تنبؤات النبي والأئمة لأحداث الأمة من النبي صلي الله عليه وسلم حتي المهدي أحداث الكون حتي قيامة الساعة

اشارة

تنبؤات النبي والأئمة لأحداث الأمة من النبي صلي الله عليه وسلم حتي المهدي أحداث الكون حتي قيامة الساعة

توثيق وتحقيق : الشيخ مهدي خليل جعفر

الجفرالأعظم

احداث الكون حتي قيامة الساعة

دار المجمة البيضاء

خيرانديش ديجيتالي : انجمن مددكاري امام زمان (عج) اصفهان

ص: 1

اشارة

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 2

ص: 3

جميع الحقوق محفوظة

الطبعة الأولي

1428ه - 2007م

الرويس - مفرق محلات محفوظ ستورز - بناية رمال

ص.ب. 14/5479- هاتف: 03/287179 -تلفاكس: 01/552847 -541211 /01

دارالمحجة البيضاء

لطباعة والنشر التوزيع

E-mail:almahajja@terra.net.lb

www.daralmahaja.com

info@daralmahaja.com

ص: 4

- أحوال الدنيا

-أحوال الناس في آخر الزمان

-أعظم أحداث العالم بروايات النبي الأئمة

-الكتاب الأوحد الجامع لهذا الموضوع

-الجفر الأعظم

تحقيق وتوثيق الشيخ مهدي جعفر

ص: 5

ص: 6

المقدمة

نحمدك اللهم يا من خصنا بحججه البالغة ونعمه السابغة الذين بهم رزق الوري وبهم ثبتت الأرض والسماء، ولولاهم لساخت الأرض بأهلها ، نشكرك اللهم يا من حبانا بخاتم الأوصياء وخاتم الأصفياء وفتننا بغيبته التامة الإلهية الكبري والطامة العظمي، ومن علي المؤمنين المنتظرين لدولته ووصفهم بالذكر بقوله : «اَلَّذينَ يُؤمِنونَ بِالغَيبِ» [البقرة : 3] والصلاة والسلام علي خاتم صحيفة النبوة والمبعوث علي الأمة بالهداية والرحمة، والمبشر برجعته والمنذر لغيبته ودولته والمذكر لقيامه وسلطنته حيث أمره الله بقوله تعالي : «ذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ» [إبراهيم: 5]، وعلي آله وعترته الهداة البررة الكرام، واللعنة علي أعدائهم من الآن إلي قيام الساعة .

أما بعد:

التنبؤات أو علم الغيب، من العلوم التي لا يعلمها إلا الله ومن ارتضي سبحانه وتعالي له من خلقه ، فتكون التنبؤات من السمات والصفات السامية التي يتصف بها من له منزلة رفيعة عند الخالق والمخلوق.

وفي هذا الإتجاه والفكر نري أنه في زمن الخليفة والصراع الذي دار بين أبونا آدم عليه السلام والملائكة قد امتاز علي الملائكة وفاز بكونه يعلم الغيب الذي علمه له الخالق عز وجل، مما مهد لأن يكون خليفة علي الأرض، ومنها أصبحت من الدلائل ومميزات علي النبوة والخلافة والإمامة .

ص: 7

وذلك أن التعرف علي الغيب يؤدي إلي الإحتراس والحذر الذي بدورهما يمكنان الإنسان من الإستمرار بتنظيم حياته علي أصح الوجوه في مصداق قول رسول الله : لو كنت أعلم الغيب لستكثرة من النمير، فمهما تداعيت الأحوال وبعد الإنسان عن الأسرار فإن له صحوة تعيده إلي ما يخدمه وينظم حياته.

وعلي هذا سوف نتطرق في هذا الموضوع إلي تصديقه لفة واصطلاحاً.

تعريف التنبؤات لغة:

لم ترد كلمة التنبؤ في اللغة ولا في القواميس ولا في المعاجم اللغوية ، وإنما وردت كلمة (نبأ) بمعني الخبر وهذا ما جاء في كتاب لسان العرب أن النبأ: الخبر .

تعريف التنبؤات إصطلاحاً:

وأما إصطلاحاً فقد إستخدم العلماء كلمة (التنبؤ) بمعني الإخبار عن الماضي والحاضر والمستقبل الغير معلوم.

أما الفرق بين تنبؤات المعصومين عليهم السلام وغيرهم. .

لا يخفي علي كل من إشتغل بالتنبؤ يعلم أن هنالك تغيرات تقع في الحاضر والمستقبل الذي أخبر عنه وذلك أن العالم حادث وكل حادث متغير فالعالم متغيير .

وهنا وقع الفرق بين المعصوم وغيره في هذا النوع من الإخبار حيث أنه يتحقق عند المعصوم ولا يتغير لأنه من علم الخالق سبحانه وهذا أولاً.

وأما ثانياً : فإن لهذا الموضوع في هذا العصر ضرورة قسوة لكي نعرفه ونعلمه للناس بعدما شاع الدجالين والسحرة وبدأوا بطرح هذا الموضوع علي

ص: 8

أنه علم دنيوي وبدأت الناس تصدقهم وتؤمن بما يقولونه غير آبهة بأن هذا العلم هو علم رباني إختص الله من عباده المخلصين الأنبياء والأئمة وأعطاهم إياه . ومن هذا المنطلق الديني والإنساني وأيضاً العلمي قمنا بالعمل علي جمع وتحقيق وتوثيق بعض ما قاله النبي والأئمة عن آخر الزمان عن الدنيا والناس والعلماء والموت والحياة والبحر والماء والنبات والحيوان وكل ما خلق الله علي وجه هذه الأرض منها أحداث وقعت ومنها تحدث تباعاً كما لا نريد أن ننسي بعض الروايات التي تتكلم عن كل بلدان العالم وعن أوصافها وزعمائها نعم كل هذه الأحداث التي يمر بها الكون والعالم الذي نعيش فيها منذ أكثر من 1000 سنة وإلي أكثر من 100 سنة وجدناها في روايات النبي والأئمة عليهم السلام فكان الكتاب الأوحد من نوعه «كتاب تنبؤات النبي والأئمة لأحداث الأمة» هذا الكتاب الذي يضم الكثير عن أسرار الكون والعالم وعن أبرز وأعظم الأحداث بل أنه يتكلم عن نهاية الكون وكل ما نحن فيه الآن من فلسطين إلي العراق وسوريا وإيران ولبنان وأمريكا والعرب والغرب وتركيا والكرد. كل ما يجري في هذا الكون لكن بروايات مسندة صحيح وبعضها متواتر من رسول الأمة محمد وموضع العلم أهل بيت النبوة عليهم السلام ولقد أخذ الأخ الحاج الفاضل الأستاذ أحمد الخرسة علي عاتق مؤسسته المحترمة العريقة أن تقوم هذه المؤسسة دار المحجة البيضاء لطباعة هذا الكتاب والله ولي التوفيق .

مركز أهل البيت عليهم السلام العالمي للتحقيق والتوثيق

بقلم: الشيخ مهدي خليل جعفر

بعلبك مقام رأس الإمام الحسين عليه السلام

هاتف: 961/03/206394

ص: 9

ص: 10

تنبؤات النبي الأعظم محمد صلي الله عليه و اله و سلم

قوم يأتون المساجد فيعقدون حلقاً ذكرهم الدنيا وحب الدنيا (1)

قال رَسُولُ اللّهِ صَلَّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: يَأتي في آخِرِ الزَّمانِ اُناسٌ مِن اُمَّتي يَأتونَ المَساجِدَ يَقعُدونَ فيها حَلَقا ، ذِكرُهُمُ الدُّنيا وحُبُّ الدُّنيا ، لا تُجالِسوهُم فَلَيسَ لِلّهِ بِهِم حاجَةٌ.

قال صلي الله عليه و اله و سلم: سيأتي قوم فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ إِخْوَانُ الْعَلانِيَةِ أَعْدَاءُ السَّرِيرَةِ(2) . قال رَسُولُ اللّهِ صَلَّي اللّهُ عَلَيهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: لا تَقومُ السَّاعةُ حتَّي يتَباهي النَّاسُ بالمَسَاجِدِ(3). قال صلي الله عليه و اله و سلم: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّي يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ(4).

وهذا وإن كان فيه تمني الموت المنهي عنه لكنه خبر منه صلي الله عليه و اله و سلم أن ذلك سيكون من غير تعرض منه صلي الله عليه و اله و سلم، لجوازه .

قتل النبي صلي الله عليه و اله و سلم: لا تَقومُ السَّاعةُ تي يَخرُجَ ثَلاثونَ كذَّابونَ كلُّهم يزعمُ : أنَّهُ رَسولُ اللَّهِ.(5).

أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّي اللهُ عَلَيهِ و اله و سلم؟ قال : ألَا إنَّ المدينةَ كالكيرِ يخرِجُ الخبَثَ.

ص: 11


1- شرح اللمعة، الشهيد الثاني ج 1، ص 548.
2- مغني المحتاج، محمد بن الشربيني ج 4، ص 435.
3- شرح الأزهار، الإمام أحمد المرتضي ج 3، ص 486.
4- الجوهر النقي، المارديني ج 5، ص 226.
5- المغني، عبد الله بن قدامة ج 10، ص 112.

لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّي تَنْفِيَ الْمَدِينَةُ شِرَارَهَا كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ(1).

قال النبي صلي الله عليه و آله وسلم :لا تقومُ السّاعةُ حَتّي يَقُومَ قائِمٌ للحَقِّ مِنّا، وَذَلِكَ حِينَ يَأْذَنُ اللهُ عزَّ وجلَّ لَهُوَمَنْ تَبعَهُ نَجا، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ هَلَكَ اللّه َ اللّه َ عِبادَ اللّه ِ ، فَأتوهُ ولَو عَلَي الثَّلجِ ، فَإِنَّهُ خَليفَةُ اللّهِ عَزَّوجَلَّ وخَليفَتي(2).

لا تقوم الساعة حتي تطلع الشمس من المغرب.

عن حذيف بن أسيد قال : اطَّلَع عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّي اللَّهُ عليه و آله و سَلَّمَ من غُرْفَةٍ له وَنَحْنُ نَتَذَاكَرُ الساعة.

قال الله تعالي: «وَ عِزَّتِي وَ جَلَالِي لا تَقومُ السّاعَةُ حَتّي تَطلُعَ الشَّمسُ مِن مَغرِبِ لِيَعْلَمَ الخلق أني قادِرٌ عَلي ذلِكَ »(3)

عن النبي صلي الله عليه و آله وسلم قال : لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّي يَتَبَاهَي النَّاسُ فِي الْمَسَاجِدِ(4).

عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهم: أن رسول الله صلي الله عليه و آله وسلم قال :لَا تَقُومُ اَلسَّاعَةُ حَتَّي تكون اَلصَّلاَةُ مَنّاً، وَالْأَمَانَةُ مَغْنَمًا, وَالزَّكَاةُ مَغْرَمًا(5).

قال : لاَ تَقُومُ اَلسَّاعَةُ حَتَّي يَتَمَنَّي أَبُو اَلْخَمْسَةِ أَنْ يَكُونُوا أَرْبَعَةً وَ أَبُو اَلْأَرْبَعَةِ أَنْ يَكُونُوا ثَلاَثَةً وَ أَبُو اَلثَّلاَثَةِ أَنْ يَكُونُوا اِثْنَيْنِ وَ أَبُو اَلاِثْنَيْنِ أَنْ يَكُونَا وَاحِداً وَ أَبُو اَلْوَاحِدِ أَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ لِلَّذِي يَظْهَرُ مِنَ اَلْعُقُوقِ(6).

قال صلي الله عليه و آله وسلم : لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتَّي تَأْخُذَ أُمَّتي ما أَخْذِ الْقُرُونِ شِبْرًا بشِبْرٍ وذِراعًا بذِراعٍ.

ص: 12


1- المحلي، ابن حزم ج 7، ص 281.
2- عيون أخبار الرضا عليه السلام ، الشيخ الصدوق ج 1، ص 65.
3- شرح أصول الكافي، مولي محمد صالح المازندراني ج 12، ص 529.
4- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري ج 3، ص 382.
5- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري ج 7، ص 22.
6- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري ج 15، ص 194.

فقيل : يا رسول الله كفارس والروم.

قال : ومَنِ النَّاسُ إلَّا أُولَئِكَ(1).

وقال صلي الله عليه و اله و سلم: ذا تَقارَبَ الزَّمانُ انتَقَي المَوتُ خِيارَ اُمَّتي كَما يَنتَقي أحَدُكُم خِيارَ الرُّطَبِ مِنَ الطَّبَقِ(2).

قال صلي الله عليه و اله و سلم: إِذَا تَقَارَبَ اَلزَّمَانُ كَانَ أَشَدَّ لِلتَّقِيَّةِ(3).

عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم، قال : إذا تَقارَبَ الزَّمانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيا المُؤْمِنِ، وأصدقُهُم رؤيا أصدقُهُم حديثًا .

بيان : هذه الرواية رواها من طرق المخالفين.

قال في النهاية : فيه (إذا تقارب الزمان) وفي رواية : اقْتَرَبَ الزَّمَانُ - لَمْ تَكَدْ رُؤْيا المُؤْمِنِ تَكذبُ أراد : اِقْتِرَابِ اَلسَّاعَةِ ، وقيل : اعتدال اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَتَكُونُ الرؤْيا فِيهِ صَحِيحَةً لاعْتِدالِ الزَّمَانِ .

و(اقتراب) افتعل من القرب، و(تقارب) تفاعل منه ، ويقال للشيء إذا ولي وأدبر(4).

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّي يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ الْخُوصَةُ زَعَمَ سُهَيْلٌ(5).

قال النبي صلي الله عليه و اله و سلم: مِنَ اقترابِ الساعةِ أنْ يُرَي الهلالُ قَبَلًا فيُقالُ : لِلَيْلَتَيْنِ .

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم: من اقترابِ الساعةِ انتفاخُ الأَهِلَّةِ وَأَنْ يُرَي الْهِلَالُ لِلَيْلَةٍ , فَيُقَالُ: لِلَيْلَتَيْنِ.

ص: 13


1- سعد السعود، السيد ابن طاووس الحسني ص 65.
2- الدعوات، قطب الدين الراوندي ص 235.
3- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري ج 12، ص 256
4- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج 58، ص 172.
5- معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام ، الشيخ علي الكوراني العاملي ج 2، ص 224.

وأن تتخذ المساجد طرقا، وأن يظهر موت الفجأة(1).

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: مِنِ اِقْتِرَابِ اَلسَّاعَةِ كَثْرَةُ اَلْمَطَرِ وَ قِلَّةُ اَلنَّبَاتِ، وكَثْرَةُ اَلْقُرَّاءِ وَ قِلَّةُ اَلْفُقَهَاءِ وَ كَثْرَةُ اَلْأُمَرَاءِ وَ قِلَّةُ اَلْأُمَنَاءِ(2).

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: حُجُّوا قَبلَ أَن لا تَحُجُّوا، فَقَدِ انْهَدَمَ مَرَّتَيْنِ وَفِي الثّالِثَهِ يَرْفَعُ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِكُمْ(3).

الحج؛ عبادة مخصوصة يقصد بها المكلف بيت الله الحرام - الكعبة - في موسم الحج عند الاستطاعة، وأخبرنا التاريخ أن بناها نبي الله آدم عليه السلام، وهدمه عند الطوفان، ورفعها نبي الله إبراهيم وابنه إسماعيل عليه السلام، وربما هدمت قبل الطوفان كذلك وفي عصرنا اجتمع الكونغرس الأمريكي بتهديد ضرب الكعبة بالقنبلة النووية إذا أصبح الإرهابيين يهددون أمن واستقرار بلدهم.

حجوا قبل أن لا تحجوا فإنه يقعد أعرابها علي أذناب أوديتها فلا يصل إلي الحج أحد(4)

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: حُجُّوا قَبلَ أَن لا تَحُجُّوا .

قيل : فما شأن الحج؟

قال : يقعُدُ أعرابُها علَي أذنابِ أوديَتِها فلا يصلُ إلي الحجِّ أحدٌ.

من علامات منع الحج:

هدم المنافقون مسجداً بالمدينة ليلاً ، فاستعظم أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ذلك .

ص: 14


1- معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام، الشيخ علي الكوراني العاملي ج 2، ص 225
2- مجمع الزوائد، الهيثمي، ج 7، ص 331.
3- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 8، ص 40.
4- السنن الكبري، البيهقي، ج 4، ص 341.

فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : لا تنكروا ذلك فإن هذا المسجد يُعَمَّرُ، وَ لَكِنْ إِذَا هُدِمَ بَرَاثَا بَطَلَ الحج.

قيل له : وأين مَسْجِدِ بَرَاثَا هذا؟

قال : في غربي الزوراء من أرض العراق، صلي فيه سبعون نبياً ووصياً، وآخر من يصلي فيه هذا - وأشار بيده إلي مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام - .

قال السليلي : فرأيت مسجد براثا وقد هدمه الحنبليون وحفروا وأخذوا أقواماً قد حفر لهم قبور فغلبوا أهل الميت ودفنوهم فيه إرادة قبور فيه تعطيل المسجد وتصييره مقبرة، وكان فيه نخل فقطع وأحرق جذوعه وسقوفه ، وذلك في سنة اثنتي عشرة وثلاثمائة، فعطل تلك السنة الحج.

وقد كان خرج سليمان بن الحسن يعني القرمطي في أول هذه السنة فقطع علي الحاج وقتلهم وعطل الحج، ووقع الثلج ببغداد فاحترق نخلهم من البرد فهلك(1).

الأئمة بعدي اثنا عشر إماماً بعدد نقباء بني إسرائيل وحواري عيسي(2)

عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : إِنَّ هَذَا اَلْأَمْرَ يَمْلِكُهُ بَعْدِي اِثْنَا عَشَرَ إِمَاماً، تِسْعَةٌ مِنْ صُلْبِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ أَعْطَاهُمُ اَللَّهُ عِلْمِي وَ فَهْمِي، مَا لِقَوْمٍ يُؤْذُونَنِي فِيهِمْ لاَ أَنَالَهُمُ اَللَّهُ شَفَاعَتِي؟! أيْنَ أنتَ يا رَسُولِ اللَّهِ من أذيتهم.

رسول الله : اَلْأَئِمَّةُ بَعْدِي عَدَدَ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَ حَوَارِيِّ عِيسَي ، مَنْ أَحَبَّهُمْ فَهُوَ مُؤْمِنٌ، وَ مَنْ أَبْغَضَهُمْ فَهُوَ كَافِرٌ مُنَافِقٌ هُمْ حُجَجُ اَللَّهِ عَلَي خَلْقِهِ وَ أَعْلاَمُهُ فِي بَرِيَّتِهِ.

قام رجل يقال له عامر بن كثير إلي أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أمير

ص: 15


1- نقلاً من حاشية الأمالي للشيخ المفيد، ص 65.
2- كفاية الأثر، الخزاز القمي، ص 166.

الْمُؤْمِنِينَ لَقَدْ اَخْبَرْتَنَا عَنْ اَئِمَّةِ الْكُفْرِ وَخُلَفَاءِ الْبَاطِلِ فَاَخْبِرْنَا عَنْ اَئِمَّةِ الْحَقِّ وَ اَلْسِنَةِ الصِّدْقِ بَعْدَكَ .

قال : نَعَمْ اِنَّهُ بِعَهْدٍ عَهِدَهُ اِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه و آله و سلم أن هذا الأمر يملكها اثنا عشر إماماً تسعة من صلب الحسين، ولقد قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: مَّا عُرِجَ بِي إِلَي السَّمَاءِ نَظَرْتُ إِلَي سَاقِ الْعَرْشِ فَإِذَا فِيهِ مَكْتُوبٌ ( لا إِلهَ إِلاَّ اللّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّهُ أَيَّدْتُهُ بِعَلِيٍّ وَنصرته بِعَلِيٍ)، وَرَاَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ نُوراً فَقُلْتُ: يَا رَبِّ اَنْوَارُ مَنْ هَذِهِ؟

فنوديت : مُحَمَّدُ هَذِهِ اَنْوَارُ الْاَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ .

قلت : يا رسول الله أفلا تسميهم لي؟

قال : نَعَمْ، أَنتَ الإمام وَالْخَلِيفةُ بَعْدِي، تَقْضِي دَيْنِي، وَتُنْجِزُ عِدَاتِي، وَبَعْدَكَ ابْنَاكَ الْحَسَنُ وَالحُسَيْنُ، وَبَعْدَ الْحُسَيْنِ ابنُهُ عَلِيٌّ زَينِ العابِدينَ، وبَعدَهُ ابنُهُ مُحَمَّدٌ يُدْعَي بِالْبَاقِرِ، وبَعْدَ مُحَمَّدٍ ابنُهُ جَعفَرٌ يُدْعَي بِالصَّادِقِ ، وَ بَعْدَ جَعْفَرٍ ابْنُهُ مُوسَي يُدْعَي بِالْكَاظِمِ، وَ بَعْدَ مُوسَي ابْنُهُ عَلِيٌّ يُدْعَي بِالرِّضَا، وَبَعْدَ عَلِيٌّ ابنُهُ مُحَمَّدٌ يُدْعَي بِالزَّكِيِّ، وَبَعْدَ محمدٍ ابْنُهُ عَليّ يُدْعَي بِالنَّقِيِّ، وَبَعْدَ عَلِيٍّ بْنُهُ الْحَسَنُ يُدْعَي بِالْأَمِينِ وَ الْقَائِمُ مِنْ وُلْدِ الحسن سَمِيِّي وَاَشْبَهُ النَّاسِ بِي يَمْلَأُ ها قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً .

وهنالك كثير من الأخبار تدل علي ذلك وقد تحقق ونحن الآن بانتظار القائم - عجل الله فرجه - جعلنا الله تعالي من أصحابه وأتباعه المستشهدين بين يديه.

الحسن بن علي عليه السلام قال : سَمِعْتُ رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّي اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سلم يقول لعلي عليه السلام : اَنْتَ وَارِثُ عِلْمِي وَ مَعْدِنُ حُكْمِي وَ الْاِمَامُ بَعْدِي، ففَإِذَا اُسْتُشْهِدَت فَابْنُكَ الْحَسَنُ، فَإِذَا اُسْتُشْهِدَ الْحَسَنُ فَابْنُكَ الْحُسَيْنِ ، فَإِذَا اُسْتُشْهِدَ الْحُسَيْنِ فَعَلِيٌّ اِبْنُهُ، يَتْلُوهُ تِسْعَةٌ مِنْ صُلْبِ الْحُسَيْنِ اَئِمَّةٌ اَطْهَارٌ .

فقلت : يا رسول الله فما أساميهم؟

ص: 16

قال: عَلِيِّ و مُحَمَّدِ وجَعْفَرِ ومُوسَي وعَلِيِّ و مُحَمَّدِ وعَلِيِّ والْحَسَنُ والمَهْدِيُّ مِنْ صُلْبِ الْحُسَيْنِ، يَمْلَأُ اللهُ به الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً.

ص: 17

ما منا إلا مقتول أو مسموم

*ما منا إلا مقتول أو مسموم(1)

خطب الحسن بن علي عليه السلام عند ضرب عبد الرحمن بن ملجم علياً قال: واَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذي أحسن الْخِلاَفَةِ علينا أهل اَلْبَيْتِ وَ عِنْدَهُ نَحْتَسِبُ عَزَانَا فِي خَيْرِ اَلْآبَاءِ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّي اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ عِنْدَ اَللَّهِ نَحْتَسِبُ عَزَانَا فِي أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عليه السلام وَ لَقَدْ أُصِيبَ به اَلشَّرْقُ وَ اَلْغَرْبُ، وَ اَللَّهِ مَا خَلَّفَ دِرْهَماً وَ لاَ دِينَاراً إِلاَّ أَرْبَعَمِائَهِ دِرْهَمٍ أَرَادَ أَنْ يَبْتَاعَ لِأَهْلِهِ خَادِماً .

ولَقَدْ حَدَّثَنِي حَبِيبِي: جَدِّي رَسُولُ اَللَّهِ صَلَّي اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و سلم ، أَنَّ اَلْأَمْرَ يَمْلِكُهُ اِثْنَا عَشَرَ إِمَاماً مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ صَفْوَتِهِ،مَا مِنَّا إِلاَّ مَقْتُولٌ أَوْ مَسْمُومٌ.

وعند مرضه الذي مات دخل عليه جنادة بن أبي أميد قال : دخلت علي الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي مَرَضِهِ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ وَ بَيْنَ يَدَيْهِ طَشْتٌ يُقْذَفُ فِيهِ الدَّمُ وَ يَخْرُجُ كَبِدُهُ قِطْعَةً قِطْعَةً مِنَ السَّمِّ الَّذِي أَسْقَاهُ مُعَاوِيَةُ لَعَنَهُ اللَّهُ فَقُلْتُ يَا مَوْلَايَ مَا لَكَ لَا تُعَالِجُ نَفْسَكَ؟

فقال : يَا عَبْدَ اللَّهِ بِمَا ذَا أُعَالِجُ الْمَوْتَ؟

قلت :إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ وَ قَالَ : والله أنه لعهد عَهِدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيهِ وَ آلِه و سلم، إنَّ هَذا الأمْرَ يمْلِكهُ إثنا عَشَرَ إماماً مِنْ وُلدِ عَلِي وَفاطِمَةَ عليهاالسلام، ما منا مَقْتُولٌ أَوْ مَسْمُومٌ.

ص: 18


1- نهج السعادة الشيخ المحمودي، ج 8، ص 506.

ما بال أقوام يؤذونني فيهم(1)

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : أهلُ بيتي أمانٌ لاَهْلِ الاَرْضِ كَما اَنَّ النُّجُومَ اَمانٌ لاَِهْلِ السَّماءِ .

قيل : يا رسول الله فالأئمة بعدك من أهل بيتك؟

قال : نعم الأئمة بعدي اثنا عشر، تسعة مِنْ صُلْبِ الْحُسَيْنِ امنا معصومون، وَمِنَّا مَهْدِيُّ هَذِهِ أَئِمَّةَ، ألا أنهم أهل بيتي وعترتي من لحمي ودمي، ما بال أقوام يؤذونني فيهم، لا أنالهم الله شفاعتي . نعم يا رسول الله وصل به الحال إلي تهديهم جورهم.

إن أمتي ستفرق بعدي علي ثلاث وسبعين فرقة(2)

عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِيهِ اَلْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ صَلَّي اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ و سلم يَقُولُ : إِنَّ أُمَّةَ مُوسَي اِفْتَرَقَتْ بَعْدَهُ عَلَي إِحْدَي وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً فِرْقَةٌ مِنْهَا نَاجِيَةٌ وَ سَبْعُونَ فِي اَلنَّارِ وَ اِفْتَرَقَتْ أُمَّةُ عِيسَي عَلَيْهِ السَّلاَمُ بَعْدَهُ عَلَي اِثْنَتَيْنِ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً فِرْقَةٌ مِنْهَا نَاجِيَةٌ وَ إِحْدَي وَ سَبْعُونَ فِي اَلنَّارِ وَ إِنَّ أُمَّتِي سَتَفْتَرِقُ بَعْدِي عَلَي ثَلاَثٍ وَ سَبْعِينَ فِرْقَةً فِرْقَةٌ مِنْهَا نَاجِيَةٌ وَ اِثْنَتَانِ وَ سَبْعُونَ فِي اَلنَّارِ ..

ص: 19


1- كفاية الأثر، الخزاز القمي، ص 29.
2- الخصال، الشيخ الصدوق، ص 585.

إن بين التي تسمي البصر والتي تسمي الأبلة أربعة فراسخ وسيكون التي تسمي الأبلة يقتل في ذلك الموضع من أمتي سبعون ألفاً شهيدهم يومئذ بمنزلة شهداء بدر

التفت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام عن يمينه فقال : كم بينكم وبين الأبلة؟

فقال له المنذر بن الجارود: فداك أبي وأمي أربعة فراسخ .

قال له : صدقت فوالذي بعث محمداً صلي الله عليه و آله و سلم وأكرمه بالنبوة وخصه بالرسالة وعجل بروحه إلي الجنة لقد سمعت منه كما تسمعون مني أن قال لي: يا علي هل علمت أن بين التي تسمي البصرة والتي تسمي الأبلة أربعة فراسخ وسيكون التي تسمي الأبلة موضع أصحاب العشور ويقتل في ذلك الموضع من أمتي سبعون ألفاً شهيدهم يومئذ بمنزلة شهداء بدر .

فقال له المنذر : يا أمير المؤمنين ومن يقتلهم فداك أبي وأمي؟

قال: يقتلهم إخوان الجن وهم جيل كأنهم الشياطين سود ألوانهم منتنة أرواحهم شديد كلبهم قليل سلبهم طوبي لمن قتلهم وطوبي لمن قتلوه ينفر لجهادهم في ذلك الزمان قوم هم أذلة عند المتكبرين من أهل الزمان مجهولون في الأرض معروفون في السماء تبكي السماء عليهم وسكانها والأرض وسكانها .

ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم، آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض وإذا تعلموا منعوهم(1)

نظر النبي صلي الله الرحمن الرحيم، إلي بضع الأطفال فقال عليه السلام: ويل لأولاد آخر الزمان من آبائهم.

ص: 20


1- جامع الأخبار، ص 106.

فقيل : يا رسول الله من آبائهم المشركين؟

فقال : آبائهم المؤمنين لا يعلمونهم شيئاً من الفرائض وإذا تعلموا - يعني أولادهم - منعوهم ورضوا عنهم بعوض يسير من الدنيا فأنا منهم بريء وهم مني براء.

للترك خرجتان(1)

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : للترك خرجتان، خرجة بالجزيرة يحتقبون ذوان الحجال فيظفر الله المسلمين بهم فيكون فيهم ذبح الله الأعظم.

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : للترك خرجتان : أحداهما يخربون آذربيجان والثانية يشرعون علي ثني الفرات يربطجون خيولهم بالفرات فيبعث الله تعلي علي خيلهم الموت فيرجلهم فيكون فيهم ذبح الله الأعظم، لا ترك بعدها(2).

إني لأري الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع القطر(3)

أشرف رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و علي أطم من آطام المدينة فقال : هل ترون ما أري؟ إني لأري الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع القطر .

أطم: الاطم بالضم : بناء مرتفع، وجمع آطام.

ص: 21


1- كنز العمال، المتقي الهندي، ج 11، ص 275
2- كنز العمال، المتقي الهندي، ج 11، ص 276
3- كنز العمال، المتقي الهندي، ج 11، ص 280.

إني لأري الفتن تقع خلال بيوتكم كمواقع القطر

ستكون عليكم أئمة يملكون أرزاقكم يحدثونكم فيكذبونكم ويعملون فيسيئون العمل لا يرضون منكم حتي تحسنوا قبيحهم فأعطوهم الحق ما رضوا به فإذا تجاوزوا فمن قتل علي ذلك فهو شهيد(1)

خاطب المؤمنين بذلك ليوطنوا أنفسهم علي احتمال ما سيلقون من الأذي والشدائد والصبر عليها حتي إذا لقوها لقوها وهم مستعدون فلا يرهقهم ما يرهق من تصيبه الشدة بغتة.

سيكون أمراء بعدي يعرفون وينكرون فمن نابذهم نجا ومن اعتزلهم سلم ومن خالطهم هلك (2)ستكون معادن يحضرها شرار الناس(3)

(ستكون معادن) جمع معدن وهو الجوهر المستخرج من مكان خلقه الله فيه ويسمي به مكانه أيضاً (يحضرها شرار الناس) أي فاتركوها ولا تقربوها لما يلزم علي حضورها والتزاحم عليها من الفتن المؤدي ذلك إلي الهرج والقتل وفي رواية بدل يحضرها إلخ وسيكون فيها شر خلق الله(4).

ستهاجرون إلي الشام فيفتح لكم، ويكون فيكم داء كالدمل أو كالحزة، يأخذ بمراق الرجل، يستشهد الله به أنفسهم، ويزكي به أعمالهم(5)

(ستهاجرون إلي الشام ويفتح لكم) الظاهر أن أصله تفتح لكم وتهاجرون إليها ففيه تقديم وتأخير (ويكون فيكم داء كالدمل) معروف عربي جمعه دمامل، (أو كالحزة) بضم الحاء وفتح الزاي المشددة والحز القطع وفي النهاية حزه

ص: 22


1- فيض القدير شرح الجامع الصغير، المناوي، ج 4، ص 134
2- مجمع الزوائد، الهيثمي، ج 5، ص 228.
3- الجامع الصغير، جلال الدين السيوطي، ج 2، ص 50.
4- فيض القدير شرح الجامع الصغير، المناوي، ج 4، ص 134
5- الجامع الصغير، جلال الدين السيوطي، ج 2، ص 50.

قطعه، (يأخذ بمراق الرجل) بشد القاف ما يسفل من البطن فما تحته من المحال التي يرق جلدها لا واحد لها (يستشهد الله به أنفسهم) أي يقتلهم بوخز الجن (ويزكي به أعمالهم) أي ينميها أو يطهرها من العوارض الخبيئة(1)

إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً(2)

وقال صلي الله عليه و آله و سلم: إن الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً فطوبي للغرباء . قيل : يا رسول الله ثم يكون ماذا؟

قال صلي الله عليه و آله: ثم يرجع الحق إلي أهله .

يكون في آخر الزمان قوم يعملون بالمعاصي ثم يقولون: الله قدرها علينا(3)

عن جابر عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم، أنه قال : يكون في آخر الزمان قوم يعملون بالمعاصي ثم يقولون: الله قدرها علينا، الراد عليهم يومئذ كالشاهر سيفه في سبيل الله.

يأتي علي الناس زمان يشكون فيه ربهم(4)

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : يأتي علي الناس زمان يشكون فيه ربهم.

قلت: وكيف يشكون فيه ربهم؟

ص: 23


1- فيض القدير شرح الجامع الصغير، المناوي، ج 4، ص 134
2- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق، ج 1، ص 218.
3- رسائل المرتضي، الشريف المرتضي، ج 2، ص 242.
4- الكافي، الشيخ الكلين، ج 5، ص 312.

قال ؛ يقول الرجل : والله ما ربحت شيئاً منذ كذا وكذا ولا آكل ولا أشرب إلا من رأس مالي، ويحك وهل أصل مالك وذروته إلا من ربك؟!.

يأتي علي الناس زمان يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع(1)

عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : يأتي علي الناس زمان يكون أسعد الناس بالدنيا لكع بن لكع خير الناس يومئذ مؤمن بين كريمين.

اللكع: العبد اللئيم، وقد قيل : إن اللكع الصغير، وقد قيل : إنه الردي. و(مؤمن بين كريمين) أي بين أبوين مؤمنين كريمين .

وقد قيل : بين الحج والجهاد.

وقد قيل : بين الفرسين يغزو عليهما.

وقيل : بين بعيرين ليستقي عليهما ويعتزل الناس.

وقال صلي الله عليه و آله و سلم: يأتي علي الناس زمان لا يبالي الرجل ما تلف من دينه إذا سلمت له دنياه(2).

وقال صلي الله عليه و آله و سلم: يأتي علي الناس زمان يكون الناس فيه ذناباً ، فمن لم يكن ذئباً أكلته الذئاب(3).

عن محمد بن جعفر عن أبيه عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : يأتي علي الناس زمان يكون فيه حج الملوك نزهة، وحج الأغنياء تجارة، وحج المساكين مسألة(4)

ص: 24


1- معاني الأخبار، الشيخ الصدوق، ص 325.
2- تحف العقول، ابن شعبة الحراني ص 52.
3- تحف العقول، ابن شعبة الحراني ص 54.
4- تهذيب الأحكام، الشيخ الطوسي، ج 5، ص 463.

عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : يأتي علي الناس زمان يذوب فيه قلب المؤمن في جوفه كما يذوب الانك في النار(1)

(الانك) يعني الرصاص، وما ذاك إلا لما يري من البلاء والأحداث في دينهم ولا يستطيعون له غيرا.

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : يأتي علي الناس زمان لا ينال فيه الملك إلا بالقتل والتجبر، ولا الغني إلا بالغصب والبخل، ولا المحبة إلا باستخراج الدين واتباع الهوي(2).

فمن أدرك ذلك الزمان فصبر علي البغضة وهو يقدر علي المحبة، وصبر علي الفقر وهو يقدر علي الغني، وصبر علي الذل وهو يقدر علي العز، آتاه الله ثواب خمسين صديقاً ممن صدق به.

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : يأتي علي الناس زمان، وجوههم وجوه الآدميين، وقلوبهم قلوب الشياطين، كأمثال الذئاب الضواري، سفاكون للدماء، لا يتناهون عن منكر فعلوه، إن تابعتهم ارتابوك، وإن حدثتهم كذبوك، وإن نواريت عنهم اغتابوك، السنة فيهم بدعة، والبدعة فيهم سنة، والحليم بينهم غادر، والغادر بينهم حليم، والمؤمن بينهم مستضعف، والفاسق فيما بينهم مشرف، صبيانهم عارم، ونساؤهم شاطر، وشيخهم لا يأمر بالمعروف ولا ينهي عن المنكر، الالتجاء إليهم خزي، والاعتذار بهم ذل، وطلب ما في أيديهم فقر.

فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه، وينزله في غير أوانه

ص: 25


1- وسائل الشيعة، الحر العاملي، ج 11، ص 411
2- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 11، ص 260.

ويسلط عليهم شرارهم، فيسمونهم سوء العذاب، ويذبحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم، فيدعوا خيارهم، فلا يستجاب لهم

*فعند ذلك يحرمهم الله قطر السماء في أوانه، وينزله في غير أوانه، ويسلط عليهم شرارهم، فيسمونهم سوء العذاب، ويذبحون أبناءهم، ويستحيون نساءهم، فيدعوا خيارهم، فلا يستجاب لهم(1)

العارم : الخبيث الشرير.

الشاطر : الذي أعي أهله خبثاً .

روت أم هانيء بنت أبي طالب عليه السلام، عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم أنه قال: يأتي علي الناس زمان إذا سمعت باسم رجل خير من أن تلقاه، فإذا رأيته لقيته خيراً من أن تجربه ، ولو جربته أظهر لك أحوالاً، دينهم دراهمهم، وهمهم بطونهم، وقبلتهم نساؤهم، يركعون للرغيف، ويسجدون للدرهم، حياري سكاري، لا مسلمين ولا نصاري(2).

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : يأتي علي الناس زمان الصابر منهم علي دينه كالقابض علي الجمر .

قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : يأتي علي الناس زمان الصابر منهم علي دينه له أجر خمسين منكم.

قالوا: يا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، أجر خمسين منا؟

قال: نعم، أجر خمسين منكم، قالها ثلاثاً(3)

أخاف عليكم الهرج

قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: أخاف عليكم الهرج .

قالوا: وما الهرج يا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؟

ص: 26


1- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 11، ص 375.
2- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 11، ص 379.
3- الأمالي، الشيخ الطوسي، ص 484

قال : القتل .

قالوا: وأكثر مما يقتل اليوم، أنا لنقتل في اليوم من المشركين كذا وكذا .

فقال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: ليس قتل المشركين ولكن قتل بعضكم بعضاً .

قالوا: وفينا كتاب الله.

قال : وفيكم كتاب الله عز و جل.

قالوا: ومعنا عقولنا.

قال : إنه ينتزع عقول عامة ذلك الزمان ويخلف هباء من الناس يحسبون أنهم علي شيء وليسوا علي شيء(1).

أيتكن التي تنبحها الكلاب الحوأب؟(2)

و قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن شمالها فئات من الناس.

وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : أول شهادة شهد بها بالزور في الإسلام شهادة سبعين رجلاً حين انتهوا إلي ماء الحوأب - موضع في طريق البصرة - فنبحتهم كلا بها فأرادت صاحبتهم الرجوع وقالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقول لأزواجه : إن إحداكن تنبحها كلاب الحوأب في التوجه إلي قتال وصيي علي بن أبي طالب عليه السلام فيشهد عندها سبعون رجلاً أن ذلك ليس بماء الحواب .

فكانت أول شهادة شهد بها في الإسلام وهي شهادة كاذبة .

ص: 27


1- المستدرك، الحاكم النيسابوري، ج 4، ص 451
2- معجم الملاحم والفتن، السيد محمود بن مهدي الأصفهاني، ج 2، ص 51.

هذا بعض ما قاله الرسول الأعظم عن أحوال آخر الزمان فصدق رسول الله صلي الله عليه و آله.

ص: 28

تنبؤات السيدة الزهراء عليهاالسلام

اهتمامها بالعلم وتدوين السنة

حضرت امرأة عند الصديقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام فقالت: إن لي والدة ضعيفة وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء، وقد بعثتني إليك أسألك، فأجابتها فاطمة عليهاالسلام عن ذلك فثت فأجابت، ثم تلثت إلي أن عشرت، فأجابت، ثم خجلت من الكثرة فقالت لا أشق عليك يا ابنة رسول الله قالت فاطمة : هاتي وسلي عما بدا لك، أرأيت من اكتري يوماً يصعد إلي سطح بحمل ثقيل وكراه مائة ألف دينار، يثقل عليه؟ فقالت: لا، فقالت : اكتريت أنا لكل مسألة بأكثر من ملء ما بين الثري إلي العرش لؤلؤاً، فأحري أن لا يثقل علي.

إن علماء شيعتنا يحشرون فيخلع عليهم من خلع الكرامات علي قدر كثرة علومهم وجدهم في إرشاد عباد الله حتي يخلع علي الواحد منهم ألف ألف حلة من نور، ثم ينادي منادي ربنا عز وجل : أيها الكافلون لأيتام آل محمد الناعشون لهم عند انقطاعهم عن آبائهم الذين هم أئمتهم، هؤلاء تلامذتكم والأيتام الذين كفلتموهم ونعشتموهم، فاخلعوا عليهم خلع العلوم في الدنيا ،فيخلعون علي كل واحدٍ من أولئك الأيتام علي قدر ما أخذوا عنهم من العلوم حتي إن فيهم - يعني في الأيتام - من يخلع عليه مائة ألف خلعة، وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام علي من تعلم منهم، ثم إن الله تعالي يقول: أعيدوا علي هؤلاء

ص: 29

العلماء الكافلين لأيتام حتي تتموا لهم خلعهم وتضعفوها لهم، فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم، ويضاعف لهم، وكذلك يخلع هؤلاء الأيتام علي من تعلم منهم، ثم إن الله تعالي يقول: أعيدوا علي هؤلاء العلماء الكافلين للأيتام حتي تتموا لهم خلعهم وتضعوها لهم، فيتم لهم ما كان لهم قبل أن يخلعوا عليهم، ويضاعف لهم، وكذلك من يليهم ممن خلع علي من يليهم.

وقالت فاطمة عليهاالسلام: يا أمة الله إن سلكة تلك الخلع لأفضل مما طلعت عليه الشمس ألف مرة وما فضل فإنه مشوب بالتخيص والكدر .

ص: 30

تنبؤات أمير المؤمنين

علي بن أبي طالب عليه السلام

الجفر الأعظم

ص: 31

ص: 32

التنبؤات التي وقعت

اشارة

التنبؤات في حقه

أمرت بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين(1)

لقد أخبرعليه السلام عن الحروب التي قاتل من أجلها وقد تحققت .

فأما الناكثين؛ فهي حربه مع طلحة والزبير وعائشة وسميت ب (حرب الجمل).

وأما القاسطين؛ فهي حرب صفين بينه عليه السلام وبين معاوية .

وأما المارقين؛ فهي حرب النهروان حربه عليه السلام مع الخوارج ووقعت كما كان يخبر عليه السلام.

والله ليخضبها من فوقها - فأومأ إلي شيبته - ما يحسب أشقاها أن يخضبها بدم(2)

وهو أخبر عن نعي نفسه عليه السلام وأشار بصبغ لحيته الكريمة بدمه ، وهي يوم ضرب عبد الرحمن بن ملجم علي رأسه التي أدت إلي أجله عليه السلام

ص: 33


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 299.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 300.

وقال أمير المؤمنين عليه السلام لما بايعه الملعون عبد الرحمن بن ملجم لعنه الله قال له : تالله إنك غير وفي ببيعتي، ولتخضين هذه من هذا - وأشار بيده إلي كريمته(1)

صوائح تتبعها نوائح(2)

لقد ذكرعليه السلام عندما صرخت الأوز عند خروجه من البيت إلي الصلاة، وعند موته عليه السلام تبعه النوح عليه عليه السلام.

إنما هي ليلة أو ليلتان وإنكم حاجوا العام صفاً واحداً(3)

عند دخول شهر رمضان كان الإمام علي عليه السلام يتعشي ليلة عند الحسن عليه السلام وليلة عند الحسين عليه السلام وليلة عند عبد الله بن العباس وكان لا يزيد علي ثلاث لقم فقيل له : من تلك الليل في ذلك.

فقال عليه السلام: يأتي أمر الله وأنا مخمص، إنما هي ليلة أو ليلتان . فأصيب.

قال الإمام علي عليه السلام: أتاكم شهر رمضان وفيه تدور رحي السلطان ألا وإنكم حاجو العام صفاً واحداً، وآية ذلك أني لست فيكم.

وكان يفطر في هذا الشهر ليلة عند الإمام الحسن عليه السلام وليلة عند الإمام الحسين عليه السلام وليلة عند عبد الله بن جعفر عليه السلام زوج زينب بنته لأجلها لا يزيد علي ثلاث لقم، فقيل له في ذلك .

ص: 34


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 329
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 42، ص 246.
3- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 42، ص 246

وقد توجه إلي المسجد في الليلة التي ضربه الشقي في آخرها فصاح الإوز في وجهه وطردهن الناس، فقال : دعوهن فإنهن نوائح.

التنبؤات في حق أولاده وأهل بيته

غداً تقتل بعدي مسموماً مظلوماً ويقتل أخوك بالسيف(1)

لما ضربه عليه السلام عبد الرحمن بن ملجم (لعنه الله) وكان اليوم الثالث أخذ الحسن عليه السلام رأس أمير المؤمنين عليه السلام ووضعه علي حجره وعندما أغشي علي أمير المؤمنين عليه السلام بكي الحسن عليه السلام بكاءً شديداً وجعل يقبل وجهه عليه السلام وما بين عينيه وموضع سجوده، فسقط من دموعه قطرات علي وجه أمير المؤمنين عليه السلام ، ففتح عينيه فرآه باكياً، فقال له: يا بني يا حسن ما هذا البكاء؟ يا بني لأروع علي أبيك بعد اليوم، هذا جدك محمد المصطفي وخديجة وفاطمة والحور العين محدقون منتظرون قدوم أبيك، فطب نفساً وقر عيناً، واكفف عن البكاء فإن الملائكة قد ارتفعت أصواتهم إلي السماء، يا بني أتجزع علي أبيك وغداً تقتل بعدي مسموماً مظلوماً؟ ويقتل أخوك بالسيف هكذا، وتلحقان بجدكما وأبيكما وأمكما.

لم تمض حفنة من السنين وإذا بالإمام الحسن عليه السلام اغتاله معاوية بالسم عن طريق زوجته جعة، وأما الإمام الحسين فتناهب جسمه السيوف والرماح وتقطعت أوصاله علي صعيد كربلاء

ص: 35


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 42، ص 283.

كأني بك قد وجدت مذبوحاً في فسطاطك لا يدري من قتلك(1)

عندما جمع أمير المؤمنين عليه السلام بنيه - وهم اثنا عشر ذكراً -.

فقال لهم : إن الله أحب أن يجعل في سنة من يعقوب إذ جمع بنيه – وهم اثنا عشر ذكراً -.

فقال لهم : إني أوصي إلي يوسف فاسمعوا له وأطيعوا، وأنا أوصي إلي الحسن والحسين فاسمعوا لهما وأطيعوا.

فقال له عبد الله ابنه : دون محمد بن علي - يعني محمد بن الحنفية - ؟.

فقال له : أجرأة علي في حياتي؟ كأني بك قد وجدت مذبوحاً في فسطاطك لا يدري من قتلك .

فلما كان في زمان المختار أتاه ، فقال : لست هناك.

فغضب فذهب إلي مصعب بن الزبير وهو بالبصرة، فقال: ولني قتال أهل الكوفة.

فكان علي مقدمة مصعب، فالتقوا بحروراء، فلما ذهب الليل بينهم أصبحوا وقد وجدوه مذبوحاً في فسطاطه لا يدري من قتله .

أنا صاحب اللوح، وأنا أبو ذلك الغلام الميمون، واسمه محمد(2)

أخبر عليه السلام زوجته خولة عند ولادتها بما تكلمت به وإليك الخبر .

أنه لما قعد أبو بكر بالأمر بعث خالد بن الوليد إلي بني حنيفة ليأخذ زكاة أموالهم، فقالوا لخالد: إن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كان يبعث كل سنة رجلاً يأخذ صدقاتنا من الأغنياء من جملتنا ويفرقها في فقرائنا ، فافعل أنت كذلك.

ص: 36


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 295.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 1، ص 302.

فانصرف خالد إلي المدينة فقال لأبي بكر : إنهم منعونا من الزكاة .

فبعث معه عسكراً فرجع خالد وأتي بني حنيفة وقتل رئيسهم وأخذ زوجته ووطئها في الحال، وسبي نسائهم ورجع بهن إلي المدينة ، وكان ذلك الرئيس صديقاً لعمر في الجاهلية .

فقال عمر لأبي بكر : اقتل خالداً به بعد أن تجلده الحد لما فعل بامرأته .

فقال له أبو بكر: إن خالداً ناصرنا تغافل، وأدخل السبايا في المسجد .

وفيهن خولة، فجاءت إلي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، والتجأت به وبكت، وقالت : يا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أشكو إليك أفعال هؤلاء القوم، سبونا من غير ذنب ونحن مسلمون، ثم قالت: أيها الناس لم سبيتمونا ونحن نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ؟

فقال أبو بكر : منعتم الزكاة .

فقالت: الأمر ليس علي ما زعمت إنما كان كذا وكذا، وهب الرجال منعوكم فما بال النسوان المسلمات يسبين؟

واختار كل رجل منهم واحدة من السبايا ، وجاء طلحة وخالد بن عنان ورميا بثوبين إلي خولة فأراد كل واحد منهم أن يأخذها من السبي، قالت: لا يكون هذا أبداً، ولا يملكني إلا من خبرني بالكلام الذي قلته ساعة ولدت .

قال أبو بكر : قد فزعت من القوم وكانت لم تر مثل ذلك قبله، فتلكم بما لا تحصيل له.

فقالت: والله إني صادقة.

إذ جاء علي بن أبي طالب عليه السلام فوقف ونظر إليهم وإليها، وقالعليه السلام: اصبروا حتي أسألها عن حالها، ثم ناداها : يا خولة اسمعي الكلام، ثم قال : لما كانت أمك حاملاً بك وضربها الطلق واشتد بها الأمر نادت : اللهم سلمني من هذا المولود، فسبقت تلك الدعوة بالنجاة، فلما وضعتك ناديت من تحتها : (لا إله إلا الله محمد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم صلي الله عليه وآله عما قليل سيملكني سيد

ص: 37

سيكون له مني ولد)، فكتبت أمك ذلك الكلام في لوح نحاس، فدفنته في الموضع الذي سقطت فيه، فلما كانت في الليل التي قبضت أمك فيها وصت إليك بذلك، فلما كان في وقت سبيكم لم يكن لك همة إلا أخذ ذلك اللوح، فأخذتيه وشددتيه علي عضدك الأيمن، هاتي اللوح فأنا صاحب اللوح، وأنا أمير المؤمنين، وأنا أبو ذلك الغلام الميمون واسمه محمد.

قال : فرأيناها وقد استقبلت القبلة، وقالت : اللهم أنت المتفضل المنان، أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي ولم تعطها لأحد إلا وأتممتها عليه، اللهم بصاحب هذه التربة والناطق المنبيء بما هو كائن إلا أتممت فضلك علي .

ثم أخرجت اللوح ورمت به إليه، فأخذه أبو بكر وقرأه عثمان فإنه كان أجود القوم قراءة، وما ازداد ما في اللوح علي ما قال علي عليه السلام ولا نقص.

فقال أبو بكر: خذها يا أبا الحسن.

فبعث بها علي عليه السلام إلي بيت أسماء بنت عميس فلما دخل أخوها تزوج بها وعلق بمحمد وولدته .

التنبؤات في حق أصحابه

إذا وقف الرجل بين يديه قال له: يا فلان استعد وأعد لنفسك ما تريد فإنك تمرض في يوم كذا، وفي شهر كذا، وفي ساعة كذا(1)

اختص أمير المؤمنين عليه السلام بهذه، وكان يخبر أصحابه وعندما طلب من الإمام جعفر الصادق عليه السلام قال: هذا باب أغلق فيه الجواب علي بن الحسين عليه السلام حتي يقوم قائمنا .

ص: 38


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 302.

وكان يقول الإمام علي بن الحسين عليه السلام: عندنا علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب وأنساب العرب ومولد الإسلام.

الحق فرسك فخذه من عوف بن طلحة السعدي(1)

ثابت بن الأفلج ضلت فرسه فأتي بيت علي عليه السلام فطرق الباب فقال علي عليه السلام لقنبر : أخبره أن يأخذ فرسه من عوف بن طلحة السعدي .

نعوذ بالله يا جندب من الشك(2)

أخبر جندب بن عبد الله الأزدي قال : لما نزل أمير المؤمنين عليه السلام النهروان فانتهينا إلي عسكر القوم، فإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن وفيهم أصحاب البرانس، فلما أن رأيتهم دخلني من ذلك، فتنحيت وقمت أصلي وأنا أقول: اللهم إن كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فآذن فيه، وإن كان ذلك معصية فأرني ذلك، فأنا في ذلك إذ أقبل علي عليه السلام فلما حاذاني قال : نعوذ بالله يا جندب من الشك .

كيف أنت يا حذيفة إذا ظلمت العيون العين(3)

حذيفة بن اليمان العبسي أبو عبد الله ؛ أحد الأركان الأربعة علي قول من كتاب أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، ومن السابقين من أنصار أمير

ص: 39


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 304.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 312.
3- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 311.

المؤمنين عليه السلام، أنصاري سكن الكوفة ومات بالمدائن بعد بيعة أمير المؤمنين عليه السلام بأربعين يوماً قاله الشيخ رحمه الله في كتاب الرجال، وأبو الحسن المسعودي في مروج الذهب بعد ذكر شهادة عمار بن ياسر وهاشم ابن عتبة المرقال قال : واستشهد في هذا اليوم صفوان وسعد ابنا حذيفة ابن اليمان، وقد كان حذيفة عليلاً بالكوفة في سنة ست وثلاثين، فبلغه قتل عثمان وبيعة الناس لعلي عليه السلام فقال : أخرجوني وادعوا الصلاة جماعة، فوضع علي المنبر فحمد الله وأثني عليه وصلي علي النبي وعلي آله، ثم قال : أيها الناس إن الناس قد بايعوا علي بن أبي طالب فعليكم بتقوي الله وانصروا علياً ووازروه، فوالله أنه علي الحق آخراً وأولاً وأنه لخير من مضي بعد حذيفة(1).

وفي زمن عثمان قال حيذيفة بن اليمان لأمير المؤمنين علي عليه السلام: إني والله ما فهمت قولك ولا عرفت تأويله حتي بلغت ليلتي أتذكر ما قلت لي بالحرة وإني مقبل (كيف أنت يا حذيفة إذا ظلمت العيون العين)؟ والنبي صلي الله عليه و آله و سلم بين أظهرنا ولم أعرف تأويل كلامك إلا البارحة، رأيت عتيقاً - أي أبو بكر - ثم عمر تقدما عليك، وأول اسميهما عين .

فقال حذيفة : نسيت عبد الرحمن حيث مال بها إلي عثمان.

وفي رواية : وسيضم إليهم عمرو بن العاص مع معاوية بن آكلة الأكباد فهؤلاء العيون المجتمعة علي ظلمي.

أبشر فإنك ستعمر(2)

وفي تاريخ بغداد أنه قال المفيد أبو بكر الجرجاني أنه قال : ولد أبو الدنيا في أيام أبي بكر، وأنه قال : إني خرجت مع أبي إلي لقاء أمير المؤمنين عليه السلام

ص: 40


1- اختيار معرفة الرجال، الشيخ الطوسي، ج 1، ص 159.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 311.

فلما صرنا قريباً من الكوفة عطشنا عطشاً شديداً، فقلت لوالدي : اجلس حتي اروي لك - أي في هذه الأرض أتفقد ما فيها من المرعي والماء لننزل فيها - الصحراء فلعلي أقدر علي ماء، فقصدت إليه فإذا أنا ببئر شبه الركية أو الوادي، فاغتسلت منه وشربت منه حتي رويت، ثم جئت إلي أبي فقلت: قم فقد فرج الله عنا وهذه عين ماء قريب منا، ومضينا فلم نر شيئاً، فلم يزل يضطرب حتي مات، ودفنته وجئت إلي أمير المؤمنين عليه السلام وهو خارج إلي صفين، وقد أخرج له البلغة، فجئت وأمسكت به بالركاب، والتفت إلي فانكببت أقبل الركاب فشجت في وجهي شجة - قال أبو بكر المفيد: ورأيت الشجة في وجهه واضحة - ثم سألني عن خبري فأخبرته بقصتي، فقال : عين لم يشرب منها أحد إلا وعمر عمراً طويلاً، فابشر فإنك ستعمر، وسماني بالمعمر، وهو الذي يدعي بالأشج.

وذكر الخطيب أنه قدم بغداد في سنة ثلاثمائة بها وكان معه شيوخ من بلده وسألوا عنه فقالوا : هو مشهور عندنا بطول العمر، وقد بلغني أنه مات في سنة سبع وعشرين وثلاثمائة.

يا فارسي إنك ستعمر وتحمل إلي مدينة يبنيها رجل من بني عمي العباس تسمي في ذلك الزمان بغداد ولا تصل إليها تموت بموضع يقال له المداين(1)

قال الحسن بن ذكر دان وكان ابن ثلاثمائة وخمس وعشرين سنة، رأيت علياً في النوم وأنا في بلدي فخرجت إليه إلي المدينة فأسلمت علي يده وسماني الحسن وسمعت منه أحاديث كثيرة وشهدت معه مشاهده كلها فقلت له يوماً من الأيام : يا أمير المؤمنين ادع الله لي .

ص: 41


1- مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج 2، ص 99.

فقال : يا فارسي إنك ستعمر وتحمل إلي مدينة يبنيها رجل من بني عمي العباس تسمي في ذلك الزمان بغداد ولا تصل إليها تموت بموضع يقال له المداين.

فكان كما قال عليه السلام ليلة دخل المداين مات.

أنزع مدرعتك فأري أصحابك الشامة التي بين كتفيك(1)

ذكر بدير الديلم من أرض فارس لأسقف قد أتت عليه عشرون ومائة سنة أن رجلاً قد فسر الناقوس - يعنون علياً عليه السلام - فقال: سيروا بي إليه فإني أجده أنزعاً بطيئاً.

فلما وافي أمير المؤمنين عليه السلام قال: قد عرفت صفته في الإنجيل، وأنا أشهد أنه وصي ابن عمه.

فقال له أمير المؤمنين عله السلام: جئت لتؤمن أزيدك رغبة في إيمانك؟

قال : نعم.

قال عليه السلام: أنزع مدرعتك فأري أصحابك الشامة التي بين كتفيك .

فقال : أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وشهق شهقة فمات.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: عاش في الإسلام قليلاً ونعم في جوار الله كثيراً.

ص: 42


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 312.

يا ميثم إنك تؤخذ بعدي وتصلب، فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دماً حتي تخضب لحيتك، فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحرب فيقضي عليك، فانتظر ذلك، والموضع الذي تصلب فيه علي دار عمرو بن حريث، إنك لعاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة ولأرينك النخلة التي تصلب علي جذعها(1)

كان ميثم التمار مولي علي عليه السلام عبداً لامرأة من بني أسد، فاشتراه علي عليه السلام وأعتقه وقال له : ما اسمك؟

قال : سالم.

فقال : إن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، أخبرني أن اسمك الذي سماك به أبوك في العجم ميثم.

قال : صدق الله ورسوله وصدقت، هو اسمي.

قال عليه السلام: فارجع إلي أسمك ودع سالماً، ونحن نسميك به، فسميناك أبا سالم.

وقد كان أطلعه علي عليه السلام علي علم كثير وأسرار خفية من أسرار الوصية فكان ميثم يحدث ببعض ذلك، فيشك فيه قوم من أهل الكوفة، وينسبون علياً عليه السلام في ذلك إلي المخرفة والإيهام والتدليس، حتي قال له يوماً بمحضر من خلق كثير من أصحابه وفيهم الشاك والمخلص : يا ميثم إنك تؤخذ بعدي وتصلب، فإذا كان اليوم الثاني ابتدر منخراك وفمك دماً حتي تخضب لحيتك، فإذا كان اليوم الثالث طعنت بحرب فيقضي عليك، فانتظر ذلك، والموضع الذي تصلب فيه علي دار عمرو بن حريث، إنك لعاشر عشرة، أنت أقصرهم خشبة، وأقربهم من المطهرة - يعني الأرض - ولأرينك النخلة التي تصلب علي جذعها .

ص: 43


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 343.

ثم أراه إياها بعد ذلك بيومين، فكان ميثم يأتيها فيصلي عندها ويقول : بوركت من نخلة، لك خلقت ولي بنت، فلم يزل يتعاهدها بعد قتل علي عليه السلام حتي قطعت، فكان يرصد جذعها ويتعاهده ويتردد إليه ويبصره وكان يلقي عمرو بن حريث فيقول له : إني مجاورك فأحسن جواري، فلا يعلم عمرو ما يريد.

فيقول له : أتريد أن تشتري دار ابن مسعود أم دار ابن حكيم؟

وحج في السنة التي قتل فيها ، فدخل علي أم سلمة رضي الله عنها ، فقالت اله: من أنت؟

قال : عراقي.

فاستنسبته فذكر لها أنه مولي علي بن أبي طالب عليه السلام، فقالت : أنت هيثم؟

قال : بل أنا ميثم .

فقالت : سبحان الله والله لربما سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوصي بك علياً في جوف الليل، فسألها عن الحسين بن علي عليه السلام فقالت : هو في حائط له.

قال : أخبريه أني أحببت السلام عليه ونحن ملتقون عند رب العالمين إن شاء الله، ولا أقدر اليوم علي لقائه ، وأريد الرجوع.

فدعت بطيب فطيبت لحيته ، فقال لها : أما إنها ستخضب بدم . قالت : من أنبأك هذا؟

قال: أنبأني سيدي.

فبكت أم سلمة وقالت: إنه ليس بسيدك وحدك هو سيدي وسيد المسلمين أجمعين.

ثم ودعته ، فقدم الكوفة فأخذ وادخل علي عبيد الله بن زياد، وقيل له : هذا كان من آثر الناس عند أبي تراب .

ص: 44

قال : ويحكم هذا الأعجمي؟

قالوا: نعم.

فقال له عبيد الله : أين ربك؟

قال: بالمرصاد.

قال : قد بلغني اختصاص أبي تراب لك؟

قال : قد كان بعض ذلك، فما تريد

قال : وإنه ليقال، إنه قد أخبرك بما سيلقاك؟

قال: نعم، إنه أخبرني أنك تصلبني عاشر عشرة وأنا أقصرهم خشبة وأقربهم من المطهرة .

قال : لأخالفته .

قال : ويحك كيف تخالفه إنما أخبر عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم وأخبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ؛ عن جبرائيل وأخبر جبرائيل عن الله؟ فكيف تخالف هؤلاء؟ أما والله لقد عرفت الموضع الذي أصلب فيه أين هو من الكوفة، وإني لأول خلق الله ألجم في الإسلام بلجام كما يلجم الخيل.

فحبسه وحبس معه المختار بن أبي عبيدة الثقفي، فقال ميثم للمختار وهما في حبس ابن زياد: إنك تفلت وتخرج ثائراً بدم الحسين عليه السلام ، فتقتل هذا الجبار الذي نحن في سجنه، وتطأ بقدمك هذا علي جبهته وخديه.

فلما دعا عبيد الله بن زياد بالمختار ليقتله طلع البريد بكتاب يزيد بن معاوية إلي عبيد الله يأمره بتخلية سبيله، وذلك أن أخته كانت تحت عبد الله ابن عمر بن الخطاب، فسألت بعلها أن يشفع فيه إلي يزيد، فشفع فأمضي شفاعته، فكتب بتخلية سبيل المختار علي البريد فوافي البريد وقد أخرج ليضرب عنقه فأطلق، وأما ميثم فأخرج بعده ليصلب.

وقال عبيد الله : لأمضين حكم أبي تراب فيه .

ص: 45

فلقيه رجل فقال له : ما كان أغناك عن هذا يا ميثم؟

فتبسم وقال : لها خلقت ولي غذيت .

فلما رفع علي الخشبة اجتمع الناس حوله علي باب عمرو بن حريث فقال عمرو : لقد كان يقول : إني مجاورك وكان يأمر جاريته كل عشية أن تكنس تحت خشبته وترشه وتجمر بمجمرة تحته فجعل ميثم يحدث بفضائل بني هاشم ومخازي بني أمية وهو مصلوب علي الخشبة فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد.

فقال : ألجموه .

فالجم، فكان أول خلق الله ألجم في الإسلام، فلما كان في اليوم الثاني فاضت منخراه وفمه دماً، فلما في اليوم الثالث طعن بحربة فمات، وكان قتل ميثم قبل قدوم الحسين عليه السلام العراق بعشرة أيام.

لتعتلن إلي العتل الزنيم،

فليقطعن يدك ورجلك، وليصلبنك تحت جذع كافر(1)

كان جويرية بن مسهر العبدي صالحاً، وكان لعلي عليه السلام صديقاً، وكان علي عليه السلام يحبه، ونظر يوماً إليه وهو يسير فناداه : يا جويرية الحق بي، فإني إذا رأيتك هويتك .

قال إسماعيل بن أبان : فحدثني الصباح عن مسلم حبة العرني قال : سرنا مع علي عليه السلام يوماً، فالتفت فإذا جويرية خلفه بعيداً، فناداه : يا جويرية ألحق بي لا أبا لك، ألا تعلم أني أهواك وأحبك؟

فركض نحوه، فقال له : إني محدثك بأمور فاحفظها .

ص: 46


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 342.

ثم اشتركا في الحديث سراً، فقال له جويرية : يا أمير المؤمنين إني رجل نسي.

فقال : أنا أعيد عليك الحديث لتحفظه، ثم قال له في آخر ما حدثه إياه : يا جويرية أحبب حبيبنا ما أحبنا فإذا أبغضنا فأبغضه، وابغض بغيضنا ما أبغضنا فإذا أحبنا فأحبه .

قال : فكان ناس ممن يشك في أمر علي عليه السلام يقولون : أنراه جعل جويرية وصيه كما يدعي هو من وصية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ؟

قال : يقولون ذلك لشدة اختصاصه له حتي دخل علي علي عليه السلام يوماً وهو مضطجع وعنده قوم من أصحابه ، فناداه جويرية : أيها النائم استيقظ فلتضربن علي رأسك ضربة تخضب منها لحيتك.

فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ثم قال: وأحدثك يا جويرية بأمرك أما والذي نفسي بيده لتعتلن إلي العتل الزنيم، فليقطعن يدك ورجلك، وليصلبنك تحت جذع كافر.

قال : فوالله ما ضمت الأيام علي ذلك حتي أخذ زياد جويرية، فقطع يده ورجله وصلبه إلي جانبه جذع ابن معكبر وكان جذعاً طويلاً، فصلبه علي جذع قصير إلي جانبه، وكان ذلك عند ولاية زياد في أيام معاوية .

بيان : عتله يعتله ويعتله : جره عنيفاً فحمله، والعتل بضمتين مشددة اللام: الأكول المنيع الجافي الغليظ.

والزنيم : المستلحق في قوم ليس منهم، والدعي واللئيم المعروف بلؤمه أو شره .

ص: 47

إنك لمقتول بعدي، وإن رأسك لمنقول(1)

قال علي عليه السلام لعمرو بن الحمق الخزاعي : أين نزلت يا عمرو؟

قال : في قومي.

قال : لا تنزلن فيهم.

قال: أفأنزل في بني كنانة جيراننا؟

قال: لا.

قال : أفأنزل في ثقيف؟

قال : فما تصنع بالمعرة والمجرة؟

قال : وما هما ؟

قال : عنقان من نار يخرجان من ظهر الكوفة، يأتي أحدهما علي تميم وبكر إبن وائل، فقلما يفلت منه أحد ويأتي العنق الأخري فتأخذ علي الجانب الأخري من الكوفة فقل من يصيب منهم، إنما هو يدخل الدار فتحرق البيت والبيتين.

قال : فأين أنزل؟

قال : انزل في بني عمرو بن عامر من الأزد.

فقام قوم حضروا هذا الكلام وقالوا : ما نراه إلا كاهناً يتحدث بحديث الكهنه؟

فقال : يا عمرو وإنك لمقتول بعدي، وإن رأسك لمنقول - وهو أول رأس ينقل في الإسلام - والويل لقاتلك، أما إنك لا تنزل بقوم إلا أسلموك برمتك إلا هذا الحي من بني عمرو بن عامر بن الأزد فإنهم لن يسلموك ولن يخذلوك .

ص: 48


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 342.

فوالله ما مضت من الأيام حتي تنقل عمرو بن الحمق في خلافة معاوية في أحياء العرب خائفاً مذعوراً، حتي نزل في قومه من بني خزاعة، فأسلموه فقتل وحمل رأسه من العراق إلي معاوية بالشام، وهو أول رأس حمل في الإسلام من بلد إلي بلد.

معك مال قد دفنت بعضه في عين التمر(1)

إن جبير الخابور كان صاحب بيت مال معاوية وكانت له أم عجوز بالكوفة كبيرة، فقال لمعاوية : إن لي أماً بالكوفة عجوزة اشتقت إليها، فائذن لي حتي آتيها فأقضي من حقها علي.

فقال معاوية : ما تصنع بالكوفة فإن فيها رجلاً ساحراً كاهناً يقال له علي بن أبي طالب، وما آمن أن يفتنك.

فقال جبير : مالي ولعلي وإنما آتي أمي وأزورها وأقضي من حقها ما يجب علي .

فأذن له فقدم جبير الخابور فقال عليه السلام له: أما إنك كنز من كنوز الله زعم لك معاوي أني كاهن ساحر.

قال: إي والله .

قال: ذلك معاوية ، ثم قال : ومعك مال قد دفنت بعضه في عين التمر .

قال: صدقت يا أمير المؤمنين لقد كان كذلك؟

قال علي عليه السلام: يا حسن ضمه إليك فأنزله وأحسن إليه .

فلما كان من الغد دعاه ثم قال لأصحابه : إن هذا يكون في جبل الأهواز

ص: 49


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 396

في أربعة آلاف مدججين في السلاح، فيكونون معه حتي يقوم قائمنا أهل البيت فيقاتل معه.

إنك ميسرة(1)

روي داود العطار قال : قال رجل: سألني رجل عن خاصة أمير المؤمنين عليه السلام فقال لي: انطلق حتي نسلم علي أمير المؤمنين عليه السلام.

قال : وكنت لا أحب ذلك، فلم يزل بي حتي أتيت معه فسلمنا عليه ، فرفع أمير المؤمنين عليه السلام الدرة فضرب بها ساقي، فتزوت فقال : أتري أنك مكرة؟ إنك ميسرة.

ثم ذهبت، فقيل لي: صنع بك أمير المؤمنين ما لم يصنع إلي أحد.

قال : إني كنت مملوكاً لآل فلان وكان اسمي ميسرة، ففارقتهم وأدعيت إلي من لست أنا منه فسماني أمير المؤمنين باسمي .

إني سمعت الله جلا جلاله يقول:

«يَوْمَ نَدْعُو كُلَ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ» وإني أقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب(2)

أمر أمير المؤمنين عليه السلام بالمسير إلي المدائن من الكوفة، فساروا يوم الأحد وتخلف عمرو بن حريث في سبعة نفر، فخرجوا إلي مكان بالحيرة يسمي الخورنق، فقالوا: نتنزه، فإذا كان يوم الأربعاء خرجنا فلحقنا علياً عليه السلام قبل أن يجتمع.

ص: 50


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 297.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 386.

فبينما هم يتغدون إذ خرج عليهم ضب فصادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه وقال: بايعوا! هذا أمير المؤمنين .

فبايعه السبعة وعمرو ثامنهم، فارتحلوا ليلة الأربعاء، فقدموا المدائن يوم الجمعة وأمير المؤمنين عليه السلام يخطب، ولم يفارق بعضهم بعضاً، فكانوا جميعاً حتي نزلوا علي باب المسجد فلما دخلوا نظر إليهم أمير المؤمنين عليه السلام فقال : يا أيها الناس إن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أسر إلي ألف حديث لكل حديث ألف باب، لكل باب ألف مفتاح، وإني سمعت الله جل جلاله يقول: «يَوْمَ نَدْعُو كُلَ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ» [الإسراء: 71] وإني أقسم لكم بالله ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر يدعون بإمامهم وهو ضب، ولو شئت أن اسميهم لفعلت .

ولقد سقط عمرو بن حريث كما يسقط السعفة حياءً ولوماً.

قم إلي بيت المال فأعط الناس

ثَلاَثَهَ دَنَانِيرَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ وَ اِدْفَعْ لِي ثَلاَثَهَ دَنَانِيرَ(1)

لما صعد علي عليه السلام المنبر قال لعمار وابن عباس: قوموا فتخللوا الصفوف ونادوا هل من مكاره.

فتصارخ الناس من كل جانب : اَللَّهُمَّ قَدْ رَضِينَا وَ أَسْلَمْنَا وَ أَطَعْنَا رَسُولَكَ وَ اِبْنَ عَمِّهِ .

فقال : يَا عَمَّارُ قُمْ إِلَي بَيْتِ اَلْمَالِ فَأَعْطِ اَلنَّاسَ ثَلاَثَهَ دَنَانِيرَ لِكُلِّ إِنْسَانٍ وَ اِدْفَعْ لِي ثَلاَثَهَ دَنَانِيرَ .

فمضي عمار وأبو الهيثم مع جماعة من المسلمين إلي بيت المال، ومضي

ص: 51


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 304.

أمير المؤمنين عليه السلام إلي مسجد قبا يصلي فيه، فوجدوا فيه ثلاثمائة ألف دينار ووجدوا الناس مائة ألف، فقال عمار: جَاءَ وَ اَللَّهِ اَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ وَ اَللَّهِ مَا عَلِمَ بِالْمَالِ وَ لاَ بِالنَّاسِ وَ إِنَّ هَذِهِ اَلْآيَهَ وَجَبَتْ عَلَيْكُمْ بِهَا طَاعَهُ هَذَا اَلرَّجُلِ .

إليك عني تأخذ طريق الشام إلي معاوية

روي أن علياً عليه السلام قال يوماً : لَوْ وَجَدْتُ رَجُلاً ثِقَهً لَبَعَثْتُ مَعَهُ بِمَالٍ إِلَي اَلْمَدَائِنِ إِلَي شِيعَتِي.

فقال رجل في نفسه : لَآتِيَنَّهُ وَ لَأَقُولَنَّ أَنَا أَذْهَبُ بِالْمَالِ فَهُوَ يَثِقُ بِي فَإِذَا أَنَا أَخَذْتُهُ أَخَذْتُ طَرِيقَ اَلشَّامِ إِلَي مُعَاوِيَهَ .

فجاء إلي علي عليه السلام فقال : أَنَا أَذْهَبُ بِالْمَالِ .

فرفع رأسه فقال : إإِلَيْكَ عَنِّي تَأْخُذُ طَرِيقَ اَلشَّامِ إِلَي مُعَاوِيَهَ؟

كأني أشم منك ريح الغزل(1)

وفد إليه المغيرة بن شعبة وهو قائم يصلي في محرابه ، فسلم عليه فلم يرد عليه السلام، فقال : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أُسَلِّمُ عَلَيْكَ فَلَمْ تَرُدَّ عَلَيَّ السَّلَامَ كَأَنَّكَ لَمْ تَعْرِفْنِي ؟

فقال: بَلَي وَ اللَّهِ أَعْرِفُكَ وَ كَأَنِّي أَشَمُّ مِنْكَ رِيحَ الْغَزْلِ .

فقام الْمُغِيرَهُ يَجُرُّ أَذْيَالَهُ فَقَالَ جَمَاعَهُ الْحَاضِرِينَ بَعْدَ قِيَامِهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَا هَذَا الْقَوْلُ ؟

ص: 52


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 329.

فقال: نَعَمْ، مَا قُلْتُ فِيهِ إِلاَّ حَقّاً، كَأَنِّي وَ اَللَّهِ أَنْظُرُ إِلَيْهِ وَ إِلَي أَبِيهِ، وَ هُمَا يَنْسِجَانِ مَازِرَ الصُّوفِ بِالْيَمَنِ فَتَعَجَّبَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِهِ ، وَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَعْرِفُ مِمَّا خَاطَبَهُ عَلِيٌّ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ .

كأني به وقد خدع(1)

في حرب صفين وعند التحكيم، حضر أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام وقَد وَجَّهَ أبا موسَي الأَشعَرِيَّ فَقالَ لَهُ : اُحكُم بِكِتابِ اللّهِ ولا تُجاوِزهُ .

فلما أدبر قال: كَأَنّي بِهِ وقَد خُدِعَ .

قلت : يا المُؤمِنينَ فَلِمَ تُوَجِّهُهُ وأَنتَ تَعلَمُ أنَّهُ مَخدوعٌ ؟

فقال يا بني :لَو عَمِلَ اَللَّهُ فِي خَلْقِهِ بِعِلْمِهِ مَا احْتَجَّ عَلَيْهِم بِالرُّسُلِ .

لا يهولنكم أمرهم فإنهم سيرجعون(2)

قال أبو الوضي غياثاً:كُنَّا عَامِدِينَ إِلَي اَلْكُوفَهِ مَعَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا بَلَغْنَا مَسِيرَهَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثٍ مِنْ حَرُورَاءَ شَذَّ مِنَّا أُنَاسٌ كَثِيرَهٌ فَذَكَرْنَا ذلك الأمير المؤمنين عليه السلام فقال : لاَ يَهُولَنَّكُمْ أَمْرُهُمْ فَإِنَّهُمْ سَيَرْجِعُونَ فَكَانَ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .

ص: 53


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 310.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 310.

كيف أنتم إذا نزل بكم ذرية نبيكم فعمدتم إليه فقتلتموه(1)

قال عليه السلام يخاطب أهل الكوفة : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ بِكُمْ ذُرِّيَّهُ نَبِيِّكُمْ فَعَمَدْتُمْ إِلَيْهِ فَقَتَلْتُمُوهُ ؟ .

قالوا : مَعَاذَ اَللَّهِ لَئِنْ أَتَانَا اَللَّهُ فِي ذَلِكَ لَنُبْلَوَنَّ عُذْراً .

فكان كما قاله .

يأتيكم راكب الدغيلية يشد حقوها بوضينها، لم يقض تفثا من حج ولا عمرة فيقتلونه(2)

حدثنا عمار الدهني، قال: سمعت أبا الطفيل يقول: جاء المسيب ابن انجية(3). إلي أمير المؤمنين علي عليه السلام متلبساً(4) بعبد الله بن سبأ.

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام: مَا شَأْنُكَ ؟

فقال : يَكْذِبُ عَلَي اللهِ وَعَلَي رَسُولِهِ .

فقال : ما يقول؟

قال : فلم أسمع مقالة المسيب، وسمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : هيهات هيهات الغضب، ولكن يأتيكم راكب الدغيلية(5) يشد حقوها بوضينها ، لم يقض تفثا من حج ولا عمرة فيقتلونه .

ص: 54


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 314.
2- مدينة المعاجز، السيد هاشم البحراني، ج 2، ص 180.
3- مسيب بن نجية الفزاري من أصحاب علي والحسن عليهماالسلام وقتل مع التوابين بعد شهادة أبي عبد الله الحسين عليه السلام في عين الوردة بعد سليمان بن صرد (معجم الرجال).
4- في المصدر والبحار : متلييا . وتلبب للقتال : تشمر وتحزم.
5- الدغيلة : الدغل والمكر والفساد، أي يركب مكر القوم وياتي لما وعدوه خديعة، ويحتمل أن يكون تصحيف الرعيلة، وهي القطيعة من الخيل القليلة، والوضين : بطان منسوج بعضه علي بعض يشد به الرحل علي البعير كالحزام للسرج وشد حقوها به كناية عن الاهتمام بالسير والاستعجال فيه، وعدم قضاء التفث إشارة إلي أنه*لم يتيسر له الحج وخرج يوم التروية. وفي بعض الروايات : وراكب الذعلبة، يعني النانة السريعة التي جوفها مختلط بوضينها

يريد بذلك الحسين بن علي عليه السلام.

بيان : الدغيلة : الدغل والمكر والفساد، أي يركب مكر القوم ويأتي لما وعدوه خديعة، ويحتمل أن يكون تصحيف الرعيلة، وهي القطيعة من الخيل القليلة.

والوضين : بطان منسوج بعضه علي بعض، يشد به الرحل علي البعير كالحزام للسرج.

وشد حقوها به كناية عن الاهتمام بالسير والاستعجال فيه.

وعدم قضاء التفث إشارة إلي أنه عليه السلام لم يتيسر له الحج بل أحل وخرج يوم التروية كما سيأتي، وسيأتي هذا الخبر علي وجه آخر في باب علامات ظهور القائم عليه السلام، وفيه: (وراكب الذعلبة مختلط جوفها بوضينها ، يخبرهم بخبر يقتلونه، ثم الغضب عند ذلك).

والذعلبة بالكسر : الناقة السريعة .

سأل ابن الكواء أمير المؤمنين عليه السلام عن الغضب فقال : هَيْهَاتَ اَلْغَضَبُ هَيْهَاتَ مَوْتَاتٌ فِيهِنَّ مَوْتَاتٌ ، و رَاكِبُ اَلذِّعْلِبَهِ وَ مَا رَاكِبُ اَلذِّعْلِبَهِ، مُخْتَلِطٌ جَوْفُهَا بِوَضِينِهَا يُخْبِرُهُمْ بِخَبَرٍ يَقْتُلُونَهُ ثُمَّ اَلْغَضَبُ عِنْدَ ذَلِكَ.

بيان : الذعلبة بالكسر الناقة السريعة، قال الجزري : الوضين بطان منسوج بعضه علي بعض يشد به الرحل علي البعير كالحزام علي السرج ومنه الحديث؛ إليك تغدو قلقاً وضينها، أراد أنها هزلت ودقت للسير عليها .

أقول: في الخبر يحتمل أن يكون كناية عن السمن أو الهزال أو كثرة سير

ص: 55

الراكب عليها وإسراعه وقد مر هذا الخبر علي وجه آخر في باب أخبار أمير المؤمنين عليه السلام بالمغيبات(1)

يقتل ابني الحسين عليه السلام وأنت حي لا تنصره(2)

قال علي عليه السلام للبراء بن عازب : يا براء يقتل ابني الحسين عليه السلام وأنت حي لا تنصره.

فلما قتل الحسين عليه السلام كان البراء يقول : صَدَقَ وَ اَللَّهِ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ جَعَلَ يَتَلَهَّفُ .

ليقبلن جيش حتي إذا كان بالبيداء خسف بهم وليؤخذن رجل فليقتلن وليصلبن بين شرفتين من شرف هذا المسجد(3)

أخبر عليه السلام بقتل جماعة منهم حجر بن عدي ورشيد الهجري وكميل ابن زياد وميثم التمار و محمد بن أكتم وخالد بن مسعود وحبيب بن المظاهر وجويرية وعمرو بن الحمق وقنبر و مزرع وغيرهم، ووصف قاتليهم وكيفية قتلهم علي ما يجيء بيانه إن شاء الله .

عن عبد العزيز وصهيب بن أبي العالية قال : حدثني مزرع بن عبد الله قال : سمعت أمير المؤمنين عليه السلام يقول : أم والله ليقبلن جيش حتي إذا كان بالبيداء خسف بهم.

فقلت: هذا غيب.

ص: 56


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 52، ص 240
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 314.
3- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 316.

قال: والله ليكونن ما خبرني به أمير المؤمنين وليؤخذن رجل فليقتلن وليصلين بين شرفتين من شرف هذا المسجد.

فقل : هذا ثاني.

قال : حدثني الثقة المأمون علي بن أبي طالب عليه السلام، قالوا أبو العالية : فما أنت علينا جمعة حتي أخذ مزرع وصلب بين الشرفتين .

يا أهل العراق سيقتل منكم سبعة نفر بعذراء مثلهم كمثل أصحاب الأخدود(1)

المعرفة والتاريخ عن النسوي قال رزين النافقي: سمعت علي بن أبي طالب عليه السلام يقول: يَا أَهْلَ اَلْعِرَاقِ سَيُقْتَلُ مِنْكُمْ سَبْعَهُ نَفَرٍ بِعَذْرَاءَ ، مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ أَصْحَابِ اَلْأُخْدُودِ فَقُتِلَ حُجْرٌ وَ أَصْحَابُهُ .

بيان : عذراء : موضع علي بريد من دمشق، أو قرية بالشام، ذكره الفيروز آبادي.

سيظهر عليكم رجل رحب البلعوم مندحق البطن، يأكل ما يجد ويطلب ما لايجيد، فاقتلوه ولن تقتلوه، ألا وإنه سيأمركم بسبي والبراءة مني(2)

وقال عليه السلام لأهل الكوفة : أما إنه سيظهر عليكم رجل رحب البلعوم مندحق البطن، يأكل ما يجد ويطلب مالاً يجيد، فاقتلوه ولن تقتلوه، ألا وإنه

ص: 57


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 316.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 317.

سيأمركم بسبي والبراءة مني، فأما السب فسبوني وأما البراءة مني فلا تتبرؤوا مني فإني ولدت علي الفطرة وسبقت إلي الإسلام والهجرة - يعني معاوية - .

أري بعيرا يحمل جنازة ورجلا يسوقه ورجلاً يقوده، وسيأتيكم بعد ثلاث(1)

كان أمير المؤمنين عليه السلام يوماً جالساً في نجف الكوفة فقال لمن حوله : مَنْ يَرَي مَا أَرَي ؟

فقالوا : وما تري يا عين الله الناظرة في عباده؟

فقال : أري بعيراً يحمل جنازة ورجلاً يسوقه ورجلاً يقوده، وسيأتيكم بعد ثلاث.

فلما كان اليوم الثالث قدم البعير والجنازة مشدودة عليه ورجلان معه، فسلما علي الجماعة، فقال لهما أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن حياهم: من أنتم ومن أين أقبلتم ومن هذه الجنازة ولماذا قدمتم؟

فقالوا: نحن من اليمن، وأما الميت فأبونا وإنه عند الموت أوصي إلينا فقال : إذا غسلتموني وكفنتموني وصليتم علي فاحملوني علي بعيري هذا إلي العراق فادفنوني هناك بنجف الكوفة.

فقال لهما أمير المؤمنين عليه السلام: هل سَأَلْتُمُوهُ لماذا؟

فقالا : أجل قد سألناه .

فقال : يدْفَنُ هُنَاكَ رَجُلٌ لَوْ شَفَعَ يوْمِ الْقِيامَةِ لِأهْلِ الْمَوْقِفِ لشفع .

فقام أمير المؤمنين عليه السلام وقال: صدق، أنا والله ذلك الرجل .

ص: 58


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 357.

كلا ما عبروا، كلا ما فعلوا، وإنه لمصرعهم ومهراق دمائهم(1)

في اتجاهه عليه السلام إلي الخوارج لحرب النهروان ، نزل يصلي عليه السلام إذ جاءه فارس فقال : يا أمِيرَالْمُؤمنِينَ قَدْ عَبَرَ الْقوْمُ و قَطَعوا النَّهرَ .

فقال عليه السلام: كَلاَّ مَا عَبَرُوا .

فجاء آخر فقال : قَدْ عَبَرَ اَلْقَوْمُ .

فقال : كَلاَّ مَا فَعَلُوا .

قال : والله ما جئت حتي رأيت الرايات في ذلك الجانب والأثقال.

فقال عليه السلام: واللهِ مَا فَعَلُوا وَ إنَّهُ لَمَصْرَعُهُمْ وَ مُهَرَاقُ دِمائِهِم - وفي رواية : لاَ يبْلُغُونَ إلي قَصْرِ بُورَي بِنْتِ كِسْرَي - فدُفِعْنا إِلي الصُّفوفِ فوَجَدْنا اَلرَّايَاتِ وَ اَلْأَثْقَالَ كَمَا هِيَ قَالَ : فَأَخَذَ بِقَفَايَ وَ دَفَعَنِي ثُمَّ قَالَ : يَا أَخَا اَلْأَزْدِ مَا تَبَيَّنَ لَكَ اَلْأَمْرُ ؟

فقلت : أَجَلْ يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ .

ليأتينكم اليوم من الكوفة ثمانية آلاف رجل وبضع وثلاثون رجلا(2)لنظهرن علي هذه الفرقة، ولنقتلن هذين الرجلين

قال عليه السلام يوم الجمل : لَنَظهَرَنَّ عَلي هذِهِ الفِرقَهِ ، ولَنَقتُلَنَّ هذَينِ الرَّجُلَينِ - وَ فِي رِوَايَهٍ: لَنَفْتَحَنَّ اَلْبَصْرَهَ - وَ لَيَأْتِيَنَّكُمُ اَلْيَوْمَ مِنَ اَلْكُوفَهِ ثَمَانِيَهُ آلاَفِ رَجُلٍ وَ بِضْعٌ وَ ثَلاَثُونَ رَجُلاً .

وفي رواية : ستة آلاف وخمسة وستون، فكان كما قال عليه السلام .

ص: 59


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 312.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 312.

ليؤخذن رجل فليقتلن وليصلين بين شرفتين من شرف هذا المسجد(1)

قال أبو العالية : حَدَّثَنِي مُزَرِّعُ بْنُ عَبْدِ الله قال : سَمِعْتُ أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يقول: لَيُقْبِلَنَّ جَيْشٌ حَتَّي إِذَا كَانَ بِالْبَيْدَاءِ خُسِفَ بِهِمْ.

فقلت له : إِنَّكَ لَتُحَدِّثُنِي بِالْغَيْبِ .

قال: احفظ ما أقول لك والله ليكونن ما أخبرني به أمير المؤمنين، وليؤخذن رجل فليقتلن وليصلبن بين شرفتين من شرف هذا المسجد .

قلت : إِنَّكَ لَتُحَدِّثُنِي بِالْغَيْبِ .

قال : حَدَّثَنِي اَلثِّقَهُ اَلْمَأْمُونُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .

قال أبو العالية : فما أتت علينا جمعة حتي أخذ مزرع فقتل وصلب بين الشرفتين. وهذه الرواية من البحار أكد لي صحته وسنده الحجة الأستاذ العلامة السيد مظفر الحسن الرضوي في إحدي دروسه الحوزوية .

يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل لا يزيدون رجلا، ولا ينقصون رجلا، يبايعوني علي الموت(2)

وقال عليه السلام بذي قار وهو جالس لأخذ البيعة : يَأْتِيكُمْ مِنْ قِبَلِ اَلْكُوفَهِ أَلْفُ رَجُلٍ لاَ يَزِيدُونَ رَجُلاً ، وَ لاَ يَنْقُصُونَ رَجُلاً يُبَايِعُونِّي عَلَي اَلْمَوْتِ.

قال ابن عباس : فَجَزِعْتُ لِذَلِكَ وَ خِفْتُ أَنْ يَنْقُصَ الْقَوْمُ مِنَ الْعَدَدِ أَوْ يَزِيدُوا عَلَيْهِ فَيُفْسِدُوا الْأَمْرَ عَلَيْنَا، وَ إِنِّي أُحْصِي اَلْقَوْمَ فَاسْتَوْفَيْتُ عَدَدَهُمْ تِسْعَ مِائَهِ رَجُلٍ

ص: 60


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 285.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 300.

وتِسعَهً وتِسعينَ رَجُلاً ، ثُمَّ انقَطَعَ مَجيءُ القَومِ . فَقُلتُ : إنّا للّهِِ وإنّا إلَيهِ راجِعونَ ، مَاذَا حَمَلَهُ عَلَي مَا قَالَ؟، فَبَيْنَمَا أَنَا مُفَكِّرٌ فِي ذَلِكَ إِذَا رَأَيْتُ شَخْصاً قَدْ أَقْبَلَ حَتَّي دَنَا ، وَ هُوَ رَجُلٌ عَلَيْهِ قَبَاءُ صُوفٍ وَ مَعَهُ سَيْفٌ وَ تُرْسٌ وَ إِدَاوَهٌ فَقَرُبَ مِنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ اُمْدُدْ يَدَيْكَ لِأُبَايِعَكَ .

قال علي عليه السلام: وعَلَي مَا تُبَايِعُنِي ؟

قال: عَلَي السَّمعِ وَالطّاعَهِ ، وَالقِتالِ بَينَ يَدَيكَ حَتّي أموتَ أو يَفتَحَ اللّهُ عَلَيكَ .

فقال : مَا اِسْمُكَ ؟

قال : أُوَيْسٌ اَلْقَرَنِيُّ .

قال: نعم، اَللَّهُ أَكْبَرُ فَإِنَّهُ أَخْبَرَنِي حَبِيبِي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : أنّي اُدرِكُ رَجُلاً مِن اُمَّتِهِ يُقالُ لَهُ : أُوَيْسٌ اَلْقَرَنِيُّ ، يَكونُ مِن حِزْبِ اَللَّهِ يَمُوتُ عَلَي اَلشَّهَادَهِ يَدْخُلُ فِي شَفَاعَتِهِ مِثْلُ رَبِيعَهَ وَ مُضَرَ قَالَ اِبْنُ عَبَّاسٍ: فَسُرِّيَ عَنَّا .

إليك عني حتي تأخذ طريق الكرخة(1)

بينما أمير المؤمنين يبحث عن ثقة قال : لَوْ وَجَدْتُ رَجُلاً ثِقَهً لَبَعَثْتُ مَعَهُ اَلْمَالَ إِلَي اَلْمَدَائِنِ إِلَي شِيعَهٍ .

فقال رجل من أصحابه في نفسه : لآتين أمير المؤمنين ولا قولن له؛ أَنَا أَذْهَبُ بِهِ فَهُوَ يَثِقُ بِي فَإِذَا أَنَا أَخَذْتُهُ أَخَذْتُ طَرِيقَ اَلْكَرْخَهِ فَقَالَ : يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنَا أَذْهَبُ بِهَذَا اَلْمَالِ إِلَي اَلْمَدَائِنِ .

فرفع إلي رأسه ثم قال : إِلَيْكَ عَنِّي حَتَّي تَأْخُذَ طَرِيقَ اَلْكَرْخَهِ .

ص: 61


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 287.

تنبؤات في حق أعدائه

كأني بك قد قتلت علي ضلال ووطنت وجهك دواب العراق(1)

بينا أمير المؤمنين عليه السلام يوماً جالس في المسجد وأصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته ، فقال : يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اَللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي أَدِينُهُ بِحُبِّكَ فِي اَلسِّرِّ كَمَا أَدِينُهُ بِحُبِّكَ فِي العَلانِيهِ ، وأَتَوَلّاكَ فِي السِّرِّ كَما أتَوَلّاكَ فِي العَلانِيَهِ .

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: صَدَقْتَ أَمَا فَاتَّخِذْ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً فَإِنَّ اَلْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَي شِيعَتِنَا مِنْ اَلسَّيْلِ إِلَي قَرَارِ اَلْوَادِي وَاللّهِه صَدَقتَ يا أميرَ المُؤمِنينَ .

فولي الرجل وهو يبكي فرحة لقول أمير المؤمنين عليه السلام .

قال رجل من الخوارج يحدث صاحباً له قريباً من أمير المؤمنين عليه السلام فقال أحدهما لصاحبه: تالله إن رأي اليوم قط، إنه أتاه رجل فقال له: صدقت .

فقال له الآخر: أنا ما أنكرت من ذلك، لم يجد أبداً من أن إذا قيل له: (أحبك) أن يقول له: (صدقت) تعلم أني أنا أحبه.

قال: لا.

قال : فَأَنَا أَقُومُ فَأَقُولُ لَهُ مِثْلَ مَقَالَهِ اَلرَّجُلِ فَيَرُدُّ عَلَيَّ مِثْلَ مَا رَدَّ عَلَيْهِ .

فقام الرجل فقال له مثل مقالة الأول، فنظر إليه ملياً ثم قال له : كَذَبتَ ! لا وَاللّهِ ما تُحِبُّني ولا اُحِبُّكَ .

فبكي الخارجي فقال: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ لَتَسْتَقْبِلُنِي بِهَذَا وَ لَقَدْ عَلِمَ اَللَّهُ خِلاَفَهُ اُبْسُطْ يَدَيْكَ أُبَايِعْكَ .

قال: عَلَي مَاذَا ؟

قال : علي ما عمل أبو بكر وعمر!

ص: 62


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 294.

قال : فمد يده وقال له : اصفق لعن الله الاثنين، والله لكأني بك قد قتلت علي ضلال ووطئت وجهك دواب العراق، فلا تغرنك قوتك .

فلم يلبث أن خرج عليه أهل النهروان وخرج الرجل معهم فقتل.

كأني بك قتيلاً تسفي عليك الرياح(1)

قال زرعة بن البرج الطائي لأمير المؤمنين عليه السلام: أَمَا واَللَّهِ لَئِنْ لَمْ تَتُبْ مِنْ تَحْكِيمِكَ الرِّجَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ ، أَطْلُبُ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ وَ رِضْوَانَهُ .

فقال له علي عليه السلام: بُؤْساً لَكَ مَا أَشْقَاكَ كَأَنِّي بِكَ قَتِيلاً تَسْفِي عَلَيْكَ اَلرِّيَاحُ .

فكان كما قال عليه السلام.

إن في بيتك لسخلاً يقتل ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم(2)

إن أمير المؤمنين عليه السلام قال:سَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي .

قال الرجل :أخبِرني كَم في رَأسي ولِحيَتي مِن طاقَهِ شَعرٍ.

قال عليه السلام: إِنَّ عَلَي كُلِّ طَاقَهٍ فِي رَأْسِكَ مَلَكٌ يَلْعَنُكَ وَ عَلَي كُلِّ طَاقَهٍ مِنْ لِحْيَتِكَ شَيْطَانٌ يَسْتَفِزُّكَ وَ إِنَّ فِي بَيْتِكَ لَسِخْلاً - أي رذيل القوم - يقتل ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، آيَهُ ذَلِكَ مِصْدَاقُ مَا خَبَّرْتُكَ بِهِ وَ لَوْ لاَ أَنَّ اَلَّذِي سَأَلْتَ عَنْهُ يَعْسُرُ بُرْهَانُهُ لَأَخْبَرْتُكَ بِهِ وَ كَانَ اِبْنُهُ عُمَرُ يَوْمَئِذٍ جَابِياً وَ كَانَ قَتْلُ عليه السلام عَلَي يَدِهِ .

ص: 63


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 339.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 313.

ثقل لآل محمد صلي الله عليه و آله ينزل ههنا، فويل لهم منكم وويل لكم منهم(1)

قال أبو جحيفة : جاء عروة البارقي إلي سعد بن وهب فسأله وقال : حديث حدثتناه عن علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال: نعم، بعثني مخنف بن سليم إلي علي عليه السلام عند توجهه إلي صفين فأتيته بكربلاء فوجدته يشير بيده . ويقول: ههنا ههنا .

فقال له رجل: وما ذاك يا أمير المؤمنين؟

فقال : ثقل لآل محمد صلي الله عليه و آله ينزل ههنا ، فويل لهم منكم وويل لكم منهم.

فقال له الرجل : ما معني هذا الكلام يا أمير المؤمنين؟

قال : ويل لهم منكم : تقتلونهم، وويل لكم منهم، يدخلكم الله بقتلهم إلي النار.

وقد روي هذ الكلام علي وجه آخر أنه عليه السلام قال : فويل لكم منهم وويل لكم عليهم .

فقال الرجل : أما ويل لنا منهم فقد عرفناه فويل لنا عليهم ما معناه؟

فقال : ترونهم يقتلون لا تستطيعون نصرتهم.

لم يمت ولا يموت حتي يقود جيش ضلالة، صاحب لوائه حبيب بن جماز(2)

قد ذكره أبو الفرج الأصفهاني في أخبار الحسن أنه قيل المؤمنين عليه السلام عن خالد بن عرفطة : قد مات .

ص: 64


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 337.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 313.

فقال عليه السلام: إِنَّهُ لَمْ يَمُتْ وَ لاَ يَمُوتُ حَتَّي يَقُودَ جَيْشَ ضَلاَلَهٍ صَاحِبُ لِوَائِهِ حَبِيبُ بْنُ جَمَّازٍ .

فقام رجل من تحت المنبر فقال: يا أمير المؤمنين والله إني لك شيعة ، وإني لك لمحب، وأنا حبيب بن جماز .

قال عليه السلام: إيّاكَ أن تَحمِلَها،ولَتَحمِلَنَّها،فَتَدخُلُ بِها مِن هذَا البابِ - وأومَأَ بِيَدِهِ الي بابِ الفيلِ -، فَلَمَّا كَانَ مِنْ أَمْرِ اَلْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مَا كَانَ تَوَجَّهَ عُمَرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ إِلَي قِتَالِهِ وَ كَانَ خَالِدُ بْنُ عُرْفُطَهَ عَلَي مُقَدِّمَتِهِ وَ حَبِيبُ بْنُ جَمَّازٍ صَاحِبَ رَايَتِهِ فَسَارَ بِهَا حَتَّي دَخَلَ اَلْمَسْجِدَ مِنْ بَابِ اَلْفِيلِ .

يخرج من صلبك فلان وفلان يسومون هذه الأمة خسفاً ويسقونه كأساً مصبرة(1)

روي عن أبي الصيرفي عن رجل من مواد قال : كنت واقفاً علي رأس أمير المؤمنين عليه السلام يوم البصرة إذ أتاه ابن عباس بعد القتال، فقال : إن لي حاجة .

فقال عليه السلام: ما أَعْرَفَنِي بِالْحَاجَهِ اَلَّتِي جِئْتَ فِيهَا تَطْلُبُ اَلْأَمَانَ لاِبْنِ اَلْحَكَمِ؟

قال : نعم، أريد أن تؤمنه ، قال : آمنته ولكن اذهب وجئني به ، ولا تجئني به إلا رديفاً فإنه أدل له.

فجاء به ابن عباس ردفاً خلفه كأنه قرد، قال أمير المؤمنين عليه السلام: أتبايع؟ قال : نعم وفي النفس ما فيها .

قال : الله أعلم ما في القلوب.

فلما بسط يده ليبايعه أخذ كفه عن كف مروان فترها فقال: لا حاجة لي

ص: 65


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 141، ص 298

فيها إنها كف يهودي، لو بايعني بيده عشرين مرة لنكث باسته، ثم قال: هيه يا ابن الحكم خفت علي رأسك أن تقع في هذه المعمعة، كلا والله حتي يخرج من صلبك فلان وفلان يسومون هذه الأمة خسفاً ويسقونه كأساً مصبرة.

بيان: قال الجزري: النتر: جذب فيه قوة وجفوة.

وقال : هيه بمعني ايه ، فأبدل من الهمزة هاء، وايه اسم سمي به الفعل ومعناه الأمر، تقول للرجل: (ايه) بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما، فإن نونت استزدته من حديث ما غير معهود .

وقال : المعمعة : شدة الحرب والجد في القتال.

لن يهلك حتي تجتمع عليه هذه الأمة(1)

سمع علي عليه السلام ضوضاء في عسكره، فقال : ما هذا؟

قالوا: هلك معاوية .

قال : كلا والذي نفسي بيده لن يهلك حتي تجتمع عليه هذه الأمة .

قالوا: فبم تقاتله؟

قال: ألتمس العذر فيما بيني وبين الله تعالي .

