امام المهدي(عج) وعلامات ظهوره عند الإمام الصادق عليه السلام
اعتني به : محسن عقيل
دارالحجه البيضاء
خيرانديش ديجيتالي : انجمن مددكاري امام زمان (عج) اصفهان
ص: 1
تجمع الحقومه محفوظه
الطبعة الأولي
1430ه/2009م
الرويس - مفرق محلات محفوظ ستورز - بنايةرمال
ص.ب: 14/5479. هاتف:03/287179-01/541211
تلفاكس: 01/552847-E-mail:almahajja@terranetlb
www.daralmahaja.com info@daralmahaja.com
ص: 2
ص: 3
بسم الله الرحمن الرحيم
ص: 4
با مركز دائرة الموجودات، با من به تنزل البركات علي المخلوقات، با منبقيت به الحياة في العالم، يا من افتخر به الرسول الأعظم، يا جمال الماضين وثمال الباقين، يا خليفة الله في الأرضين، يا بقية الله، يا حجة الله، يا نور الله، يا أبا صالح المهدي، أرفع إليك هذا المجهود الضئيل، معترفا بأن لا يليق هذا القليل بذلك الجناب الرفيع الجليل، لكن كرمك مأمول، وهو الذي جرأني علي أن أقول: «فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ قَالُوا يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا ۖ إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ»[يوسف: 88]
ص: 5
ص: 6
أحسن كلمة لنداء صاحب الزمان لقب «القائم»لأنه ينظر حينئذ بالرأفة إلي من يناديه به، لكن يجب القيام بالتمام عند ذكره بلسانه، أو سماعه من غيره كما يدل عليه الحديث الآتي:
عن (تنزيه الخاطر) سئل الصادق عليه السلام عن سبب القيام عند ذكر»«لفظ (القائم) من ألقاب الحجة عليه السلام
قال: «إن له غيبة طولانية»«ومن شدة الرأفة إلي أحبته ينظر إلي كل من يذكره بهذا اللقب»
«المشعر بدولته، والحسرة بغربته، ومن تعظيمه أن يقوم العبد»
الخاضع لصاحبه عند نظر المولي الجليل إليه بعينه الشريفة»
«فليقم وليطلب من الله جل ذكره تعجيل فرجه».
ص: 7
ص: 8
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الإسلام هو أكمل الأديان وأتمها كما صرح بذلك القرآن العزيز:«الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا»(1)والإسلام هو خاتم الأديان وهو الدين المقبول عند الله عزوجل لقوله تعالي:«إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ »(2) وبعد أن أرسل الله رسوله صلي الله عليه وآله وبدين الاسلام أصبحت الأديان السابقة مرفوضة بدليل قوله تعالي :«وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ »(3).
والنبي الأعظم صلي الله عليه وآله هو خاتم الأنبياء وآخر الرسل أدي الأمانة وبلغ رسالة السماء حق التبليغ عملا بأمرالله : «يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ ۖ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ ۚ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ »(4) فتحمل الرسول الكريم صلي الله عليه وآله ما تحمل في سبيل تبليغ كل ما أنزل اليه من القوانين والأحكام والقصص وأخبار الأمم وما وعد الله تعالي نبيه والمسلمين من النصر والفتح وما أخبره من الحوادث والوقائع والأخبار الغيبية .
ومن جملة ما أخبر عنه القرآن الكريم اظهار دين الاسلام علي الأديان كلها فقال عزمن قائل :«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»(5).
وأخبر كذلك بأن الصالحين هم الذين سيرثون الأرض فقال : «وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ »(6).
ص: 9
وأخبر باستخلاف المؤمنين في الأرض حيث قال :«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَي لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ۚ وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ»(1).
وما من أدني شك أو ريب في صدق ما أخبر الله به نبيه ووعده به لأن الله عز وجل لا يخلف ما وعد رسله فقد قال :«فَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ»(2) وكذلك قال :«إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ »(3)
وكل ما أخبر به القرآن فهو كائن لا محالة «وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا »(4).
وهذه النصوص القرآنية الصريحة التي تنبيء بتحقق هذه الوعود تغني عن غيرها من السنة والأخبار، علي أن الأخبار والأحاديث الواردة في هذا الموضوع كثيرة وصريحة غاية الصراحة.
لكن الذي يهمنا وينبغي توضيحه هو الكشف عن سيحقق هذا الوعد الالهي، ومن هو المتكفل بانجازه؟ ومتي ستتحقق هذه البشارة القرآنية؟ وهل لها من علامة أو علامات تدل علي اقتراب هذا الأمر؟
وعلي الرغم من صراحة القرآن المجيد والوحي الإلهي في حتمية وقوع هذا الأمر وتحقق هذا الوعد، لكن بقي سؤالان مهمان لم يصرح بجوابهما القرآن هما :
1- من المحقق لهذا الوعد الإلهي؟
2- هل لتحقق هذا الوعد وقت معين؟ وهل هناك علامات تسبق وقوعه؟من هنا كان اختيارنا لهذا الكتاب لكي نقدمه للقراء الأعزاء فقد حاول مؤلفه الإجابة عن هذين السؤالين من خلال ايراد النصوص والأخبار المختلفة المجيبة عنهما .
فقد أشارت الأحاديث التي أوردها الإمام الصادق عليه السلام إلي أن المحقق لهذا
ص: 10
الوعد القرآني هو رجل من بيت النبي الأكرم صلي الله عليه وآله يسمي المهدي(1)، وهو الذي يصلي خلفه المسيح(2)، وهو من أولاد أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام وفاطمة الزهراء عليهم السلام، وهو الذي يملأ الله به الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلمة وجور(3)
أما بالنسبة للمسألة الثانية فبناء علي حديث : «كذب الوقاتون»لايستطيع أحد تعيين وقت ثابت لتحقق هذا الأمر، ولكن ذكر هذا الكتاب الأخبار الدالة علي علامات الظهور وأمارات تحقق الوعد واقتراب الأمر.
«محسن عقيل»
ص: 11
ص: 12
عن أبي سعيد الخراساني، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : المهدي والقائم واحد؟
فقال : نعم.
فقلت : لأي شيء سمي المهدي؟
قال : لأنه يهدي إلي كل أمر خفي وسمي القائم لأنه يقوم بعدما يموت(1)، إنه يقوم بأمر عظيم(2)
كشف الغمة : قال ابن الخشاب : حدثني أبو القاسم طاهر بن هارون بن موسي
العلوي، عن أبيه هارون، عن أبيه موسي قال : قال سيدي جعفر بن محمد :الخلف الصالح من ولدي وهو المهدي اسمه محمد وكنيته أبو القاسم يخرج في آخر الزمان يقال لأمه : صقيل (3).
الإرشاد: روي محمد بن عجلان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قام
ص: 13
القائم عليه السلام دعا الناس إلي الإسلام جديدة، وهداهم إلي أمرقد دثر(1)وضل عنه الجمهور، وإنما سمي القائم مهدية لأنه يهدي إلي أمر مضلول عنه ، وسمي بالقائم القيامه بالحق(2)
عن الحسن بن محبوب، عن ابن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صاحب هذا الأمر لا يسميه (3) باسمه إلا كافو (4)(5).
عن محمد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك قد طال هذا الأمر علينا حتي ضاقت قلوبنا ومتنا كمدة.
فقال : إن هذا الأمر آيس ما يكون منه وأشده غما، ينادي مناد من السماء باسم القائم واسم أبيه .
فقلت له : جعلت فداك ما اسمه؟
قال : اسمه اسم نبي واسم أبيه اسم وصي(6).
ص: 14
عن أبي بصير ، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله: المهدي من ولدي اسمه اسمي وكنيته كنيتي أشبه الناس بي خلقة ولقاء تكون له غيبة وحيرة حتي تضل(1) الخلق عن أديانهم فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورة(2).
عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده عليهم السلام قال : قال رسول الله صل الله عليه وآله: القائم من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، وشمائله شمائلي، وشممته ستتي، يقيم الناس علي ملتي وشريعتي، ويدعوهم إلي كتاب ربي عزوجل، من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني ومن أنكره في غيبته فقد أنكرني ومن كبه فقد كبني ومن صدقه فقد صدقني إلي الله أشكو المحبين لي في أمره والجاحدين لقولي في شأنه والمضلين لأمتي عن طريقته «وَسَيَعلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مَنقَلَبِ يَنقَلِبُونَ (3).
عن موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن المفضل ابن عمر قال : دخلت علي سيدي جعفر بن محمد عليه السلام فقلت : يا سيدي لو عهدت إلينا في الخلف من بعدك؟
ص: 15
فقال لي: يا مفضل : الإمام من بعدي : ابني موسي، والخلف المأمول المنتظر :«م ح م د»ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي(1)
عن ثابت الصائغ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول: منا اثنا عشر مهديا مضي ستة وبقي ستة يصنع الله بالسادس (2) ما أحب(3).
عن الحسين بن علوان، عن همام بن الحارث، عن وهب بن منبه قال : إن موسي عليه السلام نظر ليلة الخطاب إلي كل شجرة في الطور، وكل حجر ونبات تنطق بذكر محمد واثني عشر وصيا له من بعده .
فقال موسي: إلهي لا أري شيئا خلقته إلا وهو ناطق بذكر محمد وأوصيائه الاثني عشر، فما منزلة هؤلاء عندك؟
قال : يا بن عمران : إني خلقتهم قبل خلق الأنوار، وجعلتهم في خزانة قدسي، يرتعون (4)في رياض مشيتي ويتسمون (5)من روح جبروتي، ويشاهدون أقطار ملكوتي، حتي إذا شئت مشيتي أنفذت قضائي وقدري.
يابن عمران : إني سبقت بهم استباقي، حتي أزخرف بهم جناني .
ابن عمران : تمسك بذكرهم فأنهم خزنة علمي وعيبة حكمتي، ومعدن نوري .
قال حسين بن علوان : فذكرت ذلك لجعفر بن محمد عليه السلام فقال : حق ذلك ،
ص: 16
أسماء الإمام المهدي عليه السلام هم اثنا عشر من آل محمد علي والحسن والحسين وعلي بن الحسين ومحمد بن علي ومن شاء الله .
قلت: جعلت فداك إنما أسألك لتفتيني بالحق.
قال : أنا وابني هذا - وأومأ إلي ابنه موسي - والخامس من ولده يغيب شخصه ولا يحل ذكره باسمه(1).
ص: 17
عن محمد بن سنان، عن صفوان [بن مهران] عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : من أقر بجميع الأئمة وجحد المهدي، كان كمن أقر بجميع الأنبياء وجحد محمد صلي الله عليه وآله نبوته .
فقيل له : يا بن رسول الله فمن المهدي من ولدك؟
قال : الخامس من ولد السابع يغيب عنكم شخصه ولا يحل لكم تسميته(1).
عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن كفاية الأثر : ص280. منه البحار: ج 01 ص 108. عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله :من أنكر القائم من ولدي فقد أنكرني (2)
عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله:من أنكر القائم من ولدي في زمان غيبته [ف] مات [فقد مات ]ميتة جاهلية (3).
ص: 18
البحار : عين الشيخ في المصباحين والسيد ابن طاوس في كتاب «الإقبال»وسائر مؤلفي كتب الدعوات ولادته عليه السلام في النصف من شعبان.
وقال في الفصول المهمة : ولد عليه السلام بسر من رأي ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين وماتين [نقل من خط الشهيد عن الصادق عليه السلام قال : إن الليلة التي يولد فيها القائم عليه السلام لا يولد فيها مولود إلا كان مؤمنا، وإن ولد في أرض الشرك نقله الله إلي الإيمان ببركة الإمام [عليه السلام](1)
ص: 19
عن أبي الهيثم بن أبي حبة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا اجتمعت ثلاثة أسماء [المتوالية] محمد وعلي والحسن فالرابع القائم عليه السلام(1).
هذا إشارة إلي الأئمة الأربعة بعد الإمام الرضا عليه السلام وهم :
1- الإمام محمد الجواد عليه السلام .
2 - الإمام علي الهادي عليه السلام.
3 - الإمام الحسن العسكري عليه السلام.
4 - الإمام القائم المهدي عليه السلام.
فقوله عليه السلام:«إذا اجتمعت ثلاثة أسماء ...»إلي آخره إشارة إلي هؤلاء الائمه عليهم السلام.
عن أبي الهيثم الميثمي، عن أبي عبد الله جعفربن محمد عليه السلام أنه قال : إذا توالت ثلاثة أسماء : محمد وعلي والحسن كان رابعهم قائمهم (2).
عن أمية بن عليه السلام القيسي، عن أبي الهيثم التميمي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام:إذا توالت ثلاثة أسماء كان رابعهم قائمهم : محمد وعلي والحسن(3).
ص: 20
الكافي : محمد بن يحيي، عن أحمد بن محمد، عن الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يقوم القائم وليس لأحد في عنقه عهد ولا عقد ولا بيعه (1) (2)
عن إبراهيم بن هاشم، عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : يقوم القائم وليس في عنقه بيعة لأحد(3).
عن محمد بن أبي عمير، عن جميل بن صالح، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يبعث القائم وليس في عنقه لأحد بيعة(4).
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يقوم القائم غالية وليس لأحد في عنقه بيعة (5).
عن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، عن أبيه، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : للقائم منا غيبة أمدها طويل كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعي فلا يجدونه ألا فمن ثبت منهم علي دينه ولم يق قلبه لطول أمد غيبة إمامه فهو معي في
ص: 21
در جتي يوم القيامة ، ثم قال عليه السلام : إن القائم منا إذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة فلذلك تخفي ولادته ويغيب شخصه(1).
عن سعيد بن غزوان، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صاحب هذا الأمر تعمي ولادته علي هذا الخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج(2).
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صاحب هذا الأمر تغيب ولادته عن هذا الخلق كيلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ويصلح الله عزوجل أمره في ليلة [واحدة](3).
ص: 22
عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي قال : حدثني محمد بن عصام قال : حدثني وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال: قال أبو جعفر عليه السلام أو أبو عبد الله عليه السلام - الشك من ابن عصام - : يا أبا محمد بالقائم علامتان : شامة في رأسه، وداء الحزاز (1)برأسه ، وشامة بين كتفيه من جانبه الأيسر تحت كتفه الأيسر، ورقة مثل ورقة الآس (2).
عن ثعلبة بن ميمون، عن يزيد بن أبي حازم قال : خرجت من الكوفة فلما قدمت المدينة دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فسلمت عليه فسألني هل صاحبك أحد؟
فقلت: نعم .
فقال : أكنتم تتكلمون؟
قلت: نعم، صحبني رجل من المغيرية(3).
قال : فما كان يقول؟
قلت : كان يزعم أن محمد بن عبد الله بن الحسن ايرجي هو القائم، والدليل علي ذلك أن اسمه اسم النبي عليه السلام واسم أبيه اسم أبي النبي عليه السلام.
فقلت له في الجواب : إن كنت تأخذ بالأسماء فهوذا في ولد الحسين محمد بن عبد الله بن علي .
ص: 23
فقال لي : إن هذا ابن أمة يعني محمد بن عبد الله بن علي وهذا ابن مهيرة(1)يعني محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن.
فقال [لي] أبو عبد الله عليه السلام : فما رددت عليه؟
فقلت : ما كان عندي شيء أرد عليه.
فقال : أولم تعلموا أنه ابن سبية؟ ! يعني القائم عليه السلام(2).
عن أبي مالك الحضرمي، عن أبي السفاتج، عن أبي بصير قال : قلت لأحدهما - لأبي عبد الله أو لأبي جعفر عليه السلام - : أيكون أن يفضي هذا الأمر إلي من لم يبلغ؟
قال : سيكون ذلك.
قلت : فما يصنع؟
قال : يورثه علما وكتبا ولا يكله إلي نفسه (3)
لعل المعني أن لا مدخل للست في علومهم وحالاتهم فإن الله تعالي لا يكلهم إلي أنفسهم بل هم مؤيدون بالإلهام وروح القدس .
ص: 24
تفسير القمي : حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله :«أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَي نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ»(1).
قال : إن العامة يقولون : نزلت في رسول الله عليه السلام لما أخرجته قريش من مكة وإنما هي للقائم عليه السلام إذا خرج يطلب بدم الحسين عليه السلام وهو قوله : نحن أولياء الدم وطلاب الدية (2).
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل :«أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ عَلَي نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ»(3).
قال : هي في القائم عليه السلام وأصحابه (4).
- تفسير القمي: قوله :«إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ»(5) وإن مما نزل عليهم بين السماء ايه ظلت أعنهم ما خضعينه (1) فانه حدثني أبي، عن ابن عمير ، عن هشام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : تخضع رقابهم يعني بني أمية وهي الصيحة من السماء باسم صاحب الأمرعليه السلام.(6)
هذا علي التأويل كما لا يخفي .
ص: 26
عن عمر بن عبد العزيز، عن غير واحد، عن داود بن كثير الرقي ، عن أبي عبد
الله عليه السلام في قول الله عزوجل:«هُدًي لِّلْمُتَّقِينَ (2)الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ ».(1)
قال : من أقر بقيام القائم عليه السلام أنه حق (2).
عن علي بن أبي حمزة، عن يحيي بن أبي القاسم قال : سألت الصادق عليه السلام عن قول الله عزوجل : «الم (1) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًي لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ »؟
فقال : المتقون شيعة علي عليه السلام والغيب فهو الحجة الغائب، وشاهد ذلك قول الله عزوجل: «وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ ۖ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ»
عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم، عن المفضل ابن عمر قال :
سألت أبا عبد الله عليه السلام عن تفسير جابر؟
فقال : لا تحدث به السفل (1)فيذيعونه، أما تقرأ كتاب الله تعالي : «فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُوِرِ ... وذكر مثله(2).
القائم هو المضطر عليه السلام
تفسير القمي: قوله : «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ »
(3) فأنه حدثني أبي، عن الحسن بن علي فضال، عن صالح بن عقبة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : نزلت في القائم من آل محمد عليه السلام ، هو والله المضطر إذا صلي في المقام ركعتين ودعا الله فأجابه ويكشف السوء ويجعله خليفة في الأرض (4).
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال : قال الصادق جعفر بن محمد عليه السلام في قول الله عزوجل : «يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا »(5).
قال : يعني [يوم ]خروج القائم المنتظر منا.
ثم قال عليه السلام : يا أبا بصير طوبي لشيعة قائمنا المنتظرين لظهوره في غيبته ،
ص: 28
والمطيعين له في ظهوره أولئك أولياء الله الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون(1).
عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : في قول الله عزوجل : «يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ »(2)
فقال : الآيات هم الأئمة والآية المنتظرة [هو] القائم علة فيومئذ لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل قيامه بالسيف وإن آمنت بمن تقدمه من آبائه عليهم السلام(3).
لا يخفي أن هذا - وأمثاله - علي التأويل .
عن علي بن جعفر ، عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليهم السلام قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في قول الله عزوجل : «قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ »(4).
قال : أرأيتم إن غاب عنكم إمامكم فمن يأتيكم بإمام جديده(5).
عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن سماعة وغيره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
ص: 29
نزلت هذه الآية في القائم عليه السلام:«وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ ۖ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ»(1).
تفسيرالعياشي: عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله :«وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ »(2).
قال : ما زال منذ خلق الله آدم دولة لله ودولة لإبليس فأين دولة الله ؟ أما هو إلا قائم واحد (3)(4).
اليتفسير العياشي: عن جابر ، عن جعفر بن محمد و أبي جعفرعليه السلام في قول الله : «وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَي النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ »(5).
قال : خروج القائم وأذان دعوته إلي نفسه(6).
في قول
تفسير العياشي: عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : شئل أبي عن قول الله :«َوَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً »(7)«حَتَّي لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ حَتي لا تكون فتنة
ص: 30
وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ »(1).
فقال : إنه لم يجيء تأويل هذه الآية ولو قد قام قائمنا بعده سيري من پدر كه ما يكون من تأويل هذه الآية وليبلغ دين محمد صلي الله عليه وآله ما بلغ الليل حتيلا يكون شرك «مشرك - خ ل»علي ظهر الأرض كما قال الله (2).
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في معني قوله عزوجل:«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَي لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا »(3).
قال : نزلت في القائم وأصحابه (4)
تفسير العياشي: عن الحسين، عن الخزاز، عن أبي عبد الله عليه السلام:«وَلَيِن أَخَّرَنا عَنهُمُ العَذَابَ إِلَي أُمَّةٍ مَّعدُودَهٍ »قال : هو القائم وأصحابه(1).
عن إسحاق بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالي:«وَلَيِن أَخَّرَنا عَنهُمُ العَذَابَ إِلَي أُمَّةٍ مَّعدُودَهٍ ».
قال : العذاب: خروج القائم عليه السلام والأمة المعدودة : عدة أهل بدروأصحابه (2).
عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالي:«يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ»(3).
قال : الله يعرفهم ولكن نزلت في القائم يعرفهم بسيماهم فيخبطهم (4)بالسيف هو وأصحابه خبطا (5).
عن معاوية الدهني، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالي:«يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ فَيُؤْخَذُ بِالنَّوَاصِي وَالْأَقْدَامِ»(6).
فقال : يا معاوية ما يقولون في هذا؟
ص: 32
قلت : يزعمون أن الله تبارك وتعالي»يعرف المجرمين بسيماهم في القيامة ،فيأمربهم، فيؤخذ بنواصيهم وأقدامهم، فيلقون في النار .
فقال لي : وكيف يحتاج الجبار«تبارك وتعالي»إلي معرفة خلق أنشأهم وهم خلقه . فقلت : جعلت فداك وما ذلك؟
قال : لو قام قائمنا أعطاه الله السيماء فيأمر بالكافر فيؤخذ بناصيه وقدميه ثميخبط بالسيف خبطا(1).
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله«فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا»(2).
قال : نزلت في القائم وأصحابه يجتمعون علي غير ميعاد(3).
عن علي بن حماد الخاز «الجزار - ط»، عن الحسين بن أحمد المنقري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالي : «مُدْهَامَّتَانِ »(4).
قال : يتصل ما بين مكة والمدينة نخلا(5).
عن محمد بن سليمان الديلمي،عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام:«هَل أَتَيكَ حَدِيثُ الغَشِيَةِ ».
ص: 33
قال : يغشاهم القائم عليه السلام بالسيف .
قال: قلت: «وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ ».
قال : يقول :خاضعة ولا تطيق الأمتناع .
قال : قلت : «عَامِلَةٌ ».
قال : عملت بغير ما أنزل الله عزوجل.
قلت : «نَّاصِبَةٌ».
قال : نصبت لغيره ولاة الأمر.
قال: قلت: «تَصْلَي نَارًا حَامِيَةً »(1).
قال : تصلي نار الحرب في الدنيا علي عهد القائم عليه السلام وفي الآخرة نارجهنم (2).
عن محمد بن حسين بن عجلان، عن مفضل بن عمر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل : «وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَي دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ»(3).ووليقتهم
بين العذاب الأدني دون العذاب
قال : الأدني: غلاء السعر والأكبر : المهدي بالسيف (4).
تأويل الآيات الظاهرة : قال محمد بن العباس رحمه الله، حدثنا أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد الله ابن حماد، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد
ص: 34
الله عليه السلام عن قول الله عزوجل في كتابه :«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»(1).
فقال: والله ما أنزل تأويلها بعد.
قلت : جعلت فداك ومتي ينزل تأويلها؟
وقال : حين يقوم القائم إن شاء الله ، فإذا خرج القائم لم يبق كافر ولا مشرك إلا كره خروجه ، حتي لو أن كافرة أو مشركة في بطن صخرة لقالت الصخرة : يا مؤمن في بطني كافر أو مشرك فاقتله.
قال : فيجيئه فيقتله(2).
تفسير فرات الكوفي: قال: حدثنا جعفر بن أحمد معنعنة، عن أبي عبد الله علي في قوله تعالي : «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ».
قال : إذا خرج القائم عليه السلام لم يبق مشرك بالله العظيم ولا كافر إلآ كره خروجه حتي لو كان في بطن صخرة لقالت الصخرة: يا مؤمن في مشرك فاكسرني واقتله(3).
البحار : تأويل الآيات الظاهرة - عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله :«إِذَا تُتْلَي عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ »(4) يعني تكذيبه بقائم آل محمد عليه السلام إذ يقول له: لسنا نعرفك ولست من ولد فاطمة، كما قال المشركون لمحمدصلي الله عليه وآله(5).
ص: 35
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن قول الله عزوجل:«سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ »(1).
قال : يريهم في أنفسهم المسخ ويريهم في الآفاق انتقاض الآفاق عليهم فيرون قدرة الله لك في أنفسهم وفي الآفاق.
قلت له : «حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ».
قال : خروج القائم هو الحق من عند الله عزوجل يراه الخلق لابد منه(2)
ص: 36
عن القاسم بن إسماعيل الأنباري، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن إبراهيم، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل:«سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ »
قال : في الآفاق انتقاض الأطراف عليهم، وفي أنفسهم - بالمسخ - حتي يتبين الهم أنه الحق أي أنه القائم عليه السلام (1).
عن ثعلبة بن ميمون، عن الطيار، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل :«سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّي يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ».
قال : خسف ومسخ وقذف.
قال: قلت: حتي يتبين لهم؟
قال : دع ذا ذاك قيام القائم (2).
عن صفوان بن يحيي، عن أبي عثمان، عن معلي بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: «أَفَرَءَيتَ إِن مَّتَّعنَاهُم سِنِينَ( 205) ثم جاءهم ما كانوا يوعدون(206)»
قال : خروج القائم عليه السلام : «مَا أَغنَي عَنهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعونَ ».
ص: 37
قال : هم بنو أمية الذين متعوا في دنياهم (1).
الكافي: جماعة عن سهل، عن محمد، عن أبيه ، عن أبي بصير، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله تبارك تعالي : «وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ ۚ بَلَي وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ »؟(2).
قال : فقال لي : يا أبا بصير ما تقول في هذه الآية؟
قال: قلت: إن المشركين يزعمون ويحلفون لرسول الله صلي الله عليه وآله أن الله لا يبعث الموتي.
قال : فقال : تبا لمن قال هذا، سلهم هل كان المشركون يحلفون بالله أم باللات والعزي؟
قال: قلت: جعلت فداك فأوجدنيه.
قال : فقال لي : يا أبا بصير لو قد قام قائمنا بعث الله إليه قوما من شيعتنا باع سيوفهم (3)علي عواتقهم فيبلغ ذلك قوما من شيعتنا لم يموتوا.
فيقولون : بعث فلان وفلان وفلان من قبورهم وهم مع القائم، فيبلغ ذلك قوما من عدونا .
فيقولون: يا معشر الشيعة ما أكذبكم؟! هذه دولتكم وأنتم تقولون فيها الكذب، لا والله ما عاش هؤلاء ولا يعيشون إلي يوم القيامة قال: فحكي الله قولهم فقال : «وَأَقسَمُوا بِاللَه ِجَهدَ اَيمَانِهِم لَا يَبعَثُ اللَهُ مَن يَمُوتُ»(4).
لا يخفي أن هذا علي التأويل إذ أن هؤلاء مصداق لهذه الآية كأولئك المنكرين والله العالم.
ص: 38
عن الخطاب بن مصعب، عن سدير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله : طوبي لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه ، يأتم به وبأئمة الهدي من قبله ويبرأ إلي الله عزوجل من عدوهم أولئك رفقائي وأكرم أمتي علي .(1)
عن الوليد بن عقبة ، عن الحارث بن زياد، عن شعيب، عن أبي حمزة قال : دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : أنت صاحب هذا الأمر؟
فقال: لا.
فقلت : فولدك؟
فقال: لا.
فقلت : فولد ولدك هو؟
قال : لا.
فقلت : فولد ولد ولدك؟
فقال : لا.
قلت : من هو؟
قال : الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورة، علي فترة من الأئمة، كما أن رسول الله صلي الله عليه وآله بعث علي فترة من الرسل.(2)
ص: 39
عن فرات بن أحنف، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام قال :زاد الفرات علي عهد أمير المؤمنين عليه السلام فركب هو وأبناه الحسن والحسين عليه السلام فمر بثقيف فقالوا : قد جاء علي يرد الماء.
فقال علي عليه السلام : أما والله لأقتل أنا وابناي هذان وليبعث الله رجلا من ولدي في آخر الرمان يطالب بدمائنا وليغيب عنهم تمييزة لأهل الضلالة حتي يقول الجاهل: ما الله في آل محمد من حاجة(1).
عن محمد ابن أبي عمير، عن صفوان بن مهران الجمال قال : قال الصادق جعفر ابن محمد عليه السلام : أما والله ليغيب عنكم مهديكم حتي يقول الجاهل منكم : مالله في آل محمد حاجة ثم يقبل كالشهاب الثاقب فيملاها عدة وقسطا كما ملئت جورة وظلما(2).
ص: 40
عن أبان بن عثمان قال : قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام: بينا رسول الله صلي الله عليه وآله ذات يوم في البقيع حتي أقبل علي عليه السلام فسأل عن رسول الله صلي الله عليه وآله ، فقيل : انه بالبقيع، فأتاه علي عليه السلام فسلم عليه فقال له رسول الله صلي الله عليه وآله: أجلس فأجلسه عن يمينه، ثم جاء جعفر بن أبي طالب فسأل عن رسول الله صلي الله عليه وآله ، فقيل له : هو بالبقيع، فأتاه فسلم عليه فأجلسه عن يساره، ثم جاء العباس فسأل عن رسول الله صلي الله عليه وآله فقيل له : هو بالبقيع، فأتاه فسلم عليه فأجلسه أمامه .
ثم التفت رسول الله صلي الله عليه وآله إلي علي عليه السلام: فقال : ألا أبشرك؟ ألا أخبرك يا علي؟
فقال : بلي يا رسول الله .
فقال : كان جبرئيل عندي آنفا وأخبرني أن القائم الذي يخرج في آخر الزمان فيملأ الأرض عدلا[ كما ملئت ظلما وجورة]من ذريتك من ولد الحسين عليه السلام.
فقال علي عليه السلام : يا رسول الله ما أصابنا خير قظ من الله إلا علي يديك .
ثم التفت رسول الله صلي الله عليه وآله إلي جعفر بن أبي طالب فقال : يا جعفر ألا أبشرك ؟ألا أخبرك؟
قال : بلي يا رسول الله .
فقال : كان جبرئيل عندي آنفا فأخبرني أن الذي يدفعها إلي القائم هو من ذريتك أتدري من هو؟
قال: لا.
ص: 41
قال : ذاك الذي وجهه كالدينار(1)وأسنانه كالمنشار وسيفه كحريق النار يدخل الجند(2)ذليلا ، ويخرج منه عزيزا، يكتنفه جبرئيل و ميكائيل.
ثم التفت إلي العباس فقال : يا عم النبي ألا أخبرك بما أخبرني به جبرئيل؟
فقال : بلي يا رسول الله .
قال : قال لي جبرئيل : ويل لذريتك من ولد العباس .
فقال : يا رسول الله أفلا أجتنب النساء؟
فقال له : قد فرغ الله مما هو كائن (3).
عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خرج النبي صلي الله عليه وآله ذات يوم وهو مستبشر يضحك سرورة ، فقال له الناس : أضحك الله ستك يا رسول الله وزادك سرورا .
فقال رسول الله صلي الله عليه وآله : إنه ليس من يوم ولا ليلة إلا ولي فيهما تحفة من الله، ألا وإن ربي أتحفني في يومي هذا بتحفة لم يتحفني بمثلها فيما مضي، إن جبرئيل أتاني فأقرأني من ربي السلام وقال : يا محمد إن الله عزوجل أختار من بني هاشم سبعة، لم يخلق مثلهم فيمن مضي ولا يخلق مثلهم فيمن بقي. أنت يا رسول الله سيد النبيين وعلي بن أبي طالب وصيك سيد الوصيين والحسن والحسين سبطاك سيد الأسباط (4)وحمزة عمك سيد الشهداء وجعفر ابن عمك الطيار في الجنة يطير مع الملائكة حيث يشاء ومنكم القائم - يصلي عيسي بن مريم خلفه إذا أهبطه الله إلي الأرض - من ذرية علي وفاطمة من ولد الحسين عليهم السلام(5).
ص: 42
شرح الأخبار : روي عن جعفر بن محمد عليه السلام عن جده علي بن الحسين عليه السلام،أنه سئل عن المهدي؟
فقال : هو من ولدي(1).
ص: 43
الإرشاد : روي مسعدة بن صدقة قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول: خطب الناس أمير المؤمنين عليه السلامبالكوفة فحمد الله وأثني عليه ثم قال :
أنا سيد الشيب في شتة من أيوب، وسيجمع الله لي أهلي كما جمع ليعقوب شمله وذلك إذا استدار الفلك وقلتم ضل أو هلك، ألا فاستشعروا قبلها بالصبر، وبوؤا إلي الله بالذنب فقد نبذتم قدسكم، وأطفأتم مصابيحكم، وقلدتم هدايتكم من لا يملك لنفسه ولا لكم سمعة ولا بصرة، ضعف والله الطالب والمطلوب، هذا ولو لم تتواكلوا أمركم ولم تتخاذلوا عن نصرة الحق بينكم، ولم تهنوا عن توهين الباطل، لم يتشجع عليكم من ليس مثلكم، ولم يقو من قوي عليكم وعلي هضم الطاعة وإزوائها عن أهلها فيكم، تهتم كما تاهت بنو إسرائيل علي عهد موسي وبحق أقول ليضعف عليكم التيه من بعدي باضطهادكم ولدي ضعف ما تاهت بنو إسرائيل فلو قد استكملتم نهلا وامتلأتم عل؟ عن سلطان الشجرة الملعونة في القرآن لقد اجتمعتم علي ناعق ضلال ولأجبتم الباطل ركضة ثم لغادرتم داعي الحق وقطعتم الأدني من أهل بدر ووصلتم الأبعد من أبناء حرب، ألا ولو ذاب ما في أيديهم لقد دنا التمحيص للجزاء وكشف الغطاء، وانقضت المدة وأزف الوعد وبدا لكم النجم من قبل المشرق وأشرق لكم قمر كم كملا شهر وكليلة تم فإذا استبان ذلك فراجعوا التوبة وخالعوا الحوبة (1)واعلمواأنكم إن أطعتم طالع المشرق سلك بكم منهاج رسول الله ، فتداويتم من الصمم واستشفيتم من البكم، وكفيتم مؤونة التعسف والطلب، ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق، فلا يبعد الله إلا من أبي الرحمة وفارق العصمة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون (2).
ص: 44
- تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمد، عن أبيه ، عن
جده عليه السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبته :
يا أيها الناس سلوني قبل أن تفقدوني فات بين جوانحي علما جما فسلوني قبل أن تشغر (1)برجلها فتنة شرقية تطأ في خطامها (2)ملعون ناعقها وموليها وقائدها وسائقها والمتحرز(3)فيها ، فكم عندهما من رافعة ذيلها يدعو بويلها دخله أو حولها لا مأوي يكتها (4)ولا أحد يرحمها ، فإذا استدار الفلك قلتم مات أو هلك وأي وادلك فعندها توقعوا الفرج وهو تأويل هذه الآية :«ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا »(5) وث رددنا لكم أل عليهم ومددكم بأموال وبيني وجعلكم أكثر نوياه (ه) والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليعيش إذ ذاك ملوك ناعمون ولا يخرج الرجل منهم من الدنيا حتي يولد لصلبه ألف ذكر آمنين من كل بدعة وآفة عاملين بكتاب الله ونة رسوله قد اضمحلت عنهم الآفات والشبهات(6).
- قرب الإسناد : محمد بن عيسي، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر ، عن أبيه عليه السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : منا سبعة خلقهم الله عزوجل لم يخلق في الأرض مثلهم : متا رسول الله صلي الله عليه وآله سيد الأولين والآخرين وخاتم النبيين ، ووصيه خير الوصيين، وسبطاه خير الأسباط : حسنا وحسينة، وسيد الشهداء حمزة عمه، ومن طاف (7)مع الملائكة جعفر، والقائم عليه السلام (8).
ص: 45
عن الحسن بن محمد بن جمهور قال : حدثنا أبي، عن بعض رجاله، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : خبر تدريه خير من عشر ترويه، إن لكل حق حقيقة ولكل صواب نورا .
ثم قال : إنا والله لا نعد الرجل من شيعتنا فقيها حتي يلحن له(1) فيعرف اللحن، إن أمير المؤمنين عليه السلام قال علي منبر الكوفة : وإن من ورائكم فتنة مظلمة عمياء منكسفة لا ينجو منها إلا التومة؟(2)
قيل : يا أمير المؤمنين وما النومة؟
قال : الذي يعرف الناس ولا يعرفونه .
واعلموا أن الأرض لا تخلو من حجة الله عزوجل ولكن الله سيعمي خلقه منها بظلمهم وجورهم وإسرافهم علي أنفسهم ولو خلت الأرض ساعة واحدة من حجة الله لساخت بأهلها ولكن الحجة يعرف الناس ولا يعرفونه كما كان يوسف يعرف الناس وهم له منكرون ثم تلا:«يَحَسرَةً عَلَي العِبَادِ مَا يَأتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَستَهزُِونَ »(3).
عن سليمان بن بلال قال : حدثنا جعفر بن محمد عليه السلام عن أبيه، عن جده ، جن
ص: 46
الحسين بن علي عليهم السلام قال: جاء رجل إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال له: يا أمير المؤمنين نبئنا بمهديكم هذا؟
فقال : إذا درج الدارجون، وقل المؤمنون، وذهب المجلبون، فهناك هناك . (1)
فقال : يا أمير المؤمنين من الرجل؟
فقال : من بني هاشم من ذروة طود العرب (2)وبحر مغيضها (3) إذا وردت، ومخفر (4)أهلها إذا أتيت، ومعدن صفوتها إذا اكتدرت، لا يجبن إذا المنايا هكعت (5)، ولا يخور إذا المنون أكتنعت، ولا ينكل إذا الحماة اصطرعت، مشمر مغلولب (6)ظفر ضرغامة حصد مخدش ذكر ، سيف من سيوف الله، رأس ، قثم، تشؤ رأسه (7)في باذخ السؤدد وعارز مجده (8)في أكرم المحتد، فلا يصرفك عن بيعته صارف عارض ينوص إلي الفتنة كل مناص، أن قال فشر قائل، وأن سكت فذو دعاير.
ثم رجع إلي صفة المهدي عليه السلام فقال : أوسعكم كهفة، وأكثركم علما ، وأوصلكم رحمة، اللهم فاجعل بعثه خروجة من الغمة، وأجمع به شمل الأمة. فان خار الله لك(9) فاعزم ولا تنثن عنه أن وفقت له، ولا تجوزت عنه أن هديت إليه، هاه - وأومأ بيده إلي صدره - شوقا إلي رؤيته (10).
ص: 47
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة [البطائني]، عن أبيه، عن أبي بصير قال :سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن سنن الأنبياء عليهم السلام بما وقع بهم من الغيبات حادثة(1) في القائم ما أهل البيت حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة(2).
قال أبو بصير : فقلت : يا بن رسول الله ! ومن القائم منكم أهل البيت؟
فقال : يا أبا بصير هو الخامس من ولد أبني موسي ذلك ابن سيدة الإماء يغيب غيبة يرتاب فيها المبطلون ثم يظهره الله عزوجل فيفتح الله علي يده مشارق الأرض ومغاربها، وينزل روح الله عيسي بن مريم عليه السلام فيصلي خلفه وتشرق الأرض بنور ربها ولا تبقي في الأرض بقعة عبد فيها غير الله عزوجل إلا عبد الله فيها ويكون الدين كله لله ولو كره المشركون (3) .
ص: 49
أمالي الصدوق : حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه إبراهيم بن هاشم، عن محمد ابن أبي عمير قال : حدثني من سمع أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول:
[البحر الطويل]
الكل أناس دولة يرقبونها*** ودولتنا في آخر الدهر تظهر(1)
ص: 50
عن الحسن بن معاوية ، عن الحسن بن محبوب، عن خلاد بن الصقار قال :سئل أبو عبد الله عليه السلام: هل ؤلد القائم عليه السلام؟
فقال : لا، ولو أدركته لخدمته أيام حياتي .(1)
ص: 51
عن القاسم بن إسماعيل، عن أحمد بن رياح، عن أبي الفرج أبان بن محمد المعروف بالسندئ نقلناه من أصله قال : كان أبو عبد الله عليه السلام تحت الميزاب وهو يدعو، وعن يمينه عبد الله بن الحسن وعن يساره حسن بن حسن وخلفه جعفر بن حسن، قال : فجاءه عباد بن كثير البصري قال : فقال له: يا أبا عبد الله .
قال : فسكت عنه حتي قالها ثلاثا.
قال : ثم قال له : يا جعفر .
فقال له : قل ما تشاء يا أبا كثير .
قال : إني وجدت في كتاب لي : علم هذه البنية (1)رجل ينقضها حجرة حجرة .
قال : فقال له : كذب كتابك يا أبا كثير ولكن كأني والله بأصفر القدمين، حمش الساقين (2)، ضخم البطن، رقيق العنق، ضخم الرأس علي هذا الركن - وأشار بيده إلي الركن اليماني - يمنع الناس من الطواف حتي يتذعروا(3)منه ، قال : ثم يبعث الله له رجلا مني وأشار بيده إلي صدره، فيقتله قتل عاد وثمود وفرعون ذي الأوتاد .
قال : فقال له عند ذلك عبد الله بن الحسن : صدق - والله - أبو عبد الله عليه السلام حتي صدقوه كلهم جميعا (4).
ص: 52
الإرشاد: روي عبد الله بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام القائم من آل محمد صلوات الله عليهم»أقام خمسمائة من قريش فضرب أعناقهم، ثم أقام خمسمائة فضرب أعناقهم، ثم خمسمائة أخري حتي يفعل ذلك ست مرات.
قلت : ويبلغ عدد هؤلاء هذا؟
قال : نعم منهم ومن مواليهم(1).
عن سعدان بن مسلم، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : بينا الرجل علي رأس القائم عليه السلام يأمره وينهاه إذ قال : أديروه فيديرونه إلي قدامه فيأمر بضرب عنقه، فلا يبقي في الخافقين شيء إلا خافه (2).
عن سعدان بن مسلم، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : بيناالرجل علي رأس القائم يأمر وينهي إذ أمر بضرب عنقه، فلا يبقي بين الخافقين شي إلا خانه (3).
