موسوعة في أحاديث الإمام المهدي ، الضعيفة والموضوعة.
المؤلف : دكتر عبد العليم عبد العظيم البستوي.
المجموعة : مصادر الحديث السنية - القسم العام.
سنة الطبع : 1420 - 1999 م.
دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع.
بيروت - لبنان.
ص :1
بسم الله الرحمن الرحيم
ص :2
الموسوعة في أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة.
تأليف: الدكتور عبد العليم عبد العظيم البستوي.
المكتبة المكية.
دار ابن حزم.
ص :3
جميع الحقوق محفوظة.
الطبعة الأولي.
1420 ه - 1999 م.
الكتب والدراسات التي تصدرها الدار.
تعبر عن آراء واجتهادات أصحابها.
المكتبة المكية.
حي الهجرة - مكة المكرمة - السعودية - هاتف وفاكس: 5340822.
دار ابن حزم للطباعة والنشر والتوزيع.
بيروت - لبنان - ص ب: 6366 / 14 - تلفون: 701974.
ص :4
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد. فهذا هو القسم الثاني من كتابي، " الأحاديث الواردة في المهدي في ميزان الجرح والتعديل " وينفرد هذا القسم بذكر الأحاديث الضعيفة والموضوعة الواردة في هذا الموضوع، ولذلك سميته " الموسوعة في أحاديث المهدي الضعيفة والموضوعة "، وقد سبق أن صدر القسم الأول من الكتاب باسم " المهدي المنتظر في ضوء الأحاديث والآثار الصحيحة وأقوال العلماء وتصورات الفرق المختلفة " وقد أفردته بذكر الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في الموضوع فبلغت ستة وأربعين ما بين حديث وأثر وهو كل ما ثبت في الباب حسب علمي واطلاعي.
وقدمته بمقدمة مفصلة ذكرت فيها أمورا أخري تتعلق بالمهدي وختمته بخاتمة ذكرت فيها خلاصة ما ثبت بالبحث والتحقيق مأربهم وأغراضهم الفاسدة، فأصبح كتابا مستقلا بذاته لمن يريد الاكتفاء بمعرفة حقيقة هذا الموضوع.
ص :5
وكما ذكرت في مقدمة القسم الأول من الكتاب بأن هذا الموضوع قد أخطأ فيه فريقان من الناس. ففريق أنكر كل ما ورد في هذا الباب من أحاديث وكذبها وإن كان صحيحا حسب القواعد العلمية. وفريق آخر قبل واحتج بكل ما ورد وإن كان ضعيفا أو موضوعا. وقد استغل كثير من المفسدين والمغرضين أفرادا أو فرقا هذه الأخبار الضعيفة والموضوعة لتحقيق أطماعهم الفاسدة وادعاءاتهم الكاذبة فأفسدوا في الأرض وأثاروا كثيرا من الفتن والقلاقل وذلك كان لا بد من بيان ما في هذه الأخبار من ضعف ووهاء ليكون المسلم علي حذر منها ولا يقع فريسة لتضليل المضلين وإفساد المفسدين.
ويشتمل هذا القسم علي بابين وهما:
الباب الأول: في ذكر الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة الصريحة في ذكر المهدي.
الباب الثاني: في ذكر الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة غير الصريحة في ذكر المهدي.
ولقد بحثت في هذه الأحاديث سندا ومتنا وبينت درجتها علي قدر علمي وجهدي في ضوء قواعد علماء الحديث.
وبقيت هناك أحاديث وآثار قليلة ذكرها العلماء في كتبهم في باب المهدي ولم أطلع علي أسانيدها فذكرتها في آخر الكتاب إلي أن أتمكن من العثور علي مصادرها.
وهكذا فمجموع ما ورد في هذا الجزء مائتان واثنتان وتسعون رواية ما بين حديث مرفوع أو أثر موقوف أو مقطوع أو دون ذلك، وقد رقمتها برقم متسلسل خاص بهذا الجزء مع رقم آخر بين قوسين متسلسل مع أحاديث وآثار الجزء الأول فبلغ مجموعها ثلاثمائة وثماني وثلاثين رواية.
وهذا هو جهد المقل فما أصبت فيه فبفضل الله وإحسانه وتوفيقه،
ص :6
وما أخطأت فيه فأرجو منه سبحانه العفو والمغفرة، وأسأل الله أن يجعل عملي هذا وغيره خالصا لوجهه وينفعني به في هذه الدنيا ويوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم، ويعم بنفعه المسلمين ويجعل ذلك في حسناتي إلي يوم الدين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وقد انتهيت من مراجعة هذا الجزء - تمهيدا لتقديمه إلي المطبعة - بمكة المكرمة حرسها الله تعالي عصر يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر ذي القعدة 1416 ه الموافق 11 / أبريل 1996 م.
وصلي الله علي نبينا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين.
وكتبه أبو بسام عبد العليم عبد العظيم البستوي
ص :7
ص :8
ص :9
ص :10
1 - (47) عن عثمان بن عفان قال: سمعت النبي صلي الله عليه وسلم يقول:
" المهدي من ولد العباس عمي ".
أخرجه الدارقطني في الافراد، وعن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية قال: أنا محمد بن عمر الأرموي ومحمد بن عبد الملك بن خيرون وعبد الرحمن بن محمد القزاز قالوا: أنا عبد الصمد بن المأمون قال: أنا الدارقطني قال:
نا إبراهيم بن عبد الصمد الهاشمي، قال نا محمد بن الوليد القرشي، قال نا أسباط بن محمد، عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان بن عفان، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
فذكره (1).
وقال الألباني: أخرجه الدارقطني في الافراد من طريق محمد بن الوليد القرشي، ثنا أسباط بن محمد، وصلة بن سليمان الواسطي، عن سليمان التيمي، عن قتادة، عن سعيد بن المسيب، عن عثمان بن عفان
ص :11
مرفوعا فذكره (1).
وعزاه المناوي إلي الديلمي في مسنده (2).
وعزاه السيوطي إلي ابن عساكر في تاريخه (3).
(1) محمد بن الوليد القرشي: وهو محمد بن الوليد بن أبان القلانسي البغدادي مولي بن هاشم: توفي 363 ه. وهو كذاب.
قال ابن عدي: كان يضع الحديث ويصله ويسرقه ويقلب الأسانيد والمتون. وقال: سمعت الحسين بن أبي معشر يقول: كذاب. وقال أبو عروبة: كذاب.
وترجم له الخطيب في تاريخ بغداد فلم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (4).
(2) صلة بن سليمان الواسطي، العطار، أبو زيد. كذبه أبو داود وابن معين في رواية وفي أخري: ليس بثقة وقال في رواية ضعيف.
وقال النسائي وأبو حاتم: متروك الحديث. وقال البخاري: ليس
ص :12
بذاك القوي (1).
ولكنه مع كونه كذابا لم ينفرد بهذه الرواية عن سليمان التيمي بل رواه أيضا أسباط بن محمد وهو ثقة ضعف في الثوري (2).
(3) قتادة: ثقة مدلس وقد عنعن. تقدمت ترجمته.
قال الدارقطني بعد ذكره: غريب، تفرد بن محمد بن الوليد مولي بني هاشم بهذا الاسناد (3). وقد أورده ابن الجوزي في الأحاديث الواهية كما سبق وقال: تفرد به محمد بن الوليد وقال ابن عدي كان يضع الحديث (4).
وقال السمهودي: أما هذا ففيه محمد بن الوليد وضاع (5).
وقال الذهبي: وضعه محمد بن الوليد علي أسباط (6).
ورمز له السيوطي بالضعف (7).
وقال الألباني: موضوع.. ومما يدل علي كذب هذا الحديث أنه مخالف لقوله صلي الله عليه وسلم المهدي من عترتي من ولد فاطمة. وإسناده جيد (8).
ص :13
الحديث موضوع وآفته محمد بن الوليد القرشي.
وبعد ما ثبت أن الحديث موضوع فلا حاجة إلي محاولة الجمع بين هذا الحديث والأحاديث الأخري التي تبين أن المهدي من أولاد فاطمة.
كما فعل ذلك غير واحد من المؤلفين (1).
ص :14
2 - (48) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: أنه قال للنبي صلي الله عليه وسلم:
" أمنا المهدي أم من غيرنا يا رسول الله؟ قال: بل منا، بنا يختم الله كما بنا فتح، وبنا يستنقذون من الشرك، وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة بينة كما بنا ألف بين قلوبهم بعد عداوة الشرك ".
قال علي: أمؤمنون أم كافرون؟ قال: مفتون وكافر.
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط قال: ثنا أحمد بن محمد بن خالد بن حبان، ثنا محمد بن سفيان الحضرمي، ثنا أبن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن جابر، عن عمر بن علي بن أبي طالب (1) أنه قال للنبي صلي الله عليه وسلم: فذكره (2).
(2) وأخرجه نعيم بن حماد عن الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي زرعة، عن عمر بن علي، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: بنا يختم الدين كما بنا فتح وبنا يستنقذون من الشرك وقال أحدهما من الضلالة وبنا يؤلف الله بين قلوبهم بعد عداوة الشرك وقال أحدهما الضلالة والفتنة (3).
(3) وأخرجه أبو نعيم في " أخبار المهدي " كما ذكر السيوطي (4).
ص :15
(1) أحمد بن محمد بن خالد بن حبان: شيخ الطبراني هكذا كنت نقلته من المخطوط ولم أجد له ترجمة. ثم تبين لي بعد الرجوع إلي المطبوع من المعجم الأوسط (1 / 136 / 157) ومجمع البحرين (7 / 281 / 4458) أن الصواب أحمد بن يحيي بن خالد. وقد ذكره ابن أبي يعلي في طبقات الحنابلة (1 / 84) وقال: أحد من روي عن إمامنا أحمد. ولم يزد عليه ابن مفلح (المقصد الأرشد 1 / 208 / 187) ولا العليمي (المنهج الاحمد 1 / 367 / 307) شيئا.
(2) ابن لهيعة: هو عبد الله بن لهيعة: ابن عقبة الحضرمي، أبو عبد الرحمن المصري، القاضي. صدوق، خلط بعد احتراق كتبه، ورواية ابن المبارك وابن وهب عنه أعدل من غيرهما، وله في مسلم بعض شئ مقرون. مات 174 ه (م د ت ق).
وقد اختلف العلماء في شأنه فمنهم من قبل روايته قبل احتراق كتبه وردها بعده كعبد الرحمن بن مهدي والفلاس وغيرهما، ومنهم من ردها مطلقا كابن معين والنسائي وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم.
وقال أحمد: " من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه وضبطه واتقانه. ولكنه قال أيضا: ما حديث ابن لهيعة بحجة وإني لأكتب كثيرا مما أكتب لاعتبر به ويقوي بعضه بعضا ". أما سماع عبد الله بن المبارك وعبد الله بن وهب وعبد الله بن يزيد المقرئ عنه فهو أجود وأقوي. إما لأنهم سمعوا قبل اختلاطه كما قال الفلاس، أو لأنهم كانوا يتتبعون أصوله كما قال أبو زرعة.
قال الذهبي في المغني: ضعيف. وقال في الديوان: العمل علي تضعيف حديثه. والله أعلم (1).
ص :16
(3) عمرو بن جابر الحضرمي، أبو زرعة المصري، من الرابعة، توفي بعد 120 ه (ت ق).
متروك الحديث.
قال سعيد بن أبي مريم سمعت ابن لهيعة يقول: عمرو بن جابر كان ضعيف العقل. كان يقول علي في السحاب، وكان يجلس معنا فيبصر سحابة فيقول: هذا علي قد مر في السحاب، كان شيخا أحمق. قال أحمد: روي عن جابر مناكير وبلغني أنه كان يكذب.
قال النسائي: ليس بثقة. قال الجوزجاني: غير ثقة علي جهل وحمق. قال ابن حبان: لا يحتج بخبره. قال الأزدي: كذاب. قال الذهبي: هالك. وقال ابن حجر: ضعيف شيعي.
قال أبو حاتم: صالح الحديث له نحو عشرين حديثا. وذكره البرقي فيمن ضعف بسبب التشيع وهو ثقة. وذكره يعقوب بن سفيان في جملة الثقات وصحح الترمذي حديثه. قال ابن عدي: فيما يرويه مناكير وبعضها مشاهير إلا أنه في جملة الضعفاء ومن جملة الشيعة وكان الناس يذمونه من الوجهين من قوله في علي ومن ضعفه في رواياته (1).
(5) عمر بن علي بن أبي طالب الهاشمي: ثقة من الثالثة. مات في زمن الوليد وقيل قبل ذلك (ع). وثقه العجلي وذكره ابن حبان في الثقات (2).
ص :17
ففي هذا الاسناد عمرو بن جابر الحضرمي وهو متروك وابن لهيعة ضعيف. بالإضافة إلي أن عمر بن علي بن أبي طالب لم يدرك النبي صلي الله عليه وسلم ولا أدري هل أنه أرسله كما يظهر من رواية نعيم بن حماد أم سقط اسم علي بن أبي طالب من أحد الرواة أو النساخ كما يظهر من رواية الطبراني. والله أعلم. وقد ذكره الهيثمي والسيوطي عن علي بن أبي طالب، مرفوعا (1).
قال الهيثمي: فيه عمرو بن جابر الحضرمي وهو كذاب (2).
إسناده ضعيف جدا.
ص :18
3 - (49) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قلت:
يا رسول الله: المهدي منا أئمة الهدي أم من غيرنا؟ قال: بل منا، بنا يختم الدين كما بنا فتح وبنا يستنقذون من ضلالة الفتنة كما استنقذوا من ضلالة الشرك وبنا يؤلف الله بين قلوبهم في الدين بعد عداوة الفتنة كما ألف الله بين قلوبهم ودينهم بعد عداوة الشرك.
(1) أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال:
حدثنا الوليد، عن علي بن حوشب سمع مكحولا يحدث عن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله فذكره (1).
(2) وأخرجه أيضا من طريق آخر قال:
حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن إسرائيل بن عباد عن ميمون القداح عن أبي الطفيل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
وقال أحدهما: عن علي رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم (2).
(3) وعزاه السيوطي إلي أبي نعيم في أخبار المهدي (3).
(1) الوليد بن مسلم القرشي. ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية. ستأتي ترجمته بتفصيل.
ص :19
مكحول: أبو عبد الله الشامي. ثقة فقيه كثير الارسال. من الخامسة مات بضع عشرة ومائة (م 4). ولكنه لم يسمع من علي بن أبي طالب قال أبو حاتم: سألت أبا مسهر هل سمع مكحول من أحد من أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم؟ قال: ما صح عندنا إلا أنس بن مالك (1).
أما علي بن حوشب فلا بأس به كما في ترجمته في التقريب.
(1) الوليد بن مسلم. ثقة لكنه مدلس وقد عنعن. تقدم آنفا.
وقد توبع برشدين وهو:
رشدين بن سعد: بن مفلح المهري. أبو الحجاج المصري ضعيف.
من السابعة. توفي 188 ه (ت ق).
ضعفه أحمد وابن معين والفلاس وأبو زرعة وابن سعد وابن قانع ويعقوب بن سفيان والدارقطني وغيرهم. وقال ابن معين مرة: لا يكتب حديثه. وكذلك قال ابن نمير والنسائي في رواية. وقال النسائي أيضا: متروك الحديث. قال أبو حاتم: منكر الحديث وفيه غفلة يحدث بالمناكير عن الثقات، ضعيف الحديث ما أقربه من داود بن المحبر وابن لهيعة أستر ورشدين أضعف.
(2) ابن لهيعة: عبد الله. ضعيف. تقدم.
(3) إسرائيل بن عباد المكي، أبو معاذ، قال ابن حجر: وذكره الطوسي
ص :20
في رجال الشيعة وكان ثقة، من الرواة عن أبي جعفر الباقر رضي الله عنه.
(4) ميمون القداح: لم أجد له ترجمة، ولعله والد عبد الله بن ميمون القداح أحد الهلكي وله ترجمة في التهذيب.
(5) أبو الطفيل: عامر بن واثلة. آخر من مات من الصحابة.
فالاسناد الأول منقطع. مكحول لم يسمع من علي والوليد مدلس وعنعن.
وفي الثاني ابن لهيعة: وهو ضعيف. وميمون القداح: لم أعرفه ومدارهما علي نعيم وهو كثير الوهم، وراوي الكتاب عنه:
ضعيف. والله أعلم.
إسناده ضعيف. وهذا الحديث يختلف عن سابقه في بعض فقرات متنه.
ص :21
4 - (50) عن علي رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" هو (المهدي) رجل من أهل بيتي ".
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن في باب " نسبة المهدي " قال: حدثنا الوليد، عن ابن لهيعة، وأخبرني عياش بن عباس، عن ابن زرير، عن علي رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: فذكره (1).
(1) الوليد بن مسلم ثقة يدلس تدليس التسوية. وقد عنعن. تقدم.
(2) ابن لهيعة: عبد الله. ضعيف. تقدم.
(3) عياش بن عباس: القتباني، الحميري. أبو عبد الرحيم ويقال: أبو عبد الرحمن المصري. ثقة. من السادسة. مات 133 ه (ز م 4).
وثقه ابن معين وأبو داود وابن حبان. وقال النسائي: ليس به بأس.
وقال أبو حاتم: صالح (2).
(65) ابن زرير: عبد الله بن زرير، الغافقي. ثقة رمي بالتشيع. مات 180 أو بعدها (د س ق).
وثقه العجلي وابن سعد وذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن يونس: كان من شيعة علي والوافدين إليه من مصر (3).
إسناده ضعيف:
ص :22
لعنعنة الوليد بن مسلم وضعف شيخه ابن لهيعة.
ولكن المعني قد ورد عن طريق آخر عن علي (رقم 1 من الجزء الأول).
ص :23
5 - (51) عن عبد الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" المهدي من ولد فاطمة ".
أخرجه ابن عدي في الكامل في ترجمة سويد بن سعيد قال: ثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، ثنا سويد بن سعيد: ثنا سفيان بن عيينة:
عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
(1) سويد بن سعيد: بن سهل الهروي الأصل، ثم الحدثاني الأنباري أبو محمد. توفي 240 ه. صدوق في نفسه، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه. من قدماء العاشرة (م ق).
وثقه أحمد والدارقطني ومسلمة بن قاسم. وقال أبو حاتم: كان صدوقا وكان يدلس ويكثر ذلك يعني التدليس.
وقال يعقوب بن شيبة: صدوق مضطرب الحديث ولا سيما بعد ما عمي. وقال صالح جزرة: صدوق إلا أنه كان أعمي فكان يلقن أحاديث ليست من حديثه. وكان أبو زرعة سيئ القول فيه ولكنه قال أما كتبه فصحاح وكنت أتتبع أصوله فأكتب منها فأما إذا حدث من حفظه فلا.
قال البخاري: فيه نظر عمي فتلقن ما ليس من حديثه. وقال أيضا:
ضعيف جدا. وقال مرة: ضعيف. وقال مرة: حديثه منكر. وضعفه النسائي أيضا وقال مرة: ليس بثقة ولا مأمون. وفي الضعفاء له:
ليس بثقة. وقال ابن المديني: ليس بشئ. وقد أنكر عليه حديث
ص :24
(من عشق فعف وكتم ومات فهو شهيد) حتي قال ابن معين: هو حلال الدم. وقال: لو كان لي فرس ورمح غزوت سويدا. قال الذهبي: كان صاحب حديث وحفظ لكنه عمر وعمي فربما لقن ما ليس من حديثه (1).
ورجال الحديث كلهم ثقات غير سويد بن سعيد وهو ضعيف.
قال ابن عدي: هكذا ثنا عن سويد فقال " المهدي من ولد فاطمة " وإنما يروي الناس هذا الحديث عن ابن عيينة " لا تذهب الأيام والليالي حتي يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ". فجاء سويد بلفظة ليست منها وما أظن وافقه عليه أحد.
إسناده ضعيف.
وقد روي المتن بسند آخر عن أم سلمة رضي الله عنها وإسناده حسن وهو رقم 9 من الجزء الأول.
ص :25
6 - (52) عن عبد الله بن مسعود عن النبي صلي الله عليه وسلم:
" المهدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ".
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال:
أخبرنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد الطبراني، حدثنا أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي، حدثنا نعيم بن حماد، حدثنا يحيي بن يمان، حدثنا سفيان وزائدة، عن عاصم أبي وائل (1)، عن زر عن عبد الله، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: فذكره (2).
(2) وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا يحيي بن اليمان عن الثوري سفيان، وزائدة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن زر، عن عبد الله عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: المهدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي (3).
(3) وأخرجه نعيم أيضا في موضع آخر فقال: حدثنا ابن عيينة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: المهدي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي وسمعته غير مرة لا يذكر اسم أبيه (4).
(4) وأخرجه ابن عساكر أيضا كما في كنز العمال (5).
ص :26
(1) أبو زيد عبد الرحمن بن حاتم المرادي: ضعيف.
قال ابن الجوزي: متروك الحديث. وعقب عليه الذهبي فقال هذا من شيوخ الطبراني، ما علمت به بأسا. يروي عن نعيم بن حماد وجماعة. ونقل ابن حجر في لسان الميزان عن ابن يونس في تاريخ مصر أنه قال: تكلموا فيه. توفي سنة 294 ه. حدث عن أبي صالح كاتب الليث وقال مسلمة بن القاسم: ليس عندهم بثقة (1).
قال الذهبي في الديوان والمغني: ضعيف.
(2) نعيم بن حماد: صدوق يخطئ كثيرا. كما تقدم في مقدمة الجزء الأول بتفصيل.
(3) يحيي بن اليمان: العجلي، أبو زكريا الكوفي. صدوق عابد، يخطئ كثيرا وقد تغير. من كبار التاسعة توفي 189 ه (بخ م 4).
وثقه ابن معين في رواية. وقال مرة: ليس به بأس. وقال أيضا:
أرجو أن يكون صدوقا. وقال أيضا: ليس بثبت لا يبالي أي شئ حدث كان يتوهم الحديث. قال أحمد: ليس بحجة. وقال علي ابن المديني: كان فلج فتغير حفظه. وقال يعقوب بن شيبة: كان صدوقا كثير الحديث وإنما أنكروا عليه أصحابنا كثرة الغلط وليس بحجة إذا خولف. وقال أبو داود: يخطئ في الأحاديث ويقلبها وقال النسائي: ليس بالقوي. قال العجلي: كان من كبار أصحاب الثوري وكان ثقة جائز الحديث متعبدا معروفا بالحديث صدوقا إلا أنه فلج بآخره فتغير حفظه.
ص :27
قال أبو حاتم: مضطرب الحديث، في حديثه بعض الضعف ومحله الصدق. وقال أبو زرعة: يحيي بن اليمان لم يكن عندي ممن يكذب ولكن كان يحمل إليه الشئ.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظ وهو في نفسه لا يتعمد الكذب إلا أنه يخطئ ويشتبه عليه (1).
(4) أبو وائل: هو شقيق بن سلمة الأسدي. ثقة مخضرم. مات في خلافة عمر بن عبد العزيز وله مائة سنة (ع) (2).
ولكن الظاهر أن زيادة " أبي وائل " في هذا الاسناد وهم من بعض الرواة. وهي زيادة منكرة. فقد روي الثقات نحو هذا الحديث عن عاصم عن زر مباشرة بدون هذه الزيادة. ولذلك قال الطبراني كما هو في نسخة كتاب الفتن - والطبراني أحد رواته -: الصواب عن زر بلا أبي وائل عن كعب قال: اسم المهدي محمد أو قال اسم نبي. والله أعلم (3).
وبقية رجاله ثقات.
فمدار الحديث في جميع طرقه علي نعيم وهو لا يحتج به لأنه يخطئ كثيرا وروي عنه المرادي وهو ضعيف. ولذلك فهذا الاسناد ضعيف. وقد روي المعني من طرق أخري صحيحة عن سفيان الثوري وزائدة وابن عيينة من حديث ابن مسعود بدون لفظ
ص :28
" المهدي " بالتصريح. فلعل نعيما رواه بالمعني. والله أعلم.
إسناده ضعيف.
ص :29
7 - (53) عن عبد الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي بلاء وتشريدا وتطريدا حتي يأتي قوم من قبل المشرق معهم رايات سود فيسألون الخير فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون ما شاءوا، فلا يقبلونه حتي يدفعوها إلي رجل من أهل بيتي فيملؤها قسطا كما ملؤوها جورا فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا علي الثلج. زاد نعيم (فإنه المهدي).
(1) أخرجه ابن ماجة في باب خروج المهدي (1) قال:
حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا معاوية بن هشام، ثنا علي بن صالح عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال:
بينما نحن عند رسول الله إذ أقبل فتية من بني هاشم فلما رآهم النبي صلي الله عليه وسلم اغرورقت عيناه وتغير لونه قال: فقلت ما نزال نري في وجهك شيئا نكرهه. فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة.
الحديث باللفظ المذكور، ما عدا الزيادة.
(2) وأخرجه نعيم بن حماد أيضا في الفتن قال (2):
حدثنا محمد بن فضيل، وعبد الله بن إدريس، وجرير، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ جاء فتية من بني هاشم فتغير لونه فقلنا: يا
ص :30
رسول الله ما نزال نري في وجهك شيئا تكرهه. فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا وإن أهل بيتي هؤلاء سيقتلون (كذا والصواب سيلقون) بعدي بلاء وتطريدا وتشريدا حتي يأتي قوم من ها هنا من نحو المشرق أصحاب رايات سود يسئلون الحق فلا يعطونه مرتين أو ثلاثا فيقاتلون فينصرون، فيعطون ما سألوا فلا يقبلوها حتي يدفعوها إلي رجل من أهل بيتي فيملؤها عدلا كما ملؤوها ظلما فمن أدرك ذلك منكم فليأتهم ولو حبوا علي الثلج فإنه المهدي.
(3) وأخرجه العقيلي أيضا قال:
حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا عمرو بن عوف، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنا جلوسا عند النبي صلي الله عليه وسلم إذ جاءه فتية من قريش فتغير لونه فقلنا: يا رسول الله إنا لا نزال نري في وجهك الشئ تكرهه فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي تطريدا وتشريدا حتي يجئ قوم من ها هنا وأومأ بيده نحو المشرق أصحاب رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه مرتين أو ثلاثا فيقاتلون فيعطون ما سألوا فلا يقبلون حتي يدفعوها إلي رجل من أهل بيتي يملؤها عدلا كما ملئت ظلما وجورا فمن أدرك ذلك منهم فليأته ولو حبوا علي الثلج (1).
(4) وذكره الذهبي في الميزان عن:
عباد بن يعقوب وإسماعيل بن بنت السدي قالا: أخبرنا عمرو بن القاسم التمار، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله مرفوعا:
ص :31
إذا رأيتم الرايات السود قد خرجت فاتوها ولو حبوا علي الثلج (1).
(5) وأخرج جزءا منه أبو نعيم في أخبار أصبهان قال:
حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا علي بن الوزير، ثنا إسماعيل بن موسي السدي، ثنا عمرو بن القاسم، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: كنا جلوسا عند النبي صلي الله عليه وسلم فرأينا في وجهه شيئا كرهناه فقلنا: يا رسول الله ما نزال نري في وجهك الشئ نكرهه فبما ذاك؟ قال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا وإن أهل بيتي سيلقون بعدي أثرة تطريدا وتشريدا (2).
وليس فيه محل الشاهد الذي نحن بصدده.
(6) وأخرجه أيضا الديلمي في الفردوس بلفظ ابن ماجة (3).
(7) وأخرجه الحاكم أيضا في المستدرك قال:
أخبرني أبو بكر بن دارم الحافظ بالكوفة، ثنا محمد بن عثمان بن سعيد القرشي، ثنا يزيد بن محمد الثقفي، ثنا حبان بن سدير، عن عمرو بن قيس الملائي، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة بن
ص :32
قيس وعبيدة السلماني، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
أتينا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فخرج إلينا مستبشرا يعرف السرور في وجهه فما سألناه عن شئ نكرهه فقال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا وإنه سيلقي أهل بيتي من بعدي تطريدا وتشريدا في البلاد حتي ترتفع رايات سود من المشرق فيسألون الحق فلا يعطونه ثم يسألونه فلا يعطونه فيقاتلون فينصرون فمن أدركه منكم أو من أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبوا علي الثلج فإنها رايات هدي يدفعونها إلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي فيملك الأرض فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (1).
(8) وأخرجه البزار أيضا ولم أطلع عليه ولكن قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية (2):
قال الحافظ أبو بكر البزار: حدثنا الفضل بن سهل، ثنا عبد الله بن داهر الرازي، ثنا أبي، عن ابن أبي ليلي، عن الحكم، عن إبراهيم، عن (3) عبد الله بن مسعود أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ذكر فتية من بني هاشم فاغرورقت عيناه وذكر الرايات قال: فمن أدركها فليأتها ولو حبوا علي الثلج.
ثم قال: وهذا الحديث لا نعلم رواه عن الحكم إلا ابن ليلي ولا نعلم يروي إلا من حديث داهر بن يحيي وهو من أهل الرأي صالح الحديث. وإنما يعرف من حديث يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم.
ص :33
وأخرجه أيضا ابن عدي في الكامل قال:
حدثنا علي بن سعيد بن بشير، حدثنا ابن داهر، ثنا أبي، عن ابن أبي ليلي، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: بينما نحن عند رسول الله صلي الله عليه وسلم أقبل نفر من بني هاشم أو فتية فلما رآهم تغير فقلت ما نزال نري في وجهك ما نكره. قال: إنا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة علي الدنيا وأهل بيتي هؤلاء سيلقون بعدي بلاء حتي يجئ قوم من ها هنا من قبل المشرق أصحاب رايات سود يسألون الحق فلا يعطونه قال فيقاتلون فينصرون ما سألوا فلا يقبلون ثم يعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتي يدفعوها إلي رجل من أهل بيتي يملاها قسطا كما ملئت جورا وظلما فمن أدرك منكم ذلك الزمان فليجيئهم ولو حبوا علي الثلج (1).
(10) وعزاه السيوطي في الحاوي إلي أبي نعيم في " أخبار المهدي " ولم أطلع عليه ولكن أخرج هو نفسه في أخبار أصبهان أول الحديث كما سبق ذكره. فالغالب أن سنده في الكتابين واحد، ونسبه الديلمي إلي الطبراني أيضا ولم أره.
تلتقي جميع الطرق في قسم (ألف) في يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله بن مسعود. ويزيد هو: يزيد بن أبي زياد القرشي الهاشمي، مولاهم، أبو عبد الله الكوفي. توفي 137 ه. أخرج له مسلم مقرونا بغيره وأخرج له الأربعة. قال ابن الفضيل: " كان من أئمة الشيعة الكبار " واختلف العلماء في شأنه وإليك أقوالهم:
ص :34
قال يعقوب بن سفيان: ويزيد وإن كانوا يتكلمون فيه لتغيره فهو علي العدالة والثقة وإن لم يكن مثل الحكم والمنصور.
قال أحمد بن صالح المصري: يزيد بن زياد ثقة لا يعجبني قول من تكلم فيه.
قال علي بن عاصم قال لي شعبة: ما أبالي إذا كتبت عن يزيد بن أبي زياد ألا أكتب عن أحد.
قال العجلي: جائز الحديث وكان بآخره يلقن.
قال ابن سعد: كان ثقة في نفسه إلا أنه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب.
قال مسلم في مقدمة صحيحه: فإن اسم الستر والصدق وتعاطي العلم يشملهم كعطاء بن السائب ويزيد بن أبي زياد وليث بن أبي سليم ونظرائهم من حمال الآثار ونفال الاخبار.
قال عثمان بن أبي شيبة عن جرير: كان يزيد بن أبي زياد أحسن حفظا من عطاء بن السائب.
قال ابن المبارك: ارم به.
قال شعبة: كان رفاعا.
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: ليس حديثه بذاك. وقال مرة ليس بالحافظ.
ص :35
قال ابن معين: ليس بالقوي. وقال مرة: ضعيف. وقال مرة لا يحتج بحديثه.
قال أبو داود: لا أعلم أحدا ترك حديثه وغيره أحب إلي منه.
قال ابن عدي هو من شيعة الكوفة ومع ضعفه يكتب حديثه.
قال النسائي: ليس بالقوي.
قال الحاكم: يزيد بن أبي زياد ليس بالقوي عندهم.
قال البرديجي: روي عن مجاهد وفيه نظر وليس هو بالقوي.
قال أبو حاتم: ليس بالقوي.
قال أبو زرعة: كوفي لين يكتب حديثه ولا يحتج به.
قال ابن خزيمة: في القلب منه.
قال الدارقطني: لا يخرج عنه في الصحيح ضعيف يخطئ كثيرا.
قال الجوزجاني: سمعتهم يضعفون حديثه.
قال ابن حبان: كان صدوقا إلا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير وكان يتلقن ما لقن فوقعت المناكير في حديثه فسماع من سمع منه قبل التغير صحيح.
هذه هي أقوال أئمة الجرح والتعديل في يزيد بن أبي زياد. ومن أمعن النظر فيها يتبين له أنهم يكادون يجمعون وإن كانت تعبيراتهم مختلفة فلم يتهمه أحد في صدقه بل هو صدوق في نفسه ولكنه ضعف بسبب أخطائه الكثيرة. ومن هذه الأخطاء ما قاله شعبة " وكان رفاعا " أي يرفع إلي الرسول صلي الله عليه وسلم ما ليس من كلامه كقول الصحابة أو غيرهم خطأ ووهما.
ولعل هذا الخطأ قد نشأ فيه بسبب اختلاطه في آخر عمره كما قال ابن سعد: كان ثقة في نفسه إلا أنه اختلط في آخر عمره فجاء بالعجائب.
ص :36
ولهذا نري الحافظ ابن حجر قد جمع بين هذه الأقوال فقال في التقريب:
" ضعيف كبر فتغير وصار يتلقن وكان شيعيا " (1).
وقد رأينا أن مدار الحديث علي يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف فلا يحتج به إلا إذا توبع بمعتبر. قال البوصيري في الزوائد:
هذا إسناد فيه يزيد بن أبي زياد الكوفي مختلف فيه. لكن لم ينفرد به يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم، فقد رواه الحاكم في المستدرك من طريق عمرو بن قيس بن الحكم عن إبراهيم به (2).
والحكم هذا ثقة في رجال الشيخين (3). ولكن ما مدي صحة رواية المتابعة إليه؟ لقد رواها الحاكم والبزار وابن عدي.
فأما طريق الحاكم ففيه:
أبو بكر بن أبي دارم (4) وهو أحمد بن محمد بن السري بن يحيي بن السري التميمي الكوفي. توفي 351 أو 352 ه. وقال فيه الذهبي في المغني: شيخ رافضي لا يوثق به. وقال في الميزان: أبو بكر الرافضي الكذاب. وقال في التذكرة: جمع في الحط علي الصحابة وكان يترفض وقد اتهم في الحديث... وكان موصوفا بالحفظ... روي عنه الحاكم
ص :37
وقال: رافضي غير ثقة. وقال الدولابي: كان مستقيم الامر عامة دهره، ثم في آخر أيامه كان أكثر ما يقرأ عليه المثالب. ثم ذكر بعض موضوعاته وقال: تركته ولم أحضر جنازته (1).
ومحمد بن عثمان بن سعيد القرشي: لم أجد له ترجمة.
ويزيد بن محمد الثقفي: لم أجد له ترجمة.
وأما طريق البزار وابن عدي ففيهما:
عبد الله بن داهر، أبو سليمان الرازي المعروف بالأحمري. وهو متروك الحديث. قال أحمد ويحيي: ليس بشئ. وقال: ما يكتب حديثه إنسان فيه خير. وقال العقيلي: رافضي خبيث.
وقال ابن عدي: عامة ما يرويه في فضائل علي وهو متهم في ذلك.
وقال الذهبي في المغني والديوان: رافضي ضعفوه (2).
وأبو داهر بن يحيي الرازي: وقد قال فيه الذهبي في الميزان " رافضي بغيض لا يتابع علي بلاياه ثم ذكر بعض بلاياه عن العقيلي وقال " فهذا باطل " ولم أر أحدا ذكر داهرا حتي ولا ابن أبي حاتم بلدية ".
وقال ابن حجر في اللسان: إنما لم يذكروه لان البلاء كله من ابنه عبد الله وقد ذكروه واكتفوا به (3).
وهكذا فكل هذه الأسانيد التي تروي متابعة الحكم بن عتيبة ليزيد بن
ص :38
أبي زياد أسانيد ضعيفة جدا، ولا تصلح للمتابعة، وعاد الامر إلي يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف، كما تقدم.
قال وكيع: يزيد بن أبي زياد عن إبراهيم عن علقمة عن عبد الله يعني حديث الرايات: ليس بشئ، وقال أحمد: حديثه عن إبراهيم يعني في الرايات: ليس بشئ.
قال العقيلي: ليس بصحيح، وما أحسن ما روي أبو قدامة: سمعت أبا أسامة يقول في حديث يزيد عن إبراهيم، لو حلف عندي خمسين يمينا قسامة ما صدقته. أهذا مذهب إبراهيم؟ أهذا مذهب علقمة؟ أهذا مذهب عبد الله (1)؟ قال الذهبي في تلخيص المستدرك: هذا موضوع (2). ولعل ذلك لان في إسناد الحاكم من هو متهم.
قال ابن القيم بعد ذكره عن طريق ابن ماجة: وفي إسناده يزيد بن أبي زياد وهو سيئ الحفظ اختلط في آخر عمره وكان يقلد الفلوس (3).
إسناده ضعيف.
ص :39
8 - (54) عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع (1) وإلا فثمان وإلا فتسع. تنعم أمتي فيها نعمة لم ينعموا مثلها، يرسل الله عليهم (2) مدرارا ولا تدخر الأرض بشئ من النبات.
والمال كدوس. يقوم الرجل يقول: يا مهدي أعطني فيقول: خذه ".
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط قال:
حدثنا محمد بن أحمد بن أبي، عن أبي هريرة، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: الحديث (3).
هكذا وردت الرواية في مجمع البحرين، ولكن من الواضح أن هناك سقطا في الاسناد إذ ليس من الممكن أن يكون بين الطبراني وأبي هريرة رجل واحد فقط. ويدل عليه أيضا كلامه بعد رواية الحديث: لم يروه عن هشام بن سعيد (4) إلا مروان تفرد به أبو مزبه (5)، ورواه غيره عن أبي الصديق عن أبي سعيد.
ص :40
(1) وأخرجه أيضا الدارقطني في الافراد (2) وعن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2).
قال الدارقطني: نا يوسف بن يعقوب النيسابوري قال: نا أبو يزيد عمرو بن يزيدج قال: حدثنا محمد بن مروان، عن هشام بن حسان، عن محمد، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: يكون المهدي في أمتي إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع تنعم فيها أمتي نعمة لم ينعموا مثلها. يرسل السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض شيئا من النبات. ويكون المال كدوسا. يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول: خذ (3).
(3) وذكر صديق حسن خان أنه رواه البزار أيضا (4).
في إسناد الدارقطني:
يوسف بن يعقوب النيسابوري. أبو عمرو، توفي 321 أو 322 ه.
وهو متهم. قال الخطيب: كان ضعيفا. وكذبه أبو علي الحافظ وقال البرقاني: لا يسوي شيئا. وقد سقط لأجل ادعائه رواية تاريخ أبي بكر بن أبي شيبة عنه. قال الحاكم في التاريخ: حدث عن كل من
ص :41
شاء (1).
ولكن تبرأ ذمته برواية محمد بن أحمد بن أبي خيثمة (2) عند الطبراني وهو الحافظ الامام الناقد أبو عبد الله النسائي. ولد الحافظ ابن أبي خيثمة صاحب التاريخ. قال القاضي أحمد بن كامل: أربعة كنت أحب بقاءهم فذكر منهم أبو عبد الله هذا وقال ما رأيت أفهم منه ولا أحفظ (3).
ولكن مدارهما علي محمد بن مروان العقيلي وهو:
محمد بن مروان بن قدامة العقيلي. أبو بكر البصري. ويقال العجلي صدوق له أوهام. من الثامنة (مد ق).
وثقه بعض الأئمة ولينه آخرون وهذه أقوالهم:
قال ابن معين: ليس به بأس وكتبت عنه أحاديث.
وقال أيضا: صالح.
ص :42
وقال مرة: صدوق.
وذكره ابن حبان: في الثقات.
قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: رأيت محمد بن مروان العقيلي وحدث بأحاديث وأنا شاهد لم أكتبها وتركتها علي عمد وكتب بعض أصحابنا عنه. كأنه ضعفه.
قال أبو زرعة: ليس عندي بذاك.
وحكي العقيلي: عن ابن معين أنه قال: ليس به بأس قيل له إنه يروي عن هشام عن الحسن يجزئ من الصوم السلام. فكأنه استضعفه.
وأورد له عن يونس بن عبيد عن الحسن عن ابن مغفل في صفة الدجال وقال: لا يتابع عليه (1).
وبقية رجاله ثقات.
فمدار هذا الحديث علي " محمد بن مروان العقيلي " وفيه لين كما تقدم ومثله لا يحتج به إذا انفرد. ولكنه مع ذلك لا ينزل عن درجة الاعتبار فإن وجدت له شواهد أو متابعات يصبح حديثه حسنا لغيره (2).
ص :43
وقد روي هذا الحديث بمثله تماما، محمد بن مروان العقيلي نفسه عن عمارة بن أبي حفصة عن زيد العمي عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد. (انظر رقم 63). ولكنه روي الحديث نفسه هنا عن هشام بن حسان عن محمد عن أبي هريرة.
ومحمد بن مروان له أوهام كما سبق فالذي يميل إليه القلب أن هذا من أوهامه والصواب أن الحديث من مسانيد أبي سعيد الخدري فقد ورد نحوه من طرق كثيرة من حديث أبي سعيد الخدري. وإلي هذا يومئ كلام الطبراني بعد إخراج الحديث حيث قال:
لم يروه عن هشام إلا مروان تفرد به أبو يزيد ورواه غيره عن أبي الصديق عن أبي سعيد (1).
وكذلك ما قاله البزار: " لا نعلم رواه عن هشام إلا محمد بن مروان ولا نعلم تابعه عليه أحد " (2).
والله تعالي أعلم.
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات (3)، ولكن قد تقدم أن محمد بن مروان العقيلي له أوهام ولا يحتج به وحده ولم أجد له متابعة.
إسناده ضعيف.
ص :44
9 - (55) عن أبي هريرة قال:
ذكر (1) رسول الله صلي الله عليه وسلم المهدي فقال: " إن قصر فسبع وإلا فثمان ويملان الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما ".
رواه البزار قال: حدثنا أبو بريد عمرو بن يزيد الجرمي، ثنا محمد بن مروان العقيلي، ثنا هشام، عن محمد، عن أبي هريرة قال: ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم الخ (2).
وهذا هو إسناد الحديث السابق نفسه، غير أن متنه مختلف.
وفيه محمد بن مروان العقيلي وقد تقدم الكلام فيه وأنه له أوهام، والاختلاف عنه في إسناد هذا الحديث ومتنه يدل علي أنه من أوهامه.
قال الهيثمي، رجاله ثقات وفي بعضهم بعض ضعف (3).
إسناده ضعيف.
ص :45
10 - (56) عن العباس بن عبد المطلب قال: لما كان يوم فتح مكة ركبت بغلة رسول الله صلي الله عليه وسلم فسأل عني فقالوا: تقدم إلي قريش ليرد قريشا عن حربك. فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " ردوا علي أبي. لا تقتله قريش كما قتلت ثقيف عروة بن مسعود ".
فخرجت فوارس من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم حتي تلقوني فردوني معهم. فلما رآني رسول الله صلي الله عليه وسلم جهش واعتنقني باكيا. فقلت يا رسول الله إني ذهبت لأنصرك فقال:
" نصرك الله. اللهم انصر العباس وولد العباس " قالها ثلاثا.
ثم قال: " يا عم إن المهدي من ولدك راضيا مرضيا ".
(1) ذكره في كنز العمال عن ابن عساكر وقال: فيه الكديمي (1).
(2) وذكر جزءا منه السيوطي في تاريخ الخلفاء عن ابن عساكر نفسه فقال: قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: أنبأنا أبو القاسم بن بنان، أخبرنا أبو علي بن شاذان، حدثنا جعفر بن محمد الواسطي، حدثنا محمد بن يونس الكديمي، حدثنا عبد الله بن سوار العنبري، حدثنا أبو الأشهب جعفر بن حيان، عن أبي رجاء العطاردي، عن عبد الله بن عباس، عن أبيه رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال له: " اللهم انصر العباس وولد العباس "، قالها ثلاثا ثم قال: " يا عم أما شعرت أن المهدي من ولدك موفقا راضيا مرضيا " (2).
مدار الحديث علي الكديمي.
ص :46
وهو محمد بن يونس بن موسي بن سليمان الكديمي. أبو العباس السامي. أحد المتروكين كما قال الذهبي.
قال فيه الإمام أحمد: " ابن يونس الكديمي حسن المعرفة ما وجد عليه إلا لصحبته للشاذكوني ". ولكن قد كذبه غير واحد. قال أبو عبيد الاجري: " رأيت أبا داود يطلق في الكديمي الكذب ". وكذلك كذبه موسي بن هارون والقاسم بن مطرز وقال: " أنا أجاثيه بين يدي الله تعالي يوم القيامة وأقول إن هذا كان يكذب علي رسولك وعلي العلماء ". وقال الدارقطني: " كان الكديمي يتهم بوضع الحديث وما أحسن القول فيه إلا من لم يخبر حاله ". وقال ابن حبان: " كان يضع الحديث لعله قد وضع علي الثقات أكثر من ألف حديث ".
قال ابن عدي: " اتهم بالوضع وادعي الرواية عمن لمن يرهم. ترك عامة مشايخنا الرواية عنه ومن حدث عنه نسبه إلي جده لئلا يعرف ".
وقال أبو أحمد الحاكم: " الكديمي ذاهب الحديث. تركه ابن صاعد وابن عقده وسمع منه ابن خزيمة ولم يحدث عنه وقد حفظ فيه سوء القول من غير واحد من أئمة الحديث ". وقال الخليلي: ليس بذاك القوي ومنهم من يقويه.
ولقد تسامح معه الحافظ ابن حجر فقال: " ضعيف " (1).
وروي الكديمي أيضا من حديث علي رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال للعباس: " إن الله فتح هذا الامر بي ويختمه بولدك ".
ص :47
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق كما ذكره السيوطي وقال: وفي سنده محمد بن يونس الكديمي وهو وضاع.
الحديث موضوع.
ص :48
11 - (57) عن عبد الله بن العباس عن العباس بن عبد المطلب:
أن النبي صلي الله عليه وسلم نظر إليه مقبلا فقال:
هذا عمي أبو الخلفاء الأربعين من أجود قريش كفا وأحماها. من ولده السفاح والمنصور والمهدي. يا عم، بي فتح الله ابتداء هذا الامر ويختمه برجل من ولدك.
أخرجه ابن الجوزي في الموضوعات قال: أنبأنا محمد بن ناصر قال: أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السمرقندي قال: أنبأنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكناني:
حدثنا أبو عبد الله الحسين بن علي القاضي، حدثنا محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد، حدثنا هلال بن محمد بن أخي هلال الرائي، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا ابن عائشة، حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن عبيد عن أبي جعفر المنصور، عن أبيه، عن جده، عن عبد الله بن العباس: فذكره (1).
في هذا الاسناد:
(1) محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد: متهم. كما قال ابن حجر وقال الذهبي: روي مناكير عن مجاهيل. حدث عنه البرقاني مع اعترافه بأنه ليس بحجة. وقال أبو الوليد الباجي: أنكرت علي أبي بكر المفيد أسانيد ادعاها (2).
ص :49
(1) محمد بن زكريا الغلابي: قال الذهبي: وهو ضعيف وقد ذكره ابن حبان في الثقات، وقال يعتبر بحديثه إذا روي عن ثقة وفي روايته عن المجاهيل بعض المناكير. قال ابن منده: تكلم فيه. وقال الدارقطني: يضع الحديث. وذكر ابن حجر في اللسان بعض رواياته ثم قال: ورجاله ثقات إلا محمد بن زكريا وهو الغلابي المذكور فهو آفته (2).
قال الحافظ برهان الدين الحلبي: الظاهر قولهم أن آفته فلان كناية عن الوضع. ويحتمل أن يكون المراد آفته في رده ونكارته أو غير ذلك (2).
(3) أبو ابن عائشة: وهو محمد بن حفص. روي عنه ابنه. ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (3).
(4) وعمرو بن عبيد: إن كان هو التيمي المعتزلي المشهور فقد قال فيه ابن حجر: كان داعية إلي بدعة اتهمه جماعة مع أنه كان عابدا (قد فق) (4).
وإن كان غيره فلا أدري.
ففي أسناد هذا الحديث أكثر من متهم.
وقد أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقال: هذا حديث موضوع والمتهم به الغلابي فإنه كذاب (5).
ص :50
وذكره السيوطي في اللآلئ المصنوعة وسكت علي ما قاله ابن الجوزي (1).
الحديث موضوع.
ص :51
12 - (58) عن الحسين: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
أبشري يا فاطمة المهدي منك.
أخرجه ابن عساكر كما قال السيوطي في الحاوي (1).
لم أطلع علي إسناده ولكن قال في كنز العمال: وفيه: موسي بن محمد البلقاوي عن الوليد بن محمد الموقري وهما كذابان (2).
وموسي بن محمد البلقاوي هذا:
كذبه أبو زرعة وأبو حاتم. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: متروك. وقال العقيلي: يحدث عن الثقات بالبواطل والموضوعات وقال: منكر الحديث. وقال أبو نعيم: لا شئ. وقال عبد الغني بن سعيد: ضعيف.
قال ابن حبان: كان يدور الشام ويضع الحديث علي الثقات ما لا أصل له عن الاثبات لا يحل الرواية عنه ولا كتابة حديثة إلا علي سبيل الاعتبار للخواص (3).
والوليد بن محمد الموقري: أبو بشر البلقاوي، متروك، من الثامنة (ت ق). كذبه ابن معين. وقال أحمد: ليس بشئ. قال النسائي: ليس
ص :52
بثقة. وقال مرة: متروك الحديث. وضعفه آخرون (1).
الحديث موضوع.
ص :53
13 - (59) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" منا السفاح ومنا المنصور ومنا المهدي ".
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر بن عبد الواحد الهاشمي، قال: نبأنا أبو الحسن علي بن إسحاق بن محمد بن البختري المادرائي قال: نبأنا أبو قلابة الرقاشي.
(2) وأخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن داود الرزاز قال:
أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد قال: أنبأنا أبو قلابة الرقاشي قراءة عليه:
قال: نبأنا أبو ربيعة قال: نبأنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الضحاك عن ابن عباس: قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره. قال النجاد هكذا قرأه علينا أبو قلابة مرفوعا (1).