ليسلطن عليكم غلام ثقيف الذيال الميال يأكل خضرتكم ويذيب شحمتكم(2) لو بعبد ثقيف تمرست لا قشعرت شعيراتك(3)

إن الأشعث بن قيس استأذن علي علي عليه السلام فرده قنبراً فأدمي أنفه، فخرج

ص: 66


1- حار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 298
2- نهج البلاغة، خطب الإمام علي عليه السلام ، ج 1، ص 230
3- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 299.

علي عليه السلام فقال : مالي ولك يا أشعث؟ أما والله لو بعبد ثقيف تمرست لا فشعرت شعيرات أستك.

قال : ومن غلام ثقيف؟

قال : غلام يليهم لا يبقي من العرب إلا أدخلهم الذل.

قال : كم يلي؟

قال : عشرين إن بلغها .

قال الراوي : فولي الحجاج سنة خمس وسبعين ومات سنة تسعين .

بيان: قال الجزري: فيه (إن من اقتراب الساعة أن يتمرس الرجل بدينه كما يتمرس البعير بالشجرة) أي يتلعب بدينه ويعبث به كما يعبث البعير بالشجرة ويتحكك بها، والتمرس، شدة الالتواء

أقول: في سنة خمس وسبعين ولي عبد الملك الحجاج علي العراق، لكن في سنة ثلاث وسبعين ولاة الجيش لقتال عبد الله بن الزبير، وكان والياً علي العراق إلي سنة خمس وتسعين، فكانت ولايته تمام العشرين كما ذكره عليه السلام فلعل الخمس سقط من النساخ، ولعل قوله عليه السلام : (إن بلغها) للتبهيم لئلا يغتر الملعون بذلك أو لنقص أشهر عن العشرين.

وبما روي ابن أبي عقيل أن رجلاً من عبد القيس قام يوم الجمل فقال: يا أمير المؤمنين ما عدلت حين تقسم بيننا أموالهم ولا تقسم بيننا نساءهم ولا أبناءهم.

فقال له : إن كنت كاذباً فلا أماتك الله حتي تدرك غلام ثقيف، وذلك أن دار الهجرة حرمت ما فيها ودار الشرك أحلت ما فيها فأيكم يأخذ أمه من سهمه .

فقام رجل فقال: وما غلام ثقيف يا أمير المؤمنين؟

قال: عبد لا يدع لله حرمة إلا هتكها.

قال : يقتل أو يموت؟

قال: بل يقصمه الله قاصم الجبارين .

ص: 67

وما رواه ابن أبي عقيل وهو شيخ من علمائنا تقبل مراسيله لعدالته ومعرفته(1)

ما تريدان العمرة ولكن تريدان البصرة(2)

ما انتشرت به الآثار عنه عليه السلام من قوله قبل قتاله الفرق الثلاثة بعد بيعته : (أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين)، يعني الجمل وصفين والنهروان فقاتلهم، وكان المر فيما خبر به علي ما قال.

وقال عليه السلام لطلحة والزبير حين استأذناه في الخروج إلي العمرة: لا و اَللَّهِ مَا تُرِيدَانِ اَلْعُمْرَهَ و لَكِنْ تُرِيدَانِ اَلْبَصْرَهَ ، فَكَانَ كَمَا قَالَ عليه السلام.

وقال عليه السلام لابن عباس وهو يخبره به عن استيذانهما في العمرة :إِنِّي أَذِنْتُ لَهُمَا مَعَ عِلْمِي بِمَا انْطَوَيَا عَلَيْهِ مِنَ الْغَدْرِ ،فَاسْتَظْهَرْتُ بِاللَّهِ عَلَيْهِمَا، وَ إِنَّ اَللَّهَ سَيَرُدُّ كَيْدَهُمَا وَ يُظْفِرُنِي بِهِمَا، وَ كَانَ كَمَا قَالَ عليه السلام.

لا يموت ابن هند حتي يعلق الصليب في عنقه(3)

قال أمير المؤمنين عليه السلام: لاَ يَمُوتُ اِبْنُ هِنْدٍ حَتَّي يُعَلِّقَ اَلصَّلِيبَ فِي عُنُقِهِ .

تاريخ النشوي؛ سلمة ابن كهيل قال الأحنف: سمعت علياً يقول: ما يموت فرعون حتي يعلق الصليب في عنقه، فدخلت عليه وعنده عمرو والأسقف فإذا في عنقه صليب من ذهب، فقال : أمراني وقالا : إذا أعيا الداء الدواء تروحنا إلي الصليب فنجد له راحة.

ص: 68


1- مختلف الشيعة، العلامة الحلي، ج 4، ص 451
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 299
3- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 33، ص 161.

الزهري؛ دخل عليه راهب وقال : مرضك من العين، وعندنا صليب يذهب العين فعلقه في عنقه فأصبح ميتاً فنزع منه علي مغتسله.

وفي المحاضرات، لما علقه قال الطبيب: إنه ميت لا محالة، فمات من ليلته فقيل له في ذلك فقال : روي عن علي عليه السلام الخبر السالفه(1).

لا يدفن إلا وهو فحمة سوداء(2)

عن الحسن بن علي عليه السلام في خبر أن الأشعث بن القيس الكندي بني في داره مئذنة، فكان يرقي إليها إذا سمع الأذان في أوقات الصلاة في مسجد جامع الكوفة فيصيح من أعلي مئذنته : يا رجل إنك لكذاب ساحر، وكان أبي يسميه عنق النار - وفي رواية عرف النار - فيسأل عن ذلك فقال : إن الأشعث إذا حضرته الوفاة دخل عليه عنق من النار ممدودة من السماء فتحرقه، فلا يدفن إلا وهو فحمة سوداء، فلما توفي نظر سائر من حضر إلي النار وقد دخلت عليه كالعنق الممدود حتي أحرقته وهو يصيح ويدعو بالويل والثبور .

بيان : المئذنة بالكسر : موضع الأذان والمنارة والصومعة .

تنبؤات في حق الأقاليم والملل والنحل

عن أمير المؤمنين علي عليه السلام:

أما إنكم ستلقون بعدي ذلا شاملاً وسيفة قاطعاً وأثره قبيحة، يتخذها الظالمون عليكم سنة

ذكر عليه السلام من بعده الفتن، خطب عليه السلام بالكوفة لما رأي عجزهم فقال :

ص: 69


1- الصراط المستقيم، علي بن يونس العاملي، ج 3، ص 50.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 306

مع أي إمام بعدي تقاتلون؟ وأي دار بعد داركم تمنعون؟ أما إنكم ستلقون بعدي ذلاً شاملاً وسيفاً قاطعاً وأثره قبيحة، يتخذها الظالمون عليكم سنة.

سلط الله عليكم فتي ثقيف(1)

وقال عليه السلام لأهل البصرة: إن كُنتُ قَد أدَّيتُ لَكُمُ الأَمانَهَ ، ونَصَحتُ لَكُم بِالغَيبِ ، وَاتَّهَمتُموني ، وكَذَّبتُموني فَسَلَّطَ اللّهُ عَلَيكُم فَتي ثَقيفٍ .

قالوا: وما فتي ثقيف؟

قال عليه السلام: رَجُلٌ لاَ يَدَعُ لِلَّهِ حُرْمَهً إِلاَّ اِنْتَهَكَهَا - يَعْنِي اَلْحَجَّاجَ -

سيليكم من بعدي ولاة لا يرضن منكم بهذا حتي يعذبونكم بالسياط والحديد(2)

قال أمير المؤمنين عليه السلام: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي دَعَوْتُكُمْ إِلَي الْحَقِّ فَتَوَلَّيْتُمْ عَنِّي ، وَ ضَرَبْتُكُمْ بِالدِّرَّهِ فَأَعْيَيْتُمُونِي أَمَا إِنَّهُ سَيَلِيكُمْ مِنْ بَعْدِي ولاة لاَ يَرْضَوْنَ مِنْكُمْ بِهَذَا حَتَّي يُعَذِّبُوكُمْ بِالسِّيَاطِ وَ اَلْحَدِيدِ إِنَّهُ مَنْ عَذَّبَ اَلنَّاسَ فِي اَلدُّنْيَا عَذَّبَهُ اَللَّهُ فِي اَلْآخِرَهِ وَ آيَهُ ذَلِكَ أَنْ يَأْتِيَكُمْ صَاحِبُ اَلْيَمَنِ حَتَّي يَحُلَّ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ فَيَأْخُذَ الْعُمَّال وَعُمَّالَ الْعُمَّالِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ،وَ كَانَ اَلْأَمْرُ فِي ذَلِكَ كَمَا قَالَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ .

ص: 70


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 317.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 285

كربلاء يقتل فيه قوم يدخلون الجنة بغير حساب، والله مناخ ركابهم وموضع منيتهم(1)

قال جويرية بن مسهر العبدي : لما توجهنا مع أمير المؤمنين عليه السلام، إلي صفين فلبغنا طفوف كربلاء وقف ناحية من المعسكر، ثم نظر يميناً وشمالاً واستعبر ثم قال : هذا والله مناخ ركابهم وموضع منيتهم.

فقيل له : يا أمير المؤمنين ما هذا الموضع؟

فقال: هذا كربلاء يقتل فيه قوم يدخلون الجنة بغير حساب، ثم سار وكان الناس لا يعرفون تأويل ما قال حتي كان من أمر الحسين بن علي عليه السلام وأصحابه بالطف ما كان.

كما أن هنالك تنبؤ عن مصرع الحسين عليه السلام وهي:

قال أبو جعفر عن أبيه عليه السلام: مر علي عليه السلام بكربلاء، فقال لما مر به أصحابه وقد أغرورقت عيناه يبكي ويقول: هَذَا مُنَاخُ رِكَابِهِمْ، و هَذَا مُلْقَي رِحَالِهِمْ ، هَاهُنَا تُهَرَاقُ دِمَاؤُهُمْ ، طُوبَي لَكِ مِنْ تُرْبَهٍ عَلَيْكِ تُهَرَاقُ دِمَاءُ اَلْأَحِبَّهِ .

وقال الباقر عليه السلام: خَرَجَ عَلِيٌّ يَسِيرُ بِالنَّاسِ حَتَّي إِذَا كَانَ بِكَرْبَلاَءَ عَلَي مِيلَيْنِ أَوْ مِيلٍ تَقَدَّمَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ حَتَّي طَافَ بِمَكَانٍ يُقَالُ لَهُ المقذفان فَقَالَ قُتِلَ فِيهَا مِائَتَا نَبِيٍّ وَ مِائَتَا سِبْطٍ كُلُّهُمْ شُهَدَاءُ مُنَاخُ رِكَابٍ وَ مَصَارِعُ عُشّاقٍ شُهَداءَ،لا يَسبِقُهُم مَن كانَ قَبلَهُم،ولا يَلحَقُهُم مَن بَعدَهُم(2) .

ص: 71


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 286.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 295.

كأني بالقصور قد شيدت حول قبر الحسين، كأني بالمحامل تخرج من الكوفة إلي قبر الحسين(1)

عن الرضا، عن آبائه، عَنْ أَمِيرِ اَلْمُؤْمِنِينَ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ: كَأَنِّي بِالْقُصُورِ قَدْ شُيِّدَتْ حَوْلَ قَبْرِ اَلْحُسَيْنِ وَ كَأَنِّي بِالْمَحَامِلِ تَخْرُجُ مِنَ اَلْكُوفَهِ إِلَي قبر الحسين، ولا تَذهَبُ اللَّيالي وَالأَيّامُ حَتّي يُسارُ إلَيهِ مِنَ الآفاقِ، وذلِكَ عِندَ انقِطاعِ مُلكِ بَني مَروانَ .

اليوم نري بأعيننا القصور والفنادق قد شيدت حول قبر الإمام الحسين عليه السلام، وإن كل سنة يحج إلي الإمام الحسين عليه السلام وتسمي (بيادة) مشياً علي الأقدام من الكوفة والنجف الأشرف وكل المحافظات.

ليستعملن عليكم اليهود والمجوس ثم لا تمتعون(2)

قال أبو ظبية : جمع علي علي عليه السلام العرفاء ثم أشرف عليهم، فقال : اِفْعَلُوا كَذَلِكَ .

قالوا: لا نفعل .

قال عليه السلام: أَمَا وَ اَللَّهِ لَيُسْتَعْمَلَنَّ عَلَيْكُمُ اَلْيَهُودُ وَ اَلْمَجُوسُ ثُمَّ لَا تُمَتَّعُونَ فَكَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ.

ص: 72


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 287.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 296.

يظهر لكم قبران عليهما كوبة، مكتوب عليها:

أنا رضوي وأختي حيا ابنتا تبع، لا نشرك بالله شيئا(1)

أراد قوم بناء مسجد بساحل عدن، فكلما بنوه سقط، فأتوا أبا بكر فقال : استأنفوا من البناء وافعلوا ففعلوا وأحكموا فسقط، فعادوا، فخطب الناس وناشدهم : إن كان لواحد منكم به علم فليقل.

فقال علي عليه السلام: اِحْفِرُوا فِي مَيْمَنَهِ اَلْقِبْلَهِ وَ مَيْسَرَتِهَا فَإِنَّهُ يَظْهَرُ لَكُمْ قَبْرَانِ عَلَيْهِمَا كُوبَهٌ مَكْتُوبٌ عَلَيْهَا ؛ ( أَنَا رَضْوَي وَ أُخْتِي حَيَّا اِبْنَتَا تُبَّعٍ لاَ نُشْرِكُ بِاللَّهِ شَيْئاً ) فَاغْسِلُوهُمَا وَ كَفِّنُوهُمَا وَ صَلُّوا عَلَيْهِمَا وَ اِدْفِنُوهُمَا، ثُمَّ اِبْنُوا مَسْجِدَكُمْ فَإِنَّهُ يَقُومُ بِنَاؤُهُ .

ففعلوا فكان كذا فقام البناء .

يحفر ههنا نهر يجري فيه الماء، لكأني أنظر إلي نهر في هذا الموضع وقد جري فيه الماء والسفن وانتفع به(2)

خرج علي عليه السلام بأصحابه إلي ظهر الكوفة، قال: أرأيتم إن قلت لكم : لا تذهب الأيام حتي يحفر ههنا نهر يجري فيه الماء أكنتم مصدقي فيما قلت؟

قالوا: يا أمير المؤمنين ويكون هذا؟

قال : إي والله، لَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَي نَهَرٍ فِي هَذَا اَلْمَوْضِعِ وَ قَدْ جَرَي فِيهِ اَلْمَاءُ وَ السُّفُنُ وَ انْتُفِعَ بِهِ .

فكان كما قال عليه السلام.

ص: 73


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 297.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 283 .

وأنا أقول: إلي الآن لم يتحقق، وأتوقع في الأيام المقبلة يتحقق .

إنكم ستعرضون من بعدي علي سبي فسبوني فإن عرض عليكم البراءة مني فلا تتبرؤوا مني(1)

ومنها ما استفاض عنه عليه السلام من قوله : إنكم ستعرضون من بعدي علي سبي فسبوني، فإن عرض عليكم البراءة مني فلا تتبرؤوا مني، وكان كما قال عليه السلام.

إن أهل أصفهان لا يكون فيهم خمس خصال: السخاوة والشجاعة والأمانة والغيرة وحبنا أهل البيت(2)

روي عن ابن مسعود قال: كنت قاعداً عند أمير المؤمنين عليه السلام في مسجد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم إذ نادي رجل : مَنْ يَدُلُّنِي عَلَي مَنْ آخُذُ مِنْهُ عِلْماً ً؟

ومر فقلت: يا هذا هل سمعت قول النبي صلي الله عليه و اله و سلم: :أنَا مَدينَهُ العِلمِ وعَلِيٌّ بابُها ؟

فقال : نعم.

قلت : وأين تذهب وهذا علي بن أبي طالب؟

فانصرف الرجل وجئنا بين يديه ، فقال عليه السلام: مِنْ أَيِّ اَلْبِلاَدِ أَنْتَ ؟

قال : من أصفهان.

قال له : اكتب أملي علي بن أبي طالب : أَنَّ أَهْلَ أَصْفَهَانَ لاَ يَكُونُ فِيهِمْ خَمْسُ خِصَالٍ :اَلسَّخَاوَهُ وَ اَلشَّجَاعَهُ وَ اَلْأَمَانَهُ وَ اَلْغَيْرَهُ وَ حُبُّنَا أَهْلَ اَلْبَيْتِ.

ص: 74


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 301.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 301.

لا يقتل منكم عشرة ولا ينفلت منهم عشرة(1)

قال لي في الخوارج مخاطباً لأصحابه : والله لا يقتل منكم عشرة ولا ينفلت منهم عشرة - وفي رواية : ولا ينفلت منهم عشرة ولا يهلك منا عشرة - فقتل من أصحابه تسعة وانفلت منهم تسعة، اثنان إلي سجستان، واثنان إلي عمان، واثنان إلي بلاد الجزيرة، واثنان إلي اليمن، وواحد إلي تل موزن، والخوارج في هذه المواضع منهم.

وقال الأعثم: المقتولون من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام رويبة بن وبر العجلي وسعد بن خالد السبيعي، وعبد الله بن حماد الأرحبي، والفياض ابن خليل الأزدي وكيسوم بن سلمة الجهني، وعبيد بن عبيد الخولاني، وجميع بن حشم الكندي وضب بن عاصم الأسدي .

يبني ههنا مدينة(2)

عن الصادق عليه السلام في خبر إن أمير المؤمنين عليه السلام مر بأرض بغداد فقال : مَا تُدْعَي هَذِهِ اَلْأَرْضُ ؟

قالوا: بغداد، قال : نعم يبني ههنا مدينة وذكر وصفها .

ص: 75


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 307.
2- مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج 2، ص 100.

يبني مسجد ثم يقال له مسجد السوط(1)

إنه عليه السلام وقع من يده سوط فسأل عن أرضها؟

ص: 76


1- مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج 2، ص 100.

فقالوا : بغداد، فأخبر أنه يبني مسجد ثم يقال له مسجد السوط .

خرجت أيها النصراني من مستقرك مستنكراً لمن قصدت بسؤالك له مضمراً خلاف ما أظهرت من الطلب والاسترشاد فأريت في منامك مقامي وحدثت فيه بكلامي وحذرت فيه من خلافي وأمرت فيه بإتباعي(1)

إن جاثليقاً جاء في نفر من النصاري إلي أبي بكر وسأله مسائل عجز عنها أبو بكر، فقال عمر : كف أيها النصراني عن هذا العنت وإلا أبحنا دمك.

قال الجاثليق : أهذا عدل علي من جاء مسترشداً طالبة دلوني علي من أسأله عما احتاج إليه.

فجاء علي عليه السلام واستسأله فقال النصراني : أسألك عما سألت عنه هذا الشيخ خبرني أمؤمن أنت عند الله أم عند نفسك؟

فقال عليه السلام : أَنَا مُؤْمِنٌ عِنْدَ اللَّهِ كَمَا أَنَا مُؤْمِنٌ فِي عَقِيدَتِي .

قال : خبرني عن منزلتك في الجنة ما هي؟

قال : منزلتي مع النبي الأمي في الفردوس الأعلي لا ارتاب بذلك ولا أشك في الوعد به من ربي.

قال : فبماذا عرفت الوعد لك بالمنزلة التي ذكرتها ؟

قال : بالكتاب المنزل وصدق النبي المرسل .

قال :فَبِمَا عَرَفْتَ صِدْقَ نَبِيِّكَ ؟

قال: بالآيات الباهرات والمعجزات البينات .

ص: 77


1- مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج 2، ص 94 .

قال : فخبرني عن الله تعالي أين هو؟

قال : إن الله تعالي يجل عن الاين ويتعالي عن المكان كان فيما لم يزل ولا مكان وهو اليوم كذلك ولم يتغير من حال إلي حال.

قال : فخبرني عنه تعالي أمدرك بالحواس فيسلك المسترشد في طلبه الحواس أم كيف طريق المعرفة به إن لم يكن الأمر كذلك؟

قال : تعالي الملك الجبار أن يوصف بمقدار أو تدركه أو يقاس بالناس والطريق إلي معرفته صنايعه الباهرة للمعقول الدالة لذوي الاعتبار بما هو منها مشهود ومعقول.

قال : فخبرني عما قال نبيكم في المسيح وأنه مخلوق؟

فقال : اثبت له الخلق بالتدبير الذي لزمه والتصوير والتغيير من حال إلي حال والزيادة التي لا ينفك منها والنقصان ولم أنف عنه النبوة ولا أخرجته من العصمة والكمال والتأييد.

قال: فيما بنت أيها العالم عن الرعية الناقصة عنك؟

قال: بما أخبرتك به عن علمي بما كان وما يكون .

قال : فهلم شيئاً من ذلك أتحقق به دعواك؟

قال : خرجت أيها النصراني من مستقرك مستنكراً لمن قصدت بسؤالك له مضمراً خلاف ما أظهرت من الطلب والاسترشاد فأريت في منامك مقامي وحدثت فيه بكلامي وحذرت فيه من خلافي وأمرت فيه بإتباعي.

قال : صدقت والله وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله وأنك وصي رسول الله وأحق الناس بمقامه، وأسلم الذين كانوا معه.

فقال عمر: الحمد لله الذي هداك أيها الرجل غير أنه يجب أن تعلم إن علم النبوة في أهل بيت صاحبها والأمر من بعده لمن خاطبته أولاً يرضي الأمة.

قال : قد عرفت ما قلت وأنا علي يقين من أمري.

@@

رجلا يخرج في آخر الزمان من المشرق ويهلك الله به أهل الشام، ويسلب عن بني أمية ملكهم(1)

الأعمش بروايته عن رجل من همدان قال: كنا مع علي عليه السلام بصفين، فهزم أهل الشام ميمنة العراق، فهتف بهم الأشتر ليتراجعوا ، فجعل أمير المؤمنين عليه السلام يقول لأهل الشام: يا أبا مسلم خذهم - ثلاث مرات -.

فقال الأشتر : أو ليس أبو مسلم معهم؟

قال : لست أريد الخولاني وإنما أريد رجلاً يخرج في آخر الزمان من المشرق ويهلك الله به أهل الشام، ويسلب عن بني أمية ملكهم.

تبني مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل(2)

وذكر عليه السلام في خطبته اللؤلؤئية :

وَ مِنْهَا فَكَمْ مِنْ مَلاَحِمَ وَ بَلاَءٍ مُتَرَاكِمٍ تَفْتُلُ مَمْلَكَهَ بَنِي اَلْعَبَّاسِ بِالرَّوْعِ وَ اَلْيَأْسِ وَ تُبْنَي لَهُمْ مَدِينَهٌ يُقَالُ لَهَا اَلزَّوْرَاءُ بَيْنَ دِجْلَهَ وَ دُجَيْلٍ، فَتَوَالَتْ في الزوراء ملوك بَنِي شَيْصَبَانَ أَرْبَعَهُ وَ عِشْرُونَ مَلِكاً (3)

ومنها ؛ فتوالت فيها ملوك بني شيصبان أربعة وعشرون ملكاً علي عدد سني الكديد، فأولهم السفاح والمقلاص والجموح والمجروح - وفي رواية المخدوع، وفي رواية المجذوع - والمظفر والمؤنث والنظار والكبش والمتهور - وفي رواية المطهور - والمستظلم والمستصعب - وفي رواية

ص: 78


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 310.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 318.
3- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 318.

المستضعف - والعلاج والختطف والغلام الزوايدي والمترف والكديد والأكدر - وفي رواية والأكتب - والأكلب والمشرف والوشيم والصلام والعثون - وفي رواية والركاز - والعينوق، ثم الفتنة الحمراء والقلادة الغبراء، في عقبها قائم الحق.

ويا لأهل الأرض إذا دعي علي منابرهم باسم الملتجي والمستكفي(1)

وقوله عليه السلام في الخطبة الغراء : وَيْلٌ لِأَهْلِ اَلْأَرْضِ إِذَا دُعِيَ عَلَي مَنَابِرِهِمْ بِاسْمِ اَلْمُلْتَجِي اَلْمُسْتَكْفِي وَ لَمْ يُعْرَفِ اَلْمُلْتَجِي فِي أَلْقَابِهِمْ وَ لَكِنْ لَمَّا بَيَّنَّا صِفَتَهُمْ وَجَدْنَا اَلْمُلَقَّبَ بِالْمُتَّقِي اَلَّذِي اِلْتَجَأَ إِلَي بَنِي حَمْدَانَ.

اول اسمه سين وميم، ويعقب برجل في أسمه دال وقاف(2)

ثم يذكر الرجل من ربيعة الذي قال : في أول اسمه سين وميم، ويعقب برجل في اسمه دال وقاف.

ثم يذكر صفته وصفة ملكه .

وإن منهم الغلام الأصفر الساقين اسمه أحمد

وقوله عليه السلام: إِنَّ مِنْهُمُ اَلْغُلاَمَ اَلْأَصْفَرَ اَلسَّاقَيْنِ اِسْمُهُ أَحْمَدُ

ص: 79


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 318.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 318.

وينادي منادي الجرحي علي القتلي

وقوله عليه السلام: وَ يُنَادِي مُنَادِي اَلْجَرْحَي عَلَي اَلْقَتْلَي .

ودفن الرجال

وغلبة الهند علي السند

وغلبة القفص علي السعير

وغلبة القبط علي أطراف مصر

وغلبة أندلس علي أطراف إفريقية

وغلبة الحبشة علي اليمن

وغلبة الترك علي خراسان

وغلبة الروم علي الشام

وغلبة أهل أرمينية علي أرمينية

وصرخ الصارخ بالعراق : هتك الحجاب وافتضت العذراء وظهر علم اللعين الدجال، ثم ذكر خروج القائم عليه السلام .

بيان: قال الفيروزآبادي ؛ قفصه : بلد بطرف إفريقية، وموضع بديار العرب، والقفص بالضم : جبل بكرمان وقرية بين بغداد وعكبراء والسعير لعله اسم موضع لم يذكر في اللغة، أو هو تصحيف السعد موضع قرب المدينة وجبل بالحجاز وبلد يعمل فيه الدروع، وبالضم موضع قرب اليمامة وجبل .

والسغد؛ بالغين المعجمة موضع معروف بسمرقند .

ص: 80

فاراهبوا الفتن الأموية، والمملكة الكسروية

وذكر عليه السلام في خطبته اللؤلؤية : أَلَا وَ إِنِّي ظَاعِنٌ عَنْ قَرِيبٍ وَ مُنْطَلِقٌ لِلْمَغِيبِ، فَارْا هَبُوا الْفِتَنَ الْأُمَوِيَّهَ وَ الْمَمْلَكَهَ الْكَسْرَوِيَّهَ .

حجوا قبل أن لا تحجوا فكأني أنظر إلي حبشي أصمع أقرع بيده معول يهدمها حجراً حجراً(1)

إن علياً عليه السلام قال: أَكْثِرُوا اَلطَّوَافَ بِهَذَا اَلْبَيْتِ فَكَأَنِّي بِرَجُلٍ مِنَ اَلْحَبَشَهِ أَصْلَعَ أَصْمَعَ جَالِسٌ عَلَيْهِ وَ هُوَ يَهْدِمُ .

صاحب الحلية عن الحارث بن سويد قال : سمعت علياً يقول: حجوا قبل أن لا تحجوا فكأني أنظر إلي حبشي أصمع أقرع بيده معول يهدمها حجراً حجراً .

وهذا التنبؤ مذكور لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، وللإمام الصادق عليه السلام .

العجب كل العجب بين الجمادي ورجب(2)

وقوله عليه السلام في الخطبة القصية من قوله : اَلْعَجَبُ كُلُّ اَلْعَجَبِ بَيْنَ اَلْجُمَادَي وَ رَجَبٍ .

ص: 81


1- مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب، ج 2، ص 95.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 320

أي عجب أعجب من أموات يضربون هامات الأحياء

وقوله عليه السلام : وأي عجبأ عَجَبٍ مِنْ أَمْوَاتٍ يَضْرِبُونَ هَامَاتِ اَلْأَحْيَاءِ .

وهذه الرواية رأينا حقيقتها في حرب تموز 2006 في لبنان كيف أن بعض جنود العدو رأوا أن الأشباح تقاتلهم وهذه من بركات شباب حزب الله المقاوم.

إن من السنين سنون جواذع

وقوله عليه السلام في خطبة الملاحم المعروفة بالزهراء : وَ إِنَّ مِنَ اَلسِّنِينَ سِنُونَ جَوَاذِعَ ، تُجْذَعُ فِيهَا أَلْفُ غَطَارِفَهٍ وَ هَرَاقِلَهٍ ، يُقْتَلُ فِيهَا رِجَالٌ وَ تُسْبَي فِيهَا نِسَاءٌ وَ يُسْلَبُ فِيهَا قَوْمٌ أَمْوَالُهُمْ وَ أَدْيَانُهُمْ ، و تُخَرَّبُ وَ تُحْرَقُ دُورُهُمْ وَ قُصُورُهُمْ وَ تُمْلَكُ عَلَيْهِمْ عَبِيدُهُمْ وَ أَرَاذِلُهُمْ وَ أَبْنَاءُ إِمَائِهِمْ ، يُذْهَبُ فِيهَا مُلْكُ مُلُوكِ الظَّلَمَهِ وَ الْقُضَاهِ الْخَوَنَهِ.

ثم قال بعد كلام: تلك سنون عشر كوامل.

ملك ولد العباس من خراسان يقبل ومن خراسان يذهب

ثم قوله عليه السلام: إإنَّ مُلكَ وُلدِ بَنِي العَبّاسِ مِن خُراسانَ يُقبِلُ ومِن خُراسانَ يَذهَبُ .

يدعي له علي المنابر بالميم والعين والصاد، فذلك رجل صاحب فتوح ونصر وظفر

وقوله عليه السلام في المعتصم : يُدْعَي لَهُ عَلَي اَلْمَنَابِرِ بِالْمِيمِ وَ اَلْعَيْنِ وَ اَلصَّادِ ،

ص: 82

فَذَلِكَ رَجُلٌ صَاحِبُ فُتُوحٍ وَ نَصْرٍ وَ ظَفَرٍ وَ هُوَ اَلَّذِي تَخْفِقُ رَايَاتُهُ بِأَرْضِ اَلرُّومِ وَ سَيَفْتَحُ اَلْحَصِينَهَ مِنْ مُدُنِهَا وَ يَعْلُو اَلْعِقَابَ اَلْخَشِنَ مِنْ عِقَابِهَا بِعَقِبِ هَارُونَ وَ جَعْفَرٍ وَ يَتَّخِذُ اَلْمُؤْتَفِكَهَ بَيْتاً دَاراً وَ يُبْطِلُ الْعَرَبَ وَ تتخذ الْعَجَمَ التُّرْكَ أَوْلِيَاءَ وَ وُزَرَاءَ .

وقوله عليه السلام: ويبطل حدود ما أنزل الله في كتابه عليه نبيه صلي الله عليه و آله ويقال : رَأَي فُلاَنٌ وَ زَعَمَ فُلاَنٌ – يَعْنِي أَبَا حَنِيفَهَ وَ اَلشَّافِعِيَّ وَ غَيْرَهُمَا - ويتخذ الْعَرْطَبَهِ - الْعُودُ أَو الطُّنْبُورُ، أَو الطَّبْلُ.

والكوبة : الطبل الصغير والنرد والشطرنج - والقينات - جمع القنين -

كسكين -: الطنبور أو - قيثار أو قيتار - وهو آلة للطرب ذات أوتار.

والمعازف : آلات الطرف كالطنبور والعود والقيثارة - والمعارف، وتتخذ آنية الذهب والفضة .

وقوله عليه السلام : يُشَيِّدُونَ اَلْقُصُورَ وَ اَلدُّورَ وَ يُلْبَسُ اَلدِّيبَاجُ وَ اَلْحَرِيرُ وَ يُسْفَرُ اَلْغِلْمَانُ فَيُشَنِّفُونَهُمْ وَ يُقَرْطِقُونَهُمْ وَ يُمَنْطِقُونَهُمْ .

بيان: تسفر الغلمان أي تكشف وجوههم، كناية عن إخدامهم وإبرازهم في المجالس، ولا يبعد أن يكون في الأصل (نسفد) من السفاد وهو الجماع .

قوله عليه السلام : فَيَشْنَفُونَهُمْ، هو من الشنف، و هو ما يعلق في أعلي الأذن .

وقال الجزري: في حديث منصور؛ جاء الغلام وعليه قرطق أبيض - إي قباء - وهو تعريب (كرته) وقد تضم طاؤه.

وقال الفيروز آبادي : القرطق كجندب ؛ معرب كرته، وقرطقته فتقر طق؛ ألبسته إياه فلبسه .

وفي بعض النسخ (يقرطونهم) من القرط، وهو حلي الأذن الذي يعلق في أسفله .

وقوله عليه السلام: فيأخذ الروم ما أخذ منها وتزداد - يعني الساحل ونحوها - .

ص: 83

تأخذ الترك ما أخذ منها - يعني كأشقر وما وراء النهر -.

ويأخذ القفص ما أخذ منها - يعني تفليس ونحوها -.

ويأخذ القلقل ما أخذ منها،

ثم يورد فيها من العجائب ويسمي مدينة، ويلغز ببعض ويصرح ببعض حتي يقول:

الويل لأهل البصرة إذا كان كذا وكذا ،

الويل لأهل الجبال إذا كان كذا وكذا .

والويل لأهل الدينور،

والويل لأهل إصفهان من جالوت عبد الله الحجام،

والويل لأهل العراق،

الويل لأهل الشام،

الويل لأهل مصر،

الويل لأهل فلانة .

ثم يقول: من فراعنة الجبال فلان، فإذا ألغز قال : في اسمه حرف كذا حتي ذكر العساكر التي تقتل بين حلوان والدينور، والعساكر التي تقتل بين أبهر و زنجان ويذكر الثائر من الديلم وطبرستان.

ويل هذه الأمة من رجالهم الشجرة الملعونة التي ذكرها ربكم تعالي، أولهم خضراء وآخرهم هزماء

ومن خطبة له عليه السلام: وَيْلُ هَذِهِ اَلْأُمَّهِ مِنْ رِجَالِهِمْ اَلشَّجَرَهِ اَلْمَلْعُونَهِ اَلَّتِي ذَكَرَهَا رَبُّكُمْ تَعَالَي ، أوَّلُهُم خَضراءُ ، وآخِرُهُم هَزماءُ ، ثُمَّ يَلي بَعدَهُم أمرَ اُمَّهِ

ص: 84

محمد رجال أولهم أرأفهم، وثانيهم أفتكهم، وخامسهم كبشهم، وسابعهم أعلمهم، وعاشرهم أكفرهم يقتله أخصهم به ، وخامس عشرهم كثير العناء قليل الغناء، سادس عشرهم أقضاهم للذمم وأوصلهم للرحم، كأني أري ثامن عشرهم تفحص رجلاه في دمه بعد أن يأخذ جنده بكظمه، من ولده ثلاث رجلاً، سيرتهم سيرة الضلال، الثاني والعشرون منهم الشيخ الهرم، تطول أعوامه وتوافق الرعية أيامه، السادس والعشرون منهم يشرد الملك منه شرود النقنق، ويعضده الهزرة المتفيهق، لكأني أراه علي جسر الزوراء قتيلاً «ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ» [آل عمران : 182].

سيخرب العراق بين رجلين يكثر بينهما الجريح والقتيل(1)

سيخرب العراق بين رجلين يكثر بينهما الجريح والقتيل - يعني طرليك والدويلم - لكأني أشاهد به دماء ذوات الفروج بدماء أصحاب السروج ويل لأهل الزوراء من بني قنطورة .

ومنها :

لكأني أري منبت الشيح - نبات أنواعه كثيرة كله طيب الرائحة - علي ظاهر الحضة، قد وقعت به وقعتان يخسر فيها الفريقان - يعني وقعة الموصل - حتي سمي باب الأذان.

ويل للطين من ملابسة الإشراك،

وويل للعرب من مخالطة الأتراك،

ويل لأمة محمد إذا لم تحمل أهلا البلدان، وعبر بنوا قنطورة نهر

ص: 85


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 322.

جيحان، وشربوا ماء دجلة، هموا بقصد البصرة والايلة، وأيم الله لتعرفن بلدتكم حتي كأني أنظر إلي جامعها كجؤجؤ سفينة أو نعامة جاثمة

بيان : قوله عليه السلام (أولهم خضراء) لما شبهوا في القرآن الكريم بالشجرة الملعونة شبههم أمير المؤمنين عليه السلام في بدو أمرهم لقوة ملكهم وطراوة عيشهم بالشجرة الخضراء، وفي أواخر دولتهم لكونهم بعكس ذلك بالشجرة الهزماء من قولهم : (تهزمت العصا) أي تشققت، والقربة : يبست وتكسرت، أو من الهزيمة.

وأما بنوا العباس فلا يخفي علي من راجع التواريخ أن أولهم - وهو السفاح - كان أرأفهم، وأن ثانيهم - وهو المنصور - كان أفتكهم أي أجرأهم وأشجعهم وأكثرهم قتلاً للناس خدعة وغدار وأن خامسهم - وهو الرشيد - كان كبشهم إذ لم يستقر ملك أحد منهم كاستقرار ملكه، وأن سابعهم - وهو المأمون - كان أعلمهم، واشتهار وفور علمه من بينهم يغني عن البيان، وأن عاشرهم - وهو المتوكل - أكفرهم بل أكفر الناس (كلهم) أجمعين، لشدة نصبه وإيذائه لأهل البيت عليه السلام وشيعتهم وسائر الخلق، وإن من قتله كان من غلمانه الخاصة، وخامس عشرهم المعتمد علي الله أحمد بن المتوكل، وهو وإن كان زمان خلافته ثلاثاً وعشرين سنة لكن كان في أكثر زمانه مشتغلاً بحرب صاحب الزنج وغيره، فذا وصفه عليه السلام بكثرة العناء وقلة الغناء.

وسادس عشرهم المعتضد بالله، رأي في النوم رجلاً أتي دجلة فمد يده إليها فاجتمع جميع مائها فيها، ثم فتح كفه ففاض الماء، فسأل المعتضد أتعرفني؟

قال : لا.

قال : أنا علي بن أبي طالب، فإذا جلست علي سرير الخلافة فأحسن إلي أولادي.

فلما وصلت إليه الخلافة أحب العلويين وأحسن إليهم، فلذا وصفه عليه السلام

ص: 86

بقضاء العهد وصلة الرحم، وثامن عشرهم هو جعفر الملقب بالمقتدر بالله، وخرج مونس الخادم من جملة عسكره وأتي الموصل واستولي عليه ، وجمع عسكراً ورجع وحارب المقتدر في بغداد وانهزم عسكر المقتدر، وقتل هو في المعركة، واستولي علي الخلافة من بعده ثلاثة من أولاده : الراضي بالله محمد بن المقتدر، والمتقي بالله إبراهيم ابن المقتدر، والمطيع لله فضل بن المقتدر .

وأما الثاني والعشرون منهم فهو المكتفي بالله عبد الله، وأدعي الخلافة بعد مضي إحدي وأربعين من عمره في سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة، واستولي أحمد بن بويه في سنة أربع وثلاثين وثلاثمائة علي بغداد، وأخذ المكتفي وسمل عينه ، وتوفي في سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، ويقال : إنه كان أيام خلافته سنة وأربعة أشهر، ويحتمل أن يكون من خطاء المؤرخين أو رواة الحديث، بأن يكون في الأصل الخامس والعشرون أو السادس والعشرون، فالأول هو القادر بالله أحمد ابن إسحاق وقد عمر ستاً وثمانين سنة، وكانت مدة خلافته إحدي وأربعين سنة، والثاني القائم بأمر الله كان عمره ستاً وسبعين سنة وخلافته أربعاً وأربعين سنة وثمانية أشهر .

ويحتمل أن يكون عليه السلام إنما عبر عن القائم بأمر الله بالثاني والعشرين، لعدم اعتداده بخلافة القاهر بالله والراضي بالله والمقتدر بالله والمكتفي بالله ، لعدم استقلالهم وقلة أيام خلافتهم، فعلي هذا يكون السادس والعشرون الراشد بالله ، فإنه هرب في حماية عماد الدين الزنجي، ثم قتله بعض الفدائيين، لكن فيه أنه قتل في أصفهان.

ويحتمل أن يكون المراد بالسادس والعشرين المستعصم، فإنه قتل كذلك وهو آخرهم، وإنما عبر عنه كذلك مع كونه السابع والثلاثين منهم لكون السادس والعشرين من عظمائهم، لعدم استقلال كثير منهم وكونهم مغلوبين للملوك والأتراك ويحتمل أيضاً أن يكون المراد السادس والعشرون من العباس وأولاده، فإنهم اختلفوا في أنه هل هو الرابع والعشرون من أولاد العباس أو

ص: 87

الخامس والعشرون منهم، وعلي الأخير يكون بانضمام العباس السادس والعشرون، وعلي الأخيرين يكون مكان يعضده (يقصده).

وقال الفيروز آبادي : النقنق كزبرج: الظليم أو النافر أو الخفيف. وقال : هزره بالعصا يهزره : ضربه بها علي ظهره وجنبه شديداً، وغمز غمزاً شديداً.

وطرد نفي ، فهو مهزور وهزير، والهزرة ويحرك الأرض الرقيقة .

وقال : تفيهق في كلامه : تنطق وتوسع كأنه ملا به فمه .

يوشك بنوا قنطوراء أن يخرجوا أهل العراق من عراقهم(1)

وقال الجزري: في حديث حذيفة : يوشك بنوا قنطوراء أن يخرجوا أهل العراق من عراقهم - ويروي أهل البصرة منها - كأني بهم خنس الأنوف خزر العيون عراض الوجوه - قيل : إن قنطوراء كانت جارية لإبراهيم الخليل عليه السلام ولدت له أولاداً منهم الترك والصين.

ومنه حديث عمرو بن العاص : يوشك بنوا قنطوراء أن يخرجوكم من أرض البصرة (وحديث أبي بكرة) إذا كان آخر الزمان جاء بنو قنطوراء.

وأخبر عليه السلام عن خراب البلدان.

حيث سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله تعالي : «وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ القيامة أَوْ مُعَذِّبُوهَا» [الإسراء: 58].

فقال عليه السلام في خبر طويل انتخبنا منه :

تخرب سمرقند وخاخ وخوارزم وأصفهان والكوفة من الترك،

وهمدان والري والديلم والطبرية والمدينة وفارس بالقحط والجوع

ص: 88


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 324.

ومكة من الحبشة ،

والبصرة والبلخ بالغرق،

والسند من الهند والهند من تبت، وتبت من الصين،

ويذشجان وصاغاني وكرمان وبعض الأشم بسنابك الخيل والقتل، واليمن من الجراد،

والسلطان وسجستان وبعض الشام بالريح، و

شامان بالطاعون،

ومرو بالرمل وهرات بالحيات ،

ونيسابور من قبل انقطاع النيل،

وآذربيجان بسنابك الخيل والصواعق ،

وبخاراً بالغرق والجوع،

وحلم و بغداد يصير عاليها سافلها .

توضيح : قال الفيروز آبادي : نجد الجاح موضع باليمن .

وقال : روضة خاخ بين مكة والمدينة.

وقال صغانيان: كورة عظيمة بما وراء النهر، وصاغاني معرب خغانيان . والنيل بالفتح العطاء والخير والنفع، وبعض ألفاظه لم يبين معناها .

قال علقمة بن قيس : خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام علي منبر الكوفة خطبته اللؤلؤة، فقال فيما قال في آخرها : ألا وإني ظانن عن قريب ومنطلق إلي المغيب.

ص: 89

فارتقبوا الفتنة الأموية والمملكة الكسروية(1)

وإماتة ما أحياه الله وإحياء ما أماته الله، واتخذوا صوامعكم بيوتكم، وعضوا علي مثل جمر الغضا(2)، واذكروا الله كثيراً فذكره أكبر لو كنتم تعلمون.

كأني أراهم قوماً كأن وجوههم المجان المرطقة، يلبسون السرق والديباج، ويعتقبون الخيل العتاق، ويكون هناك استحرار قتل حتي يمشي المجروح علي المقتول، ويكون المفلت أقل من المأسور(3)

فقال له بعض أصحابه : لقد عطيت يا أمير المؤمنين علم الغيب ، فضحك عليه السلام وقال للرجل وكان كلبياً : يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب وإنما هو تعلم من ذي علم، وإنما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله: «إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ» [لقمان: 34] فيعلم سبحانه ما في الأرحام من ذكر وأنثي وقبيح أو جميل وسخي أو بخيل وشقي أو سعيد، من يكون في النار حطباً أو في الجنان للنبيين مرافقاً، فهذا علم الغيب الذي لا يعمله أحد إلا الله، وما سوي ذلك فعلم علمه الله نبيه فعلمنيه، ودعا لي بأن يعيه صدري وتضطم عليه جوانجي.

توضيح: المجان جمع مجن وهو الترس.

والمطرقة بسكون الطاء : التي قد أطرق بعضها إلي بعض أي ضمت طبقاتها، فجعل يتلو بعضها بعضاً كطبقات النعل، ويروي بتشديد الراء أي

ص: 90


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 329.
2- عضه الزمان : اشتد عليه، عض الشيء: لزمه واستمسك به . والغضا شجر من الاثل خشبه من أصلب الخشب وجمره يبقي زمناً طويلاً لا ينطفيء.
3- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 335.

كالترسة المتخذة من حديد مطرقة بالمطرقة، والطرق: الدق، ويحتمل أن يكون التشديد للتكثير .

والسرق جمع سرقة وهي جيد الحرير ، وقيل : لا يسمي سرقاً إلا إذا كانت بيضاء، وهي فارسية أصلها سرة، وهو الجيد.

قوله عليه السلام: (ويعتقبون الخيل) أي يحبسونها لينتقلوا من غيرها إليها ، واستجرار القتل شدته .

وضحكه عليه السلام إما من السرور بما آتاه الله من العلم أو للتعجب من قول القائل.

والاضطمام افتعال من الضم وهو الجمع، والجوانح الأضلاع مما يلي الصدر، وانطباقها علي قصص جنكيز خان وأولاده لا يحتاج إلي بيان.

أقول : ما ذكره عليه السلام في هذه الخطبة من المغيبات يلائم زماننا هذا - وهو القرن الرابع عشر من الهجرة - فالجيش الموصوف في كلامه عليه السلام بأن ليس له غبار ولا لجب ولا قعقعة ولا حمحمة لعله رمز إلي السلاحات الموجودة في هذا العصر كالطيارات القاذفة للقنابل الذرية والقذائف والصواريخ التي تدمر المدن العامرة في لحظات يسيرة وتجعلها قاعاً صفصفاً، بحيث لا يبقي أحد حتي يندب القتلي أو يفتقدهم.

وكذلك المراد من الدور المزخرفة التي لها أجنحة وخراطيم : الأبنية والقصور المشيدة في عصرنا هذا، أعاذ الله البشرية ولا سيما المسلمين من نائرة الحروب والتخاصم.

المئازيب جمع المئزاب : مجري الماء، والقار: مادة سوداء تطلي بها السفن .

ص: 91

في الإخبار بالغيب عن طريق التنجيم(1)

وقال البرسي في مشارق الأنوار : قال عليه السلام للدهقان الفارسي وقد حذره من الركوب والمسيرة إلي الخوارج فقال له: اعلم أن طوالع النجوم قد انتحست، فسعد أصحاب النحوس ونحس أصحاب السعود، وقد بد المريخ يقطع في برج الثور وقد اختلف في برجك كوكبان وليس الحرب لك بمكان، فقال له : أنت الذي تسير الجاريات وتقضي علي بالحادثات وتنقلها مع الدقائق والساعات، فما السراري؟ وما الزراري؟ وما قدر شعار المدبرات؟

فقال : سأنظر وأخبرك.

فقال له : أعالم أنت بما تم البارحة في وجه الميزان؟ وبأي نجم اختلف برج السرطان؟ وأية آفة دخلت علي الزبرقان؟

فقال: لا أعلم.

فقال : أعالم أنت أن الملك البارحة انتقل من بيت إلي بيت في الصين؟ وانقلب برج ماجين؟ وغارت بحيرة ساوة؟ وفاضت بحيرة حشرمة؟ وقطعت باب الصخرة من سفينته؟ ونكس ملك الروم بالروم؟ وولي أخوه مكانه؟ وسقطت شرفات الذهب من قسطنطينية الكبري؟ وهبط سور سرانديل؟ وفقد ديان اليهود؟ وهاج النمل بوادي النمل؟ وسعد سبعون ألف عالم؟ وولد في كل عالم سبعون ألفاً والليل يموت مثلهم؟ .

فقال: لا أعلم.

فقال : أنت عالم بالشهب الخرس الأنجم؟ والشمس ذات الذوائب التي تطلع مع الأنوار وتغيب مع الأسحار؟

فقال : لا أعلم.

ص: 92


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 336.

فقال : أعالم أنت بطلوع النجمين اللذين ما طلعا إلا عن مكيدة ولا غرباً إلا عن مصيبة ، وإنهما طلعا وغرباً فقتل قابيل هابيل، ولا يظهران إلا بخراب الدنيا؟

فقال: لا أعلم.

فقال : إذا كان طرق السماء لا تعلمها فإني أسألك عن قريب، أخبرني ما تحت حافر فرسي الأيمن والأيسر من النافع والضار؟

فقال : إني في علم الأرض أقصر مني في علم السماء!

فأمر أن يحفر تحت الحافر الأيمن فخرج كنز من ذهب، ثم أمر أن يحفر تحت الحافر الأيسر فخرج أفعي فتعلق بعنق الحكيم فصاح: يا مولاي الأمان .

فقال : الأمان بالإيمان.

فقال: لأطيلن لك الركوع والسجود.

فقال : سمعت خيراً فقل خيراً، اسجد لله وأضرع بي إليه، ثم قال : يا سمر سقيل نحن نجوم القطب وأعلام الفلك، وإن هذا العلم لا يعلمه إلا نحن وبيت في الهند .

الفتن(1)

من خطبة له عليه السلام: أما بعد أَيُّهَا النَّاسُ- فَأَنَا فَقَأْتُ عَيْنَ الْفِتْنَهِ، لَمْ تَكُنْ لِيَجْرُأَ عَلَيْهَا أَحَدٌ غَيْرِي، بَعْدَ أَنْ مَاجَ غَيْهَبُهَا وَ اشْتَدَّ كَلَبُهَا، فَاسْأَلُونِي قَبْلَ أَنْ تَفْقِدُونِي، فَوَالَّذِي نفسي بِيَدِهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَ بَيْنَ اَلسَّاعَهِ وَ لاَ عَنْ فِئَهٍ تَهْدِي مِائَهً وَ تُضِلُّ مِائَهً إِلاَّ أَنْبَأْتُكُمْ بِنَاعِقِهَا وَ قَائِدِهَا وَ سَائِقِهَا وَ مُنَاخِ رِكَابِهَا وَ مَحَطِّ رِحَالِهَا وَ مَنْ يُقْتَلُ مِنْ أَهْلِهَا قَتْلاً وَ يَمُوتُ مَوْتاً، ولَوْ قَدْ فَقَدْتُمُوني

ص: 93


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 368.

وَنَزَلَتْ بِكُمْ كَرَائِهُ الأُمُورِ، وَحَوَازِبُ الْخُطُوبِ، ولأَطْرَقَ كَثيرٌ مِنَ السَّائِلِينَ، وَفَشِلَ كَثيرٌ مِنَ المَسْؤُولِينَ، وَذلِك إِذَا قَلَّصَتْ حَرْبُكُمْ وَشَمَّرَتْ عَنْ سَاق، وَضَاقَتِ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ ضِيقاً، تَسْتَطِيلُونَ أَيَّامَ الْبَلاَءِ عَلَيْكُمْ، حَتَّي يَفْتَحَ اللهُ لِبَقِيَّهِ الاَْبْرَارِ مِنْكُمْ.إِنّ الْفِتَنَ إِذَا أَقْبَلَتْ شَبَّهَتْ، وإِذَا أَدْبَرَتْ نَبَّهَتْ، يُنْكَرْنَ مُقْبِلاَتٍ وَيُعْرَفْنَ مُدْبِراتٍ، يَحُمْنَ حَوْمَ الرِّياحِ، يُصِبْنَ بَلَداً وَيُخْطِئْنَ بَلَداً.

فتنة بني أمية

ألا إن أخوف الفتن عندي عليكم فتنة بني أمية فإنها فتنة عميا، مظلمة، عمت خطتها وخصت بليتها، وأصاب البلاء من أبصر فيها، وأخطأ البلاء من عمي عنها، وأيم الله لتجدن بني أمية لكم أرباب سوء بعدي، كالناب الضروس تعذم بفيها وتخبط بيدها وتزبن برجلها وتمنع درها، لا يزالون بكم حتي لا يتركوا منكم إلا نافعاً لهم أو غير ضائر، ولا يزال بلاؤهم حتي لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا مثل انتصار العبد من ربه والصاحب من مستصحبه ، ترد عليكم فتنتهم شوهاء مخشية وقطعاً جاهلية، ليس فيها منار هدي ولا علم يري، نحن أهل البيت منها بمنجاة ولسنا فيها بدعاة، ثم يفرجهاالله عنهم كتفريج الأديم بمن يسومهم خسفاً ويسوقهم عنفاً ويسقيهم بكأس مصبرة، لا يعطيهم إلا السيف ولا يحلسهم إلا الخوف، فعند ذلك تود قريش بالدنيا وما فيها لو يرونني مقاماً واحداً ولو قدر جزر جزور لأقبل منهم ما أطلب اليوم بعضه فلا يعطونني.

تبيين : فقأ العين : شقها وعدم اجترائهم كان لاستعظامهم قتال أهل القبلة الجهالتهم .

والغيهب: الظلمة وتموجه كناية عن عمومه وشموله للأماكن، واشتد كلبها أي شرها وأذاها ، يقال للقحط الشديد : الكلب، وكذلك للقر الشديد .

ص: 94

قوله : (بناعقها) أي الداعي إليها ، يقال : نعق ينعق - بالكسر - أي صاح وزجر، والمناخ بضم الميم مصدر أو اسم مكان من أناخ البعير .

الركاب : الإبل التي تسار عليها ، الواحدة راحلة ولا واحدة لها من لفظها .

والكرائه جمع الكريهة وهي الشدة .

وقال الجزري : الحوازب جمع حازب وهو الأمر الشديد .

وقوله عليه السلام: (لا طرق كثير من السائلين) أي لشذة الأمر وصعوبته ، حتي أن السائل ليبهت ويدهش فيطرق ولا يستطيع السؤال، الفشل: الجبن .

وقال ابن أبي الحديد : قلصت يروي بالتشديد أي انضمت واجتمعت فيكون أشد وأصعب من أن ينفرق في مواطن متعددة، وبالتخفيف أي كثرت وتزايدت من قلصت البئر أي ارتفع ماؤها وروي (إذا قلصت عن حربكم) أي إذا قلصت كرائه الأمور وحوازب الخطوب عن حربكم أي انكشفت عنها .

قوله عليه السلام: (شمرت عن ساق) أي كشفت عن شدة ومشقة، كقوله تعالي: «يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ» [القلم: 42] أو كناية عن قيام الحرب وتمام أسبابها ، فإنه كناية عن الاهتمام في الأمر.

قوله عليه السلام : (إذا أقبلت شبهت) إي في ابتدائها تلتبس الأمور ولا يعلم الحق من الباطل إلي أن تنقضي فيظهر بطلانها لظهور آثار الفساد منها .

وحام الطائر حول الماء يحوم حوماً وحوماناً أي دار، شبه عليه السلام الفتن في دورانها ووقوعها من دعاة الضلال في بلد دون بلد بالرياح.

الخطة : الحال والأمر وعمومها لأنها كانت ولاية عامة وخصت بليتها بالصالحين والأئمة من أهل البيت عليهم السلام وشيعتهم، فالمبصر العارف للحق يصيبه البلاء لما يري من الجور فيه وفي غيره، وأما الجاهل المنقاد لهم فهو في راحة .

ص: 95

والناب: الناقة المسنة .

والضروس: السيئة الخلق .

والعذم: العض والأكل بجفاء .

والزبن: الدفع.

والدر في الأصل : اللبن ثم أطلق علي كل خير، وهو كناية عن منع حقوق المسلمين والاستبداد بأموالهم. .

قوله : (أو غير ضائر) يعني من لا ينكر أفعالهم.

والانتصار: الانتقام، وقد جاء في كلامه عليه السلام تفسير انتصار العبد من ربه في غير هذا الموضع حيث عقبه بقوله: (إذا شهد أطاعه وإذا غاب اغتابه) والمرد بالصاحب هنا التابع.

والشوهاء: القبيحة، وفي بعض النسخ (شوها) بالضم بغير مد جمع الشوهاء.

قوله عليه السلام: (وقطعاً جاهلية) شبهها بقطع السحاب لتراكمها، أو قطع الحبل لورودها دفعات.

قوله عليه السلام: بمنجاة أي بمعزل لا تلحقنا آثامها ولسنا من أنصار تلك الدعوة.

قوله : (كتفريج الأديم) الأديم، الجلد، ووجه الشبه انكشاف الجلد عما تحته من اللحم.

قوله عليه السلام: (يسومهم خسفاً) أي يوليهم ذلاً والخسف : النقصان والهوان.

قوله عليه السلام: (مصبرة) أي ممزوجة بالصبر المر أو مملوءة إلي أصبارها أي جوانبها .

ص: 96

قوله عليه السلام: (ولا يحلسهم) أي لا يلبسهم، والحلس كساء رقيق يكون تحت البرذعة، والجزور من الإبل يقع علي الذكر والأنثي، وجزرها : ذبحها .

كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعي(1)

قال عبد الله بن أبي عقبة الشاعر : سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : كأني بكم تجولون جولان الإبل تبتغون المرعي، فلا تجدونه يا معشر الشيعة.

كربلاء

واها لك أيتها التربة، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب(2)

عن هرثمة بن سليم قال : غزونا مع علي عليه السلام صفين، فلما نزل بكربلاء صلي بنا ، فلما سلم رفع إليه من تربتها فشمها ثم قال : واهاً لك يا تربة ، ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، فلما رجع هرثمة من غزاته إلي امرأته جرداء بنت سمير - وكانت من شيعة علي عليه السلام - حدثها هرثمة فيما حدث فقال لها : ألا أعجبك من صديقك أبي حسن؟

قال : لما نزلنا كربلاء وقد أخذ جفنة من تربتها وشمها وقال : واهاً لك أيتها التربة ليحشرن منك قوم يدخلون الجنة بغير حساب، وما علمه بالغيب؟

فقالت المرأة له : دعنا منك أيها الرجل، فإن أمير المؤمنين لم يقل إلا حقاً

ص: 97


1- الإمامة والتبصرة، ابن بابويه القمي، ص 122.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 337.

قال: فلما بعث عبيد الله بن زياد البعث الذي بعثه إلي الحسين عليه السلام كنت في الخيل التي بعث إليهم، فلما انتهيت إلي الحسين عليه السلام وأصحابه عرفت المنزل الذي نزلنا فيه مع علي عليه السلام والبقعة التي رفع إليه من تربتها والقول الذي قاله فكرهت مسيري، فأقبلت علي فرسي حتي وقفت علي الحسين عليه السلام فسلمت عليه وحدثته بالذي سمعت من أبيه في هذا المنزل، فقال الحسين عليه السلام: أمعنا أم علينا؟

فقلت : يا بن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لا معك ولا عليك ! تركت ولدي وعيالي أخاف عليهم من ابن زياد.

فقال الحسين : فتول هرباً حتي لا تري مقتلنا، فوالذي نفس حسين بيده لا يري اليوم مقتلنا أحد ثم لا يعيننا إلا دخل النار.

قال : فأقبلت في الأرض أشتد هرباً حتي خفي علي مقتلهم .

كربلاء، ذات كرب وبلاء

عن الحسن بن كثير ، عن أبيه أن علياً عليه السلام أتي كربلاء فوقف بها ، فقيل له: يا أمير المؤمنين هذه كربلاء.

فقال : ذت كرب وبلاء، ثم أومأ بيده إلي مكان فقال : ههنا موضع رحالهم ومناخ ركابهم ثم أومأ بيده إلي مكان آخر فقال : ههنا مراق دمائهم، ثم مضي إلي ساباط.

ص: 98

الهرب الهرب إذا خلعت العرب(1)

سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتي يعذبوكم بالسياط والحديد(2)

قال أمير المؤمنين عليه السلام: يا أيها الناس إني دعوتكم إلي الحق فتوليتم عني، وضربتكم بالدرة فأعييتموني، أما إنه سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتي يعذبوكم بالسياط والحديد، إنه من عذب الناس في الدنيا عذبه الله في الآخرة.

إن من ورانكم أموراً متماحلة ردحاً وبلاء مبلحا(3)

بيان: قال الجزري في النهاية : في حديث علي عليه السلام: (إن منورائكم فتناً وبلاءً مكلحاً مبلحاً) أي معييا.

قال : ومنه حديث علي عليه السلام: (إن من ورائكم أموراً متماحلة ردحاً) المتماحلة : المتطاولة، والردح: الثقيلة العظيمة واحدها راح يعني الفتن .

الحجر الأسود منصوباً ها هنا، يمكث ها هنا برهة ثم ها هنا برهة ثم يعود إلي مأواه، وأم مثواه(4)

وفي خطبة قال وهو يشير إلي السارية التي كان يستند إليها في المسجد

ص: 99


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 109، ص 110.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 285.
3- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 317.
4- شرح نهج البلاغة، ابن ابي الحديد، ج 10، ص 14.

الكوفة : بالحجر الأسود منصوباً ها هنا، ويحهم إن فضيلته ليست في نفسه، بل في موضعه وأسه، يمكث ها هنا برهة، ثم ها هنا برهة – وأشار إلي البحرين - ثم يعود إلي مأواه، وأم مثواه.

ووقع الأمر في الحجر الأسود بموجب ما أخبر به.

إنما نطف في أصلاب الرجال وقرارات النساء، كلما نجم منهم قرن قطع حتي يكون آخرهم لصوصاً سلابين(1)

قال عليه السلام لما قتل الخوارج فقيل : يا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ هَلَكَ اَلْقَوْمُ بِأَجْمَعِهِمْ .

فقال عليه السلام: كَلاَّ وَ اَللَّهِ إِنَّهُمْ نُطَفٌ فِي أَصْلاَبِ اَلرِّجَالِ وَ قَرَارَاتِ اَلنِّسَاءِ كُلَّمَا نَجَمَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ حَتَّي يَكُونَ آخِرُهُمْ لُصُوصاً سَلاَّبِينَ.

بيان : نجم: طلع وظهر .

والقرن كناية عن رؤسائهم، قطعه : قتله .

هذه بابل قد عذبت مرتين وهي تتوقع الثالثة(2)

عن أبي الجارود قال: سمعت جويرية يقول: أسري علي بنا من كربلاء إلي الفرات، فلما صرنا ببابل قال لي: أي موضع يسمي هذا يا جويرية؟

قلت : هذه بابل يا أمير المؤمنين.

قال : أما إنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي بأرض قد عذبت مرتين.

قلت : هذه العصر يا أمير المؤمنين فقد وجبت الصلاة يا أمير المؤمنين.

ص: 100


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 355.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 178 .

قال : قد أخبرتك أنه لا يحل لنبي ولا وصي نبي أن يصلي بأرض قد عذبت مرتين وهي تتوقع الثالثة، إذا طلع كوكب الذنب وعقد جسر بابل قتلوا عليه مائة ألف تخوضه الخيل إلي السنابك .

قال جويرية : والله لا قلدن صلاتي اليوم أمير المؤمنين عليه السلام، وعطف علي عليه السلام برأس بغلة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و الدلدل حتي جاز سوراء.

قال لي: أذن بالعصر يا جويرية، فأذنت، وخلا علي ناحية فتكلم بكلام له سرياني أو عبراني، فرأيت للشمس صريراً وانقضاضاً حتي عادت بيضاء نقية .

ثم قال : أقم، فأقمت ثم صلي بنا فصلينا معه ، فلما سلم اشتبكت النجوم فقلت : وصي نبي ورب الكعبة .

المؤتفكات : المدن التي أبادها الله وقلبها علي أهلها .

الفقر أسرع إلي شيعتنا(1)

بينما أمير المؤمنين يوماً جالس في المسجد وأصحابه حوله فأتاه رجل من شيعته، فقال : يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اَللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي أَدِينُهُ بِحُبِّكَ فِي اَلسِّرِّ كَمَا أَدِينُهُ بِحُبِّكَ فِي السِّرِّ كَما أدينُهُ بِحُبِّكَ فِي السِّرِّ كَما أدينُهُ بِحُبُّكَ فِي العَلانِيهِ ، وأَتَوَلّاكَ فِي العَلانِيَهِ .

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: صَدَقْتَ أَمَا فَاتَّخِذْ لِلْفَقْرِ جِلْبَاباً فَإِنَّ اَلْفَقْرَ أَسْرَعُ إِلَي شِيعَتِنَا مِنَ اَلسَّيْلِ إِلَي قَرَارِ اَلْوَادِي.

قال : فولي الرجل وهو يبكي فرحاً لقول أمير المؤمنين عليه السلام صدقت .

قال رجل من الخوارج يحدث صاحباً له قريبة من أمير المؤمنين عليه السلام؛ فقال أحدهما لصاحبه : تَاللَّهِ إِنْ رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ قَطُّ إِنَّهُ أَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ صَدَقْتَ .

ص: 101


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 296.

فقال له الآخر: أنا ما أنكرت من ذلك ،لم يجد بداً من أن إذا قيل له : - أحبك - أن يقول له: - صدقت - تعلم أني أنا أحبه .

قال: لا.

قال : فأنا أقوم فأقول له مثل مقالة الرجل فيرد علي مثل ما رد عليه .

فقال الرجل فقال له مثل مقالة الأول، فنظر إلي ملياً ثم قال له : : كَذَبتَ ! لا وَاللّهِ ما تُحِبُّني ولا اُحِبُّكَ .

فبكي الخارجي فقال: يَا أَمِيرَ اَلْمُؤْمِنِينَ لَتَسْتَقْبِلُنِي بِهَذَا وَ لَقَدْ عَلِمَ اَللَّهُ خِلاَفَهُ اُبْسُطْ يَدَيْكَ أُبَايِعْكَ .

قال : علي ماذا؟

قال: عَلَي مَا عَمِلَ أَبُو بَكْرٍ وَ عُمَرُ !

قال : فمد يده وقال له : إصفق لعن الله الإثنين، والله لكأني بك قد قتلت علي ضلال، ووطئت وجهك دواب العراق، فلا تغرنك قوتك.

قال : فَلَمْ يَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ عَلَيْهِ أَهْلُ اَلنَّهْرَوَانِ وَ خَرَجَ اَلرَّجُلُ مَعَهُمْ فَقُتِلَ .

الفتن من بعده(1)

وذكر عليه السلام من بعده الفتن، خطب عليه السلام بالكوفة لما رأي عجزهم فقال: مع أي إمام بعدي تقاتلون؟ وأي دار بعد داركم تمنعون؟ أما إنكم ستلقون بعدي.

ص: 102


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 317.

ذلا شاملاً

وسيفاً قاطعاً

وأثره قبيحة

يتخذها الظالمون عليكم سنة

إن من ورائكم أمورا متماحلة ردحاً وبلاء مبلحاً

وذكر محمود في الفائق، قال عليه السلام: إنّ من ورائكم اُموراً مُتماحِلهً رُدُحاً ، وبلاءً مُبْلِحاً.

وقال الزمخشري في الفائق : المتماحل : البعيد الممتد والردح - بضم الأول والثاني - جمع رداح، وبفتحهما جمع رادحة، وهي العظام الثقال التي لا تكاد تبرح.

ومبلحاً - من بلح - إذا انقطع من الأعياء وأبلحه السير

وفيه : بلاءاً مكلحاً مبلحاً.

بيان : قال الجزري في النهاية : في حديث علي عليه السلام: إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَناً وَ بَلَاءً مُكْلِحاً مُبْلِحاً أَي مُعْيياً.

قال : ومنه حديث علي عليه السلام: إن من ورائكم أمورة متماحلة ردحا .

المتماحلة : المتطاولة والردح: الثقيلة العظيمة واحدها راح يعني الفتن وقوله عليه السلام في الخطبة القصية من قوله:

اَلْعَجَبُ كُلُّ اَلْعَجَبِ بَيْنَ اَلْجُمَادَي وَ رَجَبٍ وَ أَيُّ عَجَبٍ يَكُونُ أَعْجَبَ مِنْ أَمْوَاتٍ يَضْرِبُونَ هَامَاتِ الْأَحْيَاءِ.

وقوله عليه السلام في خطبة الملاحم المعروفة بالزهراء:

ص: 103

وإن من السنين سنون جواذع، تجذع فيها ألف غطارفة وهراقلة، يقتل فيها رجال وتسبي فيها نساء، ويسلب فيها قوم أموالهم وأديانهم، وتخرب وتحرق دورهم وقصورهم، وتملك عليهم عبيدهم وأراذلهم وأبناء إمائهم، يذهب فيها ملك ملوك الظلمة والقضاة الخونة(1)

ثم قال بعد كلام: تلك سنون عشر كوامل .

وصف مدينة الزوراء وقيام القائم (عجل الله تعالي فرجه الشريف)

تبني مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات

ثم قال : وتبني مدينة يقال لها الزوراء بين دجلة ودجيل والفرات، فلو رأيتموها مشيدة بالجص والأجر مزخرفة بالذهب والفضة والأزورد المستسقي والمرمر والرخام وأبواب العاج والآبنوس والخيم والقباب والستارات، وقد عليت بالساج والغرغر والصنوبر والشب، وشيدت بالقصور وتوالت عليها ملك بني الشيصبان أربعة وعشرون ملكاً علي عدد سني الملك، فيهم السفاح والمقلاص والجموح والخدوع والمظفر والمؤنث والنظار والكبش والمتهور والعشار والمضطلم والمستصعب والعلام والرهباني والخليع والسيار والمترف والكديد والاكتب والمترف والأكلب والوثيم والظلام والعينوق.

وتعمل القبة الغبراء ذات الفلاة الحمراء.

بعد الزوراء قيام القائم عجل الله فرجه وعلاماتها .

وفي عقبها قائم الحق يسفر عن وجهه بين الأقاليم كالمر المضيء بين الكواكب الدرية، إلا وإن لخروجه علامات عشرة، أولها طلوع الكوكب ذي

ص: 104


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 320.

الذنب. ويقارب من الحادي، ويقع فيه هرج و مرج شغب، وتلك علامات الخصب، ومن العلامة إلي العلامة عجب، فإذا انقضت العلامات العشرة إذ ذاك يظهر بنا القمر الأزهر وتمت كلمة الإخلاص لله علي التوحيد.

بيان : الشيصبان : اسم الشيطان، وبنوا العباس هم أشراك الشيطان، وإنما عدهم أربعة وعشرين مع كونهم سبعة وثلاثين لعدم الاعتناء بمن قل زمان ملكه وضعف سلطانه منهم، أو يكون المراد بيان عدد البطون التي استولوا علي الخلافة لا عدد آحادهم، فإن آخرهم كان الخامس والعشرين أو الرابع والعشرين من أولاد العباس، والمراد بالكديد إما ثامن عشرهم وهو المقتدر كما وقع فيما عده عليه السلام الثامن عشر، فإنه كان مدة خلافته أربعاً وعشرين سنة وأحد عشر شهراً، أو الحادي والثلاثون منهم بناء علي سقوط من سقط منهم قبل ذلك، فإلي العينوق يتم سبعة وثلاثون تمام عددهم، والحادي والثلاثون هو المقتفي، وكان زمان خلافته أربعاً وعشرين، ويحتمل أن يكون المراد عدد لفظ الكديد، فإنه ثمانية وثلاثون بانضمام بعض من خرج من قبل السفاح إليهم ولا يخفي بعده .

ليأتين علي الناس زمان يطرف فيه الفاجر، ويقرب فيه الماجن، ويضعف فيه المنصف

قال أمير المؤمنين عليه السلام: لَيَأْتِيَنَّ عَلَي النَّاسِ زَمَانٌ يُطْرَفُ فِيهِ الْفَاجِرُ، وَيُقَرَّبُ فِيهِ الْمَاجِنُ ، وَيُضَعَّفُ فيهِ المُنصِفُ.

فقيل له : متي ذاك يا أمير المؤمنين؟

فقال عليه السلام: إذا تَسَلْطَنَ النِّسَاءُ، وَسَلَّطْنَ الاِمَاءَ، وَأُمِّرَ الصِّبْيَانُ .

ص: 105

فتن كقطع الليل المظلم، لا تقوم لها قائمة، ولا ترد لها راية تأتيكم مزمومة مرحولة، بحفزها قائدها ويجهدها راكبها، أهلها قوم شديد كلبهم، قليل سلبهم، يجاهدهم في الله قوم أذلة عند المتكبرين، في الأرض مجهولون وفي السماء معروفون، فويل لك يا بصرة من جيش من نقم الله، لا رهج له ولا حس، وسيبتلي أهلك بالموت الأحمر والجوع الأغبر

بيان : (لا تقوم لها قائمة) أي لا تنهض بحربها فئة ناهضة، أو قائمة من قوائم الخيل، أي لا سبيل إلي قتال أهلها، أو قلعة أو بنية قائمة، بل تنهد.

(ولا ترد لها راية) أي لا تنهزم أصحاب راية من رايات تلك الفئة.

قوله عليه السلام: (مزمومة مرحولة) أي عليها زمام ورحل، أي تامة الأدوات (يحفزها) إي يدفعها قائدها.

(قليل سلبهم) أي نقمتهم القتل لا السلب.

والرهج: الغبار والحس صوت المشي.

والموت الأحمر كناية عن الوباء والجوع الأغبر عن الموت .

وأول الكلام إشارة إلي قصة صاحب الزنج أو إلي فتنة أخري سيأتي في آخر الزمان، وآخره أيضاً يحتمل أن يكون إشارة إلي فتنة صاحب الزنج أو إلي طاعون يصيبهم حتي يبيدهم(1).

يا بني أمية عما قليل لتعرفنها في أيدي غيركم وفي دار عدوكم

البصرة

روي كمال الدين ابن ميثم البحراني مرسلاً أنه لما فرغ أمير المؤمنين من

ص: 106


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 41، ص 332.

أمر الحرب لأهل الجمل أمر منادياً ينادي في أهل البصرة أن الصلاة الجامعة الثلاثة أيام من غد إنشاء الله ولا عذر لمن تخلف إلا من حجة أو علة فلا تجعلوا علي أنفسكم سبيلاً.

فلما كان اليوم الذي اجتمعوا فيه خرج عليه السلام فصلي بالناس الغداة في المسجد الجامع فلما قضي صلاته قام فأسند ظهره إلي حائط القبلة عن يمين المصلي فخطب الناس فحمد الله وأثني عليه بما هو أهله وصلي علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم واستغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات ثم قال:

يا أهل البصرة يا أهل المؤتفكة وانتفكت بأهلها ثلاثاً وعلي الله تمام الرابعة، يا جند المرأة وأعوان البهيمة رغا فأجبتم وعقر فانهزمتم أخلاقكم دقاق ودينكم نفاق وماؤكم زعاق بلادكم أنتن بلاد الله تربة وأبعدها من السماء بها تسعة أعشار الشر المحتبس فيها بذنبه والخارج منها بعفو الله.

كأني أنظر إلي قريتكم هذه وقد طبقها الماء حتي ما يري منها إلا شرف المسجد كأنه جؤجؤ طير في لجة بحر!!

فقام إليه الأحنف بن قيس فقال له: يا أمير المؤمنين ومتي يكون ذلك؟

قال : يا أبا بحر إنك لن تدرك ذلك الزمان وإن بينك وبينه لقروناً ولكن ليبلغ الشاهد منكم الغائب عنمكم لكي يبلغوا إخوانهم إذا هم رأوا البصرة قد تحولت أخصاصها دوراً وآجامها قصوراً فالهرب الهرب فإنه لا بصيرة لكم يومئذ.

ثم التفت عن يمينه فقال : كم بينكم وبين الأبلة؟

فقال له المنذر بن الجارود: فداك أبي وأمي أربعة فراسخ .

قال له : صدقت فوالذي بعث محمداً صلي الله عليه و آله وأكرمه بالنبوة وخصه بالرسالة وعجل بروحه إلي الجنة لقد سمعت منه كما تسمعون مني أن قال لي: (يا علي هل علمت أن بين التي تسمي البصرة والتي تسمي الأبلة أربعة فراسخ وسيكون

ص: 107

التي تسمي الأبلة موضع أصحاب العشور ويقتل في ذلك الموضع من أمتي سبعون ألفاً شهيدهم يومئذ بمنزلة شهداء بدر.

فقال له المنذر : يا أمير المؤمنين ومن يقتلهم فداك أبي وأمي؟

قال : يقتلهم إخوان الجن وهم جيل كأنهم الشياطين سود ألوانهم منتنة أرواحهم شديد كلبهم قليل سلبهم طوبي لمن قتلهم وطوبي لمن قتلوه ينفر لجهادهم في ذلك الزمان قوم هم أذلة عند المتكبرين من أهل الزمان مجهولون في الأرض معروفون في السماء تبكي السماء عليهم وسكانها والأرض وسكانها .

ثم هملت عيناه بالبكاء .

ثم قال : ويحك يا بصرة ويلك يا بصرة من جيش لا رهج له ولا حس(1) .

فقال له المنذر : يا أمير المؤمنين وما الذي يصيبهم من قبل الغرق مما ذكرت؟ وما الويح وما الويل؟

فقال : هما بابان فالويح باب الرحمة، والويل باب العذاب، يا ابن الجارود نعم.

ثارات عظيمة منها عصبة تقتل بعضها بعضاً،

ومنها ؛

فتنة تكون بها أخراب منازل وخراب ديار وانتهاك أموال وقتل رجال وسباء نساء يذبحن ذبحاً يا ويل أمرهن

منها؛

أن يستحل بها الدجال الأكبر الأعور الممسوخ العين اليمني والأخري كأنها ممزوجة بالدم لكأنها في الحمرة علقة نأتي الحدقة كهيئة حب العنب

ص: 108


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي، ج 32، ص 253

الطافية علي الماء فيتبعه من أهلها عدة من قتل بالأبلة من الشهداء أناجيلهم في صدورهم يقتل من يقتل ويهرب من يهرب.

ثم رجف ثم قذف ثم خسف ثم مسخ ثم الجوع الأغبر ثم الموت الأحمر وهو الغرق

يا منذر إن للبصرة ثلاثة أسماء سوي البصرة في الزبر الأول لا يعلمها إلا العلماء منها الخريبة ومنها تدمر ومنها المؤتفكة.

يا منذر والذي فلق الحبة وبرء النسمة لو أشاء لأخبرتكم بخراب العرصات عرصة عرصة متي تخرب ومتي تعمر بعد خرابها إلي يوم القيامة !!! وإن عندي من ذلك علماً جماً ، وإن تسألوني تجدوني به عالماً لا أخطيء منه علما ولا دافئاً ولقد استودعت علم القرون الأول وما هو كائن إلي يوم القيامة !!!

ثم قال : يا أهل البصرة إن الله لم يجعل لأحد من أمصار المسلمين خطة شرف ولا كرم إلا وقد جعل فيكم أفضل ذلك وزادكم من فضله بمنه ما ليس لهم أنتم أقوم الناس قبلة قبلتكم علي المقام حيث يقوم الإمام بمكة وقارؤكم أقرأ الناس وزاهدكم أزهد الناس وعابدكم أعبد الناس وتاجركم أتجر الناس وأصدقهم في تجارته ومتصدقكم أكرم الناس صدقة وغنيكم أشد الناس بذلاً وتواضعاً وشريفكم أحسن الناس خلقاً، وأنتم أكرم الناس جواراً، وأقلهم تكلفاً لما لا يعنيه ، وأحرصهم علي الصلاة في جماعة ثمرتكم أكثر الثمار وأموالكم أكثر الأموال وصغاركم أكيس الأولاد ونساؤكم أقنع النساء وأحسنهن تبعلاً .

سخر لكم الماء يغدو عليكم ويروح صلاحاً لمعاشكم والبحر سبباً لكثرة أموالكم فلو صبرتم واستقمتم لكانت شجرة طوبي لكم مقيلاً وظاً ظلياً، وغير أن حكم الله فيكم ماض وقضاؤه نافذ لا معقب لحكمه وهو سريع

ص: 109

الحساب يقول الله : «وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراًً» [الإسراء: 58].

وأقسم لكم يا أهل البصرة ما الذي ابتدأتكم به من التوبيخ إلا تذكير وموعظة لما بعد لكي لا تسرعوا إلي الوثوب في مثل الذي وثبتم وقد قال الله النبيه صلي الله عليه و آله و سلم: : «وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَي تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ» [الذاريات: 55] ولا الذي ذكرت فيكم من المدح والتطرية بعد التذكير والموعظة رهيبة مني لكم ولا رغبة في شيء مما قبلكم فإني لا أريد المقام بين أظهركم إنشاء الله لأمور تحضرني قد يلزمني القيام بها فيما بيني وبني الله لا عذر لي في تركها ولا علم لكم بشيء منها حتي يقع مما أريد أن أخوضها مقبلاً ومدبراً فمن أراد أن يأخذ بنصيبه منها فليفعل فلعمري إنه للجهاد الصافي صفاه لنا كتاب الله ولا الذي أردت به من ذكر بلادكم موجدة مني عليكم لما شاققتموني غير أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال لي يوماً وليس معه غيري: إن جبرائيل الروح الأمين حملني علي منكبه الأيمن حتي أراني الأرض ومن عليها وأعطاني أقاليدها وعلمني ما فيها وما قد كان علي ظهرها وما يكون إلي يوم القيامة ولم يكبر ذلك علي كما لم يكبر علي أبي آدم علمه الأسماء كلها ولم يعلمها الملائكة المقربون وإني رأيت بقعة علي شاطيء البحر تسمي البصرة فإذا هي أبعد الأرض من السماء وأقربها من الماء وإنها الأسرع الأرض خراباً وأخشنها تراباً وأشدها عذاباً ولقد خسف بها في القرون الخالية مراراً وليأتين عليها زمان وإن لكم يا أهل البصرة وما حولكم من القري من الماء ليوماً عظيماً بلاؤه وإني لأعرف موضع منفجره من قريتكم هذه ثم أمور قبل ذلك تدهمكم أخفيت عنكم وعلمناه فمن خرج منها عند دنو غرقها فبرحمة من الله سبقت له، ومن بقي فيها غير مرابط بها فبذنبه وما الله بظلام للعبيد.

فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني من أهل الجماعة ومن أهل الفرقة؟ ومن أهل البدعة ومن أهل السنة؟

ص: 110

فقال : إذا سألتني فافهم عني ولا عليك أن لا تسأل أحداً بعدي، أما أهل الجماعة فأنا ومن اتبعني وإن قلوا وذلك الحق عن أمر الله وأمر رسوله صلي الله عليه و آله و سلم ، وأما أهل الفرقة فالمخالفون لي ولمن اتبعني وإن كثروا.

وأما أهل السنة فالمستمسكون بما سنه الله لهم ورسوله وإن قلوا، وأما أهل البدعة فالمخالفون لأمر الله ولكتابه ورسوله العاملون برأيهم وأهوائهم وإن كثروا وقد مضي الفوج الأول وبقيت أفواج علي الله قصمها واستيصالها عن جدد الأرض أمثال الوهابين أصحاب المشاريع التقسمية في بلاد المسلمين.

تبيين : أقول: ذكر ابن ميثم رحمه الله هذه الخطبة متفرقة فجمعنا ما وجدنا منها في كتابه ولنوضح بعض فقراتها قوله عليه السلام: (لثلاثة أيام) أي الصلاة التي يلزمكم حضورها بأمير المؤمنين بعد ثلاثة أيام من غد، واللام للاختصاص، قال الشيخ الرضي رضي الله عنه : الإختصاص علي ثلاثة أضرب إما أن يختص الفعل بالزمان لوقوعه فيه نحو كتبت لغرة كذا، أو يختص به لوقوعه بعده نحو لليلة خلت، أو يختص به لوقوعه قبله نحو لليلة بقيت وذلك بحسب القرينة .

والكلام إخبار في معني الأمر أي إحضروا جميعاً للصلاة يوم كذا والصلاة الموعودة هي غداة الرابع.

والمؤتفكة : المنقلبة إما حقيقة أو كناية عن الغرق كما مر.

(وقد طبقها الماء) أي غطاها وعمها.

والأحنف بالمهملة هو الذين كان معتزلاً عن الفريقين يوم الجمل ويكني أبا بحر بالباء الموحدة والحاء المهملة واسمه الضحاك بن قيس من تميم.

والاخصاص: جمع خص بالضم : بيت يعمل من الخشب والقصب.

والأبلة:بضم الهمزة والباء وتشديد اللام: الموضع الذي به اليوم مدينة

ص: 111

البصرة وكان من قراها وبساتينها يومئذ وكانوا يعدونه إحدي الجنات الأربع وفي الأبلة اليوم موضع العشارين حسب ما أخبر به أمير المؤمنين عليه السلام.

والجيل بالكسر : الصنف من الناس. وقيل كل قوم يختصون بلغة فهم جيل.

والأرواح جمع ريح أي الرايحة .

والكلب بالتحريك : الشر والأذي وشبه جنون يعرض للإنسان من عض الكلب.

والسلب بالتحريك : ما يأخذه أحد القرنين في الحرب من قرنه مما يكون عليه ومعه من سلاح وثياب ودابة وغيرها.

(ينفر لجهادهم) أي يخرج إلي قتالهم (وهملت عينه) كنصرت وضربت أي فاضت بالدمع.

(والرهج) بالتحريك : الغبار .

والحس بالكسر وكذلك الحسيس: الصوت الخفي وكأنه إشارة إلي خروج صاحب الزنج وكان جيشه مشاة حفاة لم يكن لهم قعقعة لجم ولا حمحمة خيل (والتارات) جمع تارة أي مرات والمعني : ترد عليهم فتن عظيمة مرة بعد أخري.

والعصبة إما بالضم بمعني الجماعة أو ما بين العشرة إلي العشرين. وإما بالتحريك بمعني الأقرباء وعصبة الرجل : بنوه وقرابته لأبيه.

وانتهاك الأموال : أخذها بما لا يحل .

وسباء النساء بالكسر والمد: أسرهن (أن يستحل بها الدجال) أي يتخذها مسكناً وينزلها من (حل بالمكان) إذا نزل.

ووصف الدجال بالأكبر يدل علي عدد من يدعي بالأباطيل كما روي في بعض الأخبار

ص: 112

والأعور: الذي ذهبت إحدي عينيه .

والعلقة بالتحريك : القطعة من الدم الغليظ .

والناتي : المرتفع

وطفا علي الماء يطفو إذا علا ولم يرسب .

والرجف بالفتح : الزلزلة والاضطراب .

والقذف : الرمي بالحجارة ونحوها .

والخسف : الذهاب في الأرض وخسف المكان : أن يغيب في الأرض، وهذا الخسف يحتمل أن يكون خسف جيش أو طائفة بالبصرة أو خسف مدينتهم وبعض مساكنهم وأماكنهم

ووصف الجوع بالأغبر إما لأن الجوع غالباً تكون في السنين المجدبة وسنين الجدب تسمي غبراً لاغبرار آفاقها من قلة الأمطار وأرضيها لعدم النبات، وإما لأن وجه الجائع يشبه الوجه المغبر، والمراد بالجوع الأغبر الجوع الكامل الذي يظهر لكل أحد.

والموت الأحمر فسره عليه السلام بالغرق ويعبر عنه غالبا عن القتل بالسيف وإراقة الدماء، وبالأبيض عن الطاعون وسيأتي التفسيران في الحديث عن الصادق عليه السلام.

والزبر بضمتين : جمع الزبور بالفتح وهو الكتاب فعول بمعني مفعول من الزبر بمعني الكتابة .

و(تدمر) من الدمار بمعني الهلاك . والجم، بالفتح : الكثير .

والعلم بالتحريك : الجبل والراية .

ودافنا الأمر: داخله وذكره في القاموس أي لا أخطيء منه ظاهراً ولا خفياً.

ص: 113

والخطة بالضم : الأمر والقضية .

والكيس بالفتح : خلاف الحمق .

والتبعل : مصاحبة الزوجية .

وغدو الماء ورواحه إليه كناية عن الجزر والمد في الوقتين فإن نهر البصرة والأنهار المقارنة له يمد في كل يوم وليلة مرتين ويدور في اليوم والليلة ولا يخص وقتاً كطلوع الشمس وغروبها وارتفاعها وانخفاضها ويسمي ذلك بالمد اليومي ويكون المد عند زيادة نور القمر أشد ويسمي ذلك بالمد الشهري .

وأشار هذه الفقرة إلي فائدة المد والجزر إذ لو كان الماء دائماً علي حد النقصان ولم يصل إلي حد المد لما سقي زرعهم ونخيلهم، ولو كان دائماً علي حد الزيادة لغرقت أراضيهم بأنهارهم وفي نقص الأنهار بعد زيادتها فائدة غسل الأقذار وإزالة الخبائث عن شاطئها وفيها فوائد أخري كحركة السفن ونحوها.

والمقيل : موضع القائلة .

والظل الضليل: القوي الكامل، ومن عادة العرب وصف الشيء بمثل لفظه للمبالغة، وقيل أي الظل الدائم الذي لا تنسخه الشمس كما في الدنيا ، وقيل أي الظل الذي لا حر فيه ولا برد، ولعل المعني لو صبرتم واستقمتم علي منهاج الحق لكان ظل شجرة طوبي لكم مقيلاً وظاً ظليلاً.

والتعقيب: رد الشيء بعد فصله ومنه قولهم: عقب العقاب علي صيده إذا رد الكرور عليه بعد فصله منه ، وقيل : المعقب الذي يعقب الشيء بالأبطال وغيره ومنه قيل لصاحب الحق معقب لأنه يقفو غريمه بالاقتضاء

وفسر الكتاب في الآية باللوح المحفوظ.

والمسطور : المكتوب.

وفي إيراد الآية نوع استرضاء لهم وتسكين لقلوبهم فإن البلية إذا عمت طابت .

ص: 114

والتطرئة : المبالغة في المدح والشائع فيه الاطراء.

والمقام مصدر بمعني القيام.

والخوض: الدخول في الماء وخضت الغمرة؛ اقتحمتها، والخوض في تلك الأمور مقبلاً ومدبراً مبالغة في نفي الاستنكاف عنها وتوطين النفس علي القيام بها.

(وصفاه لنا كتاب الله) أي جعله خالصاً من الشكوك والشوائب والآثام. والموجدة بكسر الجيم: الغضب.

والمشاقة والشقاق : الخلاف والعداوة .

والأقاليد: جمع إقليد بالكسر وهو المفتاح .

قوله عليه السلام : ولم يكبر ذلك علي أي قويت عليه أو لم أستعظمها من فعل ربي والأول أظهر .

والتنوين في (زمان) للتفخيم أي يأتي عليها زمان شديد فظيع، والظاهر أن القرية المشار إليها هي الأبلة السابقة ذكرها .

و(تدهمكم) أي تفاجأ كم وتغشاكم.

والمرابطة : الأرصاد لحفظ الثغر.

والقصم : كسر الشيء وإبانته .

والاستئصال: قلع الشيء وإزالته من أصله .

وجدد الأرض بالتحريك : الأرض الصلبة المستوية ولا يبعد أن يكون المراد هنا وجهها.

والمراد بالفوج الأول إما أصحاب الجمل أو الأعم منهم ومن الخلفاء وأتباعهم.

خطب علي عليه السلام، فذكر الملاحم، فقال : سلوني قبل أن تفقدوني، أما والله .

ص: 115

لتشغرن الفتنة الصماء برجلها، وتطأ في خطامه(1)

يا لها من فتنة شبت نارها بالحطب الجزل، مقبلة من شرق الأرض رافعة ذيلها ، داعية ويلها ، بدجلة أو حولها، ذاك إذا استدار الفلك، وقلتم: مات أو هلك، بأي واد سلك!

فقال قوم تحت منبره: الله أبوه! ما أفصحه كاذباً !

وروي صاحب كتاب الغارات عن المنهال بن عمرو، عن عبد الله ابن الحارث، قال : سمعت علياً يقول علي المنبر : ما أحد جرت عليه المواسي إلا وقد أنزل الله فيه قرآناً .

فقام إليه رجل، فقال : يا أمير المؤمنين، فما أنزل الله تعالي فيك؟

قال : يريد تكذيبه .

فقام الناس إليه بلكزونه في صدره وجنبه .

فقال : دعوه، أقرأت سورة هود؟

قال : نعم.

قال : أقرأت قوله سبحانه : «أَفَمَنْ كَانَ عَلَي بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ» [هود: 17].

قال: نعم.

قال : صاحب البينة محمد، والتالي الشاهد أنا .

عن الإمام علي عليه السلام قال :

سيأتي علي الناس زمان لا يبقي من الإسلام إلا اسمه ولا يبقي منالقرآن

ص: 116


1- شرح نهج البلاغة، ابن أبي الحديد، ج 6، ص 136.

إلا رسمه، مساجدهم يومئذ عامرة وهي خراب من الهدي، علماؤهم شر من تحت أديم السماء، من عندهم نجم الفتنة وإليهم تعود(1)

قال أمير المؤمنين عليه السلام:

يأتي علي الناس زمان، تكون العافية فيه عشرة أجزاء، تسعة منها في اعتزال الناس(2).

حكام العرب في آخر الزمان

في الجفر عنه عليه السلام: (.... يسيرون وراء كذا إِسْرائِيلَ، ويكون مِنْهُمْ أَئِمَّةً الضلالة والدعاة إلي جهنم، يركب مركبهم ملوك وأمراء جعلوهم حكاماً علي رقاب فأكلوا بهم الدنيا والله لو شئت لسميتهم بأسمائهم وآل فلان وآل النون وآل العود، والمتبرك والمتعرف، والمتيمن والمتمصر، والقاذف بالكلام، والصادم بالنار، والفاتن بالفتن، ومنهم الملك والقيل والأمير والرأس والوالي والزعيم.

في زمنهم يضيع المسجد الأقصي، ويعود مع صحابي مصر، وجمع ابن مصر قبله لقاضي إسرائيل مع قاضي القدس، لكن إسرائيل تعلو بالفساد والنفير والنار، والعرب غثاء كغثاء السيل كما أخبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، فيخرج صاحب مصر من خفاء وصمت طويل، ويفتح كهف الأسرار وينادي بالثار الثار، ويمهد للمهدي، وإنما الناس مع الملوك والدنيا، والدين مع الغرباء، فطوبي لهم حتي يخرج لهم مهدي آل البيت، بعد ما يزلزل الله أرض الحمر المسروقة، ويتمني الناس العدل.

ص: 117


1- كنز العمال، المتقي الهندي، ج 11، ص 280.
2- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري، ج 11، ص 388.

يعلي الله شأن محمد، يظهر بلال ومن تحنف، في نجوم خمسين ليست في السماء، إنما هي بالأرض العظيمة، لكن نجمة بني إسرائيل المرسومة في خطوط الدرع تبلعهم جميعاً زمان وعد الآخرة لهم، الذي يسوون فيه وجوه كل العرب، وتبكي أمة خالفت رسولها وأطفأت بيدها مصباحها ...»

الحجاز في آخر الزمان

في الصراط المستقيم أن علياً قال: إذا وقعت النار في حجازكم وجري الماء بنجفكم فتوقعوا ظهوره.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في فتن آخر الزمان: «... والمقبلة أقبلت الفتنة إلي أرض اليمن والحجاز والصروخ مصرخة أهل العراق فلا تأمن لهم...» .

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر السفياني: «... ومعه جهينة بن وهب المتفرد بحماره المهدد بخروجه من جزيرة القشمير ومعه شياطين الغير فيقتل أحدهما سعيد ويستأثر ابنتها وليدة ثم يروم قصد الحجاز وقتل بيدهم بيوتات الأحراز، فآها لكوفة وجامعها وآها لذوي الحقائق وآها للمستضعفين في المضائق، وأين المقر عند ظهور العلج... »

الخليج في آخر الزمان

في الجفر عن أمير المؤمنين : «تزحف أمم العرب لبيعة المهدي بالرضا والرضوان، إلا تجار الدين الذين يرون منه مواقع أقدامهم، منعهم الله البصر في كتابه، ويخالفه بعض أمراء يكنزون من الذهب والدنانير أمثال جبال تهامة، لا ينفعهم في دنياهم وفي أخراهم تكوي بها وجوههم وجنوبهم وظهورهم،

ص: 118

هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون، والويل يومئذٍ من المهدي وجنده لرجال قبضوا علي كراسي الملك ، وعضوا عليها حتي الموت، وعند الخليج لقاء العجم أمراء، الويل لهم إن لم يدفعوها للمهدي، وفي عمان رجال ينتظرونه قبل زمانه بأزمان، في بلدهم خير وفي رجالهم ونسائهم خير إلا من نسي الله، وأهل اليمن يمنهم بيعة المهدي، منهم رجال في الملاحم لهم زئير وقفزات، يريد أعداء الله منع قدرهم، فويل لهم مما تمطرهم السماء».

في جفلا مولانا جعفر الصادق عليه السلام: من مقدمات وإرهاصات إقتراب عهد المهدي عليه السلام: «.. لا يخرج المهدي علي ما يشاء الله وهو فعال لما يشاء إلا إذا ملك قبيلتان من آل قارون بأيديهم خزائنها تنوء بالعصبة أولي القوة، كلها ذهب ثقيل المتاعب غزير المطالب يأتيه - كما قال أمير المؤمنين علي - أهل المشارق وأهل المغارب والقبيلتان والمقبلون يقتسمانه ما بين سالب وناهب ولا يناله الغائب. يقوم عليه شرار خلق الله فمن ناطحهم مفاتيحه واجهوه بمقابلة أخيهم قارون «إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَي عِلْمٍ عِنْدِي» [القصص: 78) فمنهم (آل قارون) ومنهم (إخوة قارون) وكلهم لهذا منكرون.

وكل الملوك في هذا الكنز طامعون حتي مارق اليهود وتاج رؤوسهم الملعون. ولا يقوم المهدي إلا بمطمع وفتن كالليل المظلم يظلم ليل آل حاصب حتي يغدو لا يصبح لهم، ويختلف آل دوسع فيما بينهم فيقع ملكهم وقوع فخارة من يد ساه لاه فيزول بغتة عنهم ويتشتت أمرهم فلا سعود لهم إذا دخل الأنكيس، ويخرج فارس آل سفيان بالأكاذيب وترتفع راية اليماني مسارعة وراءه عما قريب، فوالله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس بأمر جديد وسلطان جديد وقضاء جديد وسنة جديدة ، وهو علي العرب شديد، أما لا ترد له راية أبداً حتي يلقي الله» .

ص: 119

المدينة في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «... وإن الدجال قد أهلك الحرث والنسل وصاح علي أغلب أهل الدنيا ويدعو الناس لنفسه بالربوبية فمن أطاعه أنعم عليه ومن أبي قتله وقد وطيء الأرض كلها إلا مكة والمدينة وبيت المقدس وقد أطاعته جميع أولاد الزنا من مشارق الأرض ومغاربها ثم يتوجه إلي أرض الحجاز فيلحقه عيسي عليه السلام علي عقبة هرشا فيزعق عليه عيسي زعقة ويتبعها بضربة فيذوب الدجال كما يذوب الرصاص والنحاس في النار...».

ثم قال عليه السلام: «بعد ذلك يموت المهدي ويدفنه عيسي ابن مريم في المدينة بقرب قبر جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يقبض الملك روحه من الحرمين وكذلك يموت عيسي ويموت أبو محمد الخضر ويموت جميع أنصار المهدي ووزراؤه».

قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد ذكر أنصار المهدي : «... فقال علي عليه السلام: إنهم هؤلاء يجتمعون كلهم من مطلع الشمس ومغربها وسهلها وجبلها يجمعهم الله تعالي في أقل من نصل ليلة فيأتون إلي مكة فلا يعرفونهم أهل مكة فيقولون كبستنا أصحاب السفياني فإذا تجلي لهم الصبح يرونهم طائفين وقائمين ومصلين فينكرونهم أهل مكة، ثم إنهم يمضون إلي المهدي وهو مختف تحت المنارة فيقولون له : أنت المهدي؟

فيقول لهم : نعم يا أنصاري ثم إنه يخفي نفسه عنهم لينظرهم كيف هم في طاعته فيمضي إلي المدينة فيخبرونهم أنه لاحق بقبر جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيلحقونه بالمدينة فإذا أحس بهم يرجع إلي مكة فلا يزالون علي ذلك ثلاثاً ثم يتراءي لهم بعد ذلك بين الصفا والمروة فيقول: إني لست قاطعاً أمراً حتي تبايعوني علي ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئاً ولكم علي ثماني خصال، فقالوا : سمعنا وأطعنا فاذكر لنا ما أنت ذاكره يابن رسول الله فيخرج

ص: 120

إلي الصفا فيخرجون معه فيقول: أبايعكم علي أن لا تولوا دبراً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تفعلوا محرماً ولا تأتوا فاحشة ولا تضربوا أحداً إلا بحق ولا تكنزوا ذهباً ولا فضة ولا براً ولا شعيراً ولا تخربوا مسجداً ولا تشهدوا زوراً ولا تقبحوا علي مؤمن ولا تأكلوا رباً وأن تصبروا علي الضراء ولا تلعنون موحداً ولا تشربون مسكراً ولا تلبسون الذهب ولا الحرير ولا الديباج ولا تتبعون هزيماً ولا تسفكون دماً حراماً ولا تغدرون بمسلم ولا تبقون علي كافر ولا منافق ولا تلبسون الخير من الثياب وتتوسدون التراب وتكرهون الفاحشة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، فإذا فعلتم ذلك فلكم علي أن لا أتخذ صاحباً سواكم ولا ألبس إلا مثل ما تلبسون ولا آكل إلا مثل ما تأكلون ولا أركب إلا كما تركبون ولا أكون إلا حيث تكونون وأمشي حيث ما تمشون وأرضي بالقليل وأملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلما وجوراً ونعبد الله حق عبادته وأوفي لكم أوفوا إلي.

فقالوا : رضينا وبايعناك علي ذلك فيصافحهم رجلاً رجلاً».

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر السفياني : «... فلا يزال يدخل بلداً بعد بلد إلا واقع أهلها فأول وقعة تكون بحمص ثم بالرقة ثم بقرية سبأ وهي أعظم وقعة يواقعها بحمص ثم يرجع إلي دمشق وقد دانت له الخلق فيجيش جيشاً إلي المدينة وجيشاً إلي المشرق فيقتل بالزوراء سبعين ألفاً ويبقر بطون ثلاثمائة امرأة حامل ويخرج الجيش إلي كوفانكم هذه فكم من باك وباكية فيقتل بها خلق كثير، وأما جيش المدينة فإنه إذا توسط البيداء صاح به جبرائيل صيحة عظيمة فلا يبقي منهم أحد إلا وخسف الله به الأرض ويكون في أثر الجيش رجلان أحدهما بشير والآخر نذير فينظرون إلي ما نزل بهم فلا يرون إلا رؤوساً خارجة من الأرض فيقولان بما أصاب الجيش فيصيح بهما جبرائيل فيحول الله وجوههما إلي قهقري فيمضي أحدهما إلي المدينة وهو البشير فيبشرهم بما سلمهم الله تعالي والآخر نذير فيرجع إلي السفياني ويخبره بما أصاب

ص: 121

الجيش ... ثم يسير إلي المدينة فينهبها في ثلاثة أيام ويقتل فيها خلق كثير ويصلب علي مسجدها كل من اسمه حسن وحسين فعند ذلك يغلي دماؤهم كما غلي دم يحيي بن زكريا فإذا رأي ذلك الأمر أيقن بالهلاك فيولي هارباً ويرجع منهزماً إلي الشام فلا يري في طريقه أحداً يخالف عليه إذا دخل عليه ، فإذا دخل إلي بلده اعتكف علي شرب الخمر والمعاصي ويأمر أصحابه بذلك فيخرج السفياني وبيده حربة ويأمر بالإمرأة فيدفعها إلي بعض أصحابه فيقول له : أفجر بها في وسط الطريق، فيفعل بها ثم يبقر بطنها ويسقط الجنين من بطن أمه فلا يقدر أحد أن ينكر عليه ذلك..»

