «فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارّك به رسول اللّه - عليه السّلام - فبكيت، ثمّ سارّك، فضحكت؟ قالت: سارّني، فأخبرني بموته، فبكيت، ثمّ سارّني، فأخبرني أني أوّل من يتبعه من أهل بيته، فضحكت»(1).
و قد روي هذا الحديث: عبد اللّه بن عباس، و مسروق بن الأجدع، و أبو سلمة، عن عبد الرحمن بن عوف، و عبد اللّه بن الطفيل، و فاطمة بنت الحسين، و عائشة بنت طلحة، و محمّد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن عائشة أم المؤمنين:
157 - أما حديث مسروق بن الأجدع: فحدّثناه: أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال:
حدّثنا الحسن بن عليّ بن عفان العامري، قال: حدثنا عبيد اللّه بن موسي، قال: أخبرنا شيبان بن عبد الرحمن، عن فراس، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كنا أزواج النّبيّ - عليه السّلام - عنده جميعا، لم تغادر منهن امرأة، فأقبلت فاطمة تمشي؛ لا و اللّه الذي لا إله إلا هو ما تخطئ مشيتها مشية رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فلما رآها قال: «مرحبا بابنتي». فجلست عن يمينه، فسارّها فبكت بكاء شديدا، فقلت لها من بين نسائه: يا فاطمة؛ اختصّك رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» من بين نسائه بالسرّ، ثمّ أنت تجزعين من البكاء كما أري؟
فلما رأي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» جزعها سارّها الثانية، فإذا تفتر ضاحكة، فقلت: ما رأيت بكاء أقرب من ضحك اليوم قط! فلما قام النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، قلت: حدثيني يا فاطمة! بما سارّك به رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؟. قالت: لا و اللّه تعالي؛ ما كنت لأفشي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» سرّه.
فلما توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم، قلت: يا فاطمة! عزمت عليك بما لي عليك من الحقّ لما حدّثتيني بما سارّك به رسول اللّه صلّي اللّه عليه يوم تعلمين؟
قالت: أمّا الآن فنعم؛ أمّا المرّة الأولي فإنه قال لي: «إنّ جبريل كان يعارضني بالقرآن في كلّ سنة مرة، و إنّه عارضني به العام مرّتين، و إني لا أري إلا أجلي قد اقترب، فاتّقي اللّه).
ص: 119
و اصبري؛ فإني نعم السّلف أنا و اللّه لك»، فجزعت، و كان البكاء لذلك، و سارّني الثانية، فقال: «أ ما ترضين أن تأتي يوم القيامة سيدة نساء العالمين - أو: نساء هذه الأمة -»(1).
و هكذا رواه زكريا بن أبي زائدة، و أبو عوانة الوضاح، عن فراس بن يحيي.
158 - فحدّثناه: الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق، قال: حدّثنا بشر بن مرة الأسدي، و محمّد بن سليمان بن الحارث الواسطيّ قالا: قال: حدّثنا أبو نعيم(2) (ح):.
159 - و حدّثنا: أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثني محمّد بن إسحاق الصّنعانيّ، قال: حدّثنا أبو نعيم، قال: حدّثناه زكريا بن أبي زائدة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة، قالت: كنت عند النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فجاءت فاطمة كأن مشيتها مشية رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فأجلسها عن يمينه، ثمّ أسرّ لها حديثا فبكت، فقلت: استخصّك رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» بحديث ثمّ تبكين؟ ثمّ أسرّ إليها فضحكت، فقلت: ما رأيت فرحا أقرب من حزن من هذا! أيّ شيء قال لك رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؟ قالت: ما كنت لأفشي سرّه، فلما توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، سألتها؟ فقالت: نعم. قال لي: «إنّ جبريل عليه الصلاة و السلام كان يعارضني بالقرآن في كلّ عام مرة، و قد عارضني به العام مرتين، و لا أراني إلا و قد حضر أجلي، و إنك أول أهل بيتي لحوقا بي، و نعم السلف أنا لك». فبكيت لذلك. ثمّ قال: «أ لا ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين - أو: نساء هذه الأمة -»(3). فضحكت لذلك.
160 - فحدّثني أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالويه، قال: حدّثنا إسحاق بن الحسن الحربي، قال: حدّثنا عفان(4):.
161 - و أخبرني: أحمد بن يعقوب الثقفيّ، قال: حدّثنا الحسن بن المثنّي العنبريّ،
ص: 120
قال: حدّثنا عفان، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن فراس، عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: كنّا عند رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» جميعا، لا تغادر منا واحدة: جاءت فاطمة تمشي، لا و اللّه! ما تخطئ مشيتها مشية رسول اللّه عليه الصلاة و السلام، حتّي انتهت إليه، فقال: «مرحبا بابنتي». فأقعدها عن يمينه، فسارّها بشيء، فبكت بكاء شديدا، ثمّ سارّها بشيء فضحكت. فلما قام رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم، قلت: أخصك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم من بيننا بشيء؟ إني رأيتك تبكين، أخبريني ما قال لك؟ قالت: ما كنت لأفشي علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» سرّه.
فلما توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، قلت: أسألك بما لي عليك من الحق إلا أخبرتني بما سارّك رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم؟. قالت: أما الآن فنعم؛ سارّني المرة الأولي فقال:
«إن جبريل صلوات اللّه عليه كان يعارضني القرآن في كلّ عام مرة، و إنّه يعارضني به العام مرتين، و لا أراني إلا أجلي قد اقترب، فاتقي اللّه و اصبري؛ فإني أنا نعم السلف لك». فكان الذي سمعتم، فلما رأي جزعي قال: «يا فاطمة! أ ما ترضين أنك سيدة نساء هذه الأمة - أو قال: سيدة نساء العالمين -»(1).
162 - و أما حديث أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي اللّه عنها: فحدّثناه:
الفضل بن الحسن بن يعقوب بن يوسف العدل، قال: حدّثنا يحيي ابن أبي طالب، قال:
حدّثنا عبد الوهاب بن عطاء، عن محمّد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
قلت: يا فاطمة! أ رأيت حين أكببت علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فبكيت(2)، ثمّ أكببت فضحكت؟
قالت: أخبرني أنّه ميت في وجعه هذا، فبكيت، ثمّ أكببت فأخبرني أني أسرع آله لحوقا به. و قال: «أنت سيدة نساء الجنة إلا مريم بنت عمران». قال: فضحكت لذلك(3).
و قد روي هذا الحديث عبد اللّه بن عباس رضي اللّه عنه، و عبد اللّه بن الطفيل، و عائشة بنت طلحة، و فاطمة بنت الحسين بن عليّ عن عائشة.).
ص: 121
163 - أما حديث عبد اللّه بن عباس: فحدّثناه: أبو الحسن أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا أبي، حدّثنا أبو يحيي بن أبي ميسرة المزكي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا مسلم بن خالد، قال: حدّثنا زياد بن سعيد، عن عمرو بن دينار، عن يحيي بن جعدة، عن ابن عباس، عن عائشة رضي اللّه عنها، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم: أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال لها: «إن جبريل عليه الصلاة و السلام كان يعرض عليّ القرآن كلّ عام مرة، و إنّه عرض عليّ العام مرتين، و إنّه قد حضر أجلي». قالت:
فبكيت. قالت عائشة: فأخبرتني فاطمة بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال لها: «إنك أول أهل بيتي بي لحاقا»(1).
قد أرسل هذا الحديث سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار:
164 - حدّثناه: أبو عليّ الحافظ، قال: أخبرني محمّد بن إسحاق الإمام، قال: حدّثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: حدّثنا سفيان، عن عمرو، عن(2) يحيي ابن جعدة قال: دعا النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فاطمة في مرضه الذي مات فيه، فأسرّ إليها شيئا فبكت، ثمّ دعاها، فأسر إليها شيئا فضحكت، فسئلت: ما قال لك رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؟ فأبت أن تخبرهم، فلما قبض رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، قالت: قال في الأولي: «أنّه لم يكن نبي فكان الذي بعده إلا عمر نصف عمره، و إن عيسي عمر في قومه أربعين عاما، و إن القرآن كان يعرض عليّ كلّ عام مرة، و قد عرض عليّ من العام مرتين، و لا أري ذلك إلا كذلك، و لا أراني إلا ميت». قالت:
فبكيت لذلك. قالت: ثمّ دعاني فقال: «إنك أسرع أهلي بي لحوقا». قالت: «فضحكت»(3).
165 - فحدّثناه: أبو الطيب محمّد بن عبد اللّه الحناط، قال: حدّثنا محمش بن عصام، قال: حدّثنا حفص بن عبد اللّه، قال: حدّثني إبراهيم بن طهمان، عن عباد بن إسحاق، عن ابن أبي فلان(4)، عن عبد اللّه بن الطفيل، عن عائشة رضي اللّه عنها أنّها قالت: رأيت
ص: 122
رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» يكلم ابنته فاطمة في مرضه الذي قبضه اللّه، فبكت، ثمّ ناجاها فضحكت مرتين، فلما توفّي اللّه رسوله قلت لها: يا ابنة رسول اللّه! إني رأيت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» ناجاك فبكيت، ثمّ ناجاك فضحكت؟ فقالت: أخبرني أنّه ميت في مرضه هذا، فبكيت، ثمّ قال: «إنك أول أهل بيتي لحاقا بي، و إنك سيدة نساء الجنة إلا مريم»(1). فضحكت.
166 - فحدّثناه: أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّنعانيّ، قال: حدّثنا عثمان بن عمرو بن فارس، قال: حدّثنا إسرائيل، عن ميسرة بن حبيب، عن المنهال بن عمرو، عن عائشة بنت طلحة، عن أم المؤمنين عائشة رضي اللّه عنها أنّها قالت:
ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما و حديثا برسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» من فاطمة، و كانت إذا دخلت عليه قام، فقبلها، و رحّب بها، و أخذ بيدها، و أجلسها(2) في مجلسه، و كانت هي إذا دخل عليها رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قامت إليه، فقبّلته، و أخذت بيده، فدخلت عليه في مرضه الذي توفي فيه، فأسرّ إليها فبكت، ثمّ أسرّ إليها فضحكت.
فقلت: كنت أحسب أنّ لهذه المرأة فضلا علي النساء؛ فإذا هي امرأة منهنّ، بينا هي تبكي إذ هي تضحك، فسألتها عن ذلك، فقالت: إني إذا لكذا أخبر بسرّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم».
فلما توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، سألتها عن ذلك؟ فقالت: «أسرّ إليّ أنّه ميت فبكيت، ثمّ أسرّ إلي فأخبرني أنّي أول أهله لحوقا به فضحكت»(3).
167 - و أما حديث فاطمة بنت الحسين بن عليّ، عن عائشة: فحدّثناه: أبو جعفر محمّد بن أحمد بن سعيد الرازي، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن مسلم بن وارة(4)، قال:
حدّثنا سعيد بن أبي مريم، قال: هذا كتاب لنافع بن يزيد - هو أعطاه بيده، و أنا شاكّ أن
ص: 123
أكون عرضته(1) عليه أم لا؟ - قال: حدّثني عمارة بن غزية، عن محمّد بن عبد اللّه، أن أمه فاطمة بنت حسين حدثته أن عائشة رضي اللّه عنها كانت تقول: إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» في مرضه الذي قبض فيه، قال لفاطمة: «يا بنية؛ أكبّي عليّ».
فأكبّت عليه، فناجاها ساعة، ثمّ انكشفت عنه و هي تبكي، و عائشة حاضرة، ثمّ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» بعد ذلك بساعة: «أكبّي عليّ». فأكبّت عليه، فناجاها ساعة، ثمّ انكشفت عنه تضحك، فقالت عائشة: يا بنت رسول اللّه! أخبريني ما ذا ناجاك أبوك؟ قالت: أوشكت رأيته ناجاني علي حال سرّ، ثمّ ظننت أنّي أخبر بسرّه و هو حيّ؟! فشقّ ذلك علي عائشة أن يكون سرّ دونها.
فلما قبضه اللّه إليه، قالت عائشة لفاطمة: أ لا تخبريني ذلك الخبر؟ قالت: أما الآن فنعم؛ ناجاني في المرة الأولي، فأخبرني أن جبريل - عليه السّلام - كان يعارضه القرآن في كلّ عام مرة، و إنّه عارضه القرآن العام مرتين، و إنّه أخبره: «لم يكن نبي كان بعده نبي إلا عاش نصف عمر الذي كان قبله، و إنّه أخبرني أن عيسي عاش عشرين و مائة سنة، و لا أراني إلا و هو علي رأس الستين»، فأبكاني ذلك، و قال: «يا بنية؛ إنّه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزيّة منك، فلا تكوني أدني امرأة صبرا». ثمّ ناجاني في المرة الأخري، فأخبرني أني أول أهله لحوقا به، فقال: «إنك سيدة نساء أهل الجنّة»(2).
169 - حدّثنا الشيخ الإمام أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، أخبرنا العبّاس بن الفضل الأسفاطي، قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدّثني سليمان بن بلال، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر قال: قدم عليّ من اليمن في حجة النّبيّ عليه الصلاة و السلام، فوجد فاطمة، و قد لبست ثوبا صبيغا، و تهيّأت، فقال لها: من أمرك بهذا؟ قالت: أمرني به النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»(3).
ص: 124
هكذا رواه عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن جعفر بن محمد:
170 - أخبرناه: أحمد بن عليّ بن الحسن المقرئ، قال: حدّثنا أبو يوسف ابن سعيد بن مسلم المصيصي، قال: حدّثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، قال: أخبرني جعفر بن محمد، عن أبيه قال: سمعت جابر بن عبد اللّه يقول: قدم عليّ من اليمن، فوجد فاطمة عليها ثياب صبيغ، فأنكر عليّ عليها، فقالت: إنّ أبي أمرني به. فذهب عليّ إلي النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فسأله، فقال: «أنا أمرتها به». هذه لفظة من الحديث الطويل(1).
171 - أخبرنا بكر بن محمّد بن حمدان الصيرفي بمرو، قال: حدّثنا عبد الصمد بن الفضل البلخي، قال: حدّثنا أزهر بن سليمان، قال: حدّثنا إبراهيم بن طهمان(2):.
172 - و أخبرني الحسين بن عليّ التميمي، قال: حدّثنا محمّد بن حموية، قال: حدّثنا أحمد بن حفص بن عبد اللّه، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا إبراهيم بن طهمان، عن محمّد بن عبد اللّه بن مسلم، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها أنّها قالت: إنّ فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» سألت أبا بكر بعد وفاة رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أن يقسم(3) لها ميراثها مما ترك رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» مما أفاء اللّه عليه، فقال لها أبو بكر: إنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال:
«لا نورث؛ ما تركنا صدقة». فغضبت فاطمة، فهجرت أبا بكر، و لم تزل مهاجرته حتّي توفّيت، و عاشت بعد ذلك ستة أشهر، و كانت فاطمة تسأل نصيبها مما ترك رسول اللّه».
ص: 125
صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» من «خيبر» و «فدك»، و صدقته بالمدينة. و قال أبو بكر: «لست تاركا شيئا كان رسول اللّه - عليه السّلام - يعمل به إلا عملت به، إنّي أخشي إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ»(1).
173 - أخبرني أبو سعيد أحمد بن يعقوب الثقفي الزاهد، قال: حدّثنا عبد اللّه بن محمّد بن خلاد القطان، قال: حدّثنا عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة، حدثتنا منيبة بنت مرة، قالت: حدثتني جدتي، أنّها سمعت عائشة تقول: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «يا فاطمة! اتق اللّه، و أطيعي زوجك: تدخلي الجنة بسلام»(2).
174 - حدّثنا محمّد بن عليّ بن عمر المذكّر، قال: حدّثنا أبو الأزهر، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن مجالد، عن عامر، عن مسروق، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» و أنا أبكي، فقال: «ما يبكيك؟»، قلت: قد سبّتني فاطمة. فقال:
«يا فاطمة! يا بنيّة؛ أ ما تحبين من أحبّ، و تبغضين من أبغض؟». قالت: بلي. قال: «فإني أحبّ عائشة، فأحبّيها»، قالت: و الذي بعثك بالحقّ: ما أقول لعائشة شيئا يؤذيها ما بقيت(3).
175 - أخبرنا عبد اللّه بن إسحاق الخراساني العدل ببغداد، قال: حدّثنا أبو قلابة، قال: حدّثنا أشهل، قال: حدّثنا ابن عون، أخبرنا عليّ بن زيد قال: لم أسمع في الانتصار مثل حديث أم ولد أبي محمد، عن عائشة قالت: جاءت فاطمة إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقالت: يا رسول اللّه! إنّ عائشة قالت لنا و قالت لنا، فقال لها النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «إنّها حبيبة أبيك»، فانصرفت(4). -
ص: 126
176 - حدّثناه: أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا أبو العبّاس محمد الدوري، قال: حدّثنا أبو عمرو الحوضي، قال: حدّثنا مبارك بن فضالة، عن عليّ بن زيد، عن عمته أم محمد، عن عائشة: أن فاطمة ذكرت عائشة عند النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقال: «يا بنيّة؛ إنّها حبيبة أبيك»(1).