(3) وأخرجه أيضا بسند آخر قال: أخبرنا الحسن بن أبي بكر قال: نبأنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله بن زياد القطان قال: نبأنا محمد بن الفرج الأزرق، قال: نبأنا يحيي بن غيلان قال: نبأنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الضحاك بن مزاحم، عن عبد الله بن عباس عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: منا السفاح والمنصور والمهدي (2).
(4) وأخرجه البيهقي أيضا: قال: أخبرنا علي بن أحمد بن عبدان، أخبرنا أحمد بن عبيد، حدثنا محمد بن الفرج الأزرق: حدثنا يحيي بن غيلان، حدثنا أبو عوانة، عن الأعمش، عن الضحاك،
ص :54
عن ابن عباس: يرويه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: منا السفاح والمنصور والمهدي (1).
لقد روي الحديث عن أبي عوانة بثلاثة طرق:
الأولي: فيها:
أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، البصري، صدوق يخطئ تغير حفظه لما سكن بغداد (2).
والثانية فيها:
أبو السن علي الرزاز. وكان له ولد يعبث بكتبه ويدخل فيها ما ليس منها. تقدم.
وأبو قلابة الرقاشي: صدوق يخطئ.
وأبو ربيعة: وهو زيد بن عوف البصري، لقبه فهد. روي عن أبي عوانة وحماد بن سلمة، قال البخاري: سكتوا عنه. وقال مسلم، متروك الحديث. قال الذهبي: تركوه (3).
والثالثة فيها:
الحسن بن أبي بكر: لم أعرفه.
وتلتقي الطرق الثلاثة كلها في: أبي عوانة عن الأعمش.. الخ.
والأعمش هو سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي. أبو محمد الكوفي
ص :55
ثقة حافظ عارف بالقراءة ورع. لكنه يدلس. قال الذهبي. ثقة جبل لكنه يدلس. وقال أيضا: هو يدلس وربما يدلس عن ضعيف ولا يدري به فمتي قال حدثنا فلا كلام، ومتي قال عن، تطرق إليه احتمال التدليس إلا في شيوخ له أكثر عنهم كإبراهيم وابن أبي وائل وأبي صالح السمان فإن روايته عن هذا الصنف محمولة علي الاتصال.
وذكره الحافظ ابن حجر في المرتبة الثانية من المدلسين ولكنه نفسه وضعه في الثالثة في النكت علي كتاب ابن الصلاح.
وهذا هو الأولي لأنه ربما دلس عن ضعيف كما سبق، إلا في الشيوخ الذين ذكرهم الذهبي. والله أعلم (1).
والضحاك بن مزاحم: الهلالي، أبو القاسم أو أبو محمد الخراساني صدوق كثير الارسال من الخامسة. مات.. اه (ع). وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة والعجلي والدارقطني وابن حبان وغيرهم. ولكنه كان يرسل عن ابن عباس ولم يلقه. ولاجل هذا ضعفه يحيي بن سعيد القطان قال ابن حبان: لقي جماعة من التابعين. ولم يشافه أحدا من الصحابة ومن زعم أنه لقي ابن عباس فقد وهم (2).
ففي هذا الاسناد عنعنة الأعمش والانقطاع بين الضحاك وابن عباس.
ولذلك قال الذهبي: منكر منقطع (3).
ص :56
وقال ابن كثير: هذا إسناد ضعيف. والضحاك لم يسمع من ابن عباس شيئا علي الصحيح فهو منقطع (1). والله أعلم.
إسناده ضعيف.
وقد روي موقوفا علي ابن عباس وقد تقدم في القسم الأول من الكتاب.
ص :57
14 - (60) عن ابن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" لن تهلك أمة أنا أولها وعيسي ابن مريم آخرها والمهدي في وسطها ".
ذكره السيوطي في الحاوي (1)، وفي الجامع الصغير وقال: أخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي (2).
وقال المناوي: ظاهره أنه ليس في أحد الستة التي هي دواوين الاسلام وإلا لما أبعد النجعة والامر بخلافه فقد رواه منهم النسائي (3).
ولقد بحثت عنه كثيرا في المجتبي ولم أجده فلعله في الكبري.
ولكني بحثته في تحفة الاشراف في مسند ابن عباس وهو يذكر أحاديث الكبري أيضا فلم أجد هذا الحديث في أحاديث ابن عباس. وكذلك بحثته في مجمع البحرين وهو أيضا يذكر كثيرا من أحاديث الكبري فلم أجده.
فلا أدري هل أن السيوطي أبعد النجعة أم أن المناوي هو الذي أخطأ النجعة. والله أعلم.
وقد رمز له السيوطي بالضعف (4).
وهو في كنز العمال: عن ابن عباس بلفظ: كيف تهلك أمة أنا في أولها وعيسي ابن مريم في آخرها والمهدي من أهل بيتي في وسطها.
ص :58
وقال: أخرجه الحاكم في تاريخه وابن عساكر (1).
15 - (61) عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
إذا مات الخامس من أهل بيتي فالهرج الهرج، يموت السابع، ثم كذلك حتي يقوم المهدي.
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا ابن أبي هريرة، عن أبيه، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
فذكره (1).
ابن أبي هريرة: لم أجد له ترجمة.
أبو هريرة لم أجد له ترجمة. ولعله الذي ذكره الذهبي في الميزان فقال أبو هريرة: عن مكحول. وعنه أبو المليح الرقي. لا يعرف " (2).
علي بن أبي طلحة: سالم مولي بني العباس.
أرسل عن ابن عباس ولم يره. صدوق، قد يخطئ. مات 143 ه (م د س ق).
وثقه العجلي وقال النسائي: لا بأس به، وقال أبو داود: هو إن شاء الله مستقيم الحديث ولكن له رأي سوء وكان يري السيف.
قال أحمد: له أشياء منكرات. وقال يعقوب بن سفيان: ضعيف الحديث، منكر، ليس محمود المذهب. وقال أيضا: ليس هو متروك ولا هو حجة.
ص :60
روي عن ابن عباس ولم يسمع منه: بينهما مجاهد (1).
فيه: ابن أبي هريرة وأبوه: لم أجد لهما ترجمة.
وعلي بن أبي طلحة: صدوق يخطئ ولم يسمع من ابن عباس فلا يمكن الاعتماد عليه إلا إذا توبع. بالإضافة إلي ما سبق أكثر من مرة من الكلام في نعيم بن حماد وراوي كتاب الفتن عنه.
إسناده ضعيف.
ص :61
16 - (62) عن ابن عمر قال:
كان رسول الله صلي الله عليه وسلم جالسا في نفر من المهاجرين والأنصار.
علي ابن أبي طالب عن يساره والعباس عن يمينه. إذ تلاحي العباس ورجل من الأنصار فأغلظ الأنصاري للعباس فأخذ النبي صلي الله عليه وسلم بيد العباس ويد علي فقال:
سيخرج من صلب هذا فتي (1) يملأ الأرض جورا وظلما (2). وسيخرج من صلب هذا فتي (3) يملأ الأرض قسطا وعدلا.
فإذا رأيتم ذلك فعليكم بالفتي التميمي فإنه مقبل من قبل المشرق وهو صاحب راية المهدي.
أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا علي بن سعيد، ثنا محمد بن منصور الطوسي، ثنا كثير بن جعفر، ثنا ابن لهيعة، عن عبد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال: فذكره (4).
ثم قال: لم يروه عن عبد الله عن نافع إلا ابن لهيعة تفرد به كثير.
في هذا الاسناد.
(1) علي بن سعيد: بن بشير الرازي. وقال الدارقطني فيه: ليس بذلك
ص :62
تفرد بأشياء. ولكن قال مسلمة بن قاسم: كان ثقة عالما بالحديث.
وقال ابن يونس: كان يفهم ويحفظ (1). فالظاهر أنه حسن الحديث إلا إذا خولف. قال الذهبي: حافظ رحال جوال.
(2) كثير بن جعفر بن أبي كثير: روي عنه إبراهيم بن المنذر وأبو ثابت محمد بن عبد الله. ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في الثقات (2).
(3) ابن لهيعة: عبد الله. ضعيف. تقدم في 44..
(4) عبد الله بن عمر: بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب العمري. ضعيف عابد. من السابعة. مات 171 أو بعدها (م 4) (3).
فهذا إسناد ضعيف. ابن لهيعة وعبد الله بن عمر العمري ضعيفان.
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه ابن لهيعة وفيه لين ولكن الحديث منكر. فإن النبي صلي الله عليه وسلم لم يكن يستقبل أحدا في وجهه بشئ يكرهه وخاصة عمه العباس الذي قال فيه إنه صنو أبيه. والله أعلم (4).
النتيجة:
إسناده ضعيف.
ص :63
17 - (63) عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" يكون في أمتي المهدي، إن قصر فسبع وإلا فتسع، فتنعم فيه أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط، تؤتي أكلها ولا تدخر منهم شيئا، والمال يومئذ كدوس فيقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني، فيقول: خذ ".
(1) أخرجه ابن ماجة قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، ثنا محمد بن مروان العقيلي، ثنا عمارة بن أبي حفصة، عن زيد العمي، عن أبي صديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: واللفظ المذكور له (1).
(2) وأخرجه أيضا الحاكم قال: حدثنا عبد الله بن سعد الحافظ، ثنا إبراهيم بن أبي طالب، وإبراهيم بن إسحاق، وجعفر بن محمد بن أحمد الحافظ، قالوا: حدثنا نصر بن علي، ثنا محمد بن مروان، ثنا عمارة بن أبي حفصة، عن زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلا فتسع تنعم أمتي فيه نعمة لم ينعموا مثلها قط تؤتي الأرض أكلها لا تدخر عنهم شيئا والمال يومئذ كدوس. يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني، فيقول: خذ (2).
(3) وأخرجه أيضا ابن عدي قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس، ثنا يحيي بن خلف، نا محمد بن مروان، نا عمارة بن أبي حفصة،
ص :64
عن زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يكون في أمتي المهدي، إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع تنعم فيها أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط يرسل عليهم السماء مدرارا لا تدخر الأرض شيئا من النبات والمال كدوس يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول: خذ.
قال ابن عدي: وهذا الحديث مداره علي زيد العمي، وبه يعرف (1).
(2) وأخرجه أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، حدثنا أحمد بن ثابت، حدثنا سعيد بن عثمان، حدثنا نصر بن مرزوق، حدثنا علي بن معبد، حدثنا خالد بن سلام، عن محمد بن مهران البجلي (3)، عن عمارة بن أبي حفصة، عن زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يكون في أمتي المهدي. إن قصر فسبع، وإلا فثمان، وإلا فتسع، تنعم فيها أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط، ترسل السماء عليهم مدرارا. لا تدخر الأرض شيئا من نباتها، والمال عنده، يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني. فيقول:
خذ (4).
(5) وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية عن طريق المحاملي فقال:
أخبرنا عبد الوهاب الحافظ، قال: أنا عاصم بن الحسين، قال: نا أبو عمر بن مهدي، قال: نا الحسين بن إسماعيل:
قال: محمد بن المثني قال نا محمد بن مروان، قال: أخبرنا (4)...
ص :65
عن زيد العمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: يكون في أمتي المهدي إن قصر فسبع وإلا فثمان ينعم فيها أمتي نعمة لم ينعموا مثلها قط يرسل السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض شيئا من النبات والمال كدوس يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني فيقول: خذ (1).
(6) وأخرجه أيضا نعيم بن حماد قال: حدثنا محمد بن مروان، عن عمارة بن أبي حفصة، عن زيد العمي، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: يكون المهدي في أمتي إن قصر فسبع وإلا فثمان وإلا فتسع، تنعم أمتي في زمن المهدي نعمة لم ينعموا مثلها قط ترسل السماء عليهم مدرارا ولا تزرع الأرض شيئا من النبات إلا أخرجته والمال كدوس يقوم الرجل فيقول: يا مهدي أعطني، فيقول: خذ (2).
وقال بعد ذكر الجزء الأخير من الحديث في موضع آخر: حدثنا أبو معاوية، عن موسي، عن زيد، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد، عن النبي صلي الله عليه وسلم نحوه. إلا أنه لم يذكر المال (3).
مدار جميع هذه الطرق علي محمد بن مروان العقيلي عن عمارة بن أبي حفصة عن زيد العمي عن أبي الصديق.
ومحمد بن مروان العقيلي: صدوق له أوهام. وقد تقدم.
ص :66
وزيد العمي: ضعيف. وتقدم.
ولذلك فالحديث ضعيف صالح للاعتبار.
وقد ذكره ابن الجوزي في " العلل المتناهية في الأحاديث الواهية " كما سبق وقال:
" فيه محمد بن مروان. قال ابن نمير: هو كذاب. وقال النسائي والرازي: متروك الحديث. وقال ابن حبان: لا يحل كتب حديثه إلا اعتبارا " (1).
ولكن هذا الكلام المذكور في " محمد بن مروان السدي " (2) والذي في هذه الرواية هو محمد بن مروان العقيلي. كما هو مصرح به في إسناد ابن ماجة. والله أعلم.
ومحمد بن مروان العقيلي ليس متهما نعم له أوهام فلا يحتج به وحده. فالحديث لا ينزل عن درجة الاعتبار لان زيد العمي أيضا ليس شديد الضعف.
إسناده ضعيف.
ص :67
18 - (64) عن أبي سعيد الخدري قال:
خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا نبي الله صلي الله عليه وسلم فقال:
إن في أمتي المهدي يخرج يعيش خمسا أو سبعا أو تسعا - زيد الشاك - قال:
قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين.
قال: فيجئ إليه الرجل فيقول يا مهدي أعطني أعطني.
قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله.
(1) أخرجه الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار، حدثنا محمد بن جعفر، أخبرنا شعبة، قال: سمعت زيد العمي، قال: سمعت أبا الصديق الناجي، يحدث عن أبي سعيد الخدري، قال: فذكره (1).
وقال الترمذي بعد إخراج هذا الحديث: هذا حديث حسن وقد روي من غير وجه عن أبي سعيد عن النبي صلي الله عليه وسلم وأبو الصديق الناجي اسمه بكر بن عمر ويقال بكر بن قيس.
(2) وأخرجه أيضا الإمام أحمد في مسنده قال:
ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، قال: سمعت زيدا أبا الحواري، قال: سمعت أبا الصديق، يحدث عن أبي سعيد الخدري، قال:
خشينا أن يكون بعد نبينا حدث فسألنا رسول الله صلي الله عليه وسلم فقال يخرج المهدي في أمتي خمسا أو سبعا أو تسعا - زيد الشاك - قال: قلت أي شئ؟ قال: سنين. قال: ثم يرسل السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض من نباتها شيئا ويكون المال كدوسا قال: يجئ
ص :68
الرجل إليه فيقول: يا مهدي أعطني أعطني. قال: فيحثي له ثوبا ما استطاع أن يحمل (1).
(2) وذكره ابن الجوزي في العلل المتناهية عن طريق الترمذي (3).
الحديث رجاله كلهم ثقات ما عدا زيد العمي وهو ضعيف. وقد تقدمت ترجمته.
قال الترمذي: هذا حديث حسن. ولكن قال المباركفوري: في إسناده زيد العمي وهو ضعيف (3).
وقد انتقد ابن خلدون هذا الحديث بسبب زيد العمي (4).
فرد عليه عبد الله بن محمد الصديق الغماري فقال: " لم ينفرد به بل تابعه عليه عن أبي الصديق الناجي جماعة كمعاوية بن قرة وعوف بن أبي جميلة وسليمان بن عبيد ومطر بن طهمان الوراق وأبي هارون العبدي ومطرف بن طريف والعلاء بن بشير المزني وعبد الحميد بن واصل " (5).
ولكن متابعة هؤلاء في بعض أجزاء الحديث وليس في كله فيبقي الحديث بهذا السياق ضعيفا مداره علي زيد العمي.
وقد أورده ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " ثم قال: زيد العمي فقال يحيي: ليس بشئ " (6).
ص :69
وقال الألباني: ضعيف (1).
إسناده ضعيف.
ص :70
19 - (65) عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي علي اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما.
يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض. يقسم المال صحاحا فقال له رجل: ما صحاحا؟ قال: بالسوية بين الناس. قال: ويملا الله قلوب أمة محمد صلي الله عليه وسلم غني ويسعهم عدله حتي يأمر مناديا فينادي فيقول، من له في مال حاجة؟ فما يقوم من الناس إلا رجل. فيقول: ائت السدان - يعني الخازن - فقل له: إن المهدي يأمرك أن تعطيني مالا فيقول له: احث حتي إذا جعله في حجره وأبرزه ندم. فيقول:
كنت أجشع أمة محمد نفسا أو عجز عني ما وسعهم قال:
فيرده فلا يقبل منه. فيقال: إنا لا نأخذ شيئا أعطيناه فيكون كذلك سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في العيش بعده - أو قال ثم لا خير في الحياة بعده ".
(1) أخرجه الإمام أحمد في مسنده قال:
ثنا عبد الرزاق، ثنا جعفر، عن المعلي بن زياد، ثنا العلاء بن بشير، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: باللفظ المذكور أعلاه (1).
(2) وأخرجه أيضا في موضع آخر قال: ثنا زيد بن الحباب، حدثني حماد بن زيد، ثنا المعلي بن زياد المعولي عن العلاء بن بشير المزني، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال:
ص :71
قال صلي الله عليه وسلم: أبشركم بالمهدي يبعث في أمتي علي اختلاف من الناس وزلازل فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ويرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض ويملا الله قلوب أمة محمد غني فلا يحتاج أحد إلي أحد. فينادي مناد: من له في المال حاجة.
قال: فيقوم رجل فيقول: أنا. فيقال له: ائت السادن يعني الخازن فقل له: قال لك المهدي: إعطني. قال: فيأتي السادن فيقول له.
فيقال له: احتثي فيحتثي، فإذا أحرزه قال: كنت أجشع أمة محمد نفسا أو عجز عني ما وسعهم قال فيمكث سبع سنين أو ثمان سنين أو تسع سنين ثم لا خير في الحياة أو في العيش بعده (1).
(2) وأخرجه أيضا أحمد من طريق ثالث قال:
ثنا زيد بن الحباب، حدثني جعفر بن سليمان، ثنا المعلي بن زياد، عن العلاء بن بشير المزني - وكان بكاء عند الذكر شجاعا عند اللقاء - عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري. مثله وزاد فيه: فيندم فيأتي به السادن فيقول: لا نقبل شيئا أعطيناه (3).
(4) وأخرجه الباوردي في المعرفة. كما في كنز العمال (3).
(5) وأخرجه مسدد في مسنده كما ذكره البوصيري (4).
مدار جميع هذه الطرق في رواية الحديث علي المعلي بن زياد عن العلاء بن بشير المزني عن أبي الصديق.. الخ.
ص :72
والعلاء بن بشير المزني. البصري. مجهول. من السادسة (د).
قال ابن المديني: مجهول. لم يرو عنه غير المعلي.
وذكره ابن حبان في الثقات (1).
ولكن توثيق ابن حبان لا يخرجه عن الجهالة فهو معروف بتوثيق المجاهيل.
قال الهيثمي بعد ذكر الحديث: رواه أحمد بأسانيد وأبو يعلي باختصار ورجالهما ثقات (2).
وقال السيوطي: أخرجه أحمد في مسنده وأبو يعلي " بسند جيد " (3).
فأما رواية أبي يعلي المختصرة فلا أدري أي الروايات يقصدانها وأما إسناد أحمد فهو بين أيدينا. ولا يمكن أن يكون اسنادا جيدا رجاله ثقات.
لان فيه من هو مجهول العين لم يرو عنه غير واحد. والمجهول لا يحتج به.
قال الألباني: فيه العلاء بن بشير وهو مجهول (4).
إسناد الحديث الضعيف.
ص :73
20 - (66) عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
يكون في أمتي المهدي. يكون سبع سنين أو ثمان سنين أو تسعا يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبل ذلك ظلما وجورا.
أخرجه الدارقطني. وعنه ابن الجوزي في العلل المتناهية قال: أنبأنا الجريري، قال: أنبأنا العشاري، قال: ثنا الدارقطني قال:
نا يوسف بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن عبده، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: نا شبيب بن عبد الملك، عن مقاتل بن حيان، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
(1) يوسف بن يعقوب النيسابوري. متهم. قد كذبه أبو علي النيسابوري الحافظ. تقدم في 54.
(2) شبيب بن عبد الملك: التميمي. البصري، نزيل خراسان صدوق. من التاسعة. مات قديما قبل المائتين. روي عنه معتمر بن سليمان وهو أكبر منه. قال أبو حاتم: ليس به بأس صالح الحديث. لا أعلم أحدا حدث عنه غير معتمر. وقال أبو زرعة صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات قال الذهبي: لا يعرف، معتمر بن سليمان أكبر منه (2).
وبقية رجاله ممن يحتج بهم.
ص :74
ففي هذا الاسناد: يوسف بن يعقوب النيسابوري وقد اتهم.
وقد أورده ابن الجوزي في " الأحاديث الواهية " وقال: " تفرد به شبيب ".
ولكن تفرد شبيب لا يضر في صحة الحديث، فهو وإن كان الذهبي قال فيه: " لا يعرف " صدوق. بتعديل أبي حاتم وأبي زرعة له.
وذلك لان المجهول إذا روي عنه ولو ثقة واحد ووثقه أحد من الأئمة ممن لا يعرف بالتساهل في توثيق المجهولين خرج من الجهالة. قال ابن حجر: " التاسعة: من لم يرو عنه غير واحد ولم يوثق، وإليه الإشارة بلفظ مجهول " (1).
وهذا يعني أنه إن وثق خرج من الجهالة ولو لم يرو عنه إلا واحد والله أعلم.
إسناده ضعيف جدا.
وأما المتن فقد ورد عن طرق أخري صحيحة عن أبي سعيد وغيره بألفاظ متقاربة وفيها الغنية والكفاية. والله تعالي أعلم.
ص :75
21 - (67) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" اسم المهدي اسمي ".
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن قال: حدثنا الوليد، عن أبي رافع، عمن حدثه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: فذكره (1).
الوليد بن مسلم: ثقة مدلس وقد عنعن. تقدم.
أبو رافع إسماعيل بن رافع: متروك الحديث. انظر رقم 255.
عمن حدثه: غير معروف.
إسناده ضعيف جدا.
ص :76
22 - (68) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" هو رجل من أمتي ".
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن في باب " نسبة المهدي " قال:
حدثنا الوليد بن سعيد، عن قتادة، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: فذكره (1).
وهذا الاسناد قد سبقت دراسته في الحديث رقم 4.
وفيه: عنعنة الوليد بن مسلم وقتادة.
وعدم تعيين سعيد. بالإضافة إلي ضعف نعيم، والراوي عنه.
إسناده ضعيف.
أما المعني فلا شك أن المهدي يكون رجلا من أمة محمد صلي الله عليه وسلم.
ص :77
23 - (69) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" هو رجل من عترتي أو قال من أمتي / يعيش سبعا أو تسعا ".
(1) أخرج الجز الأول منه نعيم بن حماد في كتاب الفتن في " نسبة المهدي " قال: حدثنا المعتمر، عن رجل، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " هو رجل من عترتي أو قال من أهل بيتي " (1).
(2) وأخرج الجزء الثاني هو نفسه بإسناد آخر في " قدر ما يملك المهدي " فقال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن القاسم بن الفضيل المراغي، عن رجل من أهل هجر، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " يعيش سبعا أو تسعا " (2).
(3) ثم وجدته في سنن الداني بلفظ أتم من هذا قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، حدثنا قاسم، حدثنا ابن أبي خيثمة، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا القاسم بن الفضل، حدثني ابن عمير الهجري، عن أبي الصديق قال: قال أبو سعيد الخدري وهو قاعد في أصل منبر النبي صلي الله عليه وسلم، وله حنين.
قلت: ما يبكيك؟ قال: تذكرت النبي صلي الله عليه وسلم ومقعده علي هذا المنبر.
قال: إن من أهل بيتي الاقني الاجلي، يأتي الأرض، قد ملئت ظلما وجورا فيملأها قسطا وعدلا، يعيش هكذا - وأومي بيده - سبعا أو تسعا. (3).
ص :78
في الاسناد الأول شيخ المعتمر مبهم غير معروف.
وفي الاسناد الثاني:
القاسم بن الفضيل المراغي، لم أعرفه إلا أن كان مصحفا من القاسم بن الفضل الحراني. فهو ثقة. تقدم في 4.
ولكن شيخه: رجل من أهل هجر أو ابن عمير الهجري، لا يعلمه إلا الله.
ففي إسناد رجل مبهم أو مجهول.
إسناده ضعيف.
والحديث ليس فيه تصريح بكلمة " المهدي " ولكن ذكره نعيم في باب نسبة المهدي فهو مرجع الضمير " هو " والله أعلم.
ص :79
24 - (70) عن أبي سعيد قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
" منا القائم ومنا المنصور ومنا السفاح ومنا المهدي.
فأما القائم فتأتيه الخلافة لم يهرق فيها محجمة من دم وأما المنصور فلا ترد له راية. وأما السفاح فهو يسفح المال والدم. وأما المهدي فيملأ الأرض عدلا كما ملئت ظلما ".
أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد وقال: أخبرنا عبيد الله بن محمد بن عبيد الله التمار، حدثنا محمد بن المظفر، حدثني محمد بن جعفر بن أحمد بن عمر الناقد.
وأخبرني الحسن بن علي الجوهري، أخبرنا علي بن محمد بن أحمد الوراق، حدثنا الحسن بن أحمد العطاردي.
قالا: حدثنا إسحاق بن أبي إسرائيل حدثنا محمد بن جابر عن الأعمش عن أبي الوداك عن أبي سعيد قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
فذكره (1).
أخرجه الخطيب من طريقين عن إسحاق بن أبي إسرائيل.
في الأول: محمد بن جعفر بن أحمد الناقد. روي عنه محمد بن المظفر وابن شاهين وغيرهما. ذكره الخطيب ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (2).
ص :80
وفي الثاني: الحسين بن أحمد العطاردي، أبو علي الكوفي، روي عنه محمد بن المظفر ومحمد بن عبد الله الأبهري. ذكره الخطيب أيضا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (1).
وقد روي الاثنان عن إسحاق بن أبي إسرائيل عن محمد بن جابر... الخ.
(1) وهو محمد بن جابر بن سيار بن طارق الحنفي، أبو عبد الله اليمامي السحيمي. أصله كوفي وكان أعمي. ضعيف.
وقد عدله بعضهم ولكن الجمهور علي تضعيفه. فقال الذهلي: لا بأس به. وقال أبو الوليد الطيالسي: نحن نظلم محمد بن جابر بامتناعنا عن التحديث عنه. وقال أبو زرعة وأبو حاتم: من كتب عنه باليمامة وبمكة فهو صدوق، إلا أن في أحاديثه تخاليط وأما أصوله فهي صحاح. وقال أبو حاتم أيضا: هو أحب إلي من ابن لهيعة. وقال الفلاس: صدوق كثير الوهم متروك الحديث. وقال أبو حاتم ذهبت كتبه في آخر عمره وساء حفظه وكان يلقن وكان ابن مهدي يحدث عنه ثم تركه. وقال أحمد: ربما ألحق أو يلحق في كتابه الحديث.
وضعفه النسائي وابن مهدي ويعقوب بن سفيان والعجلي والدارقطني وابن حنبل وابن معين وغيرهم. قال البخاري: ليس بالقوي يتكلمون فيه. قال أبو داود: ليس بشئ. وقال ابن حبان: كان أعمي يلحق في كتبه ما ليس من حديثه ويسرق ما ذوكر به فيحدث به. وقال ابن عدي: روي عنه الكبار، أيوب وعوف، ولولا أنه في ذلك المحل لم يرو عنه وقد خالف في أحاديث ومع ما تكلم فيه يكتب حديثه. قال ابن حجر: صدوق سئ الحفظ. وقال الذهبي:
ص :81
ضعيف (1).
(2) أبو الوداك: جبر بن نوف البكالي. صدوق يهم. يأتي في الحديث 251.
(3) الأعمش: سليمان بن مهران. ثقة يدلس وقد عنعن. تقدم.
ففي هذا الاسناد: محمد بن جابر ضعيف، وأبو الوداك يهم، والأعمش عنعن ولم يصرح بالسماع. وقد أورده الذهبي في ترجمة محمد بن جابر وقال: خبر منكر جدا (2).
إسناده ضعيف. وأما المتن فلا يبعد أن يكون موضوعا أدخله بعض الوضاعين في كتب محمد بن جابر فرواه دون أن يدري.
ص :82
25 - (71) عن جابر رضي الله عنه عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل علي محمد.
ومن أنكر نزول عيسي فقد كفر بما أنزل علي محمد.
ومن لم يؤمن بالقدر خيره وشره فقد كفر بما أنزل علي محمد. فإن جبرائيل أخبرني أن الله قال من لم يؤمن بالقدر خيره وشره فليتخذ ربا غيري ".
أخرجه أبو بكر الإسكافي - الكلاباذي - في معاني الأخبار. ولم أر هذا الكتاب ولكن قال ابن حجر: وجدت في كتاب معاني الأخبار للكلاباذي خبرا موضوعا حدث به عن: محمد بن علي بن الحسن، عن الحسين بن محمد بن أحمد عن إسماعيل بن أبي أويس، عن مالك عن ابن المنكدر عن جابر رضي الله عنه رفعه (1).
وقد ذكره السهيلي في الروض الأنف بغير هذا اللفظ فقال:
والأحاديث الواردة في أمر المهدي كثيرة وقد جمعها أبو بكر بن أبي خيثمة فأكثر. ومن أغربها إسنادا ما ذكر أبو بكر الإسكافي في فوائد الاخبار مسندا إلي مالك بن أنس عن محمد بن المنكدر عن جابر قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " من كذب بالدجال فقد كفر ومن كذب بالمهدي فقد كفر. وقال في طلوع الشمس من مغربها مثل ذلك فيما أحسب " (2).
وأورده السيوطي (3) بمثل لفظ السهيلي دون ذكر طلوع الشمس وقال: أخرجه أبو بكر الإسكافي في فوائد الاخبار.
ص :83
(1) محمد بن علي بن الحسن: هكذا ورد في لسان الميزان. ولكن ذكر سند الكلاباذي هذا في التصريح (1) فقال: حدثنا محمد بن الحسن. ولعله هو الصواب لأنه ورد في اللسان في ترجمة محمد بن الحسن بن علي بن راشد الأنصاري: وقد ذكره الذهبي في الميزان وذكر حديثا موضوعا في الدعاء عند الملتزم. وقال في المغني: له حديث هو كذب. وقد أورد ابن حجر حديثه المذكور (أي في المهدي) في ترجمته ثم قال: وقد غلب علي ظني أنه هذا - وشيخه ما عرفته بعد البحث عنه - وهو في طبقة وراق الحميدي (2).
(2) الحسين بن محمد بن أحمد: قال في اللسان: عن إسماعيل بن أبي أويس عن مالك بخبر باطل، في ترجمة محمد بن الحسن بن علي بن راشد. وقال هناك: ما عرفته بعد البحث عنه (3). كما سبق آنفا.
(3) إسماعيل بن أبي أويس: هو إسماعيل بن عبد الله بن أويس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي، أبو عبد الله بن أبي أويس المدني.
صدوق أخطأ في أحاديث من حفظه. من العاشرة. توفي 226 ه (خ م ت ق).
قواه أحمد وابن معين في بعض روايته. وضعفه ابن معين في
ص :84
روايات أخري وأبو حاتم وغيرهما. واتهمه آخرون منهم النسائي فقال: ليس بثقة. وقد أخرج عنه البخاري ومسلم وغيرهما (1).
وأعدل الأقوال فيه ما قاله ابن حجر في مقدمة الفتح بعد ما ساق أقوال الأئمة: روينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل أخرج له أصوله وأذن أن ينتقي منها وأن يعلم له علي ما يحدث به ويعرض عما سواه وهو يشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه لأنه كتب عن أصوله. وعلي هذا لا يحتج بشئ من حديثه غير ما في الصحيح من أجل ما قدح فيه النسائي وغيره إلا إن شاركه فيه غيره فيعتبر فيه (2).
وبقية رجاله ثقات.
ففي هذا الاسناد: محمد بن علي بن الحسن متهم. والحسين بن محمد غير معروف. وإسماعيل بن أبي أويس لا يحتج برواياته خارج الصحيح.
قال ابن خلدون: " أبو بكر - يعني الإسكافي - عندهم متهم وضاع " (3).
قال السفاريني: " سنده مرضي " (4). وفيه تساهل كبير كما هو واضح.
ووصفه ابن حجر: بالموضوع وبالباطل كما سبق.
ص :85
الحديث موضوع. ولعل الآفة فيه من محمد بن علي بن الحسن.
والله أعلم.
ص :86
26 - (72) عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لفاطمة:
نبينا خير الأنبياء وهو أبوك. وشهيدنا خير الشهداء وهو عم أبيك حمزة. ومنا من له جناحان يطير بهما في الجنة حيث يشاء وهو ابن عم أبيك جعفر، ومنا سبطا هذه الأمة الحسن والحسين وهما ابناك. ومنا المهدي.
(1) أخرجه الطبراني في المعجم الصغير قال: حدثنا أحمد بن محمد بن العباس المري القنطري، حدثنا حرب بن الحسن الطحان، حدثنا حسين بن الحسن الأشقر، حدثنا قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية يعني ابن ربعي، عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لفاطمة: فذكره (1).
(1) أحمد بن محمد بن العباس المري القنطري. لم أجد له ترجمة.
(2) حرب بن الحسن الطحان: قال الذهبي في الميزان: ليس حديثه بذاك. قاله الأزدي. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن النجاشي: عامي الرواية أي شيعي قريب الامر. له كتاب (2).
(3) الحسين بن الحسن الأشقر. مات 208 ه (س). متروك الحديث.
ذكره ابن حبان في الثقات. وقال علي بن الجنيد: سمعت ابن معين ذكر الأشقر فقال: كان من الشيعة الغالية. قلت: فكيف
ص :87
حديثه؟ قال: لا بأس به. قلت: صدوق. قال: نعم كتبت عنه.
ضعفه أبو داود والأزدي والعقيلي وقال أبو حاتم والنسائي وأبو أحمد الحاكم والدارقطني: ليس بقوي. وقال أخوه محمد: لا تكتبوا عن أخي فإنه كذاب. وقال أبو عروبة الحراني: هو خال أبي وهو كذاب. وقال أبو معمر الهذلي: كذاب. قال البخاري: فيه نظر. وقال أبو زرعة: منكر الحديث.
قال أحمد: لم يكن عندي ممن يكذب. فقيل إنه صنف بابا في معائب الشيخين. قال: ليس هذا بأهل أن يحدث عنه. وذكر له في التهذيب حديثين قال فيهما ابن المديني: هما كذب. وأنكرهما أحمد بن حنبل جدا وكأنه لم يشك أن هذين كذب. قال الذهبي في الكاشف: واه. وقال ابن كثير: شيعي متروك. قال ابن حجر:
" صدوق يهم " (1). والظاهر أن فيه تساهلا.
(4) قيس بن الربيع: الأسدي الكوفي. توفي 167 ه. صدوق. تغير لما كبر. أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به (2). ستأتي ترجمته بتفصيل في 245.
(5) الأعمش: ثقة مدلس وقد عنعن. تقدم في 59.
(6) عباية بن ربعي: ذكره العقيلي في الضعفاء وقال: روي عنه
ص :88
موسي بن طريف وكلاهما غاليان ملحدان. قال الذهبي: كلاهما من غلاة الشيعة وساق له في الميزان بعض " منكراته " رواها الأعمش عن موسي بن طريف عنه وعوتب الأعمش علي ذلك فقال: والله ما رويته إلا علي وجه الاستهزاء. وكان يشرب الدن وحده (1).
(7) أبو أيوب الأنصاري: خالد بن زيد بن كليب. الصحابي المعروف.
توفي 50 أو بعدها (2).
فهذا الاسناد ظلمات بعضها فوق بعض. فالطحان ضعفه الأزدي، والأشقر متروك الحديث، والأعمش عنعن، وقيس بن الربيع تغير وأدخل عليه ابنه ما ليس في حديثه وعباية متهم في دينه.
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير وفيه قيس بن الربيع وهو ضعيف وقد وثق وبقية رجاله ثقات (3). ولا أدري كيف عد الهيثمي حسين الأشقر وعباية بن ربعي من الثقات.
إسناده ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا.
ص :89
27 - (73) عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" المهدي رجل من ولدي وجهه كالكوكب الدري (1)، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي، يملأ الأرض عدلا (2)، كما ملئت جورا، يرضي (3) خلافته أهل الأرض وأهل السماء والطير في الجو، يملك عشرين سنة ".
(1) أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية فقال: وأما حديث حذيفة فحدثت عن: ماجد بن بكر الزاهد قال: أنا يوسف بن محمد الخطيب قال: نا العباس بن تركان قال:
نا عبد الرحمن بن حمدان الجلاب قال: نا محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري، قال: نا رواد بن الجراح قال: نا سفيان الثوري عن منصور عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (4).
(2) وأخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي. ففي الميزان: قال أبو نعيم:
حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا محمد بن إبراهيم بن كثير، حدثنا رواد، حدثنا سفيان، عن منصور، عن ربعي عن حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " المهدي رجل من ولدي، وجهه كالكوكب الدري " (5).
(3) وعزاه السيوطي أيضا إلي الروياني في مسنده، وأبي نعيم في أخبار
ص :90
المهدي (1).
(2) وذكره الديلمي في الفردوس (3). وعزاه أحمد بن محمد بن الصديق إلي الطبراني أيضا (4).
(1) محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري. قال الذهبي في تلخيص العلل: مجهول. وكأنه يريد مجهول الحال فقد روي عنه جماعة كما صرح بذلك في الميزان. وقال في الميزان: روي عن رواد بن الجراح خبرا باطلا ومنكرا في ذكر المهدي. قال الجلاب: هذا باطل ومحمد الصوري لم يسمع من رواد شيئا ولم يره. قال:
وكان مع هذا غاليا في التشيع. ذكره ابن حبان في الثقات (4).
(2) رواد بن الجراح: أبو عصام العسقلاني. أصله من خراسان.
صدوق اختلط بآخره فترك وفي حديثه عن الصوري ضعف شديد من التاسعة (ق). وقال الذهبي في تلخيص العلل في هذه الرواية:
ليس ولكنه لا يحتمل هذا الكذب. ووثقه ابن معين في بعض الروايات عنه. وفي رواية قال: لا بأس به إنما غلط في حديث سفيان.
ص :91
قال أحمد: صاحب سنة لا بأس به إلا أنه حدث عن سفيان أحاديث مناكير.
قال البخاري: كان قد اختلط لا يكاد يقوم حديثه ليس له كبير حديث قائم. قال النسائي: ليس بالقوي روي غير حديث منكر وكان قد اختلط. وقال أبو حاتم: مضطرب الحديث تغير حفظه في آخر عمره وكان محله الصدق. وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف.
قال ابن عدي: عامة ما يرويه لا يتابعه الناس عليه وكان شيخا صالحا وفي حديث الصالحين بعض النكرة إلا أنه يكتب حديثه.
قال الدارقطني: متروك (1).
وبقية رجاله ثقات.
ففي إسناده عدة علل:
(1) محمد بن إبراهيم بن كثير الصوري: وهو مجهول الحال. وأما ذكر ابن حبان إياه في الثقات فهو علي قاعدته بتعديل المجهولين.
ويظهر من كلام الذهبي أنه يتهمه بهذا الحديث.
(2) الانقطاع بين الصوري هذا ورواد ابن الجراح. فقال ابن حمدان الجلاب راوي هذا الحديث: باطل، ومحمد بن إبراهيم لم يسمع من رواد شيئا ولم يره وكان مع هذا غاليا في التشيع. ويظهر من هذا أيضا أنه يتهم الصوري بهذا الباطل.
ص :92
(3) رواد بن الجراح: وفي حديثه عن الثوري ضعف شديد. وهو يروي هنا عن الثوري نفسه.
(4) مخالفته للأحاديث الصحيحة الأخري فقال هنا: يملك عشرين سنة بينما الصواب سبع سنوات أو تسع سنوات.
وقد أورده ابن الجوزي في الأحاديث الواهية.
وقال الذهبي في ترجمة الصوري: روي عن الجراح خبرا باطلا ومنكرا في ذكر المهدي. ووصف هذه الرواية بالكذب.
وذكر السيوطي الجملة الأولي منه معزوا إلي الروياني ورمز له بالصحة (1). وقال الألباني: موضوع (2).
الحديث ضعيف جدا إن لم يكن موضوعا.
ص :93
28 - (74) عن أنس بن مالك أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
لا يزداد الامر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا ولا تقوم الساعة إلا علي شرار الناس، ولا المهدي إلا عيسي ابن مريم.
(ألف) (1) أخرجه ابن ماجة قال: حدثنا يونس بن عبد الأعلي، ثنا محمد بن إدريس، حدثني محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:... الخ (1)..
(2) وأخرجه الحاكم قال:
حدثنا عيسي بن زيد بن عيسي بن عبد الله بن مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقيل بن أبي طالب، ثنا يونس بن عبد الأعلي الصرفي، ثنا محمد بن إدريس الشافعي رضي الله عنه، أنبأ محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا يزداد الامر إلا شدة، ولا الدين إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا علي شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسي ابن مريم (2).
(3) وأخرجه أبو نعيم في الحلية فقال:
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا سليمان بن إسحاق بن نوح الطلحي.
ص :94
ح وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو الحريش الكلابي، ثنا يونس بن عبد الأعلي، ثنا محمد بن إدريس الشافعي، عن محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
لا يزداد الامر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا علي شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسي ابن مريم عليهما السلام.
غريب من حديث الحسن لم نكتبه إلا من حديث الشافعي. والله أعلم (1).
(4) وأخرجه القضاعي في مسند الشهاب قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر التجيبي، أنا أبو علي الحسن بن يوسف بن مليح الطرائفي، وأبو طاهر أحمد بن محمد بن عمرو المديني، قالا: ثنا يونس بن عبد الأعلي، ثنا محمد بن إدريس الشافعي، حدثني محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
لا يزداد الامر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا علي شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسي ابن مريم (2).
(5) وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرنا محمد بن المفرج وعلي البزار (3). حدثنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد بن عيسي
ص :95
المعروف بالمالكي، حدثنا أبو العباس الأقطع أحمد بن عبد الله الطائي المراد عند دار موسي نحوا من سنة 291 في المحرم.
حدثنا يونس بن عبد الأعلي المصري، حدثنا محمد بن إدريس الشافعي، حدثنا محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا يزداد الامر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا علي شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسي ابن مريم (1).
(6) وأخرجه المزي بطريقين عن يونس بن عبد الأعلي.
أخبرنا به أبو الفرج بن قدامة وأبو الحسن بن البخاري قالا أخبرنا أبو حفص بن طبرزد قال: أخبرنا أبو البركات الأنماطي:
قال ابن قدامة: وأخبرنا أيضا أبو اليمن الكندي قال: أخبرنا أبو الحسن الثقفي بن عبد السلام قالا:
أخبرنا أبو محمد الصريفيني قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسن بن عبدان الصيرفي قال: حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن زياد النيسابوري: ح.
(7) وأخبرنا الإمام أبو عبد الله أحمد بن حمدان بن شبيب بن حمدان الحراني قال: أخبرنا الحافظ أبو محمد عبد القادر بن عبد الله الرهاوي قال: أخبرنا الرئيس أبو الفرج مسعود بن الحسن الثقفي بأصبهان قال: أخبرنا أبو عمرو عبد الوهاب بن أبي عبد الله بن منده، قال: أخبرنا والدي أبو عبد الله الحافظ قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن يوسف الطرايفي بمصر، وأحمد بن عمرو أبو الطاهر قالوا: حدثنا يونس بن عبد الأعلي قال: حدثنا محمد بن إدريس الشافعي قال: حدثنا محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح،
ص :96
عن الحسن بن أبي الحسن، عن أنس بن مالك عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال:
وفي حديث أبي بكر بن زياد: قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا يزداد الامر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا علي شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسي ابن مريم.
قال أبو بكر بن زياد: وهذا حديث غريب (1).
(8) وأخرجه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله. قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن محمد قال: حدثنا الميمون بن حمزة الحسيني بمصر قال: حدثنا الطحاوي قال: حدثنا المزني قال: حدثنا الشافعي قال: حدثنا محمد بن خالد الجندي، عن أبان بن صالح، عن الحسن، عن أنس بن مالك عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: لا يزداد الامر إلا شدة، ولا الدنيا إلا إدبارا، ولا الناس إلا شحا، ولا تقوم الساعة إلا علي شرار الناس، ولا مهدي إلا عيسي ابن مريم (2).
(9) وعن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (3).
(10) وأخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن (4).
(11) وأخرجه السلفي في الطيوريات (5).
ص :97
(12) وأخرجه ابن منده في فوائده (1).
(13) وأخرجه يوسف الميانجي (2).
(14) وذكره الذهبي في ترجمة يونس بن عبد الأعلي من تذكرة الحفاظ بإسناده عن يونس. وكذا السبكي في طبقات الشافعية (3).
(ب) (15) وللحديث رواية أخري رواها الحاكم فقال: حدثني به عبد الرحمن بن يزداد المزكي ببخاري من أصله، ثنا عبد الرحمن بن أحمد الرشديني بمصر، ثنا المفضل الجندي، ثنا صامت بن معاذ، ثنا يحيي ابن السكن، ثنا محمد بن خالد الجندي، (عن أبان بن صالح عن الحسن عن النبي صلي الله عليه وسلم مثله) (4).
قال الذهبي: يحيي بن السكن ضعفه صالح جزرة (5).
وقد رواه ابن ماجة عن يونس بن عبد الأعلي عن الشافعي. والتقت معه جميع الطرق في الرواية عن يونس ما عدا ابن عبد البر فقد رواه عن المزني عن الشافعي. ولذلك اكتفي بذكر تراجم رجال ابن ماجة فقط.
(1) يونس بن عبد الأعلي: بن ميسرة الصدفي. أبو موسي المصري.
ص :98
ثقة من صغار العاشرة (د س ت). مات 294 ه. وثقه أبو حاتم والنسائي وابن حبان وغيرهم. قال مسلمة بن قاسم: كان حافظا.
أنكر عليه بعضهم تفرده بهذا الحديث عن الشافعي. ويري الذهبي أنه دلسه عن الشافعي ويستند في ذلك إلي أن أبا طاهر رواه عن يونس فقال: " حدثت عن الشافعي ". ولكنه لم ينفرد بروايته عن الشافعي فقد رواه المزني أيضا عنه كما سبق. وقال ابن حجر:
رواه ابن منده في فوائده من طريق الحسن بن يوسف الطرائفي وأبي الطاهر المذكور كلاهما عن يونس أنا الشافعي. ورواه يوسف الميانجي عن ابن خزيمة وابن أبي حاتم وزكريا الساجي وغير واحد عن يونس ثنا الشافعي (1).
وروي ابن عساكر في تاريخ دمشق بإسناده عن أحمد بن محمد بن رشدين أن بعضهم رأي الشافعي في المنام فقال له: " كذب علي يونس بن عبد الأعلي في حديث الجندي.. ما هذا من حديثي ولا حدثت به " (2).
ولكن كما قال ابن كثير: يونس بن عبد الأعلي من الثقات لا يطعن فيه بمجرد منام (3).
(2) محمد بن إدريس الشافعي: أبو عبد الله المكي. نزيل مصر. هو الامام المعروف. وكما قال ابن حجر: هو المجدد لامر الدين علي
ص :99
رأس المائتين (خت م 4). مات 204 ه (1).
(2) محمد بن خالد: الجندي - بفتح الجيم والنون - المؤذن. مجهول من السابعة (ق). قال الحاكم: مجهول. قال الأزدي: منكر الحديث وقال ابن صلاح: شيخ مجهول. قال الذهبي: قد وثقه يحيي بن معين والله أعلم. وروي عنه ثلاثة رجال سوي الشافعي وقال ابن كثير: روي عنه غير واحد أيضا وليس هو المجهول كما زعمه الحاكم بل قد روي عن ابن معين أنه وثقه (3).
قلت: وقد روي توثيق ابن معين هذا أبو الحسن محمد بن الحسين الآبري (3) الحافظ في مناقب الشافعي فقال: أخبرني محمد بن عبد الرحمن الهمذاني ببغداد (4) قال: حدثنا محمد بن مخلد وهو العطار (5) وقال: حدثنا أحمد بن محمد بن المؤمل العدوي. قال:
قال لي يونس بن عبد الأعلي: جاءني رجل قد وخطه الشيب سنة ثلاث عشرة يعني ومائتين عليه مبطنة وأزير يسألني عن هذا الحديث فقال لي: من محمد بن خالد الجندي؟ فقلت: لا أدري. فقال لي: هذا مؤذن الجند وهو ثقة. فقلت له: أنت يحيي بن معين؟ فقال نعم.. الخ (6).
ص :100
ولكن لا يمكن الاحتجاج بهذه الحكاية لامرين:
1 - أن في إسناده أحمد بن محمد بن المؤمل، أبو بكر الصوري وقد ذكره الخطيب في تاريخ بغداد فقال روي عن... الحسن بن عرفة ويونس بن عبد الأعلي وغيرهم.
روي عنه: أبو عمرو بن السماك وأبو بكر الشافعي وعبيد الله بن محمد بن سليمان المخرمي. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا ومثل هذا مجهول الحال فلا يمكن الاحتجاج به.
2 - يظهر من النظر في متن هذه الحكاية أن يونس بن عبد الأعلي لم يكن يعرف ابن معين قبل هذه الحكاية وما عرفه إلا بإخبار متكلمه. ولذلك سأله: أنت يحيي بن معين؟ فقال نعم. وهكذا فلا نستطيع أن نقول أن الذي كلمه هو يحيي بن معين حقا. أم آخر ادع أنه يحيي بن معين. والله أعلم.
ولعل هذا هو السبب في أن أغلب العلماء لم يلتفتوا إلي هذه الحكاية ولذلك عقب عليها الآبري بنفسه فقال: ومحمد بن خالد الجندي وإن كان يذكر عن يحيي بن معين ما ذكرته فإنه غير معروف عند أهل الصناعة من أهل العلم والنقل (1). وقد روي السمعاني عن ابن معين أنه وثقه وعقب عليه بقوله: قلت وقد تكلموا فيه.
وقال المعلمي: لم يثبت هذا عن ابن معين (2).