قال أمير المؤمنين عله السلام في ذكر آخر الزمان : وتخرب مدينة رسول الله من كثرة الحرب وتخرب الهجر بالرياح والرمل وتخرب جزيرة أوال من البحرين وتخرب قيس بالسيف وتخرب كبش بالجوع...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر الإمام المهدي عليه السلام: ... ثم يرجع إلي مدينة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، فيسمع بخبره جميع الناس فتطيعه أهل اليمن وأهل الحجاز وتخالفه ثقيف. ثم إنه يسير إلي الشام إلي حرب السفياني فتقع صيحة بالشام: ألا وإن الأعراب أعراب الحجاز قد خرجت إليكم فيقول السفياني لأصحابه : ما تقولون في هؤلاء؟

فيقولون: نحن أصحاب حرب ونبل و عدة وسلاح، ثم إنهم يشجعونه وهو عالم بما يراد به ...

حدثنا الوليد عن ليث بن سعد عن عياش بن عباس عمن حدثه عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال: يهرب ناس من المدينة إلي مكة حين يبلغهم جيش السفياني منهم ثلاثة نفر من قريش منظرو إليهم.

الحسن الحلي قال: من خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام تسمي المخزون عنآخر الزمان جاء فيها: ... ولذلك آيات وعلامات: أولهن إحصار الكوفة بالرصد والخندق، وتخريق الزوايا في سكك الكوفة، وتعطيل

ص: 122

المساجد أربعين ليلة، وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر يشبهن بالهدي، القاتل والمقتول في النار، وقتل كثير، وموت ذريع، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين، والمذبوح بين الركن والمقام، وقتل الأسبغ المظفر صبراً في بيعة الأصنام، مع كثير من شياطين الإنس .

وخروج السفياني براية خضراء، وصليب من ذهب، أميرها رجل من كلب، وإثني عشر ألف عنان من (خيل) يحمل السفياني متوجهاً إلي مكة والمدينة ، أميرها واحد من بني أمية يقال له : خزيمة، أطمس العين الشمال علي عينه طرفة يميل بالدنيا فلا ترد له راية حتي ينزل المدينة، فيجمع رجالاً ونساء من آل محمد صلي اللخ عليه و آله و سلم فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها : دار أبي الحسن الأموي.

ويبعث خيلاً في طلب رجل من آل محمد صلي الله عليه و آله، قد اجتمع إليه رجال من المستضعفين بمكة، أميرهم رجل من غطفان، حتي إذا توسطوا الصفائح البيض بالبيداء يخسف بهم، فلا ينجو منهم أحد إلا رجل واحد يحول الله وجهه في قفاه لينذرهم، وليكون آية لمن خلفه، فيومئذ تأويل هذه الآية : «وَ لَوْ تَري إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَكانٍ قَرِيبٍ» (سبا: 51]» .

مكة في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : .... ألا وإن تدارك الفتن بعدما أنبئكم به من أمر مكة والحرمين من جوع أغبر وموت أحمر .

ألا يا ويل لأهل بي نبيكم وشرفائكم من غلاء وجوع وفقر ووجل حتي يكونوا في أسوأ حال بين الناس، ألا وإن مساجدكم في ذلك الزمان لا يسمع الهم صوت فيها ولا تلبي فيها دعوة ثم لا خير في الحياة بعد ذلك، وإنه يتول عليهم ملوك كفرة من عصاهم قتلوه ومن أطاعهم أحبوه، ألا إن أول من يلي

ص: 123

أمركم بنو أمية ثم نملك من بعدهم ملوك بني العباس فكم فيهم من مقتول ومسلوب..

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان... إنهم هؤلاء يجتمعون كلهم من مطلع الشمس ومغربها وسهلها وجبلها يجمعهم الله تعالي في أقل من نصف ليلة فيأتون إلي مك فلا يعرفونهم أهل مكة فيقولون كبسنا أصحاب السفياني فإذا تجلي لهم الصبح يرونهم طائفين وقائمين ومصلين فينكرونهم أهل مكة، ثم إنهم يمضون إلي المهدي وهو مختف تحت المنارة فيقولون له : أنت المهدي؟

فيقول لهم: نعم يا أنصاري ثم إنه يخفي نفسه عنهم لينظر هم كيف هم في طَاعَتِهِ فيمضي إلي المدينة فيخبرونهم أنه لاحق بقبر جده رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فيلحقونه بالمدينة فإذا أحس بهم يرجع إلي مكة فلا يزالون علي ذلك ثلاثاً ثم يتراءي لهم بعد ذلك بين الصفا والمروة فيقول : إني لست قاطعاً أمراً حتي تبايعوني علي ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئاً ولكم علي ثماني خصال، فقالوا : سمعنا وأطعنا فاذكر لنا ما أنت ذاكره يابن رسول الله فيخرج إلي الصفا فيخرجون معه فيقول : أبايعكم علي أن لا تولوا دبراً ولا تسرقوا ولا تزنوا ولا تفعلوا محرماً ولا تأتوا فاحشة ولا تضربوا أحداً إلا بحق ولا تكنزوا ذهباً ولا فضة ولا براً ولا شعيراً ولا تخربوا مسجداً ولا تشهدوا زوراً ولا تقبحوا علي مؤمن ولا تأكلوا رباً وأن تصبروا علي الضراء ولا تلعنون موحداً ولا تشربون مسكراً ولا تلبسون الذهب ولا الحرير ولا الديباج ولا تتبعون هزيماً ولا تسفكون دماً حراماً ولا تغدرون بمسلم ولا تبقون علي كافر ولا منافق ولا تلبسون الخير من الثياب وتتوسدون التراب وتكرهون الفاحشة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر، فإذا فعلتم ذلك فلكم علي أن لا أتخذ صاحباً سواكم ولا البس إلا مثل ما تلبسون ولا آكل إلا مثل ما تأكلون ولا أركب إلآ كما تركبون ولا أكون إلا حيث تكونون وأمشي حيث ما تمشون

ص: 124

وأرضي بالقليل وأملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً ونعبد الله حق عبادته وأوفي لكم أوفوا إلي.

فقالوا : رضينا وبايعناك علي ذلك فيصافحهم رجلاً رجلاً».

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... قال : فعندها تضطرب الملائكة في السماوات ويأذن الله بخروج القائم من ذريتي وهو صاحب الزمان ثم يشيع خبره في كل مكان فينزل حينئذ جبرائيل علي صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا : قد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، ثم إنه عليه السلام تنفس الصعداء فأين كمداً وجعل يقول:

بُنيّ اذا ما جاشَتِ التُّركُ فانتظِر *** ولايةَ مهديٍ يقومُ فيعدلُ

وَذَلَّ مُلوُكُ الْاَرضِ مِنْ آل هاشِمٍ *** وَبُويعَ مِنْهُمْ مَنْ يلَذُّ وَيهْزِلُ

صَبِيٌّ مِنَ اَلصِّبْيَانِ لاَ رَأْيَ عِنْدَهُ***ولاَ عِنْدَهُ جِدٌّ وَ لاَ هُوَ يَعْقِلُ

فَثَمَّ يقُومُ القائِمُ الحَقُّ مِنْكُم***وَبالحَقِّ يأتيكُم وبِالحَقِّ يعْمَلُ

سَمِّي نبَّيِ اللّهِ نَفْسي فَدِاوُهُ *** فَلا تَخْذُلُوهُ يا بَنِيَّ وَعَجِّلوُا

قال: «فَيَقُولُ جَبرَئِيلُ فِي صَيحَتِهِ: يَا عِبَادَ اللهِ أِسْمَعُوا مَا أَقُولُ: أِنّ هَذَا مَهْدِيُّ آل مُحَمّدٍ صلي الله عليه و آله و سلم خَارِجٌ مِنْ أَرْضِ مَكَّهَ فَأَجِيْبُوه.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... هناك ينادي مناد من السماء، أظهر يا ولي الله إلي الإحياء وسمعه أهل المشرق والمغرب فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الأمين وبيده الكتاب المستبين ثم مواريث النبيين والشهداء الصالحين يقدمهم عيسي ابن مريم فيبايعونه في البيت الحرام ويجمع الله له أصحاب مشورته فيتفقون علي بيعته، تأتيهم الملائكة ولواء الأطراف في ليلة واحدة وإن كانوا في مفارق الأطراف فيحول وجهه شطر المسجد الحرام ويبين للناس الأمور العظام ويخبر عن الذات ويبرهن علي الصفات ثم يولي بمكة جابر بن الأصلح ويلقبه العوام بالأبطح فيرجع من العيلم ويقتل من المشركين في الحرم ..

ص: 125

قال أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلَامُ: ... وإن الدجال قد أهلك الحرث والنسل وصاح علي أغلب أهل الدنيا ويدعو الناس لنفسه بالربوبية فمن أطاعه أنعم عليه ومن أبي قتله وقد وطيء الأرض كلها إلآ مكة والمدينة وبيت المقدس وقد أطاعته جميع أولاد الزنا من مشارق الأرض ومغاربها ثم يتوجه إلي أرض الحجاز فيلحقه عيسي عليه السلام علي عقبة هرشا فيزعق عليه عيسي زعقة ويتبعها بضربة فيذوب الدجال كما يذوب الرصاص والنحاس في النار...

حَدَّثَنَا الوَليدُ،عَن لَيثِ بنِ سَعدٍ،عَن عَيّاشِ بنِ عَبّاسٍ،عَمَّن حَدَّثَهُ، عَن عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام قالَ: يَهرُبُ ناسٌ مِن المَدينَةِ إِلي مَكَّةَ حِينَ يَبْلُغُهُمْ جَيْشُ السُّفْيَانِيِّ مِنْهُمْ ثَلاثَةُ نَفَرٍ مِن قُرَيْشٍ مَنْظُورٌ إِلَيْهِمْ.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... قال : ثم إن علي قال : ألا وإن تدارك الفن بعدما أنبئكم به من أمر مكة والحرمين من جوع أغبر وموت أحمر ...

قال أمير المؤنين عليه السلام في علامات آخر الزمان: ... فالحذر لك الحذر من المشفق إذا ظهر بخراسان الزلازل ونزلت بهمدان النوازل فرجفت الأراجف بالعراق وتاحم الكفر عند العناق وشمل الشام الخلاف وحجب عن أهله الإنصاف وصال دحداح السواحل علي الثغور وضعف عن دحضه أهل الغرور واشتهر الكذب بمصر ووقع بين أهلها الكرب والهرب واختلف العساكر علي العلج وكثر بينهما الشخ وتمادت المبنيات بالحجاز وخيف علي الحرم من المكذاد...

القدس (بيت المقدس) في آخر الزمان

قال عليه السلام في خطبة البيان الثانية : ... إِنَّا للّه وإِنّا إِلَيهِ رَاجِعُونَ من أهل ذلك الزمان، تحل فيهم المصائب ولا يتعظون بالنوائب ولقد خالط الشيطان

ص: 126

أبدانهم وربح في أبدانهم وولج في دمائهم ويوسوس لهم بالإفك حتي تركب الفتن الأمصار ويقول المؤمن المسكين المحب لنا إلي من المستضعفين، وخير الناس يومئذٍ من يلزم نفسه ويختفي في بيته عن مخالطة الناس والذي يسكن قريباً من بيت المقدس طالباً لثأر الأنبياء عليهم السلام.

قال عليه السلام في خطبة البيان الثانية : ... فكأني أنظر إلي الأرعش وقد هلك وولده الحدث الأبرص وقد ملك فلا تطول مدته أكثر من ساعة فما هذه الشناعة ويقتل مدرب الجميل الأحمر بعد أن يسجن الأسمر عند وصول رسل المغاربة إليه ومثولهم بين يديه ثم يخرج الهمام فيصلي بالناس إمام ثم يقتل بعد برهة من الزمان بين الخدام والخلان فعندها يخرج من المغرب أناس علي شهب الخيول بالمزامير والأعلام والطبول فيملكون البلاد ويقتلون العباد، ثم يخرج من السجن غلام يفني عددهم ويأسر حددهم ويهزمهم إلي البيت المقدس ويرجع منصوراً مريداً محبوراً، فيوافي مصر وقد نقص نيلها وقل نيلها ويبست أشجارها وعدمت ثمارها فيظهر عند ذلك صاحب الراية المحمدية والدولة الأحمدية القائم بالسيف الحال الصادق في المقال يمهد الأرض ويحيي الستة والفرض سيكون ذلك بعد ألف ومائة وأربع وثمانين سنة من سني الفترة بعد الهجرة.

قال عليه السلام في خطبة البيان: ... قال الراوي : فقامت إليه أشراف أهل الكوفة وقالوا: يا مولانا وما بعد ذلك؟

قال عليه السلام : ثُمَّ اِنَّ المَهدِي يرجِعُ اِلي بَيتِ المَقدِسِ فَيصَلّي بِالنّاسِ اَياماً. فَاِذا كانَ يومَ الجُمعَهِ وَ قَد اُقيمَتِ الصَّلوهُ ينزِلُ عيسِي بنُ مَريمَ في تِلكَ السّاعهِ مِنَ السَّماءِ وَ عَلَيهِ ثَوبانِ اَحمَرانِ كَاَنَّما يقطُرُ مِن رَأسِهِ الدُّهنُ وَ هُوَ رَجُلٌ صَبيحُ المَنظِرِ وَ الوَجهِ اَشبَهُ الخَلقِ بِاِبراهيمِ فَيأتي المَهدي وَ يصافِحُهُ وَ يبَشِّرُهُ بِالنَّصرِ. فَعِندَ ذلِكَ يقوُلُ لَهُ المَهدِي: تَقَدَّم يا روُحَ اللهِ وَ صَلِّ بِالنّاسِ. فَيقوُلُ عيسي: بَل الصَّلوهُ لَكَ يابنَ رَسوُلِ اللهِ. فَعِندَ ذلِكَ يؤَذِّنُ عيسي وَ يصَلّي

ص: 127

خَلفَ المَهدِي عليه السلام فَعِنْدَ ذَلِك يَجْعَلُ عِيسي خَلِيفَه عَليَ قِتَالِ الأعُورِ الدّجّال ثُمّ يَخْرجُ أَمِيراً عَلي جَيَشِ اَلمْهَدِي وإن الدجال قد أهلك الحرث والنسل وصاح علي أغلب أهل الدنيا ويدعو الناس لنفسه بالربوبية فمن أطاعه أنعم عليه ومن أبي قتله وقد وطيء الأرض إلا مكة والمدينة وبيت المقدس وقد أطاعته جميع أولاد الزنا من مشارق الأرض ومغاربها ثم يتوجه إلي أرض الحجاز فيلحقه عيسي عليه السلام علي عقبة هرشا فيزعق عليه عيسي زعقة ويتبعها بضربة فيذوب الدجال كما يذوب الرصاص والنحاس في النار.

وتبقي الدنيا إلي حيث ما كانوا عليه من الجهالات والضلالات وترجع الناس إلي الكفر فعند ذلك يبدأ الله بخراب المدن والبلدان، فأما المؤتفكة فيطمي عليها الفرات وأما الزوراء فتخرب من الوقائع والفتن وأما واسط فيطمي عليها الماء وأذربيجان يهلك أهلها بالطاعون وأما موصل فتهلك أهلها من الجوع والغلاء وأما الهرات يخربها المصري وأما القرية تخرب من الرياح وأما حلب تخرب من الصواعق وتخرب الإنطاكية من الجوع والغلاء والخوف وتخرب الصعالية من الحوادث وتخرب الخط من القتل والنهب وتخرب دمشق من شدة القتل وتخرب حمص من الجوع والغلاء، وأما بيت المقدس فإنه محفوظ إلي يأجوج ومأجوج لأن بيت المقدس فيه آثار الأنبياء، وتخرب مدينة رسول الله من كثرة الحرب وتخرب الهجر بالرياح والرمل وتخرب جزير أوال من البحرين وتخرب قيس بالسيف وتخرب كبش بالجوع...

في الدمعة من عقد الدرر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في قصة المهدي قال : ويتوجه إلي الآفاق فلا تبقي مدينة وطئها ذو القرنين إلا دخلها وأصلحها ولا يبقي كافر إلا هلك علي يديه ويشفي الله قلوب أهل الإسلام ويحمل حلي بيت المقدس ويأتي مدينة فيها ألف سوق وفي كل سوق مائة دكان فيفتحها ... ثم يتوجه المهدي من مدينة القاطع إلي القدس الشريف بألف مركب فينزلون الشام وفلسطين بين صور وعكا وغزة وعسقلان فيخرجون

ص: 128

ما معهم من الأموال فينزلون المهدي بالقدس الشريف ويقيم بها إلي أن يخرج الدجال وينزل عيسي ابن مريم عليه السلام فيقتل الدجال.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : .... قال : فعندها تضطرب الملائكة في السماوات ويأذن الله بخروج القائم من ذريتي وهو صاحب الزمان ثم يشيع خبره في كل مكان فينزل حينئذ جبرائيل علي صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا : قد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً، ثم إنه عليه السلام تنفس الصعداء فأين كمداً وجعل يقول:

بُنيّ اذا ما جاشَتِ التُّركُ فانتظِ--ر *** ولايةَ مهديٍ يقومُ فيعدلُ

وَذَلَّ مُلوُكُ الْاَرضِ مِنْ آل هاشِمٍ *** وَبُويعَ مِنْهُمْ مَنْ يلَذُّ وَيهْزِلُ

صَبِيٌّ مِنَ اَلصِّبْيَانِ لاَ رَأْيَ عِنْدَهُ*** ولاَ عِنْدَهُ جِدٌّ وَ لاَ هُوَ يَعْقِلُ

فَثَمَّ يقُومُ القائِمُ الحَقُّ مِنْكُم***وَبالحَقِّ يأتيكُم وبِالحَقِّ يعْمَلُ

سَمِّي نبَّيِ اللّهِ نَفْسي فَدِاوُهُ ***فَلا تَخْذُلُوهُ يا بَنِيَّ وَعَجِّلوُا

قال: فيقول جبرائيل في صيحته : يا عباد الله اسمعوا ما أقول: إن هذا مهدي آل محمد صلي الله عليه و آله و خارج من أرض مكة فأجيبوه.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر الإمام المهدي عليه السلام: ... فعند ذلك الوحا الوحا العجل العجل، خير المساكن يومئذ بيت المقدس ليأتين علي الناس زمان يتمني أحدهم أنه من سكانه .

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... وأما بيت المقدس فإنه محفوظ إلي يأجوج ومأجوج لأن بيت المقدس فيه آثار الأنبياء...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة البيان: ... فيا لله من تلك الآفات والتجلب بالبليات وأحصنت الربع المساحل حتي يصمم الساحل فهنالك يأمر العلج الكسكس أن يخرب بيت المقدس فإذا أذعن لأوامره وسار بمعسكره

ص: 129

وأهال بهم الزمان بالرملة وشملهم الشمال بالذلة فيهلكون عن آخرهم هلعاً فيدرك أسارهم طمعاً ، فيا لله من تلك الأيام وتواتر شر ذلك العام وهو العام المظلم المقهر ويستعكمك هوله في تسعة أشهر .

قال عليه السلام في خطبة البيان: ... فقام إليه ابن يقطين وجماعة من وجوه أصحابه وقالوا : يا أمير المؤمنين إنك ذكرت لنا السفياني الشامي ونريد أن تبين لنا أمره، قال : قد ذكرت خروجه لكم آخر السنة الكائنة .

فقالوا : اشرحه لنا فإن قلوبنا قد ارتاعت حتي نكون علي بصيرة من البيان .

فقال عليه السلام: علامة خروجه ، تختلف ثلاث رايات: راية من العرب فيا ويل لمصر وما يحل بها منهم وراية من البحرين من جزيرة أوال من أرض فارس وراية من الشام فتدوم الفتنة بينهم سنة ثم يخرج رجل من ولد العباس فيقول أهل العراق قد جاءكم قوم حفاة أصحاب أهواء مختلفة فتضطرب أهل الشام وفلسطين ويرجعون إلي رؤساء الشام ومصر فيوقولون اطلبوا ولد الملك فيطلبوه....

قال عليه السلام في خطبة الباين : ... ويقيم المهدي فيها سبع سنين فيبلغ سهم الرجل من تلك المدينة مثل ما أخذوه من الروم عشر مرات، ثم يخرج منها ومعه مائة ألف موكب وكل موكب يزيد علي خمسين مقاتلاً فينزل علي ساحل فلسطين بين عكة وسور غزة وعسقلان فيأتيه خبر الأعور الدجال بأنه قد أهلك الحرث والنسل ...

في الجفر عنه عليه السلام : ... وينتكس المنكوس ينكسون عند اليهود، من فيصل بالحق والباطل، عبد الله يستشهد لما تكلم في معراج النبي المعظم سيدنا محمد صلي الله عليه و آله.

عند مصر يكسرون رقبة إسرائيل الكذاب، ويثقبون السد في الأرض المباركة لما أحمد، وصدق محمد وجرب النعجة أن يكون أسداً فوضع يده بيد

ص: 130

سادات أنوروأظلم سنوات ويقضي الله أمراً، وتنفصم عري بيوت العرب، ويبصق بعضهم نحوه بعض، وألسنتهم تكون ناراً علي بعض في رق منشور يفرح له قلب إسرائيل

تكون بيوت العرب قبل المهدي غرفاً ممزقة، والملابس مهتكة يتكلمون في وقت يكذب فيهم الكذاب، ويخون الخائن ويؤتمن ربيب النساء، ورأس كبير تتردد في كل مكان، ولا يمكث فوق الأرض، يطير كالطير، ولا يرسو في بر، في عهد وليس ليهودي عهد. زمانه أمر المسجد الأقصي يشتد، وتكسر الجبال أحجاراً، دور اللصوص كما تنبأ عيسي ابن مريم، وتكون القدس ناراً.. صاحب مصر العلامات و آيته عجب لها أمارات، قلبه حسن ورأسه محمد ويغير اسم الجد، إن فأعلم أن المهدي سيطرق أبوابكم، فقبل أن يقرعها طيروا إليه في قباب السحاب، ومنه زحفاً وحبواً علي الثلج...

ففي الجفر عنه عليه السلام: ... ويزرعون الشجرة الطيبة التي يحرق فروعها المسيخ ولا يقلع جذورها، ولكن يحارب من الأرض العظيمة كل بذور غرسشها صالحون ماء الله ، ذليلاً يعيش ليعلم أنه مقهور وكذاب وأن الأمر لله جميعاً، لكنه جل جلاله لمن يشاء، فيعلم اقواماً لا يتأثم أحدهم من الذنب ولا يتحرج من لمس العورة من صنم لها، يسيرون وراء كذب إسرائيل، ويكون منهم أئمة الضلالة والدعاة إلي من يركب مركبهم ملوك وأمراء جعلوهم حكاماً علي رقاب فأكلوا بهم الدنيا والله لو شئت لمسيتهم بأسمائهم وآل فلان وآل النون وآل العود، والمتبرك والمتعرف، والمتيمن والمتمصر، والقاذف بالكلام، والصادم بالنار، والفاتن بالفتن، ومنهم الملك والقيل والأمير والرأس والوالي والزعيم.

ص: 131

في الجفر عنه عليه السلام: ... ويل للعرب من رجال بحر الخزر يوم يحرقون المسجد، يأخذ ماءه من بحر الروم ويبغضهم الروم لولا صخب البوق يملا آذان الناس، وصور بالسحاب تهبط إلي الناس في بيوتهم فيصدقون فتنتها ويعلو علم الدجال ويبنون من أجله الهيكل، فويل للعرب من أهوال واجتماع للقوم عليهم. وليظهرن هؤلاء علي العرب بإجتماعهم علي باطلهم وتخاذل العرب عن حقهم حتي يستعبدونهم كما يستعبد الرجل عبداً، والقوي فيهم يخاف حرباً حتي يقوم الباكيان في كل شعاب أراضي العرب الباكي لدينه والباكي لدنياه . وأيم الله لو فرقوكم تحت كل حجر لجمعكم الله لهم بشر حجر عليهم يشدخ رؤوس اليهود صبيان يحملهم الله عليهم كيف يشاء، ينبعون من كل جبل عند المسجد الأقصي.

والذي خلق محمد صلي الله عليه و آله خير البشر إنه لشر يوم لهم تزول رؤوس بسببهم ويهان كبار وتنقض الفتن ويدخل الغضب كل بيت حتي يخرج من الحكم مهاناً أبو سلام، ومهاناً الممسوس من الشيطان ومهاناً المحتمي من دون الله بعراف الجان، وقبلهم تزول ملوك ظن القوم أنهم خالدون.

فوالذي خلق الحب وبرأ النسم لو لم يبق في الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتي يملك الأرض رجل من آل خير خلق الله محمد صلي الله عليه و آله و سلم وهو محمد العمل، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً. وإذا رأيتم الرجل قبله من بني أمية غرق في البحر فطاوه علي رأسه حتي يزول آخر نفس له، فوالذي خلق الحب وبرا النسمة لو لم يبق منهم إلا رجل واحد لبغي آل بيتنا كيداً، ولبغي لدين الله عز و جل شراً.

ألا فاعلموا واكتموا وعند الوقت أعلنوا علي الدنيا الأمارات واستنفروا أهل العلم وصاحب القلم ومن كتم ما علم تجيشون الناس .

ص: 132

ألا فاعلموا أن قبله صبر وأمر مر ودماء تسيل بالمسجد الأقصي وصغار شعب بأيديهم الحجر يضربون به كالمطر، ويفهر أولاد آدم يشخبون بالدم رؤوس الخزر ويهود العرب ناعقي الضلال، فيتحول الحال، ويدنو التمحيص للجزاء، وكشف الغطاء.

ويبدو النجم من قبل المشرق ويشرق قمر كم كمل شهره وليلة تمام، ألا فاعلموا أن قبله بثق في الفرات وخوف في النيل الرحيب، وتبدأ حرب أو فتنة في صفر وموت وقتل، مساجدكم يومئذ مزخرفة وقلوبكم من الإيمان خربة إلا من رحم الله ، وشر من تحت ظل السماء قليل فقهاء منهم تبدو فتن وفيهم تعود، فإذا استبان ذلك فراجعوا التوبة واعلموا أنكم إن أطعتم طالع أصحاب الرايات السوداء سلك بكم منهاج رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فتداويتم من الصمم واستشفيتم من البكم وكفيتم مؤنة التعسف والطلب ونبذتم الثقل الفادح عن الأعناق ولا يبعد الله إلا من أبي الرحمة وفارق العصمة «وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ» [الشعراء: 227].

وفي جفر مولانا وسيدنا علي عليه السلام إشارة صريحة يقول: ألا ويشروا أهل مصر بأنهم يدخلون القدس، ولهم مع القدس موعد، وصاحب مصر يمهد للمهدي سلطانه، ألا ستكون ثارات عظيمة، وعصبات يقتل بعضهم بعضاً ، وتكون فتنة يخرب منازل وديار وتتحرك عروض عن مواطنها . عجباً لكم يا أهل مصر يجبر الله كسركم وينجز مواعيدكم ويغني عائلكم ويقضي مغرمكم ويرتق فتقكم ما دمتم في سبيل الله مرابطين، ألا أنها ستكون فتنة في فلسطين تتردد في البلاد تردد الماء في القرية ويكون قلب مصر مع المظلوم وأياديها موثقة بأغلال حتي يخرج صاحب مصر فيمهد للمهدي سلطانه في القدس..136

ص: 133

إسرائيل والهيكل

وفي رواية لمولانا سيدنا علي عليه السلام في جفر بادية حماة : (ويأفك كاهن اليهود الإفك الأكبر ويعلو بناء كنيس اليهود بحجر أزفر والقتل بيوح في أهل الدار دائم لا يفتر، فتخرج من القلوب مسيرات الرايات تنصر الله في قدس الله وتخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شيء حتي تنصب في إيلياء..

واعلموا أنه تقذف العراق ببيضة الهلاك كما يظهر السفياني علي الشام).

وعن سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام فيما أخرج نعيم بن حماد في الفتن أنه قال: (يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق يحمل السيف علي عاتقه ثمانية أشهر ويتوجه إلي بيت المقدس فلا يبلغه حتي يموت).

في رواية لسيدنا علي عليه السلام عنه يقول فيها: (آيات وعلامات: أولهن إحصار الكوفة بالرصد والقذف وتخريق الزوايا في سكك الكوفة وتعطل المساجد أربعين ليلة وكشف الهيكل وخفق رايات تهتز حول المسجد الأكبر، القاتل والمقتول في النار).

قال محمد عيسي بن داود : لأن جفر مولانا الإمام علي عليه السلام قال: (يعلو بنيان هيكل إسرائيل قبل حكم الله فيهم بأمر الله ويجعلونه حجر مغناطيس يجلب لهم الشتيت والهارب والتاجر وصاحب الذهب والصحائف، ألف ألف يهودي عدواً ستاً مثلها يتم عدد وعد القدر الحتم معها؛ نكالاً بهم وتدميراً لما عملوا لأنهم اتخذوا من دون الله وكيلاً المسيح الدجال لا يقف له إلا الرجال، واقرأوا إن شتم «وَ جَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً » [الإسراء: 8] وجهنم واد فيه هلاك يهود بفلسطين يحصرون فيه حتي الذبح وجهنم الآخرة أشد هولاً!!.

ويعلي الله شأن محمد، يظهر بلال ومن تحنف، في نجوم خمسين ليست في السماء، إنما هي بالأرض العظيمة، لكن نجمة بني إسرائيل المرسومة في خطوط الدرع تبلعهم جميعاً زمان وعد الآخرة لهم، الذي يسوون فيه وجوه كل

ص: 134

العرب، وتبكي أمة خالفت رسولها وأطفأت بيدها مصباحها.

ولا تتفرق الأرض الجديدة وما هي بجديدة، إنما تعتصم بالمسيح ابن مريم لتنصره، ويكذبون علي الله فما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله، ولكن الكذاب الدجال يدخل تدجيلاً ويزين القواطع الخمسين بزهرة الحياة الدنيا، ويربط المدائن الخمسين بحب بني إسرائيل الآتي من حبل صهيون، يبغي الفساد في الأرض وعلواً للظالمين، ويسمونها بلاد «الأمارك»، ويكون قائدها مع بني إسحاق وبني إسرائيل، يجمع أمشاج الناس علي لغتهم، ويدعونهم بدعوتهم، وتتم ببلاد المارك الفتنة).

في جفر سيدنا علي: (.. وتهيج جموع أصحاب الرايات السوداء، وينصبون نارً عظيمة اسمها صارخ، ويهددون أعداء الله بمعادن كثيرة، أخلاطاً مثل الدائرة وأشكال كثيرة، سهام طول الجبال في قلبها لهب يخترق الأرض ويفسد الماء والهواء، ولا يترك حياً إلا أكله، كالحمحمة يتركه يغدو رماداً تذروه الرياح، إن لم تدفنوه، وتطلب نساء اليهود الزوج فلا يجدونه إلا من خارج يهود، ولا يكون عشرون إمرأة أمام قيم واحد.

يجتمعون في خلة من الأرض يذلهم الله ويضرب عليهم الهوان والمسكنة ، فلا تثور لهم ثائرة إلا طعناً في الظهر ، ينتظرون الدجال وهو شر غالب، ينتظروا ألوفاً منهم يؤمنون لهم عقل ودين، يغدون في يوم وليلة مع سلطان المهدي).

لبنان في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... ألا وإنه سيهبط بالزورا علج من بني قنطور بأشرار وأي أشرار وكفار قد سلبت الرحمة من قلوبهم وكلفهم الأمل إلي مطلوبهم فيقتلون الأبله ويأسرون الأكمه ويذبحون الأبناء ويستحلون النساء ويطلبون بني شداد وبني هاشم ليسوق معهم

ص: 135

سوق الغنائم وتستضعف فتنتهم الإسلام وتحرق نارهم الشام، فواهاً لحلب من حصارهم وواهاً لخرابها بعد ديارهم وسترد الظلباء من دمائهم أياماً وتساق سباياهم فلن يجدوا لهن عصاماً وسيهدون حصون الشامات ويطيفون ببلادها الآفات فلم يبق إلا دمشق ونواحيها وتراق الدماء بمشارقها وأعاليها ثم يدخلونها وبعلبك بالأمان وتحل البدايات بنواحي لبنان، فكم من قتيل بالقفر وأسير بجانب النهر فهناك تسمع الأعوال وتصحب الأهوال فإذاً لا تطول لهم المدة حتي يخلق من أمرهم الجدة فإذا هزمهم الجنين الأوجر وثب عليهم التعدد الأقطر وهو رابع العلوج المنفر عليه كتابة المظفر تحس بالهمة الطمع ويغلقه المبلغ فيسوقهم سوق الهجان وينكص شياطينهم بأرض كنعان ويقتل عبوسهم الفقف ويحل بجميعهم التلف فيجتمعون عقيب الشتات من فلك النجاة إلي الفرات فيسيرن الواقعة إذا لا مناص وهي الفاصلة المهولة قبل العاص فيغويهم علي الإسلام الكثرة فهناك يحل لهم الكسرة فيقصدون الجزيرة والخصباء ويخربون بعد فتكهم الجدباء.

رويت الخطبة بألفاظ مختلفة قال عليه السلام: ثم يدخلون بعلبك بالأمان وتحل البلايات البلية في نواحي لبنان فكم من قتيل يقطر الأغوار وكم من أسير ذليل من قري الطومار فهنالك تسمح الأعوال وتصحب الأهوال فإذاً لا تطول لهم...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر رجال المهدي وقواده عليه السلام: ويولي الحسن بن هشام والحسين بن غامر وعلي بن الرضوان وسماحة بن بهيج الأشام الأردنا وهم من مشارق لبنان.. .

في الدمعة عن عقد الدرر عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في قصة المهدي قال : ويتوجه إلي الآفاق فلا تبقي مدينة وطنها ذو القرنين إلا دخلها وأصلحها ولا يبقي كافر إلا هلك علي يديه ويشفي الله قلوب أهل الإسلام ويحمل علي بيت المقدس ويأتي مدينة فيها ألف سوق وفي كل سوق

ص: 136

مائة دكان فيفتحها ثم يأتي إلي مدينة يقال لها القاطع وهي علي البحر الأخضر المحيط بالدنيا ليس خلفه إلا أمر الله عز و جل، طول المدينة ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل فيكبرون الله عز و جل ثلاث تكبيرات فتسقط حيطانها فيقتلون بها ألف ألف مقاتل ويقيمون فيها سبع سنين يبلغ الرجل منهم في تلك المدينة مثل ما صح معه من سائر بلاد الروم ويولد لهم الأولاد ويعبدون الله تعالي حق عبادته ، ويبعث المهدي إلي أمرائه لسائر الأمصار بالعدل بين الناس، ويرعي الشاة والذئب بمكان واحد ويلعب الصبيان بالحيات والعقارب لا يضرهم شيء ويذهب الشر ويبقي الخير ويزرع الإنسان مداً يخرج سبعمائة مد ويذهب الوباء والزنا وشرب الخمر والربا وتقبل الناس علي العبادة والمشروعات والديانة والصلاة في الجماعة وتطول الأعمار وتؤدي الأمانة وتحمل الأشجار وتتضاعف البركات ويهلك الأشرار ويبقي الأخيار ولا يبقي من يبغض أهل البيت، ثم يتوجه المهدي من مدينة القاطع إلي القدس الشريف بألف مركب فينزلون الشام وفلسطين بين صور وعكا وغزة وعسقلان فيخرجون ما معهم من الأموال فينزلون المهدي بالقدس الشريف ويقيم بها إلي أن يخرج الدجال وينزل عيسي ابن مريم عليه السلام فيقتل الدجال.

قال أمير المؤمنين عليه السلالم في ذكر الأقاليم فوصف ما يجري في كل إقليم، ثم وصف ما يجري بعد كل عشر سنين من موت النبي صلي الله عليه و آله و سلم إلي تمام ثلاثمائة وعشر سنين، من فتح قسطنطينية والصقالبة والأندلس والحبشة والنوبة والترك والكرك ومل وحسل وتاويل وتاريس والصين وأقاصي مدن الدنيا .

بيان : الكرك بالفتح: قرية بلحف جبل لبنان. والمل : اسم موضع .

الحسلات محركة: هضبات بديار الضباب، ويقال : حسلة وحسيلة . وتاويل وتاريس غير معروفين .

وقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم : إن الله عز و جل يهلك قسطنيطينية ورومة، فتدخلونها فتقتلون بها أربعمائة ألف، وتستخرجون منها كنوزاً كثيرة (كنوز) ذهب وكنوز

ص: 137

جوهر، تقيمون في دار البلاد. قيل يا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم وما دار البلاط؟ قال : دار الملك، ثم تقيمون بها سنة تبنون المساجد. ثم ترتحلون منها حتي تأتوا مدينة يقال لها قدد مارية، فبينما أنتم فيها تقتسمون كنوزها إذ سمعتم منادياً ينادي : ألا إن الدجال قد خلفكم في أهليكم بالشام؟ فترجعون فإذا الأمر باطل، فعند ذلك تأخذون في إنشاء سفن خشبها من جبل لبنان، وحبالها من نخل بيسان فتركبون من مدينة يقال لها : عكا في ألف مركب وخمسمائة مركب من ساحل الأردن بالشام، وأنتم يومئذ أربعة أجناد أهل المشرق، وأهل المغرب، وأهل الشام، وأهل الحجاز، كأنكم ولد رجل واحد، قد أذهب الله عز و جل الشحناء والتباغض من قلوبكم، فتسيرون من عكا إلي رومية، تسخر لكم الريح كما سخرت لسليمان بن داود حتي تلحقوا برومة.

وعَنْ كَعْبٍ، قَالَ: يَلِي الرُّومَ امْرَأَةٌ فَتَقُولُ: اعْمَلُوا لِي أَلْفَ سَفِينَةٍ أَفْضَلَ أَلْوَاحٍ عُمِلَتْ عَلَي وَجْهِ الْأَرْضِ، ثُمَّ اخْرُجُوا إِلَي هَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَتَلُوا رِجَالَنَا، وَسَبُّوا نِسَاءَنَا وَأَبْنَاءَنَا، فَإِذَا فَرَغُوا مِنْهَا قَالَتِ: ارْكَبُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَإِنْ لَمْ يَشَأْ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا فَيَقْصِمَهَا بِقَوْلِهَا: وَإِنْ لَمْ يَشَأْ، ثُمَّ يُعْمَلُ لَهَا أَلْفٌ أُخْرَي مِثْلُهَا، ثُمَّ تَقُولُ مِثْلَ قَوْلِهَا، وَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهَا رِيحًا فَيَقْصِمَهَا، ثُمَّ يُعْمَلُ لَهَا أَلْفٌ أُخْرَي، فَتَقُولُ: ارْكَبُوا إِنْ شَاءَ اللَّهُ، قَالَ: فَيَخْرُجُونَ فَيَسِيرُونَ حَتَّي يَنْتَهُوا إِلَي تَلِّ عَكَّا، فَيَقُولُونَ: هَذِهِ بِلَادُنَا وَبِلَادُ آبَائِنَا، ثُمَّ يُرْسِلُونَ النَّارَ فِي سُفُنِهِمْ فَيَحْرِقُونَهَا، وَالْمُسْلِمُونَ يَوْمَئِذٍ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ، فَيَكْتُبُ الْوَالِي إِلَي أَهْلِ الْعِرَاقِ، وَأَهْلِ مِصْرَ، وَأَهْلِ الْيَمَنِ، فَيَجِيءُ رُسُلُهُ فَيَقُولُونَ: نَتَخَوَّفُ أَنْ يَنْزِلَ بِنَا مِثْلُ مَا نَزَلَ بِكُمْ، وَتَمُرُّ رُسُلُهُ عَلَي حِمْصَ وَقَدْ أَغْلَقَ أَهْلُهَا عَلَي مَنْ فِيهَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ.

وَيَقْتُلُونَ فِيهَا امْرَأَةً وَيُلْقُونَهَا مِمَّا يَلِي الْحَائِطَ خَارِجًا، قَالَ: فَيَكْتُمُ الْوَالِي أَمْرَ حِمْصَ، ثُمَّ يَقُولُ لِلْمُسْلِمِينَ: اخْرُجُوا إِلَي عَدُوِّكُمْ فَمُوتُوا وَأَمِيتُوا، فَيَقْتَتِلُونَ قِتَالًا شَدِيدًا، فَيُقْتَلُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثُلُثٌ، وَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ، فَيَقَعُونَ فِي مَهِيلٍ مِنَ الْأَرْضِ، وَيُقْبِلُ الثُّلُثُ حَتَّي يَنْتَهُوا إِلَي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ مِنْهَا إِلَي الْمُوجِبِ

ص: 138

َرْضِ الْبَلْقَاءِ، وَالْمُوجِبُ أَرْضٌ فِيهَا عُيُونٌ، وَيَخْرُجُ فِيهِ حَشِيشٌ مِنْ نَبْتِ الْأَرْضِ، فَيَنْزِلُ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ، وَيُقْبِلُ أَعْدَاءُ اللَّهِ حَتَّي يَنْتَهُوا إِلَي بَيْتِ الْمَقْدِسِ، ثُمَّ يَقُولُ: اذْهَبُوا فَقَاتِلُوا بَقِيَّةَ عَبِيدِي الَّذِينَ بَقَوْا، فَيَقُولُ وَالِي الْمُسْلِمِينَ لِمَنْ مَعَهُ: اخْرُجُوا إِلَي عَدُوِّكُمْ، قَالَ: فَيَبْكُونَ وَيَتَضَرَّعُونَ إِلَي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَيَوْمَئِذٍ يَغْضَبُ اللَّهُ لِدِينِهِ فَيَطْعَنُ بِرُمْحِهِ، وَيُضْرَبُ بِسَيْفِهِ، وَيُسَلِّطُ اللَّهُ الْحَدِيدَ بَعْضَهُ عَلَي بَعْضٍ، حَتَّي لَا يُبَالِي الرَّجُلُ صِمْصَامَةٌ كَانَتْ مَعَهُ أَوْ غَيْرُهَا، قَالَ: فَيَقْتُلُونَ فِي الْغَوْرِ، فَيَقْتَتِلُونَ قِتَالًا شَدِيدًا، فَيُقْتَلُ الْعَدُوُّ يَوْمَئِذٍ فَلَا يَبْقَي مِنْهُمْ إِلَّا شِرْذِمَةٌ يَسِيرَةٌ يَلْحَقُونَ بِجَبَلِ لُبْنَانَ، إِلَي ان يصلو الي الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.

سوريا في آخر الزمان

في الجفر عنه عليه السلام: ... وللمهدي آية عظيمة ورؤي عليمة في سوري الكهف وتمام رايته في الصف. ويعقل المهدي ذاته لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ويوسع الله له حمل النفس ويبسط تكليفها يفهم خبايا تصلح أخطاءً جساماً وخطايا عظاماً وقع فيها القوم وتمادت لهم فاعتادوها ، فيقوم لها فيذمونه أوسع الذم، ولولا سيف الله معه لأسالوا منه الدم وهو الولي، وفي الكهف سر الفتية وآية عيسي وآية موسي في غار الجبل مجهل في محضن النائمين ببقية معبد إلي حين بيت المقدس، والعبد منتظر له، مقام ومقال وآه لو علمتم من ذا ذو القرنين في المال، وتنام إنطاكية سورية علي السر قريب البحر، وتعرك الشام أعجب العرك وتقبل الروم بعون الترك. يفتح الله للمهدي المفتاح فتدخل الروم في دين الله أفواجاً دون سلاح ولا تجمع له الجند والجيش إلا شياطين الروم، وفتنة الدجال كيداً له بعدما علم المرسوم فلا تنهزم له راية فيها رقم اسم الله الأعظم.. يجمع الله له الرقيم والرقم، وتقوم قيامه تعجب لها الأمم وإن تسألوني فإن الكهف بحر المدد ومدد البحر ينفد ولا ينفد الكهف بالمدد من نقطة « الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيٰ عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا» [الكهف: 1).

ص: 139

وفي ذات المخطوط فقرة أخري عن العلامات يقول فيها سيدنا عليه السلام: .. «ثُمَّ رَجْفَةٌ تَكُونُ بِالشَّامِ، يَهْلِكُ فِيهَا مِئَةِ أَلْفٍ» يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً مع الكافرين وعذاباً علي الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلي أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفر تقبل من المغرب حتي تحل بالشام فإذا كان ذلك فانترظوا خسفاً بقرية من قري الشام يقال لها حرستا فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بالوادي اليابس.

الشام في آخر الزمان

ابن عساكر قال : أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون المعروف بأبي - في كتابه - عن محمد بن علي بن الحسن الحسني، عن محمد بن عبد الله الجعفي، عن محمد بن عمار العطار، عن علي بن محمد بن خبنية ، عن عمرو بن حماد بن طلحة ، عن إسحاق يعني ابن إبراهيم الأزدي، عن فطر، عن أبي الطفيل، عن علي قال : سمعت علياً يقول: إذا قام قائم آل محمد جمع الله له أهل المشرق وأهل المغرب، فيجتمعون كما يجتمع قرع الخريف. فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة، وأما الأبدال فمن أهل الشام.

أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن الفضل بن إبراهيم بن قيس، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمونة، عن معمر بن يحيي، عن داود الدجاجي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله عز وجل : «فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِن بَيْنِهِمْ» [مريم: 37) فقال : انتظروا الفرج في ثلاث، فقيل : يا أمير المؤمنين وما هن؟

قال : اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان، فقيل له: وما الفزعة في شهر رمضان؟

فقال : أوما سمعتم قول اللهعز وجل في القرآن : « إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً

ص: 140

فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ [الشعراء: 4] هي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... ثم تخرج بعد ذلك العرب ويخرج صاحب علم أسود علي البصرة فتقصده الفتيان إلي الشام .

ثم العناء عنت الخيل بأعنتها ، والطحناء الأقوات من كل مكان، والفاتنة تفتن أهل العراق والمرحاء تمرح الناس إلي اليمن، والسكتاء تسكت الفتن بالشام، والحدراء انحدرت الفتن إلي الجزيرة المعروفة أوال قبال البحرين، والطموح تطمح الفتن في خراسان، والجوراء جارت الفتن بأرض فارس ..

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخرالزمان: ..... ألا وإنه سيهبط بالزوراء علج من بني قنطور بأشرار وأي أشرار وكفار وأي كفار قد سلبت الرحمة من قلوبهم وكلفهم الأمل إلي مطلوبهم فيقتلون الأبله ويأسرون الأكمه ويذبحون الأبناء ويستحلون النساء ويطلبوه بني شداد وبني هاشم ليسوق معهم سوق الغنائم وتستضعف فتنتهم الإسلام وتحرق نارهم الشام، فراهاً لحلب من حصارهم وواهاً لخراجها بعد ديارهم وسترد الظلباء من دمائهم أياماً وتساق سباياهم فلن يجدوا لهن عصاماً وسيهدون حصون الشامات ويطيفون ببلادها الآفات فلم يبق إلا دمشق ونواحيها وتراق الدماء بمشارقها وأعاليها ... ثم يظهر الجريء الهالك من البصرة بشرذمة عرب من بني عمرة يقدمهم إلي الشام وهو مدهش فيبايعه علي الخديعة الأعرش وسيصحبه في المسير إلي غوطته فما أسرع ما يسلمه بعد ورطته ثم يأمر المجري أن يروم إلي العراق مراماً ليبل من علته بها أواماً فيدركه الهلاك بلاسار دون مرامه ويحل بأهله التلف دون سقامه وستنظر العيون إلي الغلاب الأسمر اللعاب حين يجنح به جنوح الإرتياب يلقب بالحكم سيجيء بالعلم بعد ألفة العرب وحثيت الطلب...

ص: 141

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان: ... فكيف بكم إذا رأيتم صاحب الشام ينشر بالمناشير ويقطع بالمساطير ثم لأذيقته أليم العذاب ألا فأبشروا فإلي يرة أمر الخلق غداً فلا تستعظم بما قلت فإنا أعطينا علم المنايا والبلايا والتأويل والتنزيل وفصل الخطاب وعلم النوازل والوقائع فلا يعزب عنا شيء وكأني بهذا - وأومي بيده إلي ولده - يأتي من المدينة إلي كربلاء ويقتل عطشاناً وتقتل بين يديه رجال بايعوه علي الحق، وإني أراهم يفعل بهم كالإبل ... فقال : فتشوا سرائركم واسألوا أحباركم واستدلوا بذلك علي الطريق تفوزوا الفوز العظيم والنعيم المقيم وكم يجري في العالم أعجوبات وكم فيه آيات لا لمزية وأكثر العلامات بني قنطور وملكهم العراق وأطراف الشام تفتيكم ضوية تفتيكم النساء المخدرات...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر السفياني : .... ولم يزل يدخل من بلد إلي بلد حتي يدخل مدينة حلب وتكون بها وقعة عظيمة فيمكثون فيها مائة يوم ثم إنه يدخل الأصفر الجزيرة ويطلب الشام فيواقعه وقعة عظيمة خمسة وعشرين يوماً ويقتل فيما بينهم خلق كثير ويصعد جيش العراق إلي بلاد الجبل وينحدر الأصفر إلي الكوفة فيبقي فيها فيأتي خبر من الشام أنه قد قطع علي الحاج، فعند ذلك يمنع الحاج جانبه فلا يحج أحد من الشام ولا من العراق ويكون الحج من مصر..

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر فتوحات المهدي عليه السلام : ... ثم إنه يسير إلي الشام إلي حرب السفياني فتقع صيحة بالشام: ألا وإن الأعراب أعراب الحجاز قد خرجت إليكم فيقول السفياني لأصحابه : ما تقولون في هؤلاء؟

فيقولون: نحن أصحاب حرب ونبل وعدة وسلاح، ثم إنهم يشجعونه وهو عالم بما يراد به ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر حروب آخر الزمان :.... فقال عليه السلام: علامة خروجه ، تختلف ثلاث رايات: راية من العرب فيا ويل لمصر وما يحل

ص: 142

بها منهم وراية من البحرين من جزيرة أوال من أرض فارس وراية من الشام فتدوم الفتنة بينهم سنة ثم يخرج رجل من ولد العباس فيقول أهل العراق قد جاء كم قوم حفاة أصحاب أهواء مختلفة فتضطرب أهل الشام وفلسطين ويرجعون إلي رؤساء الشام ومصر فيقولون أطلبوا ولد الملك فيطلبوه ثم يوافقوه بغوطة دمشق بموضع يقال له صرنا فإذا حل بهم أخرج أخواله بني كلاب وبني دهانة ويكون له بالوادي اليابس عدة عديدة فيقولون له: يا هذا ما يحل لك أن تضيع الإسلام، أما تري إلي ما الناس فيه من الأهوال والفتن فائق الله واخرج لنصر دينك فيقول: أنا لست بصاحبكم فيقولون له: ألست من قريش ومن أهل بيت الملك القائم؟ أما تتعصب لأهل بيت نبيك وما قد نزل بهم من الذل والهوان منذ زمان طويل؟ فإنك ما تخرج راغباً بالأموال ورغيد العيش، بل محامياً لدينك فلا يزال القوم يختلفون وهو أول منبر يصعده، ثم يخطب ويأمرهم بالجهاد ويبايعهم علي أنهم لا يخالفون أمره رضوه أم كرهوه ، ثم يخرج إلي الغوطة ولا يلج بها حتي تجتمع الناس عليه ويتلاحقون أهل الصقائر فيكون في خمسين ألف مقاتل فيبعث أخواله بني كلاب فيأتونه مثل السيل السائل فيأبون عن ذلك رجال يريدون يقاتلون رجال الملك ابن العباس فعند ذلك يخرج السفياني في عصائب أهل الشام فتختلف ثلاث رايات فراية للترك والعجم وهي سوداء وراية للبريين لابن العباس أول صفراء وراية للسفياني فيقتتلون ببطن الأزرقي قتالاً شديداً فيقتل منهم ستين ألفا ثم يغلبهم السفياني فيقتل منهم خلق كثير ويملك بطونهم ويعدل فيهم حتي يقال فيه: والله ما كان يقال عليه إلا كذباً، والله إنهم لكاذبون حتي يسير فأول سيره إلي حمص وإن أهلها بأسوء حال ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر حروب آخر الزمان : ... فقيل : يا أمير المؤمنين أذكر لنا الأسوار فقال : تجدد سور بالشام والعجوز والحران يبني عليهما سوران وعلي واسط سور والبيضاء يبني عليها سور والكوفة يبني عليها

ص: 143

سوران وعلي شوشتر سور وعلي أرمنية سور وعلي موصل سور وعلي همدان سور وعلي ورقة سور وعلي ديار يونس سور وعلي حمص سور وعلي مطردين سور وعلي الرقطاء سور وعلي الرهبة سور وعلي دير هند سور وعلي القلعة سور...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر السفياني : ... ثم يسير إلي المدينة فينهبها في ثلاثة أيام ويقتل فيها خلق كثير ويصلب علي مسجدها كل من اسمه حسن وحسين فعند ذلك يغلي دماؤهم كما غلي دم يحيي بن زكريا فإذا رأي ذلك الأمر أيقن بالهلاك فيولي هارباً ويرجع منهزماً إلي الشام فلا يري في طريقه أحد يخالف عليه إذا دخل عليه ، فإذا دخل إلي بلده اعتكف علي شرب الخمر والمعاصي ويأمر أصحابه بذلك فيخرج السفياني وبيده حربة ويأمر بالإمرأة فيدفعها إلي بعض أصحابه فيقول له : افجر بها في وسط الطريق ، فيفعل بها ثم يبقر ببطنها ويسقط الجنين من بطن أمه فلا يقدر أحد أن ينكر عليه ذلك.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر السفياني : ... ألَا وَ إِنَّ أكثَرَ أشيَاعِهِ يَومَئِذٍ أولَادُ الزِّنَا وَ أصحَابُ الطَّيَالِسَة الخُضر، يَقتُلُهُ الله عَزَّ وَ جَلَّ بِالشَّامِ عَلَي عَقَبةٍ تَعرَفُ بَعَقَبَةِ أفِيقٍ لِثَلَاثِ سَاعَاتٍ مِن يَومِ الجُمُعَةِ عَلَي يَدِ مَنْ يُصَلِّي الْمَسِيحُ عِيسَي ابْنُ مَرْيَمَ خَلْفَهُ أَلَا إِنَّ بَعْدَ ذَلِكَ الطَّامَّةَ الْكُبْرَي ....

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال :لَو قَد قَامَ قائمُنا لأَنْزَلَتِ السَّماءُ قَطْرَها، و لأخْرَجَتِ الأرضُ نَباتَها ، و لَذَهَبتِ الشَّحْناءُ مِن قلوبِ العِبادِ واصْطَلَحَتِ السِّباعُ و البَهائمُ ، حتّي تَمشيَ المرأةُ بينَ العِراقِ إلي الشّامِ لا تَضَعُ قَدَمَيْها إلاّ علَي النَّباتِ، و علي رأسِها زِينَتُها زِنْبيلُها لا يَهِيجُها سَبُعٌ و لا تَخافُهُ.

أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل الشيباني ، عن أبي نعيم نصر بن عصام بن المغيرة العمري، عن أبي يوسف يعقوب بن نعيم بن عمرو قرقارة الكاتب ، عن أحد بن محمد الأسدي، عن محمد بن أحمد، عن إسماعيل بن عياش، عن مهاجر بن حكيم، عن معاوية بن سعيد، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام

ص: 144

قال : قال عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام: إِذَا اخْتَلَفَ رُمْحَانِ بِالشَّامِ فَهُوَ آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ تَعَالَي.

قيل: ثم مه؟

قال : ثم رجفة تكون بالشام يهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذاباً علي الكافرين. فإذا كان ذلك فانظروا إلي أصحاب البراذين الشهب، والرايات الصفر تقبل من المغرب حتي تحل الشام. فإذا كان ذلك فانتظروا خسفاً بقرية من قري الشام يقال لها : حرستا فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بوادي اليابس.

دمشق في آخر الزمان

في أربعين المير اللوحي عن علي عليه السلام قال في حديث آخره: ثم يقع التدابر والإختلاف بين آراء العرب والعجم فلا يزالون يختلفون إلي أن يصير الأمر إلي رجل من ولد أبي سفيان يخرج من وادي اليابس من دمشق فيهرب حاكمها منه ويجتمع إليه قبائل العرب ويخرج الربيعي والجرهمي والأصهب وغيرهم من أهل الفتن والشغب فيغلب السفياني علي كل من يحاربه منهم فإذا قَامَ الْقَائِمُ (عجل الله تعالي فرجه الشريف) بِخُرَاسَانَ الذي أتي من الصين ومُلْتَان ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... وتخرب الخط من القتل والنهب وتخرب دمشق من شدة القتل وتخرب حمص من الجوع والغلاء، وأما بيت المقدس فإنه محفوظ إلي يأجوج ومأجوج لأن بيت المقدس فيه آثار الأنبياء، وتخرب مدينة رسول الله من كثرة الحرب وتخرب الهجر بالرياح والرمل وتخرب جزيرة أوال من البحرين وتخرب قيس بالسيف وتخرب كبش بالجوع...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات خروج القائم عليه السلام : ...

ص: 145

فقال عليه السلام: علامة خروجه، تختلف ثلاث رايات: راية من العرب، فيا ويل لمصر وما يحل بها منهم وراية من البحرين من جزيرة أوال من أرض فارس وراية من الشام فتدوم الفتنة بينهم سنة ثم يخرج رجل من ولد العباس فيقول أهل العراق قد جاءكم قوم حفاة أصحاب أهواء مختلفة فتضطرب أهل الشام وفلسطين ويرجعون إلي رؤساء الشام ومصر فيقولون اطلبوا ولد الملك فيطلبوه ثم يوافقوه بغوطة دمشق بموضع يقال له صرتا فإذا حل بهم أخرج أخواله بني كلاب وبني دهانة ويكون له بالوادي اليابس عدة عديدة فيقولون له: يا هذا ما يحل لك أن تضيع الإسلام، أما تري إلي ما الناس فيه من الأهوال والفتن فاتق الله واخرج لنصر دينك فيقول: أنا لست بصاحبكم فيقولون له: ألست قُرَيْشٍ ومن أهل بيت الملك القائم؟

أما تتعصب لأهل بيت نبيك وما قد نزل بهم من الذل والهوان منذ زمان طويل؟ فإنك ما تخرج راغباً بالأموال ورغيد العيش، بل محامياً لدينك فلا يزال القوم يختلفون وهو أول منبر يصعده، ثم يخطب ويأمرهم بالجهاد ويبايعهم علي أنهم لا يخالفون أمره رضوه أم كرهوه، ثم يخرج إلي الغوطة ولا يلج بها حتي تجتمع الناس عليه ويتلاحقون أهل الصقائر فيكون في خمسين ألف مقاتل فيبعث أخواله بني كلاب فيأتونه مثل السيل السائل فيأبون عن ذلك رجال يريدون يقاتلون رجال الملك ابن العباس فعند ذلك يخرج السفياني في عصائب أهل الشام فتختلف ثلاث رايات فراية للترك والعجم وهي سوداء وراية للبريين لابن العباس أول صفراء وراية للسفياني فيقتتلون ببطن الأزرقي قتالاً شديداً فيقتل منهم ستين ألفاً ثم يغلبهم السفياني فيقتل منهم خلق كثير ويملك بطونهم ويعدل فيهم حتي يقال فيه: والله ما كان يقال عليه إلا كذباً ، والله إنهم لكاذبون حتي يسير فأول سيره إلي حمص وإن أهلها بأسوء حال ثم يعبرالفرات من باب مصر وينزع الله من قلبه الرحمة ويسير إلي موضع يقال له قرية سبا فيكون له بها وقعة عظيمة فلا تبقي بلد إلا وبلغهم خبره فيدخلهم من ذلك خوف

ص: 146

وجزع فلا يزال يدخل بلداً بعد بلد إلا واقع أهلها فأول وقعة تكون بحمص ثم بالرقة ثم بقرية سبأ وهي أعظم وقعة يواقعها بحمص ثم يرجع إلي دمشق وقد دانت له الخلق فيجيش جيشاً إلي المدينة وجيشاً إلي المشرق فيقتل بالزوراء سبعين ألفاً ويبقر بطون ثلاثمائة إمرأة حامل ويخرج الجيش إلي كوفانكم هذه فكم من باك وباكية فيقتل بها خلق كثير ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات السفياني : قال : وعِنْدَ جُهَيْنَةَ الخَبَرُ الصحيح لأنهما من جهينة بَشِيرٌ وَ نَذِيرٌ فيهرب قوم من أولاد رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم وهم أشراف إلي بلد الروم فيقول السفياني لملك الروم ترد علي عبيدي فيردهم إليه فيضرب أعناقهم علي الدرج الشرقي لجامع بدمشق فلا ينكر ذلك عليه أحد...

فيه عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: مِنْ وَلَدِ خَالِدِ بنِ يَزِيدَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ، رَجُلٌ ضَخْمُ الْهَامَةِ، بِوَجْهِهِ آثَارُ جُدَرِيٍّ، وَبِعَيْنِهِ نُكْتَةُ بَيَاضٍ، يَخْرُجُ مِنْ نَاحِيَةِ مَدِينَةِ دِمَشْقَ، فِي وَادٍ يُقَالُ لَهُ وَادِي اليَابِسِ،يَخْرُجُ مع سَبْعَةِ نَفَرٍ مع أحدهم لِوَاءٌ مَعْقُودٌ يَعْرِفُونَ في النَّصْرَ يَسِيرُون عَلَي ثَلاثِينَ مِيلاً لا يَرَي ذَلِكَ العَلَمَ أَحَدٌ إلّا انْهَزَمَ. وعن خالد بن معدان : يَخْرُجُ السُّفْيَانِيُّ بِيَدِهِ ثَلَاثُ قَصَبَاتٍ، لَا يَقْرَعُ بها أَحَدًا إِلَّا مَاتَ.

في البحار عن معاني الأخبار بإسناده عَنْ عَبَايَةَ الْأَسَدِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام ، وَ هُوَ مُشْتَكي وَ أَنَا قَائِمٌ عَلَيْهِ: لَأَبْنِيَنَّ بِمِصْرَ مِنْبَراً، وَ لَأَنْقُضَنَّ دِمَشْقَ حَجَراً حَجَراً وَ لَأُخْرِجَنَّ الْيَهُودَ وَ النَّصَارَي مِنْ كُلِّ كُوَرِ الْعَرَبِ وَ لَأَسُوقَنَّ الْعَرَبَ بِعَصَايَ هَذِهِ قَالَ : قُلْتُ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، كَأَنَّكَ تُخْبِرُ أَنَّكَ تَحْيَ بَعْدَ مَا تَمُوتُ فَقَالَ عليه السلام: هَيْهَاتَ يَا عَبَايَةُ ذَهَبْتَ فِي غَيْرِ مَذْهَبٍ يَفْعَلُهُ رَجُلٌ مِنِّي.

قال الصدوق رحمه الله: إِنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام اتقي عَبَايَةَ اَلْأَسَدِيِّ في هذا الحَدِيثِ.

ص: 147

حلب في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... ألا وإنه سيهبط بالزورا علج من بني قنطور بأشرار وأي أشرار وكفار قد سلبت الرحمة من قلوبهم وكلفهم الأمل إلي مطلوبهم فيقتلون الأبله ويأسرون الأكمه ويذبحون الأبناء ويستحلون النساء ويطلبون بني شداد وبني هاشم ليسوق معهم سوق الغنائم وتستضعف فتنتهم الإسلام وتحرق نارهم الشام، فواهاً لحلب من حصارهم وواهاً لخرابها بعد ديارهم وسترد الظلباء من دمائهم أياماً وتساق سباياهم فلن يجدوا لهن عصاماً وسيهدون حصون الشامات ويطيفون ببلادها الآفات فلم يبق إلا دمشق ونواحيها وتراق الدماء بمشارقها وأعاليها .

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر السفياني : ... ولم يزل يدخل من بلد إلي بلد حتي يدخل مدينة حلب وتكون بها وقعة عظيمة فيمكثون فيها مائة يوم ثم إنه يدخل الأصفر الجزيرة...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... وأما القرية تخرب من الرياح وأما حلب تخرب من الصواعق وتخرب الإنطاكية من الجوع والغلاء والخوف وتخرب الصعالية من الحوادث وتخرب الخط من القتل والنهب وتخرب دمشق من شدة القتل وتخرب حمص من الجوع والغلاء...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر السفياني : ... معاشر الناس ألا وإنه إذا ظهر السفياني تكون له وقائع عظام فأول وقعة بحمص ثم بحلب ثم بالرقة ثم بقرية سبأ ثم برأس العين ثم بنصيبين ...

ص: 148

حمص في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في تعداد رجال المهدي عليه السلام : ... ورجل من حمص جعفر.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... والله إنهم الكاذبون حتي يسير فأول سيره إلي حمص وإن أهلها بأسوء حال ثم يعبر الفرات من باب مصر وينزع الله من قلبه الرحمة ويسير إلي موضع يقال له قرية سبأ فيكون له بها وقعة عظيمة فلا تبقي بلد إلا وبلغهم خبره فيدخلهم من ذلك خوف وجزع فلا يزال يدخل بلداً بعد بلد إلا واقع أهلها فأول وقعة تكون بحمص ثم بالرقة ثم بقرية سبأ وهي أعظم وقعة يواقعها بحمص ثم يرجع إلي دمشق وقد دانت له الخلق فيجيش جيشاً إلي المدينة وجيشاً إلي المشرق...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... فقيل : يا أمير المؤمنين أذكر لنا الأسوار فقال : تجدد سور بالشام والعجوز والحران يبني عليهما سوران وعلي واسط سور والبيضاء يبني عليها سور والكوفة يبني عليها سوران وعلي شوشتر سور وعلي أرمنية سور وعلي موصل سور وعلي همدان سور وعلي ورقة سور وعلي ديار يونس سور وعلي حمص سور وعلي مطردين سور وعلي الرقطاء سور وعلي الرهبة سور وعلي دير هند سور وعلي القلعة سور ...

معاشر الناس ألا وإنه إذا ظهر السفياني تكون له وقائع عظام فأول وقعة بحمص ثم بحلب ثم بالرقة...

ص: 149

البحرين في آخر الزمان

البحرين : قال صاحب الزيج: البحرين في الإقليم الثاني، وطولها أربع وسبعون درجة وعشرون دقيقة من المغرب، وعرضها أربع وعشرون درجة وخمس وأربعون دقيقة. وقال قوم : هي من الإقليم الثالث وعرضها أربع وثلاثون درجة، وهو اسم جامع لبلاد علي ساحل بحر الهند بين البصرة وعمان، قيل هي قصبة هجر. وقيل : هجر قصبة البحرين وقد عدها قوم من اليمن وجعلها آخرون قصبة برأسها. وفيها عيون ومياه وبلاد واسعة، ربما عد بعضهم اليمامة من أعمالها والصحيح أن اليمامة عمل برأسه في وسط الطريق بين مكة والبحرين .

روي ابن عباس : البحرين من أعمال العراق وحده من عمان ناحية جرفار، واليمامة علي جبالها وربما ضمت اليمامة إلي المدينة وربما أفردت، هذا كان في أيام بني أمية، فلما ولي بنو العباس صيروا عمان والبحرين واليمامة عملاً واحداً، قاله ابن الفقيه .

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذكر حروب آخر الزمان: ... ألا يا ويل لأهل البحرين من وقعات تترادف عليها من كل ناحية ومكان فتؤخذ كبارها وتسبي صغارها، وإني لأعرف بها سبعة وقعات عظام فأول وقعة فيها في الجزيرة المنفردة عنها من قرنها الشمالي تسمي سماهيج والوقعة الثانية تكون في القاطع وبين النهر عن عين البلد وقرنها الشمالي الغربي وبين الأبلة والمسجد وبين الجبل العالي و بين التلتين المعروف بجبل حبوة، ثم يقبل الكرخ بين التل والجادة وبين شجرات النبق بالمعروف بالبديرات بجانب سطر الماجي ثم الحورتين وهي سابعة الطامة الكبري وعلامة ذلك يقتل فيها رجل من أكابر العرب في بيته وهو قريب من ساحل البحر فيقطع رأسه بأمر حاكمها فتغير العرب عليه فتقتل الرجال وتنهب الأموال فتخرج بعد ذلك العجم علي

ص: 150

العرب ويتبعونهم إلي بلاد الخط ... والحدراء انحدرت الفتن إلي الجزيرة المعروفة أوال قبال البحرين والطموح تطمح الفتن في خراسان والجوراء جارت الفتن بأرض فارس ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر آخر الزمان : وتخرب مدينة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من كثرة الحرب وتخرب الهجر بالرياح والرمل وتخرب جزيرة أوال من البحرين وتخرب قيس بالسيف وتخرب كبش بالجوع...

قال عليه السلام في خطبة له عن المهدي عليه السلام: ... علامة خروجه، تختلف ثلاث رايات : راية من العرب فيا ويل لمصر وما يحل بها منهم وراية من البحرين من جزيرة أوال من أرض فارس وراية من الشام فتدوم الفتنة بينهم سنة...

قال عليه السلام في خطبة له في آخر الزمان : كأني بالحجر الأسود منصوباً ها هنا، ويحهم ! إن فضيلته ليست في نَفْسِهِ بَلْ في مَوْضِعِهِ وَأُسِّه، يَمْكُثُ هاهُنَا برْهَةً ثُمَّ هاهُنَا برْهَةً – وأَشارَ إلَي البَحرَينِ -ثُمَّ يَعودُ إلي مَأواهُ ، واُمِّ مَثواهُ.

عمان في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في ذكر حروب آخر الزمان : ... ويا ويل لأهل عمان وما يحل بها من الذل والهوان وكم وقعة فيها من الأعراب فتنقطع منهم الأسباب فيقتل فيها الرجال وتسبي فيها الحريم، ويا ويل لأهل أوال مع صابون من الكافور الملعون يذبح رجالهم ويستحيي نساءهم وإني لأعرف بها ثلاث عشرة وقعة؛ الأولي بين القلعتين والثانية في الصليب والثالثة في الجنيبة والرابعة عند نوبا والخامسة عند أهل عراد وأكراد والسادسة في أوكر خارقان والكليا وفي سارو بين الجبلين وبئر حنين ويمين الكثيب وذروة الجبل ويمين شجرات النبق...

ص: 151

قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في تعداد أنصار المهدي عليه السلام : ... وستة رجال من عمان : محمد وصالح وداود وهواشب وكوش ويونس ورجل من العارة مالك ....

مما جاء في الجفر عنه عليه السلام: تزحف أمم العرب لبيعة المهدي بالرضا والرضوان، إلا تجار الدين الذين يرون منه مواقع أقدامهم، منعهم الله البصر في كتابه ، ويخالفه بعض أمراء يكنزون من الذهب والدنانير أمثال جبال تهامة، لا ينفعهم في دنياهم وفي أخراهم تكوي بها وجوههم وجنوبهم وظهورهم، هذا ما كنزتم لأنفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون، والويل يومئذٍ من المهدي وجنده لرجال قبضوا علي كراسي الملك، وعضوا عليها حتي الموت، وعند الخليج لقاء العجم أمراء، الويل لهم إن لم يدفعوها للمهدي، وفي عمان رجال ينتظرونه قبل زمانه بأزمان، في بلدهم خير وفي رجالهم ونسائهم خير إلا من نسي الله، وأهل اليمن يمنهم بيعة المهدي، منهم رجال في الملاحم لهم زئير وقفزات، يريد أعداء الله منع قدرهم، فويل لهم مما تمطرهم السماء

وفي جفر مولانا سيدنا علي : ... أهل عمان يبايعون المهدي، وهم إليه في شوق، يزيدهم ديناً وثراء وفي زمانه يخرج كنوزاً ما كان الظن يرقي أي مراقيه إليها . نساؤهم صالحات ورجالهم سماح، مؤمنوهم يزيدون ويضمحل المضمحلون، وقلوبهم بين مخصب ومجدب، وبلادهم تخصب بدعوة النبي صلي الله عليه و اله ولا يسلط عليهم عدو إلا منهم حتي يكفيهم الله برجال منهم يكونون أمراء نجباء، وجيران لهم متفرقون يجتمعون علي رجل يأمنون معه علي أنفسهم، وتمتليء الأرض حولهم ظلماً وجوراً وفتناً كقطيع الليل، حتي يدخل كل بيت خوف أو حرب، أو فتنة، وأمراء مردة، وأمناء خونة، وعرفاء فسقة، يفشوا الربا والزنا وتكتفي النساء بنساء ورجال برجال.

ولا تزال دعوة النبي صلي الله عليه و آله و سلم مبسوطة لأهل مصر أن ينكسر عدوهم وهو من خارجهم ومنهم، ويزيد جندهم فهم خير أجناد الأرض، ولأهل عمان بدوام

ص: 152

الهدي فهم أهل إيمان وهداية ما لم يمل أبرارهم إلي فجارهم، ويأتيهم المهدي يستنفر هم فينفروا فيقول لهم: صدقتم بها ولستم بها كاذبين، ومن أهل بحرين، بينهم ذوو قلوب تري بنور الله ونساء علي قدم صديقية نساء مكة خير من ركب الإبل ونساء مدينة النبي صلي الله عليه و آله و سلم...

اليمن في آخر الزمان

مما جاء في الجفر : ... وأهل اليمن يمنهم بيعة المهدي، منهم رجال في الملاحم لهم زئير وقفزات، يريد أعداء الله منع قدرهم، فويل لهم مما تمطر هم السماء ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في فتن آخر الزمان : ... والمقبلة أقبلت الفتنة إلي أرض اليمن والحجاز والصروخ مصرخة أهل العراق فلا تأمن لهم ...

عنه عليه السلام: أيها الناس، إني دعوتكم إلي الحق فتلويتم علي، وضربتكم بالدرة فأعييتموني، أما إنه سيليكم من بعدي ولاة لا يرضون منكم بهذا حتي يعذبوكم بالسياط وبالحديد، إنه من عذب الناس في الدنيا عذبه الله في الآخرة. وآية ذلك أن يأتيكم صاحب اليمن حتي يحل بين أظهركم، فيأخذ العمال وعمال العمال رجل يقال له : يوسف بن عمر.

عنه عليه السلام في تعداد رجال المهدي عليه السلام: ... وأربعة عشر من اليمن : جبير وحويش ومالك وكعب وأحمد وشيبان وعامر وعمار وفهد وعاصم وحجرش وكلثوم وجابر ومحمد ورجلان من بدو مصر : عجلان ودراج...

في كتاب الفتن لنعيم حماد: عن طاووس: تكون ثلاث رجفات: رجفة باليمن شديدة، ورجفة بالشام أشد منها ورجفة بالمشرق وهي الجاحف.

ص: 153

العراق في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... فيكدحون الجرائر ويملكون الجزائر ويحدثون كيسان ويخربون خراسان ويصرفون الحلسان ويهدمون الحصون ويظهرون المصون ويقتطفون الغصون ويفتحون العراق ويحجمون الشقاق بدم يراق فعند ذلك ترقبوا خروج صاحب الزمان...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... ثم يأمر المجري أن يروم إلي العراق مراماً ليبل من علته بها أواماً فيدركه الهلاك بلا سار دون مرامه ويحل بأهله التلف دون سقامه وستنظر العيون إلي الغلاب الأسمر اللعاب حين يجنح به جنوح الإرتياب يلقب بالحكم سيجيء بالعلم بعد ألفة العرب وحثيث الطلب، فكأني أنظر إلي الأرعش وقد هلك وولده الحدث الأبرص وقد ملك فلا تطول مدته أكثر من ساعة فما هذه الشناعة ويقتل مدرب الجميل الأحمر بعد أن يسجن الأسمر عند وصول رسل المغاربة إليه ومثولهم بين يديه ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان: ... فتشوا سرائركم واسألوا أحباركم واستدلوا بذلك علي الطريق تفوزوا الفوز العظيم والنعيم المقيم وكم يجري في العالم أعجوبات وكم فيه آيات لا لمزية وأكثر العلامات بني قنطور وملكهم العراق وأطراف الشام تفتيكم ضوية تفتيكم النساء المخدرات، أنا أكثرهم علماً وأعظمهم حلماً وذلك تقدير العزيز الحكيم، ثم يملك الأنباط الأفكة والأعراب المناسبة في فلك البصرة حتي واسط وأعمالها إلي الأهواز وأظلالها وأول خراب العراق، في أيامهم يكثر البلاء العظيم والقحط الشديد ثم يجري في عدد ذلك عجائب وأي عجائب، إذ رحل العاشر علي ديارهم وصالحوهم خوفاً من شرهم كل ذلك يكون في القرن الحادي عشر من الثلاثين يكون الفتك من فتك الجحيم واستئصال بيت الله الحرام وقتلهم

ص: 154

الخاص والعام وذلك إذا دهم البلاء الزوراء وتتصل البلايا والرزايا بالعالم فيقتل الأنباط وجبابرتها ويملكون ديارها وذراريها وكم يكون الثاني عشر في عشرها الأول ظهور الديلم واجباً وجيلان وقوم من خراسان يملكون التبريز ويؤمرون الأمير ويضطرب العراق بهم والعجب كل العجب من الأربعين إلي الخمسين من نوازل وزلازل وبراهين ودلائل إذا وقعت الواقعة بين همدان وحلوان ويقتل خلق في حلوان إلي النهروان...

قال عليه السلام في خطبة البيان: ... ثم يظهر برأس العين رجل أصفر اللون علي رأس القنطرة فيقتل عليها سبعين ألفاً صاحب محلي وترجع الفتنة إلي العراق وتظهر فتنة شهرزور وهي الفتنة الصماء والداهية العظمي والطامة الدهماء المسماة بالهلهم.

قال الراوي : فقامت جماعة وقالوا : يا أمير المؤمنين بين لنا من أين يخرج هذا الأصفر وصف لنا صفته؟ ... ويصعد جيش العراق إلي بلاد الجبل وينحدر الأصفر إلي الكوفة فيبقي فيها فيأتي خبر من الشام أنه قد قطع علي الحاج....

قال عليه السلام في حكم المهدي عليه السلام : ..... فقالوا : رضينا وبايعناك علي ذلك فيصافحهم رجلاً رجلا ً. ثم إنه بعد ذلك يظهر بين الناس فتخضع له العباد وتنقاد له البلاد ويكون الخضر ربيب دولته وأهل همدان وزراءه وخولان جنوده وحمير أعوانه ومضر قؤاده، ويكثر الله جمعه ويشتد ظهره ثم يسير بالجيوش حتي يصير إلي العراق والناس خلفه وأمامه علي مقدمته رجل اسمه عقيل وعلي ساقته رجل اسمه الحارث...

قال عليه السلام في المهدي عليه السلام : .... فقال عليه السلام : علامة خروجه ، تختلف ثلاث رايات: راية من العرب فيا ويل لمصر وما يحل بها منهم وراية من البحرين من جزيرة أوال من أرض فارس وراية من الشام فتدوم الفتنة بينهم سنة

ص: 155

ثم يخرج رجل من ولد العباس فيقول أهل العراق قد جاءكم قوم حفاة أصحاب أهواء مختلفة ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... ألا يا ويل بغداد من الري من موت وقتل وخوف يشمل أهل العراق إذا حل فيما بينهم السيف فيقتل ما شاء الله وعلامة ذلك إذا ضعف سلطان الروم وتسلطت العرب ودبت الناس إلي الفتن كدبيب النمل فعند ذلك تخرج العجمعلي العرب ويملكون البصرة ... ثم العناء عنت الخيل بأعنتها والطحناء الأقوات من كل مكان والفاتنة تفتن أهل العراق والمرحاء تمرح الناس إلي اليمن... والمنزلة نزلت الفتن بأرض العراق، والطائرة تطايرت الفتن بأرض الروم، والمتصلة اتصلت الفتن بأرض الروم، والمحربة هاجت الأكراد من شهرزور، والمرملة أرملت النساء من العراق، والكاسرة تكسرت الخيل علي أهل الجزيرة، والناحرة نحرت الناس بالشام، والطامحة طمحت الفتنة بالبصرة، والقتالة قتلت الناس علي القنطرة برأس العين، والمقبلة أقبلت الفتنة إلي أرض اليمن والحجاز، والصروخ مصرخة أهل العراق فلا تأمن لهم ...

ويصرخ إبليس لعنه الله : ألا وإن الملك في آل أبي سفيان، فعند ذلك يخرج السفياني فتتبعه مائة ألف رجل ثم ينزل بأرض العراق فيقطع ما بين جلولاء وخانقين فيقتل فيها الفجفاج فيذبح كما يذبح الكبش ثم يخرج شعيب بن صالح من بين قصب وآجام فهو أعور المخلد فالعجب كل العجب ما بين جمادي ورجب مما يحل بأرض الجزائر وعندها يظهر المفقود من بين التل يكون صاحب النصر فيواقعه في ذلك اليوم ثم يظهر برأس العين رجل أصفر اللون علي رأس القنطرة فيقتل عليها سبعين ألفاً صاحب محلي وترجم الفتنة إلي العراق وتظهر فتنة شهرزور وهي الفتنة الصماء والداهية العظمي والطامة الدهماء المسماة بالهلهم ..

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... فالحذر لك

ص: 156

الحذر من المشفق إذا ظهر بخراسان الزلازل ونزلت بهمدان النوازل فرجفت الأراجف بالعراق ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر الإمام المهدي عليه السلام : ... ويولي حبيب بن تغلب وعمارة بن قاسم وخليل بن أحمد وعبد الله بن نصر وجابر بن فلاح أقاليم اليمين والأكامل وهم من أعراب العراق ... ويولي العمار بن الحارث ومحمد بن عطاف وجمعة بن سعد وهلال بن دوادتيه وعمر بن الأسعد جزائر مليبار وأعمال العمائر وهم من غري العراق الأعلي.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر السفياني : ... ثُمَّ يَسِيرُ في سَبْعينَ ألْفاً نَحْوَ العِراق، والكُوفَة، والبَصرة. ثُمَّ يَدُورُ الاَمصارَ والاَقطارَ...

وإنَّ دِمشقَ فِسطاطُ المُسْلمين يومَئذٍ، وَهي خَي-رُ مَدينَةٍ علي وَجْهِ الاَرضِ في ذلِكَ الوقتِ، ألا وفيها آثارُ النَّبيينَ، وبَقايا الصّالحينَ، مَعْصُومَةٌ مِنَ الْفِتَنِ، مَنْصُورَةٌ عَلَي أَعْدَائِهَا، فَمَنْ. وَجَدَ السَّبيلَ إلي أن يتَّخِذَ بِها مَوْضِعًا وَلَو مَرْبَط شاةٍ فإنَّ ذَلِكَ خيرٌ من عَشرة حيطان بالمدينةِ، تنتقل أخبار العراق إليها ، ثم إن المهدي يبعث جيشاً إلي أحياء كلب، والخائب من خاب من سبي كلب.

وفي الجفر هذا النص : (... وللمهدي آية من السماء جلية وفي الأرض مثلها في السوية كف مدلاة بالخمس، ورجفات ونار وخسف وطمس، يهد الله بعض بلاد الترك هذا ويزلزلها زلزالها لما أهانوا كتاب ربها .

ثم ويل لحرستا ويلها ثم ويلها والعراق ينحسر الفرات عن كنزها، من كل لون تكنز حصباؤها ولا يناله رجالها فهو للمهدي، وكنوز مصر وأهراماتها وحده يعرف خبئها وخبي جبالها ومغاراتها بسر في نظرة حراسها، ويرجع المهدي البصر كرتين وكرتين من بين القبر والمنبر من عند الروضة والبيت الحرام فيعرف ختم المقدس وبابها والقبلة الأولي قبل الكهف وبالكهف مستقرها ...).

ص: 157

ضرب العراق بالقنبلة الذرية

وفي رواية لمولانا سيدنا علي عليه السلام في جفر بادية حماه: وتَخْرُجُ من خُراسانَ رَايَاتٌ سُودٌ فَلا يَرُدَّهَا شَيْءٌ حَتَّي تُنْصَبَ بِإِيلِيَاءَ في إِيلِيَاءَ .. واعلموا أنه تقذف العراق بيضة الهلاك كما يظهر السفياني علي الشام...

... وما البيضة؟ سرها عند علي، يعلم خبرها، ومستقرها، والقارع بها والمقروع. ويل لأقوام منها عرب وغير عرب، وليس عندي علم بها أكثر من ذا، فسلوا عنها الباب ... يعني باب مدينة العلم!!.

قال محمد عيسي بن داود: ولا شك عندي مطلقاً في أن (البيضة) هي القنبلة بشتي أنواعها .. وليس بالضرورة أن تسمي هكذا لدحوها كالبيضة إنما لأنها حشو داخل حشو يغلفه غلاف...!!

وفي رواية لسيدنا علي عن السفياني : ويغضب الله عز و جل علي السفياني وجيشه ويغضب سائر خلقه عليهم والطير في السماء ترميهم بأجنحتها وإن الجبال لترميهم بصخورها فتكون وقعة يفني فيها جيش السفياني فيعود بقيتهم إلي بلاده فيجدونها قري محطمة .

ومن المأثور في وصايا سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام لحذيفة بن اليمان : يا حذيفة : لَا تُحَدِّثِ النَّاسَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ فَيَطْغَوْا وَ يَكْفُرُوا إِنَّ مِنَ الْعِلْمِ صَعْباً شَدِيداً مَحْمِلُهُ لَوْ حَمَّلْتَهُ لْجِبَالَ عَجَزَتْ عَنْ حَمْلِهِ، إِنَّ عِلْمَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ سَيُنْكَرُ يُبْطَلُ وَ تُقْتَلُ رُوَاتُهُ وَ يُسَاءُ إِلَي مَنْ يَتْلُوهُ بَغْياً وَ حَسَداً ! .

ومن ثم كان يقول سيدنا علي عليه السلام: إن أمرنا إِنَّ أَمْرَنَا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ لَا يُقِرُّ بِهِ إِلَّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ أَوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ أَوْ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِيمَانِ، لَا يعِي حَدِيثَنَا إِلَّا حُصُونٌ حَصِينَةٌ، أَوْ صُدُورٌ أَمِينَةٌ، أَوْ أَحْلَامٌ رَزِينَةٌ. !!! يا عَجَباً كُلَّ الْعَجَبِ بَينَ جُمَادَي وَ رَجَبٍ !!

ص: 158

فقال رجل : ما هذا العجب يا أمير المؤمنين؟!

قال : ومالي لا أعجب وسبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث، ألا صوتات بينهن موتان، حصد نبات ونشر أموات واعجباً كل العجب بين جمادي ورجب !!

قال رجل: يا أميرَ المؤمنينَ، ما هذا العَجَبُ الذي لا تَزالُ تَعجَبُ مِنهُ ؟

قال : ثكلتك الأخري، مه، وأي عجب يكون أعجب منه : أموات يشربون هام الأحياء بالعراق !!.

قال محمد عيسي بن داود: وهذا لا يعني إلا فتكاً هائلاً سيحدث بالعراق يجعل الأموات تحت الأرض تفتح قبورها لتبلع رؤوس الأحياء.. وهذا لا يعني إلا ضرب العراق بالذرية أو النووية أو بسيل من أنواع عدة من الصواريخ والمواد المتفجرة والله تعالي أعلم بحقيقة ما سيكون، له غيب السموات والأرض !!.

وفي الجفر عنه عليه السلام : ... وينذر الروم بإطلاق سراح موت فتاك محبوس بقنينة عجيبة، فينذرهم المهدي سلاحا اسمه الصارخ له صوت الزلزال، ويأكل هام البشر كقذف البركان لمن رأي البركان، نارا هائلة من باطن الأرض، تخرج من مكمن ومخبأ ، وتطير في السماء عالياً جداً، ثم تهبط بموت ينزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر، وله نار لا تبقي ولا تذر، ينادي علي الروم أنها لواحة لمن غدر، فيطلب ملك الروم الهدنة ويأبي المهدي إلا أن يدخل بلده، فيصالح المهدي علي العطاء، ولا يبقي في بلد الروم أسير إلا خرج، وعلموا لو غدروا هذها وجعل أعاليها أسافلها ...

الكوفة والحيرة في آخر الزمان

عن حبة العرني قال : خرج أمير المؤمنين عليه السلام إلي الحيرة فقال : لتَّصِلَنَّ هذِهِ بِهذِهِ - وَأَوْ مَأَ بِيَدِهِ اِلَي الْكُوفَةِ وَالْحِيرَةِ - حَتّي يُباعَ الذِراعُ بَيْنَهُما بِدَنانِيرَ،

ص: 159

وَلَيُبْنَيَنَّ في الْحِيرَةِ مَسْجِدٌ لَهُ خَمْسُمِائَةِ بَابٍ يُصَلِّي فِيهِ خَلِيفَةُ الْقَائِمِ، لاَِنَّ مَسْجِدَ الْكُوفَةِ لَيَضِيقُ منهم، وليصلين فيه إثنا عشر إماماً عدلاً.

قلت : يا أمير المؤمنين ويسع مسجد الكوفة هذا الذي تصف الناس يومئذ؟

قال : تبني له أربع مساجد: مسجد الكوفة أصغرها وهذا ومسجدان في طريق الكوفة من هذا الجانب، وأومي بيده نحو نهر البصرة والغريين .

قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ : يُقْتَلُ يَوْمَئِذٍ السُّفْيَانِيُّ مَنْ مَعَهُ حَتَّي لاَ يُتْرَكُ مِنْهُمْ مُخْبِرٌ، وَ الْخَائِبُ يَوْمَئِذٍ مَنْ خَابَ مِنْ غَنِيمَةِ كَلْبٍ، ثُمَّ يُقْبِلُ إِلَي الْكُوفَةِ فَيَكُونُ مَنْزِلُهُ بِهَا، فَلَا يَتْرُكُ عَبْدًا مُسْلِمًا إِلَّا اشْتَرَاهُ وَأَعْتَقَهُ وَلَا غارماً إِلاَّ قَضَي دينه ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردها ولا يقتل منهم عبد إلا أَدَّي ثَمَنَهُ، دِيَةً مُسَلَّمَةً إِلَي أَهْلِهِا وَ لاَ يُقْتَلُ قَتِيلٌ إِلاَّ قَضَي عَنْهُ دَيْنَهُ وَ أَلْحَقَ عِيَالَهُ فِي الْعَطَاءِ،حَتَّي يَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ عُدْوَاناً وَ يَسْكُنُ هُوَ وَ أَهْلُ بَيْتِهِ الرُّحْبَةَ و الرُّحْبَةُ إِنَّمَا كَانَتْ مَسْكَنَ نُوحٍ وَ هِيَ أَرْضٌ طَيِّبَةٌ وَ لاَ يَسْكُنُ الرَّجُلُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَ لاَ يُقْتَلُ إِلاَّ بِأَرْضٍ طَيِّبَةٍ زَاكِيَةٍ،فَهُمُ الْأَوْصِيَاءُ الطَّيِّبُونَ.

في البحار عن غيبة الشيخ بإسناده عن أمير المؤمنين عليه السلام ، في حديث له حَتَّي اِنْتَهَي إِلَي مَسْجِدِ اَلْكُوفَةِ وَ كَانَ مَبْنِيّاً بِخَزَفٍ، دِنَانٍ وَ طِينٍ ، فَقَالَ عليه السلام وَيْلٌ لِمَنْ هَدَمَكَ، وَوَيْلٌ لِمَنْ سَهَّلَ هَدْمَكَ، وَوَيْلٌ لِبَانِيكَ بالمطبوخ، المغيِّ-رِ قِبْلَةَ نُوحٍ، طُوبَي لمنْ شَهِدَ هَدْمَكَ مَعَ قَائِمِ أَهْلِ بَيْتِي أُولَئِكَ خِيَارُ اَلْأُمَّةِ مَعَ أَبْرَارِ اَلْعِتْرَةِ .

قال عليه السلام في خطبة البيان : ... آه آه ألا يا ويل لكوفانكم هذه وما يحل فيها من السُّفْيَانِيُّ في ذلك الزمان، يأتي إليها من ناحية هجر بخيل سباق تقودها أسود ضراغمة وليوث قشاعمة أول اسمه «ش»، إذا خرج الغلام الأشر فيأتي إلي البصرة فيقتل ساداتها ويسبي حريمها فإني لأعرف بهاكم وقعة تحدث بها وبغيرها، وتكون بها وقعات بين تلول وآكام فيقتل بها اسم ويستعبد بها صنم ثم

ص: 160

يسير فلا يرجع إلا بالجرم فعندها يعلو الصياح ويقتحم بعضها بعضاً ، فيا ويل لكوفانكم من نزوله بداركم، يملك حريمكم ويذبح أطفالكم ويهتك نساءكم، عمره طويل وشره غزير ورجاله ضراغمة وتكون له وقعة عظيمة.

ألا وإنها فتن يهلك فيها المنافقون والقاسطون والذين فسقوا في دين الله تعالي وبلاده ولبسوا الباطل علي جادة عباده فكأني بهم قد قتلوا أقواماً تخاف الناس أصواتهم وتخاف شرهم فكم من رجل مقتول وبطل مجدول يهابهم الناظر إليهم، قد تظهر الطامة الكبري فيلحقوا أولها آخرها، ألا وإن لكوفانكم هذه آيات وعلامات وعبرة لمن اعتبر، ألا وإن السفياني يدخل البصرة ثلاثة دخلات يذل العزيز ويسبي فيها الحريم، ألا يا ويل المؤتفكة وما يحل بها من سيف مسلول وقتيل مجدول وحرمة مهتوكة، ثم يأتي إلي الزوراء الظالم أهلها فيحول الله بينها وبين أهلها فما أشد أهلها بينه وبينها وأكثر طغيانها وأغلب سلطانها ...

في البحار عن الإمام الباقر عليه السلام قال أمير المؤمنين عليه السلام : ... فيا عجباً وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة بالتلبية: لبيك لبيك يا داعي الله ، قد تخللوا بسكك الكوفة قد شهروا سيوفهم علي عواتقهم ليضربوا بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأولين والآخرين حتي ينجزهم الله ما وعدهم في قوله عز وجل: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَيٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا ۚ يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا» (النور: 55] أي يبعدوني آمنين لا يخافون أحداً في عبادي، ليس عندهم تقية، وإن لي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة وأنا صاحب الرجعات والكرات وصاحب الصولات والنقمات والدولات العجيبات ...

الحسن الحلي قال: من خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام تسمي المخزون عن آخر الزمان جاء فيها : ... ثم يبعث الله من كل أمة فوجاً ليريهم

ص: 161

ما كانوا يوعدون، فيومئذ تأويل هذه الآية : «وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ» (النمل: 83] والوزع : خفقان أفئدتهم.

ويسير الصديق الأكبر براية الهدي، والسيف ذي الفقار والمخصرة حتي ينزل أرض الهجرة مرتين وهي الكوفة، فيهدم مسجدها ويبنيه علي بنائه الأول، ويهدم ما دونه من دور الجبابرة، ويسير إلي البصرة حتي يشرف علي بحرها، ومعه التابوت، وعصا موسي عليه السلام، فيعزم عليه فيزفر في البصرة زفرة فتصير بحراً لجياً. (فيغرقها) لا يبقي فيها غير مسجدها كجؤجؤ السفينة علي ظهر الماء.

الشيخ النعماني رحمه الله بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام حدث عن أشياء تكون بعده إلي قيام القائم (عجل الله تعالي فرجه الشريف) فقال الحسين عليه السلام يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَتَي يُطَهِّرُ اللَّهُ الْأَرْضَ مِنَ الظَّالِمِينَ؟

فقال أمير المؤمنين عليه السلام : لَا يُطَهِّرُ اللَّهُ الْأَرْضَ مِنَ الظَّالِمِينَ حَتَّي يُسْفَكَ الدَّمُ الْحَرَامُ ثُمَّ ذَكَرَ أَمْرَ بَنِي أُمَيَّةَ وَ بَنِي الْعَبَّاسِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ثُمَّ قَالَ إِذَا قَامَ الْقَائِمُ بِخُرَاسَانَ وَ غَلَبَ عَلَي أَرْضِ كُوفَانَ وَ المُلْتَانَ وَ حازَ جَزِيرَةَ بَنِي كَاوَانَ وَ قَامَ مِنَّا قَائِمٌ بِجِيلَانَ وَ أَجَابَتْهُ الْآبُرُ وَ الدَّيْلَمَ وَ ظَهَرَتْ لِوَلَدِي رَايَاتُ التُّرْكِ مُتَفَرِّقَاتٍ فِي الْأَقْطَارِ وَ الْجَنَاتِ وَ كَانُوا بَيْنَ هَنَاتٍ وَ هَنَاتٍ إِذَا خَرِبَتِ الْبَصْرَةُ وَ قَامَ أَمِيرُ الْإِمْراء بِمِصْرَ فَحَكَي عليه السلام حِكَايَةً طَوِيلَةً ...

قال عليه السلام في حديث عن آخر الزمان: .... ثُمَّ يَرْجِعُ إلي دِمَشْقَ، وَقَدْ دانَت لَهُ الخَلْقُ، فَيُجَيِّشُ جَيْشَاً إلي المدِينَة إلي المَشْرِقِ فيقتل بالزَّوراءِ سَبْعِينَ أَلْفاً وَيَبْقُر بُطُونَ ثَلاثَمائَة امْرأةٍ، حامل ويَخْرُجُ الجَيْشُ إلي كوفانكم هذه فكم من باكٍ وباكية فيقتل بها خَلْقٌ كَثِيرٌ .

في رواية لسيدنا علي عليه السلام يقول فيها : (آيَاتٌ وَ عَلَامَاتٌ) أَوَّلُهُنَّ إِحْصَارُ الْكُوفَةِ بِالرَّصَدِ وَ الْقذف، وَ تَحْرِيف الزَّوَايَا فِي سِكَكِ الْكُوفَةِ، وَ تَعْطِيلُ الْمَسَاجِدِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، وَ كَشْفُ الْهَيْكَلِ وَ خْفِقُ رَايَاتٌ تهتز حَوْلَ الْمَسْجِدِ الْأَكْبَرِ، الْقَاتِلُ وَ الْمَقْتُولُ فِي النَّارِ.

ص: 162

البصرة في آخر الزمان

الإمام علي عليه السلام في خطبة ذكر فيها أحوال الناس المقبلة :فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ لَا تَقُومُ لَهَا قَائِمَةٌ وَلَا تُرَدُّ لَهَا رَايَةٌ تَأْتِيكُمْ مَزْمُومَةً مَرْحُولَةً يَحْفِزُهَا قَائِدُهَا وَيَجْهَدُهَا رَاكِبُهَا أَهْلُهَا قَوْمٌ شَدِيدٌ كَلَبُهُمْ قَلِيلٌ سَلَبُهُمْ يُجَاهِدُهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَوْمٌ أَذِلَّةٌ عِنْدَ الْمُتَكَبِّرِينَ فِي الْأَرْضِ مَجْهُولُونَ وَفِي السَّمَاءِ مَعْرُوفُونَ فَوَيْلٌ لَكِ يَا بَصْرَةُ عِنْدَ ذَلِكِ مِنْ جَيْشٍ مِنْ نِقَمِ اللَّهِ لَا رَهَجَ لَهُ وَلَا حَسَّ وَسَيُبْتَلَي أَهْلُكِ بِالْمَوْتِ الْأَحْمَرِ وَالْجُوعِ الْأَغْبَرِ.

عنه عليه السلام في وصف مدينة البصرة: وآيم الله، ليأتين عليها زمان لا يري منها إلا شرفات مسجدها في البحر مثل جُؤُجُؤُ السَّفِينَةِ.

- نهج البلاغة - من كلام له عليه السلام في ذم أهل البصر بعد وقعة الجمل: كأني بمسجدكم كجؤجؤ سفينة، قد بعث الله عليها العذاب من فوقها ومن تحتها، وغرق من في ضمنها .

وفي رواية : وَ ايْمُ اللَّهِ لَتُغْرَقَنَّ بَلْدَتُكُمْ حَتّي كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلي مَسْجِدِها كَجُؤْجُوءِ سَفِينَةٍ أَوْ نَعامَةٍ جاثِمَةٍ.

وفي رواية : كجُؤجُؤ طَيرٍ في لُجَّةِ بَحرٍ.

وفي رواية أخري : كأنّي أنظُرُ إلي قَريَتِكُم هذهِ قد طَبَّقَها الماءُ ، حتّي ما يُري مِنها إلاّ شُرَفَ المَسجِدِ، كأنّهُ جُؤجُؤ طَيرٍ في لُجَّةِ بَحرٍ.

قال ابن أبي الحديد : والصحيح أن المخبر به قد وقع، فإن البصرة غرقت مرتين : مرة في أيام القادر بالله ، ومرة في أيام القائم بأمر الله ، غرقت بأجمعها ولم يبق منها إلا مسجدها الجامع بارزاً بعضه كجؤجؤ الطائر، حسب ما أخبر به أمير المؤمنين عليه السلام ، جاءها الماء من بحر فارس من جهة الموضع المعروف الآن بجزيرة الفرس، ومن جهة الجبل المعروف بجبل السنام، وخربت دورها، وغرق كل ما في ضمنها، وهلك كثير من أهلها.

ص: 163

وأخبار هذين الغرقين معروفة عند أهل البصرة، يتناقلها خلفهم عن سلفهم.

عنه عليه السلام فيما يخبر به عن الملاحم بالبصرة : يَا أَحْنَفُ، كَأَنِّي بِهِ وَقَدْ سَارَ بِالْجَيْشِ الَّذِي لاَ يَكُونُ لَهُ غُبَارٌ وَلاَ لَجَبٌ، وَلاَ قَعْقَعَةُ لُجُم، وَلاَ حَمْحَمَةُ خَيْل يُثِيرُونَ الاَْرْضَ بِأَقْدَامِهِمْ كَأَنَّهَا أَقْدَامُ النَّعَامِ.

ثم قال عليه السلام: ويل لسكككم العامرة، والدور المزخرفة التي لها أجنحة كأجنحة النسور، وخراطيم كخراطيم الفيلة ! مِنْ أُولئِكَ الَّذِينَ لا يُنْدَبُ قَتِيلُهُمْ، وَلا يُفْقَدُ غَائِبُهُمْ. أَنَا كَابُّ الدُّنْيَا لِوَجْهِهَا، وَقَادِرُهَا بِقَدْرِهَا، وَنَاظِرُهَا بِعَيْنِهَا .

قال عليه السلام في خطبة الطتنجية : ... وذلك إذا دهم البلاء الزوراء وتصل البلايا والرزايا بالعالم فيقتل الأنباط وجبابرتها ويملكون ديارها وذراريها وكم يكون الثاني عشر في عشرها الأول ظهور الديلم واجباً وجيلان وقوم من خراسان يملكون التبريز ويؤمرن الأمير ويضطرب العراق بهم والعجب كل العجب من الأربعين إلي الخمسين من نوازل وزلازل وبراهين ودلائل إذا وقعت الواقعة بين همدان وحلوان ويقتل خلق في حلوان إلي النهروان. ويزول ملك الديلم ، يملكها أعرابي وهو عجمي اللسان يقتل صالحي ذلك العصر وهو أول الشاهد، ثم في العشر الثالث من الثلاثين تقبل الرايات من شاطيء جيحون لفارس ونصيبين، تترادف إليهم رايات العرب فينادي بلسانهم بقدر مجري السحاب ونقصان الكواكب وطلوع القطر التالي الجنوب كغراب الأبنور وزلازل وهبات و آيات، هنالك يوضح الحق ويزول البلاء ويعز المؤمن ويذل الكافر المخالف ويملك بحار الكوفة البريء منهم لا المتغلبين فئ، ألا إنهم طغاة مردة فراعنة وتكون بنواحي البصرة حركة لست أذكرها ويظهر العرب علي العجم ويعدلون بالأهواز من دون الناس وكم أشياء أخفيتها لا يطيقها الوعي ولا يصبر علي حملها وأمور قد أهملتها خوفاً أن يقال: متي علمتها؟..

قال عليه السلام في حديث : ثم يقوم مِنَّا قَائِمٌ بِجِيلَانَ يعينه المشرقي في دفع

ص: 164

شيعة عثمان ويجيبه الأبر والديلم ويجدون منه النوال والنعم وترفع لولدي النود والرايات ويفرقها في الأقطار والحرمات ويأتي إلي البصرة ويخربها ويعمر الكوفة ويوربها.