177 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، قال:
حدّثنا يونس بن بكير، عن ابن إسحاق قال: و حدّثني صالح بن كيسان، عن عروة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت: بعثت فاطمة إلي أبي بكر الصّدّيق فسألته من ميراثها عن أبيها، فقال لها: إن رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال: «إنا لا نورث؛ ما تركنا صدقة». فإن اتّهمتني فسلي المسلمين يخبرونك، ثمّ قامت علي ذلك حتّي ماتت(2).
178 - حدّثنا أحمد بن عليّ بن الحسن المقرئ، قال: حدّثنا عمران بن بكار البراد بحمص، قال: حدّثنا يحيي بن صالح الوحاظي، قال: حدّثنا الجراح بن منهال، عن الزّهريّ، أخبرني محمّد بن عبد الرحمن بن الحارث، أن عائشة قالت: أرسل أزواج النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فاطمة إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و هو مضطجع معي في مرط، فأذن لها، فقالت: يا رسول اللّه! إن أزواجك أرسلنني إليك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة؛ و أنا ساكتة، فقال لها: «أ لست تحبين ما أحب؟». قالت:
بلي. قال: «فأحبّي هذه»، فقامت فاطمة حين سمعت ذلك من رسول اللّه - عليه السّلام - إلي أزواج رسول اللّه؛ فأخبرتهن بالذي قالت، و بالذي قال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم». فقلن لها: ما نراك أغنيت عنّا شيئا، فارجعي إلي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقولي: إن أزواجك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة.ا.
ص: 127
فقالت: «و اللّه لا أكلمه فيها أبدا»(1).
179 - حدّثني عليّ بن المؤمل بن الحسن، قال: حدّثنا محمّد بن يونس القرشي، قال:
حدّثنا حماد بن عيسي الجهني، قال: حدّثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر رضي اللّه عنه قال:
دخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» علي فاطمة، و هي تطحن بالرحي، فلما نظر إليها بكي، و قال: «يا فاطمة! تنقلي من لذة الدنيا لنعيم الجنة غدا»(2). فنزلت: وَ لَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضي [الضحي: 5].
180 - أخبرنا عبدان بن يزيد بن يعقوب الدقاق بهمذان، قال: حدّثنا إبراهيم ابن الحسين بن ديزيل، قال: حدّثنا موسي بن داود الضبي، قال: حدّثنا عبد اللّه بن المؤمل المكي، عن أبي الزّبير، عن جابر، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»:
أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، قال لها: «أنت أول أهل بيتي بي لحوقا»(3).
181 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا بكار بن قتيبة القاضي بمصر، قال: حدّثنا أبو داود الطيالسي، قال: حدّثنا هشام، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلام، عن أبي أسماء الرحبي، عن ثوبان قال: دخل رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» علي فاطمة، و أنا معه، و قد أخذت من عنقها سلسلة من ذهب، فقالت: هذه أهداها لي
ص: 128
أبو حسن، فدخل رسول اللّه - عليه السّلام - و السلسلة في يدها، فقال: «يا فاطمة؛ أ يسرك أن يقول النّاس فاطمة بنت محمد، و في يدك سلسلة من نار». ثمّ خرج و لم يقعد، فعمدت فاطمة إلي السلسلة، فاشترت بها غلاما فأعتقته، فبلغ ذلك النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقال: «الحمد للّه الذي نجا فاطمة من النار»(1).
182 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا محمّد بن عيسي العطار، قال: حدّثنا الحسن بن قتيبة المدائني، قال: حدّثنا يونس بن أبي إسحاق، عن البراء قال:
كنت مع عليّ حين أمّره النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» علي اليمن، فلما قدم عليّ وجد فاطمة قد نضحت البيت بنضوح، فأمرني عليّ، فتخطيته(2)، فقالت فاطمة: مالك؟؛ فإن رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قد أمر أصحابه أن يحلّوا(3)
ص: 129
183 - أخبرني أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا جعفر بن مسافر، قال: حدّثنا ابن أبي فديك، عن موسي بن يعقوب، عن هاشم بن هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، عن عبد اللّه بن وهب بن زمعة، عن أم سلمة زوج النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أخبرته: أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» دعا فاطمة بعد الفتح، فلما ناجاها بكت، ثمّ حدثها ساعة فضحكت. قال عبد اللّه: قالت أم سلمة:
فلم أسألها حتّي توفي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فلما توفي، سألتها عن بكائها و ضحكها؟ فقالت فاطمة: أخبرني أنّه يموت، ثمّ أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنّة بعد مريم بنت عمران، فذلك حين ضحكت(1).
184 - حدّثني عليّ بن حمشاد العدل، قال: حدّثنا أحمد بن عليّ بن مسلم الأبار، قال:
حدّثنا ليث بن داود القيسي، قال: حدّثنا مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن عمران بن حصين: أن النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال لفاطمة: «أ ما ترضين أن تكوني سيدة نساء العالمين». قالت فاطمة: فأين مريم بنت عمران؟ قال لها: «أي بنية؛ تلك سيدة نساء عالمها، و أنت سيدة نساء عالمك، و الذي بعثني بالحق؛ لقد زوجتك سيدا في الدنيا، و سيدا في الآخرة، و لا يحبه إلا مؤمن، و لا يبغضه إلا منافق»(2).
ص: 130
185 - أخبرنا أبو العبّاس إسماعيل بن عبد اللّه بن محمّد بن ميكال، قال: حدّثنا عبدان الأهوازي، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه بن ربع البصري، قال: حدّثنا النضر بن إسماعيل البجلي، أبو حمزة الثمالي، عن سعيد بن جبير، عن عمران بن حصين: أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم قال لفاطمة: «قومي فاشهدي أضحيتك، و قولي: إِنَّ صَلاتِي وَ نُسُكِي وَ مَحْيايَ وَ مَماتِي لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَ بِذلِكَ أُمِرْتُ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163) [الأنعام: 162].
قال عمران: قلت: يا رسول اللّه! هذا لأهل بيتك خاصة، أم للناس عامة؟ قال: «بل للناس عامة»(1).
186 - حدّثنا أبو محمد المزني، قال: حدّثنا محمّد بن عبد اللّه الحضرمي، قال: حدّثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، قال: حدّثنا عليّ بن هاشم، عن كثير النواء، عن سعيد بن جبير، عن عمران بن حصين: أن النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال له: «أ لا تنطلق بنا نعود فاطمة؛ فإنها تشتكي؟». قلت: بلي. قال: فانطلقنا، حتّي إذا انتهينا إلي بابها، فسلم، فاستأذن فقال: «أدخل أنا و من معي؟». قالت: نعم، و من معك يا أبتاه؛ فو اللّه ما عليّ إلا عباءة؟ فقال لها: «اصنعي بها هكذا، و اصنعي بها هكذا». فعلمها كيف تستّر، فقالت: و اللّه ما علي رأسي خمار. قال: فأخذ خلق ملاءة كانت عليه قال: «اختمري بها»، فأذنت لهما فدخلا، فقال: «كيف تجدينك يا بنية؟». قالت: إني لوجعة، و إنّه ليزيد فيّ أنّه ما لي طعام آكله(2). قال: «أ ما ترضين يا بنية أنك سيدة نساء العالمين؟». قال: تقول: يا أبت(3)! فأين».
ص: 131
مريم بنت عمران؟ قال: «تلك سيدة نساء عالمها، و أنت سيدة نساء عالمك، أما و اللّه! لقد زوجتك سيدا في الدنيا و الآخرة»(1).
187 - حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصفار، قال: حدّثنا محمّد بن مسلمة الواسطيّ(2)، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال:
لما دفنا رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» و رجعنا، قالت لي فاطمة: «طابت أنفسكم أن دفنتم رسول اللّه و رجعتم»(3).
188 - حدّثنا يحيي بن منصور القاضي، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا أبو الأزهر، قال: حدّثنا أبو أسامة، عن حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: قالت لي فاطمة: «يا أنس؛ طابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»؟»(4).
189 - حدّثني عليّ بن حمشاد العدل، قال: حدّثنا محمّد بن غالب، قال: حدّثنا أبو سلمة، و علي بن عثمان، قالا: حدّثنا حماد، عن ثابت، عن أنس قال: لما قبض رسول اللّه
ص: 132
صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» سمعنا فاطمة و هي ترثي رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فتقول: «يا أبتاه! أجاب ربّا دعاه، يا أبتاه! من ربه ما أدناه، يا أبتاه! حبذا الفردوس مأواه، يا أبتاه! إلي جبريل أنعاه»(1).
190 - حدّثنا أبو بكر إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الفقيه بالري، قال: حدّثنا محمّد بن الفرج الأزرق، قال: حدّثنا حجاج بن محمد المصيصي، أخبرنا ابن جريج، قال:
أخبرني معمر، عن ثابت، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه: أن النّبيّ صلّي اللّه عليه و آله و سلّم لما قبض قالت فاطمة:
«يا أبتاه! من ربه ما أدناه، يا أبتاه! جنة الفردوس مأواه، يا أبتاه! إلي جبريل ننعاه»(2).
191 - أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عليّ الصّنعانيّ بمكة، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، أخبرنا عبد الرزاق، أنا معمر، عن ثابت، عن أنس: أن فاطمة بكت أباها فقالت: «يا أبتاه! من ربه ما أدناه، يا أبتاه! إلي جبريل ننعاه، يا أبتاه! جنة الفردوس مأواه»(3).
192 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا أحمد بن عبد الجبار، قال:
حدّثنا يونس بن بكير، عن المبارك بن فضالة، عن الحسن قال: لما وجد رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» كرب الموت قالت فاطمة: «وا كرباه». فقال صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «لا كرب علي أبيك بعد اليوم»(4).
قد وصل هذا الإسناد بذكر أنس بن مالك:
193 - أخبرناه: خلف بن محمد البخاري، قال: حدّثنا سهل بن شاذوية، قال: حدّثنا يحيي بن أيوب، قال: حدّثنا إسحاق بن عيسي، عن مبارك بن فضالة، عن الحسن، عن).
ص: 133
أنس: فذكر بنحوه(1).
194 - أخبرنا عبد اللّه بن الحسين القاضي بمرو، قال: حدّثنا الحارث بن أبي أسامة، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا حماد بن زيد، عن ثابت، عن أنس قال: لما ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أسندته فاطمة إلي صدرها، و جعل يتغشّاه الكرب، و جعلت فاطمة تقول: «وا كرباه لكرب أبتاه». فقال: «لا كرب علي أبيك بعد اليوم»(2).
195 - أخبرناه عليّ بن محمد الحنيني بمرو، قال: حدّثنا محمّد بن معاذ، قال: حدّثنا أبو إبراهيم إسماعيل بن عبد اللّه الماليني، قال: حدّثنا بشير الكوسج، عن ثابت، عن أنس قال:
لما ثقل رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» ضمّته فاطمة إلي صدرها، ثمّ قالت: «وا كرب أبتاه». فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «إنّه لا كرب علي أبيك بعد اليوم»(3).
196 - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن محمد البغداديّ بنيسابور، قال: حدّثنا أبو الزنباع:
روح بن الفرج المصريّ، قال: حدّثنا نصر بن حمّاد، قال: حدّثنا المبارك بن فضالة(4):.
197 - و حدّثنا أبو بكر محمّد بن أحمد بن بالويه، قال: حدّثنا أبو المثني معاذ بن المثني العنبري، قال: حدّثنا يحيي بن معين، قال: حدّثنا أبو النضر، قال: حدّثنا المبارك بن فضالة، قال: أخبرني ثابت، عن أنس: أنّ فاطمة قالت و بكت، فقال رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم: «يا فاطمة! قد حضر من أبيك ما ليس اللّه بتارك أحدا منه لموافاة يوم القيامة»(5).
ص: 134
198 - أخبرني أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن مهران، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثنا أبو نعيم عبيد بن هشام، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن عمر الرّقّي، عن معمر، عن الزّهريّ، عن أنس رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» وهب لفاطمة وصيفا، فقال: «لا تضربيه؛ فإني رأيته يصلّي، و إنّي نهيت عن ضرب المصلّين»(1).
199 - أخبرني عليّ بن عمر الحافظ، قال: حدّثنا محمّد بن مخلد العطار، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم الصّفّار، قال: حدّثنا يزيد بن الحباب، قال: حدّثنا عثمان بن موهب مولي بني هاشم قال: سمعت أنس بن مالك يقول: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لفاطمة: «ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به؛ أن تقولي إذا أصبحت و إذا أمسيت:
يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث، أصلح لي شأني كلّه، و لا تكلني إلي نفسي طرفة عين»(2)
ص: 135
200 - أخبرني الحسين بن محمّد بن أحمد بن الحسين الحافظ، أخبرنا أبو حفص عمر بن إبراهيم الكلابي بتنّيس، قال: حدّثنا حمدون بن عيسي، قال: حدّثنا يحيي بن سليمان الجعفي، قال: حدّثنا عباد بن عبد الصمد، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال:
جاءت فاطمة و معها الحسن، و الحسين إلي النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» في المرض الذي قبض فيه، فأكبّت عليه فاطمة، و ألصقت صدرها بصدره، و جعلت تبكي، فقال النّبيّ عليه الصلاة و السلام: «مه يا فاطمة!» و نهاها عن البكاء، فانطلقت إلي البيت، فقال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» و هو يستعبر الدّموع: «اللهمّ أهل بيتي، و أنا مستودعهم كلّ مؤمن» ثلاث مرّات(1).
ص: 136
201 - حدّثني عليّ بن حمشاد العدل، قال: حدّثنا هشام بن عليّ السيرافي، قال:
حدّثنا أبو الوليد الطيالسي، قال: حدّثنا عمّار بن أبي عمار صاحب الزعفراني أبو هاشم، قال: حدّثني محمّد بن مسلم بن عبيد اللّه، أنّ أنس بن مالك حدّثه: أن فاطمة جاءت بكسرة خبز لرسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فقال: «ما هذه الكسرة؟» قالت:
قرص خبزته، فلم تطب نفسي حتّي أتيتك بهذه الكسرة، فقال: «أما إنّه أول طعام دخل بطن أبيك منذ ثلاثة أيام»(1).
202 - حدّثني محمّد بن صالح بن هانئ، قال: حدّثنا الفضل بن محمد الشعراني، قال: حدّثنا كثير بن يحيي، قال: حدّثنا سعيد بن عبد الكريم و أبو عوانة، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، عن عبد الرحمن بن أبي ذئاب، قال: حدّثنا عبد اللّه بن الحارث بن
ص: 137
نوفل، حدّثني أبو سعيد الخدريّ رضي اللّه عنه: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» دخل علي ابنته فاطمة، و ابناها إلي جانبها، و عليّ نائم، فاستسقي الحسن، فأتي ناقة لهم فحلب منها، ثمّ جاءته منازعة الحسن أن يشرب قبله حتّي بكي، فقال: «يشرب أخوك ثمّ تشرب»، فقالت فاطمة: كأنّه أبرّ عندك منه. قال: «ما هو بأبرّ عندي منه، و إنهما عندي بمنزلة واحدة، و إنك، و هما، و هذا المضطجع معي في مكان واحد يوم القيامة»(1).
203 - أخبرنا عبد اللّه بن محمّد بن إسحاق الخزاعيّ بمكة، قال: حدّثنا أبو يحيي بن أبي مسرة، قال: حدّثنا عبد اللّه بن يزيد المقرئ، قال: حدّثنا حيوة و ابن لهيعة، قالا: أخذ ربيعة بن سيف المعافريّ عن أبي عبد الرحمن الحبلي، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» رأي فاطمة ابنته، فقال لها: «من أين أقبلت يا فاطمة؟»، قالت:
أقبلت من وراء جنازة هذا الرجل. فقال لها: «هل بلغت معهم الكديّ؟». قالت: لا؛ و كيف أبلغها و قد سمعت منك ما سمعت. فقال لها النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «و الذي نفسي بيده؛ لو رأيت معهم الكدي ما رأيت الجنة حتّي يراها جدّ أبيك»(2).
ص: 138
204 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا يحيي بن أبي طالب، قال:
حدّثنا إسحاق بن منصور، قالا: حدّثنا قيس بن الربيع، (ح):.