(4) أبان بن صالح: بن عمر بن عبيد القرشي. وثقه الأئمة ووهم ابن حزم فجهله وابن عبد البر فضعفه. من الخامسة (خت 4). ومن الذين وثقوه: ابن معين والعجلي ويعقوب بن شيبة وأبو زرعة وأبو
ص :101
حاتم (1).
(5) الحسن بن أبي الحسن: البصري. ثقة. كان يرسل ويدلس. تقدمت ترجمته في 2.
(6) أنس بن مالك: صحابي جليل.
وهكذا رأينا أن الاسناد رجاله كلهم ثقات غير محمد بن خالد الجندي وهو مجهول.
قال الألباني: هذا إسناد ضعيف. فيه علل ثلاثة:
الأولي: عنعنة الحسن البصري فإنه قد كان من المدلسين.
الثانية: جهالة محمد بن خالد الجندي فإنه مجهول.
الثالثة: الاختلاف في سنده. قال البيهقي: قال أبو عبد الله الحافظ:
محمد بن خالد مجهول واختلفوا عليه في إسناده فرواه صامت بن معاذ قال: ثنا يحيي بن السكن ثنا محمد بن خالد فذكره. قال صامت: عدلت إلي الجند مسيرة يومين من صنعاء فدخلت علي محدث لهم فوجدت هذا الحديث عنده عن محمد بن خالد الجندي عن أبان بن أبي عياش عن الحسن مرسلا.
قال البيهقي: فرجع الحديث إلي رواية محمد بن خالد الجندي وهو مجهول عن أبان بن أبي عياش وهو متروك عن الحسن عن النبي صلي الله عليه وسلم وهو منقطع. والأحاديث في التنصيص علي خروج المهدي أصح البتة إسنادا.
قال الذهبي بعد ذكر كلام البيهقي المذكور: فانكشف ووهي (2).
وزيادة علي ما ذكر فيه احتمال الانقطاع بين أبان بن صالح والحسن
ص :102
البصري قال الذهبي: أبان بن صالح ما علمت به بأسا ولكن قيل إنه لم يسمع من الحسن. ذكره ابن الصلاح في أماليه (1).
والحديث مع ضعف إسناده مخالف لأحاديث صحيحة أخري. قال أبو الحسن الآبري: محمد بن خالد غير معروف عند أهل الصناعة من أهل النقل وقد تواترت الاخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفي صلي الله عليه وسلم في المهدي.. الخ (2).
وبه رد هذا الحديث الحاكم والبيهقي كما سبق وأقره ابن حجر في التهذيب والقرطبي في التذكرة كما سيأتي.
وقد كاد العلماء أن يتفقوا علي نكارة هذا الحديث.
فقد قال الحاكم: ذكرت ما انتهي إلي من علة هذا الحديث تعجبا لا محتجا به علي الصحيحين. وقال الذهبي: هو خبر منكر (3). وقال أيضا في ترجمة يونس بن عبد الأعلي: هو منكر جدا (4).
وذكر القرطبي في التذكرة علل هذا الحديث بنحو مما ذكر أعلاه ثم قال: والأحاديث عن النبي صلي الله عليه وسلم في التنصيص علي خروج المهدي من عترته من ولد فاطمة ثابتة أصح من هذا الحديث فالحكم لها دونه (5).
وأورد هذا الحديث الشوكاني في الفوائد المجموعة فقال: قال الصغاني: موضوع (6).
ص :103
وقال الألباني: منكر (1).
وقد مال ابن كثير إلي تصحيح هذه الرواية بناء علي ما روي عن ابن معين من توثيق الجندي. فاضطر إلي تأويله فقال: " وهذا الحديث فيما يظهر ببادئ الرأي مخالف للأحاديث التي أوردناها في إثبات مهدي غير عيسي بن مريم إما قبل نزوله كما هو الأظهر وإما بعده. وعند التأمل لا ينافيها بل يكون المراد من ذلك أن المهدي حق المهدي هو عيسي ابن مريم. ولا ينفي ذلك أن يكون غيره مهديا أيضا (2).
إسناده ضعيف. ومتنه منكر.
ص :104
29 - (75) عن أنس بن مالك قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
" نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة. أنا، وحمزة، وعلي، وجعفر، والحسن، والحسين، والمهدي ".
(ألف) (1) أخرجه ابن ماجة في سننه قال:
حدثنا هدية بن عبد الوهاب ثنا سعد بن عبد الحميد بن جعفر عن علي بن زياد اليمامي عن عكرمة بن عمار عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك، قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: فذكره (1).
(2) ذكره الديلمي في الفردوس بلفظ " إنا معشر ابن عبد المطلب " وعزاه إلي ابن ماجة (2).
(3) وأشار المزي إلي طريق آخر للحديث لم أعرف مصدره فقال: روي هذا الحديث المذكور محمد بن خلف الحدادي عن سعد بن عبد الحميد وتابعه أبو بكر محمد بن صالح القناد عن محمد بن الحجاج عن عبد الله بن زياد السحيمي عن عكرمة بن عمار (3).
(ب) (4) وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان قال:
ص :105
حدثنا الحسين بن محمد بن علي، ثنا علي بن محمد بن جعفر بن عتبة وراق عبدان، ثنا عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري، ثنا عبد الملك بن قريب، سمعت كدام بن مسعر بن كدام يحدث عن أبيه، عن قتادة، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم نحن سبعة بنو عبد المطلب سادات أهل الجنة، أنا وعلي وعمي حمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدي (1).
(5) وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد عن طريق أبي نعيم المذكور (2).
(الف) (1) هدية بن عبد الوهاب المروزي، أبو صالح. صدوق ربما وهم. من العاشرة (ق).
وثقه ابن أبي عاصم وذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ (3).
(2) سعد بن عبد الحميد بن جعفر: بن عبد الله بن الحكم الأنصاري أبو معاذ المدني. نزيل بغداد. صدوق، له أغاليط. مات 219 ه.
(ت س ق) (4).
(3) علي بن زياد اليمامي: هكذا وقع في سنن ابن ماجة. قال المزي:
ص :106
كذا عنده. والصواب عبد الله بن زياد. قاله محمد بن خلف الحدادي عن سعد بن عبد الحميد وتابعه أبو بكر محمد بن صالح بن يزيد القناد عن محمد بن الحجاج عن عبد الله بن زياد السحيمي (1). وقال ابن حجر في التهذيب: هو أبو العلاء عبد الله بن زياد. فلعله كان في الأصل ثنا أبو العلاء بن زياد فتغيرت فصارت " علي بن زياد ".
وهكذا يتبين أن الذي في هذا الاسناد هو: أبو العلاء عبد الله بن زياد السحيمي. وقد قال فيه البخاري في التاريخ الكبير: منكر الحديث (زاد في التهذيب ليس بشئ) ولم يذكر ابن أبي حاتم فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في الطبقة الرابعة من الثقات وذكره العقيلي في الضعفاء. قال ابن كثير: هو رجل مجهول. قال الذهبي لا يدري من هو. قال ابن حجر: ضعيف (2).
(4) عكرمة بن عمار: العجلي. أبو عمار اليماني. أصله من البصرة صدوق يغلط وفي روايته عن يحيي بن أبي كثير اضطراب، ولم يكن له كتاب. من الخامسة. مات قبل 160 ه (خت م 4).
ووثقه ابن معين وابن المديني والعجلي وأبو داود والنسائي ويعقوب بن شيبة والدارقطني وأحمد بن صالح وغيرهم. وضعفه في حديثه عن يحيي بن أبي كثير خاصة: أحمد وابن المديني ويحيي بن سعيد والبخاري وأبو داود والنسائي وأبو حاتم وأبو أحمد الحاكم وابن حبان وغيرهم. قال أبو حاتم: كان صدوقا ربما وهم في حديثه وربما دلس وفي حديثه عن يحيي بن أبي كثير
ص :107
بعض الأغاليط (1).
(2) أما إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاري. المدني أبو يحيي فثقة حجة. من الرابعة. مات 132 ه أو بعدها (ع).
وثقه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وآخرون (3).
(ب) وفيه:
(1) علي بن محمد بن جعفر بن عنبسة وراق عبدان. ذكر ابن حجر اسمه في لسان الميزان ولم يذكر فيه شيئا. وإنما أخذ اسمه من هذه الرواية (4).
(2) عبد الله بن الحسن بن إبراهيم الأنباري. ذكر الخطيب هذه الرواية في ترجمته ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. قال الذهبي في الميزان: عن الأصمعي بخبر باطل في المهدي (5).
(3) كدام بن مسعر بن كدام. روي عنه يحيي بن سعيد القطان وعبد الله بن داود الخريبي، ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (5).
(4) قتادة. ثقة مدلس. وقد عنعن.
وبقية رجاله ثقات.
ص :108
ففي الاسناد الأول: عبد الله بن زياد السحيمي وهو منكر الحديث وعكرمة بن عمار يغلط وهو مدلس ولم يصرح بالسماع. وهدية بن عبد الوهاب ربما يهم.
وفي الاسناد الثاني: وراق عبدان مجهول. وكذلك الأنباري مجهول. وكدام بن مسعر مستور. وقتادة عنعن.
ذكره ابن كثير بالاسناد الأول وقال: هذا الحديث منكر (1).
وذكره الذهبي بالاسناد الثاني وقال: باطل (2).
وذكره الخطيب أيضا بالاسناد الثاني وقال: هذا الحديث منكر جدا وهو غير ثابت وفي إسناده غير واحد من المجهولين (3).
الحديث ضعيف جدا.
ص :109
30 - (76) عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" يخرج ناس من المشرق فيوطئون للمهدي - يعني - سلطانه ".
(1) أخرجه ابن ماجة في سننه قال: حدثنا حرملة بن يحيي المصري وإبراهيم بن سعيد الجوهري، قالا: ثنا أبو صالح عبد الغفار بن داود الحراني، ثنا ابن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن جابر الحضرمي، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم. فذكره (1).
(2) وأخرجه الطبراني في الأوسط. قال: حدثنا أحمد بن رشدين، ثنا محمد بن شعبان الحضرمي، ثنا ابن لهيعة، عن أبي زرعة عمرو بن جابر، عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبيدي قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " يخرج قوم من قبل المشرق فيوطئون للمهدي سلطانه ".
قال الطبراني: لا يروي عن عبد الله بن الحارث إلا بهذا الاسناد تفرد به ابن لهيعة (2).
مدار الاسنادين علي:
ابن لهيعة: وهو ضعيف. تقدمت ترجمته في 48.
وعمرو بن جابر الحضرمي. متروك الحديث. وتقدمت ترجمته أيضا في 48.
ص :110
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه: عمرو بن جابر وهو كذاب (1).
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف لضعف عمرو بن جابر وعبد الله بن لهيعة (2).
إسناده ضعيف جدا. الحضرمي متروك.
ص :111
31 - (77) عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" ستكون دمشق في آخر الزمان أكثر المدن أهلا، وهي تكون لأهلها معقلا، وأكثر أبدالا، وأكثر مساجد، وأكثر زهادا، وأكثر مالا، وأكثر رجالا، وأقل كفارا. ألا وإن مصر أكثر المدن فراعنة، وأكثر كفورا وأكثر ظلما، وأكثر رياء وفجورا وسحرا وشرا. فإذا عمرت أكنافها بعث الله عليهم الخليفة الزائد البنيان والأعور الشيطان والأخرم الغضبان. فويل لأهلها من أتباعه وأشياعه. ثم قرأ رسول الله صلي الله عليه وسلم: (ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجزي إلا الكفور (17)). فإذا قتل ذلك الخليفة بالعراق، خرج عليهم رجل مربوع القامة، أسود الشعر، كث اللحية، براق الثنايا، فويل لأهل العراق من أشياعه المراق.
ثم يخرج المهدي منا أهل البيت فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا. وذكر باقي الحديث ".
أخرجه الربعي في فضائل الشام ودمشق قال: أخبرنا تمام بن محمد، حدثنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم، حدثنا محمد، حدثنا هشام بن خالد، حدثنا الوليد، حدثنا ابن جابر، عن ابن عمر، عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله. فذكره (1).
رجاله كلهم ثقات ما عدا محمدا شيخ أبي يعقوب. وهو: محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام بن يحيي، أبو عبد الله الغساني. ترجم له ابن
ص :112
عساكر ولم يذكر له تعديلا (1).
قال الألباني: حديث منكر تفرد بروايته محمد بن إبراهيم، وهو محمد بن أحمد بن إبراهيم.. نسب في رواية المصنف إلي جده. ونسب إلي أبيه في رواية ابن عساكر من طريق أخري عنه نقلها السيوطي في الحاوي (2: 464) وترجم له ابن عساكر ولم يذكر له تعديلا فهو مجهول الحال وسائر رواة الحديث ثقات غيره. فالحمل فيه عليه. ويظهر من أحاديثه التي يرويها عن الثقات أنه منكر الحديث كهذا الحديث والآتي بعده.
غير أن حديثه هذا فيه جملة صحيحة ثابتة عن النبي صلي الله عليه وسلم وهي خروج المهدي والأحاديث في ذلك كثيرة جدا (2)..
إسناده ضعيف.
ص :113
32 - (78) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" يخرج المهدي وعلي رأسه ملك ينادي: إن هذا المهدي فاتبعوه ".
(1) أخرجه الخطيب في تلخيص المتشابه قال: أنا أبو الفرج عبد السلام بن عبد الوهاب القرشي - بأصبهان - أنا سليمان بن أحمد الطبراني، إبراهيم بن محمد بن عون، ثنا عبد الوهاب بن الضحاك، إسماعيل بن عياش، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، عن كثير بن مرة، عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: فذكره (1).
(2) وعزاه في الحاوي إلي أبي نعيم أيضا (2).
في إسناده عبد الوهاب بن الضحاك بن أبان، العرضي، أبو الحارث الحمصي، نزيل سلمية، متروك. كذبه أبو حاتم، مات 245 ه (ق).
وقال أبو داود: " كان يضع الحديث، قد رأيته ". وقال البخاري:
عنده عجائب، وقال النسائي: غير ثقة. وتركه غير واحد (3).
الحديث موضوع.
وذكره الذهبي في الميزان في ترجمة " إبراهيم بن محمد الحمصي " وقال فيه: شيخ للطبراني غير معتمد، قال: حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، حدثنا إسماعيل بن عياش.. إلخ. فالمعروف بهذا الحديث هو عبد الوهاب بن الضحاك لا ابن نجدة (4).
ص :114
33 - (79) عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" لا تزال طائفة من أمتي، تقاتل عن الحق حتي ينزل عيسي بن مريم عند طلوع الفجر ببيت المقدس. ينزل علي المهدي، فيقال له: تقدم يا نبي الله فصل لنا.
فيقول أن هذه الأمة أمين (1) بعضهم علي بعض لكرامتهم علي الله عز وجل ".
أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن قال: حدثنا عبد الله بن عمرو، حدثنا عتاب بن هارون، قال: حدثنا الفضل بن عبيد الله، قال حدثنا يحيي بن زكريا بن حيويه النيسابوري، قال حدثنا محمد بن يحيي، عن محمد بن مسلمة، عن أبي الواصل بن عبيد قال:
قال جابر بن عبد الله قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (2).
(1) عبد الله بن عمرو. شيخ الداني، لم أجد له ترجمة.
(2) عتاب بن هارون. لم أعرفه علي وجه التحديد ولعله عتاب بن هارون بن عتاب بن بشر الغافقي ت 381 ه. قال ابن الفرضي " وكان حافظا للرأي علي مذهب مالك وأصحابه. حسن النظر " (3).
(3) الفضل بن عبيد الله. لم أجد له ترجمة.
(4) محمد بن مسلمة. لم أعرف من هو. ولعل الصواب، محمد بن
ص :115
سلمة وهو الحراني، ثقة، روي عن أبي الواصل عبد الحميد بن واصل الباهلي. وسيأتي ذكره في الحديث (250).
(5) أبو الواصل بن عبيد، لم أعرف من هو، فإن كان هو أبو الواصل عبد الحميد بن واصل الباهلي فله حديث آخر في المهدي سيأتي برقم (250). وذكره ابن حبان في الثقات. والله أعلم.
إسناده ضعيف ففيه عدة لم أجد لهم ترجمة. أما المتن فقد تقدم بنحوه من حديث جابر رضي الله عنه نفسه برقم (6) وهو صحيح.
ص :116
34 - (80) عن حذيفة: قال قال النبي صلي الله عليه وسلم:
" تكون وقعة بالزوراء " قالوا يا رسول الله وما الزوراء؟ قال:
" مدينة بالمشرق بين أنهار يسكنها شرار خلق الله وجبابرة من أمتي تقذف بأربعة أصناف من العذاب بالسيف وخسف وقذف ومسخ ".
وقال صلي الله عليه وسلم: " إذا خرجت السودان طلبت العرب ينكشفون حتي يلحقوا ببطن الأرض أو قال ببطن الأردن. فبينما هم كذلك إذ خرج السفياني في ستين وثلاثمائة راكب حتي يأتي دمشق فلا يأتي عليه شهر حتي يبايعه من كلب ثلاثون ألفا فيبعث جيشا إلي العراق فيقتل بالزوراء مائة ألف وينحدرون إلي الكوفة فينهبونها فعند ذلك تخرج راية (1) من المشرق، ويقودها رجل من بني تميم يقال له شعيب بن صالح فيستنقذ ما في أيديهم من سبي أهل الكوفة ويقتلهم ويخرج جيش آخر من جيوش السفياني إلي المدينة فينهبونها ثلاثة أيام ثم يسيرون إلي مكة حتي إذا كانوا بالبيداء بعث الله عز وجل جبريل عليه السلام فيقول: يا جبريل عذبهم فيضربهم برجله ضربة فيخسف الله عز وجل بهم فلا يبقي منهم غلا رجلان فيقدمان علي السفياني فيخبرانه بخسف الجيش فلا يهوله ثم إن رجالا من قريش يهربون إلي قسطنطنية فيبعث السفياني إلي عظيم الروم أن ابعث إلي بهم في المجامع قال: فيبعث بهم إليه فيضرب أعناقهم علي باب المدينة بدمشق ".
قال حذيفة: حتي إنه يطاف بالمرأة في مسجد دمشق في الثوب
ص :117
علي مجلس حتي تأتي فخذ السفياني فتجلس عليه وهو في المحراب قاعد، فيقوم رجل من المسلمين فيقول: ويحكم، أكفرتم بعد إيمانكم، إن هذا لا يحل. فيقوم فيضرب عنقه في مسجد دمشق ويقتل كل من شايعه علي ذلك فعند ذلك ينادي من السماء مناد، أيها الناس إن الله قد قطع عنكم مدة الجبارين والمنافقين وأشياعهم وأتباعهم وولاكم خير أمة محمد صلي الله عليه وسلم، فالحقوا به بمكة فإنه المهدي واسمه أحمد بن عبد الله.
قال حذيفة: فقام عمران بن الحصين الخزاعي فقال: يا رسول الله كيف لنا بهذا حتي نعرفه؟ قال: " هو رجل من ولدي كأنه (1) من رجال بني إسرائيل عليه عباءتان قطوانيتان كأن وجهه الكوكب الدري في اللون، في خده الأيمن خال أسود، ابن (2) أربعين سنة، فيخرج الابدال من الشام وأشباههم ويخرج إليه النجباء من مصر وعصائب أهل المشرق وأشباههم حتي يأتوا مكة فيبايع له بين الركن والمقام (3). ثم يخرج متوجها إلي الشام وجبريل علي مقدمته وميكائيل علي ساقته يفرح به أهل السماء وأهل الأرض والطير والوحوش والحيتان في البحر وتزيد المياه في دولته وتمد الأنهار وتضعف الأرض أكلها وتستخرج الكنوز فيقدم الشام فيذبح السفياني تحت الشجرة التي أغصانها إلي بحيرة طبرية ويقتل كلبا ".
قال حذيفة:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " فالخائب من خاب يوم كلب ولو بعقال ".
ص :118
قال حذيفة: يا رسول الله كيف يحل قتالهم وهم موحدون؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " يا حذيفة هم يومئذ علي ردة.
يزعمون أن الخمر حلال ولا يصلون.
ويسير المهدي حتي يأتي دمشق ومن معه من المسلمين ". الخ في حديث طويل.
أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن ضمن حديث طويل استغرق أكثر من عشرين صفحة من المطبوع من سننه.
قال: حدثنا أبو محمد عبد الله بن عمرو المكتب قراءة مني عليه، قال: حدثنا عتاب بن هارون، قال: حدثنا الفضل بن عبيد الله قال: حدثنا أحمد بن سنان القلانسي بحلب، قال: حدثنا عبد الوهاب الخزاز أبو أحمد الرقي، قال: حدثنا مسلمة بن ثابت، عن عبد الرحمن، عن سفيان الثوري، عن قيس بن مسلم، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
في هذا الاسناد: عبد الله بن عمرو المكتب، والفضل بن عبيد الله، وعبد الصمد بن محمد الهمداني، وأحمد بن سنان القلانسي، وعبد الوهاب الخزاز الرقي، ومسلمة بن ثابت، ولم أجد لهم ترجمة.
وأخرج الفقرة الأولي منه الخطيب في تاريخه (2) إلي قوله " قذف
ص :119
ومسخ " ومن طريقه أورده ابن الجوزي في الموضوعات (1) وذكر قسما منه القرطبي في التذكرة (2). وذكر عن الحافظ ابن دحية أنه حكم عليه بالوضع.
إسناده ضعيف. فيه عدة لم أجد لهم ترجمة والمتن ظاهره الوضع والاختلاق. والله أعلم.
ص :120
35 - (81) عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن يوم الرابعة علي يدي رجل من أهل هرقل يدوم سبع سنين ". فقال له رجل من عبد القيس يقال له: المستورد بن خيلان يا رسول الله من إمام الناس يومئذ؟ قال: المهدي من ولدي ابن أربعين سنة، كأن وجهه كوكب دري، في خده الأيمن خال أسود، عليه عباءتان، كأنه من رجال بني إسرائيل، يملك عشرين سنة، يستخرج الكنوز، ويفتح مدائن الشرك ".
(1) أخرجه الطبراني في الكبير، قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا علي بن الحسين، ثنا عنبسة بن أبي صغيرة، ثنا الأوزاعي، عن سليمان بن حبيب قال: سمعت أبا أمامة يقول: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وعزاه السيوطي إلي أبي نعيم أيضا (2).
في إسناده عنبسة بن أبي صغيرة ترجمه الذهبي في الميزان وقال:
" أتي عن الأوزاعي بخبر باطل ". وقال الحافظ في اللسان بعد ما ذكر هذا الحديث: " وما أدري لم حكم علي هذا الحديث بالبطلان ولم يحك تضعيف عنبسة عن غيره ".
ص :121
وقال الهيثمي: فيه عنبسة بن أبي صغيرة وهو ضعيف (1).
إسناده ضعيف ومتنه مخالف لما سبق من أنه يملك سبع سنين.
ص :122
36 - (82) عن أبي الطفيل رضي الله عنه:
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم وصف المهدي فذكر ثقلا في لسانه وضرب بفخذه اليسري بيده اليمني إذا أبطأ عليه الكلام، اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي.
(1) أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن إسرائيل بن عباد، عن ميمون القداح، عن أبي الطفيل رضي الله عنه. فذكره (1).
(2) وأخرجه نعيم أيضا في موضع آخر قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن إسرائيل بن عباد، عن ميمون القداح، عن أبي الطفيل رضي الله عنه، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: " المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي " (2).
تقدمت دراسة هذا الاسناد بكامله في (49) وهو إسناد ضعيف فيه:
الوليد بن مسلم وقد عنعن إلا أنه توبع برشدين وهو ضعيف.
ولكنهما يرويان عن ابن لهيعة. وهو ضعيف.
وميمون القداح. لم أجد له ترجمة.
إسناده ضعيف.
ص :123
37 - (83) عن علي الهلالي قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم في شكاته التي قبض فيها فإذا فاطمة عند رأسه قال فبكت حتي ارتفع صوتها فرفع رسول الله صلي الله عليه وسلم طرفه إليها فقال:
حبيبتي فاطمة.. ما الذي يبكيك؟ قالت: أخشي الضيعة من بعدك. فقال (1): يا حبيبتي أما علمت أن الله اطلع علي الأرض إطلاعة فاختار منها أباك فابتعثه برسالته. ثم اطلع علي أهل الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك. وأوحي إلي (2) أن أنكحك إياه. يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا الله سبع خصال لم يعط أحدا قبلنا ولا يعطي أحدا بعدنا.
أنا خاتم النبيين وأنا أكرم النبيين علي الله. وأنا أحب المخلوقين إلي الله وأنا أبوك.
ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلي الله وهو بعلك.
وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلي الله وهو حمزة بن عبد المطلب وهو عم أبيك وعم بعلك.
ومنا من له جناحان أخضران يطير في الجنة مع الملائكة حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك.
وما سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما والذي بعثني بالحق خير منهما.
يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما لمهدي هذه الأمة.
إذا صارت الدنيا هرج ومرج وتظاهرت الفتن وتقطعت السبل وأغار بعضهم علي بعض فلا كبير يرحم صغيرا
ص :124
ولا صغير يوقر كبيرا (1) فيبعث الله عند ذلك من يفتح به حصون الضلالة وقلوبا غلفا يهدمها هدما ويقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به أول الزمان يملا الدنيا عدلا كما ملئت جورا.
يا فاطمة لا تحزني ولا تبكي فإن الله أرحم بك وأرأف عليك مني. وذلك لمكانك مني وموقعك في قلبي.
زوجك الله زوجا هو أشرف أهل بيتنا اختار أكرمهم منصبا وأرحمهم بالرعية وأعدلهم بالسوية وأبصرهم بالقضية. وقد سألت ربي أن تكوني أول من يلحقني من أهل بيتي.
قال علي بن أبي طالب: فلما قبض النبي صلي الله عليه وسلم لم تبق فاطمة إلا خمسة وسبعين يوما حتي ألحقها الله به صلي الله عليه وسلم.
(1) أخرجه الطبراني في الكبير والأوسط قال:
حدثنا محمد بن زريق بن جامع، ثنا الهيثم بن حبيب، ثنا سفيان بن عيينة، عن علي بن علي الهلالي، عن أبيه، قال دخلت... الحديث (2).
(2) ونسبه السيوطي إلي أبي نعيم في أخبار المهدي (3) أيضا.
(1) محمد بن رزيق بن جامع: شيخ الطبراني، ذكره الدارقطني في الموتلف والمختلف وقال: أصله مديني. سكن مصر، سمع من
ص :125
أبي مصعب الزهري الموطأ عن مالك الخ. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (1).
(2) الهيثم بن حبيب: شيخ لمحمد بن رزيق شيخ الطبراني.
متروك. من العاشرة (تمييز).
وفي التهذيب: " روي عن ابن عيينة بإسناد صحيح خبرا طويلا ظاهر البطلان في ذكر المهدي وغير ذلك أورده الطبراني في الأوسط عن محمد بن رزيق بن جامع عنه.
فالهيثم هو المتهم به. قاله صاحب الميزان وذكرته للتمييز ".
وفي الميزان: عن سفيان بن عيينة بخبر باطل في المهدي هو المتهم به.
وفي المغني: عن ابن عيينة بخبر كذب في المهدي هو آفته.
قال الهيثمي: " قال أبو حاتم: منكر الحديث ". ولكن لم أجد ترجمته في كتاب ابن أبي حاتم. والله أعلم (2).
(3) سفيان بن عيينة: ثقة حافظ فقيه إمام حجة. تقدم.
(4) علي بن علي الهلالي: لم أجد له ترجمة وكأنه لم يعرف إلا بهذه الرواية.
(5) علي الهلالي: قال في الإصابة: " ذكره الطبراني وأخرج من طريق ابن عيينة عن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال دخلت.. الخ.
وأخرجه في الأوسط عن محمد بن رزيق بن جامع عن الهيثم بن
ص :126
حبيب عن أبيه عن ابن عيينة. وقال: إنه لا يروي إلا بهذا الاسناد ".
وقال الذهبي في تجريد أسماء الصحابة: روي ابن عيينة عن علي بن علي الهلالي عن أبيه لكن الحديث مكذوب في مناقب علي (1).
ففي هذا الاسناد: شيخ الطبراني لم أجد له توثيقا، وشيخه الهيثم بن حبيب متروك، وعلي بن علي الهلالي لم أجد له ترجمة.
قال الطبراني بعد رواية الحديث: لم يروه عن علي بن علي إلا سفيان تفرد به الهيثم (2). وقال الهيثمي: فيه الهيثم بن حبيب. قال أبو حاتم: منكر الحديث وهو متهم بهذا الحديث (3) وقال ابن حجر: خبر ظاهر البطلان. وقال الذهبي: خبر باطل. وفي المغني: خبر كذب. وفي التجريد: الحديث مكذوب (4).
وذكره السيوطي في ذيل اللآلئ المصنوعة ثم قال: قال الذهبي:
هذا موضوع والهيثم بن حبيب هو المتهم بهذا الحديث (5).
موضوع.
ص :127
38 - (84) عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
تخرج من المشرق رايات سود لبني العباس ثم يمكثون ما شاء الله ثم تخرج رايات سود صغار تقاتل رجلا من ولد أبي سفيان وأصحابه من قبل المشرق يودون الطاعة للمهدي.
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا محمد بن عبد الله أبو عبد الله التاهرتي، عن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم، عن مسلم بن يسار، عن سعيد بن المسيب قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
(1) محمد بن عبد الله التاهرتي: لم أجد له ترجمة.
(2) عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي. من السابعة. مات 156 أو بعدها (بخ د ت ق).
ضعيف جدا. وثقه أحمد بن صالح ويحيي القطان في رواية.
وضعفه في أخري. وكذلك ضعفه ابن معين وهشام بن عروة والجوزجاني ويعقوب بن شيبة ويعقوب بن سفيان وأبو حاتم وأبو زرعة والترمذي والنسائي وغيرهم.
ووهاه ابن المديني وابن مهدي وابن سعد وغيرهم. قال أحمد:
ليس بشئ ولا أكتب حديثه.
قال أبو نعيم: روي عن أبيه أحاديث موضوعة. قال الطحاوي:
حديثه عند أهل العلم بالحديث في النهاية من الضعف. قال ابن
ص :128
حبان: يروي الموضوعات عن الثقات ويدلس عن محمد بن سعيد المصلوب. قال ابن حجر: ضعيف في حفظه (1).
(3) مسلم بن يسار المصري: أبو عثمان الطنبذي. مولي الأنصار.
مقبول. من الرابعة (بخ د ت ق).
ذكره ابن حبان في الثقات وقال الدارقطني: يعتبر به (2).
(4) أما سعيد بن المسيب فهو ثقة فاضل. تقدم.
مرسل وإسناده ضعيف جدا لأجل عبد الرحمن بن زياد الإفريقي.
كما أن فيه التاهرتي ولم أجد له ترجمة، والطنبذي ولا يحتج به.
ص :129
39 - (85) عن قتادة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
يخرج المهدي من المدينة إلي مكة فيستخرجه الناس من بينهم فيبايعونه بين الركن والمقام وهو كاره.
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن. قال: حدثنا ابن ثور وعبد الرزاق عن معمر، عن قتادة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
هذا الاسناد رجاله كلهم ثقات. (إلا أن مرسل فقتادة لم يدرك النبي صلي الله عليه وسلم.
ومداره علي نعيم بن حماد وهو ضعيف كما سبق. والراوي عنه ضعيف أيضا.
مرسل وإسناده ضعيف.
ص :130
40 - (86) عن قتادة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" إنه سيخرج الكنوز ويقسم المال ويلقي الاسلام بجرانه ".
أخرجه أيضا نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
وهذا الاسناد أيضا ضعيف كسابقه.
ص :131
41 - (87) عن زين العابدين علي بن الحسين مرسلا قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
أبشروا، أبشروا، إنما مثل أمتي مثل الغيث لا يدري آخره خير أم أوله، أو كحديقة أطعم منها فوج عاما ثم أطعم منها فوج عاما ثم أطعم منها فوج عاما. لعل آخرها فوجا أن يكون أعرضها عرضا وأعمقها عمقا وأحسنها حسنا.
كيف تهلك أمة أنا أولها والمهدي وسطها والمسيح آخرها. ولكن بين ذلك فيج (1) أعوج. ليسوا مني ولا أنا منهم.
رواه رزين العبدري عن جعفر، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم فذكره (2).
جعفر هو الصادق. وجده هو علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب. ثقة ثبت. مات 93 ه (3).
ولكنه تابعي بينه وبين النبي صلي الله عليه وسلم واسطة لا نعرفها. كما أنني لم أعرف إسناد رزين إلي جعفر الصادق.
ص :132
إسناده مرسل. والمرسل من أنواع الضعيف. والله أعلم.
أما قوله: " مثل أمتي مثل المطر لا يدري أوله خير أم آخره ".
فهو صحيح. رواه أحمد والترمذي والطيالسي وابن عدي وابن عساكر عن أنس. وأحمد وابن حبان عن عمار.
وأبو يعلي عن علي. والطبراني عن ابن عمرو. والطبراني أيضا وأبو نعيم في الحلية والقضاعي في مسند الشهاب عن ابن عمر (1).
ص :133
42 - (88) عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" هو رجل من عترتي يقاتل علي سنتي كما قاتلت أنا علي الوحي ".
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا الوليد، عن شيخ، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: فذكره (1).
الوليد بن مسلم: ثقة، مدلس وقد عنعن.
وشيخه: مبهم غير معروف.
وبقية رجاله ثقات.
إسناد الحديث ضعيف لعنعنة الوليد وجهالة شيخه.
ص :134
43 - (89) عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
" يسير بهم في اثني عشر ألفا إن قلوا وخمسة عشر ألفا إن كثروا. شعارهم أمت أمت. حتي يلقاه السفياني فيقول:
أخرجوا إلي ابن عمي حتي أكلمه فيخرج إليه فيكلمه فيسلم له الامر ويبايعه فإذا رجع السفياني إلي أصحابه ندمه كلب فيرجع ليستقيله فيقيله فيقتتل هو وجيش السفياني علي سبع رايات، كل صاحب راية منهم يرجو الامر لنفسه فيهزمهم المهدي ".
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا الوليد، عن ليث بن سعد، عن عياش بن عباس القتباني، عمن حدثه، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه. فذكره (1). ثم قال: قال أبو هريرة فالمحروم من حرم نهب كلب.
وفيه:
الوليد بن مسلم: ثقة لكنه مدلس وقد عنعن.
وشيخ القتباني: مبهم.
فهذا الاسناد ضعيف لجهالة شيخ القتباني وعنعنة الوليد.
ص :135
44 - (90) عن علي قال:
" المهدي رجل منا من ولد فاطمة رضي الله عنها ".
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال، عن زر بن حبيش، سمع عليا رضي الله عنه قال:
فذكره (1).
فيه أبو هارون ولم أعرف من المراد هنا. ومع ذلك مدار الاسناد علي نعيم بن حماد وهو لا يحتج به مع جلالته وعلمه. والراوي عنه ضعيف أيضا كما سبق.
فإسناده ضعيف. وأما المتن فقد ورد نحوه مرفوعا عن أم سلمة (الحديث رقم 9).
(45) (91) عن أبي رومان عن علي قال:
" يظهر السفياني علي الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسيا حتي تشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ثم ينفق عليهم فتق من خلفهم فتقبل طائفة منهم حتي يدخلوا أرض خراسان وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان ويقتلون شيعة آل محمد صلي الله عليه وسلم بالكوفة ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي ".
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: ثنا الوليد ورشدين قالا: ثنا ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال. فذكره (2).
وأخرجه الحاكم في المستدرك قال: أخبرني محمد بن المؤمل ثنا
ص :136
الفضل بن محمد الشعراني، ثنا نعيم بن حماد.. بالاسناد المذكور بمثله تماما (1).
وفيه:
الوليد بن مسلم وهو مدلس لكنه صرح هنا بالتحديث ورشدين بن سعد ضعيف ولكنه توبع بالوليد بن مسلم.
وهما يرويان عن ابن لهيعة وهو ضعيف. تقدم في 48.
أبو قبيل: حيي بن هانئ بن ناضر، المعافري، البصري، صدوق يهم. من الثالثة. مات 128 ه (بخ قد ت س).
وثقه أحمد وابن معين وأبو زرعة والفسوي والعجلي وأحمد بن صالح وابن حبان وقال: يخطئ. قال أبو حاتم: صالح الحديث. وذكره الساجي في الضعفاء وحكي عن ابن معين تضعيفه (2).
أبو رومان: لم أجد له ترجمة.
قال الذهبي: خبر واه (3).
وهو كما قال.
46 - (92) عن أبي رومان عن علي قال:
إذا خرجت خيل السفياني إلي الكوفة بعث في طلبه أهل خراسان ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيلتقي هو والهاشمي برايات سود علي مقدمته شعيب بن صالح، فيلتقي هو وأصحاب السفياني بباب إصطخر فتكون ملحمة
ص :137
عظيمة. فتظهر الرايات السود وتهرب خيل السفياني فعند ذلك يتمني الناس المهدي ويطلبونه.
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي رضي الله عنه قال. فذكره (1).
فيه ابن لهيعة وهو ضعيف وأبو رومان لم أجد له ترجمة.
وقد سبق أن الذهبي قد حكم في الخبر السابق وهو بهذا الاسناد بأنه " خبر واه ".
47 - (93) عن أبي رومان عن علي قال:
إذا نادي مناد من السماء إن الحق في آل محمد فعند ذلك يظهر المهدي علي أفواه الناس ويشربون حبه ولا يكون ذكر غيره.
أخرجه نعيم بإسناد سابقه (2).
وهو خبر واه كسابقه.
48 - (94) عن أبي رومان عن علي قال:
يبعث بجيش إلي المدينة فيأخذون من قدروا عليه من آل محمد صلي الله عليه وسلم وتقتل من بني هاشم رجال ونساء فعند ذلك يهرب المهدي والمبيض من المدينة إلي مكة فيبعث في طلبهما وقد لحقا بحرم الله وأمنه.
أخرجه نعيم بإسناد سابقه (3).
وهو خبر واه كسابقه.
ص :138
49 - (95) عن علي قال:
" تكون فتن ثم تكون جماعة علي رأس رجل من أهل بيتي ليس له عند الله خلاق فيقتل أو يموت فيقوم المهدي ".
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن رجل، عن عمار بن محمد، عن عمر بن علي أن عليا قال: فذكره (1).
وفيه شيخ المعتمر بن سليمان وهو:
رجل، لا يدري من هو.
وعمار بن محمد: إن كان هو الثوري ابن أخت سفيان الثوري فهو " صدوق يخطئ " وكان عابدا. من الثامنة (م ت ق) (2) وإن كان غيره فلا أدري من هو.
وهذا إسناد ضعيف لجهالة شيخ المعتمر. والله أعلم.
50 - (96) عن علي قال:
" هو فتي من قريش آدم ضرب من الرجال " أخرجه نعيم في كتاب الفتن في " صفة المهدي ونعته " قال: حدثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيي بن طلحة التيمي، عن طاوس، قال: قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: فذكره (3).
وفيه:
إسحاق بن يحيي بن طلحة. متروك الحديث. كما قال أحمد والفلاس والنسائي وغيرهم. وقد وهاه ابن معين وابن المديني ويحيي بن
ص :139
سعيد القطان وأبو زرعة وأبو حاتم وغيرهم. وضعفه العجلي والساجي وأبو داود والعقيلي والدارقطني وغيرهم. قال البخاري: يهم في الشئ بعد الشئ إلا أنه صدوق. قال ابن حجر في التقريب: ضعيف من الخامسة (ت ق) (1).
فهذا إسناد ضعيف جدا.
51 - (97) عن علي قال:
لا يخرج المهدي حتي يقتل ثلث ويموت ثلث ويبقي ثلث.
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا يحيي بن اليمان، عن كيسان الرؤاسي القصار - وكان ثقة - قال حدثني مولاي، قال سمعت عليا رضي الله عنه يقول: فذكره (2).
وأخرجه أيضا أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، حدثنا أحمد بن ثابت، حدثنا سعيد، حدثنا نصر، حدثنا علي، حدثنا خالد بن سلام الشامي، عن يحيي بن اليمان، عن كيسان الرؤاسي، حدثني مولاي، قال: سمعت علي بن أبي طالب قال: " لا يخرج المهدي حتي يقتل ثلاث، ويموت ثلث ويبقي ثلث. " (3).
يحيي بن اليمان العجلي، الكوفي، صدوق لكنه يخطئ كثيرا وقد تغير. تقدم في 52.
كيسان الرؤاسي: أبو عمرو الفزاري. ضعيف. من السابعة (فق).
ص :140
ضعفه أحمد وابن معين والساجي. قال الدارقطني: ليس بالقوي (1).
مولاه هو: يزيد بن بلال بن الحارث الفزاري. ضعيف جدا، قال البخاري: فيه نظر. وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال ابن حبان: لا يحتج به. قال ابن حجر: ضعيف. من الثالثة (فق) (2).
فإسناده ضعيف جدا. رجاله كلهم ضعفاء ويزيد بن بلال ضعيف جدا.
52 - (98) عن علي قال:
" لا يخرج المهدي حتي يبصق بعضكم في وجه بعض ".
أخرجه نعيم أيضا قال: حدثنا ابن اليمان، عن شيخ من فزارة، عمن حدثه، عن علي قال: فذكره (3).
ابن اليمان كثير الخطأ كما سبق، وشيخه شيخ من بني فزاره لا يدري من هو. فإن كان هو كيسان الرؤاسي الفزاري فهو ضعيف. وإن كان غيره فهو مجهول. وعمن حدثه لا يعرفه أحد.
فهذا خبر إسناده ضعيف. والله أعلم.
53 - (99) عن علي قال:
" إذا بعث السفياني إلي المهدي جيشا فخسف بهم بالبيداء، وبلغ ذلك أهل الشام قالوا لخليفتهم: قد خرج المهدي فبايعه، وادخل في طاعته وإلا قتلناك. فيرسل إليه بالبيعة. ويسير المهدي حتي ينزل بيت المقدس، وتنقل إليه الخزائن وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم
ص :141
وغيرهم في طاعته من غير قتال، حتي تبني المساجد بالقسطنطينة وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل بيته بأهل المشرق، يحمل السيف علي عاتقه ثمانية أشهر يقتل ويمثل ويتوجه إلي بيت المقدس فلا يبلغه حتي يموت ".
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد الله بن مروان، عن الهيثم بن عبد الرحمن، عمن حدثه، عن علي قال: فذكره (1).
وعبد الله بن مروان إن كان هو أبو علي الجرجاني ثم الدمشقي فقد قال فيه ابن حبان يلزق المتون الصحاح التي لا يعرف لها إلا طريق واحد بطريق آخر لتشتبه علي من الحديث صناعته. لا يحل الاحتجاج به. وإن كان هو البصري الخزاعي فهو ثقة (2).
والهيثم بن عبد الرحمن لم أجد أحدا بهذا الاسم.
والذي حدثه عن علي: لا يعلمه أحد إلا الله.
فهذا إسناد ضعيف. وأما المساجد فقد بنيت في القسطنطينة وما دونها ولم يظهر المهدي بعد.
54 - (100) عن علي قال:
" يلي المهدي أمر الناس ثلاثين أو أربعين سنة ".
أخرجه نعيم أيضا بإسناد الحديث السابق (3).
وهو إسناد ضعيف ومعناه مخالف للأحاديث الثابتة التي تقول إنه يملك سبع سنوات.
ص :142
وهذه المخالفات مع جهالة الرواة تدل علي أن هذه أخبار واهية والله أعلم.
55 - (101) عن علي قال:
المهدي مولده بالمدينة من أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم واسمه اسم أبي (1) ومهاجره بيت المقدس كث اللحية أكحل العينين براق الثنايا في وجهه خال أقني أجلي في كتفه علامة النبي يخرج براية النبي صلي الله عليه وسلم من مرط معلمة سوداء مربعة فيها حجر، لم تنشر منذ توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم ولا تنشر حتي يخرج المهدي يمده الله بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه من خالفهم وأدبارهم. يبعث وهو ما بين الثلاثين إلي الأربعين.
أخرجه نعيم أيضا بالاسناد السابق (2).
وهو إسناد ضعيف وإن من نظر إلي هذا المتن لا يشك أنه موضوع علي علي رضي الله عنه. والله أعلم.
56 - (102) عن سعد الإسكاف عن الأصبغ بن نباتة قال خطب علي بن أبي طالب:
فحمد الله وأثني عليه ثم قال:
أيها الناس إن قريشا أئمة العرب أبرارها لابرارها وفجارها لفجارها، ألا ولا بد من رحي تطحن علي ضلالة وتدور فإذا قامت علي قلبها طحنت بحدتها ألا إن تطحينها روقا وروقها وفلها علي الله.
ألا وإني وأبرار عترتي وأهل بيتي أعلم الناس صغارا وأحلم الناس كبارا معنا راية الحق، من تقدمها مرق،
ص :143
ومن تخلف عنها محق، ومن لزمها لحق إنا أهل الرحمة وبنا فتحت أبواب الحكمة وبحكم الله حكمنا وبعلم الله علمنا ومن صادق سمعنا فإن تتبعونا تنجوا وإن تتولوا يعذبكم الله بأيدينا، بنا فك الله ربق الذل من أعناقكم وبنا يختم لا بكم وبنا يلحق التالي وإلينا يفئ الغالي فلولا تستعجلوا وتستأخروا القدر لامر قد سبق في البشر لحدثتكم بشباب من الموالي وأبناء العرب ونبذ من الشيوخ كالملح في الزاد وأقل الزاد الملح.
فينا معتبر ولشيعتنا منتظر. أنا وشيعتنا نمضي إلي الله بالبطن والحمي والسيف. إن عدونا يهلك بالداء والدبيلة وبما شاء الله من البلية والنقمة وأيم الله الأعز الأكرم إني لو حدثتكم بكل ما أعلم لقالت طائفة منا أكذب وأرجم.
ولو انتقيت منكم مائة قلوبهم كالذهب ثم انتخبت من المائة عشرة ثم حدثتهم فينا أهل البيت حديثا لينا لا أقول فيه إلا حقا ولا أعتمد فيه إلا صدقا لخرجوا وهم يقولون علي من أكذب الناس. ولو اخترت من غيركم عشرة فحدثتهم في عدونا وأهل البغي علينا أحاديث كثيرة خرجوا وهم يقولون علي من أصدق الناس.
هلك حاطب الحطب وحاصر صاحب الغضب. القلوب منها تقلب فمنها مشغب ومنها مجدب ومنها مخصب ومنها مسيب.
يا بني ليبر صغاركم كباركم وليرأف كباركم بصغاركم ولا تكونوا كالغواة الجفاة الذين لم يتفقهوا في الدين ولم يعطوا في الله محض اليقين كبيض بيض في أداجي.
ويح لفراخ فراخ آل محمد من خليفة جبار عتريف مترف
ص :144
مستخف بخلفي وخلف الخلف وبالله لقد علمت تأويل الرسالات وإنجاز العدات وتمام الكلمات وليكونن من يخلفني في أهل بيتي رجل يأمر الله بالله قوي يحكم بحكم الله وذلك بعد زمان مصلح مفضح يشتد فيه البلاء وينقطع فيه الرجال ويقبل فيه الرشاء فعند ذلك يبعث الله رجلا من شاطئ دجلة لامر حزبه يحمله الحقد علي سفك الدماء وقد كان في ستر وغطاء فيقتل قوما وهو عليهم عضبان شديد الحقد حران في سنة بختنصر يسومهم خسفا ويسقيهم كأسا مصيره سوط عذاب وسيف دمار.
ثم يكون بعده هنات وأمور مشتبهات إلا من شط الفرات إلي النجفات بابا إلي القطفطانيات في آيات وآفات متواليات يحدثن شكا في يقين يقوم بعد حين يبني المدائن ويفتح الخزائن ويجمع الأمم ينقذها شخص البصر وطمح النظر وعنت الوجوه وكشفت البال حتي يري مقبلا مدبرا فيها لهفي علي ما أعلم. رجب شهر ذكر، رمضان تمام السنين، شوال يشأل فيه أمر القوم، ذو القعدة يقتعدون فيه، ذو الحجة الفتح من أول العشر، ألا إن العجب كل العجب بعد جمادي ورجب جمع أشتات وبعث أموات وحديثات هونات هونات بينهن موتات رافعة ذيلها، داعية عولها معلنة قولها بدجلة أو حولها.
ألا إن منا قائما عفيفة أحسابه سادة أصحابه ينادي عند اصطلام أعداء الله باسمه واسم أبيه في شهر رمضان ثلاثا بعد هرج وقتال وضنك وخبال وقيام من البلاء علي ساق وإني لاعلم إلي من تخرج الأرض ودائعها وتسلم إليه خزائنها ولو شئت أن أضرب
ص :145
برجلي فأقول اخرجوا من ههنا بيضا ودروعا.
كيف أنتم يا ابن هنات إذا كانت سيوفكم بأيمانكم مصلتات ثم رملتم رملات ليلة البيات ليستخلفن الله خليفة يثبت علي الهدي ولا يأخذ علي حكمة الرشاء إذا دعا دعوات بعيدات المدي دامغات للمنافقين فارجات عن المؤمنين ألا إن ذلك كائن علي رغم الراغمين.
والحمد لله رب العالمين وصلواته علي سيدنا محمد خاتم النبيين وآله وأصحابه أجمعين.
أخرجه ابن المنادي كما في كنز العمال (1).
وعلامات الوضع والتصنع بادية علي هذه الرواية. ومن قرأها لا يشك أنها مختلقة علي علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولكن لزيادة التوضيح اذكر ترجمة راوييه.
فأما:
سعد: فهو سعد بن طريف الإسكافي الحنظلي الكوفي.
متروك الحديث ورماه ابن حبان بالوضع وكان رافضيا. من السادسة (ت ق).
وقال ابن معين: لا يحل لاحد أن يروي عنه، وقال مرة: ليس بشئ. وقال النسائي: متروك الحديث. قال الأزدي والدارقطني: متروك الحديث. وقال الفسوي: لا يكتب حديثه إلا للمعرفة. وقال ابن عدي:
ضعيف جدا. وقال ابن حبان: كان يضع الحديث علي الفور. وقال الساجي: عنده مناكير يطول ذكرها. قال أبو حاتم: ضعيف الحديث، منكر الحديث. قال الجوزجاني: مذموم. وقد ضعفه أيضا أحمد وعمرو بن علي
ص :146
وأبو زرعة والبخاري وأبو داود والترمذي وأبو الوليد والعجلي (1).
والأصبغ بن نباتة: التميمي الحنظلي، الكوفي، يكني أبا القاسم متروك رمي بالرفض. من الثالثة (ق).