قال عليه السلام في حديث : ثم إنه عليه السلام قال : آه آه ألا يا ويل لكوفانكم هذه وما يحل فيها من السفياني في ذلك الزمان، يأتي إليها من ناحية هجر بخيل سباق تقودها أسود ضراغمة وليوث قشاعمة أول اسمه ش، إذا خرج الغلام الأشر فيأتي إلي البصرة فيقتل ساداتها ويسبي حريمها فإني لأعرف بهاكم وقعة تحدث بها وبغيرها، وتكون بها وقعات بين تلول وآكام فيقتل بها اسم ويستعبد بها صنم ثم يسير فلا يرجع إلا بالجرم فعندها يعلو الصياح ويقتحم بعضها بعضاً ، فيا ويل لكوفانكم من نزوله بداركم، يملك حريمكم ويذبح أطفالكم ويهتك نساءكم، عمره طويل وشره غزير ورجاله ضراغمة وتكون له وقعة عظيمة ...

ألا يا ويل البصرة وما يحل بها من الطاعون ومن الفتن يتبع بعضها بعضاً وإني لأعرف وقعات عظام بواسط ووقعات مختلفات بين الشط والمجينبة ووقعات بين العوينات ...

ألا يا ويل بغداد من الري من موت وقتل وخوف يشمل أهل العراق إذا حل فيما بينهم السيف فيقتل ما شاء الله وعلامة ذلك إذا ضعف سلطان الروم وتستطت العرب ودبت الناس إلي الفتن كدبيب النمل فعند ذلك تخرج العجم علي العرب ويملكون البصرة...

ألا وإن أول السنين إذا انقضت سنة مائة وثلاثة وستين سنة توقعوا أول الفتن فإنها نازلة عليكم ثم يأتيكم في عقبها الدهماء تدهم الفتن فيها والغزو تغزو بأهلها والسقطاء تسقط الأولاد من بطون أمهاتهم والكسحاء تكسح فيها الناس من القحط والمحن والفتناء تفتن بها من أهل الأرض، والنازحة تنزح بأهلها إلي الظلم، والغمراء تغمر فيها الظلم، والمنفية نفت منهم الإيمان، والكراء كرت عليهم الخيل من كل جهة، والبرشاء يخرج فيها الأبرش من

ص: 165

خراسان، والسؤلاء يخرج فيها ملك الجبال إلي جزائر البحر يقهرهم ثم يؤيدهم الله بالنصر عليه، ثم تخرج بعد ذلك العرب ويخرج صاحب علم أسود علي البصرة فتقصده الفتيان إلي الشام ...

ألا وإن السفياني يدخل البصرة ثلاث دخلات يذل العزيز ويسبي فيها الحريم، ألا يا ويل المؤتفكة وما يحل بها من سيف مسلول وقتيل مجدول وحرمة مهتوكة، ثم يأتي إلي الزوراء الظالم أهلها فيحول الله بينها وبين أهلها فما أشد أهلها بينه وبينها وأكثر طغيانها وأغلب سلطانها.

قال عليه السلام في حديث: ثم يملك الأنباط الأفكة والأعراب المناسبة في فلك البصرة حتي واسط وأعمالها إلي الأهواز وأظلالها وأول خراب العراق.

في البحار عن جابر بن عبد الله عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ وَ كَانَ خَادِمَ رَسُولِ اَللَّهِ صَلَّي اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ قَالَ: لَمَّا رَجَعَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ من قِتَالِ أَهْلِ اَلنَّهْرَوَانِ نَزَلَ بَرَاثَا وَ كَانَ بِهَا رَاهِبٌ فِي قَلاَّيَتِهِ وَ كَانَ اِسْمُهُ اَلْحُبَابَ ...، إلي أن قال : حتي يبلغ بهم الجهد ثم يعود عليهم ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلا سخطها وأهلك وأسخط أهلها، وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع فعند ذلك يكون هلاك البصرة ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها واسط فيفعل مثل ذلك ثم يتوجه نحو بغداد فيدخل عفواً ثم يلتجيء الناس إلي الكوفة ولا يكون بلد من الكوفة تشوش له الأمر، ثم يخرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري فيلقاهما السفياني فيهزمهما ثم يقتلهما، ويتوجه جيش نحو الكوفة فيستعبد بعض أهلها ويجيء رجل من أهل الكوفة فيلجئهم إلي سور فمن لجا إليها أمن، ويدخل جيش السفياني إلي الكوفة فلا يدعون أحداً إلا قتلوه وإن الرجل منهم ليمر بالدرة المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها ويري الصبي الصغير فيلحقه فيقتله ، فعند ذلك يا حباب يتوقع بعدها هيهات هيهات وأمور عظام وفتن كقطع الليل فاحفظ عني ماأقول لك.

قال عليه السلام في حديث : ثم يظهر الجريء الحالك من البصرة في شرذمة بني

ص: 166

غمرة يقدمهم إلي الشام وهو مدحش فيتابعه علي الخديعة الأرعش ثم يصحبه بالجيش العرموم إلي عرصة، فما أسرع ما يسلمه بعد فتنته فيروم الجري إلي العراق ليتبدل غليله من الإشراق فيهلكه الهلاك بالأنبار قبل مرامه، ويغيض علي أهلها السقام من فضول سقامه وستنظر العيون إلي الغلام الأسمر الدعاب حين تجنح به جنوح الإرتياب، يلقب بالحاكم ويسجن بالعلائم بعد إلفة العرب وإرسال حثيث الطلب مقارنة الدمار من بين صحاري الأنبار...

عن القمي في قوله تعالي : «وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوي» [النجم: 53): المؤتفكة البصرة والدليل علي ذلك قول أمير المؤمنين عليه السلام : يا أهل البصرة يا أهل المؤتفكة يا جند المرأة وأتباع البهيمة رغا فأجبتم وعقر فانهزمتم ماؤكم زعاق وأحلامكم وفاق وفيكم ختم النفاق ولعنتم علي لسان سبعين نبياً، إن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و أخبرني أن جبرئيل أخبره أنه طوي له الأرض فرأي البصرة أقرب الأرضين إلي الماء وأبعدها من السماء وفيها تسعة أعشار الشر والداء العضال المقيم فيها بذنب والخارج منها [متدارك] برحمة وقد انتفكت بأهلها مرتين وعلي الله تمام الثالثة، وتمام الثالثة في الرجعة.

قال عليه السلام في خطبة المخزون: ... ويسير الصديق الأكبر براية الهدي، والسيف ذي الفقار والمخصرة حتي ينزل أرض الهجرة مرتين وهي الكوفة ، فيهدم مسجدها ويبنيه علي بنائه الأول، ويهدم ما دونه من دور الجبابرة، ويسير إلي البصرة حتي يشرف علي بحرها، ومعه التابوت، وعصا موسي عليه السلام ، فيعزم عليه فيزفر في البصرة زفرة فتصير بحراً لجياً، (فيغرقها) لا يبقي فيها غير مسجدها كجؤجؤ السفينة علي ظهر الماء.

الحسن الحلي قال: من خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام تسمي المخزون عن آخر الزمان جاء فيها: ... ثم يبعث الله من كل أمة فوجاً ليريهم ما كانوا يوعدون، فيومئذٍ تأويل هذه الآية : «وَ يَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآياتِنا فَهُمْ يُوزَعُونَ» [النمل: 83] والوزع : خفقان أفئدتهم.

ص: 167

الزوراء في آخر الزمان

الزوراء: قال الأزهري : ومدينة الزوراء ببغداد في الجانب الشرقي، وقال غيره : الزوراء مدينة أبي جعفر المنصور، وهي في الجانب الغربي، وهو أصح مما ذهب إليه الأزهري بإجماع أهل السير، والزوراء: دار بناها النعمان بن المنذر بالحيرة، قال ابن السكيت : وحدثني من رآها وزعم أن أبا جعفر المنصور هدمها.

والزوراء: موضع عند سوق المدينة قرب المسجد، قال الداودي : هو مرتفع كالمنارة. وقيل : بل الزوراء سوق المدينة نفسه .

قال ابن السكيت : .. الزوراء ماء لبني أسد، وقال الأصمعي: الزوراء هي رصافة هشام وكانت للنعمان وفيها كان يكون، وإليها كانت تنتهي غنائمه، وكان عليها صليب لأنه كان نصرانياً، وكان يسكنها بنو حنيفة، وكانت أدني بلاد الشام إلي الشيخ والقيصوم.

قال بطليموس في كتاب الملحمة : مدينة الزوراء طولها مائة وخمس درجات، وعرضها تسع وثلاثون درجة، وهي في الإقليم الخامس، طالعها تسع درجات من العقرب، لها شركة من الدبران تحت خمس عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، بيت ملكها مثلها من الحمل، قلت: لا أدري أنا هذه الزوراء أين موقعها وما أظنها إلا في بلاد الروم .

كشف اليقين : عن إمامنا علي بن أبي طالب عليه السلام أنه قال في بعض خطبه : اَلزَّوْرَاءُ وَ مَا أَدْرَاكَ مَا اَلزَّوْرَاءُ ؟ أرضٌ ذاتُ أثلٍ، يُشَيَّدُ فيهَا البُنيانُ ، ويَكثُرُ فيهَا السُّكّانُ ، ويَكونُ فيها مهارِمُ وخُزّانٌ ، يَتَّخِذُها وُلدُ العَبّاسِ مَوطناً ، ولِزُخرُفِهِم مَسكَناً ، تَكونُ لَهُم دارُ لَهوٍ ولَعِبٍ ، يَكونُ بِهَا الجَورُ الجائِرُ ،

ص: 168

وَالحَيفُ المُحيفُ ، وَالأَئِمَّهُ الفَجَرَهُ ، وَالقُرّاءُ الفَسَقَهُ ، وَالوُزَراءُ الخَوَنَهُ ، تَخدِمُهُم أبناءُ فارِسَ وَالرّومُ.

لا يَأتَمِرونَ بَينَهُم بِمَعروفٍ إذا عَرَفوهُ ، ولا يَنتَهونَ عَن مُنكَرٍ إذا أنكَروهُ ، تَكتَفِي الرِّجالُ مِنهُم بِالرِّجالِ ، وَالنَّساءُ بِالنِّساءِ ، فَعِندَ ذلِكَ الغَمُّ الغَميمُ ، وَالبُكاءُ الطَّويلُ ، وَالوَيلُ وَالعَويلُ لِأَهلِ الزَّوراءِ مِن سَطَواتِ التُّركِ ، وما هُمُ التُّركُ ؟ قَومٌ صِغارُ الحَدَقِ ، وُجوهُهُم كَالمَجانِّ المُطَرَّقَهِ ، لِباسُهُم الحَديدُ ، جُردٌ مُردٌ ، يَقدَمُهُم مَلِكٌ يَأتي مِن حَيثُ بَدَأَ مُلكُهُم ، جَهوَرِيُّ الصَّوتِ، قَوِيُّ الصَّولَهِ، عالِي الهِمَّهِ ، لا يَمُرُّ بِمَدينَهٍ إلّا فَتَحَها ، ولا تُرفَعُ لَهُ رايَهٌ إلّا نَكَسَها ، الوَيلُ الوَيلُ لِمَن ناواهُ ! فَلا يَزالُ كَذلِكَ حَتّي يَظفَرَ.

قال عليه السلام في خطبة الطنجية : ... وذلك إذا دهم البلاء الزوراء وتتصل البلايا والرزايا بالعالم فيقتل الأنباط وجبابرتها ويملكون ديارها وذراريها وكم يكون الثاني عشر في عشرها الأول ظهور الديلم واجباً وجيلان وقوم من خراسان يملكون التبريز ويؤمرون الأمير ويضطرب العراق بهم والعجب كل العجب من الأربعين إلي الخمسين من نوازل وزلازل وبراهين ودلائل إذا وقعت الواقعة بين همدان وحلوان، ويقتل خلق في حلوان إلي النهروان.

ويزول ملك الديلم، يملكها أعرابي وهو عجمي اللسان يقتل صالحي ذلك العصر وهو أول الشاهد، ثم في العشر الثالث من الثلاثين يقبل الرايات من شاطيء جيحون لفارس ونصيبين، تترادف إليهم رايات العرب فينادي بلسانهم بقدر مجري السحاب ونقصان الكواكب وطلوع القطر التالي الجنوب كغراب الأبنور وزلازل وهبات و آيات، هنالك يوضح الحق ويزول البلاء ويعز المؤمن ويذل الكافر المخالف ويملك بحار الكوفة البريء منهم لا المتغلبين في، ألا إنهم طغاة مردة فراعنة وتكون بنواحي البصرة حركة لست أذكرها ويظهر العرب علي العجم ويعدلون بالأهواز من دون الناس وكم أشياء أخفيتها لا يطيقها الوعي ولا يصبر علي حملها وأمور قد أهملتها خوفاً أن يقال : متي علمتها؟..

ص: 169

كفاية الأثر عن علقمة بن قيس قال : خطبنا أمير المؤمنين علي منبر الكوفة خطبة اللؤلؤة قال فيما قال في آخرها : أَلا وَإنِّي ظَاعِنٌ عَنْ قَرِيبٍ، وَمُنْطَلِقٌ إِلَي الْمَغِيبِ فَارْتَقِبُوا الفِتْنَةَ الأمَويَّةَ، وَالْمَمْلَكَةَ الكِسْرَوِيَّةَ، وَإمَاتَةَ مَا أَحْيَاهُ اللهُ، وَإِحيَاءَ مَا أَمَاتَهُ اللهُ، وَاتَّخِذُوا صَوَامِعَكُمْ بُيُوتَكُمْ، وَعَضُّوا عَلَي مِثْلِ جَمْرِ الغَضَا، فَاذْكُرُوا اللهَ ذِكراً كَثِيراً، فَذِكْرُهُ أَكْبَرُ لَوْ كَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.

ثم قال: ووَتُبْنَي مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا الزَّوْرَاءُ بَيْنَ دِجْلَةَ وَدُجَيْلٍ وَالفُرَاتِ فَلَوْ رَأَيْتُمُوهَا مُشَيَّدَةً بِالجَصِّ وَالآجُرِّ مُزَخْرَفَةً بِالذَّهَبِ وَالفِضَّةِ وَاللازَوَرْدِ وَالْمَرْمَرِ وَالرُّخَامِ وَأَبْوَابِ العَاجِ وَالأبَنُوسِ وَالْخِيَمِ وَالقُبَابِ وَالشَّارَاتِ، وَقَدْ عُلِّبتْ بِالسَّاجِ وَالعَرْعَرِ وَالصَّنَوْبَرِ وَشُيِّدَتْ بِالقُصُورِ، وَتَوَالَتْ عَلَيْهَا مُلْكُ بِني شَّيْصَبَانِ، أَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ مَلِكاً فِيهُمُ السَّفَّاحُ وَالْمِقلاصُ والْجَموح وَالْخَدُوعُ وَالْمُظَفَّرُ وَالْمُؤَنَّثُ وَالنَظَّارُ وَالكَبْشُ وَالْمَهْتُورُ وَالعَشَّارُ وَالْمُصْطَلمُ وَالْمُستصْعَبُ وَالعَلامُ وَالرَهْبَانِيُّ وَالْخَلِيعُ وَالسَيَّارُ وَالْمُترِفُ وَالكَدِيدُ وَالأكْتَبُ وَالْمُتْرَفُ وَالأكْلَبُ وَالوَسِيمُ وَالظَلامُ وَالعَيُّوقُ، وَتُعْمَلُ القُبَّةُ الغَبْرَاءُ ذَاتُ الفلاةِ الْحَمْرَاء في عَقِبِهَا قَائمُ الْحَقِّ يُسْفِرُ عَنْ وَجْهِهِ بَيْنَ الأقَالِيمِ كَالقَمَرِ المُضِيء بَيْنَ الكَوَاكِبِ الدُّرِّيَّة. أَلا وَإِنَّ لِخُرُوجِهِ عَلامَاتٍ عَشرة أَوَّلُهَا طلوع الكَوْكَبِ ذِي الذَّنَبِ، وَيُقَارِبُ مِنَ الْحَادي، وَيَقَعُ فِيهِ هَرْجٌ وَمَرْجٌ وَشَغَبٌ، وَتِلْكَ عَلامَاتُ الْخِصْبِ، وَمِنَ العَلامَةِ إلي العَلامَةِ عَجَبٌ. فَإِذَا انْقَضَتِ العَلامَاتُ العَشرُ إِذْ ذَاكَ يَظْهَرُ بِنَا القَمَرُ الأزْهَرُ، وَتَمَّتْ كَلِمَةُ الإخْلاصِ للهِ عَلَي التّوْحِيدِ.

قال عليه السلام في حديث عن آخر الزمان: ...ثُمَّ يَرْجِعُ إلي دِمَشْقَ، وَقَدْ دانَت لَهُ الخَلْقُ، فَيُجَيِّشُ جيشاً إلي المدينة وجَيْشُ المَشْرِقِ فَيَقْتُلُ بالزوراء سَبْعِينَ أَلْفاً، وَيَبْقُر بُطُونَ ثَلاثَمائَة إمرأة حامل ويخرج الجيش إلي كوفاكم هذه فكم من باكٍ وباكية فيقتل بها خلق كثير.

قال عليه السلام في خطبة الباين : ... ألا وإنها فتن يهلك فيها المنافقون والقاسطون والذين فسقوا في دين الله تعالي وبلاده ولبسوا الباطل علي جادة

ص: 170

عباده فكأني بهم قد قتلوا أقواماً تخاف الناس أصواتهم وتخاف شرهم فكم من رجل مقتول وبطل مجدول يهابهم الناظر إليهم، قد تظهر الطامة الكبري فيلحقوا أولها آخرها، ألا وإن لكوفانكم هذه آيات وعلامات وعبرة لمن اعتبر ، ألا وإن السفياني يدخل البصرة ثلاث دخلات يذل العزيز ويسبي فيها الحريم، ألا يا ويل المؤتفكة وما يحل بها من سيف مسلول وقتيل مجدول وحرمة مهتوكة، ثم يأتي إلي الزوراء الظالم أهلها فيحول الله بينها وبين أهلها فما أشد أهلها بينه وبينها وأكثر طغيانها وأغلب سلطانها ...

قال عليه السلام في حديث : ألا إن في المقادير من القرن العاشر سيهبط علج بالزوراء من بني قنطور بأشرار وأي أشرار وكفار أي كفار وقد سلبت الرحمة من قلوبهم وكلفهم الأمل إلي مطلوبهم فيقتلون الأبله ويأسرون الأكمه ويذبحون الأبناء ويستحيون النساء ويطلبون شذاذ بني هاشم ليساقوا معهم في الغنائم وتستضعف فتنتهم الإسلام وتحرق نارهم الشام فأهاً لحلب بعد حصارهم وآهاً لخرابها بعد دمارهم وستروي الظباء من دمائهم أياماً وتساق سباياهم فلا يجدون لهم عصاماً .

قال عليه السلام في خطبة البيان في وصف صاحب الراية الصفراء في آخر الزمان: ... مديد الظهر قصير الساقين سريع الغضب يواقع إثنتين وعشرين وقعة وهو شيخ كردي بهي طويل العمر تدين له ملوك الروم ويجعلون خدودهم وطاءهم علي سلامة من دينه وحسن يقينه ، وعلامة خروجه بنيان مدينة الروم علي ثلاثة من الثغور تجدد علي يده ثم يخرب ذلك الوادي الشيخ صاحب السراق المستولي علي الثغور ثم يملك رقاب المسلمين وتنضاف إليه رجال الزوراء وتقع الواقعة ببابل فيهلك فيها خلق كثير ويكون خسف كثير وتقع الفتنة بالزوراء ويصيح صائح: إلحقوا بإخوانكم بشاطيء الفرات وتخرج أهل الزوراء كدبيب النمل فيقتل بينهم خمسون ألف قتيل وتقع الهزيمة عليهم فيلحقون الجبال ويرجع باقيهم إلي الزوراء ثم يصيح صيحة ثانية فيخرجون فيقتل منهم

ص: 171

كذلك فيصل الخبر إلي أرض الجزائر فيقولون الحقوا بإخوانكم فيخرج منهم رجل أصفر اللون ويسير في عصائب إلي أرض الخط وتلحقه أهل هجر وأهل نجد ثم يدخلون البصرة فتعلق به رجالها ولم يزل يدخل من بلد إلي بلد حتي يدخل مدينة حلب وتكون بها وقعة عظيمة فيمكثون فيها مائة يوم ثم إنه يدخل الأصفر الجزيرة ويطلب الشام فيواقعه وقعة عظيمة خمسة وعشرين يوماً ويقتل فيما بينهم خلق كثير ويصعد جيش العراق إلي بلاد الجبل وينحدر الأصفر إلي الكوفة فيبقي فيها فيأتي خبر من الشام أنه قد قطع علي الحاج، فعند ذلك يمنع الحاج جانبه فلا يحج أحد من الشام ولا من العراق ويكون الحج من مصر ثم ينقطع بعد ذلك ويصرخ صارخ من بلد الروم أنه قد قتل الأصفر فيخرج إلي الجيش بالروم في ألف سلطان وتحت كل سلطان مائة ألف مقاتل صاحب سيف محلي وينزلون بأرض أرجون قريب مدينة السوداء ثم ينتهي إلي جيش المدينة الهالكة المعروفة بأم الثغور التي نزلها سام بن نوح فتقع الواقعة علي بابها فلا يرحل جيش الروم عنها حتي يخرج عليهم رجل من حيث لا يعلمون ومعه جيش فيقتل منهم مقتلة عظيمة وترجع الفتنة إلي الزوراء فيقتل بعضهم بعضاً ثم تنتهي الفتنة فلا يبقي غير خليفتين يهلكان في يوم واحد فيقتل أحدهما في الجانب الغربي والآخر في الجانب الشرقي فيكون ذلك فيما يسمونه أهل الطبقة السابعة فيكون في ذلك خسف كثير وكسوف واضح فلا ينهاهم ذلك عما يفعلون من المعاصي ...

بغداد في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام : ....... ألا يا ويل بغداد من الري من موت وقتل وخوف يشمل أهل العراق إذا حل فيما بينهم السيف فيقتل ما شاء الله وعلامة ذلك إذا ضعف سلطان الروم وتستطت العرب ودبت الناس إلي الفتن كدبيب النمل فعند ذلك تخرج العَجَمُعَلَي العَربِ و يَملِكُونَ البَصرَةَ ...

ص: 172

عن أمير المؤمنين عليه السلام: لَا يَقُومُ الْقَائِمُ حَتَّي تُفْقَأَ عَيْنُ الدُّنْيَا وَ تَظْهَرَ الْحُمْرَهًُْ فِي السَّمَاءِ وَ تِلْكَ دُمُوعُ حَمَلَهًِْ الْعَرْشِ عَلَي أَهْلِ الْأَرْضِ وَ حَتَّي يَظْهَرَ فِيهِمْ اقَوْامٌ لا خَلاقَ لَهُمْ يَدْعُونَ لِوَلَدِي وَ هُمْ بِرَاءٌ مِنْ وَلَدِي، تلك عصابة ردية، عَلَي الْأَشْرَارِ مُسَلَّطَةٌ وَ لِلْجَبَابِرَةِ مُفَتِّنَةٌ وَ لِلْمُلُوكِ مُبِيرَةٌ، تَظْهَرُ فِي سَوَادِ الْكُوفَةِ يَقْدُمُهُمْ رَجُلٌ أَسْوَدُ اللَّوْنِ وَ الْقَلْبِ رَثُّ الدِّينِ لَا خَلَاقَ لَهُ، مُهَجَّنٌ زَنِيمٌ تَدَاوَلَتْهُ أَيْدِي الْعَوَاهِرِ مِنَ الْأُمَّهَاتِ مِنْ شَرِّ نَسْلٍ لَا سَقَاهَا اللَّهُ الْمَطَرَ من سَنَةِ إِظْهَارِ غَيْبَةِ الْمُتَغَيِّبِ مِنْ وَلَدِي صَاحِبِ الرَّايَةِ الْحَمْرَاءِ وَ الْعَلَمِ الْأَخْضَرِ أَيُّ يَوْمٍ لِلْمُخَيَّبِينَ بَيْنَ الْأَنْبَارِ وَ هِيتَ ذَلِكَ يَوْمٌ فِيهِ صَيْلَمُ الْأَكْرَادِ وَ خَرَابُ دَارِ الْفَرَاعِنَةِ وَ مَسْكَنِ الْجَبَابِرَةِ وَ مَأْوَي الْوُلَاةِ الظَّلَمَةِ وَ أُمَّ الْبِلَادِ وَ أُخْتِ الْعَادِ تِلْكَ وَ رَبِّ عَلِيٍّ يَا عَمْرَو ب ن سَعْدٍ بَغْدَادُ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَي الْعُصَابةِ مِنْ بَنِي أُمَيَّةَ وَ بَنِي الْعَبَّاسِ الْخَوَنَةِ الَّذِينَ يَقْتُلُونَ الطَّيِّبِينَ مِنْ وُلْدِي وَ لَا يُرَاقِبُونَ فِيهِمْ ذِمَّتِي وَ لَا يَخَافُونَ اللَّهَ فِيمَا يَفْعَلُونَهُ بِحُرْمَتِي إِنَّ لِبَنِي الْعَبَّاسِ يَوْماً كَيَوْمِ الطَّمُوحِ وَ لَهُمْ فِيهِ صَرْخَةٌ كَصَرْخَةِ الْحُبْلَي الْوَيْلُ الِشِيعَةِ وُلْدِ الْعَبَّاسِ مِنَ الْحَرْبِ الَّتِي منَحَ بَيْنَ نَهَاوَنْدَ وَ الدِّينَوَرِ تِلْكَ صَعَالِيكِ الشِيعَةِ يَقْدُمُهُمْ رَجُلٌ مِنْ هَمْدَانَ اسْمُهُ عَلَي اسْمِ النَّبِيِّ صلي الله عليه و آله و سلم مَنْعُوتٌ مَوْصُوفٌ بِاعْتِدَالِ الْخَلْقِ وَ نَضَارَةِ اللَّوْنِ لَهُ فِي صَوْتِهِ ضِحك وَ فِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ وَ فِي عُنُقِهِ سَطَح فْرَقُ الشَّعْرِ مُفَلَّجُ الثَّنَايَا عَلَي فَرَسِهِ كَبَدْرٍ التَمَامٍ تَجَلَّي عِنْدَ الغمَامِ يَسِيرُ بِعِصَابَةٍ خَيْرِ عِصَابَةٍ أَوَتْ وَ تَقَرَّبَتْ وَ دَانَتْ لِلَّهِ بِدِينِ تِلْكَ الْأَبْطَالِ مِنَ الْعَرَبِ الَّذِينَ يَلْحَقُونَ حَرْبَ الْكَرِيهَةِ وَ الدَّبْرَةُ يَوْمَئِذٍ عَلَي الْأَعْداءِ إِنَّ لِلْعَدُوِّ يَوْمَ ذلكَ الصَّيْلَمَ وَ الِاسْتِئْصَالَ. انتهي .

عن أمير المؤمنين عليه السلام : يَا حُبَابُ يَكُونُ شُرْبُكَ مِنْ هَذِهِ الْعَيْنِ أَمَا إِنَّهُ يَا حُبَابُ سَتُبْنَي إِلَي جَنْبِ مَسْجِدِكَ هَذَا مَدِينَةٌ تَكْثُرُ الْجَبَابِرَةُ فِيهَا وَ يعْظُمُ الْبَلَاءُ حَتَّي إِنَّهُ لَيُرْكَبُ فِيهَا كُلَّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ سَبْعُونَ أَلْفَ فَرْجٍ حَرَامٍ فَإِذَا عَظُمَ بَلَاؤُهُمْ سدُّوا عَلَي مَسْجِدِكَ بِقنطْرةٍ ثُمَّ بتوه لَا يَهْدِمُهُ إِلَّا كَافِرٌ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ مُنِعُوا الْحَجَّ ثَلَاثَ سِنِينَ وَ احْتَرَقَتْ خُضْرُهُمْ وَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ السَّفْحِ لَا يَدْخُلُ

ص: 173

بَلَداً إِلَّا أَهْلَكَهُ وَ أَهْلَكَ أَهْلَهُ ثُمَّ لَيَعُودُ عَلَيْهِمْ مَرَّةً أُخْرَي ثُمَّ يَأْخُذُهُمُ الْقَحْطُ وَ الْغَلَاءُ ثَلَاثَ سِنِينَ حَتَّي يَبْلُغَ بِهِمُ الْجَهْدُ ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِمْ ثُمَّ يَدْخُلُ الْبَصْرَةَ فَلَا يَدَعُ فِيهَا قَائِمَةً إِلَّا سَخِطَهَا وَ أَهْلَكَ وَ أَسْخَطَ أَهْلَهَا وَ ذَلِكَ إِذَا عُمِّرَتِ الْخَرِبَةُ وَ بُنِيَ فِيهَا مَسْجِدٌ جَامِعٌ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَكُونُ هَلَاكُ الْبَصْرَةِ ثُمَّ يَدْخُلُ مَدِينَةً بَنَاهَا الْحَجَّا يُقَالُ لَهَا وَاسِطٌ فَيَفْعَلُ مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ يَتَوَجَّهُ نَحْوَ بَغْدَادَ فَيَدْخُلُ عَفْواً ثُمَّ يَلْتَجِئُ النَّاسُ إِلَي الْكُوفَةِ وَ لَا يَكُونُ بَلَدٌ مِنَ الْكُوفَةِ تَشَوَّشَ له الْأَمْرُ ثُمَّ يَخْرُجُ هُوَ وَ الَّذِي أَدْخَلَهُ بَغْدَادَ نَحْوَ قَبْرِي فَيَتَلَقَّاهُمَا السُّفْيَانِيُّ فَيَهْزِمُهُمَا ثُمَّ يَقْتُلُهُمَا وَ يُوَجِّهُ جَيْش نَحْوَ الْكُوفَةِ فَيَسْتَعْبِدُ بَعْضَ أَهْلِهَا وَ يَجِي ءُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ فَيُلْجِئُهُمْ إِلَي سُورٍ فَمَنْ لَجَأَ إِلَيْهَا أَمِنَ وَ يَدْخُلُ جَيْشُ السُّفْيَانِيِّ إِلَي الْكُوفَةِ فَلَا يَدَعُونَ أَحَداً إِلَّا قَتَلُوهُ وَ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْهُمْ لَيَمُرُّ بِالدُّرَّةِ الْمَطْرُوحَةِ الْعَظِيمَةِ فَلَا يَتَعَرَّضُ لَهَا وَ يَرَي الصَّبِيَّ الصَّغِيرَ فَيَلْحَقُهُ فَيَقْتُلُهُ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَا حُبَابُ يُتَوَقَّعُ بَعْدَهَا هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ وَ أُمُورٌ عِظَامٌ وَ فِتَنٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ فَاحْفَظْ عَنِّي مَا أَقُولُ لَكَ .

الموصل في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... وأما موصل فتهلك أهلها من الجوع والغلاء وأما الهرات يخربها المصري وأما القرية تخرب من الرياح وأما حلب تخرب من الصواعق وتخرب الإنطاكية من الجوع والغلاء والخوف وتخرب الصعالية من الحوادث وتخرب الخط من القتل والنهب ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... قيل : يا أمير المؤمنين أذكر لنا الأسوار، فقال : تجدد سور بالشام والعجوز والحران يبني عليهما سوران وعلي واسط سور والبيضاء يبني عليها سور والكوفة يبني عليها سوران وعلي شوشتر سور وعلي أرمنية سور وعلي موصل سور...

معاشر الناس ألا وإنه إذا ظهر السفياني تكون له وقائع عظام فأول وقعة

ص: 174

بحمص ثم بحلب ثم بالرقة ثم بقرية سبأ ثم برأس العين ثم بنصيبين ثم بالموصل وهي وقعة عظيمة ثم تجتمع إلي الموصل رجال الزوراء ومن ديار يونس إلي اللخمة وتكون وقعة عظيمة يقتل فيها سبعين ألفاً ويجري علي الموصل قتال شديد يحل بها ثم ينزل إلي السفياني ويقتل منهم ستين ألفاً وإن فيها كنوز قارون ولها أحوال عظيمة بعد الخسف والقذف والمسخ وتكون أسرع ذهاباً في الأرض من الوتد الحديد في أرض الرجف قال : ولا يزال السفياني يقتل كل من إسمه محمد وعلي وحسن وحسين وفاطمة وجعفر وموسي وزينب وخديجة ورقية بغضاً وحنقاً لآل محمد صلي الله عليه و اله و سلم .

قال عليه السلام في تعداد حروب المهدي عليه السلام : ... ويولي وثاب بن حبيب وموسي بن نعمان وعباس بن محفوظ ومحمد بن حسان والحسين بن شعبان جزائر الأندلس وإفريقية وهم من نواحي الموصل... ويولي نصير بن أحمد وعباس بن نفيل وطايع بن مسعود أعمال الموصل ومصادر الأرمن ومن قري فرهان...

قال عليه السلام في تعداد رجال المهدي عليه السلام : ... ورجلان من الموصل: هارون وفهد...

الرقة في آخر الزمان

الرقة : بفتح أوله وثانيه وتشديده ، وأصله كل أرض إلي جنب واد ينبسط عليها الماء، وجمعها رقاق، وقال غيره : الرقاق الأرض اللينة التراب.

وقال الأصمعي : الرقاق الأرض اللينة من غير رمل، وهي مدينة مشهورة علي الفرات، بينها وبين حران ثلاثة أيام، معدودة في بلاد الجزيرة لأنها من جانب الفرات الشرقي، طول الرقة أربع وستون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة، في الإقليم الرابع، ويقال لها الرقة البيضاء .

ص: 175

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... وكأني بالنساء وهن مردفات علي ظهور الخيل خلف العلوج خيلهن تلوح في الشمس والقمر فينتهي الخبر إلي القائم فيسير إلي ملك الروم في جيوشه فيواقعه في أسفل الرقة بعشرة فراسخ فتصبح بها الوقعة حتي يتغير ماء الشط بالدم وينتهي جانبها بالجيف الشديدة فيهزم ملك الروم إلي الإنطاكية فيتبعه المهدي إلي فئة العباس تحت القطوار فيبعث ملك الروم إلي المهدي ويؤدي له الخراج فيجيبه إلي ذلك علي أن لا يروح من بلد الروم ولا يبقي أسير عنده إلا أخرجه إلي أهله فيفعل ذلك ويبقي تحت الطاعة...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر السفياني : ... فلا يزال يدخل بلداً بعد بلد إلآ واقع أهلها فأول وقعة تكون بحمص ثم بالرقة ثم بقرية سبأ وهي أعظم وقعة يواقعها بحمص ثم يرجع إلي دمشق ...

مصر في آخر الزمان

قال محمد عيسي بن داود : وفي جفر مولانا علي عليه السلام، عبارات وبشريات لأهل مصر الذين صبروا ولأمة العرب الذي تتزعمهم لأن زعامتها لهم من أقدارها ثم للأمة الإسلامية جمعاء، لأنه حان أوان الدور العالمي .. ويكفي من البحر قطرات..

(... صحابي مصر يعيد لها الصحابة بأنوارها .. ويرسو بها علي برها بعدما تواخي الناس علي الفجور وتهاجروا علي الدين إلا من رحم بها)!!

وإذا فاضت اللئام بأرضها غارت السماء لكنانتها، بعدما غار الصدق وفاض الكذب وصار العفاف عجباً فزلزل زلزالها وبعد دهر قام لها قائمها صاحب لا رهج له ولا حس بعدما كان ملء السمع والبصر اسمه معروف بالحسن موصوف، ينشل مصر من شجرة الحنظل ومن عين عين له نداء

ص: 176

مبغوض كرائحة الثوم، يخرج وسيده بهوان بعدما صال يهود علي الكنانة صيال كلب عقور، فيوقظ الصحابي أهلها من سبات ويبعثهم الله بعث الأموات، فلكل أجل كتاب ولكل غيبة إياب، يفلق صحابي مصر الأمر فلق الخرزة ليصدق رائد أهله وليجمع شمله وليقوم بقدره.

مصر مدد وسند ممسوكة بيد المؤمن وتغدو للمهدي جناحه الأيمن بعدما تقوم جموع ...

مصر سند المهدي، ويعضهم البلاء حتي يقولوا ما أطول هذا العناء. يسميها اليهود عدوهم الذي بالجنوب .. لهم البشري بدخول القدس بعدما يسرج الله فيها السراج المنير، صحابياً يغدو فيها علي مثال الصالحين ليحل فيها ربقا - أي : الخيط - ويعتق فيها عتقاً، ويصدع شعباً، ويشعب صدعاً، لا يبصره أحد وهو معهم، يلبس للحكمة جنتها ، وهي عند نفسه ضالته التي يطلبها، يصبر صبر الأولياء ويرفع الراية السوداء، والذي فلق الحبة وبرأ النسم أنه للممهد للمهدي.

وهو عالي القد أحمر الخد مليح الصورة يغير اسم الجد.. حسن السريرة أهدب الشعر حديد النظر .. صحيح الفكر لحيته بيضاء فيها جمال ونور ... ونصفه العلوي أحسن من السفلي معروف للقوم لكنه في خفاء.

وروت أم المؤمنين مريم أنها مبشرة بإسلام مصر ولا يخرج الإسلام من مصر إلي يوم الدين، ويمتحن أهلها ببلايا القرون ويكون منهم الأئمة والعلماء ، يختص الله بفضله من يشاء، وقد علمت أن منبر المهدي الأعظم في آخرالزمان يكون من مصر، ويبسط له البساط رجل بأسه حديد وقلبه شديد، يفتح الله له فتوح العارفين ويلهمه إلهام المحدثين، يرفع الحسام ذي الأسرار والأنوار، ويخرجه من غمده الذي نام فيه القرون ويبرز الكوكب ذو القرون.

وفي جفر سيدنا علي عليه السلام: ويدور زمان علي الكنانة يفجر بها الفاجر

ص: 177

ويغدر بها الغدر ويلحد فيها أقوام يقولون إن هي إلا أرحام تدفع وأرض تبلع وما يهلكنا إلا الدهر، ويمحو الله الخاسر بالظافر خلط صالحاً وسيئاً، يقتله قاتل وهو علي كرسي جيشه وتروح المفاتيح لحسن، وتري ما تري الكنانة حرب في السر من يهود يبغون لجندها الهلاك ينثرون بأرضها الموت غباراً نثراً ويذرون بالذاريات ليلاً ونهاراً، حتي نيلها، ابنه الأول كان يفخر أنه أطاع نبياً ، أخبر أن في الجنة نهراً استودعه الله مصر فلم يبدل أو يسيء به شراً يريد اليهود، سكب الوباء به سكباً، وتملأ الأرض نسوة عاريات ونصف عاريات، وكاسيات يري الفاجر منهن ما يشاء، ونساء مؤمنات قانتات صالحات، وتكثر المساجد ويزيد وينقص الراكع بها والساجد، ويطوي أهل الكنانة القلونب علي الصلاح فيغير الله ما تبعوا نداء حي علي الفلاح، واقرأوا إن شئتم : «لَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ(105) إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَغا لِّقَومٍ عَبِدِينَ (106)» [الأنبياء: 105-106).

هم خير من غيرهم من العرب يكرمهم الله بوفادتهم آل البيت برازخ من الجنة تفوح منها كرامة وعزة لمن يخرج سيف النبي صلي الله عليه و آله و سلم من غمده ، تري نعت الصلاح في سيما وجهه وتظهر دولته وبيت المقدس في غلواء محنته «وَ الرَّاسِخُونَ فيِ الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كلُ ٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا» [آل عمران : 7) !!!.

وفي الجفر : ... ويعود مع صحابي مصر، وجمع ابن مصر قبله لقاضي إسرائيل مع قاضي القدس، لكن إسرائيل تعلو بالفساد والنفير والنار، والعرب غثاء كغثاء السيل كما أخبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ، فيخرج صاحب مصر من خفاء وصمت طويل، ويفتح كهف الأسرار وينادي بالثار الثار، ويمهد للمهدي، وإنما الناس مع الملوك والدنيا، والدين مع الغرباء، فطوبي لهم حتي يخرج لهم مهدي آل البيت، بعد ما يزلزل الله أرض الحمر المسروقة، ويتمني الناس العدل ...

وفي جفر مولانا وسيدنا علي عليه السلام إشارة صريحة يقول: ألا وبشروا أهل

ص: 178

مصر بأنهم يدخلون القدس، ولهم مع القدس موعد، وصاحب مصر يمهد للمهدي سلطانه، ألا ستكون ثارات عظيمة ، وعصبات يقتل بعضهم بعضاً، وتكون فتن يخرب منازل وديار وتتحرك عروش عن مواطنها ، عجباً لكم يا أهل مصر يجبر الله كسركم وينجز مواعيدكم ويغني عائلكم ويقضي مغرمكم ويرتق فتقكم ما دمتم في سبيل الله مرابطين، ألا أنها ستكون فتنة في فلسطين تتردد في البلاد تردد الماء في القرية ويكون قلب مصر مع المظلوم وأياديها موثقة بأغلال حتي يخرج صاحب مصر فيمهد للمهدي سلطانه في القدس.

وفي الجفر : ... جند مصر يكسرون رقبة إسرائيل الكذاب، ويثقبون السد في الأرض المباركة لما أحمد، وصدق محمد وجرب النعجة أن يكون أسداً فوضع يده بيد سادات أنور وأظلم سنوات ويقضي الله أمراً، وتنفصم عري بيوت العرب، ويبصق بعضهم نحوه بعض، وألسنتهم تكون ناراً علي بعض في رق منشور يفرح له قلب إسرائيل ورأسها ..

تكون بيوت العرب قبل المهدي غرفاً ممزقة، والملابس مهتكة يتكلمون في وقت يكذب فيهم الكذاب، ويخون الخائن ويؤتمن ربيب النساء، ورأس كبير تتردد في كل مكان، ولا يمكث فوق الأرض، يطير كالطير، ولا يرسو في بر، في عهد وليس ليهودي عهد. زمانه أمر المسجد الأقصي يشتد، وتكسر الجبال أحجاراً ، دور اللصوص كما تنبأ عيسي ابن مريم، وتكون القدس ناراً.. صاحب مصر العلامات و آيته عجب لها أمارات، قلبه حسن ورأسه محمد ويغير اسم الجد، إن فأعلم أن المهدي سيطرق أبوابكم، فقبل أن يقرعها طيروا إليه في قباب السحاب، ومنه زحفاً وحبواً علي الثلج...

وفي جفر مولانا الإمام جعفر الصادق عليه السلام: من مقدمات وإرهاصات إقتراب عهد المهدي عليه السلام : «... لاَ يَخْرُجُ اَلْمَهْدِيُّ علي ما يَشَآءَ اللهُ وهو فَعَّالٌ لِمَا يَشَآءَ إلا إذا الْمُلْكُ قبيلتان مِنَ آل قَارُونَ بِأَيْدِيهِمْ خزائنها تَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ ، كلها ذَهَبٍ ثقيل المتاعب غزير المطالب يَأْتِيهِ - كَما قَالَ أَمِيرُ اَلْمُؤْمِنِينَ

ص: 179

علي - أهل المشارق وأهل المغارب والقبيلتان والمقبلون يقتسمانه ما بين سالب وناهب ولا يناله الغائب. يقوم عليه شرار خلق الله فمن ناطحهم مفاتيحه واجهوه بمقابلة أخيهم قارون «انَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَي عِلْمٍ عِنْدِي» [القصص : 78] فمنهم (آل قارون) ومنهم (إخوة قارون) وكلهم لهذا منكرون.

اهواز و خراسان في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في فتن آخر الزمان: ... فإذا قام القائم عليه السلام بخراسان الذي أتي من الصين وملتان، وجه السفياني في الجنود إليه فلم يغلبوا عليه ثم يقوم منا قائم بجيلان يعينه المشرقي في دفع شيعة عثمان ويجيبه الآبر والديلم ويجدون منه النوال والنعم وترفع لولدي النود والرايات ويفرقها في الأقطار والحرمات ...

في غيبة النعماني عنه عليه السلام: أن أمير المؤمنين عليه السلام حدث عن أشياء تكون بعده إلي قيام القائم فقال الحسين عليه السلام: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَتَي يُطَهِّرُ اللَّهُ الْأَرْضَ مِنَ الظَّالِمِينَ؟

فقال عليه السلام: لا يُطَهّرُ اللهُ الْأَرْضَ مِنَ الظَّالِمِينَ حَتَّي يُسْفَكَ الدَّمُ الْحَرَامُ ، ثُمَّ ذَكَرَ أمرَ بني أُميَّةَ وبني العبّاسِ في حديثٍ طَويلٍ - ثمَّ قال: إذا قامَ القائمُ بَخُراسانَ، وَغَلَبَ علي أرضِ كوفانَ والمُلْتانَ، وجازَ جَزيرَةَ بَني كاوَانَ، وَقامَ مِنَّا قائمٌ بِجيلانَ، وأَجابَتْهُ الآبِرُ والدَّيْلَم وَظَهَرَتْ لِوَلَدي راياتُ التُّرْكِ مُتفَرِّقاتٍ في الأقْطارِ والخباتِ، وَكانوا بَيْنَ هَنَاتٍ وهناتٍ ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنْ طَاعَةِ المشفق إذا ظهر بخراسان الزلازل ونزلت بهمدان النوازل فرجفت الأراجف بالعراق وتاحم الكفر عند العناق وشمل الشام الخلاف وحجب عن أهله الإنصاف وصال دحداح السواحل علي الثغور ...

ص: 180

أحمد بن محمد بن سعيد، عن محمد بن الفضل بن إبراهيم بن قيس، عن الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمونة، عن معمر بن يحيي، عن داود الدجاجي، عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله عز وجل : «فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ» [مريم: الآية 37] فقال : انتظروا الفرج في ثلاث، فقيل : يا أمير المؤمنين وما هن؟

قال : اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان، فقيل له : وما الفزعة في شهر رمضان؟

فقال : أوما سمعتم قول الله عز و جل في القرآن : «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّماءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْناقُهُمْ لَها خاضِعِينَ» [الشعراء: 4] هي آيةٌ تُخْرِجُ الفتاةَ مِن خِدرِها، وتُوقظُ النائم، وتُفْزِعُ اليقظان.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر الإمام المهدي عليه السلام : ... ويلي عروة بن مطلوب وإبراهيم بن معروف العراق الأيسر وهما من أهواز ...

قال أمير المؤمنين عله السلام في ذكر السفياني : ... ثم يملك الأنباط الأفكة والأعراب المناسبة في فلك البصرة حتي واسط وأعمالها إلي الأهواز وأظلالها وأول خراب العراق ... ألا إنهم طغاة مردة فراعنة وَ تَكوُنُ بنَواحِي البصَرةِ حَركةٌ لَستُ اَذكُرَها وَ يَظهَرُ العَرَبُ عَلَي العَجَمِ وَ يَعدِلُونَ بِالاَهوازِ مِن دُونِ النّاسِ ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر آخر الزمان : ... الأمْرُ لَهُم حتّي يَقْتُلوا قَتيلَهُم، ويتَنافَسوا بَينَهُم، فإذا كانَ ذلكَ بَعثَ اللَّهُ علَيهِم أقْواماً مِن المَشرِقِ فقَتَلوهُم بَدَداً ، وأحْصَوهُم عَدَداً. واللَّهِ ، لا يَمْلِكونَ سَنَهً إلّا مَلَكْنا سَنتَينِ ، ولا يَمْلِكونَ سَنتَينِ إلّا مَلَكْنا أربَعاً .

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر آخر الزمان: ... إنّي سِبطٌ من الأسْباطِ اُقاتِلُ علي حقٍّ لِيَقومَ ولَن يقومَ ، والأمرُ لَهُم ، فإذا كَثُروا فَتَنافَسوا فقَتَلوا قَتيلَهُم

ص: 181

بَعثَ اللَّهُ علَيهِم أقْواماً مِن أهلِ المَشرِقِ، فقَتَلَهُم بَدَداً . والله ، لا يَمْلِكونَ سَنهً إلّا مَلَكْنا سَنَتَينِ .

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر آخر الزمان: ... إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، ليبين اليوم من أمر العرب أمرة كان يكتمه.

قال : وغَضِبَ علي غَضَباً شَدِيداً فقَالَ : مَن يَعذرْوني من هؤلاءِ الضَياطِرَةِ؟ ! يَتَمَرَّغُ أَحَدُهُمْ عَلَي حَشَايَاهُ، وَيُهَجِّرُ قَوْمٌ لِذِكْرِ اللَّهِ، فَيَأْمُرُونِي أَنْ أَطْرُدَهُمْ , فَأَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ! وَالَّذِي فَلَقَ الْحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسَمَةَ لقد سَمِعْتُ محمداً صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: والله، لَيَضْرِبُنَّكُمْ عَلَي الدِّينِ عَوْدًا كَمَا ضَرَبْتُمُوهُمْ عَلَيْهِ بَدْءًا .

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر آخر الزمان : ... كَأَنِّي بِالْعَجَمِ فَسَاطِيطُهُمْ فِي مَسْجِدِ الْكُوفَةِ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ الْقُرْآنَ كَمَا أُنْزِلَ.

وفي رواية لمولانا سيدنا علي عليه السلام في جفر بادية حماة : ويأفك كاهن اليهود الإفك الأكبر ويعلو بناء كنيس اليهود بحجر أزفر والقتل بيوح في أهل الدار دائم لا يفتر، فتخرج من القلوب مسيرات الرايات تنصر الله في قدس الله و يَخْرُجُ مِنْ خُرَاسَانَ رَايَاتٌ سُودٌ فلَا يَرُدُّهَا شَيْءٌ حَتَّي تُنْصَبَ في إيلياء..

واعلموا أنه تقذف العراق ببيضة الهلاك كما يظهر السفياني علي الشام.

وعن سيدنا علي بن أبي طالب عليه السلام فيما أخرج نعيم بن حماد في الفتن أنه قال : يخرج رجل قبل المهدي من أهل بيته بالمشرق يحمل السيف علي عاتقه ثمانية أشهر ويتوجه إلي بيت المقدس فلا يبلغه حتي يموت .

سلاح أهل خراسان في آخر الزمان

في جفر سيدنا علي عليه السلام: ... وتهيج جموع أصحاب الرايات السوداء، وينصبون ناراً عظيمة اسمها صارخ، ويهددون أعداء الله بمعادن

ص: 182

كثيرة، أخلاطاً مثل الدائرة وأشكال كثيرة، سهام طول الجبال في قلبها لهب يخترق الأرض ويفسد الماء والهواء، ولا يترك حياً إلا أكله، كالحمحمة يتركه يغدو رماداً تذروه الرياح، إن لم تدفنوه، وتطلب نساء اليهود الزوج فلا يجدونه إلا من خارج يهود، ولا يكون عشرون إمرأة أمام قيم واحد.

يجتمعون في خلة من الأرض يذلهم الله ويضرب عليهم الهوان والمسكنة، فلا تثور لهم ثائرة إلا طعناً في الظهر، ينتظرون الدجال وهو شر غالب، ينتظروا ألوفاً منهم يؤمنون لهم عقل ودين، يغدون في يوم وليلة مع سلطان المهدي .

وفي جفر سيدنا علي عليه السلام : .. والذي فَلَقَ الحَبَّةَ، وبَرَأَ النَّسْمَةَ راية الله معها رايات لا تطوي منذ نشرت بأمر الله ، ورِجَالٌ كأَنَّ قُلُوبَهُمْ أصلب من اَلْحَدِيدِ، لو حملوا علي الجبال لأزالوها، لا يقصدون براياتهم وسلاحهم بلدة اليهود إلا خربوها، كَانَ عَلَي مراكبهم العقبان تَطِيرُ، يحبون المهدي أكثر من أَنفُسَكُمْ حب أصحاب محمد لمحمد صلي الله عليه و آله و سلم، يحفون به يقونه بأنفسهم، يُوقِنُونَ أن الله فاتح له ما أراد.

همدان في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان: ... ثم قال عليه السلام: الويل للديلم وأهل شاهون وعجم لا يفقهون، تراهم بيض الوجوه سود القلوب نائرة الحروب، قاسية قلوبهم سود ضمائرهم، الويل ثم الويل لبلد يدخلونها وأرض يسكنونها، خيرهم طامس وشرهم لامس، صغيرهم أكثر هماً من كبير هم تلتقيهم الأحزاب ويكثر فيما بينهم الضراب وتصحبهم الأكراد وأهل الجبال وسائر البلدان وتضاف إليهم أكراد همدان...

قال أمير المؤمنين عليه السلام من نوازل وزلازل وبراهين ودلائل إذا وقعت الواقعة بين همدان وحلوان ويقتل خلق في حلوان إلي النهروان...

ص: 183

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... الْوَيْلُ لِشِيعَةِ وُلْدِ الْعَبَّاسِ مِنَ الْحَرْبِ الَّتِي منح بَيْنَ نَهَاوَنْدَ وَ الدِّينَوَرِ ، تِلْكَ صَعَالِيكِ شِيعَةِ يَقْدُمُهُمْ جُلٌ مِنْ هَمْدَانَ اسْمُهُ عَلَي اسْمِ النَّبِيِّ صلي الله عليه و آله و سلم، مَنْعُوتٌ مَوْصُوفٌ بِاعْتِدَالِ الْخَلْقِ ونَضَارَةِ اللَّوْنِ،لَهُ فِي صَوْتِهِ ضِحك وَ فِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ وَ فِي عُنُقِهِ سَطَعٌ، فْرَقُ الشَّعْرِ مُفَلَّجُ الثَّنَايَا،عَلَي فَرَسِهِ كَبَدْرٍ تَمَامٍ تَجَلَّي عِنْدَ الظَّلَامِ يَسِير بِعِصَابَةٍ خَيْرِ عِصَابَةٍ أَوَتْ و تَقَرَّبَتْ وَ دَانَتْ الِلَّهِ بِدِينِ تِلْكَ الْأَبْطَالِ مِنَ الْعَرَبِ الَّذِينَ يَلْحَقُونَ حَرْبَ الْكَرِيهَةِ وَ الدَّبْرَةُ يَوْمَئِذٍ عَلَي الْأَعْدَاءِ إِنَّ لِلْعَدُوِّيَوْمَ ذَاكَ الصَّيْلَمَ وَ الِاسْتِئْصَالَ. انتهي .

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر الإمام المهدي عليه السلام : ... فقالوا: رضينا وبايعناك علي ذلك فيصافحهم رجلاً رجلاً . ثم إنه بعد ذلك يظهر بين الناس فتخضع له العباد وتنقاد له البلاد ويكون الخضر ربيب دولته وأهل همدان وزراءه وخولان جنوده وحمير أعوانه ومضر قواده ...

قيل : يا أمير المؤمنين أذكر لنا الأسوار.

فقال : تجدد سور بالشام والعجوز والحران يبني عليهما سوران وعلي واسط سور والبيضاء يبني عليها سور والكوفة يبني عليها سوران وعلي شوشتر سور وعلي أرمنية سور وعلي موصل سور وعلي همدان سور وعلي ورقة سور وعلي ديار يونس سور وعلي حمص سور وعلي مطردين سور وعلي الرقطاء سور وعلي الرهبة سور وعلي دير هند سور وعلي القلعة سور...

تركيا في آخر الزمان

وفي الجفر عنه عليه السلام: ... وللمهدي آية من السماء جلية وفي الأرض مثلها في السوية كف مدلاة بالخمس، ورجفات ونار وخسف وطمس، يهد الله بعض بلاد الترك هذا ويزلزلها زلزالها لما أهانوا كتاب ربها .

ص: 184

ثم ويل لحرستا ويلها ثم ويلها والعراق ينحسر الفرات عن كنزها، من كل لون تكنز حصباؤها ولا يناله رجالها فهو للمهدي، وكنوز مصر وأهراماتها وحده يعرف خبئها وخبي جبالها ومغاراتها بسر في نظرة حراسها، ويرجع المهدي البصر كرتين وكرتين من بين القبر والمنبر من عند الروضة والبيت الحرام فيعرف ختم المقدس وبابها والقبلة الأولي قبل الكهف وبالكهف مستقرها ....

قال محمد عيسي بن داود : فهذا الزلزال بالذات يقع في تركيا الشرقية لا الغربية، وهو الجاحف لأنه مصيبة عظمي.. وقد وقع بالفعل ... وهد بلاد الترك هداً لما عصوا الله عز و جل وأصبحت تركيا الآن مرتعاً للمواخير والفساد والتعدي علي كتاب الله عز و جل والتصدي لأي تيار إسلامي حتي ولو معتدلاً...

فزلزلها الله عز و جل عليهم.. وفي صحيح الجامع للسيوطي بسنده عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «سيكونُ في آخرِ الزمانِ خَسْفُ وقذفٌ ومَسْخٌ ، إذا ظَهَرَتِ المعازِفُ والقَيْناتُ واسْتُحِلَّتِ الخمْرُ».. والظهور هنا لا يعني أنها لم تكن ظاهرة.. إنما يعني علوها والتسابق إليها والإطراء علي أصحابها وعلوها كأنها دين يأخذ علي الإنسان وقته بدل التسابيح والصلوات وتلاوة القرآن آناء الليل وأطراف النهار ..

وفي الجفر عنه عليه السلام : .. فوالله إنه لقادم وإن أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلي نوع من الترك فيهزمهم، ثم يسير إلي الشام فيفتحها . وله بعوث ود إلي حيث قال جده صلي الله عليه و آله و سلم «تَعَلَّمَوا ولو في الصين» ...

وقال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل : ... فعندها تضطرب الملائكة في السماوات ويأذن الله بخروج القائم من ذريتي وهو صاحب الزمان ثم يشيع خبره في كل مكان فينزل حينئذٍ جبرائيل علي صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا : قد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً .

قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل : ... فإذا قام العلج الأصهب

ص: 185

وعصر عليه القلب لم يلبث حتي يقتل ويطلب بدمه الأكحل فهنالك يرد الملك إلي الشرك ويقتل السابع من الترك وتفترق في البيداء الأعراب ويقطع المسالك والأسباب ويحجب القصر ويسعد العسر ويلج الهالع وتحل البليات بأرض بابل...

كشف اليقين : عَنْ إِمَامِنَا عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ فِي بَعْضِ خُطَبِهِ: الزَّوْرَاءُ وَ مَا أَدْرَاكَ مَا الزَّوْرَاءُ؟! أَرْضٌ ذَاتُ أَثْلٍ يَشْتَدُّ فِيهَاالْبُنْيَانُ وَ يَكْثُرُ فِيهَا السُّكَّانُ، وَ يَكُونُ فِيهَا قَهَارِمُ وَ خُزَّانٌ يَتَّخِذُهَا وُلْدُ الْعَبَّاسِ مَوْطِناً ، وَ لِزُخْرُفِهِمْ مَسْكَنا تَكُونُ لَهُمْ دَارُ لَهْوٍ وَ لَعِبٍ يَكُونُ بِهَا الْجَوْرُ الْجَائِرُ وَ الْخَوْفُ الْمَخِيفُ، وَ الْأَئِمَّةُ الْفَجَرَةُ وَ الْقُرَّاءُ الْفَسَقَةُ، وَ الْوُزَرَاءُ الْخَوَنَةُ يَخْدُمُهُمْ أَبْنَاءُ فَارِسَ وَ الرُّومِ.

لَا يَأْتَمِرُونَ بينهم بِمَعْرُوفٍ إِذَا عَرَفُوهُ،وَ لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ إِذَا أَنْكَرُوهُ يَكْتَفِي الرِّجَالُ مِنْهُمْ بِالرِّجَالِ وَ النِّسَاءُ بِالنِّسَاءِ،فَعِنْدَ ذَلِكَ الْغَمُّ الْغَمِيمُ وَ الْبُكَاءُ الطَّوِيلُ وَ الْوَيْلُ وَ الْعَوِيلُ لِأَهْلِ الزَّوْرَاءِ مِنْ سَطَوَاتِ التُّرْكِ، وَ مَا هُمْ التُّرْكُ؟ قَوْمٌ صِغَارُ الْحَدَقِ وُجُوهُهُمْ كَالْمَجَانِّ الْمُطْرَقَةِ لِبَاسُهُمُ الْحَدِيدُ ، جُرْدٌ مُرْدٌ يَقْدُمُهُمْ مَلِكٌ يَأْتِي مِنْ حَيْثُ بَدَا مُلْكُهُمْ جَهْوَرِيُّ الصَّوْتِ قَوِيُّ الصَّوْلَةِ، عَالِي الْهِمَّةِ لَا يَمُرُّ بِمَدِينَةٍ إِلَّا فَتَحَهَا وَ لَا تُرْفَعُ لَهُ رَايَةٌ إِلَّا نَكَسَهَا الْوَيْلُ الْوَيْلُ لِمَنْ نَاوَاهُ فَلَا يَزَالُ كَذَلِكَ حَتَّي يَظْفَرَ.

فلما وصف لنا ذلك، ووجدنا الصفات فيكم، رجوناك فقصدناك. فطيب قلوبهم، وكتب لهم فرماناً باسم والدي رحمه الله يطيب فيه قلوب أهل الحلة وأعمالها. والأخبار الواردة في ذلك كثيرة.

الشيخ النعماني رحمه الله بإسناده عن الصادق عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام حدث عن أشياء تكون بعده إلي قيام القائم (عجل الله تعالي و فرجه الشريف) فقال الحسين عليه السلام يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ مَتَي يُطَهِّرُ اللَّهُ الْأَرْضَ مِنَ الظَّالِمِينَ؟

فقال أمير المؤمنين عليه السلام: لَا يُطَهِّرُ اللَّهُ الْأَرْضَ مِنَ الظَّالِمِينَ حَتَّي يُسْفَكَ

ص: 186

الدَّمُ الْحَرَامُ ثُمَّ ذَكَرَ أَمْرَ بَنِي أُمَيَّةَ وَ بَنِي الْعَبَّاسِ فِي حَدِيثٍ طَوِيلٍ ثُمَّ قَالَ: إِذَا قَامَ الْقَائِمُ بِخُرَاسَانَ وَ غَلَبَ عَلَي أَرْضِ كُوفَانَ وَ مُلْتَانَ وَ جَازَ جَزِيرَةَ بَنِي كَاوَانَ وَ قَامَ مِنَّا قَائِمٌ بِجِيلَانَ، وَ أَجَابَتْهُ الْآبُرُ وَ الدَّيْلَم، وَ ظَهَرَتْ لِوَلَدِي رَايَاتُ التُّرْكِمُتَفَرِّقَاتٍ فِي الْأَقْطَارِ وَ الْجَنَاتِ وَ كَانُوا بَيْنَ هَنَاتٍ وَ هَنَاتٍ، إِذَا خَرِبَتِ الْبَصْرَةُ وَ قَامَ أَمِيرُ الْإِمْرَةِ بِمِصْرَ فَحَكَي عليه السلام حِكَايَةً طَوِيلَةً ...

ثم قال : إذا جُهِّزَتِ الألوفُ، وَصُفَّتِ الصُّفوفُ، وقَتَلَ الكَبْشُ الخَروفَ، هُناك يَقومُ الآخِرُ، ويَثورُ الثَّائرُ، ويَهْلكُ الكافرُ، ثمَّ يقومُ القائمُ المأمولُ، والإمامُ المَجْهولُ له الشَّرَفُ والفَضْلُ، وهوَ مِنْ وُلدِكَ يا حسين لا ابنَ مِثْلُهُ يَظْهَرُ بينَ الرُّكنَيْن في دَرِيسَيْنِ بَالِيَيْنِ، يَظْهَرُ علي الثَّقَلَيْنِ، وَلا يَتْرِكُ في الأرْض الدَمَيْنِ طُوبَي لِمَنْ أَدْرَكَ زَمانَهُ وَلَحِقَ أَوَانَه، وَشَهِدَ أيَّامَهُ، انتهي .

آسيا في آخر الزمان الهند / كوريا / كامبوديا / تايلاند / سنغافور / نيبال

في الجفر الأعظم لمولانا وسيدنا عليعليه السلام: .. و تُؤْمِنَ باللّه ورَسُولُ اَللَّهِ صَلَّي اَللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ؟ أمم أراضي واسعة هاجرت إليها خلائق كثيرة في بلد كنيسة المسيحيين ليس بعيداً عن بلد مجمع البحرين العظيمين المحيطين بالأرض، وتعظم راية المهدي عالياً في أرض تسمي أرض الأوك، أهلها أعاجم فيهم خير، يقرأون الكتاب ، تشطر بلدهم جبال عظيمة يرقي المهدي أسبابها، ويفتح كل الجزائر الكبيرة والصغيرة في بحريها وهي فوق المئات، ويقوم أطيب عترتنا وأبر ذريتنا في بلد الزلازل الذي يستيقظ قروناً ولا ينام إلا في زمن ولي آل البيت، فيعرف أكثرهم فضله بسبب صحف عدله، وجوههم كالمجان المطرقة، ومثلهم بلاد الصين البعيدة، وبلاد وراء البحر الأصفر اسمها كاسم ملكها كوريو، تري الظلم أهوالاً وزماناً. وهان نهرها الرجل الصنم المعبود

ص: 187

من دون الله، يتعلمون الإسلام في جزيرتكم هذه قبل قيام ولينا بزمن ليس كبيراً، لكن أكثرهم يركبون ركب المسيح الدجال إلا من رحمه الله، ويغر الدجال بالخبز والذهب من ليس عنده حكمة من بلاد الحكمة، كأني أراهم قوماً كأن وجوههم المجان المطرقة، يزرعون كثيراً أرزاً وحباً، يكون عندهم استحرار قتل حتي يمشي المجروح علي المقتول ويصنعون آلة الموت الأسود والموت الأحمر ولا يرون ريحها الكريه، مثل بلد الزلازل الذي لا ينام إلا ...

فقال رجل من آل البيت عليهم السلام : قَدْ أُعْطِيتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِلْمَ الْغَيْبِ فَضَحِكَ عليه السلام وقال: ... لَيْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَيْبٍ، إنَّما هُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذِي عِلْمٍ، وَإنَّمَا عِلْمُ الْغَيْبِ عِلْمُ السَّاعَةِ لساعتها لا جمعتها، وما عده الله سبحانه بقوله : « إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ » [لقمان:34]

فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام قبل أن يكون في الأرحام، من ذكر وأنثي، ويتم أم لا، وقبيح أو جميل، وسخي أو بخيل، وشقي أو سعيد، ومن يكون في النار حطباً، أو في الجنان للنبيين رفيقاً . فها علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله، وما يكون من صغير حادث ولا كبير، ولا جليل ولا حقير حتي الورقة عند نموها وعند سقوطها وتفاصيل الأمور.

وما عندي فعلم علمه الله نبيه صلي الله عليه و آله و سلم فعلمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري، وتضطم عليه جوانحي، فانقلوه عني واحفظوه واجعلوه في أبنائكم حتي يأتي زمانكم وزمانهم، فوالله إنه لقادم وإن أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلي نوع من الترك فيهزمهم، ثم يسير إلي الشام فيفتحها . وله بعوث ود إلي حيث قال جده صلي الله عليه و آله: «تعلموا ولو في الصِّينَ» وفيهم قبل المهدي رجال «م» ورجال «ن» ورجال «ح». ورجل البحر يروح قبله بزمان.

وهناك تجدون حجراً عجيباً فيه كلام. لكن مسلميها يذوقون البلاء زمناً

ص: 188

يقترب من خروج مهدينا، حتي يرفع راية كبيرة هناك ويكلم الناس بالعدل، وكنه يغزو الهند، والتبت ويعيد بالعدل حق رجال اسمهم (خام با) أهلكهم الوثن بالقتل والظلم، ويخاطب بالحق بلاداً تقول : ما يهلكنا إلا الدهر اسمهم (فا. نان) ومثلهم شعب اسمه (تاي) يسبق المهدي إليه مسلمون كثيرون، لكن الشعب يعبد صنماً مثل (ذي الخلصة) ثلاثة حروف مثل هبل، والنصف الأسفل من هذا البلد يرفع راية الإسلام قبل المهدي بزمان لكنهم مستضعفون في الأرض، يرون موتاً وذبحاً وهولاً حتي يخرج إليهم ولي الله فيكونون جنوداً يحبون الحق ويحبهم الحق .

وينقذ المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) من القتل والظلم مستضعفين أخرين يوحدون الله لكنهم فقراء كأهل الصفة، في بلاد عندها جبل كبير مثل حرف (شين)، ومن ظلم عباد الوثن والكاذبين علي الله يحرفون سليمان عن موضعه، وترسوا مراكب وأقرب سفينة قبل المهدي عند أرض نخيل ومياه وتلال اسمها (سنغافور)، يركب لها المهدي جباله الطائرة وأهلها طيبون هادئون يحبون السلام ويرونه حقاً في الإسلام.

ويعز الله بالمهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) مستضعفين كثيرين في أرض السند والهند، ذبحهم قاتل اسمه (ابن سنك) وقد سبقه الدين منصوراً بصوت طائر غرد لهم بالقرآن.

وينال بعث المهدي أهل «نيبال» بين ثنايا أوعر الجبال، فلا يبقي سهل ولا جبل، ولا وادٍ ولا حزن، ولا عال ولا بلاد صجر أو بلاد شجرٍ إلا وللمهدي لها بعوث أو سبح وضيافة، فمن صدق سلم وغنم، ومن كذبه جادله بأعذب الحجة والكلمة ، فلا يأبي إلا رجل سيسمع ابن مريم أو عبد حقت عليه الكلمة فلا تربح دنيا ولا في آخره سلم...

ص: 189

الصين في آخر الزمان

الصين : بالكسر، وآخره نون: بلاد في بحر المشرق مائلة إلي الجنوب وشماليها الترك، قال ابن الكلبي عن الشرقي : سميت الصين بصين، وصين وبغرابنا بغبر بن حماد بن يافث، ومنه المثل : ما يدري شغر من بغر، وهما بالمشرق وأهلهما بين الترك والهند، قال أبو القاسم الزجاجي: سميت بذلك لأن صين بن بغبر بن كماد أول من حلها وسكنها، وسنذكرخبرهم ههنا، والصين في الإقليم الأول، طولها من المغرب مائة وأربع وستون درجة وثلاثون دقيقة، قال الحازمي: كان سعد الخير الندلسي يكتب لنفسه الصيني لأنه سافر إلي الصين، وقال العمراني : الصين موضع بالكوفة وموضع أيضاً قريب من الإسكندرية، قال المفجع في كتاب المنقذ وهو كتاب وضعه علي مثال الملاحن لابن دريد: الصين بالكسر موضعان الصين الأعلي والصين الأسفل، وتحت واسط بليدة مشهورة يقال لها لا صينية ويقال لها أيضاً صينية الحوانيت، ينسب إليها صيني.

في إرشاد المفيد رحمه الله عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام: إذاقَامَ اَلْقَائِمُ عَلَيْهِ اَلسَّلاَمُ سَارَ إِلَي اَلْكُوفَةِ فهدم أربع مساجد، ولَمْ يَبْقَ مَسْجِدٌ عَلَي وَجْهِ اَلْأَرْضِ له شُرفٌ إِلاّ هَدَمَها وجَعَلَها جمّاءَ ، ووَسعَ الطريقَ الأعْظم، ووَ كَسَّرَ كُلَّ جَنَاحٍ خَارِجٍ فِي اَلطَّرِيقِ وَ أَبْطَلَ اَلْكُنُفَ والميازيب إِلَي اَلطُّرُقَاتِ، ولاَ تْرُكُ بدعة إلاّ أزالها ، ولا سُنّةً إلاّ أقامها، وَ يَفْتَتِحُ قُسْطَنْطِينِيَّهًَْ وَ الصِّينَ وَ جِبَالَ اَلدَّيْلَمِ، فَيَمْكُثُ عَلَي ذَلِكَ سَبْعَ سِنِينَ مقدار كُلِّ سَنَةٍ عَشْرُ سِنِينَ مِنْ سِنِيكُمْ، ثُمَّ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ.

قال: قلت: جعلت فداك فكيف تطول السنون؟ قال : يأمر الله تعالي الفلك باللبوث وقلة الحركة، فتطول الأيام لذلك والسنون، قال له : إنهم يقولون : إن تغير فسد؟

ص: 190

قال: ذَلِكَ قَوْلُ الزَّنَادِقَةِ فَأَمَّا الْمُسْلِمُونَ فَلَا سَبِيلَ لَهُمْ إِلَي ذَلِكَ، قَدْ شَقَّ اللَّهُ الْقَمَرَ لِنَبِيِّهِ صَلَّي اللَّهُ عَلَيْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ورد الشمسَ من قَبْلهِ ليُوْشَعُ بْنُ نُوْن وَ أَخْبَرَ بِطُولِ يَوْمِ الْقِيَامَهًِْ وَ أَنَّهُ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ.

في جفر مولانا وسيدنا علي عليه السلام : ... وتُؤْمِنُ بِاَللَّهِ ورسوله صلي الله عليه و آله و سلم أمم أَرْضِي وَاسِعَةٌ هاجرت إليها خلائق كثيرة في بلد كنيسة المسيحيين ليس بعيداً عن بلد مجمع البحرين العظيمين المحيطين بالأرض، وتعظم راية المهدي عالياً في أرض تسمي أرض الأوك، أهلها أعاجم فيهم خير، يقرأون الكتاب ، تشطر بلدهم جبال عظيمة يرقي المهدي أسبابها، ويفتح كل الجزائر الكبيرة والصغيرة في بحريها وهي فوق المئات، ويقوم أطيب عترتنا وأبر ذريتنا في بلد الزلازل الذي يستيقظ قروناً ولا ينام إلا في زمن ولي آل البيت ، فيعرف أكثرهم فضله بسبب صحف عدله، وجوههم كالمجان المطرقة، ومثلهم بلاد الصين البعيدة، وبلاد وراء البحر الأصفر اسمها كاسم ملكها كوريو، تري الظلم أهوالاً وزماناً . وهان نهرها الرجل الصنم المعبود من دون الله ، يتعلمون الإسلام في جزيرتكم هذه قبل قيام ولينا بزمن ليس كبيراً، لكن أكثرهم يركبون ركب المسيح الدجال إلا من رحمه الله، ويغر الدجال بالخبز والذهب من ليس عنده حكمة من بلاد الحكمة، كأني أراهم قوماً كان وجوههم المجان المطرقة، يزرعون كثيراً أرزاً وحباً، يكون عندهم استحرار قتل حتي يمشي المجروح علي المقتول ويصنعون آلة الموت الأسود و الموت الأحمر ولا يرون ريحها الكريه ، مثل بلد الزلازل الذي لا ينام إلا ...

فقال رجل من آل البيت عليهم السلام : قَدْ أُعْطِيتَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عِلْمَ الْغَيْب! فَضَحِكَ عليه السلام وقال : ... يا بني لَيْسَ هُوَ بِعِلْمِ غَيْبٍ، وَإنَّما هُوَ تَعَلُّمٌ مِنْ ذِي عِلْمٍ، وَإنَّمَا عِلْمُ الْغَيْبِ عِلْمُ السَّاعَةِ لساعتها لا جمعتها ، وَمَا عده الله سُبْحَانَهُ بِقَوْلِهِ: «إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ يُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَ يَعْلَمُ ما فِي الْأَرْحامِ وَ ما تَدْرِي نَفْسٌ ما ذا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ» [لقمان: 34] .

ص: 191

فيعلم الله سبحانه ما في الأرحام قبل أن يكون في الأرحام، من ذكر وأنثي،ويتم أم لا، وقبيح أو جميل، وسخي أو بخيل، وشقي أو سعيد، ومن يكون في النار حطباً، أو في الجنان للنبيين رفيقاً . فيها علم الغيب الذي لا يعلمه أحد إلا الله، وما يكون من صغير حادث ولا كبير، ولا جليل ولا حقير حتي الورقة عند نموها وعند سقوطها وتفاصيل الأمور.

وما عندي فعلم علمه الله نبيه صلي الله عليه و آله وسلم فعلمنيه ودعا لي بأن يعيه صدري، وتضطم عليه جوانحي، فانقلوه عني واحفظوه واجعلوه في أبنائكم حتي يأتي زمانكم وزمانهم، فوالله إنه لقادم وإن أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلي نوع من الترك فيهزمهم، ثم يسير إلي الشام فيفتحها . وله بعوث ود إلي حيث قال جده صلي الله عليه و آله و سلم: «تعلموا ولو في الصين» وفيهم قبل المهدي رجال «م» ورجال «ن» ورجال «ح». ورجل البحر يروح قبله بزمان.

وهناك تجدون حجراً عجيبة فيه كلام. لكن مسلميها يذوقون البلاء زمناً يقترب من خروج مهدينا، حتي يرفع راية كبيرة هناك ويكلم الناس بالعدل، وكنه يغزو الهند، والتبت ويعيد بالعدل حق رجال اسمهم (خام با) أهلكهم الوثن بالقتل والظلم، ويخاطب بالحق بلاداً تقول : ما يهلكنا إلا الدهر اسمهم (فا. نان) ومثلهم شعب إسمه (تاي) يسبق المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) إليه مسلمون كثيرون، لكن الشعب يعبد صنماً مثل (ذي الخلصة) ثلاثة حروف مثل هبل، والنصف الأسفل من هذا البلد يرفع راية الإسلام قبل المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) بزمان لكنهم مستضعفون في الأرض، يرون موتاً وذبحاً وهولاً حتي يخرج إليهم ولي الله فيكونون جنوداً يحبون الحق ويحبهم الحق .

الهند في آخر الزمان

قال عليه السلام في علامات آخر الزمان: ... ويا ويل لبلدان الإفرنج وما

ص: 192

يحل بها من الأعراب ويا ويل لبلدان السند والهند وما يحل بها من القتل والذبح والخراب في ذلك الزمان.

قال عليه السلام : وَيُنَادِي مُنَادِي الجَرْحَي عَلي القَتْلَي ودَفْنِ الرِّجَالِ، وَغَلَبَةُ الهِنْدِ عَلَي السِّنْدِ، وَغَلَبَةُ القَفْصِ علي السَّعِيرِ، وَغَلَبَةُ القِبْطِ علي أَطْرافِ مِصْرَ، وَغَلَبَةُ أنْدَلُسَ علي أطْرَافِ أَفْرِيقِيَة، وَغَلَبَةُ الحَبَشَةِ علي اليمنِ، وَغَلَبَةُ التُّرْكِ عَلَي خَراسَانَ،وَغَلَبَةُ الرُّوْمِ علي الشَّام، وَغَلَبَةُ أَهْلِ أَرْمِينيَةَ علي أرمينية، وَصَرَخَ الصَّارِخُ بِالعِراق : هُتِكَ الحِجَابُ وَافْتُضَّتِ العَذْرَاءُ وَظَهَرَ عَلَمُ اللَّعينِ الدَّجَّالِ،ثمَّ ذَكَرَ خُرُوجَ القائِمِ عليه السلام .

بيان : قال الفيروز آبادي ؛ قفصه : بلد بطَرَفِ أَفْرِيقِيَّةَ، وموضع بديار العرب، و القُفْص بالضّمّ: جبل بكرمان وقرية بين بغداد وعكبراء والسعير لعله اسم موضع لم يذكر في اللغة، أو هو تصحيف السعد موضع قرب المدينة وجبل بالحجاز وبلد يعمل فيه الدروع، وبالضم موضع قرب اليمامة وجبل . والسغد ؛ بالغين المعجمة موضع معروف بسمرقند.

قال عليه السلام في علامات آخر الزمان : .... فإذا قاتلهم أبو الشواص وهو أبو الفوارس فظهر ما بينهم الخابس انتقل ملك الهند من بيت إلي بيت، وقال البيت في حياته ألا ليت...

اليابان في آخر الزمان

في جفر مولانا وسيدنا علي عليه السلام : ... وتؤمن بالله ورسوله صلي الله عليه و آله؟ أمم أراضي واسعة هاجرت إليها خلائق كثيرة في بلد كنيسة المسيحيين ليس بعيداً عن بلد مجمع البحرين العظيمين المحيطين بالأرض، وتعظم راية المهدي عالية في أرض تسمي أرض الأوك، أهلها أعاجم فيهم خير، يقرأون الكتاب، تشطر بلدهم جبال عظيمة يرقي المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) أسبابها ، ويفتح كل الجزائر

ص: 193

الكبيرة والصغيرة في بحريها وهي فوق المئات، ويقوم أطيب عترتنا وأبر ذريتنا في بلد الزلازل الذي يستيقظ قروناً ولا ينام إلا في زمن ولي آل البيت، فيعرف أكثرهم فضله بسبب صحف عدله، وجوههم كالمجان المطرقة، ومثلهم بلاد الصين البعيدة، وبلاد وراء البحر الأصفر اسمها كاسم ملكها كوريو، تري الظلم أهوالاً وزماناً .

إنطاكية في آخر الزمان

عن عقد الدرر عن علي بن أبي طالب عليه السلام في قصة المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) وفتوحاته ورجوعه إلي دمشق قال : ثم يأمر المهدي بإنشاء مراكب فيبني أربعمائة سفينة في ساحل عكا، ويخرج الروم في مائة صليب تحت كل صليب عشرة آلاف فيقيمون علي طرسوس فيفتحونها بأسنة الرماح ويوافيهم المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) فيقتل من الروم حتي يتغير ماء الفرات بالدم وينهزم من في الروم فيلحقوا إنطاكية وينزل المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) علي قبة العباس فيبعث ملك الروم يطلب الهدنة من المهدي ويطلب المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) منه الجزية فيجيبه إلي ذلك غير أنه لا يخرج من بلد الروم، فلا يبقي في بلد الروم أسير إلا خرج، ويقيم المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) بإنطاكية سنته تلك ثم يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين لا يمرون علي حصن من بلد الروم إلا قالوا عليه لا إله إلا الله فتتساقط حيطانها ويقتل مقاتلته ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان: ... وأما واسط فيطمي عليها الماء وأذربيجان يهلك أهلها بالطاعون وأما موصل فتهلك أهلها من الجوع والغلاء وأما الهرات يخربها المصري وأما القرية تخرب من الرياح وأما حلب تخرب من الصواعق وتخرب الإنطاكية من الجوع والغلاء و الخوف وتخرب الصعالية من الحوادث وتخرب الخط من القتل والنهب وتخرب دمشق

ص: 194

من شدة القتل وتخرب حمص من الجوع والغلاء، وأما بيت المقدس فإنه محفوظ إلي يأجوج ومأجوج لأن بيت المقدس فيه آثار الأنبياء، وتخرب مدينة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من كثرة الحرب وتخرب الهجر بالرياح والرمل وتخرب جزير أوال من البحرين وتخرب قيس بالسيف وتخرب كبش بالجوع...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان: ... وكأني بالنساء وهن مردفات علي ظهور الخيل خلف العلوج خيلهن تلوح في الشمس والقمر فينتهي الخبر إلي القائم فيسير إلي ملك الروم في جيوشه فيواقعه في أسفل الرقة بعشرة فراسخ فتصبح بها الوقعة حتي يتغير ماء الشط بالدم وينتن جانبها بالجيف الشديدة فيهزم ملك الروم إلي الإنطاكية فيتبعه المهدي إلي فئة العباس تحت القطوار فيبعث ملك الروم إلي المهدي ويؤدي له الخراج فيجيبه إلي ذلك علي أن لا يروح من بلد الروم ولا يبقي أسير عنده إلا أخرجه إلي أهله فيفعل ذلك ويبقي تحت الطاعة...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في تعداد رجال المهدي : ... ورجل من الإنطاكية عبد الرحمن ورجلان من حلب: صبيح ومحمد ورجل من حمص جعفر ...

أرمينيا في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر فتوحات المهدي عليه السلام : ... ثم إن المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يسير حتي ينزل أرمينية الكبري فإذا رأوه أهل أرمينية أنزلوا له راهباً من رهبانهم كثير العلم فيقولون: انظر ماذا يريدون هؤلاء فإذا أشرف. الراهب علي المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) فيقول الراهب: أأنت المهدي؟

فيقول: نعم أنا المذكور في إنجيلكم أنا أخرج في آخر الزمان، فيسأله الراهب عن مسائل كثيرة فيجيبه عنها فيسلم الراهب ويمتنع أهل أرمينية

ص: 195

فيدخلونها أصحاب المهدي فيقتلون فيها خمسمائة مقاتل من النصاري ثم يعلق مدينتهم بين السماء والأرض بقدرة الله تعالي فينظر الملك ومن معه إلي مدينتهم وهي معلقة عليهم وهو يومئذٍ خارج عنها بجميع جنوده إلي قتال المهدي .

فإذا نظر إلي ذلك ينهزم ويقول لأصحابه خذوا لكم مهرباً فيهرب أولهم وآخرهم فيخرج عليهم أسد عظيم فيزعق في وجوههم فيلقون ما في أيديهم من السلاح والمال وتتبعهم جنود المهدي فيأخذون أموالهم ويقسمونها فيكون لكل واحد من تلك الألوف مائة ألف دينار ومائة جارية ومائة غلام...

قال عليه السلام: وَيُنَادِي مُنَادِي الجَرْحَي عَلي القَتْلَي ودَفْنِ الرِّجَالِ، وَغَلَبَةُ الهِنْدِ عَلَي السِّنْدِ، وَغَلَبَةُ القَفْصِ علي السَّعِيرِ، وَغَلَبَةُ القِبْطِ علي أَطْرافِ مِصْرَ، وَغَلَبَةُ أنْدَلُسَ علي أطْرَافِ أَفْرِيقِيَة، غَلَبَةُ الحَبَشَةِ علي اليمنِ، وَغَلَبَةُ التُّرْكِ عَلَي خَراسَانَ، وَغَلَبَةُ الرُّوْمِ علي الشَّام، وَغَلَبَةُ أَهْلِ أَرْمِينيَةَ علي أرمينية، وَصَرَخَ الصَّارِخُ بِالعِراق: هُتِكَ الحِجَابُ وَافْتُضَّتِ العَذْرَاءُ، وَظَهَرَ عَلَمُ اللَّعينِ الدَّجَّالِ، ثمَّ ذَكَرَ خُرُوجَ عليه السلام

بيان: قال الفيروز آبادي ؛ قفصة : بلد بطرف إفريقية، وموضع بديار العرب، والقفص بالضم: جبل بكرمان وقرية بين بغداد وعكبراء والسعير لعله اسم موضع لم يذكر في اللغة، أو هو تصحيف السعد موضع قرب المدينة وجَبَلٌ بالحِجازِ وبلد يُعْمَلُ فيه الدُّروعُ، وبالضم موضع قرب اليمامة وجبل . والسغد ؛ بالغين المعجمة موضع معروف بسمرقند.

الأندلس في آخر الزمان

قال عليه السلام في تعداد حروب المهدي عليه السلام : ... ويولي وثاب بن حبيب وموسي بن نعمان وعباس بن محفوظ ومحمد بن حسان والحسين بن شعبان جزائر الأندلس وإفريقية وهم من نواحي الموصل ... ويولي نصير بن أحمد

ص: 196

وعباس بن نفيل وطايع بن مسعود أعمال الموصل ومصادر الأرمن ومن قري فرهان...

وقال عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... وَيُنَادِي مُنَادِي الجَرْحَي عَلي القَتْلَي ودَفْنِ الرِّجَالِ، وَغَلَبَةُ الهِنْدِ عَلَي السِّنْدِ، وَغَلَبَةُ القَفْصِ علي السَّعِيرِ، وَغَلَبَةُ القِبْطِ علي أَطْرافِ مِصْرَ، وَغَلَبَةُ أنْدَلُسَ علي أطْرَافِ أَفْرِيقِيَة، غَلَبَةُ الحَبَشَةِ علي اليمنِ، وَغَلَبَةُ التُّرْكِ عَلَي خَراسَانَ، وَغَلَبَةُ الرُّوْمِ علي الشَّام، وَغَلَبَةُ أَهْلِ أَرْمِينيَةَ علي أرمينية، وَصَرَخَ الصَّارِخُ بِالعِراق: هُتِكَ الحِجَابُ وَافْتُضَّتِ العَذْرَاءُ، وَظَهَرَ عَلَمُ اللَّعينِ الدَّجَّالِ، ثمَّ ذَكَرَ خُرُوجَ عليه السلام .

بيان: قال الفيروزآبادي؛ قفصة : بلد بطَرَفِ أَفْرِيقِيَّةَ، وموضع بديار العرب، والقُفْص بالضّمّ: جبل بكرمان وقرية بين بغداد وعكبراء والسعير لعله اسم موضع لم يذكر في اللغة، أو هو تصحيف السعد موضع قرب المدينة و جبل بالحجاز وبلد يعمل فيه الدروع، وبالضم موضع قرب اليمامة وجبل . والسغد؛ بالغين المعجمة موضع معروف بسمرقند.

في خطبة الأقاليم بعد وصف ما يجري في كل إقليم، ثم وصف ما يجري بعد كل عشر سنين من موت النبي صلي الله عليه وآله و سلم إلي تمام ثلاثمائة وعشر سنين، من فتح قسطنطينية والصقالبة والأندلس والحبشة والنوبة والترك والكرك ومل وحسل وتاويل وتاريس والصين وأقاصي مدن الدنيا ..

إفريقيا في آخر الزمان

قال عليه السلام في تعداد حروب المهدي عليه السلام : ... ويوتي وثاب بن حبيب وموسي بن نعمان وعباس بن محفوظ و محمد بن حسان والحسين بن شعبان جزائر الأندلس وإفريقية وهم من نواحي الموصل ... ويوتي نصير بن أحمد وعباس بن نفيل وطايع بن مسعود أعمال الموصل ومصادر الأرمن ومن قري فرهان...

ص: 197

وقال عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... وَيُنَادِي مُنَادِي الجَرْحَي عَلي القَتْلَي ودَفْنِ الرِّجَالِ، وَغَلَبَةُ الهِنْدِ عَلَي السِّنْدِ، وَغَلَبَةُ القَفْصِ علي السَّعِيرِ، وَغَلَبَةُ القِبْطِ علي أَطْرافِ مِصْرَ، وَغَلَبَةُ أنْدَلُسَ علي أطْرَافِ أَفْرِيقِيَة، غَلَبَةُ الحَبَشَةِ علي اليمنِ، وَغَلَبَةُ التُّرْكِ عَلَي خَراسَانَ، وَغَلَبَةُ الرُّوْمِ علي الشَّام، وَغَلَبَةُ أَهْلِ أَرْمِينيَةَ علي أرمينية، وَصَرَخَ الصَّارِخُ بِالعِراق: هُتِكَ الحِجَابُ وَافْتُضَّتِ العَذْرَاءُ، وَظَهَرَ عَلَمُ اللَّعينِ الدَّجَّالِ، ثمَّ ذَكَرَ خُرُوجَ عليه السلام .

بيان: قال الفيروز آبادي؛ قفصة : بلد بطرف إفريقية، وموضع بديارالعرب، والقفص بالضم : جبل بكرمان وقرية بين بغداد وعكبراء والسعير لعله اسم موضع لم يذكر في اللغة، أو هو تصحيف السعد موضع قرب المدينة وجبل بالحجاز وبلد يعمل فيه الدروع، وبالضم موضع قرب اليمامة وجبل. والسغد؛ بالغين المعجمة موضع معروف بسمرقند.

السودان / الأحباش / كينبا / تنزانيا / المزمبيق ، الكاميرون /سيراليون

... أصحاب بلال أصحاب آدم، فيهم سر الإيمان خبيء، يوقظه المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) من أرض السودان تخرج له رايات البيعة بالحب والطاعة، ما ذاع له إذاعة، وتجد عنده الحكمة شعوب الحطمة. وتدعوه الأحباس فيلبي، وعند جبل جونا المخيف، وشجر كثيف اسمه من جروف، ويسلم له شعوب عند الأخدود العظيم، وأرض جبال البركان، وبلد سماه الفرس «بار» ويسالمه بلد الأربع ممالك، وبعضهم لا يسالم، ويشرق الدين من جديد علي بلد بساحل يمشي مع بحر العرب ألف ميل، وتؤمن بالله الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، بلاد لا شواطيء لها، عيون، تري من عيون يحيط بها يابس بلا ماء من كل الجهات، عندهم ذبابة تصرع الناس كأنها أكذوبة ،

ص: 198

وهي من جند الله يسلطه علي من يشاء كيف يشاء، وتؤمن بالله الواحد الأحد الفرد الصمد بلاد الأحجار الكريمة، وبلاد قممها تجلس عليها الأسود، وبلاد تجار العاج، وبنين يسلمون لله بإحسان الجدال، وجزائر عجيبة القمر علم علي واحدة وامرأة علي أخري، ولا يفلت من يدي المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) بلاد بحر العرب ولا كل من يعطي وجهه للبحر المحيط يأتيه المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) من البحر ومن السماء في مثل الفضة،مراكب تسبح في السماء وتمر مر السحاب، يعلم الله الإنسان ما لم يعلم، فمنهم من يؤمن قلبه ومنهم من يجحد ومهما تعلم لا يفهم، يعيش في غضب الله، ويموت دائماً إلي عذاب الله ، والمهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يملك ولا يقسو فكل من ترونه مثل بلال بن رباح إلي عدله يهفو ...

الحبشة في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر الأقاليم فوصف ما يجري في كل إقليم، ثم وصف ما يجري بعد كل عشر سنين من موت النبي صلي الله عليه و آله إلي تمام ثلاثمائة وعشر سنين، من فتح قسطنطينية والصقالبة والأندلس والحبشة والنوبة والترك والكرك ومل وحسل وتاويل وتاريس والصين وأقاصي مدن الدنيا .

قال عليه السلام في تعداد أنصار المهديعليه السلام: ... وستة رجال من الحبشة : إبراهيم وعيسي ومحمد وحمدان وأحمد وسالم...

قال عليه السلام: وَيُنَادِي مُنَادِي الجَرْحَي عَلي القَتْلَي ودَفْنِ الرِّجَالِ، وَغَلَبَةُ الهِنْدِ عَلَي السِّنْدِ، وَغَلَبَةُ القَفْصِ علي السَّعِيرِ، وَغَلَبَةُ القِبْطِ علي أَطْرافِ مِصْرَ، وَغَلَبَةُ أنْدَلُسَ علي أطْرَافِ أَفْرِيقِيَة، غَلَبَةُ الحَبَشَةِ علي اليمنِ، وَغَلَبَةُ التُّرْكِ عَلَي خَراسَانَ، وَغَلَبَةُ الرُّوْمِ علي الشَّام، وَغَلَبَةُ أَهْلِ أَرْمِينيَةَ علي أرمينية، وَصَرَخَ الصَّارِخُ بِالعِراق: هُتِكَ الحِجَابُ وَافْتُضَّتِ العَذْرَاءُ، وَظَهَرَ عَلَمُ اللَّعينِ الدَّجَّالِ، ثمَّ ذَكَرَ خُرُوجَ عليه السلام.

ص: 199

بيان: قال الفيروزآبادي؛ قفصه : بلد بطرف إفريقية، وموضع بديار العرب، والقفص بالضم : جبل بكرمان وقرية بين بغداد وعكبراء والسعير لعله اسم موضع لم يذكر في اللغة، أو هو تصحيف السعد موضع قرب المدينة وجبل بالحجاز وبلد يعمل فيه الدروع، وبالضم موضع قرب اليمامة وجبل . والسغد؛ بالغين المعجمة موضع معروف بسمرقند.

النوبة في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر الأقاليم فوصف ما يجري في كل إقليم، ثم وصف ما يجري بعد كل عشر سنين من موت النبي صلي الله عليه و آله الي تمام ثلاثمائة وعشر سنين، من فتح قسطنطينية والصقالبة والأندلس والحبشة والنوبة والترك والكرك ومل وحسل وتاويل وتاريس والصين وأقاصي مدن الدنيا .

قال عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... واشتدت الحروب بين الذبحة ووافق الكمد الصعوبة وخربت طرق النوبة ولمس البرائد اللمس واختلف ملك أندلس ودهش العرب الداهش واقتتل أهل مراكش ووقعت الوقائع في القفحات وقام الحرب لهم علي ساق ...

قال عليه السلام في تعداد أنصار المهدي عليه السلام: ... ويولي محمد بن أبي الفضل وتميم بن حمزة والمرتضي بن عماد وعلي بن طاهر وأحمد بن شعبان بأقاليم مصر، وجزائر النوبة وهم من أرض مصر ويولي الحسن بن فاخر وفاضل بن حامد ومنصور بن خليل وحمزة بن حريم و عطاء الله بن حباة وواهب بن حيار ووهب بن نصر وجعفر بن وثاب ومحمد بن عيسي وتفور وسائط النوبة وأعمال الكردود وهم من بلاد حلوان.

ص: 200

الروم في آخر الزمان

الروم: جيل معروف في بلاد واسعة تضاف إليهم فيقال بلاد الروم، واختلفوا في أصل نسبهم فقال قوم: إنهم من ولد رومبن سماحيق بن هرينان بن علقان بن العيص بن إسحاقبن إبراهيم عليه السلام، وقال آخرون : إنهم من ولد روميل ابن الأصفر بن اليفز بن العيص بن إسحاق، قال عدي ابن زيد العبدي : وبنو الأصفر الكرام ملوك الروم لم يبق منهم مذكور.

وقد يراد في بعض الروايات أمريكا كما يأتي .

في البحار في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام في وقائع زمان ظهور القائم وخروجه : وَ يُنَادِي مُنَادٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ مِنْ نَاحِيَةِ الْمَشْرِقِ عند اَلْفَجْرِ: يَا أَهْلَ الْهُدَي اجْتَمِعُوا، وَيُنَادِي مُنَادٍ مِنْ قِبَل الْمَغْربِ بَعْدَ مَا يَغِيبُ الشَّفَقُ يَا أَهْلَ الْبَاطِلِ اجْتَمِعُوا مِنَ الْغَدِ عِنْدَ الظُّهْرِ تَتَلَوَّنُ الشَّمْسُ ، تَصْفَرُّ سَوْدَاءَ مُظْلِمَةً، ويَوْمَ الثَّالِثِ يُفَرِّقُ اللَّهُ بَيْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ تَخْرُجُ دَابَّةُ الْأَرْضِ، وَ تُقْبِلُ الرُّومُ إِلَي سَاحِلِ الْبَحْرِ عِنْدَ كَهْفِ الْفِتْيَةِ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ الْفِتْيَةَ مِنْ كَهْفِهِمْ مَعَ كَلْبِهِمْ مِنْهُمْ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ مَلِيخَا، وَ آخَرُ خملاها وَ هُمَا الشَّاهِدَانِ الْمُسْلِمَانِ لِلْقَائِمِ عليه السلام .

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ....... ألا يا ويل بغداد من الري من موت وقتل وخوف يشمل أهل العراق إذا حل فيما بينهم السيف فيقتل ما شاء الله وعلامة ذلك إذا ضعف سلطان الروم و تسلطت العرب ودبت الناس إلي الفتن كدبيب النمل فعند ذلك تخرج العجمعلي العرب ويملكون البصرة ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... ثم العناء عنت الخيل بأعتها والطحناء الأقوات من كل مكان والفاتنة تفتن أهل العراق... والطائرة تطايرت الفتن بأرض الروم والمتصلة اتصلت الفتن بأرض الروم والمحربة هاجت الأكراد من شهرزور ...

@@

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... قال الراوي : فقامت جماعة وقالوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ بين لنا من أين يخرج هذا الأصفر وصف لنا صفته؟

فقال عليه السلام: أصفه لكم: مديد الظهر قصير الساقين سريع الغضب يواقع إثنتين وعشرين وقعة وهو شيخ كردي بهي طويل العمر تدين له ملوك الروم ويجعلون خدودهم وطاءهم علي سلامة من دينه وحسن يقينه ، وعلامة خروجه بنيان مدينة الروم علي ثلاثة من الثغور تجدد علي يده ثم يخرب ذلك الوادي الشيخ صاحب السراق المستولي علي الثغور ثم يملك رقاب المسلمين وتنضاف إليه رجال الزوراء وتقع الواقعة ببابل فيهلك فيها خلق كثير ويكون خسف كثير وتقع الفتنة بالزوراء ويصيح صائح: إلحقوا بإخوانكم بشاطيء الفرات وتخرج أهل الزوراء كدبيب النمل فيقتل بينهم خمسون ألف قتيل وتقع الهزيمة عليهم فيلحقون الجبال ويرجع باقيهم إلي الزوراء ثم يصيح صيحة ثانية فيخرجون فيقتل منهم كذلك فيصل الخبر إلي أرض الجزائر فيقولون الحقوا بإخوانكم فيخرج منهم رجل أصفر اللون ويسير في عصائب إلي أرض الخط وتلحقه أهل هجر وأهل نجد ثم يدخلون البصرة فتعلق به رجالها ولم يزل يدخل من بلد إلي بلد حتي يدخل مدينة حلب وتكون بها وقعة عظيمة فيمكثون فيها مائة يوم ثم إنه يدخل الأصفر الجزيرة ويطلب الشام فيواقعه وقعة عظيمة خمسة وعشرين يوماً ويقتل فيما بينهم خلق كثير ويصعد جيش العراق إلي بلاد الجبل وينحدر الأصفر إلي الكوفة فيبقي فيها فيأتي خبر من الشام أنه قد قطع علي الحاج، فعند ذلك يمنع الحاج جانبه فلا يحج أحد من الشام ولا من العراق ويكون الحج من مصر ثم ينقطع بعد ذلك ويصرخ صارخ من بلد الروم أنه قد قتل الأصفر فيخرج إلي الجيش بالروم في ألف سلطان وتحت كل سلطان مائة ألف مقاتل صاحب سيف محلي وينزلون بأرض أرجون قريب مدينة السوداء ثم ينتهي إلي جيش المدينة الهالكة المعروفة بأم الثغور التي نزلها سام بن نوح فتقع

ص: 201

الواقعة علي بابها فلا يرحل جيش الروم عنها حتي يخرج عليهم رجل من حيث لا يعلمون ومعه جيش فيقتل منهم مقتلة عظيمة وترجع الفتنة إلي الزوراء فيقتل بعضهم بعضاً ثم تنتهي الفتنة فلا يبقي غير خليفتين يهلكان في يوم واحد فيقتل أحدهما في الجانب الغربي والآخر في الجانب الشرقي فيكون ذلك فيما يسمونه أهل الطبقة السابعة فيكون في ذلك خسف كثير وكسوف واضح فلا ينهاهم ذلك عما يفعلون من المعاصي...

عن عقد الدرر عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في قصة المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) وفتوحاته ورجوعه إلي دمشق قال : ثم يأمر المهدي بإنشاء مراكب فيبني أربعمائة سفينة في ساحل عكا، ويخرج الروم في مائة صليب تحت كل صليب عشرة آلاف فيقيمون علي طرسوس فيفتحونها بأسنة الرماح ويوافيهم المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) فيقتل من الروم حتي يتغير ماء الفرات بالدم وينهزم من في الروم فيلحقوا إنطاكية وينزل المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) علي قبة العباس فيبعث ملك الروم يطلب الهدنة من المهدي ويطلب المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) منه الجزية فيجيبه إلي ذلك غير أنه لا يخرج من بلد الروم، فلا يبقي في بلد الروم أسير إلا خرج، ويقيم المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) بإنطاكية سنته تلك ثم يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين لا يمرون علي حصن من بلد الروم إلا قالوا عليه لا إله إلا الله فتتساقط حيطانها ويقتل مقاتلته حتي ينزل علي القسطنطينية فيكبرون عليها تكبيرات فينشف خليجها ويسقط سورها فيقتلون فيها ثلاثمائة ألف مقاتل ويستخرج منها ثلاثة كنوز: كنز ذهب وكنز فضة وكنز أبكار فيفتضون ما بدا لهم بدار البلاط سبعون ألف بكر ويقتسمون الأموال بالغرابيل فبينا هم كذلك إذ سمعوا الصائح: ألا إن الدجال قد خلفكم في أهليكم فيكشف الخبر فإذا هو باطل ويسير المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) إلي رومية ويكون قد أمر بتجهيز أربعمائة مركب من عكا فيقيض الله تعالي لهم الريح، فما يكون إلا يومين وليلتين ويحيطوا علي بابها ويعلقون رحالهم علي شجرة علي بابها مما يلي غربيها، فإذا رآهم أهل الرومية أحضروا إليهم راهباً

ص: 202

كبيراً عنده علم من كتبهم فيقولون انظر ما يريد فإذا أشرف علي المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) فيقول : إن صفتك التي هي عندي وأنت صاحب رومية فيسأله الراهب عن أشياء فيجيبه عنها فيقول له المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) ارجع فيقول: لا أرجع، أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد صلي الله عليه و آلها رسول الله صلي الله عليه و آله فيكبر المسلمون ثلاث تكبيرات فتكون كالرمانة علي نشر فيدخلونها فيقتلون بها خمسمائة ألف مقاتل ويقتسمون الأموال حتي يكون الناس في الفيء شيئا واحدة لكل ابن منهم مائة ألف دينار ومائتا رأس ما بين جارية وغلام.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... وعند جهينةالخبر الصحيح لأنهما من جهينة بشير ونذير فيهرب قوم من أولاد رسول الله صلي الله عليه و آله صلي الله عليه و آله وهم أشراف إلي بلد الروم فيقول السفياني لملك الروم ترد علي عبيدي فيردهم إليه فيضرب أعناقهم علي الدرج الشرقي لجامع بدمشق فلا ينكر ذلك عليه أحد، ألا وإن علامة ذلك تجديد الأسوار بالمدائن.