205 - و حدّثنا أبو العبّاس في موضع آخر، قال: حدّثنا الربيع بن سليمان، قال:
حدّثنا أسد بن موسي، قال: حدّثنا قيس بن الربيع، قال: حدّثني عبد اللّه بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين - و هي أمّه - عن فاطمة الكبري رضي اللّه عنها: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» كان إذا دخل المسجد قال: «اللهمّ صلّ علي محمد و سلم، اللهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك». و إذا خرج قال: «اللهمّ صلّ علي محمد و سلم، اللهمّ اغفر
ص: 139
لي ذنوبي، و افتح لي أبواب فضلك»(1).
و هكذا رواه عاصم بن سليمان الأحول، و روح بن القاسم العنزي، قال: حدّثنا سفيان الثوري و عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون، و عبد العزيز بن محمد الدراوردي، و ليث بن أبي سليم بن عبد اللّه بن الحسين عليهما السلام.
206 - أما حديث عاصم الأحول؛ فحدّثناه: دعلج بن أحمد السجزي ببغداد، قال:
حدّثنا أحمد بن عليّ بن مسلم الأبار، قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن بكار مولي بني هاشم، قال: حدّثنا حسان بن إبراهيم الكرماني، عن عاصم بن سليمان الأحول، عن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن بن عليّ بن أبي طالب، عن أمه فاطمة بنت الحسين بن عليّ، عن أمها فاطمة بنت رسول صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: أن رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» كان إذا دخل المسجد قال: «السلام عليك أيها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته، اللهمّ اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب رحمتك». و إذا خرج قال: «السلام عليك و رحمة اللّه و بركاته، اللهمّ اغفر لي و افتح لي أبواب رزقك»(2).
207 - و أما حديث روح بن القاسم فحدّثناه: أبو أحمد الحسين بن عليّ التميمي، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الإمام، قال: حدّثنا يونس بن عبد الأعلي، قال: أخبرنا ابن).
ص: 140
وهب، قال: حدّثنيه أبو سعيد التميمي، و هو شبيب بن سعيد، عن روح بن القاسم، عن أمّه، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: قالت لها: إذا دخلت المسجد، فصلّي علي النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و قولي: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك»، و إذا خرجت: فصلّي علي النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و قولي: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب فضلك»(1).
208 - و أمّا حديث سفيان الثوريّ؛ فحدّثناه أبو عمرو عثمان بن أحمد الزاهد ببغداد، قال: حدّثنا حنبل بن إسحاق بن حنبل، قال: حدّثني عليّ بن عبد اللّه، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: سمعت سفيان الثوريّ يقول: سألت عبد اللّه بن الحسن بن الحسن عن حديث فاطمة: «إذا دخل أحدكم المسجد»(2). فلم يصحّحه لي.
209 - و أمّا حديث عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون: فأخبرني الحسين بن محمد الماسرجسي، قال: أخبرنا محمّد بن الصبح الصيداوي بصيدا، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل البحتريّ، قال: حدّثني أبي، عن جدّي، عن عبد العزيز بن عبد اللّه الماجشون، عن عبد اللّه بن الحسن، عن أمه فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: أن النّبيّ - عليه السّلام - كان إذا دخل المسجد قال: «اللهمّ صلّ علي محمد، و افتح لي أبواب فضلك»(3).
210 - و أمّا حديث عبد العزيز بن محمد الدراوردي: فحدّثناه محمّد بن صالح بن هانئ، قال: حدّثنا الحسن بن سفيان النساء الشيباني، و محمّد بن إسحاق الثقفي، قالا:
حدّثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدّثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد اللّه بن الحسن بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت الحسين: أن النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، قال لابنته فاطمة - عليها السّلام -: «إذا دخلت المسجد فقولي: اللهمّ اغفر لي و سهّل لي أبواب رحمتك، و إذا خرجت من المسجد فقولي كذلك». إلا أنّه قال: «و سهّل لي أبواب رزقك»(4). : رواه
ص: 141
ليث بن أبي سليم، و إسماعيل ابن عليّة، عن راهب آل محمد صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»:
عبد اللّه بن الحسن عليهما السلام:.
211 - أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن يعقوب الحافظ، قال: حدّثنا يحيي بن محمّد بن يحيي؛ «ح»:.
212 - و حدّثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه، قال: أخبرنا أبو المثني، قال: حدّثنا مسدّد، قال: حدّثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: أخبرنا ليث بن أبي سليم، عن عبد اللّه بن حسن بن حسن، عن أمّه فاطمة بنت حسين، عن جدّتها فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم، قالت: «كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إذا دخل المسجد صلّي علي محمّد و سلّم، ثمّ قال: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك»، و إذا خرج صلّي علي محمد و سلّم، ثمّ قال: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب فضلك»(1).
قال إسماعيل: فلقيت عبد اللّه بن الحسن فسألته عن هذا الحديث، فقال لي: كان النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إذا دخل المسجد قال: «ربّ افتح لي أبواب رحمتك». و إذا خرج قال: «ربّ افتح لي أبواب فضلك»(2). هكذا رواه الحسن بن صالح بن حي، و جرير بن عبد الحميد، و أبو حفص الأبار، و شريك بن عبد اللّه النخعي، و الحارث بن نبهان، عن ليث بن أبي سليم.
213 - أمّا حديث الحسن بن حي: فحدّثناه أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال:
حدّثنا يحيي بن أبي طالب، قال: حدّثنا إسحاق بن منصور السلولي، قال: حدّثنا الحسن بن صالح بن حي، عن ليث، عن عبد اللّه بن الحسن، عن فاطمة الصّغري، عن فاطمة الكبري، قالت: كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إذا دخل المسجد صلّي علي محمد و سلّم، ثمّ يقول: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب رحمتك». و إذا خرجم.
ص: 142
صلّي علي محمد و سلّم، ثمّ يقول: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب فضلك»(1).
214 - و أمّا حديث جرير بن عبد الحميد: فحدّثناه أبو الفضل محمّد بن إبراهيم المزكّي، قال: حدّثنا أحمد بن سلمة، قال: حدّثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا جرير، عن ليث، عن عبد اللّه بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة الكبري، عن أبيها رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، قالت: كان صلّي اللّه عليه و آله و سلّم إذا دخل المسجد صلّي علي النّبيّ صلّي اللّه عليه و سلّم، ثمّ قال: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك». و إذا خرج صلّي علي النّبيّ صلّي اللّه عليه و سلّم، و قال: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب فضلك»(2).
215 - و أمّا حديث أبي حفص الأبار: فحدّثناه الحسن بن محمّد بن إسحاق، قال:
حدّثنا محمّد بن رجاء السنديّ، قال: حدّثنا داود بن رشيد، قال: حدّثنا أبو حفص الأبار، عن ليث بن أبي ليث بن أبي سليم، عن عبد اللّه بن الحسن، عن أمّه فاطمة الصّغري، عن جدّتها فاطمة الكبري رضي اللّه عنها قالت: كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إذا دخل المسجد صلي علي النّبيّ صلّي اللّه عليه و سلّم، و قال(3): «اللهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك»، و إذا خرج صلّي علي النّبيّ صلّي اللّه عليه و سلّم، و قال: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب فضلك»(4).
216 - و أما حديث شريك بن عبد اللّه النخعي: فأخبرناه أبو العبّاس محمّد بن أحمد المحبوبي بمرو، قال: حدّثنا سعيد بن مسعود، قال: حدّثنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا شريك، عن ليث، عن عبد اللّه بن الحسن، عن فاطمة الصّغري، عن فاطمة الكبري، قالت: كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إذا دخل المسجد صلّي علي النّبيّ - عليه السّلام - و سلّم، ثمّ قال: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي، و افتح لي أبواب رحمتك»، و إذا خرج صلّي علي النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و قال: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب فضلك»(5).م.
ص: 143
217 - و أمّا حديث الحارث بن نبهان: فحدّثناه أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال:
حدّثنا بحر بن نصر بن سابق الخولاني، قال: حدّثنا عبد اللّه بن وهب، قال: أخبرني الحارث بن نبهان، عن ليث بن أبي سليم، عن عبد اللّه بن الحسن، عن أمّه فاطمة بنت الحسين، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: أنّ رسول اللّه - عليه السّلام - كان إذا دخل المسجد صلّي علي النّبيّ و سلّم، ثمّ قال: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي(1) و افتح لي أبواب رحمتك»، و إذا خرج صلّي علي النّبيّ - عليه السّلام - و سلّم، و قال: «اللهمّ اغفر لي ذنوبي و افتح لي أبواب فضلك»(2).
حديث آخر:
218 - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن محمد البغداديّ بنيسابور، قال:
حدّثنا إسماعيل بن الحسن الإسكافيّ، قال: حدّثنا زهير بن عبّاد، قال: حدّثنا محمّد بن تمّام، قال: حدّثنا جرير، عن شيبة بن نعامة، عن فاطمة الصّغري - و هي بنت الحسين - عن فاطمة الكبري - و هي بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» - قالت: قال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «كلّ بني أب ينتمون إلي عصبة غير ولد فاطمة فإنّي أنا أبوهم، و أبوها، و عصبتهم معي»(3).
219 - حدّثنا أبو بكر بن أبي دارم الحافظ بالكوفة، قال: حدّثنا الحسن بن القاسم البجلي، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن المعلّي، قال: حدّثنا عقيل بن محمّد بن عبد اللّه بن
ص: 144
محمّد بن عقيل، عن أبيه، عن جدّه عبد اللّه بن محمّد بن عقيل، عن جابر، عن صفية بنت عبد المطّلب: أنّ رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» لما مرض أقبلت صفيّة بنت عبد المطلب؛ فجلست عند فاطمة، و رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» مضطجع، فقالت لها صفية: سلي أباك: كيف هو ذا يا بنيّة؟ فقالت: يا أبتاه؛ كيف تجدك؟ قال:
«أجدني صالحا إن شاء اللّه، إنّ الحمّي من فيح جهنّم، فأطفئوها بالماء؛ فإنّ اللّه تعالي وتر يحبّ الوتر»(1).
221 - أخبرني أحمد بن محمّد بن إسماعيل بن مهران، قال: حدّثنا أبي، قال حدّثنا جعفر بن مسافر، قال: حدّثنا ابن أبي فديك، عن محمّد بن موسي بن أبي عبد اللّه، عن عون بن محمّد بن عليّ بن أبي طالب - عليه السّلام -، عن أمّه أمّ جعفر، عن جدّتها، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: أنّ رسول اللّه - عليه الصلاة و السلام - أتاها يوما فقال: «أين ابناي - يعني - حسنا و حسينا(2)؟». فقالت: أصبحا و ليس في بيتنا شيء يذوقه ذائق، فذهب بهما إلي اليهوديّ، فتوجّه إليه رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، فوجدهما يلعبان في مشربة بين أيديهما فضل من تمر، فقال: «يا عليّ؛ أ لا تقلب ابني قبل أن يشتدّ عليهما الحرّ؟». فقال عليّ: أصبحنا و ليس في بيتنا شيء، فلو جلست حتّي أجمع لفاطمة تمرات؛ فجلس رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، و عليّ ينزع لليهوديّ كلّ دلوّ بتمرة، حتّي اجتمع له شيء من تمر، فجعله في حجره، ثمّ أقبل، فجعل رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»، يأخذ أحدهما و عليّ الآخر حتّي أقلبهما(3).
ص: 145
221 - و بإسناده عن عون بن محمد، عن أمّه، عن جدّتها قالت: «جهّزت جدّتك إلي جدّك عليّ - عليهما السلام - و ما كان حشو وسادتهما و فراشهما إلا ليفا، و لقد أولم لفاطمة؛ فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته؛ رهن درعه عند يهوديّ بشطر شعير»(1).
222 - أخبرنا أبو جعفر محمّد بن محمد البغداديّ بنيسابور، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم بن حوثي الصّنعانيّ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا عبد الملك بن عبد الرحمن الذماري، عن هشام، عن محمّد بن عمارة، عن عمرو بن ثابت، عن أبيه ثابت بن المقدام، عن أبي فاختة، قال: كان النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» و عليّ، و فاطمة، و الحسن، و الحسين رضوان اللّه عليهم أجمعين في بيت، فاستسقا الحسن، فقام رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» في جوف الليل يسقيه، فتناوله حسين، فأبي رسول اللّه - عليه السّلام - أن يسقيه، فقالت فاطمة: يا رسول اللّه! كأنّ حسنا أحبّ إليك من حسين؟ قال: «لا، و لكنّه استسقي من قبله»، ثمّ قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «يا فاطمة؛ أنا و أنت و هذان، و هذا الرّاقد - لعليّ - في مقام واحد يوم القيامة»(2).
ص: 146
223 - أخبرنا حمزة بن العبّاس العقبي ببغداد، قال: حدّثنا العبّاس بن محمد الدوريّ، قال: حدّثنا يحيي بن حمّاد، قال: حدّثنا أبو عوانة، عن العلاء بن المسيب، عن إبراهيم بن قعيس، عن نافع، عن ابن عمر: أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» كان إذا خرج في سفر كان آخر عهده بفاطمة، و إذا رجع كان أوّل عهده بفاطمة، و إنّه خرج في غزوة، فلما قدم من سفر و معه عليّ، تهيّأت لأبيها و زوجها، و اشترت درعا و صبغته بزعفران، و ألقت في بيتها بساطا، فأتاها النّبيّ - عليه الصلاة و السلام - فلما رأي ذلك رجع فأتي المسجد و قعد فيه، فأرسلت فاطمة إلي بلال، و قالت: اذهب إلي أبي فاسأله: ما ردّه عنّي؟ فأتي بلال النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» فأخبره، ثمّ أخبر فاطمة أنّه كره ذلك، فقامت و وضعت الثّوبين عنها، و رفعت البساط، فأتاه بلال فأخبره، فجاء حتّي دخل عليها، فاعتنقها، و قال: «هكذا كوني فداك أبي و أمّي»(1).
224 - أخبرني الحسين بن محمد الحافظ، قال: أخبرنا غسان بن عبد اللّه القلزميّ بالقلزم، قال: حدّثنا أبو عمران موسي بن عمرو، قال: حدّثنا نصر بن عمّار، قال: حدّثنا خالد بن عمرو الكوفيّ، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسي، عن سفيان، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: أصابت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» صبيحة عرسها رعدة، فقال لها رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «يا فاطمة؛ قد زوّجتك سيّدا أمينا في الدنيا و الآخرة، و إنّه لمن الصّالحين»(2).
ص: 147
225 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الجبار، قال:
حدّثنا محمّد بن فضيل، عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، قال: جاءت فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إلي أبي بكر، فقالت: يا خليفة رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: أنت ورثته، أم أهله؟ فقال: لا؛ بل أهله. قالت: فما بال الخمس؟» قال:
إني سمعت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» يقول: «إنّ اللّه إذا أطعم نبيّا طعمة، ثمّ قبضه كانت للذي يلي بعده». فلمّا وليت رأيت أن أردّه علي المسلمين، فقالت فاطمة: أنت و رسول اللّه أعلم. ثمّ رجعت(1). -
ص: 148
226 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا الربيع بن سليمان، قال:
حدّثنا أسد بن موسي، قال: حدّثنا إسماعيل بن عيّاش، قال: حدّثني محمّد بن السائب الكلبيّ، عن أبي صالح، عن أم هانئ بنت أبي طالب، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قالت: دخلت علي أبي بكر حين استخلف، فقلت: يا أبا بكر! أ رأيت لو أنّك متّ؛ من يرثك؟ قال: ولدي و أهلي. فقلت: فما بالك ترث رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» دون ولده و أهله؟. قال: ما فعلت يا بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم». قالت: «قلت: بلي؛ قد عمدت إلي «فدك»، و قد كانت صافية رسول اللّه فأخذتها، و عمدت إلي سهم أنزله(1) اللّه من السماء فرفعتها. قال: يا ابنة رسول اللّه لم أفعل، حدّثني رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «أنّ اللّه تعالي يطعم النّبيّ الطّعمة ما دام حيّا، فإذا قبضه دفعه إلي من يلي أمره». قالت: أنت و رسول اللّه أعلم، ما أسألكه بعد مجلسي هذا(2).
227 - أخبرني أبو عليّ الحسين بن محمد الحافظ، قال: أخبرنا عبيد اللّه بن رجاء، قال: حدّثنا العبّاس بن الخليل، قال: حدّثنا نصر بن خزيمة، عن أبيه، عن نصر بن علقمة، عن أخيه، عن ابن عائذ، قال: قال(3) حابس بن سعد: «أخبرتني فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» أنّها رأت في المنام أنّها نكحت أبا بكر، و نكح عليّ أسماء بنت عميس، و كانت أسماء بنت عميس تحت أبي بكر، فتوفي أبو بكر، و توفّيت
ص: 149
فاطمة - عليها السّلام - و نكح عليّ - عليه السّلام - أسماء»(1).