قال جرير: كان مغيرة لا يعبأ بحديثه. وقال عمرو بن علي: ما سمعت عبد الرحمن ولا يحيي حدثا عنه بشئ. وقال أبو بكر بن عياش:
الأصبغ بن نباتة وهشيم من الكذابين. وقال ابن معين: ليس يساوي حديثه شيئا. وقال أيضا: ليس بثقة وقال مرة: ليس حديثه بشئ.
وقال النسائي: متروك الحديث وقال مرة: ليس بثقة. وقال ابن حبان: أتي بالطامات في الروايات فاستحق من أجلها الترك.
وضعفه أبو حاتم وابن سعد وأبو أحمد والساجي والفسوي ومحمد بن عمار وآخرون. قال الذهبي: واه غال في التشيع (2).
وهكذا رأينا أن هذا الخبر موضوع مختلق علي علي وهو برئ منه.
57 - (103) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
" يبايع المهدي سبعة رجال علماء توجهوا إلي مكة من أفق شتي علي غير ميعاد قد بايع لكل رجل منهم ثلثماية وبضعة عشر رجلا فيجتمعون بمكة فيبايعونه ويقذف الله محبته في صدور الناس فيسير بهم وقد توجه إلي الذين بايعوا خيل السفياني وعليهم رجل من جرم. فإذا خرج من مكة خلف أصحابه ومشي في إزرا ورداء حتي يأتي
ص :147
الجرمي فيبايع له فيندمه كلب علي بيعته فيأتيه فيستقيله البيعة فيقيله ثم يعبئ جيوشه لقتاله فيهزمه ويهزم الله علي يديه الروم ويذهب الله علي يديه الفتن وينزل الشام ".
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا أبو عمر، عن ابن لهيعة، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن الحارث، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: فذكره (1).
وفيه أبو عمر شيخ نعيم ولم أعرفه.
وابن لهيعة معروف باختلاطه وسوء حفظه.
عبد الوهاب بن حسين. قال الحاكم مجهول، وأخرج في المستدرك حديثا عن طريقه ثم قال: أخرجته تعجبا وقال الذهبي: ذا الخبر موضوع (2).
محمد بن ثابت بن أسلم البناني، ضعيف. من السابعة. قال ابن معين: ليس بشئ. وقال أبو حاتم: منكر الحديث يكتب حديثه ولا يحتج به وقال البخاري: فيه نظر (3).
حارث بن عبد الله الأعور. قال ابن حجر: " في حديثه ضعف ".
ولكن كذبه الشعبي وابن المديني وأبو إسحاق وغيرهم. وضعفه الدارقطني والنسائي وابن معين وآخرون. وروي عثمان الدارمي عن ابن معين أنه وثقه ثم قال عثمان: ليس يتابع يحيي علي هذا.
قال الذهبي: الظاهر أنه كان يكذب في لهجته وحكاياته (4).
ص :148
فهذا إسناد ضعيف لجهالة عبد الوهاب وضعف غيره. وقد حكم عليه الذهبي بالوضع.
58 - (104) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
يبايع المهدي بين الركن والمقام ولا يوقظ نائما ولا يهرق دما.
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا أبو يوسف، عن فطر بن خليفة، عن الحسن بن عبد الرحمن العكلي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
فذكره (1).
أبو يوسف المقدسي. يروي عنه نعيم كثيرا ولم أعرف من هو.
والحسن بن عبد الرحمن العكلي وفي موضع " الحنش بن عبد الرحمن العكلي " لم أعرفه.
وأما المتن فقوله " يبايع بين الركن والمقام " ورد من طرق أخري ولكن قوله " لا يوقظ نائما ولا يهرق دما " فد تفرد به هذا السند.
وهذا إسناد ضعيف لضعف نعيم بالإضافة إلي أن فيه لم أعرفهم.
59 - (105) وبه عن أبي هريرة قال:
يخرج السفياني والمهدي كفرسي رهان فيغلب السفياني علي ما يليه والمهدي علي ما يليه (2).
وإسناده ضعيف كسابقه.
60 - (106) وبه عن أبي هريرة قال:
ص :149
تكون بالمدينة وقعة تغرق فيها أحجار الزيت ما الحرة عندها إلا كضربة سوط فيتنحي عن المدينة قدر بريدين ثم يبايع إلي المهدي (1).
وإسناده ضعيف كسابقه.
61 - (107) عن أبي هريرة قال:
إن المهدي اسمه محمد بن عبد الله في لسانه رتة.
ذكره أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين قال: أخبرنا عمر بن عبد الله، قال: حدثنا أبو زيد، قال: حدثني يعقوب بن القاسم، قال:
حدثني علي بن أبي طالب قال: أخبرني القاسم بن المطلب العجلي قال:
حدثني الكلبي منذ خمسين سنة: أن أبا صالح حدثه، قبل ذلك بعشرين سنة، أن أبا هريرة أخبره. فذكره. (2).
وهذا خبر موضوع.
فيه الكلبي وهو: محمد بن السائب بن بشر الكلبي، أبو النضر الكوفي. متهم بالكذب ورمي بالرفض. من السادسة. مات 146 (ت فق).
كذبه معتمر بن سليمان وليث بن أبي سليم وزائدة بن قدامة وغيرهم وقال حماد بن سلمة: كان والله غير ثقة. وقال ابن حبان: الكلبي هذا مذهبه في الدين ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلي الاغراق في وصفه (3).
ص :150
والرتة: العجمة.
62 - (108) عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
يبعث الله تعالي المهدي بعد أياس حتي يقول الناس لا مهدي. وأنصاره ناس من أهل الشام عدتهم ثلاثمائة وخمسة عشر رجلا عدة أصحاب بدر، يسيرون إليه من الشام حتي يستخرجوه من بطن مكة في دار عند الصفا، فيبايعونه كرها فيصلي بهم ركعتين صلاة المسافر عند المقام ثم يصعد المنبر.
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن أبي عبد الله، عن الوليد بن هشام المعيطي، عن أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط، سمع ابن عباس رضي الله عنه يقول: فذكره (1).
وإسناده ضعيف، فالوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعن ولم أجد ترجمة شيخه أبي عبد الله. ولا ترجمة أبان بن الوليد الراوي عن ابن عباس.
65 - (111) وعن سعيد بن جبير عنه، أنهم ذكروا عنده اثنا عشر خليفة ثم الأمير فقال ابن عباس:
والله إنا منا بعد ذلك السفاح والمنصور والمهدي يدفعها إلي عيسي ابن مريم (1).
والخبران أخرجهما نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا الوليد بن مسلم وغيره، عن عبد الملك بن أبي غنية، حدثنا المنهال، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وأخرجه البيهقي أيضا، فقال: أخبرني أبو الحسين، أخبرنا عبد الله، حدثنا يعقوب بن سفيان، قال: حدثني إبراهيم بن أيوب، حدثنا الوليد، حدثنا عبد الملك بن حميد بن أبي غنية، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال: سمعت عبد الله بن عباس ونحن نقول: اثني عشر أميرا، ثم لا أمير، واثني عشر أميرا ثم هي الساعة. فقال ابن عباس: " ما أحمقكم إن منا أهل البيت بعد ذلك المنصور، والسفاح، والمهدي يدفعها إلي عيسي بن مريم " (2).
والوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن.
والمنهال بن عمرو: صدوق ربما وهم. تقدم.
وهذا إسناد ضعيف. ولكن المتن موضوع والواقع يشهد ببطلانه فقد مضي كل من السفاح والمنصور والمهدي العباسيون ولم يدفعها أحد منهم إلي عيسي ابن مريم. والله أعلم.
فلعل الوليد بن مسلم دلسه عن أحد الكذابين.
ص :152
66 - (112) عن ابن عباس قال:
" منا أهل البيت أربعة، منا السفاح، ومنا المنذر، ومنا المنصور، ومنا المهدي ".
فقال له مجاهد: فبين لي هؤلاء الأربعة فقال:
أما السفاح فربما قتل أنصاره وعفا عن عدوه. وأما المنذر قال: فإنه يعطي المال الكثير لا يتعاظم في نفسه ويمسك القليل من حقه. وأما المنصور فإنه يعطي النصر علي عدوه الشطر مما كان يعطي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يرعب منه عدوه علي مسيرة شهرين. والمنصور يرعب عدوه منه علي مسيرة شهر. وأما المهدي الذي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا وتأمن البهائم والسباع وتلقي الأرض أفلاذ كبدها.
قال: فقلت: وما أفلاذ كبدها؟ قال: أمثال الأسطوانة من الذهب والفضة.
أخرجه الحاكم قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان الفقيه إملاء ببغداد قال: قرئ علي يحيي بن حفص بن الزبرقان وأنا أسمع، ثنا خلف بن تميم أبو عبد الرحمن الكوفي، ثنا إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر، عن أبيه، عن مجاهد قال: قال لي عبد الله بن عباس: لو لم أسمع أنك مثلي أهل البيت ما حدثتك بهذا. قال فقال مجاهد في سر لا أذكره لمن تكره. قال فقال ابن عباس: فذكره (1).
وإسناده ضعيف. فيه:
ص :153
إسماعيل بن إبراهيم بن المهاجر بن جابر البجلي الكوفي، ضعيف من السابعة (ت ق). ضعفه ابن معين والنسائي وابن الجارود وأبو حاتم وغيرهم.
قال أبو داود: ضعيف ضعيف أنا لا أكتب حديثه. قال ابن حبان:
كان فاحش الخطأ. قال البخاري: في حديثه نظر. وقال الساجي: فيه نظر (1).
وأبوه إبراهيم بن مهاجر. صدوق لين الحفظ. من الخامسة (م 4) ضعفه يحيي القطان والنسائي وأبو حاتم وابن معين وابن حبان وغيرهم.
ووثقه ابن سعد وقال النسائي في رواية وأحمد: لا بأس به. وقال أبو داود: صالح الحديث (2).
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه.
قال الذهبي: أين منه الصحة. وإسماعيل مجمع علي ضعفه وأبوه ليس بذاك (3).
67 (113) عن ابن عباس قال:
والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لأدال الله من بني أمية ليكونن منا السفاح والمنصور والمهدي.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرني علي بن أحمد الرزاز، أخبرنا أبو الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب، حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن عبيد بن عتبة الكندي - بالكوفة - حدثنا الحسين بن محمد بن علي الأزدي، أخبرني سلام مولي العباسة بنت المهدي قال: حدثني محمد بن كعب مولي المهدي قال: سمعت المهدي
ص :154
أمير المؤمنين يقول: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، عن ابن عباس قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف.
علي بن أحمد الرزاز كان له ولد يعبث بكتبه. ولا يمكن الاعتماد عليه، تقدم.
وأبو عبد الله الكندي والحسين بن محمد الأزدي وسلام مولي العباسة ومحمد بن كعب مولي المهدي. كل هؤلاء لم أجد لهم ترجمة.
68 - (114) عن ابن عباس قال:
" يلي من ولدي السفاح ثم الثاني المنصور علي الأعداء ثم الثالث المهدي ثم الرابع الجواد ببذله ثم ذكر رجالا ".
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرنا علي بن أبي علي، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد المقرئ العدل، حدثنا القاضي أبو الحسين عمر بن الحسن بن علي الشيباني، حدثنا أبي، حدثنا أبو بكر محمد بن مراد، عن سالم الأعمي، عن أبي سليمة، عن محمد بن سيرين قال: فذكره (2).
وإسناده ضعيف.
القاضي أبو الحسين الشيباني: ضعفه الدارقطني وغيره. وسيأتي في 248.
وأبوه الحسن بن علي. قال ابن المديني: به أدني لين (3).
ص :155
وأما علي بن أبي علي، وأبو إسحاق المقرئ، وأبو بكر محمد بن مراد وسالم الأعمي. فكل هؤلاء لم أجد لهم تراجم.
69 - (115) عن أبي سعيد أقني أجلي ".
" إن المهدي أقني أجلي ".
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه: عن معمر بن مطر عن رجل عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره (1).
وفيه:
مطر بن طهمان الوراق. صدوق كثير الخطأ. تقدم.
وشيخه: رجل. غير معروف.
فهذا إسناد ضعيف. وأما المتن فقد ورد مرفوعا عن أبي سعيد عن النبي صلي الله عليه وسلم. وهو حسن. وقد تقدم والله أعلم.
70 (116) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
" المهدي الذي ينزل عليه عيسي ابن مريم عليه السلام ويصلي خلفه عيسي عليه السلام ".
أخرجه نعيم بن حماد، عن غير واحد، عن حماد بن سلمة، عن علي بن زيد، عن رجل، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف.
لان فيه شيوخ نعيم وهم غير معروفين.
وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف. تقدم.
وشيخه رجل لا نعرفه.
ص :156
ولكن المعني صحيح وقد ورد مرفوعا عن النبي صلي الله عليه وسلم كما سبق.
71 - (117) عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
" بعد الجبابرة الجابر ثم المهدي ثم المنصور ثم السلام ثم أمير الغضب فمن قدر أن يموت بعد ذلك فليمت ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، سمع عقبة بن راشد الصدفي، قال: حدثنا عبد الله بن الحجاج قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص: فذكره (1).
وهذا إسناد ضعيف.
عقبة بن راشد. لم أجد له ترجمة. وشيخه عبد الله بن الحجاج روي عنه صفوان بن عمرو أيضا. كما ذكر ابن أبي حاتم ولم يورد في ترجمته جرحا ولا تعديلا (2).
وأما المتن فهو من الإسرائيليات كما يأتي التصريح بذلك في الرواية القادمة.
72 - (118) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
وجدت في بعض الكتب يوم غزونا يوم اليرموك: أبو بكر الصديق أصبتم اسمه، عمر الفاروق قرن من حديد أصبتم اسمه، وعثمان ذو النور أوتي كفلين من الرحمة لأنه قتل مظلوما أصبتم اسمه، ثم يكون سفاح، ثم يكون منصور، ثم يكون مهدي، ثم يكون الأمين، ثم يكون سين وسلام يعني صلاحا وعافية، ثم يكون أمير الغضب، ستة منهم من ولد كعب بن لوي ورجل من
ص :157
قحطان كلهم صالح لا يري مثله.
أخرجه نعيم قال: حدثنا محمد بن ثور وعبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عقبة بن أوس، عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: فذكره (1).
عقبة بن أوس هو السدوسي البصري. صدوق. من الرابعة (د س ق) (2).
وبقية رجاله ثقات معروفون. عبد الرزاق وإن كان قد اختلط بآخره لكنه توبع هنا بمحمد بن ثور.
ولكن معمر مع ثقته وجلالة قدره تكلم في روايته عن العراقيين (تقدمت ترجمته) وشيخه هنا أيوب السختياني بصري.
وهذا كله إذا كان نعيم بن حماد حفظه فإنه كثير الأوهام والراوي عنه ضعيف. والمتن من الإسرائيليات.
73 - (119) وبه عن عبد الله بن عمرو قال:
السفاح ثم المنصور ثم جابر ثم المهدي ثم أمين ثم سين وسلام ثم أمير الغضب ستة منهم من ولد كعب بن لوي ورجل من قحطان مثلهم. كلهم صالح (3).
إسناده ضعيف كسابقه.
74 - (120) عن عبد الله بن عمرو قال:
" أما إنها ستكون فتنة والناس يصلون معا ويحجون معا
ص :158
ويعرفون معا ويضحون معا ويعرفون معا ثم يهيج فيهم كالكلب فيقتتلون حتي تسيل العقبة دما وحتي يري البرئ أن براءته لن تنجيه ويري المعتزل أن اعتزاله لن ينفعه ثم يستكرهون رجلا شابا مسندا ظهره بالركن ترعد فرائصه يقال له المهدي في الأرض وهو المهدي في السماء فمن أدركه فليتبعه ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن الأخضر بن عجلان، عن عطاء بن زهير بن فزارة العامري، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو قال: فذكره (1).
عطاء بن زهير روي عنه شميط والأخضر ابنا عجلان. ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في الثقات ولكن اسم جده عندهما، الأصبغ (2).
وزهير بن الأصبغ روي عنه ابنه عطاء ولم يذكر فيه ابن أبي حاتم جرحا ولا تعديلا (3). فلم يوثق الأول غير ابن حبان وهو معروف بالتساهل في هذا الباب. فأحسن أحواله أن يكون مستورا والثاني يكون مجهولا حسب قواعد علم المصطلح بالإضافة إلي ما تكلم به في نعيم والراوي عنه.
فهذا إسناد ضعيف.
75 - (121) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
" يحج الناس معا ويعرفون معا علي غير إمام فبينما هم نزول بمني إذ أخذهم كالكلب فثارت القبائل بعضهم
ص :159
إلي بعضه فاقتتلوا حتي تسيل العقبة دما فيفزعون إلي خيرهم فيأتونه وهم ملصق وجهه إلي الكعبة يبكي كأني أنظر إلي دموعه فيقولون هلم فلنبايعك فيقول ويحكم كم من عهد نقضتموه وكم من دم قد سفكتموه فيبايع كرها. فإن أدركتموه فبايعوه فإنه المهدي في الأرض والمهدي في السماء ".
أخرجه نعيم في الفتن قال: قال أبو يوسف فحدثني محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: فذكره (1).
وعن طريقه أخرجه الحاكم في المستدرك (2).
وأخرجه أيضا أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، حدثنا أحمد، حدثنا سعيد، حدثنا نصر، حدثنا علي، حدثنا خالد بن سلام، عن محمد بن عبيد الله، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: يحج الناس معا، ويعرفون معا علي غير إمام، فبينما هم نزول معا إذ أخذهم كالكلب، فثارت القبائل بعضها إلي بعض، فاقتتلوا حتي تسيل العقبة من دمائهم، فيفزعون إلي خيرهم فيأتونه وهم ملصق وجهه إلي الكعبة يبكي، كأني أنظر إلي دموعه، فيقولون هلم فلنبايعك فيقول: ويحكم، كم من عهد قد نقضتموه، وكم من دم سفكتموه فيبايع كرها فإن أدركتموه فبايعوه فإنه المهدي. (3).
وهذا الاسناد ضعيف جدا: أبو يوسف ولم أعرف من هو. ونعيم.
ص :160
أيضا كثير الخطأ. قال الذهبي: سنده ساقط ومحمد أظنه المصلوب (1).
قلت: المصلوب هو محمد بن سعيد بن حسان، الأسدي، الشامي، ولكن قلبوا اسمه علي مائة وجه ليخفي. لأنه كذاب. والظاهر أن المذكور في هذا السند هو " محمد بن عبيد الله العرزمي " فهو الذي ذكره المزي في الرواة عن عمرو بن شعيب. وهو أيضا متروك (2). وقد وقع في المستدرك " عبد الله " بدل " عبيد الله ". فلعله تحريف. والله أعلم.
76 - (122) وعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
" بعد المهدي الذي يخرج أهل اليمن إلي بلادهم ثم المنصور ثم من بعده المهدي الذي يفتح علي يديه مدينة الروم ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قيبل، عن عبد الله بن عمرو قال: فذكره (3).
وهذا إسناد ضعيف. رشدين ضعيف، وابن لهيعة سئ الحفظ، وأبو قبيل صدوق يهم.
77 - (123) عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
" علامة خروج المهدي إذا خسف بجيش البيداء فهو علامة خروج المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن فلان المعافري، سمع أبا فراس، سمع عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله
ص :161
عنهما يقول: فذكره (1).
ابن لهيعة سئ الحفظ ولكن رواية العبادلة عنه صحيحة كما تقدم ومنهم ابن وهب. ولكن شيخه فلان المعافري: لا يدري من هو.
وهذا الاسناد ضعيف لجهالة المعافري.
78 - (124) وبه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
" علامة خروج المهدي خسف يكون بالبيداء بجيش فهو علامة خروجه " (2).
وإسناده ضعيف كسابقه.
79 - (125) وبه عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
" إذا خسف بجيش البيداء فهو علامة خروج المهدي " (3).
وإسناده ضعيف كسابقه.
80 (126) عن عمار بن ياسر قال:
" علامة المهدي إذا انساب عليكم الترك ومات خليفتكم الذي يجمع الأموال ويستخلف بعده ضعيف فيخلع بعد سنتين من بيعته ويخسف بغربي مسجد دمشق وخروج ثلاثة نفر بالشام وخروج أهل المغرب إلي مصر وتلك أمارة السفياني ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي زرعة،
ص :162
عن عمار بن ياسر قال: فذكره (1).
وهذا إسناد ضعيف جدا. أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي متروك. تقدم في 48.
ورشدين وابن لهيعة ضعيفان.
81 - (127) وبه عن عمار بن ياسر قال:
" المهدي علي لوائه شعيب بن صالح " (2).
وإسناده ضعيف جدا كسابقه.
82 - (128) وبه عن عمار بن ياسر قال:
إذا قتل النفس الزكية وأخوه يقتل بمكة ضيعة نادي مناد من السماء إن أميركم فلان. وذلك المهدي الذي يملأ الأرض حقا وعدلا (3).
وإسناده ضعيف جدا كسابقيه.
83 - (129) عن عمار بن ياسر قال:
"... وتقبل خيل السفياني كالليل والسيل فلا تمر بشئ إلا أهلكته وهدمته حتي يدخلون الكوفة فيقتلون شيعة آل محمد ثم يطلبون أهل خراسان في كل وجه ويخرج أهل خراسان في طلب المهدي فيدعون له وينصرونه ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن أبي زرعة، عن
ص :163
عمار بن ياسر قال: فذكره (1).
وهذا إسناد ضعيف جدا. أبو زرعة عمرو بن جابر متروك الحديث كما سبق آنفا.
84 - (130) وبه عن عمار بن ياسر قال:
إذا بلغ السفياني الكوفة وقتل أعوان آل محمد خرج المهدي علي لوائه شعيب بن صالح (2).
وإسناده ضعيف جدا كسابقه.
85 - (131) عن ثوبان قال:
" إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فائتوها ولو حبوا فإن فيها خليفة الله المهدي ".
أخرجه الحاكم في المستدرك قال: أخبرنا الحسين بن يعقوب بن يوسف العدل، ثنا يحيي بن أبي طالب، ثنا عبد الوهاب بن عطاء، أنبأ خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، عن ثوبان رضي الله عنه قال: فذكره (3).
وعن الحاكم أخرجه البيهقي في دلائل النبوة (4).
وأخرجه أيضا نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا أبو نصر الخفاف، عن خالد، عن أبي قلابة، عن ثوبان. قال: إذا رأيتهم الرايات السود خرجت من قبل خراسان فائتوها ولو حبوا علي الثلج فإن فيها
ص :164
خليفة الله المهدي (1).
وهذا إسناد ضعيف مداره علي عبد الوهاب بن عطاء الخفاف وهو صدوق ربما أخطأ. وثقة ابن معين في رواية وكذلك النسائي في رواية والدارقطني والحسن بن سفيان.
وضعفه ابن معين في رواية وكذلك النسائي والساجي والبخاري وأبو حاتم وأحمد وعثمان بن أبي شيبة. قال البخاري: يكتب حديثه. قيل للبخاري: يحتج به. قال: أرجو إلا أنه كان يدلس عن ثور وأقوام أحاديث مناكير. قال الذهبي: صدوق (2).
فالظاهر من أمره أن حديثه حسن إلا إذا خالف. كما هو الامر هنا فقد رواه غيره مرفوعا كما تقدم في (7). ورواه هو موقوفا والله أعلم.
86 - (132) عن عبد الله بن الحارث قال:
" يخرج المهدي وهو ابن أربعين سنة كأنه رجل من بني إسرائيل ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد، عن سعيد، عن قتادة، عن عبد الله بن الحارث قال: فذكره (3).
عبد الله بن الحارث بن نوفل. ولد في عهد النبي صلي الله عليه وسلم فحنكه النبي صلي الله عليه وسلم وروي عنه مرسلا وروي عن عمر وعثمان وعلي وغيرهم (4).
ولكن هذا السند لا يصح إليه لأمور.
ص :165
الوليد بن مسلم مدلس قد عنعن.
وسعيد الغالب أنه سعيد بن بشير وهو ضعيف. تقدم.
وقتادة: مدلس وقد عنعن ولم يلق عبد الله بن الحارث. قال أحمد:
قتادة لم يسمع من عبد الله بن الحارث الهاشمي شيئا (1).
87 - (133) عن قتادة قال:
" يجاء إلي المهدي وهو في بيته، والناس في فتنة تهراق فيها الدماء، فيقال له: قم علينا. فيأبي حتي يخوف بالقتل فإذا خوف بالقتل قام عليهم فلا يهراق في سببه محجمة دم ".
أخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن قال: حدثنا ابن عفان، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا موسي بن إسماعيل، حدثنا أبو هلال، عن قتادة قال: فذكره (2).
وفي إسناده أبو هلال محمد بن سليم الراسبي وقد تكلم فيه. وقال ابن حبان، كان شيخا صدوقا إلا أنه كان يخطئ كثيرا من غير تعمد إلخ.
وقال أحمد: يحتمل في حديثه إلا أنه يخالف في قتادة وهو مضطرب الحديث " (3).
وروايته هنا عن قتادة. فالاسناد ضعيف والله أعلم.
ص :166
88 - (134) عن قتادة قال:
كان يقال: المهدي ابن أربعين سنة، يعمل بأعمال بني إسرائيل، فإن لم يكن عمر، فلا أدري من هو؟ ".
أخرجه الداني في سننه قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال:
حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا موسي بن إسماعيل، قال: حدثنا أبو هلال، عن قتادة قال: فذكره (1).
وهذا الاسناد أيضا ضعيف كسابقه.
89 - (135) عن الزهري قال:
" إذا التقي السفياني والمهدي للقتال يومئذ يسمع صوت من السماء ألا إن أولياء الله أصحاب فلان يعني المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا عبد الله بن مروان عن سعيد بن يزيد التنوخي عن الزهري قال: فذكره. ثم قال: قال الزهري: وقالت أسماء بنت عميس: " إن أمارة ذلك اليوم أن كفا من السماء مدلاة ينظر إليها الناس " (2).
مداره علي نعيم وهو ضعيف. وسعيد بن يزيد التنوخي لم أجد له ترجمة. وأما المتن فآثار الوضع عليه ظاهرة. والله أعلم.
وإسناده ضعيف كسابقه.
91 - (137) وبه عن الزهري قال:
" يخرج المهدي من مكة بعد الخسف في ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا عدة أهل بدر فيلتقي هو وصاحب جيش السفياني وأصحاب المهدي يومئذ جنتهم البراذع يعني أتراسهم كان يسمي قبل ذلك يوم البراذع ويقال إنه يسمع يومئذ صوت من السماء مناديا ينادي ألا إن أولياء الله أصحاب فلان يعني المهدي فيكون الدبرة علي أصحاب السفياني فيقتتلون لا يبقي منهم إلا الشريد فيهربون إلي السفياني فيخبرونه ويخرج المهدي إلي الشام فيتلقي السفياني المهدي ببيعة ويتسارع الناس إليه من كل وجه وتملا الأرض عدلا " (1).
وإسناده ضعيف كسابقيه.
94 - (140) وبه عن الزهري قال:
" يموت المهدي موتا ثم يصير الناس بعده في فتنة (1) ".
إسناده ضعيف، والمتن منكر لمخالفته الأحاديث التي تخبر بأن عيسي عليه السلام سيخلف المهدي في الامارة ويقتل الدجال. والله أعلم.
95 - (141) عن محمد بن علي قال:
" إن لمهدينا آيتين لم تكونا منذ خلق السماوات والأرض ينكسف القمر لأول ليلة من رمضان وتنكشف الشمس في النصف منه ولم تكونا منذ خلق الله السماوات والأرض ".
أخرجه الدارقطني في السنن قال: حدثنا أبو سعيد الإصطخري، ثنا محمد بن عبد الله بن نوفل، ثنا عبيد بن يعيش، ثنا يوسف بن بكير، عن عمرو بن شمر، عن جابر، عن محمد بن علي قال: فذكره (2).
وفيه:
يونس بن بكير: بن واصل الشيباني، أبو بكر الجمال الكوفي.
يخطئ. من التاسعة. مات 199 ه (خت م د ت ز ق) (3).
وعمرو بن شمر الجعفي، الكوفي، الشيعي، أبو عبد الله. وضاع قال السليماني كان عمرو يضع للروافض. وقال الجوزجاني: كذاب زائغ قال الحاكم: كان كثير الموضوعات عن جابر الجعفي وليس يروي تلك الموضوعات الفاحشة عن جابر غيره. قال ابن حبان: رافض يشتم الصحابة ويروي الموضوعات عن الثقات. قال أبو حاتم: منكر الحديث جدا ضعيف الحديث لا يشتغل به تركوه. وكذلك وهاه غير واحد منهم
ص :169
البخاري والنسائي وابن سعد والدارقطني وآخرون (1).
وجابر: هو الجعفي، متروك الحديث. وثقه شعبة ووكيع والثوري ولكن كذبه ابن معين وأبو حنيفة وليث بن أبي سليم والجوزجاني وابن عيينة وابن خراش وسعيد بن جبير وغيرهم. وضعفه كثيرون.
قال الذهبي: وثقه شعبة فشذ وتركه الحفاظ. قال ابن حجر:
" ضعيف رافضي " (2).
والخلاصة: أن هذا الخبر موضوع. وآفته عمرو الجعفي.
قال العظيم آبادي: عمرو بن شمر عن جابر: كلاهما ضعيفان لا يحتج بهما (3).
96 - (142) عن محمد ابن الحنفية قال:
" بين خروج الراية السوداء من خراسان وشعيب بن صالح وخروج المهدي وبين أن يسلم الامر للمهدي اثنان وسبعون شهرا ".
أخرجه نعيم في الفتن قال: حدثنا الوليد، عن أبي عبد الله، عن عبد الكريم، عن ابن الحنفية، قال: فذكره (4).
وفيه: الوليد بن مسلم وهو مدلس وقد عنعن. وشيخه أبو عبد الله لا أدري من هو.
وعبد الكريم: ابن أبي المخارق، أبو أمية المعلم البصري. ضعيف جدا.
ص :170
قال أيوب السختياني والنسائي والسعدي: غير ثقة. وقال النسائي والدارقطني: متروك. قال أحمد: ضربت علي حديثه هو شبه المتروك وقال ابن معين: ليس بشئ. قال ابن حبان: كان كثير الوهم فاحش الخطأ فلما كثر ذلك منه بطل الاحتجاج به. قال أبو داود وغيره: ما روي مالك عن أضعف منه. وضعفه أحمد وأبو أحمد الحاكم وأبو زرعة وغيرهم. قال ابن عبد البر مجمع علي ضعفه. قال ابن حجر: " ضعيف " (1).
والخلاصة أن إسناده ضعيف جدا لأجل ابن أبي المخارق.
97 - (143) عن محمد ابن الحنفية قال:
" تخرج راية سوداء لبني العباس ثم تخرج من خراسان أخري سود قلانسهم سود ثيابهم بيض علي مقدمتهم رجل يقال له شعيب بن صالح أو صالح بن شعيب من تميم يهزمون أصحاب السفياني حتي ينزل بيت المقدس، يوطئ للمهدي سلطانه ويمد إليه ثلاثماية من الشام. يكون بين خروجه وبين أن يسلم الامر للمهدي اثنان وسبعون شهرا ".
أخرجه نعيم بالاسناد السابق (2).
وأخرجه أيضا أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا ابن عفان، حدثنا أحمد، حدثنا سعيد، حدثنا نصر، حدثنا علي، حدثنا خالد بن سلام الشامي، عن عبد الكريم، عن محمد بن الحنفية قال: " تخرج راية من خراسان، ثم تخرج أخري. ثيابهم بيض، علي مقدمتهم رجل من بني تميم، يوطئ للمهدي سلطانه، يكون بين خروجه وبين أن يسلم للمهدي
ص :171
سلطانه اثنان وسبعون شهرا. " (1).
وهو ضعيف جدا كسابقه.
98 - (144) عن ابن عمر أنه قال لابن الحنفية:
" ما المهدي الذي يقولون؟ قال: كما يقول: الرجل الصالح. إذا كان الرجل صالحا قيل له المهدي. فقال ابن عمر: فتح الله الحماقة. كأنه أنكر قوله ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن إدريس، عن الأعمش، عمن حدثه، عن ابن عمر، أنه قال لابن الحنفية. فذكره (2).
وهذا إسناد ضعيف لجهالة شيخ الأعمش.
99 - (145) عن محمد ابن الحنفية قال:
" يملك بنو العباس حتي ما بين الناس من الخير ثم يتشعب أمرهم فإن لم تجدوا إلا جحر عقرب فادخلوا فيه. فإنه يكون في الناس شر طويل، ثم يزول ملكهم ويقوم المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو يوسف المقدسي وكان كوفيا، حدثنا فطر بن خليفة، عن منذر الثوري، عن محمد ابن الحنفية قال: فذكره (3).
وإسناده ضعيف. أبو يوسف المقدسي لا أدري من هو. وأما المتن فقد أثبتت الأيام بطلانه فقد زال ملك بني العباس منذ زمن طويل ولم يقم المهدي حتي الان.
ص :172
100 - (146) عن محمد ابن الحنفية قال:
" يتشعب أمر بني العباس في سنة سبع وتسعين أو تسع وتسعين ويقوم المهدي سنة مائتين ".
أخرجه نعيم قال: ثنا أبو يوسف المقدسي عن فطر عن محمد ابن الحنفية قال: فذكره (1).
وهذا الاسناد كسابقه إلا أن الواسطة بين فطر وابن الحنفية قد زالت هنا. ولقد استعجل واضعه في إخراج المهدي فكذبته الأيام. وحاشا ابن الحنفية أن يتفوه بمثل هذا.
101 - (147) عن محمد ابن الحنفية قال:
" إنه إذا كان فإنه من ولد عبد شمس ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن إدريس، عن حسن بن فرات، عن أبيه، عن أفلت بن صالح، عن عبد الله بن الحارث، أو عن عبد الله بن الحارث، عن أفلت بن صالح، قال: قلت لمحمد ابن الحنفية: من المهدي؟ قال: فذكره (2).
وأخرجه أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان القشيري قراءة عليه، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا أبو بكر بن أبي خيثمة، قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم قال: حدثنا أبو بكر بن الفضل العتكي، قال حدثني أبو يعفور، عن مولي لهند بنت أسماء، قال:
قلت لمحمد بن علي: إن الناس يزعمون أن فيكم مهديا؟ قال: إن ذلك ليس لك ولكنه من بني عبد شمس. كأنه عني عمر بن عبد العزيز (3).
ص :173
وفي إسناد نعيم أفلت بن صالح ولم أجد له ترجمة.
وفي إسناد الداني أبو بكر بن الفضل العتكي، ومولي هند بنت أسماء لم أعرفهما. والمتن مخالف لما سبق وصح أن المهدي من ولد فاطمة.
والله أعلم.
102 - (148) عن الحسن قال:
" يخرج بالري رجل ربعة أسمر مولي لبني تميم كوسج يقال له شعيب بن صالح في أربعة آلاف ثيابهم بيض وراياتهم سود علي مقدمة المهدي لا يلقاه أحد إلا فله ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا عبد الله بن إسماعيل البصري، عن أبيه، عن الحسن قال: فذكره (1).
وهذا إسناد ضعيف جدا.
عبد الله بن إسماعيل البصري منكر الحديث. قال ابن حجر في اللسان: عبد الله بن إسماعيل بن عثمان بصري. روي عن شعبة. لينه أبو حاتم ولعله الجواد الذي روي عن جرير بن حازم وروي عنه محمد بن سنجر الحافظ. قال العقيلي: منكر الحديث لا يتابع علي شئ من حديثه.
وكناه أبا مالك الخواص (2). فإن كان هو المراد في هذا السند فهو كما تري. وإن كان غيره فلا أدري.
وأبوه إسماعيل لم أجد له ترجمة.
103 - (149) عن الحسن قال:
" هو عيسي ابن مريم ".
ص :174
أخرجه نعيم قال: وحدثني غير واحد، عن حماد بن سلمة، عن حميد، عن الحسن قال: فذكره (1).
وهذا إسناد ضعيف لجهالة شيوخ نعيم، بالإضافة إلي ضعف نعيم نفسه.
104 - (150) عن الحسن قال:
" المهدي عيسي ابن مريم ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا هشيم بن منصور (2)، عن الحسن قال:
فذكره (3).
وهذا إسناد ضعيف. رجاله ثقات لكن هشيم بن بشير كثير التدليس والارسال. وهو من المرتبة الثالثة من المدلسين فلا تقبل عنعنته. بالإضافة إلي ما تقدم من الكلام في نعيم نفسه وفي راوي الكتاب عنه.
105 - (151) عن الحسن قال:
" ما أري مهديا فإن كان مهدي فهو عمر بن عبد العزيز ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو معاوية، ثنا أبو قبيصة، عن الحسن، أنه سئل عن المهدي فقال: فذكره (4).
وهذا معارض لقوله الأول. وأبو قبيصة لم أعرف من هو. فإن كان هو صفوان بن قبيصة الراوي عن طارق بن شهاب فقد قال فيه أبو حاتم:
مجهول. وذكره ابن حبان في الثقات (5)، جريا علي قاعدته.
ص :175
106 - (152) عن الحسن قال:
" المهدي عيسي ابن مريم عليه السلام ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الفضيل بن عياض، عن هشام، عن الحسن قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف لان هشام بن حسان وإن كان ثقة لكن في روايته عن الحسن وعطاء مقال، لأنه قيل كان يرسل عنهما. قال ابن علية: ما كنا نعد هشام بن حسان في الحسن شيئا. وقال أبو داود: إنما تكلموا في حديثه عن الحسن وعطاء لأنه كان يرسل وكانوا يرون أنه أخذ كتب حوشب (2).
107 - (153) عن ابن سيرين قال:
" لا يخرج المهدي حتي يقتل من كل تسعة سبعة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب عن ابن سيرين. قال فذكره (3).
إسناده ضعيف. ضمرة بن ربيعة صدوق يهم قليلا فهو حسن الحديث ولكن نعيم لا يحتج به. والراوي عنه تكلم فيه أيضا.
108 - (154) عن ابن سيرين قيل له:
" المهدي خير أو أبو بكر وعمر رضي الله عنهما. فقال:
هو أخير منهما ويعدل بنبي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيي، عن السري بن يحيي، عن ابن
ص :176
سيرين قيل له... إلخ (1).
إسناده ضعيف. يروي نعيم عن عدة أسماؤهم يحيي:
يحيي بن سعيد العطار: الأنصاري الشامي. ضعيف.
يحيي بن سليم الطائفي: نزيل مكة. صدوق سئ الحفظ.
يحيي بن اليمان العجلي الكوفي. صدوق عابد. يخطئ كثيرا وقد تغير. ولا أدري من المراد هنا. ولا ضير فالكل لا يحتج بهم. وقد تقدم نحو هذا المتن مع بعض الاختلاف من قول ابن سيرين نفسه في الجزء الأول من الكتاب. وإسناده صحيح.
109 - (155) عن طاووس قال:
وددت أني لا أموت حتي أدرك زمان المهدي. يزاد المحسن في إحسانه ويتاب علي المسئ.
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن عيينة، عن إبراهيم بن ميسرة، قال:
قال طاوس: فذكره (2).
إسناده ضعيف لأجل نعيم والراوي عنه. وبقية رجاله ثقات.
110 - (156) وبه عن إبراهيم بن ميسرة قال: قلت لطاووس:
عمر بن العزيز المهدي؟ قال: لا إنه لم يستكمل العدل كله (3).
وإسناده ضعيف كسابقه.
ص :177
111 - (157) عن طاووس قال:
" علامة المهدي أن يكون شديدا علي العمال، جوادا بالمال، رحيما بالمساكين ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا فضيل بن عياض وابن عيينة جميعا، عن ليث، عن طاووس قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف. ليث هو ابن أبي سليم. صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز فترك حديثه (2). وقد تقدم نحو هذا في القسم الأول من الكتاب.
112 - (158) عن مجاهد قال:
" المهدي عيسي ابن مريم ".
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف قال: الوليد بن عتبة (3) عن زائدة عن ليث، عن مجاهد قال: فذكره (4).
إسناده ضعيف فيه أيضا ليث بن أبي سليم.
113 - (159) عن مطر الوراق قال:
" لا يخرج المهدي حتي يكفر بالله جهرة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيي بن اليمان، عن المنهال بن خليفة، عن مطر الوراق قال: فذكره (5).
ص :178
وهذا إسناد ضعيف.
يحيي بن اليمان صدوق كثير الخطأ وقد تغير. تقدم في 52، والمنهال بن خليفة ضعيف (1).
وأخرجه أبو عمرو الداني في سننه عن طريق يحيي بن اليمان نفسه به وفه " لا يخرج السفياني " بدل " لا يخرج المهدي " وزاد في آخره " ويبصق بعضهم في وجه بعض " (2).
114 - (160) وبه عن مطر الوراق قال:
" المهدي يخرج التوراة غضة طرية من أنطاكية (3).
إسناده ضعيف كسابقه.
115 - (161) عن عبد الله بن شريك قال:
" مع المهدي راية رسول الله صلي الله عليه وسلم المغلبة ليتني أدركته وأنا أجدع ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيي بن اليمان، عن قيس، عن عبد الله بن شريك قال: فذكره (4).
عبد الله بن شريك هو العامري الكوفي " صدوق يتشيع ". روي عن ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وغيرهم. قال الذهبي: كان في أوائل أمره من أصحاب المختار ولكنه تاب (5).
والاسناد إليه ضعيف. يحيي بن اليمان صدوق كثير الخطأ.
ص :179
116 - (162) عن أبي قلابة قال:
" عمر بن عبد العزيز هو المهدي حقا ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا سريج بن سراج الجرمي، عن أشعب بن عبد الرحمن، سمع أبا قلابة يقول: فذكره (1).
سريج بن سراج الجرمي. لم أجد له ترجمة.
117 - (163) عن حكيم بن سعد قال:
" لما قام سليمان فأظهر ما أظهر قلت لأبي يحيي: هذا المهدي الذي يذكر قال: لا ولا المتشبه ".
أخرجه ابن أبي شيبة قال: وكيع، عن فضيل عن مرزوق (2) عن عمران بن ظبيان، عن حكيم بن سعد قال: فذكره.
حكيم بن سعد: كوفي صدوق روي عن علي وعمار وأبي موسي وغيرهم (3) ولكن لم أعرف من المراد " بأبي يحيي " صاحب هذا القول.
والاسناد إليه ضعيف.
فضيل بن مرزوق: صدوق يهم رمي بالتشيع. تقدم.
وعمران بن ظبيان: الكوفي. ضعيف ورمي بالتشيع. مات 157 ه من السابعة (بخ س).
وثقه يعقوب بن سفيان وذكره ابن حبان في الثقات ولكنه قال في الضعفاء: فحش خطؤه حتي بطل الاحتجاج به. ضعفه العقيلي وابن عدي. وقال البخاري: فيه نظر. وهذا من أردأ أنواع الجرح عنده. قال
ص :180
أبو حاتم: يكتب حديثه (1).
118 - (164) عن كعب قال:
" المهدي من ولد فاطمة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا بقية بن الوليد، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب، عن أبي هزان، عن كعب قال: فذكره (2).
فيه:
بقية بن الوليد. صدوق كثير التدليس عن الضعفاء (3) وقد عنعن.
أبو هزان: يزيد بن سمرة أبو هزان الدهان. قال ابن حبان في الثقات: ربما أخطأ (4).
أبو بكر بن أبي مريم: عبد الله الغساني الشامي. ضعيف. وكان قد سرق بيته فاختلط. من السابعة. مات 156 ه (د ت ق).
قال أحمد: ليس بشئ. وضعفه أحمد وابن معين وأبو حاتم والنسائي والجوزجاني والدارقطني وغيرهم. قال ابن عدي: الغالب علي حديثه الغرائب وقلما يوافقه الثقات. وقال الدارقطني: متروك. قال الذهبي في الكاشف: ضعفوه. له علم وديانة (5).
ولذلك فهذا إسناد ضعيف. أما المتن فقد ورد مرفوعا.
ص :181
119 - (165) عن كعب قال:
" ما المهدي إلا من قريش وما الخلافة إلي في قريش غير أن له أهلا ونسبا في اليمن ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا بقية وعبد القدوس، عن صفوان بن عمرو، عن شريح، عن كعب قال: فذكره (1).
وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد عن طريق نعيم نفسه (2).
بقية كثير التدليس عن الضعفاء ولكنه توبع بعبد القدوس بن الحجاج الخولاني. وهو ثقة. من التاسعة (ع) (3).
ولكن فيه شريح بن عبيد الحضرمي الحمصي. وهو ثقة وكان يرسل كثيرا. ولكنه لم يدرك كعبا (4).
فهذا الاسناد ضعيف منقطع.
120 - (166) عن كعب قال:
" يموت المهدي موتا ثم يلي الناس بعده رجل من أهل بيته فيه خير وشر. وشره أكثر من خيره... إلخ ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عمن حدثه، عن كعب قال: فذكره (5).
وهذا الاسناد ضعيف لجهالة شيخ الوليد.
ص :182
121 - (167) عن كعب قال:
" قادة المهدي خير الناس. أهل نصرته من أهل كوفان واليمن وأبدال الشام، مقدمته جبرئيل وساقته ميكائيل محبوب في الخلائق. يطفئ الله تعالي به الفتنة العمياء وتأمن الأرض حتي أن المرأة لتحج في خمس نسوة ما معهن رجل لا تتقي شيئا إلا الله، تعطي الأرض زكاتها والسماء بركتها ".
أخرجه نعيم أيضا قال: حدثنا الوليد، عمن حدثه، وقرأه عن كعب قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف كسابقه.
122 - (168) عن كعب قال:
" يطلع نجم من المشرق قبل خروج المهدي تنكسف الشمس في شهر رمضان مرتين ".
أخرجه نعيم أيضا عن الوليد، قال: بلغني عن كعب أنه قال:
فذكره (2).
وإسناده ضعيف لجهالة الواسطة بين الوليد وكعب.
123 - (169) عن كعب قال:
إنما سمي المهدي لأنه يهدي (3) لامر قد خفي. قال:
ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية.
ص :183
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه: عن معمر، عن مطر، قال كعب:
فذكره (1).
وأخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن مطر الوراق، عمن حدثه، عن كعب قال: إنما سمي المهدي لأنه يهدي لامر قد خفي ويستخرج التوراة والإنجيل من أرض يقال لها أنطاكية (2).
إسناده ضعيف. لان مطر الوراق كثير الخطأ. تقدم.
وفي الاسناد اختلاف ففي رواية عبد الرزاق يروي مطر عن كعب رأسا وفي إسناد نعيم بينهما واسطة مجهولة. والله أعلم.
124 - (170) عن كعب قال:
" إنما سمي المهدي لأنه يهدي إلي أسفار التوراة يستخرجها من جبال الشام يدعو إليها اليهود فيسلم علي تلك الكتب جماعة كثيرة ثم ذكر نحوا من ثلاثين ألفا ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن مطر، عن كعب قال: فذكره (3).
إسناده ضعيف. مطر كثير الخطأ.
125 - (171) عن كعب قال:
" إني لأجد المهدي مكتوبا في أسفار الأنبياء. ما في عمله ظلم ولا عيب ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن أبي المنهال،
ص :184
عن أبي زياد قال: سمعت كعبا يقول: فذكره (1).
وأخرجه أيضا أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا ابن عفان، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن أبي المنهال، عن أبي زياد، عن كعب قال: " إني لأجد المهدي مكتوبا في أسفار الأنبياء ما في علمه ظلم ولا عنت " (2).
أبو زياد لم أعرف من هو. والخبر من الإسرائيليات.
وإسناده ضعيف كسابقيه.
129 - (175) عن كعب قال:
" المهدي يبعث لقتال الروم، يعطي فقه عشرة، يستخرج تابوت السكينة من غار بأنطاكية. فيه التوراة التي أنزل الله تعالي علي موسي عليه السلام، والإنجيل الذي أنزل الله عز وجل علي عيسي عليه السلام، يحكم بين أهل التوراة بتوراتهم وبين أهل الإنجيل بإنجيلهم ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو يوسف المقدسي، عن صفوان بن عمرو، عن عبد الله بن بشر الخثعمي، عن كعب قال: فذكره (1).
أبو يوسف المقدسي: لم أعرف من هو.
والرواية أشبه بخرافة إسرائيلية. ومدارها علي نعيم أيضا فأحسن أحوالها أن تكون ضعيفة.
130 - (176) وبه عن كعب قال:
" المهدي خاشع لله كخشوع النسر جناحه " (2).
إسناده ضعيف كسابقه.
131 - (178) عن كعب قال:
" علامة خروج المهدي ألوية تقبل من المغرب عليها رجل أعرج من كندة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو يوسف، عن محمد بن عبيد الله بن
ص :186
يزيد بن السندي، عن كعب قال: فذكره (1).
فيه أبو يوسف وشيخه ولم أعرفهما.
132 - (179) عن كعب قال:
" المهدي ابن احدي أو اثنتين وخمسين سنة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، عن عمران بن حدير، عن سميط، عن كعب، قال: فذكره (2).
إسناده ضعيف لأجل نعيم. وبقية رجاله ثقات. وقد تقدم نحو هذا من قول السميط نفسه. وإسناده إليه صحيح (3) فلعل زيادة كعب فيه من أوهام نعيم. والله أعلم.
133 - (180) عن كعب قال:
" يحاصر الدجال المؤمنين ببيت المقدس فيصيبهم جوع شديد حتي يأكلوا أوتار قسيهم من الجوع فبينما هم علي ذلك إذ سمعوا صوتا في الغلس فيقولون إن هذا لصوت رجل شبعان. قال فينظرون فإذا بعيسي ابن مريم قال وتقام الصلاة فيرجع إمام المسلمين المهدي فيقول عيسي: تقدم فلك أقيمت الصلاة فيصلي بهم ذلك الرجل تلك الصلاة ثم يكون عيسي إمام بعده ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة، عن يحيي بن أبي عمرو السيباني، عن كعب قال: فذكره (4).
ص :187
وإسناده ضعيف لأجل نعيم، والراوي عنه. وضمرة بن ربيعة أيضا صدوق يهم قليلا.
134 - (181) عن كعب قال:
" إذا ملك رجل الشام وآخر مصر فاقتتل الشامي والمصري وسبا أهل الشام قبائل من مصر وأقبل رجل من المشرق برايات سود صغار قبل صاحب الشام فهو الذي يؤدي الطاعة إلي المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن شفي، عن تبيع، عن كعب قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف.
فيه رشدين وهو ضعيف (49)، وابن لهيعة كثير الخطأ (48)، وأبو قبيل: حيي بن هاني، صدوق يهم (91).
135 - (182) عن كعب قال:
" اسم المهدي محمد أو قال: اسم نبي ".
في كتاب الفتن لنعيم: حدثنا يحيي بن اليمان عن الثوري سفيان وزايدة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن زر، عن عبد الله عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: " المهدي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي ".