فقيل : يا أمير المؤمنين عليه السلام أذكر لنا الأسوار.

فقال : تجدد سور بالشام والعجوز والحران يبني عليهما سوران وعلي واسط سور والبيضاء يبني عليها سور والكوفة يبني عليها سوران وعلي شوشتر سور وعلي أرمنية سور وعلي موصل سور وعلي همدان سور وعلي ورقة سوروعلي ديار يونس سور وعلي حمص سور وعلي مطردين سور وعلي الرقطاء سور وعلي الرهبة سور وعلي دير هند سور وعلي القلعة سور ...

في الجفر عنه عليه السلام : ... وللمهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) آية عظيمة ورؤي عليمة في سوري الكهف وتمام رايته في الصف. ويعقل المهدي ذاته لا يكلف الله نفسا إلا وسعها، ويوسع الله له حمل النفس ويبسط تكليفها يفهم خبايا تصلح أخطاء جساماً وخطايا عظاما وقع فيها القوم وتمادت لهم فاعتادوها، فيقوم لها فيذمونه أوسع الذم، ولولا سيف الله معه لأسالوا منه الدم وهو الولي، وفي الكهف سر الفتية وآية عيسي وآية موسي في غار الجبل مجهل في محضن النائمين بقية معبد

ص: 203

إلي حين بيت المقدس، والعبد منتظر له، مقام ومقال وآه لو علمتم من ذا ذو القرنين في المال، وتنام إنطاكية سورية علي السر قريب البحر، وتعرك الشام أعجب العرك وتقبل الروم بعون الترك. يفتح الله للمهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) المفتاح فتدخل الروم في دين الله أفواجا دون سلاح ولا تجمع له الجند والجيش إلا شياطين الروم، وفتنة الدجال كيدا له بعدما علم المرسوم فلا تنهزم له راية فيها رقم اسم الله الأعظم.. يجمع الله له الرقيم والرقم، وتقوم قيامه تعجب لها الأمم وإن تسألوني فإن الكهف بحر المدد ومدد البحر ينفد ولا ينفد الكهف بالمدد من نقطة «الْحَمْدُ للهِ الَّذي أَنْزَلَ عَلي عَبْدِهِ الْكِتابَ وَ لَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً»[الكهف: 1].

وفي الجفر عنه عليه السلام: ... يجمع الروم رايات غدر لولدنا المهدي، لكن الله عزوجل راعيه وهو يده التي يبطش بها، يستخرج الله له الروم من أساء منهم وخان الأمانة، ومن أحسن أحسن الله له، يجاوزون بنياتهم، ويسلط الله غضبه يوم وادي (مجدو) علي جمع مزوم يولون الدبر، بعدما يعذبهم الله شهرا بالموت الأحمر والموت الأسود، بأيديهم زرعوه وبدمائهم أكلوه فأكلهم، وتتغير الأرض من دمائهم، طيور كالجبال ترمي بالنار، وبيوت من زبر الحديد لها طاقات وثقوب ترمي قدر ميل ونصف ميل وربع ميل، هم صنعوها ويسلطها الله عليهم.

وينذر الروم بإطلاق سراح موت فتاك محبوس بقنينة عجيبة، فينذرهم المهدي سلاحا اسمه الصارخ له صوت الزلزال، ويأكل هام البشر كقذف البركان لمن رأي البركان، نارا هائلة من باطن الأرض، تخرج من مكمن ومخبأ، وتطير في السماء عاليا جدا، ثم تهبط بموت ينزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر، وله نار لا تبقي ولا تذر، ينادي علي الروم أنها لواحة لمن غدر، فيطلب ملك الروم الهدنة ويأبي المهدي إلا أن يدخل بلده، فيصالح المهدي علي العطاء، ولا يبقي في بلد الروم أسير إلا خرج، وعلموا لو غدروا هدها وجعل أعاليها أسافلها ...

ص: 204

ويقيم المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) بإنطاكية سنته تلك ثم يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين لا يمرون علي حصن من بلد الروم إلا قالوا عليه لا إله إلا الله فتتساقط حيطانه .

في الجفر : .. وتخرج الروم في مائة صليب كل صليب عشرة آلاف فيقيمون في طرسوس جميعهم نداء من يسمونه الباب...

وفي جفر سيدنا علي عليه السلام :.. يرزق الله المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) تسابيح تنزل لها الأملاك الغلاظ الشداد، لا يعلمها إلا معلم من الله ، يفتح بها قسطنطينية ورومية وبلاد الصين ويفتح المدينة الرومية بالتكبير في سبعين ألفا من الرجال لا يخافون في الله لومة لائم، طعامهم القرآن وماؤهم تسبيح الله، تحملهم قباب تطير في الهواء وأربعمائة مركب من شواطيء المسلمين، يقيض الله تعالي لهم الريح فلا يكون إلا يومين وليلتين حتي يحطوا علي بابها ، فإذا رآهم أهل رومية أحدروا إليهم راهبا كبيرا عنده علم من أسفار خبيئة ، فإذا أشرف علي المهدي أحني رأسه وقال : والذي أرسلك بما جئت به إن صفتك التي هي عندي أراها فيك، وأنت صاحب رومية، ولو جاءني غيرك ما أسلمته المفتاح، وإن لك كنوزا عندنا، فيغضب عليه قومه ويسأل الراهب المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) مسائل يعجب لها من رأي أو سمع فيقول له المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) بعد حسن الجواب ارجع فيقول كيف أرجع وأنا أشهد أن لا إله إلا الله محمد صلي الله عليه و آله رسول الله صلي الله عليه و آله، فيكبر المسلمون ثلاث تكبيرات،فتكون كالرملة علي نشز ويفتحها الله لوليه وعدا ناجزا حضر أوانه.

أمريكا في آخر الزمان

في الجفر : ... ووالله لو شئت أن أسمي أعداء المهدي بأسمائهم لسميت، وأن أوميء إليهم بأعيانهم يوم يبعثه الله لأومأت. فاعلموا معاشر

ص: 205

الناس أنه هدية الله الأمة حبيب الله محمد صلي الله عليه و آله ، فاعلموا معاشر الناس ذلك فيه، وافهموه، واعلموا أن الله قد نصبه لكم وليا وعلي الأرض ملكا وخليفة ، وللدين إماما ، فرض طاعته علي البادي والحاضر، وعلي الأعجمي والعربي، ويتبعه من الأولين كثر ويحاربه كثر، ويتبعه منكم ويحاربه كثر، ألا أنه سيد علي العجم والديلم والسند والهند والأمارك والأجلز والصغير والكبير، والأبيض . والأسود، جاد قوله، نافذ أمره، ملعون من خالفه، مرحوم من تبعه وصدقه ،قد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه ،وانصر من نصره واخذل من خذله والعن من أنكره، واغضب علي من جحد حقه.

النور من الله عزوجل مسلوك فيه، وفي حكمه يهدي الله به، ويأخذ بحق الله من كل خلق الله، وبكل حق هو لآل البيت، ويجعله الله حجة علي الجاحدين والآثمين والخائنين والظالمين والغاصبين والمعاندين والمغضوب عليهم والضالين، من جميع العالمين، حتي لا تخلوا أرض الله من راية له مرفوعة ، ولم يكن الله ليذركم علي ما أنتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب، وما من قرية في أرض الله مصدقها وعده، عطاء بإيمان أو إهلاكا بتكذيب.

معشر آل البيت، إني أبين لكم وأفهمكم، يبعث الله مهدينا عدوا لمن ذمه الله ولعنه، ألا إنه لمنتقم من الظالمين، فاتح الحصون، وغالب كل قبيلة من أهل الشرك وهاديها لدين الله، ولا غالب له ولا منصور عليه، فافهموا إنه رشيد سديد، مشيد لأمر الله آياته ، يزلزل الله له الأرض زلزالا عظيما، ويقذف باطنها نارا، وترمي السماء شهبا وجبالا ونحاسا وحديدا، «وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ»[المرسلات : 15] بالجانب الغربي من مشرق الإسلام، يري أهل المغرب هولا ، وتسمع الإنس والجن قرقعة وصداما تهتز له الدوائر، وتنحرف المحاور، وتخرج العذراء من خدرها، ويبكي الجنين في جوفها، وتصم أسماعها وتنثقب طبولها، وتحشد نساؤها وتهرب رجالها، فقد أعذر الله للأرض إعذارها،

ص: 206

وأنذرها إنذارها، وبدا النجم الثاقب، يرونه أهل المشارق وأهل المغارب، واقرأوا إن شئتم «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1)يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَي النَّاسَ سُكَارَيٰ وَمَا هُمْ بِسُكَارَيٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ(2)وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ(3)كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَيٰ عَذَابِ السَّعِيرِ(4)»[الحج: 1-4).

هنالك يخنس المجادل الكذاب، ويتحير أولو الألباب، فلا تشكوا ولا تجحدوا ، فقد جاءكم الفرج، يمحو الله بالمهدي كل الهرج والمرج، ومن بايع فإنما يبايع الله، تراه الأرض في كل زواياها في وقت واحد، ليل أو نهار، وتطوي له الأرض ولأصحابه ، يرفع الله له كل منخفض من الأرض ويخفض له كل مرتفع حتي النملة في جحرها تعلم أنه جاء زمن ولي الله .

وما يكون من باب مغلق إلا يفتحه الله للمهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف)، ولو كانت وراء الباب بحار وأنهار وجيوش وقعاقع سلاح لا تعرفون مثله اليوم، أترون النسر والصقر والبوم وكل طير، مثلها وبأسمائها تقذف السحاب نارا وأهوالا، وما كان من سحاب صعب، فيه رعد و برق فصاحبكم المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يركبه، يعلمه الله فوق ما تعلمه الذي عنده علم من الكتاب، ويكذب الكذاب في الكتاب ، ودعاوي رؤوس علي أبواب جهنم ، كلام كثير يسمعه الناس في كل مكان يرون المتكلم به . وقائل يقول : العالم الجديد، وما هو بجديد، وداع من أرض يقال لها الجديدة وما هي بجديدة لكنها قديمة، سكنها أصحاب الوجوه الحمراء، واسم الرجل منهم أحمر، يعرفهم بعثو يسلم ملوكهم لله، يعبرون بحر الظلمات، ويزرعون الشجرة الطيبة التي يحرق فروعها المسيخ الدجال ولا يقلع جذورها، ولكن يحارب من الأرض العظيمة كل بذور غرسها صالحون إلا ما شاء الله ، ذليلا يعيش ليعلم أنه مقهور وكذاب وأن الأمر لله جميعا، لكنه جل جلاله يضل من يشاء، فيعلم أقواما لا يتأثم أحدهم من الذنب ولا يتحرج

ص: 207

من لمس العورة وعمل صنم لها، يسيرون وراء كذاب إسرائيل، ويكون منهم أئمة الضلالة والدعاة إلي جهنم، يركب مركبهم ملوك وأمراء جعلوهم حكاما علي رقاب فأكلوا بهم الدنيا والله لو شئت لسميتهم بأسمائهم وآل فلان وآل النون وآل العود، والمتبرك والمتعرف، والمتيمن والمتمصر، والقاذف بالكلام، والصادم بالنار، والفاتن بالفتن، ومنهم الملك والقيل والأمير والرأس والوالي والزعيم.

في زمنهم يضيع المسجد الأقصي، ويعود مع صحابي مصر، وجمع ابن مصر قبله لقاضي إسرائيل مع قاضي القدس، ويعود مع صحابي مصر، وجمع ابن مصر قبله لقاضي إسرائيل مع قاضي القدس، لكن إسرائيل تعلو بالفساد والنفير والنار، والعرب غثاء كغثاء السيل كما أخبر رسول الله صلي الله عليه و آله صلي الله عليه و آله، فيخرج صاحب مصر من خفاء وصمت طويل، ويفتح كهف الأسرار وينادي بالثار الثار، ويمهد للمهدي، وإنما الناس مع الملوك والدنيا ، والدين مع الغرباء، فطوبي لهم حتي يخرج لهم مهدي آل البيت، بعد ما يزلزل الأرض أرض الحمر المسروقة، ويتمني الناس العدل.

ويعلي الله شأن محمد صلي الله عليه و آله، يظهر بلال ومن تحنف، في نجوم خمسين ليست في السماء، إنما هي بالأرض العظيمة، لكن نجمة بني إسرائيل المرسومة في خطوط الدرع تبلعهم جميعا زمان وعد الآخرة لهم، الذي يسوون فيه وجوه كل العرب، وتبكي أمة خالفت رسولها وأطفأت بيدها مصباحها.

ولا تتفرق الأرض الجديدة وما هي بجديدة، إنما تعتصم بالمسيح ابن مريم لتنصره، ويكذبون علي الله فما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله، ولكن الكذاب الدجال يدخل تدجيلا ويزين القواطع الخمسين بزهرة الحياة الدنيا، ويربط المدائن الخمسين بحبل بني إسرائيل الآتي من جبل صهيون، يبغي الفساد في الأرض وعلوا للظالمين، ويسمونها بلاد «الأمارك»، ويكون قائدها مع بني إسحاق وبني إسرائيل، يجمع أمشاج الناس علي لغتهم،

ص: 208

ويدعوهم بدعوتهم، وتتم ببلاد الأمارك الفتنة، بعدما نشرت النعمة عليهم جناح كرامتها، وأسالت لهم الدنيا جداول نعمتها، ورتع إبليس في مدائنها وأزقتها، وشعب شعابها وهتك عرضها، ويظهر عندهم دين إبليس، شهوات وغرور وسراب الظهيرة لعطش العيش، فيصبحون في النعمة غارقين، وفي خضرة عيشها فكهين، بعلومهم فرحين، قد تربعت المور لهم في ظل سلطان خبيث، وأوتهم الحال إلي كنف غير غالب، للدنيا فقط مطالب، راغب لا ذاهب، فهم حكام علي أطراف الأرض، يعرفون ما يجري فيها في مسارات الطول والعرض، وتكون لهم عيون تتلصص من فوق السحاب، وجوار بالبحار كالأعلام يخزنون النار بها بهيئة ماء وتراب، تنشر نشرا، وترمي كالقصر لهبا ، وتفرق الأمر فرقا، وتطمس الخير طمسا ، فتنة وقدرا، تهلك بشرا، وتهدد غضبا المستضعفين في الأرض غير مسلم أو مسلما حقا، ويجعل الله حجته علي بلاد الأمريك، فيلعنهم بما عصوا وكانوا يعتدون، ولا عن منكر يتناهون، وفي الأرض يفرحون، عتوا وغلوا لا ينتهون، وتعلو إسرائيل برجال منهم يملكون العرش الأبيض، يبغون الفساد في الأرض، منهم الأشد بغيا علي من يقول محمد صلي الله عليه و آله رسول الله صلي الله عليه و آله«أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِنْ قَبْلِهِ مِنَ الْقُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعًا ۚ وَلَا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ»[القصص: 78].

وينزل المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) في بلاد الأمريك، من فوق السحاب، في بضع قباب من نور الشمس، لها نور في الظلام كالقمر والنجوم، ويهد الله بلاد الأمريك هدا وخسفا تأكل الأرض في جوفها والطوفان في أمواهها بلادا وشعوبا ، الجديداسم كثير عندهم، ويبقي منهم جديد وجديد وجدد، عبرة لمن يصنع الكذب والذهب، تضيع هباء منثورا بأمر الله قرونه في الجهد والتعب، ولولا ميعاد الله لكان منتهان كقارون، وهو من قوم موسي فلا تعجبون فإسرائيل فتنة الأرض في باقي زمنها الممتد، «فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ يَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنْتَصِرِينَ»[القصص: 81] ويخلد الكذاب الدجال

ص: 209

إلي الأرض «فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا ۚ فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ»[الأعراف :176].

ويقص أهل الكتاب أنه يملك من البحر إلي البحر، ومن آخر الأرض إلي أقاصي الأرض، ولكن علمنا من الكتاب الحق أنه لا يظهر حتي يخلع المهدي - من الأرض - وبالباطل ويرفع سيف الحق، ولولا وعد الله لقتله الغم بخروج مهدي آل بيتنا، فيملك المهدي بالحق وللحق من البحر الكبير إلي البحر الصغير، ومن أدني الأرض إلي أقصي الأرض، ويرقي في أسباب السموات والأرض، ويذل الله له الأمريك كلهم، تؤذن لا إله إلا الله محمد صلي الله عليه و آله رسول الله صلي الله عليه و آله في كل أرضهم، ولا يبقي منهم لها مخالفا إلا منتظر والمسيح ابن مريم، في عدلها، يعاهدون المهدي عهدا ويجزي الله المفترين، ومن طابت لهم الخديعة من صانع العجل، ألم تقرأوا«إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ»[الأعراف: 152].. وأيام الغضب يحوطها العجب .

ويسير الرعب بين يدي مهدينا، لا يلقاه عدو إلا هزمهم بإذن الله ، فتخرج إليه أربعون راية، من أربعين والٍ، قلوبهم محشوة إيمانا حشو الرمانة من الحب، ينشدون العدل والصدق، فيدفعون له الولاية وينصرهم الله علي من عاداهم،فيملك الأرض الأم كلها بما بعدها ألف ميل وفي جبال عظيمة الثلوج، وابنها التائه في قلب الماء كلقمة الخبز المحبوبة ، أهلها فيهم خير كبير وهم قبيل ليس كأخلاط الأرض الأم قوس قزح، تنبع لا إله إلا الله من قلوبهم بيسر .

ويسبق مناد السماء بالمهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) قوم من مصر وبيت المقدس، يرفعون منارة في أرض واسعة الخير كأنها النهر في الجود، اسمها حروف قبيلة «كندة»فيها كنوز عظيمة مثل كنوز بلاد الأمريك، أرضها مقطعة مثل قواطع بلاد

ص: 210

الأمريك، في كل اتجاه تذهب بعدما يحاربون المهدي في مجدون، ولا يذهب عنهم الروع إلا بعد الفتح من رجال آل محمد صلي الله عليه و آله .

وعند قوم يقال لهم الأزتك يكون للمهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) رايات هدي، ويغدو إلي الوادي المالح، وأوسط بلاد الأمريك الكثيرين جدا يومئذ بالأرض، ويتركهم وما يختارون، ويكون لهم بعوث هدي ونور إلي جيرانهم في بلاد البركان، وفي الشاطيء الغني، ويعرفه كل شعوب وقبائل الجزائر الكثيرة في بحر كبير بين البحرين المحيطين عند بلاد الأمريك الذين يعبدون العذراء، وكنوزهم عذراء، لكن أخلاقهم تعصي البتول.

ولا يمضي ساعة الليل والنهار حتي يشرق أمر الله في جزائر كثيرة وناس كثيرة، واقرأوا إن شئتم :«وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا»[الحجرات : 13] واقرأوا إن شئتم «هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَيٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَي الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ»[التوبة: 33] .

يعلمهم المهدي قرآن الله، ويعلم شعوبا وقبائل ذر أهم الله في الأرض كثيرين كالحب ذي العصف والريحان، في بلادجوينات وغرناطات، يحارب النور الحق فيها يهود أعاجيب وعبدة الصليب الذين يهديهم الله لنوره وأمره «وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَيٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ»[يوسف: 21].

ولا غالب لأمر الله عند قوم لهم نهر عظيم اسمه أمزون يدعو للحق فيها مغاليس.

والظلم يفتن دهرا، ينشر في أرضهم فقرا، ولا يعلو لهم إسم إلا باللعبة السارحة، يمرح رجالهم خلف مثل أضعاف بيضة نعامة، كرة من جلود ينصبون لأجلها الرايات ويعزفون المعازف ويرقصون رقص الأحباش، واقرأوا إن شئتم «اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ»[الحديد: 20].

ص: 211

ويكون القوم هؤلاء أصحاب بواكي ومصائب يدفعها بيعتهم لولي الله ، الذي يعزه الله في أرض الإسراء، وفي أرض الإستواء، وأرض مثل الآنك، والأرض التي لا ساحل لها وهي أرض النهر المزدان، وبلاد نهر الفضة وكل جيرانهم بالله يؤمنون، ولو كان رجل في جحر ضب لهبط عليه المهدي بقلاع من نور، يحمل لهم النور، وكأني أري كل أرض الله تعبد الله، ولله هم مسلمون، وأقلون لابن مريم منتظرون، فيصلي خلف مهدينا ، يقضي الله علي يديه تمام الإيمان والإسلام بكل أرض الله. استبشروا وبشروا بما يرضي الله عنكم من القول والعمل، فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا والسابقون إلي بيعته وموالاته، والتسليم عليه بأمرة المؤمنين فقد فازوا فوزا عظيما، وهو وليكم بعد الله ورسوله وآل بيته صلي الله عليه وآله و سلم... وإلي هنا انتهي رق نقلت ما أمكن نقله !.

وفي الجفر : يهبط من السماء علي بلاد الأمريك في الحائط الغربي من الأرض كويكب العذاب عندما تكتفي المرأة بالمرأة والرجل بالرجل ويرضي الحاكم هناك بالدم البريء يسيل في قدس الله ويحمل أكداس الذهب لمن عليه الله غضب، ويملا مائدة اليهود بالطير الدسم كأنه البخت العظيمة، وبالبيض المكنوز سما ونارا فيرسل الله عذاب الرجفة علي الأمريك وتمطر السماء ويلا لهم، وتشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض فيرون معهن موتات وحصد نبات و آيات بينات، فأبشروا بنصر من الله عاجل وفتح فتوح إمام عادل، يقر الله به أعينكم ويذهب بحزنكم ويكون فرقانا من الله بين أوليائه وأعدائه، وأن لكل شيء أني يبلغه لا يعجل الله بشيء حتي يبلغ إناه ومنتهاه فاستبشروا ببشري ما بشرتم وطوبي لذي قلب سليم أطاع من يهديه وتجنب ما يرديه ، ودخل مدخل الكرامة فغنم السلامة، وحذر قارعة قبل حلولها ترج الأرض رجا شرقا وغربا وأعلاها وأسفلها ليس بمنجاه إلا من نجاه الله، للواقعة زئير الرئبال يفتك بنساء كالرجال ورجال كالجبال ودور رفعت للشيطان رايات لها ومض النجوم،

ص: 212

تحرق وتغرق البلاد وبلاد تعوم يا ويلها ويا ويلها ثم يا ويلها عند دوران الفلك، لهذا اليوم ألم تقرأوا قول الله عزوجل:«فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ*فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ »[العنكبوت: 39-40] واقرأوا إن شئتم :«أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَي أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ﴿97﴾أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَي أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًي وَهُمْ يَلْعَبُونَ ﴿98﴾أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ ﴿99﴾»[الأعراف: 97-99].

وفي كلام مولانا سيدنا علي عليه السلام مجموعة لوحات تستدرج التأمل:

اللوحة الأولي: هبوط كويكب علي أرض الأمريكان عندما تشيع فاحشة اللواط.

اللوحة الثانية : رضا الحاكم الأمريكي بإسالة الدم البريء في القدس ويتجاوز الرضا إلي حد إعانة الظالم.

اللوحة الثالثة : مائدة اليهود رمز لمكان تواجدهم المعلن للدنيا وهو فلسطين.

وفيه إشارة لطيفة إلي أنها ليست أرضهم إنما مثل مائدة حدثت وليمة عليها، وهو ما حدث فقد أهدتها انجلترا وأمريكا لإسرائيل دون سند من حق أو عدل.

والطير الدسم: هو الطائرات الضخمة والطراز، والبخت هي الإبل والعظيمة هنا بمعني أن حجم هذا الطير أضعاف (الجمل) حجما أو لعل المعني أن حجم الطائرة هو حجم مجموعة عظيمة من الإبل، كما أن البيض المكنوز سما ونارا وهو القنابل الكيماوية والقنابل الذرية وغير الذرية.

اللوحة الرابعة : نار عظيمة تأكل في (الحطب الجزل غربي الأرض)..

ص: 213

وتصوير أمريكا بأنها منطقة ثرية من الحطب هو تلوين الصورة بحقيقة ما سيحدث، فثراء أمريكا سيتآكل في هذه الكارثة .. وتكون غاباتها العظيمة كتلة من اللهب وترتج أرضها رجا بسبب الهدة العظيمة التي تتأثر بها كل أرض الله سبحانه وتعالي ... كذلك تشتعل النيران بآبار البترول هناك وهي الحطب الجزل، سيكون ضربة في فؤاد أمريكا!!

اللوحة الخامسة : الهدة لها صوت مخيف كأنه زئير الأسود الرهيبة القوة لدرجة تخلع القلوب من أماكنها .. وأول من تفتك به : أهل الشذوذ في أمريكا كالمصارعات اللائي يربين العضلات وبعضهن يتركن حتي شعر الشارب في مشهد منفر بغيض.. أما الرجال الذين هم كالجبال فيعني به (الذين يملكون مقادير الأمور في أمريكا) ويظنون أنه تزول الجبال ولا يزولون.. وكذلك مراكز القوة بأمريكا.. وجيوش كاملة تتسم رجالها بانتفاخ العضلات.

اللوحة السادسة : اشتهار أمريكا بالزنا والعهر وتصدير الفساد الجنسي لكل شعوب الأرض عن طريق وسائط من اليهود وغيرهم، وبالفعل فإن لوحات الدعاية والجذب علي محلات الدعارة المقننة في أمريكا أغلبها يرتفع بلمبات من الألوان الوامضة الجاذبة للإنتباه .

اللوحة السابعة : أن هذه البلاد تتعرض للفتك والنار والحرق والغرق والطوفان وإمطار السماء لهم بالكويكب الرهيب ولهب وشهب العذاب.

اللوحة الثامنة : توقيت الكارثة حسب أحاديث سيدنا محمد صلي الله عليه و آله صلي الله عليه و آله في موقع الحدث وبؤرته يعني بعد مضي ساعات من دخول الليل وهو يوافق وقت الضحي في البلاد العربية وأغلب الإسلامية، وكلام سيدنا علي عليه السلام - إن صحت النسبة وأري أنها صحيحة والله أعلم - يؤكد روعة استدلاله بآيات سورة الأعرة أن الهدة ستكون في ليل أمريكا وضحي البلاد العربية - والله تعالي الأعلي والأعلم العليم بحقيقة ما سيكون!!.

ص: 214

أمريكا تهدد بالقنبلة الذرية

في الجفر عنه عليه السلام : ... وينذر الروم بإطلاق سراح موت فتاك محبوس بقنينة عجيبة ، فينذرهم المهدي سلاحا اسمه الصارخ له صوت الزلزال، ويأكل هام البشر كقذف البركان لمن رأي البركان، نارا هائلة من باطن الأرض، تخرج من مكمن ومخبأ، وتطير في السماء عاليا جدا، ثم تهبط بموت ينزع الناس كأنهم أعجاز نخل منقعر، وله نار لا تبقي ولا تذر، ينادي علي الروم أنها لواحة لمن غدر، فيطلب ملك الروم الهدنة ويأبي المهدي إلا أن يدخل بلده، فيصالح المهدي علي العطاء، ولا يبقي في بلد الروم أسير إلا خرج، وعلموا لو غدروا هذها وجعل أعاليها أسافلها ...

أمريكا الشمالية في آخر الزمان كندا/ كوبا/جوينا

في الجفر : ويسير الرعب بين يدي مهدينا (عجل الله تعالي فرجه الشريف)، لا يلقاه عدو إلا هزمهم بإذن الله ، فتخرج إليه أربعون راية ، من أربعين وال، قلوبهم محشوة إيمانا حشو الرمانة من الحب، ينشدون العدل والصدق، فيدفعون له الولاية وينصرهم الله علي من عاداهم، فيملك الأرض الأم كلها بما بعدها ألف ميل وفي جبال عظيمة الثلوج، وابنها التائه في قلب الماء كلقمة الخبز المحبوبة ، أهلها فيهم خير كبير وهم قبيل ليس كأخلاط الأرض الأم قوس قزح، تنبع لا إله إلا الله من قلوبهم بيسر .

ويسبق مناد السماء بالمهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) قوم من مصر و بيت المقدس، يرفعون منارة في أرض واسعة الخير كأنها النهر في الجود، اسمها حروف قبيلة «كندة) فيها كنوز عظيمة مثل كنوز بلاد الأمريك، أرضها مقطعة مثل قواطع بلاد الأمريك، في كل اتجاه تذهب بعدما يحاربون المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) في مجدون، ولا

ص: 215

يذهب عنهم الروع إلا بعد الفتح من رجال آل محمد صلي الله عليه و آله صلي الله عليه و آله.

أمريكا الجنوبية في آخر الزمان البرازيل / وكرة القدم

في الجفر : ولا غالب لأمر الله عند قوم لهم نهر عظيم اسمه أمزون يدعوللحق فيها مغاليس.

والظلم يفتن دهرا، ينشر في أرضهم فقرا، ولا يعلو لهم اسم إلا باللعبة السارحة، يمرح رجالها خلف مثل أضعاف بيضة نعامة ، كرة من جلود ينصبون الأجلها الرايات ويعزفون المعازف ويرقصون رقص الأحباش، واقرأوا إن شئتم«اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ»[الحديد:20] .

نيوزيلاندا / أوكلاندا

و في جفر مولانا وسيدنا علي عليه السلام: .. وتؤمن بالله ورسوله صلي الله عليه و آله أمم أراضي واسعة هاجرت إليها خلائق كثيرة في بلد كنيسة المسيحيين ليس بعيدا عن بلد مجمع البحرين العظيمين المحيطين بالأرض، وتعظم راية المهدي عاليا في أرض تسمي أرض الأوك، أهلها أعاجم فيهم خير، يقرأون الكتاب ، تشطر بلدهم جبال عظيمة يرقي المهدي أسبابها، ويفتح كل الجزائر الكبيرة والصغيرة في بحريها وهي فوق المئات، ويقوم أطيب عترتنا وأبر ذريتنا في بلد الزلازل الذي يستيقظ قرونا ولا ينام إلا في زمن ولي آل البيت، فيعرف أكثرهم فضله بسبب صحف عدله ...

ص: 216

مصير بني أمية

الإمام الصادق عليه السلام : خطب أمير المؤمنين عليه السلام بالمدينة، فحمد الله وأثني عليه وصلي علي النبي صلي الله عليه و آله وآله، ثم قال :

أما بعد، فإن الله تبارك وتعالي لم يقصم جباري دهر إلا من بعد تمهيل ورخاء، ولم يجبر كسر عظم من الأمم إلا بعد أزل وبلاء. أيها الناس في دون ما استقبلتم من عطب واستدبرتم من خطب معتبر، وما كل ذي قلب بلبيب ، ولا كل ذي سمع بسميع، ولا كل ذي ناظر عين بصير .

عباد الله ! أحسنوا فيما يعنيكم النظر فيه، ثم انظروا إلي عرصات من قد أقاده الله بعلمه، كانوا علي سنة من آل فرعون أهل جنات وعيون وزروع ومقام كريم، ثم انظروا بما ختم الله لهم بعد النضرة والسرور والأمر والنهي، ولمن صبر منكم العاقبة في الجنان والله مخلدون ولله عاقبة الأمور.

فيا عجبا ومالي لا أعجب من خطأ هذه الفرق علي اختلاف حججها في دينها ! لا يقتصون أثر نبي، ولا يقتدون بعمل وصي، ولا يؤمنون بغيب، ولا يعفون عن عيب، المعروف فيهم ما عرفوا، والمنكر عندهم ما أنكروا، وكل امريء منهم إمام نفسه ، آخذ منها فيما يري بعريً وثيقات، وأسباب محكمات .

فلا يزالون بجور، ولن يزدادوا إلا خطأ، لا ينالون تقربا ولن يزدادوا إلا بعدا من الله عزوجل، أنس بعضهم ببعض وتصديق بعضهم لبعض، كل ذلك وحشة مما ورث النبي صلي الله عليه و آله الأمي صلي الله عليه و آله، ونفورا مما أدي إليهم من أخبار فاطر السماوات والأرض، أهل حسرات، وكهوف شبهات، وأهل عشوات وضلالة وريبة، من وكله الله إلي نفسه ورأيه فهو مأمون عند من يجهله، غير المتهم عند من لا يعرفه، فما أشبه هؤلاء بأنعام قد غاب عنها رعاؤها.

ووا أسفا من فعلات شيعتي! من بعد قرب مودتها اليوم، كيف يستذل بعدي بعضها بعضا؟ وكيف يقتل بعضها بعضا؟ المتشتتة غدا عن الأصل النازلة

ص: 217

بالفرع، المؤملة الفتح من غير جهته، كل حزب منهم آخذ منه بغصن، أينما مال الغصن مال معه، مع أن الله - وله الحمد - سيجمع هؤلاء لشر يوم لبني أمية كما يجمع قزع الخريف يؤلف الله بينهم، ثم يجعلهم ركاما كركام السحاب، ثم يفتح لهم أبوابا يسيلون من مستثارهم كسيل الجتين، سيل العرم حيث بعث عليه فأرة، فلم يثبت عليه أكمة، ولم يرد سننه رض طود، يذعذعهم الله في بطون أودية ، ثم يسلكهم ينابيع في الأرض، يأخذ بهم من قوم حقوق قوم، ويمكن بهم قوما في ديار قوم، تشريدا لبني أمية، ولكيلا يغتصبوا ما غصبوا ، يضعضع الله بهم ركنا، وينقض بهم طي الجنادل من إرم، ويملأ منهم بطنان الزيتون.

فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة! ليكونن ذلك وكأني أسمع صهيل خيلهم وطمطمة رجالهم. وأيم الله ليذوبن ما في أيديهم بعد العلؤ والتمكين في البلاد كما تذوب الألية علي النار، من مات منهم مات ضالا، وإلي الله عزوجل يفضي منهم من درج، ويتوب الله عزوجل علي من تاب. ولعل الله يجمع شيعتي بعد التشتت لشر يوم لهؤلاء! وليس لأحد علي الله عز ذكره الخيرة بل الله الخيرة والأمر جميعا.

ص: 218

الطالقان في آخر الزمان

اشارة

الطالقان: بعد الألف لام مفتوحة وقاف، وآخرها نون: بلدتان إحداهما بخراسان بين مرو الروذ وبلخ، بينها وبين مرو الروذ ثلاث مراحل، وقال الأصطخري: أكبر مدينة بطخارستان طالقان، وهي مدينة في مستوي من الأرض وبينها وبين الجبل غلوة سهم، ولها نهر كبير وبساتين، ومقدار الطالقان نحو ثلث بلخ ثم يليها في الكبر وزوالين(1).

روي ابن اعثم الكوفي في كتاب الفتوح: عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: «وَيْحاً لِلطَّالَقَانِ فَإِنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بفيهَا كُنُوزاً لَيْسَتْ مِنْ ذَهَبٍ وَ لاَ فِضَّهٍ وَ لَكِنَّهَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ عَرَفُوا اَللَّهَ حَقَّ مَعْرِفَتِهِ وَ هُمْ ايضا أَنْصَارُ اَلْمَهْدِيِّ آخِرَ اَلزَّمَانِ »(2).

أقول: كنوز الطالقان : رجالها الذين يخرجون مع الحسين عليه السلام عليه السلام وقت ظهور المهدي عليه السلام وهم إثنا عشر ألف رجل كما روي.

وغالبا ما يطلق هذا اللفظ علي أهل خراسان كلفظة : أهل فارس، أهل عن أمير المؤمنين عليه السلام في تعداد أنصار الإمام المهدي عليه السلام

ص: 219


1- معجم البلدان، الحموي : 6/4.
2- البحار: 87/51 ، ومستدرك سفينة البحار: 573/6، والحاوي للسيوطي: 2/82، وكنز العمال:262/7.

أربعة وعشرون من الطالقان - وهم الذين ذكرهم رسول الله صلي الله عليه و آله فقال إني أجد بالطالقان كنزا ليس من الذهب ولا فضة فهم هؤلاء كنزهم الله فيها - وهم : صالح وجعفر ويحيي وهود وفالح وداود وجميل وفضيل وعيسي وجابر وخالد وعلوان وعبد الله وأيوب وملاعب وعمر وعبد العزيز ولقمان وسعد وقبضة ومهاجر وعبدون وعبد الرحمن وعلي ...(1)

الديلم في آخر الزمان

الديلم : الموت، والديلم: الأعداء، والديلم: النمل الأسود،والديلم: جيل سموا بأرضهم في قول بعض أهل الأثر وليس باسم لأب لهم، قال المنجمون: الديلم في الإقليم الرابع : طولها خمس وسبعون درجة، وعرضها ست وثلاثون درجة وعشر دقائق. وديلم: إسم ماء لبني عبس، فقال عنترة : زوراء تنفر من حياض الديلم وقال الحفصي : في العرمة من أرض اليمامة ماء يقال له الديلم وثم الدحرضان، وهما ماءان لبني حدان ابن قريع، وأنشد قول عنترة، وفي كتاب التصحيف والتحريف لحمزة : حدثني ابن الأنباري قال : حدثني أحمد بن يحيي ثعلب قال : لقيني أبو ملحم علي باب أحمد بن سعيد ومعه أعرابي فقال : جئتكم بهذا الأعرابي لتعرفوا كذب الأصمعي :.. قالت : هي حياض بالغور قد أوردتها إبلي غير مرة(2)

في الكافي بسند صحيح عن عبد الله بن المغيرة، قال : قال محمد صلي الله عليه و آله بن عبد الله الإمام الرضا عليه السلام وأنا أسمع: حدثني أبي، عن أهل بيته ، عن آبائه ، أنه قال لبعضهم : إن في بلادنا موضع رباط يقال له قزوين، وعدوا يقال له الديلم، فهل من جهاد؟ أو هل من رباط؟

ص: 220


1- إلزام الناصب: 191/2، وينابيع المودة : 3/205 ط. دار الأسوة .
2- معجم البلدان، الحموي: 2/544.

فقال عليه السلام: عليكم بهذا البيت فحجوه .

فأعاد عليه الحديث فقال عليه السلام عليكم بهذا البيت فحجوه أما يرضي أحدكم أن يكون في بيته ينفق علي عياله من طوله ينتظر أمرنا! فإن أدر كه كان كمن شهد مع رسول الله صلي الله عليه و آله عليه السلام بدرا، وإن مات منتظرا لأمرنا كان كمن كان مع قائمنا صلوات الله عليه هكذا في فسطاطه - وجمع بين السبابتين - ولا أقول هكذا - وجمع بين السبابة والوسطي - فإن هذه أطول من هذه فقال أبو الحسن عليه السلام صدق (1)

قال عليه السلام في خطبة الطتنجية : ... وذلك إذا دهم البلاء الزوراء وتتصل البلايا والرزايا بالعالم فيقتل الأنباط وجبابرتها ويملكون ديارها وذراريها وكم يكون الثاني عشر في عشرها الأول ظهور الديلم واجبا وجيلان وقوم من خراسان يملكون التبريز ويؤمرون الأمير ويضطرب العراق بهم والعجب كل العجب من الأربعين إلي الخمسين من نوازل وزلازل وبراهين ودلائل إذا وقعت الواقعة بين همدان وحلوان ويقتل خلق في حلوان إلي النهروان ويزول ملك الديلم، يملكها أعرابي وهو عجمي اللسان يقتل صالحي ذلك العصر وهو أول الشاهد، ثم في العشر الثالث من الثلاثين تقبل الرايات من شاطيء جيحون لفارس ونصيبين، تترادف إليهم رايات العرب فينادي بلسانهم بقدر مجري السحاب ونقصان الكواكب وطلوع القطر التالي الجنوب كغراب الأبنور وزلازل وهبات و آيات، هنالك يوضح الحق ويزول البلاء ويعز المؤمن ويذل الكافر المخالف ويملك بحار الكوفة البريء منهم لا المتغلبين فئ، ألا إنهم طغاة مردة فراعنة وتكون بنواحي البصرة حركة لست أذكرها ويظهر العرب علي العجم ويعدلون بالأهواز من دون الناس وكم أشياء أخفيتها لا يطيقها الوعي ولا يصبر علي حملها وأمور قد أهملتها خوفا أن يقال : متي علمتها؟(2)

ص: 221


1- الكافي : 5/22 ح 2.
2- إلزام الناصب: 2/202، ومشارق أنوار اليقين : 263 إلي 267 ط. الأعلمي .

في إرشاد المفيد رحمه الله عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه قال عليه السلام: إذا قام القائم عليه السلام سار إلي الكوفة فهدم أربع مساجد، ولم يبق مسجد علي وجه الأرض له شرف إلا هدمها، وجعلها جماء(1) ووسع الطريق الأعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنف(2) والمايزيب إلي الطرقات، ولا ترك بدعة إلا أزالها، ولا سنة إلا أقامها، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم(3) فيمكث علي ذلك سبع سنين مقدرا كل سنة عشر سنين من سنينكم، ثم يفعل الله ما يشاء.

قال: قلت: جعلت فداك فكيف تطول السنين؟

قال : يأمر الله تعالي الفلك باللبوث وقلة الحركة، فتطول الأيام لذلك والسنين .

قال له : إنهم يقولون: إن تغير فسد؟

قال : ذاك قول الزنادقة، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلي ذلك، قد شق الله القمر لنبيه صلي الله عليه و آله ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة وأنه كألف سنة مما تعدون(4)

القسطنطينة في آخر الزمان

القسطنطينية : قال قسطنطينة، بإسقاط ياء النسبة، قال ابن خرداذبه : كانت رومية دار ملك الروم وكا بها منهم تسعة عشر ملكا ونزل بعمورية منهم ملكان، وعمورية دون الخليج و بينها وبين القسطنطنية ستون ميلا، وملك بعدهما ملكان

ص: 222


1- جماء: مستوية ملساء.
2- الكنف: البناء فوق باب الدار .
3- في الطالقان.
4- تفسير نور الثقلين - الشيخ الحويزي :509/3.

آخران برومية ثم ملك أيضا برومية قسطنطين الأكبر ثم انتقل إلي بزنطية وبني عليها سورا وسماها قسطنطينية وهي دار ملكهم إلي اليوم وأسمها أصطنبول وهي دار ملك الروم، بينها وبين بلاد المسلمين البحر المالح، عمرها ملك من ملوك الروم يقال له قسطنطين فسميت باسمه(1)

عن عقد الدرر عن الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في قصة المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) وفتوحاته ورجوعه إلي دمشق قال : ثم يأمر المهدي بإنشاء مراكب فيبني أربعمائة سفينة في ساحل عكا، ويخرج الروم في مائة صليب تحت كل صليب عشرة آلاف فيقيمون علي طرطوس فيفتحونها بأسة الرماح ويوافيهم المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) فيقتل من الروم حتي يتغير ماء الفرات بالدم وينهزم من في الروم فيلحقوا إنطاكية وينزل الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) منه الجزية فيجيبه إلي ذلك غير أنه لا يخرج من بلد الروم، فلا يبقي في بلد الروم أسير إلآ خرج، ويقيم المهدي الإمام (عجل الله تعالي فرجه الشريف) بإنطاكية سنته تلك ثم يسير بعد ذلك ومن تبعه من المسلمين لا يمرون علي حصن من بلد الروم إلا قالوا عليه لا إله إلا الله فتتساقط حيطانها ويقتل مقاتلته حتي ينزل علي القسطنطينة فيكبرون عليها تكبيرات فينشف خليجها ويسقط سورها فيقتلون فيها ثلاثمائة ألف مقاتل ويستخرج منها ثلاثة كنوز: كنز ذهب وكنز فضة وكنز أبكار فيفتضون ما بدال هم بدار البلاط سبعون ألف بكر ويقتسمون الأموال بالغرابيل فبينا هم كذلك إذ سمعوا الصائح : ألا إن الدجال قد خلفكم في أهليكمفيكشف الخبر فإذا هو باطل ويسيل الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) إلي رومية ويكون قد أمر بتجهيز أربعمائة مركب من عكا فيقيض الله تعالي لهم الريح، فما يكون إلآ يومين وليلتين ويحيطوا علي بابها ويعلقون رحالهم علي شجرة علي بابها مما يلي غربيها ، فإذا رآهم أهل الرومية أحضروا إليهم راهبا كبيرا عنده علم من كتبهم فيقولون انظر ما يريد فإذا أشرف علي المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) فيقول : إن صفتك التي هي عندي

ص: 223


1- معجم البلدان، الحموي: 347/4.

وأنت صاحب رومية فيسأله الراهب عن أشياء فيجيبه عنها فيقول له الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) ارجع فيقول : لا أرجع، أنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد صلي الله عليه و آلها رسول الله صلي الله عليه و آله فيكبر المسلمون ثلاث تكبيرات فتكون كالرمانة علي نشر فيدخلونها فيقتلون بها خمسمائة ألف مقاتل ويقتسمون الأموال حتي يكون الناس في الفيء شيئا واحدا لكل ابن منهم مائة ألف دينار ومائتا رأس ما بين جارية وغلام (1)

قال الشيخ النعماني رضي الله عنه بإسناده عن الإمام الصادق عليه السلام أن أمير المؤمنين عليه السلام حدث عن أشياء تكون بعده إلي قيام القائم (عجل الله تعالي فرجه الشريف) فقال الإمام الحسن قال: يا أمير المؤمنين عليه السلام متي يطهر الله الأرض من الظالمين؟.

فقال أمير المؤمنين عليه السلام لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتي يسفك الدم الحرام، ثم ذكر أمر بني أمية، وبني العباس في حديث طويل ثم قال : إذا قام القائم بخراسان وغلب علي أرض كوفان(2) والملتان وحاز جزيرة بني كاوان وقام منا قائم بجيلان، وأجابته الأبر والديلم، وظهرت لولدي رايات الترك (3) متفرقات في الأقطار والجنات (4) وكانوا بين هنات وهنات، إذا خربت البصرة وقام أمير الأمراء بمصر فحكي عليه السلام حكاية طويلة.

ثم قال : إذا جهزت الألوف، وصفت الصفوف، وقتل الكبش الخروف، هناك يقوم الآخر، ويثور الثائر، ويهلك الكافر، ثم يقول القائم المأمول، والإمام المجهول له الشرف والفضل، وهو من ولدك يا حسين لا ابن مثله يظهر بين الركنين في دريسين باليين، يظهر علي الثقلين ولا يترك في الأرض الأدنين طوبي لمن أدرك زمانه ولحق أوانه وشهد أيامه، انتهي(5).

ص: 224


1- إلزام الناصب: 2/239، وعقد الدرر : 135 في فتوحاته وسيرته الفصل الأول .
2- في نسخة : كرمان.
3- في نسخة : الأتراك
4- في البحار: الحرامات.
5- غيبة النعماني : 146 والبحار : 52/235 ح 104.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل:.... فعندها تضطرب الملائكة في السموات ويأذن الله بخروج القائم من ذريتي وهو صاحب الزمان ثم يشيع خبره في كل مكان فينزل حينئذ جبرائيل علي صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا : قد جاء الحق وزهق الباطل إ الباطل كان زهوقا، ثم إنه عليه السلام تنفس الصعداء فأن كمدا وجعل يقول :

بني إذا ما جاشت الترك فانتظر*** ولاية مهدي يقوم ويعدل

و ذل ملوك الظلم من آل هاشم*** وبويع منهم من يذل ويهزل

صبي من الصبيان لا رأي عنده*** ولا عنده حد ولا هو يعقل

وثم يقوم القائم الحق منكم*** وبالحق يأتيكم وبالحق يعمل

سمي رسول الله صلي الله عليه و آله نفسي فداؤه*** فلا تخذلوه يا بني وعجلوا

قال: فيقول جبرائيل في صيحته : يا عباد الله اسمعوا ما أقول: إن هذا مهدي آل محمد صلي الله عليه و آله و خارج من أرض مكة فأجيبوه (1)

قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل : ... فإذا قام العلج الأصهب وعصر عليه القلب لم يلبث حتي يقتل ويطلب بدمه الأكحل فهنالك يرد الملك إلي الشرك ويقتل السابع من الترك وتفترق في البيداء الأعراب ويقطع المسالك والأسباب ويحجب القصر ويسعد العسر ويلج الهالع وتحل البليات بأرض بابل ...

قال أمير المؤمنين عليه السلام في ذكر علامات آخر الزمان : ... ألا يا ويل لقسطنطين وما يحل بها من الفتن التي لا تطاق، ألا يا ويل لأهل الدنيا ومايحل بها من الفتن في ذلك الزمان وجميع البلدان الغرب والشرق والجنوب والشمال، ألا وإنه تركب الناس بعضهم علي بعض وتتواثب عليهم الحروب الدائمة وذلك بما قدمت أيديهم وما ربك بظلام للعبيد، ثم إنه عليه السلام قال : لا

ص: 225


1- إلزام الناصب: 2/149، ونفحات الأزهار: 12/80 بتفاوت .

تفرحوا بالخلوع من ولد العباس يعني المقتدر فإنه أول علامة التغيير، ألا وإني أعرف ملوكهم من هذا الوقت إلي ذلك الزمان.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث طويل :.... فعند ذلك يخرج السفياني في عصائب أهل الشام فتختلف ثلاث رايات فراية للترك والعجم وهي سوداء وراية للبريين لابن العباس أول صفراء وراية للسفياني فيقتلون ببطن الأزرقي قتالا شديدا فيقتل منهم ستين ألفا ثم يغلبهم السفياني..

في نهج البلاغة : كلام يوميء به عليه السلام إلي وصف الأتراك : كأني أراهم قوما كأن وجوههم المجان المطرقة يلبسون السرق والديباج ويعتقبون الخيل العتاق ويكون هناك إستحرار قتل حتي يمشي المجروح علي المقتول ويكون المفلت أقل من المأسور فقال له بعض أصحابه : لقد أعطيت يا أمير المؤمنين عليه السلام علم الغيب؟

فضحك؟ وقال للرجل وكان كليبا : يا أخا كلب ليس هو بعلم غيب، وإنما هو تعلم من ذي علم، وإنما علم الغيب علم الساعة وما عدده الله سبحانه بقوله :«إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ »[لقمان: 34] الآية فيعلم سبحانه ما في الأرحاغم من ذكر أو أنثي، وقبيح أو جميل، وسخي أو بخيل، وشقي أو سعيد. ومن يكون للنار حطبا ، ومن في الجنان للنبيين مرافقا ، فهذا علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله، وما سوي ذلك فعلم علمه الله نبيه صلي الله عليه و آله، فعلمنيه، ودعا لي أن يعيه صدري وتضطم عليه جوارحي

أذربيجان في آخر الزمان

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... وأما واسط فيطمي عليها الماء وأذربيجان يهلك أهلها بالطاعون وأما موصل فتهلك أهلها من

ص: 226

الجوع والغلاء وأما الهرات يخربها المصري وأما القرية تخرب من الرياح وأما حلب تخرب من الصواعق وتخرب الإنطاكية من الجوع والغلاء والخوف وتخرب الصعالية من الحوادث وتخرب الخط من القتل والنهب وتخرب دمشق من شدة القتل وتخرب حمصمن الجوع والغلاء، وأما بيت المقدس فإنه محفوظ إلي يأجوج ومأجوج لأن بيت المقدس فيه آثار الأنبياء، وتخرب مدينة رسول الله صلي الله عليه و آله من كثرة الحرب وتخرب الهجر بالرياح والرمل وتخرب جزيرة أوال من البحرين وتخرب قيس بالسيف وتخرب كبش بالجوع.

رأس العين في آخر الزمان

رأس العين : وهي مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة بين حران ونصيبين ودنيسر، وبينها وبين نصيبين خمسة عشر فرسخا وقريب من ذلك بينها وبين حران، وهي إلي دنيسر أقرب، بينهما نحو عشرة فراسخ، وفي رأس عين عيون كثيرة عجيبة صافية تجتمع كلها في موضع فتصير نهر الخابور، وأشهر هذه العيون أربع: عين الآس وعين الصرار وعين الرياحية وعين الهاشمية ، وفيها عين يقال لها خسفة سلامة، فيها سمك كبار ينظره الناظر كأن بينه وبينه شبرا ويكون بينه وبينها مقدار عشر قامات، وعين الصرار: هي التي نثر فيها المتوكل عشرة آلاف درهم ونزل أهل المدينة فأخذوها لصفاء الماء ولم يفقد منها شيء، فإنه يبين مع عمقها ما في قعرها من فوقها، وعمقها نحو عشرة أذرع، وربما أخذ منها الشيء اللطيف لصفائها ، كذا قال أحمد بن الطيب لكني اجتزت أنا برأس عين ولم أر هذه الصفة، وتجتمع هذه العيون فتسقي بساتين المدينة وتدير رحيها ثم تصب في الخابور.

رأس العين : وهو موضع في ديار بني أبي ربيعة بن ذهل ابن شيبان. وهو كورة من كور ديار ربيعة، وهي كلها بين الحيرة والشام، ومن رأس العين هذا

ص: 227

يخرج نهر الخابور. وهي كلها من بلاد الجزيرة، وهي ديار مضر، وانظرها هناك.

وقال محمد صلي الله عليه و آله بن سهل الأحول: رأس العين : هو عين الزاهرية.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... والطامحة طمحت الفتنة بالبصرة، والقتالة قتلت الناس علي القنطة برأس العين والمقبلة أقبلت الفتنة إلي أرض اليمن والحجاز ..

قال عليه السلام في خطبة البيان :... ثم يظهر برأس العين رجل أصفر اللون علي رأس القنطرة فيقتل عليها سبعين ألفا صاحب محلي وترجع الفتنة إلي العراق وتظهر فتنة شهرزور وهي الفتنة الصماء والداهية العظمي والطامة الدهماء المسماة بالهلهم.

قال الراوي : فقامت جماعة وقالوا : يا أمير المؤمنين عليه السلام بين لنا من أين يخرج هذا الأصفر وصف لنا صفته؟.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان :... معاشر الناس ألا وإنه إذا ظهر السفياني تكون له وقائع عظام فأول وقعة بحمص ثم بحلب ثم بالرقة ثم بقرية سبأ ثم برأس العين ثم بنصيبين ثم بالموصل.

الهرات في آخر الزمان

الهرات: قيل أنها تقع شرقي بغداد.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... وأما الهرات يخربهاالمصري وأما القرية تخرب من الرياح وأما حلب تخرب من الصواعق وتخرب الإنطاكية من الجوع والغلاء والخوف وتخرب الصعالية من الحوادث وتخرب الخط من القتل والنهب وتخرب دمشق من شدة القتل وتخرب حمص

ص: 228

من الجوع والغلاء، وأما بيت المقدس فإنه محفوظ إلي يأجوج ومأجوج لأن بيت المقدس فيه آثار الأنبياء، وتخرب مدينة رسول الله صلي الله عليه و آله من كثرة الحرب وتخرب الهجر بالرياح والرمل وتخرب جزيرة أوال من البحرين وتخرب قيس بالسيف وتخرب كبش بالجوع.

واسط في آخر الزمان

واسط : في عدة مواضع: تبدأ أولا بواسط الحجاج لأنه أعظمها وأشهرها ثم نتبعها الباقي، فأول ما نذكر لم سميت واسطا ولم صرفت : فأما تسميتها فلأنها متوسطة بين البصرة والكوفة لأن منها إلي كل واحدة منهما خمسين فرسخا، لأقول فيه غير ذلك إلا ما ذهب إليه بعض أهل اللغة حكاية عن الكلبي أنه كان قبل عمارة واسط هناك موضع يسمي واسط قصب، فلما عمر الحجاج مدينته سماها باسمها، والله أعلم. قال الأسود: وأخبرني أبو الندي قال : إن للعرب سبعة أواسط : واسط نجد، وواسط الحجاز، وواسط مقيم وواسط الجزيرة، وواسط العراق، قال : وقد نسيت إثنين. وأول أعمال واسط من شرقي دجلة ثم الصلح ومن الجانب الغربي زرفامية، وآخر أعمالها من ناحية ,الجنوب البطائح وعرضها الخيثمية المتصلة بأعمال باروسما وعرضها من ناحية الجانب الشرقي عند أعمال الطيب.

واسط أيضا : قرية بحلب قرب بزاعة مشهورة عندهم وبالقرب منها قرية يقال لها الكوفة. وواسط أيضا : قرية بالخابور قرب قرقيسيا.

وواسط أيضا : بدجيل علي ثلاثة فراسخ من بغداد، واسط دجيل علي ثلاثة فراسخ من بغداد.واسط الرقة: كان أول من استحدثها هشام بن عبد الملك لما حفر الهني والمري، وواسط هذه: قرية غربي الفرات مقابل الرقة.

وقال أبو حاتم: واسط بالجزيرة فهي هذه أو التي بقرقيسيا أو غيرها .

ص: 229

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... وأما واسط فيطمي عليها الماء وأذربيجان يهلك أهلها بالطاعون وأما الموصل فتهلك أهلها من الجوع والغلاء وأما الهرات يخربها المصري.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ...ثم يملك الأنباط الأفكة والأعراب المناسبة في فلك البصرة حتي واسط وأعمالها إلي الأهواز وأظلالها وأول خراب العراق.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع فعند ذلك يكون هلاك البصرة ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها واسط فيفعل مثل ذلك ثم يتوجه نحو بغداد فيدخل عفوا ثم يلتجيء الناس إلي الكوفة ولا يكون بلد من الكوفة تشوش له الأمر.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... فقيل : يا أمير المؤمنين عليه السلام أذكر لنا الأسوار فقال : تجدد سور بالشام والعجوز والحران يبني عليهما سوران وعلي واسط سور والبيضاء يبني عليها سور.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... ألا يا ويل البصرة وما يحل بها من الطاعون ومن الفتن يتبع بعضها بعضا وإني لأعرف وقعات عظام بواسط ووقعات مختلفات بين الشط والمجينبة ووقعات بين العوينات.

قال أمير المؤمنين عليه السلام في تعداد رجال الإمام المهدي عليه السلام : ... ورجل من واسط عقيل.

الإمام علي عليه السلام والناس في آخر الزمان

في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله : عن أمير المؤمنين حديث طويل يقول فيه عليه السلام: أما إنه سيأتي علي الناس زمان يكون الحق فيه مستورا والباطل

ص: 230

ظاهرا مشهورا، وذلك إذا كان أولي الناب به أعداؤهم له، واقترب الوعد الحق وعظم الإلحاد، وظهر الفساد «هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا»[أحزاب : 11] ونحلهم الأخيار أسماء الأشرار، فيكون جهد المؤمن أن يحفظ مهجته من أقرب الناس إليه ، ثم يفتح الله الفرج لأوليائه ويظهر صاحب الأمر علي أعدائه .

عنه عليه السلام : وَ إِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي ما لَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ أَخْفَي مِنَ الْحَقِّ وَ لَا أَظْهَرَ مِنَ الْبَاطِلِ .. فَالْكِتَابُ وَ أَهْلُهُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ فِي النَّاسِ وَ لَيْسَا فِيهِمْ وَ مَعَهُمْ وَ لَيْسَا مَعَهُمْ، لِأَنَّ الضَّلَالَةَ لَا تُوَافِقُ الْهُدَي وَ إِنِ اجْتَمَعَا، فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ عَلَي الْفُرْقَةِ وَ افْتَرَقُوا عَلَي الْجَمَاعَةِ، كَأَنَّهُمْ أَئِمَّةُ الْكِتَابِ وَ لَيْسَ الْكِتَابُ إِمَامَهُمْ، فَلَمْ يَبْقَ عِنْدَهُمْ مِنْهُ إِلَّا اسْمُهُ وَ لَا يَعْرِفُونَ إِلَّا خَطَّهُ وَ زَبْرَهُ.

الإمام علي عليه السلامه السلام والرايات في آخر الزمان

الحسن الحلي قال: من خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام تسمي المخزون عن آخر الزمان جاء فيها : ... ثم يبعث الله من كل فوجا ليريهم ما كانوا يوعدون، فيومئذ تأويل هذه الآية :...«وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ»[النمل : 83] والوزع : خفقان أفئدتهم.

ويسير الصديق الأكبر براية الهدي، والسيف ذي الفقار والمخصرة حتي ينزل أرض الهجرة مرتين وهي الكوفة، فيهدم مسجدها ويبنيه علي بنائه الأول، ويهدم ما دونه من دور الجبابرة، ويسير إلي البصرة حتي يشرف علي بحرها، ومعه التابوت، وعصا موسي عليه السلام، فيعزم عليه فيزفر في البصرة زفرة فتصير بحرا لجيا، (فيغرقها) لا يبقي فيها غير مسجدها كجؤجؤ السفينة علي ظهر الماء.

أحمد بن محمد صلي الله عليه و آله بن سعيد، عن محمد صلي الله عليه و آله بن الفضل بن إبراهيم بن قيس، عن

ص: 231

الحسن بن علي بن فضال، عن ثعلبة بن ميمونة، عن معمر بن يحيي، عن داود الدجاجي، عن أبي جعفر محمد صلي الله عليه و آله بن علي عليه السلام قال: سؤل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله عزوجل:«فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ»[مريم: 37] فقال : انتظروا الفرج في ثلاث، فقيل : يا أمير المؤمنين عليه السلام وما هنَّ؟

قال: اختلاف أهل الشام بينهم، والرايات السود من خراسان، والفزعة في شهر رمضان، فقيل له: وما الفزعة في شهر رمضان؟

فقال : أوما سمعتم قول الله عزوجل في القرآن :«إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ»[الشعراء: 4] هي آية تخرج الفتاة من خدرها، وتوقظ النائم، وتفزع اليقظان.

ثم يخرج من الكوفة مائة ألف بين مشرك ومنافق حتي يضربوا خباهم بدمشق، لا يصدهم عنها صاد، وهي إرم ذات العماد، وتقبل رايات شرقي الأرض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختصمة في رؤوس القنا بخاتم السيدالأكبر، يسوقها رجل من آل محمد صلي الله عليه و آله ،صلي الله عليه السلام يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر، يسير الرعب أمامها شهرا .

قال أمير المؤمنين عليه السلام في علامات آخر الزمان : ... ألا وإن لكم بعد الحين طرقة تعلمون بها بعض البيان وينكشف لكم صنائع البرهان عند طلوع بهرام وكيوان علي دقائق الإقتران فعندها تتواتر الهدات والزلازل وتقبل الرايات من شاطيء جيحون إلي بلاد بابل ... ألا وإنَّ ذلك من أبين العلامات فإذا كان لاح ضياؤه وسطع نوره و كان ما تريدون فكم هنالك من عجائب جمة وأمور لمة وكيف بكم إذا دهمتكم رايات بني كندة مع عمال من عقبة من الشام يريد بها الأموية، هيهات أن يكون الحق في تيمي أو عدوي أو أموي.

قال عليه السلام في خطبة البيان: قال : ... فقام إليه ابن يقطين وجماعة من وجوه أصحابه وقالوا: يا أمير المؤمنين عليه السلام إنك ذكرت لنا السفياني الشامي ونريد أن تبين لنا أمره، قال : قد ذكرت خروجه لكم آخر السنة الكائنة .

ص: 232

فقالوا : إشرحه لنا فإن قلوبنا قد ارتاعت حتي نكون علي بصيرة من البيان .

فقال عليه السلام : علامة خروجه، تختلف ثلاث رايات : راية من العرب فيا ويل لمصر وما يحل بها منهم وراية من البحرين من جزيرة أوال من أرض فارس وراية من الشام فتدوم الفتنة بينهم سنة ثم يخرج رجل من ولد العباس فيقول أهل العراق قد جاءكم قوم حفاة أصحاب أهواء مختلفة فتضطرب أهل الشام وفلسطين ويرجعون إلي رؤساء الشام ومصر فيقولون اطلبوا ولد الملك فيطلبوه ثم يوافقوه بغوطة دمشق بموضع يقال له صرتا فإذا حل بهم أخرج أخواله بني كلاب وبني دهانة ويكون له بالوادي اليابس عدة عديدة فيقولون له:يا هذا ما يحل لك أن تضيع الإسلام، أما تري [ما] الناس فيه من الأموال والفتن فائق الله واخرج لنصر دينك فيقول : أنا لست بصاحبكم فيقولون له: ألست من قريش ومن أهل بيت الملك القائم؟ أما تتعصب لأهل بيت نبيك وما قد نزل بهم من الذل والهوان منذ زمان طويل؟ فإنك ما تخرج راغبا بالأموال ورغيد العيش، بل محاميا لدينك فلا يزال القوم يختلفون وهو أوصل منبر يصعده، ثم يخطب ويأمرهم بالجهاد ويبايعهم علي أنهم لا يخالفون أمره رضوه أم كرهوه، ثم يخرج إلي الغوطة ولا يلج بها حتي تجتمع الناس عليه ويتلاحقون أهل الصقائر فيكون في خمسين ألف مقاتل فيبعث أخواله بني كلاب فيأتونه مثل السيل السائل فيأبون عن ذلك رجال يريدون يقاتلون رجال الملك ابن العباس فعند ذلك يخرج السفياني في عصائب أهل الشام فتختلف ثلاث رايات فراية للترك والعجم وهي سوداء وراية للبريين لابن العباس أول صفراء وراية للسفياني فيقتتلون ببطن الأزرقي قتالا شديدا فيقتل منهم ستين ألفا ..

في كتاب الفتن قال : حدثنا رشدين عن ابن لهيعة قال أخبرني عبد الرحمن اين سالم عن أبيه عن أبي رومان وأبي ثابت عن الإمام علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله صلي الله عليه و آله يخرج رجل من أهل بيتي في تسع رايات. يعني بمكة.

قال عليه السلام في حديث طويل : ... ألا وإن ذلك من أبين العلامات فإذا

ص: 233

كان لاح ضياؤه وسطع نوره وكان ما تريدون فكم هنالك من عجائب جمة وأمور لمة وكيف بكم إذا دهمتكم رايات بني كندة مع عمال من عقبة من الشام يريد بها الأموية، هيهات أن يكون الحق في تيمي أو عدوي أو أموي.

ثم في العشر الثالث من الثلاثين تقبل الرايات من شاطيء جيحون لفارس ونصيبين، تترادف إليهم رايات العرب فينادي بلسانهم بقدر مجري السحاب ونقصان الكواكب وطلوع القطر التالي الجنوب كغراب الأبنور وزلازل وهبات وآيات.

في العوالم عن غيبة النعماني عن أمير المؤمنين عليه السلام قال علي منبر الكوفة : إن الله عزوجل قدر فيما قدر وقضي وحتم بأنه كائن لا بد منه أخذ بني أمية بالسيف جهرة وأن أخذ فلان بغتة، وقال عليه السلام : لا بد من رحي تطحن فإذا قامت علي قطبها وثبتت علي ساقها بعث الله عليها عبدا عسفا، خاملا أصله، يكون النصر معه، أصحابه الطويلة شعورهم أصحاب السبال، سود ثيابهم، أصحاب رايات سود، ويل لمن ناواهم، يقتلونهم هرجا، والله لكأني أنظر إليهم وإلي أفعالهم وما يلقي من الفجار منهم والأعراب الحفاة لسلطهم الله عليهم بلا رحمة فيقتلونهم هرجا علي مدينتهم بشاطيء الفرات البرية والبحرية جزاءا بما عملوا وما ربك بظلام للعبيد.

في غيبة النعماني عنه عليه السلام : أن أمير المؤمنين عليه السلام عليه السلام حدث عن أشياء تكون بعده إلي قيام القائم فقال الحسين عليه السلام عليه السلام : يا أمير المؤمنين عليه السلام متي يطهر الله الأرض من الظالمين؟

فقال عليه السلام : لا يطهر الله الأرض من الظالمين حتي يسفك الدم الحرام ثم ذكر بني أمية وبني العباس في حديث طويل ثم قال: إذا قام القائم بخراسان وغلب علي أرض كرمان والملتان وحاز جزيرة بني كلوان وقام منا قائم بجيلان وأجابته الآبر والديلم وظهرت لولدي رايات الترك متفرقات في الأقطار والخبات وكانوا بين هنات وهنات..

ص: 234

قال عليه السلام في خطبة البيان: قال: ... فقام إليه ابن يقطين وجماعة من وجوه أصحابه وقالوا: يا أمير المؤمنين عليه السلام إنك ذكرت لنا السفياني الشامي ونريد أن تبين لنا أمره، قال : قد ذكرت خروجه لكم آخر السنة الكائنة.

فقالوا: اشرحه لنا فإن قلوبنا قد ارتاعت حتي نكون علي بصيرة من البيان .

فقال عليه السلام : علامة خروجه، تختلف ثلاث رايات: راية من العرب فيا ويل لمصر وما يحل بها منهم وراية من البحرين من جزيرة أوال من أرض فارس وراية من الشام فتدوم الفتنة بينهم سنة .. فعند ذلك يخرج السفياني في عصائب أهل الشام فتختلف ثلاث رايات فراية للترك والعجم وهي سوداء وراية للبريين لابن العباس أول صفراء وراية للسفياني فيقتتلون ببطن الأزرقي قتالا شديدا فيقتل منهم ستين ألفا يغلبهم السفياني فيقتل منهم خلق كثير ويملك بطونهم ويعدل فيهم حتي يقال فيه : والله ما كان يقال عليه إلا كذبا ..

ص: 235

الإمام علي عليه السلام وراية الحجة (عجل الله تعالي فرجه الشريف) في آخر الزمان

قال أبو عبد الله عليه السلام : «لما التقي أمير المؤمنين عليه السلام الي وأهل البصرة، نشر راية رسول الله صلي الله عليه و آله ، فتزلزلت أقدامهم وطلبوا الأمان فعند ذلك قال : لا تقتلوا أسيرا ولا تجهزوا علي جريح ولا تتبعوا مدبرا، ومن ألقي سلاحه فهو رمن ومن أغلق بابه فهو آمن، ولما كان يوم صفين سألوه نشر الراية فأبي عليهم، فتحملوا عليه بالحسن والحسين عليه السلام وعمار بن ياسر فقال للحسن عليه السلام : يا بني إن للقوم مدة يبلغونها وأن هذه راية لا ينشرها بعدي إلا القائم عليه السلامه السلام وإذا نشرها لم يبق في المشرق والمغرب أحد إلا لقيها، ويسير الرعب قدامها شهرا وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا».

إكمال الدين : مسندا إلي الإمام علي بن الحسين عليه السلام قال : «قال أميرالمؤمنين عليه السلام وهو علي المنبر :

ص: 236

يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان، أبيض اللون مشرب بالحمرة، مبدح البطن، عريض الفخذين، عظيم مشاش المنكبين، بظهره شامتان : شامة علي لون جلده وشامة علي شبه شامة النبي صلي الله عليه و آله ، له إسمان : اسم يخف واسم يعلن، فأما الذي يخفي فأحمد وأما الذي يعلن فمحمد صلي الله عليه و آله، فإذا هز رايته أضاء له ما بين المشرق والمغرب ووضع يده علي رؤوس العباد فلا يبقي مشمن إلا صار قلبه أشد من زبر الحديد، وأعطاه الله قوة أربعين رجلا ، ولا يبقي ميت إلا دخلت عليه تلك الفرحة في قلبه وفي قبره وهم يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم عليه السلام »

في إكمال الدين عن أمير المؤمنين عليه السلام : إن لنا أهل البيت راية، من تقدمها مرق، ومن تأخر عنها زهق، ومن تبعها لحق.

في البحار عن أبي بصير، قال : قال أبو عبد الله عليه السلام ، لما التقي أمير المؤمنين عليه السلام وأهل البصرة، ونشر الراية راية رسول الله صلي الله عليه و آله ، فتزلزلت أقدامهم فما اصفرت الشمس حتي قالوا: أمتنا يا بن أبي طالب، فعند ذلك قال عليه السلام : لا تقتلوا الأسرة، ولا تجهزوا علي جريح، ولا تتبعوا موليا، ومن ألقي سلاحه فهو آمن، ومن أغلق بابه فهو آمن.

ولما كان يوم صفين سألوه نشر الراية ، فأبي عليهم فتحملوا عليه بالحسن والحسين وعمار بن ياسرعليه السلام، فقال عليه السلام للحسن: يا بني إن للقوم مدة يبلغونها وإن هذه راية لا ينشرها بعدي إلا القائم عليه السلام .

الراية الصفراء في آخر الزمان

في الجفر قال الإمام علي عليه السلام : «..ثم رجفة تكون بالشام يهلك فيها مائة ألف يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا مع الكافرين وعذابا علي الكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلي أصحاب البراذين الشهب والرايات

ص: 237

الصفر تقبل من المغرب حتي تحل بالشام فإذا كان ذلك فانتظروا خسفا بقرية من قري الشام يقال لها حرستا فإذا كان ذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بالوادي اليابس».

وقال عليه السلام في خطبة البيان : ... ثم يظهر برأس العين رجل أصفر اللون علي رأس القنطرة فيقتل عليها سبعين ألفا صاحب محلي وترجع الفتنة إلي العراق وتظهر فتنة شهرزور وهي الفتنة الصماء والداهية العظمي والطامة الدهماء المسماة بالهلهم.

قال الراوي : فقامت جماعة وقالوا: يا أمير المؤمنين بين لنا من أين يخرج هذا الأصفر وصف لنا صفته؟

فقال عليه السلام : أصفه لكم : مديد الظهر قصير الساقين سريع الغضب يواقع إثنتين وعشرين وقعة وهو شيخ كردي بهي طويل العمر تدين له ملوك الروم ويجعلون خدودهم وطاءهم علي سلامة من دينه وحسن يقينه ، وعلامة خروجه بنيان مدينة الروم علي ثلاثة من الثغور تجدد علي يده ثم يخرب ذلك الوادي الشيخ صاحب السراق المستولي علي الثغور ثم يملك رقاب المسلمين وتنضاف إليه رجال الزوراء وتقع الوقاعة بابل فيهلك فيها خلق كثير ويكون خسف كثير وتقع الفتنة بالزوراء ويصيح صائح: إلحقوا بإخوانكم بشاطيء الفرات وتخرج أهل الزوراء كدبيب النمل فيقتل بينهم خمسون ألف قتيل وتقع الهزيمة عليهم فيلحقون الجبال ويرجع باقيهم إلي الزوراء ثم يصيح صيحة ثانية فيخرجون فيقتل منهم كذلك فيصل الخبر إلي أرض الجزائر فيقولون إلحقوا بإخوانكم فيخرج منهم رجل أصفر اللون ويسير في عصائب إلي أرض الخط وتلحقه أهل هجر وأهل نجد ثم يدخلون البصرة فتعلق به حبالها ولم يزل يدخل من بلد إلي بلد حتي يدخل مدينة حلب وتكون بها وقعة عظيمة فيمكثون فيها مائة يوم ثم إنه يدخل الأصفر الجزيرة ويطلب الشام فيواقعه وقعة عظيمة خمسة وعشرين يوما ويقتل فيما بينهم خلق كثير ويصعد جيش العراق إلي بلاد الجبل

ص: 238

وينحدر الأصفر إلي الكوفة فيبقي فيها فيأتي خبر من الشام أنه قد قطع علي الحاج، فعند ذلك يمنع الحاج جانبه فلا يحج أحد من الشام ولا من العراق .

ويكون الحج من مصر ثم ينقطع بعد ذلك ويصرخ صارخ من بلد الروم أنه قد قتل الأصفر فيخرج إلي الجيش بالروم في ألف سلطان وتحت كل سلطان مائة ألف مقاتل صاحب سيف محلي وينزلون بأرض أرجون قريب مدينة السوداء ثم ينتهي إلي جيش المدينة الهالكة المعروفة بأم الثغور التي نزلها سام بن نوح فتقع الواقعة علي بابها فلا يرحل جيش الروم عنها حتي يخرج عليهم رجل من حيث لا يعلمون ومعه جيش فيقتل منهم مقتلة عظيمة وترجع الفتنة إلي الزوراء فيتقل بعضهم بعضا ثم تنتهي الفتنة فلا يبقي غير خليفتين يهلكان في يوم واحد فيقتل أحدهما في الجانب الغربي والآخر في الجانب الشرقي فيكون ذلك فيما يسمونه أهل الطبقة السابعة فيكون في ذلك خسف كثير وكسوف واضح فلا ينهاهم ذلك عم يفعلون من المعاصي ...

أقوال الإمام علي عليه السلام عن آخر الزمان

من كتاب مختصر البصائر : ووقفت علي كتاب خطب لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام : وعليه خطُّ السيد رضي الدين علي بن موسي بن جعفر بن محمد صلي الله عليه و آله بن طاووس ما صورته :

هذا الكتاب ذكر كاتبه رجلين بعد الإمام الصادق عليه السلام ، فيمكن أن يكون تاريخ كتابته بعد المائتين من الهجرة؛ لأنه عليه السلام انتقل بعد سنة مائة وأربعين من الهجرة، وقد روي بعض ما فيه عن أبي روح فرج بن فروة، عن مسعدة بن صدقة ، عن جعفر بن محمد صلي الله عليه و آله عليه السلام وبعض ما فيه عن غيرهما ، ذكر في الكتاب المشار إليه خطبة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام تسمي المخزون وهي :

الحمد لله الأحد المحمود الذي توحد بملكه، وعلا بقدرته، أحمده علي

ص: 239

ما عرف من سبيله، وألهم من طاعته، وعلم من مكنون حكمته ، فإنه محمود بكل ما يولي، مشكور بكل ما يبلي، وأشهد أن قوله عدل، وحكمه فصل، ولم ينطق فيه ناطق بكان إلا كان قبل كان.

وأشهد أن محمد صلي الله عليه و آلها صلي الله عليه و آله عبد الله وسيد عباده ، خير من أهل أولا، وخير من أهل آخرا، فكلما نسج الله الخلق فريقين جعله في خير الفريقين، لم يسهم فيه سائر، ولا نكاح جاهلية.

ثم إن الله تعالي قد بعث إليكم رسولا من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم، حريص عليكم، بالمؤمنين رؤوف رحيم، فاتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون، فإن الله تعالي جعل للخير أهلا، وللحق دعائم، وللطاعة عصما يعصم بهم، ويقيم من حقه فيهم، علي ارتضاء من ذلك، وجعل لها رعاة وحفظة يحفظونها بقوة ويعينون عليها ، أولياء ذلك بما ولوا من حق الله فيها .

أما بعد، فإن روح البصر روح الحياة الذي لا ينفع إيمان إلا به مع كلمة الله والتصديق بها، فالكلمة من الروح، والروح من النور، والنور نور السماوات، فبايديكم سبب وصل إليكم منه إيثار واختيار، نعمة الله لا تبلغوا شكرها،خصكم بها، واختصكم لها،«وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ»[العنكبوت : 43).

فأبشروا بنصر من الله عاجل، وفتح يسير يقر الله به أعينكم، ويذهب بحزنكم، كفوا ما تناهي الناس عنكم، فإن ذلك لا يخفي عليكم، إن لكم عند كل طاعة عونا من الله، يقول علي الألسن، ويثبت علي الأفئدة، وذلك عون الله لأوليائه يظهر في خفي نعمته لطيفا، وقد أثمرت لأهل التقوي أغصان شجرة الحياة، وإن فرقانا من الله بين أوليائه وأعدائه ، فيه شفاء للصدور، وظهور للنور، يعز الله به أهل طاعته، ويذل به أهل معصيته .

فليعد لذلك امرؤ عدته، ولا عدة له إلا بسبب بصيرة، وصدق نية، وتسليم

ص: 240

سلامة أهل الخفة في الطاعة، ثقل الميزان، والميزان بالحكمة، والحكمة ضياء للبصر، والشك والمعصية في النار، وليس منا ولا لنا ولا إلينا ، قلوب المؤمنين مطوية علي الإيمان إذا أراد الله إظهار ما فيها فتحها بالوحي، وزرع فيها الحكمة، وإن لكل شيء إنئ يبلغه، لا يعجل الله بشيء حتي يبلغ إناه ومنتهاه.

فاستبشروا ببشري ما بشرتم (به)، واعترفوا بقربان ما قرب لكم، وتنجزوا (من الله) ما وعدكم، إن منا دعوة خالصة يظهر الله بها حجته البالغة، ويتم بها النعمة السابغة، ويعطي بها الكرامة الفاضلة، من استمسك بها أخذ بحكمة، منها آتاكم الله رحمته، ومن رحمته نور القلوب، ووضع عنكم أوزار الذنوب، وعجل شفاء صدوركم، وصلاح أموركم، وسلام منا لكم دائما عليكم، تسلمون به في دول الأيام، وقرار الأرحام، (أين كنتم وسلامه لسلامه عليكم في ظاهره وباطنه) فإن الله اختار لدينه أقواما أنجبهم للقيام عليه، والنصرة له، بهم ظهرت كلمة الإسلام، وأرجاء مفترض القرآن، والعمل بالطاعة في مشارق الأرض و مغاربها .

ثم إن الله تعالي خصكم بالإسلام، واستخلصكم له؛ لأنه اسم سلامة، وجماع كرامة اصطفاه الله فنهجه، وبين حججه، وأرف أرفه وحده و وصفه ، وجعله رضي كما وصفه، ووصف أخلاقه، وبين أطباقه، ووكد ميثاقه ، من ظهر وبطن ذي حلاوة وأمن، فمن ظفر بظاهره رأي عجائب مناظره في موارده ومصادره، ومن فطن بما بطن، رأي مكنون الفطن، وعجائب الأمثال والسنن .

فظاهره أنيق، وباطنه عميق، لا تنقضي عجائبه ولا تفني غرائبه، فيه ينابيع النعم ومصابيح الظلم، لا تفتح الخيرات إلا بمفاتيحه، ولا تنكشف الظلم إلا بمصابيحه، فيه تفصيل وتوصيل، وبيان الأسمين الأعلين الذين جمعا فاجتمعا، لا يصلحان إلأ معا ، يسميان فيعرفان، ويوصفان بيجتمعان، قيامهما في تمام أحدهما في منازلهما، جري بهما ولهما نجوم، وعلي نجومهما نجوم

ص: 241

سواهما، تحمي حماه، وترعي مراعيه، وفي القرآن بيانه [وتبيانه] وحدوده وأركانه، ومواضع تقادير ما خزن بخزائنه، ووزن بميزانه ميزان العدل، وحكم الفصل.

إن رعاة الدين فرقوا بين الشك واليقين، وجاؤوا بالحق المبين، قد بينوا الإسلام تبيانا ، وأسسوا له أساسا وأركانا، وجاؤوا علي ذلك شهودا وبرهانا : من علامات وأمارات، فيها كفاء لمكتف، وشفاء لمشتف، يحمون حماه ، ويرعون مرعاه، ويصونون مصونه، ويهجرون مهجوره، ويحبون محبوبه ، بحكم الله وبره، أو بعظيم أمره، وذكره بما يجب أن يذكر به، يتواصلون بالولاية، ويتلاقون بحسن اللهجة، ويتساقون بكأس الروية، ويتراعون بحسن الرعاية، بصدور برية، وأخلاق سنية (لم يولم عليها)، وبقلوب رضية لا تتسرب فيها الدنية، ولا تشرع فيها الغيبة .

فمن استبطن من ذلك شيئا أستبطن (خلقا) سنيا وقطع أصله، واستبدل منزله بنقضه مبرما، واستحلاله محرما من عهد معهود إليه ، وعقد معقود عليه بالبر والتقوي، وإيثار سبيل الهدي، [و] علي ذلك عقد خلقهم، وأخي ألفتهم، فعليه يتحابون، وبه يتواصلون، فكانوا كالزرع وتفاضله يبقي، فيؤخذ منه ويفني، ويبقيه التخصيص، ويبلغ منه التخليص، فانتظر أمره في قصر أيامه، وقلة مقامه في منزله حتي يستبدل منزلا، فليضع متحوله ومعارف منتقله .

فطوبي لذي قلب سليم أطاع من يهديه، وتجنب ما يرديه ، فدخل مدخل الكرامة، وأصاب سبيل السلامة، يبصر ببصره، وأطاع هادي أمره، دل أفضل الدلالة، وكشف غطاء الجهالة المتضلة الملهية ، فمن أراد تفكرا وتذكرا فليذكر رأيه، وليبرز بالهدي ما لم تغلق أبوابه وتفتح أسبابه، وقبل نصيحة من نصح بخضوع، وحسن خشوع، بسلامة الإسلام، ودعاء التمام، وسلام بسلام، تحية دائمة لخاضع متواضع يتنافس بالإيمان، ويتعارف عدل الميزان، فليقبل أمره وإكرامه بقبول، وليحذر قارعة قبل حلولها.

ص: 242

إن أمرنا صعب مستصعب، لا يحتمله إلا ملك مقرب، أو نبي مرسل، أو عبد امتحن الله قلبه للإيمان، لا يعي حديثنا إلا حصون حصينة، أو صدور أمينة، أو أحلام رزينة، يا عجبا ! كل العجب بين جمادي ورجب.

فقال رجل من شرطة الخميس : ما هذا العجب يا أمير المؤمنين؟

قال : ومالي لا أعجب، وقد سبق القضاء فيكم وما تفقهون الحديث، ألا صوتات بينهن موتات، حصد نبات، ونشر أموات، يا عجبا ! كل العجب بين جمادي ورجب! قال أيضا رجل : يا أمير المؤمنين، ما هذا العجب الذي لا تزال تعجب منه؟

قال : ثكلت الآخر أمه، وأ عجب يكون أعجب منه أموات يضربون هام الأحياء. قال أني يكون ذلك يا أمير المؤمنين؟

قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، كأني أنظر إليهم قد تخللوا سكك الكوفة، وقد شهروا سيوفهم علي مناكبهم، يضربون كل عدو الله تعالي ولرسوله صلي الله عليه و آله وللمؤمنين، وذلك قول الله تعالي :«يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُور»[الممتحنة : 13).

[ألا يا] أيها الناس! سلوني قبل أن تفقدوني ؛ لأنا بطوق السماء أعلم من العالم بطرق الأرض، أنا يعسوب الدين، وغاية السابقين، ولسان المتقين ، وخاتم الوصيين، ووارث النبيين ، وخليفة رب العالمين، أنا قسيم النار، وخازن الجنان، وصاحب الحوض، وصاحب الأعراف، وليس منا أهل البيت إمام إلا (وهو) عارف بجميع أهل ولايته، وذلك قول الله - تبارك وتعالي -:«إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ»[الرعد: 7].

[ألا يا] أيها الناس، سلوني قبل أن [تفقدوني وقبل أن] تشغر برجلها فتنة شرقية تطأ في خطامها بعد موت وحياة، أو تشب نار بالحطب الجزل غربي الأرض، رافعة ذيلها، تدعو يا ويلها بذحلة أو مثلها.

ص: 243

فإذا استدار الفلك ، قلت : مات أو هلك، بأي واد سلك؟ فيومئذ تأويل هذه الآية :«ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا »[الإسراء: 6].

ولذلك آيات وعلامات : أولهن إحصار الكوفة بالرصد والخندق، وتخريق الزوايا في سكك الكوفة، وتعطيل المساجد أربعين ليلة، وتخفق رايات ثلاث حول المسجد الأكبر يشبهن بالهدي، القاتل والمقتول في النار، وقتل كثير ، وموت ذريع، وقتل النفس الزكية بظهر الكوفة في سبعين، والمذبوح بين الركن والمقام، وقتل الأسبغ المظفر صبرا في بيعة الأصنام، مع كثير من شياطين الإنس.

وخروج السفياني براية خضراء، وصليب من ذهب، أميرها رجل من كلب، وإثني عشر ألف عنان من (خيل) يحمل السفياني متوجها إلي مة والمدينة ، أميرها أحد من بني أمية يقال له : خزيمة ، أطمس العين الشمال علي عينه طرفة يميل بالدنيا فلا ترد له راية حتي ينزل المدينة ، فيجمع رجالا ونساء من آل محمد صلي الله عليه و آله صلي الله عليه و آله، فيحبسهم في دار بالمدينة يقال لها : دار أبي الحسن الأموي.

ويبعث خيلا في طلب رجل من آل محمد صلي الله عليه و آله صلي الله عليه و آله، قد اجتمع إليه رجال من المستضعفين بمكة، أميرهم رجل من غطفان، حتي إذا توسطوا الصفائح البيض بالبيداء يخسف بهم، فلا ينجو منهم أحد إلا رجل واحد يحول الله وجهه في قفاه لينذرهم، وليكون آية لمن خلفه، فيومئذ تأويل هذه الآية :«وَلَوْ تَرَيٰ إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ» (سبا: 51].

ويبعث السفياني مائة وثلاثين ألفا إلي الكوفة، فينزلون بالروحاء والفاروق،وموضع مريم وعيسي بالقادسية، ويسير منهم ثمانون ألفا حتي ينزلوا الكوفة، موضع قبر هود عليه السلام بالنخيلة ، فيهجموا عليه يوم زينة، وأمير الناس جبار عنيد يقال له : الكاهن الساحر، فيخرج من مدينة يقال لها :

ص: 244

«الزوراء» في خمسة آلاف من الكهنة، ويقتل علي جسرها سبعون ألفا حتي يحتمي الناس الفرات ثلاثة أيام من الدماء، ونتن الأجسام، ويسبي من الكوفة أبكارا لا يكشف عنها كف ولا قناع حتي يوضعن في المحامل، يزلف بهن الثوية وهي الغريين.

ثم يخرج من الكوفة مائة ألف بين مشرك ومنافق حتي يضربوا خباهم بدمشق، لا يصدهم عنها صاد، وهي إرم ذات العماد، وتقبل رايات شرقي الأرض ليست بقطن ولا كتان ولا حرير، مختمة في رؤوس القنا بخاتم السيد الأكبر، يسوقها رجل من آل محمد صلي الله عليه و آله ، يوم تطير بالمشرق يوجد ريحها بالمغرب كالمسك الأذفر، يسير الرعب أمامها شهرا.

ويخلف أبناء سعد السقاء بالكوفة طالبين بدماء آبائهم، وهم أبناء الفسقة حتي تهجم عليهم خيل الإمام الحسين عليه السلام ، يستبقان كأنهما فرسا رهان، شعث غبر أصحاب بواكي وقوارح إذ يضرب أحدهم برجله باكية ، يقول: لا خير في مجلس بعد يومنا هذا، اللهم فإنا التائبون الخاشعون الراكعون الساجدون، فهم الأبدال الذين وصفهم الله عزوجل [بقوله] : «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ »[البقرة : 222]، والمطهرون نظراؤهم من آل محمد صلي الله عليه و آله

ويخرج رجل من أهل نجران راهب مستجيب للإمام، فيكون أول النصاري إجابة، ويهدم صومعته ويدق صليبها، ويخرج بالموالي وضعفاء الناس والخيل، فيسيرون إلي النخيلة بأعلام هدي، فيكون مجتمع الناس جميعا من الأرض كلها بالفاروق: وهي محجة أمير المؤمنين عليه السلام : وهي ما بين البرس والفرات، فيقتل يومئذ فيما بين المشرق والمغرب ثلاثة آلاف من اليهودوالنصاري، يقتل بعضهم بعضا، فيومئذ تأويل هذه الآية :«فَمَا زَالَتْ تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّيٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيدًا خَامِدِينَ»[الأنبياء: 15] بالسيف وتحت ظل السيف.

ويخلف من بين الأشهب الزاجر اللحظ في أناس من غير أبيه هرابا حتي يأتوا سبطري عوذا بالشجر ، فيومئذ تأويل هذه الآية :«فَلَمَّا أَحَسُّوا بَأْسَنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا »

ص: 245

يَرْكُضُونَ(12)لَا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَيٰ مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ لَعَلَّكُمْ تُسْأَلُونَ»[الأنبياء: 12-13]، ومساكنهم الكنوز التي غلبوا (عليها) من أموال المسلمين، ويأتيهم يومئذ الخسف والقذف والمسخ، فيومئذ تأويل هذه الآية : «وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ»[هود: 83]

وينادي مناد في شهر رمضان من ناحية المشرق عندما تطلع الشمس : يا أهل الهدي اجتمعوا، وينادي من ناحية المغرب بعدما تغيب الشمس: يا أهل الضلالة اجتمعوا، ومن الغد عند الظهر [بعد] تكور الشمس، فتكون سوداء مظلمة، واليوم الثالث يفرق بين الحق والباطل بخروج دابة الأرض، وتقبل الروم إلي قرية بساحل البحر عند كهف الفتية، ويبعث الله الفتية من كهفهم إليهم، [منهم] رجل يقال له : مليخا والآخر كمسلمينا، وهما الشاهدان المسلمان للقائم عليه السلام .

فيبعث أحد الفتية إلي الروم فيرجع بغير حاجة، ويبعث بالآخر فيرجع بالفتح، فيومئذ تأويل هذه الآية :«وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا»[آل عمران: 83]

ثم يبعث الله من كل أمة فوجا ليريهم ما كانوا يوعدون، فيومئذ تأويل هذه الآية : «وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِمَّنْ يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ»[النمل: 83] والوزع : خفقان أفئدتهم.

ويسير الصديق الأكبر براية الهدي، والسيف ذي الفقار والمخصرة حتي ينزل أرض الهجرة مرتين وهي الكوفة، فيهدم مسجدها ويبنيه علي بنائه الأول، ويهدم ما دونه من دور الجبابرة، ويسير إلي البصرة حتي يشرف علي بحرها، ومعه التابوت، وعصا موسي عليه السلام ، فيعزم عليه فيزفر في البصرة زفرة فتصير بحرا لجيا، (فيغرقها) لا يبقي فيها غير مسجدها كجؤجؤ السفينة علي ظهر الماء.

ثم يسير إلي حروراء حتي يحرقها، ويسير من باب بني أسد حتي يزفر زفرة

ص: 246

في ثقيف، وهم زرع فرعون، ثم يسير إلي مصر فيصعد منبره، ويخطب الناس فتستبشر الأرض بالعدل، وتعطي السماء قطرها، والشجرة ثمرها، والأرض نباتها وتتزين لأهلها، وتأمن الوحوش حتي ترتعي في طرف الأرض كأنعامهم، ويقذف في قلوب المؤمنين العلم، فلا يحتاج مؤمن إلي ما عند أخيه من علم، فيومئذ تأويل هذه الآية :«وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ »[النساء: 130].

وتخرج لهم الأرض كنوزها، ويقول القائم عليه السلام : كلوا هنيئا بما أسلفتم في الأيام الخالية، فالمسلمون يومئذ أهل صواب للذين أذن لهم في الكلام، فيومئذ تأويل هذه الآية :«وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا»[الفجر: 22]

فلا يقبل الله يومئذ إلا دينه الحق، ألا الله الدين الخالص، فيومئذ تأويل هذه الآية :«أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْمَاءَ إِلَي الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعَامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ ۖ أَفَلَا يُبْصِرُونَ(27)وَيَقُولُونَ مَتَيٰ هَٰذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ(28)قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ(29)فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ(30)»[السجدة: 27-30].

فيمكث فيما بين خروجه إلي يوم موته ثلاثمائة سنة ونيف، وعدة أصحابه ثلاثمائة وثلاثة عشر، منهم: تسعة من بني إسرائيل وسبعون من الجن ، ومائتان وأربعة وثلاثون، منهم: سبعون الذين غضبوا للنبي صلي الله عليه و اله إذ هجته مشركو قريش، فطلبوا إلي نبي الله صلي الله عليه و آله أن يأذن لهم في إجابتهم، فأذن لهم حيث نزلت هذه الآية :«إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ»[الشعراء: 227] وعشرون من أهل اليمن، منهم: المقداد بن الأسود، ومائتان وأربعة عشر الذين كانوا بسواحل البحر مما يلي عدن، فبعث إليهم نبي الله برسالة فأتوا مسلمين (وتسعة من بني إسرائيل).

ومن أفناء الناس ألفان وثمانمائة وسبعة عشر، ومن الملائكة أربعون ألفا، من ذلك من المسومين ثلاثة آلاف، ومن المردفين خمسة آلاف. فجميع

ص: 247

أصحابه عليه السلام سبعة وأربعون ألفا ومائة وثلاثون، من ذلك تسعة رؤوس مع كلض رأس من الملائكة أربعة آلاف من الجن والأنس، عدة يوم بدر، فبهم يقاتل وإياهم ينصر الله، وبهم ينتصر، وبهم يقدم النصر، ومنهم نضرة الأرض.

خطبة البيان

في إلزام الناصب : حدثنا محمد بن أحمد الأنباري قال : حدثنا محمدبن أحمد الجرجاني قاضي الري قال : حدثنا طوق بن مالك عن أبيه عن جده عن عبدالله بن مسعود رفعه إلي الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام : لما تولي الخلافة بعد الثلاثة أتي إلي البصرة فرقي جامعها وخطب الناس خطبة تذهل منها العقول وتقشعر منها الجلود، فلما سمعوا منه ذلك أكثروا البكاء والنحيب وعلا الصراخ، قال : وكان رسول الله صلي الله عليه و آله قد أسر إليه السر الخفي الذي بينه وبين الله عزوجل فلأجل ذلك انتقل النور الذي كان في وجه رسول الله صلي الله عليه و آله إلي وجه علي بن أبي طالب عليه السلام قال: ومات النبي صلي الله عليه و آله في مرضه الذي أوصي فيه لعلي أمير المؤمنين عليه السلام وكان قد أوصي أمير المؤمنين عليه السلام أن يخطب الناس خطبة البيان فيها علم ما كان وما يكون إلي يوم القيامة قال : فأقام أمير المؤمنين عليه السلام بعد موت النبي صلي الله عليه و آله صابرا علي ظلم الأمة إلي أن قرب أجله وحانت وصية النبي صلي الله عليه و آله بالخطبة التي تسمي خطبة البيان فقام أمير المؤمنين عليه السلام علي بالبصرة ورقي المنبر وهي آخر خطبة خطبها فحمد الله وأثني عليه وذكر النبي صلي الله عليه و آله فقال : أيها الناس أنا وحبيبي محمد صلي الله عليه و آله كهاتين وأشار بسبابته والوسطي ولولا آية في كتاب الله لنبأتكم بما في السموات والأرض وما في قعر هذا فما يخفي علئ منه شيء ولا تعزب كلمة منه وما أوحي إلي بل هو علم علمنيه رسول الله صلي الله عليه و آله ، لقد أسر لي ألف مسألة في كل مسألة ألف باب وفي كل باب ألف نوع، فاسألوني قبل أن تفقدوني، إسألوني عما دون العرش

ص: 248

أخبركم ولولا أن يقول قائلكم: إن علي بن أبي طالب عليه السلام ساحر كما قيل في ابن عمي، لأخبرتكم بمواضع أحلامكم وبما في غوامض الخزائن المسائل) ولأخبرتكم بما في قرار الأرض.

وهذه هي خطبته التي خطب وهي خطبة البيان :

«بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بديع السموات وفاطرها وساطح المدحيات وقادرها ومؤيد الجبال وساغرها ومفجر العيون وباقرها ومرسل الرياح وزاجرها وناهي القواصف وآمرها ومزين السماء وزاهرها ومدبر الأفلاك و مسيرها ومظهر البدور ونائرها ومسخر السحاب وماطرها ومقسم المنازل ومقدرها [و] مدلج الحنادس وعاكرها ومحدث الأجسام وقاهرها ومنشيء السحاب ومسخرها ومكور الدهور ومكررها ومورد الأمور ومصدرها وضامن الأرزاق ومدبرها ومنشيء الرفات ومنشرها. أحمده علي آلائه وتوافرها وأشكره علي نعمائه وتواترها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة يؤدي الإسلام ذاكرها ويؤمن من العذاب يوم الحساب ذاخرها ، وأشهد أن محمدا عبده الخاتم لما سبق من الرسالة وفاخرها ورسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة وناشرها أرسله إلي أمة قد شغل بعبادة الأوثان سائرها واغتلطس بضلالة دعاة الصلبان ماهرها وفخر بعمل الشيطان فاخرها وهداها عن لسان قول العصيان طائرها وألم بزخرف الجهالات والضلالات سوء ماكرها فأبلغ رسول الله في النصيحة وساحرها ومحا بالقرآن دعوة الشيطان ودامرها وأرغم معاطس جهال العرب وأكابرها حتي أصبحت دعوته بالحق ينطق ثامرها واستقامت به دعوة العليا وطابت عناصرها، أيها الناس سار المثل وحقق العمل وكثر الوجل وقرب الأجل ودنا الرحيل ولم يبق من عمري إلا القليل فاسألوني قبل أن تفقدوني .

أيها الناس أنا المخبر عن الكائنات أنا مبين الآيات أنا سفينة النجاة أنا سرالخفيات أنا صاحب البينات أنا مفيض الفرات أنا معرب التوراة أنا المؤلف

ص: 249

للشتات أنا مظهر المعجزات أنا مكلم الأموات أنا مفرج الكربات أنا محلل المشكلات أنا مزيل الشبهات أنا ضيغم الغزوات أنا مزيل المهمات أنا آية المختار أنا حقيقة الأسرار أنا الظاهر علي حيدر الكرار أنا الوارث علم المختار أنا مبيد الكفار أنا أبو الأئمة الأطهار أنا قمر السرطان أنا شعر الزبرقان أنا أسد الشرة أنا سعد الزهرة أنا مشتري الكواكب أنا زحل الثواقب.

أنا عين الشرطين أنا عنق السبطين أنا حمل الإكليل أنا عطارد التعطيل أنا قوس العراك أنا فرقد السماك أنا مريخ الفرقان أنا عيون الميزان أنا ذخيرةالشكور أنا مصحح الزبرو أنا مؤول التأويل أنا مصحف الإنجيل أنا فصل الخطاب أنا أم الكتاب أنا منجد البررة أنا صاحب البقرة أنا مثقل الميزن أنا صفوة آل عمران أنا علم الأعلام وأنا جملة الأنعام أنا خامس أهل الكساء أنا تبيان النساء أنا صاحب الأعراف أنا مبيد الأسلاف أنا مدير الكرم أنا توبة الندم أنا الصاد والميم أنا سر إبراهيم أنا محكم الرعد أنا سعادة الجد أنا علانية المعبود أنا مستنبط هود أنا نحلة الخليل أنا آية بني إسرائيل أنا مخاطب الكهف أنا محبوب الصحف أنا الطريق الأقوم أنا موضع مريم أنا السورة لمن تلاها أنا تذكرة آل طه أنا ولي الأصفياء.

أنا الظاهر مع الأنبياء أنا مكرر الفرقان أنا آلاء الرحمن أنا محكم الطواسين أنا إمام آل ياسين أنا حاء الحواميم أنا قسم ألم أنا سائق الزمر أنا آية القمر أنا راقب المرصاد أنا ترجمة صاد أنا صاحب الطور أنا باطن السرور أنا عتيد قاف أنا قارع الأحقاف أنا مرتب الصافات أنا ساهم الذاريات أنا سورة الواقعة أنا العاديات والقارعة أنا نون والقلم أنا مصباح الظلم أنا مؤول القرآن أنا مبين البيان أنا صاحب الأديان أنا ساقي العطشان أنا عقد الإيمان أنا قسيم الجنان أنا كيوان الإمكان أنا تبيان الإمتحان أنا الأمان من النيران أنا جحة الله علي الإنس والجن أنا أبو الأئمة الأطهار أنا أبو المهدي القائم في آخر الزمان قال: فقام إليه مالك الأشتر فقال : متي يقوم هذا القائم من ولدك يا أمير المؤمنين؟

ص: 250

فقال عليه السلام : إذا زهق الزاهق، وخفت الحقائق ولحق اللاحق وثقلت الظهور وتقاربت الأمور وحجب النشور وأرغم المالك وسلك السالك ودهش العدد وهاجت الوساوس وغيطل العساعس وماجت الأمواج وضعف الحاج واشتد الغرام وازدلف الخصام واختلف العرب واشتد الطلب ونص الهرب وطلبت الديون وذرفت العيون وأغبن المغبون وشاط النشاط وحاط الهباط وعجز المطاع وأظلم الشعاع وصمت الأسماع وذهب العفاف وسجسج الإنصاف واستحوذ الشيطان وعظم العصيان وحكمت النسوان وفدحت الحوادث ونفثت النوافث وهجم الوابث واختلفت الأهواء وعظمت البلوي واشتدت الشكوي واستمرت الدعوي وقرض القارض ولمض اللامض وتلاحم الشداد ونقل الملحاد وعجت الفلاة وخجعج الولاة ونضل البارخ وعمل الناسخ وزلزلت الأرض وعطل الفرض وكبتت الأمانة وبدت الخيانة وخشيت الصيانة واشتد الغيض وأراع الفيض وقاموا الأدعياء وقعدوا الأولياء وخبثت الأغنياء ونالوا الأشقياء ومالت الجبال وأشكل الأشكال وشيع الكربال.