228 - حدّثنا خلف بن محمّد البخاريّ قال: حدّثنا صالح بن محمّد بن حبيب الحافظ، قال: حدّثنا أبو سعيد الأشجّ، قال: حدّثنا تليد(2) بن سليمان، عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف، عن محمّد بن عمرو الهاشمي، عن زينب بنت عليّ - عليه السّلام - عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قالت: نظر النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» إلي عليّ فقال: «هذا في الجنّة، و زمر من(3) شيعته: قوم لهم نبز؛ يقال لهم الرّافضة، من لقيهم فليقتلهم؛ فإنّهم مشركون»(4).
ص: 150
قال الأشجّ: «سألت أبا طاهر العلويّ، عن محمّد بن عمرو الهاشميّ، فقال: هو محمّد بن عمرو بن الحسن بن عليّ».
و لم تسمع منها؛ لأنّ عليّا - عليه السّلام - لم يكن له ولد من غير فاطمة الكبري إلي أن توفيت رضي اللّه عنها.
229 - أخبرنا أبو النضر محمّد بن محمّد بن يوسف الفقيه بالطابران، قال: حدّثنا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد الواحد العامري، قال: حدّثنا محمّد بن مروان القصار، قال: حدّثنا زيد بن المعدل النمريّ، قال: حدّثنا أبان بن عثمان البجليّ، قال: حدّثني سليمان بن أبي المغيرة، عن فاطمة بنت الحسين بن عليّ - و هي الصّغري - عن فاطمة بنت
ص: 151
عليّ بن أبي طالب - و هي الوسطي - عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قالت: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «إنّ نفس المؤمن تخرج كالرّشح، و إنّ نفس الكافر تخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار»(1).
صلّي اللّه عليه
ص: 152
«و آله و سلّم»:
230 - أخبرنا أبو جعفر البغداديّ، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن بيان المصريّ، قال:
حدّثنا زهير بن عبّاد، قال: حدّثنا أبو بكر بن شعيب، عن مالك بن أنس، عن الزّهريّ، عن عمرو بن الشّريد، عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قالت: قال رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم»: «من تختّم بالعقيق الأحمر لم يزل يري خيرا»(1).
231 - حدّثني أبو عبد اللّه محمّد بن العبّاس الشهيد، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن رزين، قال: حدّثنا عليّ بن خشرم، قال: حدّثنا عيسي بن يونس، عن أبي بكر، عن راشد بن سعد، عن أبي ذرّ رضي اللّه عنه: أنّ النّبيّ صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» قال لفاطمة - عليها السّلام -: «إنّ ابن عمّك خطبك إليّ، و لست بمنكحك إلا برضا منك، و أنا بين يديك، فإن كرهت فاغمزيني بأصبعك». فلم تغمزه(2).
232 - حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق الصّنعانيّ، قال: حدّثنا أحمد بن عمر الوكيعيّ، قال: حدّثنا أصبغ بن زيد الواسطيّ، عن سعيد بن راشد، عن زيد بن عليّ، عمّن حدّثه عن فاطمة بنت رسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله
ص: 153
و سلّم»: أنّها سمعت أباها يقول: «في الجمعة ساعة، لا يوافقها عبد مسلم يسأل اللّه فيها خيرا إلا أوتيه». فقالت: يا فاطمة؛ أية ساعة هي؟ قالت: هي إذا تضيّفت(1) الشمس للغروب. قال: و كانت فاطمة رضي اللّه عنها تأمر وصيفا لها فتقول: اصعدي علي الظّراب، فإذا رأيت الشمس تدّلي نصفها للغرب فآذنيني، فتصعد فإذا هي تدلت للغروب آذنتها، فتقوم فاطمة فتذكر اللّه و تصلّي علي النّبيّ صلّي اللّه عليه و آله و سلّم، و تدعو حتّي تغرب(2).
تمّ الكتاب بحمد اللّه و منّته، و الصّلاة علي نبيّه محمّد و آله في السادس و العشرين من».
ص: 154
ص: 156
ص: 157
ص: 158
فهرست الكتاب و الفوائد الحديثية و غيرها(1)خطبة الحاجة و مشروعيتها ص 5 «ت»
الذهبي و السبكي لم يقفا علي هذا الكتاب ص 5
شيخ الإسلام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم و كلامهما علي تصحيح الحاكم ص 6-7
قف علي حديث موضوع لوصي المسيح مع تخريجه ص 6
معاذ بن المثني له زيادات علي «مسند مسدد» ص 6 «ت»
غالب تصحيحات الحاكم: صحيحة ص 6
تصحيح ابن حبان يفوق تصحيح الحاكم ص 6
قد يصحح الحاكم لمن جرحهم من الرواة ص 7
الذهبي يجزم بتشيع الحاكم و ينتقد تصحيحه لأحاديث ساقطة و تعقب المحقق للذهبي ص 7
اعتذار ابن حجر للحاكم عن كثرة أوهامه في «المستدرك» ص 7
عبد الرحمن بن زيد بن أسلم روي له الحاكم في «المستدرك» و كان قد اتهمه بالوضع! ص 7
حديث «من كنت مولاه فعلي مولاه»: صحيح ص 8
قف علي كلام جيد للمعلمي حول تصحيح الحاكم ص 8-9
هل يعذر الحاكم بإخراجه أحاديث موضوعة في هذا الكتاب في فضائل فاطمة انتقاها من «بعض» ما انتهي إليه؟ ص 9
تعجب المحقق من المؤلف لروايته أحاديث رافضي كذاب و بيان حال هذا الوضاع و شيء من أخباره ص 9-11
ما قيل في تشيع الحاكم و تفصيل جيد للسبكي في مسألة الجرح مع ما في بعض كلامه من خطل و خلط! ص 11-20
السبكي يري أن الحاكم محدث و يبعد التشيع في المحدثين ص 11
السبكي يزعم أن الأشاعرة من شيوخ الحاكم هم أهل السنة! ص 11ا.
ص: 159
السبكي يستقرئ المؤرخين فيري أنهم يغمزون مخالفيهم في العقيدة! ص 11-12
السبكي يرتاب في كون الحاكم شيعيّا لأن ابن عساكر أثبته في عداد الأشاعرة الذين يبدعون أهل التشيع ص 12
أبو إسماعيل الأنصاري صاحب «منازل السائرين» يرمي الحاكم بالرفض و ابن طاهر يرميه بالتقية! ص 12
«حديث الطير»: منكر و بيانه و أن الحاكم و الترمذي قد أخرجاه و كلام العلماء حول هذا الحديث ص 12-15 و «ت»
جزم شيخ الإسلام بوضع و كذب «حديث الطير» و خالفه الذهبي و السبكي و العلائي و الألباني ص 13-20 و «ت»
الذهبي يري أنه لو صح «حديث الطير» فيمكن توجيهه ص 13 «ت»
لابن أبي داود كلام سيئ حول «حديث الطير» فيما لو صح، و رد الذهبي عليه بقوة ثم الاعتذار عنه ص 13 و «ت»
موضوعات «المستدرك» سماء بالمقارنة مع «حديث الطير» كما قال الذهبي ص 14 و «ت»
ل «حديث الطير» طرق و شواهد كثيرة تمنع من الحكم عليه بالوضع ص 14 «ت»
السبكي يرمي أبا إسماعيل الأنصاري بالتجسيم و رد المحقق عليه ص 14-15 «ت»
الذهبي يري أن نصف «المستدرك»: علي شرط الشيخين و نحو الربع: صحيح السند و الربع الباقي: مناكير و واهيات و بعض هذا موضوعات ص 16
ابن طاهر المقدسي يفرد «حديث الطير» بالرواية فيتسبب في شياعه لدي الجهال! ص 17
حديث «يا عائشة! هؤلاء الخلفاء من بعدي»: منكر و بيانه ص 18
قوله لعثمان «: أنت وليي في الدنيا و الآخرة»: موضوع و بيانه ص 18
طلحة بن زيد يضع الحديث و عبيدة بن حسان يروي الموضوعات ص 18 و «ت»
للسبكي رأي خاص في الحاكم و أنه يميل إلي علي دون خروج إلي بدعة ص 18
و بعبارة أخري: إفراط في ميل لا ينتهي إلي بدعة ص 18
قد يكون «حديث الطير» مما أخرجه الحاكم من «المستدرك» ثم بقي في بعض النسخ أو أدخله بعض المغرضين فيه ص 19
ص: 160
العلائي أخطأ بتحسينه «حديث الطير» و بيان أن كثرة الطرق لا تقوي الحديث دائما ص 19-20 «ت»
محمد بن أحمد بن عياض: مجهول العين ص 20 و «ت»
محمد بن دينار العرقي: جزم ابن عراق بأنه: محمد بن زكريا بن دينار الغلابي الوضاع خلافا للذهبي و ابن حجر ص 20-21 و «ت»
الغلابي هو واضع حديث: «إن اللّه أمرني أن أزوج فاطمة من علي، فاشهدوا» و إقرار السيوطي و المناوي بذلك ص 21 «ت»
قف علي ترجمة للحاكم من «تذكرة الحفاظ» ص 21-27
الذهبي يصف الحاكم بالحافظ الكبير إمام المحدثين ص 21
سمع من ألفي شيخ، و رأي أبوه الإمام مسلم بن الحجاج ص 21
ممن حدث عنه: الدّارقطني و البيهقي ص 21
كان الحاكم يذاكر الدّارقطني و الجعابي و غيرهما ص 22
بين الطلمنكي و الحاكم رجلان مع أنهما في نفس الطبقة! ص 22
حديث: «أ كان رسول اللّه صلّي اللّه عليه و آله و سلّم يصلي الضحي؟»: صحيح و لكن له توجيه صحيح ص 22 و «ت»
مناظرة بعض الحفاظ للحاكم و ما فيها من فوائد ص 22-23
الحاكم يختبر أحد المحدثين عن أحد الرواة ص 23
سبب تأليف «تاريخ نيسابور» ص 23
روي الحاكم عن خلف عن خلف عن خلف عن خلف عن خلف و حلّ الذهبي لهذا اللغز! ص 23-24
حديث «كل بني آدم حسود»: منكر عند الذهبي و قد روي من وجهين بينهما الألباني ص 24
للذهبي مصنف مستقل في «حديث الطير» مال فيه إلي تحسين الحديث و تعقب المحقق له ص 24 و «ت»
حديث: «كل بني آدم حسود»: منكر و الآفة من خلف بن محمد البخاري راوي حديث: «المواقعة قبل الملاعبة» ص 24 و «ت»
ص: 161
بقية أخبار الحاكم ص 24-26
شهادة الدّارقطني للحاكم بالإتقان ص 26
حديث: «إن بلالا يؤذن بليل»: صح عن جماعة من الصحابة و بيان حال يحيي بن عبد الحميد الحماني ص 26
حديث: «ما أحسن الهدية أمام الحاجة»: موضوع و بيان حال يحيي الموقري ص 26
قف علي تجرأ عجيب من ابن الجوزي علي الدّارقطني لروايته حديث: «إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه» دون بيان حاله مع وقوعه هو فيما هو أشد في عامة كتبه! ص 26 «ت»
تعاصر أربعة من الحفاظ في وقت واحد منهم الحاكم ص 27
الذهبي يصرح بانحراف الحاكم عن خصوم علي لكنه كان معظما للشيخين بكل حال ص 27
يقول الذهبي: ليت الحاكم لم يؤلف «المستدرك» ص 27
سبب وفاة الحاكم و مصادر ترجمته ص 27
نص الكتاب ص 30
معني: «ابن البيّع» ص 30 «ت»
الحاكم و الطبري يكتفيان بالصلاة دون التسليم و تعقب المحقق ذلك بزيادة مهمة ص 30 «ت»
سبب تأليف الحاكم للكتاب ص 30-31
ادعاء بعض الفقهاء أن عليّا رضي اللّه عنه كان لا يحفظ القرآن و رد المؤلف و المحقق عليه ص 30 و «ت»
قراءة عاصم المشهورة إنما هي عن علي رضي اللّه عنه ص 30
ادعاء المؤلف عدم سماع الشعبي من علي و رد المحقق عليه ص 30 «ت»
ادعاء المؤلف انحراف الشعبي إلي أعداء علي و ميله للدنيا و رد المحقق عليه ص 30-31 «ت»
الفقيه يدعي أن الرواة ينكرون كون رقية و أم كلثوم و زينب رضي اللّه عنهن بنات المصطفي من خديجة و رد المؤلف عليه ص 31
المؤلف يرد علي بعض من يتقرب للناصبة بحديث «خير بناتي زينب» فيدعي أنه في «البخاري»! و رد المؤلف عليه ص 31-32
ص: 162
المؤلف يفند ادعاء هذا المدعي بذكر جمعه ل «البخاري» أربع مرات كان هذا المدعي ممن قد أملاه عليه المؤلف! ص 31
المؤلف يوقع المدعي في حرج كبير ص 31-32
المؤلف يعيد النظر في «البخاري» من أوله إلي آخره يوما و ليلة بحثا عن الحديث ص 32
المؤلف يعثر علي الحديث لكن في كتابه «الإكليل» ص 32
الحديث الثابت عن زينب رضي اللّه عنها هو: «هي أفضل بناتي - أو: خير بناتي -» و توجيه العلماء له بما لا يتعارض مع حديث: «أفضل نساء أهل الجنة...» و ذكر منهن «فاطمة» رضي اللّه عنها ص 33 «ت»
تخريج حديث زينب هذا و الكلام علي سنده و تعقب المؤلف في تصحيحه في «المستدرك» ص 33 «ت»
المؤلف يصحح حديث «الغافقي» في «المستدرك» و يضعفه هنا! ص 34 «ت»
المحقق يتعقب المؤلف في أنه لم يستوعب صاحبا «الصحيحين» كل الأحاديث الصحيحة للرواة! ص 35 و «ت»
توجيه المؤلف لمعني حديث: «أفضل بناتي» ص 35
حديث: «ما رأيت أحدا كان أشبه كلاما، و حديثا من فاطمة برسول اللّه صلّي اللّه عليه «و آله و سلّم» و بيان صحته و فيه لفظة: «و أخذت بيده فقبلته» ص 35-36 و «ت»
المحدث الألباني يعتبر لفظة: «قبلت يده» شذوذا من الحاكم و تعقب المحقق له ص 36 و «ت»
المؤلف يزعم أن فاطمة كانت أفقه من عائشة بفقه هذا الحديث و رد المحقق عليه ص 36 و «ت»
عبارة شبه صريحة من المؤلف تدل علي صحة أحاديث الكتاب كلها عنده ص 37 و «ت»
الحديث (1) من أحاديث الكتاب: «إنما فاطمة بضعة مني» و بيان صحته و تخريجه و أن سنده هنا و في «المستدرك» ضعيف لكن قد توبع الضعيف من قبل أئمة فصح الحديث ص 37 و «ت»
قف علي اسم رسالة مفقودة للمؤلف ص 37 و «ت»
ص: 163
الحديث (2) من أحاديث الكتاب: «كان إذا سافر كان آخر الناس عهدا به فاطمة» و بيان ضعفه و مخالفته لما صح ص 37-38 و «ت»
الحديث (3) من أحاديث الكتاب: «هكذا كوني فداك أبي و أمي» و بيان ضعفه و أن مداره علي ضعيف شبه مجهول مع مخالفته للثقة في ألفاظ كثيرة ص 38 و «ت»
الحديث (4) من أحاديث الكتاب: «يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة» و بيان وضعه مع تصحيح المؤلف له علي شرط الشيخين و أنه أول حديث موضوع في الكتاب ص 38-39 و «ت»
الحديث (5) من أحاديث الكتاب: «تحشر ابنتي فاطمة و عليها حلة الكرامة» و بيان وضعه و أنه مما انفرد به داود بن سليمان الغازي الذي وضع نسخة «علي بن موسي الرضا» و لم يروه المؤلف في «المستدرك» ص 39 و «ت»
الحديث (6) من أحاديث الكتاب: «إني قد نعيت إلي نفسي» قاله لفاطمة و بيان حسنه و أنه مما لم يروه المؤلف في «المستدرك» ص 39-40 و «ت»
هلال بن خباب حسن الحديث إذا لم يخالف ص 40 «ت»
الحديث (7) من أحاديث الكتاب: «أ ما ترضين أنك تأتين سيدة نساء المسلمين» و بيان صحته و ما فيه من فائدة في لفظة تصحّح النسبة إلي السلفية ص 40-41 و «ت»
الحديث (8) من أحاديث الكتاب: «كان بين النبي و فاطمة شهران» و بيان ضعفه و مخالفته لما صح و بيان حال ابن المؤمل ص 41 و «ت»