قال أبو القاسم الطبراني: الصواب عن عاصم عن زر بلا أبي وائل عن كعب قال: اسم المهدي محمد أو قال اسم نبي (2).
فيكون إسناد هذا الأثر كالتالي:
ص :188
يحيي بن اليمان، عن الثوري سفيان وزايدة، عن عاصم، عن زر، عن كعب قال.
ويحيي اليمان. صدوق كثير الخطأ وكان قد تغير. تقدم.
فهذا إسناد ضعيف.
136 - (183) عن كعب قال:
" إذا دارت (1) رحا بني العباس وربط أصحاب الرايات السود خيولهم بزيتون الشام ويهلك الله بهم الأصهب ويقتله وعامة أهل بيته علي أيديهم حتي لا يبقي أموي منهم إلا هارب أو مختفي وتسقط الشعبتان بنو جعفر وبنو العباس ويجلس ابن آكلة الأكباد علي منبر دمشق ويخرج البربر إلي سرة الشام فهو علامة خروج المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا عبد الله بن مروان عن أرطاة عن تبيع عن كعب قال: فذكره (2).
إسناده ضعيف لأجل نعيم. وعبد الله بن مروان إن كان هو الجرجاني فهو ضعيف جدا وإن كان البصري الخزاعي فهو ثقة.
137 - (184) عن كعب قال:
يقاتل أهل اليمن قتالا شديدا.. ثم يلي من بعده المضري العماني القحطاني يسير بسيرة أخيه المهدي وعلي يديه فتح مدينة الروم.
ص :189
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عمن حدثه، عن كعب قال: فذكره في قصة طويلة (1).
وإسناده ضعيف لجهالة شيخ الوليد بن مسلم.
138 - (185) عن نوف البكالي قال:
" في راية المهدي مكتوب: البيعة لله ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيي بن اليمان، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق، عن نوف البكالي قال: فذكره (2).
وأخرجه أيضا أبو عمرو الداني في سننه قال: حدثنا ابن عفان، حدثنا قاسم، حدثنا أحمد، حدثنا ضرار بن صرد، حدثني يحيي بن يمان، عن سفيان، عن أبي إسحاق، عن نوف قال: " راية المهدي مكتوب فيها البيعة لله " (3).
نوف: هو ابن فضالة البكالي، ابن امرأة كعب. قال الحافظ ابن حجر: شامي مستور وإنما كذب ابن عباس ما رواه عن أهل الكتاب. من الثانية. مات بعد التسعين (خ م).
وقع ذكره في الصحيحين في حديث سعيد بن جبير عن ابن عباس عن أبي بن كعب في قصة موسي والخضر. ذكره ابن حبان في الثقات وقال كان راوية للقصص (4).
والاسناد إليه ضعيف. يحيي بن اليمان صدوق يخطئ كثيرا. ورواية
ص :190
نوف من أهل الكتاب قد كذبها ابن عباس. كما سبق. والله أعلم.
139 - (186) عن خالد بن معدان قال:
" لا يخرج المهدي حتي يخسف بقرية في الغوطة تسمي حرستا ".
أخرجه الربعي قال: أخبرنا علي، حدثنا عمران، حدثنا أحمد، حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن الأشعث، حدثنا أبو النصر إسحاق بن إبراهيم، حدثنا معاوية بن يحيي، حدثنا أرطأة بن المنذر، عن سنان بن قيس، قال:
سمعت خالد بن معدان قال: يهزم السفياني الجماعة مرتين ثم يهلك وسمعته يقول: فذكره (1).
وأخرجه ابن عساكر أيضا كما ذكره السيوطي في الحاوي (2).
خالد بن معدان: هو الكلاعي الحمصي. أبو عبد الله. ثقة عابد يرسل كثيرا. وهو تابعي روي عن عائشة وثوبان وابن عمر وغيرهم.
وهذا الاسناد إليه ضعيف.
فيه: معاوية بن يحيي الطرابلسي. صدوق له أوهام. من السابعة (س ق) (3).
وسنان بن قيس: شامي. روي عنه عمارة بن أبي الشعثاء ومعاوية بن صالح. ولم يوثقه أحد غير ابن حبان وهو علي قاعدته. فهو مجهول الحال. قال ابن حجر: " مقبول " (4).
وعمران بن الحسن الخفاف وشيخه أحمد لم أجد ترجمتهما.
ص :191
140 - (187) عن ضمرة بن حبيب قال:
" حياة المهدي ثلاثون سنة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا بقية بن الوليد وعبد القدوس، عن أبي بكر بن أبي مريم، عن ضمرة بن حبيب قال: فذكره (1).
ضمرة بن حبيب تابعي روي عن أبي أمامة الباهلي وغيره. ثقة.
من الرابعة (ع) (2).
والاسناد إليه ضعيف.
فيه أبو بكر بن أبي مريم وهو ضعيف. وقد تقدم في 164.
141 - (188) عن سالم بن أبي الجعد قال:
" يكون المهدي إحدي وعشرين سنة أو اثنتين وعشرين ثم يكون آخر من بعده وهو صالح أربع عشرة سنة ثم يكون آخر من بعده وهو صالح تسع سنين ".
أخرجه أبو الحسين ابن المنادي في كتاب الملاحم. قال: ثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن صدقة، ثنا محمد بن إبراهيم أبو أمية الطرسوسي، ثنا أبو نعيم الفضل بن دكين، ثنا شريك بن عبد الله بن (3) عمار بن عبد الله الدهني، عن سالم بن أبي الجعد قال: فذكره (4).
سالم بن أبي الجعد تابعي ثقة روي عن علي وأبي هريرة وأبي سعيد وغيرهم. والاسناد إليه ضعيف لان فيه:
ص :192
شريك بن عبد الله النخعي الكوفي. صدوق يخطئ كثيرا. تقدم.
142 - (189) عن أبي صادق قال:
" لا يخرج المهدي حتي يقوم السفياني علي أعوادها ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيي بن اليمان، عن يحيي بن سلمة، عن أبيه، عن أبي صادق قال: فذكره (1).
أبو صادق: هو الأزدي الكوفي قيل اسمه مسلم بن يزيد وقيل عبد الله بن ناصر صدوق وحديثه عن علي مرسل. قال ابن سعد: كان ورعا مسلما قليل الحديث يتكلمون فيه (2).
وفي إسناد هذا الخبر:
يحيي بن اليمان: صدوق يخطئ كثيرا.
يحيي بن سلمة: بن كهيل الحضرمي، أبو جعفر الكوفي. متروك وكان شيعيا. من التاسعة. مات 179 وقيل قبلها (ت).
قال النسائي والدارقطني: متروك الحديث. وقال النسائي أيضا: ليس بثقة. قال البخاري: منكر الحديث. وقال ابن حبان: منكر الحديث جدا لا يحتج به. قال أبو داود وابن معين: ليس بشئ. قال ابن سعد: كان ضعيفا جدا. قال ابن نمير: ليس ممن يكتب حديثه.
وضعفه ابن معين وأبو حاتم والدارقطني والعجلي ويعقوب بن سفيان وآخرون (3).
ولذلك هذا إسناد ضعيف جدا.
ص :193
143 - (190) عن أرطاة قال:
" يقاتل السفياني الترك ثم يكون استيصالهم علي يدي المهدي وهو أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلي الترك ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الحكم بن نافع، عن جراح، عن أرطاة، قال: فذكره (1).
أرطاة هو: ابن المنذر بن الأسود الألهاني، أبو عدي الحمصي مات 163 ه (بخ د س ق). ثقة ثقة كما قال أحمد. وقد أدرك ثوبان وأبا أمامة الباهلي وعبد الله بن يسر (2).
والاسناد إليه ضعيف لأجل نعيم صاحب الكتاب والراوي عنه. وبقية رواته ممن يحتج بهم.
وأرطاة تابعي ثقة. ولكنه لم يذكر مصدره لهذه الاخبار. والظاهر أنها إسرائيلية. والله أعلم.
144 - (191) وبه عن أرطاة بن المنذر قال:
" يجئ البربر حتي ينزلوا بين فلسطين والأردن... فيأتونه (أي الصخري) بسبيهم فإنه لعلي ذلك إذ يأتيه خبر ظهور المهدي بمكة فيقطع إليه " (3).
إسناده ضعيف كسابقه.
145 - (192) وبه عن أرطاة قال:
"... ويظهر بخراسان قوم يدعون إلي المهدي ثم
ص :194
يبعث السفياني إلي المدينة فيأخذ قوما من آل محمد حتي يرد بهم الكوفة ثم يخرج المهدي ومنصور من الكوفة هاربين ويبعث السفياني في طلبهما فإذا بلغ المهدي ومنصور مكة نزل جيش السفياني البيداء فيخسف بهم ثم يخرج المهدي حتي يمر بالمدينة فيستنفر من كان فيها من بني هاشم وتقبل الرايات السود حتي تنزل علي الماء فيبلغ من بالكوفة من أصحاب السفياني نزولهم فيهربون ثم ينزل الكوفة حتي يستنقذون من فيها من بني هاشم ويخرج قوم من سواد الكوفة يقال لهم العصب ليس معهم سلاح إلا القليل وفيهم نفر من أهل البصرة فيدركون أصحاب السفياني فيستنقذون ما في أيديهم من سبي الكوفة وتبعث الرايات السود بالبيعة إلي المهدي " (1).
إسناده ضعيف كسابقه.
146 - (193) وبه عن أرطاة قال:.
" يدخل الصخري الكوفة ثم يبلغه ظهور المهدي بمكة فيبعث إليه من الكوفة بعثا فيخسف به فلا ينجو منهم غلا بشير إلي المهدي ونذير ينذر الصخري. فيقبل المهدي من مكة والصخري من الكوفة نحو الشام.. إلخ ".
في قصة طويلة من المواجهة بين الصخري والمهدي. إلي أن قال:
" ثم يعود المهدي إلي مكة ثلاث سنين ثم يخرج رجل من كلب فيخرج من كان في أرض إرم كرها. فيسير
ص :195
المهدي إلي بيت المقدس في اثني عشر ألفا فيأخذ السفياني فيقتله علي باب جيرون " (1).
وإسناده ضعيف كسابقيه.
147 - (194) وبه عن أرطاة قال:
" أول لواء يعقده المهدي يبعثه إلي الترك فيهزمهم ويأخذ ما معهم من السبي والأموال ثم يسير إلي الشام فيفتحها ثم يعتق كل مملوك معه وأعطي قيمتهم " (2).
إسناده ضعيف كسوابقه.
148 - (195) وبه عن أرطاة قال:
" المهدي ابن ستين سنة " (3).
إسناده ضعيف كسوابقه.
149 - (196) وبه عن أرطاة قال:.
" يبقي المهدي أربعين عاما " (4).
إسناده ضعيف كسوابقه.
150 - (197) وبه عن أرطاة قال:
" بلغني أن المهدي يعيش أربعين عاما ثم يموت علي فراشه ثم يخرج رجل من قحطان مثقوب الاذنين علي سيرة المهدي بقاءه عشرين سنة ثم يموت قتلا بالسفاح ثم يخرج رجل من أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم مهدي حسن
ص :196
السيرة يفتح مدينة قيصر وهو آخر أمير من أمة محمد صلي الله عليه وسلم ثم يخرج في زمانه الدجال وينزل في زمانه عيسي ابن مريم عليه السلام " (1).
إسناده ضعيف كسوابقه.
أما مدينة قيصر فمفتوحة منذ قرون أمراء أمة محمد صلي الله عليه وسلم يتتابعون.
151 - (198) وبه أرطاة قال:
" يكون بين المهدي وبين طاغية الروم صلح بعد قتله السفياني ونهب كلب حتي يختلف تجاركم إليهم وتجارهم إليكم ويأخذون في صنعة سفنهم ثلاث سنين ثم يهلك المهدي فيملك رجل من أهل بيته يعدل قليلا ثم يجوز فيقتل قتلا وينطفي ذكره حتي ترسم الروم فيما بين صور إلي عكا. فهي الملاحم " (2).
إسناده ضعيف كسوابقه.
152 - (199) عن أرطاة قال:
" ينزل المهدي بيت المقدس ثم يكون خلفاء من أهل بيته بعده تطول مدتهم ويتجبرون حتي يصلي الناس علي بني العباس وبني أمية مما يلقون منهم ".
قال جراح: أجلهم نحو مائة سنة.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن جراح، عن أرطاة
ص :197
قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف لعنعة الوليد بن مسلم.
153 - (200) وبه عن أرطاة قال:
" يكون في زمان الهاشمي الذي يتجبر في بيت المقدس بعد المهدي، الذي يبعث بجارية عليها لباس لا يواريها، في زمانه يكون رجف ومسخ وخسف " (2).
إسناده ضعيف كسابقه.
154 - (101) عن دينار بن دينار قال:
" بلغني أن المهدي إذا مات صار الامر حرجا بين الناس ويقتل بعضهم بعضا وظهر الأعاجم واتصلت الملاحم فلا نظام ولا جماعة حتي يخرج الدجال ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا بقية بن الوليد والوليد بن مسلم، عن أبي بكر بن أبي مريم، حدثني يزيد بن سلمان، عن دينار بن دينار، قال: فذكره (3).
دينار بن دينار: شامي، سمع أبا الدرداء وروي عنه الهيثم الأعمي ترجم له البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وذكره ابن حبان في الثقات (4).
وأما الاسناد إليه فضعيف.
يزيد بن سلمان: لم أجد له ترجمة. وأبو بكر بن أبي مريم ضعيف تقدم في 164.
ص :198
وأما المتن فهو مخالف لما ثبت من أن الدجال يظهر والمهدي حي وينزل عيسي لقتل الدجال فيصلي وراء المهدي.
155 - (202) عن دينار بن دينار قال:
" يظهر المهدي وقد تفرق الفئ فيواسي بين الناس فيما وصل إليه لا يؤثر فيه أحدا علي أحد ويعمل بالحق حتي يموت ثم تصير الدنيا بعده هرجا ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا عبد القدوس، عن أبي بكر - يعني ابن أبي مريم - حدثني يزيد بن سلمان، عن دينار بن دينار، قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف كسابقه.
156 - (203) عن دينار بن دينار قال:
" بقاء المهدي أربعون سنة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا بقية وعبد القدوس، عن أبي بكر بن أبي مريم.. إلخ بالاسناد السابق. فذكره (2).
وإسناده ضعيف كسابقيه.
157 - (204) عن صباح قال:
" يتمني في زمن المهدي الصغير أن يكون كبيرا والكبير أن يكون صغيرا ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي زرعة، عن صباح قال: فذكره (3).
ص :199
وصباح: لم أعرف أي الصباحين هو المراد هنا.
وأما الاسناد إليه فضعيف جدا.
أبو زرعة عمرو بن جابر الحضرمي. متروك الحديث كما تقدم.
ورشدين وابن لهيعة أيضا ضعيفان.
158 - (105) وبه عن صباح قال:
" يمكث المهدي فيكم تسعا وثلاثين سنة. يقول الصغير: يا ليتني قد بلغت. ويقول الكبير: يا ليتني صغيرا " (1).
إسناده ضعيف جدا كسابقه.
159 - (206) وبه عن صباح قال:
" يمكث تسعا وثلاثين سنة. بني هاشم سبعون سنة وبين خراب روذس والهاشمي سبعون سنة (2).
إسناده ضعيف جدا كسابقيه.
160 - (207) عن أبي قبيل قال:
" يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني أمية فلا يبقي منهم إلا اليسير لا يقتل غيرهم ثم يخرج رجل من بني أمية فيقتل بكل رجل رجلين حتي لا يبقي إلا النساء ثم يخرج المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي
ص :200
قبيل، قال: فذكره (1).
أبو قبيل: حيي بن هانئ بن ناضر. تابعي أدرك مقتل عثمان وغزا روذس وروي عن عبادة بن الصامت وعمرو بن العاص وغيرهم.
والاسناد إليه ضعيف. فيه ابن لهيعة وهو كثير الخطأ.
161 - (208) عن أبي قبيل قال:
" اجتماع الناس علي المهدي سنة أربع ومائتين ".
قال ابن لهيعة: بحساب العجم ليس بحساب العرب.
أخرجه نعيم قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل قال:
فذكره (2).
إسناده ضعيف. رشدين وابن لهيعة ضعيفان.
162 - (209) وبه عن أبي قبيل قال:
" يملك رجل من بني هاشم فيقتل بني أمية حتي لا يبقي منهم إلا اليسير لا يقتل غيرهم ثم يخرج رجل من بني أمية فيقتل بكل رجل اثنين حتي لا يبقي إلا النساء ثم يخرج المهدي " (3).
إسناده ضعيف كسابقه.
163 - (210) عن أبي قبيل قال:
يبعث السفياني جيشا إلي المدينة فيأمر بقتل كل من كان فيها من بني هاشم حتي الحبالي، وذلك لما يصنع الهاشمي الذي يخرج علي أصحابه من المشرق، يقول
ص :201
ما هذا البلاد مكة وقتل أصحابي، إلا من قتلهم فيأمر بقتلهم، فيقتلون حتي لا يعرف منهم بالمدينة أحد، ويفترقوا منها هاربين إلي البوادي والجبال وإلي مكة حتي نساءهم. يضع جيشه فيهم السيف أياما ثم يكف عنهم فلا يظهر منهم إلا خائف، حتي يظهر أمر المهدي بمكة اجتمع كل من شذ منهم إليه بمكة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا محمد بن عبد الله التيهرتي، عن عبد السلام بن مسلمة، سمع أبا قبيل يقول: فذكره (1).
وفي هذا الاسناد محمد بن عبد الله التيهرتي وشيخه عبد السلام ولم أعرفهما. ونعيم ضعيف كما سبق.
164 - (211) وبه عن أبي قبيل قال:
" لا يفلت منهم أحد إلا بشير ونذير، فأما البشير فإنه يأتي المهدي بمكة وأصحابه فيخبرهم بما كان من أمرهم، ويكون شاهد ذلك في وجهه قد حول وجهه في قفاه فيصدقونه لما يرون من تحويل وجهه، ويعلمون أن القوم قد خسف بهم. والثاني مثل ذلك قد حول وجهه إلي قفاه يأتي السفياني فيخبره بما نزل بأصحابه، فيصدقه، ويعلم أنه حق لما يري فيه من العلامة. وهما رجلان من كلب " (2).
إسناد ضعيف كسابقه والمتن أشبه بخرافة إسرائيلية.
165 - (212) وبه عن أبي قبيل قال:
" لا يكون بعد المهدي أحد من أهل بيته يعدل في
ص :202
الناس، وليطولن جورهم علي الناس بعد المهدي حتي يصلي الناس علي بني العباس، ويقولون يا ليتهم مكانهم. فلا يزال الناس حتي يغزوا مع واليهم القسطنطينة، وهو رجل صالح يسلمها إلي عيسي ابن مريم عليه السلام. ولا يزال الناس في رخاء ما لم ينتقص ملك بني العباس، فإذا انتقض ملكهم لم يزالوا في فتن حتي يقوم المهدي " (1).
إسناده ضعيف كسابقه.
166 - (213) عن أبي جعفر قال:
" هو من بني هاشم من ولد فاطمة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا سعيد أبو عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر قال: فذكره (2).
أبو جعفر: الظاهر أنه الباقر، محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثقة فاضل، مات سنة بضع عشرة بعد المائة.
والاسناد إليه ضعيف جدا. فيه:
سعيد أبو عثمان: وهو سعيد بن عثمان الكريزي. يروي عن غندر وغيره. حدث بأصبهان بمناكير كما قال أبو نعيم في التاريخ (3).
وشيخه: جابر هو الجعفي متروك.
167 - (214) وبه عن أبي جعفر قال:
" يظهر المهدي بمكة عند العشاء ومعه راية
ص :203
رسول الله صلي الله عليه وسلم وقميصه وسيفه وعلامات ونور وبيان فإذا صلي العشاء نادي بأعلي صوته يقول:
" أذكركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم فقد اتخذ الحجة وبعث الأنبياء وأنزل الكتاب وأمركم أن لا تشركوا به شيئا وأن تحافظوا علي طاعته وطاعة رسوله وأن تحيوا ما أحيا القرآن وتميتوا ما أمات وتكونوا أعوانا علي الهدي ووزرا علي التقوي فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها وأذنت بالوداع. فإني أدعوكم إلي الله وإلي رسوله والعمل بكتابه وإماتة الباطل وإحياء سنته ".
فيظهر في ثلثماية وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر قزعا كقزع الخريف رهبان بالليل أسد بالنهار فيفتح الله للمهدي أرض الحجاز يستخرج من كان في السجن من بني هاشم وتنزل الرايات السود الكوفة فيبعث بالبيعة إلي المهدي ويبعث المهدي جنوده في الآفاق ويميت الجور وأهله وتستقيم له البلدان ويفتح الله علي يديه القسطنطينية " (1).
إسناد ضعيف جدا كسابقه. وأما المتن فعلامات الوضع بادية عليه.
168 - (215) وبه عن أبي جعفر قال:
" تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان الكوفة فإذا ظهر المهدي بمكة بعث إليه بالبيعة " (2).
إسناده ضعيف جدا كسابقه.
169 - (216) وبه عن أبي جعفر قال:
" تنزل الرايات السود التي تقبل من خراسان الكوفة فإذا
ص :204
ظهر المهدي بمكة بعث بالبيعة إلي المهدي " (1).
إسناده ضعيف جدا كسابقه.
170 - (217) عن أبي جعفر قال:
" لا يخرج المهدي حتي ترو الظلمة ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيي بن اليمان، عن هارون بن هلال، عن أبي جعفر قال: فذكره " (2).
إسناده ضعيف. هارون بن هلال لم أجد له ترجمة. ويحيي بن اليمان صدوق يخطئ كثيرا. كما تقدم أكثر من مرة.
171 - (218) عن أبي ثمامة قال:
" إني لأعرف اسمه واسم أبيه واسم أمه ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيي بن اليمان عن سفيان عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي ثمامة قال: فذكره (3).
أبو ثمامة: الحناط حجازي، مجهول الحال. من الثالثة (د). قال ابن حبان في الثقات: كان حريف كعب بن عجرة. وقال الدارقطني: لا يعرف، يترك (4).
والاسناد إليه ضعيف لأجل يحيي بن اليمان وهو صدوق كثير الخطأ. ولو صح فما قيمة قول رجل مجهول الحال لا يعرف من أمره شئ.
ص :205
172 - (219) عن الصقر بن رستم عن أبيه قال:
" يملك المهدي سبع سنين وشهرين وأيام ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا محمد بن حمير، عن الصقر بن رستم عن أبيه قال: فذكره (1).
محمد بن حمير: صدوق (2) ولكن الصقر بن رستم وأبوه لم أعرفهما وهناك صفوان بن رستم. قال في اللسان: مجهول. وقال الأزدي: منكر الحديث.
وذكر هذا الخبر في الحاوي منسوبا إلي محمد بن حمير عن أبيه (3).
173 - (220) وبه عنه قال:
" المهدي رجل، أزج، أبلج، أعين، يجئ من الحجاز حتي يستوي علي منبر دمشق وهو ابن ثمان عشرة سنة " (4).
ووقع في الحاوي منسوبا إلي محمد بن حمير نفسه من قوله. وعزاه إلي نعيم نفسه (5).
إسناده ضعيف كسابقه لأجل نعيم وقائله غير معروف والراوي عنه وهو ابنه لم أجد له ترجمة.
174 - (221) عن شريح عن عبيد وراشد بن سعد وضمرة بن حبيب ومشايخهم قالوا:
" يبعث السفياني خيله وجنوده.. فإذا طال عليهم
ص :206
قتالهم إياه بايعوا رجلا من بني هاشم وهم يومئذ في آخر المشرق، فيخرج بأهل خراسان، علي مقدمته رجل من بني تميم مولي لهم أصفر، قليل اللحية، يخرج إليه في خمسة آلاف إذا بلغه خروجه فيبايعه فيصيره علي مقدمته لو استقبلته الجبال الرواسي لهدها فيلتقي هو وخيل السفياني فيهزمهم ويقتل منهم مقتلة عظيمة ثم تكون الغلبة للسفياني ويهرب الهاشمي ويخرج شعيب بن صالح مختفيا إلي بيت المقدس يوطئ للمهدي منزله إذا بلغه خروجه إلي الشام ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا محمد بن عبد الله التيهرتي، عن معاوية بن صالح، عن شريح بن عبيد إلخ.. قالوا: فذكره (1).
ثم قال: حدثنا الوليد قال: بلغني أن هذا الهاشمي أخو المهدي لأبيه وقال بعضهم هو ابن عمه.
إسناده ضعيف: محمد بن عبد الله التيهرتي لم أعرفه. وشيخه معاوية بن صالح بن حدير صدوق له أوهام (2) والخبر أحسن أحواله أن يكون مأخوذا من الأساطير الإسرائيلية.
175 - (122) عن جعفر بن سيار الشامي قال:
" يبلغ من رد المهدي المظالم حتي لو كان تحت ضرس إنسان شئ انتزعه حتي يرده ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا معتمر بن سليمان، عن جعفر بن سيار الشامي قال: فذكره (3).
ص :207
جعفر بن سيار (وفي الحاوي جعفر بن يسار) الشامي لا أدري من هو.
177 - (223) عن ابن شوذب عن بعض أصحابه قال:
" لا يخرج المهدي حتي لا يبقي قيل ولا ابن قيل إلا هلك. والقيل الرأس ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن بعض أصحابه قال: فذكره (1).
قائله غير معروف، فحتي ولو صح السند إليه ليست لقوله أية قيمة علمية. ولولا أن السيوطي ذكره وذكر كثيرا من الأساطير من أمثاله لما كانت هناك حاجة لذكرها. ولكن المقصود التنبيه علي أن هذه الحكايات لا يؤبه بها أبدا.
178 - (224) عن سفيان الكلبي قال:
" يخرج علي لواء المهدي غلام حديث السن، خفيف اللحية أصفر - ولم يذكر الوليد أصفر - لو قاتل الجبار لهزمها - وقال الوليد: لهدها - حتي ينزل إيلياء ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن كعب، عن علقمة، عن سفيان الكلبي قال: فذكره (2).
ابن لهيعة ضعيف. ولكن الكلبي صاحب هذا الكلام لم أعرفه.
179 - (225) عن رجل من أهل المغرب قال:
" لا يخرج المهدي حتي يخرج الرجل بالجارية الحسناء
ص :208
الجملاء فيقول من يشتري هذه بوزنها طعاما، ثم يخرج المهدي ".
أخرجه نعيم قال: وأخبرت عن ابن عياش، عن سالم بن عبد الله، عن أبي محمد، عن رجل من أهل المغرب قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف. شيخ نعيم غير معروف وصاحب هذه المقولة رجل من أهل المغرب الله أعلم به والراوي عنه أبو محمد لا يدري من هو والخبر أسطورة مغربية.
180 - (226) وبه عن رجل من أهل المغرب قال:
" إذا خرج المهدي ألقي الله تعالي الغني في قلوب العباد حتي يقول المهدي: من يريد المال؟ فلا يأتيه أحد إلا واحد ويقول: أنا. فيقول احث. فيحثي فيحمل علي ظهره حتي إذا أتي أقصي الناس، قال: ألا أراني شر من هاهنا. فيرجع فيرده إليه. فيقول: خذ مالك لا حاجة لي فيه ".
أخرجه نعيم قال: وحدثني غير واحد، عن ابن عياش به. فذكره (2).
وإسناده ضعيف لجهالة شيوخ نعيم والآخرين كما تقدم في الخبر السابق.
181 - (227) عن سالم قال:
" كتب نجدة إلي ابن عباس يسأله عن المهدي فقال: إن الله تعالي هدي هذه الأمة بأول هذا البيت ويستنقذها بآخرهم لا ينتطح فيه عنزان جمعاء وذات قرن. وقال:
مهديان من بني عبد شمس أحدهما عمر الأشج ".
ص :209
أخرجه نعيم قال: حدثنا غير واحد، عن ابن عياش، قال حدثني سالم قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف لجهالة شيوخ نعيم. والكلام فيه وفي الراوي عنه.
182 - (228) عن أبي رؤبة قال:
" المهدي كأنما يلعق المساكين الزبد ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيي، عن سيف بن واصل، عن أبي يونس، عن أبي رؤبة قال: فذكره (2).
وهذا إسناد ضعيف جدا.
يحيي في الغالب هو ابن اليمان. صدوق يخطئ كثيرا.
وسيف بن واصل: لم أجد له ترجمة. والظاهر أنه محرف من سعيد بن واصل. قال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن المديني:
ذهب حديثه. ولينه أبو حاتم (3).
وأبو يونس وشيخه أبو رؤبة قائل هذا الكلام لا أعرفهما. إلا أن يكون أبا رؤبة الراوي عن أنس فقد ذكره ابن أبي حاتم وسكت عليه.
وقال ابن حبان في الثقات: أبو رؤبة القشيري، يروي عن أبي سعيد الخدري روي عنه جامع بن مطر. (4).
183 - (229) عن أبي بكر قال حدثني أشياخنا:
" السفياني هو الذي يدفع الخلافة إلي المهدي "
ص :210
أخرجه نعيم قال: حدثنا عبد القدوس، عن أبي بكر، قال حدثني أشياخنا فذكره (1).
أبو بكر بن أبي مريم: ضعيف.
وأي قيمة لقول أشياخه في هذه المسألة.
184 - (230) قال الوليد:
" يلي المهدي فيظهر عدله ثم يموت، ثم يلي بعده من أهل بيته من يعدل، ثم يلي منهم من يجور ويسئ، حتي ينتهي إلي رجل منهم فيجلي اليمن إلي اليمن، ثم يسيرون إليه فيقتلونه، ويولون عليهم رجلا من قريش يقال له: محمد. وقال بعض العلماء: إنه من اليمن، علي يدي ذلك اليماني تكون الملاحم ".
ذكره نعيم قال: قال الوليد (2).
والوليد بن مسلم ثقة ولكننا - إن كان نعيم حفظه - لا نجد لقوله هذا مستندا في الكتاب ولا في السنة. فأحسن أحواله أن يكون مأخوذا من الإسرائيليات.
185 - (331) الوليد بن مسلم قال حدثني محدث:
" إن المهدي والسفياني وكلب يقتتلون في بيت المقدس حين يستقيله البيعة فيؤتي بالسفياني أسيرا فيأمر به فيذبح علي باب الرحبة ثم تباع نساءهم وغنائمهم علي درجة دمشق ".
ص :211
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم: فذكره (1).
وحكمه كسابقه.
186 - (232) قال الوليد سمعت رجلا يحدث قوما فقال:
" المهديون ثلاثة: مهدي الخير وهو عمر بن عبد العزيز. ومهدي الدم وهو الذي يسكن عليه الدماء. ومهدي الدين عيسي ابن مريم عليه السلام تسلم أمته في زمانه ".
قال الوليد: بلغني عن كعب أنه قال: مهدي الخير يخرج بعد السفياني.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد فذكره (2).
والخبر حكاية لا أساس لها.
187 - (233) عن سليمان بن عيسي قال:
بلغني أنه علي يدي المهدي يظهر تابوت السكينة من بحيرة الطبرية حتي يحمل فيوضع بين يديه ببيت المقدس فإذا نظرت إليه اليهود أسلمت إلا قليلا منهم ثم يموت المهدي ".
أخرجه نعيم قال: حدثنا يحيي بن سعيد العطار البصري، عن سليمان بن عيسي قال (3).
وسليمان بن عيسي إن كان هو ابن نجيح السجزي فهو كذاب. كذبه
ص :212
أبو حاتم والجوزجاني ووهاه آخرون (1).
188 - (234) عن السدي قال في تفسير قوله تعالي:
(لهم في الدنيا خزي...) إلخ.
أما خزيهم في الدنيا فإنهم إذا قام المهدي وفتحت القسطنطنية قتلهم، فذلك الخزي ".
أخرجه ابن جرير في تفسيره قال: حدثنا موسي، قال ثنا عمرو، قال ثنا أسباط عن السدي. فذكره (2).
وإسناده ضعيف. أسباط بن نصر الهمداني قال فيه ابن حجر:
" صدوق كثير الخطأ يغرب ". ضعفه أبو نعيم وقال: أحاديثه عامية سقط مقلوب الأسانيد. قال النسائي: ليس بالقوي. وقال ابن معين: ليس بشئ. قال الساجي: روي أحاديث لا يتابع عليها عن سماك بن حرب.
وثقه ابن معين في رواية. وقال البخاري: صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات. وقال موسي بن هارون: لم يكن به بأس (3).
189 - (235) عن ابن شوذب قال:
" إنما سمي المهدي لأنه يهدي إلي جبل من جبال الشام. يستخرج منه أسفارا من أسفار التوراة، فيحاج بها اليهود فيسلم علي يديه جماعة من اليهود ".
أخرجه أبو عمرو الداني قال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، حدثنا أبو محمد البياني، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا
ص :213
ضمرة قال: قال ابن شوذب. فذكره (1).
وقد سبق نحوه عن طريق ابن شوذب نفسه عن مطر عن كعب من قوله (2). فالخبر من الإسرائيليات ومطر كثير الخطأ. والله أعلم.
ص :214
ص :215
ص :216
190 - (236) عن علي رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم:
" يخرج رجل من وراء النهر يقال له الحارث حراث (الحارث بن حراث) علي مقدمته رجل يقال له منصور يوطئ أو يمكن لآل محمد كما مكنت قريش لرسول الله صلي الله عليه وسلم. وجب علي كل مؤمن نصره. أو قال:
إجابته ".
أخرجه أبو داود قال: وقال هارون، حدثنا عمرو بن أبي قيس، عن مطرف بن طريف، عن أبي الحسن، عن هلال بن عمرو، قال: سمعت عليا رضي الله عنه يقول قال النبي صلي الله عليه وسلم. فذكره (1).
عمرو بن أبي قيس: الرازي، الأزرق، كوفي، نزل الري، صدوق له أوهام. من الثامنة. (د ت) (2).
ص :217
أبو الحسن الكوفي. مجهول. من السادسة (د). لم يعرف إلا بهذه الرواية (1).
هلال بن عمرو الكوفي. مجهول. من الثالثة (د). قال المزي في الأطراف: غير مشهور، وقال الذهبي: هلال بن عمرو عن علي: نكرة.
وصاحبه أبو الحسن. لا أعرفه (2).
وبقية رجاله ثقات.
قال المنذري: " هذا منقطع. قال فيه أبو داود: قال هارون - يعني ابن المغيرة -. وقال الحافظ أبو القاسم الدمشقي: هلال بن عمرو - وهو غير مشهور - عن علي " (3).
قال الألباني: إسناده ضعيف (4).
إسناده ضعيف لجهالة أبي الحسن وشيخه.
ص :218
191 - (237) عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
" يكون في آخر الزمان فتنة تحصل الناس كما يحصل الذهب في المعدن. فلا تسبوا أهل الشام ولكن سبوا أشرارهم فإن فيهم الابدال. يوشك أن يرسل علي أهل الشام سيب من السماء فيفرق جماعتهم حتي لو قاتلتهم الثعالب غلبتهم. فعند ذلك يخرج خارج من أهل بيتي في ثلاث رايات (1). المكثر يقول: خمسة عشر ألفا والمقل يقول: هم اثنا عشر ألفا. أمارتهم أمت، أمت.
يلقون سبع رايات تحت كل راية منها رجل يطلب الملك فيقتلهم الله جميعا ويرد الله إلي المسلمين ألفتهم ونعمتهم وقاصيهم ودانيهم ".
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا علي بن الحسين الحواص، ثنا زيد بن أبي الزرقاء، ثنا ابن لهيعة، ثنا عباس بن عباس (2) القتباني، عن عبد الله بن زرير الغافقي، عن علي بن أبي طالب، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: فذكره (3).
(2) وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن عياش بن عباس الزرقي، عن ابن زرير، عن علي رضي الله عنه قال: يا رسول الله (4) علي أهل
ص :219
الشام من يفرق جماعتهم حتي لو قاتلهم الثعالب غلبتهم وعند ذلك يخرج رجل من أهل بيتي في ثلاث رايات، المكثر يقول: خمسة عشر ألفا، والمقل: يقول اثنا عشر ألفا. أمارتهم أمت أمت (1). وعلي راية منها رجل يطلب الملك أو يبتغي له الملك فيقتلهم جميعا ويرد الله علي المسلمين ألفتهم وعاصيهم ويزاربهم.
قال ابن لهيعة: وأخبرني إسرائيل بن عباد، عن محمد بن علي، مثله إلا أنه قال تسع رايات سود (2).
مدار الاسنادين علي ابن لهيعة وهو ضعيف. تقدم برقم 48.
إسناده ضعيف. وقد روي موقوفا علي علي وقد تقدم برقم 42.
ص :220
192 - (238) عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" يخرج رجل من أله بيتي في تسع رايات يعني بمكة.
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، قال: أخبرني عبد الرحمن بن سالم، عن أبيه، عن أبي رومان وأبي ثابت، عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
رشدين: بن سعد. ضعيف. تقدم في 48.
ابن لهيعة: ضعيف. تقدم في 49.
عبد الرحمن بن سالم: بن عتبة بن عويم بن ساعدة. مجهول بمن السادسة (ق) (2).
سالم: بن عتبة بن عويم الأنصاري المدني. ويقال اسم أبيه عبد الله أبو عبد الرحمن. لم يرو عنه غير ابنه. فهو مجهول.
قال ابن حجر: مقبول. من السادسة (ق) (3).
أبو رومان: لم أجد له ترجمة.
أما أبو ثابت: فهو أيمن بن ثابت. صدوق. من الرابعة (س) (4).
ص :221
فرجال الحديث كلهم ضعفاء أو مجاهيل غير أبي ثابت.
إسناد الحديث ضعيف.
ص :222
193 - (239) عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" هبط علي جبريل وعليه قباء أسود وعمامة سوداء.
فقلت ما هذه الصورة التي لم أرك هبطت علي فيها قط؟ قال: هذه صورة الملوك من ولد العباس عمك. قلت:
وهم علي حق؟ قال جبريل: نعم ".
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: اللهم اغفر للعباس وولده حيث كانوا وأين كانوا. قال جبريل: ليأتين علي أمتك زمان يعز الله الاسلام بهذا السواد. قلت رئاستهم ممن؟ قال:
من ولد العباس، قال: قلت وأتباعهم؟ قال: من أهل خراسان. قلت: وأي شئ يملك ولد العباس قال يملكون الأصفر والأخضر والحجر والمدر والسرير والمنبر والدنيا إلي المحشر والملك إلي المنشر ".
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرنا القاضي أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن الأصبهاني، أخبرنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن علي بن فراس المعدل بمكة، حدثنا أبو عبد الله جعفر بن إدريس القزويني، حدثنا أبو الطيب عبد الله بن عمرو بن الحكم البغدادي، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، حدثني أبي أحمد بن عامر بسر من رأي في اليوم الذي مات فيه الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي الرضا، حدثنا أبو الحسن علي بن موسي، حدثني أبي موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
ص :223
في هذا الحديث.
أبو عبد الله جعفر بن إدريس القزويني. ضعيف. ضعفه الدارقطني (1).
عبد الله بن عمرو بن الحكم. ذكر الخطيب هذه الرواية في ترجمته ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (2).
وعبد الله بن أحمد بن عامر الطائي، أبو القاسم. قال أبو محمد بن علي البصري: كان أميا لم يكن بالمرضي توفي 324 ه. روي عن أبيه عن علي بن موسي الرضا عن آبائه نسخة. وصفها الذهبي بالنسخة " الموضوعة الباطلة لا تنفك عن وضعه أو وضع أبيه ". وقال في الديوان:
له نسخة باطلة (3).
وأحمد بن عامر بن سليمان الطائي: قال ابن حجر في اللسان قال ابن الجوزي في الموضوعات هو محل التهمة وتكلم فيه البيهقي في الشعب (4).
وأورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات وقال: أحمد بن عامر لا يتابع علي هذا الحديث وهو محل التهمة (5). وأقره السيوطي في اللآلئ (6).
ص :224
وأورد ابن الجوزي أيضا روايات بألفاظ متقاربة لهذه الرواية عن جابر وأنس وغيرهما قال فيها كلها: هذا الحديث لا يصح من جميع طرقه (1).
ولذلك فلا حاجة إلي تسويد الصفحات ببحث هذه الموضوعات لا سيما وأنها لا تتعلق بالمهدي مباشرة. نعم يمكن أن يستدل بها - إن صحت - القائلون بمهدية المهدي العباسي. ولكن هيهات.
الحديث موضوع آفته أحمد بن عامر الطائي أو ولده.
ص :225
194 - (240) عن عبد الله قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم:
" يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
(1) أخرجه ابن حبان في صحيحه في ذكر البيان بأن المهدي يشبه خلقه خلق المصطفي صلي الله عليه وسلم. قال: أخبرنا محمد بن أحمد بن أبي عون الرياني، قال: ثنا علي بن المنذر، قال ثنا ابن الفضيل، قال ثنا عثمان بن شبرمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر، عن عبد الله قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وأخرجه الطبراني في الكبير: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا واصل بن عبد الأعلي، ثنا محمد بن الفضيل، عن عثمان بن عبد الله بن شبرمة، عن عاصم بن أبي النجود، عن زر بن حبيش، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم: يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي يملاها عدلا وقسطا كما ملئت ظلما وجورا (2).
(3) وأخرجه البزار في مسنده: حدثنا علي بن المنذر به ولم يذكر لفظه (3).
(4) وأخرجه الداني في سننه قال: حدثنا حمزة بن علي، قال حدثنا عبد الله بن محمد قال: حدثنا قاسم المطرز، قال: حدثنا علي بن المنذر الطريقي، قال: حدثنا محمد بن فضيل، قال: حدثنا
ص :226
عثمان بن شبرمة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم: يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي وخلقه خلقي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (1).
(5) وعزاه السيوطي إلي أبي نعيم في أخبار المهدي (2).
في إسناده عثمان بن شبرمة: ذكره البخاري في التاريخ الكبير وأشار إلي هذه الرواية وقال: سمع منه ابن فضيل، حديثه عن الكوفيين. لا أدري سمع من عاصم أم لا؟ وذكره ابن أبي حاتم أيضا ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. ولم أعرف عنه راويا غير ابن فضيل فهو مجهول العين حسب قواعد علم المصطلح، وقد ذكره ابن حبان في الثقات علي قاعدته، والله أعلم (3).
إسناده ضعيف لجهالة عثمان وقد تفرد بزيادة " خلقه خلقي " في حديث ابن مسعود. نعم رويت هذه الكلمة عن حذيفة ولكن في إسنادها العباس بن بكار وهو كذاب (279) ووردت في حديث تميم الداري أيضا وهو موضوع (271).
أما بقية المتن فقد ورد من طرق أخري حسنة كما تقدم في القسم الأول من الكتاب.
ص :227
195 - (241) عن عبد الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" تجئ رايات سود من قبل المشرق تخوض الخيل الدم إلي أن يظهروا العدل، ويطلبون فلا يعطونه، فيظهرون فيطلب منهم العدل فلا يعطونه ".
(1) أخرجه أبو يعلي في مسنده قال: ثنا أبو هشام ابن يزيد بن رفاعة، ثنا أبو بكر بن عياش، ثنا يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وأخرجه أبو الشيخ في الفتن قال: حدثنا عبدان، حدثنا ابن نمير، حدثنا أبو بكر بن عياش، عن يزيد بن أبي زياد، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد الله قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: تخرج رايات سود قبل المشرق ويسألون الناس الحق فلا يعطونه فيقاتلونهم فيظفرون بهم فيسألونهم الذي سألوا فلا يعطونه (2).
في إسناد أبي يعلي: أبو هشام محمد بن يزيد بن رفاعة العجلي الرفاعي الكوفي. قاضي المدائن ليس بالقوي. من صغار العاشرة. توفي 248 ه (م ت ق) (3).
ولكنه توبع في الاسناد الثاني بابن نمير. وهو محمد بن عبد الله بن
ص :228
نمير الهمداني. ثقة حافظ (1).
ومدار الاسنادين علي: أبي بكر بن عياش: وهو ثقة عابد إلا أنه لما كبر ساء حفظه وكتابه صحيح (2). ويزيد بن أبي زياد. وهو ضعيف تقدمت ترجمته في 53.
وبقية رجاله ممن يحتج بهم وقد تقدمت تراجمهم في 53.
قال ابن كثير في البداية والنهاية بعد ذكر الحديث عن أبي يعلي:
" وإسناده حسن " (3).
ولكن قد تبين لنا أن يزيد بن أبي زياد ضعيف. وقال الهيثمي: فيه يزيد بن أبي زياد وهو لين. وبقية رجاله ثقات (4).
إسناده ضعيف.
ص :229
196 - (242) عن طلحة بن عبيد الله عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" سيكون فتنة لا يهدأ منها جانب إلا جاش منها جانب حتي ينادي منادي من السماء إن أميركم فلان ".
أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا عبد الرحمن بن عمرو أبو زرعة، ثنا أبو الثمار، (1) ثنا إسماعيل بن عياش، عن المثني بن الصباح، عن عمرو بن دينار المكي، عن سعيد بن المسيب، عن طلحة بن عبيد الله، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: فذكره (2).
إسماعيل بن عياش: بن سليم العنسي. أبو عتبة الحمصي. صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيرهم. من الثامنة. مات 181 أو 182 ه (ي 4).
وثقه ابن معين والفسوي وغيرهما. وضعفه ابن المديني والنسائي وابن خزيمة وأبو حاتم وآخرون. قال ابن عدي: إذا روي عن الحجازيين فلا يخلو من غلط إما أن يكون حديثا برأسه أو مرسلا يوصله أو موقوفا يرفعه. وحديثه عن الشاميين إذا روي عنه ثقة فهو مستقيم، وهو في الجملة ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث الشاميين خاصة. قال الذهبي في المغني: صدوق في حديث أهل الشام مضطرب جدا في
ص :230
حديث أهل الحجاز (1).
المثني بن الصباح. اليماني، الا بناوي، أبو عبد الله أو أبو يحيي نزيل مكة. من كبار السابعة. مات 149 ه (د ت ق). ضعيف جدا.
قال ابن معين في رواية: ثقة. وضعفه في أخري وكذلك ضعفه يحيي القطان وأبو حاتم وأبو زرعة والجوزجاني والترمذي وابن عدي وابن سعد والدارقطني وابن عمار وأبو أحد الحاكم والعقيلي وغيرهم.
قال أحمد: لا يساوي حديثه شيئا مضطرب الحديث. قال الساجي ضعيف الحديث جدا حدث بمناكير يطول ذكرها وكان عابدا يهم. وقال النسائي: ليس بثقة. وقال في موضع آخر: متروك الحديث. وقال علي بن الجنيد: متروك الحديث.
قال ابن حجر: ضعيف اختلط بآخره وكان عابدا (2).
وبقية رواته ثقات.
ففي هذا الاسناد إسماعيل بن عياش وهو شديد الاضطراب في شيوخه الحجازيين وشيخه هنا نزيل مكة. والمثني بن الصباح: ضعيف جدا.
قال الهيثمي: فيه المثني بن الصباح وهو متروك. وثقه ابن معين
ص :231
وضعفه أيضا (1). وقال صديق حسن خان: فيه المثني بن الصباح وهو متروك وضعيف جدا وثقه ابن معين في رواية وضعفه أيضا. وليس في الحديث تصريح بذكر المهدي وإنما ذكروه في أبوابه وترجمته استئناسا (2).
وذكره الدارقطني في العلل فقال: " اضطرب إسماعيل بن عياش في إسناده ".
ثم ذكر أوجه الاختلاف علي إسماعيل بن عياش - وليس فيها الاسناد المذكور هنا - وقال فيها كلها: " لا يصح ".
ثم قال: " ولا يثبت أيضا عن سعيد بن المسيب " (3).
إسناده ضعيف جدا.
ص :232
197 - (243) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" يخرج من خراسان رايات سود فلا يردها شئ حتي تنصب بإيلياء ".
(ألف) (1) أخرجه الترمذي قال: حدثنا قتيبة، أخبرنا رشدين بن سعد، عن يونس عن ابن شهاب الزهري، عن قبيصة بن ذويب، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم. فذكره (1).
(2) وأخرجه الإمام أحمد في مسنده قال: حدثنا يحيي بن غيلان وقتيبة بن سعيد، قالا: حدثنا رشدين بن سعد قال يحيي بن غيلان في حديثه: ثني يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن قبيصة، عن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: يخرج من خراسان رايات سود لا يردها شئ حتي تنصب بإيلياء (2).
(3) وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا رشدين بن سعد المهري، عن يونس بن يزيد الأيلي، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذويب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: تخرج من خراسان رايات سود لا يردها شئ حتي تنصب بايلياء يعني بيت المقدس (3).
(4) وأخرجه البيهقي في دلائل النبوة. قال: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ،
ص :233
وأبو صادق محمد بن أبي الفوارس العطار، قالا: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن إسحاق، حدثنا عبد الله بن يوسف، حدثنا رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد، عن ابن شهاب، عن قبيصة بن ذؤيب عن أبي هريرة عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" تخرج رايات سود من خراسان لا يردها شئ حتي تنصب بايلياء " (1).
(ب) (5) وأخرجه ابن عدي في الكامل قال: حدثنا أحمد بن حفص، ثنا سويد بن سعيد، ثنا داود بن عبد الجبار الأودي، عن أبي شراعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: إذا أقبلت الرايات السود من قبل المشرق فلا يردها شئ حتي تنصب بإيلياء (2).
(ج) (6) وأخرجه أبو الشيخ قال حدثنا محمد بن عبد الرحمن العباسي بن أيوب حدثنا علي بن راشد حدثنا عبد الله ابن محمد عن أبيه عن جده عن أبي هريرة قال: بعث رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي عمه العباس وإلي علي بن أبي طالب فأتياه في منزل أم سلمة فقال فيما قال:
فإذا غيرت سنتي يخرج ناصرهم من أرض يقال لها خراسان برايات سود فلا يلقاهم أحد إلا هزموه وغلبوا علي ما في أيديهم حتي تقرب راياتهم بيت المقدس (3).
ص :234
(ألف) في إسناد الترمذي:
رشدين بن سعد بن مفلح المهري. ضعيف. تقدمت ترجمته في 49.
يونس بن يزيد الأيلي. ثقة إلا أن في روايته عن الزهري وهما قليلا وفي غير الزهري خطأ. من كبار السابعة (ع) (1). وروايته هنا عن الزهري.
(ب) إسناد ابن عدي. وفيه:
سويد بن سعيد: الحدثاني. ضعيف. تقدم في 51.
أبو شراعة: سلمة بن مجنون: قال الذهبي: لا يعرف. له في الرايات السود (2).
داود بن عبد الجبار الكوفي: ضعيف جدا.
قال البخاري: منكر الحديث. وكذلك قال أبو حاتم وأبو زرعة.