ومنع الكمال وساهم المستحيح ومع الفليح وكفكف الترويح وخدخد البلوع وتكلكل الهلوع وفدفد المذعور وندند الديجور ونكس المنشور وعبس العبوس وكسكس الهموس وأجلب الناموس ودعدع الشقيق وجرثم الأنيق ونور الأفيق وأذاد الذائد وراد الرائ وجد الجدود ومد المدود وكد الكدود وحد الحدود ونطل الطليل وعلعل العليل وفضل الفضيل وشتت الشتات وشمتت الشمات وكد الهرم وقضم القضم وسدم السدم وبال الزاهب وذاب الذائب ونجم ثاقب وورور القرآن واحمر الدبران وسدس الشيطان وربع الزبرقان وثلث الحمل وساهم محل وأقل العرا والزخار وأنبت الأقدار وكملت العشرة وسدسد الزهرة وغرمت الغمرة وطهرت الأفاطس وتوهم الكساكس وتقدمتهم النفائس فيكدحون الجرائر ويملكون الجزائر ويحدثون كيسان

ص: 251

ويخربون خراسان ويصرفون الحلسان ويهدمون الحصون ويظهرون المصون ويقتطفون الغصون ويفتحون العراق ويحجمون الشقاق بدم يراق فعند ذلك ترقبوا خروج صاحب الزمان .

ثم إنه جلس علي أعلي مرقاة من المنبر وقال: آه لتعريض الشفاه وذبول الأفواه، قال عليه السلام فالتفت يمينا وشمالا ونظر إلي بطون العرب وساداتهم ووجوه أهل الكوفة وكبار القبائل بين يديه وهم صموت كأن علي رؤوسهم الطير فتنفس الصعداء وأن كمدا وتململ حزينا وسكت هنيئة فقام إليه سويد بن نوفل وهو كالمستهزيء وهو من سادات الخوارج فقال : يا أمير المؤمنين أأنت حاضر ما ذكرت وعالم بما أخبرت؟

قال : فالتفت إليه الإمام عليه السلام ورمقه بعينه رمقة الغضب فصاح سويد بن نوفل صيحة عظيمة من عظم نازلة نزلت به فمات من وقته وساعته فأخرجوه من المسجد وقد تقطع إربا إربا فقال عليه السلام : أبمثلي يستهزئ المستهزئون أم علي يتعرض المتعرضون؟ أويليق لمثلي أن يتكلم بما لا يعلم ويدعي ما ليس له بحق، هلك والله المبطلون، وأيم الله لو شئت ما تركت عليها من كافر بالله ولا منافق برسوله ولا مكذب بوصيه وإنما أشكو بثي وحزني إلي الله وأعلم من الله ما لا تعلمون.

قال : فقام إليه صعصعة بن صوحان وميثم وإبراهيم بن مالك الأشتر وعمر ابن صالح فقالوا: يا أمير المؤمنين قل لنا بما يجري في آخر الزمان فإن قولك يحيي قلوبنا ويزيد في إيماننا .

فقال : حبا وكرامة، ثم نهض عليه السلام قائما وخطب خطبة بليغة تشوق إلي الجنة ونعيمها وتحذر من النار وجحيمها، ثم قال عليه السلام: أيها الناس إني سمعت أخي رسول الله صلي الله عليه و آله يقول : تجتمع في أمتي مائة خصلة لم تجتمع في غيرها .

ص: 252

فقاموا العلماء والفضلاء يقبلون بواطن قديمه وقالوا: يا أمير المؤمنين نقسم عليك بابن عمك رسول الله صلي الله عليه و آله أن تبين لنا ما يجري في طول الزمان بكلام يفهمه العاقل والجاهل.

قال : ثم إنه حمد الله وأثني عليه وذكر النبي صلي الله عليه و آله ، فصلي عليه وقال : أنا مخبركم بما يجري من بعد موتي وبما يكون إلي خروج صاحب الزمان القائم بالأمر من ذرية ولد الحسين وإلي ما يكون في آخر الزمان حتي تكونوا علي حقيقة من البيان فقالوا : متي يكون ذلك يا أمير المؤمنين؟

فقال عليه السلام: إذا وقع الموت في الفقهاء وضيعت أمة محمد المصطفي الصلاة واتبعوا الشهوات وقلت الأمانات وكثرت الخيانات وشربوا القهوات واستشعروا شتم الآباء والأمهات ورفعت الصلاة من المساجد بالخصومات وجعلوها مجالس الطعامات وأكثروا من السيئات وقللوا من الحسنات وعوصرت السماوات فحينئذ تكون السنة كالشهر والشهر كالأسبوع والأسبوع كاليوم واليوم الساعة ويكون المطر قيظا والولد غيضا ويكون أهل ذلك الزمان لهم وجوه جميلة وضمائر ودية من رآه أعجبوه ومن عاملهم ظلموه، وجوههم وجوه الآدميين وقلوبهم قلوب الشياطين فهم أمر من الصبر وأنتن من الجيفة وأنجس من الكلب وأروع من الثعلب وأطمع من الأشعب وألزق من الجرب .

لا يتناهون عن منكر فعلوه إن حدثتم كذبوك وإن أمنتهم خانوك وإن وليت عنهم اغتابوك وإن كان لك مال حسدوك وإن بخلت عنهم بغضوك وإن وضعتهم شتموك ، سماعون للكذب أكالون للسحت، يستحلون الزنا والخمر والمقالات والطرب والغناء، والفقير بينهم ذليل حقير والمؤمن ضعيف صغير والعالم عندهم وضيع والفاسق عندهم مكرم والظالم عندهم معظم والضعيف عندهم هالك والقوي عندهم مالك لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن المنكر، الغني عندهم دولة والأمانة مغنمة والزكاة مغرمة ويطيع الرجل زوجته ويعصي والديه ويجفوهما ويسعي في هلاك أخيه وترفع أصوات الفجارويحبون الفساد والغناء

ص: 253

والزنا ويتعاملون بالسحر والربا ويعار علي العلماء ويكثر ما بينهم سفك الدماء، وقضاتهم يقبلون الرشوة وتتزوج الإمرأة بالإمرأة وتزفت كما تزفت العروس إلي زوجها .

وتظهر دولة الصبيان في كل مكان ويستحل الفتيان المغاني وشرب الخمر وتكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء وتركب السروج الفروج، فتكون الإمرأة مستولية علي زوجها في جميع الأشياء، وتحج الناس ثلاثة وجوه: الأغنياء للنزهة والأوساط للتجارة والفقراء للمسألة وتبطل الأحكام وتحبط الإسلام وتظهر دولة الأشرار ويحل الظلم في جميع الأمصار فعند ذلك يكذب التاجر في تجارته والصائغ في صياغته وصاحب كل صنعة في صناعته فتقل المكاسب وتضيق المطالب وتختلف المذاهب ويكثر الفساد ويقل الرشاد فعندها تسود الضمائر ويحكم عليهم سلطان جائر وكلامهم أمر من الصبر وقلوبهم أنتن من الجيفة.

فإذا كان كذلك ماتت العلماء وفسدت القلوب وكثرت الذنوب وتهجر المصاحف وتخرب المساجد وتطول الآمال وتقل الأعمال وتبني الأسوار في البلدان مخصوصة لوقع العظائم النازلات فعندها لو صلي أحدهم يومه وليلته فلا يكتب له منها شيء ولا تقبل صلاته لأن نيته وهو قائم يصلي يفكر في نفسه كيف يظلم الناس وكيف يحتال علي المسلمين ويطلبون الرياسة للتفاخر والمظالم وتضيق علي مساجدهم الأماكن ويحكم فيهم المتألف ويجور بعضهم علي بعض ويقتل بعضهم بعضا عداوة وبغضة ويفتخرون بشرب الخمور ويضربون في المساجد العيدان والزمر فلا ينكر عليهم أحد، وأولاد العلوج يكونون في ذلك الزمان الأكابر ويرعي القوم سفهاؤهم ويملك المال من لا يملكه ولا كان له بأهل لكع من أولاد اللكوع وتضع الرؤساء رؤوسا لمن لا يستحقها ويضيق الذرع ويفسد الزرع وتفشو البدع وتظهر الفتن، كلامهم فحش وعملهم وحش وفعلهم خبث وهم ظلمة غشمة وكبراؤهم بخلة عدمة وفقهاؤهم يفتون بما يشتهون

ص: 254

وقضاتهم بما لا يعلمون يحكمون وأكثرهم بالزور يشهدون، من كان عنده درهم كان عندهم مرفوعا، ومن علموا أنه مقل فهو عندهم موضوع، والفقير مهجور ومبغوض والغني محبوب و مخصوص، ويكون الصالح فيها مدلول الشوارب، يكبرون قدر كل نمام كاذب وينكس الله منهم الرؤوس ويعمي منهم القلوب التي في الصدور أكلهم سمان الطيور والطياهيج ولبسهم الخز اليماني والحرير، يستحلون الربا والشبهات ويتعارضون للشهادات، براؤون بالأعمال، قصراء الآجال لا يمضي عندهم إلا من كان نماما .

يجعلون الحلال حراما ، أفعالهم منكرات وقلوبهم مختلفات، يتدارسون فيما بينهم بالباطل ولا يتناهون عن منكر فعلوه، يخاف أخيارهم أشرارهم، يتوازرون في غير ذكر الله تعالي، يهتكون فيما بينهم بالمحارم ولا يتعاطون، بل يتدابرون، إن رأوا صالحا ردوه وإن رأوا نماما آثما استقبلوه ومن أساءهم يعظموه وتكثر أولاد الزنا، والآباء فرحون بما يرون من أولادهم القبيح فلا ينهونهم ولا يردونهم عنه ويري الرجل من زوجته القبيح فلا ينهاها ولا يردها عنه ويأخذ ما تأتي به من كد فرجها ومن مفسد خدرها حتي لو نكحت طولاوعرضا لم تهمه ولا يسمع ما قيل فيها من الكلام الرديء، فذاك هو الديوث الذي لا يقبل الله له قولا ولا عدلا ولا عذرا فأكله حرام ومنكحه حرام فالواجب قتله في شرع الإسلام وفضيحته بين الأنام ويصلي سعيرا في يوم القيام، وفي ذلك يعلنون بشتم الآباء والأمهات وتذل السادات وتعلو الأنباط ويكثر الاختباط فما أقل الأخوة في الله تعالي وتقل الدراهم الحلال وترجع الناس إلي أشر حال فعندها تدور دول الشياطين وتتواثب علي أضعف المساكين وثوب الفهد إلي فريسته ويشح الغني بما في يديه ويبيع الفقير آخرته بدنياه فيا ويل للفقير وما يحل به من الخسران والذل والهوان في ذلك الزمان المستضعف بأهله وسيطلبون ما لا يحل لهم، فإذا كان كذلك أقبلت عليهم فتن لا قبل بها، ألا وإن أولها الهجري القصير، وآخرها السفياني والشامي وأنتم

ص: 255

سبع طبقات فالطبقة الأولي [وفيها مزيد التقوي إلي سبعين من الهجرة] أهل تنكيد وقسوة إلي السبعين سنة من الهجرة، والطبقة الثانية أهل تباذل وتعاطف إلي المائتين والثلاثين سنة من الهجرة.

والطبقة الثالثة أهل تزاور وتقاطع إلي الخمسمائة وخمسين سنة من الهجرة، والطبقة الرابعة أهل تكالب وتحاسد إلي السبعمائة من الهجرة، والطبقة الخامسة أهل تشامخ وبهتان إلي الثمانمائة وعشرين سنة من الهجرة، والطبقة السادسة أهل الهرج والمرج وتكالب الأعداء وظهور أهل الفسوق والخيانة إلي التسعمائة والأربعين سنة من الهجرة، والطبقة السابعة فهم أهل حيل وغدر وحرب ومكر وخدع وفسوق وتدابر وتقاطع وتباغض والملاهي العظام والمغاني الحرام والأمور المشكلات في ارتكاب الشهوات وخراب المدائن والدور وانهدام العمارات والقصور، وفيها يظهر الملعون من الوادي الميشوم وفيها انكشاف الستر والبروج وهي علي ذلك إلي أن يظهر قائمنا المهدي صلوات الله وسلامه عليه.

قال : فقامت إليه سادات أهل الكوفة وأكابر العرب وقالوا: يا أمير المؤمنين بين لنا أوان هذه الفتن والعظائم التي ذكرتها لنا لقد كادت قلوبنا أن تنفطر وأرواحنا أن تفارق أبداننا من قولك هذا، فوا أسفاه علي فراقنا إياك فلا أرانا الله فيك سوءا ولا مكروها.

فقال علي عليه السلام قضي الأمر الذي فيه تستفتيان كل نفس ذائقة الموت قال : فلم يبق أحد إلا وبكي لذلك.

قال : ثم إن علي قال : ألا وإن تدارك الفتن بعدما أنبئكم به من أمر مكة والحرمين من جوع أغبر وموت أحمر، ألا يا ويل لأهل بيت نبيكم وشرفاكم من غلاء وجوع وفقر ووجل حتي يكونوا في أسوأ حال بين الناس، ألا وإن مساجدكم في ذلك الزمان لا يسمع لهم صوت فيها ولا تلبي فيها دعوة ثم لا خير في الحياة بعد ذلك، وإنه يتولي عليهم ملوك كفرة من عصاهم قتلوه ومن

ص: 256

أطاعهم أحبوه، ألا إن أول من يلي أمركم بنو أمية ثم تملك من بعدهم ملوك بني العباس فكم فيهم من مقتول ومسلوب .

ثم إنه عليه السلام قال: آه آه ألا يا ويل لكوفانكم هذه وما يحل فيها من السفياني في ذلك الزمان، يأتي إليها من ناحية هجر بخيل سباق تقودها أسود ضراغمة وليوث قشاعمة أول اسمه ش، إذا خرج الغلام الأشر فيأتي إلي البصرة فيقتل ساداتها ويسبي حريمها فإني لأعرف بهاكم وقعة تحدث بها وبغيرها، وتكون بها وقعات بين تلول وآكام فيقتل بها اسم ويستعبد بها صنم ثم يسير فلا يرجع إلا بالجرم فعندها يعلو الصياح ويقتحم بعضها بعضا ، فيا ويل لكوفانكم من نزوله بداركم، يملك حريمكم ويذبح أطفالكم ويهتك نساءكم،عمره طويل وشه غزير ورجاله ضراغمة وتكون له وقعة عظيمة، ألا وإنها فتن يهلك فيها المنافقون والقاسطون والذين فسقوا في دين الله تعالي وبلاده ولبسوا الباطل علي جادة عباده فكأني بهم قد قتلوا أقواما تخاف الناس أصواتهم وتخاف شرهم فكم من رجل مقتلو وبطل مجدول يهابهم الناظر إليهم، قد تظهر الطامة الكبري فيلحقوا أولها آخرها، ألا وإن لكوفانكم هذه آيات وعلامات وعبرة لمن اعتبر، ألا وإن السفياني يدخل البصرة ثلاث دخلات يذل العزيز ويسبي فيها الحريم، ألا يا ويل المؤتفكة وما يحل بها من سيف مسلول وقتيل مجدول وحرمة مهتوكة ، ثم يأتي إلي الزوراء الظالم أهلها فيحول الله بينها وبين أهلها فما أشد أهلها بينه وبينها وأكثر طغيانها وأغلب سلطانها .

ثم قال : الويل للديلم وأهل شاهون وعجم لا يفقهون، تراهم بيض الوجوه سود القلوب نائرة الحروب قاسية قلوبهم سود ضمائرهم، الويل ثم الويل لبلد يدخلونها وأرض يسكنونها، خيرهم طامس وشرهم لامس، صغيرهم أكثر هما من كبيرهم تلتقيهم الأحزاب ويكثر فيما بينهم الضراب وتصحبهم الأكراد وأهل الجبال وسائر البلدان وتضاف إليهم أكراد همدان وحمزة وعدوان حتي يلحقوا بأرض الأعجام من ناحية خراسان فيحلون قريبا

ص: 257

من قزوين وسمرقند و كاشان فيقتلون فيها السادات من أهل بيت نبيكم ثم ينزل بأرض شيراز .

ألا يا ويل لأهل الجبال وما يحل فيها من الأعراب، ألا يا ويل لأهل هرموز وقلهات وما يحل بها من الآفات من أهل الطراطر المذهبات.

ويا ويل لأهل عمان وما يحل بها من الذل والهوان وكم وقعة فيها من الأعراب فتنقطع منهم الأسباب فيقت فيها الرجال وتسبي فيها الحريم، ويا ويل لأهل أوال مع صابون من الكافور الملعون يذبح رجالهم ويستحيي نساءهم وإني لأعرف بها ثلاثة عشرة وقعة؛ الأولي بين القلعتين والثانية في الصليب والثالثة في الجنيبة والرابعة عند نوبا والخامسة عند أهل عراد وأكراد والسادسة في أوكر خارقان والكليا وفي سارو بين الجبلين وبئر حنين ويمين الكثيب وذروة الجبل ويمين شجرات النبق، ألا يا ويل للكنيس وذكوان وما يحل بها من الذل والهوان من الجوع والغلاء، والويل لأهل خراسان وما يحل بها من الذل الذي لا يطاق ويا ويل للري وما يحل بها من القتل العظيم وسبي الحريم وذبح الأطفال وعدم الرجال ويا ويل لبلدان الإفرنج وما يحل بها من الأعراب ويا ويل لبلدان السند والهند وما يحل بها من القتل والذبح والخراب في ذلك الزمان فيا ويل لجزيرة قيس من رجل مخيف ينزل بها هو ومن معه فيقتل جميع من فيها ويفتك بأهلها وإني لأعرف بها خمس وقعات عظام: فأول وقعة منها علي ساحل بحرها قريب من برها والثانية مقابلة كوشا والثالثة من قرنها الغربي والرابعة بين الزولتين والخامسة مقابلة برها، ألا يا ويل لأهل البحرين من وقعات تترادف عليها من كل ناحية ومكان فتؤخذ كبارها وتسبي صغارها، وإني لأعرف بها سبعة وقعات عظام فأول وقعة فيها في الجزيرة المنفردة عنها من قرنها الشمالي تسمي سماهيج والوقعة الثانية تكون في القاطع وبين النهر عن عين البلد وقرنها الشمالي الغربي وبين الأبلة والمسجد وبين الجبل العالي و بين التلتين المعروف بجبل حبوة، ثم يقبل الكرخ بين التل

ص: 258

والجادة وبين شجرات النبق المعروفة بالبديرات بجانب سطر الماجي ثم الحورتين وهي سابعة الطامة الكبري وعلامة ذلك يقتل فيها رجل من أكابر العرب في بيته وهو قريب من ساحل البحر فيقطع رأسه بأمر حاكمها فتغير العرب عليه فتقتل الرجال وتنهب الأموال فتخرج بعد ذلك العجم علي العرب ويتبعونهم إلي بلاد الخط.

ألا يا ويل لأهل الخط من وقعات مختلفات يتبع بعضها بعضا فأولها وقعة بالبطحاء ووقعة الديورة ووقعة بالصفصف ووقعة علي الساحل ووقعة بدارين ووقعة بسوق الجزارين ووقعة بين السكك ووقعة بين الزراقة ووقعة بالجرار ووقعة بالمدارس ووقعة بتاروت، ألا يا ويل لهجر وما يحل بها مما يلي سورها من ناحية الكرخ ووقعة عظيمة بالعطر تحت التليل المعروف بالحسيني ثم بالفرحة ثم بالقزوين ثم بالأراكة ثم بأم خنور، ألا يا ويل نجد وما يحل بها من القحط والغلاء، وإني لأعرف بها وقعات عظام بين المسلمين.

ألا يا ويل البصرة وما يحل بها من الطاعون ومن التفن يتبع بعضها بعضا وإني لأعرف وقعات عظام بواسط ووقعات مختلفات بين الشط والمجينبة ووقعات بين العوينات، ألا يا ويل بغداد من الري من موت و قتل وخوف يشمل أهل العراق إذا حل فيما بينهم السيف فيقتل ما شاء الله وعلامة ذلك إذا ضعف سلطان الروم وتسلطت العرب ودبت الناس إلي الفتن كدبيب النمل فعند ذلك تخرج العجم علي العرب ويملكون البصرة، ألا يا ويل لقسطنطين وما يحل بها من الفتن التي لا تطاق، ألا يا ويل لأهل الدنيا وما يحل بها من الفتن في ذلك الزمان وجميع البلدان الغرب والشرق والجنوب والشمال، ألا وأنه تركب الناس بعضهم علي بعض وتتواثب عليهم الحروب الدائمة وذلك بما قدمت أيديهم وما ربك بظلام للعبيد.

ثم إنه عليه السلام قال : لا تفرحوا بالخلوع من ولد العباس يعني المقتدر فإنه أول علامة التغيير، ألا وإني أعرف ملوكهم من هذا الوقت إلي ذلك الزمان .

ص: 259

قال : فقام إليه رجل إسمه القعقاء وجماعة من سادات العرب وقالوا له: ياأمير المؤمنين بين لنا أسماءهم.

فقال عليه السلام : أولهم الشامخ فهو الشيخ والسهم المارد والمثير العجاج والعصفور والفجور والمقتول بين الستور وصاحب الجيش العظيم والمشهور ببأسه والمحشور من بطن السباع والمقتول مع الحرم والهارب إلي بلاد الروم وصاحب الفتنة الدهماء والمكبوب علي رأسه بالسوق والملاحق المؤتمن والشيخ المكتوف الذي ينهزم إلي نينوي وفي رجعته يقتل لرجل من ولد العباس، ومالك الأرض بمصر وماحي الإسم والسباع الفتان والداح الأملح، والثاني الشيخ الكبير الأصلع الرأس والنفاض المرتعد والمدل بالفروسة واللسين الهجين والطويل العمر والرضاع لأهله والمارق للزور والأبرش الأثلم وبناء القصور ورميم الأمور والشيخ الرهيج والمنتقل من بلد إلي بلد والكافر المالك أرباب المسلمين وضعيف البصر وقليل العمر .

ألا وإن بعده تحل المصائب وكأني بالفتن وقد أقبلت من كل مكان كقطع الليل المظلم، ثم قال عليه السلام: معاشر الناس لا تشكوا في قولي هذا فإني ما ادعيت ولا تكلمت زورا، ولا أنبئكم إلا بما علمني رسول الله صلي الله عليه و آله ، ولقد أودعني ألف مسألة يتفرع من كل مسألة ألف باب من العلم، ويتفرع من كل باب مائة ألف باب، وإنما أحصيت لكم هذه لتعرفوا مواقيتها إذا وقعتم في الفتن مع قلة اعتصابكم، فيا كثرة فتنكم وخبث زمانكم وخيانة حكامكم وظلم قضائكم وكلابة تجاركم وشحة ملوككم وفشي أسراركم وما تنحل أجسامكم وتطول آمالكم وكثرة شكواكم، ويا قلة معرفتكم وذلة فقيركم وتكبر أغنيائكم وقلة وقاكم، إنا لله وإنا إليه راجعون من أهل ذلك الزمان، تحل فيهم المصائب ولا يتعظون بالنوائب ولقد خالط الشيطان أبدانهم وربح في أبدانهم وولج في دمائهم ويوسوس لهم بالإفك حتي تركب الفتن الأمصار ويقول المؤمن المسكين المحب لنا إني من المستضعفين، وخير الناس يومئذ من يلزم نفسه

ص: 260

ويختفي في بيته عن مخالطة الناس والذي يسكن قريبا من بيت المقدس طالبا الثأر الأنبياء عليهم السلام .

معاشر الناس لا يستوء الظالم والمظلوم ولا الجاهل والعالم ولا الحق والباطل ولا العدل والجور ألا وإن له شرائع معلومة غير مجهولة ولا يكون نبي إلا وله أهل بيت ولا يعيش أهل بيت نبي إلا ولهم أضداد يريدون إطفاء نورهم ونحن أهل بيت نبيكم ألا وإن دعوكم إلي سبنا فسبونا وإن دعوكم إلي شتمنا فاشتمونا وإن دعوكم إلي لعننا فالعنونا وإن دعوكم إلي البراءة منا فلا تتبرأوا منا ومدوا أعناقكم للسيف واحفظوا يقينكم فإنه من تبرأ منا بقلبه تبرأ الله منه ورسوله، ألا وإنه لا يلحقنا سب ولا شتم ولا لعن.

ثم قال : فيا ويل مساكين هذه الأمة وهم شيعتنا ومحبونا وهم عند الناس كفار و عند الله أبرار وعند الناس كاذبون وعند الله صادقون وعند الناس ظالمون وعند الله مظلومون وعند الناس جائرون وعند الله عادلون وعند الناس خاسرون وعند الله رابحون فازوا والله بالإيمان وخسر المنافقون اللهم إجعلنا من شيعة محمد و آله صلي الله عليه و آله وآله .

معاشر الناس إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا يقيمون الصلاة ويأتون الزكاة وهم راكعون، معاشر الناس كأني بطائفة منهم يقولون إن علي بن أبي طالب يعلم الغيب وهو الرب الذي يحيي الموتي ويميت الأحياء وهو علي كل شيء قدير ، كذبوا ورب الكعبة أيها الناس قولوا فينا ما شئتم ولا تجعلونا واجعلونا مربوبين، ألا وإنكم ستختلفون وتتفرقون، ألا وإن أول السنين إذا انقضت سنة مائة وثلاثة وستين سنة توقعوا أول الفتن فإنها نازلة عليكم ثم يأتيكم في عقبها الدهماء تدهم الفتن فيها الغزو تغزو بأهلها والسقطاء تسقط الأولاد من بطون أمهاتهم والكسحاء تكسح فيها الناس من القحط والمحن والفتناء تفتن بها من أهل الأرض والنازحة تنزح بأهلها إلي الظلم والغمراء تغمر فيها الظلم والمنفية نفت منهم الإيمان والكراء كرت عليهم الخيل من كل

ص: 261

جهة والبرشاء يخرج فيها الأبرش من خراسان والسؤلاء يخرج فيها ملك الجبال إلي جزائر البحر يقهرهم ثم يؤيدهم الله بالنصر عليه ثم تخرج بعد ذلك العرب ويخرج صاحب علم أسود علي البصرة فتقصده الفتيان إلي الشام.

ثم العناء عنت الخيل بأعنتها والطحناء الأقوات من كل مكان والفاتنة تفتن أهل العراق والمرحاء تمرح الناس إلي اليمن والكتاء تسكت الفتن بالشام والحدراء انحدرت الفتن إلي الجزيرة المعروفة أوال قبال البحرين والطموح تطمح الفتن في خراسان والجوراء جارت الفتن بأرض فارس والهوجاء هاجت الفتن بأرض الخط والطولاء طالت الخيل علي الشام والمنزلة نزلت الفتن بأرض العراق والطائرة تطايرت الفتن بأرض الروم والمتصلة اتصلت الفتن بأرض الروم والمحربة هاجت الأكراد من شهرزور والمرملة أرملت النساء من العراق والكاسرة تكشرت الخيل علي أهل الجزيرة والناحرة نحرت الناس بالشام والطامحة طمحت الفتنة بالبصرة والقتالة قتلت الناس علي القنطرة برأس العين والمقبلة أقبلت الفتنة إلي أرض اليمن والحجاز والصروخ مصرخة أهل العراق فلا تأمن لهم والمستمعة أسمعت أهل الإيمان في منامهم والسابحة سبحت الخيل في القتل إلي أرض الجزيرة والأكراد يقتل فيها رجل من ولدالعباس علي فراشه، والكرباء أماتت المؤمنين بكربهم وحسراتهم والغامرة غمرت الناس بالقحط والسائلة سال النفاق في قلوبهم والغرقاء تغرقت أهل الخط والحرباء نزل القحط بأرض الخط وهجر كل ناحية حتي إن السائل يدور ويسأل فلا أحد يعطيه ولا يرحمه أحد والغالية تغلو طائفة من شيعتي حتي يتخذوني ربا وإني بريء مما يقولون والمكثاء تمكث الناس فربما ينادي فيها الصارخ مرتين ألا وإن الملك في آل علي بن أبي طالب فيكون ذلك الصوت من

جبرئيل ويصرخ إبليس لعنه الله : ألا وإن الملك في آل أبي سفيان، فعند ذلك يخرج السفياني فيتبعه مائة ألف رجل ثم ينزل بأرض العراق فيقطع ما بين جلولاء وخانقين فيقتل فيها الفجفاج فيذبح كما يذبح الكبش ثم يخرج شعيب

ص: 262

بن صالح من بين قصب وأجام فهو أعور المخلد فالعجب كل العجب ما بين جمادي ورجب مما يحل بأرض الجزائر وعندها يظهر المفقود من بين التل يكون صاحب القصر فيواقعه في ذلك اليوم.

ثم يظهر برأس العين رجل أصفر اللون علي رأس القنطرة فيقتل عليها سبعين ألفا صاحب محلي وترجع الفتنة إلي العراق وتظهر فتنة شهرزور وهي الفتنة الصماء والداهية العظمي والطامة الدهماء المسماة بالهلهم.

قال الراوي: فقامت جماعة وقالوا: يا أمير المؤمنين عليه السلام بين لنا من أين يخرج هذا الأصفر وصف لنا صفته؟

فقال عليه السلام: أصفه لكم: مديد الظهر قصير الساقين سريع الغضب يواقع إثنتين وعشرين وقعة وهو شيخ كردي بهي طويل العمر تدين له ملوك الروم ويجعلون خدودهم وطاءهم علي سلامة من دينه وحسن يقينه ، وعلامة خروجه بنيان مدينة الروم علي ثلاثة من الثغور تجدد علي يده ثم يخرب ذلك الوادي الشيخ صاحب السراق المستولي علي الثغور ثم يملك رقاب المسلمين وتنضاف إليه رجال الزوراء وتقع الواقعة ببابل فيهلك فيها خلق كثير ويكون خسف كثير وتقع الفتنة بالزوراء ويصيح صائح: إلحقوا بإخوانكم بشاطيء الفرات.

وتخرج أهل الزوراء كدبيب النمل فيقتل بينهم خمسون ألف قتيل وتقع الهزيمة عليهم فيلحقون الجبال ويرجع باقيهم إلي الزوراء ثم يصيح صيحة ثانية فيخرجون فيقتل منهم كذلك فيصل الخبر إلي أرض الجزائر فيقولون الحقوا بإخوانكم فيخرج منهم رجل أصفر اللون ويسير في عصائب إلي أرض الخط وتلحقه أهل هجر وأهل نجد ثم يدخلون البصرة فتعلق به رجالها ولم يزل يدخل من بلد إلي بلد حتي يدخل مدينة حلب وتكون بها وقعة عظيمة فيمكثون فيها مائة يوم ثم إنه يدخل الأصفر الجزيرة ويطلب الشام فيواقعه وقعة عظيمة خمسة وعشرين يوما ويقتل فيما بينهم خلق كثير ويصعد جيش العراق إلي بلاد الجبل وينحدر الأصفر إلي الكوفة فيبقي فيها فيأتي خبر من الشام إنه قد قطع علي

ص: 263

الحج، فعند ذلك يمنع الحج جانبه فلا يحج أحد من الشام ولا من العراق ويكون الحج من مصر ثم ينقطع بعد ذلك ويصرخ صارخ من بلد الروم أنه قد قتل الأصفر فيخرج إلي الجيش بالروم في ألف سلطان وتحت كل سلطان مائة ألف مقاتل صاحب سيف محلي وينزلون بأرض أرجون قريب مدينة السوداء ثم ينتهي إلي جيش المدينة الهالكة المعروفة بأم الثغور التي نزلها سام بن نوح فتقع الواقعة علي بابها فلا يرحل جيش الروم عنها حتي يخرج من حيث لا يعلمون ومعه جيش فيقتل منهم مقتلة عظيمة .

وترجع الفتنة إلي الزوراء فيقتل بعضهم بعضا ثم تنتهي الفتنة فلا يبقي غير خليفتين يهلكان في يوم واحد فينقل أحدهما في الجانب الغربي والآخر في الجانب الشرقي فيكون ذلك فيما يسمونه إهل الطبقة السابعة فيكون في ذلك خسف كثير وكسوف واضح فلا ينهاهم ذلك عما يفعلون من المعاصي.

قال عليه السلام : فقام إليه ابن يقطين وجماعة من وجوه أصحابه وقالوا: يا أمير المؤمنين إنك ذكرت لنا السفياني الشامي ونريد أن تبين لنا أمره، قال : قد ذكرت خروجه لكم آخر السنة الكائنة.

فقالوا : إشرحه لنا فإن قلوبنا قد ارتاعت حتي نكون علي بصيرة من البيان، فقال عليه السلام : علامة خروجه، تختلف ثلاث رايات : راية من العرب فيا ويل لمصر وما يحل بها منهم وراية من البحرين من جزيرة أوال من أرض فارس وراية من الشام فتدوم الفتنة بينهم سنة ثم يخرج رجل من ولد العباس فيقول أهل العراق قد جاءكم قوم حفاة أصحاب أهواء مختلفة فتضطرب أهل الشام وفلسطين ويرجعون إلي رؤساء الشام ومصر فيقولون إطلبوا ولد الملك فيطلبوه ثم يوافقوه بغوطة دمشق بموضع يقال له صرنا فإذا حل بهم أخرج أخواله بني كلاب وبني دهانة ويكون له بالوادي اليابس عدة عديدة فيقولون له: يا هذا ما يحل لك أن تضيع الإسلام، أما تري إلي [ما] الناس فيه من الأهوال والفتن فاتق الله واخرج لنصر دينك فيقول: أنا لست بصاحبكم.

ص: 264

فيقولون له: ألست من قريش ومن أهل بيت الملك القائم؟ أما تتعصب الأهل بيت نبيك وما قد نزل بهم من الذل والهوان منذ زمان طويل؟ فإنك ما تخرج راغبا بالأموال ورغيد العيش، بل محاميا لدينك فلا يزال القوم يختلفون وهو أول منبر يصعده، ثم يخطب ويأمرهم بالجهاد ويبايعهم علي أنهم لا يخالفون أمره رضوه أم كرهوه، ثم يخرج إلي الغوطة ولا يلج بها حتي تجتمع الناس عليه ويتلاحقون أهل الصقائر فيكون في خمسين ألف مقاتل فيبعث أخواله بني كلاب فيأتونه مثل السيل السائل فيأبون عن ذلك رجال يريدون يقاتلون رجال الملك ابن العباس فعند ذلك يخرج السفياني في عصائب أهل الشام فتختلف ثلاث رايات فراية للترك والعجم وهي سوداء وراية للبريين لابن العباس أول صفراء وراية للسفياني فيقتتلون ببطن الأزرق قتالا شديدا فيقتل منهم ستين ألفا ثم يغلبهم السفياني فيقتل منهم خلق كثير ويملك بطونهم ويعدل فيهم حتي يقال فيه : والله ما كان يقال عليه إلا كذبا ، والله إنهم لكاذبون حتي يسير فأول سيره إلي حمص وإن أهلها بأسوء حال ثم يعبر الفرات من باب مصر وينزع الله من قلبه الرحمة ويسير إلي موضع يقال له قرية سبا فيكون له بها وقعة عظيمة فلا تبقي بلد إلأ وبلغهم خبره فيدخلهم من ذلك خوف وجزع فلا يزال يدخل بلدا بعد بلد إلا واقع أهلها فأول وقعة تكون بحمص ثم بالرقة ثم بقرية سبا، وهي أعظم وقعة يواقعها بحمص ثم يرجع إلي دمشق وقد انت له الخلق فيجيش جيشا إلي المدينة وجيشا إلي المشرق فيقتل بالزوراء سبعين ألفا ويبقر بطون ثلاثمائة إمرأة حامل ويخرج الجيش إلي كوفانكم هذه فكم من باك وباكية فيقتل بها خلق كثير .

وأما جيش المدينة فإنه إذا توسط البيداء صاح به جبرائيل صيحة عظيمة فلا يبقي منهم أحد إلا وخسف الله به الأرض ويكون في أثر الجيش رجلان أحدهما بشير والآخر نذير فينظرون إلي ما نزل بهم فلا يرون إلا رؤوسا خارجة من الأرض فيقولان بما أصاب الجيش فيصيح بهما جبرائيل فيحول الله

ص: 265

وجوههما إلي قهقري فيمضي أحدهما إلي المدينة وهو البشير فيبشرهم بما سلمهم الله تعالي والآخر نذير فيرجع إلي السفياني ويخبره بما أصاب الجيش، قال : وعند جهينة الخبر الصحيح لأنهما من جهينة بشير ونذير فيهرب قوم من أولاد رسول الله صلي الله عليه و آله ، وهم أشراف إلي بلد الروم فيقول السفياني لملك الروم ترد علي عبيدي فيردهم إليه فيضرب أعناقهم علي الدرج الشرقي لجامع بدمشق فلا ينكر ذلك عليه أحد، ألا وإن علامة ذلك تجديد الأسوار بالمدائن فقيل : يا أمير المؤمنين أذكر لنا الأسوار فقال : تجدد سور بالشام والعجوز والحران يبني عليهما سوران وعلي واسط سور والبيضاء يبني عليها سور والكوفة يبني عليها سوران وعلي شوشتر سور وعلي أرمينية سور وعلي موصل سور وعلي همدان سور وعلي ورقة سور وعلي ديار يونس سور وعلي حمص سور وعلي مطردين سور وعلي الرقطاء سور وعلي الرهبة سور وعلي دير هند سور علي القلعة سور.

معاشر الناس ألا وإنه إذا ظهر السفياني تكون له وقائع عظام فأول وقعة بحمص ثم بحلب ثم بالرقة ثم بقرية سبأ ثم برأس العين ثم بنصيبين ثم بالموصل وهي وقعة عظيمة ثم تجتمع إلي الموصل رجال الزوراء ومن ديار يونس إلي اللخمة وتكون وقعة عظيمة يقتل فيها سبعين ألفا ويجري علي الموصل قتال شديد يحل بها ثم ينزل إلي السفياني ويقتل منهم ستين ألفا وإن فيها كنوز قارون ولها أحوال عظيمة بعد الخسف والقذف والمسخ وتكون أسرع ذهابا في الأرض من الوتد الحديد في أرض الرجف قال : ولا يزال السفياني يقتل كل من اسمه محمد وعلي وحسن وحسين وفاطمة وجعفر وموسي وزينب وخديجة ورقية بغضا وحنق لآل محمد صلي الله عليه و آله .

ثم يبعث في جميع البلدان فيجمع له الأطفال ويغلي لهم الزيت فيقول له الأطفال: إن كان آباؤنا عصوك نحن فما ذنبنا؟ فيأخذ كل من اسمه علي ما ذكرت فيغليهم في الزيت ثم يسير إلي كوفانكم هذه فيدور فيها كما تدور الدوامة

ص: 266

فيفعل بالرجال كما يفعل بالأطفال ويصلب علي بابها كل من اسمه حسن وحسين ثم يسير إلي المدينة فينهبها في ثلاثة أيام ويقتل فيها خلق كثير ويصلب علي مسجدها كل من إسمه حسن وحسين فعند ذلك يغلي دماؤهم كما غلي دم يحيي بن زكريا فإذا رأي ذلك الأمر أيقن بالهلاك فيولي هاربا ويرجع منهزما إلي الشام فلا يري في طريقه أحد يخالف عليه إذا دخل عليه ، فإذا دخل إلي بلده اعتكف علي شرب الخمر والمعاصي ويأمر أصحابه بذلك فيخرج السفياني وبيده حربة ويأمر بالإمرأة فيدفعها إلي بعض أصحابه فيقول له : أفجر بها في وسط الطريق، فيفعل بها ثم يبقر ببطنها ويسقط الجنين من بطن أمه فلا يقدر أحد أن ينكر عليه ذلك.

قال : فعندها تضطرب الملائكة في السماوات ويأذن الله بخروج القائم من ذريتي وهو صاحب الزمان ثم يشيع خبره في كل مكان فينزل حينئذ جبرائيل علي صخرة بيت المقدس فيصيح في أهل الدنيا : قد جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا، ثم إنه عليه السلام تنفس الصعداء.

قال: فيقول جبرائيل في صيحته : يا عباد الله إسمعوا ما أقول: إن هذا مهدي آل محمد صلي الله عليه و آله خارج من أرض مكة فأجيبوه.

قال: فقامت إليه الفضلاء والعلماء ووجوه أصحابه وقالوا : يا أميرالمؤمنين صف لنا هذا المهدي فإن قلوبنا اشتاقت إلي ذكره؟

فقال عليه السلام : هو صاحب الوجه الأقمر والجبين الأزهر وصاحب العلامةوالشامة، العالم غير المعلم والمخبر بالكائنات قبل أن يعلم.

معاشر الناس، ألا وإن الدين فينا قد قامت حدوده وأخذ علينا عهوده، ألا وإن المهدي يطلب القصاص ممن لا يعرف حقنا وهو الشاهد بالحق وخليفة الله علي خلقه، إسمه كإسم جده رسول الله ، ابن الحسن بن علي من ولد فاطمة من ذرية الحسين ولدي.

فنحن الكرسي وأصل العلم والعمل فمحبونا هم الأخبار وولايتنا فصل

ص: 267

الخطاب ونحن حجبة الحجاب، ألا وإن المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) أحسن الناس خلقا وخلقة ثم إذا قام تجتمع إليه أصحابه علي عدة أهل بدر وأصحاب طالوت وهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا كلهم ليوث قد خرجوا من غاباتهم مثل زبر الحديد، لو أنهم هموا بإزالة الجبال الرواسي لأزالوها عن مواضعها فهم الذين وجدوا الله تعالي حق توحيده، لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل حزنا من خشية الله تعالي، قوام الليل صؤام النهار كأنما رباهم أب واحد وأم واحدة ، قلوبهم مجتمعة بالمحبة والنصيحة، ألا وإني لأعرف أسماءهم وأمصارهم.

فقاموا إليه جماعة من الأصحاب وقالوا: يا أمير المؤمنين نسألك بالله وبابن عمك رسول الله صلي الله عليه و آله أن تسميهم بأسمائهم وأمصارهم فلقد ذابت قلوبنا من كلامك فقال : اسمعوا أبين لكم أسماء أنصار القائم إن أولهم من أهل البصرة وآخرهم من الأبدال فالذين من أهل ابصرة رجلان إسم أحدهما علي والآخر محارب ورجلان من قاشان عبد الله وعبيد الله وثلاثة رجال من المهجمة : محمد وعمر ومالك ورجل من السند عبد الرحمن ورجلان من حجر موسي وعباس ورجل من الكورة إبراهيم ورجل من شيراز عبد الوهاب وثلاثة رجال من سعداوة : أحمد ويحيي وفلاح وثلاثة رجال من زين : محمد وحسن وفهد ورجلان من حمير مالك وناصر وأربعة رجال من شيران وهم عبد الله وصالح وجعفر وإبراهيم ورجل من عقر أحمد ورجلان من المنصورية عبد الرحمن وملاعب.

وأربعة رجال من سيراف : خالد ومالك وحوقل وإبراهيم ورجلان من خونج: محروز ونوح ورجل من المثقة هارون ورجلان من الصين مقداد وهود وثلاثة رجال من الهويقين : عبد السلام وفارس وكليب ورجل من الزناط جعفر وستة رجال من عمان : محمد وصالح وداود وهواشب وكوش ويونس ورجل من العارة مالك رجلان من صنعاء : يحيي وأحمد ورجل من كرمان عبد الله وأربعة رجال من صنعاء: جبرئيل وحمزة ويحيي وسميع ورجلان من عدن :

ص: 268

عون وموسي ورجل من لونجه كوثر ورجلان من ممد: علي وصالح.

وثلاثة رجال من الطائف : علي وسبا وزكريا ورجل من هجر عبد القدوس ورجلان من الخط : عزيز ومبارك وخمسة رجال من جزيرة أوال وهي البحرين : عامر وجعفر ونصير وبكير وليث ورجل من الكبش فهد، ورجل من الجد إبراهيم وأربعة رجال من مكة : عمر وإبراهيم ومحمد وعبد الله وعشرة من المدينة علي أسماء أهل البيت عليهم السلام : علي وحمزة وجعفر وعباس وطاهر وحسن وحسين وقاسم وإبراهيم ومحمد وأربعة رجال من الكوفة : محمد وغياث وهود وعتاب ورجل من مرو حذيفة ورجلان من نيشابور : علي ومهاجر ورجلان من سمرقند: علي ومجاهد وثلاثة رجال من كازرون : عمر ومعمر ويونس ورجلان من الأسوس: شيبان وعبد الوهاب ورجلان من دستر: أحمد وهلال ورجلان من الضيف : عالم وسهيل ورجل من طائف اليمن هلال ورجلان من مرقون: بشر وشعيب وثلاثة رجال من بروعة : يوسف وداود وعبد الله ورجلان من عسكر: مكرم الطيب و ميمون ورجل من واسط عقيل وثلاثة رجال من الزوراء: عبد المطلب وأحمد وعبد الله ورجلان من سر من رأي : مرائي وعامر ورجل من السهم جعفر .

وثلاثة رجال من سيلان: نوح وحسن وجعفر ورجل من كرخا بغداد قاسم ورجلان من نوبة : واصل وفاضل وثمانية رجال من قزوين : هارون وعبد الله وجعفر وصالح وعمر وليث وعلي ومحمد ورجل من البلخ حسن ورجل من المداغة صدقه ورجل من قم يعقوب وأربعة وعشرون من الطالقان وهم الذين ذكرهم رسول الله فقال إن أجد بالطالقان كنزا ليس من الذهب ولا فضة فهم هؤلاء كنزهم الله فيها وهم: صالح وجعفر ويحيي و هود وفالح وداود وجميل وفضيل وعيسي وجابر وخالد وعلوان وعبد الله وأيوب وملاعب وعمر وعبد العزيز ولقمان وسعد وقبضة ومهاجر وعبدون وعبد الرحمن وعلي.

ورجلان من سحار: أبان وعلي ورجلان من سرخس: ناحية وحفص

ص: 269

ورجل من الأنبار علوان ورجل من القادسية حصين ورجل من الدورق عبد الغفور وستة رجال من الحبشة : إبراهيم وعيسي ومحمد وحمدان وأحمد وسالم ورجلان من الموصل: هارون وفهد ورجل من بلقا صادق ورجلان من نصيبين: أحمد وعلي ورجل من سنجار محمد ورجلان من خراسان: نكبة ومسنون ورجلان من أرمينية : أحمد وحسين ورجل من أصفهان يونس ورجل من وهان حسين ورجل من الري مجمع ورجل من دنيا شعيب ورجل من هراش نهروش ورجل من سلماس هارون ورجل من بلقيس محمد ورجل من الكرد عون ورجل من الحبش كثير ورجلان من الخلاط: محمد وجعفر ورج من الشوبا عمير ورجلان من البيضا: سعد وسعيد وثلاثة رجال من الضيعة : زيد وعلي وموسي ورجل من أوس محمد ورجل من الإنطاكية عبد الرحمن ورجلان من حلب: صبيح ومحمد ورجل من حمص وجعفر ورجلان من دمشق: داود وعبد الرحمن ورجلان من الرملية طليق وموسي وثلاثة رجلة من بيت المقدس : بشر وداود وعمران.

وخمسة رجال من عسقلان : محمد ويوسف وعمر وفهد وهارون ورجل من عنزة عمير ورجلان من عكة : مروان وسعد ورجل من عرفة فرخ ورجل من الطبرية فليح ورجل من البلسان عبد الوارث وأربعة رجال من الفسطاط من مدينة فرعون لعنه الله : أحمد وعبد الله ويونس وظاهر ورجل من بالس نصير وأربعة رجال من الإسكندرية : حسن ومحسن وشبيل وشيبان وخمسة رجال من جبل اللكام: عبد الله وعبيد الله وقادم وبحر وطالوت وثلاثة رجال من السادة : صليب وسعدان وشبيب ورجلان من الإفرنج: علي وأحمد.

ورجلان من اليمامة : ظافر وجميل وأربعة عشر رجلا من المعادة : سويد وأحمد ومحمد صلي الله عليه و آله وحسن ويعقوب وحسين وعبد الله القديم ونعيم وعلي وخيان وظاهر وتغلب وكثير ورجل من من الموطة معشر وعشرة رجال من عبادان : حمزة وشيبان وقاسم وجعفر وعمر وعامر وعبد المهيمن وعبد الوارث ومحمد صلي الله عليه و آله

ص: 270

وأحمد وأربعة عشر من اليمن : جبير وحويش ومالك وكعب وأحمد وشيبان وعامر وعمار وفهد وعاصم وحجرش وكلثوم وجابر ومحمد ورجلان من بدو مصر : عجلان ودراج وثلاثة رجال من بدو أعقيل : منبة وضابط وعريان.

ورجل من بدو أغير عمر ورجل من بدو شيبان نهراش ورجل من تميم ريان ورجل من بدو قسين جابر ورجل من بدو كلاب مطر وثلاثة رجال من موالي أهل البيت : عبد الله ومخنف وبراك وأربعة من موالي الأنبياء: صباح وصياح و ميمون وهود ورجلان مملوكان عبد الله وناصح ورجلا من الحلة محمد وعلي وثلاثة رجال من كربلاء : حسين وحسين وحسن ورجلان من النجف:جعفر ومحمد وستة رجال من الأبدال كلهم أسماءهم عبد الله فقال علي عليه السلام : إنهم هؤلاء يجتمعون كلهم من مطلع الشمس ومغربها وسهلها وجبلها يجمعهم الله تعالي في أقل من نصف ليلة فيأتون إلي مكة فلا يعرفونهم أهل مكة فيقولون كبستنا أصحاب السفياني فإذا تجلي لهم الصبح يرونهم طائفين وقائمين ومصلين فينكرونهم أهل مكة، ثم إنهم يمضون إلي المهدي وهو مختف تحت المنارة فيقولون له : أنت المهدي؟

فيقول لهم: نعم يا أنصاري ثم إنه يخفي نفسه عنهم لينظرهم كيف هم في طاعته فيمضي إلي المدينة فيخبرونهم أنه لاحق بقبر جده رسول الله صلي الله عليه و آله فيلحقونه بالمدينة فإذا أحس بهم يرجع إلي مكة فلا يزالون علي ذلك ثلاثا ثم يتراءي لهم بعد ذلك بين الصفا والمروة فيقول : إني لست قاطعا أمرا حتي تبايعوني علي ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئا ولكم علي ثماني خصال .

فقالوا : سمعنا وأطعنا فاذكر لنا ما أنت ذاكره يا بن رسول الله فيخرج إلي الصفا فيخرجون معه فيقول: أبايعكم علي أن لا تولوا دبرا ولا تسرفوا ولا تزنوا ولا تفعلوا محرما ولا تأتوا فاحشة ولا تضربوا أحدا إلا بحق ولا تكنزوا ذهبا ولا فضة ولا برا ولا شعيرا ولا تخبوا مسجدا ولا تشهدوا زورا ولا

ص: 271

تقبحوا علي مؤمن ولا تأكلوا ربا وأن تصبروا علي الضراء ولا تلعنون موحدا ولا تشربون مسكرا ولا تلبسون الذهب ولا الحرير ولا الديباج ولا تتبعون هزيما ولا تسفكون دما حراما ولا تغدرون بمسلم ولا تبقون علي كافر ولا منافق ولا تلبسون الخز من الثياب وتتوسدون التراب وتكرهون الفاحشة وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر فإذا فعلتم ذلك فلكم علي أن لا أتخذ صاحبا سواكم ولا ألبس إلا مثل ما تلبسون ولا آكل إلا مثل ما تأكلون ولا أركب إلأ كما تركبون ولا أكون إلاحيث تكونون وأمشي حيث ما تمشون وأرضي بالقليل وأملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورة ونعبد الله حق عبادته وأوفي لكم أوفوا إلي

فقالوا : رضينا وبايعناك علي ذلك فيصافحهم رجلا رجلا .

ثم إنه بعد ذلك يظهر بين الناس فتخضع له العباد وتنقاد له البلاد ويكون الخضر ربيب دولته وأهل همدان وزراءه وخولان جنوده وحمير أعوانه ومضر فؤاده، ويكثر الله جمعه ويشتد ظهره ثم يسير بالجيوش حتي يصير إلي العراق والناس خلفه وأمامه علي مقدمته رجل اسمه عقيل وعلي ساقته رجل اسمه الحارث فيلحقه رجل من أولاد الحسن في إثني عشر ألف فارس ويقول: يا بن العم أنا أحق منك بهذا الأمر لأني من ولد الحسن وهو أكبر من الحسين.

فيقول المهدي : إني أنا المهدي فيقول له: هل عندك آية أو معجزة أو علامة فينظر المهدي إلي طير في الهواء فيوميء إليه فيسقط في كفه فينطق بقدرة الله تعالي ويشهد له بالإمامة ثم يغرس قضيبا يابسا في بقعة من الأرض ليس فيها ماء فيخضر ويورق ويأخذ جلمودا كان في الأرض من الصخر فيفركه بيده ويعجنه مثل الشمع فيقول الحسيني: الأمر لك فيسلم وتسلم جنوده ويكون علي مقدمته رجل اسمه كاسمه ثم يسير حتي يفتح خراسان ثم يرجع إلي مدينة رسول الله صلي الله عليه و آله و فيسمع بخبره جميع الناس فتطيعه أهل اليمن وأهل الحجاز وتخالفه ثقيف. ثم إنه يسير إلي الشام إلي حرب السفياني فتقع صيحة بالشام: ألا وإن

ص: 272

الأعراب أعراب الحجاز قد خرجت إليكم فيقول السفياني لأصحابه : ما تقولون في هؤلاء؟

فيقولون: نحن أصحاب حرب ونبل وعدة وسلاح، ثم إنهم يشجعونه وهوعالم بما يراد به.

فقامت إليه جماعة من أهل الكوفة وقالوا: يا أمير المؤمنين ما اسم هذا السفياني؟ فقال عليه السلام : اسمه حرب من عنبسة بن مرة بن كليب بن ساهمة بن زيد بن عثمان بن خالد وهو من نسل يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ملعون في السماء والأرض، أشر خلق الله تعالي وألعنهم جدا وأكثرهم ظلما، ثم إنه يخرج بجيشه ورجلاه وخيله في مائتي ألف مقاتل فيسير حتي ينزل الحيرة، ثم إن المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يقدم بخيله ورجاله وجيشه وكتائبه وجبرائيل عن يمينه و ميكائيل عن شماله والنصر بين يديه والناس يلحقونه في جميع الأفاق حتي يأتي أول الحيرة قريبا من السفياني ويغضب لغضب الله سائرا من خلقه حتي الطيور في السماء ترميهم بأجنحتها وإن الجبال ترميهم بصخورها ويجري بين السفياني وبين المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) حرب عظيم حتي يهلك جميع عسكر السفياني فينهزم ومعه شرذمة قليلة من أصحابه فيلحقه رجل من أنصار القائم إسمه صياح ومعه جيش فيستأسره فيأتي به إلي المهدي وهو يصلي العشاء الآخرة فيخفف صلاته فيقول السفياني : بابن العم استبقني أكون لك عونا .

فيقول لأصحابه : ما تقولون فيما يقو فإني آليت علي نفسي لا أفعل شيئا حتي ترضوه، فيقولون: والله ما نرضي حتي تقتله لأنه سفك الدماء التي حرم الله ، سفكها وأنت تريد أن تمت عليه بالحياة، فيقول لهم المهدي : شأنكم وإياه فيأخذه جماعة منهم فيضجعونه علي شاطيء الهجير تحت شجرة مدلاة بأغصانها فيذبحونه كما يذبح الكبش وعجل الله بروحه إلي النار .

قال : فيتصل خبره إلي بني كلاب أن حرب بن عنبسة قتل، قتله رجل من ولد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام فيرجعون بنو كلاب إلي رجل من أولاد

ص: 273

ملك الروم يبايعونه علي قتال المهدي والأخذ بثأر حرب بن عنبسة فتنضم إليه بنو ثقيف فيخرج ملك الروم في ألف سلطان وتحت كل سلطان ألف مقاتل فينزل علي بلد من بلدان القائم تسمي طرشوس فينهب أموالهم وأنعامهم وحريمهم ويقتلون رجالهم وينقض حجارها حجرا علي حجر وكأني بالنساء وهن مردفات علي ظهور الخيل خلف العلوج خيلهن تلوح في الشمس والقمر فينتهي الخبر إلي القائم فيسير إلي ملك الروم في جيوشه فيواقعه في أسفل الرقة بعشرة فراسخ فتسبح بها الوقعة حتي يتغير ماء الشط بالدم وينتن جانبها بالجيف الشديدة فيهزم ملك الروم إلي الإنطاكية فيتبعه المهدي إلي فئة العباس تحت القطوار فيبعث ملك الروم إلي المهدي ويؤدي له الخراج فيجيبه إلي ذلك علي أن لا يروح من بلد الروم ولا يبقي أسير عنده إلا أخرجه إلي أهله فيفعل ذلك ويبقي تحت الطاعة.

ثم إن الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يسير إلي حي بني كلاب من جانب البحيرة حتي ينتهي إلي دمشق ويرسل جيشا إلي أحياء بني كلاب ويسبي نساءهم ويقتل أغلب رجالهم فيأتون بالأساري فيؤمنون به فيبايعونه علي درج دمشق بمسمومات الخس والنقض، ثم إن الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يسير هو ومن معه من المؤمنين بعد قتل السفياني فينزلون علي بلد من بلاد الروم فيقولون: لا إله إلا الله محمد رسول الله فتتساقط حيطانها، ثم إن الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يسير هو ومن معه فينزل قسطنطنية في محل ملك الروم فيخرج منها ثلاثة كنوز: كنز من الجواهر وكنز من الذهب وكنز من الفضة ثم يقسم المال علي عساكره بالقفافيز، ثم إن المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يسير حتي ينزل أرمينية الكبري فإذا رأوه أهل أرمينية أنزلوا له راهبا من رهبانهم كثير العلم فيقولون : أنظر ماذا يريدون هؤلاء فإذا أشرف الراهب علي الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) فيقول الراهب : أأنت المهدي؟

فيقول: نعم أنا المذكور في إنجيلكم في آخر الزمان، فيسأله الراهب عن مسائل كثيرة فيجيبه عنها فيسلم الراهب ويمتنع أهل أرمينية فيدخلونها أصحاب

ص: 274

المهدي فيقتلون فيها خمسمائة مقاتل من النصاري ثم يعلق مدينتهم بين السماء والأرض بقدرة الله تعالي فينظر الملك ومن معه إلي مدينتهم وهي معلقة عليهم , وهو يومئذ خارج عنها بجميع جنوده إلي قتال المهدي.

فإذا نظر إلي ذلك ينهزم ويقول لأصحابه خذوا لكم مهربا فيهرب أولهم وآخرهم فيخرج عليهم أسد عظيم فيزعق في وجوههم فيلقون ما في أيديهم من السلاح والمال وتتبعهم جنود المهدي فيأخرون أموالهم ويقسمونها فيكون لكل واحد من تلك الألوف مائة ألف دينار ومائة جارية ومائة غلام، ثم إن المهدي سار إلي بيت المقدس واستخرج تابوت السكينة وخاتم سليمان بن داود والألواح التي نزلت علي موسي، ثم يسير الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) إلي مدينة الزنج الكبري وفيها ألف سوق وفي كل صوق ألف دكان فيفتحها، ثم يأتي إلي مدينة يقال لها قاطع وهي علي البحر الأخضر المحيط بالدنيا وطول المدينة ألف ميل وعرضها ألف ميل فيكبرون عليها ثلاث تكبيرات فتتساقط حيطانها وتنقطع جدرانها فيقتلون فيها مائة ألف مقاتل ويقيم الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) فيها سبع سنين فيبلغ سهم الرجل من تلك المدينة مثل ما أخذوه من الروم عشر مرات .

ثم يخرج منها ومعه مائة ألف موكب وكل موكب يزيد علي خمسين مقاتلا فينزل علي ساحل فلسطين بين عكة وسور وغزة وعسقلان فيأتيه خبر الأعور الدجال بأنه قد أهلك الحرث والنسل؛ وذلك أن الأعور الدجال يخرج من بلدة يقال لها يهوداء، وهي قرية من قري أصفهان وهي بلدة من بلدان الأكاسرة، له عين واحدة في جبهته كأنها الكوكب الزاهر، راكب علي حمارخطوته مد البصر وطوله سبعون ذراعا ويمشي علي الماء مثل ما يمشي علي الأرض.

ثم ينادي بصوته يبلغ ما يشاء الله وهو يقول : إلي إلئ يا معاشر أوليائي فأنا ربكم الأعلي الذي خلق فسوي والذي قدر فهدي والذي أخرج المرعي فتتبعه يومئذ أولاد الزنا وأسوأ الناس من أولاد اليهود والنصاري وتجتمع معه ألوف كثيرة لا يحصي عددهم إلا الله تعالي ثم يسي وبين يديه جبلان: جبل من اللحم

ص: 275

وجبل من الخبز الثريد فيكون خروجه في زمان قحط شديد، ثم يسير الجبلان بين يديه ولا ينقص منه شيء فيعطي كل من أقر له بالربوبية، فقال عليه السلام : معاشر الناس ألا وإنه كذاب ملعون ألا فاعلموا أن ربكم ليس بأعور ولا يأكل الطعام ولا يشرب الشراب وهو حي لا يموت بيده الخير وهو علي كل شيء قدير.

قال الراوي : فقامت إليه أشراق أهل الكوفة وقالوا: يا مولانا وما بعد ذلك؟

قال عليه السلام : ثم إن الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يرجع إلي بيت المقدس فيصلي بالناس أياما فإذا كان يوم الجمعة وقد أقيمت الصلاة فينزل عيسي بن مريم في تلك الساعة من السماء عله ثوبان أحمران وكأنما يقطر من رأسه الدهن وهو رجل صبيح المنظر والوجه أشبه الخلق بأبيكم إبراهيم فيأتي إلي المهدي ويصافحه ويبشره بالنصر فعند ذلك يقول له المهدي : تقدم يا روح الله وصل بالناس، فيقول عيسي: بل السلاة لك يا بن بنت رسول الله، فعند ذلك يؤذن عيسي ويصلي خلف الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) فعند ذلك يجعل عيسي خليفة علي قتال الأعول الدجال ثم يخرج أميرا علي جيش المهدي وإن الدجال قد أهلك الحرث والنسل وصاح علي أغلب أهل الدنيا ويدعو الناس لنفسه بالربوبية فمن أطاعه أنعم عليه ومن أبي قتله وقد وطيء الأرض كلها إلأ مكة والمدينة وبيت المقدس وقد أطاعته جميع أولاد الزنا من مشارق الأرض ومغاربها ثم يتوجه إلي أرض الحجاز فيلحقه عيسي عليه السلام علي عقبه هرشا، فيزعق عليه عيسي زعقة ويتبعها بضربة فيذوب الدجال كما يذوب الرصاص والنحاس في النار.

ثم إن الإمام جيش المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف) يقتلون جيش الأعور الدجال في مدة أربعين يوما من طلوع الشمس إلي غروبها ثم يطهرون الأرض منهم وبعد ذلك يملك المهدي مشارق الأرض ومغاربها ويفتحها من جابرقا إلي جابر صا ويستتم أمره ويعدل بين الناس حتي ترعي الشاة مع الذئب في موضع واحد

ص: 276

وتلعب الصبيان بالحية والعقرب ولا يضرهم ويذهب الشر ويبقي الخير ويزرع الرجل الشعير والحنطة فيخرج من كل من مائة من كما قال الله تعالي :«فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ ۗ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ»؟ [البقرة: 261] ويرتفع الزنا والربا وشرب الخمر والغناء ولا يعمله أحد إلا وقتله المهدي وكذا تارك الصلاة ويعتكفون الناس علي العبادة والطاعة والخشوع والديانة وكذا تطول الأعمار وتحمل الأشجار الأثمار في كل سنة مرتين ولا يبقي أحد من أعداء آل محمدالمصطفي صلي الله عليه و آله إلا وهلك ثم إنه تلا قوله تعالي : «شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّيٰ بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَيٰ وَعِيسَيٰ ۖ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ ۚ كَبُرَ عَلَي الْمُشْرِكِينَ »[الشوري : 13] قال : ثم إن المهدي يفرق أصحابه وهم الذين عاهدوه في أول خروجه فيوجههم إلي جميع البلدان ويأمرهم بالعدل والإحسان وكل رجل منهم يحكم علي إقليم من الأرض ويعمرون جميع مدائن الدنيا بالعدل والإحسان ثم إن المهدي يعيش أربعين سنة في الحكم حتي يطهر الأرض من الدنس .

قال : فقامت إلي أمير المؤمنين عليه السلام السادات من أولاد الأكابر وقالوا: وما بعد ذلك يا أمير المؤمنين؟

قال عليه السلام : بعد ذلك يموت المهدي ويدفنه عيسي ابن مريم في المدينة بقرب قبر جده رسول الله صلي الله عليه و آله يقبض الملك روحه من الحرمين وكذلك يموت عيسي ويموت أبو محمد الخضر ويموت جميع أنصار المهدي ووزراؤه وتبقي الدنيا إلي حيث ما كانوا عليه من الجهالات والضلالات وترجع الناس إلي الكفر فعند ذلك يبدأ الله بخراب المدن والبلدان، فأما المؤتفكة فيطمن عليها الفرات وأما الزوراء فتخرب من الوقائع والفتن وأما واسط فيطمي عليها الماء وأذربيجان يهلك أهلها بالطاعون وأما موصل فتهلك أهلها من الجوع والغلاء وأما الهرات يخربها المصري وأما القرية تخرب من الرياح وأما حلب تخرب من الصواعق وتخرب الإنطاكية من الجوع والغلاء والخوف وتخرب الصعالية

ص: 277

من الحوادث وتخرب الخط من القتل والنهب وتخرب دمشق من شدة القتل وتخرب حمص من الجوع والغلاء، وأما بيت المقدس فإنه محفوظ إلي يأجوج ومأجوج لأن بيت المقدس فيه آثار الأنبياء عليهم السلام.

وتخرب مدينة رسول الله صلي الله عليه و آله من كثرة الحرب وتخرب الهجر بالرياح والرمل وتخرب جزيرة أوال من البحرين وتخرب قيس بالسيف وتخرب كبش بالجوع ثم يخرج يأجوج ومأجوج وهم صنفان: الصنف الأول طول أحدهم مائة ذراع وعرضه سبعون ذراعا، والصنف الثاني طول أحدهم ذراع وعرضه ذراع يفترش أحدهم أذنه ويلتحف بالأخري وهم أكثر عددا من النجوم فيسيحون في الأرض فلا يمرون بنهر إلا وشربوه ولا جبل إلا لحسوه ولا وردوا علي شط إلآ نشفوه، ثم بعد ذلك تخرج دابة من الأرض لها رأس كرأس الفيل ولها وبر وصوف وشعر وريش من كل لون ومعها عصا موسي وخاتم سليمان فتنكت وجه المؤمن بالعصا فتجعله أبيض وتنكت وجه الكافر بالخاتم فتجعله أسود ويبقي المؤمن مؤمنا والكافر كافرا ثم ترفع بعد ذلك التوبة فلا تنفع نفس إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.

قال الراوي : فقامت إليه أشراف العراق وقالوا له: يا مولانا يا أمير المؤمنين نفديك بالآباء والأمهات بين لنا كيف تقوم الساعة وأخبرنا بدلالاتها وعلاماتها.

فقال عليه السلام : من علامات الساعة يظهر صائح في السماء ونجم في السماء له ذنب في ناحية المغرب ويظر كوكبان في السماء في المشرق ثم يظهر خيط أبيض في وسط السماء وينزل من السماء عمود من نور.

ثم ينخسف القمر ثم تطلع الشمس من المغرب فيحرق حرها شجر البراري والجبال ثم تظهر من السماء فتحرق أعداء آل محمد حتي تشوي وجوههم وأبدانهم ثم يظهر كف بلا زند وفيها قلم يكتب في الهواء والناس يسمعون صرير القلم وهو يقول : واقترب الوعد الحق فإذا هي شاخصة أبصار الذين

ص: 278

كفروا، فتخرج يومئذ الشمس والقمر وهما منكسفتا النور فتأخذ الناس الصيحة، التاجر في بيعه والمسافر في متاعه والثوب في مسداته والمرأة في غزلها وإذا كان الرجل بيده طعام فلا يقدر أن يأكله، ويطلع الشمس والقمر وهما أسودا اللون وقد وقعا في زوال خوفا من الله تعالي وهما يقولان: إلهنا وخالقنا وسيدنا لا تعذبنا بعذاب عبادك المشركين وأنت تعلم طاعتنا والجهد فينا وسرعتنا لمضي أمرك وأنت علام الغيوب، فيقول الله تعالي: صدقتما ولكني قضيت في نفسي أني أبدأ وأعيد خلقتكما من نور عزتي فيرجعان إليه فيبرق كل واحد منهما برقة تكاد تخطف الأبصار ويختلطان بنور العرش فينفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا ما شاء الله تعالي، ثم ينفخ فيه أخري فإذا هم قيام ينظرون فإئا لله وإنا إليه راجعون.

قال الراوي: فبكي علي عليه السلام بكاء شديدا حتي بل لحيته بالدموع ثم انحدر عن المنبر وقد أشرفت الناس علي الهلاك من هول ما سمعوه.

قال الراوي: فتفرقت إلي منازلهم وبلدانهم وأوطانهم وهم متعجبون من كثرة فهمه وغزارة علمه وقد اختلفوا في معناه اختلافا عظيما . وهذا ما انتهي إلينا من خطبة البيان والحمد لله رب العالمين.

النسخة الثانية من خطبة البيان:

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بديع السماوات وفاطرها وساطح المدحيات وقادرها وموطد الجبال وثاغرها ومفجر العيون وباقرها ومرسل الرياح وزاجرها وناهي القواصف وآمرها ومزين السماء وزاهرها ومدبر الأفلاك و مسيرها ومقسم المنازل ومقدرها ومولج الحنادس ومورها ومحدث الأجسام ومقررها وباري النسم ومصورها ومنشيء السحاب ومسخرها ومكور الدهور ومكررها ومورد الأمور ومصدرها وضامن الأرزاق ومدبرها ومحيي

ص: 279

الرفات ومنشرها. أحمده علي آلائه وتوافرها وأشكره علي نعمائه وتواترها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تؤدي إلي الإسلام ذاكرها ويؤمن من العذاب ذاخرها وأشهد أن محمدا عبده الخاتم لما سبق من الرسل وفاخرها ورسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة وناشرها صلي الله عليه وآله أرسله إلي أمه قد شغل بعبادة الأوثان سائرها وأعلنكس بضلالة دعاة الصلبان ظاهرها وتفحم لحج في الجهالة سائرها وفجر بعمل الشبهات فاجرها وأن بعيان ذل الخسران متجر تاجرها وهدر عن لسان الشيطان بقبول نقم طائرها والتئم آكام لجام الأحجام بزخرف الشقائق مكر ماكرها فأبلغ صلي الله عليه و آله و في النصيحة وافرها وأغاص بحار الضلالة وغامرها وأنارأعلام الهداية ومنابرها ومحا بمعجزات القرآن دعوة الشيطان ومكاثرها وأرغم معاطس غواة العرب وكافرها حتي أصبحت دعوته بالحق ينطق ناصرها وشريعته المطهرة إلي المعاد يفخر فاخرها صلي الله عليه وعلي آله الدوحة العليا وطيب عناصرها .

أيها الناس سار المثل وحقق العمل وكثر الوجل واقترب الأجل وصمت الناطق وزهق الزاهق وحقت الحقائق ولحق اللاحق وثقلت الظهور وتفاقمت الأمور وحجب المستور وأحجم المغرور وأرغم المالك ومنعت المسالك وسلك المالك وهلك الهالك وعمت الفترات ووكدت الحسرات وبغت العثرات وكثرت الغمرات وقصر الأمد وتأود الأود ودهش العدد وأوجس الفند وهيجت الوساوس وذهبت الهواجس وعيطل العساعس وخذل الناقس ومجت الأمواج وخفت العجاج وضعفت الحجاج وأطرح المنهاج واشتد الغرام وألحق العوام ودلف القيام وازدلف الخصام وتفرقت العرب وامتد الطلب وصحب الوصب، ونكص الهرب وطلبت الديون وبكت العيون وغبن المغبون وأردحت المنون وشاط الشطاط وهاط الهياط وامتط العلاط وعجز المطاع ولظد الدداع وأظلم الشعاع وصمت الأسماع وذهب العفاف ووعد الخلاف وسمج الإنصاف وامتزج النفاف واستحوذ الشيطان وعظم العصيان وتلقب

ص: 280

الخصيان وحكمت النسوان وفدحت الحوادث ونفث النافث وعبث العابث وعجم الوابث ووهدت الإصرار ومجست الأفكار وعطل اللزار ونافر الإعجاز.

واختلفت الأهواء وعظمت البلوي واشتدت الشكوي واستمرت الدعوي وقرض القارض ولحظ اللاحظ ولمظ اللامظ وعض الشاقظ وتلاحم الشداد ونفذ الإحادوعز النفاذ وبل الرذاذ وعجت الفلاة وسبسب الغلاة وجعجع الولاة وبخست المقلاة ونصل الباذخ ووهم الناسخ وتهجرم السابخ ولعج النافخ وزلزلت الأرض واجتلي الغض وضبضب الغرض وثر المخض وكبتت الأمانة وبدت الخيانة وعزت الديانة وخبثت الصيانة وأنجد العيص وأراع القنيص وكثر القميص وكثكث المحيص وقام الأدعياء وقعد الأولياء وأخسبت الأغنياء ونالت الأشقياء ومالت الجبال وأشكل الإشكال وشبع الكربال ومنع الكمال وساهم الشحيح وقهقر الجريح وأمعن الفصيح وآخرنطم الصحيح وكفكف النزوع وحد حد البلوع وتفتق المربوع وتكتك المولوع وفدفد الموعور وندند الديجور وأزر المؤزور وانكب المستور وعبس العبوس وكسكس الهموس ونافس المفلوس وأحلب الناموس وزعزع الشقيق وجرسم الأنيق وصحب الطريق وثؤر الفريق وزاد الزائد وماد المائد وقاد القائسد وغاد الغايد وحد الحدود ومد المدود وسد السدود وكد الكدود وأظل الظليل ونال المنيل وغل الغليل وفصل الفصيل وشت الشتات ونصح النيات وشمت الشمات وأصر الديات ووكد الهرم وقصم القصم وسبب الوصم وسدم الندم وأرب الذاهب وذاب الذائب ونجم الثاقب ووصب الواصب وأزور القران واحمر الدبران وسدس السرطان وربع الزبرقان وثلث الحمل وساهم الزحل وينبه الثول.

وأقل الفرار ومنع الوخار وأبت الأقدار ومنع الوجار وكملت الفترة وسدت الهجرة وعذت الكسرة وغمرت الغمرة وظهرت الأفاطس وفحم الملابس ويؤمهم الكساكس ويقدمهم العبابس فيكدحون الجزائر ويقدحون

ص: 281

العشائر ويملكون السرائر ويهتكون الحرائر ويحدثون الكيسان ويخربون خراسان ويفرقون الحليسان ويلحقون الرويسان ويهدمون الحصون ويظهرونالمصون ويقطفون الغصون ويفرأون الحصون ويفتحون العراق ويمتحون الشقاق ويسيرون النفاق بدم يراق، فآه ثم آه لتعريض الأفواه وذبول الشفاه .

قال سلمان : ثم إن مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام التفت يمينا وشمالا وتنفس الصعداء وتأوه أنينا وتململ حزينا فقام إليه سويد بن نوفل الهلالي وكان من لفيف الخوارج وقال: يا أمير المؤمنين أنت حاضر بما تقول وعالم بما أخبرت فالتفت إليه فرمقه بعين الغضب فظننا أن السماء قد انفطرت والأرض قد زلزلت.

ثم قال له : ثكلتك الثواكل ونزلت بك النوازل يابن الجبان الجابث والمكذب الناكث عقرك الفشل ولاح لك الهبل، أما والله ما آمنت بالرسول ولن تؤمن بوصيه بك تصدر عن الدخول سيقصر بك الطول ويغلبك الغول فلتعتبر العقول تأويل ما أقول:

أنا آية الجبار أنا حقيقة الأسرار أنا دليل السماوات أنا أنيس المسبحات أنا خليل جبرئيل أنا صفي ميكائيل أنا قائد الأملاك أنا سمندل الأفلاك أنا سائق الرعد أنا شاهد العهد أنا شين الصراح أنا حفيظ الألواح أنا قطب الديجور أنا البيت المعمور أنا رمية القواصف أنا مفتاح العواصف أنا منزل الكرامة أنا أصل الإمامة أنا شرف الدوائر أنا مؤثر المآثر أنا كيوان المكان أنا شأن الامتحان أنا شهاب الإحراق أنا مواثق الميثاق أنا عصام الشواهد أنا عتيد الفراقد أنا شعاع العساعس أنا جون الشوامس أنا فلك اللجج وأنا حجة الحجج أنا سماك البهو أنا مطية العفو أنا خير الأمم أنا فضل ذي الهمم أنا باب الأبواب أنا مسبب الأسباب أنا ميزان الحساب أنا المخبر عن الذات أنا المبرهن بالآيات.

ص: 282

أنا الأول في الدين أنا الآخر في اليقين أنا الباطن علي الكفار أنا الظاهر في الأسرار أنا البرق اللموع أنا السقف المرفوع أنا مقيل الحساب أنا مسدد الخلائق أنا محقق الحقائق أنا جوهر القدم أنا مرتب الحكم أنا نصب الأمل أنا عامل العوامل أنا مولجد اللذات أنا مجمع الشتات أنا الأول والآخر أنا الباطن والظاهر أنا قمر السرطان أنا شعر الزبرقان أنا أسد النثرة أنا سعد الزهرة أنا مشتري الكواكب أنا زحل الثواقب أنا غفران الشرطين أنا ميزان البطين أنا حامل الإكليل.

أنا عطارد التفضيل أنا قوس العراك أنا فرقد السماك أنا مريخ القران أنا عيون الميزان أنا حارس الإشراق أنا جناح البراق أنا جامع الآيات أنا سر الخفيات أنا زاجر البحر أنا قسطاس القطر أنا صاحب الجديدين أنا أمير النيرين أنا آية النصرة أنا خلاصة العصرة أنا عروة الجديدين أنا خيرة النيرين أنا محط القصاص أنا جوهر الإخلاص أنا سماك الجبال أنا معدم الآمال أنا مفجر الأنهار أنا معذب الثمار أنا حام الأنف أنا شارف الشرف أنا مفيض الفرات أنا معرب التوراة أنا هداية الملك أنا عذوبة الأنهار أنا لذيذ الثمار أنا عفيف الطوية أنا محك البرية .

أنا نجاة الفلك أنا غياث الملك أنا مبين الصحف أنا يافث الكثف أنا ثاقب الكسف أنا ذخيرة الشور أنا مصفح الزبر و أنا مؤول التأويل أنا مفسر الإنجيل أنا أم الكتاب أنا فصل الخطاب أنا صراط الحمد أنا أساس المجد أنا محيي البررة أنا فصول البقرة أنا مثقل الميزان أنا صفوة آل عمران أنا علم الأعلام أنا جملة الأنعام أنا خامس الكساء أنا تبيان النساء أنا صحاحب الإيلاف أنا رجال الأعراف أنا محجة الفال أنا صاحب الأنفال أنا مدير مائدة الكرم أنا توبة الندم أنا الصاد والميم أنا ثعبان الكليم أنا سر إبراهيم أنا محكم الرعد أنا سعادة الجدأنا علانية المعبود أنا مستنبط هود أنا نخلة الجليل أنا آية بني إسرائيل أنا مخاطب أهل الكهف أنا محبوب الصف أنا الطريق الأقوم.

ص: 283

أنا موضع مريم أنا سورة لمن تلاها أنا تذكرة أول طه أنا ولي الأولياء أنا الظاهر مع الأنبياء أنا ولي الأنبياء أنا مفضل الأنبياء أنا صاحب النهج أنا عصمة المحج أنا موصوف النون أنا نور المسجون أنا مكر الفرقان أنا آلاء الرحمن أنا محكم الطواسين أنا إمام الياسين أنا حاء الحواميم أنا قسم ألم أنا سائق الزمر أنا آية القمر أنا راقب المرصاد أنا ترجمة الصاد أنا صاحب النجم أنا راصد الرجم أنا جانب الطور أنا باطن الصور أنا عتيد قاف أنا واضع الأحقاف أنا مؤيد الصافات أنا مساهم الذاريات أنا متلو سبأ والواقعة أنا أمان الأحزاب أنا مكنون الحجاب أنا بر القسم أنا كهيعص أنا فاطر النافعة أنا الرحمة النافعة أنا باب الحجرات أنا حاوي المفصلات.

أنا وعد الوعيد أنا مثال الحديد أنا وفق الأوفاق أنا علامة الطلاق أناضياع البراق أنا ن والقلم أنا مصباح الظلم أنا سؤال متي أنا الممدوح بهل أتي أنا النبأ العظيم أنا الصراط المستقيم أنا زمان المطول أنا محكم الفضل أنا عذوبة القطر أنا مأمون السور أنا جامع الآيات أنا مؤلف الشتات أنا حافظ القرآن أنا تبيان البيان أنا شقيق الرسول أنا بعل البتول أنا سيف الله المسلول أنا عمود الإسلام أنا منكس الأصنام أنا صاحب الآذان أنا قاتل الجن أنا ساقي العطاش أنا النائم علي الفراش أنا شيث البراهمة أنا يافث الأراكمة أنا كون المفارق أنا سروخ الجماهرة أنا أزهور البطارق أنا سندس الروم أنا هرقل الكرامة أنا سيد الأشموس أنا حقيق الأري أنا عرعدن الكرهي أنا شبير الترك أنا شملاس الشرك أنا أجثياء الزنج أنا جرجس الفرنج أنا بتريك الحبش أنا كلوع الوحش أنا مورق العود أنا كمرد الهنود أنا عقد الإيمان أنا قسيم الجنان أنازبركم الغيلان أنا شبشاب رزكم العلان أنا برسوم الروس أنا كر كس السدوس أنا شملة الحطاء أنا بدر البروج أنا شبشاب الكروج أنا كبور الفارق أنا ذربيس الخطاء أنا خاتم الأعاجم أنا دوسار البراجم أنا أبرياء الزبور أنا وسيم حجاب الغفور.

ص: 284

أنا استمساك العرات أنا أبرياء التوراة أنا سهل الطباع أنا منون الرضاع أنا سر الأسرار أنا خيرة الأخيار أنا حيدر الأصلع أنا مؤاخي اليوشع أنا مؤمن رضاع عيسي أنا در فلاح الفرس أنا ظهر قبائل الأنس أنا سمير المحراب أنا سؤال الطلاب أنا ذرماج العرش أنا ظهير الفرش أنا شديد القوي.

أنا حامل اللواء أنا سابق المحشر أنا ساقي الكوثر أنا قسيم الجنان أنا مشاطر النيران أنا مغيث الدين أنا إمام المتقين أنا طهر الأطهار أنا وارث المختار أنا مبيد الكفرة أنا أبو الأئمة البررة أنا قالع الباب أنا عبد أواب أنا صاحب اليقين أنا سيد بدر وحنين أنا حافظ الآيات أنا مخاطب الأموات أنا مكلم الثعبان أنا حاطم الأديان أنا ليث الزحام أنا أنيس الهوام أنا رحيب الباع أنا أوفر الأسماع أنا مهلك الحجاب أنا مفرق الأحزاب أنا وارث العلوم أنا هيولي النجوم أنا النفطة والخطة أنا باب الحطة.

أنا أو الصديقين أنا صالح المؤمنين أنا عقاب الكفور أنا مشكاة النور أنا دافع الشقاء أنا مبلغ الأنباء أنا والله وجه الله أنا مفرج الكرب أنا سيد العرب أنا كاشف الكربات أنا صاحب المعجزات أنا غياث الضنك أنا صريع الفتك أنا موضح القضايا أنا مستودع الوصايا أنا حقيقة الأديان أنا عين الأعيان أنا منحة المانح أنا صلاح الصالح أنا سور المعارف أنا معارف العوارف أنا كاشفالردي أنا بعيد المدي أنا محتل المشكلات أنا مزيل الشبهات أنا عصمة العوامظ أنا لحظ اللواحظ أنا غرام الغليل أنا شفاء العليل أنا صلة الآصال أنا أمر الصلصال أنا تكسير الغسق أنا بشير الفلق أنا معطل القياس أنا طبا الأرماس أنا حبل الله المتين أنا دعائم الدين أنا ناسخ المريء أنا عصمة الوري أنا دوحة الأصيلة أنا مفضال الفضيلة أنا طود الأطواد أنا جود الأجواد أنا عيبة العلم أنا آية الحلم أنا حلية المخلد أنا بيضة البلد أنا محل العفاف أنا معدن الإنصاف أنا فخار الأفخر.

ص: 285

أنا الصديق الأكبر أنا الطريق الأقوام أنا الفاروق الأعظم أنا زهرة النور أنا حكمة الأمور أن الشاهد المشهود أنا العهد المعهود أنا بصيرة البصائر .

أنا ذخيرة الذخائر أنا عصام العصمة أنا حكمة الحكمة أنا صمصام الجهاد أنا جلسة الآساد أنا زكي الوغي أنا قاتل من بغي أنا قرن الأقران أنا مذل الشجعان أنا فارس الفوارس أنا نفيس النفائس أنا ضيغم الغزوات أنا بريد المهمات أنا سؤال المسائل أنا أول الأسباط أنا نجحة الوسائل أنا جواز الصراط أنا صواب الخلاف أنا رجال الأعراف أنا صحيفة المؤمن أنا خيرة المهيمن أنا ممجد الأحساب أنا جدول الحساب أنا لواء الراكز أنا أمن المفاوز أنا سميدع البسالة أنا خليفة الرسالة أنا مرهوب الشذي أنا أسمل القذي أنا صفوة الصفا أنا كفو الوفاء أنا إرث الموارث أنا أنفث النافث أنا الإمام المبين أنا الدرع الحصين أنا موضح الحقيقة أنا حافظ الطريقة أنا واضع الشريعة أنا مظنة الوديعة أنا بشارة البشير أنا البرعم النذير أنا الشفيع بالمحشر أنا الصادع بالحق أنا الباطن بالصدق أنا مبطل الأبطال أنا مذل الإقبال أنا الضارب بذي الفقار أنا النقم علي الكفار أنا مخمد الفتن أنا مصدر المحن .

فعندها صاح سويد بن نوفل الهلالي صيحة عظيمة وجلت منه القلوب واقشعرت منه الأجساد من نازلة نزلت به فهلك في وقته وساعته فأعقب عليه السلام في كلامه قال: حمدا ؤيدا وشكرة سرمدا لخالق الأمم وباريء النسم، وجعل يكرر ذلك مرارا فقام إليه الفضلاء وأحدق به العلماء يقبلون مواطيء قدميه ويكررون القسم الأعظم عليه بإتمام كلامه الذي انتهي إليه ، فقال عليه السلام:

معاشر المؤمنين أبمثلي يستهزيء المستهزئون أم علي يتعرض المتعرضون؟ أيليق لعلي أن يتكلم بما لا يعلم أو يدعي ما ليس له بحق؟ وأيم الله لو شئت لما تركت عليها كافرا بالله ولا منافقا برسول الله ولا مكذبا بوصيه إنما أشكو بثي وحزني إلي الله وأعلم والله ما لا تعلمون.

ص: 286

قال : فقام إليه المقداد بن الأسود الكندي وقال : يا مولاي أقسمت عليك بالهيكل العاصم وبنور أبي القاسم صلي الله عليه و آله إلا أتممت لنا باقي كلامك الذي انتهيت بنا إليه.

فقال عليه السلام : بعد حمد الله الجبار والصلاة علي النبي المختار ما أبت العطار قد سبق المضمار وجرت الأقدار ونفث القلم ووعدت الأمم واستنشق الأدم وعصت الكظم وحكم الخالق ورشق الراشق ووقب الواقب وغسق الغاسق وبرق البارق وحققت الظنون وفتن الفمتون المغبون وذهب المنون وشجت الشجون بما أن سيكون.

ألا إن في المقادير من القرن العاشر سيهبط علج بالزوراء من بني قنطور بأشرار وأي أشرار وكفار أي كفار وقد سلبت الرحمة من قلوبهم وكلفهم الأمل إلي مطلوبهم فيقتلون الأبله ويأسرون الأكمه ويذبحون الأبناء ويستحيون النساء ويطلبون شذاذ بني هاشم ليساقوا معهم في الغنائم وتستضعف فتنتهم الإسلام وتحرق نارهم الشام فأها لحلب بعد حصارهم وآها لخرابها بعد دمارهم وستروي الظباء من دمائهم أياما وتساق سباياهم فلا يجدون لهم عصاما، ثم تسير منهم جبابرة مارقين وتحل البلاء بقرية فارقين و ستهدم حصون الشامات وتطوف ببلادها الآفات فلا يسلم إلأ دمشق ونواحيها ويراق الدماء بمشارقها وأعاليها ثم يدلخون بعلبك بالأمان وتحل البلايات البلية في نواحي لبنان فكم من قتيل يقطر الأغوار وكم من أسير ذليل من قري الطومار فهنالك تسمع الأعوال وتصحب الأهوال فإذا لا تطول لهم.

أنا مفضال الفضيلة أنا طود الأطواد أنا جود الأجواد أنا عيبة العلم أنا آية المدة حتي تخلق من أمرهم الجدة فإذا آتاهم الحين الأوجر وثبت عليهم التعدد الأقطر بجيشه الململم المكرر وهو رابع العلوج المستقر المظفر ونوائب القدر بجيش يلملمه الطمع ويلهبه فيسوقهم سوق الهيمان ويمكث شياطينهم بأرض كنعان ويقتل جيوشهم العفف ويحل بجمعهم التلف فيتلاءم منهم عقيب الشتات

ص: 287

من ملك النجاة إلي الفرات فيثيرون الواقعة الثانية، إذ لا مناص وهي الفاصلة المهولة قبل المغاص فيعذبهم علي الإسلام الكثرة فهنالك تحل بهم الكرة فيقصدژون الجزيرة والخصباء ويخربون بعد عودهم الحدباء ثم يظهر الجريء الحالك من البصرة في شرذمة من بني غمرة يقدمهم إلي الشام وهو مدحش فيتابعه علي الخديعة الأرعش ثم يصحبه بالجيش العرمرم إلي عرصه، فما أسرع ما يسلمه بعد فتنته فيروم الجري إلي العراق ليتبدل غليله من الإشراق فيهلكه الهلاك بالأنبار قبل مرامه، ويغيض علي أهلها السقام من فضول سقامه وستنظر العيون إلي الغلام الإسلام الدعاب حين تجنح به جنوح الإرتياب،يلقب بالحاكم ويسجن بالعلائم بعد إلفة العرب وإرسال حثيث الطلب مقارنة الدمار من بين صحاري الأنبار، وكأني أشاهد الأرعش وقد قلده الأمر وأطال حجته ليلة الدهر بعد اختلاف أرباب الوعود وذلك خلف موافق المقصود وعلق علائق ناكثات ليشوبها الكدر ويؤاتيها القدر .

فيا شراه من بلية في برهته وزهو أمانيه بزهو نزهته، فهنالك يوصمه عطاسه ويقحمه نعاسه ويشغله شدة رعافه وذلك عقيب الإتصالات الظواهر وآخر القرن العاشر إذ هام بنور قنطور كل الهيام وجمعهم في المرة الثالثة شهر الصيام فإذا قاتلهم أبو الشواص وهو أبو الفوارس فظهر ما بينهم الخابس إنتقل ملك الهند من بيت إلي بيت، وشملت أهل الجزورات الذلة ولعبت السيوف في سحروت وساحت الدماء في أقاليم صيصموت واختلفت علي الملك الجيوش وصال عليهم بحوزة المشموس ولجت النار الولجة واشتدت الحروب بين الذبحة ووافق الكمد الصعوبة وخربت طرق النوبة ولمس البرائد اللمس واختلف ملك أندلس ودهش العرب الداهش واقتتل أهل مراكش ووقعت الوقائع في القفحات وقام الحرب لهم علي ساق وسارت الطلائع للسراف وعصفت بالسفن الرياح وأشرعت بالجزائر الرماح فظهرت الزخارخ المدفية وهلك رب قسطنطنية وهدم سواحل الروم البزح وسال علي الأفاطيس الترح واشتدت الفتن في خراسان وكان الظفر لآل حسان.

ص: 288

وافترق بنو قنطور علي اختلاف وآل بهم الرجل إلي المصاف، إمتحن في الرجف أكثرهم وانكشف الأنام مظهرهم وخسف المدينة بالخطا وخربت متاحر القيعان الوسطي وأكثرت الزلازل بالشجرات وطالت بأقاليم الجاوة المشاجرات وظهر العلج بين الدسائس وتلاحم عليه القتال بأرض فارس وتلهب الضرام المشرق فالحذر كل الحذر من المشفق إذا ظهرت بخراسان الزلازل ونزلت بهمدان النوازل فرجفت الأراجف بالعراق وتاحم الكفر عن العناق وشمل الشام الخلاف وحجب عن أهله الإنصاف وصال دحداح السواحل علي الثغور وضعف عن دحضه أهل الغرور واشتهر الكذب بمصر ووقع بين أهلها الكرب والهرب واختلاف العساكر علي العلج وكثر بينهما الشح وتمادت المبنيات بالحجاز وخيف علي الحرم من المكذاد واختلف العساكر وأهل اليمن علي الملك ونجا منهم أناس إلي الفلك وسار التلاطم والحرب وأزعج هجر العرب وتأجج كرب الجزائر وملأ نواحي البر ووقع الخلف ما بين عساكر الروم.

وشاع ما كان مكتوم وارتحل الأفاضل من العالم وولي الأسافل المظالم وغلب علي الناس الفجور وملكتهم بقية الغرور وأثم باللص الآثم ونبذ بذنبهم العالم ومنع أصحاب الحقيقة الحقوق وأصاب لبعضهم البروق البروج، قف إذا أقبل القرن الحادي عشر فإنا لله وإنا إليه راجعون عم البلاء وقل الرجاء ومنع الدعاء ونزل البلاء وعدم الدواء وضاق دين الإسلام وهلكه علج بالشام فإذا قام العلج الأصهب وعصر عليه القلب لم يلبث حتي يقتل ويطلب بدمه الأكحل فهنالك يرة الملك إلي الشرك ويقتل السابع من الترك وتفترق في البيداء الأعراب ويقطع المسالك والأسباب ويحجب القصر ويسعد العسر ويلج الهالع وتحل البليات بأرض وتشتد وتفترش المحن ويكدر الصفاء ويدحض الخور وترجف من البؤس الأقاليم وتظلم بالشقاق الأظاليم ويملك الخير القهر وتنشر راية الشر ويشمل الناس البلاء ويحل بالشام الغلاء وتكثر الوقائع في

ص: 289

الآفاق وتقوم الحرب علي ساق ويذعن لخرابها الأعمال وتأذن بعمراتها الجبال، فيا لها من قتلة، وكوز لأبي المكارم الحبيب المستغني ثم يقتل بالعمد بسيف مولد أبي سند ثم خاتم الأربعين وهو عبد الله المكين فلم يلبث حتي يدرك بجيش يقدمه لشرك وفيه سعير فيقتله ويدمع الهارب فيعجله ويهدم الجوامع وأعلامها يكثكث الزها وأعضاءها ويستصغر الكبائر ويبيد العشائر ويرفع الفاجر ويضع الأخيار ويستعبد الممالك ويهلك السالك ويحتفل بالأراذل ونفد الأفاضل ويذهب العوارف ويحرق المصاحف ويشير الشقاق ويجالس الفتاق فلن يجف الفضة ولن يصيب السفلة حتي يدركها فلبسه ابن حرب في ذلك العام حتي يثيب من السام ومعه جهينة بن وهب المتفرد بحماره المهدد بخروجه من جزيرة القشمير ومعه شياطين الغير فيقتل أحدهما سعيد ويستأثر ابنتها وليدة ثم يروم قصد الحجاز وقتل بيدهم بيوتات الأحراز .

فأها لكوفة وجامعها وآها لذوي الحقائق وآها للمستضعفين في المضائق، وأين المقر عند ظهور العلج شلعين الميل الكالح الزيح بجيش لا يرام عبدهم ولا يحصي سبيلهم ولا يفدي ولا ينصر أسيرهم ومعهم الكركدن والفيل ويثبطون الظهور ويفزعون الثغور الجزيل، ويسبحون ويكسحون السعيد وسيهبط ببلاد الأرم في أحد الأشهر الحرم أشد العذاب من بني حام فكم من دم يراق بأرض العلائم وأسير يساق من الغنائم حتي يقال أروي بمصر الفساد وافترست الضبع الآساد فيا لله من تلك الآفات والتجلبب بالبليات وأحصنت الربع المساحل حتي يصمم الساحل فهنالك يأمر العلج الكسكس أن يخرب بيت المقدس فإذا أذعن لأوامره وسار بمعسكره وأهال بهم الزمان بالرملة وشملهم الشمال بالذلة فيهلكون عن آخرهم هلعا فيدرك أسارهم طمعا، فيالله من تلك الأيام وتواتر شر ذلك العام وهو العام المظلم المقهر ويستعكمك هوله في تسعة أشهر .

ألا وإنه ليمنع البر جانبه والبحر راكبه وينكر الأخ أخاه ويعق الولد أباه

ص: 290

ويذممن النساء بعولتهن وتستحسن الأمهات فجور بناتهن وتميل الفقهاء إلي الكذب ويميل العلماء إلي الريب فهنالك ينكشف الغطاء من الحجب وتطلع الشمس من الغرب هناك ينادي مناد من السماء، إظهر ياولي الله إلي الأحياء وسمعه أهل المشرق والمغرب فيظهر قائمنا المتغيب يتلألأ نوره يقدمه الروح الأمين وبيده الكتاب المستبين ثم مواريث النبيين والشهداء الصالحين يقدمهم عيسي ابن مريم فيبايعونه في البيت الحرام ويجمع الله له أصحاب مشورته فيتفقون علي بيعته .

تأتيهم الملائكة ولواء الأطراف في ليلة واحدة وإن كانوا في مفارق الأطراف فيحول وجهه شطر المسجد الحرام ويبين للناس الأمور العظام ويخبر عن الذات ويبرهن علي الصفات ثم يوتي بمكة جابر بن الأصلح ويلقبه العوام بالأبطح فيرجع من العيلم ويقتل من المشركين في الحرم ثم يولي رماع بن مصعب ويقصد المسير نحو يثرب فيعقد لزعماء جيوشه رايته ويقلد أصفياء أصحابه مقاليد ولايته ويولي شبابة بن وافر والحسين بن ثميله وغيلان بن أحمد وسلامة بن زيد أعمال الحجاز وأرض نجد وهم من المدينة، ويولي حبيب بن تغلب وعمارة بن قاسم وخليل بن أحمد وعبد الله بن نصر وجابر بن فلاح أقاليم اليمين والأكامل وهم من أعراب العراق.

ويولي محمد بن عاصم وجعفر بن مطلوب وحمزة بن صفوان وراشد بن عقيل ومسعود بن منصور وأحمد بن حسان أعمال البحرين وسواحلها وعمان وجزائرها وهم من جزائرهن، ويولي راشد بن رشيد وحزيمة بن عوام وهلال ابن همام وعبد الواحد بن يحيي وإسماعيل بن جعفر ويعقوب بن مشرف وغيلان بن الحسين وموسي بن حارث، وجزائر الكراديس وهم من مشارق العراق، ويولي أحمد بن سعيد وطاهر بن يحيي وإسماعيل بن جعفر ويعقوب ابن مشرف وغيلان بن الحسين وموسي بن حارث حبشة وأقاليم المراقش وهم من الكوفة .

ص: 291

ويولي إبراهيم بن أعطي والحسين بن علاب وأحمد بن موسي و موسي بن رميح ويميز ابن صالح ويحيي بن غانم وسليمان بن قيس مصادر الجذلان وأعمال الدفولة وهم من أرض قوشان، ويولي طالب بن العالي وعبد العزيز بن سهلب بن مرة وهشام بن خولان وعمرو بن شهاب وجيار بن أعين وصبيح بن مسلم أقاليم الأدني وجزائر الكتائب وهم من نواحي شيراز، ويولي أحمد بن سعدان ويوسف بن مغانم وعلي بن مفضل وزيد بن نصر والجراد بن أبي العلا وكريم بن ليث وحامد بن منصور أقاليم الحمير وجزائر الرسلات وهم من بلاد فارس .

ويولي العمار بن الحارث ومحمد بن عطاف وجمعة بن سعد وهلال بن داودتيه وعمر بن الأسعد جزائر مليبار وأعمال العمائر وهم من غري العراق الأعلي، ويولي الحسن بن هشام والحسين بن غامر وعلي بن الرضوان وسماحة بن بهيج الأشام الأردن وهم من مشارق لبنان، ويولي الجيش بن أحمد ومحمد بن صالح وعزيز بن يحيي والفضل بن إسماعيل الشام الأقصي والسواحل من قري الشام الأوسط، ويولي محمد بن أبي الفضل وتميم بن حمزة والمرتضي بن عماد وعلي بن ظاهر وأحمد بن شعبان بأقاليم مصر، وجزائر النوبة وهم من أرض مصر ويولي الحسن بن فاخر وفاضل بن حامد ومنصور بن خليل وحمزة بن حريم وعطاء الله بن حباة وواهب بن حيار ووهب بن نصر وجعفر بن وثاب ومحمد بن عيسي وتفور وسائط النوبة وأعمال الكردود وهم من بلاد حلوان.

ويولي أحمد بن سلام وعيسي بن جميل وإبراهيم بن سلمان وعلي بن يوسف أعمال نواحي جابلقا وسواحلها وأعمال مفاوز، وهم من الأزد، ويولي وثاب بن حبيب وموسي بن نعمان وعباس بن محفوظ ومحمد بن حسان والحسين بن شعبان جزائر الأندلس وإفريقية وهم من نواحي الموصل، ويولي يحيي بن حامد و پنهان بن عبيد وعلي بن محمود وسلمان بن علي وأحمد بن

ص: 292

سامر وعلي بن ترخان نواحي المراكش وثغور المصاعد ومروجة النخيل وهم من أرض خراسان، ويوئي داود بن المخير ويعيش بن أحمد وأبا طالب بن إسماعيل وإبراهيم بن سهل ديار بكر ومشارق الروم وهم [من] نصيبين وفارقين.

ويوتي حمام بن جرير وشعبان بن قيس وسهل بن نافع وحمزة بن جعفر أقاليم الروم وسواحلها وهم من فارس، ويولي علقمة بن إبراهيم وعمران بن شبيب والفتح بن معلي وسند بن المبارك وقائد بن الوفاء ومصفون بن عبد الله ابن مفارق قسطنطينة وسواحل القفجاق وهم من أصفهان، ويولي الأخوين محمد وأحمد ابني ميمون العراق الأيمن وهما من المكين، ويولي عروة بن مطلوب وإبراهيم بن معروف العراق الأيسر وهما من أهواز، ويوتي سعيد بن نضار ونزار بن سلمان ومعد بن كامل بلاد فارس وسواحل هرمز وهم من همدان، ويولي عيسي بن عطاف والحسين بن فضال عراق سواحل الري والجبال وهما من قم.