الحديث (9) من أحاديث الكتاب: «أن فاطمة لم تمكث بعد رسول اللّه إلا شهرين» و بيان ضعفه كسابقه مع علة أخري ص 41 و «ت»
الحديث (10) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة أ لا ترضين أنك سيدة نساء العالمين» و بيان صحته ص 42 و «ت»
الحديث (11) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة» الحديث بنحوه و بيان صحته ص 42 و «ت»
الحديث (12) من أحاديث الكتاب: «أ لا أخبركم بخير الناس أبا و أمّا» و بيان ضعفه و أنه مسلسل بالخلفاء العباسيين و بعض ولاتهم ممن لا يعرف فيهم جرح أو تعديل ص 42 و «ت»
ص: 164
الحديث (13) من أحاديث الكتاب: قول علي: «أنشدكم اللّه أ منكم أحد له زوجة مثل زوجتي» و بيان كذبه و أنه من اختلاق شيخ الحاكم الرافضي الوضاع و شيء من ضلال هذا الرافضي و جزم شيخ الإسلام بكذب الخبر ص 42-43 و «ت»
الحديث (14) من أحاديث الكتاب: قول علي أيضا: «إني لأخو رسول اللّه و وزيره» و بيان وضعه و أن فيه كذابين أحدهما شيعي غال ص 43 و «ت»
الحديث (15) من أحاديث الكتاب: «فاطمة سيدة نساء أهل الجنة» و بيان صحته لغيره و تعقب المحقق للمؤلف و للحافظ ص 43-44 و «ت»
الحديث (16) من أحاديث الكتاب: «يا ابنتي أكبي» و فيه: «أن عيسي عاش عشرين و مائة سنة» و بيان نكارته و مخالفته لما صح في وصف أهل الجنة ص 44 و «ت»
الحديث (17) من أحاديث الكتاب: «أخبرني أني سيدة نساء أهل الجنة» و بيان صحته إلا في تعيين السائلة لفاطمة و بيان أن السند و المتن من وضع الكديمي ص 44-45 و «ت»
الحديث (18) من أحاديث الكتاب: «سيدة نساء أهل الجنة بعد مريم بنت عمران:
فاطمة أو خديجة» و بيان صحته دون الشك الذي هو من أوهام الدراوردي ص 45 و «ت»
الحديث (19) من أحاديث الكتاب: «الحسن و الحسين سيدا شباب...» و فيه:
«فاطمة سيدة نساء...» و بيان صحته و أن المؤلف اختصره اختصارا شديدا فلم يذكر المتن! ص 45 و «ت»
الحديث (20) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة إن اللّه تعالي يغضب لغضبك و يرضي لرضاك» و بيان نكارته و أن راويه: حسين بن زيد لا يحل الاحتجاج به و مع هذا فقد حسن سنده الهيثمي و لم يتعرض الألباني لهذا الحديث في كتبه أصلا! ص 46 و «ت»
الحديث (21) من أحاديث الكتاب: «إن اللّه تعالي يغضب لغضبك» و بيان نكارته كسابقه و أن المتهم به غريق الجحفة ص 46 و «ت»
الحديث (22) من أحاديث الكتاب: قول عائشة: «ما رأيت أحدا أشبه كلاما» و بيان صحته ص 46-47
الحديث (23) من أحاديث الكتاب: «كان إذا رجع من سفر قبّل فاطمة» و بيان وضعه و أن المتهم به محدث له شأن كبير في السنة و الرد علي المبتدعة! و بيان أن الحديث لم
ص: 165
يروه سوي المؤلف علي حد علم المحقق ص 47 و «ت»
الحديث (24) من أحاديث الكتاب: قول عائشة لمن سألتها «من أحب الناس إلي رسول اللّه؟ فقالت: فاطمة و من الرجال زوجها» و بيان وضعه و أنه من افتراء شيخ الحاكم أبي بكر بن أبي دارم مع مخالفته للصحيح ص 47 و «ت»
الحديث (25) من أحاديث الكتاب: قول عائشة أيضا لمن سألتها عن علي: «ما أعلم رجلا كان أحب إلي رسول اللّه منه» و بيان بطلانه و أنه من وضع: جميع بن عمير و فيه رافضي داعية للرفض ص 47-48 و «ت»
الحديث (26) من أحاديث الكتاب: قول الصديقة أيضا لمن سألتها: أي الناس كان أحب إلي رسول اللّه: «فاطمة و من الرجال: زوجها» و بيان وضعه كسابقه و فيه أبو الجحاف و هو من غلاة الشيعة ص 48 و «ت»
الحديث (27) من أحاديث الكتاب: قول ابن بريدة: «كان أحب النساء إلي رسول اللّه: فاطمة و من الرجال: علي» و بيان وضعه و مخالفته للصحيح و أنه من وضع بعض الشيعة و ذكرهم ص 48-49 و «ت»
الحديث (28) من أحاديث الكتاب: «حسبك من نساء العالمين: مريم بنت عمران» و بيان صحته و تخريجه من مصادر كثيرة بعضها مخطوط ص 49 و «ت»
الحاكم يمدح شيخه: علي بن حمشاد العدل جدّا ص 49 «ت»
الحديث (29) من أحاديث الكتاب: «أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد» و بيان صحته مع الكلام علي سند المؤلف الضعيف ص 49-50 و «ت»
الحديث (30) من أحاديث الكتاب: «حسبك منهن أربع سيدات» صحيح و سنده عند المؤلف لا بأس به في الشواهد ص 50 و «ت»
قف علي ترجمة للباقر حي الذي كان ثقة ثم خلط و ادعي سماع أشياء لم يسمعها ص 50 «ت»
الحديث (31) من أحاديث الكتاب: «خير نساء العالمين أربع: مريم» و بيان صحته من وجه آخر و أن في السند ضعيفا و آخر صلب علي الزندقة! ص 50-51 و «ت»
الحديث (32) من أحاديث الكتاب: «أطعمني جبريل عنقود عنب» و بيان وضعه و أن ابن الجوزي قد أحسن بروايته للحديث في «الموضوعات» و أن تتابع الكذابين علي
ص: 166
رواية الموضوع يزيده و هنا علي وهن! ص 51 و «ت»
المؤلف شان كتابه برواية هذه الموضوعات مع أنه ذكر ما يخالف هذا في المقدمة ص 51 و «ت»
الحديث (33) من أحاديث الكتاب: «لما نزلت: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي و أعطاها فدك» و بيان وضعه و أنه من اختلاق شيخ الحاكم غير الثقة عنده! ص 51-52 و «ت»
الحديث (34) من أحاديث الكتاب: «إذا كان يوم القيامة حملت علي البراق» و بيان أنه موضوع ص 52 و «ت»
ابن حبان يتهم راويا بالوضع ثم يورده في «الثقات» لكنه قال: في حديثه بعض المناكير! ص 52 «ت»
الحديث (35) من أحاديث الكتاب: «أحب حاضر لباد» و بيان أنه موضوع مسلسل بالمجاهيل مع مخالفته للصحيح ص 52-53 و «ت»
الحديث (36) من أحاديث الكتاب: «لما نزلت: وَ آتِ ذَا الْقُرْبي و أعطاها فدك» و بيان وضعه و أنه من اختلاق بعض الشيعة مع مخالفته للصحيح ص 53 و «ت»
الحديث (37) من أحاديث الكتاب: «لما أنزل علي النبي وَ آتِ ذَا الْقُرْبي هذا قسم قسمه اللّه لك» و بيان وضعه و أنه مما شان به الحاكم كتابه هذا مع أن في سنده متهما و شيعيّا و حطّا ظاهرا من الصديق الأكبر ص 53-54 و «ت»
الحديث (38) من أحاديث الكتاب: «أخبروني أي شيء خير للنساء؟» و أنه ضعيف لا ينجبر بطريقيه الثاني و الثالث و أن الألباني ممن جزم بضعفه ص 54 و «ت»
الحديث (39) من أحاديث الكتاب: «لا يرين الرجال و لا يرونهن» و أن ضعفه غير منجبر و بيان ذلك ص 54-55 و «ت»
الحديث (40) من أحاديث الكتاب: «إنما فاطمة شجنة مني» و بيان صحته و تخريجه ص 55 و «ت»
الحديث (41) من أحاديث الكتاب: «إنما فاطمة بضعة مني» و أنه صحيح و إن كان سند المؤلف واهيا ص 55 و «ت»
الحديث (42) من أحاديث الكتاب: قول عمر: «يا فاطمة إنه و اللّه ما كان أحد» و أنه لا يثبت و بيان ذلك ص 55-56 و «ت»
ص: 167
الحديث (43) من أحاديث الكتاب: قول عمر: «يا فاطمة... فذكره بنحوه و بيان ضعفه مع بيان حال شيخ المؤلف فيه: مكي بن بندار الزنجاني و حال بشر بن أبي عمرو بن العلاء و هارون بن أبي الهيذام ص 56 و «ت»
الحديث (44) من أحاديث الكتاب: قول جعفر بن محمد: «كانت فاطمة تسمي الصديقة» و بيان أنه مقطوع ضعيف ص 56 و «ت»
الحديث (45) من أحاديث الكتاب: قول عائشة: «رحم اللّه فاطمة ما كان أحد بعد النبي أصدق لهجة منها» و بيان صحته و أنه صح بسند آخر و أن سند المؤلف فيه كذاب يضع الحديث! ص 56-57 و «ت»
الحديث (46) من أحاديث الكتاب: قولها أيضا: «و الذي ذهب بنفسه ما رأيت آدميّا» و فيه لفظة: «الزهراء» و أنها لم تثبت عن الصديقة من أجل تدليس ابن إسحاق ص 57 و «ت»
الحديث (47) من أحاديث الكتاب: قولها أيضا: «ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها» و بيان أن فيه العلة السابقة ص 57 و «ت»
الحديث (48) من أحاديث الكتاب: قولها أيضا: «ما رأيت أحدا قط» صحيح كما سبق لكن في السند ابن حميد الرازي و هو متهم و آخر كثير الخطأ و مع هذا صحح المؤلف سنده في «المستدرك» و وافقه الذهبي! ص 57 و «ت»
الحديث (49) من أحاديث الكتاب: قولها أيضا كما سبق و فيه: «سلها يا رسول اللّه فإنها لا تكذب» ص 57-58 و «ت»
الحديث (50) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة تدرين لم سميت فاطمة؟» و بيان أنه موضوع لا ينفك من وضع أحد رجلين في السند مع أن له طرقا أخري كلها موضوعة و أن سنده عند المؤلف مما تفرد به ص 58 و «ت»
الحديث (51) من أحاديث الكتاب: «إن فاطمة حصّنت فرجها فحرم اللّه ذريتها علي النار»: موضوع باتفاق أهل المعرفة بالحديث كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية و أن المناوي حسّنه فاتهمه الغماري بفقدان العقل! ص 58-59 و «ت»
الحديث (52) من أحاديث الكتاب: «إن فاطمة أحصنت فرجها»: موضوع و أن الألباني اكتفي بتضعيفه جدّا و أن الصواب قول ابن تيمية ص 59 و «ت»
ص: 168
تتابع الكذابين و الواهين علي رواية هذا الحديث و بيان أن غياث بن عمرو و تليد بن سليمان و حفص الأيلي منهم ص 59 و «ت»
الحديث (53) من أحاديث الكتاب: «اللهم مشبع الجاعة و رافع الوضعة»: ضعيف مداره علي مجهول ص 59-60 و «ت»
الحديث (54) من أحاديث الكتاب: «أجل هو عبد اللّه و كلمته ألقاها إلي مريم»:
ضعيف و أنه روي من طرق مرسلة أو معضلة لا يتقوي بها علي خلاف زعم المؤلف في «علوم الحديث» أنه متواتر! ص 60-61 و «ت»
الحديث (55) من أحاديث الكتاب: «اللّهم هؤلاء أهلي»: صحيح اختصره المؤلف و أصله في «مسلم» ص 61 و «ت»
الحديث (56) من أحاديث الكتاب: «إن لكل بني أم عصبة ينتمون إليها إلا ولد فاطمة»: موضوع وضعه غريق الجحفة الذي اتهمه المؤلف نفسه و بيان أن السند ظلمات بعضها فوق بعض! ص 62 و «ت»
طاهرة بنت عمرو بن دينار: مجهولة العين ص 62 «ت»
عبد العزيز الأموي لم يعرفه المحقق و سليمان الملطي متهم عند ابن جميع و قاعدة:
«ليس في الملطيين ثقة» ص 62 «ت»
قف علي شاهد موضوع لحديث الملطي أورده الألباني في «الضعيفة» ص 62 «ت»
الحديث (57) من أحاديث الكتاب: «خرج النبي غداة و عليه مرط مرحل» و فيه أنه تلا هذه الآية: إِنَّما يُرِيدُ اللّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ... : و بيان أنه صحيح و تخريجه من مصادر كثيرة ص 62-63 و «ت»
الحديث (57) من أحاديث الكتاب: «نزل علي رسول اللّه الوحي فأدخل عليّا و فاطمة»: و بيان أنه حسن الإسناد بسبب بكير بن مسمار و أنه من الأحاديث التي رواها الحسن بن عرفة في «جزئه» المشهور ص 63 و «ت»
الحديث (58) من أحاديث الكتاب: «أوّل من يدخل الجنة أنا، و فاطمة، و الحسن، و الحسين» و فيه قول علي: يا رسول اللّه! فمحبّونا؟ قال: «من ورائكم»: و بيان وضعه و أن القلب يشهد بوضعه كما قال الذهبي ص 63-64 و «ت»
ص: 169
الحديث (60) من أحاديث الكتاب: «أنا، و فاطمة، و الحسن، و الحسين، و عليّ في حظيرة القدس»: موضوع و أنه من عمل عمرو بن زياد الثوباني و أن السيوطي قوّاه بشاهد فيه مجهول البلاء منه! ص 64 و «ت»
الحديث (61) من أحاديث الكتاب: «أنا حرب لمن حاربتم و سلم لمن سالمتم»: و أنه حديث حسن من أجل الخلاف في رواية: السدي الكبير ص 64-65 و «ت»
الحديث (62) من أحاديث الكتاب: «أنا حرب لمن حاربتم» و أنه حسن كما تقدم إلا أن سنده موضوع عند المؤلف بسبب شيخه! ص 65 و «ت»
الحديث (63) من أحاديث الكتاب: «أنا حرب لمن حاربتم»: حسن كما تقدم و أن المؤلف دلّس اسم شيخه الوضاع فذكره باسمه! ص 65 و «ت»
الحديث (64) من أحاديث الكتاب: «أنا حرب لمن حاربتم»: حسن كسابقه لكن في سنده: تليد بن سليمان: و هو كذاب شتام للصحابة رافضي خبيث! ص 65 و «ت»
الحديث (65) من أحاديث الكتاب: «أنا حرب لمن حاربتم»: حسن أيضا و فيه الوضاع السابق! ص 66 و «ت»
الحديث (66) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة إذا كنتما بمنزلتكما هذه فسبحا ثلاثا و ثلاثين و احمدا»: صحيح متفق عليه ص 66 و «ت»
الحديث (67) من أحاديث الكتاب: «يا ابنتي هذا الشيطان جاء ليأكل من هذا الطعام»: موضوع فيه شيخ المؤلف الذي ادعي السماع من ابن ديزيل و ادعي الكتب و المصنفات التي لم يسمعها فكذبه القاسم بن أبي صالح لأجل ذلك في قصة أوردها الخطيب في «تاريخ بغداد» ص 66-67 و «ت»
بكير بن وادع و أبو الغصين و عبيد اللّه التمار ما يراهم المحقق إلا من تلفيق هذا الكذاب! ص 67 «ت»
الحديث (68) من أحاديث الكتاب: «إنها صغيرة» قاله لأبي بكر و عمر عن فاطمة ثم زوجها عليّا: و بيان أنه صحيح علي شرط مسلم ص 68 و «ت»
الحديث (69) من أحاديث الكتاب: «اللهم إني أعيذها و ذريتها بك من الشيطان الرجيم» و أنه قاله لفاطمة و قال مثله لعلي عند زواجهما: موضوع و بيان أنه من اختلاق
ص: 170
الغلابي الوضاع و أن المحقق لم يقف علي الحديث عند غير المؤلف ص 68-69 و «ت»
قف علي حال: قحطبة بن غدانة الجشمي و أنه صدوق و ذكر ابن شبة أنه كان من الصحابة و استبعاد المحقق لهذا النقل بالكلية! ص 69 «ت»
الحديث (70) من أحاديث الكتاب: قول أنس عن فاطمة: «كانت كالقمر ليلة البدر»: موضوع و المتهم به: محمد بن زكريا الغلابي ص 69-70 و «ت»
الحديث (71) من أحاديث الكتاب: قول أم أنس: «لم تر فاطمة دما في حيض و لا نفاس»: موضوع من افتراء الغلابي لكن برئت عهدة الخبر منه و تعلقت ب: العباس بن بكار و هو كذاب و اتهمه ابن حجر بوضع الخبر ص 70 و «ت»