تفسير فرات الكوفي: [فرات ] قال : حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا ،
ص: 53
عن أبي عبد الله عليه السلام قوله تبارك وتعالي:«الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَي الْأَرْضِ هَوْنًا »(1) إلي قوله :«حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا »(2) ثلاث عشرة آية .
قال : هم الأوصياء «يَمْشُونَ عَلَي الْأَرْضِ هَوْنًا»فإذا قام القائم عرفوا(3) كل ناصب [نصب ]عليه فان أقر بالإسلام وهو الولاية وإلا ضربت عنقه أو أقر بالجزية فأذاها
كما يؤدي أهل الأمة (4).
لعن راية الحق من الأعداء
عن قتيبة الأعشي، عن منصور بن حازم، عن أبي عبد الله عليه السلام رفعت راية الحق لعنها أهل المشرق والمغرب.
قلت له : مم ذلك؟
قال : مما يلقون من بني هاشم (5).
من أصابته رفاهية الباطل اقتص منه في دولة الحق
عن أبي الصباح الكناني قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدخل عليه شيخ وقال : قد عقني ولدي وجفاني [إخواني].
فقال أبو عبد الله عليه السلام: أو ما علمت أن للحق دولة وللباطل دولة؟! كلاهما
ص: 54
ذليل في دولة صاحبه [فمن أصابته رفاهية الباطل أقتص منه في دولة الحق](1).
عن محمد بن صدقة وابن أذينة العبدي ومحمد بن سنان جميعا ، عن يعقوب السراج قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ثلاث عشرة مدينة وطائفة يحارب القائم أهلها ويحاربونه : أهل مكة وأهل المدينة، وأهل الشام، وبنو أمية وأهل البصرة، وأهل دست ميسان(2)، الأكراد، والأعراب، وضبة، وغني وبأهلة، وأزد وأهل الري(3).
عن قتيبة الأعشي، عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول : إذا ظهرت راية الحق لعنها أهل المشرق وأهل المغرب (4)،أتدري لم ذلك؟
قلت: لا.
قال : للذي يلقي الناس من أهل بيته قبل خروجه(5).
- البحار : وبإسناده إلي بشير النبال، عن أبي عبد الله عليه السلام أول ما يبدأ به القائم عليه السلام ؟
قلت: لا.
ص: 55
قال : يخرج هذين رطبين غضين فيحرقهما ويذريهما في الريح، ويكسر المسجد ثم قال : إن رسول الله صلي الله عليه وآله قال : عريش كعريش موسي عليه السلام ، وذكر أن مقدم مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله كان طينة وجانبه جريد النخل (1).
عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قدم القائم عليه السلام وثب أن يكسر الحائط الذي علي القبر فيبعث الله تعالي ريحة شديدة وصواعق ورعودة حتي يقول الناس: إنما ذا لذا، فيتفرق أصحابه عنه حتي لا يبقي معه أحد، فيأخذ المعول بيده، فيكون أول من يضرب بالمعول ثم يرجع إليه أصحابه إذا رأوه يضرب المعول بيده ، فيكون ذلك اليوم فضل بعضهم علي بعض بقدر سبقهم إليه، فيهدمون الحائط ثم يخرجهما غضين رطبين فيلعنهما ويتبرأ منهما ويصلبهما ثم ينزلهما ويحرقهما ثم يذريهما في الريح(2).
البحار : وبإسناده إلي كتاب الفضل بن شاذان رفعه إلي عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: يقتل القائم عليه السلام حتي يبلغ السوق، قال: فيقول له رجل من ولد أبيه : إنك لتجفل الناس إجفال النعم، فبعهد من رسول الله صلي الله عليه وآله ، أو بماذا؟
قال : وليس في الناس رجل أشد منه بأسا فيقوم إليه رجل من الموالي فيقول له : التسكت أو أضرب عنقك، فعند ذلك يخرج القائم عليه السلام عهد من رسول صلي الله عليه وآله(3).
ص: 56
البحار : وبإسناده رفعه إلي أبي عبد الله عليه السلام قال : يقدم القائم عليه السلام حتي يأتي النجف فيخرج إليه من الكوفة جيش السفياني وأصحابه ، والناس معه، وذلك يوم الأربعاء فيدعوهم ويناشدهم حقه ويخبرهم أنه مظلوم مقهور ويقول: من حاجني في الله فأنا أولي الناس بالله - إلي آخر ما تقدم من هذه - فيقولون : أرجع من حيث شئت لا حاجة لنا فيك، قد خبرناكم واختبرنا كم، فيتفرقون من غير قتال.
فإذا كان يوم الجمعة يعاود فيجيء سهم فيصيب رجلا من المسلمين فيقتله فيقال إن فلانا قد قتل، فعند ذلك ينشر راية رسول الله صلي الله عليه وآله ، فإذا نشرها انحطت عليه ملائكة بدر فإذا زالت الشمس هبت الريح له فيحمل عليهم هو وأصحابه ،فيمنحهم الله أكتافهم ويولون، فيقتلهم حتي يدخلهم أبيات الكوفة، وينادي مناديه : ألا لا تتبعوا مولية ولا تجهزوا علي جريح، ويسير بهم كما سار علي عليه السلام يوم البصرة(1).
ص: 57
عن الحسن بن محبوب، عن بعض رجاله ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : كأني بالقائم عليه السلام علي منبر الكوفة عليه قباء فيخرج من وريان قبائه (1)كتابة مختومة بخاتم من ذهب فيفته فيقرأه علي الناس فيجفلون عنه إجفال الغنم (2)فلم يبق إلا النقباء (3)فيتكلم بكلام فلا يلحقون ملجأ حتي يرجعوا إليه وإني لأعرف الكلام الذي يتكلم به(4).
البحار : روي السيد علي بن عبد الحميد في كتاب : «الغيبة»من كتاب الفضل بن شاذان رفعه، عن سعد بن الأصبغ قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من كانت له دار بالكوفة فليتمسك بها(5).
الاختصاص: أبو القاسم الشعراني يرفعه عن يونس بن ظبيان، عن عبدالرحمن الحجاج، عن الصادق عليه السلام يقال: إذا قام القائم عليه السلام أتي رحبة الكوفة فقال
ص: 58
برجله(1) هكذا وأومأ بيده إلي موضع ثم قال: احفروا هاهنا، فيحفرون فيستخرجون اثني عشر ألف درع واثني عشر ألف سيف واثني عشر ألف بيضة لكل بيضة وجهان، ثم يدعو اثني عشر ألف رجل من الموالي من العرب والعجم، فيلبسهم ذلك، ثم يقول: من لم يكن عليه مثل ما عليكم فاقتلوه(2).
ص: 59
عن الحسن بن محمد بن سماعة، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن القائم إذا خرج دخل المسجد الحرام فيستقبل الكعبة ويجعل ظهره إلي المقام ثم يصلي ركعتين ثم يقوم فيقول : يا أيها الناس أنا أولي الناس بآدم، يا أيها الناس أنا أولي الناس بإبراهيم.
يا أيها الناس أنا أولي الناس بإسماعيل، يا أيها الناس أنا أولي الناس بمحمد صلي الله عليه وآله ثم يرفع يديه إلي السماء فيدعو ويتضرع حتي يقع علي وجهه وهو قوله عزوجل: «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ »(1)(2)
شرح الأخبار: روي عنان بن إبراهيم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : لو كان لي من الأمر شيء لهدمت كل بناء يحول بين الصفا والمروة، ولا يكون ذلك إلا علي يدي رجل من بني هاشم .
فما بين الصفا والمروة ولا يكون ذلك إلا سعي الحجيج(3).
ص: 60
غيبة النعماني : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد [ابن عقدة الكوفي] قال : حدثنا حميد بن زياد قراءة عليه من كتابه قال : حدثنا الحسن بن محمد الحضرمي قال : حدثنا جعفر بن محمد عليه السلام، وعن يونس بن يعقوب، عن سالم المكي، عن أبي الطفيل قال : قال لي عامر بن واثلة : أن الذي تطلبون وترجون إنما يخرج من مكة، وما يخرج من مكة حتي يري الذي يحب ولو صار أن يأكل الأغصان أغصان الشجرة(1).
عن أحمد بن الحارث، عن المفضل بن عمر قال : سمعته يقول - يعني أبا عبد الله عليه السلام- : قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: إذا قام القائم عليه السلام قال :«فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ»(2).
عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام الآية «فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ »(3).
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إنه قال عليه السلام أبي قال : لابد لنا من
ص: 61
آذربيجان لا يقوم لها شيء وإذا كان ذلك فكونوا أحلاس بيوتكم (1)وألبدوا (2) ما البدنا فإذا تحرك متحركنا فاسعوا إليه ولو حبوا (3) والله لكأني أنظر إليه بين الركنوالمقام يبايع الناس علي كتاب جديد، علي العرب شديد، وقال : ويل لطغاة العرب من شر قد أقترب (4) .
ص: 62
عن علي بن أسباط، عن سيف بن عميرة، عن زيد الشام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن صالحة عليه السلام غاب عن قومه زمانة وكان يوم غاب عنهم كه مبئح البطن، حسن الجسم، وافر اللحية، خميص البطن(1)، خفيف العارضين مجتمع ربعة من الرجال(2)، فلما رجع إلي قومه لم يعرفوه بصورته فرجع إليهم وهم علي ثلاث طبقات :
طبقة جاحدة لا ترجع أبدا .
وأخري شاكة فيه.
وأخري علي يقين، فبدأ عليه السلام حيث رجع بالطبقة الشاكة، فقال لهم : أنا صالح فكذبوه وشتموه وزجروه، وقالوا : برئ الله منك إن صالحة كان في غير صورتك .
قال : فأتي الجحاد فلم يسمعوا منه القول ونفروا منه أشد النفور .
ثم انطلق إلي الطبقة الثالثة وهم أهل اليقين فقال لهم : أنا صالح فقالوا :أخبرنا
خبرة لا نشك فيك معه أنك صالح فانا لا نمتري أن الله تبارك وتعالي»الخالق ينقل ويحول في أي صورة شاء وقد أخبرنا وتدارسنا فيما بيننا بعلامات القائم إذا جاء، وإنما يصح عندنا إذا أتي الخبر من السماء.
ص: 63
فقال لهم صالح: أنا صالح الذي أتيتكم بالناقة .
فقالوا: صدقت وهي التي نتدارس فما علاماتها؟
فقال : لها شرب ولكم شرب يوم معلوم.
قالوا :آمنا بالله وبما جئتنا به فعند ذلك قال الله تبارك وتعالي:«أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُّرْسَلٌ مِّن رَّبِّهِ ۚ ».
فقال أهل اليقين : «إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ»[و] «قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا »وهم الشكاك والجحاد «إِنَّا بِالَّذِي آمَنتُم بِهِ كَافِرُونَ »(1).
قلت : هل كان فيهم ذلك اليوم عالم به؟
قال : الله تعالي أعدل من أن يترك الأرض بلا عالم يدل علي الله جل ولقدمكث القوم بعد خروج صالح سبعة أيام علي فترة لا يعرفون إماما غير أنهم علي ما في أيديهم من دين الله عزوجل كلمتهم واحدة، فلما ظهر صالح عليه السلام اجتمعوا عليه، وإنما مثل [علي و](2) القائم مثل صالح عليه السلام(3).
عن محمد بن أبي عمير، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام سمعته يقول: في القائم عليه السلام ستة من موسي بن عمران .
فقلت : وما ستة موسي بن عمران؟
فقال : خفاء مولده وغيبته عن قومه .
فقلت : وكم غاب موسي بن عمران عن قومه وأهله؟
فقال : ثمان وعشرين سنة (4).
ص: 64
- البحار: روي السيد علي بن عبد الحميد في كتاب «الغيبة»بإسناده إلي سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني بالقائم عليه السلام علي ذي طوي قائمة علي رجليه حافية ، يرتقب بستة موسي عليه السلام حتي يأتي المقام فيدعو فيه(1).
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: إن في صاحب هذا الأمر ننا من الأنبياء ستة من موسي بن عمران، وستة من عيسي، وستة من يوسف وشئة من محمد صلوات الله عليهم».
فأما سنة من موسي بن عمران : فخائف يترقب.
وأما ستة من عيسي : فيقال فيه ما قيل في عيسي.
وأما ستة من يوسف : فالستر، يجعل الله بينه وبين الخلق حجابا يرونه ولا يعرفونه .
مولد القائم وغيبته وابطاؤه عليه السلام
وأما سنة من محمد صلي الله عليه وآله: فيهتدي بهداه ويسير بسيرته(2) .
عن سدير الصيرفي قال : دخلت أنا والمفضل بن عمر وأبو بصير وأبان بن تغلب علي مولانا أبي عبد الله الصادق عليه السلامفرأيناه جالسة علي التراب وعليه مسح خيبر(3)مطوق بلا جيب مقصر الكمين وهو يبكي بكاء الواله الثكلي(4)، ذات
ص: 65
الإمام المهدي وعلامات ظهوره عند الإمام الصادق غليز الكبد الحي، قد نال الحزن من وجنتيه وشاع التغيير في عارضيه وأبلي الدموع محجريه(1)، وهو يقول:
سيدي غيبتك نفت رقادي وضيقت علي مهادي وأبتزت مني راحة فؤادي، سيدي غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد، فما أحس بدمعة ترقي من عيني، وأنين يفتر من صدري عن دوارج الرزايا (2)وسوالف البلايا إلا مثل بعيني عن غوابر(3)أعظمها وأفظعها وبواقي أشدها وأنكرها ونوائب مخلوطة بغضبك، ونوازل معجونة بسخطك.
قال سدير : فاستطارت عقولنا ولها وتصدعت قلوبنا جزعة من ذلك الخطب الهائل والحادث الغائل(4)، وظننا أنه سمت (5)لمكروهة قارعة أو حلت به من الدهر بائقة فقلنا : لا أبكي الله - يا بن خير الوري - عينيك، من أية حادثة تستنزف (6)دمعتك، وتستمطر عبرتك، وأية حالة حتمت عليك هذا المأتم.
قال : فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه ، واشتد عنها خوفه ، وقال : ويلكم [إتي] نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم وهو الكتاب المشتمل علي علم المنايا والبلايا والرزايا وعلم ما كان وما يكون إلي يوم القيامة الذي خص الله [تقدس أسمه] به محمدا ع والأئمة من بعده وتأملت منه مولد قائمنا وغيبته وإبطاءه وطول عمره وبلوي المؤمنين [به من بعده ](7) في ذلك الزمان وتولدالشكوك في قلوبهم من طول غيبته ، وارتداد أكثرهم عن دينهم، وخلعهم ربقة الإسلام من أعناقهم، التي قال الله «تقدس ذكره»:«وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ »(8) يعني الولاية، فأخذتني الرقة، واستولت علي الأحزان.
ص: 66
فقلنا : يا بن رسول الله منا وفلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك؟
قال : إن الله تبارك وتعالي »أدار القائم متا ثلاثة أدارها في ثلاثة من الرسل عليهم السلام : قدر مولده تقدير مولد موسي عليه السلام وقدر غيبته تقدير غيبة عيسي عليه السلام ، وقدر إبطاءه تقدير إبطاء نوح عليه السلام وجعل له من بعد ذلك عمر العبد الصالح أعني الخضرعليه السلام دليلا علي عمره.
فقلنا له: إكشف لنا يا بن رسول الله عن وجوه هذه المعاني.
قال عليه السلام : أما مولد موسي عليه السلام فإن فرعون لما وقف علي أن زوال ملكه
علي يده أمر بإحضار الكهنة، فدلوه علي نسبه وأنه يكون من بني إسرائيل ولم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل حتي قتل فيطلبه نيفا وعشرين ألف مولود وتعذر عليه الوصول إلي قتل موسي عليه السلام بحفظ الله «تبارك وتعالي»إياه.
وكذلك بنو أمية وبنو العباس لما وقفوا علي أن زوال ملكهم وملك الأمراء والجبابرة منهم علي يد القائم منا، ناصبونا العداوة، ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول صلي الله عليه وآله إبادة نسله طمعا منهم في الوصول إلي قتل القائم عليه السلام ويأبي الله عزوجل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون.
وأما غيبة عيسي عليه السلام : فان اليهود والنصاري اتفقت علي أنه قتل فكذبهم الله جل ذكره»بقوله :«وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ ۚ »(1) كذلك غيبة القائم عليه السلام فان الأمة ستنكرها لطولها فمن قائل يهذي(2)بأنه لم يولد وقائل يقول: [إنه ولد ومات وقائل يكفر بقوله] إن حادي عشرنا كان عقيمة وقائل يمرق بقوله إنه يتعدي إلي ثالث عشر وصاعدة وقائل يعصي الله عزوجل بقوله : إن روح القائم عليه السلام ينطق فيه هيكل غيره .
وأما إبطاء نوح عليه السلام: فأنه لما استنزلت العقوبة علي قومه من السماء بعث الله عزوجل جبرئيل الروح الأمين بسبع نويات فقال : يا نبي الله إن الله تبارك وتعالي»يقول لك: إن هؤلاء خلائقي وعبادي ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد
ص: 67
الإمام المهدي وعلامات ظهوره عند الإمام الصادق علي تأكيد الدعوة وإلزامالحجة، فعاود اجتهادك في الدعوة لقومك فأتي مثيبك عليه واغرس هذه النوي فأن لك في نباتها وبلوغها وإدراكها إذا أثمرت الفرج والخلاص فبشر بذلك من تبعك من المؤمنين.
فلما نبتت الأشجار وتأثررت وتسوقت وتغصت وأثمرت وزها التمر عليها بعد زمان طويل استنجز من الله سبحانه وتعالي»العدة فأمره الله تبارك وتعالي»أن يغرس من نوي تلك الأشجار ويعاود الصبر والاجتهاد، ويؤكد الحجة علي قومه، فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به فارتد منهم ثلاث مائة رجل وقالوا: لو كان ما يدعيه نوح حقا لما وقع في وعد ربه خلف.
ثم إن الله تبارك وتعالي»لم يزل يأمره عند كل مرة بأن يغرسها مرة بعد أخري إلي أن غرسها سبع مرات فما زالت تلك الطوائف من المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة إلي أن عاد إلي نيف وسبعين رجلا فأوحي الله تبارك وتعالي»عند ذلك إليه وقال : يا نوح الآن أسفر الصبح عن الليل لعينك حين صرح الحق عن محضه وصفا الأمر والإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة .
فلو أني أهلكت الكفار وأبقيت من قد أرتد من الطوائف التي كانت آمنت بك لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك، واعتصموا بحبل نبؤتك بأن أستخلفهم في الأرض وأمكن لهم دينهم وأبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم.
وكيف يكون الاستخلاف والتمكين وبدل الخوف بالأمن مني لهم مع ما كنت أعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا وخبث طينتهم، وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق وسنوح الضلالة(1)، فلو أنهم تستموا مني الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته ولاستحكمت سرائر نفاقهم وتأبدت حبال ضلالة قلوبهم ولكاشفوا إخوانهم بالعداوة وحاربوهم علي طلب الرئاسة والتفرد بالأمر والنهي، وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الأمر في المؤمنين مع إثارة الفتن وإيقاع الحروب كلا«وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا »(2).
ص: 68
قال الصادق عليه السلام : وكذلك القائم عليه السلام فأنه تمت أيام غيبته ليصح الحق عن محضه، ويصفو الإيمان من الكدر بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشي عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين والأمن المنتشر في عهد القائم عليه السلام.
قال المفضل: فقلت : يا بن رسول الله فإن هذه النواصب تزعم أن هذه الآية(1) نزلت في أبي بكر وعمر وعثمان وعلي عليه السلام .
فقال : لا يهدي الله قلوب الناصبة، متي كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكنة بانتشار الأمن في الأمة وذهاب الخوف من قلوبها، وارتفاع الشك من صدورها في عهد واحد من هؤلاء وفي عهد علي عليه السلام مع ارتداد المسلمين والفتن التي كانت تثور في أيامهم والحروب التي كانت تنشب بين الكفار وبينهم؟ !!
ثم تلا الصادق عليه السلام :«حَتَّي إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا »(2).
وأما العبد الصالح - أعني الخضرعليه السلام : فأن الله تبارك وتعالي» ما طول عمره لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينله عليه، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء، ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له، بلي إن الله «تبارك وتعالي»لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم عليه السلام في أيام غيبته ما يقدر وعلم ما يكون من إنكار عباده بمقدار ذلك العمر في الطول، طول عمر العبد الصالح في غير سبب يوجب ذلك إلا لعلة الاستدلال به علي عمر القائم عليه السلام ، وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس علي الله حجة(3).
ص: 69
عن إسحاق بن محمد، عن القاسم بن الربيع، عن علي بن الخطاب، عن مؤن مسجد الأحمر قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام هل في كتاب الله متل للقائم عليه السلام ؟
فقال : نعم، آية صاحب الحمار أماته الله مائة عام ثم بعثه(1).
عن حنان بن سدير، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال : إن اللقائم عليه السلام ما غيبة يطول أمدها.
فقلت له : ولم ذاك يا بن رسول الله؟
قال : إن الله عزوجل أبي إلا أن يجري فيه سنن الأنبياء عليهم السلام في غيباتهم وأنه لابد له يا سدير من استيفاء مدد غيباتهم، قال الله عزوجل :«لَتَركَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ»(2) أي سننا علي سنن من كان قبلكم (3).
عن عبد الله بن الفضل الهاشمي قال: سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول : إن لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل.
فقلت له : ولم جعلت فداك؟
قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم.
ص: 70
قلت : فما وجه الحكمة في غيبته؟
قال : وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالي ذكره»إن وجه الحكمة في ذلك لا ينكشف إلا بعد ظهوره كما لا ينكشف (1)وجه الحكمة لما أتاه (2)الخضرعليه السلام من خرق السفينة، وقتل الغلام، وإقامة الجدار لموسي عليه السلام إلآ وقت (3) افتراقهما.
يا بن الفضل: إن هذا الأمر أمر من أمر الله، وسر من سر الله ، وغيب من غيب الله ، ومتي علمنا أنه لا حكيم، صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة، وإن كان وجهها غير منكشف النا] (4).
ص: 71
عن فضالة بن أيوب، عن سدير الصيرفي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف عليه السلام، قال : قلت له : كأنك تذكر حياته أو غيبته؟
قال : فقال لي: وما ينكر من ذلك، هذه الأمة أشباه الخنازير، إن إخوة يوسف عليه السلام كانوا أسباطة أولاد الأنبياء تاجروا يوسف وبايعوه وخاطبوه وهم إخوته وهو أخوهم، فلم يعرفوه حتي قال : أنا يوسف وهذا أخي، فما تنكر هذه الأمة الملعونة أن يفعل الله عزوجل بحجته في وقت من الأوقات، كما فعل بيوسف؟! إن يوسف عليه السلام كان إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما ، فلو أراد أن يعلمه القدر علي ذلك، لقد سار يعقوب عليه السلام وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلي مصر، فما تنكر هذه الأمة أن يفعل الله جل وعز»بحجته كما فعل بيوسف، أن يمشي في أسواقهم ويطأ بسطهم حتييأذن الله في ذلك له، كما أذن اليوسف قالوا : إنك لأنت يوسف؟ قال : أنا يوسف(1).
عن عبد الرحمن بن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن في القائم بها من يوسف عليه السلام.
قلت : كأنك تذكر خبره أو غيبته؟
فقال لي : ما تنكر من ذلك هذه الأمة أشباه الخنازير إن إخوة يوسف كانوا
ص: 72
أسباطا أولاد أنبياء تاجروا يوسف وبايعوه [وخاطبوها وهم إخوته وهو أخوهم، فلم يعرفوه حتي قال لهم (يوسف عليه السلام ] : أنا يوسف. فما تنكر هذه الأمة [الملعونة ] أن يكون الله عزوجل في وقت من الأوقات يريد أن يستر حجته؟! لقد كان يوسف عليه السلام إليه ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما فلو أراد الله لك أن يعرف مكانه لقدر علي ذلك، والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة أيام من بدوهم إلي مصر، فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله عزوجل يفعل بحجته مافعل بيوسف أن يكون يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتي يأذن الله عزوجل أن يعرفهم بنفسه كما أذن ليوسف حتي قال لهم :«قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ (89) قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي ۖ »(1).
كأنك تخبرنا بغيبة أو حيرة
عن عبد الرحمن ابن أبي نجران، عن فضالة بن أيوب، عن سدير الصيرفي قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول: إن في صاحب هذا الأمر لشبهة من يوسف.
فقلت : فكأنك تخبرنا بغيبة أو حيرة؟
فقال : ما ينكر هذا الخلق الملعون أشباه الخنازير من ذلك؟!!
إن إخوة يوسف كانوا عقلاء ألاء أسباطة أولاد أنبياء دخلوا عليه فكلموه وخاطبوه وتاجروه وراودوه(2) وكان إخوته وهو أخوهم، لم يعرفوه حتي عرفهم نفسه، وقال لهم : أنا يوسف فعرفوه حينئذ فما تنكر هذه الأمة المتحيرة أن يكون الله «جل وعز»يريد في وقت من الأوقات أن يستر حجته عنهم، لقد كان يوسف إليه ملك مصر، وكان بينه وبين أبيه مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو أراد أن يعلمه بمكانه لقدر علي ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة تسعة أيام من بدوهم إلي مصر .
ص: 73
فما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف؟! وأن يكون صاحبكم المظلوم المجحود حقه صاحب هذا الأمر يتردد بينهم، ويمشي في أسواقهم ويطأ فرشهم، ولا يعرفونه حتي يأذن الله له أن يعرفهم نفسه، كما أذن اليوسف حين قال له إخوته :«أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ »(1).
ص: 74
عن محمد بن إسماعيل ابن بزيع، عن حيان السراج، عن السيد بن محمد الحميري - في حديث طويل - يقول فيه: قلت للصادق جعفر بن محمد عليه السلام : يا بن رسول الله قد روي لنا أخبار عن آبائك عليه السلام في الغيبة وصحة كونها فأخبرني بمن تقع؟
فقال عليه السلام: أن الغيبة ستقع بالسادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة الهداة بعد رسول الله صلي الله عليه وآله: أولهم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلاموآخرهم القائم بالحق بقية الله في الأرض وصاحب الزمان [وخليفة الرحمن](1)والله لو بقي في غيبته ما بقي نوح في قومه لم يخرج من الدنيا حتي يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورة وظلما (2).
يقول الجاهل: لو كان هذا من ذرية محمد صلي الله عليه وآله لرحم
عن علي بن الفضل، عن أحمد بن عثمان، عن أحمد بن رزق، عن يحيي بن العلاء الرازي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ينتج الله تعالي في هذه الأمة رجلا متي وأنا منه، يسوق الله تعالي به بركات السماوات والأرض فينزل السماء قطرها ويخرج الأرض بذرها وتأمن وحوشها وسباعها ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلم وجورة ويقل حتي يقول الجاهل: لو كان هذا من ذرية محمد صلي الله عليه وآله لرحم(1).
عن الكاهلي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : تواصلوا وتباژوا وتراحموافوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليأتي عليكم وقت لا يجد أحدكم لديناره ودرهمه موضع - يعني لا يجد عند ظهور القائم عليه السلام موضعا يصرفه فيه لاستغناء الناس جميعا بفضل الله وفضل وليه - .
فقلت: وأتي يكون ذلك؟
فقال : عند فقدكم إمامكم فلا تزالون كذلك حتي يطلع عليكم كما تطلع الشمس آيس ما تكونون فإياكم والشك والارتياب، وأنفوا عن أنفسكم الشكوك وقد حذرتكم فاحذروا أسأل الله توفيقكم وإرشادكم؟(2).
عن زائدة بن قدامة ، عن بعض رجاله، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن القائم إذا قام يقول الناس : أتي ذلك وقد بليت عظامه(3).
ص: 76
وعن حماد بن عبد الكريم الجلاب قال : ذكر القائم عند أبي عبد الله عليه السلام فقال : أما إنه لو قد قام لقال الناس : أتي يكون هذا وقد بليت عظامه مذ كذا وكذا؟ !(1).
وعن حماد بن عبد الكريم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن القائم إذا قام قال الناس : أتي يكون هذا وقد بليت عظامه منذ دهر طويل؟!(2)
عن فضيل [الصائغ ]عن محمد بن مسلم الثقفي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إذا فقد الناس الإمام مكثوا سنينا(3) لا يدرون أيا من أي، ثم يظهر الله وال لهم صاحبهم (4).
عن موسي بن سلام، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر [البزنطي]، عن عبد الرحمن، عن الخشاب، عن أبي عبد الله عليه السلام، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء كلما غاب نجم طلع نجم حتي إذا نجم منها طلع فرمقتموه بالأعين وأشرتم إليه بالأصابع أتاه ملك الموت فذهب به ثم لبثتم فيذلك سبت من دهركم واستوت بنو عبد المطلب ولم يدر أي من أي فعند ذلك يبدو نجمكم فاحمدوا الله واقبلوه(5).
ص: 77
عن أحمد بن الحارث، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: إن لصاحب هذا الأمر غيبة يقول فيها :«فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْمًا وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ(1).
ص: 78
عن ابن بكير ، عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن للقائم غيبة قبل أن يقوم، إنه يخاف - وأومأ بيده إلي بطنه - يعني القتل(1).
وعن عبد الله بن جبلة ، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن للقائم عليه السلام غيبة قبل أن يقوم.
قلت : ولم؟
قال : إنه يخاف - وأومأ بيده إلي بطنه –يعني القتل (2).
عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين قال : قال أبو عبد الله قال : لابد للغلام من غيبة.
قلت : ولم؟
قال : يخاف - وأومأ بيده إلي بطنه –وهو المنتظر وهو الذي يشك الناس فيولادته ، فمنهم من يقول : حمل، ومنهم من يقول : مات أبوه ولم يخلف، ومنهم من يقول: ولد قبل موت أبيه بسنتين.
قال زرارة : فقلت: وما تأمرني لو أدركت ذلك الزمان؟
قال : أدع الله بهذا الدعاء: «اللهم عرفني نفسك، فأنك إن لم تعرفني نفسك، لم أعرفك، اللهم عرفني نبيك فأنك إن لم تعرفني نبيك لم أعرفه قط ، اللهم عرفني حجتك فأنك إن لم تعرفني څجتك ضللت عن ديني»قال أحمد بن الهلال : سمعت هذا الحديث منذ ست وخمسين سنة(3).
ص: 79
وعن عبد الله بن موسي، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن للغلام غيبة قبل أن يقوم.
قال : قلت : ولم؟
قال : يخاف - وأومأ بيده إلي بطنه - ثم قال : يا زرارة وهو المنتظر وهو الذي يشك في ولادته ، منهم من يقول : مات أبوه بلا خلف، ومنهم من يقول : حمل(1) ومنهم من يقول : إنه ولد قبل موت أبيه بسنتين وهو المنتظر، غير أن الله لا يحب أن يمتحن الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة .
[قال : قلت: جعلت فداك إن أدركت ذلك الزمان أي شيء أعمل؟
قال : يا زرارة] إذا أدركت هذا الزمان فادع بهذا الدعاء: «اللهم عرفني نفسك فأنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك، فأنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك، فأنك إن لم تعرفني جتك ضلل عن ديني»، ثم قال : يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة .
قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟
قال : لا ولكن يقتله جيش آل بني فلان يجيء حتي يدخل المدينة، فيأخذ الغلام فيقتله، فإذا قتله بغية وعدوانا وظلمة لا يمهلون، فعند ذلك توقع الفرج إن شاء الله(2).
للقائم غيبة قبل أن يقوم
عن يحيي بن يعلي، عن زرارة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أن للقائم عليه السلام غيبة قبل أن يقوم.
فقلت : ولم؟
قال : يخاف - وأومأ بيده إلي بطنه - ثم قال : يا زرارة وهو المنتظر وهو الذي
ص: 80
يشك في ولادته، فمنهم من يقول : مات أبوه بلا خلف، ومنهم من يقول : حمل، ومنهم من يقول : غائب، ومنهم من يقول : ولد قبل وفاة أبيه بسنين وهو المنتظر غير أن الله يحب أن يمتحن قلوب الشيعة فعند ذلك يرتاب المبطلون يا زرارة.
قال زرارة : قلت : جعلت فداك أن أدركت ذلك الزمان أي شيء أعمل؟
قال : يا زرارة متي أدركت ذلك الزمان فادع بهذا الدعاء: «اللهم عرفني نفسك فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني».
ثم قال : يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة .
قلت : جعلت فداك أوليس الذي يقتله جيش السفياني؟
قال : لا ولكن يقتله جيش بني فلان يخرج حتي يدخل المدينة، ولا يدري الناس في أي شيء دخل، فيأخذ الغلام فيقتله فإذا قتله بغية وعدوانا وظلمة لم يمهلهم الله فعند ذلك يتوقع الفرج(1).
عن عثمان بن عيسي الكلابي، عن خالد بن نجيح، عن زرارة ابن أعين قال :سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن للقائم غيبة قبل أن يقوم.
قلت له : ولم؟
قال : يخاف - وأومأ بيده إلي بطنه - .
ثم قال : يا زرارة، وهو المنتظر، وهو الذي يشك الناس في ولادته [منهم من يقول مات أبوه ولم يخلف و ](2)منهم من يقول: هو حمل، ومنهم من يقول : هو غائب، ومنهم من يقول : ما ولد ومنهم من يقول : ولد قبل وفاة أبيه بسنتين [وهو
ص: 81
المنتظر](1)غير أن الله تبارك وتعالي»يحب أن يمتحن الشيعة، فعند ذلك يرتاب المبطلون.
قال زرارة : فقلت: جعلت فداك، فان أدركت ذلك الزمان فأي شيء أعمل؟
قال : يا زرارة إن أدركت ذلك الزمان فأدم هذا الدعاء:
«اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني».
ثم قال: يا زرارة لابد من قتل غلام بالمدينة .
قلت: جعلت فداك أليس يقتله جيش السفياني؟
قال: لا، ولكن يقتله جيش بني فلان يخرج حتي يدخل المدينة، فلا يدري الناس في أي شيء دخل فيأخذ الغلام فيقتله ، فإذا قتله بغية وعدوانا وظلمة لم يمهلهم الله يا ، فعند ذلك فتوقعوا الفرج (2).
عن خالد بن نجيح، عن زرارة بن أعين قال: سمعت الصادق جعفربن محمد عليه السلام يقول : إن للغلام غيبة قبل أن يقوم.
قلت : ولم ذلك جعلت فداك؟
فقال : يخاف - وأشار بيده إلي بطنه وعنقه - ثم قال عليه السلام: وهو المنتظر الذي يشك الناس في ولادته فمنهم من يقول : إذا مات أبوه مات ولا عقب له، ومنهم من يقول : قد ولد قبل وفاة أبيه بسنتين لأن الله عزوجل
لا يحب (3) أن يمتحن خلقه فعند ذلك يرتاب المبطلون(4).
ص: 82
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان وغيره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله: لابد للغلام من غيبة .
فقيل له : ولم يا رسول الله ؟
قال : يخاف القتل (1).
وعن عثمان بن عيسي الرواسي، عن خالد بن نجيح الجواز، عن زرارة قال :
قال أبو عبد الله عليه السلام : يا زرارة لابد للقائم عليه السلام من غيبة .
قلت : ولم؟
قال : يخاف علي نفسه - وأومأ بيده إلي بطنه(2).
عن الحسن بن محبوب، عن يعقوب السراج وعلي بن رئاب، عن أبي عبد الله عليه السلام: أن أمير المؤمنين عليه السلام لما بويع بعد مقتل عثمان صعد المنبر وخطب بخطبة - ذكرها - يقول فيها : ألا إن بليتكم قد عادت كهيئتها يوم بعث الله نبيه صلي الله عليه وآله.
والذي بعثه بالحق لتبلبلت بلبلة ولتغربلت غربلة، حتي يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبق سباقون، كانوا قصروا، وليقصر سباقون كانوا سبقوا، والله ما كتمت وسمة ولا كذبت كذبة ولقد ثبتت بهذا المقام وهذا اليوم(1).
والله لتغربلن كما يغربل الزؤان من القمح
عن أيوب بن نوح، عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسلي قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام: والله لتكسر كسر الرجاج، وإن الجاج يعاد فيعود كما كان.
والله لتكسركسر الفخاروإن الفخار لا يعود كما كان. والله لثمن، واللهلتمحصن والله لتغربل كما يغربل الوان (2)من القمح (3) .
ص: 84
عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : مع القائم عليه السلام من العرب شيء يسير.
فقيل له : إن من يصف هذا الأمر منهم لكثير؟
قال : لابد للناس من أن يمحصوا (1)ويميزوا ويغربلوا، وسيخرج من الغربال خلق كثير (2).
عن القاسم بن إسماعيل الأنباري، عن الحسين بن علي ،عن أبي المغرا، عن ابن أبي يعفور قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : ويل لطغاة العرب، من أمر قد أقترب.
قلت : جعلت فداك كم مع القائم من العرب؟
قال : نفر يسير .
قلت : والله إن من يصف هذا الأمر منهم الكثير .
قال : لابد للناس من أن يمصوا ويميزوا ويغربلوا ويستخرج في الغربال خلق كثير(3).
عن جعفر بن محمد الصيقل، عن أبيه، عن منصور قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا منصور إن هذا الأمر لا يأتيكم إلا بعد إياس ولا والله حتي تميزوا ، ولا والله حتي تمځصوا، ولا والله حتي يشقي من يشقي ويسعد من يسعد(4).
ص: 85
عن محمد بن منصور الصيقل، عن أبيه قال : كنت أنا والحارث بن المغيرة وجماعة من أصحابنا جلوسا وأبو عبد الله عليه السلام يسمع كلامنا ، فقال لنا: في أي شيء أنتم؟ هيهات، هيهات! لا والله لا يكون ما تمون إليه أعينكم حتي تغربلوا .
لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتي تمحصوا .
لا والله لا يكون ما تمون إليه أعينكم حتي تميزوا .
لا والله ما يكون ما تمون إليه أعينكم إلا بعد إياس .
لا والله لا يكون ما تمدون إليه أعينكم حتي يشقي من يشقي ويسعد (1).
عن عبد الرحمن بن سبابة ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : كيف أنتم إذا بقيتم بلا إمام هدي، ولا علم، يتبرأ بعضكم من بعض، فعند ذلك تميزون ومخصون وغربلون، وعند ذلك اختلاف السيفين وأمارة من أول النهار، وقتل وخلع من آخر النهار(2).
عن محمد بن المساور، عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إياكم والتنويه (3)أما والله ليغيبت إمامكم سنينة من دهر كم ولتمحص
حتي يقال : مات، قتل، هلك، بأي واد سلك؟ ولتدمعت عليه عيون المؤمنين ولتكفأين كما تكفأ الفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب في قلبه الإيمان
ص: 86
وأيده بروح منه ، ولترفع أثنتا عشرة راية مشتبهة، لا يدري أي من أي، قال : فبكيت ثم قلت : فكيف نصنع؟
قال : فنظر إلي شمس داخلة في الصقة ، فقال : يا أبا عبد الله تري هذه الشمس؟
قلت: نعم.
فقال: والله لأمرنا أبين من هذه الشمس(1).
عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن محمد بن عصام، قال: حدثني المفضل بن عمر قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام في مجلسه ومعي غيري فقال لنا: إياكم والتنويه يعني باسم القائم عليه السلام وكنت أراه يريد غيري فقال لي : يا أبا عبد الله إياكم والتنويه والله ليغيب سبتا (2) من الدهر وليحملن (3)حتي يقال : مات هلك بأي واد سلك ولتفيض عليه أعين المؤمنين وليكفأن(4)كتكفؤ السفينة في أمواج البحر حتي لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب الإيمان في قلبه وأيده بروح منه ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي.
قال المفضل : فبكيت .
فقال لي : ما يبكيك؟
قلت : جعلت فداك كيف لا أبكي وأنت تقول ترفع اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يعرف أي من أي.
قال : فنظر إلي كوة في البيت التي تطلع فيها الشمس في مجلسه فقال عليه السلام: أهذه الشمس مضيئة؟
ص: 87
قلت: نعم.
قال : والله لأمرنا أضوأ منها(1).
عن إبراهيم ابن خلف بن عباد الأنماطي، عن مفضل بن عمر قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده في البيت أناس، فظننت أنه إنما أراد بذلك غيري، فقال : أما والله ليغيب عنكم صاحب هذا الأمر وليخمل هذا حتي يقال : مات، هلك، في أي واد سلك؟ ولتكفأن كما تكفأ السفينة في أمواج البحر، لا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وكتب الإيمان في قلبه وأيده بروح منه، ولتر فعن اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدري أي من أي.
قال : فبكيت.
فقال : ما يبكيك يا أبا عبد الله؟
فقلت : جعلت فداك كيف لا أبكي وأنت تقول : اثنتا عشرة راية مشتبهة لا يدريأي من أي !؟
قال : و في مجلسه كوة(2)تدخل فيها الشمس. فقال : أبينة هذه؟
فقلت : نعم.
قال : أمرنا أبين من هذه الشمس(3).
ص: 88
عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر علي يقول : يا ثابت إن الله تبارك وتعالي»قد كان وقت هذا الأمر في السبعين، فلما أن قتل الحسين «صلوات الله عليه»اشتد غضب الله تعالي علي أهل الأرض، فأخره إلي أربعين ومائة ، فحدثناكم فأذعتم الحديث فكشفتم قناع الستر ولم يجعل الله له بعد ذلك وقتا عندنا ، ويمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب.
قال أبو حمزة : فحدثت بذلك أبا عبد الله عليه السلام فقال: قد كان كذلك (1).
عن عبد الرحمان بن كثير قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه مهزم،فقال له : جعلت فداك أخبرني عن هذا الأمر الذي نتظره متي هو؟
فقال : يا مهزم كذب الوقاتون وهلك المستعجلون ونجا المسلمون (2).
عن الحسين بن يزيد الصحاف، عن منذر الجواز ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال كذب الموقتون، ما وقتنا فيما مضي، ولا نوقت فيما يستقبل (3).
ص: 89
غيبة الطوسي: بهذا الإسناد، عن عبد الرحمن بن كثير قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ دخل عليه مهزم الأسدي فقال : أخبرني - جعلت فداك - متي هذا الأمر الذي تنتظرونه فقد طال؟
فقال : يا مهزم كذب الوقاتون، وهلك المستعجلون ونجا المسلمون وإلينا يصيرون(1).