وقال النسائي: متروك. وقال ابن معين: ليس بثقة. وقال مرة: يكذب.
قال الساجي: فيه لين. وقال أبو داود: ضعيف الحديث. وشذ ابن خراش فقال لا بأس به (3).
ص :235
(ج) إسناد أبي الشيخ. وفيه:
عمر بن راشد بن شجرة: اليمامي. متروك.
ضعفه أحمد ابن معين والبخاري وأبو داود وابن عدي والدارقطني وقال الدارقطني أيضا: متروك. وقال البزار: منكر الحديث. وقال النسائي:
ليس بثقة. وأما ابن حبان فقال: يضع الحديث لا يحل ذكره إلا علي سبيل القدح (1). قال ابن حجر: ضعيف (قال العجلي: ليس به بأس).
فأحسن أسانيد الحديث هو إسناد الترمذي وهو ضعيف لأجل رشدين.
قال الترمذي عقب إخراجه: هذا حديث غريب. وقال المباركفوري:
في سنده رشدين بن سعد وهو ضعيف (2).
إسناده ضعيف.
ص :236
198 - (244) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: حدثني خليلي أبو القاسم صلي الله عليه وسلم قال:
" لا تقوم الساعة حتي يخرج عليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتي يرجعوا إلي الحق. قال: قلت: وكم يكون. قال: خمس واثنتين. قال قلت: ما خمس واثنتين؟ قال: لا أدري ".
أخرجه أبو يعلي في مسنده قال: حدثنا أبو بكر بن أبي النضر، حدثني المرجاء بن رجاء اليشكري، نا عيسي بن هلال، عن بشير بن نهيك، قال سمعت أبا هريرة يقول: حدثني خليلي أبو القاسم صلي الله عليه وسلم:
فذكره (1).
(1) المرجاء بن رجاء اليشكري. أبو رجاء البصري. صدوق ربما وهم من الثامنة (خت).
وثقه أبو زرعة والدارقطني وقال ابن معين في رواية: صالح.
وضعفه أبو داود وابن معين في رواية أخري. وقال الساجي عن ابن معين: ليس حديثه بشئ. وذكره العقيلي في الضعفاء وذكر عن ابن معين أنه قال: مرجي بن رجاء ضعيف إلا أنه أصح حديثا من مرجي بن وداع. قال ابن عدي: له أحاديث وفي بعضها ما لا يتابع
ص :237
عليه. قال الذهبي في الكاشف: مختلف في حاله. وفي الميزان والمغني: " ضعف. وقد وثقه أبو زرعة " (1). ومثل هذا لا يحتج به وحده.
(2) عيسي بن هلال. بصري، ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. روي عن عمران بن خدير وفي هذه الرواية يروي عنه المرجاء بن رجاء اليشكري (2) فقد خرج من جهالة العين برواية اثنين. ولكنه ما زال مجهول الحال. والله أعلم.
وبقية رجاله ثقات.
ففي هذا الاسناد المرجاء بن رجاء وهو يهم وعيسي بن هلال مستور.
قال الهيثمي:
فيه المرجاء بن رجاء وثقه أبو زرعة وضعفه ابن معين وبقية رجاله ثقات (3).
وقد تكلم فيه ابن خلدون لأجل المرجاء وأورد أقوال من ضعفه (4) ورد عليه الغماري فأورد أقوال من وثقه. ثم قال: والحديث حسن علي رأي من وثق مرجاء بن رجاء إن رجح قوله. وكفي باعتبار إمام الصناعة البخاري له وإدخاله في صحيحه ترجيحا لتوثيقه (5).
ولكن قد علمنا مما تقدم أن المرجاء يهم وضعفه عدد من الأئمة
ص :238
ولذلك فلا يمكن الاعتماد عليه وحده. نعم تبعد مظنة الوهم عنه إذا توبع بغيره أيضا ولم نجد هنا من تابعه. والبخاري إنما أورده تعليقا لا احتجاجا به ثم إن علة هذا الحديث ليس في المرجاء وحده. بل هناك عيسي بن هلال ولم أجد أحدا وثقه. ولعل الهيثمي لما قال: " بقية رجاله ثقات " قاله جريا علي قاعدة ابن حبان من توثيق كل من لم يعرف فيه جرح. والله أعلم.
ثم إن بعض ألفاظ هذا الحديث لا تخلو من نكارة فمثلا قوله: " ما خمس واثنتين؟ قال: لا أدري ". فكيف يتصور أن الرسول صلي الله عليه وسلم يقول يكون خمسا واثنتين ثم لا يدري ما معني خمس واثنتين؟ بينما قد ورد في روايات أخري ثابتة أنه قال يملك سبع سنين.
وفي بعضها بالشك من الرواة. والله أعلم.
إسناده ضعيف.
ص :239
199 - (245) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطوله الله عز وجل حتي يملك رجل من أهل بيتي يملك جبل الديلم والقسطنطينية ".
(1) أخرجه ابن ماجة في باب ذكر الديلم وفضل قزوين قال:
حدثنا محمد بن يحيي، ثنا أبو داود ح وحدثنا محمد بن عبد الملك الواسطي، ثنا يزيد بن هارون ح وحدثنا علي بن المنذر، ثنا إسحاق بن منصور. كلهم عن قيس عن أبي حصين عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وأخرجه يحيي بن عبد الحميد الحماني في مسنده قال:
حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتي يملك رجل من أهل بيتي يفتح القسطنطينية وجبل الديلم ولو لم يبق إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتي يفتحها (2).
(3) وأخرجه أبو نعيم في " أخبار المهدي " كما ذكره السيوطي (3).
مدار الاسنادين علي قيس بن الربيع الأسدي. وهو " صدوق لكنه تغير لما كبر وأدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه فحدث به ".
ص :240
ووثقه عفان ودافع عنه شعبة. وقال ابن عدي: لا بأس به.
ولكن جمهور الأئمة علي تضعيفه. قال أبو حاتم: محله الصدق وليس بقوي. وقال يحيي: ضعيف. وقال مرة: لا يكتب حديثه. وقيل لاحمد لم تركوا حديثه؟ قال: كان يتشيع وكان كثير الخطأ وله أحاديث منكرة. وكان وكيع وعلي بن المديني يضعفانه. وقال النسائي: متروك.
وقال الدارقطني ضعيف.
قال البخاري في الأوسط: إنما أتي قيس من ابنه كان يأخذ حديث الناس فيدخله في فرج كتاب قيس ولا يعرف ذلك.
قال ابن حبان: سبرت أخبار قيس من روايات القدماء والمتأخرين وتتبعتها فرأيته صدوقا مأمونا حيث كان شابا فلما كبر ساء حفظه وامتحن.
بابن سوء فكان يدخل عليه. قال الذهبي. صدوق في نفسه سيئ الحفظ (1).
وتبين من أقوال العلماء أن فيه علتين:
الأولي: أنه لما كبر ساء حفظه.
والثانية: أنه أدخل عليه ابنه ما ليس من حديثه ولم يعرفه. ومثل هذا لا يمكن الاعتماد عليه إذا تفرد.
قال ابن القيم بعد ذكر هذه الرواية عن الحماني: " يحيي بن عبد الحميد وثقه ابن معين وغيره وتكلم فيه أحمد " (2).
فأما أحمد فقد كذبه ولكن الحماني لم ينفرد هنا بل رواه غيره أيضا
ص :241
من الثقات كما سبق. وإنما العلة في قيس بن الربيع.
إسناده ضعيف.
ص :242
200 - (246) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتي يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فتجمع لهم قيس فيقتلها حتي لا يمنع ذنب تلعة ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جندا من جنوده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتي إذا صارا ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلا المخبر عنهم ".
أخرجه الحاكم قال: حدثنا أبو محمد أحمد بن عبد الله المزني، ثنا زكريا بن يحيي الساجي، ثنا محمد بن إسماعيل بن أبي سمينة، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، عن يحيي بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم. فذكره (1).
رجال الاسناد كلهم ثقات. قال الحاكم بعد تخريج الحديث: هذا حديث صحيح الاسناد علي شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (2).
ولكن فيه الوليد بن مسلم. وكان من عادته تدليس التسوية. وهو كما قال العراقي:
" أن يجئ المدلس إلي حديث سمعه من شيخ ثقة وقد سمع ذلك الشيخ الثقة من شيخ ضعيف وذلك الشيخ الضعيف يرويه عن شيخ ثقة
ص :243
فيعمل المدلس الذي سمع الحديث من الثقة الأول فيسقط منه شيخ شيخه الضعيف ويجعله من رواية شيخه الثقة عن الثقة الثاني بلفظ محتمل كالعنعنة ونحوها، فيصير الاسناد كله ثقات. ويصرح هو بالاتصال بينه وبين شيخه لأنه قد سمعه منه. فلا يظهر حينئذ في الاسناد ما يقتضي عدم قبوله إلا لأهل النقد والمعرفة بالعلل " (1).
قال صالح جزرة: سمعت الهيثم بن خارجة يقول قلت للوليد بن مسلم قد أفسدت حديث الأوزاعي. قال: كيف؟ قلت: تروي عنه عن نافع، وعنه عن الزهري، وعنه عن يحيي، وغيرك يدخل بين الأوزاعي وبين نافع عبد الله بن عامر الأسلمي وبينه وبين الزهري مرة. فما يحملك علي هذا. قال أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء.
قلت: فإذا روي الأوزاعي عن هؤلاء وهم ضعفاء مناكير فأسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الاثبات ضعف الأوزاعي. فلم يلتفت إلي قولي.
وقال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن أبي السفر حديث الأوزاعي وكان ابن أبي السفر كذابا وهو يقول فيها قال الأوزاعي (2).
ومن هنا يتبين أن الوليد كان يسقط شيوخه الضعفاء ويدلس كما كان يسقط شيوخ شيوخه الضعفاء ويدلس. ولذلك فالاحتياط أن يصرح بالتحديث عن شيخه وعن شيخ شيخه ولا سيما في الأوزاعي.
قال العراقي: " ومما يلزم من الغرور الشديد أن الثقة الأول قد لا يكون معروفا بالتدليس ويكون المدلس قد صرح بسماعه من هذا الشيخ الثقة وهو كذلك فتزول تهمة تدليسه فيقف الواقف علي هذا السند فلا يري فيه موضع علة لان المدلس صرح باتصاله والثقة الأول ليس مدلسا وقد
ص :244
رواه عن ثقة آخر فيحكم له بالصحة وفيه ما فيه من الآفة التي ذكرناها (1).
وهكذا الامر هنا فقد صرح الوليد بسماعه عن الأوزاعي ولكنه أتي بالعنعنة بين الأوزاعي وبين يحيي بن أبي كثير.
ولهذا فأنا متوقف في هذا الحديث حتي يفتح الله علي وهو خير الفاتحين. والقلب إلي تضعيفه أميل. والله أعلم.
ص :245
201 - (247) عن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
" يكون في آخر الزمان خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر ".
أخرجه ابن عدي في الكامل. ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات قال ابن عدي: حدثنا كهمس بن معمر، حدثنا أبو يحيي الوقار، حدثنا مؤمل بن عبد الرحمن، عن عوف، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة عن رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
أبو يحيي الوقار. زكريا بن يحيي المصري. ولد 174 ومات 254.
كذاب. قال صالح جزرة: حدثنا زكريا الوقار وكان من الكذابين الكبار وضعفه ابن يونس وغيره. قال ابن يونس: يحدث بمناكير. قال ابن عدي:
يضع الحديث. وقال أيضا: رأيت مشايخ مصر يثنون علي أبي يحيي في العبادة والاجتهاد والفضل وله حديث كثير بعضها مستقيمة وبعضها موضوعات وكان هو يتهم بوضعها لأنه يروي عن قوم ثقات أحاديث موضوعة والصالحون قد وسموا بهذا أن يرووا أحاديث في فضائل الاعمال موضوعة ويتهم جماعة منهم بوضعها. وقال الدارقطني: متروك.
ذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ ويخالف. قال الذهبي في المغني: اتهم بالكذب. وقال في الديوان: كذاب (2).
ص :246
مؤمل بن عبد الرحمن: بن العباس بن عبد الله بن عثمان بن أبي العاص الثقفي. أبو العباس البصري. نزيل مصر. ضعيف. من الثامنة (تمييز).
قال أبو حاتم: لين الحديث ضعيف الحديث. قال ابن عدي: عامة حديثه غير محفوظ وساق له أحاديث واهية منها هذه الرواية (1).
وبقية رجاله ثقات. غير كهمس بن معمر شيخ ابن عدي فلم أجد له ترجمة.
وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات كما سبق وذكر ضعف مؤمل وكذب الوقار (2). قال الذهبي: هذا كأنه من وضع الوقار (3).
وتعقب السيوطي ابن الجوزي في اللآلي فقال: هما (أي مؤمل والوقار) بريئان منه. فقد ورد بسند صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف حدثنا أبو أسامة عن عون (4) عن محمد بن سيرين قال: يكون في هذه الأمة خليفة لا يفضل عليه أبو بكر ولا عمر. وله طريق آخر أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن من طريق ضمرة عن محمد بن سيرين وقد تكلمت عليه وعلي تأويله في كتاب المهتدي (المهدي) والله أعلم (5).
ولكن ثبوت هذا المتن بسند صحيح موقوفا علي ابن سيرين لا يبرئ ذمة من رفعه كذبا وكثير من الأحاديث الموضوعة إنما هي أقوال لبعض العلماء أو الأمثال أو الحكم سرقها الكذابون فرفعوها إلي
ص :247
النبي صلي الله عليه وسلم. فلا حرج أن يحكم عليه بالوضع إذا رفع إلي النبي صلي الله عليه وسلم. والله تعالي أعلم.
أما قول ابن سيرين فقد تقدم برقم 45.
موضوع مرفوعا.
ص :248
202 - (248) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
خرج رسول الله صلي الله عليه وسلم فتلقاه العباس فقال:
" ألا أبشرك يا أبا الفضل "؟ قال: بلي يا رسول الله.
قال: " إن الله عز وجل افتتح بي هذا الامر وبذريتك يختمه ".
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء قال: حدثنا محمد بن المظفر، ثنا عمر بن الحسن بن علي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد الالموي، ثنا محمد بن صالح العدوي، ثنا لاهز بن جعفر التيمي، ثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي، أخبرني علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: فذكره (1).
عمر بن الحسن بن علي ابن الأشناني. ضعيف. مات 339 ه.
قال أبو علي الهروي: صدوق ما سمعنا أحدا يقول فيه أكثر من أنه يري الإجازة سماعا وكان لا يحدث إلا من أصوله. قال الحاكم: قلت للدارقطني: سألت أبا علي الحافظ عنه فذكر أنه ثقة فقال: بئس ما قال شيخنا أبو علي. قال الذهبي: ضعفه الدارقطني والحسن بن محمد الخلال ويروي عن الدارقطني: أنه كذاب ولم يصح هذا (2).
محمد بن صالح العدوي. لم أجد له ترجمة.
ص :249
لاهز بن جعفر التيمي. (وفي لسان الميزان في هذا الاسناد:
لاهز بن عبد الله) قال ابن عدي: بغدادي مجهول يحدث عن الثقات بالمناكير. ثم ساق له حديثا في فضل علي وقال: هذا باطل. قال الذهبي: إي والله هذا من أبرد الموضوعات. وعلي فلعن الله من لا يحبه.
قال الأزدي: لاهز بن عبد الله التيمي البغدادي: غير ثقة ولا مأمون وهو أيضا مجهول. قال أبو نعيم بعد رواية الحديث: تفرد به لاهز بن جعفر وهو حديث عزيز. قال الألباني بعد ذكر قوله المذكور: وهو متهم (1).
علي بن زيد بن جدعان. ضعيف. ضعفه أحمد وابن معين والعجلي ويعقوب بن شيبة والجوزجاني وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن خزيمة والدارقطني وآخرون. قال الترمذي: صدوق إلا أنه ربما رفع الشئ الذي يوقفه غيره (2).
وبقية رجاله ثقات.
ففي هذا الاسناد ابن الأشناني وابن جدعان وهما ضعيفان والعدوي لم أعرفه ولاهز بن جعفر متهم.
قال الألباني: موضوع (3). وهو كما قال.
الحديث موضوع.
ص :250
203 - (249) عن أبي سعيد الخدري قال:
" ذكر رسول الله صلي الله عليه وسلم بلاء يصيب هذه الأمة حتي لا يجد الرجل ملجأ يلجأ إليه من الظلم. فيبعث الله رجلا من عترتي من أهل بيتي فيملا به الأرض قسطا كما ملئت ظلما وجورا، يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض. لا تدع السماء من مطرها شيئا إلا صبته مدرارا، ولا تدع الأرض من مائها شيئا إلا أخرجته.
حتي تتمني الاحياء الأموات. يعيش في ذلك سبع سنين أو ثمان أو تسع سنين ".
(ألف) (1) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه قال: أخبرنا معمر، عن أبي هارون عن معاوية بن قرة، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال: فذكره (1).
(2) وأخرج جزءا منه نعيم بن حماد في كتاب الفتن قال: قال معمر:
وأنا أبو هارون، عن معاوية، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض لا تدع السماء من قطرها شيئا إلا صبته ولا الأرض من نباتها شيئا إلا أخرجته حتي تتمني الاحياء الأموات (2).
(3) وأخرج جزءا منه في موضع آخر عن معمر، عن أبي هارون به:
ص :251
" المهدي يعيش في ذلك يعني بعد ما يملك سبع سنين أو ثمان أو تسع " (1).
(4) وأخرجه العقيلي في الضعفاء: حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا عبد الرزاق به (2).
(5) وأخرجه أبو عمرو الداني في السنن الواردة في الفتن فقال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، حدثنا أحمد، حدثنا سعيد، حدثنا نصر، حدثنا علي، حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
يصيب الناس بلاء شديد حتي لا يجد الرجل ملجأ، فيبعث الله رجلا من عترة أهل البيت، يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، يحبه ساكن السماء وساكن الأرض، وترسل السماء قطرها، وتخرج الأرض نباتها، لا تمسك منه شيئا، يعيش في ذلك تسع سنين (3).
(ب) (6) وأخرجه الحاكم في المستدرك من طريق آخر فقال: أخبرني الحسين بن علي بن محمد بن يحيي التميمي، أبنا أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري بالكوفة، ثنا القاسم بن خليفة، ثنا أبو يحيي عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني، ثنا عمر بن عبيد الله العدوي، عن معاوية بن قرة، عن أبي الصديق الناجي، عن
ص :252
أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال نبي الله صلي الله عليه وسلم: ينزل بأمتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم لم يسمع بلاء أشد منه حتي تضيق عليهم الأرض الرحبة وحتي يملأ الأرض جورا وظلما. لا يجد المؤمن ملجأ يلتجئ إليه من الظلم فيبعث الله عزو وجل رجلا من عترتي فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا. يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض. لا تدخر الأرض من بذرها شيئا إلا أخرجته ولا السماء من قطرها شيئا إلا صبه الله عليهم مدرارا يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع، تتمني الاحياء الأموات مما صنع الله عز وجل بأهل الأرض من خيره (1).
(ألف) أبو هارون: عمارة بن جوين - بجيم مصغرا - العبدي. مشهور بكنيته. متروك. ومنهم من كذبه. شيعي. من الرابعة. توفي 134 ه (عخ ت ف).
ضعفه شعبة وأبو زرعة حاتم وابن سعد. وقال ابن عبد البر أجمعوا علي أنه ضعيف الحديث وقد تحامل بعضهم فنسبه إلي الكذب.
قال ابن معين: لا يصدق حديثه. وقال النسائي: متروك الحديث.
وقال أيضا: ليس بثقة ولا يكتب حديثه. قال شعبة: لان أقدم فتضرب عنقي أحب إلي من أن أحدث عنه. وكذبه حماد بن زيد وابن علية وعثمان بن أبي شيبة والجوزجاني وغيرهم (2).
ص :253
وبقية رجاله ثقات.
(ب) أبو محمد الحسن بن إبراهيم بن حيدر الحميري. لم أعرفه.
القاسم بن خليفة: قال ابن أبي حاتم: روي عن عمرو بن محمد العنقزي. روي عنه علي بن الحسين بن جنيد وقال: سمعت علي بن الحسين يقول كتبت عنه مع جريج وكان شيعيا من أصحاب حسن بن صالح. ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (1).
أبو يحيي عبد الحميد بن عبد الرحمن الحماني. الكوفي. لقبه بشمين. صدوق يخطئ رمي بالارجاء. توفي 202 ه. من التاسعة (خ م د ت ق).
وثقه ابن معين والنسائي وابن قانع وابن حبان.
وضعفه ابن سعد وأحمد والعجلي. قال البرقي: قال ابن معين: كان ثقة ولكنه ضعيف العقل. روي له البخاري حديثا واحدا توبع عليه (2).
عمر بن عبيد الله العدوي. لم أجد له ترجمة.
وبقية رجاله هم رجال الاسناد الأول وهم ثقات.
ففي الاسناد الأول من هو متهم بالكذب.
ص :254
وأما الاسناد الثاني فقد قال فيه الحاكم: هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (1).
ولكن بعد النظر في رجال الحديث تبين لنا أن فيه الحميري والعدوي ولم أعرفهما. والقاسم بن خليفة مستور لم يوثق وأبو يحيي الحماني صدوق يخطئ فلا يقبل تفرده.
فكيف يمكن أن يكون هذا الاسناد صحيحا. ومن هنا قال الذهبي " إسناده مظلم " (2). وقال الألباني: فيه الحماني وهو ضعيف عن عمر (وفي التلخيص عمرو) بن عبيد الله العدوي ولم أعرفه (3).
الاسناد الأول ضعيف جدا. والثاني ضعيف.
ص :255
204 - (250) عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
" يخرج رجل من أمتي يقول بسنتي، فينزل الله عز وجل له القطر من السماء، وتخرج له الأرض من بركتها (1)، تملأ الأرض منه قسطا وعدلا، كما ملئت جورا وظلما.
يعمل علي هذه الأمة سبع سنين. وينزل بيت المقدس ".
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا أحمد، ثنا أبو جعفر، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي الواصل، عن أبي الصديق الناجي، عن الحسن بن يزيد السعدي أحد بني بهدلة (2)، عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: فذكره (3).
(2) وأخرجه أبو عمرو الداني في سننه فقال: حدثنا عبد الله بن عمرو، حدثنا عتاب بن هارون، حدثنا الفضل بن عبيد الله، حدثنا عبد الله بن عمرو، حدثنا محمد بن سلمة، حدثنا أبو الواصل، عن أبي أمية الحبطي، عن الحسن بن يزيد السعدي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: " يخرج رجل من أمتي يعمل بسنتي ينزل الله له البركة من السماء. وتخرج له الأرض بركتها، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا يعمل سبع سنين علي هذه الأمة، وينزل بيت المقدس " (4).
(3) وأخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي كما ذكره السيوطي (5).
ص :256
أبو الواصل: عبد الحميد بن واصل الباهلي، ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرما ولا تعديلا. وذكر البخاري هذا الحديث في ترجمته وذكره ابن حبان في الثقات في الطبقة الثانية وقال فيه: يروي عن أنس وروي عنه شعبة ومحمد بن سلمة الحراني، وعتاب بن بشير (1).
وعلي هذا فهو مستور.
الحسن بن يزيد السعدي. مجهول. قاله الذهبي في المغني. ذكره البخاري في التاريخ الكبير وأشار إلي هذه الرواية ثم ذكر أن مطرا وزيد العمي وعوفا رووا عن أبي الصديق عن أبي سعيد. وكأنه يشير بذلك إلي مخالفة الحسن لهؤلاء. وذكره ابن أبي حاتم أيضا وأشار إلي هذه الرواية ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
قال في التهذيب: روي عن أبي سعيد الخدري وعنه أبو الصديق الناجي. ذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن حجر: " مقبول " (2).
وبقية رجاله ممن يحتج بهم.
ففي هذا الاسناد أبو الواصل وهو مستور والحسن بن يزيد مجهول وزيادة الحسن بين أبي الصديق وأبي سعيد منكرة لمخالفة ثقات الرواة عن أبي الصديق فإنهم رووا هذا الحديث بدون هذه الزيادة. ولعلها من أوهام أبي الواصل. والله أعلم.
ص :257
قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفهم (1).
قال الشوكاني: في إسناده من لم يعرف (2).
وقد تكلم فيه ابن خلدون لأجل جهالة السعدي ومخالفة أبي الواصل في الزيادة في هذا الاسناد (3). فقال الغماري: رجاله ثقات كما ذكره عن ابن حبان ولم نجد فيهم طعنا ولا لسند الحديث علة. أما ذكر الحسن ابن يزيد السعدي وزيادته بين أبي الصديق وأبي سعيد فذاك من المزيد في متصل الأسانيد وهو مقبول من الثقة (4).
ثم قال بعد قليل: " وإن كان أبو الواصل قد وهم فيه فالعمل علي رواية الأكثرين ولا يؤثر وهمه في الحديث شيئا فإنه مستفيض مشهور عن أبي سعيد " (5).
والذي يتبين لي أن هذا من أوهام أبي الواصل ولم يوثقه أحد غير ابن حبان وهو معروف بتساهله في توثيق المجهولين. فلا تكون هذه الزيادة زيادة للثقة. أما إسناد الداني فقد زاد بلية أخري وهي زيادة " أبي أمية الحبطي " بين أبي الواصل والحسن بن يزيد السعدي، والحبطي هذا هو أيوب بن خوط البصري، متروك، تركه ابن المبارك والنسائي وغيرهما.
قال الذهبي في الديوان: تركوه. وقال ابن حجر: متروك (6).
ص :258
وأما كون الحديث قد روي عن أبي سعيد عن طرق أخري ففيها الكفاية والغنية. ويبقي هذا الاسناد بهذا السياق ضعيفا. والله أعلم.
إسناده ضعيف.
ص :259
205 - (251) عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
" إن من أمرائكم أميرا يحثي المال حثيا ولا يعده عدا يأتيه الرجل فيسأله فيقول خذ فيبسط الرجل ثوبه فيحثي فيه ". وبسط رسول الله صلي الله عليه وسلم ملحفة غليظة كانت عليه يحكي صنيع الرجل ثم جمع إليه أكنافها. قال:
" فيأخذه ثم ينطلق ".
أخرجه الإمام أحمد في مسنده قال: ثنا خلف بن الوليد، ثنا عباد بن عباد، ثنا مجالد، عن أبي الوداك، عن أبي سعيد الخدري قال:
قلت والله ما يأتي علينا أمير إلا وهو شر من الماضي ولا عام إلا وهو شر من الماضي قال: لا شئ سمعته من رسول الله صلي الله عليه وسلم لقلت مثل ما يقول. ولكني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: فذكره (1).
مجالد بن سعيد بن عمير الهمداني. أبو عمرو الكوفي. مات 144 ه (م 4).
ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره.
وثقه النسائي مرة وقال البخاري: صدوق. وقال يعقوب بن سفيان:
تكلم الناس فيه وهو صدوق. قال محمد بن المثني: يحتمل حديثه لصدقه قال ابن مهدي: حديث مجالد عند الاحداث يحيي بن سعيد وأبي أسامة - ليس بشئ، ولكن حديث شعبة وحماد بن زيد وهشيم وهؤلاء القدماء. قال أبو محمد: يعني أنه تغير في آخر عمره. قال العجلي: جائز الحديث.
ص :260
وضعفه كثيرون منهم يحيي بن سعيد القطان. فقال: لو أردت أن يرفع لي مجالد حديثه لرفعه. قيل ولم. قال: للضعف. وكان ابن مهدي لا يروي عنه. وكان أحمد بن حنبل لا يراه شيئا. وقال: ليس بشئ يرفع حديثا كثيرا لا يرفعه الناس وقد احتمله الناس. وكذلك ضعفه ابن أبي حاتم وابن سعد. وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال الدارقطني: لا يعتبر بحديثه. وقال ابن عدي: عامة ما يرويه غير محفوظة. وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به (1).
والجرح هنا مفسر فهو المقدم علي التعديل ولكنه لا ينزل عن درجة الاعتبار. ولذلك قال الذهبي في المغني: مشهور صالح الحديث. وفي الميزان: مشهور صاحب حديث علي لين فيه.
أبو الوداك - بفتح الواو وتشديد الدال وآخره كاف - اسمه جبر بن نوف الهمداني البكالي. الكوفي. صدوق يهم (م 4).
وثقه ابن معين وابن حبان وقال النسائي: صالح. وذكر ابن أبي حاتم عنه أنه قال: ليس بالقوي. وقال يحيي القطان: أبو الوداك أحب إلي من عطية. وقال ابن أبي حاتم: أبو الوداك أحب إلي من شهر بن حوشب وبشر بن حرب وأبي هارون العبدي. وقال ابن سعد: كان قليل الحديث (2). قال الذهبي في الكاشف: ثقة. وقال في الميزان والمغني:
صدوق مشهور.
ص :261
وبقية رجاله ثقات.
إسناده ضعيف. لضعف مجالد.
ولكن المتن قد ثبت أوله وهو قوله: إن من أمرائكم أميرا يحثي المال ولا يعده عدا. من طرق صحيحة في صحيح مسلم وغيره كما سبق. والله أعلم.
ص :262
206 - (252) عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" يكون في آخر الزمان علي تظاهر العمر وانقطاع من الزمان (1) إمام يكون أعطي الناس، يجيئه الرجل فيحثو له في حجره، يهمه من يقبل عنه صدقه ذلك المال، ما بينه وبين أهله، لما يصيب من الخير ".
(1) أخرجه أبو يعلي قال: حدثنا سليمان بن عبد الجبار أبو أيوب، نا سهل بن عامر، نا فضل بن مرزوق، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (2).
(2) وأخرجه ابن عساكر أيضا كما ذكره في كنز العمال (3).
سهل بن عامر: البجلي متهم. قال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: ضعيف الحديث روي أحاديث بواطيل أدركته بالكوفة وهو يفتعل الحديث. قال الذهبي في الميزان: كذبه أبو حاتم. وقال البخاري: منكر الحديث لا يكتب حديثه. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن عدي:
أرجو أنه لا يستحق الترك (4).
ص :263
فضيل بن مرزوق: صدوق يهم رمي بالتشيع. تقدم.
عطية العوفي: هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي الكوفي.
أبو الحسن. من الثالثة. توفي 111 ه (بخ د ت ق) ضعيف.
قال أحمد: ضعيف الحديث وكان هشيم يتكلم فيه عطية. وقال أيضا: بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفير وكان يكني بأبي سعيد فيقول: قال أبو سعيد. قال الذهبي: يعني يوهم أنه الخدري. وقد ضعفه أيضا أبو داود والنسائي وأبو حاتم وأبو زرعة والساجي وغيرهم.
قال ابن سعد: كان ثقة إن شاء الله وله أحاديث ومن الناس من لا يحتج به. وقال ابن معين: صالح. والجرح هنا مفسر فهو المقدم.
قال ابن حبان في الضعفاء: سمع من أبي سعيد أحاديث فلما مات جعل يجالس الكلبي يحضر صفته فإذا قال الكلبي: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم كذا. فيحفظه وكناه أبا سعيد ويروي عنه فإذا قيل له من حدثك بهذا فيقول أبو سعيد فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري وإنما أراد الكلبي.
قال: لا يحل كتب حديثه إلا علي التعجب.
قال ابن عدي: قد روي عن جماعة من الثقات ولعطية عن أبي سعيد أحاديث عدة وعن غير أبي سعيد وهو مع ضعفه يكتب حديثه وكان يعد مع شيعة أهل الكوفة.
قال الذهبي في الميزان: تابعي شهير ضعيف. وقال في المغني:
تابعي مشهور مجمع علي ضعفه.
قال ابن حجر في طبقات المدلسين: تابعي معروف ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح. وقال في التقريب: صدوق يخطئ كثيرا كان شيعيا مدلسا (1).
ص :264
وبقية رجاله ممن يحتج بهم.
ففي هذا الاسناد سهل بن عارم متهم، وعطية ضعيف، وفضيل ابن مرزوق يهم.
إسناده ضعيف جدا.
ص :265
207 - (253) عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمن والظهور من الفتن يكون عطاؤه حثيا ".
(1) أخرجه ابن أبي شيبة في ذكره لأحاديث المهدي. قال: أبو معاوية، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
فذكره (1).
(2) وأخرج جزءا منه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: هو رجل من أهل بيتي (2).
أبو معاوية: هو الضرير محمد بن خازم. الكوفي. ثقة أحفظ الناس لحديث الأعمش وقد يهم في حديث غيره. وقد رمي بالارجاع. من كبار التاسعة (ع) (3).
وروايته هنا عن الأعمش نفسه فهي صحيحة. وهو أيضا مدلس ولكن من المرتبة الثانية فتقبل عنعنته.
ص :266
سليمان بن مهران الأعمش: ثقة حافظ لكنه مدلس وقد عنعن، تقدم في 59.
عطية العوفي: ضعيف. تقدم في الحديث السابق.
إسناده ضعيف لضعف عطية.
ص :267
208 - (254) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" يخرج عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له السفاح (1) فيكون إعطاؤه المال حثيا ".
(1) أخرجه أحمد في مسنده: (حدثنا عبد الله حدثني أبي): ثنا عثمان، وسمعته أنا من عثمان، ثنا جرير، عن الأعمش، عن عطية العوفي، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم. فذكره (2).
(2) وأخرجه أبو نعيم في أخبار أصبهان قال: حدثنا عبد الصمد بن أحمد بن عبد الصمد أبو القاسم التميمي، ثنا أبو محمد عبد الله بن محمد بن العباس سنة أربع وتسعين ومائتين، ثنا سهل بن عثمان العسكري، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجل يقال له السفاح عطاؤه حثيا (3).
(3) وأخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرني الحسين بن عمر القصاب، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، أخبرنا علي بن طيفور بن غالب، حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا جرير، عن الأعمش. وأخبرنا عبد العزيز بن علي الوراق، أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد بن يعقوب، حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الأنصاري، حدثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري، حدثنا أبو
ص :268
أسامة، حدثني زائدة، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: يخرج منا رجل في انقطاع من الزمن وظهور من الفتن يسمي السفاح يكون عطاؤه المال حسبا. لفظ زائدة (1).
(4) وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" يخرج رجل من أهل بيتي عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن يكون عطاؤه حثيا (2).
(5) قال ابن كثير في البداية والنهاية: ورواه البيهقي عن الحاكم عن الأصم عن أحمد بن عبد الصمد عن أبي عوانة عن الأعمش به.
وقال فيه: يخرج رجل من أهل بيتي يقال له السفاح فذكره. وهذا إسناد علي شرط أهل السنن ولم يخرجوه (3).
مدار الحديث عند الجميع علي الأعمش عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري. والأعمش ثقة لكنه مدلس وقد عنعن (تقدم في 59) وعطية العوفي أيضا مدلس وضعيف في نفسه (تقدم في 252) فإسناد الحديث ضعيف.
وظاهر الامر أن الحديث ليس له صلة بالمهدي بل إنه نص علي كونه السفاح. ولكن ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد في باب ما جاء في
ص :269
المهدي (1) وكذلك ذكره السيوطي في العرف الوردي في أخبار المهدي (2).
قال ابن كثير: وقد تكون صفة للمهدي الذي يظهر في آخر الزمان لكثرة ما يسفح أي يريق من الدماء لإقامة العدل ونشر القسط (3). ولكن الحديث ضعيف فلا حاجة إلي كل هذه التأويلات. والله أعلم.
قال الهيثمي: رواه أحمد وفيه عطية العوفي وهو ضعيف. وثقه ابن معين وبقية رجاله ثقات (4).
إسناده ضعيف.
ص :270
209 - (255) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" ستكون بعدي فتن منها فتنة الأحلاس يكون فيها حرب وهرب ثم بعدها فتن أشد منها ثم تكون فتنة كلما قيل انقطعت تمادت، حتي لا يبقي بيت إلا دخلته ولا مسلم إلا صكته (1) حتي يخرج رجل من عترتي ".
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن إسماعيل بن رافع، عمن حدثه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: فذكره (2).
وأخرج الفقرة الأخيرة في موضع آخر فقال: حدثنا الوليد، وقال أبو رافع، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: هو رجل من عترتي (3).
الوليد بن مسلم: القرشي، مولاهم. أبو العباس الدمشقي ثقة، لكنه كثير التدليس والتسوية. من الثامنة (ع). ولد 119 ه، توفي 194 أو 195 ه.
قال الذهبي في الميزان: إذا قال الوليد: عن ابن جريج أو عن الأوزاعي فليس بمعتمد لأنه يدلس عن كذابين. فإذا قال حدثنا فهو حجة.
وقال في التذكرة: لا نزاع في حفظه وعلمه وإنما الرجل مدلس فلا
ص :271
يحتج به إلا إذا صرح بالسماع.
وقال في المغني: إمام مشهور، صدوق، ولكنه يدلس عن ضعفاء لا سيما في الأوزاعي. فإذا قال ثنا الأوزاعي، فهو حجة.
وقد أثني عليه الأئمة علمه وفضله وعقله. فقد قال الفضل بن زياد عن أحمد: ليس أحد أروي عن الشاميين من إسماعيل بن عياش والوليد.
ووثقه ابن سعد والعجلي ويعقوب بن شيبة وغيرهم. ولكن أخذ عليه التدليس وقد كان يدلس حتي عن الكذابين. فقد قال عبد الله بن أحمد عن أبيه: كان الوليد رفاعا. وقال المروزي عن أحمد: كان الوليد كثير الخطأ.
وقال ابن سهر: كان الوليد بن مسلم يحدث حديث الأوزاعي عن الكذابين ثم يدلسها عنهم. قال الدارقطني: كان الوليد يرسل، يروي عن الأوزاعي أحاديث عند الأوزاعي عن شيوخ ضعفاء عن شيوخ قد أدركهم الأوزاعي فيسقط أسماء الضعفاء ويجعلها عن الأوزاعي عن نافع وعن عطاء. وقد وضعه ابن حجر في الطبقة الرابعة (1).
إسماعيل بن رافع:
ابن عويمر الأنصاري المدني. نزيل البصرة. يكني أبا رافع. من السابعة. (بخ ت ق). ضعيف جدا.
قال ابن المبارك: لم يكن به بأس ولكنه يحمل عن هذا وعن هذا ويقول: بلغني ونحو هذا.
وقال الترمذي: ضعفه بعض أهل العلم وسمعت محمدا يقول: هو ثقة مقارب الحديث. قال الساجي: صدوق يهم في الحديث. قال ابن حبان: كان رجلا صالحا إلا أنه كان يقلب الاخبار حتي صار الغالب علي
ص :272
حديثه المناكير التي يسبق إلي القلب أنه كان المتعمد لها.
قال عمرو بن علي: منكر الحديث في حديثه ضعف لم أسمع يحيي ولا عبد الرحمن حدثا عنه شئ قط.
قال أحمد: ضعيف. وفي رواية: منكر الحديث. قال ابن معين:
ضعيف وفي رواية: ليس بشئ. قال أبو حاتم: منكر الحديث. وقال ابن خراش والدارقطني: متروك الحديث. وقال النسائي: متروك الحديث.
ومرة: ليس بشئ. ومرة: ليس بثقة. وضعفه ابن سعد ويعقوب بن سفيان وابن عدي والعجلي والحاكم وأبو أحمد وأبو حاتم والعقيلي وأبو أيوب ومحمد بن أحمد المقدمي ومحمد بن عبد الله بن عمار وابن الجارود وابن عبد البر وابن حزم والخطيب وغيرهم. قال ابن حجر: " ضعيف الحفظ ".
والذي يظهر لي بعد النظر في أقوال الأئمة أنه ضعيف جدا ولا يصلح للمتابعة. حتي قال ابن عدي: أحاديثه كلها مما فيه نظر. كما ذكر الذهبي في الميزان. ولذلك قال الذهبي في ديوان الضعفاء: متروك الحديث. وقال في المغني: ضعفوه جدا. وقال النسائي والدارقطني:
متروك (1).
قال الألباني في صدد ذكره لإسماعيل بن رافع: لان الرجل قد يكون في نفسه ثقة ولكنه سيئ الحفظ وقد يسؤ حفظه جدا حتي يكثر الخطأ في حديثه فيسقط الاحتجاج به وإسماعيل من هذا القبيل فقد قال فيه ابن حبان: كان رجلا صالحا إلا أنه كان يقلب الاخبار حتي صار الغالب علي حديثه المناكير التي يسبق إلي القلب أنه كان المتعمد لها.
ص :273
ولهذا تركه جماعة وضعفه آخرون والبخاري كأنه خفي عليه أمره والجرح المفسر مقدم علي التعديل كما هو معلوم (1).
عمن حدثه: لا يدري من هو.
إسناد الحديث ضعيف جدا لأجل إسماعيل بن رافع وجهالة شيخه وفيه أيضا عنعنة الوليد بن مسلم.
ص :274
210 - (256) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
تأوي إليه (أي المهدي) أمته كما تأوي النحلة إلي يعسوبها، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، حتي يكون الناس علي مثل أمرهم الأول. لا يوقظ نائما ولا يهريق دما.
أخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن (1): قال الوليد، عن أبي رافع إسماعيل بن رافع، عمن حدثه عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلي الله عليه وسلم قال.. إلخ.
وقد تقدمت تراجمهم جميعا في الحديث السابق.
(1) الوليد: وهو بن مسلم القرشي. ثقة لكنه كثير التدليس والتسوية.
(2) أبو رافع إسماعيل بن رافع: بن عويمر الأنصاري متروك الحديث.
(3) عمن حدثه: غير معروف.
الحديث ضعيف جدا لاحل أبي رافع بالإضافة إلي تدليس الوليد بن مسلم وجهالة شيخه. والله أعلم.
ص :275
211 - (257) عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" يقوم في آخر الزمان رجل من عترتي، شاب حسن الوجه، أجلي الجبين، أقني الانف، يملأ الأرض قسطا وعدلا، كما ملئت ظلما وجورا، ويملك كذا وكذا، سبع سنين ".
أخرجه أبو عمر والداني في سننه قال، حدثنا حمزة بن علي، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا علي بن الحسين الجهني بدمشق، حدثنا هشام بن عمار، حدثنا إسماعيل بن عياش، حدثنا عطاء بن عجلان. عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
في هذا الاسناد:
إسماعيل بن عياش الحمصي وهو صدوق في روايته عن أهل بلده، مخلط في غيره. وشيخه عطاء بن عجلان في هذا السند بصري غير شامي. وقد تقدم.
وعطاء هذا - وهو أبو محمد البصري، العطار - متروك الحديث.
قال ابن معين: كذاب. وقال أيضا: ليس بثقة. وكذبه أيضا الفلاس، وقال النسائي وغيره: متروك الحديث (2).
ص :276
إسناده ضعيف جدا. أما المتن فقد تقدم عن أبي سعيد الخدري بطرق أخري مع بعض الاختلاف في ألفاظه.
ص :277
212 - (258) عن أم الفضل بنت الحارث الهلالية قالت:
مررت بالنبي صلي الله عليه وسلم وهو في الحجر فقال: يا أم الفضل إنك حامل بغلام.
قالت: يا رسول الله وكيف وقد تحالف الفريقان أن لا يأتوا النساء.
قال: هو ما أقول لك. فإذا وضعتيه فأتيني به.
قالت: فلما وضعته أتيت به رسول الله صلي الله عليه وسلم فأذن في أذنه اليمني وأقام في أذنه اليسري. وقال: اذهبي بأبي الخلفاء.
قالت: فأتيت العباس فأعلمته فكان رجلا جميلا لباسا فأتي النبي صلي الله عليه وسلم فلما رآه رسول الله صلي الله عليه وسلم قام إليه فقبل بين عينيه ثم اقعده عن يمينه.
ثم قال: هذا عمي فمن شاء فليباه بعمه.
قال: يا رسول الله بعض هذا القول.
فقال: يا عباس لم لا أقول هذا القول وأنت عمي وصنو أبي وخير من أخلف بعدي من أهلي.
فقلت: يا رسول الله، ما شئ أخبرتني به أم الفضل عن مولودنا هذا.
قال: نعم يا عباس. إذا كانت سنة خمس وثلاثين ومائة فهي لك ولولدك منهم السفاح ومنهم المنصور ومنهم المهدي.
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد فقال: حدثني الحسن بن أبي
ص :278
طالب، قال: حدثنا عمر بن أحمد الواعظ، قال: نبأنا عبد الله بن سليمان بن الأشعث ومحمد بن علي بن سهل الزعفراني ومحمد بن الحسين بن حميد بن الربيع الخزاز.
(1) وأخبرنا أبو القاسم الأزهري قال: نبأنا محمد بن المظفر الحافظ قال: نبأنا أبو سهل محمد بن علي الزعفراني، قالوا: نبأنا أحمد بن راشد الهلالي قال: نبأنا سعيد بن خثيم، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عباس قال: حدثتني أم الفضل.. الخ (2).
(3) وأخرجه أبو نعيم أيضا في دلائل النبوة: حدثنا الحسن بن إسحاق بن إبراهيم بن زيد، ثنا المنتصر بن نصر، ثنا أحمد بن رشيد بن خثيم، ثنا عمي سعيد بن خثيم، عن حنظلة، عن طاووس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: حدثني أم الفضل. قالت:
مررت بالنبي صلي الله عليه وسلم فقال: إنك حامل بغلام فإذا ولدت فأتيني به قالت فلما ولدته أتيت به النبي صلي الله عليه وسلم فأذن في أذنه اليمني وأقام في أذنه اليسري وألبأه من ريقه وسماه عبد الله. قال: اذهبي بأبي الخلفاء.
فأخبرت العباس وكان رجلا لباسا فلبس ثيابه ثم أتي إلي النبي صلي الله عليه وسلم فلما بصر به قام فقبل بين عينيه. قال: قلت يا رسول الله ما شئ أخبرتني به أم الفضل. قال: هو ما أخبرتك. منهم من يصلي بعيسي ابن مريم عليه السلام (2).
مدار الأسانيد الثلاثة علي: أحمد بن راشد.. الخ وهو:
أحمد بن راشد: الهلالي (وعند أبي نعيم أحمد بن رشيد). قال
ص :279
الذهبي: عن سعيد بن خثيم بخبر باطل في ذكر العباس. ثم ساق الرواية.
وقال: رواه أبو بكر بن أبي داود وجماعة عن أحمد بن راشد فهو الذي اختلقه بجهل. ذكره ابن حبان في الثقات (1).
سعيد بن خثيم: بن رشد الهلالي، أبو معمر الكوفي: صدوق له أغاليط. رمي بالتشيع. من التاسعة. مات 180 ه (ت س) (2).
الحديث موضوع. وصفه الذهبي بالباطل واتهم به أحمد بن راشد وأنه هو الذي اختلقه.
ومن هنا يتبين أن ما قاله الخطيب بعد إخراج الحديث: " لفظه حسن " ليس بصواب إلا إذا أراد به الغرابة.
والله أعلم.
ص :280
213 - (259) عن الحسن أن رسول الله صلي الله عليه وسلم:
ذكر بلاء يلقاه أهل بيته حتي يبعث الله راية من المشرق سوداء. من نصرها نصره الله، ومن خذلها خذله الله، حتي يأتوا رجلا اسمه كاسمي فيوليه أمرهم فيؤيده الله وينصره.
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا عبد الله بن مروان، عن العلاء بن عتبة، عن الحسن أن رسول الله صلي الله عليه وسلم ذكر: الحديث (1).
عبد الله بن مروان: إن كان الجرجاني الدمشقي فهو ضعيف. وإن كان البصري فهو ثقة. تقدم في 99.
العلاء بن عتبة: لعله هو اليحصبي، أبو محمد الحمصي. صدوق من السادسة (د) (2).
الحسن، الظاهر أنه البصري. وقد أرسله عن النبي صلي الله عليه وسلم.
والحديث مداره علي نعيم وهو سيئ الحفظ كما سبق أكثر من مرة ومع ذلك فهو مرسل.
إسناده ضعيف.
ص :281
214 - (260) عن ابن عباس رضي الله عنه قال:
" كان رسول الله صلي الله عليه وسلم راكبا إذ التفت فنظر إلي العباس فقال: يا عباس.. قال: لبيك يا رسول الله، فقال:
يا عم النبي إن الله ابتدأ بي الاسلام وسيختمه بغلام من ولدك وهو الذي يتقدم بعيسي ابن مريم ".
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر، حدثنا محمد بن المظفر، حدثنا محمد بن مخلد بن حفص، حدثنا محمد بن نوح بن سعيد بن دينار المؤذن، حدثني أبي، حدثنا عبد الصمد بن علي، عن أبيه، عن جده، قال: كان رسول الله صلي الله عليه وسلم راكبا. الحديث (1).
(1) محمد بن نوح بن سعيد بن دينار المؤذن.
ص :282
حدث عن أبيه روي عن محمد بن مخلد. هكذا قال الخطيب وفي ترجمته أورد هذا الحديث ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. قال الذهبي: شيخ لمحمد بن مخلد العطار بخبر كذب في ذكر المهدي. ثم سال هذه الرواية. وقال: ضعفه الدارقطني (1).
(2) نوح بن سعيد: مجهول. قاله الذهبي في ترجمة ابن محمد بن نوح (2).
(3) عبد الصمد بن علي: بن عبد الله بن العباس الهاشمي الأمير. ذكر الذهبي حديث " أكرموا الشهود " وقال هذا منكر وما عبد الصمد بحجة. ذكره العقيلي في الضعفاء. وقال حديثه غير محفوظ ولا يعرف إلا به (3).
وبقية رجاله ثقات.
والحديث أورده ابن الجوزي في العلل المتناهية وقال: " لا بأس بإسناده (4) ". وتعقبه الذهبي فقال: قلت: بل هو منكر من القول ومن محمد بن نوح وأبوه (5).
ووصفه الذهبي أيضا بخبر كذب، كما سبق في ترجمة محمد بن نوح.
الحديث موضوع. آفته محمد بن نوح المؤذن.
ص :283
215 - (261) عن ابن عباس قال: قال العباس:
يا رسول الله: ما لنا في هذا الامر؟ قال: لي النبوة ولكن الخلافة. بكم يفتح هذا الامر وبكم يختم. (من أحبك نالته شفاعتي ومن أبغضك فلا نالته شفاعتي).
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال:
أنبأناه محمد بن أحمد بن رزق البزار، ومحمد بن الحسين بن الفضل القطان قالا: حدثنا محمد بن عمر القاضي الحافظ، حدثنا محمد بن الحسن بن سعدان المروزي، حدثنا محمد بن عبد الكريم بن عبيد الله السرخسي، حدثني المهتدي بالله أمير المؤمنين، حدثني علي بن هاشم بن طبراخ، عن محمد بن الحسن الفقيه، عن ابن أبي ليلي، عن داود بن علي، عن أبيه، عن ابن عباس، قال العباس: يا رسول الله مالنا في هذا الامر؟ قال: لي النبوة ولكم الخلافة بكم يفتح هذا الامر وبكم يختم.