الحديث (72) من أحاديث الكتاب: قول أم سليم: «لم تر فاطمة دما قط» و فيه: «لما أسري به دخل الجنة و أكل من فاكهة الجنة و شرب من ماء الجنة فنزل من ليلته فوقع علي خديجة فحملت بفاطمة فكان حمل فاطمة من ماء الجنة»: موضوع و المتهم به شيخ المؤلف:
مكي بن بندار الزنجاني ص 70-71 و «ت»
الحديث (73) من أحاديث الكتاب: «الخادم أحب إليك أم خير منه؟»: موضوع بهذا السند و التمام ففيه: عبد الوهاب بن مجاهد: كذاب كما قال الثوري ص 71 و «ت»
الحديث (74) من أحاديث الكتاب: «وا أبتاه من ربه ما أدناه»: لا يصح بهذا اللفظ و رواه البخاري بلفظ آخر ص 71-72 و «ت»
الحديث (75) من أحاديث الكتاب: «إنما سميت فاطمة لأن اللّه تعالي فطم من أحبها من النار»: موضوع فيه كذابان ص 72 و «ت»
الحديث (76) من أحاديث الكتاب: «ولدت خديجة لرسول اللّه غلامين و أربعة نسوة»: ضعيف جدّا من أجل أبي شيبة العبسي: متروك و تابعه من كذّبه و هو: شعبة لكن في الطريق إليه متهم و أن الحديث روي مرسلا ص 73 و «ت»
الحديث (77) من أحاديث الكتاب: قول أم أنس عن فاطمة: «كانت كالقمر ليلة البدر»: موضوع و المتهم به الغلابي أو العباس بن بكار ص 73 و «ت»
الحديث (78) من أحاديث الكتاب: قول أبي جعفر بن سليمان: «ولدت فاطمة سنة»: لا يصح و في سنده من لم يقف المحقق له علي ترجمة ص 73-74 و «ت»
ص: 171
الحديث (79) من أحاديث الكتاب: قول الزهري: «توفيت فاطمة بعد وفاة رسول اللّه بستة أشهر»: مرسل ضعيف من أجل ابن لهيعة ص 74 و «ت»
الحديث (80) من أحاديث الكتاب: قول عائشة: «مكثت فاطمة بعد وفاة رسول اللّه ستة أشهر»: صحيح و هو الثابت في بقائها بعده عليه الصلاة و السلام ص 74 و «ت»
الحديث (81) من أحاديث الكتاب: قول عائشة: «توفيت فاطمة بعد وفاة رسول اللّه بستة أشهر»: إسناده صحيح و كل رجاله أئمة ثقات ص 74 و «ت»
الحديث (82) من أحاديث الكتاب: قول فاطمة: «أصبحت و اللّه عائفة لدنياكم قالية لرجالكم»: موضوع و المتهم به الغلابي الوضاع ص 74-76 و «ت»
الحديث (83) من أحاديث الكتاب: «توفيت فاطمة بنت رسول اللّه ليلا فجاء أبو بكر و عمر و عثمان و طلحة و الزبير و سعد» و فيه: «فتقدم أبو بكر فصلي عليها و كبر عليها أربعا»: موضوع و المتهم به القدامي ص 76 و «ت»
الحديث (84) من أحاديث الكتاب: قول الزهري: «دفنت فاطمة بنت رسول اللّه ليلا دفنها علي و لم يسمع بدفنها أبو بكر»: و بيان صحته و إن كان سنده عند المؤلف مرسلا ص 76-77 و «ت»
الحديث (85) من أحاديث الكتاب: قول فاطمة لأسماء: «يا أمّه إني لأستحي مما يصنع بالنساء»: ضعيف فيه مجهولان ص 77 و «ت»
الحديث (86) من أحاديث الكتاب: قول فاطمة أيضا لأسماء: «يا أسماء إني أستقبح ما يصنع بالنساء»: و أنه ضعيف أيضا فيه راوية مجهولة ص 77-78 و «ت»
الحديث (87) من أحاديث الكتاب: قول أبي جعفر: «ما رأيت فاطمة ضاحكة بعد رسول اللّه إلا يوم أشرفت علي الموت»: ضعيف من أجل شيخ المؤلف المجهول: أحمد الموصلي ص 78 و «ت»
الحديث (88) من أحاديث الكتاب: قول الزهري: «و إنما مكثت فاطمة بعد رسول اللّه ثلاثة أشهر»: ضعيف فيه حمدان الوراق و لم يقف المحقق له علي جرح أو تعديل ص 78 و «ت»
الحديث (89) من أحاديث الكتاب: قول عائشة: «كان بين النبي و بين فاطمة شهران»: ضعيف فيه: ابن المؤمل ص 78 و «ت»
ص: 172
الحديث (90) من أحاديث الكتاب: قول جابر: «لم تمكث - يعني فاطمة - بعد النبي إلا شهرين»: و أن فيه العلة السابقة مع تدليس أبي الزبير ص 78-79 و «ت»
الحديث (91) من أحاديث الكتاب: قول أم أنس: «لم تر فاطمة دما في حيض و لا نفاس»: موضوع و المتهم به: العباس بن بكار كما جزم الحافظ ابن حجر ص 79 و «ت»
الحديث (92) من أحاديث الكتاب: قول علي: «لكل اجتماع من خليلين فرقة»: و أنه ضعيف جدّا من أجل محمد بن إبراهيم بن زياد و آخر قد يكون وضاعا ص 79 و «ت»
الحديث (93) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي ما هو خير لك»: و بيان صحته و تخريجه من مصادر بعضها مخطوط ص 79 و «ت»
الحديث (94) من أحاديث الكتاب: مكرر ص 79-80 و «ت»
الحديث (95) من أحاديث الكتاب: قول علي لفاطمة: «ايتي رسول اللّه فسليه أن يخدمك خادما»: و بيان أن سنده موضوع فيه: عبد الوهاب بن مجاهد: كذبه الثوري و عبد العزيز بن بكر بن الشرود: ضعيف هو و أبوه و جده كما قال الدّارقطني و استدراك المحقق أن الأب: كذاب! ص 80 و «ت»
الحديث (96) من أحاديث الكتاب: «ما جاء بها إلا حاجة أو أمر»: صحيح إلا أن في سنده عند المؤلف علة التدليس ص 80-81 و «ت»
الحديث (97) من أحاديث الكتاب: «مكانكما»: و بيان أنه صحيح لكن في سند المؤلف: داود بن الزبرقان: كذاب! ص 81 و «ت»
الحديث (98) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي خير من ذلك»: و أنه صحيح لكن سند المؤلف موضوع من أجل شيخه الوضاع و فيه جماعة من المجاهيل! ص 81-82 و «ت»
الحديث (99) من أحاديث الكتاب: قول علي: «أتانا رسول اللّه حتي وضع رجله بيني و بين فاطمة فعلمنا»: صحيح سندا و متنا ص 82 و «ت»
الحديث (100) من أحاديث الكتاب: «جاءت فاطمة إلي رسول اللّه تشتكي مجل يديها»:
صحيح لكن بغير سند المؤلف كما بين العقيلي و الترمذي و البخاري ص 82 و «ت»
الحديث (101) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي ما هو خير لك مما سألت»:
صحيح لكن رواه المؤلف بسند موضوع من أجل شيخه الكذاب الذي اختلق مجموعة من
ص: 173
الرواة المجاهيل! ص 82-83 و «ت»
الحديث (102) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي خير من ذلك»: و بيان أنه موضوع من أجل شيخ المؤلف و فيه: الحسن بن عمارة و هو متروك ص 83 و «ت»
الحديث (103) من أحاديث الكتاب: «لا و لكن أبيعهم و أنفق ثمنهم علي أصحاب الصفة»: صحيح و بيان أن رواية الثوري عن عطاء قبل الاختلاط و أن المحقق صحح الحديث في «مسند علي» و التنبيه إلي صحة الألفاظ التي وافقت رواية من روي عن عطاء قبل الاختلاط لا من روي عنه بعد الاختلاط أو من روي قبل و بعد الاختلاط كحماد بن سلمة! ص 83-85 و «ت»
الحديث (104) من أحاديث الكتاب: «كلمات علمنيهن جبريل»: و بيان صحته في ما وافق الألفاظ التي رواها الثوري و زائدة عن عطاء لأنها كانت قبل اختلاطه ص 85 و «ت»
الحديث (105) من أحاديث الكتاب: «و اللّه لا أعطيكما و أدع أهل الصفة»: صحيح و انظر ما قبله ص 85-86 و «ت»
قف علي وهم للهيثمي بشأن رواية حماد بن سلمة عن عطاء و تلخيص جيد من الحافظ لهذه المسألة و استدراك ابن الكيال عليه ص 85-86 «ت»
قف علي توثيق ابن معين للحارث الأعور و اعتراض الدارمي عليه و موافقة المحقق للأخير لأن الحارث: كذاب! ص 86 و «ت»
الحديث (106) من أحاديث الكتاب: «أ لا أنبئكما بشيء هو خير لكما من ذلك»: ضعيف جدّا بهذا السند و المتن و لا يبعد عن الوضع من أجل الأعور الكذاب! ص 86 و «ت»
الحديث (107) من أحاديث الكتاب: «اصبري يا فاطمة بنت محمد فإن خير النساء»: ضعيف جدّا بسبب عبيد اللّه بن زحر ص 86-87 و «ت»
الحديث (108) من أحاديث الكتاب: «ما لك يا بنية؟»: و بيان أنه حديث منكر بهذا التمام ففيه ألفاظ مخالفة للصحيح الثابت و مدار السند علي مجهول حال يخطئ ص 87-88 و «ت»
الحديث (109) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلكما علي ما يدوم لكما»: ضعيف بهذا السند و المتن و أن فيه: أبا مريم الثقفي لا الحنفي كما رجحه محدث العصر الألباني ص 88-89 و «ت»
قف علي ما يؤكد عدم وقوف السيوطي علي هذا الكتاب! ص 89 «ت»
ص: 174
الحديث (110) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي خير من ذلك»: و بيان صحته و أن عبد اللّه بن يعلي: خطأ صوابه: ابن همام و أنه مجهول العين علي التحقيق خلافا للحافظ! ص 89 و «ت»
الحديث (111) من أحاديث الكتاب: «أرسلت فاطمة لما أصابها»: صحيح و سنده عند المؤلف فيه تدليس أبي إسحاق السبيعي و اختلاطه و بيان حال هانئ بن هانئ و أنه مجهول خلافا للنسائي ص 89-90 و «ت»
الحديث (112) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلكما علي ما هو خير من ذلك»: صحيح و فيه العلة السابقة مع جهالة هبيرة بن مريم البجلي خلافا لابن حبان! ص 90 و «ت»
الحديث (113) من أحاديث الكتاب: «لا بل أعلمكما ما هو خير لكما من خادم»:
و بيان أنه صحيح و أن فيه ثلاثة من المجاهيل ص 90-91 و «ت»
قف علي عبارة لأحمد في توثيق أحد المجاهيل عند أبي حاتم قدّم الذهبيّ قول الأخير علي الأول لأنه لم يرو عنه سوي واحد ص 91 «ت»
الحديث (114) من أحاديث الكتاب: قول علي: «يا ابن أعبد أ لا أخبرك عني و عن فاطمة»: صحيح و سنده لا بأس به في المتابعات و أن أبا الورد: هو ابن ثمامة مجهول العين ص 91 و «ت»
الحديث (115) من أحاديث الكتاب: «أبغض النساء إلي اللّه التي لا تزال رافعة ذيلها تشكو زوجها»: و بيان أنه موضوع و أن المتهم بوضعه هو: عبد الملك بن عبد ربه واضع حديث: «ما بين قبري و منبري» بشهادة ابن عبد البر ص 91-62 و «ت»
قف علي اسم آخر لهذا الوضاع ص 92 «ت»
قف علي التفريق بين عبد الملك بن ميسرة الثقة و الآخران: بصري و شامي:
مجهولان ص 92 «ت»
الحديث (116) من أحاديث الكتاب: «يا رسول اللّه: كبر سني ورق عظمي»: منكر و أن فيه: حسين بن ميمون: ليس بالقوي و محمد بن عبيد الطنافسي: يخطئ و يصر و هشام بن البريد: غال في التشيع و أن متنه فيه نكارة ص 92 و «ت»
الحديث (117) من أحاديث الكتاب: قول علي: «تزوجت فاطمة و ما لنا إلا إهاب
ص: 175
كبش»: ضعيف لانقطاعه بين الشعبي و علي و تخريجه ص 92-93 و «ت»
الحديث (118) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة قومي فاشهدي أضحيتك»:
موضوع و أن الألباني قد أعله بعمرو بن خالد الوضاع و اكتفي بعزوه للأصبهاني و البيهقي و استدراك المحقق عليه و أن للحديث شاهدين أحدهما ضعيف جدّا و الآخر ضعيف مع اختلاف بعض ألفاظه ص 93 و «ت»
الحديث (119) من أحاديث الكتاب: قول فاطمة: «وا أبتاه من ربه ما أدناه»:
ضعيف بهذا اللفظ و السند و أن رواية البخاري تخالفه ص 93-94 و «ت»
الحديث (120) من أحاديث الكتاب: «إن اللّه يغضب لغضبك»: منكر ص 94 و «ت»
الحديث (121) من أحاديث الكتاب: «أبشري المهدي منك»: موضوع بهذا اللفظ و السند و أن البلقاوي يسرق الحديث و الموقري كذاب ص 94 و «ت»
الحديث (122) من أحاديث الكتاب: «الرجل أحق بصدر فراشه و صدر دابته»:
ضعيف بهذا اللفظ موضوع بهذا السند و بيان أن الكذاب قد توبع في بعض المصادر و أن الحديث قد صح بلفظ آخر ص 94-95 و «ت»
الحديث (123) من أحاديث الكتاب: «أ ليس من أطيب طعامكم ما غيرت النار»: و أنه ضعيف للتدليس و أن المحقق لم يقف عليه عند غير المؤلف بهذا اللفظ ص 95 و «ت»
الحديث (124) من أحاديث الكتاب: «شاهت الوجوه»: و أنه حديث حسن من أجل الخلاف في عبد اللّه بن خثيم و أن الألباني صحح الحديث و ذكر تخريجه و طرقه فأغني عن إعادته ص 96 و «ت»
الحديث (125) من أحاديث الكتاب: «أن فاطمة دخلت علي رسول اللّه»: و أنه لا بأس به في المتابعات من أجل الطائفي و رجل آخر في عداد المجاهيل. ص 96-97 و «ت»
الحديث (126) من أحاديث الكتاب: «أن فاطمة دخلت علي رسول اللّه»: فذكر الحديث بنحوه و أنه مرسل و فيه الطائفي ص 97 و «ت»
الحديث (127) من أحاديث الكتاب: «يا بنية اسكني»: و أنه حسن من أجل ابن خثيم و أن سند المؤلف فيه: وضاح بن يحيي النهشلي و أنه سيئ الحفظ ص 97 و «ت»
الحديث (128) من أحاديث الكتاب: «اجتمع الملأ من قريش علي أن يضربوا
ص: 176
رسول اللّه»: و البيان بأنه حسن كما تقدم و أن سند ضعيف جدّا من أجل ابن حسنويه فإنه متهم بالكذب ص 97-98 و «ت»
الحديث (129) من أحاديث الكتاب: «يا ابنتي اغسلي هذا السيف عن الدم»: و بيان أنه ضعيف من أجل حسين بن عبد اللّه مع إرساله ص 98 و «ت»
قف علي عبارة للمؤلف في الأدب ص 98
الحديث (130) من أحاديث الكتاب: «كان إذا رجع من سفر قبل فاطمة»: و أنه ضعيف فيه من لم يعرفه المحقق و أنه لم يقف علي الحديث عند غير المؤلف ص 99 و «ت»
الحديث (131) من أحاديث الكتاب: «أمرنا رسول اللّه أن نهل بعمرة فحللنا»: و أن سنده ضعيف و صح من وجه آخر بمعناه ص 99 و «ت»
خصيف الجزري سيئ الحفظ ص 99 «ت»
الحديث (132) من أحاديث الكتاب: «أ ما ترضين أن يكون اللّه تعالي اطلع إلي أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك و الآخر زوجك»: و أنه مكذوب مختلق من وضع عبد السلام بن صالح الرافضي الوضاع الذي لم يعرفه من وثقه! ص 99-100 و «ت»
ابن الجوزي يتهم الإمام عبد الرزاق بالوضع و دفاع المحقق عن الثاني و تخطئته لابن الجوزي ببيان أن الحمل ليس علي عبد الرزاق بل علي عبد السلام و وضاعين آخرين! ص 100 «ت»
الحديث (133) من أحاديث الكتاب: «أعوذ باللّه؛ أهل بيت محمد يموتون جوعا»: حديث موضوع مختلق من وضع الجهلة الذين لا يفقهون شيئا منهم: القاسم بن بهرام الكذاب كما قال ابن عدي و أن شيخ الإسلام ابن تيمية فنّد القصة من ثلاثة عشر وجها ص 100-107 و «ت»