عن القاسم بن محمد، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سألته عن القائم عليه السلام ؟
فقال : كذب الوقاتون، إنا أهل بيت لا نوقت (2).
عن القاسم بن إسماعيل الأنباري، عن الحسن بن علي، عن إبراهيم بن مهزم، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ذكرنا عنده ملوك آل فلان(3).
فقال : إنما هلك الناس من استعجالهم لهذا الأمر، إن الله لا يعجل العجلة العباد، إن لهذا الأمر غاية ينتهي إليها ، فلو قد بلغوها لم يستقدموا ساعة ولم يستأخروا(4).
ص: 90
عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له : ما لا لهذا الأمر أمد ينتهي إليه ويريح أبداننا؟
قال : بلي ولكنكم أذعتم فأخره الله(1).
عن عبد الله بن بكير ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام محمد من أخبرك عنا توقيت فلا تهابت أن تكبه فانا لا نوقت لأحد وقتا (2).
عن محمد بن أحمد القلانسي، عن محمد بن علي، عن أبي جميلة ، عن أبي بكر الحضرمي قال : سمعت أبا عبد الله علي يقول: إنا لا نوقت هذا الأمر(3).
عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قد كان لهذا الأمر وقت(4) وكان في سنة أربعين ومائة فحدثتم به وأذعتموه فأخره الله عزوجل(5).
عن الحسن بن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام :يا إسحاق إن هذا الأمر قد أخر مرتين(6).
ص: 91
عن محمد بن سنان، عن أبي يحيي التمتام السلمي، عن عثمان النوا قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كان هذا الأمر في، فأخره الله ويفعل بعد في ذريتي ما يشاء(1).
تفسير العياشي: عن هشام بن سالم، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله : «أَتَي أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ »(2).
قال : إذا أخبر الله النبي صلي الله عليه وآله بشيء إلي وقت فهو قوله : «أَتَي أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ »وأن أمر الله فلا تعجلوه كه حتي يأتي ذلك الوقت، وقال : إن الله إذا أخبر أن شيئا كائن فكأنه قد
كان (3).
ص: 92
الكافي : علي بن محمد رفعه، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك متي الفرج؟
فقال : يا أبا بصير وأنت ممن يريد الدنيا؟، من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه الانتظاره(1).
عن السكوني، عن أبي عبد الله ، عن آبائه، عن أمير المؤمنين «صلوات الله عليهم»قال : أفضل عبادة المؤمن انتظار فرج الله(2).
عيون أخبار الرضا عليه السلام : بالأسانيد الثلاثة (3)، عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله: أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله
عزوجل (4).
قرب الإسناد : محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال: أخبرنا أحمد بن محمد
ص: 93
بن أبي نصر، قال : قلت له [للرضا عليه السلام ] : جعلت فداك إن أصحابنا رووا عن شهاب، عن جدك عليه السلام أنه قال : أبي الله تبارك وتعالي أن يملك أحدة ما ملك رسول الله صلي الله عليه وآله: ثلاثا وعشرين سنة ، قال : إن كان أبو عبد الله عليه السلام قال جاء كما قال .
فقلت له : جعلت فداك فأي شيء تقول أنت؟
فقال : ما أحسن الصبر وانتظار الفرج، أما سمعت قول العبد الصالح «وَارْتَقِبُوا إِنِّي مَعَكُمْ رَقِيبٌ »(1)«فَانتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ »(2)فعليكم بالصبر فاته إنما يجيء الفرج علي اليأس وقد كان الذين من قبلكم أصبر منكم(3).
عن محمد بن منصور الصيقل، عن أبي منصور قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إذا أصبحت وأمسيت يوما لا تري فيه إماما من آل محمد فأحبب من كنت تحب وأبغض من كنت تبغض، ووال من كنت توالي وانتظر الفرج صباحا ومساء(4).
عن الحسن بن علي بن فضال، عن مروان بن مسلم، عن أبي بصير قال : قال الصادق جعفر ابن محمد عليه السلام: طوبي لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا، فلم يزغ قلبه بعد الهداية .
فقلت له : جعلت فداك، وما طوبي؟
قال : شجرة في الجنة أصلها في دار علي بن أبي طالب عليه السلام، وليس [من]
ص: 94
مؤمن إلآ وفي داره غصن من أغصانها، وذلك قول الله عزوجل :«طُوبَي لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ »(1).
وعن محمد بن خالد، عن محمد بن سنان قال : قال المفضل بن عمر : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليه السلام يقول : من مات منتظرة لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلي الله عليه وآله بالسيف(2).
المحاسن: البرقي، عن السندي، عن جده قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام تقول فيمن مات علي هذا الأمر منتظرة له؟
قال : هو بمنزلة من كان مع القائم عليه السلام في فسطاطه .
ثم سكت هنيئة ثم قال : هو كمن كان مع رسول الله صلي الله عليه وآله (3).
عن ابن محبوب، عن عمرو بن أبي المقدام، عن مالك بن أعين الجهتي قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إن الميت منكم علي هذا الأمر، بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله (4).
عن الفيض بن مختار قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر - كان - كمن هو مع القائم في فسطاطه .
ص: 95
«قال : »ثم مكث هنيئة ثم قال : لا بل كمن قارع (1)معه بسيفه .
ثم قال : لا والله إلا كمن استشهد مع رسول الله صلي الله عليه وآله(2).
تأويل الآيات الظاهرة : روي صاحب كتاب «البشارات»مرفوعة إلي الحسين ابن حمزة، عن أبيه قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك قد كبر ستي ودق عظمي واقترب أجلي وقد خفت أن يدركني قبل هذا الأمر الموث.
قال : فقال لي: يا أبا حمزة أو ما تري الشهيد إلا من قتل؟
قلت : نعم جعلت فداك .
فقال لي: يا أبا حمزة من آمن بنا وصدق حديثنا وانتظر[أمرنا] كان كمن قتل تحت راية القائم، بل - والله - تحت راية رسول الله صلي الله عليه وآله(3).
عن الحسين بن أبي العلا، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما دخل سلمان رضي الله عنه الكوفة، ونظر إليها، ذكر ما يكون من بلائها حتي ذكر ملك بني أمية والذين من بعدهم ثم قال : فإذا كان ذلك فالزموا أحلاس بيوتكم حتي يظهر الطاهر بن الطاهر المطهر ذو الغيبة، الشريد الطريد(4).
الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن حماد بن عيسي، عن حريز، عن زرارة
ص: 96
قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: اعرف إمامك، فإنك إذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر(1).
وعن صفوان بن يحيي، عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالي :«يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ »(2).
فقال : يا فضيل أعرف إمامك فإنك إذا عرفت إمامك لم يضرك، تقدم هذا الأمر أو تأخر، ومن عرف إمامه ثم مات قبل أن يقوم صاحب هذا الأمر، كان بمنزلة من كان قاعدة في عسكره، لا بل بمنزلة من قعد تحت لوائه .
قال : وقال بعض أصحابه (3): بمنزلة من استشهد مع رسول الله صلي الله عليه وآله(4).
عن الحسين ابن سعيد، عن فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أعرف العلامة (5)، فإذا عرفته لم يضرك تقدم هذا الأمر أو تأخر، إن الله عزوجل يقول: «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ۖ »يوم ندعوا كل أناس يإمهمه فمن عرف إمامه كان كمن كان في فسطاط المنتظر(6).
عن إسماعيل بن محمد الخزاعي قال: سأل أبو بصير أبا عبد الله عليه السلام وأنا أسمع، فقال : تراني أدرك القائم عليه السلام ؟
فقال : يا أبا بصير ألست تعرف إمامك؟
ص: 97
فقال : إي والله وأنت هو - وتناول يده - فقال : والله ما تبالي يا أبا بصير ألا تكون محتبيا(1)بسيفك في ظل رواق القائم «صلوات الله عليه»(2).
عن موسي التميري، عن علاء بن سبابة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: من ماتمنكم علي هذا الأمر منتظرة له كان كمن كان في فسطاط القائم عليه السلام(3).
وعن عبد الله بن عجلان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : من عرف بهذا الأمر ثم.
مات قبل أن يقوم القائم عليه السلام كان له أجر مثل من قتل معه(4).
عن رفاعة بن موسي، ومعاوية بن وهب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله : طوبي لمن أدرك قائم أهل بيتي وهو مقتد به قبل قيامه ، يتولي وليه ، ويتبرأ من عدوه، ويتولي الأئمة الهادية من قبله، أولئك رفقائي وذوو ؤدي ومودتي، وأكرم أمتي علي.
قال رفاعة : وأكرم خلق الله علي(5).
عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
ص: 98
قال رسول الله صلي الله عليه وآله : سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم.
قالوا: يا رسول الله نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين، ونزل فينا القرآن؟!
فقال : إنكم لو تحملوا لما حملوا لم تصبروا صبرهم(1).
غيبة الطوسي: الفضل، عن ابن أبي نجران ، عن محمد ابن سنان، عن خالد العاقولي في حديث له، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : فما تمون أعينكم؟ فما تستعجلون؟ ألستم آمنين؟ أليس الرجل منكم يخرج من بيته فيقضي حوائجه ثم يرجع لم يختطف؟ إن كان من قبلكم علي ما أنتم عليه ليؤخذ الرجل منهم فتقطع يداه ورجلاه ويصلب علي جذوع النخل وينشر بالمنشار ثم لا يعدو ذنب نفسه (2) ثم تلا هذه الآية :«أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم ۖ مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّي يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَي نَصْرُ اللَّهِ ۗ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ »(3)(4).
عن الحسن بن علي العطار، عن جعفر بن محمد، عن منصور، عمن ذكره، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت : إذا أصبحت وأمسيت لا أري إمامة أنتم به ما أصنع؟
قال : فأحب من كنت تحب وأبغض من كنت تبغض حتي يظهره الله عزوجل(5).
ص: 99
وعن الحسن بن علي بن فضال، عن جعفر بن محمد بن منصور، عن رجل واسمه عمر بن عبد العزيز، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال : إذا أصبحت وأمسيت لا تري إماما تأتم به فأحبب من كنت تحب وأبغض من كنت تبغض حتي يظهره الله عزوجل(1).
عن علي بن أسباط، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : كقوا ألسنتكم وألزموا بيوتكم فأنه لا يصيبكم أمر تخصون به أبدا، ويصيب (2) العامة، ولا تزال الزيدية وقاء لكم أبدا(3).
عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل :«أَتَي أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ »(4).
قال : هو أمرنا أمر الله عزوجل لا تستعجل به حتي يؤيده الله بثلاثة أجناد : الملائكة، والمؤمنين، والرعب، وخروجه العليه السلام كخروج رسول الله صلي الله عليه وآله ، وذلك قوله تعالي :«كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ »(5).
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال ذات يوم: ألا أخبركم بما لا يقبل الله عزوجل من العباد عملا إلا به؟
ص: 100
فقلت: بلي.
فقال : شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، والإقرار بما أمرالله والولاية لنا، والبراءة من أعدائنا، يعني الأئمة خاصة، والتسليم لهم، والورع والاجتهاد،والطمأنينة والانتظار للقائم عليه السلام ثم قال : إن لنا دولة يجيء الله بها إذا شاء.
ثم قال : من سره أن يكون من أصحاب القائم فلينتظر وليعمل بالورع ومحاسنالأخلاق، وهو منتظر، فإن مات وقام القائم بعده كان له من الأجر مثل أجر من أدركه، فجدوا وانتظروا هنيئا لكم أيتها العصابة المرحومة(1).
عن أحمد بن هلال، عن أمية بن علي، عن رجل قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أيما أفضل نحن أم أصحاب القائم عليه السلام ؟
قال : فقال لي: أنتم أفضل من أصحاب القائم، وذلك أنكم تمسون وتصبحون خائفين علي إمامكم وعلي أنفسكم من أئمة الجور، إن صليتم فصلاتكم في تقية ، وإن صمتم فصيامكم في تقية، وإن حججتم فحجكم في تقية، وإن شهدتم لم تقبل شهادتكم، وعد أشياء من نحو هذا مثل هذه .
فقلت: فما نتمتي القائم عليه السلام إذا كان علي هذا؟
قال : فقال لي: سبحان الله ما تحب أن يظهر العدل ويأمن السبل وينصف المظلوم(2).
عن عبد الله بن محمد بن عيسي، عن أبيه، عن بعض أصحابه ، عن المفضل بن عمر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : أقرب ما يكون العباد من الله جل ذكره»وأرضي
ص: 101
الإمام المهدي وعلامات ظهوره عند الإمام الصادق علي ما يكون عنهم إذا افتقدوا حجة الله جل وعز»ولم يظهر لهم ولم يعلموا مكانه وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجة الله جل ذكره»ولا ميثاقه ، فعندها فتوقعوا الفرج صباحا ومساء فان أشد ما يكون غضب الله علي أعدائه إذا أفتقدوا حجته ولم يظهرلهم وقد علم أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون ما غيب حجته عنهم طرفة عين ولا يكون ذلك إلا علي رأس شرار الناس(1).
وعن أحمد بن محمد بن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن محمد بن النعمان قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : أقرب ما يكون العبد إلي الله عزوجل وأرضي ما يكون عنه إذا افتقدوا حجة الله فلم يظهر لهم وحجب عنهم فلم يعلموا بمكانه ، وهم في ذلك يعلمون أنه لم تبطل حجج الله ولا بيناته، فعندها فليتوقعوا الفرج صباحا ومساء، وإن أشد ما يكون غضبا علي أعدائه إذا أفقدهم حجته، فلم يظهر لهم، وقد علم أن أولياءه لا يرتابون، ولو علم أنهم يرتابون لما أفقدهم حجته طرفة عين(2).
عن عثيم بن سليمان، عن معاوية بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا تمني أحدكم القائم فليتمته في عافية فإن الله بعث محمدا صلي الله عليه وآله رحمة ويبعث القائم نقمة (3) (4).
عن جعفر بن محمد بن سماعة، عن سيف التمار، عن أبي المرهف قال : أبوعبد الله عليه السلام : هلكت المحاضير(5).
ص: 102
قال: قلت: وما المحاضير؟
قال : المستعجلون - ونجا المقربون (1)، وثبت الحصن علي أوتادها (2)، كونوا أحلاس بيوتكم، فأن الغبرة علي من أثارها (3)، وإنهم لا يريدونكم بجائحة إلا أتاهم الله بشاغلي إلآ من تعرض لهم(4).
عن محمد بن كثير ، عن أبي بكر الحضرمي قال : دخلت أنا وأبان علي أبي عبد
الله عليه السلام - وذلك حين ظهرت الرايات الشود بخراسان - فقلنا : ما تري؟
فقال : أجلسوا في بيوتكم، فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا علي رجل فانهدوا (5)إلينا بالسلاح(6).
عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كل راية
ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت يعبد من دون الله عزوجل(7).
ص: 103
عن الحسن بن محمد الصيرفي، عن صالح ابن خالد، عن يمان التمار قال : كنا عند أبي عبد الله عليه السلام جلوس فقال لنا: إن لصاحب هذا الأمر غيبة، المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد ثم قال : - هكذا بيده (1)-فأيكم يمسك شوك القتاد بيده؟
ثم أطرق مليا، ثم قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة، فليتق الله عبد وليتمسك بدينه(2).
وعن صالح بن محمد، عن يمان التمار قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن الصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط لشوك القتاد بيده، [ثم أومأ أبو عبد الله عليه السلام بيده هكذا قال: فأيكم تمسك شوك القتاد بيده] .
ثم أطرق مليا ثم قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد [عند غيبته] وليتمسك بدينه (3).
وعن صالح بن محمد، عن هانئ التمار، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن لصاحب هذا الأمر غيبة المتمسك فيها بدينه كالخارط للقتاد - ثم قال هكذا بيده - ثم قال : إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه(4).
وعن صالح بن محمد، عن هانئ التمار قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام: إن لصاحب هذا الأمر غيبة فليتق الله عبد وليتمسك بدينه(5).
ص: 104
عن علي بن الحارث بن المغيرة، عن أبيه قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : يكون فترة لا يعرف المسلمون فيها إمامهم؟
فقال : يقال ذلك.
قلت : فكيف نصنع؟
قال : إذا كان ذلك فتمسكوا بالأمر الأول حتي يبين (1) لكم الآخر(2)
وعن محمد بن عيسي والحسن بن ظريف، عن الحارث بن المغيرة النصري، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : إنا نروي بأن صاحب هذا الأمر يفقد زمانا فكيف نصنع عند ذلك؟
قال : تمسكوا بالأمر الأول الذي أنتم عليه حتي يبين لكم(3).
عن حماد بن عيسي، عن عبد الله بن سنان قال: دخلت أنا وأبي علي أبي عبد الله عليه السلام فقال : كيف أنتم إذا صرتم في حال لا ترون فيها إمام هدي ولاعلما يري فلا ينجو من تلك الحيرة إلا من دعا بدعاء الغريق .
فقال أبي : هذا والله البلاء فكيف نصنع جعلت فداك حينئذ؟
قال : إذا كان ذلك - ولن تدركه - فتمسكوا بما في أيديكم حتي يتضح لكم الأمر(4) .
ص: 105
وعن الحسن بن محبوب، عن يونس بن يعقوب، عن أثبته ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : كيف أنتم إذا بقيتم دهرة من عمر كم لا تعرفون إمامكم؟
قيل له : فإذا كان ذلك فكيف نصنع؟
قال : تمسكوا بالأمر الأول حتي يستبين لكم(1).
وعن جميل بن دراج، عن زرارة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام قال : يأتي علي الناس زمان يغيب عنهم إمامهم.
فقلت له : ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟
قال : يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتي يتبين لهم(2).
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لابد الصاحب هذا الأمر من غيبة، ولابد له في غيبته من عزلة، ونعم المنزل طيبة، وما
بثلاثين من وحشة(3).
ص: 106
عن علي بن الحسن، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : كيف أنت إذا وقعت البطشة بين المسجدين، فيارژ العلم كما تأرژ الحية في جحرها واختلفت الشيعة وسمي بعضهم بعضا كذابين وتفل بعضهم في وجوه بعض؟
قلت: جعلت فداك ما عند ذلك من خير؟!
فقال لي : الخير كله عند ذلك - ثلاثا - (1)(2).
غيبة النعماني : محمد بن همام بإسناده يرفعه إلي أبان ابن تغلب، عن أبي عبد الله لي أنه قال : يأتي علي الناس زمان يصيبهم فيها سبطة، يأرز العلم فيها كما تأرز الحية في جحرها، فبينما هم كذلك إذ طلع عليهم نجم.
قلت : فما السبطة؟
قال: الفترة.
قلت : فكيف نصنع فيما بين ذلك؟
فقال : كونوا علي ما أنتم عليه ، حتي يطلع الله لكم نجمكم (3).
وعن أبان بن تغلب ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : يا أبان يصيب العالم سبطة
يأرز العلم بين المسجلين كما تأرز الحية في جحرها .
ص: 107
قلت : فما السبطة؟
قال: دون الفترة.فبينما هم كذلك اذطلع لهم نجمهم.
فقلت:جعلت فداكفكيف نصنع وكيف يكون ما بين ذلك؟
فقال لي:[كونوا علي ](1) ما انتم عليه حتي ياتيكم الله بصاحبها(2).
ص: 108
عن هشام بن سالم، عن عمار الساباطي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أيما الفضل العبادة في السر مع الإمام منكم المستتر في دولة الباطل أو العبادة في ظهور الحق ودولته مع الإمام منكم الظاهر؟
فقال : يا عمار الصدقة في السر والله أفضل من الصدقة في العلانية، وكذلك والله عبادتكم في السر مع إمامكم المستتر في دولة الباطل وتخوفكم من عدوكم في دولة الباطل وحال الهدنة أفضل ممن يعبد الله عزوجل ذكره في ظهور الحق مع إمام الحق الظاهر في دولة الحق، وليست العبادة مع الخوف في دولة الباطل مثل العبادة والأمن في دولة الحق، واعلموا أن من صلي منكم اليوم صلاة فريضة في جماعة مستترة بها من عدوه في وقتها فأتمها ، كتب الله له خمسين صلاة فريضة في جماعة ، ومن صلي منكم صلاة فريضة وحده مستترة بها من عدوه في وقتها فأتمها ، كتب الله ال بها له خمسة وعشرين صلاة فريضة وحدانية، ومن صلي منكم صلاة نافلة الوقتها فأتمها ، كتب الله عزوجل بها عشر صلوات نوافل، ومن عمل منكم حسنة ، كتب الله عزوجل بها عشرين حسنة ويضاعف الله عزوجل حسنات المؤمن منكم إذا أحسن أعماله ودانبالتقية علي دينه وإمامه ونفسه وأمسك من لسانه، أضعافا مضاعفة، إن الله عزوجل كريم.
قلت: جعلت فداك قد والله رغبتني في العمل وحشتني عليه ولكن أحب أن أعلم كيف صرنا نحن اليوم أفضل أعمالا من أصحاب الإمام الظاهر منكم في دولة الحق ونحن علي دين واحد؟
فقال : إنكم سبقتموهم إلي الدخول في دين الله عزوجل وإلي الصلاة والصوم والحج وإلي كل خير وفقه وإلي عبادة الله عز ذكره»سرا من عدوكم مع إمامكم المستتر، مطيعين له صابرين معه، منتظرين لدولة الحق، خائفين علي إمامكم وأنفسكم من الملوك الظلمة تنظرون إلي حق إمامكم وحقوقكم في أيدي الظلمة، قد
ص: 109
منعوكم ذلك واضطروكم إلي حرث الدنيا وطلب المعاش مع الصبر علي دينكم وعبادتكم وطاعة إمامكم والخوف من عدوكم، فبذلك ضاعف الله عزوجل لكم الأعمال، فهنيئا لكم.
قلت : جعلت فداك فما تري إذا أن نكون من أصحاب القائم ويظهر الحق ونحن
اليوم في إمامتك وطاعتك أفضل أعمالا من أصحاب دولة الحق والعدل؟
فقال : سبحان الله أما تحبون أن يظهر الله تبارك وتعالي»الحق والعدل في البلاد ويجمع الله الكلمة ويؤلف الله بين قلوب مختلفة ولا يعصون الله جل في أرضه وتقام حدوده في خلقه ويرد الله الحق إلي أهله فيظهر،حتي لا يستخفي بشيء من الحق مخافة أحد من الخلق، أما والله يا عمار لا يموت منكم مني علي الحال التي أنتم عليها إلا كان أفضل عند الله من كثير من شهداء بدر وأحد فابشروا(1)
ص: 110
عن يونس بن عبد الرحمن، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ستصيبكم شبهة فتبقون بلا علم پري ولا إمام هدي، لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق .
قلت: كيف دعاء الغريق؟
قال : يقول: «يا الله يا رحمن يا رحيم، يا مقلب القلوب ثبت قلبي علي دينك .
فقلت : يا الله يا رحمن يا رحيم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي علي دينك .
قال : إن الله يجال مقلب القلوب والأبصار ولكن قل كما أقول لك: يا مقلب
القلوب ثبت قلبي علي دينك (1).
ص: 111
الإمام المهدي عليه السلام
عن يحيي بن المثني، عن عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : يفقد الناس إمامهم، يشهد (1)الموسم، فيراهم ولا يرونه(2).
وعن يحيي بن المثني، عن عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : للقائم غيبتان، يشهد في إحديهما المواسم، يري الناس ولا يرونه [فيه](3).
عن عبد الكريم بن عمرو، عن ابن بكير ويحيي بن المثني، عن زرارة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن للقائم غيبتين يرجع في إحداهما وفي الأخري لا يدري أين هو، يشهد المواسم، يري الناس ولا يرونه(4).
ص: 112
عن عمرو بن عثمان، عن الحسن ابن محبوب ، عن إسحاق بن عمار الصيرفي قال : سمعت أبا عبد الله [جعفر بن محمد ]عليه السلام يقول: للقائم غيبتان إحداهما طويلة والأخري قصيرة(1)، فالأولي يعلم بمكانه فيها خاصة من شيعته، والأخري لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة مواليه في دينه(2).
وعن محمد بن الحسين، عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار قال : قال أبو عبد الله عليه السلام قال : للقائم عليه السلام غيبتان : إحداهما قصيرة والأخري طويلة، الغيبة الأولي لا يعلم بمكانه فيها إلا خاصة شيعته والأخري لا يعلم بمكانه فيها إلاخاصة مواليه(3).
عن علي بن حسان، عن عمه عبد الرحمن بن كثير ، عن مفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : لصاحب هذا الأمر غيبتان : إحداهما يرجع منها إلي أهله والأخري يقال : هلك، في أي واد سلك.
قلت : كيف نصنع إذا كان كذلك؟
قال : إذا أدعاها مدع فاسألوه عن أشياء يجيب فيها مثله(4) .
ص: 113
وعن عبد الله بن جبلة، عن عبد الله بن المستنير، عن المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لصاحب هذا الأمر غيبتين إحداهما تطول حتي يقول بعضهم مات، ويقول بعضهم قتل، ويقول بعضهم ذهب، حتي لا يبقي علي أمره من أصحابه إلآ نفر يسير، لا يطلع علي موضعه أحد من ولده، ولا غيره إلا المولي الذي يلي أمره(1).
عن إبراهيم بن زياد الخارقي، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام :
كان أبو جعفر عليه السلام يقول: لقائم آل محمد غيبتان إحداهما أطول من الأخري؟
فقال: نعم، ولا يكون ذلك حتي يختلف سيف بني فلان وتضيق الحلقة ويظهر السفياني ويشتد البلاء ويشمل الناس موت وقتل يلجأون فيه إلي حرم الله وحرم رسوله صلي الله عليه وآله(2).
عن العباس بن معروف، عن عبد الله بن حمدويه بن البراء، عن ثابت، عن إسماعيل ، عن عبد الأعلي مولي آل سام قال: خرجت مع أبي عبد الله عليه السلام فلما نزلنا الروحاء نظر جبلها مط عليها ، فقال لي : تري هذا الجبل؟ هذا جبل يدعي : رضوي من جبال فارس أحبتا فنقله الله إلينا، أما إن فيه كل شجرة مطعم، ويعم أمان للخائف - متين - أما إن لصاحب هذا الأمر فيه غيبتين واحدة قصيرة والأخري طويلة (3).
ص: 114
عن سلمة بن جناح الجعفي، عن حازم بن حبيب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام :
يا حازم إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يظهر في الثانية، إن جاءك من يقول : إنه نفض يده من تراب قبره فلا تصدقه(1).
وعن عبد الله بن جبلة ، عن سلمة بن جناح، عن حازم بن حبيب قال : دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : أصلحك الله إن أبواي هلكا ولم يحبنا وإن الله قد رزق وأحسن فما تقول في الحج عنهما؟
فقال : أفعل فأنه يبردر (2) لهما .
ثم قال لي: يا حازم إن لصاحب هذا الأمر غيبتين يظهر في الثانية فمن جاءك
يقول : إنه نفض يده من تراب قبره فلا تصدقه (3).
عن الحسن بن أيوب، عن عبد الكريم بن عمرو، عن أبي حنيفة السائق، عن حازم بن حبيب قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن أبي هلك وهو رجل أعجمي وقد أردت أن أحج عنه وأتصدق فما تري في ذلك؟
فقال : أفعل فأنه يصل إليه.
ثم قال لي: يا حازم إن لصاحب هذا الأمر غيبتين ... وذكر مثل ما ذكر في الحديث الذي قبله سواء(4).
ص: 115
عن المفضل قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن لصاحب الأمر بيتا يقال
له : بيت الحمد فيه سراج يزهر منذ يوم ولد إلي يوم يقوم بالسيف، لا يطفأ(1)
ص: 116
عن صباح بن سبابة، عن المعلي بن خنيس قال : ذهبت بكتاب عبد السلام بن نعيم وسدير وكتب غير واحد إلي أبي عبد الله عليه السلام حين ظهرت المسودة قبل أن يظهر ولد العباس بأنا قد قدرنا أن يؤول هذا الأمر إليك فما تري؟
قال : فضرب بالكتب الأرض ثم قال : أف أفت ما أنا لهؤلاء بإمام أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني (1)(2).
عن محمد بن حكيم، عن ميمون البان، عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام قال : خمس قبل قيام القائم عليه السلام: اليماني والسفياني والمنادي ينادي من السماء وخسف بالبيداء وقتل النفس الزكية(3).
ص: 118
عن أحمد بن محمد، عن ابن محبوب، عن يعقوب السراج قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام: متي فرج شيعتكم؟
قال : [فقال : ] إذا اختلف ولد العباس ووهي سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم وخلعت العرب أعتها(1)ورفع كل ذي صيصية صيصيته (2)وظهر الشامي (3) وأقبل اليماني وتحرك الحسني وخرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلي مكة بتراث رسول الله صلي الله عليه وآله.
فقلت : ما تراث رسول الله صلي الله عليه وآله؟
قال : سيف رسول الله ودرعه وعمامته وبرده و قضيبه ورايته ولا مته(4)وسرجه حتي ينزل مكة فيخرج السيف من غمده ويلبس الدرع وينشر الرايةوالبردة والعمامة ويتناول القضيب بيده ويستأذن الله في ظهوره فيطلع علي ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني فيخبره الخبر فيبتدر الحسني إلي الخروج، فيثب عليه أهل مكة فيقتلونه ويبعثون برأسه إلي الشامي فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر فيبايعه الناس ويتبعونه .
ويبعث الشامي عند ذلك جيشا إلي المدينة فيهلكهم الله عزوجل دونها(5)ويهرب يومئذ من كان بالمدينة من ولد علي عليه السلام إلي مكة فيلحقون بصاحب هذا الأمر.
ويقبل صاحب هذا الأمر نحو العراق ويبعث جيشا إلي المدينة فيأمن أهلها (6)
ويرجعون إليها (7).
ص: 119
عن ابن محبوب، عن إسحاق بن عمار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا ترون ما تحبون حتي يختلف بنو فلان(1)فيما بينهم فإذا اختلفوا طمع الناس وتفرقت الكلمة وخرج السفياني (2).
البحار:روي في كتاب «سرور أهل الأيمان»عن السيد علي بن عبد الحميد بإسناده، عن جابر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ألزم الأرض ولا تحرك يدة ولا رجلا حتي تري علامات أذكرها لك، وما أراك تدرك ذلك : اختلاف بين العباد، ومناد ينادي من السماء، وخسف في قرية من قري الشام بالجابية، ونزول الترك الجزيرة ونزول الروم الملة، واختلاف كثير عند ذلك في كل أرض حتي تخرب الشام ويكون سبب ذلك اجتماع ثلاث رايات فيه : راية الأصهب، وراية الأبقع، وراية السفياني (3).
البحار : إقبال الأعمال - وجدت في كتاب الملاحم»للبطائني، عن أبي بصير ،عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الله أجل وأكرم وأعظم من أن يترك الأرض بلا إمام عادل .
قال : قلت له : جعلت فداك فأخبرني بما أستريح إليه؟
ص: 120
قال : يا أبا محمد ليس يري أمة محمد فرج أبدا ما دام لولد بني فلان ملك حتي ينقرض ملكهم، فإذا انقرض ملكهم، أتاح الله لأمة محمد برجل منا أهل البيت، يشير بالتقي، ويعمل بالهدي ولا يأخذ في حكمه الرشا.
والله إني لأعرفه باسمه واسم أبيه، ثم يأتينا الغليظ القصرة، ذو الخال والشامتين، القائد العادل، الحافظ لما استودع، يملأها عدلا وقسطا كما ملأها الفجار جورة وظلما(1).
عن محمد بن سنان، عن الحسين بن المختار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا هدم حائط مسجد الكوفة [من مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود، فعند ذلكزوال ملك بني فلان أما إن هادمه لا يبنيه(2).
وعن الحسين بن المختار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا هدم حايط مسجد الكوفة مما يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك القوم وعند زواله خروج القائم عليه السلام(3).
عن محمد بن علي، عن سلام ابن عبد الله ، عن أبي بصير، عن بكر بن حرب، عن أبي عبد الله عليه السلام «قال :»لا يكون فساد ملك بني فلان حتي يختلف يا بني فلان فإذا اختلفا كان عند ذلك فساد ملكهم (4).
ص: 121
عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر اليماني، عن أبي بصير،عن أبي عبد الله قال: قال : لا يذهب ملك هؤلاء حتي يستعرضوا (1)الناس بالكوفة [في ]يوم الجمعة وكأني (2) انظر إلي رؤوس تندر فيما بين المسجد (3) وأصحاب الصابون(4).
عن محمد بن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : تنكسف الشمس لخمس مضين من شهر رمضان قبل قيام القائم عليه السلام (5).
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله علي أنه قال : بينا الناس وقوف بعرفات إذ أتاهم راكب علي ناقة ذعلبة (1)يخبرهم بموت خليفة، عند موته فرج آل محمد صلي الله عليه وآله وفرج الناس جميعا، وقال عليه السلام: إذا رأيتم علامة في السماء : نارة عظيمة من قبل المشرق تطلع ليال، فعندها فرج الناس، وهي قدام القائم عليه السلام بقليل(2).
عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : ما يكون هذا الأمر حتي لا يبقي صنف من الناس إلا وقد ولوا علي الناس حتي لا يقول قائل : إنا لو وتينا لعدلنا ثم يقوم القائم بالحق والعدل(3).
عن أحمد بن عائذ، عن أبي خديجة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام قال : لا يخرج القائم حتي يخرج [قبله إثنا عشر من بني هاشم كلهم يدعو إلي نفسه(4).
عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي، عن رجل، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال :لا يقوم القائم عليه السلام حتي يقوم أثنا عشررجلا كلهم يجمع علي قول أنهم قد رأوه فيكذبهم.(5)
ص: 123
عن محمد ابن علي الكوفي، قال: حدثنا يونس بن يعقوب، عن المفضل بن عمر قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ما علامة القائم؟
قال : إذا استدار الفلك، فقيل : مات أو هلك في أي واد سلك .
قلت: جعلت فداك ثم يكون ماذا؟
قال : لا يظهر إلا بالسيف(1).
عن أحمد بن الحسن الميثمي، عن زائدة بن قدامة ، عن عبد الكريم قال : ذكر عند أبي عبد الله علية القائم فقال : أتي يكون ذلك ولم يستمر الفلك، حتي يقال : مات أو هلك، في أي واد سلك.
فقلت: وما استدارة الفلك؟
فقال : اختلاف الشيعة بينهم (2).
قدام القائم عليه السلام علامات من الله عزوجل للمؤمنين
عن أبي أيوب الخزاز والعلاء بن رزين، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا
عبد الله عليه السلام يقول : إن قدام القائم (3)علامات تكون من الله عزوجل للمؤمنين.
قلت: وما هي جعلني الله فداك؟
قال : ذلك قول الله عزوجل :«وَلَنَبْلُوَنَّكُم »يعني المؤمنين قبل خروج القائم عليه السلام «وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ »(4).
ص: 124
قال : يبلوهم بشيء من الخوف من ملوك بني فلان في آخر سلطانهم والجوع بغلاء أسعارهم«وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ ».
قال : كساد التجارات وقلة الفضل، ونقص من الأنفس : قال : موت ذريع (1)،ونقص من الثمرات : قال : قلة ريع (2)ما يزرع،«وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ »عند ذلك بتعجيل خروج القائم عليه السلام .
ثم قال لي: يا محمد هذا تأويله إن الله عزوجل يقول: «وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ ۗ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ »(3).
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال : أبو عبد الله عليه السلام: لابد أن يكون
قدام القائم سنة يجوع فيها الناس، ويصيبهم خوف شديد من القتل، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات فان ذلك في كتاب الله لبين ثم تلا هذه الآية :««وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ۗ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ .»(4).
عن عثمان بن عيسي، عن درست بن أبي منصور، عن عمار بن مروان، عن أبي بصير ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلاميقول: من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم، ثم قال : إذا مات عبد الله لم يجتمع الناس بعده علي أحد ولم يتناه هذا الأمر دون صاحبكم إن شاء الله ويذهب ملك السنين ويصير ملك الشهور والأيام.
ص: 125
فقلت: يطول ذلك؟
قال: كلا(1).
إن قدام القائم عليه السلام لسنة غيداقة
عن علي بن أبي حمزة [البطائني]، عن أبي بصير،عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن قدام القائم لسنة غيداقة (2)يفسد التمر في النخل فلا تشكوا في ذلك (3).
عن بكار، عن إبراهيم بن محمد، عن جعفر بن سعد الأسدي، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : عام أو سنة الفتح ينشق (4)الفرات حتي يدخل أزقة الكوفة (5).
عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام قول الله عزوجل:«عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَخْزَي ۖ »(6)ما هو عذاب خزي الدنيا؟
فقال : وأي خزي أخزي يا أبا بصير من أن يكون الرجل في بيته وحجاله وعلي إخوانه وسط عياله إذ شق أهله الجيوب عليه وصرخوا، فيقول الناس: ما هذا؟
ص: 126
فيقال : مسخ فلان الساعة .
فقلت : قبل قيام القائم أو بعده؟
قال: لا، بل قبله (1)
عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام حدث عن أشياء تكون بعده إلي قيام القائم.
فقال الحسين : يا أمير المؤمنين متي يطهر الله الأرض من الظالمين؟
فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لا يطهرالله الأرض من الظالمين حتي يسفك الدم الحرام.
ثم ذكر أمر بني أمية وبني العباس في حديث طويل، ثم قال: إذا قام القائم بخراسان وغلب علي أرض كوفان وملتان، وجاز جزيرة بني كاوان، وقام منا قائم بجيلان، وأجابته الآثر[والديلملان](2)وظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في الأقطار والجنبات (3)وكانوا بين هنات وهنات.
إذا خربت البصرة، وقام أمير الآمرة بمصر، فحكي عليه السلام حكاية طويلة .
ثم قال : إذا جهزت الألوف، وصفت الصفوف، وقتل الكبش الخروف هناك يقوم الآخر، ويثور الثائر، ويهلك الكافر، ثم يقوم القائم المأمول، والإمام
ص: 127
المجهول، له الشرف والفضل، وهو من ولدك يا حسين لا ابن مثله، يظهر بين الركنين في دريسين باليين(1)يظهر علي الثقلين ولا يترك في الأرض دمين (2) طوبي لمن أدرك زمانه ولحق أوانه، وشهد أيامه (3).
العذاب الواقع
عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام في قوله : «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ»(4).
قال : تأوليها فيما يأتي عذاب يقع في الثوية - يعني نارة - حتي ينتهي إلي الكناسة كناسة بني أسد حتي تمر بثقيف لا تدع وترة لآل محمد إلا أحرقته، وذلك قبل خروج القائم عليه السلام (5).
عن أبي الحسن علي بن محمد، عن معاذ بن مطر ، عن رجل قال : ولا أعلمه إلا مسمع أبا سيار.
قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: قبل قيام القائم تحرك حرب قيس(6).
عن أحمد ابن محمد بن أبي نصر قال : سألت الرضا عليه السلام عن قرب هذا الأمر
ص: 128
فقال : قال أبو عبد الله علية السلام حكاه عن أبي جعفر علية السلام قال : أول علامات الفرج سنة خمس وتسعين ومائة وفي سنة ست وتسعين ومائة تخلع العرب أعنتها وفي سنة سبع وتسعين ومائة يكون الغناء(1)، وفي سنة ثمان وتسعين ومائة يكون الجلا، فقال : أما تري بني هاشم قد انقلعوا بأهليهم وأولادهم (2)؟؟
فقلت : لهم الجلا؟
قال : وغيرهم، وفي سنة تسع وتسعين ومائة يكشف الله البلاء إن شاء الله وفي سنة مائتين يفعل الله ما يشاء.
فقلت له : جعلت فداك أخبرنا بما يكون في سنة المائتين؟
قال : لو أخبرت أحدة لأخبرتكم، ولقد خبرت بمكانتكم (3)، فما كان هذا من رأي أن يظهر [لهذا] متي إليكم، ولكن إذا أراد الله تبارك وتعالي»إظهار شيء من الحق لم يقدر العباد علي ستره.
فقلت له : جعلت فداك إنك قلت لي في عامنا الأول حكيت عن أبيك أن انقضاء ملك [آل] فلان علي رأس فلان وفلان ليس لبني فلان سلطان بعدهما .
قال : قد قلت ذاك [لك].
ص: 129
فقلت : أصلحك الله إذا انقضي ملكهم يملك أحد من قريش يستقيم عليه الأمر؟
قال: لا.
قلت: يكون ماذا؟
قال : يكون الذي تقول أنت وأصحابك .
قلت : يعني خروج السفياني؟
فقال: لا.
فقلت : فقيام القائم علي .
قال : يفعل الله ما يشاء .
قلت : فأنت هو؟
قال : لا حول ولا قوة إلا بالله .
وقال : إن قام هذا الأمر علامات : حدث يكون بين الحرمين .
قلت : ما الحدث؟
قال : عصبة (1) تكون ويقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا (2).
قلت : جعلت فداك أن الكوفة قد تبت لي والمعاش بها ضيق وإنما كان معاشنا ببغداد وهذا الجبل قد فتح علي الناس منه باب رزق.
فقال : فإن أردت الخروج فاخرج لأنها سنة مضطربة وليس للناس بد عن معاشهم فلا تدع الطلب.
فقلت له : جعلت فداك أنهم قوم ملاء(3)ونحن نحتمل التأخير فنبايعهم بتأخيرسنه.
قال : بعهم.
قلت: سنتين .
قال : بعهم .
قلت : ثلاث سنين .
ص: 130
قال : لا يكون لك شيء أكثر من ثلاث سنين (1).
عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قام القائم عليه السلام موتنان: موت أحمر وموت أبيض، حتي يذهب من كل سبعة خمس، الموت الأحمر : السيف، والموت الأبيض: الطاعون(2).
مستدرك الوسائل : أبو محمد فضل بن شاذان في كتاب «الغيبة»قال : حدثنا صفوان بن يحيي قال : حدثنا محمد بن حمران قال : قال الصادق عليه السلام : القائم منا منصور بالرعب - إلي أن قال: - قيل: يا بن رسول الله متي يخرج قائمكم؟
قال: إذا تشبه الرجال بالنساء، والنساء بالرجال، واكتفي الرجال بالرجال، والنساء بالنساء، وركب ذوات الفروج السروج، وقبلت شهادة الزور، وردت شهادة العدل، واستخفت الناس بالدماء، وارتكاب الزنا، وأكل الربا والرشاء، واستيلاء الأشرار علي الإبرار الخبر (3).