هذا آخر حديث ابن الفضل وزاد ابن رزق قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم " من أحبك نالته شفاعتي ومن أبغضك فلا نالته شفاعتي " (1).
(1) محمد بن عمر القاضي الحافظ الجعابي: قال الذهبي مشهور محقق لكنه رقيق الدين تألف. تقدم.
(2) محمد بن الحسن بن سعدان المروزي: لم أجد له ترجمة.
ص :284
(1) محمد بن عبد الكريم بن عبيد الله السرخسي. لم أجد له ترجمة.
(2) محمد بن الحسن الفقيه: قال الذهبي: لينه النسائي وغيره من قبل حفظه. يروي عن مالك بن أنس وغيره، وكان من بحور العلم والفقه قويا في ملك (3).
(5) ابن أبي ليلي: هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي الأنصاري الكوفي، القاضي أبو عبد الرحمن. صدوق سيئ الحفظ جدا. من السابعة مات 148 ه.
ومع ثناء كثير علي علمه وفقهه وعدله كاد العلماء أن يتفقوا علي سوء حفظه حتي قال شعبة: ما رأيت أحدا أسوأ حفظا من ابن أبي ليلي (4).
(6) داود بن علي: بن عبد الله بن عباس الهاشمي، أبو سليمان أمير مكة وغيرها.
مقبول. من السادسة مات 133 ه (بخ ت).
قال ابن معين أرجو أنه ليس يكذب. وذكره ابن حبان في الثقات وقال يخطئ. وقال ابن عدي: لا بأس بروايته عن أبيه عن جده (3).
وبقية رجاله ثقات ما عدا المهتدي بالله الخليفة العباسي وقد لقبه السيوطي بالخليفة الصالح (4). ولم أجد فيه جرحا ولا تعديلا.
ص :285
إسناده ضعيف.
لأجل ابن أبي ليلي وغيره ممن تقدم ذكرهم.
ص :286
216 - (262) عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" إذا سكن بنوك السواد ولبسوا السواد وكان شيعتهم أهل خراسان لم يزل الامر فيهم حتي يدفعوه إلي عيسي ابن مريم ".
(1) أخرجه الدارقطني في الافراد كما رواه عن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات. قال الدارقطني: حدثنا عبيد الله بن عبد الصمد بن المهتدي بالله، حدثنا محمد بن هارون السعدي، حدثنا أحمد بن إبراهيم الأنصاري، عن أبي يعقوب بن سليمان الهاشمي، قال سمعت المنصور، حدثني أبي، عن جدي، عن ابن عباس قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم. فذكره (1).
(2) وأخرجه ابن النجار أيضا كما في كنز العمال (2).
وبقية رجاله ثقات إلا المنصور الخليفة العباسي فلم أجد فيه جرحا ولا تعديلا في الرواية.
والحديث أورده ابن الجوزي في الموضوعات وتبعه السيوطي في اللآلي وابن عراق في تنزيه الشريعة (1) بالإضافة إلي أن الواقع يكذبه فقد زال الامر عن بني العباس ولم يأت عيسي بعد.
الحديث موضوع.
ص :288
217 - (263) عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
سيكون بعدي خلفاء ومن بعد الخلفاء أمراء، ومن بعد الامراء ملوك ومن بعد الملوك جبابرة، ثم يخرج رجل من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ثم يؤمر القحطاني فوالذي بعثني بالحق ما هو بدونه.
(ألف) (1) أخرجه الطبراني في الكبير قال: حدثنا أبو عامر النحوي، ثنا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي، ثنا حسين بن علي الكندي مولي جرير، عن الأوزاعي، عن قيس بن جابر الصدفي، عن أبيه، عن جده، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: فذكره (1).
(2) وأخرجه أبو نعيم في معرفة الصحابة عن طريق الطبراني نفسه (2).
وكذلك أخرجه ابن منده، وابن عساكر (3).
(ب) وأخرج بعض أجزائه نعيم بن حماد في الفتن في مواضع عدة:
(3) فقال: حدثنا الوليد، عن ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يكون بعد الجبابرة رجل
ص :289
من أهل بيتي يملأ الأرض عدلا ثم القحطاني بعده والذي بعثني بالحق ما هو دونه (1).
(2) وقال في موضع آخر: حدثنا (3) ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: سيكون من أهل بيتي رجل يملأ الأرض عدلا كما مليت جورا ثم من بعده القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه (4).
(5) وقال في موضع آخر: حدثنا الوليد، عن ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
القحطاني بعد المهدي وما هو دونه (4).
(6) وقال في موضع آخر: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن قيس الصدفي، عن أبيه، عن جده، عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
القحطاني بعد المهدي والذي بعثني بالحق ما هو دونه (5).
(7) حدثنا رشدين والوليد، عن ابن لهيعة قال: حدثنا عبد الرحمن بن قيس الصدفي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
يكون بعد المهدي القحطاني والذي بعثني بالحق ما هو دونه (6).
(8) حدثنا الوليد، عن ابن لهيعة، عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: ما القحطاني بدون المهدي (7).
ص :290
وبالنظر في هذه الأسانيد يتبين:
(1) أخرجه نعيم في ستة مواضع، ففي الأول والثاني والثالث والسادس يرويه عبد الرحمن بن قيس بن جابر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم.
(2) وفي الرابع والخامس: يرويه عبد الرحمن بن قيس عن أبيه عن جده.
(ألف) في إسناد الطبراني: حسين بن علي الكندي: قال ابن حجر في الإصابة: لا أعرفه (1).
(ب) وفي إسناد نعيم:
(1) الوليد بن مسلم: ثقة ولكنه يدلس تدليس التسوية وقد عنعن.
(2) ورشدين بعد سعد: ضعيف.
وهكذا يقوي كل واحد منهما الاخر في الرواية عن ابن لهيعة.
(3) ابن لهيعة: صدوق كثير الخلط. كما تقدم أكثر من مرة.
(4) عبد الرحمن بن قيس بن جابر الصدفي: عن أبيه عن جده عن النبي صلي الله عليه وسلم.
روي عنه ابن لهيعة: هكذا ذكره ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا
ص :291
ولا تعديلا (1).
ويلتقي الاسنادان في:
(5) قيس: بن جابر الصدفي: لم أجد له ترجمة.
(6) جابر الصدفي: هو جابر بن ماجد الصدفي. قال الذهبي في تجريد أسماء الصحابة: له وفادة وشهد فتح مصر. قاله ابن يونس روي عنه ابنه قيس: لم يعرف إلا بهذا الحديث ولذلك ذكر هذا الحديث في ترجمته (2).
وذكره الحافظ في الإصابة وذكر رواية ابن لهيعة ورواية الأوزاعي ثم قال: " فعلي هذا فالرواية لماجد والد جابر الخ " وقال في الكني في ترجمة أبي جابر الصدفي: " لا أعرف حال جابر والد قيس ".
فمدار هذا الاسناد عند نعيم علي ابن لهيعة وهو لا يحتج به إذا انفرد وعبد الرحمن بن قيس لم يرو عنه إلا ابن لهيعة وقيس بن جابر لم أجد له ترجمة وكأنه لم يرو عنه غير ابنه عبد الرحمن.
ثم إن ابن لهيعة تارة عن عبد الرحمن بن قيس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم وتارة يرويه عن عبد الرحمن بن قيس بن جابر عن أبيه عن جده، ولعله اضطراب من ابن لهيعة.
وقد خالفه الأوزاعي. قال ابن حجر في الإصابة: " خالفه فيه (أي ابن لهيعة في الرواية) الأوزاعي فرواه عن قيس بن جابر عن أبيه عن جده (عن رسول الله صلي الله عليه وسلم) فعلي هذا فالرواية لماجد والد جابر ويكون الضمير
ص :292
في رواية ابن لهيعة في قوله عن جده يعود علي قيس " (1).
ولكنني لم أجد ماجد الصدفي في كتب أسماء الصحابة وإنما ذكروا في الكني " أبو جابر الصدفي " وفي ترجمته ذكروا هذا الحديث (2).
وذكره السيوطي في الجامع الصغير وعزاه إلي الطبراني من حديث جاحل الصدفي (3).
وقال الذهبي في ترجمة أبي جابر الصدفي: " له حديث منكر " (4).
وقال الهيثمي: " فيه جماعة لم أعرفهم " (5).
قال الألباني: موضوع (6).
إسناده ضعيف. ومتنه منكر مخالف للأحاديث التي دلت علي أن عيسي بن مريم عليه السلام يتولي إمامة المسلمين بعد المهدي. وهذا دليل علي وضعه. والله أعلم.
ص :293
218 - (264) عن عبد الرحمن بن عوف قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" ليبعثن الله من عترتي رجلا، أفرق الثنايا، أجلي الجبهة، يملأ الأرض عدلا يفيض المال في زمنه فيضا ".
أخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي قال: حدثنا خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي في (كذا) كتابه، حدثنا همام بن أحمد بن أيوب، حدثنا طالوت بن عباد، حدثنا سويد بن إبراهيم، عن محمود بن عمر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، عن أبيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
(1) خلف بن أحمد بن العباس الرامهرمزي. لم أجد له ترجمة.
(2) همام بن أحمد بن أيوب. لم أجد له ترجمة.
(3) طالوت بن عباد: الصيرفي. م 238 ه. قال الذهبي: قال ابن الجوزي من غير تثبت: ضعفه علماء النقل. ثم علق عليه الذهبي بقوله: إلي الساعة أفتش فما وقفت بأحد ضعفه. وقال في الميزان:
ليس به بأس.
والذي يترجح لي أن قول الذهبي هو الصواب. فقد قال فيه أبو حاتم: صدوق. وقال صالح جزرة: شيخ صدوق. وذكره ابن حبان في الثقات (2).
ص :294
(4) سويد بن إبراهيم الجحدري، أبو حاتم الحناط البصري. يقال له صاحب الطعام صدوق سيئ الحفظ، له أغلاط. وقد أفحش فيه ابن حبان القول. من السابعة 167 م (بخ).
ضعفه ابن معين وأبو زرعة والنسائي والدارقطني والساجي وأبو سلمة وآخرون.
وقال ابن معين في رواية: صالح. وفي أخري: أرجو أنه لا يكون به بأس. قال البزار: ليس به بأس. وقال ابن حبان: يروي الموضوعات عن الثقات. وقال ابن عدي: هو إلي الضعف أقرب (1).
(5) محمود بن عمر: لم أجد له ترجمة، ويترجح لي أنه مصحف من " محمد بن عمرو " وهو المعروف بالرواية عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف. فإن كان كذلك فهو: محمد بن عمرو بن علقمة بن وقاص الليثي، المدني. صدوق له أوهام. من السادسة.
مات 45 علي الصحيح (ع).
روي له البخاري مقرونا ومسلم في المتابعات. وثقه النسائي وابن معين وآخرون. وقال ابن معين في رواية: ما زال الناس يتقون حديثه قيل له: وما علة ذلك فقال: كان يحدث مرة عن أبي سلمة بالشئ من روايته ثم يحدث به مرة أخري عن أبي سلمة عن أبي هريرة.
وكذلك لينه أبو حاتم والجوزجاني ويعقوب بن شيبة وآخرون (2).
وبقية رجاله ثقات.
ص :295
إسناده ضعيف.
سويد بن إبراهيم سيئ الحفظ ومحمد بن عمرو أيضا له أوهام، قال ابن القيم بعد ذكر هذه الرواية: " ولكن طالوت وشيخه ضعيفان والحديث ذكرناه للشواهد " (1).
ص :296
219 - (265) عن معاوية بن قره عن أبيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" لتملأن الأرض جورا وظلما فإذا ملئت جورا وظلما بعث الله رجلا اسمه اسمي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ".
(زاد الحارث بن أبي أسامة وغيره) فلا تمنع السماء شيئا من قطرها والأرض شيئا من نباتها فيلبث فيهم سبعة أو ثمانية فإن كثر فتسعة يعني سنين.
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط قال:
حدثنا موسي بن زكريا، ثنا محمد بن يحيي الأودي، ثنا داود بن المحبر، ثنا المحبر بن قحذم، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لتملأن الأرض جورا وظلما فإذا ملئت جورا وظلما بعث الله رجلا اسمه اسمي يملاها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (1).
وأخرجه في الكبير أيضا قال: حدثنا محمد بن عبدوس بن كامل السراج، ثنا أحمد بن محمد نيزك، وحدثنا أحمد بن محمد بن صدقة ثنا محمد بن يحيي الأزدي، قالا: ثنا داود بن المحبر به (2).
(2) وأخرجه أيضا أبو نعيم في أخبار أصبهان قال:
حدثنا محمد بن الفضل بن قديد، ثنا الحسن بن يوسف بن سعيد المصري، ثنا محمد بن يحيي بن مطر المخرمي، ثنا داود بن
ص :297
المحبر، ثنا أبي المحبر بن قحذم، عن أبيه قحذم بن سليمان، عن معاوية بن قرة، عن أبيه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لتملأن الأرض جورا وظلما فإذا ملئت جورا وظلما بعث الله رجلا مني اسمه اسمي فيملأها قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما (1).
(2) وأخرجه الحارث بن أبي أسامة في مسنده قال:
حدثنا داود بن المحبر بن قحذم، حدثني أبي، عن أبيه قحذم بن سليمان، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: لتملأ الأرض ظلما وجورا فإذا ملئت ظلما وجورا بعث الله تعالي رجلا مني اسمه اسمي أو اسم نبي يملاها قسطا وعدلا فلا يمنع السماء شيئا من قطرها ولا الأرض شيئا من نباتها فيلبث فيهم سبعة أو ثمانية فإن كثر فتسعة يعني سنين (3).
(4) وأخرجه البزار في مسنده. ففي المطالب العالية: وقال البزار: حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث وأحمد بن عيسي السوسي قالا: حدثنا داود بن المحبر فذكره (3).
(5) وأخرجه العقيلي أيضا عن محمد بن يحيي الواسطي، عن داود بن المحبر، عن أبيه، عن جده، عن معاوية بن قرة، عن أبيه به (4).
ص :298
مدار هذه الأسانيد كلها علي داود بن المحبر بن قحذم عن أبيه.. الخ. وهو:
(1) داود بن المحبر - بمهملة وموحدة ومشددة مفتوحة - بن قحذم - بفتح القاف وسكون المهملة وفتح المعجمة - الثقفي البكراوي، أبو سليمان البصري. نزيل بغداد، متروك وأكثر كتاب العقل الذي صنفه موضوعات. من التاسعة. مات 206 ه. (قد ق).
قال أحمد: شبه لا شئ كان لا يدري ما الحديث. ونقل كلامه البخاري أيضا في الضعفاء والتاريخ الصغير. وزاد في الكبير: منكر الحديث. قال ابن المديني: ذهب حديثه. قال أبو حاتم: غير ثقة ذاهب الحديث منكر الحديث. وقال صالح بن محمد: ضعيف صاحب مناكير. وقال أيضا يكذب ويضعف في الحديث، وقال أبو زرعة: ضعيف الحديث. قال الدارقطني: متروك الحديث.
قال النسائي والأزدي: متروك. قال ابن حبان: كان يضع الحديث علي الثقات ويروي عن المجاهيل المقلوبات. قال أبو داود ثقة شبه الضعيف.
روي له ابن ماجة حديثا واحدا في السنن. ذكره الذهبي في ترجمة داود من الميزان ثم قال: فلقد شان ابن ماجة سننه بإدخاله هذا الحديث الموضوع فيها ونقله ابن حجر في التهذيب ساكتا عليه.
وقد حاول ابن معين الدفاع عنه فقال: ما زال معروفا بالحديث يكتب الحديث وترك الحديث ثم ذهب يصحب قوما من المعتزلة فأفسدوه وهو ثقة. وقال في موضع آخر: ليس بكذاب وقد كتب عن أبيه المحبر وكان داود ثقة ولكنه جفا الحديث وكان يتنسك وقال في رواية: المحبر وولده ضعاف. وتعقبه الخطيب البغدادي فقال: حال داود ظاهرة في كونه غير ثقة ولو لم يكن له غير
ص :299
وضعه كتاب العقل بأسره لكان دليلا كافيا علي ما ذكرته. قال الذهبي في الكاشف: واه، وفي المغني: واه أجمعوا علي تركه (1).
(2) المحبر بن قحذم. قال الذهبي في الميزان: ضعيف. وذكره العقيلي وقال: روي عن أبيه وفي حديثهما وهم وغلط ثم ساق هذه الرواية (2).
(3) قحذم بن سليمان: ذكره العقيلي في الضعفاء مع ابنه وقال في حديثهما وهم وغلط وترجم له أبو نعيم في أخبار أصبهان ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا وساق هذه الرواية (3).
فهذا الاسناد ضعيف جدا لأجل داود بن المحبر. وقال الطبراني بعد ذكر الحديث: لم يروه عن معاوية إلا المحبر بن قحذم تفرد به داود (4).
وقال البزار داود وأبوه ضعيفان. قال الحافظ: بل داود كذاب (5).
قال الهيثمي في مجمع الزوائد: رواه البزار والطبراني في الكبير والأوسط عن طريق داود بن المحبر بن قحذم عن أبيه وكلاهما ضعيف (6).
وقال البوصيري مدار إسناديهما (الحارث والبزار) علي داود المحبر وهو
ص :300
ضعيف (1). وذكره السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بالضعف (2). وقال صديق حسن خان: أخرجه البزار والطبراني في الكبير والأوسط من طريق داود بن المحبر عن أبيه وكلاهما ضعيف جدا (3).
إسناده ضعيف جدا.
أما المتن فقد ورد من طريق آخر عن أبي سعيد الخدري وغيره.
كما تقدم في القسم الأول من الكتاب.
ص :301
220 - (266) عن عمار بن ياسر قال:
بينما النبي صلي الله عليه وسلم راكب إذ حانت التفاتة فإذا هو العباس.
فقال يا عباس. قال: لبيك يا رسول الله. قال:
إن الله فتح هذا الامر بي وسيختمه بغلام من ولدك يملؤها عدلا كما ملئت جورا وهو الذي يصلي بعيسي.
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد. قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد الدوري، حدثنا أحمد بن الحجاج بن الصلت، حدثنا سعيد بن سليمان، حدثنا خلف بن خليفة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عمار بن ياسر قال: فذكره (1).
(2) ومن طريق الخطيب أخرجه ابن الجوزي في العلل المتناهية (2).
(3) وأخرجه أيضا الدارقطني في الافراد وابن عساكر كما في الكنز (3).
(1) أحمد بن الحجاج بن الصلت: أبو العباس الأسدي. ترجم له الخطيب في التاريخ وأورد هذا الحديث في ترجمته ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وأشار الذهبي في الميزان إلي هذا الحديث ثم قال: رواه عنه محمد بن مخلد العطار فأحمد آفته. والعجب أن الخطيب ذكره في تاريخ بغداد ولم يضعفه وكأنه سكت عنه لانتهاك
ص :302
حاله. ووافقه ابن حجر في اللسان. وذكره ابن عراق في قائمة الوضاعين والكذابين في مقدمة تنزيه الشريعة (1).
(2) خلف بن خليفة: بن صاعد الأشجعي، مولاهم، أبو أحمد الكوفي نزل واسط ثم بغداد، صدوق. اختلط في الاخر وادعي أنه رأي عمرو بن حريث الصحابي فأنكر عليه ذلك ابن عيينة وأحمد. من الثامنة. مات 181 علي الصحيح (بخ م 4) (2).
(3) مغيرة: بن مقسم الضبي، مولاهم - أبو هشام الكوفي، الأعمي.
ثقة متقن إلا أنه كان يدلس، ولا سيما علي إبراهيم. من السادسة مات 136 علي الصحيح (ع).
وروايته هنا عن إبراهيم. قال أحمد: وعامة حديثه عن إبراهيم مدخول إنما سمعه من حماد ومن يزيد بن الوليد والحارث العكلي وجعل أحمد يضعفه عن إبراهيم. من الثالثة من المدلسين (3).
وبقية رجاله ثقات.
قال الدارقطني: تفرد به سعيد بن سليمان عن خلف بن خليفة عن مغيرة (4).
وقال ابن الجوزي في العلل المتناهية: " أما حديث عمار فلا بأس
ص :303
بإسناده (1) " وتعقبه الذهبي فقال: " ابن الصلت هذا فيه جهالة والآفة منه وما رأيت لاحد كلاما. ولو كان هذا عند سعيد أو عند شيخه لأخرجه يعقوب السدوسي في مسند عمار. قال ابن الجوزي: لا بأس بإسناده.
قلت (الذهبي) بل هو باطل (2) ".
وأشار إليه ابن عراق في تنزيه الشريعة في ذكر ابن الصلت هذا فقال: بخبر باطل هو آفته. ثم أورد هذه الرواية في المناقب. وعلق عليها عبد الله بن الصديق الغماري بقوله: هذه الأحاديث موضوعة سندا ومتنا والواقع أيضا يشهد ببطلانها (3).
وأورده الألباني في الأحاديث الضعيفة والموضوعة وقال:
موضوع (4).
الحديث موضوع وآفته أحمد بن الحجاج. وفيه أيضا خلف بن خليفة ولا يحتج به. ومغيرة بن مقسم مدلس وقد عنعن.
ص :304
221 - (267) عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
في ذي القعدة تجاذب القبائل وتغادر فينهب الحاج فتكون ملحمة بمني يكثر فيها القتلي ويسيل فيها الدماء حتي تسيل دماؤهم علي عقبة الجمرة وحتي يهرب صاحبهم فيأتي بين الركن والمقام فيبايع وهو كاره يقال له إن أبيت ضربنا عنقك. يبايعه عدة أهل بدر يرضي عنهم ساكن السماء وساكن الأرض.
(1) أخرج الحاكم في المستدرك: قال أخبرني محمد بن المؤمل، ثنا الفضل بن محمد، ثنا نعيم بن حماد، ثنا أبو يوسف المقدسي، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وأخرجه نعيم بن حماد في كتاب الفتن قال: حدثنا أبو يوسف المقدسي، عن عبد الملك بن أبي سليمان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه عن جده قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
في ذي القعدة تجاذب القبائل وعامئذ ينهب الحاج فتكون ملحمة بمني فيكثر فيها القتلي وتسفك فيها الدماء حتي تسيل دماؤهم علي عقبة الجمرة حتي يهرب صاحبهم فيؤتي بين الركن والمقام فيبايع وهو كاره ويقال له إن أبيت ضربنا عنقك فيبايعه مثل عدة أهل بدر يرضي عنه ساكن السماء وساكن الأرض (2).
ص :305
(1) محمد بن المؤمل: ذكر نسبه الحاكم نفسه في بعض مواضع من كتابه فقال: أبو بكر محمد بن المؤمل بن الحسن بن عيسي (1).
ولم أجد له ترجمة سوي ما ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء وقال: " أحد البلغاء والفصحاء " ولم يذكر فيه توثيقا من أحد (2).
(2) الفضل بن محمد: بن المسيب البيهقي الشعراني النيسابوري.
قال أبو حاتم: تكلموا فيه. ورماه الحسين بن محمد القتباني بالكذب.
قال الحاكم: هو ثقة ولم يطعن فيه بحجة. وقال أبو عبد الله بن الأخرم: صدوق إلا أنه كان غاليا في التشيع. مات 282 ه (3).
إلا أنهما تقويا بوجود هذه الرواية في كتاب نعيم وإسناد كتابه صالح للاعتبار كما تقدم في المقدمة.
(3) نعيم بن حماد: صدوق يخطئ كثيرا. وقد تقدمت ترجمته في مقدمة القسم الأول من الكتاب.
(4) أبو يوسف المقدسي: لم أجد له ترجمة.
(5) عبد الملك بن أبي سليمان: ميسرة العرزمي.
صدوق له أوهام. من الخامسة مات 145 (خت م 4).
وثقه أحمد وابن المبارك ويحيي بن معين ويعقوب بن سفيان
ص :306
والنسائي وأبو زرعة وابن سعد والترمذي وآخرون.
إنما تكلم فيه: شعبة لحديث واحد منكر مع أن ابن مهدي قال:
كان شعبة يعجب من حفظه (1).
(6) عمرو بن شعيب: بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص.
صدوق. من الخامسة مات 118 ه. (ز 4) (2).
عن أبيه عن جده: قال ولي الدين العراقي: هو عمرو بن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص فيحتمل أن يراد بجده الأدني الحقيقي وهو محمد فيكون حديثه مرسلا فإن محمدا تابعي ويحتمل أن يراد جده الاعلي المجازي وهو عبد الله فيكون متصلا. وهذا اختلف العلماء في الاحتجاج به والأكثرون علي الاحتجاج به حملا علي جده الاعلي (3).
قال ابن القيم في زاد المعاد: " قد صرح بأن الجد هو عبد الله بن عمرو فبطل قول من يقول لعله محمد والد شعيب فيكون الحديث مرسلا وقد صح سماع شعيب من جده عبد الله بن عمرو فبطل قول من قال أنه منقطع وقد احتج به البخاري خارج صحيحه ونص علي صحة حديثه ".
وقد صرح البخاري بسماعه عن جده: فقد قال الترمذي: قال محمد: وقد سمع شعيب بن محمد من جده عبد الله بن عمرو.
وقال أيضا: رأيت أحمد بن حنبل وعلي بن المديني وإسحاق بن راهويه وأبا عبيد وعامة أصحابنا يحتجون بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده. ما تركه أحد من المسلمين. قال البخاري: من الناس بعدهم.
ص :307
وقد صرح بالاحتجاج به الحاكم وأبو عمر بن عبد البر وغيرهما.
قال إسحاق بن راهويه: إذا كان الراوي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ثقة فهو كأيوب عن نافع عن ابن عمر (1).
إسناده ضعيف. نعيم كثير الخطأ وشيخه الله أعلم بحاله.
ص :308
222 - (268) عن حذيفة رضي الله عنه قال:
خطبنا النبي صلي الله عليه وسلم فذكر ما هو كائن. ثم قال:
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتي يبعث رجلا من ولدي اسمه اسمي.
(فقال سلمان: يا رسول الله فمن أي ولدك؟ قال من ولدي هذا وضرب بيده علي الحسين).
(1) أخرجه الطبراني قال: حدثنا محمد بن زكريا الهلالي، حدثنا العباس بن بكار، حدثنا عبد الله بن زياد، عن الأعمش، عن زر بن حبيش، عن حذيفة قال: خطبنا النبي صلي الله عليه وسلم الحديث. ما عدا الزيادة (1).
(2) وأما الزيادة فقد ذكرها الذهبي في الميزان فقال في ترجمة العباس بن بكار: " ومن مصائبه: حدثنا عبد الله بن زياد الكلبي، عن الأعمش، عن زر، عن حذيفة رضي الله عنه مرفوعا في المهدي، فقال سلمان يا رسول الله فمن أي ولدك؟ من ولدي هذا وضرب بيده علي الحسين " (2).
(1) محمد بن زكريا الهلالي: الظاهر أنه محمد بن زكريا الغلابي البصري. فإنه من هو من شيوخ الطبراني ويروي عن العباس بن بكار وعلي فهذا ف " الهلالي " محرف من " الغلابي " والله أعلم. والغلابي
ص :309
هذا متهم. تقدمت ترجمته في 57.
(1) العباس بن بكار: الضبي، البصري. كذاب. قال الدارقطني كذاب وقال العقيلي: الغالب علي حديثه الوهم والمناكير، وساق الذهبي من " أباطيله " عدة روايات منها هذه الرواية. فقال ومن مصائبه: ثم ساق الحديث. قال أبو نعيم: يروي المناكير لا شئ. قال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال ولا كتابة حديثه إلا علي سبيل الاعتبار للخواص (2).
(3) عبد الله بن زياد الكلبي: إن كان هو عبد الله بن زياد أبو العلاء صاحب حديث: الربا سبعون بابا فهو منكر الحديث. قاله البخاري. وإن كان غيره فلا أدري (2).
وبقية رجاله ثقات، والأعمش مدلس وقد عنعن.
الحديث بهذا السياق موضوع. وآفته العباس بن بكار أو الراوي عنه.
أما الفقرة الأولي من المتن بدون زيادة: فقال سلمان... الخ فقد وردت عن طرق أخري صحيحة عن غير حذيفة.
قال ابن القيم إسناده ضعيف (3). وعنه الذهبي هذا الحديث من مصائب العباس بن بكار كما تقدم في ترجمته. والله أعلم.
ص :310
223 - (269) عن حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لبعث الله رجلا اسمه اسمي وخلقه خلقي يكني أبا عبد الله.
أخرجه أبو نعيم في اخبار المهدي كما قال السيوطي في الحاوي (1)، وابن القيم في المنار المنيف (2).
ولم أطلع علي إسناده ولكن قال ابن القيم بعد ذكر هذه الرواية:
" ولكن في إسناده العباس بن بكار ولا يحتج بحديثه. وقد تقدم هذا المتن من حديث ابن مسعود وأبي هريرة وهما صحيحان " (3).
والعباس بن بكار: قد تقدمت ترجمته في الحديث السابق.
وهو كذاب كما قال الذهبي وقد سبق عن طريقه متن بغير هذا اللفظ وقال ابن حبان: لا يجوز الاحتجاج به بحال ولا كتابة حديثه إلا علي سبيل الاعتبار للخواص (4).
الحديث بهذا السياق موضوع.
والفقرة الأولي منه - دون قوله خلقه خلقي يكني أبا عبد الله - ثابتة عن ابن مسعود. كما سبق.
ص :311
224 - (270) عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
أتاني جبريل ذات يوم وعليه قباء أسود وعمامة سوداء وخف أسود ومنطقة وسيف محلي. فقلت يا جبريل: ما هذا الزي الذي لم أرك في مثله؟ فقال: يا محمد هذا زي بني عمك من بعدك وعليهم تقوم الساعة.
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: حدثنا محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن الربيع من أصل كتابه، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبيد الله بن محمد بن قزعة البخاري المقري (1)، حدثنا أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الحسين بن علي الضرير، حدثنا الدقيقي محمد بن عبد الملك حدثنا يزيد بن هارون، حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم. فذكره (2).
ذكر الخطيب هذه الرواية في ترجمة أبي بكر أحمد بن عبد الله بن الحسين بن علي الضرير وقال: هذا حديث باطل ورجال الاسناد كلهم ثقات غير الضرير والحمل عليه فيه (3).
والحديث ذكره ابن الجوزي في الموضوعات. وذكر كلام الخطيب
ص :312
المذكور وأقره (1) وذكره السيوطي أيضا في الآلي المصنوعة (2).
الحديث موضوع. والحمل علي الضرير.
ص :313
225 - (271) عن تميم الداري قال:
قلت يا رسول الله ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة يقال لها أنطاكية. وما رأيت أكثر مطرا منها. فقال النبي صلي الله عليه وسلم:
نعم وذلك أن فيها التوراة وعصا موسي ورضراض الألواح ومائدة سليمان بن داود في غار من غير أنها، ما من سحابة تشرف عليها من وجه من الوجوه، إلا فرغت ما فيها من البركة في ذلك الوادي.
ولا تذهب الأيام ولا الليالي حتي يسكنها رجل من عترتي اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي. يملا الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
(1) أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد قال: أخبرنا الحسين بن علي بن الحسين بن بطحا المحتسب، أخبرنا أبو سليمان محمد بن الحسين بن علي الحراني، حدثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، حدثنا أحمد بن مسلم الحلبي، قال: حدثنا عبد الله بن السري المدائني، عن أبي عمر البزاز، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن تميم الداري قال: فذكره (1).
(2) وذكره الذهبي في التذكرة بسنده عن ابن بطحا به بمثل لفظ الخطيب (2).
(3) وأخرجه ابن حبان في كتاب المجروحين قال: حدثنا ابن قتيبة، ثنا أحمد بن سليم السقا الحلبي، ثنا عبد الله بن السري المدائني، عن
ص :314
أبي عمران الجوني، عن مجالد بن سعيد، عن الشعبي، عن تميم الداري قال: قلت يا رسول الله: ما رأيت للروم مدينة مثل مدينة أنطاكية. ما رأيت أكثر مطرا (1) منها. فقال النبي صلي الله عليه وسلم وذلك أن فيها التوراة وعصا موسي ورصراصر الأنواع (2) وسرير سليمان بن داود في غار من غير أنها. أنها ما مرت سحابة يشرف عليها من وجه من الوجوه إلا أودعت ما فيها من البركة في ذلك الوادي. فلا تذهب الأيام ولا الليالي حتي يسكنها رجل من عربي (كذا.. عترتي) اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي. يشبه خلقه خلقي وخلقه خلقي، يملا الدنيا قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا (3).
(1) أحمد بن سليم الحلبي: ترجم له ابن أبي حاتم ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (4).
(2) عبد الله بن السري المدائني: الأنطاكي. زاهد صدوق.. روي مناكير كثيرة تفرد بها. من التاسعة (ق).
قال العقيلي: لا يتابع. وقال أبو نعيم: يروي المناكير لا شئ.
قال ابن عدي: لا بأس به. وذكر الخطيب هذه الرواية في ترجمته.
ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا.
قال ابن حبان: شيخ يروي عن أبي عمران الجوني العجائب التي لا يشك من هذا الشأن صناعته أنها موضوعة. لا يحل ذكره في
ص :315
الكتب إلا علي سبيل الانباه عن أمره لمن لا يعرفه (1).
(2) أبو عمر البزاز: هو حفص بن سليمان الأسدي. الكوفي، القاري الغاضري، متروك الحديث مع إمامته في القراءة. من الثامنة مات 180 ه (ت عس ق).
قال الذهبي في الميزان: كان ثبتا في القراءة واهيا في الحديث لأنه كان لا يتقن الحديث ويتقن القرآن ويجوده، وإلا فهو في نفسه صادق (3).
(4) ووقع في إسناد ابن حبان " أبو عمران الجوني " بدل " أبي عمر البزاز " وأبو عمران هو: عبد الملك بن حبيب الأزدي البصري. ثقة من كبار الرابعة (3).
ولكن قال الذهبي في ترجمة عبد الله بن السري المدائني في الميزان: روي عن أبي عمران الجوني. قلت (الذهبي): هذا الجوني ما اعتقد أنه عبد الملك بن حبيب التابعي المشهور، بل واحد مجهول. لان التابعي لم يدركه ابن السري ولان المجهول قد روي كما تري عن مجالد. وهو أصغر من عبد الملك. ثم ذكر هذه الرواية عن طريق ابن حبان. وأشار إلي إسناد الخطيب أيضا ثم قال: قال شيخنا: أبو الحجاج صوابه: أبو عمر البزاز وهو حفص بن سليمان القاري (4).
ص :316
مجالد بن سعيد: ليس بالقوي وقد تغير في آخر عمره. تقدمت ترجمته في 251.
وبقية رجاله ممن يحتج بهم.
ففي هذا الاسناد ابن السري وهو ضعيف وأبو عمر البزاز متروك ومجالد ليس بالقوي.
والحديث قد ذكره ابن الجوزي في الموضوعات وقال: لا يصح عن رسول الله صلي الله عليه وسلم (1). وتبعه السيوطي في الآلي (2). وقال الذهبي:
هذا حديث منكر ضعيف الاسناد (3).
وقد ذكر ابن حجر تهذيب التهذيب كلام ابن حبان في ابن السري المدائني وقال: " ثم ساق له حديثا في فضل أنطاكية موضوعا " (4).
الحديث موضوع.
ص :317
226 - (272) عن شهر بن حوشب قال: بلغني أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
يكون في رمضان صوت، وفي شوال معمعة، وفي ذي القعدة تحارب القبائل، وفي ذي الحجة تنهب الحاج، وفي المحرم ينادي منادي من السماء ألا إن صفوة الله من خلقه فلان فاسمعوا له وأطيعوا.
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن: قال حدثنا الوليد، عن عنبسة القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب، قال بلغني: فذكره (1).
وأخرجه نعيم أيضا في موضع آخر قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن عنبسة القرشي عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
في المحرم ينادي مناد من السماء ألا إن صفوة الله من خلقه فلانا فاسمعوا له وأطيعوا في سنة الصوت والمعمعة (2).
وأخرجه أيضا في موضع ثالث: قال: قال الوليد، وأخبرني عنبسة القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة، عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
في ذي القعدة تحارب القبائل، وفي ذي الحجة تنهب الحاج، وفي المحرم ينادي مناد من السماء (3).
وأخرجه أبو عمرو الداني بتفصيل أكثر، فقال: حدثنا ابن عفان،
ص :318
حدثنا أحمد بن ثابت، حدثنا سعيد بن عثمان، حدثنا نصر بن مرزوق، حدثنا علي بن معبد، حدثنا خالد بن سلام، عن عنبسة القرشي، عن سلمة بن أبي سلمة القرشي.
عن شهر بن حوشب قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يكون في رمضان صوت وفي شوال معمعة وفي ذي القعدة تحارب القبائل وعلامته أن ينهب الحاج وتكون ملحمة بمني تكثر فيها القتلي وتسيل فيها الدماء حتي تسيل دماءهم علي الجمرة حتي يهرب صاحبهم فيؤتي بين الركن والمقام فيبايع وهو كاره ويقال له: إن أبيت ضربنا عنقك، يرضي به ساكن السماء وساكن الأرض (1).
(1) الوليد بن مسلم: ثقة مدلس. وقد عنعن في الاسنادين إلا أنه صرح بالسماع في الثالث فقال: أخبرني عنبسة.
(2) سلمة بن أبي سلمة: هو سلمة بن عبد الله بن عمر بن أبي سلمة المخزومي. وربما نسب إلي جد أبيه وإلي جده. مستور. قال ابن حجر: مقبول. من الثالثة (ت).
روي عنه محمد بن عمرو بن علقمة وعمرو بن دينار وآخرون.
ذكره البخاري وابن أبي حاتم ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.
وذكره ابن حبان في ثقات أتباع التابعين (2).
(3) شهر بن حوشب الأشعري، الشامي. مولي أسماء بنت يزيد بن السكن. صدوق كثير الارسال والأوهام. من الثالثة. مات 112 ه (بخ م 4).
ص :319
وثقه ابن معين والعجلي ويعقوب بن شيبة وأحمد في رواية وقال أحمد في رواية أخري وأبو زرعة: لا بأس به. قال البخاري:
حسن الحديث.
وتركه شعبة ويحيي وضعفه النسائي وموسي بن هارون والساجي وأبو أحمد الحاكم والبيهقي. وقال ابن حزم: ساقط. وقال ابن عدي: ضعيف جدا. قال ابن عون: إن شهرا تركوه. قال أبو حاتم: لا يحتج به. قال ابن عدي: عامة ما يرويه شهر وغيره من الحديث فيه من الانكار ما فيه وشهر ليس بالقوي في الحديث وهو ممن لا يحتج بحديثه ولا يتدين به. وقال ابن حبان: يروي عن الثقات المعضلات وعن الاثبات المقلوبات (1).
والحديث مرسل ومع ذلك فيه سلمة بن أبي سلمة وهو لم يوثق وشهر ضعيف.
إسناده ضعيف. أما المتن فأمارات الوضع بادية عليه.
ص :320
227 - (273) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
يسير ملك المشرق إلي ملك المغرب فيقتله، ثم (1) يسير ملك المغرب إلي ملك المشرق فيقتله. فيبعث جيشا إلي المدينة فيخسف بهم ثم يبعث جيشا فينسي مئتين (2) من أهل المدينة، فيعوذ عائذ بالحرم (3)، فيجتمع الناس إليه كالطائر (4) الواردة المتفرقة، حتي يجتمع إليه ثلاثمائة وأربعة عشر (5)، فيهم نسوة، فيسيطر علي كل جبار وابن جبار، ويظهر من العدل ما يتمني له الاحياء أمواتهم، فيحيي سبع سنين ثم ما تحت الأرض خير مما فوقها.
أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عمران بن أبي ليلي، ثنا المطلب بن زياد، عن ليث، عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم. فذكره (6).
(1) محمد بن عثمان بن أبي شيبة: لقبه الذهبي في التذكرة بالحافظ
ص :321
البارع محدث الكوفة أبي جعفر العبسي الكوفي. وثقه صالح جزرة وكذبه عبد الله بن أحمد. وقال مطين: هو عصي موسي يلقف ما يأفكون. قال الدارقطني: يقال أنه أخذ كتاب نمير فحدث به وقال البرقاني: لم أزل أسمع أنه مقدوح فيه.
إلا أن كثيرا من الأئمة يرفعون من أمره فقال عبدان: ما علمنا إلا خيرا كتبنا عن أبيه المسند بخط ابنه، الكتاب الذي يقرأ علينا.
وقال مسلمة بن قاسم: لا بأس به كتب الناس عنه، ولا أعلم أحدا تركه وقال ابن عدي: لم أر له حديثا منكرا فأذكره، وهو علي ما وصف له عبدان لا بأس به - ولعل قول مطين فيه للبلدية، لأنهما كوفيان ولم أر له حديثا منكرا. وقال أبو نعيم بن عدي الحافظ:
وقفت علي تعصب بين مطين وبين محمد بن عثمان بن أبي شيبة حتي ظهر لي أن الصواب الامساك عن قبول كل واحد منهما في صاحبه. وذكره ابن حبان في الثقات وقال كتب عنه أصحابنا.
قال الذهبي: " كان عالما بصيرا بالحديث والرجال له تآليف مفيدة ".
فالذي يظهر لي أنه كما قال ابن عدي: لا بأس به. والله أعلم (1).
ص :322
(1) المطلب بن زياد بن أبي زهير الثقفي مولاهم، الكوفي. صدوق ربما وهم. من الثامنة. مات 185 ه (بخ ص ق).
وثقه أحمد وابن معين والعجلي وعثمان بن أبي شيبة وابن حبان.
وقال أبو داود: رأيت عيسي بن شاذان يضعفه وقال: عنده مناكير وقال أبو داود: هو عندي صالح. وقال ابن سعد: كان ضعيفا في الحديث جدا. قال ابن عدي: له أحاديث حسان وغرائب ولم أر له منكرا وأرجو أنه لا بأس به (2).
(3) الليث بن أبي سليم: صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز حديثه فترك.
يأتي في الحديث التالي.
وبقية رجاله ثقات.
قال الهيثمي: فيه ليث بن أبي سليم وهو مدلس وبقية رجاله ثقات (2).
وهذا إعلال قاصر. فليست العلة هي تدليس ليث فقط بل لم أجد ذكره في طبقات المدلسين للحافظ ابن حجر. ولكن ليثا ضعيف فلا يحتج به حتي ولو صرح بالسماع. وفيه أيضا مطلب بن زياد وهو صدوق ربما وهم.
إسناده ضعيف لضعف ليث بن أبي سليم.
ص :323
228 - (274) عن أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من أهل المدينة هاربا إلي مكة فيأته ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام ويبعث إليه بعث من الشام فيخسف بهم بالبيداء بين مكة والمدينة. فإذا رأي الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه ثم ينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنيمة كلب، فيقسم المال ويعمل في الناس بسنة نبيهم صلي الله عليه وسلم ويلقي الاسلام بجرانه إلي الأرض، فيلبث سبع سنين ثم يتوفي ويصلي عليه المسلمون ".
(الف) (1) أخرجه أبو داود قال: حدثنا محمد بن المثني، حدثنا معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن قتادة، عن صالح بن أبي الخليل، عن صاحب له، عن أم سلمة (1).
وقال أبو داود: وقال بعضهم عن هشام: تسع سنين وقال بعضهم سبع سنين.
(2) وأخرجه أبو دواد أيضا من طريق آخر قال: حدثنا هارون بن عبد الله، أخبرنا عبد الصمد، عن همام، عن قتادة هذا الحديث:
ص :324
قال: تسع سنين (1). في نسخة عبد الحميد: قال أبو داود وقال غير معاذ بعن هشام: تسع سنين.
(2) ومن الطريقين عن طريق أبي داود أخرجه ابن عساكر أيضا (3).
(4) وأخرجه أيضا الإمام أحمد في مسنده:
حدثنا عبد الله حدثني أبي: ثنا عبد الصمد وحرمي المعني قالا: ثنا هشام، عن قتادة، عن أي الخليل، عن صاحب له، عن أم سلمة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة هارب إلي مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام فيبعث إليهم جيش من الشام فيخسف بهم بالبيداء فإذا رأي الناس ذلك أتته أبدال الشام وعصائب العراق فيبايعونه ثم ينشؤ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليه المكي بعثا فيظهرون عليهم وذلك بعث كلب والخيبة لمن لم يشهد غنية كلب فيقسم المال ويعمل في الناس سنة نبيهم صلي الله عليه وسلم ويلقي الاسلام بجرانه إلي الأرض، يمكث تسع سنين. قال حرمي: أو سبع (3).
(5) ومن طريقه أيضا ابن عساكر في تاريخ دمشق (4).
(ب) (6) وأخرجه أيضا عبد الرزاق في المصنف:
ص :325
أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن قتادة يرفعه إلي النبي صلي الله عليه وسلم قال:
يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من المدينة فيأتي مكة فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام فيبعث إليه جيش من الشام، حتي إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام فيبايعونه فيستخرج الكنوز ويقسم المال ويلقي الاسلام بجرانه إلي الأرض، يعيش في ذلك سبع سنين، أو قال تسع سنين (1).
(7) وأخرج جزءا منه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا ابن ثور وعبد الرزاق وابن معاذ، عن معمر، عن قتادة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
يأتيه عصائب العراق وأبدال الشام فيبايعونه بين الركن والمقام فيلقي الاسلام بجرانه (2).
(ج) (8) وأخرجه أبو يعلي في مسنده قال:
حدثنا أبو هشام الرفاعي، ثنا وهب بن جرير، ثنا هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، عن صالح، عن (3) أبي الخليل، عن صاحب له، وربما قال صالح عن مجاهد، عن أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
ص :326
يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من قريش من أهل المدينة إلي مكة فيأتيه ناس من أهل مكة فيخرجونه وهو كاره فيبايعهم بين الركن والمقام فيبعثون إليه جيشا من الشام فإذا كانوا بالبيداء خسف بهم فإذا بلغ الناس ذلك أتاه أبدال الشام وعصائب أهل العراق فيبايعونه وينشأ رجل من قريش أخواله كلب فيبعث إليهم بعثا أو قال جيشا فيهم مؤمنهم ويظهرون عليهم فيقسم بين الناس فيئهم ويعمل فيهم سنة نبيهم ويلقي الاسلام بجرانه إلي الأرض يمكث سبع سنين (1).
(9) ومن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (2).
(10) ومن طريق أبي يعلي أخرجه أيضا ابن حبان في صحيحه في: ذكر الخبر المصرح بأن القوم الذين يخسف بهم إنما هم القاصدون إلي المهدي في زوال الامر عنه (3).
(د) (11) وأخرجه أيضا الطبراني في الأوسط قال:
حدثنا أحمد، ثنا عبد الله بن جعفر، ثنا عبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن قتادة، عن مجاهد، عن أم سلمة قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
يكون اختلف عند موت خليفة فيخرج رجل من بني هاشم فيأتي مكة فيستخرجه الناس من بيته وهو كاره فيبايعونه بين الركن والمقام فيجهز إليه جيش من الشام حتي إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فتأتيه
ص :327
عصائب العراق وأبدال الشام وينشؤ رجل من الشام أخواله كلب فيجهز إليه جيش فيهزمهم الله فتكون الدبرة عليهم فذلك يوم كلب الخائب من خاب من غنيمة كلب، فيستفتح الكنوز ويقسم الأموال ويلقي الاسلام بجرانه إلي الأرض فيعيشون بذلك سبع سنين أو قال سبع. (كذا في الأصل وفي مجمع الزوائد: أو قال تسع).
قال عبيد الله بن عمرو فحدث به ليثا فقال حدثني به مجاهد.
لم يروه عن معمر إلا عبيد الله (1).
(12) وأخرجه الطبراني في الكبير أيضا: حدثنا حفص بن عمر بن الصباح الرقي. ثنا عبيد الله بن عمرو بن بلفظ متقارب (2).
(ه) (13) ورواه هشام الدستوائي، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن أم سلمة ولم يذكر عبد الله بن الحارث. ذكره الدارقطني في العلل (3).
(و) (14) ورواه إدريس الأودي، عن قتادة، عن أم سلمة. ذكره أيضا الدارقطني في العلل (4).
(ز) (15) وللحديث طريق آخر أشار إليه الطبراني في الأوسط بعد الاسناد
ص :328
السابق المذكور آنفا - فقد قال: " قال عبيد الله بن عمرو فحدثت به ليثا فقال حدثني به مجاهد " (1).
(16) وعزاه السيوطي إلي ابن أبي شيبة أيضا (2).
(ح) (17) وأخرجه أبو عمرو الداني موقوفا علي أم سلمة رضي الله عنها فقال: حدثنا عبد الرحمن بن عثمان، قال: حدثنا أحمد بن ثابت، قال: حدثنا سعيد بن عثمان، قال: حدثنا نصر بن مرزوق، قال:
حدثنا علي بن معبد، قال: حدثنا عبيد الله بن عمرو، عن معمر، عن قتادة، عن مجاهد، عن الخليل - أو أبي الخليل - عن أم سلمة زوج النبي صلي الله عليه وسلم قالت:
يكون اختلاف عند موت خليفة فيخرج رجل من بني هاشم من المدينة إلي مكة. فيبايعونه بين الركن والمقام، يجهز إليه جيش من الشام حتي إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فتأتيه عصائب العراق وأبدال الشام، ثم ينشأ رجل بالشام أخواله كلب، فيجهز إليه جيشا فيهزمهم الله، وتكون الدائرة عليهم. وذلك يوم كلب. والخائب من خاب من غنيمة كلب فتستخرج الكنوز. وتقسم الأموال ويلقي الاسلام بجرانه إلي الأرض، يعيش في ذلك سبع سنين (3).
مدار هذه الطرق كلها علي قتادة:
ص :329
وقتادة هو ابن دعامة السدوسي. ثقة ثبت. ولكنه مدلس، وذكره الحافظ ابن حجر في الطبقة الثالثة من المدلسين وقال: كان حافظ عصره وهو مشهور لتدليس وصفه به النسائي وغيره (1). وعرف الطبقة الثالثة بقوله من أكثر من بالتدليس فلم يحتج الأئمة من أحاديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، ومنهم من رد حديثهم مطلقا ومنهم من قبلهم كأبي الزبير المكي (2).
وقتادة روي هذا الحديث بعدة أوجه:
(1) رواه عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة عن النبي صلي الله عليه وسلم وهو رواية أبي داود وفي إسناده معاذ بن هشام وهو صدوق ربما وهم (3) ولكنه توبع بعبد الصمد بن عبد الوارث (صدوق) (4) وحرمي بن عمارة (صدوق يهم) (5) عند أحمد.