ويولي نصير بن أحمد وعباس بن نفيل وطايع بن مسعود أعمال الموصل ومصادر الأرمن ومن قري فرهان، ويولي الأمجد بن عبد الله وأسامة بن أبي تراب ومحمد بن حامد وسفيان بن عمران والضحاك بن عبد الجبار والمنيع بن المكرم بلاد خراسان وأعمال النهرين وهم من مازندران، ويولي المفيد بن أرقم وعون بن الضحاك ويحيي بن يرجم وإسماعيل بن ظلوم وعبد الرحمن بن محمد وكثار بن موسي جبال الكرخ وأقاليم العلان والروس وهم من بخاري، ويولي عبد الله بن حاتم وبركة بن الأصيل وأبو جعفر بن الزرارة وهارون بن سلطان وسامر بن معلي المالق ونواحي چين والصحاري وهم من مرو، ويولي رهبان بن صالح وعمارة بن حازم وعطاف بن صفوان والبطال بن حمدون وعبد الرزاق بن عيشام وحامد بن عبادة ويوسف بن داود والعباس بن أبي الحسن أقاليم الديلم والقماقم وثغور القشاقش والغيلان وهم من سمرقند، ويولي

ص: 293

مطاع بن حابس ومحمود بن حبيب والفضل بن ظهر وغياث بن كامل وعلي بن زيد مدائن الخطا وجبال الزوابق وأعمال الشجارات وهم من قم.

ويوتي يعقوب بن حمزة ومحمد بن مسلم وثابت بن عبد العزيز والحسين ابن موهوب وأحمد بن جعفر وأبا إسحاق بن نضيع مغاليق الضوب وقري القواريق وهم من نيشابور ويولي الحسن بن العباس و مريد بن قحطان ومعلي ابن إبراهيم وسلامة بن داود ومفرج بن مسلم ومعد بن كامل بلاد الكلب ونواحي الظلمات وهم من القري، ويولي فضيل بن أحمد وفارس بن أبي الخير وأسد بن مراحات وباقي بن رشيد ورضي بن فهد وعباس بن الحسين والقاسم ابن أبي المحسن والحسين بن عتيق السدور وحيالها وهم من نواحي خوارزم، ويولي فضلان بن عقيل وعبد الله بن غياث وبشار بن حبيب وسعد الله بن واثق وفصيح بن أبي عفيف والمرقد بن مرزوق وسالم بن أبي الفتح وعيسي بن المثني أقاليم الضحاضح ومناخر القيعان وهم من قلعة النهر.

ويولي الزاهد بن يونس وعصام بن أبي الفتح وعبد الكريم بن هلال ومؤيد بن القاسم وموسي بن معصوم والمبارك بن سعيد وعزوان بن شفيع وعلامة بن جواد أقاليم الغربين وأعمال العراعز وهم من الجبل، ويولي محمد بن قوام وجعفر بن عبد الحميد وعلي بن ثابت وعطاء الله بن أحمد وعبد الله بن هشام وإبراهيم بن شريف وناصر بن سليمان ويحيي بن داود وعلي بن أبي الحسين أقاليم المعابد وجبال الملابس وهم من قري العجم ويختار الأكابر من السادات الأعمال العارفين لإقامة الدعائم منهم إثني عشر رجلا وهم محمد بن أبي الفضل وعلي بن أبي غابر والحسين بن علي وداود بن المرتضي وإسماعيل ابن حنيفة ويوسف بن حمزة وعقيل بن حمزة وعقيل بن علي وزيد بن علي وجابر بن المصاعد ويوليهم جابرسا وإقليم المشرق ويأمرهم بإقامة الحدود ومراعاة العهود.

ثم يختار رجالا كراما أحرارا أتقياء أبرارا وهم معصوم بن علي وطالب بن

ص: 294

محمد وإدريس بن عبيد وإبراهيم بن مسلم وحمزة بن تمام وعلي بن الحسين ونزار بن حسن والأشرف بن قاسم ومنصور بن تقي وعبد الكريم بن فاضل وإسحاق بن المؤيد وثواب بن أحمد ويوليهم جابرقا وبلاد المغرب يأمرهم بما أمر به أصحابهم، ثم يختار إثني عشر رجلا وهم طاهر بن أبي الفرو ابن الكامل ولؤي بن حرث ومحمد بن ماجد ورضي بن إسماعيل وظهير بن أبي الفجر وأحمد بن الفضل والركن بن الحسين ويوليهم الشمال وأعمال الروم ويأمرهم بما أمر به من تقدمهم من الصديقين، ثم يختار إثني عشر رجلا نقيا من العيوب وهم إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن أبي القاسم ويوسف بن يعقوب وفيروز بن موسي والحسين بن محمد وعلي بن أبي طالب وعقيل بن منصور وعبد القادر بن حبيب وسعد الله سعيد وسليمان بن مرزوق وعبد الرحمن بن عبد المنذر ومحمد بن عبد الكريم ويوليهم جهة الجنوب وأقاليمها ويأمرم بما أمر به من تقدمهم .

ثم بعد ذلك يقيم الرايات ويظهر المعجزات ويسير نحو الكوفة وينزل علي سرير النبي سليمان ويحلق الطير علي رأسه ويتختم بخاتمه الأعظم وبيمينه عصا موسئ وجليسه الروح الأمين، وعيسي ابن مريم، متشحا ببرد النبي متقلدا بذي الفقار ووجهه كدائرة القمر في ليالي كماله، يخرج من بين ثناياه نور كالبرق الساطع، علي رأسه تاج من نور راكب علي أسد من نور، إن يقل للشيء كن فيكون بقدرة الله تعالي ويبريء الأكمه والأبرص ويحيي الموتي ويميت الأحياء وتسفر الأرض له عن كنوزها، حوي حكمة آدم ووفاء إبراهيم وحسن يوسف وملاحة محمد صلي الله عليه و آله ، وجبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وإسرافيل من ورائه والغمام من فوق رأسه والنصر من بين يديه والعدل تحت أقدامه ويظهر للناس كتابا جديدا وهو علي الكافرين صعب شديد يدعو الناس إلي أمر من أقر به هدي ومن أنكره غوي.

فالويل كل الويل لمن أنكره رؤوف بالمؤمنين شديد الانتقام علي الكافرين

ص: 295

ويستدعي إلي بين يديه كبار اليهود وأحبارهم ورؤوساء دين النصاري وعلماءهم ويحضر التوراة والإنجيل والزبور والفرقان ويجادلهم علي كل كتاب بمفرده يطلب منهم تأويله ويعرفهم تبديله ويحكم بينهم كما أمر الله ورسوله ثم يرجع بعد ذلك إلي هذه الأمة شديدة الخلاف قليلة الإئتلاف، وسيدعي إليه من سائر البلاد الذين ظنوا أنهم من علماء الدين وفقهاء اليقين والحكماء والمنجمين والمتفلسفين والأطباء الضالين والشيعة المذعنين فيحكم بينهم بالحق فيما كانوا فيه يختلفون ويتلو عليهم بعد إقامة العدل بين الأنام وما ظلمناهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون، يتضح للناس الحق وينجلي الصدق وينكشف المستور ويحصل ما في الصدور ويعلم الدار والمصير ويظهر الحكمة الإلهية بعد إخفائها ويشرق شريعة المختار بعد ظلمائها ويظهر تأويل التنزيل كما أراد الأزل القديم.

يهدي إلي صراط مستقيم و يكشف الغطاء عن أعين الأثماء ويشيد القياس ويخمد نار الخناس ويقرض الدولة الباطلة ويعطل العاطل ويفرق بين المفضول والفاضل ويعرف للناس المقتول والقاتل ويترحم عن الذبيح ويصح الصحيح ريتكلم عن المسموم وينبه الندم ويظهر إليه المصون ويفتضح الخؤون وينتقم من أهل الفتوي في الدين لما لا يعلمون فتعسا لهم ولأتباعهم أكان الدين ناقصا فتمموه أم كان به عوج فقوموه أم الناس هموا بالخلاف فأطاعوه أم أمرهم بالصواب فعصوه أم وهم المختار فيما أوحي إيه فذكروه أم الدين لم يكمل علي عهده فكلموه وتمموه أما جاء نبي بعده فاتبعوه أم القوم كانوا صوامت علي عهد، فلما قضي نحبه قاموا وتصاغروا بما كان عندهم فهيهات وأيم الله لم يبق أمر مبهم ولا مفصل إلا أوضحه وبينه حتي لا تكون فتنة للذين آموا إنما يتذكر أولوا الألباب.

فكم من ولي جحدوه وكم وصي ضيعوه وحق أنكروه ومؤمن شردوه وكم من حديث باطل عن الرسول صلي الله عليه و آله وأهل بيته نقلوه وكم من قبيح ما جوزوه

ص: 296

وخبر عن رأيهم تأولوه وكم من آية ومعجزة أجراها الله تعالي عن يده أنكروها وصدوا عن سماعها ووضعوها، وسنقف ويقفون ونسأل ويسألون وسيعلم الذين كفروا أي منقلب ينقلبون. طلبت بدم عثمان وظنوا أني منهم الآن حاربتني عائشة ومعاوية وكأني بعد قليل وهم يقولون: القاتل والمقتول في جنة عالية ونسوا ما قال الله تعالي : «وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ »[المائدة :45]

وقوله تعالي: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا»[النساء : 93] .

وكأني بعد قليل ينقلون عني أنني بايعت أبا بكر في خلافته فقد قالوا بهتانا عظيما ، فيا لله العجب وكل العجم من قوم يزعمون أن ابن أبي طالب يطلب ما ليس له بحق ويمني ويتداول الأمر جزعا ويتابعهم هلعا، وأيم الله إن عليا لأنس بالموت من سنة الكري، بل عند الصباح يحمد القوم السري، ألا إن في قائمنا أهل البيت كفاية للمستضعفين وعبرة للمعتبرين ومحنة للمتكبرين لقوله تعالي :«وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَيٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ ۗ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ»إبراهيم: 44] هو ظهور قائمنا بالمغيب لأنه عذاب علي الكافرين وشفاء ورحمة للمؤمنين ، يظهر وله من العمر أربعون عاما فيمكث في قومه ثمانين سنة وقيل لهم سلاما وصلي الله علي محمد أجمعين .

خطبة البيان

عن الدر المنتظم في السر الأعظم لمحمد بن طلحة الشافعي وهو من أكابر علماء أهل السنة وقد ثبت عند علماء الطريقة ومشايخ الحقيقة بالنقل

ص: 297

الصحيح والكشف الصريح أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال علي المنبر بالكوفة وهو يخطب :

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله بديع السماوات وفاطرها، وساطح المدحيات ووازرها وموطد الجبال وقافرها ومفجر العيون ونافرها ومرسل الرياح وزاجرها وناهي القواصف وآمرها ومزين السماء وزاهرها ومدبر الأفلاك و مسيرها ومقسم المنازل ومقدرها ومنشيء السحاب ومسخرها ومولج الحنادس ومنورها ومحدث الأجسام ومقرها ومكور الدهور ومكدرها ومورد الأمور ومصدرها وضامن الأرزاق ومدبرها ومحيي الرفات وناشرها .

أحمده علي آلائه وتكاثرها وأشكره علي نعمائه وتواترها، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تؤدي إلي السلامة ذاكرها وتؤمن من العذاب ذاخرها وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الخاتم لما سبق من الرسالة وفاخرها ورسوله الفاتح لما استقبل من الدعوة وناشرها أرسله إلي أمة قد شفر بعبادة الأوثان شاعرها وأغلنطس بضلالة عبادة الأصنام ماهرها ويفحم بحجج عن الجهالة سادرها وفجر نعماء الشبهات فجور فاجرها وهدي علي لسان الشيطان بقبول العصيان طائرها وقسم آكام الأحكام بزخرف الشقاشق ماكرها فأبلغ في النصيحة ووافرها وغاض لجج بحار الضلال وعامرها وأنار منار أعلام الهداية ومنابرها ومحق بمعجزات القرآن دعوة الشيطان ومكاثرها وأرغم معاطس الغواة وكافرها حتي أصبحت دعوته بالحق بأول زائرها، ومجيبه بقبول الصدق شاعرها بنطق ناصرها وشريعته المطهرة إلي المعاد بمفخر فاخرها صلي الله عليه و آله له الدرجة العليا وطيب عناصرها.

أيها الناس سار المثل وحقق العمل وأقدم الوجل واقترب الأجل وصمت الناطق وزهق الزاهق وحقت الحقائق والتحق اللاحق وثقلت الظهور وتفاقمت الأمور وحجب السرور وأحجم المغرور وأرغم المالك ومنعت المسالك وسلك الحالك وهلك الهالك وعمر الفرات وكثرت الحسرات وأكدت

ص: 298

الغمرات وكفت العثرات وقصر الأمد وتأود الأود ودهش العدد وأوحش المقند وهيجت الوساوس ودهشت الهواجس وعطل العساعس وخدل المنافص ولجت الأمواج وخيف الفجاج وضعفت الحجاج وأطرح المنهاج واشتد الغرام وأتحف الأورام ودلف القتام وازدلف الخصام واختلف العرب واشتد الطلب وصحب الوصب ونكض الهرب وطلبت الديون وبكت العيون وفتن المفتون وسكت المغبون وشاط الشطاط وشط النشاط وهاط الهياط ومط القلاث وعجز المطاع وصلت الدفاع وأظلم الشعاع وصمت الأسماع وذهب العفاف ورغب الخلاف وسمج الإنصاف.

والخرج العفاف واستحوذ الشيطان وعظم العصيان وتسلمت الخصيان وحكمت النسوان وفدحت الحوادث ونفث النافث وعبث العابث وهجم الرائث وهدت الأحراز وخافت الأعجاز وظهر الإيجاز وبهر الرجاز واختلفت الأهواء وعظمت البلوي واشتدت الشكوي واستمرت الدعوي وقرض القارض ورفض الرافض وقعد الناهض وسعد الفارض ولحظ اللاحظ ولمظ اللامظ وعض الشاظظ ورد الفاظظ وتلاحم الشذاذ وثقل الإلحاذ وعز النفاذ ووبل الرذاذ وعجصت الفلاة ونجت المقلاة وشنشنت الفلاة وعجعجت الولاة وتضاءل الباذخ ووهم الناسخ وتجهرم الشالخ ونفخ النافخ وزلزلت الأرض وضيع الفرض وحكم الرفض ونجم القرض وكتمت الأمانة وبدت الخيانة وخبثت الصيانة وعرت الدهانة واحد العيص وزاغ القبيص وكرثم القميص وكثكث المحيص وقام الأدعياء ونال الأشقياء وتقدمت السفهاء وتأخرت الصلحاء ومادت الجبال وأشكل الإشكال وسبع الهكال وشعشع الوبال وساهم الشحيح وانغر الفصيح وقهقر الجريح وإخرنطم الفحيح وكفكف اليروع وخدخد البلوع ونصف المرتوع وتكتك المولوع وفدفد الموعور وقدقد الديجور وأفرد المأثور ونكب الماتور وعبس الغبوس وكسكس الهموس ونافس المعكوس وأجلب الناموس ودعدع الشفيق وحرثم الأنيق واحتجب الطريق وثؤر الفريق.

ص: 299

ودار الرائد وزاد الزائد وماد المائد وقاد القائد وجد الجد وكد الكد وسد السد وحد الحد وعرض العارض وفرض الفارض وسار الرابض ووقف الراكض وضال الضل وغال الغل وفضل الفضل ونال المثل وشت الشتات وتصوح النبات وسمت السمات وأخرت الديان وكد الهرم وقصم الوصم وسلب الوهم وسدم الندم وآب الذاهب وذاب الذائب ونجم الثاقب ووصب الواصب وازور القرآن واحمر الدبران وسدس السرطان وربع الزبرقان وثلث الحمل وساهم الزحل وتنبه الثول وعنقبت النيل وأقل الفرار ونصبت الجفار ومنع الوجار و آب الإقرار وكملت الفترة وبدئت الهجرة وغرت الكثرة وغمرت الغمرة وظهرت الأفاطس فحسمت الملابس يؤمهم الكساكس ويقدمهم العبابس فيكدحون الجزائر ويقدحون العشائر ويملكون السرائر ويهتكون الحرائر ويحيون كيسان ويخربون خراسان ويفرقون الجلسان ويلجون الأويسان فيهدون الحصون ويظهرون المصوم ويعيون الغصون ويفر دون الحصون ويفتحون العراق ويهجمون الشقاق ويثيرون النفاق بدم يهراق، فآهٍ ثم آهٍ آهٍ لعريض الأفواه وذبول الشفاه، ثم التفت يمينا وشمالا وتنفس الصعداء إملالا وتأوه أنينا وتأقف حزينا وتململ دنفا وتوجل أسفا وتنفس خشوعا وتغير خضوعا.

فقام إليه سويد بن نوفل الهلالي فقال : يا أمير المؤمنين أنت حاضر ما ذكرت وعالم به وبتأويل ما أخبرت .

فالتفت إليه عن كثب ورمقه بعين الغضب. ثم قال له : ثكلتك الثواكل ونزلت بك النوازل يا بن الجبان الجبابث والمكذب الناكث سيقصر بك الطول ويغلبك الغول، أنا سر الأسرار أنا شجرة الأنوار أنا دليل السماوات أنا رئيس المسبحات أنا خليل جبرئيل أنا صفي ميكائيل أنا قائد الأملاك أنا سمندل الأفلاك أنا سائق الرعد أنا شاهد العهد أنا سليل الصراح أنا حفيظ الألواح أنا قطب الديجور أنا البيت المعمور أنا زاجر القواصف أنا محرك العواصف أنا

ص: 300

مزن السحائب أنا نور الغياهب أنا شرف الدوائر أنا مآثر المآثر أنا كيوان الكيهان أنا شان الإمتحان أنا شهاب الإحراق أنا مواثق الميثاق أنا عصام الشواهد أنا سهام الفراقد أنا شعاع العساعس أنا جون الشوامس أنا فلك

أنا حجة الحجج أنا مهيمن الأمم أنا فصيل الذمم أنا سماك البهو أنا إمام العفو أنا سبب الأسباب أنا أمين السحاب أنا مسدد الخلائق أنا محقق الحقائق أنا جوهر القدم أنا مرتب الحكم أنا منية الأمل أنا عامل العمل أنا شريف الذات أنا محدث الشتات أنا الأول والآخر أنا الباطن والظاهر أنا البرق اللموع أنا السقف المرفوع أنا الشعري والزبرقان أنا قمر السرطان أنا أسد النثرة أناسعد الزهرة أنا مشتري الكواكب أنا زحل الثواقب أنا غفر الشرطين أنا ميزان البطين أنا حمل الإكليل أنا عطارد التفضيل أنا قوس العراك أنا فرقد السماك أنا مريخ القران أنا عيون الميزان أنا حارس الإستراق أنا جناح البراق أنا جامع الآيات أنا سريرة الخفيات أنا ساجر البحر أنا قسطاس القطر أنا مصاحب الجديدين أنا أمير النيرين أنا م حط القصاص أنا خلاصة الإخلاص أنا شملال الجبال أنا مقدم الآمال أنا مفجر الأنهار أنا معذب الثمار أنا مفيض الفرات أنا معرب التوراة أنا ملك ابن ملك أنا هدية الملك أنا مبين الصحف أنا يافث الكثف أنا ثاقب الكسف أنا ذخيرة الشكور أنا مفصح الزبور أنا مؤول التأويل أنا مفسر الإنجيل أنا أم الكتاب أنا فصل الخطاب.

أنا صراط الحمد أنا أساس المجد أنا منجد البررة أنا سورة البقرة أنا مثقل الميزان أنا صفوة آل عمران أنا علم الأعلام أنا جملة الأنعام أنا تبيان النساءأنا خامس أهل الكساء أنا إلفة الإيلاف أنا رجال الأعراض أنا محجة المقال أنا صاحب الأنفال أنا مائدة الكشف أنا توبة العنف أنا صادق المثل أنا راسخ الجبل أنا سر إبراهيم أنا ثعبان الكليم أنا علانية المعبود أنا آصف هود أنا نحلة الجليل أنا خلة الخليل أنا مبعوث بني إسرائيل أنا مخاطب الكهف أنا محبوب

ص: 301

الصف أنا ولي الأولياء أنا وارث الأنبياء أنا لاهج النهج أنا حجة الحجج أنا موصوف المؤمنين.

أنا بدر المسبحين أنا الفرقان أنا البرهان أنا عقود الكرمين أنا عماد الركن أنا ثبير الترك أنا شملاص الشرك أنا جنبنتا الزنج أنا جرجس الفرنج أنا عقد الإيمان أنا زبركم الغيلان أنا برسم الروس أنا لوش السدوس أنا سلمه المطا أنا دودين الخطا أنا بدر البروج أنا شنشار الكروج أنا حاتم الأعاجم أنا روئيان التراجم أنا أوريا الزبور أنا حجاب الغفور أنا صفوة الجليل أنا إيليا الإنجيل أنا خبة القراة أنا كاسي العراة أنا مؤاخي يوشع وموسي أنا ميمون وصي عيسي أنا زرملاح الفرس أنا عماد الأنس أنا شديد القوي أنا حامل اللواء أنا إمام المحشر أنا ساقي الكوثر أنا قسيم الجنان أنا مساطير النيران أنا يعسوب الدين أنا إمام المتقين أنا وارث المختار أنا ظهير الأطهار أنا مبيد الكفرة أنا أبو الأئمة البررة أنا قالع الباب أنا مفرق الأحزاب أنا صاحب البيعتين أنا الضارب ببدر وحنين أنا حافظ الكلمات أنا مخاطب الأموات أنا مكلم الثعبان أنا آلاء الرحمن أنا الضارب بالسيفين أنا الطاعن بالرمحين أنا ليث الرخام أنا أنيس الهوام أنا الجوهرة الثمينة أنا باب المدينة أنا وارث العلوم.

أنا هيولي النجوم أنا مفسر البينات أنا مبين المشكلات أنا أول المصدقين أنا إمام المفسرين أنا محكم الطواسين أنا أمانة يس أنا حاء الحواميم أنا ألم أنا سابق الزمر أنا آية القمر أنا صاحب النجم أنا صدر الترجم أنا جانب الطور أنا باطن الصور أنا عتيد قاف أنا واضع الأحقاف أنا منازل الصافيات أنا سهام الذاريات أنا فاطر النافعة أنا متلو سبا والواقعة أنا أمانة الأحزاب أنا مكنون الحجاب أنا وعد الوعيد أنا مثال الحديد أنا وفاق الآفاق أنا علامة الطلاق أنا ن والقلم أنامصباح الظلم أنا سؤال متي أنا ممدوح (هل أتي).

أنا النبأ العظيم أنا الصراط المستقيم أنا زمام الطول أنا محكم الفضل أنا عذوبة القطر أنا هلال الشهر أنا لؤلؤ الأصداق أنا جبل قاف أنا سر الحروف أنا

ص: 302

نور الظروف أنا الجبل الشامخ أنا الجبل الراسخ أنا مفتاح الغيوب أنا مصباح القلوب أنا نور الأرواح أنا روح الأشباح أنا الفارس الكرار أنا نصرة الأنصار أنا السيف المسلول.

أنا الشهيد المقتول أنا جامع القرون أنا تبيان البيان أنا شقيق الرسول أنا بعل البتول أنا عمود الإسلام أنا مكسر الأصنام أنا صاحب الأذن أنا قاتل الجن أنا ساقي العطاش أنا نائم الفراش أنا شيث البراهمة أنا سعد العياقمة أنا موهن البطارق أنا كون المفارق أنا بطرس الروم أنا سيدس الأشموم أنا حقيق الأرمن أنا أمين المأمن أنا صالح المؤمنين أنا إما المفلحين أنا إمام أرباب الفتوة أنا كنز أسرار النبؤة أنا المطلع علي أخبار الأولين أنا المخبر عن وقائع الآخرين أنا حامل الراية أنا صاحب الآية أنا قطب الأقطاب أنا حبيب الأحباب أنا مهدي الأوان أنا عيسي الزمان أنا والله وجه الله أنا والله أسد الله أنا سيد العرب أنا كاشف الكرب أنا الذي قيل في حقه لا فتي إلا علي أنا الذي قيل في شأنه أنت مني بمنزلة هارون من موسي من النبي أنا ليث بني غالب أنا علي بن أبي طالب، صلوات الله وسلامه عليه .

قال : فصاح السائل صيحة عظيمة وخر ميتا، فعقب أمير المؤمنين عليه السلام علي كرم الله وجهه بأن قال : الحمد لله باريء النسم وذاريء الأمم والصلاة علي الإسم الأعظم والنور الأقوام ثم قال : سلوني عن طرق السماء فإني أعلم بها من طرق الأرض سلوني قبل أن تفقدوني فإن بين جنبي علومأ كثيرة كالبحارالزواخر فنهض إليه الرسخة من العلماء والمهرة من الحكماء وأحدق به الكمل من الأولياء والندر من الأصفياء يقبلون مواطيء قدميه ويقسمون بالإسم الأعظم عليه بأن يتمم كلامه ويكمل نظامه فقال عز الراسخين ونور العارفين الإمام الهمام الغالب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، أبتر المضمار وجرت الأقدار ونفث القلم ووعدت الأمم وحكم الخالق ورشق الراشق وحققت الظنون وفتن المفتون بما أن سيكون.

ص: 303

ألا وإنه سيهبط بالزوراء علج من بني قنطور باشرار وأي أشرار وكفار وأي كفار قد سلبت الرحمة من قلوبهم وكلفهم الأمل إلي مطلوبهم فيقتلون الأبله ويأسرون الأكمه ويذبحون الأبناء ويستحلون النساء ويطلبون بني شداد وبني هاشم ليسوق معهم سوق الغنائم وتستضعف فتنتهم الإسلام وتحرق نارهم الشام، فواها لحلب من حصارهم وواها لخرابها بعد ديارهم وسترد الظلباء من دمائهم أياما وتساق سباياهم فلن يجدوا لهن عصاما وسيهدون حصون الشامات ويطيفون ببلادها الآفات فلم يبق إلا دمشق ونواحيها وتراق الدماء بمشارقها وأعاليها ثم يدخلونها وبعلبك بالأمان وتحل البدايات بنواحي لبنان، فكم من قتيل بالقفر وأسير بجانب النهر فهناك تسمع الأعوال وتصحب الأهوال فإذا لا تطول لهم المدة حتي يخلق من أمرهم الجدة فإذا هزمهم الجنين الأوجر وثب عليهم التعدد الأقطر وهو رابع العلوج المنفر عليه كتابة المظفر تحس بالهمة الطمع ويغلقه المبلع فيسوقهم سوق الهجان وينكص شياطيهنهم بأرض كنعان ويقتل عبوسهم الفقف ويحل بجميعهم التلف فيجتمعون عقيب الشتات من فلك النجاة إلي الفرات فيسيرون الواقعة إذ لا مناص وهي الفاصلة المهولة قبل العاص فيغويهم علي الإسلام الكثرة فهنالك يحل لهم الكسرة فيقصدونالجزيرة والخصباء ويخربون بعد فتكهم الجدباء.

ثم يظهر الجريء الهالك من البصرة بشرذمة عرب من بني عمرة يقدمهم الي الشام وهو مدهش فيبايعه علي الخديعة الأرعش وسيصحبه في المسير إلي غوطته فما أسرع ما يسلمه بعد ورطته .

ثم يأمر المجري أن يروم إلي العراق مراما ليبل من علته بها أواما فيدركه الهلاك بلاسار دون مرامه ويحل بأهله التلف دون سقامه وستنظر العيون إلي الغلاب الإسلام اللعاب حين يجنح به جنوح الإرتياب يلقب بالحكم سيجيء بالعلم بعد ألفة العرب وحثيث الطلب، فكأني أنظر إلي الأرعش وقد هلك وولده الحدث الأبرص وقد ملك فلا تطول مدته أكثر من ساعة فما هذه الشناعة

ص: 304

ويقتل مدرب الجميل الأحمد بعد أن يسجن الأسمر عند وصول رسل المغاربة إليه ومثولهم بين يديه ثم يخرج الهمام فيصلي بالناس إمام ثم يقتل بعد برهة من الزمان بين الخدام والخلان فعندها يخرج من المغرب أناس علي شهب الخيول بالمزامير والأعلام والطبول فيملكون البلاد ويقتلون العباد، ثم يخرج من السجن غلام يفني عددهم ويأسر حددهم ويهزمهم إلي البيت المقدس ويرجع منصورا مريدا محبورا ، فيوافي مصر وقد نقص نيلها وقل ويبست أشجارها وعدمت ثمارها فيظهر عند ذلك صاحب الراية المحمدية والدولة الأحمدية القائم بالسيف الحال الصادق في المقال يمهد الأرض ويحيي السنة والفرض سيكون ذلك بعد ألف ومائة وأربع وثمانين سنة من سني الفترة بعد الهجرة .

ثم قال : أيها المحجوب عن شأني والغافل عن حالي إن للعجائب آثار خواطري والغرائب أسرار ضمائري لأني قد خرقت الحجاب وأظهرت العجاب وأتيت باللباب ونطقت بالصواب وفتحت خزائن الغيوب وفتقت دفائن القلوب وكثرت لطائف المعارف ودمرت عوارض اللطائف فطوبي لمن استمسك بعروة هذا الكلام وصلي خلف هذا الإمام، فإنه يقف علي معاني الكتاب المسطور والرق المنشور ثم يدخل إلي البيت المعمور والبحر المسجور ثم أنشد شعرا:

لقد حزت علم الأولين وإنني*** ضنين بعلم الآخرين كتوم

وكاشف أسرار الغيوب بأسرها*** وعندي حديث حادث وقديم

وإني لقيوم علي كل قيم*** محيط بكل العالمين عليم

ثم قال: لو شئت لأوقرت من تفسي فاتحة الكتاب سبعين بعيرا«ق ۚ وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ»[ق: 1] كلمات خفيات الأسرار وعبارات جليات الآثار وينابيع عوارف القلوب من مشكاة لطائف الغيوب، لمحات العواقب كالنجوم الثواقب، نهاية الفهوم بداية العلوم، الحكمة ضالة كل حكيم، سبحان القديم، يفتح الكتاب ويقرأ الجواب .

ص: 305

يا أبا العباس أنت إمام الناس، سبحان من يحيي الأرض بعد موتها وترد الولايات إلي بيوتها . يا منصور تقدم إلي بناء الصور ذلك تقدير العزيز العليم.

هذا آخر ما سمع من لفظه النوراني وضبط من كلامه الروحاني في هذا الباب والصلاة علي قطب الأقطاب ورسول الملك الوهاب وعلي آله المنتجبين الأطياب ما أشرقت شموس الغيوب من غياهب القلوب.

خطبة التطنجية

في إلزام الناصب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي فتق الأجواء وخرق الهواء وعلق الأرجاء وأضاء الضياء وأحيي الموتي وأمات الأحياء.

أحمده حمدا سطع فارتفع وأينع ولمع وابتدع فانفزع وهاع ولاع وشعشع فلمع، يتصاعد في السماء إرسالا ويذهب في الجو اعتدالااً خلق السماوات بلا دعائم وأقامها بغير قوائم وزينها بالكواكب المضيئات وحبس في الجو سحائب مكفهرات وخلق الجبال والبحار علي تلاطم تيار رفيق فتق رتاجها فتغطمطت أمواجها ، أحمده وله الحمد وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله إنتخبه من البحبوحة العليا وأرسله في العرب العرباءوابتعثه هاديا مهديا وحلا حلا راضيا مرضيا طلسميا، فأقام به الدلائل وختم به الرسائل ونصر به المسلمين وأظهر به الدين صلي الله عليه وآله الطاهرين.

أيها الناس أنيبوا إلي شيعتي والتزموا بيعتي وواظبوا علي الدين بحسن اليقين وتمسكوا بوصي نبيكم الذي به نجاتكم وبحبه يوم المحنة منجاتكم، فأنا الأمل والمأمول والفاضي ووصي الرسول أنا قاسم الجنة والنار أنا الواقف علي التطنجين أنا الناظر في المشرقين والمغربين رأيت والله الأفرودوس من رأي العين وهو في البحر السابع الذي يجري فيه الفلك في ذخاخيرة النجوم

ص: 306

والفلك والحبك ورأيت الأرض ملتفة كالتفاف الثوب المقصور وهي في خرق من التطنج الأيمن من الجانب مما يلي المشرق.

والتطنجان خليجان من ماء كأنهما أيسار تطنجين وأنا المتوتي دائرتها وما أفرودوس وما هم فيه إلا كالخاتم في الإصبع.

ولقد رأيت الشمس عند غروبها وهي كالطير المنصرف إلي وكره ولولا اصطكاك رأس أفرودوس واختلاط التطنجين وصرير الفلك لسمع من في السماوات ومن في الأرض رميم حميم دخولها في الماء الأسود في العين الحمئة ولقد علمت من عجائب خلق ما لا يعلمه إلا الله ولقد كيف لي فعرفت وعلمني ربي فتعلمت، ألا فعوا ولا تضجوا ولا ترتجفوا فلولا خوفي عليكم أن تقولوا جن أو ارتد لأخبرتكم [بما كان وما يكون إلي يوم القيامة وما يلقونه وقتا بوقت ويوما بيوم وعصرا بعد عصر وعاما بعد عام ولقد علمت علم اليقين إلي صاحب شريعتكم هذه] بما كانوا عليه وأنتم فيه وما تلقونه إلي يوم القيامة، علم أوعي إلي فعلمت، ولقد ستر علمه عن جميع النبيين إلأ صاحب شريعتكم هذه صلي الله عليه وآله فعلمني علمه وعلمته علمي ألا إنا نحن النذر الأولي ونحن النذر الآخرة والأولي ونذر كل وقت وأوان.

بنا هلك من هلك وبنا نجا من نجا فلا تستعظموا ذلك فينا .

فوالذي فلق الحبة وبرأ النسمة وتفرد بالجبروت والعظمة لقد سخرت لي الشمس والرياح والجن والهوام والطيور والأشجار والبحار، وإنكم تستعظمون ملك سليمان وما سليمان لو عرفتموه وكشف لكم رأيتموه سلكتم في أنفسكم، نحن كنا مع آدم وكنا مع نوح وكنا مع موسي وكنا مع عيسي وداود وسليمان وما بينهم وبين النبيين فكل إلينا وفينا وبنا.

فقال له رجل: يا أمير المؤمنين ألا فأديل ونقلناها عنك ونتحدث فيها بعدك ونسأل عن معانيها فلا ندري ما هي فقال : هيهات هيهات لنسب لا سبب وعدل عادل هذا علم لا حد له جاش تياره فبعذر يجري فيقذف ما فيه لم يسعني

ص: 307

السكوت عنه وإلا ما سأل عما أعطيت وأحاط به علمي.

ألا وفوق ذلك والذي فلق الحبة وبرأ النسمة عرضت لي وأعرضت عنها، أنا سحاب الدنيا لوجهها فحتي متي يلحق بي اللاحق، لقد علمت ما فوق الفردوس الأولي وما تحت السابعة السفلي وما في السماوات العلي وما بينها وما تحت الثري، كل ذلك علم الإحاطة لا علم إخبار، أقسم برب العرش العظيم لو شئت أخبرتكم بآبائكم وأسلافكم أين كانوا وممن كانوا وأين هم وما صاروا إليه فكم من آكل منكم أكل لحم أخيه وشارب برأس أبيه وهو يشتاقه ويرتجيه غدا، هيهات هيهات إذا انكشف المسطور ويحصل ما في الصدور وعلم واردات الضمير وتلعمون المصير وأين الله قد كورتم كورات وكررتم كرات وكم من بين كرة وكرات وكم من آية وآيات وما بين مقتول وميت وبعض في حواصل الطيور وبعض في بطون الوحوش والناس ما بين ماض وراج ورائح وغاد، لو كشف لكم ما كان مني في القديم الأول وما يكون مني في الآخر لرأيتم عجائب مستعظمات وأمورا مستعجبات وصنائع وإحاطات، أنا صاحب الخلق الأول، أنا قبل نوح الأول ولو علمتم ما بين آدم ونوح من عجائب اصطنعتها وأمم أهلكتها فحق عليهم القول فبئس ما كانوا يفعلون، أنا صاحب الطوفان الأول [أنا صاحب بابل والكارات، أنا صاحب الحيتان].

أنا صاحب الطوفان الثاني أنا صاحب السيل العرم أنا صاحب الأسرار المكتومات أنا صاحب العاد والجنات أنا صاحب ثمود والآيات أنا مدمرها أنا مزلزلها أنا مرجفها أنا مهلكها أنا مدبرها أنا بانيها أنا داحيها أنا مميتها أنا محييها أنا الأول وأنا الآخر وأنا الباطن وأنا الظاهر أنا مع الكون وقبل الكون أنا في الذر وقبل الذر أنا مع الدور وقبل الدور أنا مع القلم قبل القلم أنا مع اللوح قبل اللوح أنا صاحب الأزلية الأولية [أنا مترك الترك ومدلس الأدليس أنا صاحب الوقوف وبهران] أنا صاحب جابلقا وجابرسا أنا صاحب الرفرف وبهام أنا مدير العالم الأول حين لا سماؤكم هذه ولا غبراؤكم فقام إليه ابن

ص: 308

صويرية فقال : أنت أنت يا أمير المؤمنين فقال عليه السلام: أنا [سوي ربي ورب الخلائق أجمعين خلق الأشياء بغير معين ودبر الأشياء بقدرته وخضع كل شيء الهيبته] لا إله إلا الله ربي ورب الخلائق أجمعين له الخلق والأمر الذي دبر بحكمته وقامت السماوات والأرضون بقدرته كأني بضعيفكم يقول: ألا تسمعون ما يدعيه ابن أبي طالب في نفسه وبالأمس مكفهر عليه عساكر أهل الشام فلا يخرج إليها؟

والذي بعث محمدا صلي الله عليه و آله ، وإبراهيم لأقتلن الشام بكم قتلات وأي قتلات، وحقي وعظمتي لأقتلت بكم أهل الصفين سبعين قتلة ولأردن إلي كل مسلم حياة جديدة ولأسلم إليه صاحبه وقاتله إلي أن يشفي غليل صدره منه، ولأقتلن بعمار بن ياسر وأويس القرني ألف قتيل فسحقا للقوم الظالمين، أولي يقال : لا وكيف وأني ومتي وأين وحتي، فكيف بكم إذا رأيتم صاحب الشام ينشر بالمناشير ويقطع بالمساطير ثم لأذيقنه أليم العذاب ألا فأبشروا فإلي يرد أمر الخلق غدا فلا تستعظم بما قلت فإنا أعطينا علم المنايا والبلايا والتأويل والتنزيل وفصل الخطاب وعلم النوازل والوقائع فلا يعزب عنا شيء

وكأني بهذا [وأومن بيده إلي ولده يأتي من المدينة إلي كربلاء ويقتل عطشانا وتقتل بين يديه رجال بايعوه علي الحق، وإني أراهم يفعل بهم كالإبل، تكاد الأرض تخسف بمن يفعل بهم، لو شئت سميت المقتولين رجلا رجلا ومن يقتلهم بأسمائهم وأسماء أمهاتهم وآبائهم وها هم قريب مني وأومي بيده إليهم فرأيناه قبيله رجالا وجوههم أنور من القمر متغيري الألوان نحاف الأجسام لم ير أحسن من وجوههم، لم ندر من أين أقبلوا هؤلاء الأنصار للحق، قال جابر : يا مولاي أين يكون هؤلاء؟

قال : يا جابر في ظهور آبائهم إلي الوقت المعلوم فينتقلون من الأصلاب الطاهرة إلي الأرحام الزاكية، ثم قال عليه السلام : أنا أخلق وأرزق وأحيي وأميت تبارك الله وتقدست أسماؤه.

ص: 309

قال جابر : يا مولاي فنحن علي الحق؟

قال: نعم، وأنتم علي الحق ومعه تكونون، يا جابر كيف بكم إذا صاح الناقوس] وأشار إلي الحسين عليه السلام علي وقد نار نوره بين عينيه فأحضره بوقته بحنين طويل يزلزلها ويخسفها وصار معه المؤمنون من كل مكان وأيم الله لو شئت سميتهم رجلا رجلا بأسمائهم وأسماء آبائهم فهم يتناسلون من أصلاب الرجال وأرحام النساء إلي يوم الوقت المعلوم.

ثم قال: يا جابر أنتم مع الحق ومعه تكونون وفيه تموتون، يا جابر إذا صاح الناقوس وكبس الكابوس وتكلم الجاموس فعند ذلك عجائب وأي عجائب، إذا أنار النار بأرض نصيبين وظهرت راية العثمانية بوادي سود واضطربت البصرة وغلب بعضهم بعضا وصبا كل قوم إلي قوم اختلافت المقالات وحركت عساكر خراسان وتبع شعيب بن صالح التميمي من بطن طالقان وبويع لسعيد السقوسي بخوزستان وعقدت الراية لعماليق كردان وتغلبت العرب علي بلاد الأرمن والسقلاب وأذعن هرقل بقسطنطينة لبطارقة سفيان فتوقعوا ظهور مكلم موسي من الشجرة علي الطور فيظهر، هذا ظاهر مكشوف ومعاين موصوف، ألا وكم عجائب تركتها ودلائل كتمتها لا أجد لها حملة، أنا صاحب إبليس بالسجود معذبه وأنا معذب جنوده عند التكبر من السجود وأنا رافع إدريس مكانا عليا .

أنا منطق عيسي في المهد صبيا أنا مؤذن الميادين وواضع الأرض أنا قاسمها أخماسة فجعلت خمسة برا وخمسا بحرا وخمسا جبالا وخمسا عمارا وخمسا خرابا أنا خرقت القلزم من الرحيم وخرقت العقيم من الحميم وخرقت كلا من كل وخرقت بعضا من بعض أنا طيبوثا أنا جاينوثا أنا البارجلون أنا عليوثوتا أنا المشرف علي البحار في قواليم أقاليم الزخار عند التيار حتي يخرج لي ما أعدلي فيه من الخيل والرجل فأتخذ ما أحببت وأترك ما أردت، ثم أسلم إلي عمار بن ياسر إثني عشر ألف أدهم علي كل أدهم منها محب لله ولرسوله،

ص: 310

مع كل واحد إثنا عشر ألف كتية لا يعلم عددها إلا الله الذي خلقها وأعلم عددها، ألا فأبشروا فأنتم نعم الإخوان، ألا وإن لكم بعد الحين طرقة تعلمون بها بعض البيان وينكشف لكم صنائع البرهان عند طلوع بهرام وكيوان علي دقائق الإقتران فعندها تتواتر الهدات والزلازل وتقبل الرايات من شاطيء جيحون إلي بلاد بابل.

أنا مبرج الأبراج وعاقد الرتاج ومفتح الأفراج وباسط الفجاج أنا صاحب الطور يوم التجلي لموسي بن عمران أنا كاشف لما خر موسي صعقا، أنا ذلك النور الظاهر أنا صاحب موسي أنا صاحب المأوي أنا ذلك البرهان الباهر وإنما كشف لموسي شقص من شقص الذر من المثقال وكل ذلك بعلم الله ذي الجلال، أنا صاحب جنات عدن والخلود أنا مجري الأنهار من ماء تيار وأنهار من لبن وأنهار من عسل مصفي وأنهار من خمر لذة للشاربين.

أنا قاسم الجنان أنا دارس الإسلام أنا رخر الوقت أنا حميت جهنم وسميتها جحيم وسجيل وجعلتها طبقات فمنها السعير والثبور أعددتها للمنافقين وأخري عميوس أعددتها للظالمين أنا أودعت ذلك كله وادي برهوت وهو الفلق ورب ما فلق ويخلد فيها الجبت والطاغوت ومن عبدهما ومن كفر بذي العز والجبروت الحي الذي لا يموت، أنا الجنان الموصوفات بوادي السلام والدار الخلد أنا صانع الأقاليم والمنزل البركات من الله الحكيم العليم، أنا الكلمة التي بها تمت الأمور ودهرت الدهور أنا جعلت الأقاليم أرباعا والجزائر سبعا فإقليم الجنوب معدن البركات وإقليم الشمال معدن السطوات وإقليم الصبا معدن الزلازل وإقليم الدبور معدن الهلكات فاستعيذوا من مهب الدبور فمن هناك الصرصر الدبوربها أهلكت المتردين حتي جعلتهم كالرميم وأفنيت الأولين الذين تمردوا بالطغيان، ألا ويل لمدائنكم وأمصاركم من طغاة يظهرون فيعذبونكم إذا قضي من مضي من الجبابرة الذين لم يحسنوا سياسية المسلمين، إذا مضي الكهب والكهيب والكشير والقنير والنعمان

ص: 311

والشضيبان والمكسور والكرشون والشفصبان والحوصبان والهولب والأقتم والشهيط والنخيط هو قاتل الأقران ومفتي الشجعان ويأتي بعده الأديل والأميل والصعلوك والصبي الدعوك يملك ويستوعب ويسير الآجال ويكثر الشدائد في دولة السلطان والنسوان.

ثم يأتي بعد ذلك البهلول الأيدح الأنددي الأريح المشؤوم يومه، يظهر من بعده النوش وينشر العبوس؛ إذ الأمر إلي العبد المعروف بالأرحب ومثله لما في الأرعب واسترعاها الديار وأسلمها العصيان وصارت إلي الصبيان فعند ذلك يتوقع شنارها ويكثر نفارها وترتج الأقطار والعاة إلي كل باطل، هيهات هيهات توقعوا حلول الفرج العظيم وإقباله فرجا فرجا إذا جعل الله حصيات النجف جواهر وجعلها تحت أقدام المؤمنين ويهلك أهل النفاق والمارقين ويظهر معدن الياقوت الأحمر وخالص الدر والجوهر، ألا وإن ذلك من أبين العلامات فإذا كان لاح ضياؤه وسطع نوره وكان ما تريدون فكم هنالك من عجائب جمة وأمور لمة وكيف بكم إذا دهمتكم رايات بني كندة مع عمال من عقبة من الشام يريد بها الأموية ، هيهات أن يكون الحق في تيمي أو عدوي أو أموي.

ثم بكي وقال : آه آه للأمم المشاهدة بني عتبة مع بني كنانة السائرون إلي اللا يلا اللا يلا اللاتكون حلا حلا ليصلوا إلي جنب الجزيرة من مفارقة الأوبر خلق عظيم فأحضر المعطد وإدعان شمخر البيض الأضك الأبيض والأبقع وينتقص الأموال والأنفس والثمرات مع خوف شديد وبؤس وبشر الصابرين ، يريعون في النعيم والسعور المقيم يحملكم نجائب ويحملكم الأملاك.

فقال رجل: نحن منهم؟

فقال عليه السلام : فيكم منهم.

قال : قالوا: بين لنا السعيدوالشقي .

فقال عليه السلام : فتشوا سرائركم واسألوا أحباركم واستدلوا بذلك علي

ص: 312

الطريق تفوزوا الفوز العظيم والنعيم المقيم وكم يجري في العالم أعجوبات وكم فيه آيات لا لمزية وأكثر العلامات بني قنطور وملكهم العراق وأطراف الشام تفتيكم ضوية تفتيكم النساء المخدرات، أنا أكثرهم علما وأعظمهم حلما وذلك تقدير العزيز الحكيم.

ثم يملك الأنباط الأفكة والأعراب المناسبة في فلك البصرة حتي واسط وأعمالها إلي الأهواز وأظلالها وأول خراب العراق، في أيامهم يكثر البلاء العظيم والقحط الشديد ثم يجري في عدد ذلك عجائب وأي عجائب، إذا رحل العاشر علي ديارهم وصالحوهم خوفا من شرهم كل ذلك يكون في القرن الحادي عشر من الثلاثين يكون الفتك من فتك الجحيم واستئصال بيت الله الحرام وقتلهم الخاص والعام وذلك إذا دهم البلاء الزوراء وتتصل البلايا والرزايا بالعالم فيقتل الأنباط وجبابرتها ويملكون ديارها وذراريها وكم يكون الثاني عشر في عشرها الأول ظهور الديلم واجبا وجيلان وقوم من خراسان يملكون التبريز ويؤمرون الأمير ويضطرب العراق بهم والعجب كل العجب من الأربعين إلي الخمسين من نوازل وزلازل وبراهين ودلائل إذا وقعت الواقعة بين همدان وحلوان ويقتل خلق في حلوان إلي النهروان. ويزول ملك الديلم، يملكها أعرابي وهو عجمي اللسان يقتل صالحي ذلك العصر وهو أول الشاهد.

ثم في العشر الثالث من الثلاثين تقبل الرايات من شاطيء جيحون لفارس ونصيبين، تترادف إليهم رايات العرب فينادي بلسانهم بقدر مجري السحاب ونقصان الكواكب وطلوع القطر التالي الجنوب كغراب الأبنور وزلازل وهبات و آيات، هنالك يوضح الحق ويزول البلاء ويعز المؤمن ويذل الكافر المخالف ويملك بحار الكوفة البريء منهم لا المتغلبين في، ألا إنهم طغاة مردة فراعنة وتكون بنواحي البصرة حركة لست أذكرها ويظهر العرب علي العجم ويعدلون بالأهواز من دون الناس وكم أشياء أخفيتها لا يطيقها الوعي ولا يصبر علي

ص: 313

حملها وأمور قد أهملتها خوفا أن يقال : متي علمتها؟ وإني قد بلغت الغاية القصوي التي انتهيت وعلي ما أمرت أبيت فلا يتهمني المتهمون، النار مثواهم لا يقضي عليهم فيموتوا ولا يخفف من عذابها كذلك نجزي كل كفور، وشرط القيامة في الكور إذا بلغ الزور وجار الجور وحقت الكرة وكانت الرجعة وأتت الساعة بقائم يقوم في الناس يذهب البلاء عن المؤمنين وينجلي عنهم الخوف والرعب لا تتكلم نفس إلا بإذنه منهم شقي وسعيد، أنا الدائمة التي توسم الناس أنا العارف بين الكفر والإيمان ولو شئت أن أطلع الشمس من مغربها وأغيبها من مشرقها بإذن الله وأريكم آيات وأنتم تضحكون.

أنا مقدر الأفلاك ومكوكب النجوم في السماوات ومن بينها بإذن الله تعالي وعليتها بقدرته وسميتها الراقسات ولقبتها الساعات وكوّرت الشمس وأطلعتها ونورتها وجعلت البحار تجري بقدرة الله وأنا لها أهلا، فقال له ابن قادمة : يا أمير المؤمنين لولا أنك أتممت الكلام لقلنا: لا إله إلا أنت؟

فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا بن قدامة لا تعجب تهلك بما تسمع، نحن مربوبون لا أرباب نكحنا النساء وحمتنا الأرحام وحملتنا الأصلاب وعلمنا ما كان وما يكون وما في السموات والأرضين بعلم ربنا، نحن المدبرون فنحن بذلك اختصاصا، نحن مخصوصون ونحن عالمون، فقال ابن قدامة : ما سمعنا هذا الكلام إلا منك. .

فقال عليه السلام: يا بن قدامة أنا وابناي شبرا وشبيرا وأمهما الزهراء بنت خديجة الكبري الأئمة فيها واحدا واحدا إلي القائم إثنا عشر إماما ، من عين شربنا وإليها رددنا.

قال ابن قدامة : قد عرفنا شبرا وشبيرا والزهراء والكبرئ فما أسماءالباقي؟

قال : تسع آيات بينات كما أعطي الله موسي تسع آيات، الأول علموثا علي بن الحسين والثاني طيموثا الباقر والثالث دينوثا الصادق والرابع بحبوثا

ص: 314

الكاظم والخامس هيلموثا الرضا والسادس أعلوثا التقي والسابع ريبوثا النقي والثامن علبوثا العسكري والتاسع ريبوثا وهو النذير الأكبر .

قال ابن قدامة : ما هذه اللغة يا أمير المؤمنين؟

فقال عليه السلام : أسماء الأئمة بالسريانية واليونانية التي نطق بها عيسي وأحيي بها الموتي والروح وأبرأ الأكمه والأبرص، فسجد ابن قدامة شكرا لله رب العالمين، نتوسل به إلي الله تعالي نكن من المقربين.

أيها الناس قد سمعتم خيرا فقولوا خيرا واسألوا تعلموا وكونوا للعلم حملة ولا تخرجوه إلي غير أهله فتهلكوا، فقال جابر: فقلت : يا أمير المؤمنين فما وجه استكشاف؟

فقال : اسألوني واسألوا الأئمة من بعدي، الأئمة الذين سميتهم فلم يخل منهم عصر من الأعصار حتي قيام القائم فاسألوا من وجدتم منهم وانقلوا عنهم كتابي، والمنافقون يقولون علي نص علي نفسه بالربوبية فاشهدوا شهادة أسألكم [عنها ] عند الحاجة، إن علي بن أبي طالب نور مخلوق وعبد مرزوق، من قال غير هذا لعنه الله . من كذب علي، ونزل المنبر وهو يقول: «تحصنت بالحي الذي لا يموت ذي العز والجبروت والقدرة والملكوت من كل ما أخاف وأحذر» فأيما عبد قالها عند نازلة به إلا وكشفها عنه

قال ابن قدامة : نقول هذه الكلمات وحدها؟

فقال عليه السلام: تضيف إليها الإثني عشر إماما وتدعو بما أردت وأحببت يستجيب الله دعاءك.

جملة من أخبار الزمان

قال عليه السلام في حديث عن آخر الزمان : تختلف ثلاث رايات، رابة بالمغرب، ويل لمصر وما يحل بها منهم، وراية بالجزيرة، وراية بالشام، تدوم

ص: 315

الفتنة بينهم سنة. ثم يخرج رجل من ولد العباس بالشام، حتي تكون منهم مسيرة ليلتين، فيقول أهل المغرب: قد جاءكم قوم حفاة أصحاب أهواء مختلفة، فتضطرب الشام وفلسطين، فتجتمع رؤساء الشام وفلسطين، فيقولون اطلبوا ملك الأول : فيطلبونه فيوافونه بغوطة دمشق، بموضع يقال لها حرستا، فإذا أحس بهم هرب إلي أخواله كلب، وذلك دهاء منه . ويكون بالوادي اليابس عدة عديدة فيقولون له يا هذا، ما يحل لك أن تضيع الإسلام أما تري ما الناس فيه من الهوان والفتن؟ فاتق الله واخرج أما تنصر دينك؟

فيقول: لست بصاحبكم.

فيقولون : ألست من قريش، من أهل بيت الملك القديم، أما تغضب لأهل بيتك وما نزل بهم من الذل والهوان؟ ويخرج راغبا في الأموال والعيش الرغد فيقول اذهبوا إلي حلفائكم الذين كنتم تدينون لهم هذه المدة، ثم يجيئهم فيخرج في يوم جمعة فيصعد منبر دمشق وهو أول منبر يصعده، فيخطب ويأمرهم بالجهاد، ويبايعهم علي أنهم لا يخالفون له أمرا، رضوه أم كرهوه .

فقام رجل فقال : ما اسمه يا أمير المؤمين؟

فقال : هو حرب بن عنبسة بن مرة بن كلب بن سلمة بن يزيد بن عثمان بنخالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمي، ملعون في السماء، ملعون في الأرض، أشر خلق الله عزوجل أبا، وألعن خلق الله جدا، وأكثر خلق الله ظلما .

قال : ثم يخرج إلي الغوطة، فما يبرح حتي يجتمع الناس إليه، وتتلاحق به أهل الضغائن، فيكون في خمسين ألفا، ثم يبعث إلي كلب فيأتيه منهم مثل السيل، ويكون في ذلك الوقت رجال البربر يقاتلون رجال الملك من ولد العباس، فيفاجئهم السفياني في عصائب أهل الشام، فتختلف الثلاث رايات ولد العباس هم الترك والعجم، وراياتهم سوداء، وراية البربر صفراء وراية السفياني حمراء، فيقتتلون ببطن الأردن قتالا شديدا، فيقتل فيما بينهم ستون

ص: 316

ألفا، فيغلب السفياني، وإنه ليعدل فيهم حتي يقول القائل : والله ما كان يقال فيه إلا كذب، والله إنهم لكاذبون، لو يعلمون ما تلقي أمة محمد صلي الله عليه و آله منه ما قالوا ذلك. فلا يزال يعدل حتي يسير ويعبر الفرات، وينزع الله من قلبه الرحمة، ثم يسير إلي الموضع المعروف بقرقيسيا، فيكون له بها وقعة عظيمة ، ولا يبقي بلد إلا بلغه خبره، فيداخلهم من ذلك الجزع.

ثم يرجع إلي دمشق، وقد دان له الخلق، فيجيش جيشين جيش إلي المدينة، وجيش إلي المشرق، فأما جيش المشرق فيقتلون بالزوراء سبعين ألفا، ويبقرون بطون ثلاثمائة إمرأة، ويخرج الجيش إلي الكوفة، فيقتل بها خلقا.

وأما جيش المدينة إذا توسطوا البيداء صاح بهم صائح، وهو جبريل عليه السلام ، فلا يبقي منهم أحد إلا خسف الله به، ويكون في أثر الجيش رجلان يقال لهما بشير وندير، فإذا أتيا الجيش لم يريا إلا رؤوسا خارجة علي الأرض، فيسألان جبريل عليه السلام ما أصاب الجيش؟ فيقول: أنتما منهم؟

فيقولن: نعم. فيصيح بهما، فتتحول وجوههما القهقري، ويمضي أحدهما إلي المدينة وهو بشير، فيبشرهم بما سلمهم الله عزوجل منه، والآخر نذير ، فيرجع إلي السفياني ، فيخبره بما نال الجيش عند ذلك. قال: وعند جهينة الخبر اليقين، لأنهما من جهينة . ثم يهرب قوم من ولد رسول الله صلي الله عليه و آله إلي بلد الروم، فيبعث السفياني إلي ملك الروم : رد إلي عبيدي، فيردهم إليه، فيضرب أعناقهم علي الدرج شرقي مسجد دمشق فلا ينكر ذلك عليه . ثم يسير في سبعين ألفا نحو العراق، والكوفة، والبصرة.

ثم يدور الأمصار والأقطار، ويحل عري الإسلام عروة بعد عروة، ويقتل أهل العلم ويحرق المصاحف ويخرب المساجد ويستبيح الحرام، ويأمر بضرب الملاهي والمزاهر في الأسواق، والشرب علي قوارع الطرق، ويحلل لهم الفواحش، ويحرم عليهم كل ما افترضه الله عزوجل عليهم من الفرائض، ولا

ص: 317

يرتدع عن الظلم والفجور بل يزداد تمردا وعتوا وطغيانا ، ويقتل من كان اسمه محمدا، وأحمد، وعليا، وجعفرا،وحمزة، وحسنا، وحسينا، وفاطمة ، وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وخديجة، وعاتكة، حنقا وبغضا لبيت آل رسول الله صلي الله عليه و آله . ثم يبعث فيجمع الأطفال، ويغلي الزيت لهم، فيقولون إن كان آباؤنا عصوك فنحن ما ذنبنا؟ فيأخذ منهم إثنين أسمهما حسنا وحسينا (كذا) فيصلبهما، ثم يسير إلي الكوفة، فيفعل بهم كما فعله بالأطفال، ويصلب علي باب مسجدها طفلين أسماؤهما حسن وحسين، فتغلي دماؤهما كما غلي دم يحيي بن زكريا عليه السلام ، فإذا رأي ذلك أيقن بالهلاك والبلاء، فيخرج هاربا منها، متوجها إلي الشام فلا يري في طريقه أحدا يخالفه، فإذا دخل دمشق اعتكف علي شرب الخمر والمعاصي، ويأمر أصحابه بذلك.

ويخرج السفياني وبيده حربة فيأخذ إمرأة حاملا فيدفعها إلي بعض أصحابه ويقول: أفجر بها في وسط الطريق . فيفعل ذلك، ويبقر بطنها ، فيسقط الجنين من بطن أمه، فلا يقدر أحد أن يغير ذلك، فتضطرب الملائكة في السماء فيأمر الله عز وجل جبريل عليه السلام فيصيح علي سور مسجد دمشق: ألا قد جاءكم الغوث يا أمة محمد ، قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الفرج، وهو المهدي عليه السلام خارج من مكة فأجيبوه .

ثم قال عليه السلام : ألا أصفه لكم، ألا وإن الدهر (فينا قسمت) حدوده، (ولنا أخذت) عهوده، وإلينا ترد شهوده، ألا وإن أهل حرم الله عليه السلام سيطلبون لنا بالفضل، من عرف عودتنا فهو مشاهدنا، ألا فهو أشبه خلق الله عز وجل برسول الله، واسمه، واسم أبيه علي اسم أبيه، من ولد فاطمة ابنة محمد صلي الله عليه و آله ، من ولد الحسين. ألا فمن تولي غيره لعنه الله . ثم قال عليه السلام : فيجمع الله عزوجل أصحابه علي عدد أهل بدر، وعلي عدد أصحاب طالوت، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، كأنهم ليوث خرجوا من غابة ، قلوبهم مثل زبر الحديد، لو هموا بإزالة الجبال لأزالوها عن موضعها، الزي واحد، واللباس

ص: 318

واحد، كأنما آباؤهم أب واحد. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام : وإني لأعرفهم وأعرف أسماءهم. ثم سماهم، وقال : ثم يجمعهم الله عزوجل من مطلع الشمس إلي مغربها، في أقل من نصف ليلة، فيأتون مكة فيشرف عليهم أهل مكة فلا يعرفونهم فيقولون كبسنا أصحاب السفياني.

فإذا تجلي لهم الصبح يرونهم طائعين مصلين فينكرونهم، فعند ذلك يقيض الله لهم من يعرفهم المهدي عليه السلام وهو مختف، فيجتمعون إليه فيقولون له أنت المهدي؟

فيقول أنا أنصاري، والله ما كذب، وذلك أنه ناصر الدين، ويتغيب عنهم، فيخبرونهم أنه قد لحق بقبر جده صلي الله عليه و آله، فيلحقونه بالمدينة ، فإذا أحس بهم رجع إلي مكة (فلا يزالون به إلي أن يجيبهم) فيقول لهم : إني لست قاطعا أمرة حتي تبايعوني علي ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئا، ولكم علي ثمان خصال، قالوا قد فعلنا ذلك، فاذكر ما أنت ذاكر يا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله . فيخرجون معه إلي الصفا فيقول : أنا معكم علي أن لا تولوا، ولا تسرفوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا محرما، ولا تأتوا فاحشة، ولا تضربوا أحدا إلا بحقه، ولا تكنزوا ذهبا ولا فضة ولا تبرا ولا شعيرا، ولا تأكلوا مال اليتيم، ولا تشهدوا بغير ما تعلمون، ولا تخربوا مسجدا ، ولا تقبحوا مسلما، ولا تلعنوا مؤاجرا إلا بحقه، ولا تشربوا مسكرا، ولا تلبسوا الذهب ولا الحرير ولا الديباج، ولا تبيعوها ربا، ولا تسفكوا حراما ، ولا تغدروا بمستأمن، ولا تبقوا علي كافر ولا منافق، وتلبسون الخشن من الثياب، وتتوسدون التراب علي الخدود، وتجاهدون في الله حق جهاده، ولا تشتمون، وتكرهون النجاسة، وتأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنكر. فإذا فعلتم ذلك فعلي أن لا أتخذ حاجبا ولا ألبس إلا كما تلبسون، ولا أركب إلا كما تركبون، وأرضي بالقليل، وأملا الأرض عدلا كما ملئت جورا، وأعبد الله عزوجل حق عبادته ، وأفي لكم وتفوا لي.

ص: 319

قالوا : رضينا واتبعنا علي هذا. فيصافحهم رجلا رجلا. ويفتح الله عزوجل له خراسان، وتطيعه أهل اليمن، وتقبل الجيوش أمامه، ويكون همدان وزراء، وخولان جيوشه، وحمير أعوانه، ومضر قواده، ويكثر الله عزوجل جمعه بتميم، ويشد ظهره بقيس، ويسير ورايته أمامه، وعلي مقدمته عقيل، وعلي ساقته الحارث، وتخالفه ثقيف وعداف، وتسير الجيوش حتي تصير بوادي القري في هدوء ورفق، ويلحقه هناك ابن عمه الحسني في إثني عشر ألف فارس فيقول: يا ابن عم، أنا أحق بهذا الجيش منك ، أنا ابن الحسن وأنا المهدي.

فيقول الإمام المهدي عليه السلام : بل أنا الإمام المهدي . فيقول الحسني : هل لك من آية فنبايعك؟ فيوميء المهدي عليه السلام إلي الطير فتسقط علي يده، ويغرس قضيبا في بقعة من الأرض فيخضر ويورق، فيقول له الحسني : يا ابن عم هي لك.

ويسلم إليه جيشه ويكون علي مقدمته، واسمه علي اسمه. وتقع الضجة بالشام ألا إن أعراب الحجاز قد خرجوا إليكم، فيجتمعون إلي السفياني بدمشق، فيقولون: أعراب الحجاز قد جمعوا علينا، فيقول السفياني لأصحابه : ما تقولون في هؤلاء القوم؟ فيقولون: هم أصحاب نبل وإبل، ونحن أصحاب العدة والسلاح أخرج بنا إليهم، فيرونه قد جبن، وهو عالم بما يراد منه، فلا يزالون به حتي يخرجوه، فيخرج بخيله ورجاله وجيشه، في مائتي ألف وستين ألفا، حتي ينزلوا ببحيرة طبرية، فيسير المهدي عليه السلام بمن معه لا يحدث في بلد حادثة إلا الأمن والأمان والبشري وعن يمينه جبريل، وعن شماله ميكائيل عليه السلام ، والناس يلحقونه من الآفاق، حتي يلحقوا السفياني علي بحيرة طبرية . ويغضب الله عزوجل علي السفياني وجيشه، ويغضب سائر خلقه عليهم حتي الطير في السماء فترميهم بأجنحتها، وإن الجبال لترميهم بصخورها، فتكون وقعة يهلك الله فيها جيش السفياني، ويمضي هاربا، فيأخذه

ص: 320

رجل من الموالي اسمه صباح فيأتي به إلي المهدي عليه السلام وهو يصلي العشاء الآخرة فيبشره، فيخفف في الصلاة ويخرج ويكون السفياني قد جعلت عمامته في عنقه وسحب، فيوقفه (بين يديه) فيقول السفياني للمهدي : يا ابن عمي من علي بالحياة أكون (كذا) سيفا بين يديك، وأجاهد أعداءك، والمهدي جالس بين أصحابه وهو أحيي من عذراء ، فيقول : خلوه فيقول أصحاب المهدي يا ابن بنت رسول الله ، تمن عليه بالحياة، وقد قتل أولاد رسول الله صلي الله عليه و آله ! ما نصبر علي ذلك.

فيقول: شأنكم وإياه اصنعوا به ما شئتم. وقد كان خلاه وأفلته، فيلحقه صباح في جماعة إلي عند السدرة فيضجعه ويذبحه ويأخذ رأسه، ويأتي به المهدي، فينظر شيعته إلي الرأس فيكبرون ويهللون، ويحمدون الله تعالي علي ذلك ثم يأمر المهدي بدفنه .

ثم يسير في عساكره فينزل دمشق، وقد كان أصحاب الأندلس أحرقوا مسجدها وأخربوه، فيقيم في دمشق مدة، ويأمر بعمارة جامعها.

وإن دمشق فسطاط المسلمين يومئذ، وهي خير مدينة علي وجه الأرض في ذلك الوقت، ألا وفيها آثار النبيين، وبقايا الصالحين، معصومة من الفتن، منصورة علي أعدائها، فمن وجد السبيل إلي أن يتخذ بها موضعا ولو مربط شاة فإن ذلك خير من عشرة حيطان بالمدينة، تنتقل أخيار العراق إليها، ثم إن المهدي يبعث جيشا إلي إحياء كلب، والخائب من خاب من سبي كلب.

قال عليه السلام : وينادي منادي الجرحي علي القتلي، ودفن الرجال، وغلبة الهند علي السند، وغلبة القفص علي السعير، وغلبة القبط علي أطراف مصر، وغلبة أندلس علي أطراف إفريقية، وغلبة الحبشة علي اليمن، وغلبة الترك علي خراسان، وغلبة الروم علي الشام، وغلبة أهل أرمينية علي أرمينية،وصرخ الصارخ بالعراق : هتك الحجاب وافتضت العذراء وظهر علم اللعين الدجال، ثم ذكر خروج القائم عليه السلام .

ص: 321

بيان: قال الفيروز آبادي : قفصة : بلد بطرف إفريقية، وموضع بديار العرب، والقفص بالضم: جبل بكرمان وقرية بين بغداد وعكبراء والسعير لعله اسم موضع لم يذكر في اللغة، أو هو تصحيف السعد موضع قرب المدينة وجبل بالحجاز وبلد يعمل فيه الدروع، وبالضم موضع قرب اليمامة وجبل . والسغد بالغين المعجمة موضع معروف بسمرقند .

ص: 322

تنبؤات الإمام الحسن عليه السلام

1-« مَنْ ماتَ وَ لَمْ يَعْرِفْ إمامَ زَمانِهِ مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّة!».

2 - أما علمتم أن الخضر لما خرق السفينة وقتل الغلام، وأقام الجدار، وكان ذلك سخطا لموسي بن عمران عليه السلام إذ خفي عليه وجه الحكمة منه، وكان ذلك عند الله حكمة وصوابا ؟!. أما إنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم... (فموسي عليه السلام وهو نبي، كان يظهر العجب من عمل الخضر عليه السلام .. فكيف بمن هو مثلنا، قاصر عن إدراك كنه الحقائق، ثم يجادل فيها، ويحاولتأويلها بحسب فهمه، مع أنها بعيدة عن مرمي تفكيره وتناول فهمه؟!. لهذا السبب ضرب الحسن السبط عليه السلام هذا المثل المحسوس الرائع لذي العقول والأفهام من الذين يعتقدون أن الفرق شاسع بين ذوي الأفهام، وبين رب ذوي الأفهام وخالقهم..

3 - إن الله عزوجل يخفي ولادته، ويخيب شخصه، لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج.

4 - التاسع عن ولد أخي الحسين ، ابن سيدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهر بقدرته في صورة شاب ذي أربعين سنة، ذلك ليعلم أن الله علي كل شيء قدير!.

ص: 323

لإمام الحسن عليه السلام يبشر بالإمام المهدي عليه السلام:

الإمام أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب سيد شباب أهل الجنة والسبط الأكبر لرسول الله صلي الله عليه و آله هو أحد الأئمة المبشرين والمخبرين بالإمام المهدي عليه السلام .

ولا عجب إذا كانت الأحاديث المروية عنه بصورة عامة وحول الإمام المهدي بصورة خاصة قليلة، فمن اللازم أن لا ننسي أن أيام خلافته وهي حوالي عشر سنوات إنقضت في جو من المآسي والمحن والإضطرابات والتوتر.

فكان التشيع والشيعة في أقسي أزمنة الإضطهاد والكبت السياسي والقلق،وكانت أعاصير السياسة تبلبل الأفكار والأهواء.

ظروف عجيبة ومشاكل رهيبة، ومآسي ومصائب جمة عاشها الإمام الحسن السبط، فكيف يجد الزمان المناسب لنشر الحقائق؟ وأين الإمكانيات التي تتيح له الفرصة للتحدث عن الأمور العظيمة التي لا تتقبلها إلا القلوب المطمئنة لا المضطربة، ولا تنسجم معها إلا الأفكار السليمة لا المذبذبة .

وبالرغم من أن تلك الفترة من ذلك العصر لم يكن للناس فيها إقبال علي الحديث وضبطه ولا اهتمام بأخذ العلم عن المصادر النزيهة والمنابع العذبة ، مع ذلك كله لم يهمل الإمام الحسن عليه السلام التنويه والإشادة بالإمام المهدي عليه السلام . فحينما كان يتحدث عن ظروفه الصعبة إنتهز الفرصة ليقول: «... أما علمتم أنه ما منا أحد إلا ويقع في عنقه بيعة لطاغية زمانه إلا القائم الذي يصلي روح الله عيسي ابن مريم خلفه ، فإن الله عز يخفي ولادته، ويغيب شخصه لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذا خرج، ذاك التاسع من ولد أخي الحسين ، ابن سيدة الإماء، يطيل الله عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته في صورة شاب إبن دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أن الله علي كل شيء قدير .

ص: 324

تنبؤات الإمام الحسين عليه السلام

«كَأَنِّي بِرَأْسِكَ عَلَي قَصَبَةٍ قَدْ نُصِبَ بِالْكُوفَةِ، يَتَرَامَاهُ اَلصِّبْيَانُ وَ يَتَّخِذُونَهُ غَرَضاً بَيْنَهُمْ.»(1).

استدعي الإمام الحسين عمر بن سعد فدعي له، وكان كارها لا يحب أن يأتيه فقال : يا عمر أنت تقتلني؟ تزعم أن يوليك الدعي بن الدعي بلاد الري وجرجان، والله لا تتهنا بذلك أبدا ، عهدا معهودا، فاصنع ما أنت صانع، فإنك لا تفرح بعدي بدنيا ولا آخرة، ولكاني برأسك علي قصبة قد نصب بالكوفة ، يترا ماه الصبيان ويتخذونه غرضأ بينهم.

فكان كما قال عليه السلام: «إِنَّ مِنْ هَاهُنَا إِلَي يَوْمِ اَلْإِثْنَيْنِ مَنِيَّتِي»(2).

قال الأوزاعي: بلغني خروج الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام إلي العراق، فقصدت مكة فصادفته بها، فلما رآني رحب بي وقال : مرحبا بك يا أوزاعي، جئت تنهاني عن المسير ، وأبي الله عزوجل إلا ذلك، إن من ها هنا إلي يوم الإثنين منيتي فسهدت في عد الأيام، فكان كما قال عليه السلام .

«لاَ تَخْرُجُوا يَوْمَ كَذَا وَ كَذَا، اَلْيَوْمَ قَدْ سَمَّاهُ، وَ اُخْرُجُوا يَوْمَ اَلْخَمِيسِ، فَإِنَّكُمْ إِنْ خَالَفْتُمُونِي قُطِعَ عَلَيْكُمْ اَلطَّرِيقُ، فَقُتِلْتُمْ، وَ ذَهَبَ مَا مَعَكُمْ.»(3)

ص: 325


1- مقتل الحسين ، السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم ص 235.
2- دلائل الإمامة ، محمد بن جرير الطبري ص 184.
3- دلائل الإمامة، محمد بن جرير الطبري ص185.

قال الحسين عليه السلام لغلمانه : لا تخرجوا يوم كذا وكذا، اليوم قد سماه،واخرجوا يوم الخميس، فإنكم إن خالفتموني قطع عليكم الطريق، فقتلتم وذهب ما معكم.

وكان قد أرسلهم إلي ضيعة له، فخالفوه وأخذوا طريق الحرة فاستبقلهم خصوص فقتلوهم كلهم، فدخل علي الحسين عليه السلام والي المدينة من ساعته ، فقال له : قد بلغني قتل غلمانك ومواليك، فأجرك الله فيهم.

فقال عليه السلام : أما إني أدلك علي من قتلهم، فاشدد يدك بهم.

قال: وتعرفهم؟!

قال: نعم، كما أعرفك، وذا منهم. لرجل جاء معه.

فقال الرجل : يا بن رسول الله ، كيف عرفتني وما كنت فيهم؟! .

قال : إن صدقتك تصدق؟

قال: نعم، والله لأفعلن.

قال: أخرجت معك فلانا وفلانا.

فسماهم بأسمائهم كلهم، وفيهم أربعة من موالي الوالي، والبقية من حبشان أهل المدينة.

قال الوالي: ورب القبر والمنبر، لتصدقني أو لأنشون لحمك بالسياط .

قال : والله ما كذب الحسين ، كأنه كان معنا.

فجمعهم الوالي فأقروا جميعا، فأمر بهم فضربت أعناقهم.

«من لحق بي استشهد، ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح والسلام»

قال أبو جعفر عليه السلام: ذكرنا خروج الحسين و تخلف ابن الحنفية عنه ، فقال: يا حمزة، إني سأحدثك من هذا الحديث بما لا تشك فيه بعد مجلسنا هذا، إن الحسين صلوات الله عليه لما فصل متوجها إلي العراق دعا بقرطاس وكتب فيه:

ص: 326

بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلي بني هاشم، أما بعد، فإنه من لحق بي استشهد، ومن تخلف عني لم يبلغ الفتح والسلام.

عن أبي النباخ محمد بن يعلي، قال : لقيت الحسين بن علي عليه السلام علي ظهرالكوفة وهو راحل مع الحسن يريد معاوية، فقلت : يا أبا عبد الله أرضيت؟ .

فقال : شقشقة هدرت، وفورة ثارت، وعربي منحي، وسم ذعاف - أي السم يقتل من ساعته -.

وقيعان بالكوفة وكربلاء، إني والله لصاحبها، وصاحب ضحيتها

والعصفور في سنابلها .

«إذا تضعضع نواحي الجبل بالعراق، وهجهج كوفان الوهل»

أن المراد: زجر كوفان ورد أهلها الفزع والخوف، ومنع البر جانبه ، وعطل بيت الله الحرام، وأزحف - أي أعيا، وانتهي إلي غاية ما طلب، أقرب الموارد، زحف؛ أي خفق واضطرب إضطرابا شديد - الوقيذ - أي البطيء الثقيل، أو الذي غلبه النعاس، أو الذي يغشي عليه لا يدري أميت أم لا؟ - وقدح الهبيد - أي المسرع -، فيا لها من زمر أنا صاحبها ، إيه إيه أني وكيف! ولو شئت لقلت أين أنزل؟ وأين أقيم؟

فقلنا : يا بن رسول الله ، ما تقول؟

قال: «مقامي بين أرض وسماء، ونزولي حيث حلت الشيعة الأصلاب، والأكباد الصلاب، لا يتضعضعون للضيم، ولا يأنفون من الآخرة معضلا يحتافهم».

- أي من الحتف وهو الهلاك - أهل ميراث علي وورثة بيته»(1)

ص: 327


1- دلائل الإمامة، محمد بن جرير الطبري ص 184.

«لا ينتهي بني أمية ملكهم حتي يقتلوني وهم قاتلي»(1).

عن أبي عبد الله عليه السلام ، عن أبيه، عن جده، عن الحسين بن علي عليه السلام ، قال : والذي نفس حسين بيده لا ينتهي بني أمية ملكهم حتي يقتلون وهم قاتلي، فلو قد قتلوني لم يصلوا جميعا أبدا، ولم يأخذوا عطاء في سبيل الله جميعا أبدا ، إن أول قتيل هذه الأمة أنا وأهل بيتي، والذي نفس حسين بيده لا تقوم الساعة وعلي الأرض هاشمي يطرف.

ص: 328


1- كامل الزيارات، جعفر بن محمد بن قولويه ص156.

تنبؤات الإمام زين العابدين عليه السلام

1-«لاتَخْلُو الاَرْضُ الي اَنْ تَقُومَ السّاعَةُ مِنْ حُجَّة وَ لَوْلا ذلِكَ لَمْ يُعْبَدِ اللهُ»

2 - الإمام المنصب من الله طبعا لا يكون إلا معصوما. وليست العصمة في ظاهر الخلقة فيعرف بها، ولذلك لا يكون إلا منصوصا.

3- القائم ما يخفي علي الناس ولادته حتي يقولوا: لم يولد بعد، ليخرج حين يخرج وليس لأحد في عنقه بيعة.

4- لا يطلع علي موضعه أحد من ولي ولا غيره، إلأ الذي يلي أمره.

5- إن للقائم منا غيبتين، إحداهما أطول من الأخري، أما الأولي فستة أيام، وستة أشهر، وست سنوات. وأما الأخري فيطول أمدها حتي يخرج من هذا الأمر كثر من يقول به ، فلا يثبت عليه إلا من قوي يقينه ، وصحت معرفته، ولم يجد في نفسه حرجا مما قضينا، وسلم لنا أهل البيت.

6- في القائم منا سنة من ستة أنبياء : سنة من نوح، وسنة من إبراهيم، وسنةمن موسي، وسنة من عيسي، وسنة من أيوب، وسنة من محمد ، فأما من نوح فطول العمر، وأما من إبراهيم فخفاء الولادة واعتزال الناس، وأما من موسي فخفاء الولادة ودوام خوفه وتعب شيعته من بعده مما لقوا من الأذي والهوان إلي أن أذن الله بظهوره وأيده علي عدوه، وأما من عيسي فاختلاف الناس فيه حتي قالت طائفة : ما ولد، وقالت طائفة : ولد وقتل وصلب، وقالت

ص: 329

أخري : ما زال حيا يرزق، وأما من أيوب فالفرج بعد البلوي . وأما من محمد فالخروج بالسيف والرعب، وقتل أعداء الله وأعداء رسوله، والجبارين والطواغيت، وأنه لا ترد له راية .

7- غيبة كغيبة يوسف، ورجعته كرجعة عيسي الذي أنكر الكثيرون كونه حيا، واختلاف الأمة في ولادته كاختلاف الناس في موت عيسي.

8- إنتظار الفرج من أعظم العمل!

9 - (حتي إذا رأوا ما يوعدون، فسيعلمون من أضعف ناصرا وأقل عددا).. ما يوعدون يعني القائم وأنصاره بالنسبة لأعدائه .

10 - كأني بصاحبكم علا فوق نجفكم بظهر كوفان، معه أنصار أبيه تحت راية رسول الله قد نشرها، فلا يهوي بها إلي قوم إلا أهلكهم الله عز وجل.

ص: 330

تنبؤات الإمام الباقر عليه السلام

بقي من أجلي خمس سنين

بقي من أجلي خمس سنين(1)

قال الصادق عليه السلام : «ان أَبِي قال ذَاتَ يَوْمَ إِنَّمَا بَقِيَ مِنْ أَجَلِي خَمْسُ سِنِينَ فَحَسَبْتُ ذَلِكَ فَمَا زَادَ وَ لاَ نَقَصَ» .

و لا بد لنا من أذربيجان(2)

عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام قَالَ إِنَّهُ قَالَ لِي أَبِي عليه السلام:«لَا بُدَّ لِنَارٍ مِنْ آذَرْبِيجَانَ(3) لَا يَقُومُ لَهَا شَيْ ءٌ وَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ فَكُونُوا أَحْلَاسَ بُيُوتِكُمْ وَ أَلْبِدُوا

ص: 331


1- مناقب آل أبي طالب، ابن شهر آشوب ج3 ص320.
2- كتاب الغيبة، محمدبن إبراهيم النعماني ص 194.
3- الغارات، إبراهيم بن محمد الثقفي ج 1 ص 365: في معجم البلدان: آذريجان بالفتح ثم السكون وفتح الراء وكسر الباء الموحدة وياء ساكنة وجيم هكذا جاء في شعر الشماخ. تذكرتها وهنا وند حال دونها*** فري آذربيجان المسالح والحال وقد فتح قوم الذال وسكنوا الراء رمد الآخرون الهمزة مع ذلك وروي عن المهلب ولا اعرف المهلب هذا : آذربيجان، بعد الهمزة وسكون الذال فيلتقي ساكنان وكسر الراء ثم ياء ساكنة وباء موحدة مفتوحة وجيم وألف ونون (إلي أن قال) وقيل : آدر اسم النار بالفهلوية و(بايكان) معناه الحافظ والخازن فكان معناه بيت النار او خازن النار وهذا أشبه بالحق وأحري به لأن بيوت النار في هذه الناحية كانت كثيرة جدا (إلي أخر ما قال) وقال ابن منظور في لسان العرب: (آذربيجان موضع اعجمي معرب قال الشماخ: تذكرتها وهنا وقد حال دونها*** قري آذربيجان المصالح والحالي وقد فتح قوم الذال وسكنوا الراء ومد الآخرون الهمزة مع ذلك وروي عن المهلب ولا ==أعرف المهلب هذا : آذربيجان، بمد الهمزة وسكون الذال فيلتقي ساكنان وكسر الراء ثم ياء ساكنة وباء موحدة مفتوحة وجيم والف ونون (إلي أن قال) وقيل: آذر اسم النار بالفهلوية و(بابگان) معناه الحافظ فكان معناه بيت النار أو خازن النار وهذا أشبه بالحق وأحري به الأن بيوت النار في هذه الناحية كانت كثيرة جدا (إلي آخر ما قال) وقال ابن منظور في لسان العرب: (أذربيجان موضع أعجمي معرب قال الشماخ): تذكرتها وهنا وقد حال دونها*** قري أذربيجان المسالح والحالي وجعله ابن جني مركبا، قال : هذا اسم فيه خمسةموانع من الصرف، وهي التعريف والتأنيث والمعجمة والتركيب والالف والنون) -. وفي مراصد الاطلاع: 1/47: آذربيجان: صقع وحده من برذعة مشرقا إلي زنجان مغربا، ويتصل حده من جهة الشمال ببلاد الديلم والطرم. ومن أشهر مدنه تبريز .

ما ألبدنا، فإذا تحرك متحركنا فاسعواإليه ولو حبوا، والله لكأني أنظر إليه بين الركن والمقام يبايع الناس علي كتاب جديد، علي العرب شديد».

وقال :

ويل لطغاة العرب من شر قد اقترب

جابر ، عن الباقر عليه السلام قال: يكون في رخر الزمان

قوم يتبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون ويتنكسون حدثاء سفهار، لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهيا عن منكر إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص والمعاذير، يتبعون زلات العلماء وفساد علمهم، يقبلون علي الصلاة والصيام وما لا يكلمهم في نفس ولا مال، ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أتم الفرائض وأشرفها .

أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتم غضب الله عليهم فيعمهم بعقابه فتهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار.

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء، ومنهاج الصالحين، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، وتأمن المذاهب، وتحل المكاسب، وترد

ص: 332

المظالم، وتعمر الأرض، وينتصف من الأعداء، ويستقيم الأمر، فأنكروا بقلوبكم، والفظوا بألسنتكم، وصكوا بها جباههم، ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلي الحق رجعوا فلا سبيل عليهم، إنما السبيل علي الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم، هنالك فجاهدوهم بأيديكم وأبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ولا مريدين بالظلم ظفرا حتي يفيئوا إلي أمر الله ويمضوا علي طاعته.(1)

ص: 333


1- مختلف الشيعة، العلامة الحلي ج4 ص 461.

تنبؤات الإمام جعفر الصادق عليه السلام

يأتي علي الناس زمان، لا يأنسون إلا بالكتب(1)

قال جعفر بن محمدعليه السلام : : اُكْتُبُوا فَإِنَّكُمْ لاَ تَحْفَظُونَ حَتَّي تَكْتُبُوا .

وقال أبو عبد الله عليه السلام : اُكْتُب وبُثَّ عِلْمَك في إخْوانك ، فإن مِتَّ فأَوْرِثْ كُتُبَكَ بَنيكَ ؛ فإنّه يَأْتي عَلَي النّاس زمانُ هَرْج لا يَأْنَسُونَ فيه إلّا بِكُتُبهم (2).

يقتل في هذا الوجه سبعون ألفا أو يزيدون(3)

قال علي بن الحسن : فَقَدْ قُتِلَ فِي اَلْهَبِيرِ وَ غَيْرِهِ شَبِيهٌ بِهَذَا.

لا بد أن يخرج رجل من آل محمد صلي الله عليه و آله ، ولا بد أن يمسك الراية البيضاء

وقال أبو عبد الله عليه السلام في هذا الخبر : لا بد أن يخرج رجل من آل محمد صلي الله عليه و آله ولا بد أن يمسك الراية البيضاء.

قال علي بن الحسن: فاجتمع أهل بني رواس ومضوا يريدون الصلاة في المسجد الجامع في سنة خمسين وماتين و كانوا قد عقدوا عمامة بيضاء علي قناة فأمسكها محمد بن معروف وقت خروج يحيي بن عمرو .

ص: 334


1- المعتبر، المحقق الحلي ج1 ص19.
2- وسائل الشيعة، الحر العاملي ج18 ص 56.
3- الأصول الستة عشر، عدة محدثين ص 131.

وتجف فراتكم

وقال أبو عبد الله عليه السلام في هذا الخبر : وتجف فراتكم، وجف الفرات .

يجيئونكم قوم صغار الأعين فيخرجوكم من دوركم

وقال أيضا :يَجِيئُونَكُمْ قَوْمٌ صِغَارُ الْأَعْيُنِ، فَيُخْرِجُوكُمْ مِنْ دُورِكُمْ.

قال علي بن الحسن : فَجَاءَنَا كنجور وَ الْأَتْرَاكُ مَعَهُ فَأَخْرَجُوا النَّاسَ مِنْ دُورِهِمْ

وتجيء السباع إلي دوركم

وقال أبو عبد الله أيضا : وَ تَجِي ءُ السِّبَاعُ إِلَي دُورِكُم .

قال علي : وَ جَاءَتِ السِّبَاعُ إِلَي دُورِنَا .

وكأني بجنائزكم تحفر

وقال أبو عبد الله عليه السلام

وَ كَأَنِّي بِجَنَائِزِكُمْ تُحْفَرُ. قَالَ عَلِيُّ بْنُ اَلْحَسَنِ : فَرَأَيْنَا ذَلِكَ كُلَّهُ

ويخرج رجل أشقر ذو سبال ينصب له كرسي علي باب دار عمرو بن حريث يدعو إلي البراءة من علي بن أبي طالب عليه السلام ويقتل خلقا من الخلق ويقتل في يومه.

وقال أبو عبد الله عليه السلام : يَخْرُجُ رَجُلٌ أَشْقَرُ ذُو سِبَالٍ يُنْصَبُ لَهُ كُرْسِيٌّ عَلَي بَابِ دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ يَدْعُو إِلَي اَلْبَرَاءَةِ مِنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَ يَقْتُلُ خَلْقاً مِنَ اَلْخَلْقِ وَ يُقْتَلُ فِي يَوْمِهِ .

ص: 335

قال : ورأينا ذلك تم بعون الله تبارك وتعالي .

صورة خط الشيخ الحر رحمه الله.

حجوا قبل أن لا تحجوا، حجوا قبل أن يمنع البرجانبه، حجوا قبل هدم مسجد بالعراقيين بين نخل وأنهار، حجوا قبل أن تقطع سدرة بالزوراء(1)

قال سدير الصيرفي : كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام وعنده جماعة من أهل الكوفة، فأقبل عليهم وقال لهم : حجوا قبل أن لا تحجو،حجوا قبل أن يمنع البرجانبه(2)

حجوا قبل هدم مسجد بالعراق بين نخل وأنهار(3) ، حجوا قبل أن تقطع سدرة بالزوراء نبتت علي عسل عروق النخلة التي اجتنت منها مريم عليها السلام رطبا جنيا .

الهرب الهرب إذا خلعت العرب

قال أبو عبد الله عليه السلام : الهرب الهرب إذا خلعت العرب أعنتها ومنع البرجانية وانقطع الحج ثم قال حجوا قبل أن لا تحجوا وأومأ بيده إلي القبلة بإبهامه (4)

ص: 336


1- الأمالي، الشيخ المفيد ص63.
2- أي يكون البر محفوظامصدودا لا يمكن قطعه، وهو إشارة إلي خروج سليمان بن الحسن القرمطي علي المكتفي بالله سنة 312 ومنعه الناس عن الحج، وفي بعض النسخ: البرجانية وهو تصحيف، وما نقل عن بعض أن الكلمة معرب (بريطانيا) وينتظر وقوع منع الحج منهم فتأويل خال عن التحقيق، ويمكن أن يقرأ البرجانية.
3- يعني مسجد براثا الواقع في طرف بغداد في قبلة الكرخ وجنوبي باب محول وروي أنه صلي فيه عيسي وأمه وإبراهيم الخليل عليه السلام ، وهي أرض أقام فيها أمير المؤمنين عليه السلام أربعا مع جيشه حين رجع من النهروان، وله عليه السلام كلام مع راهب هناك يسمي الحباب.
4- الأصول الستة عشر، عدة محدثين ص131.

علامات

فعند ذلك تمنعون الحج، وتنقص الثمار، وتجدب البلاد، وتبتلون بغلاء الأسعار، وجور السلطان، ويظهر فيكم الظلم والعدوان، مع البلاء والوباء والجوع، وتظلكم الفتن من جميع الآفاق، فويل لكم يا أهل العراق إذا جاءتكم الرايات من خراسان، وويل لأهل الري من الترك، وويل لأهل العراق من أهل الري، وويل لهم ثم ويل لهم من الثط - في القاموس الثط الكوسج أو القليل شعر اللحية والحاجبين.

قال سدير : فقلت : يا مولاي من الثط؟

قال : قوم آذانهم كآذان الفأر صغرا، لباسهم الحديد، كلامهم ككلام الشياطين ، صغار الحدق، مرد جرد، استعيذوا بالله من شرهم، أولئك يفتح الله علي أيديهم الدين، ويكونون سببا لأمرنا .

قال في القاموس : الثط : الكوسج أو القليل شعر اللحية والحاجبين المرد بالضم : جمع الأمرد، وهو الذي ليس علي بدنه شعر.

والأجرد: ما لا شعر عليه، قصير الشعر.

لا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتي تصيبوا منا دما حرام في شهر حرام في بلد حرام(1)

ذكر هؤلاء - بني العباس - عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال : إنس رت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه وهو علي فرس بين يديه خيل ومن خلفه خيل وأنا علي حمار إلي جانبه .

فقال لي : يا أبا عبد الله قد كان ينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوة

ص: 337


1- شمول أصول الكافي، مولي محمد صالح المازندراني ج11 ص 315.

وفتح لنا من العز ولا تخبر الناس أنك أحق بهذا الأمر منا وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم .

فقلت : ومن رفع هذا إليك عني فقد كذب.

فقال لي: أتحلف علي ما تقول.

فقلت : إن الناس شجرة بغي يحبون أن يفسدوا قلبك علي فلا تمكنهم من سمعك فإنا إليك أحوج منك إلينا .

فقال لي : تذكر يوم سألتك هل لنا ملك؟

فقلت : نعم طويل عريض شديد فلا تزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنيا كم حتي تصيبوا منا دما حراما في شهر حرام في بلد حرام، فعرفت أنه قد حفظ الحديث، فقلت : لعل الله عز وجل أن يكفيك فإني لم أخصك بهذا وإنما هو حديث رويته ثم لعل غيرك من أهل بيتك يتولي ذلك فسكت عني فلما رجعت إلي منزلي أتاني بعض موالينا.

فقال : جعلت فادك والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت علي حمار وهو علي فرس وقد أشرف عليك يكلمك كأنك تحته فقلت بيني وبين نفسي؛ هذا حجة الله علي الخلق وصاحب هذا الأمر الذي يقتدي به وهذا الآخر يعمل بالجور ويقتل أولاد الأنبياء ويسفك الدماء في الأرض بما لا يحب الله وهو في موكبه وأنت علي حمار فدخلني من ذلك شك حتي خفت علي ديني ونفسي، فقلت : لو رأيت من كان حولي وبين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي من الملائكة لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه.

فقال : الآن سكن قلبي.

ثم قال : إلي متي هؤلاء يملكون؟ أو متي الراحة منهم؟

فقلت : أليس تعلم أن لكل شيء مدة؟

قال : بلي.

ص: 338

فقلت : هل ينفعك علمك أن هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين؟ إنك لو تعلم حالهم عند الله عز وجل وكيف هي؟ كنت لهم أشد بغضا ولو جهدت أو جهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشد ما هم فيه من الإثم لم يقدروا فلا يستفزنك الشيطان فإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون، ألا تعلم أن من انتظر أمرنا وصبر علي ما يري من الأذي والخوف هو غدا في زمرتنا.

علامات زوال ملك بني العباس

فإذا رأيت الحق قد مات وذهب أهله، ورأيت الجور قد شمل البلاد، ورأيت القرآن قد خلق وأحدث فيه ما ليس فيه ووجه علي الأهواء، ورأيت الدين قد انكفي كما ينفي الماء، ورأيت أهل الباطل قد استعملوا علي أهل الحق، ورأيت الشر ظاهرا لا ينهي عنه ويعذر أصحابه ، ورأيت الفسق قد ظهر، واكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء، ورأيت المؤمن صامتا لا يقبل قوله، ورأيت الفاسق يكذب ولا يرد عليه كذبه وفريته، ورأيت الصغير يستحقر بالكبير، ورأيت الأرحام قد تقطعت، ورأيت من يمتدح بالفسق يضحك منه ولا يرد عليه قوله، ورأيت الغلام يعطي ما تعطي المرأة ورأيت النساء يتزوجن النساء، ورأيت الثناء قد كثر، ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلا ينهي ولا يؤخذ علي يديه ، ورأيت الناظر يتعوذ بالله مما يري المؤمن فيه من الاجتهاد، ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع، ورأيت الكافر فرحا لما يري في المؤمن.

مرحا لما يري في الأرض من الفساد، ورأيت الخمور تشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله عز وجل، ورأيت الأمر بالمعروف ذليلا ورأيت الفاسق فيما لا يحب الله قويا محمودا.

ورأيت أصحاب الآيات يحرقون ويحتقر من يحبهم، ورأيت سبيل الخير

ص: 339

منقطعا وسبيل الشر مسلوكا، ورأيت بيت الله قد عطل ويؤمر بتركه، ورأيت الرجل يقول ما لا يفعله، ورأيت الرجال يتسمنون للرجال والنساء للنساء، ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها، ورأيت النساء يتخذن المجالس كما يتخذها الرجال، ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر وأظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها وأعطوا الرجال الأموال علي فروجهم وتنوفس في الرجل وتغاير عليه الرجال، وكان صاحب المال أعز من المؤمن، وكان الربا ظاهرا لا يعبر، وكان الزنا تمتدح به النساء، ورأيت المرأة تضانع زوجها علي نكاح الرجال، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء علي فسقهن، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا .

ورأيت البدع والزنا قد ظهر، ورأيت الناس يعتدون بشاهد الزور، ورأيت الحرام يحلل ورأيت الحلال يحرم، ورأيت الدين بالرأي وعطل الكتاب وأحكامه ، ورأيت الليل لا يستخفي به من الجرأة علي الله، ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلا بقلبه، ورأيت العظيم من المال ينفق في سخط الله عزوجل، ورأيت الولاة يقربون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير، ورأيت الولاة يرتشون في الحكم ورأيت الولاية قبالة لمن زاد، ورأيت ذوات الأرحام ينكحن ويكتفي بهن، ورأيت الرجل يقتل علي التهمة وعلي الظنة ويتغاير علي الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله، ورأيت الرجل يعير علي إتيان النساء، ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك ويقيم عليه ، ورأيت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي وتنفق علي زوجها، ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضي بالدني من الطعام والشراب ورأيت الأيمان بالله عز وجل كثيرة علي الزور، ورأيت القمار قد ظهر ورأيت الشراب يباع ظاهرا ليس له مانع، ورأيت النساء يبذلن أنفسهن لأهل الكفر، ورأيت الملاهي قد ظهرت يمر بها، لا يمنعها أحد أحدا ولا يجتريء أحد علي منعها، ورأيت الشريف يستذله الذي يخاف سلطانه، ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا

ص: 340

أهل البيت، ورأيت من يحبنا يزور ولا تقبل شهادته، ورأيت الزور من القول يتنافس فيه ، ورأيت القرآن قد ثقل علي الناس استماعه وخف علي الناس استماع الباطل، ورأيت الجار يكرم الجار خوفا من لسانه، ورأيت الحدود قد عطلت وعمل فيها بالأهواء، والمساجد قد زخرفت، ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب، ورأيت الشر قد ظهر والسعي بالنميمة، ورأيت البغي قد فشا، ورأيت الغيبة تستملح ويبشر بها الناس بعضهم بعضا، ورأيت طلب الحج والجهاد لغير الله ، ورأيت السلطان يذل للكافر المؤمن، ورأيت الخراب قد أديل من العمران، ورأيت الرجل معيشته من بخس المكيال والميزان، ورأيت سفك الدماء يستخف بها، ورأيت الرجل يطلب الرئاسة لعرض الدنيا ويشهر نفسه بخبث اللسان ليتقي وتسند إليه الأمور، ورأيت الصلاة قد استخف بها.

ورأيت الرجل عنده المال الكثير ثم لم يز كه منذ ملكه، ورأيت الميت ينبش من قبره ويؤذي وتباع أكفانه، ورأيت الهرج قد كثر، ورأيت الرجل يمسي نشوان ويصبح سكران لا يهتم بما الناس فيه، ورأيت البهائم تنكح، ورأيت البهائم يفرس بعضها بعضا، ورأيت الرجل يخرج إلي مصلاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه ، ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثقل الذكر عليهم، ورأيت السحت قد ظهر يتنافس فيه، ورأيت المصلي إنما يصلي ليراه الناس، ورأيت الفقيه يتفقه لغير الدين يطلب الدنيا والرئاسة، ورأيت الناس مع من غلب، ورأيت طالب الحلال يذم ويعير وطالب الحرام يمدح ويعظم، ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحب الله لا يمنعهم مانع ولا يحول بينهم وبين العمل القبيح أحد، ورأيت المعازف ظاهرة في الحرمين، ورأيت الرجل يتكلم بشيء من الحق ويأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول: هذا عنك موضوع.

ورأيت الناس ينظر بعضهم إلي بعض ويقتدون بأهل الشرور، ورأيت

ص: 341

مسلك الخير وطريقه خاليا لا يسلكه أحد، ورأيت الميت يهزأ به فلا يفزع له أحد، ورأيت كل عام يحدث فيه من الشر والبدعة أكثر مما كان، ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلا الأغنياء، ورأيت المحتاج يعطي علي الضحك وبه يرحم ولغير وجه الله، ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحد ورأيت الناس يتسافدون كما تتسافد البهائم لا ينكر أحد منكرا تخوفا من الناس، ورأيت الرجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله ، ورأيت العقوق قد ظهر واستخف بالوالدين وكانا من أسوأ الناس حالا عند الولد ويفرح بأن يفتري عليهما، ورأيت النساء قد غلبن علي الملك وغلبن علي كل أمر، لا يؤتي إلا ما لهن فيه هوي، ورأيت ابن الرجل يفتري علي أبيه ويدعو علي والديه ويفرح بموتهما ورأيت الرجل إذا مر به يوم ولم يكسب فيه الذنب العظيم من فجور أو بخس مكيال أو ميزان أو غشيان حرام أو شرب مسكر كثبا حزينا بحسب أن ذلك اليوم عليه وضيعة من عمره، ورأيت السلطان يحتكر الطعام، ورأيت أموال ذوي القربي تقسم في الزور ويتقامر بها وتشرب بها الخمور، ورأيت الخمر يتداوي بها وتوصف للمريض ويستشفي بها، ورأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التدين به، ورأيت رياح المنافقين وأهل النفاق قائمة ورياح أهل الحق لا تحرك، ورأيت الأذان بالأجر والصلاة بالأجر، ورأيت المساجد محتشية ممن لا يخاف الله ، يجتمعون فيها للغيبة وأكل لحوم أهل الحق ويتواصفون فيها شراب المسكر .

ورأيت السكران يصلي بالناس وهو لا يعقل ولا يشان بالسكر وإذا سكر أكرم واتقي وخيف وترك، لا يعاقب ويعذر بسكره، ورأيت من أكل أموال اليتامي يحمد بصلاحه، ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله ، ورأست الولاة يأتمنون الخونة للطمع ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة علي الله، يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون، ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوي ولا يعمل القائل بما يأمر، ورأيت الصلاة قد استخف بأوقاتها،

ص: 342

ورأيت الصدقة بالشفاعة لا يراد بها وجه الله ويعطي لطلب الناس، ورأيت الناس همهم بطونهم وفروجهم، لا يبالوا بما أكلوا وما نكحوا، ورأيت الدنيا مقبلة عليهم، ورأيت أعلام الحق قد درست.

فكن علي حذر واطلب إلي الله عز وجل النجاة واعلم أن الناس في سخط الله عز وجل وإنما يمهلهم لأمر يراد بهم فكن مترقبا واجتهد ليراك الله عز وجل في خلاف ما هم عليه فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عجلت إلي رحمة الله وإن أخرت ابتلوا وكنت قد خرجت مما هم فيه من الجرأة علي الله عز وجل، واعلم أن الله لا يضيع أجر المحسنين وأن رحمة الله قريب من المحسنين .