شرح الأخبار : عن جعفر بن محمد بن علي صلوات الله عليهم»أنه ذكر المهدي عليه السلام، فقال : تطلع الرايات السود، وأومي بيده إلي المشرق، وتطلع رايات المهدي من هاهنا، وأومي بيده إلي المغرب (4).
ص: 131
عن محمد بن إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثني سدير الصيرفي قال: كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام وعنده جماعة من أهل الكوفة، فأقبل عليهم وقال لهم : حجوا قبل أن لا تحجوا، قبل أن يمنع البر جانبه، حجوا قبل هدم مسجد بالعراقين بين نخل وأنهار، حجوا قبل أن تقطع سدرة بالزوراء، نبتت علي عسل عروق النخلة التي اجتنت منها مريم عليهم السلام رطبا جنيا، فعند ذلك تمنعون الحج، وتنقص الثمار، وتجدب البلاد، وتتلون بغلاء الأسعار، وجور السلطان، ويظهر فيكم الظلم والعدوان مع البلاء والوباء والجوع، وتظلكم الفتن من جميع الأفاق، فويل لكم يا أهل العراق إذا جاءتكم الرايات من خراسان، وويل لأهل الري من الترك، وويل لأهل العراق من أهل الري، وويل لهم ثم ويل لهم من الثط(1).
قال سدير : فقلت : يا مولاي من الثط؟
قال : قوم آذانهم كآذان الفار صغرة، لباسهم الحديد كلامهم كلام الشياطين،صغار المحدق، مرد جود(2)استعيذوا بالله من شرهم أولئك يفتح الله علي أيديهم الدين، ويكونون سبا لأمرنا(3).
ص: 132
عن أحمد بن محمد ابن عيسي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول : إن خروج السفياني من الأمر المحتوم؟
قال لي: نعم، واختلاف ولد العباس من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم عليه السلام من المحتوم.
فقلت له : كيف يكون ذلك النداء؟
قال : ينادي مناد من السماء أول النهار : ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار : ألا إن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون(1).
وعن الحسن بن محبوب، عن أبي حمزة الثمالي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن أبا جعفر علي كان يقول: خروج السفياني من المحتوم، والنداء من المحتوم، وطلوع الشمس من المغرب من المحتوم وأشياء كان يقولها من المحتوم .
فقال أبو عبد الله قال : واختلاف بني فلان من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم.
قلت : وكيف يكون النداء؟
قال : ينادي مناد من الماء أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم: ألا إن الحق في علي وشيعته ثم ينادي إبليس في آخر النهار من الأرض : ألا إن الحق في عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون؟(2).
ص: 133
وفي غيبة النعماني : أخبرنا علي بن أحمد البندنيجي قال : عن يعقوب بن يزيد، عن زياد بن مروان، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : النداء من المحتوم، والسفيائي من المحتوم، واليماني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكف يطلع من السماء من المحتوم.
قال عليه السلام : وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها(1).
عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزيار، عن عبد الله بن محمد الحجال، عن ثعلبة بن ميمون، عن شعيب الحذاء، عن صالح مولي بني العذراء قال : سمعت أبا عبد الله الصادق عليه السلام يقول : ليس بين قيام قائم آل محمد وبين قتل النفس الزكية إلا خمس عشرة ليلة(2).
الفرج كله هلاك الفلاني من بني العباس
عن علي بن مهزيار، عن حماد بن عيسي، عن الحسين بن المختار قال : حدثني ابن أبي يعفور قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : أمسك بيدك (3): هلاك الفلاني [ - اسم رجل من بني العباس - ] وخروج السفياني، وقتل النفس، وجيش الخسف،والصوت.
قلت : وما الصوت أهو المنادي؟
فقال: نعم، وبه يعرف صاحب هذا الأمر .
ثم قال : الفرج كله هلاك الفلاني [من بني العباس](4).
ص: 134
وعن محمد بن الصامت، عن أبي عبد الله عليه السلام بين يدي هذا الأمر؟
فقال : بلي.
قلت: وما هي؟
قال: هلاك العباسي، وخروج السفياني، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء، والصوت من السماء .
فقلت : جعلت فداك أخاف أن يطول هذا الأمر.
فقال: لا إنما هو كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا(1)
ص: 135
عن الحسين بن سعيد، عن محمد بن أبي عمير ، عن عمر ين حنظلة قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: قبل قيام القائم عليه السلام خمس علامات محتومات : اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء(1).
وعن أبي أيوب الخزاز، عن عمر بن حنظلة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : للقائم خمس علامات : ظهور السفياني، واليماني، والضيحة من السماء، وقتل النفس الزكية، والخسف بالبيداء (2).
وعن إبراهيم بن عمر ، عن عمر بن حنظلة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خمس قبل قيام القائم من العلامات: الصيحة، والسفياني، والخسف بالبيداء، وخروج اليماني، وقتل النفس الزكية(3).
وعن أبي أيوب الخراز، عن عمر بن حنظلة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : خمس علامات قبل قيام القائم: الصيحة والسفياني والخسف وقتل النفس الزكية واليماني.
فقلت: جعلت فداك إن خرج أحد من أهل بيتك قبل هذه العلامات أنخرج معه؟
قال: لا، فلما كان من الغد تلوت هذه الآية :«إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »(4).فقلت له : أهي الصيحة؟
فقال : أما لو كانت خضعت أعناق أعداء الله عزوجل(5).(5)
ص: 136
غيبة النعماني : حدثنا محمد بن همام قال: حدثني جعفر بن محمد بن مالك قال : حدثني عباد بن يعقوب قال : حدثنا خلاد الصائغ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : السفياني لابد منه، ولا يخرج إلا في رجب.
فقال له رجل: يا أبا عبد الله إذا خرج فما حالنا؟
قال : إذا كان ذلك فإلينا(1).
وعن عيسي بن أعين، عن معلي بن خنيس قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من الأمر محتوم، ومنه ما ليس بمحتوم، ومن المحتوم : خروج السفياني في رجب .(2)
وعن صفوان بن يحيي، عن عيسي بن أعين، عن المعلي بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن أمر السفياني من الأمر المحتوم، وخروجه في رجب (3).
خروج وخسف وقتل ونداء قبل خروج القائم عليه السلام
عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن هارون بن مسلم، عن أبي خالد القماط ، عن حمران بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : من المحتوم الذي لابد أن يكون من قبل قيام القائم : خروج السفياني، وخسفت بالبيداء، وقتل النفس الزكية ، والمنادي من السماء.(4)
ص: 137
عن عمر بن أبان الكلبي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني بالسفياني - أو لصاحب السفياني - قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادي مناديه : من جاء | برأس شيعة علي فله ألف درهم، فيثب الجار علي جاره، ويقول: هذا منهم،فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم.
أما إن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا وكأني أنظر إلي صاحب البرقع.
قلت : ومن صاحب البرقع؟
فقال : رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم(1)فيعرفكم ولا تعرفونه، فيغمز (2)بكم رجلا رجلا أما [إنه لا يكون إلا ابن بغي (3).
عن محمد بن علي الكوفي، عن محمد بن أبي عمير، عن عمر بن أذينة قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : قال عليه السلام: قال أمير المؤمنين «صلوات الله عليه»:يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، وهو رجل ربعة، وحش الوجه (4)، ضخم الهامة بوجهه أثر جدري إذا رأيته حسبته أعور إسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان حتي يأتي أرض ذات «قرار ومعين»(5)فيستوي علي منبرها(6).
ص: 138
عن محمد بن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن عمر بن يزيد، قال : قال لي أبو عبد الله الصادق عليه السلام: إنك لو رأيت السفياني لرأيت أخبث الناس، أشقر أحمر أزرق، يقول : يا رب ثاري ثاري ثم النار(1) ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه(2).
عن عبيد بن زرارة قال : ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام السفياني فقال : أني يخرج ذلك، ولما يخرج كاسر عينيه (3)بصنعاء(4).
عن يونس بن أبي يعفور، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إذا خرج السفياني، يبعث جيشا إلينا، وجيشا إليكم، فإذا كان كذلك فائتونا علي [كُلّ] صعب وذلول (5).
عن محمد بن الحسين، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم، عن الفضل الكاتب قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فأتاه كتاب أبي مسلم فقال : ليس لكتابك جواب،
ص: 139
أخرج عنا فجعلنا يساژ بعضنا بعضا (1)، فقال : أي شيء تساژون يا فضل، إن الله عز ذكره»لا يعجل لعجلة العباد، ولإزالة جبل عن موضعه أيسر من زوال ملك لم ينقض أجله .
ثم قال : إن فلان بن فلان حتي بلغ السابع من ولد فلان.
قلت: فما العلامة فيما بيننا وبينك جعلت فداك؟
قال : لا تبرح الأرض يا فضل حتي يخرج السفياني فإذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا - يقولها ثلاثا - وهو من المحتوم (2).
وعن بكر بن محمد، عن سدير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : يا سدير ألزم بيتك وكن حلسة من أحلاسه، واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغك أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو علي رجلك (3).
البحار : كتاب «سرور أهل الإيمان»عن السيد علي بن عبد الحميد بإسناده، عن عثمان بن عيسي ، عن بكر بن محمد الأزدي، عن سدير قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام: يا سدير ألزم بيتك وكن حلسة من أحلامه واسكن ما سكن الليل والنهار فإذا بلغ أن السفياني قد خرج فارحل إلينا ولو علي رجلك .
قلت : جعلت فداك هل قبل ذلك شيء؟
قال: نعم، وأشار بيده بثلاث أصابعه إلي الشام وقال : ثلاث رايات : راية حسنية، وراية أموية، وراية قيسية، فبينا هم علي ذلك إذ قد خرج السفياني فيحصدهم حصد الورع ما رأيت مثله قظ (4).
ص: 140
البحار: كتاب «سرور أهل الإيمان»عن السيد علي بن عبد الحميد بإسناده إليأبي عبد الله عليه السلام في خبر طويل أنه قال : لا يكون ذلك حتي يخرج خارج من آل أبي سفيان يملك تسعة أشهر كحمل المرأة ولا يكون حتي يخرج من ولد الشيخ فيسير حتي يقتل ببطن النجف فوالله كأني أنظر إلي رماحهم وسيوفهم وأمتعتهم إلي حائط من حيطان النجف يوم الاثنين ويستشهد يوم الأربعاء(1).
عن ابن عميرة، عن الحضرمي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف نصنع إذا خرج السفياني؟
قال : تغيب الرجال وجوهها منه، وليس علي العيال بأس، فإذا ظهر علي الأكوار الخمس يعني كور الشام فانفروا إلي صاحبكم(2) .
يملك السفياني حمل امرأة
غيبة الطوسي: الفضل، عن ابن أبي عمير، عن عمير ابن اذينة ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : أن السفياني يملك بعد ظهوره علي الكور الخمس حمل امرأة.
ثم قال عليه السلام : أستغفر الله حمل جمل، وهو من الأمر المحتوم الذي لابد منه.(3)
ص: 141
عن عيسي بن أعين، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : السفياني من المحتوم وخروجه في رجب ومن أول خروجه إلي آخره خمسة عشرشهرة، ستة أشهر يقاتل فيها فإذا ملك الكور(1)الخمس ملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوما (2).
عن قتيبة بن محمد، عن عبد الله بن أبي منصور البجلي قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني؟
فقال : وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كور الشام (3) الخمس : دمشق وحمص
وفلسطين والأردن وقنسرين، فتوقعوا عند ذلك الفرج .
قلت : يملك تسعة أشهر؟ قال : لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما(4).
عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : إذا استوليالسفياني علي الكور الخمس فعوا له تسعة أشهر، وزعم هشام أن الكور الخمس دمشق وفلسطين والأردن وحمص وحلب (5).
ص: 142
عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبد الله عليه السلام وذكر السفياني فقال : أما الرجال فتواري وجوهها عنه، وأما النساء فليس عليه بأس(1).
مجمع البيان: روي عن حذيفة بن اليمان أن النبي صلي الله عليه وآله، ذكر فتنة تكون بين أهل المشرق والمغرب، قال : فبينا هم كذلك يخرج عليهم السفياني من الوادياليابس في فورذلك حتي ينزل دمشق فيبعث جيشين جيشا إلي المشرق وآخر إلي المدينة حتي ينزلوا بأرض بابل من المدينة الملعونة ، يعني بغداد، فيقتلون أكثر من ثلاثة آلاف، ويفضحون أكثر من مائة امرأة، ويقتلون بها ثلاثمائة كبش من بني العباس .
ثم ينحدرون إلي الكوفة فيخربون ما حولها ، ثم يخرجون متوجهين إلي الشام فيخرج راية هدي من الكوفة، فتلحق ذلك الجيش فيقتلونهم، لا يفلت منهم مخبر، ويستنقذون ما في أيديهم من السبي والغنائم، ويحل الجيش الثاني بالمدينة فينتهبونها ثلاثة أيام بلياليها .
ثم يخرجون متوجهين إلي مكة، حتي إذا كانوا بالبيداء، بعث الله جبرئيل فيقول : يا جبرئيل أذهب فأبدهم، فيضربها برجله ضربة يخسف الله بهم عندها ولا يفلت منهم إلا رجلان من جهينة، فلذلك جاء القول «وعند جهينة الخبر اليقين»فذلك قوله :«وَلَوْ تَرَي إِذْ فَزِعُوا »(2) إلي آخرها، أورده الثعلبي في تفسيره .
وروي أصحابنا في أحاديث المهدي عليه السلام ، عن أبي عبد الله وأبي جعفر عليه السلام مثله(3).
ص: 143
أمالي الطوسي: بهذا الإسناد عن هشام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما خرج طالب الحق، قيل لأبي عبد الله عليه السلام: نرجو أن يكون هذا اليماني .
فقال: لا، اليماني يوالي عليا وهذا يبرأ [منه] (1).
أمالي الطوسي: بهذا الإسناد، عن هشام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : اليماني والسفياني
كفرشي رهان (2).
عن سيف بن عميرة، عن بكر ابن محمد الأزدي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد، وليس فيها راية بأهدي من راية اليماني، يهدي إلي الحق (3).
ص: 144
قرب الإسناد : محمد بن عبد الحميد وعبد الصمد بن محمد جميعة، عن حنان ابن سدير قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن خسف البيداء؟
قال : أما مصيرة علي البريد علي اثني عشر ميلا من البريد الذي بذات الجيش (1).
عن محمد بن عيسي، عن الحسين بن خالد قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه السلام : أن عبد الله بن بكير كان يروي حديثة ويتأوله وأنا أحب أن أعرضه عليك.
فقال : ما ذلك الحديث؟
قلت : قال ابن بكير : حدثني عبيد بن زرارة، قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام أيام خروج محمد بن عبد الله بن الحسن (2)إذ دخل عليه رجل من أصحابنا فقال له : جعلت فداك إن محمد بن عبد الله قد خرج وأجابه الناس، فما تقول في الخروج معه؟
فقال أبو عبد الله عليه السلام : اسكن ما سكنت السماء والأرض .
فقال عبد الله بن بكير : فإذا كان الأمر هكذا ولم يكن خروج ما سكنت السماء والأرض، فما من قائم ولا من خروج.
ص: 145
فقال أبو الحسن عليه السلام: صدق أبو عبد الله عليه السلام وليس الأمر علي ما تأوله ابن بكير ، إنما قال أبو عبد الله عليه السلام : اسكنوا ما سكنت السماء من النداء والأرض من الخسف بالجيش(1).
وعن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: قلت: جعلت فداك، حديث كان يرويه عبد الله بن بكير ، عن عبيد بن زرارة.
قال : فقال لي : وما هو؟
قال : قلت اله] : روي عن عبيد بن زرارة أنه لقي أبا عبد الله عليه السلام في السنة التي خرج فيها إبراهيم بن عبد الله بن الحسن (2)فقال له : جعلت فداك إنهذا قد ألف الكلام وسارع الناس إليه، فما الذي تأمر به؟
فقال : اتقوا الله واسكنوا ما سكنت السماء والأرض.
قال : وكان عبد الله بن بكير يقول : والله لئن كان عبيد بن زرارة صادقة فما من خروج وما من قائم.
قال : فقال لي أبو الحسن عليه السلام: الحديث علي ما رواه عبيد، وليس علي ما تأوله عبد الله بن بكير ، إنما عني أبو عبد الله عليه السلام بقوله : ما سكنت السماء من النداء باسم صاحبك، وما سكنت الأرض من الخسف بالجيش (3).
عن منذر الجوزي، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول : يزجر الناس قبل قيام القائم عليه السلام عن معاصيهم بنار تظهر لهم في السماء وحمرة تجلل السماء ، وخسف ببغداد، وخسف ببلدة البصرة، ودماء تسفك بها ، وخراب دورها، وفناء يقع في أهلها، وشمول أهل العراق خوفا لا يكون لهم معه قرار(4).
ص: 146
عن العباس بن عامر بن رباح الثقفي، عن عبد الله بن بكير ، عن زرارة بن أعين قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ينادي مناد من السماء إن فلانا هو الأمير،وينادي منا إن علية وشيعته [هم] الفائزون.
قلت : فمن يقاتل المهدي بعد هذا؟
فقال : إن الشيطان ينادي : إن فلانا وشيعته [هم] الفائزون - لرجل من بني أمية -.
قلت: فمن يعرف الصادق من الكاذب؟
قال : يعرفه الذين كانوا يروون حديثنا ويقولون إنه يكون قبل أن يكون، ويعلمون أنهم هم المحقون الصادقون(1).
عن الحسن بن علي بن يوسف، عن المثني، عن زرارة بن أعين قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : عجبت أصلحك الله وإني لأعجب من القائم كيف يقاتل مع ما يرون من العجائب : من خسف البيداء بالجيش، ومن النداء الذي يكون من السماء؟
فقال : إن الشيطان لا يدعهم حتي ينادي كما نادي برسول الله يوم العقبة (2).
ص: 147
عن هشام بن سالم، عن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ينادي مناد باسم القائم عليه السلام.
قلت : خاص أو عام؟
قال : عام يسمع كل قوم بلسانهم.
قلت : فمن يخالف القائم عليه السلام وقد نودي باسمه؟
قال : لا يدعهم إبليس حتي ينادي [في آخر الليل فيشكك الناس(1).
النداء حق
عن محمد بن أبي عمير ، عن هشام بن سالم، عن زرارة قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: النداء حق؟
قال : إي والله ، حتي يسمعه كل قوم بلسانهم.
وقال عليه السلام: لا يكون هذا الأمر حتي يذهب تسعة أعشار الناس (2).
عن محمد بن علي الحلبي قال : سمعت أبا عبد الله علي يقول : اختلاف بني العباس من المحتوم، والنداء من المحتوم، وخروج القائم من المحتوم.
قلت: وكيف النداء؟
قال : ينادي مناد من السماء أول النهار : ألا إن عليا وشيعته هم الفائزون.
قال : وينادي مناد [في] آخر النهار : ألا إن عثمان و شيعته هم الفائزون (3).
ص: 148
عن ابن محبوب، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خروج القائم من المحتوم، قلت : وكيف يكون النداء؟
قال : ينادي مناد من السماء أول النهار : ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس في آخر النهار: ألا إن الحق في عثمان وشيعته ، فعند ذلك يرتاب المبطلون(1).
عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن الجريري أخا إسحاق يقول لنا: إنكم تقولون: هما نداءان فأيهما الصادق من الكاذب؟
فقال أبو عبد الله عليه السلام : قولوا له: إن الذي أخبرنا بذلك أوأنت تنكر أن هذا يكون - هو الصادق(2).
يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون
عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: هما صيحتان : صيحة في أول الليل، وصيحة في آخر الليلة الثانية .
قال : فقلت: كيف ذلك؟
فقال: واحدة من السماء وواحدة من إبليس .
فقلت : وكيف تعرف هذه من هذه؟
فقال : يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون(3).
ص: 149
عن المعلي بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صوت جبرئيل من السماء ، وصوت إبليس من الأرض، فاتبعوا الصوت الأول، وإياكم والأخير أن تفتنوا به(1).
عن عبد الرحمن بن مسلمة الجريري قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام: يوبخونا ويكبونا أنا نقول : إن صيحتين تكونان، يقولون: من أين تعرف المحقة من المبطلة إذا كانتا؟
قال : فماذا تردون عليهم؟
قلت : ما نرد عليهم شيئا .
قال : قولوا: يصدق بها إذا كانت من كان يؤمن بها من قبل إن الله عزوجل يقول : «أَفَمَن يَهْدِي إِلَي الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لَّا يَهِدِّي إِلَّا أَن يُهْدَي ۖ فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ »(2).
عن حماد بن عيسي، عن إبراهيم بن عمر، عن أبي أيوب، عن الحارث بن المغيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : الصيحة التي في شهر رمضان تكون ليلة الجمعة لثلاث وعشرين مضين من شهر رمضان (3).
عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان، قال : كنت عند أبي عبد
ص: 150
الله عليه السلام فسمعت رجلا من همدان يقول له : إن هؤلاء العامة يعيرونا ويقولون لنا : إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر، - وكان متكئا - فغضب وجلس ثم قال : لا ترووه عني وارووه عن أبي، ولا حرج عليكم في ذلك، أشهد أني قد سمعت أبي عليه السلاميقول: والله إن ذلك في كتاب الله عزوجل لبين حيث يقول : «إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »(1).
فلا يبقي في الأرض يومئذ أحد إلا خضع وذلت رقبته لها فيؤمن أهل الأرض إذا سمعوا الصوت من السماء : ألا إن الحق في علي بن أبي طالب عليه السلام وشيعته .
قال : فإذا كان الغد صعد إبليس في الهواء حتي يتواري عن أهل الأرض،ثم ينادي : ألا إن الحق في عثمان بن عفان وشيعته ، فإنه قتل مظلومة فاطلبوا بدمه ، قال : فيثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت علي الحق وهو النداء الأول، ويرتاب يومئذ الذين في قلوبهم مرض، والمرض والله عداوتنا، فعند ذلك يتبرؤون متا ويتناولونا فيقولون: إن المنادي الأول سحر من سحر أهل هذا البيت، ثم تلا أبو عبد الله عليه السلام قول الله عزوجل:«وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ »(2).
وقال : وحدثنا أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم وسعدان بن إسحاق بن سعيد وأحمد بن الحسين بن عبد الملك ومحمد بن أحمد بن الحسن التطواني جميعا ، عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن سنان مثله سواء بلفظه (3).
عن أحمد بن عمر الحلبي ، عن الحسين بن موسي، عن فضيل بن محمد مولي محمد بن راشد البجلي، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : أما إن النداء [الأول من السماء باسم القائم في كتاب الله لبين .
ص: 151
فقلت : فأين هو أصلحك الله؟
فقال :«طسم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ »(1).
قوله :«إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »قال: إذا سمعوا الصوت أصبحوا وكأنما علي رؤوسهم الطير(2).
تفسير العياشي: عن عجلان أبي صالح قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لا تمضي الأيام والليالي حتي ينادي مناد من السماء : يا أهل الحق اعتزلوا يا أهل الباطل اعتزلوا فيعزل هؤلاء من هؤلاء، ويعزل هؤلاء من هؤلاء.
قال : قلت : أصلحك الله يخالط هؤلاء وهؤلاء بعد ذلك النداء؟
قال : كلا إنه يقول في الكتاب :«مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَي مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّي يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ ۗ »(3).
وجه يطلع في القمر ويد بارزة
عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : العام الذي فيه الصيحة الآية في رجب .
قلت : وما هي؟
قال : وجه يطلع في القمر، ويد بارزة(4).
ص: 152
عن حذيفة بن منصور، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إن لله مائدة - وفي غير هذه الرواية مأدبة - بقرقيساء(1)يطلع مطلع من السماء فينادي : يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلي الشبع من لحوم الجبارين (2).
وعن أبي بصير ، قال : حدثنا أبو عبد الله عليه السلام [وقال : ] ينادي باسم القائم : يا فلان بن فلان قم (3).
وعن حماد بن عثمان، عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إنه ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء: ألا إن الأمر لفلان بن فلان ففيم القتال (4).
وعن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله اللي يقول : لا يكون هذا الأمر الذي تمدون إليه أعناقكم، حتي ينادي مناد من الماء : ألا إن فلانا صاحب الأمر فعلام القتال (5).
فيم القتل والقتال؟ صاحبكم فلان
عن الحسن بن محبوب الزراد قال: حدثنا عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: يشمل الناس موت وقتل حتي يلجأ الناس عند ذلك إلي الحرم، فينادي مناد صادق من شدة القتال : فيم القتل والقتال؟ صاحبكم فلان(6).
ص: 153
عن أبي عثمان، عن معلي بن خنيس، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه السلام : انتظروا الفرج في ثلاث.
قيل : وما هنَّ؟
قال : اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان .
فقيل له: وما الفزعة في شهر رمضان؟
قال : أما سمعتم قول الله باع في القرآن : «إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »(1). قال: إنه يخرج الفتاة من خدرها ويستيقظ النائم ويفزع اليقظان(2).
عن الفضل بن شاذان النيشابوري، عن الحسن بن علي بن فضال، عن المثتي الحتاط، عن الحسن بن زياد الصيقل قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول : إن القائم لا يقوم حتي ينادي مناد من السماء تسمع الفتاة في خدرها، ويسمع أهل المشرق والمغرب، وفيه نزلت هذه الآية :«إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ »(3)
عن محمد بن سنان، عن حريز، عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام يقول: لا تذهب الدنيا حتي ينادي مناد من الماء: «يا أهل
ص: 154
الحق اجتمعوا»فيصيرون في صعيد واحد، ثم ينادي مرة أخري: «يا أهل الباطل اجتمعوا» فيصيرون في صعيد واحد.
قلت : فيستطيع هؤلاء أن يدخلوا في هؤلاء؟
قال : لا والله وذلك قول الله عزوجل :«مَّا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَي مَا أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّي يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ»(1).
البحار : كتاب «سرور أهل الإيمان»عن السيد علي بن عبد الحميد، بإسناده عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن رجب؟
قال : ذلك شهر كانت الجاهلية تعظمه، وكانوا يسمونه الشهر الأصم.
قلت : شعبان.
قال : تشعبت فيه الأمور.
قلت : رمضان.
قال : شهر الله تعالي، وفيه ينادي باسم صاحبكم واسم أبيه .
قلت : فشؤال.
قال : فيه يشول أمر القوم .
قلت: فذو القعدة؟
قال : يقعدون فيه.
قلت: فذو الحجة؟
قال : ذلك شهر الدم .
قلت : فالمحرم؟
ص: 155
قال : يحرم فيه الحلال ويحل فيه الحرام .
قلت : صفر وربيع؟
قال : فيها خزي فظيع، وأمر عظيم .
قلت : جمادي؟ قال : فيها الفتح من أولها إلي آخرها(1).
ص: 156
عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن غير واحد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : السبت لنا ، والأحد لشيعتنا، والاثنين لأعدائنا، والثلاثاء لبني أمية ، والأربعاء يوم شرب الدواء، والخميس تقضي فيه الحوائج، والجمعة للتنظف والتطيب، وهو عيد المسلمين وهو أفضل من الفطر والأضحي، ويوم الغدير أفضل الأعياد، وهو ثامن عشر من ذي الحجة وكان يوم الجمعة، ويخرج قائمنا أهل البيت سلام الله عليه»يوم الجمعة، وتقوم القيامة يوم الجمعة، وما من عمل يوم الجمعة أفضل من الصلاة علي محمد وآله(1).
عن محمد بن سنان، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا كانت ليلة الجمعة أهبط الرب تبارك وتعالي»ملكة إلي السماء الدنيا ، فإذا طلع الفجر جلس ذلك الملك علي العرش فوق البيت المعمور ونصب لمحمد وعلي والحسن والحسين عليهم السلام منابر من نور [عند البيت المعمور](2) فيصعدون عليها وتجمع لهم الملائكة والنبيون والمؤمنون وتفتح أبواب السماء، فإذا زالت الشمس قال رسول الله صلي الله عليه وآله: يا رب ميعادك الذي وعدت به في كتابك وهو هذه الآية :«وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ »(3) الآية ثم يقول الملائكة والنبيون مثل ذلك ثم يخ محمد وعلي
ص: 157
والحسن والحسين شدة ثم يقولون: يا رب اغضب فأنه قد هتك حريمك، وقتل أصفياؤك وأذل عبادك الصالحون، فيفعل الله ما يشاء وذلك وقت معلوم(1).
يقوم القائم عليه السلام يوم عاشوراء يوم قتل فيه الحسين بن علي عليه السلام
عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن القائم صلوات الله عليه»ينادي باسمه ليلة ثلاث وعشرين ويقوم يوم عاشورا يوم قتل فيه الحسين بن علي عليهم السلام (2).
وعن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : يقوم القائم يوم عاشوراء (3).
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين سنة إحدي أو ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع(4).
المهذب البارع : حدثني المولي السيد المرتضي العلامة بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسابة ما رواه بإسناده إلي المعلي بن خنيس ، عن الصادق عليه السلام [قال]: إن يوم النيروز هو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت، وولاة الأمر، ويظفره الله تعالي بالدجال، فيصلبه علي كناسة الكوفة، وما من يوم نيروز إلا ونحن نتوقع فيه الفرج، لأنه من أيامنا حفظته الفرس وضيعتموه(5).
ص: 158
عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمر قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لقد نزلت هذه الآية في المفتقدين من أصحاب القائم عليه السلام قوله عزوجل : «أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ »(1). إنهم ليفقدون عن فرشهم ليلا، فيصبحون بمكة وبعضهم يسير في السحاب «نهارة»يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه .
قال : فقلت: جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا؟
قال : الذي يسير في السحاب نهارا(2).
البحار : عن أبي عن الله عليه السلام قال : كأني أنظر إلي القائم عليه السلام وأصحابه في نجف الكوفة كأن علي رؤسهم الطير قد فنيت أزوادهم وخلقت ثيابهم، قد أثر السجود بجباههم ليوث بالنهار، رهبان بالليل كأن قلوبهم زبر الحديد، يعطي الرجل منهم قوة أربعين رجلا لا يقتل أحدة منهم إلا كافر أو منافق وقد وصفهم الله تعالي بالتوسم في كتابه العزيز بقوله :«إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ »(3).
عن جعفر بن يحيي، عن أبيه، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال :
ص: 159
كيف أنتم لو ضرب أصحاب القائم عليه السلام الفساطيط (1)في مسجد كوفان، ثم يخرج إليهم المثال المستأنف أمر جديد، علي العرب شديد (2).
عن علي بن عقبة بن خالد، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : كأني بشيعة علي في
أيديهم المثاني يعلمون الناس [المستأنف ](3).
عن محمد بن سنان، عن المفضل بن عمير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : كأتي أنظر إلي القائم عليه السلام علي منبر الكوفة وحوله أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر، وهم أصحاب الألوية وهم حكام الله في أرضه علي خلقه، حتي يستخرج من قبائه كتابة مختومة بخاتم من ذهب عهد معهود من رسول الله صلي الله عليه وآله فيجفلون عنه إجفال الغنم إليكم، فلا يبقي منهم إلا الوزير وأحد عشر نقيبا كما بقوا مع موسي بن عمران عليه السلام.
فيجولون(4) في الأرض فلا يجدون عنه مذهبا، فيرجعون إليه والله إني لأعرف الكلام الذي يقوله لهم فيكفرون به (5).
ص: 160
عن عبد الله بن بكير ، عن أبان بن تغلب قال: كنت مع جعفر بن محمد عليه السلام في مسجد بمكة وهو آخذ بيدي فقال : يا أبان سيأتي الله بثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا في مسجدكم هذا، يعلم أهل مكة (1) أنه لم يخلق آباؤهم ولا أجدادهم بعد، عليهم السيوف مكتوب علي كل سيف أسم الرجل واسم أبيه وحليته ونسبه ثم يأمر منادية فينادي : هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان لا يسأل علي ذلك بينة (2) .
عن سعدان بن مسلم، عن رجل، عن المفضل بن عمر قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا أذن الإمام دعا الله باسمه العبراني فأتيحت له صحابته الثلاثمائة وثلاثة عشر قزع كقزع الخريف فهم أصحاب الألوية، منهم من يفقد من فراشهليلا فيصبح بمكة، ومنهم من يري يسير في السحاب نهارا يعرف باسمه واسم أبيه وحليته ونسبه .
قلت : جعلت فداك أيهم أعظم إيمانا؟
قال : الذي يسير في السحاب نهارة وهم المفقودون وفيهم نزلت هذه الآية :«أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ »(3).
غيبة الطوسي: الفضل بن شاذان، عن محمد بن علي، عن وهيب بن حفص، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام يقول: كان أمير المؤمنين عليه السلام يقول : لا
ص: 161
يزال الناس ينقصون حتي لا يقال: «الله»، فإذا كان ذلك ضرب يعسوب الدين بذنبه(1)، فيبعث الله قوما من أطرافها ، يجيئون قزعة كقزع الخريف والله إني لا عرفهم وأعرف أسماءهم وقبائلهم واسم أميرهم، وهم قوم يحملهم الله كيف شاء، من القبيلة الرجل والرجلين - حتي بلغ تسعة - فيتوافون من الآفاق ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر، وهو قول الله :«أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَي كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»(2).حتي أن الرجل ليحتبي(3)فلا يحلحبوته حتي يبلغه الله ذلك (4).
وفي مجمع البيان: قيل : إن الأمة المعدودة هم أصحاب المهدي «عجل الله فرجه»في آخر الزمان، ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا كعدة أهل بدر يجتمعون في ساعة واحدة كما يجتمع قزع الخريف (5)، وهو المروي عن أبي جعفر وأبي عبد عليه السلام (6).
شرح الأخبار : عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال لقوم من أهل الكوفة : أنصارنا غيركم، ما يقوم مع قائمنا من أهل الكوفة ألآ خمسون رجلا، وما من بلدة إلا ومعه منهم طائفة ألآ أهل البصرة فإنه لا يخرج معه منهم إنسان(7).
ص: 162
عن مصعب بن يزيد، عن العوام ابن الزبير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : يقبل القائم عليه السلام في خمسة وأربعين رجلا من تسعة أحياء: من حي رجل، ومن حي رجلان، ومن حي ثلاثة ، ومن حي أربعة، ومن حي خمسة، ومن حي ستة، ومن حي سبعة، ومن حي ثمانية، ومن حي تسعة، ولا يزال كذلك حتي يجتمع له العدد(1).
عن ابن أبي عمير، عن أبي أيوب، عن أبي بصير قال : سأل رجل من أهل الكوفة أبا عبد الله عليه السلام قال كم يخرج مع القائم عليه السلام فأنهم يقولون إنه يخرج معه مثل عدة أهل بدرثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا؟
قال : وما يخرج إلا في أولي قوة، وما يكون أولو القوة أقل من عشرة آلاف (2).
عن محمد بن سويد الأشعري قال: دخلت أنا وفطر بن خليفة علي جعفر بن محمد ال فقرب إلينا تمرة فأكلنا وجعل يناول فطرة منه ، ثم قال له : كيفالحديث الذي حدثتني عن أبي الطفيل كله في الأبدال؟
فقال فطر : سمعت أبا الطفيل يقول: سمعت عليا أمير المؤمنين عليه السلام يقول: الأبدال من أهل الشام والتجباء من أهل الكوفة . يجمعهم الله لشر يوم لعدونا .
فقال جعفر الصادق عليه السلام : رحمكم الله، بنا يبدأ البلاء ثم بكم، وبنا يبدأ الرخاء ثم بكم، رحم الله من حببنا إلي الناس ولم يكرهنا إليهم(3).
ص: 163
عن محمد بن أبي عمير، عن ابن أبي حمزة، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ما كان قول لوط عليه السلام لقومه :«لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَي رُكْنٍ شَدِيدٍ»(1). إلآ تمنيا لقوة القائم عليه السلام ولا ذكر إلا شدة أصحابه ، وأن الرجل منهم ليعطي قوة أربعين رجلا ، وإن قلبه لأشد من زبر الحديد، ولو مژوا بجبال الحديد القلعوها، ولا يكون سيوفهم حتي يرضي الله عزوجل(2).
البحار: السيد علي بن عبد الحميد بالإسناد يرفعه إلي الفضيل بن يسار، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: له كنز بالطالقان ما هو بذهب، ولا فضة، وراية لم تنشر منذ طويت، ورجال كأن قلوبهم زبر الحديد لا يشوبها شك في ذات الله أشد من الحجر، لو حملوا علي الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم بلدة إلآ خربوها ، كأن علي خيولهم العقبان يتمسحون بسرج الإمام عليه السلام يطلبون بذلك البركة، ويحفون به يقونه بأنفسهم في الحروب، ويكفونه ما يريد فيهم.
رجال لا ينامون الليل، لهم دوي في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قيامة علي أطرافهم، ويصبحون علي خيولهم، رهبان بالليل ليوث بالنهار، هم أطوع له من الأمة لسيدها ، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله ، شعارهم: يا لثارات الحسين : إذا ساروا يسير الرعب أمامهم مسيرة شهر يمشون إلي المولي إرسالا ، بهم ينصر الله إمام الحق(3).
ص: 164
عن سليمان ابن هارون العجلي قال : قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أن صاحب هذا الأمر محفوظ له أصحابه ، لو ذهب الناس جميعا أتي الله له بأصحابه وهم الذين قال الله عزوجل:«فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ »(1).وهم الذين قال الله فيهم :«فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَي الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَي الْكَافِرِينَ »(2).
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن أصحاب موسي(3) ابتلوا بنهروهو قول الله عزوجل: «إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ»(4).وإن أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك(5).
وعن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن أصحاب طالوت ابتلوا بالنهر الذي قال الله تعالي :«مُبْتَلِيكُم بِنَهَرٍ»إن أصحاب القائم لا يبتلون بمثل ذلك(6).
غيبة النعماني : حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال : حدثني عبد الله ابن حماد الأنصاري، عن محمد
ص: 165
بن جعفر بن محمد عليه السلام ، عن أبيه عليه السلام قال : إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا يقول: عهدك في كفك، فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه، فأنظر إلي كقك وأعمل بما فيها .
قال : ويبعث جندة إلي القسطنطينية فإذا بلغوا [إلي الخليج كتبوا علي أقدامهم شيئا ومشوا علي الماء فإذا نظر إليهم الروم يمشون علي الماء قالوا : هؤلاء أصحابه يمشون علي الماء فكيف هو!! فعند ذلك يفتحون لهم أبواب المدينة فيدخلونها فيحكمون فيها ما يشاؤون(1).
عن أبي بصير قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام وعنده رجل من أهل خراسان،وهو يكلمه بلسان لا أفهمه، ثم رجع إلي شيء فهمته فسمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: أركض برجلك الأرض فإذا بحرتلك(2) الأرض علي حافتيها فرسان، قد وضعوا رقابهم علي قرابيس سروجهم، فقال أبو عبد الله عليه السلام: هؤلاء [من] = أصحاب القائم عليه السلام(3).
ص: 166
عن عمر بن طرخان، عن محمد بن إسماعيل، عن علي بن عمر بن علي بن الحسين، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إن ولي الله يعمر عمر إبراهيم الخليل عشرين ومائة سنة، ويظهر في صورة فتي موقق ابن ثلاثين سنة(1).
عن الحسن بن محبوب، عن عبد الله بن جبلة ، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : لو قد قام القائم لا نكره الناس، لأنه يرجع إليهم شابا موفقا (2) لا يثبت عليه إلا من قد أخذ الله ميثاقه في الذر الأول.
قال : وفي غير هذه الرواية أنه لالية قال : وإن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابا وهم يحسبونه شيخا كبيرا(3).
عن علي بن عمر بن علي بن الحسين عليه السلام ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمدعليه السلام أنه قال : القائم من ولدي يعمر عمر الخليل عشرين ومائة سنة يدري به ، ثم يغيب غيبة في الدهر، ويظهر في صورة شاب موفق ابن اثنين وثلاثين سنة حتي
ص: 167
ترجع عنه طائفة من الناس، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا(1).
عن بكر بن محمد الأزدي، قال: دخلت أنا وأبو بصير علي أبي عبد الله عليه السلام
وعلي بن عبد العزيز معنا فقلت لأبي عبد الله عليه السلام: أنت صاحبنا؟
فقال : إني لصاحبكم (2)!؟ ثم أخذ جلدة عضده فمها، فقال : أنا شيخ كبير ،
وصاحبكم شاب يرث(3).
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : لو خرج القائم لقد أنكره الناس، يرجع إليهم شابا موفقا فلا يلبث عليه إلا كل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الدير الأول (4).
وفي البحار: روي السيد علي بن عبد الحميد في كتاب «الغيبة»بإسناده، عن أحمد بن محمد الأيادي يرفعه إلي أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لو خرج القائم عليه السلام بعد أن أنكره كثير من الناس يرجع إليهم شابا فلا يثبت عليه إلا كل مؤمن أخذ الله ميثاقه في الذر الأول (5).
ص: 168
غيبة الطوسي: الفضل بن شاذان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كم يملك القائم؟
قال : سبع سنين يكون سبعين سنة من سنيكم هذه(1).
وفي البحار: روي السيد علي بن عبد الحميد في كتاب «الغيبة»بإسناده ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يملك القائم سبع سنين تكون سبعين سنة من سنيكم هذه؟(2).
عن ابن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: [ي] ملك القائم تسع عشرة سنة وأشهر(3).
وعن حمزة بن حمران، عن عبد الله بن أبي يعفور، عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
إن القائم عليه السلام يملك تسع عشرة سنة وأشهر(4).
وعن عبد الله بن أبي يعفور قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : ملك القائم ما تسع عشرة سنة وأشهر(5).
ص: 169
الإرشاد: روي عبد الكريم الخثعمي «الجعفري»، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : كم يملك الناس من القائم عليه السلام؟
قال : سبع سنين، تطول له الأيام [والليالي] حتي تكون السنة من سنه مقدارعشر سنين من سنيكم، فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه .
وإذا آن قيامه ، مطر الناس جمادي الآخرة، وعشرة أيام من رجب، مطرة لم ير الخلائق مثله، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم، فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة(1)ينفضون شعورهم من التراب(2).
ص: 170
عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: [إن] أول من يبايع القائم عليه السلام جبرئيل عليه السلام ينزل في صورة طير أبيض فيبايعه ثم يضع رجلا علي بيت الله الحرام، ورجلاعلي بيت المقدس ثم ينادي بصوت طلق [ذلق ](1)تسمعه الخلائق : «أَتَي أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ »(2).