الوجه الأول من وجوه تفنيد الخبر: المطالبة بصحة النقل و أن رواية الثعلبي و الواحدي لا تدل علي صحة القصة لأن هؤلاء يروون الصحيح و غيره دون تمييز ص 103 «ت»
الوجه الثاني: أن هذا الحديث و القصة من الكذب البين عند أهل النقل و أن أحدا ممن يروي الصحيح و غيره لم يرو هذه القصة مع تسامحهم في نقل الضعيف ص 103-104 «ت»
الوجه الثالث: أن هناك دلائل كثيرة علي كذب هذه القصة: ص 104 «ت»
منها: أن زواج علي بفاطمة كان في المدينة و الحسن و الحسين ولدا بعد ذلك ص 104 «ت»
ص: 177
و منها: أن سورة هَلْ أَتي مكية بالاتفاق و لم يقل أحد أنها مدنية ص 104 «ت»
الوجه الرابع: أن هناك ألفاظا تدل علي الكذب منها: «فعادهما جدهما و عامة العرب» فإن عامة العرب لم يكونوا بالمدينة، و العرب الكفّار ما كانوا يأتونهما يعودونهما ص 104 «ت»
و منه قوله: «يا أبا الحسن لو نذرت علي ولديك» و علي لا يأخذ دينه من العرب بل من النبي عليه الصلاة و السلام ص 104 «ت»
الوجه الخامس: أن النذر منهي عنه فإذا كان عامة الأمة علمت ذلك و خفي علي علي و فاطمة فهو قدح في علمهما و إلا فهو قدح في دينهما ص 104 «ت»
الرافضة تقدح في أئمتها من حيث لا تدري ص 104-105 «ت»
اللّه تعالي مدح علي الوفاء بالنذر لا علي نفس عقد النذر ص 105 «ت»
الوجه السادس: لا توجد جارية اسمها: «فضة» لعلي و فاطمة كما لا يوجد معلم اسمه: «ابن عقب» للحسن و الحسين بالاتفاق و أن هذا من أكاذيب جهلة الرافضة أيام نور الدين و صلاح الدين ص 105 «ت»
الوجه السابع: أن مدح الأنصار الذين آثروا الضيف أعظم من المدح في قوله تعالي:
وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلي حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً فكان ينبغي أن يكون المدح علي الأخير أكثر من الأول إن كان مما يمدح به و إلا فليس هذا من الفضائل ص 105-106 «ت»
الوجه الثامن: أن في القصة ما لا يجوز نسبته لعلي و فاطمة من ترك الأطفال جياعا ثلاثة أيام بخلاف الأنصاري الذي تركهم ليلة واحدة ص 106 «ت»
الوجه التاسع: أن والد اليتيم استشهد في يوم العقبة بحسب القصة و هذا من الكذب الظاهر فلم يكن قتال أصلا و هذا كذب و جهل! ص 106 «ت»
الوجه العاشر: أن في القصة افتراء علي الرسول عليه الصلاة و السلام بأنه لا يكفي أولاد من يقتل معه من آبائهم ص 106 «ت»
الوجه الحادي عشر: لم يكن بالمدينة أسير يسأل الناس بل هذا من القدح في دين المسلمين في ذلك الوقت ص 106 «ت»
الوجه الثاني عشر: أن القصة لو كانت من الفضائل فلا يلزم من ذلك أن يكون علي أفضل الناس و لا المستحق للإمامة ص 106 «ت»
ص: 178
الوجه الثالث عشر: أن إنفاق الصديق أبي بكر لا يعادله إنفاق غيره أصلا فما بقي يمكن مثلها لأنها كانت أول الإسلام ص 106-107 «ت»
الحديث (133) من أحاديث الكتاب: «ما يبكيك؟ فما شيء ألوتك و نفسي»: موضوع بهذا السند و هذا التمام من اختلاق يحيي بن العلاء و أن هناك زيادة كثيرة لم يذكرها المؤلف في بداية الحديث ص 107-109 و «ت»
قف علي متابع آخر لهذا الوضاع عند الآجري في «الشريعة» و هو محمد بن عبد الحميد الرازي ص 109 «ت»
قف علي شاهد آخر مرسل للحديث عند أحمد في «الفضائل» و ثالث مرسل أيضا عند ابن شاهين في «فضائل فاطمة» مختصر جدّا و أن هذه الشواهد جعلت الحديث ضعيفا فقط ص 109 «ت»
الحديث (134) من أحاديث الكتاب: «علم رسول اللّه فاطمة كلمات فكتبتهن في جريدة»: موضوع و أنه من افتراء الحسن بن عمارة ص 109-110 و «ت»
الحديث (135) من أحاديث الكتاب: «أ لا أعلمك ما هو خير لك من الخادم»: و أنه صحيح و أن تخريجه قد مضي ص 110 و «ت»
الحديث (136) من أحاديث الكتاب: «ما ألفيته عندنا أ لا أدلك علي ما هو خير لك»:
صحيح و في أوله زيادة صحيحة ص 110 و «ت»
الحديث (137) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي ما هو خير لك»:
صحيح ص 110-111 و «ت»
الحديث (138) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي ما هو خير لك»:
صحيح ص 111 و «ت»
الحديث (139) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي ما هو خير لك»:
صحيح ص 111 و «ت»
الحديث (140) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي ما هو خير لك»:
صحيح ص 111 و «ت»
الحديث (141) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي ما هو خير لك»:
ص: 179
صحيح ص 111 و «ت»
الحديث (142) من أحاديث الكتاب: «كان النبي يأمر أحدنا إذا أخذ مضجعه أن يقول: اللهم رب السموات السبع»: صحيح؛ و رد المحقق علي المؤلف دعوي الوهم في السند ص 112 و «ت»
الحديث (143) من أحاديث الكتاب: «قولي: اللهم رب السموات السبع و رب العرش العظيم...» ص 112-113 و «ت»
الحديث (144) من أحاديث الكتاب: «الذي جئت تطلبين أحب إليك أو خير منه؟»: حسن بهذه الزيادة في أوله صحيح بدونها ص 113 و «ت»
الحديث (145) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي ما هو خير من ذلك»: صحيح و أن سنده لا بأس به في المتابعات من أجل الغزال عبد اللّه بن علي ص 113-114 و «ت»
الحديث (146) من أحاديث الكتاب: «قولي اللهم رب السموات السبع»:
صحيح ص 114 و «ت»
الحديث (147) من أحاديث الكتاب: «ما عندي ما أعطيك»: صحيح و أن سنده عند المؤلف تالف من أجل ابن أبي دارم ص 114 و «ت»
الحديث (148) من أحاديث الكتاب: «أ لا أدلك علي ما هو خير لك»: صحيح و سند المؤلف: ساقط و بيانه ص 114-115 و «ت»
الحديث (149) من أحاديث الكتاب: «تقولان: اللهم رب السموات السبع»:
صحيح و سنده مرسل و بيان ما فيه من شذوذ ص 115-116 و «ت»
الحديث (150) من أحاديث الكتاب: «يا بنية هذا و اللّه شيء ليس هو لك و لأبيك»:
موضوع فيه: داود بن المحبر الوضاع و أبان بن أبي عياش المتروك و تدليس الحسن مع بيان الثابت من الحديث ص 116 و «ت»
حديث: «نهيت عن ضرب المصلين»: صحيح و أنه من أحاديث «الصحيحة» ص 116 «ت»
الحديث (151) من أحاديث الكتاب: قول عائشة عن فاطمة: «و الذي ذهب بنفسها»: صحيح و بيان التدليس في سند المؤلف ص 117 و «ت»
الخلة درجة فوق المحبة و تعقب المحقق للمؤلف في ذلك مدعما بالدليل
ص: 180
الصحيح ص 117 «ت»
الحديث (152) من أحاديث الكتاب: قول عائشة: «ما رأيت أحدا قط كان أصدق لهجة»: صحيح و سنده صحيح أيضا ص 117 و «ت»
الحديث (153) من أحاديث الكتاب: قولها أيضا: «ما رأيت أحدا»: صحيح و سنده فيه: أبو علاثة لم يقف المحقق له علي ترجمة ص 117 و «ت»
الحديث (154) من أحاديث الكتاب: «ما بعث نبي قط إلا كان له من العمر نصف عمر»: و أنه منكر ضعيف الإسناد و أن الألباني ضعفه جدّا ص 117-118 و «ت»
الحديث (155) من أحاديث الكتاب: «إن اللّه يطعم النبي و أهله الطعمة فإذا قبضه رفعت عنهم»: و أنه حسن إلا أن سند المؤلف فيه من يروي الموضوعات! ص 118 و «ت»
الحديث (156) من أحاديث الكتاب: «أن رسول اللّه دعا فاطمة فسارها فبكت»:
صحيح ص 118-119 و «ت»
الحديث (157) من أحاديث الكتاب: «مرحبا بابنتي»: صحيح ص 119-120 و «ت»
الحديث (158) من أحاديث الكتاب: «إن جبريل عليه الصلاة و السلام كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة»: صحيح و أنه مما تقدم تخريجه ص 120 و «ت»
الحديث (159) من أحاديث الكتاب: «إن جبريل عليه الصلاة و السلام كان يعارضني بالقرآن في كل عام مرة»: صحيح و أنه مما تقدم تخريجه ص 120 و «ت»
الحديث (160) من أحاديث الكتاب: «كنا عند رسول اللّه جميعا لا تغادر منا واحدة»: صحيح و قد تقدم تخريجه ص 120 و «ت»
الحديث (161) من أحاديث الكتاب: «كنا عند رسول اللّه جميعا لا تغادر منا واحدة»: صحيح و قد تقدم تخريجه و أن فيه تصريحا بالانتساب لمذهب السلف الصالح الذي يكون نبينا محمد عليه الصلاة و السلام هو القائد لنا فيه ص 120-121 و «ت»
الحديث (162) من أحاديث الكتاب: «أنت سيدة نساء الجنة إلا مريم بنت عمران»:
صحيح ص 121 و «ت»
الحديث (163) من أحاديث الكتاب: «إنك أول أهل بيتي لحوقا بي»:
صحيح ص 122 و «ت»
ص: 181
الحديث (164) من أحاديث الكتاب: «إنك أسرع أهل بيتي لحوقا بي»:
صحيح ص 122 و «ت»
الحديث (165) من أحاديث الكتاب: «إنك أول أهل بيتي لحاقا بي»: صحيح و بيان من هو ابن أبي فلان من الرواة! ص 122-123 و «ت»
الحديث (166) من أحاديث الكتاب: «و كانت إذا دخلت عليه قام يقبلها و رحب بها»: صحيح ص 123 و «ت»
الحديث (167) من أحاديث الكتاب: «يا بنية أكبي عليّ»: صحيح و أنه مما أخذه سعيد بن أبي مريم من كتاب نافع بن يزيد من يده مع الشك في عرضه عليه! ص 123-124 و «ت»
«يا بنية إنه ليس من نساء المؤمنين أعظم رزية منك»: و أنه منكر بهذا اللفظ و بيان ذلك ص 124 و «ت»
الحديث (169) من أحاديث الكتاب: «أمرني به النبي»: و أنه صحيح و تخريجه من مصادر كثيرة ص 124-125 و «ت»
الحديث (170) من أحاديث الكتاب: «أنا أمرتها به»: صحيح و فيه تصريح ابن جريج بالإخبار ص 125 و «ت»
الحديث (171) من أحاديث الكتاب: «أنا أمرتها به»: صحيح لكن في سند المؤلف أزهر بن سليمان: ضعفه الأزدي ص 125 و «ت»
الحديث (172) من أحاديث الكتاب: «لا نورث ما تركنا صدقة»: صحيح و أنه من فضائل الصديق رضي اللّه عنه و عن فاطمة ص 125-126 و «ت»
الحديث (173) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة اتق اللّه و أطيعي زوجك تدخلي الجنة بسلام»: و بيان وضعه و أن آفته: عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة و هو يروي عن مجهولة! ص 126 و «ت»
الحديث (174) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة يا بنيتي أ ما تحبين من أحب؟»: و بيان أنه من الأحاديث الصحيحة لكن المؤلف رواه من طريق أحد كبار المتهمين بسرقة الأحاديث:
و هو: محمد بن علي المذكر: شيخ الحاكم و فيه: مجالد بن سعيد: ضعيف! ص 126 و «ت»
الحديث (175) من أحاديث الكتاب: «إنها حبيبة أبيك»: و أنه ضعيف بهذا اللفظ:
ص: 182
فيه: ابن جدعان و ابن فضالة و الثاني ضعيف كالأول لكنه يدلس إلي ذلك تدليسا خبيثا يعرف بتدليس التسوية و أن فيه مجهولة تدعي: أم محمد! ص 126-127 و «ت»
الحديث (176) من أحاديث الكتاب: «يا بنية إنها حبيبة أبيك»: و أنه ضعيف بهذا اللفظ: فيه كل العلل السابقة! ص 127 و «ت»
الحديث (177) من أحاديث الكتاب: «إنا لا نورث ما تركنا صدقة»: صحيح و أن سنده حسن من أجل ابن إسحاق و أحمد بن عبد الجبار و يونس بن بكير و أن فيه أمر الصديق لفاطمة أن تسأل المسلمين إن كانت تتهمه و حاشاها و حاشاه رضي اللّه عنهما ص 127 و «ت»
الحديث (178) من أحاديث الكتاب: «أ لست تحبين ما أحب؟»: و أنه صحيح متفق عليه ص 127-128 و «ت»
الحديث (179) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة تنقلي من لذة الدنيا و نعيمها»:
موضوع و أنه لا ينفك من وضع الكديمي أو غريق الجحفة! ص 128 و «ت»
الحديث (180) من أحاديث الكتاب: «أنت أول أهلي لحوقا بي»: صحيح و أن سنده عند المؤلف فيه ضعيف هو: ابن مؤمل و تدليس أبي الزبير ص 128 و «ت»
الحديث (181) من أحاديث الكتاب: «الحمد للّه الذي نجي فاطمة من النار»: صحيح و أن في سند المؤلف تدليس يحيي بن أبي كثير لكنه صرح بالتحديث عند غيره و الكلام عن مسألة تحريم الذهب علي النساء و الذهب المحلق و ترجيح مذهب الجمهور علي مذهب شيخنا الألباني رحمة اللّه لأحاديث صحيحة في الباب ص 128-129 و «ت»
الحديث (182) من أحاديث الكتاب: «مالك فإن رسول اللّه أمر أصحابه أن يحلوا!»: صحيح و أن سنده واه عند المؤلف من أجل: الحسن بن قتيبة: متروك و فيه محمد بن عيسي المدائني: ضعيف و هو إلي ذلك منقطع! ص 129-130 و «ت»
الحديث (183) من أحاديث الكتاب: «أن رسول اللّه دعا فاطمة بعد الفتح»:
صحيح لكن المحفوظ أن السائلة هي: الصديقة لا أم سلمة فهو منكر بذكرها لأن موسي الزمي: سيئ الحفظ! ص 130 و «ت»
الحديث (184) من أحاديث الكتاب: «أي بنية تلك سيدة نساء عالمها و أنت سيدة نساء عالمك»: و أنه منكر جدّا بهذا التمام كما شهد بذلك ابن حجر و أن له طريقا
ص: 183
أخري فيها متهم بالوضع هو: عمرو بن جميع العبدي و فيه: عمرو بن عبيد المبتدع الكذاب! ص 130-131 و «ت»
صح حديث: «لا يحبه إلا مؤمن و لا يبغضه إلا منافق» في علي رضي اللّه عنه ص 131 «ت»
قف علي وهم للعراقي بتصحيحه حديث: «أ ما ترضين أن زوجتك أقدم أمتي سلما و أكثرهم علما و أعظمهم حلما» مع أن في سنده خالد بن طهمان و هو ثقة اختلط فضعفه الأكثرون بسبب ذلك! ص 131 «ت»
الحديث (185) من أحاديث الكتاب: «قومي فاشهدي أضحيتك»: منكر فيه:
أبو حمزة الثمالي و هو ضعيف جدّا كما قال الذهبي و أن: النضر بن إسماعيل: ليس بذاك ص 131 و «ت»
الحديث (186) من أحاديث الكتاب: «تلك سيدة نساء عالمها»: منكر جدّا و قد تقدم بيان ذلك و أن كثير النواء: شيعي ضعيف و كذا: علي بن هاشم: شيعي و هما يرويان ما يؤيد بدعتهما! ص 131-132 و «ت»