علامات زوال ملك بني العباس وظهور المهدي عجل الله فرجه

عن يعقوب السراج قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : متي فرج شيعتكم؟

قال : إذا اختلف ولد العباس وهي سلطانهم وطمع فيهم من لم يكن يطمع فيهم وخلعت العرب أعنتها ورفع كل ذي صيصية صيصيته وظهر الشامي وأقبل اليماني وتحرك الحسني خرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلي مكة بتراث رسول الله صلي الله عليه و آله .

فقلت : ماتراث رسول الله صلي الله عليه و آله ؟

قال : سيف رسول الله ودرعه وعمامته وبرده وقضيبه ورايته ولامته وسرجه حتي ينزل مكة فيخرج السيد من غمد ويلبس الدرع وينشر الراية والبردة والعمامة ويتناول القضيب بيده ويستأذن الله في ظهوره فيطلع علي ذلك بعض مواليه فيأتي الحسني فيخبره الخبر فيبتدر الحسني إلي الخروج. فيثب عليه أهل مكة فيتقلونه ويبعثون برأسه إلي الشامي فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر فيبايعه الناس ويتبعونه.

ويبعث الشامي عند ذلك جيشا إلي المدينة فيهلكهم الله عز وجل دونها

ص: 343

ويهرب يومئذ من كان بالمدينة من ولد علي عليه السلام إلي مكة فيلحقون بصاحب هذا الأمر ويقبل صاحب هذا الأمر نحو العراق ويبعث جيشا إلي المدينة فيأمن أهلها ويرجعون إليها .

الشرح: قوله: (إذا اختلف ولد العباس) أي جاء بعضهم بعد بعض وقام بأمر الإمارة والسلطنة.

(ووهي سلطانهم) وهي كوعي وولي تخرق وانشق واسترخي رباطه وضعف (وطمع فيهم) أي في هضمهم وملكهم.

(من لم يكن يطمع فيهم) وهو هلاكو وقد نهض إليهم من بلاد الترك وما وراء النهر بتقدير إلهي «وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ»[الرعد: 11].

(وخلعت العرب أعنتها) العنان ككتاب سير اللجام الذي تمسك به الدابة والجمع أعنة وكان خلعها كناية عن الذل والإنكسار والخوف والفرار.

(ورفع كل ذي صيصية صيصيته) : هي بالتخفيف قرن البقر وما خلف رجل الديك والحصن والجمع الصياصي وكأنه كناية عن قيام كل ذي قوة لطلب الملك والرئاسة أو عن رفع السلاح مثل الأسنة والرماح وغيرهما أو عن رفع الحصون والقلاع حفظا من تسلط الأعداء والغرض هو الإشارة إلي شدة ذلك الزمان وصعوبة الأمر فيه.

(وظهر الشامي) كأنه السفياني الدجال .

(وأقبل اليماني) إلي العراق . .

(وتحرك الحسني) من مكة لإرادة الخروج.

(خرج صاحب هذا الأمر من المدينة إلي مكة) جزاء لقوله إذا اختلف إلي آخره - بتراث رسول الله صلي الله عليه و آله -.

التراث بالضم : الميراث وأصله وراث قلبت الواو ياء للتخفيف، والدرع معروف وهو المنسوج من الحديد وقد يذكر ويؤنث.

ص: 344

والبرد بالضم ثوب مخطط وأكسية يلتحف بها .

الواحدة بردة والقضيب العود والسيف اللطيف الدقيق القاطع .

واللامة بالهمز أداة الحرب كالمغفر والدرع ونحوهما .

(فيخرج السيف من غمده) يخرج إما من الإخراج وفاعله ضمير الصاحب عليه السلام أو من الخروج والسيف فاعله فيكون ذلك علامة الظهوره عليه السلام وينشر الراية النشر خلاف الطي كالتنشير .

(والبردة والعمامة) إلا نسب أنه عطف علي الدرع فيدل علي جواز العطف علي جزء جملة بعد الفصل بجملة أخري والعطف علي الراية بعيد.

(فيطلع علي ذلك بعض مواليه) الأنسب أن ضمير مواليه عائد إلي الحسني المذكور سابقا وعوده إلي الصاحب بعيدا جدا.

(فيظهر عند ذلك صاحب هذا الأمر) روي الصدوق في كتاب كمال الدين بإسناده عن أبي بصير قال : قال أبو جعفر عليه السلام: يخرج القائم عليه السلام يوم السبت يوم عاشورا اليوم الذي قتل فيه الحسين عليه السلام .

(ويبعث الشامي عند ذلك جيشا إلي المدينة فيهلكهم الله عز وجل دونها) بالبيداء بالخسف كما روي .

(ويقبل صاحب هذا الأمر نحو العراق) أي الكوفة مع عصا موسي والحجرالذي انبجست منه اثنتا عشرة عينا ومنه طعامهم وشرابهم كما روي(1).

عصر الظهور

ثم الفتنة الحمراء والقلادة الغبراء، في عقبها قائم الحق (2)

ص: 345


1- شرح أصول الكافي، مولي محمد صالح المازندراني ج12 ص300.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج 41 ص 318.

سيأتي عليكم زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله(1)

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه و آله : مداراة الناس نصف الإيمان والرفق بهم نصف العيش.

ثم قال أبو عبد الله عليه السلام : خالطوا الأبرار وخالطوا الفجار جهارا ولا تميلوا عليهم فيظلموكم، فإنه سيأتي زمان لا ينجو فيه من ذوي الدين إلا من ظنوا أنه أبله وصبر نفسه علي أن يقال له : إنه أبله لا عقل له.

سنة الفتح ينشق الفرات حتي يدخل أزقة الكوفة(2)

قال أبو عبد الله عليه السلام : عام أو سنة الفتح ينشق الفرات حتي يدخل أزقة الكوفة.

يأتي علي الناس زمان من سأل الناس عاش ومن سكت مات(3)

قال أبو عبد الله عليه السلام : يأتي علي الناس زمان من سأل الناس عاش ومن سكت مات .

قلت : فما أصنع إن أدركت ذلك الزمان؟

قال : تعينهم بما عندك فإن لمتجد فتجاهد .

قال أبو جعفر عليه السلام :

يأتي علي الناس زمان، يكون فيه أحسنهم حالا، من كان جالسا في بيته

*يأتي علي الناس زمان، يكون فيه أحسنهم حالا، من كان جالسا في بيته(4)

ص: 346


1- الكافي، الشيخ الكليني ج2 ص117.
2- الغيبة، الشيخ الطوسي ص 451.
3- الكافي، الشيخ الكليني ج4 ص46.
4- مستدرك الوسائل، الميرزا النوري ج 11 ص 388.

قال عليه السلام

يأتي علي الناس زمان لا يكون المؤمن إلا بالكوفة، أو يحن إليها(1)

ص: 347


1- دلائل الإمامة، محمد بن جرير الطبري ص462.

تنبؤات الإمام الرضا عليه السلام

قال الإمام الرضا عليه السلام :

1- يبعث الله عزوجل لهذا الأمر رجلا خفي المولد والمنشأ، غير خفي في نسبه ونفسه .

2 - الرابع من ولدي، ابن سيدة الإماء، يطهر الله به الأرض من كل جور، ويقدسها من كل ظلم. وهو الذي يشك الناس في ولادته ، وهو صاحب الغيبة قبل خروجه . فإذا خرج أشرقت الأرض بنور ربها، ووضع الميزان بالعدل بين الناس فلا يظلم أحد أحدا. وهو الذي تطوي له الأرض، ولا كون له ظل...

3- هو شبيهي وشبيه موسي بن عمران عليه السلام عليه جلابيب النور تتوقد بشعاع القدس. موصوف باعتدال الخلق ونضارةاللون. يشبه رسول الله الخلف.

4 - علامته أن يكون شيخ السن، شاب المنظر، حتي أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها . وإن من علامته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي عليه حتي يأتي أجله .

5- المهدي خاشع لله كخشوع النسر لجناحه .

6- يكون أولي بالناس من أنفسهم، وأشفق عليهم من آبائهم وآمهاتهم، ويكون أشد الناس تواضعا لله عزوجل، ويكون آخذ الناس بما يأمر به، وأكف الناس عما ينهي عنه ..

ص: 348

7- دلالته في خصلتين : في العلم واستجابة الدعوة، وكل ما أخبر به من الحوادث التي تحدق قبل كونها ، فذلك بعهد معهود إليه من رسول الله صلي الله عليه و آله توارثه عن آبائه عنه عليه السلام .

8- سقط من بطن أمه جانبا علي ركبتيه ، رافعا سبابته نحو السماء، ثم عطس فقال : الحمد لله رب العالمين، وصلي الله علي محمد وآله، عبد ذاكرا لله ، غير مستنكف ولا مستكبر. زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة، ولو أذن لنا في الكلام لزال الشك ..

9- ذاك الرابع من ولدي. يغيبه الله في ستره ما شاء الله ..

10 - القائم لا يري جسمه، ولا يسمي باسمه .

11 - جميع الأئمة بعد النبي قتلوا : منهم بالسيف: أمير المؤمنين والحسين . والباقون قتلوا بالسم، قتل كل واحد منهم طاغية زمانه، وجري ذلك عليهم علي الحقيقة والصحة.

12 - إن الخضر شرب من ماء الحياة، فهو حي لا يموت حتي ينفخ في الصور وإنه ليأتينا فيسلم علينا فيستمع صوته ولا يري شخصه. وإنه ليحض أينما ذكر ، فمن ذكره فليسلم عليه . وإنه ليحض الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك، ويقف بعرفة فيؤمن علي دعاء المؤمنين، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا عليه السلام في غيبته، ويصل بها وحدته .

13 - لا بد للناس من فتنة صماء صيلم، يسقط فيه كل بطانة ووليجة ، وذلك عند فقدان الرابع - الثالث - من ولدي. (أي عند غياب القائم المنتظرعليه السلام وعدم رؤيته).

14 - ما أحسن الصبر وانتظار الفرج!

10 - والله ما يكون ما تمدون إليه أعناقكم حتي تمحصوا، ولا يبقي منكم الا الأندر الأندر !.

ص: 349

16 - والله لو أن قائمنا قام، يجمع الله إليه شيعته من جميع البلدان ..

17 - هو صاحب الغيبة ، فإذا خرج أشرقت الأرض بنور ربها، مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة.

لا تمضي الأيام والليالي حتي يرزقني ولدة مني(1)

عبد الرحمن بن أبي نجران وصفوان بن يحيي قالا: حدثنا الحسين بن قياما وكان من رؤساء الواقفة فسألنا أن نستأذن له علي الإمام الرضا عليه السلام ففعلنا فلما صار بين يديه قال له : أنت إمام؟

قال : نعم قال : إني أشهد الله إنك لست بإمام.

فتكت عليه السلام في الأرض طويلا منكس الرأس ثم رفع رأسه إليه فقال له : ما علمك إني لست بإمام؟

قال له : إنا قد روينا عن أبي عبد الله عليه السلام إن الإمام لا يكون عقيما وأنت قد بلغت السن وليس لك ولد.

فنكس رأسه أطول من المرة الأولي ثم رفع رأسه . فقال : إني أشهد الله أنه لا تمضي الأيام والليالي حتي يرزقني الله ولدا مني.

قال عبد الرحمن بن أبي نجران : فعددنا الشهور من الوقت الذي قال فوهب له أبا جعفر عليه السلام في أقل من سنة .

قال : وكان الحسين بن قياما هذا واقفا في الطواف فنظر إليه أبو الحسن الأول عليه السلام فقال : ما لك حيرك الله تعالي !؟

فوقف عليه بعد الدعوة.

ص: 350


1- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق ج1 ص226.

كأني به وقد حمل إلي مرو فضربت عنقه(1)

قال موسي بن هارون: رأيت الرضا عليه السلام وقد نظر إلي هرثمة بالمدينة فقال : كأني به وقد حمل إلي مرو فضربت عنقه .

فكان كما قال عليه السلام

و لا أري بغداد ولا تراني (2)

قال المؤمون يوما للإمام للرضا عليه السلام : ندخل بغداد إنشاء الله تعالي فنفعل كذا وكذا.

فقال عليه السلام : له تدخل أنت بغداد يا أمير المؤمنين فلما خلوت به قلت له :إني سمعت شيئا غمني وذكرته له .

فقال : يا حسين وما أنا وبغداد؟! لا أري بغداد ولا تراني .

لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة (3) كان مسافر مع أبي الحسن الرضا عليه السلام بمني فمر يحيي بن خالد مع قوم من آل برمك فقال عليك السلام: مساكين هؤلاء لا يدرون ما يحل بهم في هذه السنة؟!

أترونني وإياه ندفن في بيت واحد(4)

قال عليه السلام : هاه واعجب من هذا هارون أنا كهاتين وضم بأصبعيه قال مسافر : فوالله ما عرفت معني حديثه حتي دفناه معه .

ص: 351


1- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق ج1 ص227.
2- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق ج1 ص224.
3- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق ج1 ص245.
4- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق ج 1 ص247.

قال موسي بن مهران: رأيت علي بن موسي الرضا عليه السلام في مسجدالمدينة وهارون يخطب فقال : أترونني وإياه ندفن في بيت واحد؟.

قال محمد بن الفضيل: أخبرني من سمع الرضا عليه السلام وهو ينظر إلي هارون بمني أو بعرفات فقال : أنا وهارون هكذا وضم بين إصبعيه فكنا لا ندري ما يعني بذلك؟ حتي كان من أمره بطوس ما كان، فأمر المأمون بدفن الرضا عليه السلام إلي جنب هارون.

إني سأقتل بالسم مظلوما وأقبر إلي جنب هارون ويجعل الله تربتي مختلف شبعتي وأهل محبتي(1)

قال الإمام الرضا عليه السلام: إني سأقتل بالسم مظلوما وأقبر إلي جنب هارون ويجعل الله تربتي مختلف شيعتي وأهل محبتي فمن زارني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة والذي أكرم محمدا صلي الله عليه و آله بالنبوة واصطفاه علي جميع الخليقة لا يصلي أحد منكم عند قبري ركعتين إلا استحق المغفرة من الله عز وجل يوم يلقاه والذي أكرمنا بعد محمد صلي الله عليه و آله بالإمامة وخصنا بالوصية إن زوار قبري لأكرم الوفود علي الله يوم القيامة وما من مؤمن يزورني فيصيب وجهه قطرة من الماء إلا حرم الله تعالي جسده علي النار.

كان يعلم بالسؤال قبل أن يسأل

قال الحسن بن علي الوشاء : كنت كتبت معي مسائل كثيرة قبل أن أقطع علي أبي الحسن عليه السلام وجمعتها في كتاب مما روي عن آبائه عليه السلام وغير ذلك وأحببت أن أثبت في أمره وأختبره فحملت الكتاب في كمي وصرت إلي منزله وأردت أن آخذ منه خلوة فأناوله الكتاب فجلست ناحية وأنا متفكر في طلب

ص: 352


1- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق ج1 ص248.

الأذن عليه وبالباب جماعة جلوس يتحدثون فبينا أنا كذلك في الفكرة في الاحتيال للدخول عليه إذ أنا بغلام قد خرج من الدار في يده كتاب فنادي : أيكم الحسن بن علي الوشاء ابن بنت الياس البغدادي؟

فقمت إليه فقلت : أنا الحسن بن علي فما حاجتك؟

فقال : هذا الكتاب أمرت بدفعه إليك فهاك خذه، فأخذته وتنحيت ناحية فقرأته فإذا والله فيه جواب مسألة مسألة فعند ذلك قطعت عليه وتركت الوقف (1).

حيث ما ظفرت بالعافية فألزمه(2)

قال صفوان بن يحيي: كنت عند الإمام الرضا عليه السلام فدخل عليه الحسين بن خالد الصيرفي فقال له : جعلت فداك إني أريد الخروج إلي الأعوض.

فقال : حيث ما ظفرت بالعافية فالزمه .

فلم يقنعه ذلك فخرج يريد الأعوض فقطع عليه الطريق وأخذ كل شيء كان معه من المال.

ص: 353


1- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق ج1 ص 252.
2- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق ج 1 ص 253.

تنبؤات الإمام الجواد عليه السلام

قال الإمام الجواد عليه السلام :

1- إِنَّ اَلْقَائِمَ مِنَّا هُوَ اَلْمَهْدِيُّ اَلَّذِي يَجِبُ أَنْ يُنْتَظَرَ فِي غَيْبَتِه وَ يُطَاعَ فِي ظُهُورِهِ وَ هُوَ اَلثَّالِثُ مِنْ وُلْدِي (فلا قائم من الأئمة عليهم السلام يطلب الخلافة بالسيف سواه. وسيطاع في ظهوره بقوة سيف الحق الذي تهه يمينه المباركة المسددة من الله تعالي، فيبسط العدل بعد هذا الظلم المحيق الإنسانية ...

2 - إِذَا مَاتَ ابْنِي عَلِيٌّ بَدَا سِرَاجٌ بَعْدَهُ ثُمَّ خَفِيَ فَوَيْلٌ لِلْمُرْتَابِ وَ طوبَي لِلْغرِيبِ الْفارِّ بِدِينِهِ ! .

3 - وَ هُو سمّي رَسُولِ اللّهِ وَ كنّيه، ، وَ هُوَ الَّذِي تَطوي لَهُ الاَرضُ و يَذِلّ كُلُّ صَعبٍ ..

4 - ما منا إلأ قائم بأمر الله عزوجل، أو هاد إلي دينه. ولكن القائم هو ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، وقوله قول أبيه، وطاعته طاعة أبيه، (ثم سكت) فقيل له: يا ابن رسول الله، ومن الإمام بعد الحسن؟. فبكي بكاء شديدا، ثم قال : إن من بعد الحسن ابنة القائم بالحق، المنتظر . فقيل : يا ابن رسول الله، ولم سمي بالقائم؟ قال : لأنه يقوم بعد موت ذكره، وارتداد أكثر القائلين بإمامته : فقيل : ولم سمي بالمنتظر؟ قال : لأن له غيبة يطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون، وينكره المرتابون، ويستهزيء بذكره الجاحدون، ويكذب فيه الوقاتون، ويهلك فيه المستعجلون، وينجو في المسلمون.

ص: 354

6 - إنها ستكون حيرة، لو عين لهذا الأمر وقت لقست القلوب. ولرجع عامة الناس عن الإسلام، ولكن قالوا: ما أسرعه ! وما أقربه! تألفا لقلوب الناس، وتقربا للفرج.

7 - اَفضَلُ اَعمالِ شيعَتِنا اِنْتِ-ظارُ الْفَرَجِ. مَنْ عَرَفَ هَذَا الْأَمْرَ فَقَدْ فُرِّجَ بانْتِظَارِه.

ص: 355

تنبؤات الإمام الكاظم عليه السلام

قال الإمام الكاظم عليه السلام:

1- إِمَامٍ حَيٍّ يَعْرِفُهُ.

2- له غيرة يطول أمدها خوفا علي نفسه من القتل، يرتد فيها قوم ويثبت آخرون. (والخوف الذي تتحدث عنه الأخبار القدسية هو غير ما يتبادر إلي الأذهان الساذجة من معاني الخوف الأولية، بل هو ما يصدر عن صاحب وظيفة عظمي ومسؤولية كبري من الخوف من تعريض نفسه إلي القتل قبل أن يأذن له الله تعالي الذي منحه هذه الوظيفة بشرطها وشروطها ، فيكون كمن لم يمتثل أمر ربه في واجبه المترتب عليه كلية، وكمن يلقي بنفسه إلي التهلكة ويخرج عن خطة ربه التي قدرها له بجميع ما يسبقها ويواكبها من تقديرات الله ، وكمن يستبق موعد القيام بواجبه المحتوم عليه ، فيصلي الظهرين وقت الضحي أو يصلي العشاءين قبل الغروب، أو يصوم شهر رمضان قبل حلول شهر رمضان ليستريح حين يصوم الناس!.

ذلك أن مسؤولية الإمام جسيمة تشبه مسؤولية الرسول الذي يصدع بأمر الله ، فلا يتخطي قضاء الله تعالي ليرضي بعض أشياعه أو يستجيب لرغبات بعض المعترضين عليه فيشبع فضولهم حين يتصورون سهولة الخروج علي أنظمة الدنيا الدنيا كلها فيقولون : ليخرج وكل مطالب بالعدل نصيره، ثم إذا ما خرج اختبأوا وراء أنوفهم إن لم يكيدوا له!!).

ص: 356

3- يخفي علي الناس ولادته، لا يحل تسميته حتي يظهره الله عز وجل.

4- لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة حتي يرجع هذا الأمر من كان يقول به، إنما هي محنة من الله عزوجل المتحن بها خلقه ، ولو علم آباؤكم وأجدادكم أصح من هذا لأتبعوه.

5- (وأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَهً وباطِنَهً) : النعمة الظاهرة : الإمام الظاهر، الباطنة : الإمام الغائب. يغيب عن أبصار الناس شخصه، ولا يغيب عن قلوب المؤمنين ذكره . وهو الثاني عشر منا، يسهل الله له كل عسير ويذلل كل صعب ، ويظهر له كنوز الأرض ويقرب عليه كل بعيد.

6- إذا فقد الخامس من ولد السابع، فالله الله في أديالكم، لا يزلنكم عنها أحد! إنه لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة ، حتي يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به.. .

7- طوبي لشيعتنا المتمسكين بحبنا في غيبة قائمنا ، الثابتين علي موالاتنا والبراءة من أعدائنا، أولئك منا ونحن منهم، وقد رضوا بنا أئمة ورضينا ثم طوبي لهم ! هم والله معنا في درجتنا يوم القيامة ..

8- يفرح بخروجه المؤمنين وأهل السماوات، ولا يبقي كافر ولا مشكرإلا كره خروجه!.

9 - يوم تفتح الدنيا علي القائم، ولا ينفع أحدا تقرب بالإيمان ما لم يكن قبل ذلك مؤمنا، وأما من كان قبل الفتح مؤمنا ومنتظرا لخروجه فذلك الذي ينفعه إيمانه، ويعظم الله عزوجل عنده قدره وشأنه ! وهذا أجر الموالين لأهل البيت .. ثم لا يزال يقتل أعداء الله حتي يرضي الله، ويعلم رضي الله تعالي عنه في ذلك حين يحس الرحمة بقلبه .

ص: 357

تنبؤات الإمام الهادي عليه السلام

قال الإمام الهادي عليه السلام :

1- الخلف من بعدي ابن الحسن، فكيف بكم بالخلق بعد الخلق؟!. قيل ولما جعلنا فداك؟ قال لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكر اسمه، فقيل له كيف نذكره قال - قولوا: الحجة من آل محمد...

2 - إذا غاب صاحبكم عن دار الظالمين، فتوقعوا الفرج. فقد غاب والأرض كلها اليوم ديار ظلم.. وإنا لمنتظرون..

3 - لولا من يبقي بعد غيبة قائمكم من العلماء الداعين إليه، والدالين عليه، والذابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين للضعفاء من عباد الله من شباك إبليس ومَرَدَته، لما بقي أحدٌ إلا ارتدَّ عن دين الله . ولكنهم يُسمكون أزمَّة قلوب ضعفاء الشيعة كما يمسك صاحب السفينة سكانها - أي مِقوَدها الذي يشق عباب الماء - أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل.

ص: 358

تنبؤات الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام

محمد صلي الله عليه و آله

الزم بيتك حتي يحدث الحادث(1)

كتب أبو محمد عليه السلام إلي أبي القاسم إسحاق بن جعفر الزبيري قبل موت المعتز بنحو عشرين يوما : الزم بيتك حتي يحدث الحادث.

فلما قتل بريحة كتب إليه : قد حدث الحادث فما تأمرني؟

فكتب : ليس هذا الحادث هو الحادث الآخر.

فكان من أمر المعتز ما كان.

وعنه قال : كتبت إلي رجل آخر يتقل ابن محمد بن داود عبد الله قل قتله بعشرة أيام، فلما كان في اليوم العاشر قتل.

عد من يومك هذا خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس(2)

كتب أحمد بن محمد إلي أبي محمد عليه السلام حين أخذ المهتدي في قتل الموالي: يا سيدي الحمد لله الذي شغله عنا، فقد بلغني أنه يتهددك ويقول والله الأجلينهم عن جديد الأرض فوقع .

أبو محمد عليه السلام بخطه : ذاك أقصر لعمره، عد من يومك هذا خمسة أيام ويقتل في اليوم السادس بعد هوان واستخفاف يمر به.

ص: 359


1- الكافي، اشيخ الكليني ج1 ص506.
2- الكافي، الشيخ الكليني ج 1 ص510.

فكان كما قال عليه السلام :

أجرك الله وحسن ثوابك(1)

قال محمد بن الحسن بن شمون: كتبت إلي أبي محمد عليه السلام أسأله أن يدعو الله لي من وجع عيني وكانت إحدي عيني ذاهبة والأخري علي شرف ذهاب.

فتب إلي؛ حبس الله عليك عينك فأفاقت الصحيحة ووقع في آخر الكتاب آجرك الله وحسن ثوابك، فاغتممت لذلك ولم أعرف في أهلي أحدا مات، فلما كان بعد أيام جاءتني وفاة ابني طيب فعلمت أن التعزية له.

ضيعتك ترد عليك فلا تتقدم إلي السلطان

قال عمر بن أبي مسلم: قدم علينا بسر من رأي رجل من أهل مصر يقال اله: سيف بن الليث، يتظلم إلي المهتدي في ضيعة له قد غصبها إياه شفيع الخادم وأخرجه منها فأشرنا عليه أن يكتب إلي أبي محمدعليه السلام يسأله تسهيل أمرها.

فكتب إليه أبو محمدعليه السلام : لا بأس عليك، ضيعتك ترد عليك فلا تتقدم إلي السلطان والق الوكيل الذي في يده الضيعة وخوفه بالسلطان الأعظم الله رب العالمين فلقيه .

فقال له الوكيل الذي في يده الضيعة : قد كتب إلي عند خروج من مصر، أن أطلبك وأرد الضيعة عليك فردها عليه بحكم القاضي ابن أبي الشوارب وشهادة الشهود ولم يحتج إلي أن يتقدم إلي المهتدي فصارت الضيعة له وفي يده ولم يكن لها خبر بعد ذلك.

ص: 360


1- الكافي، الشيخ الكليني ج 1 ص510.

عرفي ابنك المعتل ومات الكبير

قال سيف بن الليث : خلفت أبنا لي عليا بمصر عند خروجي عنها وإبنا لي آخر أسن منه كان وصيي وقيمي علي عيالي وفي ضياعي فكتبت إلي أبي محمد عليه السلام أسأله الدعاء لإبني العليل : فكتب إلي قد عوفي إبنك المعتل ومات الكبير وصيك وقيمك فامد الله ولا تجزعه فيحبط أجرك.

فورد علي الخبر أن ابني قد عوفي من علته ومات الكبير يوم ورد علي جواب أبي محمد عليه السلام .

يا غلام اسقه، يا غلام دابته(1)

قال محمد بن القاسم أبو العيناء الهاشمي مولي عبد الصمد ابن علي عتاقة : كنت أدخل علي أبي محمد عليه السلام فأعطش وأنا عنده فأجله أن أدعو بالماء فيقول: ياغلام اسقه وربما حدثت نفسي بالنهوض فأفكر في ذلك فيقول: يا غلام دابته .

أما عبد العزيز فقد كفيته وأما يزيد فإن لك وله مقاما بين يدي الله(2)

كتب محمد بن حجر إلي أبي محمد عليه السلام يشكو عبد العزيز بن دلف ويزيد بن عبد الله .

فكتب إليه أما عبد العزيز فقد كفيته وأما يزيد فإن لك وله مقاما بين يدي الله ، فمات عبد العزيز وقتل يزيد محمد صلي بن حجر .

ص: 361


1- الكافي، الشيخ الكليني ج 1 ص 512.
2- الكافي، الشيخ الكليني ج 1 ص 513.

لك خمس وستون سنة وشهر ويومان(1)

قال عيسي بن صبيح : دخل العسكري عليه السلام علينا الحبس وكنت به عارفا ، فقال لي: لك خمس وستون سنة وشهر ويومان، وكان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي، وإني نظرت فيه فكان كما قال عليه السلام .

ثم قال: هل رزقت من ولد؟

قلت: لا.

قال : اللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا، فنعم العضد الولد، ثم قال :

من كان ذا ولد يدرك ظلا منه***إن الذليل الذي ليس له ولد

ص: 362


1- وسائل الشيعة، الحر العاملي ج 21 ص360.

تنبؤات الإمام الحجة المنتظر عليه السلام

قال الإمام الحجة المنتظر عليه السلام :

1- ليعلموا أن الحق معنا وفينا، لا يقول ذلك سوانا إلا كذاب مفتر، ولا يدعيه غيرنا إلا ضال غوي. فليقتصروا منا علي هذه الجملة دون تفسير، ويقنعوا من ذلك بالتعريض دون التصريح إن شاء الله ..

2- وأما علة ما وقع من الغيبة، فإن الله عزوجل يقول :«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ.... »[المائدة: 101]. إنه لم يكن أحد من آبائي إلا وقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه. وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد الطواغيت في عنقي. وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب. وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء.

3 - فأغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تتكلفوا ما قد كفيتم، وأكثروا من الدعاء بتعجيل الفرج، فإن في ذلك فرجكم، والسلام علي من اتبع الهدي.

4 - إن دللتهم عن الإسم أذاعوه، وإن عرفوا المكان دلوا عليه ..

5 - من بحث فقد طلب، ومن قطلب فقد دل، ومن دل فقد أشاط أي هدرالدم.

6- إن أبي صلوات الله عليه عهد إلي أن لا أوطن من أرض الله إلا أخفاها

ص: 363

وأقصاها، إسرارا الأمري، وتحصينا لمحلي من كيد أهل الضلال والمردة ، فانبذني إلي عثيالة التلال والرمال وجبني صرائم الأرض، ينتظر لي الغاية التي عندها يحل الأمر وينجلي الهلع.. .

7- إن الأرض لا تخلو حجة، ولا يبقي الناس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل وقد ظهر أيام خروجي. فهذه أمانة في رقبتك، فحدث بها إخوانك من أهل الحق.

8- علامة ظهور أمري كثرة الهرج والمرج والفتن، وآتي مكة فأكون في المسجد الحرام، فيقول الناس : أنصبوا لنا إماما .. ويكثر الكلام حتي يقول رجل من الناس ينظر في وجهي: يا معشر الناس هذا هو المهدي! أنظروا اليه!.

يأتي علي الناس زمان يغيب عنهم إمامهم(1)

قال أبو عبد الله عليه السلام: يأتي علي الناس زمان يغيب عنهم إمامهم.

فقلت له : ما يصنع الناس في ذلك الزمان؟

قال : يتمسكون بالأمر الذي هم عليه حتي يتبين لهم.

عن جابر قال : قال الإمام أبو جعفر الباقر عليه السلام : يأتي علي الناس زمان يغيب عنهم إمامهم، فيا طوبي للثابتين علي أمرنا في ذلك الزمان، إن أدني ما يكون لهم من الثواب أن يناديهم الباريء جل جلاله، فيقول : عبادي وإمائي! آمنتم بسري وصدقتم بغيبي، فأبشروا بحسن الثواب مني، فأنتم عبادي وإمائي حقا منكم أتقبل، وعنكم أعفو، ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث وأدفع عنهم البلاء ولولاكم لإنزلت عليهم عذابي .

ص: 364


1- الإمامة والتبصرة، ابن بابويه القمي ص12.

قال جابر : فقلت : يا ابن رسول الله فما أفضل ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟

قال : حفظ اللسان ولزوم البيت(1).

اسم الحجة وألقابه وكناه عجر الله فرجه

المهدي من ولدي، يوافق اسمه اسمي، وكنيته كنيتي(2)

عن الإمام الصادق جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلي الله عليه و آله: المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي .

اسمه وكنيته ولقبه

أبو ابراهيم، أبو بكر، أبو تراب، أبو جعفر، أبو الحسن، أبو الحسين ، أبو صالح، أبو عبد الله ، أبو القاسم، أبو محمد، أبو الوقت، إحسان، أحمد، أذن سامعة، أصل، إمام الزمان، إمام العصر، أمير أميران، أو قيدمو، أيدي، ايزد شناس، ايزد نشان، ايستاده ، باب الله ، باسط، بئر معطلة، برهان خدا ، بقية الله ، بقية الأنبياء، بقية برهيز كاران، بلد الأمين، بنده يزدان، پرويز بابا ، بهرام، تالي يوسف بن قزعلي، تأييد، تمام (أي بلا عيب)، ثائر، جابر ، جعفر، جمعة، جنب الله، جوار الجنس، حاشر، حامد، حجاب الله ، حجة الله، حق (جاء الحق)، حمد، الخائف، خاتم الأصفياء، خاتم الأولياء، خاتم الأئمة، خازن، خجسته، خداشناس، خسرو، خلف، خلف الصالح، خليفة آخر الزمان، خليفة الله، خليفة برهيزكاران، خليل، خنس، دابة

ص: 365


1- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق ص 330.
2- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق ص 287.

الأرض، داعي، راهنما،رب الأرض، رجل، زند افريس، ساعت، سبيل، سدرة المنتهي، سروش ايزد، سفينة النجاة ، سلطان مأمول، سنا، سيد، شريد، شماطيل، صاحب، صاحب الأمر، صاحب الدار، صاحب دولت بيضاء، صاحب دولت زهراء، صاحب رجعت، صاحب زمان، صاحب عصر، صاحب غيبت، صاحب كه بيضاء، صاحب ناحية، صالح، صبح مسفر، صدق، صراط، صمصام أكبر، ضحي، ضياء، طالب إرث، طاوس أهل الجنة، طريد، ظاهر، عاقبة الدار (عقبة الدار)، عالم، عبد الله ، عدل ، عزت، عصر، عين الحياة ، عين الله، غائب، غاية الطالبين، غاية القصوي، غاية النور، غريم، غلام، غليل، غوث، غوث الفقراء، غيب، فتح، فجر، فرج أعظم، فرج مؤمنان، فرخنده، فردوس أكبر، فقيه، فيذمرا (الغائب عن أبويه)، فيروز (ظفر)، قائم، قائم الزمان، قابض، قاتل كفرة، قاطع، قسط، قطب، قوت، قيامة، قيم زمان، كاثر (الخارج المنتقم)، كار، كاشف الغطاء، كريم، كمال، كلمة حق، كوكما، كيقباد (عادل)، لسان صدق، لنديطارا، لواء أعظم، ماء معين، ماشع، مأمور، مؤمل، مأمول، مبلي السرائر، مبتدي الآيات، مجازي بأعمال، مجدد، محسن، محمد، منجر بما يعلن، مدبر، مسيح زمان، مشيد، مصباح، مصدر الأمور، مظهر الفضائح، مفرج أعظم، مفضل، مقتصر، مقدرة، منقذ الأة، من لم يجعل الله له شبيها ، من يملأ الأرض قسطا وعدلا ، منان، منتصر، منتظر، منتقم، منصور، منعم، منية الصابرين، موتور، موعود، مهدي، المهذب، مهيمد الآخر، ميزان الحق، ناحية مقدسة، ناخواه زندافريس، ناطق، ناقور، نجم، نفس، نور، نور آل محمد، نور الأتقياء، نور الأصفياء، نور الله، نهار، نية الصابرين، وارث، واقيذ (غائب)، وتر، وجه الله، ولي الله ، الولي الناصح، وهول، هادي، يد الباسطة، يعسوب الدين، يمين (1).

ص: 366


1- معجم الملاحم والفتن، السيد محمود مهدي الموسوي، ج1 ص 88

تبشير بملأ الأرض قسطا وعدلا

يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا

*يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (1)

قال رسول الله صلي الله عليه و آله : لا تقوم الساعة حتي يملك رجل من ولدي، يوافق اسمه اسمي، يملأ الأرض قسطا وعدلا ، كما ملئت ظلما وجورا .

دلائل علي غيبته

إنكم لا ترون شخصه تكون له غيبة وحيرة(2)

عن الإمام الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال رسول الله صلي الله عليه و آله : المهدي من ولدي، إسمه إسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خلقا وخلقا، تكون له غيبة وحيرة حتي تضل الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب، فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا .

قال الأصبغ بن نباتة : أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فوجدته متفكرا ينكت في الأرض، فقلت : يا أمير المؤمنين مالي أراك متفكرا، تنكت في الأرض، أرغبت فيها؟!

فقال عليه السلام : لا والله، ما رغبت فيها، ولا في الدنيا يوما قط، ولكن فكرت في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي، هو المهدي، يملأها عدلا كما ملئت جورا وظلما، تكون له حيرة وغيبة يضل فيها أقوام، ويهتدي فيها آخرون.

ص: 367


1- دلائل الإمامة ، محمد صلي الله عليه و آله بن جرير الطبري ص477.
2- الإمامة والتبصرة، ابن بابويه القمي ص119.

فقلت : يا أمير المؤمنين ، وإن هذا لكائن؟

فقال: نعم، كما إنه مخلوق، وأني لك بالعلم بهذا الأمر، يا أصبغ،أولئك خيار هذه الأمة مع أبرار هذه العترة .

قلت : وما يكون بعد ذلك؟

قال : ثم يفعل الله مايشاء، فإن له إرادات وغايات ونهايات.

عن أبي جعفرعليه السلام قال: إن ذا القرنين لم يكن نبيا، ولكنه كان عبدا صالحا أحب الله فأحبه الله، وناصح لله فناصحه الله، أمر قومه بتقوي الله، فضربوه علي قرنه، فغاب عنهم زمانا، ثم رجع إليهم، فضربوه علي قرنه الآخر، وفيكم من هو علي سنته(1)

عن داود بن القاسم قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: الخلف من بعدي الحسن، فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟

فقلت : ولم جعلني الله فداك؟

فقال : إنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه .

فقلت : فكيف نذكره؟

فقال : قولوا: الحجة من آل محمد عليهم السلام (2)

علامات القائم

علامتان بالقائم، شامة في رأسه وداء الحزاز برأسه، وشامة بين كتفيه،من جانبه الأيسر تحت كتفه الأيسر ورقة مثل ورقة الآسة(3)

ص: 368


1- الإمامة والتبصرة، ابن بابويه القمي ص120.
2- الكافي، الشيخ الكليني ج1 ص328.
3- كتاب الغيبة، محمدبن إبراهيم النعماني ص216.

في صفة وجه المهدي

عن حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله :

المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري

في صفة لونه وجسمه

عن حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله :

المهدي رجل من ولدي لونه لون عربي، وجسمه جسم إسرائيلي علي خده الأيمن خال كأنه كوكب دري

يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يرضي في خلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجو.

في صفة جبينه

عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلي الله عليه و آله:

المهدي منا أجلي الجبين أقني الأنف

في صفة أنفه

بإسناده عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه و آله أنه قال :

المهدي منا أهل البيت رجل من أمتي أشم الأنف

ص: 369

يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا

قوله صلي الله عليه و آله : المهدي أفرق الثنايا

عن عبد الرحمن بن عوف قال : قال رسول الله صلي الله عليه و آله ؟ :

ليبعثن الله من عترتي رجلا أفرق الثنايا أجلي الجبهة

يملأ الأرض عدلا يفيض المال فيضا .

في ذكر المهدي عجل الله فرجه وهو إمام صالح

عن أبي إمامة قال : خطبنا رسول الله صلي الله عليه و آله وذكر الدجال فقال: فتنفي المدينة الخبث كما ينفي الكبر خبث الحديد ويدعي ذلك اليوم يوم الخلاص.

فقالت أم شريك : فأين العرب يومئذ يا رسول الله

قال : هم قليلا يومئذ وجلهم بيت المقدس إمامهم المهدي رج صالح (1) .

قال رسول الله صلي الله عليه و آله :

المهدي رجل من ولدي، وجهه كالقمر الدري، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، يرضي بخلافته أهل السماء وأهل الأرض والطير في الهواء. يملك عشرين سنة

لون عربي: أي حنطي أو أبيض، وقد ورد في صفة المهدي عليه السلام أن لونه لون النبي صلي الله عليه و آله أبيض مشرب بحمرة.

وجسم إسرائيلي: أي طويل مملوء كأجسام أبناء يعقوب عليهم السلام المعروفين بذلك .

الطير في الهواء: تعبير مجازي عن عموم الرضا بالمهدي عليه السلام ، وقد

ص: 370


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج 51، ص80.

يكون حقيقية بمعني أن الإزدهار والرخاء يشمل محيط الطبيعة كما يشمل المحيط الاجتماعي(1) .

والكوكب الدري : هو المضيء من الكواكب، وجمعها دراري؛ وكذلك كان وجه المهدي مشرقا مضيئا كأنما هو نور يلوح منه لمن نظر إليه.

قوله : اللون لون عربي، وكذلك كان لونه كلون رسول الله صلي الله عليه و آله سيد العرب، أبلج الوجه، يشوبه حمرة، وهو الذي يقول له: أهل المعرفة بالحلي من العرب: الرفق والسمرة، ولا يقولون: أبيض في ألوان الناس، وهذا أفضل ألوان الناس عند العرب، وهو أكثر ألوان أشرافهم.

وقوله: الجسم جسم إسرائيلي: وأجسام بني إسرائيل أجسام جسيمة، وهم في الأكثر والأغلب أجسم من العرب.

علاماته عجل الله فرجه

قال أبو الصلبت الهروي : قلت للإمام للرضا عليه السلام : ما علامات القائم منكم إذا خرج؟

قال عليه السلام : علامته أن يكون شيخ السن، شاب المنظر حتي أن الناظر إليه اليحسبه ابن أربعين سنة أو دونها، وإن من علاماته أن لا يهرم بمرور الأيام والليالي حتي يأتيه أجله (2)

قال رسول الله صلي الله عليه و آله : المَهْدِيُّ طاوُوسُ أَهْلِ الْجَنَّةِ (3)

ص: 371


1- معجم أحاديث الإمام المهدي، الشيخ علي الكوراني العاملي ج1 ص130.
2- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق ص 652.
3- كتاب الأربعين، الشيخ الماحوزي ص 208.

خروج صوت من السماء والأرض

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : صوت جبرائيل من السماء، وصوت إبليس من الأرض، فاتبعوا الصوت الأول، وإياكم وإلا خير أن تفتتنوا به (1)

ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار ألا إن الحق في السفياني وشيعته(2)

عن ابن محبوب عن الثمالي قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام: إن أبا جعفر عليه السلام كان يقول : إن خروج السفياني من الأمر المحتوم قال لي: نعم، واختلاف ولد العباس من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم وخروج القائم عليه السلام من المحتوم.

فقلت له : فكيف يكون النداء؟

قال : ينادي مناد من السماء أول النهار ألا إن الحق في علي وشيعته، ثم ينادي إبليس لعنه الله في آخر النهار ألا أن الحق في السفياني وشيعته فيرتاب عند ذلك المبطلون. .

قال رسول الله صلي الله عليه و آله :

يخرج المهدي وعلي رأسه غمامه فيها مناد ينادي هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه(3)

ص: 372


1- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق ص 652.
2- بحار الأنوار،العلامة المجلسي ج 52 ص 206.
3- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج 51، ص 81.

في زمان مملكة القائم عجل الله فرجه

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إذا قام القائم استنزل المؤمن الطير من الهواء فيذبحه ويشويه ويأكل لحمه ولا يكسر عظمه ، ثم يقول له : إحي بإذن الله ، فيحيي ويطير ، وكذلك الظباء من الصحاري.

ويكون ضوء البلاد ونورها، ولا يحتاجون إلي شمس ولا قمر، ولا يكون علي وجه الأرض مؤذي، ولا شر ولا سم ولا فساد أصلا، لأن الدعوة سماوية ليست بأرضية، ولا يكون للشيطان فيها وسوسة ولا حسد، ولا شيء من الفساد.

ولا تشوك الأرض والشجر، وتبقي الزروع قائمة كلما أخذ منها شيء نبت من وقته وعاد كحاله، وإن الرجل ليكسو ابنه الثوب فيطول معه كلما طال، ويتلون عليه أي لون أحب وشاء.

ولو أن الرجل الكافر دخل جحر ضب ، أو تواري خلف مدرة أو حجر أو شجر لأنطق الله ذلك الشيء الذي يتواري فيه حتي يقول : يا مؤمن، خلفي كافر فخذه، فيؤخذ ويقتل.

ولا يكون لإبليس هيكل يسكن فيه - والهيكل البدن - ويصافح المؤمنون الملائكة، ويوحي إليهم، ويحيون ويجتمعون مع الموتي بإذن الله(1) .

علامات خروج المهدي عجل الله فرجه

قدام القائم عجل الله فرجه موتان: موت أحمر وموت أبيض(2)

ص: 373


1- نوادر المعجزات، محمد بن جرير الطبري ص 198.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج52، ص207.

عن سليمان بن خالد قال : سمعت أبا عبد الله يقول: قدام القائم عليه السلام موتان: موت أحمر وموت أبيض، حتي يذهب من كل سبعة خمسة فالموت الأحمر السيف، والموت الأبيض الطاعون .

علامة خروج المهدي كسوف الشمس في شهر رمضان في ثلاث عشرة وأربع عشرة منه(1)

إذا رأيت رحا بني العباس، وربط أصحاب الرايات السود خيولهم بزيتون الشام، ويهلك الله لهم الأصهب ويقتله وعامة أهل بيته علي أيديهم حتي لا يبقي أموي منهم إلا رهاب أو مختفي، ويسقط السعفتان بنوا جعفر وبنوا العباس، ويجلس ابن آكلة الأكباد علي منبر دمشق، ويخرج البربر إلي سرة الشام (2)

خسف يكون بالبيداء بجيش(3)

قال أمير المؤمنين عليه السلام : إذا اختلف الرمحان بالشام لم تنجل(4) إلا عن آية من آيات الله.

قيل : وما هي يا أمير المؤمنين؟

قال : رجفة تكون بالشام يهلك فيها أكثر من مائة ألف، يجعلها الله رحمة للمؤمنين وعذابا للكافرين، فإذا كان ذلك فانظروا إلي أصحاب البرازين الشهب المحذوفة (5) والرايات الصفر، تقبل من المغرب حتي تحل بالشام،

ص: 374


1- كتاب الغيبة، محمد بن إبراهيم النعماني ص 272.
2- معجم أحاديث الإمام المهدي، الشيخ علي الكوراني العاملي ج1 ص416.
3- معجم أحاديث الإمام المهدي، الشيخ علي الكوراني العاملي ج1 ص498.
4- (لم تنجل) أما من نجل فلانا بالرمح أي طعنه به، أو من الإنجلاء بمعني الإنكشاف فيكون بكسر اللام. والرجفة : الزلزلة .
5- الشهب: بياض يتخلله سواد، وقوله (محذوفة) لعل المراد مقطوة الأذناب أو الآذان .

وذل عند الجزع الأكبر والموت الأحمر ، فإذا كان ذلك فانظروا خسف قرية من دمشق يقال لها : حرستا(1) ، فإذا كان ذلك خرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس حتي يستوي علي منبر دمشق فإذا كان ذلك فانتظروا خروج المهدي عليه السلام (2) .

عن داود بن سرحان، عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال : العام الذي فيه الصيحة قبله الآية في رجب.

قلت: وما هي؟

قال : وجه يطلع في القمر، ويد بارزة (3)

قال أبو عبد الله عليه السلام : النداء من المحتوم، والسفياني من المحتوم، وقتل النفس الزكية من المحتوم، وكف من السماء من المحتوم.

قال عليه السلام : وفزعة في شهر رمضان توقظ النائم، وتفزع اليقظان، وتخرج الفتاة من خدرها(4)

عن أبي جعفر عليه السلام قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن قوله تعالي : «فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ۖ »(مريم: 37) .

فقال : انتظروا الفرج من ثلاث.

ص: 375


1- كذا صححناه، وفي بعض النسخ (خرشنة) وفي المراصد (خرشنة) بالفتح ثم السكون، وشين معجمة، ونون بلد قرب ملطية من بلاد الروم، وفي بعض النسخ (مرسوسا) ولم أجده، وفي بعضها (حرسا) وفي البحار (حرشا) وكل ذلك تصحيف وقع من النساخ، والصواب عندي كما أثبته في الصلب (حرستا) بالتحريك وسكون السين وتاء منقوطة فوقها، وهي - كما في مراصد الاطلاع - قرية كبيرة عامرة في وسط بساتين دمشق علي طريق حمص بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ. وهذا موافق لقوله (عجل الله تعالي فرجه الشريف) (قرية من دمشق يقال لها : (لكن خرشنة بلد بالروم، وما في باقي النسخ غير مذكور في الكتب الجغرافية الموجودة عندي. (بحار الأنوار- العلامة المجلسي ج 52 ص 233)
2- كتاب الغيبة، محمد بن إبراهيم النعماني ص305.
3- كتاب الغيبة، محمد بن ابراهيم النعماني ص306.
4- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج 52، ص 233.

فقيل : يا أمير المؤمنين وما هن؟

فقال: وما الفزعة في شهر رمضان؟

فقال : اختلاف أهل الشام بينهم والرايات السود من خراسان والفزعة في شهر رمضان.

فقيل : وما الفزعة في شهر رمضان؟

فقال : أما سمعتم قول الله عز وجل في القرآن : «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ»[الشعراء : 4] آية تخرج الفتاة من خدرها وتوقظ النائم وتفزع اليقظان (1).

عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: إذا رأيتم نارا من المشرق شبه الهروي(2)العظيم تطلع ثلاثة أيام أو سبعة فتوقعوا فرج آل محمد عليه السلام إن شاء الله عزوجل إن الله عزيز حكيم .

ثم قال : الصيحة لا تكون إلا في شهر رمضان شهر الله وهي صيحة جبرائيل إلي هذا الخلق.

ثم قال : ينادي مناد من السماء باسم القائم عليه السلام فيسمع من بالمشرق ومن بالمغرب لا يبقي راقد إلا استيقظ ولا قائم إلا قعد، ولا قاعد إلا قام علي رجليه فزعا من ذلك الصوت، فرحم الله من اعتبر بذلك الصوت فأجاب ، فإن الصوت الأولهو صوت جبرائيل الروح الأمين.

ص: 376


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج 52، ص 229.
2- كذا في الأصل المطبوع وقد فسره المؤلف علي ما يجيء في البيان بالثياب الهروي، وهو سهو والصحيح ما في المصدر ص134 (الهردي)، قال الفيروزآبادي : (والهرد بالضم : الكركم - يعني الأصفر - وطين أحمر، وعروق يصبغ بها، والهردي المصبوغ به). ونقل عن التكملة أن الهرد بالضم عروق وللعروق صبغ أصفر يصبغ به ، وكيف كان فالتشبيه من حيث الصفرة أو الحمرة، وهكذا يقال: ثوب مهرود، أي مصبوغ أصفر بالهرد ومنه ما مر في ج 51، ص98 أن عيسي ينزل بين مهرودتين

وقال عليه السلام : الصوت في شهر رمضان في ليلة جمعة ليلة ثلاث وعشرين فلا تشكوا في ذل واسمعوا وأطيعوا، وفي آخر النهار صوت إبليس اللعين ينادي ألا إن فلانا قتل مظلوما ليشكك الناس ويفتنهم، فكم ذلك اليوم من شاك متحير قد هوي في النار، وإذا سمعتم الصوت في شهر رمضان فلا تشكوا أنه صوت جبرائيل وعلامة ذلك أنه ينادي باسم القائم واسم أبيه حتي تسمعه العذراء في خدرها فتحرض أباها وأخاها علي الخروج.

وقال عليه السلام : لا بد من هذين الصوتين قبل خروج القائم عليه السلام : صوت من السماء وهو صوت جبرائيل، وصوت من الأرض، فهو صوت إبليس اللعين، ينادي باسم فلان أنه قتل مظلوما يريد الفتنة ، فاتبعوا الصوت الأول وإياكم والأخير أن تتفنوا به.

وقال عليه السلام : لا يقوم القائم إلا علي خوف شديد من الناس، وزلازل، وفتنة وبلاء يصيب الناس، وطاعون قبل ذلك، وسيف قاطع بين العرب، واختلاف شديد بين الناس، وتشتيت في دينهم، وتغيير في حالهم، حتي يتمني المتمني الموت صباحا ومساء، من عظم ما يري من كلب الناس - يقال : دفعت عنك كلب فلان (بالتحريك) أي أذاه وشره - وأكل بعضهم بعضا .

فخروجه عليه السلام إذا خرج يكون عند اليأس والقنوط من أن يروا فرجا، فيا طوبي لمن إدركه وكان من أنصاره، والويل كل الويل لمن ناوأه وخالفه ، وخالف أمره، وكان من أعدائه .

وقال عليه السلام : يقوم بأمر جديد، وكتاب جديد، وسنة جديدة وقضاء جديد علي العرب شديد، وليس شأنه إلا القتل، لا يستبقي أحدا، ولا يأخذه في الله لومة لائم.

ثم قال عليه السلام : إذا اختلف بنو فلان فيما بينهم، فعند ذلك فانتظروا الفرج وليس فرجكم إلا في اختلاف بني فلان، فإذا اختلفوا فتوقعوا الصيحة في شهر رمضان بخروج القائم، إن الله يفعل ما يشاء، ولن يخرج القائم ولا ترون ما

ص: 377

تحبون حتي يختلف بنو فلان فيما بينهم، فإذا كان ذلك طمع الناس فيهم واختلفت الكلمة، وخرج السفياني وقال : لا بد لبني فلان أن يملكوا، فإذا ملكوا ثم اختلفوا تفرق كلهم وتشتت أمرهم حتي يخرج عليهم الخراساني والسفياني : هذا من المشرق، وهذا من المغرب، يستبقان إلي الكوفة كفرسي رهان : هذا من هنا، وهذا من هنا حتي يكون هلاك بني فلان علي أيديهما، أما إنهما لا يبقون منهم أحدا .

ثم قال عليه السلام : خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد في يوم واحد ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم.

وليس في الرايات أهدي من راية اليماني هي راية هدي لأنه يدعو إلي صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح علي الناس وكل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه، فإن رأيته راية هدي، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه ، فمن فعل فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلي الحق وإلي طريق مستقيم .

ثم قال لي : إن ذهاب ملك بني فلان كقصع الفخار، وكرجل كانت في يده فخارة وهو يمشي إذ سقطت من يده وهو ساه عنها فانكسرت، فقال حين سقطت : هاه - شبه الفزع - فذهاب ملكهم هكذا أغفل ما كانوا عن ذهابه .

وقال أمير المؤمنين عليه السلام علي منبر الكوفة : إن الله عز وجل ذكره قدر فيما قدر وقضي بأنه كائن لا بد منه، أخذ بني أمية بالسيف جهرة وأن أخذ بني فلان بغتة.

وقال عليه السلام : لا بد من رحي تطحن، فإذا قامت علي قطبها وثبتت علي ساقها بعث الله عليها عبدا عسفا خاملا أصله، يكون النصر معه، أصحابه الطويلة شعورهم، أصحاب السبال، سود ثيابهم، أصحاب رايات سود، ويل لمن ناوأهم يقتلونهم هرجا .

والله لكأني أنظر إليهم وإلي أفعالهم، وما يلقي من الفجار منهم والأعراب

ص: 378

الجفاة يسلطهم الله عليهم بلا رحمة، فيقتلوهم هرجا علي مدينتهم بشاطيء الفرات البرية والبحرية جزاء بما عملوا وما ربك بظلام للعبيد.

بيان : لعل المراد بالهروي الثياب الهروية، شبهت بها في عظمها وبياضها قوله (أن فلانا قتل مظلوما) أي عثمان(1).

عن وهب بن جميع مولي إسحاق بن عمار قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول إبليس: «قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَيٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ(36)قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ(37)إِلَيٰ يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ(38)»[الحجر: 36-38] .

قال له وهب: جعلت فداك أي يوم هو؟

قال عليه السلام : يا وهب أتحسب أنه يوم يبعث الله فيه الناس؟ إن الله أنظره إلي يوم يبعث فيه قائمنا ، فإذا بعث الله قائمنا كان في مسجد الكوفة، وجاء إبليس حتي يجثو بين يديه علي ركبتيه فيقول: يا ويله من هذا اليوم فيأخذ بناصيته فيضرب عنقه، فذلك يوم الوقت المعلوم (2).

علامات خروج الدجال

عن النزال بن سبرة قال : خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله وأثني عليه، ثم قال: سلوني أيها الناس قبل أن تفقدوني - ثلاثة -.

فقام إليه صعصعة بن صوحان، فقال: يا أمير المؤمنين متي يخرج الدجال؟

فقال له علي عليه السلام : أقعد فقد سمع الله كلامك وعلم ما أردت ، والله ما المسؤول عنه بأعلم من السائل، ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا كحذو النعل بالنعل وإن شئت أنبأتك بها.

ص: 379


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج 52، ص330.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج60 ص254.

قال : نعم يا أمير المؤمنين .

فقال عليه السلام : احفظ فإن علامة ذلك إذا أمات الناس الصلاة، وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب، وأكلوا الربا، وأخذوا الرشا، وشيدوا البنيان، وباعوا الدين بالدنيا ، واستعملوا السفهاء، وشاوروا النساء، وقطعوا الأرحام، واتبعوا الأهواء، واستخفوا بالدماء، وكان الحلم ضعفا ، والظلم فخرا، وكانت الأمراء فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة، والقراء فسقة، وظهرت شهادات الزور، واستعلن الفجور، وقول البهتان، والإثم والطغيان، وحليت المصاحف، وزخرفت المساجد، وطولت المنار، وأكرم الأشرار وازدحمت الصفوف، واختلفت الأهواء، ونقضت العقود، واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا علي الدنييا ، وعلت أصوات الفساق واستمع منهم، وكان زعيم القوم أرذلهم، وأتقي الفاجر مخافة شره، وصدق الكاذب واؤتمن الخائن، واتخذت القيان والمعازف، ولعن آخر هذه الأمة أولها، وركب ذوات الفروج السروج، وتشبه النساء بالرجال والرجال بالنساء ، وشهد شاهد من غير أن يستشهد وشهد الآخر قضاء لذمام بغير حق عرفه، وتفقه لغير الدين، وآثروا عمل الدنيا علي الآخرة، ولبسوا جلود الضأن علي قلوب الذئاب ، وقلوبهم أنتن من الجيف، وأمر من الصبر، فعند ذلك الوحا الوحا، العجل العجل ، خير المساكن يومئذ بيت المقدس ليأتين علي الناس زمان يتمني أحدهم أنه من سكانه .

فقام إليه الأصبغ بن نباتة فقال: يا أمير المؤمنن من الدجال؟

فقال : ألا إن الدجال صائد بن الصيد فالشقي من صدقه، والسعيد من كذبه، يخرج من بلدة يقال لها إصبهان من قرية تعرف باليهودية ، عينه اليمني ممسوحة والأخري في جبهته ، تضيء كأنها كوكب الصبح، فيها علقة كأنها ممزوجة بالدم، بين عينيه مكتوب (كافر) يقرأه كل كاتب وأمي، يخوض البحار، وتسير معه الشمس، بين يديه جبل من دخان، وخلفه جبل أبيض يري

ص: 380

الناس أنه طعام، يخرج في قحط شديد، تحته حمار أبيض خطوة حماره ميل، تطوي له الأرض منهلا منهلا ولا يمر بماء إلا غادر إلي يوم القيامة، ينادي بأعلي صوته يسمع ما بين الخافقين، من الجن والإنس والشياطين يقوم: إلي أوليائي أنا الذي خلق فسوي، وقدر فهدي، أنا ربكم الأعلي.

وكذب عدو الله إنه الأعور يطعم الطعام، ويمشي في الأسواق، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور، ولا يطعم ولا يمشي ولا يزول (تعالي الله عن ذلك علوا كبيرا)، ألا وإن أكثر أشياعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر، يقتله الله عز وجل بالشام علي عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة، علي يدي من يصلي المسيح عيسي بن مريم خلفه، ألا إن بعد ذلك الطامة الكبري.

قلنا : خروج دابة من الأرض، من عند الصفا ، معها خاتم سليمان وعصا موسي، تضع الخاتم علي وجه كل مؤمن، فيطبع فيه (هذا مؤمن حقا) وتضعه علي وجه كل كافر فيكتب فيه (هذا كافر حقا) حتي أن المؤمن لينادي : الويل لك وإن الكافر ينادي طوبي لك يا مؤمن ! وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا ثم ترفع الدابة رأسها، فيرها من بين الخافقين بإذن الله عز وجل، بعد طلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلا توبة تقبل، ولا عمل يرفع (ولا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا).

ثم قال عليه السلام : لا تسألوني عما يكون بعد ذلك فإنه عهد إلي حبيبي صلي الله عليه و آله أن لا أخبر غير عترتي .

فقال النزال بن سبرة لصعصعة : ما عني أمير المؤمنين بهذا القول؟

فقال صعصعة : يا ابن سبرة إن الذي يصلي خلفه عيسي بن مريم هو الثاني عشر من العترة، التاسع من ولد الحسن بن علي، وهو الشمس الطالعة من مغربها، يظهر عند الركن والمقام يطهر الأرض، ويضع ميزان العدل فلا يظلم أحد أحدا فأخبر أمير المؤمنين عليه السلام أن حبيبه رسول الله صلي الله عليه و آله عهد إليه ألا

ص: 381

يخبر بما يكون بعد ذلك غير عترته الأئمة صلوات الله عليهم أجمعين .

توضيح: قال الجزري (العرفاء) جمع عريف، وهو القيم بأمور القبيلة أو الجماعة من الناس يلي أمورهم ويتعرف الأمير منه أحوالهم، فعيل بمعني فاعل (والزعيم) سيد القوم ورئيسهم أو المتكلم عنهم و(القنية) الأمة المغنية و(المعارف) الملاهي كالعود والطنبور و(الذمام) بالكسر الحق والحرمة.

وقال الفيروزآبادي : القمرة بالضم لون إلي الخضرة، أو بياض فيه كدرة حمار أقمر وأتان قمراء، قوله لعنه الله (إلي أوليائي) أي أسرعوا إلي يا أوليائي .

وفسر السيوطي وغيره الطيلسان بأنه شبه الأردية يوضع علي الرأس والكتفين والظهر، وقال ابن الأثير فيشرح مسند الشافعي: الطيلسان يكون علي الرأس والأكتاف وقال الفيروزآبادي : الأفيق قرية بين حوران والغور، ومنه عقبة أفيق(1)

شبهه (عجل الله فرجه)

قال أمير المؤمنين عليه السلام :

ألا إنه أشبه الناس خلقا وأخلاقا وحسنا برسول الله صلي الله عليه و آله

أصحابه (عجل الله فرجه)

قال عليه السلام: ألا أدلكم علي رجاله وعددهم؟

قلنا: بلي يا أمير المؤمنين

ص: 382


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج52، ص192.

قال عليه السلام : سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله ، قال : أولهم من البصرة وآخرهم من اليمامة وجعل علي عليه السلام يعدد رجال المهدي عليه السلام والناس يكتبون، فقال : رجلان من البصرة ورجل من الأهواز، ورجل من عسكر مكرم، ورجل من مدينة تستر، ورجل من دورق، ورجل من الباستان واسمه علي، وثلاثة من اسمه : أحمد وعبد الله وجعفر، ورجلان من عمان محمد والحسن، ورجلان من سيراف شداد وشديد، وثلاثة من شيراز حفص ويعقوب وعلي، وأربعة من اصفهان موسي وعلي وعبد الله وغلفان، ورجل من أبدح واسمه يحيي، ورجل من المرج (العرج) واسمه داود، ورجل من الكرخ واسمه عبد الله ، ورجل من بروجرد اسمه قديم، ورجل من نهاوند واسمه عبد الرزاق، ورجلان من الدينور عبد الله وعبد الصمد، وثلاثة من همدان جعفر وإسحاق وموسي، وعشرة من قم أسماؤهم علي أسماء أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله، ورجل من خراسان اسمه دريد، وخمسة من الذين أسماؤهم علي أهل الكهف، ورجل من آمل، ورجل من جرجان، ورجل من هراة، ورجل من بلخ، ورجل من قراح، ورجل من عانة، ورجل من دامغان، ورجل من سرخس، وثلاثة من السيار، ورجل من ساوة، ورجل من سمرقند، وأربعة وعشرون من الطالقان وهم الذين ذكرهم رسول الله صلي الله عليه و آله وفي خراسان كنوز لا ذهب ولا فضة ولكن رجال يجمعهم الله ورسوله، ورجلان من قزوين، ورجل من فارس، ورجل من أبهر ، ورجل من برجان من جموح، ورجل من شاخ، ورجل من صريح، ورجل من أردبيل، ورجل من مراد، ورجل من تدمر، ورجل من أرمينية، وثلاثة من المراغة ، ورجل من خوي، ورجل من سلماس، ورجل من أردبيل، ورجل من بدليس، ورجل من نسور، ورجل من بركري، ورجل من سرخيس، ورجل من منارجرد، ورجل من قلقيلا، وثلاثة من واسط، وعشرة من الزوراء، وأربعة من الكوفة، ورجل من القادسية، ورجل من سوراء، ورجل من السراة، ورجل من النيل، ورجل من صيداء، ورجل من جرجان، ورجل من القصورع، ورجل

ص: 383

من الأنبار، ورجل من عكبرا، ورجل من الحنانة، ورجل من تبوك، ورجل من الجامدة، وثلاثة من عبادان، وستة من حديثة الموصل، ورجل من الموصل، ورجل من مغلثايا ، ورجل من نصيبين، ورجل من كازرون، ورجل من فارقين، ورجل من آمد، ورجل من رأس العين، ورجل من الرقة، ورجل من حران، ورجل من بالس، ورجل من قبج، وثلاثة من طرطوس، ورجل من طرطوس، ورجل من القصر، ورجل من أدنة، ورجل من خمري، ورجل من عرار، ورجل من قورص، ورجل من أنطاكية، وثلاثة من حلب، ورجلان من حمص، وأربعة من دمشق، ورجل من سورية، ورجلان من قسوان، ورجل من قيموت، ورجل من صور، ورجل من كراز ، ورجل من أذرح، ورجل من عامر، ورجل من دكار، ورجلان من بيت المقدس، ورجل من الرملة، ورجل من بالس، ورجلان من عكا، ورجل من صور، ورجل من عرفات، ورجل من عسقلان، ورجل من غزة، وأربعة من الفسطاط، ورجل من قرميس، ورجل من دمياط، ورجل من المحلة، ورجل من الإسكندرية، ورجل من برقة، ورجل من طنجة، ورجل من أفرنجة، ورجل من القيروان، وخمسة من السوس الأقصي، ورجلان من قبرص، وثلاثة من حميم، ورجل من قوص، ورجل من عدن، ورجل من علالي، وعشرة من مدينة الرسول صلي الله عليه و آله، وأربعة من مكة، ورجل من الطائف، ورجل من الدير، ورجل من الشيروان، ورجل من زبيد، وعشرة من مرو، ورجل من الأحساء، ورجل من القطيف، ورجل من هجر، ورجل من اليمامة.

قال عليه السلام : أحصاهم لي رسول الله صلي الله عليه و آله ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا بعدد أصحاب بدر يجمعهم الله من مشرقها إلي مغربها في أقل مما يتم الرجل عيناه عند بيت الله الحرام فبينا أهل مكة كذلك فيقولون أهل مكة قد كيسنا السفياني فيشرئبون أهل مكة فينظرون إلي قوم حول بيت الله الحرام، وقد انجلي عنهم الظلام ولاح لهم الصبح وصاح بعضهم ببعض النجاة، وأشرف الناس ينظرون وأمرؤهم يفكرون.

ص: 384

زي أصحاب القائم

قال أمير المؤمنين عليه السلام :

وكأني أنظر إليهم والزي واحد، والقد واحد، والجمال واحد، واللباس واحد، كأنما يطلبون شيئا ضاع منهم، فهم متحيرون في أمرهم حتي يخرج إليهم من تحت ستار الكعبة، في آخرها رجل أشبه الناس برسول الله صلي الله عليه و آله خلقا وخلقا، وحسنا وجمالا، فيقولون: أنت المهدي؟ فيجيبهم، ويقول: أنا المهدي، فيقول: بايعوا علي أربعين خصلة واشترطوا عشرة خصال.

بايعه (عجل الله فرجه) علي خصال

قال الأحنف : يا مولاي وما تلك الخصال؟

فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يبايعون علي ألا يسرقوا ولا يزنوا ولا يقتلوا ولا يهتكوا حريما محرما ، ولا يسبوا مسلما ولا يهجموا منزلا ولا يضربوا أحدا إلا بالحق ولا يركبوا الخيل الهماليج ولا يتمنطقوا بالذهب ولا يلبسوا الخز ولا يلبسوا الحرير ولا يلبسوا النعال الصرارة ولا يخربوا مسجدا ولا يقطعوا طريقا ولا يظلموا يتيما ولا يخيفوا سبيلا ولا يحتسبوا مكرا ولا يأكلوا مال اليتيم ولا يفسقوا بغلام ولا يشربوا الخمر ولا يخونوا أمانة ولا يخلفوا العهد ولا يحبسوا طعاما من بر أو شعير ولا يقتلوا مستأمنا ولا يتبعوا منهزما ولا يسفكوا ولا يجهزوا علي جريح ويلبسون الخشن من الثياب ويوسدون التراب علي الخدود ويأكلون الشعير ويرضون بالقليل ويجاهدون في الله حق جهاده ويشمون الطيب ويكرهون النجاسة .

ص: 385

ويشترط لهم علي نفسه ألا يتخذ صاحبأ ويمشي حيث يمشون ويكون من حيث يريدون يرضي بالقليل ويملأ الأرض بعون الله عدلا كما ملئت جورا يعبد الله حق عبادته يفتح له خراسان ويطيعه أهل اليمن وتقبل الجيوش أمامه من اليمن فرسان همدان وخولان وجده يمده بالأوس والخزرج ويشد عضده بسليمان علي مقدمته عقيل وعلي ساقته الحرث ويكثر الله جمعه فيهم ويشد ظهره بمضر يسيرون أمامه ويخالف بجيلة وثقيف ومجمع وغداف ويسير بالجيوش حتي يترك وادي الفتن ويلحقه الحسني في اثني عشر ألفا ، فيقول له : أنا أحق بهذا الأمر منك، فيقول له: هيهات علامات دالة، فيومي إلي الطير فيسقط علي كتفه ويغرس القضيب الذي بيده فيخضر ويعشوشب فيسلم إليه الحسني الجيش ويكون الحسني علي مقدمته وتقع الصيحة بدمشق إن أعراب الحجاز قد جمعوا لكم فيقول السفياني لأصحابه : ما يقول هؤلاء القوم؟

فيقال له : هؤلاء أصحاب ترك وإبل ونحن أصحاب خيل وسلاح فاخرج بنا إليهم

من أي قوم السفياني

قال الأحنف : ومن أي قوم السفياني؟

قال أمير المؤمنين عليه السلام : هو من بني أمية وأخواله كلب وهو عنبسة ابن مرة بن كليب بن سلمة بن عبد الله بن عبد المقتدر بن عثمان بن معاوية ابن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس أشد خلق الله شرا وألعن خلق الله حيا وأكثر خلق الله ظلما، فيخرج بخيله وقومه ورجاله وجيشه ومعه مائة ألف وسبعون ألفا فينزل بحيرة طبرية ويسير إليه المهدي عن يمينه وعن شماله وجبرائيل أمامه فيسير بهم في الليل ويكمن بالنهار والناس يتبعونه حتي يواقع السفياني علي بحيرة طبرية فيغضب الله علي السفياني ويغضب خلق الله لغضب

ص: 386

الله تعالي فترشقهم الطير بأجنحتها والجبال بصخورها والملائكة بأصواتها ولا تكون ساعة حتي يهلك الله أصحاب السفياني كلهم ولا يبقي علي الأرض غيره وحده فيأخذه المهدي عليه السلام فيذبحه تحت الشجرة التي أغصانها مدلاة علي بحيرة طبرية ويملك مدينة دمشق ويخرج ملك الروم في مائة ألف صليب تحت كل صليب عشرة آلاف فيفتح طرطوسا بأسنة الرماح وينهب ما فيها من الأموال والناس ويبعث الله جبرئيل عليه السلام إلي المصيصة ومنازلها وجميع ما فيها فيعلقها بين السماء والأرض ويأتي ملك الروم بجيشه حتي ينزل تحت المصيصة، فيقول: أين المدينة التي كان يتخوف الروم منها والنصرانية فيسمع فيها صوت الديوك ونباح الكلاب وصهيل الخيل فوق رؤوسهم(1) .

نزول عيسي عليه السلام

كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم(2)

قال رسول الله صلي الله عليه و آله: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم؟ ومما يؤيد هذا القول ما رواه الحافظ أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه القزويني في حديث طويل في نزول عيسي عليه السلام فمن ذلك: قالت أم شريك بنت أبي العكر: يا رسول الله فأين العرب يومئذ؟

فقال : هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس وإمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذا نزل بهم عيسي بن مريم عليه السلام فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقري ليتقدم عيسي عليه السلام يصلي بالناس فيضع عيسي عليه السلام يده بين كتفيه ثم يقول له : تقدم .

ص: 387


1- معجم احاديث الإمام المهدي، الشيخ علي الكوراني العاملي ج3 ص 104.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج 51، ص 88.

وقال عليه السلام : إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسي بن مريم عليه السلام فصلي خلفه (1).

وعن حذيفة قال للنبي صلي الله عليه و آله: يلتفت المهدي وقد نزل عيسي بن مريم كأنما يقطر من شعره الماء، يقول له المهدي : تقدم فصل، فيقول: إنما أقيمت الصلاة لك فيصلي عيسي خلف رجل من ولدي.

وعن أمير المؤمنين عليه السلام لا تبقي مدينة دخلها ذو القرنين إلا دخلها المهدي ويأتي إلي مدينة فيها ألف سوق في كل سوق مائة دكان، فيفتحها ويأتي مدينة يقال لها القاطع علي البحر المحيط، طولها ألف ميل وعرضها خمسمائة ميل، فيكبرون الله ثلاثا فتسقط حيطانها، فيخرج منها ألف ألف مقاتل ثم يتوجه إلي القدس الشريف بألف مركب، فينزل شام فلسطين بين مكة، وصورة وغزوة وعسقلان(2).

وعن النبي صلي الله عليه و آله ، قال : إذا نزل عيسي بن مريم وقتل الدجال، تمتعوا حتي تجيء - يحيوا - ليلة طلوع الشمس من مغربها ، وحتي يتمتعوا بعد خروج الدابة أربعين سنة، لا يموت أحد ولا يمرض، ويقول الرجل لغنمه ودوابه ، إذهب فارعوا - كذا - في مكان كذا وكذا وتعالوا ساعة كذا وكذا.

وتمر الماشية بين الزرعين لا تأكل منه سنبلة ولا تكسر بظلفها عودا، والحيات والعقارب ظاهرة لا تؤذي أحدا ولا يؤذيها أحد، والسبع علي أبواب الدور تستطعم لا تؤذي أحدا، ويأخذ الرجل الصاع أو المد من القمح أو الشعير فيبذره علي وجه الأرض فلا حراث ولا كراب، فيدخل من المد سبع مائة مد(3)

ص: 388


1- عيون أخبار الرضا، الشيخ الصدوق ج1 ص218.
2- الصراط المستقيم، علي بن يونس العاملي ج2 ص257.
3- معجم أحاديث الإمام المهدي، الشيخ علي الكوراني العاملي ج2 ص113.

في قصة الدجال

وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، في قصة الدجال، قال ألا وإن أكثر أتباعه أولاد الزنا، لا بسو التيجان ألا وهم اليهود، عليهم لعنة الله ، يأكل ويشرب، له حمار أحمر، طوله ستون خطوة مد بصره، أعور اليمين، وإن ربكم عز وجل ليس بأعور، صمد لا يطعم، فيشمل البلاد البلاء، ويقيم الدجال أربعين يوما، أول يوم كسنة، والثاني كأقل، فلا تزال تصغر وتقصر حتي تكون آخر أيامه كليلة يوم من أيامكم هذه، يطأ الأرض كلها إلا مكة والمدينة وبيت المقدس .

ويدخل المهدي عليه السلام، بيت المقدس، ويصلي بالناس إماما، فإذا كان يوم الجمعة، وقد أقيمت الصلاة، نزل عيسي بن مريم عليه السلام ، بثوبين مشرقين حمر، كأنما يقطر من رأسه الدهن، رجل الشعر، صبيح الوجه، أشبه خلق الله عز وجل بأبيكم إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام ، فيلتفت المهدي، فينظر عيسي عليه السلام ، فيقول لعيسي: يا ابن البتول، صل بالناس.

فيقول: لك أقيمت الصلاة.

فيتقدم المهدي عليه السلام فيصلي بالناس، ويصلي عيسي عليه السلام، خلفه ، ويبايعه.

ويخرج عيسي عليه السلام فيلتقي الدجال، فيطعنه، فيذوب كما يذوب الرصاص، ولا تقبل الأرض منهم أحدا، لا يزال الحجر والشجر يقول: يا مؤمن تحتي كافر اقتله.

ثم إن عيسي عليه السلام ، يتزوج امرأة من غسان، ويولد له منها مولود ويخرج حاجا فيقبض الله تعالي روحه في طريقه قبل وصوله إلي مكة(1)

ص: 389


1- معجم احاديث الإمام المهدي، الشيخ علي الكوراني العاملي ج3 ص122.

السفياني

اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان(1)

قال أبو عبد الله عليه السلام ؛ قال أبي عليه السلام : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه : اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان.

وقيل : اسمه عروة واسم أبوه محمد وكنيته أبو عنبة (2)

وقيل : هو حرب بن عنبسة بن مرة بن كلب بن سلمة بن يزيد بن عثمان بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس، ملعون في السماء، ملعون في الأرض، أشر خلق الله عز وجل أبا ، وألعن خلق الله جدة، وأكثر خلق الله ظلما (3).

سأل عبد الله بن أبي منصور أبا عبد الله عليه السلام عن اسم السفياني فقال : وما تصنع باسمه؟ إذا ملك كنوز الشام، الخمس دمشق وحمص وفلسطين والأردن وقنسرين، فتوقعوا عند ذلك الفرج.

قلت : يملك تسعة أشهر؟

قال : لا ولكن يملك ثمانية أشهر لا يزيد يوما(4).

أخبث الناس أشقر أحمر أزرق(5)

عن عمر بن يزيد، قال : قال لي أبو عبد الله الصادق عليه السلام : إنك لو رأيت

ص: 390


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج52، ص305.
2- نقلا عن معجم الملاحم والفتن ج3 ص9.
3- معجم احاديث الإمام المهدي (عج الله تعالي فرجه الشريف ) الشيخ علي الكوراني العاملي ج3 ص92.
4- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج52، ص206.
5- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج52، ص205.

السفياني رأيت أخبث الناس، أشقر أحمر أزرق، يقول : يا رب يا رب يا رب ثم للنار ولقد بلغ من خبثه أنه يدفن أم ولد له وهي حية مخافة أن تدل عليه .

بيان : قوله : ثم للنار أي ثم مع إقراره ظاهرا بالرب يفعل ما يستوجب للنار ويصير إليها.

وهو رجل ربعة، وحش الوجه، ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور(1)

قال أبو عبد الله عليه السلام قال أبي عليه السلام : قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس، وهو رجل ربعة، وحش الوجه ، ضخم الهامة بوجهه أثر الجدري إذا رأيته حسبته أعور اسمه عثمان وأبوه عنبسة وهو من ولد أبي سفيان حتي يأتي أرض (قرار ومعين) فيستوي علي منبرها.

بيان : وحش الوجه: أي يستوحش من يراه ولا يستأنس به أحد، أو بالخاء المعجمة وهو الري من كل شيء، والأرض ذات القرار الكوفة أو النجف كما فسرت به في الأخبار .

خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد

في يوم واحد

قال أبو جعفر محمد بنعلي عليه السلام: خروج السفياني واليماني والخراساني في سنة واحدة وفي شهر واحد في يوم واحد ونظام كنظام الخرز يتبع بعضه بعضا فيكون البأس من كل وجه، ويل لمن ناواهم.

ص: 391


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج52، ص205.

وليس في الرايات أهدي من راية اليماني هي راية هدي لأنه يدعو إلي صاحبكم، فإذا خرج اليماني حرم بيع السلاح علي الناس وكل مسلم وإذا خرج اليماني فانهض إليه، فإن رأيته راية هدي، ولا يحل لمسلم أن يلتوي عليه، فمن فعل فهو من أهل النار، لأنه يدعو إلي الحق وإلي طريق مستقيم.

قال علي عليه السلام :

السفياني من ولد خالد بن زيد بن أبي سفيان، رجل ضخم الهامة، بوجهه آثار جدري، وبعينه نكتة بيضاء يخرج من ناحية مدينة دمشق في واد يقال له وادي اليابس يخرج في سبعة نفر مع رجل منهم لواء معقود يعرفون في لوائه النصر يسير بين يديه علي ثلاثين ميلا لا يري ذلك العلم أحد يريده إلا انهزم(1).

علامات خروج السفياني

عن علي عليه السلام قال :

إذا اختلف أصحاب الرايات السود خسف بقرية من قري أرم، ويسقط جانب مسجدها الغربي ثم يخرج بالشام ثلاث رايات : الأصهب والأبقع والسفياني، فيخرج السفياني من الشام والأبقع من مصر، فيظهر السفياني عليهم.

عن علي عليه السلام قال:

يظهر السفياني علي الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرفيسياء حتي يشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم، ثم يفتق عليهم فتق من خلفهم فتقتل طائفة

ص: 392


1- كنز العمال، المتقي الهندي ج11 ص 284.

منهم حتي يدخلوا أرض خراسان وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان في طلب المهدي (1)

لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتي يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية(2)

عن النبي صلي الله عليه و آله قال : لا يزال هذا الأمر قائما بالقسط حتي يكون أول من يثلمه رجل من بني أمية .

عن محمد بن جعفر قال قال علي بن أبي طالب عليه السلام : يخرج رجل من ولد خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان في سبعة نفر مع رجل منهم لواء معقود يعرفون في لوائه النصر يسير بين يديه علي ثلاثين ميلا لا يري ذلك العلم أحد إلا انهزم .

إذا استولي السفياني علي الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر(3)

عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عليه السلام أنه قال : إذا استولي السفياني علي الكور الخمس فعدوا له تسعة أشهر، وزعم هشام أن الكور الخمس دمشق وفلسطين والأرد وحمص وحلب.

قال أبو جعفر عليه السلام : إذا ظهر السفياني علي الأبقع والمنصور اليماني خرج الترك والروم فيظهر عليهم السفياني (4)

عن أبي جعفر عليه السلام قال :

ص: 393


1- كنز العمال، المتقي الهندي ج 11 ص 284.
2- كتاب الفتن، نعيم بن حماد المروزي ص 168.
3- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج52، ص252.
4- كنز العمال، المتقي الهندي ج 11 ص276.

إذا ظهر السفياني علي الأبقع وعلي المنصور والكندي والترك والروم خرج وسار إلي العراق ثم يطلع القرن ثم السعا فعند ذلك هلاك عبد الله ويخلع المخلوع وينسب أقوام في مدينة الزوراء علي جهل، فيظهر الأخوص علي مدينة الزوراء عنوة فيقتل بها مقتلة عظيمة ويقتل ستة أكبش من آل عباس ويذبح فيها ذبحا صبرا ثم يخرج إلي الكوفة(1).

خروجه في رجب(2)

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : إن أمر السفياني من الأمر المحتوم، وخروجه في رجب.

عن عبيد بن زرارة، قال : ذكر عند أبي عبد الله عليه السلام السفياني.

فقال : أني يخرج ذلك؟ ولما يخرج كأسير عينيه بصنعاء(3) .

الشيصباني يخرج بأرض كوفان ينبع كما ينبع الماء(4)

عن جابر الجعفي قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن السفياني.

فقال: وأني لكم بالسفياني؟ حتي يخرج قبله الشيصباني يخرج بأرض كوفان ينبع كما ينبع الماء فيقتل وفدكم فتوقعوا بعد ذلك السفياني وخروج القائم عليه السلام .

كفي بالسفياني نقمة لكم من عدوكم

عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر الباقر عليه السلام يقول : اتقوا الله

ص: 394


1- كنز العمال، المتقي الهندي ج 11 ص 277.
2- كمال الدين وتمام النعمة، الشيخ الصدوق ص 650.
3- كتاب الغيبة ، محمد بن ابراهيم النعماني ص 277.
4- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج52 ص250.

واستعينوا علي ما أنتم عليه الورع والاجتهاد في طاعة الله ، فإن أشد ما يكون أحدكم اغتباطا بما هو فيه من الدين لو قد صار في حد الآخرة، وانقطعت الدنيا عنه، فإذا صار في ذلك الحد عرف أنه قد استقبل النعيم والكرامة من الله والبشري بالجنة، وأمن مما كان يخاف، وأيقن أن الذي كان عليه هو الحق، وأن من خالف دينه علي باطل، وأنه هالك، فأبشروا، م أبشروا بالذي تريدون، ألستم ترون أعداءكم يقتتلون في معاصي الله، ويقتل بعضهم بعضا علي الدنيا دونكم وأنتم في بيوتكم آمنون في عزلة عنهم، وكفي بالسفياني نقمة لكم من عدوكم، وهو من العلامات لكم، مع أن الفاسق لو قد خرج لمكتم شهرا أو شهرين بعد خروجه لم يكن عليكم بأس حتي يقتل خلقا كثيرا دونكم.

فقال له بعض أصحابه : فكيف نصنع بالعيال إذا كان ذلك؟

قال : يتغيب الرجال منكم عنه، فإن حنقه وشرهه إنما هي علي شيعتنا، وأما النساء فلس عليهن بأس إن شاء الله تعالي.

قيل : فإلي أين مخرج الرجال ويهربون منه؟

فقال : من أراد منهم يخرج يخرج إلي المدينة أو إلي مكة أو إلي بعض البلدان.

ثم قال : ما تصنعون بالمدينة وإنما يقصد جيش الفاسق إليها، ولكن عليكم بمكة، فإنها مجمعكم، وإنما فتنته حمل امرأة : تسعة أشهر، ولا يجوزها إن شاء الله(1) .

عن عبد الملك بن أعين، قال : كنت عند أبي جعفر عليه السلام فجري ذلر القائم عليه السلام ، فقلت له : أرجو أن يكون عاجلا ولا يكون سفياني، فقال : لا والله إنه لمن المحتوم الذي لا بد منه.

ص: 395


1- كتاب الغيبة، محمد بن ابراهيم النعماني ص300.

كأني بالسفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة(1)

عن أبي عبد الله عليه السلام قال : كأني بالسفياني أو لصاحب السفياني قد طرح رحله في رحبتكم بالكوفة، فنادي مناديه : من جاء برأس رجل من شيعة علي فله ألف درهم، فيثب الجار علي جاره يقول : هذا منهم، فيضرب عنقه ويأخذ ألف درهم.

أما إن إمارتكم يومئذ لا تكون إلا لأولاد البغايا، وكأني أنظر إلي صاحب البرقع قلت: ومن صاحب البرقع؟

فقال : رجل منكم يقول بقولكم يلبس البرقع فيحوشكم فيعرفكم ولا تعرفونه، فيغمز بكم رجلا رجلا، أما إنه لا يكون إلا ابن بغي.

عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أنس بن مالك وكان خادم رسول الله صلي الله عليه و آله قال : لما رجع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام من قتال أهل النهروان نزل براثا وكان بها راهب في قلايته وكان إسمه الحباب، فلما سمع الراهب الصيحة والعسكر أشرف من قلايته إلي الأرض فنظر إلي عسكر أمير المؤمنين عليه السلام فاستفظع ذلك، ونزل مبادرا فقال : من هذا؟ ومن رئيس هذا العسكر؟

فقيل له : هذا أمير المؤمنين وقد رجع من قتال أهل النهروان.

فجاء الحباب مبادرا يتخطي الناس حتي وقف علي أمير المؤمنين عليه السلام فقال : السلام عليك يا أمير المؤمنين حقا حقا .

فقال له: وما علمك بأني أمير المؤمنين حقا حقا؟ قال له : بذلك أخبرنا علماؤنا وأحبارنا .

فقال له: يا حباب !

ص: 396


1- الغيبة، الشيخ الطوسي ص450.

فقال له الراهب: وما علمك باسم؟

فقال: أعلمني بذلك حبيبي رسول الله صلي الله عليه و آله .

فقال له الحباب : مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك علي بن أبي طالب وصيه .

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : وأين تأوي؟

فقال: أكون في قلاية لي ههنا.

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : بعد يومك هذا لا تسكن فيها، ولكن ابن ههنا مسجدا وسمه باسم بانيه .

فبناه رجل اسمه براثا فسمي المسجد ببراثا باسم الباني له.

ثم قال: ومن أين تشرب يا حباب!

فقال : يا أمير المؤمنين من دجلة ههنا .

قال : فلم لا تحفر ههنا عينا أو بثرا.

فقال له: يا أمير المؤمنين : كلما حفرنا بئرا وجدناها مالحة غير عذبة .

فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : احفر ههنا بئرا.

فحفر فخرجت عليهم صخرة لم يستطيعنوا قلعها، فقلعها أمير المؤمنين عليه السلام فانقلعت عن عين أحلي من الشهد وألذ من الزبد.

فقال له: يا حباب يكون شربك من هذه العين أما إنه يا حباب ستبني إلي جنب مسجدك هذا مدينة وتكثر الجبابرة فيها وتعظم البلاء حتي أنه ليركب فيها كل ليلة جمعة سبعون ألف فرج حرام، فإذا عظم بلاؤهم شدوا علي مسجدك بفطوة ثم - وابنه بنين ثم وابنه لا يهدمه إلا كافر ثم بيتا - فإذا فعلوا ذلك منعوا الحج ثلاث سنين واحترقت خضرهم وسلط الله عليهم رجلا من أهل السفح لا يدخل بلدا إلا أهلكه وأهلك أهله ثم ليعد عليهم مرة أخري ثم يأخذهم القحط والغلاء ثلاث سنين حتي يبلغ بهم الجهد ثم يعود عليهم.

ص: 397

ثم يدخل البصرة فلا يدع فيها قائمة إلا سخطها، وأهلكها، وأسخط أهلها ، وذلك إذا عمرت الخربة وبني فيها مسجد جامع، فعند ذلك يكون هلاك البصرة، ثم يدخل مدينة بناها الحجاج يقال لها واسط، فيفعل مثل ذلك ثم يتوجه نحو بغداد، فيدخلها عفوا ثم يلتجيء الناس إلي الكوفة، ولا يكون بلد من الكوفة تشوش الأمر له ثم يخرج هو والذي أدخله بغداد نحو قبري لينبشه فيتلقاهما السفياني فيهزمهما ثم يقتلهما ويوجه جيشا نحو الكوفة، فيستعبد بعض أهلها، ويجيء رجل من أهل الكوفة فيلجئهم إلي سور فمن لجأ إليها أمن، ويدخل جيش السفياني إلي الكوفة فلا يدعون أحدا إلا قتلوه وإن الرجل منهم ليمر بالدرة المطروحة العظيمة فلا يتعرض لها ويري الصبي الصغير فيلحقه فيقتله.

فعند ذلك يا حباب يتوقع بعدها، هيهات هيهات وأمور عظام وفتن كقطع الليل المظلم فاحفظ عني ما أقول لك يا حباب.

بيان : قال الفيروز آبادي : القلي رؤوس الجبال، والفطر السوق الشديد(1).

عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول في قوله تعالي : «إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ»[الشعراء: 4].

قال : سيفعل الله ذلك بهم.

قلت : من هم؟ قل: بنو أمية وشيعتهم.

قال: قلت: وما الآية؟

قال : ركود الشمس من بين زوال الشمس إلي وقت العصر وخروج صدر رجل ووجه في عين الشمس يعرف بحسبه ونسبه، وذلك في زمان السفياني وعندها يكون بواره وبوار قومه؟(2)

ص: 398


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج52، ص117.
2- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج 52، ص 221.

عن جابر الجعفي، عن أبي جعفر عليه السلام يقول: الزم الأرض لا تحركن يدك ولا رجلك أبدا حتي تري علامات أذكرها لك في سنة ، وتري مناديا ينادي بدمشق، وخسف بقرية من قراها، ويسقط طائفة من مسجدها فإذا رأيت الترك جاوزها، فأقبلت الترك حتي نزلت الجزيرة، وأقبلت الروم حتي نزلت الرملة، وهي سنة اختلاف في كل أرض من أرض العرب.

وإن أهل الشام يختلفون عند ذلك علي ثلاث رايات : الأصهب والأبقع والسفياني مع بني ذنب الحمار مضر، ومع السفياني أخواله من كلب فيظهر السفياني ومن معه علي بني ذنب الحمار، حتي يقتلوا قتلا لم يقتله شيء قط .

ويحضر رجل بدمشق فيقتل هو من معه قتلا لم يقتله شيء قط وهو من بني ذنب الحمار وهي الآية التي يقول الله تبارك وتعالي : «فَاخْتَلَفَ الْأَحْزَابُ مِنْ بَيْنِهِمْ ۖ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ»[مريم: 37].

ويظهر السفياني ومن معه حتي لا يكون له همة إلا آل محمد صلي الله عليه و آله وشيعتهم فيبعث بعثا إلي الكوفة، فيصاب بأناس من شيعة آل محمد بالكوفة قتلا وصلبا، ويقبل راية من خراسان حتي ينزل ساحل الدجلة ، يخرج رجل من الموالي ضعيف ومن تبعه فيصاب بظهر الكوفة، ويبعث بعثا إلي المدينة ، فيقتل بها رجلا ويهرب المهدي والمنصور منها، ويؤخذ آل محمد صغيرهم وكبيرهم، لا يترك منهم أحد إلا حبس ويخرج الجيش في طلب الرجلين.

ويخرج المهدي منها علي سنة موسي خائفا يترقب حتي يقدم مكة، ويقبل الجيش حتي إذا نزلوا البيداء، وهو جيش الهملات خسف بهم فلا يفلت منهم إلا مخبر، فيقوم القائم بين الركن والمقام فيصلي وينصرف، ومعه وزيره.

فيقول: يا أيها الناس إنا نستنصر الله علي من ظلمنا، وسلب حقنا ، من يحاجنا في الله فأنا أولي بالله ومن يحاجنا في آدم فأنا أولي الناس بآدم، ومن حاجنا في نوح فأنا أولي الناس بنوح، ومن حاجنا في إبراهيم فأنا أولي الناس بإبراهيم ومن حاجنا بمحمد فأنا أولي الناس بمحمد، ومن حاجنا في النبيين فنحن أولي الناس بالنبيين،

ص: 399

ومن حاجنا في كتاب الله فنحن أولي الناس بكتاب الله .

إنا نشهد وكل مسلم اليوم أنا قد ظلمنا، وطردنا، وبغي علينا، وأخرجنا من ديارنا وأموالنا وأهالينا، وقهرنا إلا أنا نستنصر الله اليوم وكل مسلم.

ويجيء والله ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا فيهم خمسون امرأة يجتمعون بمكة علي غير ميعاد قزعا كقزع الخريف، يتبع بعضهم بعضا، وهي الآية التي قال الله :«أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَيٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ»[البقرة : 168] فيقول: رجل من آل محمد وهي القرية الظالمة أهلها .

ثم يخرج من مكة هو ومن معه الثلاثمائة وبضعة عشر يبايعونه بين الركن والمقام، معه عهد نبي الله صلي الله عليه و آله ورايته، وسلاحه، ووزيره معه، فينادي المنادي بمكة باسمه وأمره من السماء، حتي يسمعه أهل الأرض كلهم اسمه اسمه نبي.

ما أشكل عليكم فلم يشكل عليكم عهد نبي الله صلي الله عليه و آله ورايته وسلاحه والنفس الزكية من ولد الحسين فإن أشكل عليكم هذا فلا يشكل عليكم الصوت من السماء باسمه وأمره وإياك وشذاذ من آل محمد صلي الله عليه و آله فإن لآل محمد وعلي راية ولغيرهم رايات فالزم الأرض ولا تتبع منهم رجلا أبدا حتي تري رجلا من ولد الحسين، معه عهد نبي الله ورايته وسلاحه، فإن عهد نبي الله صار عند علي بن الحسين ثم صار عند محمد بن علي، ويفعل الله ما يشاء.

فالزم هؤلاء أبدا، وإياك من ذكرت لك، فإذا خرج رجل منهم معه ثلاث مائة وبضعة عشر رجلا، ومعه راية رسول الله صلي الله عليه و آله و عامدا إلي المدينة حتي مر بالبيداء حتي يقول: هذا مكان القوم الذين يخسف بهم وهي الآية التي قال الله : «أَفَأَمِنَ الَّذِينَ مَكَرُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ يَخْسِفَ اللَّهُ بِهِمُ الْأَرْضَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لَا يَشْعُرُونَ(45)أَوْ يَأْخُذَهُمْ فِي تَقَلُّبِهِمْ فَمَا هُمْ بِمُعْجِزِينَ(46)»[النحل: 45-46] فإذا قدم المدينة أخرج محمد بن الشجري علي سنة يوسف ثم يأتي الكوفة فيطيل بها المكث ما شاء الله أن يمكث حتي يظهر عليها ثم يسير حتي يأتي العذرا - وما

ص: 400

العذراء قال الفيروزآبادي : والعذراء : بلا لام موضع علي بريد من دمشق قتل به معوية حجر بن عدي، أو قرية بالشام - هو ومن معه، وقد الحق به ناس كثير ، والسفياني يومئذ بوادي الرملة.

حتي إذا التقوا وهم يوم الأبدال يخرج أناس كانوا مع السفياني من شيعة آل محمد صلي الله عليه و آله، ويخرج ناس كانوا مع آل محمد إلي السفياني ، فهم من شيعته حتي يلحقوا بهم، ويخرج كل ناس إلي رايتهم. وهو يوم الأبدال

قال أمير المؤمنين عليه السلام : ويقتل يومئذ السفياني ومن معهم حتي لا يدرك منهم مخبر، والخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب، ثم يقبل إلي الكوفة فيكون منزله بها .

فلا يترك عبدا مسلما إلا اشتراه وأعتقه، ولا غارما إلا قضي دينه، ولا مظلمة لأحد من الناس إلا ردها ، ولا يقتل منهم عبد إلا أدي ثمنه - دية مسلمة إلي أهلها - ولا يقتل قتيل إلا قضي عنه دينه وألحق عياله في العطاء حتي يملا الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا وعدوانا ويسكنه هو وأهل بيته الرحبة.

والرحبة إنما كانت مسكن نوح وهي أرض طيبة، ولا يسكن رجل من آل محمد ولا يقتل إلا بأرض طيبة زاكية، فهم الأوصياء الطيبون(1)

قال علي بن أبي طالب عليه السلام :

إذا بعث السفياني إلي المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء وبلغ ذلك أهل الشام

قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه وأدخل في طاعته وإلا قتلناك، فيرسل إليه بالبيعة، ويسير المهدي حتي ينزل بيت المقدس، وتنقل إليه الخزائن، وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم.

ص: 401


1- بحار الأنوار، العلامة المجلسي ج2، ص222.

وغيرهم في طاعته من غير قتال، حتي تبني المساجد بالقسطنطينية وما دونها ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل المشرق، يحمل السيف علي عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل، ويتوجه إلي بيت المقدس، فلا يبلغه حتي يموت(1)

قال رسول الله صلي الله عليه و آله :

يأتيه عصاب العراق وأبدال الشام فيبايعونه بين الركن والمقام فيلقي الإسلام بجرانه(2)

لبنان، والمسلمون خلفهم يطردونهم حتي ينتهوا إلي القسطنطينية، وعلي المسلمين رجل آدم منتقل رمحه، حتي إذا انتهي إلي النهر الذي عند القسطنطينية ترك الوالي ليتوضأ فيتأخر الماء عنه ، ثم يطلبه فيتأخر، فإذا رأي ذلكر كب دابته، ثم يقول: يا هؤلاء، هذا أمر يريده الله ، هلموا فأجيزوا فيجيزون حتي ينتهوا إلي حائط القسطنطينية، ثم يكبرون تكبيرة رجل واحد، فيسقط منها إثنا عشر برجا فيومئذ يقتل رجالها وتسبي نساؤها وتؤخذ أموالها ، فبيناهم علي ذلك إذ أتاهم آت فقال: إن الدجال قد خرج بالشام، فيخرج القوم، فمن كان أخذ ندم ألا يكون استزاد، لسنين يكون أمام الدجال فيجدونه لم يخرج، فقل ما يلبث حتي يخرج.

والحمد لله رب العالمين بإذنه وعفوه وقدرته تم كتاب تنبوات النبي والأئمة الأحداث الأئمة

بقلم خادم أهل البيت الشيخ مهدي جعفر

20 جمادي الآخر ولادة سيدة نساء العالمين الزهراء عليهاالسلام

ص: 402


1- معجم احاديث الإمام المهدي (عجل الله تعالي فرجه الشريف)، الشيخ علي الكوراني العاملي ج3 ص119.
2- كتاب الفتنة، نعيم بن حماد المروزي ص214.

مصادر الكتاب

1- القرآن الكريم

2- الإنجيل القديم

3- نهج البلاغة

4-بحار الأنوار

5 - جامع الأخبار

6- تقويم البلدان

7- صحيح البخاري

8- صحيح مسلم

9- الصواعق المحرقة

10- عيون أخبار الرضا

11- الكافي

12- مسند أحمد بن حنبل

13 - وسائل الشيعة

14 - ينابيع المودة

15 - يوم الخلاص

16 - بشارة الإسلام

17 - المهدي

18 - الملاحم والفتن

19 - موجز تواريخ أهل البيت

20 - نخبة البر والبحر

21 - موسوعة الإمام علي

22 - أعلام الهداية

ص: 403

ص: 404

الفهرس

الموضوع الصفحه

المقدمة ... 7

تنبؤات النبي الأعظم محمد صلي الله عليه و اله ... 11

ما منا إلا مقتول أو مسموم ... 18

تنبؤات السيدة الزهراء عليها السلام ... 29

تنبؤات الإمام علي عليه السلام ... 33

التنبؤات في حق أصحابه ... 38

تنبؤات في حق أعدائه ... 62

تنبؤات في حق الأقاليم والملل والنحل ... 69

كربلاء ... 97

البصرة ... 106

مكة في آخر الزمان ... 123

القدس (بيت المقدس) في آخر الزمان ... 126

القدس وثورة الحجارة ... 132

إسرائيل والهيكل ... 134

لبنان في آخر الزمان ... 135

سوريا في آخر الزمان ... 139

الشام في آخر الزمان 140

دمشق في آخر الزمان ... 145

حلب في آخر الزمان ... 148

حمص في آخر الزمان ... 149

ص: 405

البحرين في آخر الزمان ... 150

عمان في آخر الزمان ... 151

اليمن في آخر الزمان ... 153

العراق في آخر الزمان ... 154

ضرب العراق بالقنبلة الذرية ... 158

الكوفة والحيرة في آخر الزمان ... 159

البصرة في آخر الزمان ... 163

بغداد في آخر الزمان ... 172

الموصل في آخر الزمان ... 174

الرقة في آخر الزمان ... 175

مصر في آخر الزمان ... 176

أهواز وخراسان في آخر الزمان ... 180

سلاح أهل خراسان في آخر الزمان ... 182

همدان في آخر الزمان ... 183

تركيا في آخر الزمان ... 184

آسيا في آخر الزمان الهند / كوريا / كامبوديا / تايلاند / سنغافور / نيبال ... 187

الطالقان في آخر الزمان ... 220

تنبؤات الإمام الحسن عليه السلام ... 323

تنبؤات الإمام الحسين عليه السلام ... 325

تنبؤات الإمام زين العابدين عليه السلام ... 329

تنبؤات الإمام الباقر عليه السلام ... 331

تنبؤات الإمام جعفر الصادق عليه السلام ... 334

تنبؤات الإمام الرضا عليه السلام ... 348

تنبؤات الإمام الجواد عليه السلام ...354

ص: 406

تنبؤات الإمام الكاظم عليه السلام ..... 356

تنبؤات الإمام الهادي عليه السلام ... 358

تنبؤات الإمام أبو محمد الحسن العسكري عليه السلام ... 359

تنبؤات الإمام الحجة المنتظر عليه السلام ... 363

ص: 407

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.