عن هارون بن مسلم، عن عبيد بن زرارة، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : ينادي باسم القائم عليه السلام فيؤتي وهو خلف المقام، فيقال له: قد نودي باسمك فما تنتظر ؟ ثم يؤخذ بيده فيبايع .
[قال : ] وقال لي زرارة : الحمد لله قد كنا نسمع أن القائم عليه السلام يبايع مستكرها فلم نكن نعلم وجه استكراهه ، فعلمنا أنه استكراه لا إثم فيه(3).
ص: 171
إكمال الدين : بهذا الإسناد، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: سيأتي في مسجدكم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا - يعني مسجد مكة –يعلم أهل مكة أنه لم يلدهم إباؤهم ولا أجدادهم، عليهم السيوف، مكتوب علي كل سيف كلمة تفتح ألف كلمة، فيبعث الله تبارك وتعالي»ريحة فتنادي بكل واد: هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان عليه السلام[و] لا يريد عليه بيئة(1).
وعن محمد بن علي الكوفي، عن إسماعيل بن مهران، عن محمد بن أبي حمزة، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : سيبعث الله ثلاثمائة وثلاثة عشر [رجلا ] إلي مسجد [ب] مكة يعلم أهل مكة أنهم لم يولدوا من آبائهم ولا أجدادهم، عليهم سيوف مكتوب عليها ألف كلمة، كل كلمة مفتاح ألف كلمة، ويبعث الله الريح من كل واد تقول : هذا المهدي يحكم بحكم داود ولا يريد بيئة (2).
بصائر الدرجات : حدثنا عبد الله بن جعفر، عن محمد بن عيسي، عن يونس، عن حريز قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: لن تذهب الدنيا حتي يخرج رجل متا أهل البيت يحكم بحكم داود [وآل داود](3) ,ولايسال الناس بينه(4).
وعن أحمد بن محمد، عن محمد بن سنان، عن أبان قال : سمعت أبا عبد
ص: 172
الله عليه السلام يقول : لا تذهب الدنيا حتي يخرج رجل مني يحكم بحكومة آل داود ولا يسأل بيئة (1)، يعطي كل نفس حقها (2).
عن أبي خالد القماط، عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: أنبياء أنتم؟
قال : لا .
قلت : فقد حدثني من لا أتهم أنك قلت : إنكم أنبياء؟
قال : من هو؟ أبو الخطاب؟
قال : قلت : نعم.
قال : كنت إذا أهجر(3)!!
قال: قلت: فيم تحكمون؟
قال : نحكم بحكم آل داود(4).
وعن منصور بن يونس، عن فضيل الأعور، عن أبي عبيدة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام قائم آل محمد حكم بحكم داود وسليمان، لا يسأل الناس بيئة (5).
ص: 173
وعن أبي علي الخراساني، عن أبان ابن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني بطائر أبيض فوق الحجر فيخرج من تحته رجل يحكم بين الناس بحكم آل داود وسليمان ولا يبتغي بيئة(1)
ص: 174
عن عمر بن الفرات، عن محمد بن المفضل، عن المفضل بن عمر، قال : سألت سيدي الصادق عليه السلام هل للمأمور المنتظر المهدي عليه السلام من وقت موقت يعلمه الناس؟
فقال : حاشا لله أن يوقت ظهوره بوقت يعلمه شيعتنا .
قلت : يا سيدي ولم ذاك؟
قال : لأنه هو الساعة التي قال الله تعالي :«يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي ۖ لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ۚ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ »(1) الآية.
[وهو الساعة التي قال الله تعالي : «يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۖ »].
وقال :«عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ»(2) ولم يقل إنها عند أحد وقال :«فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً ۖ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ۚ »(3) الآية.
وقال :«اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ »(4).
وقال :«وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا ۖ وَالَّذِينَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ ۗ أَلَا إِنَّ الَّذِينَ يُمَارُونَ فِي السَّاعَةِ لَفِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ »(5).
ص: 175
قلت : فما معني يمارون؟
قال : يقولون متي ولد؟ ومن رأي؟ وأين يكون؟ ومتي يظهر؟ وكل ذلك استعجالا لأمر الله، وشك في قضائه ، ودخولا في قدرته أولئك الذين خسروا الدنيا وإن للكافرين لشر مآب .
قلت : أفلا يوقت له وقت؟
فقال : يا مفضل لا أرقت له وقتا ولا يوقت له وقت، إن من وقت لمهدينا وقتا فقد شارك الله تعالي في علمه، وأدعي أنه ظهر علي سره، وما له من سر إلا وقد وقع إلي هذا الخلق المعكوس الضال عن الله الراغب عن أولياء الله ، وما الله من خبر إلا وهو أخ
به لسره، وهو عندهم(1) وإنما ألقي الله إليهم ليكون حجة عليهم.
قال المفضل : يا مولاي فكيف بدء ظهور المهدي عليه السلام وإليه التسليم؟
قال عليه السلام: يا مفضل يظهر في شبهة ليستبين، فيعلو ذكره، ويظهر أمره، وينادي باسمه وكنيته ونسبه ويكثر ذلك علي أفواه المحقين والمبطلين والموافقين والمخالفين لتلزمهم الحجة بمعرفتهم به علي أنه قد قصصنا ودللنا عليه، ونسبناه وسميناه وكتيناه، وقلنا سمي جده رسول الله صلي الله عليه وآله وكنيه لئلا يقول الناس : ما عرفنا له اسما ولا كنية ولا نسبا.
والله ليتحقق الإيضاح به وباسمه ونسبه وكنيته علي ألسنتهم، حتي ليسميه
بعضهم لبعض، كل ذلك للزوم الحجة عليهم، ثم يظهره الله كما وعد به جده صلي الله عليه وآله في قوله عزوجل :«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»(2).
ص: 176
قال المفضل: يا مولاي فما تأويل قوله تعالي :«لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»؟
قال عليه السلام : هو قوله تعالي :«وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّي لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ »(1) فوالله يا مفضل ليرفع عن الملل والأديان الاختلاف ويكون الدين كله واحدة كما قال «جل ذكره»:«إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ »(2). وقال الله :«وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ »(3).
قال المفضل : قلت: يا سيدي ومولاي والدين الذي في آبائه إبراهيم ونوح وموسي وعيسي ومحمد صلي الله عليه وآله وهو الإسلام؟
قال : نعم يا مفضل، هو الإسلام لا غير .
قلت : يا مولاي أتجده في كتاب الله؟
قال : نعم من أوله إلي آخره ومنه هذه الآية :«إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ »قوله تعالي«مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ »(4).
ومنه قوله تعالي في قصة إبراهيم وإسماعيل : «وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ »(5).
وقوله تعالي في قصة فرعون:«حَتَّي إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ »(6).
وفي قصة سليمان وبلقيس :«قَبْلَ أَن يَأْتُونِي مُسْلِمِينَ »وقولها : «وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ »(7).
وقول عيسي عليه السلام :«مَنْ أَنصَارِي إِلَي اللَّهِ ۖ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ »(8).
ص: 177
وقوله «عزوجل»:«وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا »(1).
وقوله في قصة لوط :«فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِّنَ الْمُسْلِمِينَ»(2).وقوله :«قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا»إلي قوله :«لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ »(3) وقوله تعالي : «أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ »إلي قوله :«وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ »(4).
قلت : يا سيدي كم الملل؟
قال : أربعة وهي شرائع .
لم سموا بالمجوس
قال المفضل : قلت : يا سيدي المجوس لم سموا المجوس؟
قال عليه السلام : لأنهم تمسوا في السريانية وادعوا علي آدم وعلي شيث وهو هبة الله أنهما أطلقا لهم نكاح الأمهات والأخوات والبنات والخالات والعمات والمحرمات من النساء، وأنهما أمراهم أن يصلوا إلي الشمس حيث وقفت في الماء ولم يجعلا الصلاتهم وقتا، وإنما هو افتراء علي الله الكذب وعلي آدم وشيث عليه السلام .
قال المفضل: يا مولاي وسيدي لم سمي قوم موسي اليهود؟
قال عليه السلام : لقول الله عزوجل : «إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ ۚ »(5)أي اهتدينا إليك .
قال : فالنصاري؟
ص: 178
قال عليه السلام: لقول عيسي عليه السلام «مَنْ أَنصَارِي إِلَي اللَّهِ ۖ »وتلا الآية(1) إلي أخرهاتفسموا النصاري لنصره دين الله.
قال المفضل : فقلت : يا مولاي فلم سمي الصابئون الصابئين؟
فقال عليه السلام: إنهم صبوا إلي تعطيل الأنبياء والرسل والملل والشرائع، وقالوا : كلما جاؤوا به باطل، فجحدوا توحيد الله تعالي، ونبؤة الأنبياء، ورسالة المرسلين، ووصية الأوصياء، فهم بلا شريعة ولا كتاب ولا رسول، وهم معطلة العالم.
قال المفضل : سبحان الله ما أجل هذا من علم؟!!
قال عليه السلام : نعم، يا مفضل فألقه إلي شيعتنا لئلا يشكوا في الدين .
قال المفضل: يا سيدي ففي أي بقعة يظهر المهدئ؟
قال عليه السلام : لا تراه عين في وقت ظهوره إلا رأته كل عين، فمن قال لكم غير هذا فكذبوه.
قال المفضل : يا سيدي ولا يري وقت ولادته؟
قال : بلي والله، ليري من ساعة ولادته إلي ساعة وفاة أبيه سنتين وتسعة أشهر(2)
أول ولادته وقت الفجر من ليلة الجمعة، لثمان خلون من شعبان سنة سبع وخمسين ومائتين إلي يوم الجمعة لثمان خلون من ربيع الأول من سنة ستين ومائتين، وهو يوم وفاة أبيه بالمدينة التي بشاطئ دجلة يبنيها المتكبر الجبار المسمي باسم جعفر، الضاث الملقب بالمتوكل وهو المتأكل - لعنه الله تعالي - وهي مدينة تدعي بسر من رأي وهي
ص: 179
ساء من رأي، يري شخصه المؤمن المحق سنة ستين ومائتين ولا يراه المشكك المرتاب، وينفذ فيها أمره ونهيه، ويغيب عنها فيظهر في القصر بصابر بجانب المدينة في حرم جده رسول الله صلي الله عليه وآله، فيلقاه هناك من يسعده الله بالنظر إليه ، ثم يغيب في آخر يوم من سنة ست وستين ومائتين فلا تراه عين أحد حتي يراه كل أحد وكل عين.
قال المفضل : قلت : يا سيدي فمن يخاطبه ولمن يخاطب؟
قال الصادق عليه السلام: تخاطبه الملائكة والمؤمنون من الجن ويخرج أمره ونهيه إلي ثقاته وولاته ووكلائه ويقعد ببابه محمد بن نصير النميري(1) في يوم غيبته بصابر ثم يظهر بمكة.
و والله يا مفضل كأني أنظر إليه دخل مكة وعليه بردة رسول الله صلي الله عليه وآله، وعلي رأسه عمامة صفراء، وفي رجليه نعلا رسول الله صلي الله عليه وآله و المخصوفة وفي يده هراوته عليه السلام يسوق بين يديه عنازة عجافا (2)حتي يصل بها نحو البيت ليس بن أحد يعرفه، ويظهر وهو شاب.
قال المفضل: يا سيدي يعود شابا أو يظهر في شيبة؟
فقال عليه السلام: سبحان الله وهل يعرف ذلك؟ يظهر كيف شاء وبأي صورة شاء إذا
جاءه الأمر من الله تعالي مجده وجل ذكره.
ص: 180
قال المفضل : يا سيدي فمن أين يظهر وكيف يظهر؟
قال : يا مفضل يظهر وحده ويأتي البيت وحده، ويلج الكعبة وحده، ويج عليه الليل وحده، فإذا نامت العيون وغسق الليل نزل إليه جبرئيل وميكائيل والملائكة صفوفة فيقول له جبرئيل: يا سيدي قولك مقبول، وأمرك جائز، فيمسح عليه السلام يده علي وجهه ويقول: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ »(1).
ويقف بين الركن والمقام، فيصرخ صرخة فيقول: يا معاشر نقبائي وأهل خاصتي ومن ذخرهم الله لنصرتي قبل ظهوري علي وجه الأرض، ائتوني طائعين فترد صيحته عليه السلام عليهم وهم علي محاريبهم، وعلي فرشهم، في شرق الأرض وغربها فيسمعونه في صيحة واحدة في أذن كل رجل، فيجيئون نحوها،ولا يمضي لهم إلا كلمحة بصر ، حتي يكون كلهم بين يديه عليه السلام بين الركن والمقام.
فيأمر الله لك النور فيصير عمودا من الأرض إلي السماء فيستضيء به كل مؤمن علي وجه الأرض، ويدخل عليه نور من جوف بيته، فتفرج نفوس المؤمنين بذلك النور، وهم لا يعلمون بظهور قائمنا أهل البيت عليه وعليهم السلام.
ثم يصبحون وقوفا بين يديه، وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا بعدة أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله يوم بدر .
قال المفضل: يا مولاي يا سيدي فإثنان وسبعون رجلا الذين قتلوا مع الحسين بن علي عليه السلام يظهرون معهم؟
قال : يظهر منهم أبو عبد الله الحسين بن علي عليه السلام في اثني عشر ألفة مؤمنين من شيعة علي عليه السلام وعليه عمامة سوداء.
ص: 181
قال المفضل : يا سيدي فبغير ستة القائم عليه السلام بايعوا له قبل ظهوره وقبل قيامه؟
فقال عليه السلام: يا مفضل كل بيعة قبل ظهور القائم عليه السلام فبيعته كفر و نفاق وخديعة، لعن الله المبايع لها والمبايع له.
بل(1) يا مفضل يسند القائم عليه السلام ظهره إلي الحرم، ويمد يده فتري بيضاء من غير سوء ويقول : هذه يد الله، وعن الله، وبأمر الله ثم يتلو هذه الآية :«إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۚ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَي نَفْسِهِ ۖ »(2)الآية .
فيكون أول من يقبل يده جبرئيل عليه السلام ثم يبايعه وتبايعه الملائكة ونجباء الجن،ثم النقباء ويصبح الناس بمكة، فيقولون : من هذا الرجل الذي بجانب الكعبة؟
وما هذا الخلق الذين معه؟
وما هذه الآية التي رأيناها الليلة ولم تر مثلها؟ فيقول بعضهم لبعض: هذا الرجل هو صاحب العنيزات.
فيقول بعضهم لبعض : انظروا هل تعرفون أحدا ممن معه؟ فيقولون: لا نعرف أحدة منهم إلا أربعة من أهل مكة، وأربعة من أهل المدينة، وهم فلان وفلان ويعدونهم بأسمائهم، ويكون هذا أول طلوع الشمس في ذلك اليوم، فإذا طلعت الشمس وأضاءت صاح صائح بالخلائق من عين الشمس بلسان عربي مبين، يسمع من في السماوات والأرضين : يا معشر الخلائق ! هذا مهدي آل محمد - ويسميه باسم جده رسول الله صلي الله عليه وآله ويكنيه ، وينسبه إلي أبيه الحسن الحادي عشر إلي الحسين بن علي «صلوات الله عليهم أجمعين»-بايعوه تهتدوا، ولا تخالفوا أمره فتضلوا .
فأول من يقبل يده الملائكة، ثم الج، ثم النقباء ويقولون سمعنا وأطعنا، ولا يبقي ذو أذن من الخلائق إلا سمع ذلك النداء، وتقبل الخلائق من البدو والحضر والبر والبحر، يحدث بعضهم بعضا ويستفهم بعضهم بعضا ما سمعوا بآذانهم.
فإذا دنت الشمس للغروب، صرخ صارخ من مغربها : يا معشر الخلائق قد ظهر ربكم بوادي اليابس من أرض فلسطين وهو عثمان بن عنبسة الأموي من ولد يزيد بن
ص: 182
معاوية فبايعوه تهتدوا، ولا تخالفوا عليه فتضلوا، فيرد عليه الملائكة والجث والنقباء قوله، ويكبونه، ويقولون له: سمعنا وعصينا، ولا يبقي ذو شك ولا مرتاب ولا منافق ولا كافر إلا ضل بالنداء الأخير .
وسيدنا القائم عليه السلام مسند ظهره إلي الكعبة، ويقول : يا معشر الخلائق ألا ومن أراد أن ينظر إلي آدم وشيث، فها أنا ذا آدم وشيث، ألا ومن أراد أن ينظر إلي نوح وولده سام، فها أنا ذا نوح وسام، ألا ومن أراد أن ينظر إلي إبراهيم وإسماعيل، فها أنا ذا إبراهيم وإسماعيل، ألا ومن أراد أن ينظر إلي موسي ويوشع، فها أنا ذا موسي ويوشع ، ألا ومن أراد أن ينظر إلي عيسي وشمعون فها أنا ذا عيسي وشمعون.
ألا ومن أراد أن ينظر إلي محمد وأمير المؤمنين «صلوات الله عليهما »فها أنا ذا محمد صلي الله عليه وآله وأمير المؤمنين عليه السلام ، ألا ومن أراد أن ينظر إلي الحسن والحسين عليه السلام فها أنا ذا الحسن والحسين، ألا ومن أراد أن ينظر إلي الأئمة من ولد الحسين عليه السلام فها أنا ذا الأئمة عليهم السلام أجيبوا إلي مسألتي، فأتي أنبئكم بما نتم به وما لم تنبئوا به .
ومن كان يقرأ الكتب والصحف فليسمع مني، ثم يبتدئ بالصحف التي أنزلها الله علي آدم وشيث علي ، ويقول أمة آدم وشيث عليه السلام الله : هذه والله هي الصحف حقا، ولقد أرانا ما لم نكن نعلمه فيها، وما كان خفي علينا، وما كان أسقط منها وبدل وحرف، ثم يقرأ صحف نوح وصحف إبراهيم والتوراة والإنجيل والزبور، فيقول أهل التوراة والإنجيل والزبور : هذه والله صحف نوح وإبراهيم عليه السلام حقا ، وما أسقط منها وبدل وحرف منها ، هذه والله التوراة الجامعة والبور التام والإنجيل الكامل وإنها أضعاف ما قرأنا منها .
ثم يتلو القرآن فيقول المسلمون: هذا والله القرآن حقا الذي أنزله الله علي محمد صلي الله عليه وآله، وما أسقط منه وحرف وبدل .
ثم تظهر الدابة بين الركن والمقام، فتكتب في وجه المؤمن «مؤمن»وفي وجه الكافر «كافر»ثم يقبل علي القائم عليه السلام رجل وجهه إلي قفاه، وقفاه إلي صدره
ص: 183
ويقف بين يديه فيقول : يا سيدي أنا بشير أمرني ملك من الملائكة أن ألحق بك وأبشرك بهلاك جيش السفياني بالبيداء فيقول له القائم عليه السلام: بين قصتك وقصة أخيك .
فيقول الرجل : كنت وأخي في جيش السفياني وخربنا الدنيا من دمشق إلي الزوراء وتركناها جماء(1)، وخربنا الكوفة وخربنا المدينة، وكسرنا المنبر وراثت بغالنا في مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله ، وخرجنا منها وعددنا ثلاثمائة ألف رجل نريد إخراب البيت، وقتل أهله، فلما صرنا في البيداء عسنا فيها ، فصاح بنا صائح يا بيداء أبيدي القوم الظالمين فانفجرت الأرض، وابتلعت كل الجيش، فوالله ما بقي علي وجه الأرض عقال ناقة فما سواه غيري وغير أخي .
فإذا نحن بملك قد ضرب وجوهنا فصارت إلي ورائنا كما تري، فقال لأخي: ويلك يا نذير أمض إلي الملعون السفياني بدمشق، فأنذره بظهور المهدي من آل محمد عليهم السلام ، وعرفه أن الله قد أهلك جيشه بالبيداء، وقال لي : يا بشير الحق بالمهدي بمكة وبشره بهلاك الظالمين، وتب علي يده، فأنه يقبل توبتك ، فيم القائم عليه السلام يده علي وجهه فيرده سويا كما كان، ويبايعه ويكون معه .
قال المفضل : يا سيدي وتظهر الملائكة والجين للناس؟
قال : إي والله يا مفضل، ويخاطبونهم كما يكون الرجل مع حاشيته وأهله . قلت : يا سيدي ويسيرون معه؟
قال : إي والله يا مفضل ولينزل أرض الهجرة ما بين الكوفة والنجف وعدد أصحابه عليه السلام حينئذ ستة وأربعون ألفا من الملائكة وستة آلاف من الجن وفي رواية أخري : ومثلها من الجين بهم ينصره الله ويفتح علي يديه .
ص: 184
قال المفضل : فما يصنع بأهل مكة؟
قال : يدعوهم بالحكمة والموعظة الحسنة، فيطيعونه ويستخلف فيهم رجلامن أهل بيته، ويخرج يريد المدينة.
قال : ينقضه فلا يدع منه إلا القواعد التي هي أول بيت وضع للناس ببكة فيعهد آدم عليه السلام والذي رفعه إبراهيم وإسماعيل عليةالسلام منها وإن الذي بني بعدهما لم يبنه نبي ولا وصي، ثم يبنيه كما يشاء الله وليعفي آثار الظالمين (1)بمكة والمدينة والعراق وسائر الأقاليم، وليهدم مسجد الكوفة، وليبنيه علي بنيانه الأول، وليهدم القصر العتيق، ملعون ملعون من بناه .
قال : لا يا مفضل بل يستخلف منها - فيها - رجلا من أهله ، فإذا سار منها وثبوا عليه فيقتلونه، فيرجع إليهم فيأتونه مهطعين مقنعي رؤوسهم يبكون ويتضرعون، ويقولون : يا مهدي آل محمد التوبة، التوبة، فيعظهم وينذرهم، ويحذرهم، ويستخلف عليهم منهم خليفة ويسير، فيثبون عليه بعده فيقتلونه فيرد إليهم أنصاره من الج والنقباء ويقول لهم : أرجعوا فلا تبقوا منهم بشرة إلآ من آمن، فلولا أن رحمة ربكم وسعت كل شيء وأنا تلك الرحمة لرجعت إليهم معكم، فقد قطعوا الأعذار بينهم وبين الله، وبيني وبينهم، فيرجعون إليهم، ف والله لا يسلم من المائة منهم واحد لا والله ولا من ألف واحد.
ص: 185
قال المفضل: قلت: يا سيدي فأين تكون دار المهدي، ومجتمع المؤمنين؟
قال : دار ملكه الكوفة، ومجلس حكمه جامعها، وبيت ماله ومقسم غنائم المسلمين مسجد السهلة، وموضع خلواته الذكوات البيض من الغريين .
قال : إي والله لا يبقي مؤمن إلا كان بها أو حواليها، وليبلغ مجالة فرس منها ألفي درهم وليود أكثر الناس أنه اشتري شبرة من أرض السبع بشبر من ذهب، والسبع خطة من خطط همدان، وليصيرت الكوفة أربعة وخمسين ميلا وليجاور قصورها كربلاء،وليصيرث الله كربلاء معقلا ومقاما تختلف فيه الملائكة والمؤمنون وليكون لها شأن من الشأن، وليكون فيها من البركات ما لو وقف مؤمن ودعا ربه بدعوة لأعطاه الله بدعوته الواحدة مثل ملك الدنيا ألف مرة.
ثم تنفس أبو عبد الله عليه السلام وقال : يا مفضل إن بقاع الأرض تفاخرت، ففخرت كعبة البيت الحرام علي بقعة كربلاء، فأوحي الله إليها أن اسكتي كعبة البيت الحرام، ولا تفتخري علي كربلاء، فأنها البقعة المباركة التي نودي موسي منها من الشجرة ، وإنها الربوة التي أوت إليها مريم والمسيح وإنها الدالية التي غسل فيها رأس الحسين عليه السلام وفيها غسلت مريم عيسي عليه السلام واغتسلت من ولادتها وإنها خير بقعة عرج رسول الله صلي الله عليه وآله منها وقت غيبته، وليكون لشيعتنا فيها خيرة إلي ظهور عليه السلام .
قال عليه السلام: إلي مدينة جدي رسول الله صلي الله عليه وآله ، فإذا وردها كان له فيها مقام عجيب يظهر فيه سرور المؤمنين وخزي الكافرين .
ص: 186
قال : يرد إلي قبر جده عليه السلام فيقول: يا معاشر الخلائق، هذا قبر جدي رسول صلي الله عليه وآله ؟
فيقولون : نعم يا مهدي آل محمد.
فيقول : ومن معه في القبر؟
فيقولون: صاحباه وضجيعاه أبو بكر وعمر.
فيقول وهو أعلم بهما والخلائق كلهم جميعا يسمعون: من أبو بكر وعمر؟ وكيف دفنا من بين الخلق مع جدي رسول الله صلي الله عليه وآله ، وعسي المدفون غيرهما.
فيقول الناس: يا مهدي آل محمد صلي الله عليه وآله ما هاهنا غيرهما إنهما دفنا معه لأنهما خليفتا رسول الله صلي الله عليه وآله أبوا زوجتيه.
فيقول للخلق بعد ثلاث: أخرجوهما من قبريهما، فيخرجان غضين طريين لم يتغير خلقهما، ولم يشحب لونهما فيقول: هل فيكم من يعرفهما؟
فيقولون: نعرفهما بالصفة وليس ضجيعا جدك غيرهما .
فيقول: هل فيكم أحد يقول غير هذا أو يشك فيهما؟
فيقولون: لا.
فيؤخر إخراجهما ثلاثة أيام، ثم ينتشر الخبر في الناس ويحضر المهدي ويكشف الجدران عن القبرين، ويقول للنقباء : ابحثوا عنهما وانبشوهما .
فيبحثون بأيديهم حتي يصلوا إليهما. فيخرجان غضين طريين كصورتهما فيكشف عنهما أكفانهما ويأمر برفعهما علي دوحة(1)يابسة نخرة فيصلبهما عليها، فتحي الشجرة وتورق ويطول فرعها .
فيقول المرتابون من أهل ولايتهما : هذا والله الشرف حقا، ولقد فزنا بمحبتهما وولايتهما، ويخبر من أخفي نفسه ممن في نفسه مقياس حبة من محبتهما وولايتهما ،
ص: 187
فيحضرونهما ويرونهما ويفتنون بهما وينادي منادي المهدي عليه السلام : كل من أحب صاحبي رسول الله صلي الله عليه وآله وضجيعيه، فلينفرد جانبا، فتتجزأ الخلق جزءين أحدهما موال والآخر متبرئ منهما .
فيعرض المهدي عليه السلام علي أوليائهما البراءة منهما فيقولون: يا مهدي آل رسول الله صلي الله عليه وآله نحن لم نتبرأ منهما، ولسنا نعلم أن لهما عند الله وعندك هذه المنزلة، وهذا الذي بدا لنا من فضلهما، أنتبرأ الساعة منهما وقد رأينا منهما ما رأينا في هذا الوقت؟ من نضارتهما وغضاضتهما، وحياة الشجرة بهما؟ بل والله نتبرأ منك وممن آمن بك ومن لا يؤمن بهما، ومن صلبهما، وأخرجهما، وفعل بهما ما فعل، فيأمر المهدي عليه السلام ريحة سوداء فتهب عليهم فتجعلهم كأعجاز نخل خاوية .
ثم يأمر بإنزالهما فينزلان إليه فيحييهما بإذن الله تعالي ويأمر الخلائق بالاجتماع، ثم يقص عليهم قصص فعالهما في كل كور ودور حتي يقص عليهم قتل هابيل بن آدم عليه السلام، وجمع النار لإبراهيم عليه السلام، وطرح يوسف عليه السلام في الج، وحبس يونس عليه السلام في الحوت، وقتل يحيي عليه السلام وصلب عيسي عليه السلام وعذاب جرجيس ودانيال عليه السلام ، وضرب سلمان الفارسي، وإشعال النار علي باب أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين عليه السلام لإحراقهم بها، وضرب يد الصديقة الكبري فاطمة بالسوط، ورفس بطنها وإسقاطها محسنا، وسم الحسن عليه السلام وقتل الحسين عليه ، وذبح أطفاله وبني عمه وأنصاره، وسبي ذراري رسول الله صلي الله عليه وآله وإراقة دماء آل محمد صلي الله عليه وآله، وكل دم سفك ، وكل فرج نكح حرام ، وكل رين(1)وخبث وفاحشة وإثم وظلم وجور وغشم (2)منذ عهد آدم عليه السلام إلي وقت قيام قائمنا عليه السلام كل ذلك يعده عليه السلام عليهما، ويلزمهما إياه فيعترفان به، ثم يأمر بهما فيقت منهما في ذلك الوقت بمظالم من حضر، ثم يصلبهما علي الشجرة ويأمر نارة تخرج من الأرض فتحرقهما والشجرة ثم يأمر ريحا فتنسفهما في اليم نسفا .
ص: 188
قال : هيهات يا مفضل والله ليرد وليحضر السيد الأكبر محمد رسول الله صلي الله عليه وآله، والصديق الأكبر أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة عليهم السلام وكل من محض الإيمان محضة أو محض الكفر محضة وليقتص منهما لجميعهم حتي أنهما ليقتلان في كل يوم وليلة ألف قتلة، ويران إلي ما شاء ربهما.
ثم يسير المهدي عليه السلام إلي الكوفة وينزل ما بين الكوفة والنجف، وعنده أصحابه في ذلك اليوم ستة وأربعون ألفا من الملائكة وستة آلاف من الجين، والنقباء ثلاثمائة وثلاثة عشر نفسا .
قال : في لعنة الله وسخطه، تخربها الفتن وتتركها جاء، فالويل لها ولمن بها - كل الويل - من الرايات الصفر، ورايات المغرب، ومن يجلب الجزيرة ومن الرايات التي تسير إليها من كل قريب أو بعيد.
والله لينزل بها من صنوف العذاب ما نزل بسائر الأمم المتمردة من أول الدهر إلي آخره، ولينزل بها من العذاب ما لا عين رأت ولا أذن سمعت بمثله، ولا يكون طوفان أهلها إلا بالسيف، فالويل لمن أتخذ بها مسكنة فاين المقيم بها يبقي لشقائه ، والخارج منها برحمة الله.
والله ليبقي من أهلها في الدنيا حتي يقال : إنها هي الدنيا، وإن دورها وقصورها هي الجنة، وإن بناتها هت الحور العين، وإن ولدانها هم الولدان وليظن أن الله لم يقسم رزق العباد إلا بها، وليظهر فيها من الأمراء علي الله وعلي رسوله صلي الله عليه وآله، والحكم بغير كتابه ، ومن شهادات الوور، وشرب الخمور و[لإتيان] الفجور، وأكل السحت وسفك الدماء ما لا يكون في الدنيا كلها إلا دونه، ثم ليخربها الله بتلك الفتن وتلك الرايات، حتي ليم عليها المار فيقول: هاهنا كانت الزوراء
ثم يخرج الحسني الفتي الصبيح الذي نحو الأيلم يصيح بصوت له فصيح يا آل
ص: 189
أحمد أجيبوا الملهوف، والمنادي من حول الضريح فتجيبه كنوز الله بالطالقان كنوز وأي كنوز، ليست من فضة ولا ذهب، بل هي رجال كزبر الحديد، علي البراذين الشهب، بأيديهم الحراب، ولم يزل يقتل الظلمة حتي يرد الكوفة وقد صفا أكثر الأرض، فيجعلها له معقلا .
فيتصل به وبأصحابه خبر المهدي عليه السلام، ويقولون : يا بن رسول الله من هذا الذي قد نزل بساحتنا؟
فيقول : اخرجوا بنا إليه حتي ننظر من هو؟ وما يريد؟ وهو والله يعلم أنه المهدي، وأنه ليعرفه، ولم يرد بذلك الأمر إلا ليعرف أصحابه من هو؟
فيخرج الحسني فيقول : إن كنت مهدي آل محمد فأين هراوة جك رسول الله صلي الله عليه وآله وخاتمه، وبردته، ودرعه الفاضل، وعمامته السحاب، وفرسه اليربوع، وناقته العضباء، وبغلته اللدل، وحماره اليعفور، ونجيبه البراق، ومصحف أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فيخرج له ذلك ثم يأخذ الهراوة فيغرسها في الحجر الصلد وتورق، ولم يرد ذلك إلا أن يري أصحابه فضل المهدي عليه السلام حتي يبايعوه.
فيقول الحسن : الله أكبر مد يدك يا بن رسول الله حتي نبايعك فيمد يده فيبايعه ويبايعه سائر العسكر الذي مع الحسني إلا أربعين ألفا أصحاب المصاحف المعروفون بالزيدية ، فأنهم يقولون: ما هذا إلا سحرعظيم.
فيختلط العسكران فيقبل المهدي عليه السلام علي الطائفة المنحرفة، فيعظهم ويدعوهم ثلاثة أيام، فلا يزدادون إلا طغيانا وكفرة، فيأمر بقتلهم فيقتلون جميعا ثم يقول لأصحابه : لا تأخذوا المصاحف، ودعوها تكون عليهم حسرة كما بذلوها وغيروها وحرفوها ولم يعملوا بما فيها .
قال : يثور سرايا(1)علي السفياني إلي دمشق، فيأخذونه ويذبحونه علي الصخرة .
ص: 190
ثم يظهر الحسين عليه السلام في اثني عشر ألف صديق واثنين وسبعين رجلا أصحابه يوم كربلاء، فيالك عندها من كرة زهراء بيضاء.
ثم يخرج الصديق الأكبر أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وينصب له القبة بالنجف، ويقام أركانها : ركن بالنجف، وركن بهجر، وركن بصنعا، وركن بأرض طيبة، لكأني أنظر إلي مصابيحه تشرق في السماء والأرض، كأضواء من الشمس والقمر، فعندها تبلي السرائر، و«تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ»(1) إلي آخر الآية.
ثم يخرج السيد الأكبر محمد رسول الله صلي الله عليه وآله في أنصاره والمهاجرين، ومن آمن به وصدقه واستشهد معه، ويحضر مكذبوه والشاكون فيه والرادون عليه والقائلون فيه أنه ساحر وكاهن ومجنون، وناطق عن الهوي، ومن حاربه وقاتله حتي يقتص منهم بالحق، ويجازون بأفعالهم منذ وقت ظهر رسول الله صلي الله عليه وآله إلي ظهور المهدي مع إمام إمام، ووقت وقت، ويحق تأويل هذه الآية : «وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)»(2)
قال المفضل : يا سيدي ومن فرعون وهامان؟
قال : أبو بكر وعمر .
قال المفضل : قلت : يا سيدي ورسول الله وأمير المؤمنين صلوات الله عليهما »
يكونان معه؟
فقال : لابد أن يطأ الأرض إي والله حتي ما وراء الخاف، إي والله وما في الظلمات، وما في قعر البحار، حتي لا يبقي موضع قدم إلآ وطئا وأقاما فيه الدين الواجب لله تعالي.
ص: 191
ثم لكأني أنظر - يا مفضل - إلينا معاشر الأئمة بين يدي رسول الله صلي الله عليه وآله و نشكو إليه ما نزل بنا من الأمة بعده، وما نالنا من التكذيب والرد علينا وسبينا ولعننا وتخويفنا بالقتل، وقصد طواغيتهم الولاة الأمورهم من دون الأمة بترحيلنا عن الحرمة(1) إلي دار ملكهم، وقتلهم إيانا بالسم والحبس، فيبكي رسول الله صلي الله عليه وآله و ويقول: يا بني ما نزل بكم إلا ما نزل بجدكم قبلكم.
ثم تبتدئ فاطمة عليهم السلام وتشكو ما نالها من أبي بكر وعمر ، وأخذ فدك منها - ومشيها إليه في مجمع من المهاجرين والأنصار، وخطابها له في أمر فدك،وما رد عليها من قوله : إن الأنبياء لا تورث، واحتجاجها بقول زكريا ويحيي عليه السلام وقصة داود وسليمان عليه السلام.
وقول عمر : هاتي صحيفتك التي ذكرت أن أباك كتبها لك وإخراجها الصحيفة وأخذه إياها منها، ونشره لها علي رؤوس الأشهاد من قريش والمهاجرين والأنصار وسائر العرب وتفله فيها، وتمزيقه إياها، وبكائها ورجوعها إلي قبر أبيها رسول الله صلي الله عليه وآله باكية حزينة تمشي علي الرمضاء قد أقلقتها، واستغاثتها بالله وبأبيها رسول الله صلي الله عليه وآلهوتمثلها بقول ژقيقة بنت صيفي :
[البحر البسيط التام]
قد كان بعدك أنباء وهنبئه*** لو كنت شاهدها لم يكبر الخطب
إلا فقدناك فقد الأرض وابلها ***واختل أهلك فأشهدهم فقد لعبوا
أبدت رجال لنا فحوي صدورهم*** لما نأيت وحالت دونك الحجب
الكل قوم لهم قرب ومنزلة*** عند الإله علي الأدنين مقترب
يا ليت قبلك كان الموت حل بنا ***أملوا أناس ففازوا بالذي طلبوا
ص: 192
وتقص عليه قصة أبي بكر وإنفاذه خالد بن الوليد وقنفذة وعمر بن الخطاب وجمعه الناس لإخراج أمير المؤمنين عليه السلام من بيته إلي البيعة في سقيفة بني ساعدة واشتغال أمير المؤمنين عليه السلام بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله بضم أزواجه وقبره وتعزيتهم وجمع القرآن وقضاء دينه ، وإنجاز عداته، وهي ثمانون ألف درهم، باع فيها تليده وطارفه وقضاها عن رسول الله صلي الله عليه وآله .
وقول عمر : أخرج يا علي إلي ما أجمع عليه المسلمون وإلا قتلناك ، وقول فضة جارية فاطمة : إن أمير المؤمنين عليه السلام مشغول والحق له إن أنصفتهم من أنفسكم وأنصفتموه، وجمعهم الجزل (1)والحطب علي الباب لإحراق بيت أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وفضة، وإضرامهم النار علي الباب، و خروج فاطمة إليهم وخطابها لهم من وراء الباب .
وقولها : ويحك يا عمر ما هذه الجرأة علي الله وعلي رسوله؟ تريد أن تقع نسله من الدنيا وتفنيه وتطفئ نور الله؟ والله متم نوره، وانتهاره لها.
وقوله : كفي يا فاطمة فليس محمد حاضرة ولا الملائكة آتية بالأمر والنهي والزجر من عند الله ، وما علي إلا كأحد المسلمين فاختاري إن شئت خروجه لبيعة أبي بكر أو إحراقكم جميعا .
فقالت وهي باكية : اللهم إليك نشكو فقد نبيك ورسولك وصفيك، وارتداد أمته علينا، ومنعهم إيانا حقنا الذي جعلته لنا في كتابك المنزل علي نبيك المرسل.
فقال لها عمر : دعي عنك يا فاطمة حمقات النساء، فلم يكن الله ليجمع لكم النبوة والخلافة، وأخذت النار في خشب الباب.
وإدخال قنفذ يده لعنه يروم فتح الباب، وضرب عمر لها بالسوط علي عضدها،و
ص: 193
حتي صار كالدملج الأسود، وركل الباب برجله، حتي أصاب بطنها وهي حاملة بالمحسن، لستة أشهر وإسقاطها إياه.
وهجوم عمر وقنفذ وخالد بن الوليد وصفقه خدها حتي بدا قرطاها تحت خمارها، وهي تجهر بالبكاء، وتقول: أو أبتاه، أو رسول الله ، ابنتك فاطمة تكذب وتضرب، ويقتل جنين في بطنها.
وخروج أمير المؤمنين عليه السلام من داخل الدار محمر العين حاسرة، حتي ألقي ملاءته عليها، وضمها إلي صدره وقوله لها: يا بنت رسول الله قد علمتي أن أباك بعثه الله رحمة للعالمين، فالله الله أن تكشفي خمارك، وترفعي ناصيتك، في والله يا فاطمة لئن فعلت ذلك لا أبقي الله علي الأرض من يشهد أن محمدا رسول الله ولا موسي ولا عيسي ولا إبراهيم ولا نوح ولا آدم [ولا دابة تمشي علي الأرض ولا طائرة في السماء إلا أهلكه الله.
ثم قال : يا بن الخطاب لك الويل من يومك هذا وما بعده وما يليه أخرج قبل أن أشهر سيفي فأفني غابر الأمة.
فخرج عمر وخالد بن الوليد وقنفذ وعبد الرحمن بن أبي بكر فصاروا من خارج الدار، وصاح أمير المؤمنين بفضة: يا فضة مولاتك فاقبلي منها ما تقبله النساء فقد جاءها المخاض من الفسة ورد الباب، فأسقطت محسنا .
فقال أمير المؤمنين عليه السلام : فأنه لا حق بجده رسول الله صلي الله عليه وآله فيشكو إليه .
وتحمل أمير المؤمنين لها في سواد الليل والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم إلي دور المهاجرين والأنصار، يذكرهم بالله ورسوله، وعهده الذي بايعوا الله ورسوله، وبايعوه عليه في أربعة مواطن في حياة رسول الله صلي الله عليه وآله وتسليمهم عليه بإمرة المؤمنين في جميعها، فكل يعده بالنصر في يومه المقبل، فإذا أصبح قعد جميعهم عنه.
ص: 194
|ثم يشكو إليه أمير المؤمنين عليه السلام المحن العظيمة التي أمتحن بها بعده .
وقوله لقد كانت قصتي مثل قصة هارون مع بني إسرائيل وقولي كقوله لموسي : «ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ »(1).
واحتملت يا رسول الله ما لم يحتمل وصي نبي من سائر الأوصياء من سائر الأمم حتي قتلوني بضربة عبد الرحمن بن ملجم، وكان الله الرقيب عليهم في نفضهم بيعتي .
وخروج طلحة والبير بعائشة إلي مكة يظهران الحج والعمرة وسيرهم بها إلي البصرة، وخروجي إليهم وتذكيري لهم الله وإياك وما جئت به يا رسول الله ، فلم يرجعا حتي نصرني الله عليهما حتي أهرقت دماء عشرين ألف من المسلمين وقطعت سبعين كقا علي زمام الجمل، فما لقيت في غزواتك يا رسول الله وبعدك أصعب يوما منه أبدا، لقد كان من أصعب الحروب التي لقيتها، وأهولها وأعظمها فصبرت كما أدبني الله بما أدبك به يا رسول الله في قوله عزوجل:«فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ »(2) وقوله : «وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ »(3)وحق والله يا رسول الله تأويل الآية التي أنزلها الله في الأمة من بعدك في قوله : «وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَي أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَي عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ »(4).