الحديث (187) من أحاديث الكتاب: «طابت أنفسكم أن دفنتم رسول اللّه و رجعتم؟»: و أنه صحيح لكن سند المؤلف فيه: محمد بن مسلمة الواسطي و هو متهم بالوضع كما في «الكشف الحثيث» ص 132 و «ت»
الحديث (188) من أحاديث الكتاب: «يا أنس طابت أنفسكم أن تحثوا التراب علي رسول اللّه؟»: و أنه صحيح و أن سنده صحيح علي شرط الستة ص 132 و «ت»
الحديث (189) من أحاديث الكتاب: «يا أبتاه أجاب ربّا دعاه»: و أنه صحيح ص 132-133 و «ت»
الحديث (190) من أحاديث الكتاب: «يا أبتاه من ربه ما أدناه»: و أنه صحيح ص 133 و «ت»
الحديث (191) من أحاديث الكتاب: «يا أبتاه من ربه ما أدناه»: و أنه صحيح و تخريجه ص 133 و «ت»
الحديث (192) من أحاديث الكتاب: «لا كرب علي أبيك بعد اليوم»: و أنه صحيح إلا أن سند المؤلف فيه: المبارك بن فضالة: يدلس و يسوي و لم يصرح بالتحديث عمن فوقه
ص: 184
علي أنه من مراسيل الحسن! ص 133 و «ت»
الحديث (193) من أحاديث الكتاب: «لا كرب علي أبيك بعد اليوم»: و أنه صحيح إلا أن فيه كل العلل السابقة مع كون شيخ المؤلف: خلف البخاري قد سقط حديثه باعتراف المؤلف! ص 133-134 و «ت»
الحديث (194) من أحاديث الكتاب: «لا كرب علي أبيك بعد اليوم»: و أنه صحيح ص 134 و «ت»
الحديث (195) من أحاديث الكتاب: «إنه لا كرب علي أبيك بعد اليوم»: و أنه صحيح و من العجب أن يكون المؤلف قد كذب شيخه: الحنيني هنا ثم هو يروي عنه! و فيه مجهول عين ص 134 و «ت»
الحديث (196) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة قد حضر من أبيك ما ليس اللّه بتارك أحدا منه لموافاة يوم القيامة»: حسن كما سيأتي علي أن سند المؤلف فيه: نصر بن حماد الوراق: متهم ص 134 و «ت»
الحديث (197) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة قد حضر من أبيك ما ليس اللّه بتارك أحدا منه لموافاة يوم القيامة»: و أنه من الأحاديث الحسنة و تخريجه من مصادر كثيرة جدّا و أن فيه تدليس ابن فضالة و تسويته لكن العلة الأولي زالت و بقيت الثانية إلا أنه قد توبع و روي مرسلا لكن الوصل زيادة ثقة فوجب قبولها ص 134-135 و «ت»
الحديث (198) من أحاديث الكتاب: «لا تضربيه فإني رأيته يصلي»: صحيح إلا أن فيه نكارة في كونه عليه الصلاة و السلام وهب فاطمة وصيفا و أن ذلك مخالف لما رواه الثقات و أن الآفة من عبيد بن نعيم فإنه كان يتلقن ما ليس من حديثه!.. ص 135 و «ت»
الحديث (199) من أحاديث الكتاب: «ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به: أن تقولي إذا أصبحت...»: و أنه حديث صحيح خلافا لمن اكتفي بتحسينه كالألباني و أن المحقق وقف علي طريق لم يتعرض لها الشيخ فصحح الحديث من أجل ذلك ص 135-136 و «ت»
الحديث (200) من أحاديث الكتاب: «اللهم أهل بيتي و أنا مستودعهم كل مؤمن»:
موضوع و أن آفته: عباد بن عبد الصمد: منكر الحديث و اتهمه ابن حبان و فيه علل أخري و أن السيوطي لم يقف علي هذا الجزء في «فضائل فاطمة» ص 136-137 و «ت»
ص: 185
قف علي الضبط الصحيح لاسم راو ص 137 «ت»
الحديث (201) من أحاديث الكتاب: «أما إنه أول طعام دخل بطن أبيك منذ ثلاثة أيام»: و أنه ضعيف جدّا فيه: عمار بن أبي عمار و أن الألباني لم يعله بعلته الحقيقية و كأن ذلك من أجل توثيق جماعة إلا أن جرحه مفسر فهو متهم عند البخاري و من عرف حجة علي من لم يعرف! و أن إعلال الألباني كان بمجهول العين: محمد بن مسلم الراسبي و تخريج الحديث من مصادر كثيرة ص 137 و «ت»
قف علي وهم للهيثمي ص 137 «ت»
الحديث (202) من أحاديث الكتاب: «ما هو بأبرّ عندي منه و إنهما عندي بمنزلة واحدة و إنك و هما و هذا المضطجع»: و بيان ضعفه و أن فيه شيعيّا غاليا في التشيع فلا تقبل روايته و شيعي آخر هو: كثير بن يحيي و ثالث لم يوثقه سوي ابن حبان و أن الشيعي الآخر توبع و أن له شاهدا واهيا لا يتقوي الحديث به ص 137-138 و «ت»
الحديث (203) من أحاديث الكتاب: «و الذي نفسي بيده لو رأيت معهم الكدي ما رأيت الجنة حتي يراها جد أبيك»: و أنه منكر و إن صححه المؤلف علي شرط الشيخين و وافقه الذهبي الذي فات عليه أنه هو نفسه الذي تكلم في أحد رواته في «مهذب البيهقي» و هو: ربيعة بن سيف المعافري و أن من تساهل البوصيري قوله عن السند: «حسن»! ص 138-139 و «ت»
قف علي سبب نكارة المتن من كون عبد المطلب مات كافرا و بيان أن زيارة القبور جائزة للنساء بشروط و أن حديث النهي ضعيف له ما يعارضه من الأحاديث الصحيحة علي قول جمهور العلماء ص 139 «ت»
الحديث (204) من أحاديث الكتاب: كان إذا دخل المسجد قال: «اللهم صل علي محمد و سلم اللهم...»: و أنه حديث صحيح كما سيأتي في الذي بعده ص 139
الحديث (205) من أحاديث الكتاب: كان إذا دخل المسجد قال: «اللهم صل علي محمد و سلم اللهم...»: و أنه حديث صحيح و تخريجه من مصادر كثيرة و أن سند المؤلف حسن لغيره بسبب الانقطاع لأن فاطمة الصغري لم تدرك فاطمة الكبري لكن الحديث صحيح و أن الألباني تتبع طرقه و شواهده في «الثمر المستطاب» ص 139-140 و «ت»
الحديث (206) من أحاديث الكتاب: أن رسول اللّه كان إذا دخل المسجد قال:
ص: 186
«السلام عليك أيها النبي و رحمة اللّه و بركاته»: ضعيف بهذا اللفظ و أن راويه: حسان بن إبراهيم قد أنكر عليه أحمد هذا الحديث ص 140 و «ت»
الحديث (207) من أحاديث الكتاب: قول فاطمة لأم روح بن القاسم «إذا دخلت المسجد فصلي علي النبي و قولي» و أنه حديث صحيح ص 140-141 و «ت»
الحديث (208) من أحاديث الكتاب: «إذا دخل أحدكم المسجد»: صحيح ص 141 و «ت»
الحديث (209) من أحاديث الكتاب: كان إذا دخل المسجد قال: «اللهم صل علي محمد و افتح لي أبواب فضلك»: و أنه حديث صحيح ص 141 و «ت»
الحديث (210) من أحاديث الكتاب: «إذا دخلت المسجد فقولي: اللهم اغفر لي و سهل لي أبواب رحمتك»: و أنه حديث شاذ بهذا اللفظ لا يحتمل من الدراوردي! ص 141-142 و «ت»
الحديث (211) من أحاديث الكتاب: «كان رسول اللّه إذا دخل المسجد صلي علي محمد و سلم»: و أنه حديث صحيح ص 142 و «ت»
الحديث (212) من أحاديث الكتاب: «كان رسول اللّه إذا دخل المسجد صلي علي محمد و سلم»: و أنه حديث صحيح كالذي قبله ص 142 و «ت»
الحديث (213) من أحاديث الكتاب: «كان رسول اللّه إذا دخل المسجد صلي علي محمد و سلم»: و أنه حديث صحيح ص 142-143 و «ت»
الحديث (214) من أحاديث الكتاب: «كان صلّي اللّه عليه و سلّم إذا دخل المسجد صلي علي النبي»:
صحيح ص 143 و «ت»
الحديث (215) من أحاديث الكتاب: «كان رسول اللّه إذا دخل المسجد صلي علي النبي»: و أنه حديث صحيح ص 143 و «ت»
الحديث (216) من أحاديث الكتاب: «كان رسول اللّه إذا دخل المسجد صلي علي النبي»: و أنه حديث صحيح ص 143 و «ت»
الحديث (217) من أحاديث الكتاب: «أن رسول اللّه عليه السلام كان إذا دخل المسجد صلي علي النبي و سلم»: و أنه حديث صحيح و لكن سند المؤلف ضعيف جدّا من أجل: الحارث بن نبهان فإنه متروك كما قال ابن حجر ص 144 و «ت»
الحديث (218) من أحاديث الكتاب: «كل بني أب ينتمون إلي عصبة غير ولد
ص: 187
فاطمة»: و أنه ضعيف من أجل شيبة بن نعامة و أنه روي بإسناد موضوع بلفظ: «كلّ بني أنثي فإن عصبتهم لأبيهم ما خلا...» و أن الهيثمي قصر بتركه إعلال السند بالوضاع و الحمل علي المتروك! ص 144 و «ت»
الحديث (219) من أحاديث الكتاب: «أجدني صالحا إن شاء اللّه»: و أنه موضوع بهذا السند و المتن من أجل شيخ المؤلف الوضاع غير أنه قد صح قوله: «إن الحمي من فيح جهنم؛ فأطفئوها بالماء» كما صح قوله: «إن اللّه وتر يحب الوتر» ص 144-145 و «ت»
الحديث (220) من أحاديث الكتاب: «أين ابني حسنا و حسينا؟»: و أنه ضعيف من أجل جهالة محمد بن عون و أمه ص 145-146 و «ت»
الحديث (221) من أحاديث الكتاب: قول جدة أم محمد بن عون: «جهزت جدتك إلي جدك علي و ما كان حشو وسادتهم»: و أنه صح بغير هذا اللفظ و أما قصة الدرع فمختلفة و أن الهيثمي حسن السند عند الطبراني بعد أن كان أعله بالجهالة! ص 146 و «ت»
قف علي اللفظ الصحيح لتجهيز فاطمة رضي اللّه عنها و كذا قصة الدرع الصحيحة ص 146 «ت»
الحديث (222) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة؛ أنا و أنت و هذان، و هذا الرّاقد - لعليّ - في مقام واحد يوم القيامة»: و أنه حديث ضعيف ص 146 و «ت»
الحديث (223) من أحاديث الكتاب: «هكذا كوني فداك أبي و أمي»: و أنه ضعيف ص 147 و «ت»
الحديث (224) من أحاديث الكتاب: «يا فاطمة؛ قد زوّجتك سيّدا أمينا في الدنيا و الآخرة، و إنّه لمن الصّالحين»: و أنه موضوع فيه: خالد بن عمرو الكوفي و هو وضاع ص 147 و «ت»
الحديث (225) من أحاديث الكتاب: «إن اللّه إذا أطعم نبيّا طعمة ثم قبضه»: و أنه حديث حسن مع أن في سند القصة شيعيّا إلا أنه لا يروي ما يؤيد بدعته و هو حسن الحديث إذا لم يخالف و أن للحديث شاهدا بلفظ: «يا رسول اللّه! ما للخليفة من بعدك؟ قال: «مثل الذي لي إذا عدل في الحكم و قسط في القسط» بإسناد صحيح كما قال الألباني و شاهد آخر؛ لكنه واه. و أن ابن كثير استنكر القصة لكنه أيد قول فاطمة للصديق: «أنت و ما سمعت من رسول اللّه صلّي اللّه عليه و سلّم و أنه رضي اللّه عنها ليست معصومة و أن الصديق معه نص صريح في منعها الإرث
ص: 188
و ما روي في أنه استرضاها قبل موتها رضي اللّه عنها و عنه ص 148-149 و «ت»
الحديث (226) من أحاديث الكتاب: «إنّ اللّه تعالي يطعم النّبيّ الطّعمة ما دام حيّا، إذا قبضه دفعه إلي من يلي أمره» و أنه حديث حسن و قد تقدم. و أن في سند المؤلف: الكلبي و هو كذاب! ص 149 و «ت»
الحديث (227) من أحاديث الكتاب: أن فاطمة رأت في المنام أنّها نكحت أبا بكر، و نكح عليّ أسماء بنت عميس: و أنه خبر لا يصح من أجل: خزيمة بن علقمة: والد نصر بن خزيمة؛ فهو مجهول لم أقف له علي ترجمة و أن في السند انقطاعا ص 149-150 و «ت»
الحديث (228) من أحاديث الكتاب: «هذا و زمر من شيعته في الجنة»: و أنه حديث موضوع: تليد بن سليمان: كذاب، و شيخ المؤلف «خلف البخاري: متهم، و أبو الجحاف شيعي غال في التشيع، و أن للحديث شاهدا موضوعا بسبب: سوار بن مصعب عن عطية العوفي: شيعي و فيه: الفضل بن غانم و هو قريب من سوار ابن مصعب مع الاضطراب في السند، و له شاهد آخر فيه أبو جناب الكلبي: ضعيف لكثرة تدليسه و شيخه مجهول، و شاهد ثالث: ضعيف ص 150-151 و «ت»
المحقق يخالف شيخه الألباني في الحكم علي خبر الرافضة فيحسنه لأن طرقه و شواهده التي لم يشتد ضعفها ترفعه إلي مصاف الأحاديث الحسنة و أن بعض تلك الطرق لم يتعرض لها الألباني أصلا منها: طريق لا بأس بها في الشواهد و المتابعات، و أن صاحب: «إيثار الحق ممن حسنه، و اللّه أعلم ص 151 «ت»
الحديث (229) من أحاديث الكتاب: «إن نفس المؤمن تخرج كالرشح، و إن نفس الكافر تخرج من شدقه كما تخرج نفس الحمار»: و أنه حديث صحيح و إن كان سند الحاكم واهيا من أجل: عبيد بن كثير بن عبد الواحد و هو: متروك الحديث. و أن القصار و شيخه زيد بن المعدل لم يقف المحقق لهما علي جرح أو تعديل مع الانقطاع بين فاطمة الصغري و الكبري ص 151-152 و «ت»
صح الحديث عن ابن مسعود موقوفا عليه و أن له حكم الرفع لأنه لا يقال بالرأي و أن المحقق يتعجب من شيخه الألباني في اكتفائه بتحسين الحديث بسبب عاصم بن أبي النجود و أنه قد فاته الإسناد الصحيح الذي لو وقف عليه لجزم بصحة الحديث ص 152 «ت»
ص: 189
قف علي ترجمة لشيخ الحاكم: الطوسي الذي قسم وقته بالليل أثلاثا ص 152 «ت»
قف علي تعليل الدّارقطني للحديث بأن الموقوف أصح من المرفوع و تعليق المحقق علي ذلك بأنه لا يضر الحديث لأن له حكم الرفع ص 152 «ت»
قف علي شاهد عند مسلم لقوله: «لقنوا موتاكم لا إله إلا اللّه» و بيان أن كلا جزئي الحديث قد صح فكان ينبغي تصحيح الحديث من قبل المحدث الألباني ص 152 «ت»
الحديث (230) من أحاديث الكتاب: «من تختم بالعقيق الأحمر لم يزل يري خيرا»:
و أنه موضوع مختلق من قبل أبي بكر بن شعيب و بيان أن السخاوي قد أفرد هذا الحديث في كتابه: «الفتاوي الحديثية» و أن المحقق عمل علي الكتاب و أن الألباني قد أورد أحاديث العقيق في «الضعيفة» و حكم ببطلانها ص 153 و «ت»
الحديث (231) من أحاديث الكتاب: «إن ابن عمك خطبك إليّ»: و بيان ضعفه لاختلاط راويه: أبي بكر بن أبي مريم و انفراد المؤلف برواية الحديث ص 153 و «ت»
الحديث (232) من أحاديث الكتاب: «في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم»: و أنه من الأحاديث الصحيحة المتفق عليها من حديث أبي هريرة و أنه صح عن غيره كذلك و إيراد المحقق لرواية البيهقي للحديث كاملة من كتابه «شعب الإيمان» لبيان المبهم في السند عند المؤلف و أنه «مرجانة» التي لم يقف المحقق لها علي جرح أو تعديل و أن في السند: أصبغ بن زيد و هو مجهول أيضا و سعيد بن راشد أو ابن أبي راشد و أنه مجهول الحال و أن: زيد بن علي الذي ينتمي إليه الزيدية: ثقة عند ابن حجر الذي أعل هذه الرواية بالاختلاف علي زيد هذا و جهالة بعض رواته ص 153-154 و «ت»
تم الكتاب بحمد اللّه و الصلاة و السلام علي نبيه و آله و صحبه أجمعين ص 154-155
ص: 190