يا مفضل ويقوم الحسن عليه السلام إلي جده صلي الله عليه وآله فيقول : يا جداه كنت مع أمير
ص: 195
المؤمنين في دار هجرته بالكوفة حتي استشهد بضربة عبد الرحمن بن ملجم «لعنه الله»فوصاني بما وصيته يا جداه، وبلغ اللعين معاوية قتل أبي فأنفذ الأعي اللعين زيادة إلي الكوفة في مائة ألف وخمسين ألف مقاتل فأمر بالقبض علي وعلي أخي الحسين وسائر إخواني وأهل بيتي وشيعتنا و موالينا، وأن يأخذ علينا البيعة لمعاوية لعنه الله ، فمن يأبي ما ضرب عنقه وسير إلي معاوية رأسه.
فلما علمت ذلك من فعل معاوية، خرجت من داري، فدخلت جامع الكوفة للصلاة، ورقات المنبر واجتمع الناس، فحمدت الله وأثنيت عليه، وقلت: معشر الناس عفت الديار، ومحيت الآثار، وقل الاصطبار، فلا قرار علي همزات الشياطين وحكم الخائنين، الساعة والله صحت البراهين، وفصلت الآيات، وبانت المشكلات، ولقد كنا نتوقع تمام هذه الآية تأويلها قال الله عزوجل :«وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَي أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَي عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ »(1) فلقد مات والله جدي رسول الله صلي الله عليه وآله وقتل أبي عليه السلام وصاح الوسواس الخناس في قلوب الناس ونعق ناعق الفتنة، وخالفتم الستة، فيالها من فتنة صماء عمياء، لا يسمع لداعيها ولا يجاب مناديها، ولا يخالف وإليها، ظهرت كلمة النفاق، وسيرت رايات أهل الشقاق، وتكالبت جيوش أهل العراق، من الشام والعراق، هلموا رحمكم الله إلي الافتتاح، والنور الوضاح، والعلم الجحجاح، والنورالذي لا يطفي، والحق الذي لايخفي .
أيها الناس تيقظوا من رقدة الغفلة، ومن تكاثف الظلمة فوالذي فلق الحبة، وبرأ النسمة، وتري بالعظمة، لئن قام إلي منكم عصبة بقلوب صافية ونيات مخلصة، لا يكون فيها شوب نفاق، ولا نية افتراق، لأجاهدين بالسيف قدم قدم ، ولأضيق من السيوف جوانبها ومن الرماح أطرافها، ومن الخيل سنابكها، فتكلموا رحمكم الله .
فكأنما ألجموا بلجام الصمت عن إجابة الدعوة، إلا عشرون رجلا فأنهم قاموا إلي فقالوا : يا بن رسول الله ما نملك إلا أنفسنا وسيوفنا ، فها نحن بين يديك لأمرك طائعون، وعن رأيك صادرون، فمرنا بما شئت فنظرت يمنة ويسرة فلم أر أحدة غيرهم.
ص: 196
فقلت: لي أسوة بجدي رسول الله حين عبد الله سرا، وهو يومئذ في تسعةوثلاثين رجلا فلما أكمل الله له الأربعين صار في عدة وأظهر أمر الله ، فلو كان معي عدتهم جاهدت في الله حق جهاده .
ثم رفعت رأسي نحو السماء فقلت : اللهم إني قد دعوت وأنذرت، وأمرت ونهيت، وكانوا عن إجابة الداعي غافلين، وعن نصرته قاعدين، وعن طاعته مقصرين ولأعدائه ناصرين، اللهم فأنزل عليهم رجزك، وبأسك وعذابك، الذي لا يرد عن القوم الظالمين ونزلت.
ثم خرجت من الكوفة راحة إلي المدينة، فجاؤوني يقولون: إن معاوية أسري سراياه إلي الأنبار والكوفة، وشن غاراته علي المسلمين، وقتل من لم يقاتله وقتل النساء والأطفال، فأعلمتهم أنه لا وفاء لهم، فأنفذت معهم رجالا وجيوشة وعرفتهم أنهم يستجيبون لمعاوية، وينقضون عهدي وبيعتي، فلم يكن إلا ما قلت لهم وأخبرتهم.
ثم يقوم الحسين عليه السلام مخضبة بدمه هو وجميع من قتل معه، فإذا رآه رسول الله صلي الله عليه وآله و بكي وبكي أهل السماوات والأرض لبكائه، وتصرخ فاطمة عليها السلام فتزلزل الأرض ومن عليها، ويقف أميرالمؤمنين والحسن عليه السلام عن يمينه، وفاطمة عن شماله، ويقبل الحسين عليه السلام فيضمه رسول الله صلي الله عليه وآله إلي صدره، ويقول : يا حسين فديتك قت عيناك وعيناي فيك، وعن يمين الحسين حمزة أسد الله في أرضه، وعن شماله جعفر بن أبي طالب الطيار، ويأتي محسن تحمله خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت أسد أم أمير المؤمنين عليه السلام وهن صارخات وأمه فاطمة تقول:«هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ »(1) اليوم «يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ »(2)
ص: 197
لا تبكي عند هذا الذكر ، قال : وبكي المفضل بكاء طويلا ثم قال : يا مولاي ما في الدموع يا مولاي؟
فقال : ما لا يحصي إذا كان من محق.
ثم قال المفضل : يا مولاي ما تقول في قوله تعالي:«وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ (8) بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ »(1)
قال : يا المفضل والموؤدة والله محسن لأنه ما لا غير، فمن قال غير هذا :فكذ بوه (2).
قال المفضل: يا مولاي ثم ماذا؟
قال الصادق عليه السلام : تقوم فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وآله فتقول: اللهم أنجز وعدك وموعدك لي في من ظلمني وغصبني، و ضربني وجزعين بكل أولادي، فتبكيها ملائكة السماوات السبع وحملة العرش، وسكان الهواء، ومن في الدنيا، ومن تحت أطباق الثري، صائحين صارخين إلي الله تعالي، فلا يبقي احد ممن قاتلنا وظلمنا ورضي بما جري علينا إلا قتل في ذلك اليوم ألف قتلة دون من قتل في سبيل الله ، فأنه لا يذوق الموت وهو كما قال الله عزوجل:
«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ »(3).
قال المفضل : يا مولاي إن من شيعتكم من لا يقول برجعتكم؟
ص: 198
فقال عليه السلام : إنما سمعوا قول جدنا رسول الله صلي الله عليه وآله ونحن سائر الأئمة نقول : «وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَي دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ»(1).
قال الصادق عليه السلام : العذاب الأدني عذاب الرجعة، والعذاب الأكبر عذاب يوم القيامة الذي:«تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ ۖ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ »(2)
قال المفضل : يا مولاي نحن نعلم أنكم اختيار الله في قوله تعالي : «نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ »(3).
وقوله : «ۘاللَّهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ »(4).
وقوله :«إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَي آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَي الْعَالَمِينَ (33) ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِن بَعْضٍ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ »(5) قال الصادق عليه السلام : يا مفضل فأين نحن في هذه الآية؟
قال المفضل : فوالله «إِنَّ أَوْلَي النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ»(6).
وقوله : «مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَي»ويلة أبيكم إبرهي هو منكم الميلييه (7) .
وقوله عن إبراهيم: «وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعْبُدَ الْأَصْنَامَ »(8)وقد علمنا أن رسول الله ، وأمير المؤمنين علي ما عبدا صنما ولا وثنا ولا أشركا بالله طرفة عين.
وقوله : «وَإِذِ ابْتَلَي إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ ۖ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا ۖ قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي ۖ قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ»(9).والعهد عهد الإمامة لا يناله ظالم.
ص: 199
قال : يا مفضل وما علمك بأن الظالم لا ينال عهد الإمامة؟
قال المفضل : يا مولاي لا تمتحني بما لا طاقة لي به، ولا تختبرني ولا تبتلني،فمن علمكم علمت ومن فضل الله عليكم أخذت.
قال الصادق عليه السلام : صدقت يا مفضل ولولا اعترافك بنعمة الله عليك في ذلك
لما كنت هكذا، فأين يا مفضل الآيات من القرآن في أن الكافر ظالم؟
قال : نعم يا مولاي قوله تعالي :«وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ »(1)«والكافرون هم الفاسقون»(2)ومن كفر وفسق وظلم لا يجعله الله للناس إماما .
قال الصادق عليه السلام : أحسنت يا مفضل فمن أين قلت برجعتنا؟ ومقصرة شيعتنا تقول: معني الرجعة أن يرد الله إلينا ملك الدنيا وأن يجعله للمهدي، ويحهم متي سلبنا الملك حتي يرد علينا .
قال المفضل : لا والله وما سلبتموه ولا تسلبونه لأنه ملك النبوة والرسالة والوصية والإمامة.
قال الصادق عليه السلام : يا مفضل لو تدبر القرآن شيعتنا لما شكوا في فضلنا أما سمعوا قوله عزوجل:«وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَي الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ (5) وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6)»(3).
والله يا مفضل إن تنزيل هذه الآية في بني إسرائيل وتأويلها فينا وإن فرعون .وهامان تيم وعدي .
قال المفضل: يا مولاي فالمتعة؟
قال : المتعة حلال طلق والشاهد بها قول الله عزوجل: «وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاءِ أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ ۚ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لَّا
ص: 200
تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلَّا أَن تَقُولُوا قَوْلًا مَّعْرُوفًا ۚ »(1) أي مشهودة والقول المعروف هو المشتهر بالولي والشهود، وإنما احتيج إلي الولي والشهود في النكاح، ليثبت النسل ويصح النسب ويستحق الميراث، وقوله :«وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا »(2).
وجعل الطلاق في النساء المزوجات غير جائز إلا بشاهدين ذوي عدل من المسلمين، وقال في سائر الشهادات علي الماء والفروج والأموال والأملاك :«وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِن رِّجَالِكُمْ ۖ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ»(3).
وبين الطلاق «عز ذكره»فقال :«يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ »
ولو كانت المطلقة تبين بثلاث تطليقات تجمعها كلمة واحدة أو أكثر منها أو أقل لما قال الله تعالي :
«وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ ۖ »
إلي قوله :«وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا (1) فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ۚ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ »(4) سورة الطلاق، الآية : او 2 . وقوله :«لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا»هو نكر يقع بين الزوج وزوجته ، فيطلق التطليقة الأولي بشهادة ذوي عدل .
وحد وقت التطليق هو آخر القروء، والقرء هو الحيض، والطلاق يجب عند آخر نقطة بيضاء تنزل بعد الصفرة والحمرة، وإلي التطليقة الثانية والثالثة ما يحدث الله بينهما، عطفا أو زوال ما كراها، وهو قوله :«وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228)»هذا القوله في أثر للبعولة مراجعة النساء من تطليقة إلي تطليقة، إن أرادوا إصلاحا وللنساء مراجعة الرجال في مثل ذلك .
ص: 201
ثم بين «تبارك وتعالي»فقال :«الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ».وفي الثالثة، فان طلق الثالثة بانت فهو قوله :«فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّي تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ »(1) ثم يكون كسائر الخطاب لها.
والمتعة التي أحلها الله في كتابه وأطلقها الرسول عن الله لسائر المسلمين فهي قوله عزوجل: «وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (24)»(2) والفرق بين المزوجة والمتعة أن للزوجة صداقة وللمتعة أجرة.
فتمتع سائر المسلمين علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله في الحج وغيره، وأيام أبي بكر، وأربع سنين في أيام عمر، حتي دخل علي أخته عفرا فوجد في حجرها طفلا يرضع من ثديها فنظر إلي درة اللبن في فم الطفل فأغضب وأرعد وأربد وأخذ الطفل علي يده، وخرج حتي أتي المسجد، ورقي المنبر وقال : نادوا في الناس أن الصلاة جامعة، وكان غير وقت صلاة يعلم الناس أنه لأمر يريده عمر فحضروا فقال : معاشر الناس من المهاجرين والأنصار وأولاد قحطان من منكم يحب أن يري المحرمات عليه من النساء، ولها مثل هذا الطفل؟ قد خرج من أحشائها وهو يرضع علي ثديها وهي غير متبعلة؟
فقال بعض القوم: ما نحب هذا؟
فقال : ألستم تعلمون أن أختي عفرا بنت خيثمة أمي وأبي الخطاب غير متبعلة؟
قالوا: بلي.
قال : فأني دخلت عليها في هذه الساعة، فوجدت هذا الطفل في حجرها فناشدتها أني لك هذا؟
فقالت : تمتعت .
فاعلموا سائر الناس أن هذه المتعة التي كانت حلالا للمسلمين في عهد رسول الله صلي الله عليه وآله قد رأيت تحريمها، فمن أبي ضربت جنبيه بالسوط فلم يكن في القوم منكر
ص: 202
قوله، ولا راد عليه ، ولا قائل لا يأتي رسول بعد رسول الله أو كتاب بعد كتاب الله، لا نقبل خلافك علي الله وعلي رسوله وكتابه، بل سلموا ورضوا.
قال : يا مفضل لها سبعون شرطة من خالف فيها شرطة واحدة ظلم نفسه .
قال: قلت: يا سيدي قد أمرتمونا أن لا نتمتع ببغية ولا مشهورة بفساد ولا مجنونة وأن ندعو المتعة إلي الفاحشة، فان أجابت فقد حرم الاستمتاع بها، وأن نسأل أفارغة أم مشغولة ببعل أو حمل أو بعدة؟ فان شغلت بواحدة من الثلاث فلا تح، وإن خلت فيقول لها : متعيني نفسك علي كتاب الله جل وسنة نبيه و نكاح غير سفاح أج؟ معلومة بأجرة معلومة وهي ساعة أو يوم أو يومان أو شهر أو سنة أو ما دون ذلك أو أكثر، والأجرة تراضيا عليه من حلقة خاتم أو شسع نعل أو شق تمرة إلي فوق ذلك من الدراهم والدنانير أو عرض ترضي به، فان وهبت له حل له كالصداق الموهوب من النساء المزوجات الذين قال الله تعالي فيه :«فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا »(1).
ثم يقول لها : علي ألا ترثيني ولا أرثك، وعلي أن الماء لي أضعه منك حيث أشاء، وعليك الاستبراء خمسة وأربعين يوما أومحيضة واحدة، فإذا قالت : نعم أعدت القول ثانية وعقدت النكاح، فان أحببت وأحبت هي الاستزادة في الأجل زدتما ، وفيه ما رويناه فان كانت تفعل فعليها ما تولت من الإخبار عن نفسها ولا جناح عليك(2).
وقول أمير المؤمنين عليه السلام: «لعن الله ابن الخطاب فلولاه ما زني إلا شقي أو شقية» لأنه كان يكون للمسلمين غناء في المتعة عن النا ثم تلا : «وَمِنَ النَّاسِ مَن
ص: 203
يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَي مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّي سَعَي فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ(205)»(1).
ثم قال : إن من عزل بنطفته عن زوجته فدية النطفة عشرة دنانير كقارة وإن من شرط المتعة أن ماء الرجل يضعه حيث يشاء من المتمتع بها، فإذا وضعه في الرحم فخلق منه ولد كان لاحقا بأبيه .
ثم يقوم جي علي بن الحسين وأبي الباقر عليه السلام فيشكوان إلي جدهما رسول الله صلي الله عليه وآله ما فعل بهما ثم أقوم أنا فأشكو إلي جدي رسول الله صلي الله عليه وآله ما فعل المنصور بي، ثم يقوم أبني موسي فيشكو إلي جده رسول الله صلي الله عليه وآله ما فعل به الرشيد، ثم يقوم علي بن موسي فيشكو إلي جده رسول الله صلي الله عليه وآله ما فعل به المأمون، ثم يقوم محمد بن علي فيشكو إلي جده رسول الله صلي الله عليه وآله فعل به المأمون، ثم يقوم علي بن محمد فيشكو إلي جده رسول الله صلي الله عليه وآله ما فعل به المتوكل، ثم يقوم الحسن بن علي فيشكو إلي جده رسول الله صلي الله عليه وآله ما فعل به المعتژ.
ثم يقوم المهدي سمي جدي رسول الله، وعليه قميص رسول الله مضرجا بدم رسول الله يوم شج جبينه، وسرت رباعيته، والملائكة تحقه حتي يقف بين يدي جده رسول الله صلي الله عليه وآله فيقول: يا جداه وصفتني ودللت علي، ونسبتني وسميتني وكتيتني، فجحدتني الأمة وتمدت وقالت ما ولد ولا كان، وأين هو؟ ومتي كان وأين يكون؟ وقد مات لم يعقب، ولو كان صحيحة ما أخره الله تعالي إلي هذا الوقت المعلوم، فصبرت محتسبة وقد أذن الله لي فيها بإذنه يا جدَّاه.
فيقول رسول الله صلي الله عليه وآله :«الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ۖ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ »(2).
ويقول:«إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ »(3).
ص: 204
وحق قول الله سبحانه وتعالي:«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»(1).
قرأ:«الرَّحِيمِ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُّبِينًا (1)لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا (2)وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا (3)»(2).
يا مولاي أي ذنب كان لرسول صلي الله عليه وآله؟؟!
فقال المفضل: يا مولاي أي ذنب كان لرسول الله صلي الله عليه وآله؟
فقال الصادق عليه السلام : يا مفضل إن رسول الله صلي الله عليه وآله؟ قال : اللهم حملني ذنوب شيعة أخي وأولادي الأوصياء ما تقدم منها وما تأخر إلي يوم القيامة، ولا تفضحني بين النبيين والمرسلين من شيعتنا فحمله الله إياها وغفر جميعها .
قال المفضل : فبكيت بكاء طويلا وقلت : يا سيدي هذا بفضل الله علينا فيكم.
قال الصادق عليه السلام : يا مفضل ما هو إلا أنت وأمثالك بلي يا مفضل لا تحدث بهذا الحديث أصحاب الأخص من شيعتنا فيتكلون علي هذا الفضل، ويتركون العمل فلا يغني عنهم من الله شيئا لأنا كما قال الله تبارك وتعالي فينا : «وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَي وَهُم مِّنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ »(3).
قال المفضل: يا مولاي فقوله : «لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ»ما كان رسول الله صلي الله عليه وآله ظهر علي الدين كله؟
قال : يا مفضل لو كان رسول الله صلي الله عليه وآله ظهر علي الدين كله ما كانت مجوسية ولا يهودية ولا صابئية ولا نصرانية، ولا فرقة ولا خلاف ولا شك ولا شرك، ولا
ص: 205
عبدة أصنام، ولا أوثان، ولا اللات والعزي، ولا عبدة الشمس والقمر، ولا النجوم، ولا النار، ولا الحجارة، وإنما قوله : «لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ»وليظهره علي الدين له، في هذااليوم وهذا المهدي وهذه الرجعة، وهو قوله : «وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّي لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ ۚ »(1).
فقال المفضل : أشهد أنكم من علم الله علمتم، وبسلطانه وبقدرته قدرتم وبحكمه نطقتم، وبأمره تعملون.
ثم قال الصادق عليه السلام : ثم يعود المهدئ عليه السلام إلي الكوفة، وتمطر السماء بها جرادة من ذهب ، كما أمطره الله في بني إسرائيل علي أيوب ويقيم علي أصحابه كنوزالأرض من تبرها ولجينها وجوهرها .
قال المفضل : يا مولاي من مات من شيعتكم وعليه دين لإخوانه ولأضداده كيف يكون؟
قال الصادق عليه السلام : أول ما يبتدئ المهدي عليه السلام أن ينادي في جميع العالم : ألا من له عند أحد من شيعتنا دين فليذكره حتي يرد الثومة والخردلة - فضلا عن القناطير المقنطرة من الذهب والفضة والأملاك - فيوقيه إياه.
قال : يأتي القائم عليه السلام بعد أن يطأ شرق الأرض وغربها، الكوفة ومسجدها،ويهدم المسجد الذي بناه يزيد بن معاوية «لعنه الله»لما قتل الحسين بن علي عليه السلام واهوا مسجد ليس لله، ملعون ملعون من بناه .
ص: 206
فقال : قال الله عزوجل : «يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ ۚ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ (105)فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ (106)خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۚ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (107) ۞ وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ ۖ عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ (108)»(1) والمجذوذ المقطوع أي عطاء غير مقطوع عنهم، بل هو أبدا، وملك لا ينفد، وحكم لا ينقطع، وأمر لا يبطل إلا باختيار الله ومشيته وإرادته ، التي لا يعلمها إلا هو، ثم القيامة وما وصفه الله عزوجل في كتابه .
والحمد لله رب العالمين وصلي الله علي خير خلقه محمد النبي وآله الطيبين الطاهرين وسلم تسليما كثيرا كثيرا (2).
ص: 207
عن محمد بن مروان، عن الفضيل بن يسار قال : سمعت أبا عبد الله صلي الله عليه وآله يقول : إن قائمنا إذا قام استقبل من جهل (1) الناس أشد مما استقبله رسول الله صلي الله عليه وآله من جهال الجاهلية.
قلت : وكيف ذاك؟
قال : إن رسول الله صلي الله عليه وآله الناس وهم يعبدون الحجارة والصخور والعيدان (2)والخشب المنحوتة، وإن قائمنا إذا قام أتي الناس وكلهم يتأول عليه كتاب الله، [و] يحتج عليه به، ثم قال : أما والله ليدخل عليهم عدله جوف بيوتهم كما يدخل الحر والقو(3)(4).
وعن محمد بن أبي حمزة، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : سمعته يقول: القائم عليه السلام يلقي في حربه ما لم يلق رسول الله صلي الله عليه وآله إن رسول الله صلي الله عليه وآله أتاهم وهم يعبدون حجارة منقورة(5)وخشبة منحوتة، وإن القائم يخرجون عليه فيتأولون عليه كتاب الله ويقاتلونه عليه(6).
ص: 208
عن عبد الكريم بن عمرو قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن أبان قال : حدثنا عبد الله بن عطاء المكي، عن شيخ من الفقهاء - يعني أبا عبد الله عليه السلام - قال: سألته عن سيرة المهدي كيف سيرته؟
فقال : يصنع كما صنع رسول الله صلي الله عليه وآله يهدم ما كان قبله، كما هدم رسول الله صلي الله عليه وآله أمر الجاهلية ويستأنف الإسلام جديدا(1).
عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله لي قال : إذا قام القائم جاء بأمر غير الذي كان(2).
وفي الإرشاد: روي أبو خديجة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إذا قام القائم عليه السلام جاء بأمر جديد كما دعي رسول الله صلي الله عليه وآله في بدو الإسلام إلي أمر جديد (3)
عن إسماعيل بن مسلم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه وآله: إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا [كما
ص: 209
بدأ] (1) فطوبي للغرباء (2)(3).
وعن ابن مسكان، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : الإسلام بدأ غريبة وسيعود غريبا كما بدأ، فطوبي للغرباء.
فقلت : أشرح لي هذا أصلحك الله؟
فقال : [مما يستأنف الداعي منا دعاء جديدة كما دعا رسول الله صلي الله عليه وآله (4).
وعن شعيب عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : أخبرني عن قول أمير المؤمنين عليه السلام : إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود كما بدأ فطوبي للغرباء.
فقال : يا أبا محمد إذا قام القائم عليه السلام استأنف دعاء جديدة كما دعا رسول صلي الله عليه وآله.
قال : فقمت إليه وقبلت رأسه وقلت : أشهد أنك إمامي في الدنيا والآخرة أوالي وليك، وأعادي عدوك، وأنك ولي الله ، فقال : رحمك الله(5).
عن عبد الله بن عبد الرحمن، عن مالك ابن عطية ، عن أبان بن تغلب قال : قال لي أبو عبد الله عليه السلام : دمان في الإسلام حلال من الله لا يقضي فيهما أحد حتي يبعث الله عزوجل قائمنا أهل البيت، فإذا بعث الله لك قائمنا أهل البيت حكم فيهما بحكم
ص: 210
الله لا يريد عليهما بينة : الاني المحصن يرجمه و مانع الزكاة يضرب عنقه(1).
وعن أبي عبد الله وأبي الحسن علي عليه السلام: لو قد قام القائم لحكم بثلاث لم يحكم بها أحد قبله : يقتل الشيخ الزاني، ويقتل مانع الزكاة، ويورث الأخ أخاه في الأظلة (2) (3).
من لا يحضره الفقيه : قال الصادق عليه السلام: أن الله«تبارك وتعالي»آخي بين الأرواح في الأظلة قبل أن يخلق الأجساد بألفي عام فلو قد قام قائمنا أهل البيت ورث الأخ الذي آخي بينهما في الأظلة ولم يورث الأخ في الولادة(4).
عن محمد بن حسان الرازي، عن محمد بن علي الكوفي، عن عبد الرحمنبن أبي هاشم، عن أبي خديجة ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إن عليا عليه السلام قال : كان لي أن أقتل الموتي وأجهز علي الجريح(5)، ولكني تركت ذلك للعاقبة من أصحابي إن جرحوا لم يقتلوا، والقائم له أن يقتل المولي ويجهز علي الجريح(6).
عن ابن فضال، عن ثعلبة بن ميمون، عن الحسن بن هارون بياع الأنماط قال :
ص: 211
كنت عند أبي عبد الله عليه السلام جالسة فسأله معلي بن خنيس : أيسير القائم بخلاف سيرة علي عليه السلام؟
قال : نعم، وذلك أن عليا عليه السلام سار بالمن والكف لأنه علم أن شيعته سيظهر عليهم (1) ، وأن القائم إذا قام سار فيهم بالسيف والسبي (2)، وذلك أنه يعلم أن شيعته لم يظهر عليهم من بعده أبدا(3).
وفي بصائر الدرجات : حدثنا أحمد بن محمد، عن ابن سنان، عن رفيد مولي أبي هبيرة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لي : يا رفيد كيف أنت إذا رأيت أصحاب القائم قد ضربوا فساطيطهم في مسجد الكوفة، ثم أخرج المثال الجديد ، علي العرب شديد(4).
قال : قلت : جعلت فداك ما هو؟
قال : الأبح.
قال: قلت: بأي شيء يسير فيهم، بما سار علي بن أبي طالب عليه السلام في أهل السواد؟
قال : لا يا رفيد إن عليا عليه السلام سار بما في الجفر الأبيض، وهو الكف، وهو يعلم أنه سيظهر علي شيعته من بعده وإن القائم يسير بما في الجفر الأحمر وهو الذبح، وهو يعلم أنه لا يظهر علي شيعته(5).
ص: 212
عن الربعي، عن رفيد مولي أبي هبيرة قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك يا بن رسول الله يسير القائم بسيرة علي بن أبي طالب في أهل السواد؟
فقال: لا، يا رفيد إن علي بن أبي طالب سار في أهل السواد بما في الجفرالأبيض، وإن القائم يسير في العرب بما في الجفر الأحمر .
قال : فقلت : جعلت فداك وما الجفر الأحمر؟
قال : فأمر أصبعه علي حلقه فقال : هكذا يعني الذبح .
ثم قال : يا رفيد إن لكل أهل بيت مجيبا (1)شاهدة عليهم شافعا لأمثالهم(2).
عن يونس بن عبد الرحمن، عن سورة بن كليب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية علي رسول الله صلي الله عليه وآله:«ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ »(3) فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: أمرت بالتقية، فسار بها عشرة حتي أمر أن يصدع بما أمر(4)، وأمر بها علي عليه السلام ،فسار بها حتي أمر أن يصدع بها، ثم أمر الأئمة بعضهم بعضا فساروا بها، فإذا قام قائمنا سقطت التقنية وجود السيف، ولم يأخذ من الناس ولم يعطهم إلا بالسيف(5).
عن محمد بن علي الكوفي ، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليةالسلام أنه قال : ما تستعجلون بخروج القائم؟!!
ص: 213
البحار: روي السيد علي بن عبد الحميد في كتاب «الغيبة»بإسناده إلي ابن تغلب ، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: إذا خرج القائم عليه السلام لم يبق بين يديه أحد إلا عرفه صالح أو طالح(1).
الإرشاد: روي عبد الله بن عجلان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام قائم آل محمد صلي الله عليه وآله حكم بين الناس بحكم داود عليه السلام لا يحتاج إلي بيئة ، يلهمه الله تعالي فيحكم بعلمه، ويخبر كل قوم بما استبطنوه(2)، ويعرف وليه من عده بالتوم قال الله سبحانه : «إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ (75) وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ (76)»(3).
إكمال الدين : بهذا الإسناد، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : كأني أنظر إلي القائم عليه السلام ظهر النجف فإذا استوي علي ظهر النجف ركب فرسة أدهم أبلق (1)بين عينيه شمراخ(2)ثم ينتفض به فرسه، فلا يبقي أهل بلدة إلا وهم يظنون أنه معهم في بلادهم، فإذا نشر راية رسول الله صلي الله عليه وآله انحط عليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثة عشر ملك كلهم ينتظر القائم عليه السلام .
وهم الذين كانوا مع نوح عليه السلام في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم الخليل عليه السلام حيث ألقي في النار، وكانوا مع عيسي عليه السلام حيث رفع، وأربعة آلاف مسومين ومردفين وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكة يوم بدر، وأربعة آلاف ملك الذين هبطوا يريدون القتال مع الحسين بن علي عليه السلام فلم يؤذن لهم، فصعدوافي الاستيذان وهبطوا وقد قتل الحسين عليه السلام فهم شعث غبر يبكون عند قبر الحسين عليه السلام إلي يوم القيامة، وما بين قبر الحسين عليه السلام إلي السماء مختلف الملائكة(3).
عن سعدان بن مسلم، عن عمر بن أبان الكلبي ، عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : كأني أنظر إلي القائم علي نجف الكوفة عليه خوخة (4)
ص: 216
إستبرق ويلبس درع رسول الله صلي الله عليه وآله فإذا لبسها انتفضت به حتي تستدير عليه ثم يركب فرسة له أدهم أبلق بين عينيه شمراخ بين، معه راية رسول الله صلي الله عليه وآله.
قلت : مخبوة أو يؤتي بها؟
قال : بل يأتيه بها جبرئيل عمودها من عمد عرش الله وسايرها من نصر الله ، لا يهوي بها إلي شيء إلا أهلكه الله يهبط بها تسعة آلاف ملك، وثلاثمائة وثلاثة عشرملكا.
فقلت له : جعلت فداك كل هؤلاء معه؟
قال : نعم هم الذين كانوا مع نوح في السفينة . والذين كانوا مع إبراهيم حيث ألقي في النار . وهم الذين كانوا مع موسي لما قلق له البحر. والذين كانوا مع عيسي لما رفعه الله إليه، وأربعة آلاف مسؤمين كانوا مع رسول الله صلي الله عليه وآله، وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكة كانوا معه يوم بدر، ومعهم أربعة آلاف صعدوا إلي السماء يستأذنون في القتال مع الحسين عليه السلام فهبطوا إلي الأرض وقد قتل، فهم عند قبره شعث غبريبكونه إلي يوم القيامة، وهم ينتظرون خروج القائم عليه السلام(1)
عن سعدان بن مسلم، عن عمر بن أبان، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأتي بالقائم عليه السلام علي نجف الكوفة، وقد لبس درع رسول الله صلي الله عليه وآله ، فينتفض (2)هو بها فتستدير عليه، فيغشيها بحداجة من إستبرق (3)، ويركب فرسة أدهم بين عينيه شمراخ، فينتفض به انتفاضة لا يبقي أهل بلد إلا وهم يرون أنه معهم في بلادهم فينشر راية رسول الله صلي الله عليه وآله عمودها من عمود العرش، وسائرها من نصر الله، لا يهوي بها إلي شيء أبدا إلا هتكه الله ، فإذا هژها لم يبق مؤمن إلا صار
ص: 217
قلبه كزبر الحديد، ويعطي المؤمن قوة أربعين رجلا ولا يبقي مؤمن [ميت] إلآ دخلت عليه تلك الفرحة في قبره، وذلك حيث يتزاورون في قبورهم، ويتباشرون بقيام القائم فينحط عليه ثلاثة عشر ألف ملك وثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا.
قلت : كل هؤلاء الملائكة؟
قال : نعم الذين كانوا مع نوح في السفينة، والذين كانوا مع إبراهيم عليه السلام حين ألقي في النار، والذين كانوا مع موسي حين فلق البحر لبني إسرائيل، والذين كانوا مع عيسي حين رفعه الله إليه. وأربعة آلاف ملك مع النبي عليه السلام مسؤمين وألف مردفين (1)وثلاثمائة وثلاثة عشر ملائكة بدريين، وأربعة آلاف ملك هبطوا يريدون القتال مع الحسين [بن علي ]علية فلم يؤذن لهم في القتال فهم عند قبره شعث غبر يبكونه إلي يوم القيامة، ورئيسهم ملك يقال له : منصور فلا يزوره زائر إلا استقبلوه ولا يودعه مودع إلآ شيعوه، ولا يمرض مريض إلا عادوه، ولا يموت ميت إلا صلوا علي جنازته، واستغفروا له بعد موته، وكل هؤلاء في الأرض ينتظرون قيام القائم عليه السلام إلي وقت خروجه «عليه صلوات الله »(2).
العدد القوية : قال أبو عبد الله عليه السلام: كأني بالقائم عليه السلام علي ظهر التجف الاب درع رسول الله صلي الله عليه وآله ، فيتقلص عليه، ثم ينتفض بها فيستدير عليه، ثم يغشي الدرع بثوب إستبرق (3)ثم يركب فرسة له أبلق بين عينيه شمراخ، ينتفض به، لايبقي أهل بلد إلا أتاهم نور ذلك الشمراخ حتي يكون آية له، ثم ينشر راية رسول الله صلي الله عليه وآله إذا نشرها أضاء لها ما بين المشرق والمغرب(4).
ص: 218
الإرشاد: روي المفضل بن عمر الجعفي قال: سمعت أبا عبد الله جعفربن محمد صلي الله عليه وآله يقول : إذا أذن الله تعالي للقائم في الخروج صعد المنبر ، فدعا الناس إلي نفسه وناشدهم بالله ودعاهم إلي حقه، وأن يسير فيهم بسنة رسول الله صلي الله عليه وآله ويعمل فيهم بعمله، فيبعث الله جل جلاله»جبرئيل حتي يأتيه فينزل علي الحطيم يقول : إلي أي شيء تدعو؟
فيخبره القائم عليه السلام فيقول جبرئيل : أنا أول من يبايعك أبسط يدك، فيمسح علي يده، وقد وافاه ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا فيبايعونه ويقيم بمكة حتي يتم أصحابه عشرة آلاف نفس ثم يسير منها إلي المدينة(1).
غيبة النعماني : حدثنا أبو سليمان أحمد بن هوذة قال : حدثنا إبراهيم بن إسحاق النهاوندي قال : حدثنا عبد الله بن حماد الأنصاري، عن علي بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : إذا قام القائم «صلوات الله عليه»نزلت ملائكة بدر وهم خمسة آلاف (2)ثلث علي خيول شهب(3)، وثلث علي خيول بلق (4)، وثلث علي خيول حُوّ.
قلت : وما الحؤ؟
ص: 219
عن ابن أبي عمير، عن حماد بن عثمان، عن المعلي بن خنيس قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام يوما : جعلت فداك ذكرت آل فلان وما هم فيه من النعيم فقلت : لو كان هذا إليكم لعشنا معكم.
فقال : هيهات يا معلي أما والله أن لو كان ذاك ما كان إلا سياسة الليل، وسياحة النهار، ولبس الخشن، وأكل الجشب، فزوي ذلك عنا، فهل رأيت ظلامة قط صيرها الله تعالي نعمة إلا هذه (1).
وعن المفضل بن عمر قال : كنت عند أبي عبد الله علية بالطواف، فنظر إلي وقال عليه السلام:يا مفضل مالي أراك مهمومة متغير اللون؟
قال : فقلت له : جعلت فداك نظري إلي بني العباس، وما في أيديهم من هذا الملك والسلطان والجبروت، فلو كان ذلك لكم لكتا فيه معكم.
فقال : يا مفضل أما لو كان ذلك لم يكن إلا سياسة الليل، وسباحة النهار(2) (3)، وأكل الجشب، ولبس الخشن، شبه أمير المؤمنين عليه السلام وإلا فالنار،
ص: 220
فروي ذلك عتا فصرنا نأكل ونشرب، وهل رأيت ظلامة جعلها الله(1) نعمة مثل هذا (2).
البحار : دعوات الراوندي - قال المعلي بن خنيس : قلت لأبي عبد الله علية : لو كان هذا الأمر إليكم لعشنا معكم .
فقال: والله لو كان هذا الأمر إلينا لما كان إلا أكل الجشب ولبس الخشن .
وقال عليه السلام للمفضل بن عمر : لو كان هذا الأمر إلينا لما كان إلا عيش رسول الله صلي الله عليه وآله وسيرة أمير المؤمنين عليه السلام (3).
عن عمرو بن شمر قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام في بيته والبيت غاص بأهله فأقبل الناس يسألونه فلا يسأل عن شيء إلا أجاب فيه ، فبكيت من ناحية البيت فقال : ما يبكيك يا عمرو؟
قلت : جعلت فداك وكيف لا أبكي وهل في هذه الأمة مثلك الباب مغلق عليك والستر مرخي عليك؟
فقال : لا تبك يا عمرو نأكل أكثر الطيب، ونلبس اللين ولو كان الذي تقول لم يكن إلا أكل الجشب، ولبس الخشن، مثل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وإلا فمعالجة (4) الأغلال في النار(5).
ص: 221
عن عمر بن زاهر، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: سأله رجل عن القائم يسلم عليه بإمرة المؤمنين؟
قال: لا، ذاك اسم سمي الله به أمير المؤمنين عليه السلام، لم يسم به أحد قبله ولا يتسمي به بعده إلا كافر.
قلت : جعلت فداك كيف يسلم عليه؟
قال : يقولون : السلام عليك يا بقية الله، ثم قرأ:«بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ ۚ »(1).
ص: 222
عن جعفر بن مالك، عن أحمد بن أبي نعيم، عن إبراهيم بن صالح، عن محمد ابن غزال، عن مفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ، واستغني الناس، ويعمر الرجل في ملكه حتي يولد له ألف ذكر، لا يولد فيهم أنثي، ويبني في ظهر الكوفة مسجدة له ألف باب وتتصل - بيوت الكوفة بنهر كربلاء وبالحيرة، حتي يخرج الرجل يوم الجمعة علي بغلة سفراء (1)يريد الجمعة فلا يدركها (2).
الإرشاد: روي المفضل بن عمر قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها، واستغني العباد عن ضوء الشمس، وذهبت الظلمة، ويعمر الرجل في ملكه حتي يولد له ألف ولد ذكر، لا يولد فيهم أنثي، وتظهر الأرض من كنوزها حتي يراها الناس عليوجهها، ويطلب الرجل منكم من يصله بماله، ويأخذ منه زكاته، فلا يجد أحدا يقبل منه ذلك واستغني الناس بما رزقهم الله من فضله (3).
ص: 224
البحار : وبإسناده يرفعه إلي ابن مسكان، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : إن المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليري أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يري أخاه الذي في المشرق (1)
ص: 225
عن عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول : [كانت ]عصا موسي قضيب آس من غرس الجنة، أتاه بها جبرئيل عليه السلام لما توجه تلقاء مدين، وهي وتابوت آدم في بحيرة طبرية(1)ولن يبليا ولن يتغيرا حتي يخرجهما القائم عليه السلام إذا قام(2).
بصائر الدرجات : حدثنا محمد بن هارون، عن سهل بن زياد، عن أبي يحيي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن الله خير ذا القرنين السحابين الذلول والصعب، فاختار الذلول وهو ما ليس فيه برق ولا رعد، ولو اختار الصعب لم يكن له ذلك لأن الله ادخره للقائم عليه السلام (3).
الخرائج والجرائح : عن أبي سعيد الخراساني، عن جعفر ابن محمد، عن أبيهال [قال]: إذا قام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلي الكوفة نادي مناد(4): «ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا»، ويحمل معه حجر موسي بن عمران عليه السلام
ص: 226
الذي انبجست (1)منه اثنتا عشرة عينة فلا ينزل منزلا إلآ نصبه ، فانبعثت منه العيون، فمن كان جائعا شبع، ومن كان ظمآن روي، فيكون زادهم حتي ينزلوا النجف من ظاهر الكوفة، فإذا نزلوا ظاهرها انبعث منه الماء واللبن دائما، فمن كان جائعة شبع، ومن كان عطشانة روي(2).
ص: 227
عن محمد بن إسماعيل، عن أبي إسماعيل السراج، عن بشر بن جعفر ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي بصير ، قال : قال أبو عبد الله علي : إنه إذا تناهت الأمورإلي صاحب هذا الأمر رفع الله تبارك وتعالي»[له كل منخفض من الأرض، - وخفض له كل مرتفع منها حتي تكون الدنيا عنده بمنزلة راحته(1)، فأيكم لو كانت في راحته شعرة لم يبصرها (2).
ص: 228
عن حمدان القلانسي، عن محمد بن جمهور، عن مرازم بن عبد الله ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (صلوات الله عليه» أنه قال : يا أبا محمد كأني أري نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله .
قلت: يكون منزله؟
قال: نعم، هو منزل إدريس عليه السلام ، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلي فيه ، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلي الله عليه وآله ، وما من مؤمن ولا مؤمنة إلآ وقلبه يحث إليه، وما من يوم ولا ليلة إلآ والملائكة يأوون إلي هذا المسجد يعبدون الله فيه .
يا أبا محمد أما إني لو كنت بالقرب منكم ما صليت صلاة إلا فيه، ثم إذا قام قائمنا انتقم الله لرسوله ولنا أجمعين(1).
وفي البحار : روي في كتاب «مزار»لبعض قدماء أصحابنا ، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال لي : يا أبا محمد كأني أري نزول القائم عليه السلام في مسجد السهلة بأهله وعياله.
قلت : يكون منزله جعلت فداك؟
قال: نعم، كان فيه منزل إدريس، وكان منزل إبراهيم خليل الرحمن، وما بعث الله نبيا إلا وقد صلي فيه وفيه مسكن الخضر، والمقيم فيه كالمقيم في فسطاط رسول الله صلي الله عليه وآله وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه يحث إليه .
قلت : جعلت فداك لا يزال القائم فيه أبدا؟
قال : نعم .
ص: 229
قلت : فمن بعده؟
قال : هذا من بعده إلي انقضاء الخلق .
قلت : فما يكون من أهل الذمة عنده؟
قال : يسالمهم كما سالمهم رسول الله صلي الله عليه وآله، ويؤدون الجزية عن يد وهم صاغرون.
قلت : فمن نصب لكم عداوة؟
فقال : لا يا أبا محمد ما لمن خالفنا في دولتنا من نصيب، إن الله قد أحل لنا دماءهم عند قيام قائمنا، فاليوم محرم علينا وعليكم ذلك فلا يغرك أحد، إذا قام قائمنا انتقم لله ولرسوله ولنا أجمعين (1)
وعن علي بن الحسن بن علي، عن عثمان، عن صالح بن أبي الأسود قال : قال أبو عبد الله عليه السلام وذكر مسجد السهلة فقال : أما إنه منزل صاحبنا إذا قام بأهله(2).
تفسير العياشي: عن سعد بن عمر ، عن غير واحد ممن حضر أبا عبد الله عليه السلام ورجل يقول: قد ثبت دار صالح ودار عيسي بن علي وذكر دور العباسيين، فقال رجل : أراناها الله خرابا، أو خبها بأيدينا .
فقال له أبو عبد الله عليه السلام : لا تقل هكذا بل يكون مساكن القائم وأصحابه أما سمعت الله يقول :«وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ»(3).
ص: 230
عن أحمد بن محمد بن أبي نصر وغيره، عن أبي أيوب الحذاء ، عن أبي بصير ،عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : جعلت فداك إني أريد أن ألمس(1) صدرك .
فقال : أفعل.
فمسست صدره ومناكبه .
فقال : ولم يا أبا محمد؟
فقلت: جعلت فداك إني سمعت أباك وهو يقول : إن القائم واسع الصدر، مسترسل المنكبين، عريض ما بينهما .
فقال : يا أبا محمد إن أبي لبس درع رسول الله صلي الله عليه وآله ، وكانت تسحب علي الأرض وأنا لبستها فكانت وكانت (2)، وإنها تكون من القائم كما كانت من رسول الله صلي الله عليه وآله مشمرة(3) كأنه ترفع نطاقها بحلقتين، وليس صاحب هذا الأمر من جازأربعين (4).
ص: 231
عن يونس بن كليب، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام : لا يخرج القائم عليه السلام حتي يكون تكملة الحلقة .
قلت : وكم تكملة الحلقة؟
قال : عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه ، وميكائيل عن يساره . ثم يهز الراية ويسير بها ، فلا يبقي أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها وهي راية رسول الله صلي الله عليه وآله، نزل بها جبرئيل يوم بدر.
ثم قال : يا أبا محمد ما هي واللله قط ولا كتا ولا قز ولا حرير .
قلت : فمن أي شيء هي؟
قال : من ورق الجنة، نشرها رسول الله صلي الله عليه وآله يوم بدر ، ثم لفها ودفعها إلي علي عليه السلام فلم تزل عند علي عليه السلام حتي إذا كان يوم البصرة، نشرها أمير المؤمنين عليه السلام ففتح الله عليه ثم لفها .
وهي عندنا هناك لا ينشرها أحد حتي يقوم القائم عليه السلام فإذا قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها، ويسير الرعب قدامها شهرة، ووراءها شهرة، وعن يمينها شهرة، و عن يسارها شهرة.
ثم قال : يا أبا محمد إنه يخرج موتورة غضبان أسفة، لغضب الله علي هذا الخلق، يكون عليه قميص رسول ، الذي عليه يوم أحد، وعمامته السحاب، ودرعه درع رسول الله صلي الله عليه وآله السابغة(1)، وسيفه سيف رسول الله صلي الله عليه وآله ذو الفقار، يجد السيف علي عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا (2).
ص: 233
فأول ما يبدأ ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة، وينادي مناديه : هؤلاء ساق الله، ثم يتناول قريشا فلا يأخذ منها إلا السيف، ولا يعطيها إلا السيف.
ولا يخرج القائم عليه السلام حتي يقرأ كتابان - كتاب بالبصرة، وكتاب بالكوفة - بالبراءة من علي عليه السلام (1).
ص: 234
علل الشرائع : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد السلام بن صالح الهروي قال : قلت لأبي الحسن علي بن موسي الرضا عليه السلام : يا بن رسول الله ما تقول في حديث روي عن الصادق عليه السلام أنه قال : إذا خرج القائم قتل ذراري قتلة الحسين عليه السلام بفعال آبائها؟
فقال عليه السلام : هو كذلك.
فقلت : فقول الله عزوجل :«وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَي ۚ »(1)ما معناه؟
فقال : صدق الله في جميع أقواله، ولكن ذراري قتلة الحسين عليه السلام يرضون بفعال آبائهم ويفتخرون بها، ومن رضي شيئا كان كمن أتاه، ولو أن رجلا قتل في المشرق فرضي بقتله رجل في المغرب، لكان الراضي عند الله عزوجل شريك القاتل، وإنما يقتلهم القائم عليه السلام إذا خرج لرضاهم بفعل آبائهم .
قال : فقلت له : بأي شيء يبدأ القائم فيهم إذا قام؟
قال : يبدأ ببني شيبة ويقطع أيديهم لأنهم سراق بيت الله عزوجل(2).
ص: 235
الإرشاد: روي أبو بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إذا قام القائم عليه السلام هدم المسجد الحرام حتي يرده إلي أساسه وحول المقام إلي الموضع الذي كان فيه، وقطع أيدي بني شيبة، وعلقها بالكعبة، وكتب عليها : هؤلاء سراق الكعبة(1).
غيبة الطوسي: الفضل بن شاذان، عن عبد الرحمن، عن ابن أبي حمزة، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : القائم يهدم المسجد الحرام حتي يرده إلي أساسه، ومسجد الرسول صلي الله عليه وآله إلي أساسه ويرد البيت إلي موضعه، وأقامه علي أساسه، وقطع أيدي بني شيبة الشراق، وعلقها علي الكعبة(2).
وعن وهيب بن حفص، عن أبي بصير، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: أن القائم عليه السلام إذا قام رد البيت الحرام إلي أساسه و مسجد الرسول إلي أساسه و مسجد الكوفة إلي أساسه.
وقال أبو بصير : إلي موضع التمارين من المسجد(3).
عن علي بن يعقوب الهاشمي، عن مروان ابن مسلم، عن سعيد بن عمرو
ص: 236
الجعفي، عن رجل من أهل مصر قال : أوصي إلي أخي بجارية كانت له مغنية فارهة(1)وجعلها هدية لبيت الله الحرام، فقدمت مكة فسألت، فقيل : أدفعها إلي بني شيبة ، وقيل لي غير ذلك من القول فاختلف علي فيه .
فقال لي رجل من أهل المسجد : ألا أرشدك إلي من يرشدك في هذا إلي الحق؟ قلت : بلي.
قال : فأشار إلي شيخ جالس في المسجد فقال : هذا جعفر بن محمد عليه السلام فسله .
قال : فأتيته عليه السلام فسألته وقصصت عليه القصة، فقال : إن الكعبة لا تأكل ولا تشرب وما أهدي لها فهو لزوارها ، بع الجارية وقم علي الحجر فناد: هل من منقطع به وهل من محتاج من زوارها، فإذا أتوك فسل عنهم وأعطهم وأقسم فيهم ثمنها .
قال : فقلت له : إن بعض من سألته أمرني بدفعها إلي بني شيبة .
فقال : أما إن قائمنا لو قد قام لقد أخذهم وقطع أيديهم وطاف بهم وقال : هؤلاء سراق الله (2).
ص: 237
عن يعقوب ابن شعيب، عن أبي عبد الله عليه أنه قال : «ألا أريك قميص القائم الذي يقوم عليه؟
فقلت: بلي.
قال : فدعا بقمطر(1)ففتحه وأخرج منه قميص كرابيس فنشره فإذا في كمه الأيسر دم، فقال : هذا قميص رسول الله صلي الله عليه وآله الذي عليه يوم شربت رباعيته(2)، وفيه يقوم القائم، فقبلت الدم ووضعته علي وجهي، ثم طواه أبو عبد الله عليه السلام ورفعه »(3).
عن أحمد بن محمد، عن محمد بن يحيي، عن حماد بن عثمان قال : كنت حاضرة عند أبي عبد الله عليه السلام إذ قال له رجل: أصلحك الله ذكرت أن عليا ابن أبي طالب عليه السلام كان يلبس الخشن، يلبس القميص بأربعة دراهم وما أشبه ذلك ونري عليك اللباس الجيد؟
قال : فقال له : إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يلبس ذلك في زمان لا ينكرولو لبس مثل ذلك اليوم لشهر به، فخير لباس كل زمان لباس أهله، غير أن قائمنا إذا قام لبس لباس علي عليه السلام وسار بسيرته(4).
ص: 238
عن علي بن الحسن، عن علي بن حسان، عن عبد الرحمن بن كثير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل : «أَتَي أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ ۚ »(1).
فقال : هو أمرنا ، أمرالله عزوجل ألا تستعجل (2) به حتي يؤيده الله بثلاثة أجناد : الملائكة والمؤمنين والرعب، وخروجه كخروج رسول الله صلي الله عليه وآله وذلك قوله عزوجل :«كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ»(3)(4).
ص: 239
البحار : روي السيد علي بن عبد الحميد في كتاب «الغيبة»بإسناده رفعه إلي عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله عليه السلام، قال : إذا خرج القائم عليه السلام لم يكن بينه وبين العرب والفرس إلا السيف لا يأخذها إلا بالسيف ولا يعطيها إلا به(1).
البحار : وعنه عليه السلام: لا تذهب الدنيا حتي تندرس أسماء القبائل، وينسب القبيلة إلي رجل منكم فيقال لها : آل فلان، وحتي يقوم الرجل منكم إلي حسبه ونسبه وقبيلته فيدعوهم فان أجابوه وإلا ضرب أعناقهم(2).
عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف ما يأخذ منها إلا السيف، وما يستعجلون بخروج القائم؟ والله ما لباسه إلا الغليظ، وما طعامه إلا الشعير الجشب، وما هو إلا السيف، والموت تحت ظل السيف(3).
ص: 240
عن علي بن أسباط، عن أبيه أسباط بن سالم، عن موسي الأبار(1)، عن أبي عبد الله علي أنه قال : اتق العرب فإن لهم خبر سوء أما إنه لا يخرج مع القائم منهم واحد (2).
البحار : صحيفة الإمام الرضا عليه السلام - بإسناده عن الرضا، عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : من قاتلنا في آخر الرمان فكأنما قاتلنا مع الدجال.
عمن قاتلنا في قال أبو القاسم الطائي : سألت علي بن موسي الرضا عليه السلام : عمن قاتلنا في آخر الزمان؟
قال : من قاتل صاحب عيسي بن مريم وهو المهدي عليه السلام (3).
ص: 242
شرح الأخبار : عن الحسن بن محبوب، بإسناده، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : إذا قام القائم منا عرض الإيمان علي كل ناصب، فإن دخل فيه بحقيقة وإلا ضرب عنقه، أو يؤديه الجزية كما يؤديها أهل الذمة اليوم، ويشد علي وسطه الهميان، ويطردهم من الأمصار إلي السواد(1).
ص: 243
الاختصاص: قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: يكون من شيعتنا في دولة القائم عليه السلام سنام الأرض وحكامها، يعطي كل رجل منهم قوة أربعين رجلا(1).
البحار : كشف الغمة - عن جابر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الله ان يلقي في قلوب شيعتنا الرعب، فإذا قام قائمنا وظهر مهدينا كان الرجل أجرأ من ليث و أمضي من سنان (2)(3).
وعن عمرو بن شمر، عن جابر[ قال : ]قال أبو عبد الله عليه السلام:
إن الله نزع الخوف من قلوب أعدائنا، وأسكنه في قلوب شيعتنا، فإذا جاء أمرنا نزع الخوف من قلوب شيعتنا، وأسكنه في قلوب عدونا، فأحدهم أمضي منسنان وأجرأ من ليث، يطعن عدوه بر محه، ويضربه بسيفه ، ويدوسه بقدمه(4).
عن علي بن أبي حمزة قال: قال أبو عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام : بينا شباب
ص: 244
الشيعة علي ظهور سطوحهم نيام إذا توافوا إلي صاحبهم في ليلة واحدة علي غير ميعاد فيصبحون بمكة(1).
عن صفوان بن يحيي، عن مندل، عن بكار بن أبي بكر، عن عبد الله بن عجلان قال : ذكرنا خروج القائم عليه السلام عند أبي عبد الله عليه السلام فقلت له : كيف لناأن نعلم ذلك؟
فقال : يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب «طاعة معروفة»(2).
عن العباس بن عامر، عن الربيع بن محمد المسلمي، عن أبي الربيع الشامي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: إن قائمنا إذا قام مد الله عزوجل لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتي لا يكون بينهم وبين القائم عليه السلام بريد(3)، يكلمهم فيسمعون(4) وينظرون إليه وهو في مكانه(5).
ص: 245
غيبة الطوسي: الفضل، عن علي بن الحكم، عن المثني، عن أبي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: لينصرن الله هذا الأمر بمن لا خلاق له، ولو قد جاء أمرنا لقد خرج منه من هو اليوم مقيم علي عبادة الأوثان (1).
عن علي بن الصباح قال: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد الحضرمي قال : حدثني جعفر بن محمد، عن إبراهيم ابن عبد الحميد قال : أخبرني من سمع أبا عبد الله عليه السلام يقول : إذا خرج القائم عليه السلام خرج من هذا الأمر من كان يري أنهمن أهله ودخل فيه شبه(2) عبدة الشمس والقمر(3).
ص: 246
تفسير العياشي: عن رفاعة بن موسي قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :«وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا »(1).
قال : إذا قام القائم عليه السلام لا يبقي أرض إلا نودي فيها بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله (2).
عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل :«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ »(3).
فقال : والله ما نزل تأويلها بعد، ولا ينزل تأويلها حتي يخرج القائم عليه السلام فإذا خرج القائم علي لم يبق كافر بالله العظيم، ولا مشرك بالإمام إلأ كره خروجه حتي أن لو كان كافر أو مشرك في بطن صخرة لقالت: يا مؤمن في بطني كافر فاكسرني واقتله (4).
وفي تفسير العياشي: عن سماعة ، عن أبي عبد الله عليه السلام :«هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَي وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ».
قال: إذا خرج القائم لم يبق مشرك بالله العظيم ولا كافر إلآ كره خروجهه(5).
ص: 247
عن الحسن بن محبوب، عن صالح بن حمزة، عن أبان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: العلم سبعة وعشرون جزءا(1)، فجميع ما جاءت به الرسل جزءان فلم يعرف الناس حتي اليوم غير الجزءين، فإذا قام القائم عليه السلام (2)أخرج الخمسة والعشرين جزءا فتها في الناس، وضم إليها الجزءين، حتي يبتها سبعة وعشرين جزء(3).
ص: 248
عن المفضل ابن محمد الأشعري، عن حريز، عن أبي عبد الله عليه السلام ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين عليهم السلام أنه قال: إذا قام القائم أذهب الله عن كل مؤمن العاهة، ورد إليه قوته(1).
ص: 249
تفسير القمي:«وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَي الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا »(1)فأنه سُئل [الإمام أبو عبد الله عليه السلام] عن قوله :«وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا »؟(2).
فقال : ما يقول الناس فيها؟
قلت : يقولون: إنها في القيامة .
فقال أبو عبد الله عليه السلام : [أ] يحشر الله في يوم القيامة من كل أمة فوجة ويترك الباقين؟ إنما ذلك في الرجعة، فأما آية القيامة فهذه :«وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا (47)وَعُرِضُوا عَلَي رَبِّكَ صَفًّا » إلي قوله : «مَّوعِدٍا» (3).
وفي البحار : تفسير القمي - أبي، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما يقول الناس في هذه الآية :«وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا »؟.
قلت : يقولون: إنها في القيامة.
قال : ليس كما يقولون، إن ذلك في الرجعة أيحشر الله يوم القيامة من كل أمة فوجة ويدع الباقين؟ إنما آية القيامة قوله :«وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا».
قال علي بن إبراهيم: ومما يدل علي الرجعة قوله :«وَحَرَامٌ عَلَي قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ »(4).
فقال الصادق عليه السلام: كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون في
ص: 250
الرجعة الرجعة، فأما إلي القيامة فيرجعون، ومن محض الإيمان محضة وغيرهم ممن لم يهلكوا بالعذاب، ومحضوا الكفر محضة يرجعون (1).
تفسير القمي: قوله :«وَحَرَامٌ عَلَي قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا أَنَّهُمْ لَا يَرْجِعُونَ »فإنه حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن ابن سنان، عن أبي بصير، عن محمد بن مسلم(2)، عن أبي عبد الله وأبي جعفرعليه السلام قالا : كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون(3).
عن القاسم بن يحيي، عن جده الحسن بن راشد، قال: حدثني محمد ابن عبد الله بن الحسين قال : دخلت مع أبي علي أبي عبد الله عليه السلام فجري بينهما حديث فقال أبي لأبي عبد الله عليه السلام: ما تقول في الكرة؟
قال : أقول فيها ما قال الله عزوجل وذلك أن تفسيرها صار إلي رسول الله صلي الله عليه وآله قبل أن يأتي هذا الحرف بخمس وعشرين ليلة قول الله عزوجل: «قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ »(4)إذا رجعوا إلي الدنيا ، ولم يقضوا ذحولهم (5).
فقال له أبي : يقول الله عزوجل : «فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ (13) فَإِذَا هُم بِالسَّاهِرَةِ (14)»(6) أي شيء أراد بهذا؟
ص: 251
فقال : إذا أنتقم منهم وباتت بقية الأرواح ساهرة (1)لا تنام ولا تموت (2).
عن الحسن بن علي بن أبي عثمان وإبراهيم بن إسحاق، عن محمد بن سليمان الديلمي، عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل :«إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاءَ وَجَعَلَكُم مُّلُوكًا »(3).
فقال : الأنبياء رسول الله وإبراهيم وإسماعيل وذريته، والملوك الأئمة عليهم السلام.
قال : فقلت: وأي ملك أعطيتم؟
فقال : ملك الجنة، وملك الكرة(4).
عن عمر بن عبد العزيز، عن إبراهيم بن المستنير ، عن معاوية بن عمار قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام : قول الله عزوجل:«فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا »(5).
قال: هي والله للنُصاب.
قال : جعلت فداك قد رأيناهم دهرهم الأطول في كفاية حتي ماتوا؟
قال: ذاك والله في الرجعة يأكلون العذرة(6).
ص: 252
عن محمد بن الحسن بن شمون، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأصم، عن عبد الله بن القاسم البطل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالي : «وَقَضَيْنَا إِلَي بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ».
قال : قتل علي بن أبي طالب عليه السلام وطعن الحسن عليه السلام «وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا».
قال : قتل الحسين عليه السلام «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا ».
فإذا جاء نصر دم الحسين عليه السلام «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ ».
قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم عليه السلام فلا يدعون وترا لآل محمد إلا قتلوه «وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا»خروج القائم عليه السلام «ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ»(1).
خروج الحسين عليه السلام في سبعين من أصحابه عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان المؤثرون إلي الناس أن هذا الحسين قد خرج حتي لا يشك المؤمنون فيه وإنه ليس بدجال ولا شيطان، والحجة القائم بين أظهرهم فإذا استقرت المعرفة في قلوب المؤمنين أنه الحسين عليه السلام جاء الحجة الموت فيكون الذي يغسله ويكقنه ويحتطه ويلحده في حفرته الحسين بن علي عليه السلام ولا يلي الوصي إلآ الوصي(2).
وفي تفسير العياشي: عن صالح بن سهل، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله :«وَقَضَيْنَا إِلَي بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ »قتل علي وطعن الحسن «وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا »قتل الحسين «فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولَاهُمَا »إذا جاء نصر دم الحسين«عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلَالَ الدِّيَارِ ۚ »قوم يبعثهم الله قبل خروج القائم لا يدعون وترة لآل محمد إلا حرقوه «وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولًا »قبل قيام القائم «ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا » خروج الحسين عليه السلام في الكرة في سبعين رجلا من أصحابه الذين قتلوا معه، عليهم البيض المذهب لكل بيضة وجهان، والمؤدي إلي الناس أن الحسين قد خرج في أصحابه -
ص: 253
حتي لا يشك فيه المؤمنون وأنه ليس بدجال ولا شيطان، الإمام الذي بين أظهر الناس يومئذ، فإذا استقر عند المؤمن أنه الحسين لا يشكون فيه وبلغ عن الحسين الحجة القائم بين أظهر الناس وصدقه المؤمنون بذلك جاء الحجة الموت فيكون الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه وإيلاجه في حفرته الحسين ولا يلي الوصي إلا الوصي، وزاد إبراهيم في حديثه ثم يملكهم الحسين حتي يقع حاجباه علي عينيه(1).
تفسير القمي: «رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ »إلي قوله : «مِّن سَبِيلٍ »(2) قال الصادق عليه السلام : ذلك في الرجعة (3).
مختصر بصائر الدرجات : أحمد بن محمد بن عيسي، عن عمر بن عبد العزيز، عن جميل بن دراج، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له: قول الله عزوجل :«إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ »(4).
قال : ذلك والله في الرجعة أما علمت أن [في] أنبياء الله كثيرة لم ينصروا في الدنيا وقتلوا وأئمة قد قتلوا ولم ينصروا فذلك في الرجعة.
قلت :«وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (41)يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ۚ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42)»(5).
قال : هي الرجعة(6) .
ص: 254
وفي مختصر بصائر الدرجات : أحمد بن محمد بن عيسي، عن محمد بن عيسي بن عبيد، عن علي بن الحكم، عن المثني بن الوليد الحناط ، عن أبي بصير، عن أحدهما عليه السلام في قول الله عزوجل: « وَمَن كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَي فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَي وَأَضَلُّ سَبِيلً»(1).قال : في الرجعة(2).
عن الحسين بن عمر بن يزيد، عن عمر بن أبان، عن عبد الله بن بكير،عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني بحمران بن أعين وميسر بن عبد العزيز يخبطان(3)الناس بأسيافهما بين الصفاوالمروة(4).
عن محمد بن علي ، عن عمر بن عبد العزيز، عن عبد الله بن نجيح اليماني قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام قوله عزوجل : «كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (3) ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ (4)»(5).
قال : يعني مة في الكرة ومرة أخري يوم القيامة(6) .
عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله : «وَلَلَآخِرَةُ خَيُرُ لَكَ مِنَ الأُولَي ».
ص: 255
قال : يعني الكرة هي الآخرة للنبي صلي الله عليه وآله قلت : قوله :«وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَي »(1).
قال : يعطيك من الجنة فترضي (2).
عن أبان بن عثمان، عن موسي الحتاط قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول:أيام الله ثلاثة : يوم يقوم القائم عليه السلام، ويوم الكرة، ويوم القيامة (3).
عن وهيب بن حفص النخاس، عن أبي بصير قال : دخلت علي أبي عبد الله عليه السلام فقلت : إنا نتحدث أن عمر بن ذر لا يموت حتي يقاتل قائم آل محمد صلي الله عليه وآله .
فقال : إن مثل ابن ذر مثل رجل [كان في بني إسرائيل يقال له : عبد ربه، وكان يدعو أصحابه إلي ضلالة، فمات فكانوا يلوذون بقبره ويتحدثون عنده، إذا خرج عليهم من قبره ينفض التراب من رأسه ويقول لهم كيت وكيت (4).
عن يونس بن يعقوب، عن عبد الله بن خفقة قال : قال لي أبان بن تغلب : مررت بقوم يعيبون علي روايتي عن جعفر عليه السلام قال: فقلت: كيف تلوموني في روايتي عن رجل ما سألته عن شيء إلا قال : رسول الله صلي الله عليه وآله ؟!!
ص: 256
قال : فم صبيان وهم ينشدون: «العجب كل العجب بين جمادي ورجب»فسألته عنه؟
فقال : لقاء الأحياء بالأموات (1).
عن خالد بن أبي عمارة، عن المفضل بن عمر قال : ذكرنا القائم عليه السلام ومن مات من أصحابنا ينتظره.
فقال لنا أبو عبد الله عليه السلام : إذا قام أتي المؤمن في قبره فيقال له: يا هذا إنه قد ظهر صاحبك فان تشأ أن تلحق به فالحق، وإن تشأ أن تقيم في كرامة ربك فأقم (2).
عن أبي جميلة المفضل بن صالح، عن أبان بن تغلب، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إنه بلغ رسول الله صلي الله عليه وآله عن بطنين من قريش كلام تكلموا به ، فقال : يري محمد أن لو قد قضي أن هذا الأمر يعود في أهل بيته من بعده، فأعلم رسول الله صلي الله عليه وآله ذلك، فباح في مجمع من قريش بما كان يكتمه فقال : كيف أنتم معاشر قريش وقد كفرتم بعدي ثم رأيتموني في كتيبة من أصحابي أضرب وجوهكم ورقابكم بالسيف .
قال : فنزل جبرئيل فقال : يا محمد قل: إن شاء الله أو يكون ذلك علي بن أبي
طالب إن شاء الله .
فقال رسول الله صلي الله عليه وآله : أو يكون ذلك علي بن أبي طالب إن شاء الله تعالي .
فقال جبرئيل: واحدة لك، واثنتان لعلي بن أبي طالب، وموعدكم السلام .
ص: 257
قال أبان: جعلت فداك وأين السلام؟
فقال عليه السلام: يا أبان : السلام من ظهر الكوفة (1).
عن سعدان بن مسلم، عن صفوان بن مهران الجمال، قال: قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه» في زيارة الأربعين : «...وأشهد أني بكم مؤمن و بايا بكم، موقن بشرايع ديني وخواتيم علمي»، تمامه في باب زيارة الأربعين(2).
البحار : مصباح الزائر - روي عن الصادق جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال: من أراد أن يزور قبر رسول الله صلي الله عليه وآله، والأئمة «صلوات الله عليهم»من بعيد، فليقل ساق الزيارة إلي قوله: «إني من القائلين بفضلكم، مقر برجعتكم لا أنكر لله قدرة، ولا أزعم إلا ما شاء الله»(3).
تفسير العياشي: عن سيرين (4) قال : كنت عند أبي عبد الله عليه السلام إذ قال: ما يقول الناس في هذه الآية : «وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ ۙ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَن يَمُوتُ ۚ »؟
قال : يقولون: لا قيامة ولا بعث ولا نشور .
فقال : كذبوا والله إنما ذلك إذا قام القائم وكر معه المكرون، فقال أهل خلافكم : قد ظهرت دولتكم يا معشر الشيعة وهذا من كذبكم تقولون: رجع فلان وفلان وفلان لا
ص: 258
والله لا يبعث الله من يموت، ألا تري أنهم قالوا: «وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ »(1)؟ كانت المشركون اشد تعظيمة باللات والعري من أن يقسموا بغيرها فقال الله :«بَلَي وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا... لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39) إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (40)»(2).(3).
من لا يحضره الفقيه : قال الصادق عليه السلام : ليس منا من لم يؤمن بكرتنا و[لم] يستحل متعتنا (4).
عن محمد بن عيسي، عن يونس،عن مفضل بن صالح، عن زيد الشام، عنأبي عبد الله عليه السلام قال : «العذاب الأدني دون العذاب الأكبر»الرجعة.
وعن محمد بن عيسي، عن يونس، عن مفضل بن صالح، عن زيد الشام، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : «العذاب الأدني»دابة الأرض (5).
تفسير القمي : حدثني أبي، عن ابن أبي عمير ، عن ابن مسكان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما بعث الله نبيا من لدن آدم فهلم جرا إلا ويرجع إلي الدنيا وينصر أمير المؤمنين عليه السلام وهو قوله :«لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ »،يعني برسول الله «وَلَتَنصُرُنَّهُ ۚ »(6)
ص: 259
يعني أمير المؤمنين عليه السلام (1).
وعن محمد بن سنان، عن عبد الله بن مسكان، عن فيض بن أبي شيبة قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: وتلا هذه الآية :«وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ »الآية قال : ليؤمن برسول الله صلي الله عليه وآله، ولينصرعليا أميرالمؤمنين عليه السلام.
[قلت : ولينصر أمير المؤمنين؟](2).
قال عليه السلام: نعم والله من لدن آدم عليه السلام فهلم جرا، فلم يبعث الله نبيا ولارسولا إلآ رد جميعهم إلي الدنيا حتي يقاتلوا بين يدي علي بن أبي طالب أمير المؤمنين عليه السلام(3).
تفسير العياشي: عن سلام بن المستنير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : لقد تسموا باسم ما سمي الله به أحدة إلا علي بن أبي طالب (4)، وما جاء تأويله.
قلت : جعلت فداك متي يجيء تأويله؟
قال : إذا جاء جمع الله أمامه النبيين والمؤمنين حتي ينصروه وهو قول الله :«وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ »إلي قوله :«وَأَنَا مَعَكُم مِّنَ الشَّهِدِيِنَ»فيومئذ يدفع رسول الله صلي الله عليه وآله ، اللواء إلي علي بن أبي طالب عليه السلام فيكون أمير الخلائق كلهم أجمعين، يكون الخلائق كلهم تحت لوائه، ويكون هو أميرهم، فهذا تأويله (5).
ص: 260
عن إبراهيم بن هاشم، عن محمد بن خالد البرقي، عن محمد بن سنان أو غيره، عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليه السلام: قال رسول الله صلي الله عليه وآله قال : لقد أسري بي ربي لك فأوحي إلي من وراء حجاب ما أوحي، وكلمني بما كلم به، وكان مما كلمني به أن قال : يا محمد إني أنا الله لا إله إلا أنا عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم إني أنا الله لا إله إلا أنا الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون، إلي أنا الله لا إله إلا أنا الخالق الباريء المصور، لي الأسماء الحسني، يسبح لي من في السماوات والأرض، وأنا العزيز الحكيم.
يا محمد: إني أنا الله لا إله إلا أنا الأول فلا شيء قبلي، وأنا الآخر فلا شيء بعدي، وأنا الظاهر فلا شيء فوقي، وأنا الباطن فلا شيء دوني، وأنا الله لا إله إلا أنا بكل شيء عليم.
يا محمد : علي أول ما آخذ(1) بميثاقه من الأئمة .
يا محمد : علي آخر من أقبض روحه من الأئمة، وهو الذاتية التي تكلمهم .
يا محمد : علي أظهره علي جميع ما أوجهه إليك ليس لك أن تكتم منه شيئا .
يا محمد : أبطنه الذي أسررته إليك فليس ما بيني وبينك سر دونه .
يا محمد : علي علي(2)، ما خلقت من حلال وحرام علي عليم به (3).
عن موسي بن سعدان، عن عبد الله بن القاسم الحضرمي، عن عبد الكريم بن عمرو الخثعمي ، قال : سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول :«فَأَنظِرْنِي إِلَي
ص: 261
يَوْمِ يُبْعَثُونَ »فأبي الله ذلك عليه «قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (37) إِلَي يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (38)»(1)فإذا كان يوم الوقت المعلوم، ظهر إبليس «لعنه الله»في جميع أشياعه منذ خلق الله آدم إلي يوم الوقت المعلوم وهي آخر كرة يكها أمير المؤمنين عليه السلام .
فقلت : وإنها لكرات؟.
قال: نعم، إنها لكرات وكرات، ما من إمام في قرن إلا ويكر معه البر والفاجرفي دهره حتي يديل الله المؤمن [من] الكافرين (2).
فإذا كان يوم الوقت المعلوم كر أمير المؤمنين عليه السلام في أصحابه وجاء إبليس في أصحابه، ويكون ميقاتهم في أرض من أراضي الفرات يقال له : الروحا قريب من كوفتكم، فيقتتلون قتالا لم يقتتل مثله منذ خلق الله عزوجل العالمين فكأني أنظر إلي أصحاب علي أميرالمؤمنين عليه السلام قد رجعوا إلي خلفهم القهقري مائة قدم وكأني أنظر إليهم وقد وقعت بعض أرجلهم في الفرات.
فعند ذلك يهبط الجبار عزوجل (3) في ظلل من الغمام، والملائكة، وقضي الأمر، رسول الله صلي الله عليه وآله [أمامه ]بيده حربة من نور فإذا نظر إليه إبليس رجع القهقري ناكصا علي عقبيه فيقول له أصحابه : أين تريد وقد ظفرت؟
فيقول: إني أري ما لا ترون إني أخاف الله رب العالمين، فيلحقه النبي صلي الله عليه وآله فيطعنه طعنة بني كتفيه، فيكون هلاكه وهلاك جميع أشياعه، فعند ذلك يعبد الله عزوجل ولا يشرك به شيئا، ويملك أمير المؤمنين عليه السلام أربعة وأربعين ألف سنة حتي يلد الرجل من شيعة علي عليه السلام ألف ولد من صلبه ذكرة في كلسنة ذكرة وعند ذلك تظهر الجتتان المدهامتان عند مسجد الكوفة وما حوله بما شاء الله(4).
وعن الحسين بن سفيان البزاز، عن عمرو بن شمر، عن جابر يزيد، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن لعلي عليه السلام في الأرض كرة مع الحسين أبنه «صلوات الله
ص: 262
عليهما »يقبل برايته حتي ينتقم له من بني أمية ومعاوية وآل معاوية ومن شهد حربه ، ثم يبعث الله إليهم بأنصاره يومئذ من أهل الكوفة ثلاثين ألفا ومن سائر الناس سبعين ألفا فيلقاهم بصقين مثل المرة الأولي حتي يقتلهم، ولا يبقي منهم مخبرة، ثم يبعثهم الله لا فيدخلهم أشد عذابه مع فرعون آل فرعون.
ثم كرة أخري مع رسول الله صلي الله عليه وآله حتي يكون خليفة في الأرض وتكون الأئمة عليهم السلام عماله وحتي يعبد الله علانية، فتكون عبادته علانية في الأرض كما عبد الله سرة في الأرض.
ثم قال : إي والله وأضعاف ذلك –ثم عقد بيده أضعافا - يعطي الله نبيه صلي الله عليه وآله ملك جميع أهل الدنيا منذ يوم خلق الله الدنيا إلي يوم يفنيها حتي ينجز له موعده في كتابه كما قال : «لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»(1)(2).
عن عمر بن عبد العزيز، عن رجل، عن جميل بن دراج، عن المعلي ابن خنيس وزيد الشام، عن أبي عبد الله عليه السلام قالا : سمعناه يقول: إن أول من يكثر في الرجعة الحسين بن علي عليه السلام، ويمكث في الأرض أربعين سنة حتي يسقط حاجباه علي عينيه (3).
عن علي بن خالد العاقولي، عن عبد الكريم بن عمر الخثعمي، عن سليمان ابن خالد قال: قال أبو عبد الله عليه السلام قوله تعالي :«يَوْمَ تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ (6)تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (7)»(4).
قال : الراجفة الحسين بن علي عليه السلام، والرادفة علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأول من ينفض عن رأسه التراب الحسين بن علي عليه السلام في خمسة وسبعين ألفا وهو
ص: 263
قوله تعالي :«إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ ۖ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52)»(1)(2).
وفي تفسير فرات الكوفي : قال : حدثنا أبو القاسم العلوي قال : حدثنا فرات معنعنا عن أبي عبد الله عليه السلام نحوه إلا أن فيه : في خمسة وتسعين ألفا(3).
تفسير العياشي: عن رفاعة بن موسي قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : إن أول من يكر إلي الدنيا الحسين بن علي عليه السلام وأصحابه ، ويزيد بن معاوية وأصحابه فيقتلهم حذو القذة بالقذة (4)، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام:«ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا »(5).
وعن النضر بن سويد، عن يحيي بن عمران الحلبي، عن المعلي بن عثمان، عن المعلي بن خنيس قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام : أول من يرجع إلي الدنيا الحسين بن علي عليه السلام فيملك حتي يسقط حاجباه علي عينيه من الكبر ، قال : فقال أبو عبد الله عليه السلام : في قول الله عزوجل:«إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَي مَعَادٍ ۚ »(6).
قال: نبيكم صلي الله عليه وآله راجع إليكم(7).
ص: 264
عن الحسن بن علي بن مروان، عن سعيد بن عمار، عن أبي مروان قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل:«» وإني الذي فرض عليك القرءان لا إلي معاه ؟
قال : فقال لي : لا والله لا تنقضي الدنيا ولا تذهب حتي يجتمع رسول الله صلي الله عليه وآله وعلي بالثوية فيلتقيان ويبنيان بالثوية مسجد له اثنا عشر ألف باب - يعني موضعا بالكوفة - (1).
مختصر بصائر الدرجات : مما رواه لي ورويته عن السيد الجليل بهاء الدين علي بن عبد الحميد الحسيني رواه بطريقه عن أحمد ابن محمد الأيادي يرفعه إلي أحمد بن عقبة ، عن أبيه، عن أبي عبد الله عليه السلام سئل عن الجعة أحق هي؟
قال : نعم:
فقيل له : من أول من يخرج؟
قال : الحسين يخرج علي أثر القائم عليه السلام.
قلت : ومعه الناس كلهم؟
قال : لا بل كما ذكر الله تعالي في كتابه :«يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا »(2)قوم بعد قوم.
وعنه عليه السلام : ويقبل الحسين عليه السلام في أصحابه الذين قتلوا معه، ومعه سبعون نبيا كما بعثوا مع موسي بن عمران، فيدفع إليه القائم عليه السلام الخاتم، فيكون الحسين عليه السلام هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته .
ورويت عنه أيضا بطريقه إلي أسد بن إسماعيل، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال - حين سئل عن اليوم الذي ذكر الله مقداره في القرآن : «فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ
ص: 265
سَنَةٍ »(1)-وهي كرة رسول الله ؛ فيكون ملكه في كره خمسين ألف سنة ويملك أمير المؤمنين في كرته أربعة وأربعين ألف سنة(2).
عن موسي بن سعدان عن عبد الله بن القاسم، عن الحسين ابن أحمد المعروف بالمنقري، عن يونس بن ظبيان، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن الذي يلي حساب الناس قبل يوم القيامة : الحسين بن علي عليه السلام ، فأما يوم القيامة فإنما هو بعث إلي الجنة وبعث إلي النار(3).
عن حماد بن عثمان، عن محمد بن مسلم قال : سمعت حمران ابن أعين وأبا الخطاب يحثان جميعا قبل أن يحدث أبو الخطاب ما أحدث (4)أنهما سمعا أبا عبد الله غالي يقول : أول من تنشق الأرض عنه ويرجع إلي الدنيا ، الحسين بن علي ال وإن الرجعة ليست بعامة، وهي خاصة لا يرجع إلآ من محض الإيمان محضة أو محض الشرك محضا (5).
البحار : قال الشيخ المفيد له في شرحه علي العقائد : وقد روي عن أبي عبد
ص: 266
الله عليه السلام أنه قال : إنما يسأل في قبره من محض الإيمان محضة أو محض الكفر محضة، فأما ما سوي هذين فإنه يلهي عنه .
وقال في الرجعة : إنما يرجع إلي الدنيا عند قيام القائم من محض الإيمان أو محض الكفر محضا ، فأما ما سوي هذين فلا رجوع لهم إلي يوم المآب(1).
عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينة ، قال : حدثنا محمد بن الطيار، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل :«وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا »(2).
فقال : ليس أحد من المؤمنين قتل إلا سيرجع حتي يموت، ولا أحد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتي يقتل (3).
تفسير العياشي: عن المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام قائم آل محمد استخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلا ، خمسة عشر من قوم موسي الذين يقضون بالحق وبه يعدلون (4)وسبعة من أصحاب الكهف ويوشع وصي موسي ومؤمن آل فرعون وسلمان الفارسي وأبا دجانة الأنصاري ومالك الأشتر(5).
وفي أعلام الوري - الإرشاد: روي المفضل بن عمر ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : يخرج مع(6) القائم عليه السلام من ظهر الكوفة سبعة وعشرون رجلا : خمسة عشر
ص: 267
من قوم موسي عليه السلام الذين كانوا يهدون بالحق وبه يعدلون، وسبعة من أهل الكهف (1)، ويوشع بن نون، وسلمان، وأبو دجانة الأنصاري، والمقداد ابن الأسود)، ومالك الأشتر، فيكونون بين يديه أنصارة وتاما (2).
ص: 268
صفات الشيعه: علي بن احمد بن عبدالله ،عن ابيه،عن جده،عن ابي عبدالله البرقي ،عن ابيه ،عن عمرو بن شمر، عن عبد الله (1)قال الصادق:عليه السلام :من اقر بسته اشيا فهو مومن:
البراءة من الطواغيت .
والإقرار بالولاية .
والإيمان بالرجعة .
والاستحلال للمتعة .
وتحريم الجري .
وترك المسح علي الخفين (2).
ص: 269
البحار : مصباح الزائر - عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام أنه قال: من دعا إلي الله أربعين صباحا بهذا العهد كان من أنصار قائمنا ، فإن مات قبله أخرجه الله تعالي من قبره وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيئة، وهو هذا :
«اللهم رب النور العظيم، [وربَّ] الكرسي الرفيع، ورب البحر المسجور ومنزل التوراة والإنجيل والربور، ورب الظل والحرور، ومنل القرآن العظيم ورب الملائكة المقربين، والأنبياء والمرسلين.
اللهم إني أسألك بوجهك الكريم، وبنور وجهك المنير، وملكك القديم يا حي يا قيوم أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون يا حي قبل كل حي ، لا إله إلا أنت .
اللهم بلغ مولانا الإمام الهادي المهدي القائم بأمرك صلوات الله عليه وعلي آبائه الطاهرين عن المؤمنين والمؤمنات، في مشارق الأرض ومغاربها، سهلها وجبلها بها وبحرها، وعتي وعن والدي من الصلوات زنة عرش الله ومداد كلماته ، وما أحصاه علمه ، وأحاط به كتابه.
اللهم إني أجدد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهدة وعقدة وبيعة له في عنقي، لا أحول عنها ، ولا أزول أبدا، اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والذابين عنه، والمسارعين إليه في قضاء حوائجه ، والمحامين عنه والسابقين إلي إرادته، والمستشهدين بين يديه .
اللهم إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته علي عبادك حتما، فأخرجني من قبري، مؤتزرة كفني، شاهرة سيفي، مجردة قناتي ملبية دعوة الداعي، في الحاضر والبادي .
اللهم أرني الطلعة الرشيدة، والغرة الحميدة، وأكحل ناظري بنظرة متي إليه ، وعجل فرجه، وسهل مخرجه، وأوسع منهجه، وأسلك بي محجته ، فأنفذ أمره،
ص: 270
واشدد أزره، وأعمر اللهم به بلادك، وأحي به عبادك، فأنك قلت وقولك الحق :«ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ »(1).
فأظهر اللهم لنا وليك، وابن بنت نبيك المسمي باسم رسولك حتي لا يظفر بشيء من الباطل إلا مؤقه، ويحق الحق ويحققه، وأجعله اللهم مفزعة لمظلوم عبادك، وناصرة لمن لا يجد له ناصرة غيرك، ومجددة لما عطل من أحكام كتابك ومشيدة لما ورد من أعلام دينك وسنن نبيك صلي الله عليه وآله واجعله ممن حضنته من بأس المعتدين .
اللهم وشر نبيك محمدا صلي الله عليه وآله و برؤيته ، ومن تبعه علي دعوته ، وأرحم استكانتنا بعده، اللهم أكشف هذه الغمة عن هذه الأمة بحضوره، وعجل لنا ظهوره إنهم يرونه بعيدة ونراه قريبة، العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزمان، برحمتك يا أرحم الراحمين».
ثم تضرب علي فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرات وتقول: «العجل يا مولاي يا صاحب الرمان أثلاثة - (2).
ص: 271
عن علي بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال: قلت للصادق جعفر بن محمد صلي الله عليه وآله : يا بن رسول الله صلي الله عليه وآله أني سمعت من أبيك صلي الله عليه وآله أنه قال : يكون بعد القائم أثنا عشر مهديا .
فقال : إنما قال : أثنا عشر مهديا ولم يقل أثنا عشر إماما، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلي موالاتنا ومعرفة حقنا (1).
وعن موسي بن عمران النخعي، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي، عن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي بصير قال: قلت للصادق عليه السلام : يا بن رسول الله سمعت من أبيك أنه قال : يكون بعد القائم عليه السلام أثنا عشر إماما .
فقال : قد قال: «أثنا عشر مهديا»ولم يقل «أثنا عشر إماما»ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلي موالاتنا ومعرفة حقنا (2).
عن محمد بن عبد الحميد، ومحمد بن عيسي، عن محمد بن الفضيل، عن أبي حمزة، عن أبي عبد الله عليه السلام- في حديث طويل - أنه قال : يا أبا حمزة إن ما بعد القائم أحد عشر مهديا من ولد الحسين عليه السلام(3).
ص: 272
مختصر بصائر الدرجات : مما رواه السيد علي بن عبد الحميد بإسناده عن الصادق عليه السلام: أن ما بعد القائم عليه السلام أثنا عشر مهديا من ولد الحسين عليه السلام(1).
ص: 273
مدح بها صاحب الرمان وسماها: «وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان»كما في شرح المنيني عليها ، وبعضهم يقول : اسمها : «روح الجنان»كما في ديوان الشيخ جعفر الخطي(1). وهي التي شرحها الشيخ أحمد بن علي المنيني الدمشقي (2)، وطبعت مع شرحها في آخر الكشكول، وقد شرحها أيضا العلامة الشيخ جعفر النقدي (3)و سمي شرحه عليها: «بيت الرحمن في شرح وسيلة الفوز والأمان»وهو شرح مطبوع نفي جدا.
سري البرق من نجد فجدد تذكاري ***عهودة بحزوي والعذيب وذي قار(4)
وهيج من اشواقنا كل كامن***واجج في احاينا لاهب النار(5)
ص: 274
ألا يالييلات الغوير وحاجر*** سقيت بهام من بني المزن مدرار(1)
ويا جيرة بالمأزمين خيامهم ***عليك سلام الله من نازح الدار (2)
خليلي مالي والزمان كأنما ***يطالبني في كل وقت بأوتار (3)
فأبعد أحبابي وأخلي مرابعي ***وأبدلني من كل صفو بأكدار (4)
وعادل بي من كان أقصي مرامه ***من المجد أن يسمو إلي عشر معشاري
ألم يدر أني لا أذل لخطبه ***وإن سامني خسفة وأرخص أشعاري(5)
وإني أسخي بالدموع لوقفة ***علي طلل بال ودارس أحجار(6)
وما علموا أتي امرؤ لا يروعني*** توالي الرزايا في عشئ وإبكار (7)
إذا دك طود الصبر من وقع حادث*** فطود اصطباري شامخ غيرمنهار
وخطب يزيل الروع أيسر وقعه ***كؤود كوخز بالأسنة سعار(8)
تلقيته والحتف دون لقائه ***بقلب وقور في الهزاهير صبار(9)
ووجه طليق لا يمل لقاؤه*** وصدر رحيب من ورود وإصدار
ص: 275
ولم أبده كي لا يساء لوقعه*** صديقي ويأسي من تعسره جاري(1)
ومعضلة دهماء لا يهتدي لها*** طريق ولا يهدي إلي ضوئها الساري(2)
مقامي بفرق الفرقدين فما الذي ***يؤثره مسعاه في خفض مقداري(3)
وإني امرؤ لا يدرك الدهر غايتي ***ولا تصل الأيدي إلي سر أغواري(4)
أخالط أبناء الزمان بمقتضي*** عقولهم كي لا يفوهوا بإنكار
واظهر أني مثلهم تستفزني*** صروف الليالي باختلاء وإمرار
وإني ضاري القلب مستوفر النهي*** أسبيسر أو أمل بإعسار (5)
ويضجرني الخطب المهول لقاؤه ***ويطربني الشادي بعود ومزمار (6)
ويصمي فؤادي ناهد الثدي كاعب ***بأسمر خطار وأحور سحار (7)
تشيب النواصي دون حل رموزها*** ويحجم عن أغوارها كل مغوار (8)
أجلت جياد الفكر في حلباتها ***ووجهت تلقاها صوائب أنظاري
فأبرزت من مستورها كل غامض*** وقف منها كل قسور سوار(9)
ص: 276
أأضرع للبلوي واغضي علي القذي*** وأرضي بما يرضي به كل مخوار(1)؟
وأفرح من دهري بلذة ساعة*** وأقنع من عيشي بقرص وأطمار؟(2)
إذن لا وري زندي ولا عز جانبي ***ولا بزغت في قمة المجد أقماري (3)
ولا بل كفي بالسماح ولا يمر*** بطيب أحاديثي الركاب وأخباري(4)
ولا انتشرت في الخافقين فضائلي*** ولا كان في المهدي رائق أشعاري (5)
خليفة رب العالمين وظله ***علي ساكني الغبراء من كل ديار (6)
هو العروة الوثقي الذي من بذيله ***تمسك لا يخشي عظائم أوزار
إمام هدي لاذ الزمان بظله ***وألقي إليه الدهر مقود خوار
ومقتدر لو كلف الصم نطقها ***بأجدارها فاهت إليه بأجذاړه(7)
علوم الوري في جنب أبحر علمه ***كغرفة كف أو كغمسة منقار
ص: 277
فلو زار أفلاطون أعتاب قدسه ***ولم يغشي عنها سواطع أنوار(1)
رأي حكمة قدسية لا يشوبها ***شوائب أنظار وأدناس أفكار
بإشراقها كل العوالم أشرقت ***لما لاح في الكونين من نورها الساري
إمام الوري طود الهي منبع الهدي*** وصاحب سر الله في هذه الدار(2)
به العالم الشفلي تبغي كمالها ***وليس عليها في التعلم من عار
همام لو الشبع الطباق تطابقت*** علي نقض ما يقضيه من حكمه الجاري(3)
لنكس من أبراجها كل شامخ ***وسكن من أفلاكها كل دوار
ولاتتثرت منها الثوابت خيفة ***وعاف الشري في سورها كل سيار(4)
أيا حجة الله الذي ليس جارية ***بغير الذي يرضاه سابق أقدار
ويا من مقاليد الزمان بكفه*** وناهيك من مجد به خصه الباري
أغث حوزة الإيمان واعمرربوعها ***فلم يبق فيها غير دارس آثار
وأنقذ كتاب الله من يد عصبة ***عصوا وتمادوا في عتو وإصرار(5)
يحيدون عن آبائه لرواية ***رواها أبو شعيون عن كعب أحبار
وفي الدين قد قاسوا وعاثوا وخبطوا ***بآرائهم تخبيط عشواء معسار(6)
وأنعش قلوبا في انتظارك قرحت ***وأضجرها الأعداء أية إضجار
ص: 278
وخلص عباد الله من كل غاشم*** وطهر بلاد الله من كل كفار(1)
وعجل فداك العالمون بأسرهم ***وبادر علي اسم الله من غير إنظار
تجد من جنود الله خير كتائب ***وأكرم أعوان وأشرف أنصار (2)
بهم من بني همدان أخلص فتية ***يخوضون أغمار الوغي غير فكار (3)
بكل شديد البأس عبل شمردل*** إلي الحتف مقدام علي الهول صبار(4)
تحاذره الأبطال في كل موقفي ***وترهبه الفرسان في كل مضمار(5)
أيا صفوة الرحمن دونك مدحة*** كر عقود في ترائب أبكار (6)
هنا ابن هاني إن أتي بنظيرها*** ويعولها الطائي من بعد بشار
إليك البهائي الحقيرهايزقها *** كغانية ماسة معطار(7)
تاژ إذا قيست لطافة نظمها ***بنفحة أزهار ونسمو أسحار
إذا رددت زادث قبولا كأنها ***أحاديث نجد لا تمل بتكرار(8)
ص: 279
[البحر الرمل ]
يا كراما صبرنا عنهم محال*** إن حالي عن جفاكم شر حال
إن أتي من حكم ريح الشمال ***صرت لا أدري يميني عن شمال
***
حبذا ريح سري من ذي سلم ***عن ربا نجد وسلع والعلم
أذهب الأحزان عنا والألم ***والأماني أدركت والهم زال
***
يا أخلائي بحزوي والعقيق ***ما يطيق الهجر قلبي ما يطيق
هل لمشتاق إليكم من طريق*** أم سددتم عنه أبواب الوصال
***
لا تلوموني علي فرط الضجر*** ليس قلبي من حديد أو حجر
فات مطلوبي ومحبوبي هجر ***والحشا في كل آني في اشتغال
***
من رأي وجدي لسكان الحجون ***قال: ما هذا هو هذا جنون
أيها اللؤام ماذا تبتغون ***المضني وعقلي ذو اعتقال
***
يانزولا بين جمع والصفا*** ياكرام الحي يا أهل الوفا
كان لي قلب حمول للجفا ***ضاع مني بين هاتيك التلال
***
ص: 280
يا رعاك الله يا ريح الضبا ***أن تجزيومة علي وادي قبا
سل أهيل الحي في تلك الربا ***هجرهم هذا دلال أم ملال؟
***
جيرة في هجرنا قد أسرفوا ***حالنا في بعدهم لا يوصف
إن جفوا أو واصلوا أو أتلفوا *** حبهم في القلب باق لا يزال
***
هم كرام ما عليهم من مزيد ***من يمت في حبهم يمضي شهيد
مثل مقتول لدي المولي الحميد *** احمد الخلق محمود الفعال
***
صاحب العصر الإمام المنتظر*** من بما يأباه لا يجري القدر
حجة الله علي كل البشر *** خير أهل الأرض في كل الخصال
***
من إليه الكون قد ألقي القياذ ***مجريا أحكامه فيما أراد
إن ثل عن طوعو الشبع الشداد ***خر منها كل سامي السمك عال
***
شمس أوج المجلي مصباح الظلام ***صفوة الرحمن من بين الأنام
الإمام ابن الإمام ابن الإمام ***طب أفلا المعالي والكمال
***
فاق أهل الأرض في عزوجاء ***وارتقي في المجير أعلي مرتقاء
الوملوك الأرض حلوا في ذراه *** كان أعلي صفهم صف التعال
***
ص: 281
ذو اقتدار إن يشأقلب الطباع ***صير الأظلام طبعا للشعاع
وارتدي الإمكان برد الامتناع ***قدرة موهوبة من ذي الجلال
***
يا أمين الله يا شمس الهدي ***يا إمام الخلق يا بحر الندي
علي عجل فقد طال المدي ***واضمحل الدين واستولي الضلال
***
ها ك يا مولي الوري نعم المجيز*** من مواليك البهائي الفقير
مدحة يغنو لمعناها جريز***نظمها يزري علي عقد اللال
***
يا ولي الأمر يا كهف الرجا*** مسني ضژ وأنت المرتجي
والكريم المستجار الممتلجا ***غير محتاج إلي بسط السؤال(1)
ص: 282
الموضوع ...الصفحة
الإهداء ... 5
لزوم القيام عند ذكر لقب «القائم»...7
المقدمة ...9
المهدي والقائم عليه السلام واحد ...13
المهدي عليه السلام اسمه محمد...13
المهدي عليه السلام لأنه يهدي والقائم لأنه يقوم بالحق ...13
أسماء الإمام المهدي عليه السلام ...13
المهدي والقائم (عج) واحد ...13
المهدي (عج) اسمه محمد ...13
المهدي (عج) لأنه يهدي والقائم لأنه يقوم بالحق...13
اسمه اسم النبي واسم أبيه اسم وصي عليه السلام...14
يقبل كالشهاب الثاقب عليه السلام ...15
من أطاعه عليه السلام فقد أطاعني ...15
المأمول المنتظرعليه السلام ...15
منا إثنا عشر مهديا عليه السلام ...16
يغيب شخصه ولا يحل ذكره باسمه ...16
من أنكر الإمام المهدي فقد أنكر الأنبياء والأئمة عليهم السلام...18
هو الخامس من ولد السابع عليه السلام ...18
من أنكر القائم علي من ولدي فقد أنكرني ...18
من أنكر القائم عليه السلام في زمان غيبته مات ميتة جاهلية ...18
ولادة الإمام المهدي عليه السلام ...19
ص: 283
لا يولد مولود ليلة ولادة القائم عليه السلامإلا كان مؤمنا ...19
الأسماء الأربعة المتتالية ...20
لا بيعة في عنق الإمام المهدي عليه السلام ...21
صفات الإمام المهدي عليه السلام وعلاماته ...23
له عليه السلام علامتان في الرأس وفي الكتف الأيسر ...23
أولم تعلموا هو ابن سبية عليه السلام...23
أيام الله ثلاثة ...25
الآيات المؤولة بقيام القائم عليه السلام ...26
نحن أولياء الدم وطلاب الدية ...26
في القائم عليه السلام وأصحابه ...26
هدي للمتقين ...27
المتقون شيعة علي لة والغيب هو الحجة الغائب عليه السلام...27
إن منا إماما مظفرة مستترة ...27
لا تحدث به السفل...28
القائم هو المضطر عليه السلام...28
يوم خروج القائم عليه السلام...28
علي الآيات هم الأئمة ...29
من يأتيكم بإمام جديد ...29
نزلت في القائم عليه السلام ...29
أما هو إلا قائم واحد ...30
خروجه أذان دعوته إلي نفسه عليه السلام...30
لا شرك علي وجه الأرض بعد خروجه عليه السلام...30
نزلت الآية في القائم عليه السلام وأصحابه...31
العذاب ...31
العذاب : خروج القائم عليه السلام والأمة المعدودة : عدة أهل بدر وأصحابه ...32
القائم عليه السلام يعرف المجرمين بسيماهم ...32
ص: 284
الله تعالي يعطي السماء للقائم عليه السلام فيعرف كل كافر ...32
يجتمع أصحابه علي غير ميعاد ...33
يتصل ما بين مكة والمدينة نخلا...33
يغشاهم القائم عليه السلام بالسيف ...33
الأدني : غلاء السعر، والأكبر: المهدي عليه السلام بالسيف...34
تأويلها حين يقوم القائم عليه السلام...34
تكذيبه بقائم آل محمد عليه السلام...35
خروج القائم عليه السلام هو الحق...36
الإنتفاض بالمسخ ...37
ذاك قيام القائم عليه السلام ...37
خروج القائم عليه السلام وبنو أمية الذين متعوا في دنياهم ...37
هم شيعتنا يبعثون وقباع سيوفهم علي عواتقهم والمكذبون هم الأعداء ... 38
خروج الإمام المهدي عليه السلام أمر حتمي ...39
لمن يقتدي به قبل قيامه عليه السلام...39
الذي يملأها عدلا كما ملئت ظلما وجورة ...39
المرتابون في الإمام المهدي عليه السلام ...40
المهدي علي يطالب بدماء آبائه عليه السلام ...40
يقول الجاهل: مالله في آل محمد حاجة ...40
الإمام المهدي عليه السلام من ولد الإمام الحسين عليه السلام...41
القائم في آخر الزمان هو من ذرية ولد الحسين عليه السلام...42
يصلي عيسي بن مريم خلف القائم عليه السلام من ولد الحسين عليه السلام ...42
المهدي عليه السلام هو من ولدي ...43
الإمام أمير المؤمنين يتحدث عن الإمام المهدي عليه السلام ...44
أزف الوعد ...44
سلوني قبل أن تفقدوني ...45
منا سبعة خلقهم الله وان لم يخلق في الأرض مثلهم ...45
ص: 285
لا تخلو الأرض من حجة الله عزوجل ...46
المهدي عليه السلام سيف من سيوف الله... 46
الإمام المهدي عليه السلام وصغر السن...48
نزول عيسي بن مريم عليه السلام من السماء ...49
دولة آل محمد عليه السلام...50
خدمة الإمام المهدي عليه السلام...511
الإمام المهدي عليه السلام ينتقم من أعداء الله ...52
المهدي عليه السلام يقتل أصفر القدمين قتل عاد و ثمود وفرعون ذي الأوتاد ...52
قائم آل محمد عليه السلام يضرب أعناق العتاة من قريش... 53
الا يبقي في الخافقين شيء إلا خافه ...53
بينا الرجل علي رأس القائم عليه السلام يأمر وينهي إذ أمر بضرب عنقه...53
هم الأوصياء عليهم السلام...53
لعن راية الحق من الأعداء...54
من أصابته رفاهية الباطل اقتص منه في دولة الحق...54
ثلاث عشرة مدينة وطائفة تحارب القائم عليه السلام ويحاربها...55
أهل المشرق والمغرب يلعنون راية الجهل قبل خروجه...55
أول ما يبدأ به القائم عليه السلام ...55
يكسر الحائط الذي علي القبر...56
يخرج القائم عليه السلام عهدة من رسول الله ...56
قتله عليه السلام جيش السفياني في الكوفة ...57
الإمام المهدي عليه السلام في الكوفة ...58
كأني بالقائم عليه السلام علي منبر الكوفة ...58
من كانت له دار بالكوفة فليتمسك بها ...58
من لم يكن عليه مثل ما عليكم فاقتلوه ...58
الإمام المهدي عليه السلام في مكة ...60
القائم عليه السلام يخطب في المسجد ...60
ص: 286
الا يكون ذلك إلا علي يدي رجل من بني هاشم ...60
يخرج القائم عليه السلام من مكة ...61
نزول هذه الآية في القائم عليه السلام ...61
إذا قام القائم عليه السلام تلا هذه الآية ...61
ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب ...61
في الإمام المهدي عليه السلام شنن من الأنبياء ...63
القائم عليه السلام مثل صالح عليه السلام...63
في القائم عليه السلام سنة من موسي بن عمران ...64
كأني بالقائم عليه السلام علي ذي طوي...65
في صاحب هذا الأمر سنن من الأنبياء عليهم السلام...65
مولد القائم وغيبته وابطاؤه عليه السلام ...65
مثل للقائم عليه السلام في كتاب الله ...70
إن للقائم منا غيبة يطول أمدها ...70
غيبة يرتاب فيها كل مبطل ...70
في الإمام المهدي عليه السلام سُنة من النبي يوسف عليه السلام...72
إن في صاحب هذا الأمر شبها من يوسف عليه السلام...72
الله عزوجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف ...72
كأنك تخبرنا بغيبة أو حيرة ...73
غيبة الإمام المهدي علي ...
إن الغيبة ستقع في السادس من ولدي وهو الثاني عشر من الأئمة ...75
لا تنكروا الغيبة ...75
يقول الجاهل: لو كان هذا من ذرية محمد صلي الله عليه وآله لرحم ...76
حذرتكم فاحذروا ...76
ضعف إيمان الناس ...76
لا يدرون أيا من أي...77
مثل أهل بيتي مثل نجوم السماء ... 77
ص: 287
إن لصاحب هذا الأمر غيبة ...78
علة غيبة الإمام المهدي عليه السلام ... 79
إنه يخاف قبل أن يقوم ...79
اللقائم غيبة قبل أن يقوم ...80
هو المنتظر عليه السلام ...81
پرتاب المبطلون...82
يخاف القتل عليه السلام قبل قيامه ...83
غيبته قبل قيامه ...83
التمحيص في زمن غيبة الإمام المهدي عليه السلام ...84
ما كتمت ولا كذبت ولقد نبئت ...84
والله لتغربلن كما يغربل الزؤان من القمح ...84
تمحيص وتمييز وغربلة... 85
ويل لطغاة العرب من أمر قد اقترب... 85
أمر يأتي بعد إياس ...85
يشقي من يشقي ويسعد من يسعد... 86
إمارة من أول النهار وقتل وخلع من آخر النهار...86
والله لأمرنا أبين من هذه الشمس ...86
والله لأمرنا أضوأ منها ...87
أمرنا أبين من هذه الشمس ...88
النهي عن التوقيت ...89
يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ...89
كذب الوقاتون ...89
ما وقتنا فيما مضي ولا نوقت فيما يستقبل ...89
هلك المستعجلون...90
إنا أهل بيت لا نوقت ...90
إن الله لا يعجل لعجلة العباد ...90
ص: 288
أذعتم فأخره الله ...91
لا نوقت لأحد وقتا ...91
إنا لا نؤقت هذا الأمر ...91
إن هذا الأمر قد أخر مرتين ...91
فأخره الله ويفعل في ذريتي ما يشاء ...92
أتي أمر الله فلا تستعجلوه ...92
إنتظار الفرج ...93
من عرف هذا الأمر فقد فرج عنه لانتظاره ...93
أفضل عبادة المؤمن انتظار الفرج ...93
أفضل أعمال أمتي انتظار فرج الله عزوجل...93
ما أحسن الصبر وانتظار الفرج ...93
وال من كنت توالي وانتظر الفرج صباحا ومساء ...94
طوبي لمن تمسك بأمرنا في غيبة قائمنا ...94
من مات منتظرة هو بمنزلة من كان مع القائم عليه السلام في فسطاطه ...95
إن الميت منكم علي هذا الأمر، بمنزلة الضارب بسيفه في سبيل الله ...95
كمن استشهد مع رسول الله صليالله عليه وآله ...95
من آمن بنا وصدق حديثنا وانتظر كان كمن قتل تحت راية القائم عليه السلام ...96
إلزموا أحلاس بيوتكم حتي يخرج الطاهر بن الطاهر ...96
إعرف إمامك ...96
إعرف العلامة ...97
ألست تعرف إمامك ...97
الميت المنتظر كان كمن كان في فسطاط القائم عليه السلام ...98
طوبي لمن أدرك قائم أهل بيتك وهو مقتد به قبل قيامه ...98
سيأتي قوم من بعدكم الرجل الواحد منهم له أجر خمسين منكم ...98
مضايقة الموالين قبل الخروج ...99
الثبات حتي يظهر الله عزوجل...99
ص: 289
كفوا ألسنتكم والزموا بيوتكم ...100
أمرنا أمر الله ...100
إن لنا دولة يجيء الله بها إذا شاء ...100
أنتم أفضل من أصحاب القائم عليه السلام...101
الانتظار وتوقع الفرج ...101
تمنوا القائم عليه السلام في عافية ...102
كونوا أحلاس بيوتكم ...102
إجلسوا في بيوتكم ...103
كل راية ترفع قبل قيام القائم فصاحبها طاغوت ...103
الاستقامة علي الحق في زمن الغيبة ...104
أيكم يمسك شوك القتاد ...104
تمسكوا بالأمر الأول حتي يبين لكم الآخر ...105
تمسكوا بما في أيديكم حتي يتضح لكم الأمر ... 105
لا بد في غيبته من عزلة ونعم المنزل طيبة ...106
الخير كله عند ذلك ...107
كونوا علي ما أنتم عليه ... 107
فضل العبادة في زمن الغيبة... 109
دعاء زمن الغيبة ...111
الإمام المهدي عليه السلام يشهد الموسم ويري الناس ...112
يراهم ولا يرونه ...112
يشهد المواسم، يري الناس ولا يرونه ...112
للإمام المهدي عليه السلام غيبتان ...113
للقائم غيبتان : قصيرة وطويلة ...113
إرتياب البعض في غبته الطويلة...113
ظهور السفياني واشتداد البلاء ...114
جبل رضوي في فارس ...114
ص: 290
الصاحب هذا الأمر غيبتان يظهر في الثانية ...115
إفعل فإنه يصل إليه ...115
بيت الإمام المهدي عليه السلام ...116
استحباب الاستعداد المستح للقتال بين يدي الإمام المهدي عليه السلام ...117
علامات الظهور ...118
أما يعلمون أنه إنما يقتل السفياني ...118
علامات خمس قبل قيام القائم عليه السلام ...118
فرج الشيعة ...120
لا ترون ما تحبون حتي يختلف بنو فلان ...120
لا تحرك يدة ولا رجلا حتي تري العلامات...
لا تترك الأرض بلا إمام ...120
هدم حائط مسجد الكوفة ...121
لا يكون فساد ملك بني فلان حتي يختلف سيفا بني فلان ...121
رؤوس تندر فيما بين المسجد وأصحاب الصابون ...122
كسوف الشمس في شهر رمضان ...122
أما ترضون أن تكونوا في الثلث الباقي ...122
علامة في السماء قام القائم عليه السلام بقليل ...123
يقوم القائم علي بالحق والعدل ...123
لا يخرج القائم عليه السلام حتي يخرج اثنا عشر من بني هاشم ...123
لا يظهر إلا بالسيف ...124
أن يكون ذلك ولم يستدر الفلك ...124
قدام القائم علي علامات من الله عزوجل للمؤمنين ...124
قدام القائم علي جوع وخوف وقتل ونقص ...125
موت عبد الله ضمان لخروج القائم عليه السلام ...125
إن قدام القائم عليه السلام لسنة غيداقة ...126
انشقاق الفرات ودخوله الكوفة ...126
ص: 291
خزي الدنيا ...126
يطهر الأرض من الظالمين إذا سفك الدم الحرام ...127
العذاب الواقع ...128
قبل قيام القائم عليه السلام تحرك حرب قيس...128
قرب الأمر ...128
قدام القائم عليه السلام موتتان : موت أحمر وموت أبيض ...131
مقدمات لخروج القائم عليه السلام ...131
الرايات السود ورايات المهدي عليه السلام ...131
حجوا قبل أن لا تحجوا ...132
علامات الظهور الحتمية ...133
العلامات محتومة قبل خروج القائم ...133
خمس عشرة ليلة بين قتل النفس الزكية وقيام القائم عليه السلام ...134
الفرج كله هلاك الفلاني من بني العباس ...134
خمس علامات حتمية ...136
خروج السفياني ...137
خروج السفياني في رجب ...137
خروج وخسف وقتل ونداء قبل خروج القائم عليه السلام ...137
إمارتكم يومئذ لأولاد البغايا ...138
خروج ابن آكلة الأكباد ...138
السفياني أخبث الناس ...139
السفياني وكاسر عينيه ...139
انتونا علي كل صعب وذلول ...139
إذا خرج السفياني فأجيبوا إلينا ...139
ثلاث رايات: حسينية وأموية وقيسية ...140
السفياني يملك تسعة أشهر ...141
إذا ظهر السفياني فانفروا إلي صاحبكم ...141
ص: 292
يملك السفياني حمل امرأة ...141
يملك تسعة أشهر ولم يزد عليها يوما ...142
إذا ملك كور الشام الخمس فتوقعوا عند ذلك الفرج...142
عدو للسفياني تسعة أشهر إذا ملك ...142
إذا خرج السفياني تواري الرجال وجوهها ...143
نخسف البيدا بجيش السفياني ...143
خروج اليماني ...144
اليماني يوالي علية وهذا يبرأ منه ...144
اليماني والسفياني كفرسي رهان ...144
الخراساني السفياني واليماني في آن واحد ...144
الخنف بالبيداء ...145
ذات الجيش ...145
اسكنوا ما سكنت السماء من النداء والأرض من الخسف بالجيش ...145
شمول أهل العراق خوف لا يكون لهم معه قرار ...146
الصيحة السماوية ...147
العارفون بحقنا وحقه قبل خروجه هم الذين يعرفون ...147
كيف يقاتل القائم مع ما يرون من العجائب ...147
إبليس يشكك الناس ... 148
النداء حق ...148
إلا أن علية وشيعته هم الفائزون ...148
إذا نادي إبليس ارتاب المبطلون ...149
أو أنت تنكر أن هذا يكون - هو الصادق ...149
يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون ...149
إتبعوا الصوت الأول ...150
أفمن يهدي إلي الحق ...150
الصيحة في شهر رمضان ...150
ص: 293
يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت ...150
أما أن النداء من السماء باسم القائم في كتاب الله لبين ...51
ويميز الخبيث من الطيب ...152
وجه يطلع في القمر ويد بارزة ...152
مأدبة بقرقيساء للطيور والسباع من لحوم الجبارين ...153
فيم القتل والقتال؟ صاحبكم فلان ...153
انتظروا الفرج في ثلاث ...154
النداء يسمع به أهل المشرق والمغرب ...154
إجتماع أهل الحق في صعيد وأهل الباطل في صعيد ...154
معاني الأشهر العربية وما يحدث بها ...155
متي يقوم الإمام المهدي عليه السلام ؟ ...157
يوم الجمعة أفضل الأيام وعيد المسلمين ...157
يا رب إغضب فقد هتك حريمك وقتل اصفياؤك ...157
يقوم القائم علي يوم عاشوراء يوم قتل فيه الحسين بن علي عليه السلام ...158
لا يخرج القائم إلا في وتر من السنين ...158
ما من يوم نيروز إلا ونحن نتوقع فيه الفرج ...158
أصحاب الإمام المهدي عليه السلام ...159
الذي يسير في السحاب نهارا ...159
أصحاب القائم علي ليوث بالنهار، رهبان بالليل... 159
الفساطيط في مسجد كوفان ...159
شيعة علي في أيديهم المثاني يعلمون الناس المستأنف ...160
القائم علي منبر الكوفة وحوله أصحابه عدة أهل بدر... 160
هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان ...161
أين ما تكونوا يأت بكم الله جميعا ...161
يجيئون قزعة كقزع الخريف ...161
لا يخرج معه من أهل البصرة إنسان ... 162
ص: 294
يخرج القائم ومعه خمسة وأربعون رجلا ثم يجتمع العدد ...163
ما يخرج إلا في أولي قوة ...163
رحم الله من حببنا إلي الناس ولم يكرهنا إليهم ...163
لو مروا بجيال الحديد لقلعوها ...164
له كنز بالطالقان ما هو بذهب ولا فضة رجال كأن قلوبهم زبر الحديد ... 164
صاحب هذا الأمر محفوظ له أصحابه... 165
أصحاب القائم يبتلون بمثل ذلك ...165
عهدك في كفك ...165
هؤلاء من أصحاب القائم عليه السلام ...166
يظهر الإمام المهدي عليه وهو شاب ...167
يظهر في صورة فتي موفق ابن ثلاثين سنة ...167
إن من أعظم البلية أن يخرج إليهم صاحبهم شابة وهم يحسبونه شيخا كبيرا...167
القائم من ولدي يعمر عمر الخليل ...167
أنا شيخ كبير وصاحبكم شاب حدث ...168
يلبث عليه كل مؤمن ...168
كم سنة يحكم الإمام المهدي عليه السلام ؟ ...169
يملك سبع سنين يكون سبعين سنة من سنيكم ...169
يملك تسع عشرة سنة وأشهرا ...169
سنو ملكه سبعون سنة من سنيكم هذه ...170
جبرئيل يبايع الإمام المهدي عليه السلام ...171
أول من يبايع المهدي جبرائيل ينزل في صورة طير أبيض ...171
يؤخذ بيده فيبايع ...171
الإمام المهدي يحكم بحكم داود ...172
هذا المهدي يقضي بقضاء داود وسليمان ...172
لن تذهب الدنيا حتي يخرج رجل منا أهل البيت يحكم بحكم داود ...172
يحكم بحكم آل داود...173
ص: 295
حديث شامل حول الإمام المهدي عليه السلام ...175
هل من وقت موقت يعلمه الناس؟ ...175
الممارون... 176
بدء ظهور المهدي عليه السلام ... 176
تأويل قوله تعالي :«لِيُظهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِهِ»...177
عدد الملل... 178
الم سموا بالمجوس... 178
الم سمي قوم موسي اليهود؟ ...178
المسمي الصابئون بالصابئين؟ ...179
في أي بقعة يظهر المهدي؟ ...179
من يخاطبه ولمن يخاطب؟...180
يا سيدي يعود شابا أو يظهر في شيبة؟ ...180
من أين يظهر وكيف يظهر ؟ ...181
الذين قتلوا مع الحسين يظهرون معهم؟ ...181
قصة بشير وأخيه نذير ...183
وتظهر الملائكة والجن للناس؟ ...184
فما يصنع بأهل مكة؟ ...185
فما يصنع بالبيت؟ ...185
يا سيدي يقيم بمكة؟ ...185
أين تكون دار المهدي ومجتمع المؤمنين؟... 186
كل المؤمنين يكونون بالكوفة؟ ...186
يا سيدي ثم يسير المهدي إلي أين؟ ...186
يا سيدي ما هو ذاك؟ ...187
يا سيدي : ذلك آخر عذابهما؟ ...189
كيف تكون دار الفاسقين في ذلك الوقت؟ ...189
يا مولاي ثم ماذا يصنع المهدي؟ ...190
ص: 296
يا سيدي : ومن فرعون وهامان؟ ...191
قصة أبي بكر وخالد وعمر وقنفذ لأخراج أمير المؤمنين وأخذ البيعة ...193
خروج فاطمة عليهم السلام وخطابها لهم من وراء الباب ... 193
خروج أمير المؤمنين عليه السلام ...194
شكوي أمير المؤمنين عليه السلام للنبي صلي الله عليه وآله...195
شكوي الحسن عليه السلام لجده صلي الله عليه وآله...195
يقوم الحسين عليه السلام ليروي ما حدث له ...197
إذا المؤودة سئلت ثم ماذا؟ ...198
من شيعتكم من لا يقول برجعتكم ...198
عن المتعة؟ ...200
شرائط المتعة ...203
وقوف المهدي بين يدي جده رسول الله صلي الله عليه وآله ...204
يا مولاي أي ذنب كان لرسول صلي الله عليه وآله ؟؟! ...205
أما كان رسول الله صلي الله عليه وآله ظهر علي الدين كله؟...205
كيف يكون الميت المدين من شيعتكم؟ ...206
يا مولاي : ثم ماذا يكون؟ ...206
الإمام المهدي عليه السلام في مواجهة المتأولين ...208
سيرة الإمام المهدي عليه السلام...209
يصنع كما صنع رسول الله صلي الله عليه وآله ...209
إذا قام القائم عليه السلام جاء بأمر غير الذي كان ...209
طوبي للغرباء ...209
دمان في الإسلام حلال من الله ...210
يورث الأخ الذي آخي بينهما في الأظلة... 211
للقائم عليه السلام أن يقتل المولي ويجهز علي الجريح ...211
إذا قام القائم عليه السلام سار فيهم بالسيف والسبي ...211
الجفر الأبيض والجفر الأحمر ...213
ص: 297
إذا قام القائم عليه السلام سقطت التقية وجود السيف... 213
ما هو إلا السيف والموت تحت ظل السيف ...213
إذا قام قائمنا اضمحلت القطائع ...214
الإمام المهدي عليه السلام يعرف حقيقة الناس. ..215
يعرف الصالح والطالح ...215
يعرف وليه من عدوه بالتوسم ...215
لم يقم بين يديه أحد إلا عرفه ...215
الملائكة في جيش الإمام المهدي عليه السلام ...216
الملائكة تحت رايته عليه السلام...216
هم الذين كانوا مع نوح وإبراهيم وموسي وعيسي ومحمد عليهم السلام...216
الملائكة تؤازره عليه السلام...217
الشمراخ آية له عليه السلام...218
أول من يبايعه جبرئيل عليه السلام...219
إذا قام القائم عليه السلام نزلت ملائكة بدر ...219
كيف يجب أن يكون الحاكم؟ ...220
ظلامة صيرها الله تعالي نعمة ...220
لو كان هذا الأمر إلينا لما كان إلا أكل الجشب ولبس الخشن ...221
لا تبك يا عمرو نأكل أكثر الطيب ...221
كيفية السلام علي الإمام المهدي عليه السلام... 222
مسجد الكوفة في عصر الإمام المهدي عليه السلام ...223
الحياة الحضارية في عصر الإمام المهدي عليه السلام ...224
إن قائمنا إذا قام أشرقت الأرض بنور ربها ...224
إستغني الناس بما رزقهم الله من فضله ...224
في زمن القائم علي المؤمن في المشرق يري أخاه في المغرب والعكس صحيح... 225
مواريث الأنبياء عند الإمام المهدي عليه السلام ...226
ص: 298
عصا موسي وتابوت آدم ... 226
الذلول لذي القربي والصعب للقائم عليه السلام ...226
ألا لا يحمل أحد منكم طعاما ولا شرابا ...226
الدنيا تحت تصرف الإمام المهدي عليه السلام ...228
منزل الإمام المهدي عليه السلام ...229
نزول القائم في مسجد السهلة بأهله وعياله ...229
أراناها الله خرابا ...230
درع الإمام المهدي عليه السلام... 231
الفرج بعد الشدة ...232
إن أهل الحق لم يزالوا منذ كانوا في شدة ...232
لا يكون ذلك حتي تمسحوا العلق والعرق ...232
راية الإمام المهدي عليه السلام...233
الإمام المهدي عليه السلام ينتقم من قتلة الإمام الحسين عليه السلام ...235
من إنجازات الإمام المهدي عليه السلام في الحرمين ...236
هؤلاء سراق الكعبة ...236
يهدم المسجد الحرام حتي يرده إلي أساسه ...236
الكعبة لا تأكل ولا تشرب ...236
قميص الإمام المهدي عليه السلام...238
قميص رسول الله صلي الله عليه وآله...238
خير لباس كل زمان لباس أهله ...238
يؤيد الله الإمام المهدي عليه السلام بثلاثة ...239
الخروج بالسيف ...240
لا يأخذها إلا بالسيف ...240
تندرس أسماء القبائل ...240
الموت تحت ظل السيف ...240
ما بقي بيننا وبين العرب إلا الذبح ...241
المنحرفون عن الإمام المهدي عليه السلام ...242
ص: 299
إتق العرب فإن لهم خبر سوء ...242
من قاتلنا في آخر الزمان فكأنما قاتلنا مع الدجال ...242
مصير النواصب في حكومة الإمام المهدي عليه السلام ...243
الشيعة في عصر الإمام المهدي عليه السلام ...244
يكون من الشيعة سنام الأرض وحكامها ...244
الرجل أجرأ من ليث وأمضي من سنان ...244
موافاة شباب الشيعة إلي مكة في ليلة واحدة... 244
طاعة معروفة ...245
يمد الله للشيعة في أسمائهم وأبصارهم ...245
من أنصار الإمام المهدي عليه السلام ...246
لينصرت الله هذا الأمر بمن لا خلاق له ...246
يخرج من كان يري أنه من أهله ويدخل فيه شبه عبدة الشمس والقمر ...246
الإسلام يسود الكرة الأرضية ...247
إلا قام القائم انتشر الإسلام في الكرة الأرضية ...247
إذا خرج القائم عليه السلام لم يبق كافر ولا مشرك إلا كره خروجه ...247
الحياة العلمية في عصر الإمام المهدي عليه السلام ...248
الحياة الصحية في عصر الإمام المهدي عليه السلام ...249
الرجعة ...250
الرجعة وبعدها القيامة... 250
كل قرية أهلك الله أهلها بالعذاب لا يرجعون ...251
الكرة ...251
الملوك هم الأئمة ...252
ذاك والله في الرجعة يأكلون العذرة ...252
لا يلي الوصي إلا الوصي ...253
هي الرجعة... 254
حمران وميسر يخبطان الناس بأسيافهما بين الصفا والمروة ...255
ص: 300
مرة في الكرة ومرة أخري يوم القيامة ...255
الكرة والجنة للنبي صلي الله عليه وآله ...255
أيام الله ثلاثة ...256
مثل ابن ذر مثل رجل من بني إسرائيل يقال له عبد ربه ...256
القاء الأحياء بالأموات ...256
يقال للميت المؤمن : قد ظهر صاحبك فإن تشأ أن تلحق به فالحق وإن تشأ أن تقيم فأقم في كرامة ربك ...257
السلام من ظهر الكوفة ...257
في زيارة الأربعين ...258
في زيارة قبر الرسول صلي الله عليه وآله الأئمة عليهم السلام...258
كذبوا والله ...258
ليس منا من لم يؤمن بكرتنا ولم يستحل متعتنا ...259
العذاب الأدني دون العذاب الأكبر...259
التؤمنن به ولتنصرته ...259
لقد تسموا باسم ما سمي الله به أحدة إلا علي بن أبي طالب عليه السلام...260
ما جاء في حق عليه السلام وأخبر به النبي صلي الله عليه وآله ليلة الإسراء ...261
يوم الوقت المعلوم وكرات علي عليه السلام ...261
الراجفة الحسين والرادفة علي السلام ...263
كرة الإمام الحسين عليه السلام وأصحابه علي يزيد بن معاوية وأصحابه ...264
يجتمع النبي صلي الله عليه وآله وعلي بالثوية ...265
أول من يخرج في الرجعة ...265
يوم القيامة : بعث إلي الجنة وبعث إلي النار ...266
إن الرجعة ليست بعامة ...266
محض الإيمان ومحض الكفر...266
يوم نحشر من كل أمة فوجة ...267
القائم عليه السلام يستخرج من ظهر الكعبة سبعة وعشرين رجلا ...267
ص: 301
من أقر بستة أشياء فهو مؤمن ...269
دعاء العهد ...270
إثنا عشر مهديا ...272
قال : أثنا عشر مهدية ولم يقل : أثنا عشر إمامنا ...272
منا بعد القائم أحد عشر مهدية من ولد الحسين عليه السلام... 272
272 قصيدته: «وسيلة الفوز والأمان في مدح صاحب الزمان (عج) للشيخ البهائي ...274
276 قصيدة أيضأ للشيخ البهائي في مدح الإمام المهدي عليه السلام... 280
الفهرس ...283
ص: 302