(2) رواه عن النبي صلي الله عليه وسلم مرسلا. وهي رواية عبد الرزاق عن معمر عنه.
(3) رواه عن صالح أبي الخليل عن صاحب له وربما قال صالح عن مجاهد، وهي رواية أبي يعلي، وفيها أبو هشام الرفاعي وهو ليس بالقوي. ولكن الحديث نفسه رواه ابن حبان عن أبي يعلي، فلم يذكر فيه هذا الشك بل جزم عن مجاهد. فلعل أبا يعلي أراد الاختصار حينما روي هذا الحديث لتلميذه ابن حبان، أو أنه رجح إحدي الروايتين.
(4) ورواه عن مجاهد عن أم سلمة بدون ذكر واسطة بينه وبين مجاهد
ص :330
وهي رواية الطبراني ورجاله ثقات إلا ما قيل في عبد الله بن جعفر الرقي من التغير اليسير في آخر عمره. ولكن قال ابن حبان: لم يكن اختلاطه فاحشا وربما خالف. وقال الذهبي في الميزان: أحد العلماء الثقات (1). وهذا منقطع فقد نص الأئمة علي أن قتادة لم يسمع من مجاهد، فقد قال ابن أبي خيثمة عن ابن معين أنه لم يسمع من سليمان بن يسار ولا من مجاهد ولم يدرك سنان بن سلمة (2). وروي ابن الجنيد عن ابن معين أنه: لم يلق سعيد بن جبير ولا مجاهدا ولا سليمان بن يسار (3).
(4) ورواه عن أبي الخليل عن أم سلمة ولم يذكر الواسطة بينهما لا بالابهام ولا بالتعيين. وهي رواية ذكرها الدارقطني في العلل.
(6) ورواه عن أم سلمة رأسا. وهي رواية ذكرها الدارقطني أيضا في العلل.
(7) ورواه عن مجاهد عن الخليل أو أبي الخليل عن أم سلمة موقوفا.
وهذه الطرق كلها منقطعة ما عدا الأولي والثالثة.
فأما الأولي فيروي فيها قتادة عن صالح أبي الخليل عن صاحب له عن أم سلمة، فمن هو هذا الصاحب؟ قال ولي الدين العراقي: هو عبد الله بن الحارث بن نوفل، رواه أبو داود مبهما ومبينا (5). وقال المنذري: والرجل الذي لم يسم فيه قد سمي في الحديث الذي بعده (5).
ص :331
واعتمادها علي ما رواه أبو داود بعد هذا الحديث فقال: حدثنا ابن المثني قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا أبو العوام قال: أخبرنا قتادة عن أبي الخليل عن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي صلي الله عليه وسلم بهذا الحديث وحديث معاذ أتم (1).
ولكننا لا نستطيع أن نجزم به لامرين:
(1) إن مدار هذه الرواية علي: عمرو بن عاصم الكلابي. وهو صدوق في حفظه شئ (2).
وأبي العوام وهو عمران بن داور القطان وهو صدوق يهم (3) ولا يحتج به إذا انفرد فكيف إذا خالف. وقد خالف هنا ثقات أصحاب قتادة مثل هشام ومعمر وإدريس الأودي فكلهم رووها منقطعة أو مرسلة أو بهذا الراوي المبهم. ولهذا فإنها زيادة منكرة في إسناد هذا الحديث من أوهام عمران القطان.
(2) قد ورد ما يخالف كون هذا المبهم هو عبد الله بن الحارث. ففي رواية أبي يعلي وابن حبان المذكورتين يروي قتادة عن صالح عن مجاهد عن أم سلمة. فمن الممكن أن يقال إن صاحب صالح المبهم هو مجاهد. ولكن مدار هذه الرواية أيضا علي رجل ضعيف وهو أبو هشام الرفاعي شيخ أبي يعلي.
فكلتا الروايتين اللتين تبينان هذا الصاحب ضعيفتان ولا يمكن أن نرجح إحداهما علي الأخري مع معارضة الروايات الصحيحة عن قتادة التي لا تذكر هذا الصاحب.
والخلاصة أن مدار الحديث بجميع هذه الطرق علي قتادة وهو
ص :332
مدلس وقد وجد اضطراب كثير في شيخ قتادة وشيخ شيخه كما سبق ولا أدري هل هذا الاضطراب من قتادة نفسه أو أنه دلسه عن رجل ضعيف مضطرب فوجدت هذه الاختلافات منه (1).
وللحديث طريق آخر أشار إليه الطبراني. فقال إثر رواية هذا الحديث: " قال عبيد الله بن عمرو فحدثت به ليثا فقال: حدثني به مجاهد " (2).
وليث هو: ابن أي سليم بن زنيم. صدوق اختلط أخيرا ولم يتميز حديثه فترك.
وليث هذا شديد الاضطراب لا سيما في مجاهد وغيره. قال أحمد:
مضطرب الحديث. وقال ابن أبي حاتم سمعت أبي وأبا زرعة يقولان:
ليث لا يشتغل به، هو مضطرب الحديث. قال ابن سعد: كان رجلا صالحا عابدا وكان ضعيفا في الحديث يقال كان يسأل عطاء وطاوسا ومجاهدا عن الشئ فيختلفون فيه فيروي أنهم اتفقوا من غير تعمد. وقال ابن حبان: اختلط في آخر عمره فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم. تركه القطان وابن مهدي وابن معين وأحمد. انتهي ما قاله ابن حبان (3).
وقد اختلفت أنظار العلماء في هذا الحديث. فقد قال الهيثمي بعد
ص :333
ذكره عن الطبراني: " ورجاله رجال الصحيح " (1). وقال ابن القيم:
" والحديث حسن ومثله مما يجوز أن يقال فيه صحيح " (2).
وطعن فيه ابن خلدون بعد تسلم كون رجاله ثقات بتدليس قتادة وعنعنته (3).
ورد عليه صاحب عون المعبود بقوله: " لا شك أن أبا داود يعلم تدليس قتادة بل هو أعرف بهذه القاعدة من ابن خلدون ومع ذلك سكت عنه ثم المنذري وابن القيم ولم يتكلموا علي هذا الحديث. فعلم أن عندهم علما بثبوت سماع قتادة عن أبي الخليل بهذا الحديث والله أعلم (4).
وكذلك رد عليه أحمد بن محمد بن الصديق الغماري بنحوه أيضا ثم قال: وقتادة لم يحصل إلا تدليس يسير والمشايخ الذين دلس عنهم ولم يسمع منهم معروفون منبه عليهم في كتب الجرح والتعديل وليس منهم أبو الخليل شيخه في هذا الحديث (5).
ولكن الذي يظهر لي أن هذا الجواب غير كاف فلا بد من تصريح قتادة بالسماع. ثم أن العلة فيه ليست عنعنة قتادة فحسب، بل فيه اضطراب شديد، فلا نستطيع أن نجزم بمن هو شيخ قتادة وهل سمع من
ص :334
صالح أم دلس عنه ثم من هو صاحب صالح. أما الرواية التي تفسره بعبد الله بن الحارث فهي منكرة كما سبق. والرواية التي تفسره بمجاهد ضعيفة أيضا.
وأما رواية قتادة عن مجاهد عنه الطبراني فهي منقطة كما سبق لا يمكن أن تتقوي برواية ليث بن أبي سليم عن مجاهد، فليث شديد الاضطراب كما سبق لا سيما في مجاهد وغيره.
قال الألباني: إسناده ضعيف (1).
وهذا هو الذي يترجح لدي بعد البحث في طرق الحديث ورجالها.
والله تعالي أعلم.
إسناده ضعيف. وقد تقدم ذكر حديث جيش الخسف مختصرا برقم (41) من رواية أم سلمة وغيرها. وهو حديث صحيح.
ص :335
229 - (275) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" يبايع لرجل من أمتي بين الركن والمقام كعدة أهل بدر فيأتيه عصب العراق وأبدال الشام فيأتيهم جيش من الشام حتي إذا كانوا بالبيداء خسف بهم ثم يسير إليه رجل من قريش أخواله كلب فيهزمهم الله.
قال: وكان يقال: إن الخائب يومئذ من خاب من غنيمة كلب ".
(1) أخرجه الحاكم في المستدرك قال: حدثنا علي بن حمشاذ العدل، ثنا إبراهيم بن الحسين الهمداني، ثنا عمرو بن عاصم الكلابي، ثنا أبو العوام القطان، ثنا قتادة عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم. فذكره (1).
(2) وأخرجه أيضا الطبراني في الأوسط والكبير قال: حدثنا يعقوب بن إسحاق، ثنا عفان، ثنا عمران القطان، أبو العوام، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يبايع لرجل بين الركن والمقام عدة أهل بدر فيأتيه عصابة أهل العراق وأبدال أهل الشام، فيغزوهم جيش من أهل الشام حتي إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فيغزوهم رجل من قريش أخواله من كلب فيلتقون فيهزمهم الله فالخائب من خاب من غنيمة كلب (2).
ص :336
وأخرجه في الكبير في موضع آخر قال: حدثنا أحمد بن موسي الشامي البصري، ثنا سهل بن تمام بن بزيع، ثنا عمران القطان به بلفظ متقارب (1).
(2) وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف قال: حدثنا عفان، قال ثنا عمران القطان، عن قتادة، عن أبي الخليل، عن عبد الله بن الحارث، عن أم سلمة قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يبايع لرجل بين الركن والمقام عنده (كذا ولعل الصواب: عدة) أهل بدر فيأتيه عصائب العراق وأبدال الشام فيغزوهم جيش من أهل الشام حتي إذا كانوا بالبيداء يخسف بهم ثم يغزوهم رجل من قريش أخواله كلب فيلتقون فيهزمهم الله فكان يقال: الخائب من خاب غنيمة كلب (3).
(4) وأشار إليه أبو داود في سننه قال: حدثنا ابن المثني قال: أخبرنا عمرو بن عاصم قال: أخبرنا أبو العوام قال: أخبرنا قتادة عن أبي الخليل بن عبد الله بن الحارث عن أم سلمة عن النبي صلي الله عليه وسلم بهذا الحديث (3). ولم يسق أبو داود لفظه.
(5) وعن طريقه أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (4).
مدار هذه الطرق كلها علي عمران القطان. وقد تقدم الكلام فيه مفصلا في رقم (4)، وقد بينت هناك أن من الأئمة من وثقه ومنهم من ضعفه من قبل سوء حفظه ولا يحتج به إذا انفرد ولكنه لا يصلح للاعتبار.
ص :337
وقتادة بن دعامة السدوسي: ثقة ثبت لكنه مدلس وقد عنعن.
وبقية رجاله في جميع طرقه ثقات (1) غير عمرو بن عاصم فإنه صدوق في حفظه شئ، ولكنه توبع بعفان عند ابن أبي شيبة وعفان ثقة.
والحديث سكت عليه الحاكم. وقال الذهبي: أبو العوام عمران:
ضعفه غير واحد وكان خارجيا (2). وقال الهيثمي: فيه عمران القطان وثقه ابن حبان وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح (3).
إسناد الحديث ضعيف لسوء حفظ عمران القطان وعنعنة قتادة.
وقد روي الحديث مفصلا، وتقدم الكلام فيه أيضا وهو الحديث السابق رقم 274.
ص :338
230 - (276) عن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
يخرج ناس من قبل المشرق يريدون رجلا عند البيت حتي إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم فيلحق بهم من يخلف فيصيبهم ما أصابهم. قلت: يا رسول الله فكيف بمن كان أخرج مستكرها؟ قال: يصيبه ما أصاب الناس ثم يبعث كل امرئ علي نيته.
أخرجه الطبراني في الأوسط قال: حدثنا علي بن سعيد، ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازي، ثنا سلمة بن الفضل، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن أبي الجراح مولي أم حبيبة، عن أم حبيبة، قالت سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: فذكره (1).
(1) علي بن سعيد: بن بشير الرازي. اختلف في أمره والراجح أنه حسن الحديث. تقدم في 62.
(2) عبد الرحمن بن سلمة الرازي: كاتب سلمة بن الفضل، أبو محمد الازداني.
روي عن: يحيي بن الضريس وسلمة بن الفضل.
وروي عنه: محمد بن أيوب ومحمد بن العباس بن بسام مولي بني هاشم الرازي.
ص :339
هكذا قال ابن أبي حاتم، ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (1).
(2) سلمة بن الفضل الأبرش: مولي الأنصار، قاضي الري.
صدوق كثير الخطأ. من التاسعة مات بعد 190 ه (د ت فق).
وثقة ابن معين وأبو داود وابن سعد وقال أحمد: لا أعلم إلا خيرا، وذكره ابن حبان في الثقات وقال: يخطئ ويخالف.
وضعفه النسائي وأبو أحمد الحاكم وإسحاق وقال علي: ما خرجنا من الري حتي رمينا بحديثه. وقال أبو زرعة: كان أهل الري لا يرغبون فيه لمعان فيه من سوء رأيه وظلم فيه. قال البخاري: عنده مناكيره. وقال أبو حاتم: محله الصدق، في حديثه إنكار ويكتب حديثه ولا يحتج به. قال ابن عدي: عنده غرائب وأفراد ولم أجد في حديثه حديثا قد جاوز الحد في الانكار وأحاديثه متقاربة محتملة. قال ابن معين: رازي يتشيع (3).
(4) محمد بن إسحاق: بن بسار، أبو بكر المطلبي، مولاهم، المدني.
إمام المغازي، صدوق يدلس، ورمي بالتشيع والقدر.
من صغار الخامسة. مات 150 ه ويقال بعدها (خت م 4).
وقال ابن حجر في طبقات المدلسين: صدوق مشهور بالتدليس عن الضعفاء والمجهولين وعن شر منهم. وصفه بذلك أحمد والدارقطني وغيرهما ووضعه في المرتبة الرابعة من المدلسين (3).
ص :340
(5) محمد بن إبراهيم التيمي: بن الحارث بن خالد، أبو عبد الله المدني.
ثقة له أفراد. من الرابعة، مات سنة 120 علي الصحيح (ع).
وثقه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وابن سعد وابن خراش. وقال أحمد: يروي أحاديث مناكير أو منكرة (1).
(6) أبو الجراح: مولي أم حبيبة زوج النبي صلي الله عليه وسلم أم المؤمنين.
مقبول من الثالثة. (د) (2).
روي عنه: سالم بن عبد الله بن عمرو وعبد الواحد بن عمير شيخ أويس بن يزيد المروزي.
إسناده ضعيف.
عبد الرحمن بن سلمة مستور وسلمة بن الفضل كثير الخطأ ومحمد بن إسحاق مدلس وقد عنعن وأبو الجراح أيضا مستور. وقد تقدم حديثها في قصة جيش الخسف في القسم الأول من الكتاب.
ص :341
231 - (277) عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
" كلوا هذا المال ما طاب فإذا عاد رشا فدعوه. فإن الله سيغنيكم من فضله. ولن تفعلوا حتي يأتيكم الله بإمام عادل ليس من بني أمية ".
(1) أخرجه عبد الجبار الخولاني في تاريخ داريا، قال:
حدثنا أحمد بن عمر، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم البرقي، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا إسماعيل بن عياش قال:
أخبرني عبد الرحمن بن سليمان العنسي، عن أبي المغيرة عمرو بن شراحيل العنسي، قال: سمعت حيان بن وبرة المري وأنا مع عمير بن هانئ العنسي قلت: يا عمير من هذا؟ قال: حيان بن وبرة صاحب أبي بكر رضي الله عنه، فسمعته يقول: سمعت أبا هريرة يقول: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: فذكره (1).
(2) وعزاه في كنز العمال إلي ابن عساكر أيضا (2).
في إسناده عبد الرحمن بن سليمان بن أبي الجون العنسي الداراني، أخرج له ابن ماجة حديثا واحدا. وثقه دحيم وابن حبان. وقال أبو داود:
ضعيف. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن عدي:
عامة أحاديثه مستقيمة وفي بعضها بعض الانكار... وأرجو أنه لا بأس به.
واعتمد الذهبي قول أبي حاتم في الديوان والمغني.
ص :342
وقال ابن حجر: صدوق يخطئ، من الثامنة / ق (1).
إسناده ضعيف.
ص :343
232 - (278) عن العباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
يا عم ولدك قوم لجج، وخيرهم للأبعد.
(1) أخرجه الطبراني في الصغير وفي الأوسط. قال في الصغير: حدثنا محمد بن عبد الواحد بن العباس بن عبد الواحد بن جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب، حدثني جدي العباس بن عبد الواحد، حدثني عمي يعقوب بن جعفر بن سليمان، عن أبيه، عن جده، عن علي بن عبد الله بن العباس عن أبيه عن جده العباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: فذكره (1).
(2) وذكره في كنز العمال في باب المهدي. وعزاه إلي الطبراني في الأوسط فقط. وذكره الهيثمي في مجمع البحرين لكن في كتاب البر والصلة، باب الاحسان إلي الأباعد (2).
وقوله " وخيرهم للأبعد " هكذا في كنز العمال وكأن الهيثمي يراه " للأبعد " بكسر اللام. ولكنه في المطبوع من مجمع البحرين " وخيرهم الابعد " وفي الصغير " وغيرهم الابعد " والله أعلم.
في إسناده محمد بن عبد الواحد بن العباس، وجده العباس وعم جده يعقوب وأبوه وجده. ولم أجد لهم ترجمة. وفي مجمع البحرين:
عمر بن يعقوب بدل " عمي يعقوب " ولم أجد له ترجمة أيضا.
ص :344
وقال الهيثمي: فيه مجاهيل ولا يصح (1).
إسناده ضعيف.
ص :345
ص :346
233 - (279) عن علي رضي الله عنه أنه نظر إلي ابنه الحسن قال:
" إن ابني هذا سيد كما سماه النبي صلي الله عليه وسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمي باسم نبيكم صلي الله عليه وسلم، يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق - ثم ذكر قصة - يملأ الأرض عدلا ".
أخرجه أبو داود قال: وحدثت عن هارون بن المغيرة قال: أخبرني عمرو بن أبي قيس، عن شعيب بن خالد، عن أبي إسحاق، قال: قال علي رضي الله عنه ونظر إلي ابنه الحسن فقال: فذكره (1).
وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا غير واحد، عن ابن عياش، عمن حدثه، عن محمد بن جعفر، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: سمي النبي صلي الله عليه وسلم الحسن سيدا وسيخرج من صلبه رجلا اسمه اسم نبيكم يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا (2).
في الاسناد الأول:
ص :347
هارون بن المغيرة، ثقة. ولكن أبا دواد قال " حدثت عن هارون " فالظاهر أن بينهما واسطة.
عمرو بن أبي قيس الرازي. صدوق له أوهام. تقدم.
أبو إسحاق السبيعي: ثقة عابد اختلط بآخره. وهو مدلس. من المرتبة الثالثة أي لا يحتج به إلا إذا صرح بالسماع. ومع ذلك فإنه رأي عليا وقيل إنه لم يسمع منه. تقدمت ترجمته في 236.
وفي الاسناد الثاني:
شيوخ نعيم: غير معروفين.
ابن عياش: يعرف بهذه اللقب غير واحد. ولما كان شيخه والراوي عنه غير معروفين فلا يمكن التحديد بمن هو المراد هنا.
عمن حدثه: غير معروف.
وبالنظر في الاسنادين تبين:
أن الأول منقطع. قال المنذري: " هذا منقطع، أبو إسحاق السبيعي رأي عليا رضي الله عنه رؤية. وقال فيه أبو داود: حدثت عن هارون بن المغيرة " (1).
وأما الثاني: ففيه أكثر من واحد مبهم، فلا عبرة به. والله أعلم.
ذكر العظيم آبادي قول المنذري وسكت عليه (2).
ص :348
وقال الألباني في تعليقاته علي المشكاة: إسناد الحديث ضعيف (1).
فالحديث بهذا الاسناد ضعيف. أما قوله: إن ابني هذا سيد، فهو مرفوع وقد ورد بطرق أخري.
234 - (280) عن علي قال:
الفتن أربع فتنة السراء وفتنة الضراء وفتنة كذا فذكر معدن الذهب ثم يخرج رجل من عترة النبي صلي الله عليه وسلم يصلح الله علي يديه أمرهم.
أخرجه نعيم بن حماد:
قال: حدثنا ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن الحارث بن يزيد، سمع ابن زرير الغافقي، سمع عليا يقول: فذكره (2).
وبه عن علي قال: " هو من عترة النبي صلي الله عليه وسلم " (3).
فيه ابن لهيعة وهو معروف بسوء حفظه ولكن رواية ابن وهب عنه صحيحة كما تقدم.
وبقية رجاله ثقات، تقدمت تراجمهم.
قال السيوطي: بسند صحيح علي شرط مسلم (4).
ولكن مداره علي نعيم، وهو كثير الخطأ كما سبق مرارا والراوي عنه أيضا ضعيف.
ص :349
فهذا الاسناد ضعيف. والله أعلم.
235 - (281) عن علي قال:
يخرج في اثني عشر ألفا إن قلوا، وخمسة عشر ألفا إن كثروا، يسير الرعب بين يديه. لا يلقاه عدو إلا هزمهم بإذن الله، شعارهم أمت أمت، لا يبالون في الله لومة لائم. فيخرج إليهم سبع رايات من الشام فيهزمهم ويملك فترجع إلي الناس محبتهم ونعمتهم وخاصتهم وبزارتهم، فلا يكون بعدهم إلا الدجال. قلنا: وما الخاصة والبزارة؟ قال: يفيض الامر حتي يتكلم الرجل بما شاء ولا يخشي شيئا.
أخرجه نعيم أيضا (1) بإسناد الخبر السابق. وهذا إسناد حسن بين نعيم وعلي مداره علي نعيم وهو كثير الأوهام فلا يصلح للاحتجاج وقد وردت بعض فقرات هذا الأثر في الحديث 42 وإسناده صحيح.
وأما متن هذا الأثر فهو مخالف لما تقدم في الأحاديث الصحيحة أن عيسي ابن مريم عليه السلام ينزل فيصلي وراء المهدي ويقتل الدجال.
فكيف يكون الدجال بعدهم.
والله أعلم.
236 - (282) عن علي قال:
لتملأن الأرض ظلما وجورا حتي لا يقول أحد الله الله يستعلق به، ثم لتملأن بعد ذلك قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
ص :350
أخرجه عبد الرزاق في مصنفه عن معمر، عن أبي إسحاق، عن عاصم ابن ضمرة، عن علي، قال: فذكره (1).
وأخرجه أيضا أبو عمر والداني في سننه قال: حدثنا خلف بن إبراهيم المقرئ، حدثنا عبد الواحد بن أحمد بن علي، حدثنا الحسن بن عبد الأعلي ، حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق عن عاصم، عن عاصم بن ضمرة، عن علي رضي الله عنه قال: " لتملأن الأرض ظلما وجورا حتي لا يقول أحد، الله، الله، ثم لتملأن قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا " (2).
وإسناده ضعيف، لان فيه أبا إسحاق السبيعي، وهو ثقة عابد لكنه مدلس من المرتبة الثالثة وقد عنعن وكان قد تغير في آخر عمره، تقدمت ترجمته.
237 - (283) عن أبي رومان عن علي قال:
تخرج رايات سود تقاتل السفياني فيهم شاب من بني هاشم في كتفه اليسري خال وعلي مقدمته رجل من بني تميم يدعي شعيب بن صالح فيهزم أصحابه.
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن أبي رومان، عن علي، رضي الله عنه قال:
فذكره (3).
الوليد ثقة لكنه مدلس وقد توبع برشدين وهو ضعيف. ولكنهما يرويان عن ابن لهيعة والعمل علي تضعيف حديثه كما قال الذهبي (تقدم في 48)، وأبو رومان لم أجد له ترجمة، وأبو قبيل أيضا صدوق يهم.
ص :351
وقد تقدم أن الذهبي قد حكم في خبر بهذا الاسناد أنه " خبر واه " (1).
238 - (284) عن أبي رومان عن علي قال:
بعد الخسف ينادي مناد من السماء أن الحق في آل محمد من أول النهار ثم ينادي مناد من آخر النهار أن الحق في ولد عيسي وذلك نجوة من الشيطان.
أخرجه نعيم أيضا بإسناد الخبر السابق (2).
وهو خبر واه كسابقه.
239 - (285) عن علي قال:
يفرج الله الفتن برجل منا يسومهم خسفا لا يعطيهم إلا السيف يضع السيف علي عاتقه ثمانية أشهر هرجا حتي يقولوا والله ما هذا من ولد فاطمة لو كان من ولدها لرحمنا. يعذبه الله ببني العباس وبني أمية.
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو هارون، عن عمرو بن قيس الملائي، عن المنهال، عن زر بن حبيش، سمع عليا رضي الله عنه قال فذكره (3).
أبو هارون: إن كان هو الغنوي أو المدني فهما ثقتان. وإن كان غيرهما فلا أدري من هو.
والمنهال هو: ابن عمرو الأسدي، مولاهم. صدوق ربما وهم من الخامسة (خ 4). ومدار الحديث علي نعيم وهو كثير الأوهام (4).
ص :352
فهذا الاسناد ضعيف والله أعلم.
240 - (286) عن محمد ابن الحنفية: أن عليا بن أبي طالب قال يوما في مجلسه:
والله لقد علمت لتقتلني ولتخلفني ولتكفؤن إكفاء الاناء بما فيه ما يمنع أشقاكم أن يخضب هذه يعني لحيته بدم من خود هذه يعني هامته فوالله إن ذلك لفي عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم إلي وليدالن عليكم هؤلاء القوم باجتماعهم علي أهل باطلهم وتفرقكم علي أهل حقكم حتي يملكوا الزمان الطويل فيستحلوا الدم الحرام والفرج الحرام والخمر الحرام والمال الحرام فلا يبقي بت من بيوت المسلمين إلا دخلت عليهم مظلمتهم فيها ويح بني أمية من ابن أمتهم يقتل زنديقهم ويسير خليفتهم في الأسواق فإذا كان كذلك ضرب الله بعضهم ببعض والذي خلق الحبة، برأ النسمة لا يزال ملك بني أمية ثابتا لهم حتي يملك زنديقهم فإذا قتلوه وملك ابن أمتهم خمسة أشهر ألقي الله بأسهم بينهم فيخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين وتعطل الثغور وتهراق الدماء وتقع الشحناء في العالم والهرج سبعة أشهر فإذا قتل زنديقهم فالويل ثم الويل للناس في ذلك الزمان يسلط بعض بني هاشم علي بعض من الغيرة تغير خمسة نفر علي الملك كما يتغاير الفتيان علي المرأة الحسناء فمنهم الإرب (1) المشئوم ومنهم السناط الخليع يبايعه جل أهل الشام ثم يسير إليه حمار الجزيرة من مدينة الأوثان فيقاتله الخليع ويغلب علي الخزائن فيقاتله من
ص :353
دمشق إلي حران ويعمل عمل الجبابرة الأولي فيغضب الله من السماء لكل عمله، فيبعث عليه فتي من قبل المشرق يدعو إلي أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم هم أصحاب الرايات السود المستضعفون فيعزهم الله وينزل عليهم النصر فلا يقاتلهم أحد إلا هزموه ويسير الجيش القحطاني حتي يستخرجوا الخليفة وهو كاره خائف فيسير معه تسعة آلاف من الملائكة معه راية النصر وفتي اليمن في نحر حمار الجزيرة علي شاطئ نهر فيلتقي هو وسفاح بني هاشم فيهزمون الحمار ويهزمون جيشه ويفرقونهم في النهر فيسير الحمار حتي يبلغ حران فيتعبون فينهرهم منهم فيأخذ علي المدائن التي بالشام علي شاطئ البحر حتي ينتهي إلي البحرين ويسير السفاح وفتي اليمن حتي ينزلوا دمشق فيفتحونها أسرع من التماع البرق ويهدمون سورها ثم يبني ويعمر ويساعدهم عليها رجل من بني هاشم اسمه اسم نبي فيفتحونها من الباب الشرقي قبل أن يمضي من اليوم الثاني أربع ساعات فيدخلها سبعون ألف سيف مسلول بأيدي أصحاب الرايات السود شعارهم أمت أمت أكثر قتلاها فيما يلي المشرق والفتي في طلب الحمار فيدركانه فيقتلانه من وراء البحرين من المعرتين واليمن ويكمل الله للخليفة سلطانه ثم يثور سميان أحدهما بالشام والاخر بمكة فيهلك صاحب المسجد الحرام ويقبل حتي تلقي جموعه جموع صاحب الشام فيهزمون.
أخرجه ابن المنادي كما في كنز العمال (1).
ولم أجد إسناده ولكن من نظر فيه لا يجد في نفسه حرجا بأن يقول
ص :354
إنه مختلق علي علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وإنه برئ من مثل هذه الترهات.
241 - (287) عن ابن عباس قال:
" منا الهادي والمهتدي ومنا الضال والمضل ".
أخرجه نعيم في الفتن قال: حدثنا يحيي بن اليمان، عن شيبان النحوي، عن جابر، عن عامر، عن ابن عباس قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف جدا. يحيي بن اليمان صدوق يخطئ كثيرا. تقدم في 52.
وجابر هو الجعفي وهو متروك الحديث. وثقة شعبة والثوري وغيرهما ولكن قد كذبه غير واحد منهم ابن معين وزائدة وأبو حنيفة والجوزجاني وآخرون. قال النسائي: متروك الحديث وقال في موضع آخر:
ليس بثقة ولا يكتب حديثه (2).
242 - (288) عن ابن عباس قال:
" يا بني إذا أفضي هذا الامر إلي ولدك فسكنوا السواد ولبسوا السواد وكان شيعتهم أهل خراسان لم يخرج هذا الامر منهم إلا إلي عيسي ابن مريم عليه السلام ".
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد قال: أخبرنا أبو عمر الحسن بن عثمان الواعظ، أخبرنا جعفر بن محمد بن أحمد بن الحكم الواسطي، حدثنا طلحة بن عبيد الله الطلحي، أخبرنا أبو يعقوب بن سليمان بن المنصور، قال حدثتنا زينب بنت سليمان بن المنصور، قالت: حدثني أبي، عن أبيه، عن جده، قال: قال لي ابن عباس: فذكره (3).
ص :355
وفي هذا الاسناد:
طلحة بن عبيدة الله الطلحي: لم أجد له ترجمة.
أبو يعقوب سليمان بن أبي جعفر المنصور. روي عنه طلحة بن عبيد الله. ذكره الخطيب ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (1).
زينب بنت سليمان بن أبي جعفر المنصور. ترجم لها الخطيب وأورد هذا الرواية في ترجمتها ولم يذكر فيها جرحا ولا تعديلا. روي عنها أخوها يعقوب (2).
أبوها: سليمان بن أبي جعفر المنصور. ترجم له الخطيب وأشار إلي هذه الرواية في ترجمته ولم يذكر فيها جرحا ولا تعديلا. روت عنه ابنته زينب (3).
وكل هؤلاء لم يوثقوا. وكل واحد لم أعرف له إلا راويا واحدا فهم علي قاعدة المحدثين مجاهيل. وكأنهم لم يعرفوا إلا في هذه الرواية وهي رواية مكذوبة وقد كذبته الأيام. فقد خرج الامر من بني العباس ولم ينزل عيسي ابن مريم بعد. والله أعلم.
243 - (289) عن أبي هريرة قال:
" يكون عليكم خليفة أو أمير يؤتي بملوك الروم مصفدين في الحديد ".
ص :356
أخرجه أبو عمرو الداني في سننه في باب ما جاء في المهدي، قال: حدثنا ابن عفان، حدثنا أحمد، حدثنا سعيد، قال: حدثنا نصر، حدثنا علي، حدثنا هشيم، عن سيار، عن جبر بن عبيدة، عن أبي هريرة قال: فذكره.
وهذا إسناد ضعيف.
فيه هشيم بن بشير الواسطي، وهو ثقة ثبت، ولكنه كثير التدليس والارسال الخفي. وقد عنعن (1).
وجبر بن عبيدة، ويقال: جبر بن عبدة. ذكره ابن حبان في الثقات.
وقال الذهبي: لا يعرف من ذا. قال ابن حجر: شاعر مقبول. من الرابعة / س (2).
244 - (290) عن عبد الله بن عمرو قال:
" يفتح القسطنطينية رجل اسمه اسمي ".
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا رشدين، عن ابن لهيعة عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو، قال: فذكره (3).
وإسناده ضعيف. رشدين وابن لهيعة ضعيفان. وأما أبو قبيل فهو حيي بن هاني بن ناضر. صدوق يهم. تقدمت ترجمته في 91.
ص :357
245 (291) وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال:
يخرج رجل من ولد الحسين (1). من قبل المشرق لو استقبلته الجبال لهدها واتخذ فيها طرقا.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: (2) فذكره.
وأخرجه تمام في فوائده قال: أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب:
حجاج بن الريان في سنة أربع وستين ومائتين. - وفيها مات. ولم أسمع منه غيره - ثنا الوليد بن مسلم نا ابن لهيعة به وفيه " فلا يجد فيها طريقا " (3).
وعزاه السيوطي إلي ابن عساكر (4).
وإسناده ضعيف لأجل ابن لهيعة. وذكره الذهبي في ترجمة الحجاج بن ريان عن طريق تمام وقال: " هذا موقوف. وهو منكر " (5).
246 - (292) عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال:
أحب شئ إلي الله تعالي الغرباء. قيل أي شئ الغرباء قال: الذين يفرون بدينهم يجتمعون إلي عيسي ابن مريم عليه السلام.
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن المبارك، عن محمد بن مسلم، قال:
ص :358
سمعت عثمان بن أوس يحدث عن سليم بن هرمز، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف لضعف نعيم كما أنني لم أجد ترجمة عثمان بن أوس.
247 - (293) عن مالك بن صحار الهمداني قال: غزونا بلنجر في خلافة عثمان فقال حذيفة:
" لا تفتحوها قابلا ولا تفتحوها في سلطان بني أمية ولا يفتح بلنجر وجبل الديلم والقسطنطينية إلا هاشمي بهم فتح هذا الامر وبهم ختم ".
أخرجه أبو نعيم الأصبهاني في أخبار أصبهان قال: أخبرنا أبو إسحاق بن حمرة إجازة، ثنا ابن زيدان، ثنا محمد بن ثواب، ثنا يحيي ابن محمد بن سليمان الأصبهاني، سمعت أبي، يذكر عن عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن الشعبي، عن مالك بن صحار الهمداني، قال: فذكره (2).
ثم قال أبو نعيم: وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أحمد بن يحيي الحلواني، ثنا سعيد بن سليمان، عن محمد بن سليمان الأصبهاني، حدثنا عبد الرحمن بن الأصبهاني، عن مالك بن صحار مثله.
مالك بن صحار الهمداني: ترجم له البخاري في التاريخ الكبير وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا وأشارا إلي هذه الرواية. وذكره ابن حبان في الثقات (3).
والاسناد إليه ضعيف.
ص :359
أبو إسحاق بن حمزة وشيخه ابن زيدان لم أجد لهما ترجمة.
يحيي بن محمد بن سليمان الأصبهاني روي عنه محمد بن ثواب الهباري - صدوق - ذكره أبو نعيم في أخبار أصبهان وفي ترجمته أورد هذا الحديث ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا (1).
أبوه محمد بن سليمان الأصبهاني: صدوق يخطئ. من الثامنة مات 181 ه (ت س ق).
ذكره ابن حبان في الثقات ولكن قال النسائي: ضعيف. وقال أبو حاتم: لا بأس به يكتب حديثه ولا يحتج به. وقال ابن عدي: مضطرب الحديث قليل الحديث وبمقدار ماله قد أخطأ في غير شئ منه (2).
وأما الطريق الثاني إليه ففيه:
محمد بن أحمد بن الحسن وأحمد بن يحيي الحلواني وسعيد بن سليمان. كلهم لم أجد لهم تراجم.
وبقية رجاله هم رجال الطريق الأول.
فمدار الاسنادين علي محمد بن سليمان الأصبهاني وهو صدوق يخطئ فلا يحتج به. ومالك بن صحار نفسه لم يرو عنه إلا الشعبي ولم يوثقه أحد سوي ابن حبان فيما أعلم، وهو معروف بتساهله.
وأما المتن فالواقع خلافه. فقد فتحت القسطنطينية والذي فتحها غير هاشمي. والله أعلم.
248 - (294) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:
إذا انقطعت التجارات والطرق وكثرت الفتن خرج سبعة رجال علماء من أفق شتي علي غير ميعاد يبايع لكل رجل منهم ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا حتي يجتمعوا بمكة فيلتقي
ص :360
السبعة فيقول بعضهم لبعض: ما جاء بكم؟ فيقولون: جئنا في طلب هذا الرجل الذي ينبغي أن تهدأ علي يديه هذه الفتن وتفتح له القسطنطينية قد عرفناه باسمه واسم أبيه وأمه وحليته. فيتفق السبعة علي ذلك. فيطلبونه فيصيبونه بمكة. فيقولون: أنت فلان بن فلان، وأمك فلانة بنت فلان، فيقول: لا بل أنا رجل من الأنصار. حتي يفلت منهم فيصفونه لأهل الخبرة والمعرفة به. فيقال: هو صاحبكم الذي تطلبونه، وقد لحق بالمدينة. فيطلبونه بالمدينة فيخالفهم إلي مكة فيصيبونه. فيقولون: أنت فلان بن فلان، وأمك فلانة بنت فلان، وفيك آية كذا وكذا، وقد أفلت منا مرة، فمد يدك نبايعك. فيقول:
لست بصاحبكم أنا فلان بن فلان الأنصاري مروا بنا أدلكم علي صاحبكم، حتي يفلت منهم فيطلبونه بالمدينة، فيخالفهم إلي مكة، فيصيبونه بمكة عند الركن. فيقولون:
إثمنا عليك ودماءنا في عنقك إن لم تمد يدك نبايعك. هذا عسكر السفياني قد توجه في طلبنا، عليهم رجل من جرم.
فيجلس بين الركن والمقام فيمد يده فيبايع له، ويلقي الله محبته في صدور الناس، فيسير مع قوم أسد بالنهار ورهبان بالليل.
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا أبو عمر، عن ابن لهيعة، عن عبد الوهاب بن حسين، عن محمد بن ثابت، عن أبيه، عن الحارث، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: فذكره (1).
وتقدم البحث في هذا الاسناد في 103.
ص :361
وفيه أبو عمر ولم أعرفه. وابن لهيعة معروف بالضعف وعبد الوهاب ابن حسين مجهول ومحمد بن ثابت ضعيف، وحارث الأعور ضعيف جدا.
وقد سبق نحو هذا المتن برقم 103.
وقال الحاكم في خبر آخر بهذا الاسناد: أخرجته تعجبا. وقال الذهبي: ذا الخبر موضوع. والظاهر أن حكم هذا الخبر أيضا كحكمه.
والله أعلم.
249 - (295) عن أبي أمامة قال:
" لينادين باسم رجل من السماء لا ينكره الدليل ولا يمتنع منه الذليل ".
أخرجه ابن أبي شيبة قال: حدثنا حماد بن سلمة، عن أبي محمد، عن عاصم بن عمرو البجلي، أن أبا أمامة قال: فذكره (1).
وفي هذا الاسناد: أبو محمد شيخ حماد بن سلمة لم أعرفه.
وبقية رجاله ممن يحتج بهم.
الحسن بن موسي: ثقة. وقد تقدم.
وحماد بن سلمة: ثقة عابد له أوهام. تقدم.
وعاصم بن عمرو البجلي، الكوفي قدم الشام، صدوق رمي بالتشيع من الثالثة (ق).
روي له ابن ماجة حديثا واحدا في فضل صلاة الرجل في بيته. قال
ص :362
البخاري: لم يثبت حديثه. وذكره العقيلي في الضعفاء. قال أبو حاتم:
صدوق يحول من كتاب الضعفاء أي للبخاري. ووثقه ابن حبان. قال الذهبي: لا بأس به إن شاء الله (1).
ونظرا إلي أنني لم أعرف أبا محمد فلا أستطيع أن أحكم علي الحديث بشئ.
250 - (296) عن ابن المسيب قال:
" تكون بالشام فتنة كلما سكنت من جانب طمت من جانب فلا تتناهي حتي ينادي مناد من السماء إن أميركم فلان ".
أخرجه نعيم بن حماد في الفتن قال: حدثنا ابن المبارك وعبد الرزاق. عن معمر، عن رجل، عن سعيد بن المسيب قال: فذكره (2).
وإسناده ضعيف لجهالة شيخ معمر.
251 - (297) وعن ابن المسيب قال:
تكون فتنة بالشام كان أولها لعب الصبيان ثم لا يستقيم أمر الناس علي شئ ولا تكون لهم جماعة حتي ينادي مناد من السماء عليكم بفلان. وتطلع كف بشير.
أخرجه نعيم بن حماد قال: حدثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيي، عن محمد بن بشر، عن (3) هشام، عن ابن المسيب قال: فذكره (4).
وأخرج نحوه أيضا من طريق آخر قال: حدثنا ابن وهب، عن
ص :363
عياض بن عبد الله الفهري، عن محمد بن يزيد بن المهاجر (1)، عن ابن المسيب، نحوه إلا أنه قال: ينادي منادي من السماء أميركم فلان (2).
في الاسناد الأول: إسحاق بن يحيي بن طلحة: وهو متروك الحديث تقدم في 96. وفي الاسناد الثاني: عياض بن عبد الله الفهري وهو أيضا ضعيف. قال البخاري: منكر الحديث. وقال الساجي: روي عنه ابن وهب أحاديث فيها نظر. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. وقال ابن معين ضعيف الحديث. ذكره ابن حبان في الثقات. وقال ابن حجر: " فيه لين " من السابعة (م س ق) (3).
فالاسناد الأول ضعيف جدا والثاني أيضا: ضعيف.
252 - (298) عن سعيد بن المسيب قال:
تكون فرقة واختلاف حتي تطلع كف من السماء وينادي مناد ألا إن أميركم فلان.
أخرجه نعيم قال: حدثنا أبو إسحاق الأقرع، حدثني أبو الحكم المدني، قال: حدثني يحيي بن سعيد، عن سعيد بن المسيب قال:
فذكره (4).
يحيي بن سعيد: هو الأنصاري المدني. ثقة (5). وأما أبو إسحاق الأقرع، وأبو الحكم المدني. فلم أعرفهما.
ص :364
253 - (299) عن ابن شهاب قال:
يؤمر من آل أبي سفيان الثاني أمير علي الموسم ويبعث معه بعثا فإذا كانوا بالموسم سمعوا منادي (كذا) من السماء ألا إن الأمير فلان. وينادي مناد من الأرض كذب وينادي مناد من السماء صدق. فيطول ذلك فلا يدرون أيهما يتبعون وإنما يصدق من السماء أول مرة فإذا سمعتم ذلك فاعلموا أن كلمة الله هي العليا، وكلمة الشيطان هي السفلي.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد بن مسلم، عن شيخ، عن ابن شهاب قال: فذكره (1).
وإسناده ضعيف. الوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن وشيخه لا يدري من هو.
254 - (300) عن ابن سيرين أنه ذكر فتنة تكون فقال:
إذا كان ذلك فاجلسوا في بيوتكم حتي تسمعوا علي الناس بخير من أبي بكر وعمر رضي الله عنهما. قيل:
يا أبا بكر، خير من أبي بكر وعمر؟ قال: قد كان يفضل علي بعض الأنبياء.
أخرجه نعيم قال: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، عن محمد بن سيرين. فذكره (2).
ضمرة بن ربيعة. الفلسطيني. أبو عبد الله دمشقي. صدوق يهم قليلا. من التاسعة. مات 202 ه (بخ 4) (3).
ص :365
ففي هذا الاسناد لين وقد ورد المتن بنحوه من طريق آخر. وقد تقدم برقم 45، وسنده صحيح، وقد ذكر السيوطي رواية ضمرة هذه ثم قال: في هذا ما فيه ثم ساق رواية بن أبي شيبة وقال: " وهذا اللفظ أخف من اللفظ الأول " (1). ولعل ضمرة قد رواه بالمعني فوهم في بعض تعبيراته. وهذا إذا كان نعيم بن حماد أتقنه فإنه أيضا كثير الوهم والراوي عنه ضعيف أيضا.
255 - (301) عن طاوس قال:
ودع عمر بن الخطاب رضي الله عنه البيت ثم قال:
والله ما أراني أدع خزائن البيت وما فيه من السلاح والمال أم أقسمه في سبيل الله. فقال له علي بن أبي طالب رضي الله عنه: امض يا أمير المؤمنين فلست بصاحبه، إنما صاحبه منا شاب من قريش. يقسمه في سبيل الله في آخر الزمان.
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيي بن طلحة، عن طاووس قال: فذكره (2).
وإسحاق بن يحيي متروك الحديث. تقدمت ترجمته في 96.
ولذلك هذا الاسناد ضعيف جدا.
256 - (302) عن محمد ابن الحنفية قال:
ينزل خليفة من بني هاشم بيت المقدس يملأ الأرض عدلا يبني بيت المقدس بناء لم يبن مثله. يملك أربعين سنة تكون هدنة الروم علي يديه في سبع سنين بقين من
ص :366
خلافته ثم يغدرون. ثم يجتمعون له بالعمق فيموت فيها غما ثم يلي بعده رجل من بني هاشم ثم تكون هزيمتهم وفتح القسطنطينية علي يديه. ثم يسير إلي رومية فيفتحها ويستخرج كنوزها ومائدة سليمان بن داود عليهما السلام ثم يرجع إلي بيت المقدس فينزلها ويخرج الدجال في زمانه وينزل عيسي ابن مريم فيصلي خلفه.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد، عن أبي عبد الله، عن عبد الكريم، عن ابن الحنفية قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف جدا. وقد تقدمت دراسة هذا الاسناد برقم 142.
وفيه: عبد الكريم بن أبي المخارق ضعيف جدا، والوليد بن مسلم مدلس وقد عنعن وشيخه أبو عبد الله لا أدري من هو.
257 - (303) عن أبي الجلد قال:
إنه لا تهلك هذه الأمة حتي يكون فيها اثنا عشر خليفة كلهم يعمل بالهدي ودين الحق منهم رجلان من أهل بيت النبي صلي الله عليه وسلم يعيش أحدهما أربعين سنة والاخر ثلاثين سنة ويكون خلفاء بعدهم ليسوا منهم.
أخرجه مسدد. قال في المطالب العالية: قال مسدد: حدثنا يحيي، عن أبي يونس، ثنا أبو بحر، أن أبا الجلد حدثه وحلف عليه. فذكره (2).
أبو الجلد صاحب هذا الكلام: هو جيلان بن فروة الأسدي البصري. قال أبو حاتم صاحب كتب التوراة ونحوها. روي عن قتادة وأبي عمران الجوني وورد. وثقه أحمد بن حنبل (3). والاسناد إليه ضعيف.
ص :367
فالراوي عنه أبو بحر: عبد الرحمن بن عثمان الثقفي البكراوي.
ضعيف من التاسعة مات 195 (د ق). ضعفه ابن معين وأبو حاتم والنسائي وأبو أحمد الحاكم. وقال ابن المديني: ذهب حديثه. وقال أحمد: طرح الناس حديثه. وقال مرة: تركوا حديثه.
ولأحمد رواية قال فيها: لا بأس به. وقال مرة: صالح. وكان يحيي بن سعيد حسن الرأي فيه. ووثقه العجلي (1).
وأبو يونس لم أعرفه.
258 - (304) عن أرطاة قال:
إذا كان الناس بمني وعرفات نادي مناد بعد أن تحازب القبائل ألا إن أميركم فلان ويتبعه صوت خر ألا إنه قد كذب ويتبعه صوت آخر ألا إنه قد صدق. فيقتتلون قتالا شديدا فجل سلاحهم البراذع وهو جيش البراذع، وعند ذلك ترون كفا معلمة في السماء. يشتد القتال حتي لا يبقي من أنصار الحق إلا عدة أهل بدر فيذهبون حتي يبايعون صاحبهم.
أخرجه نعيم وقال: حدثنا الحكم بن نافع، عن جراح، عن أرطاة، قال: فذكره (2).
أرطاة تابعي ثقة. والاسناد إليه ضعيف لضعف نعيم في حفظه وبقية رجاله ممن يحتج بهم. والخبر من الإسرائيليات.
وقد تقدم الكلام في هذا الاسناد برقم 190.
ص :368
259 - (305) عن أبي قبيل قال:
يخرج رجل من ولد الحسين لو استقبلته الجبال الرواسي لهدها واتخذ فيها طرقا.
أخرجه نعيم قال: حدثنا الوليد ورشدين، عن ابن لهيعة، عن أبي قبيل قال: فذكره (1).
إسناده ضعيف. لأجل ابن لهيعة. وقد تقدم الكلام في مثل هذا الاسناد برقم 207.
260 - (306) عن أبي جعفر قال:
يخرج شاب من بني هاشم بكفه اليمني خال من خراسان برايات سود بين يديه شعيب بن صالح يقاتل أصحاب السفياني فيهزمهم.
أخرجه نعيم قال: حدثنا سعيد أبو عثمان، عن جابر، عن أبي جعفر قال: فذكره (2).
وهذا إسناد ضعيف جدا. تقدمت دراسته برقم 213.
فأما أبو جعفر صاحب هذا القول الظاهر أنه الباقر والراوي عنه جابر هو الجعفي وهو متروك، أما سعيد أبو عثمان فهو صاحب مناكير.
261 - (307) وبه عن أبي جعفر قال:
ينادي مناد من السماء ألا إن الحق في آل محمد وينادي مناد من الأرض ألا إن الحق في آل عيسي، أو قال العباس - أنا أشك فيه - وإنما الصوت الأسفل من
ص :369
الشيطان ليلبس علي الناس. شك أبو عبد الله نعيم (1).
وإسناده ضعيف جدا كسابقه.
262 - (308) وبه عن أبي جعفر قال:
يبعث السفياني جنوده في الآفاق بعد دخوله الكوفة وبغداد.. وعند ذلك تقبل الرايات من خراسان علي جميع الناس شاب من بني هاشم بكفه اليمني خال يسهل الله أمره وطريقه ثم تكون له وقعة بتخوم خراسان ويسير الهاشمي في طريق الري فيسرح رجل من بني تميم من الموالي يقال له شعيب بن صالح إلي إصطخر إلي الأموي فيلتقي هو والمهدي والهاشمي ببيضاء إصطخر فتكون بينهما ملحمة عظيمة حتي تطأ الخيل الدماء إلي أرصاغها (2).
إسناده ضعيف جدا كسابقه.
263 - (309) عن المغيرة بن عبد الرحمن عن أمه - وكانت قديمة - قال:
قلت لها في فتنة ابن الزبير إن هذه الفتنة تهلك الناس.
قالت: كلا يا بني. ولكن بعدها فتنة تهلك الناس لا يستقيم أمرهم حتي ينادي مناد من السماء عليكم بفلان.
أخرجه نعيم قال: حدثنا ابن وهب، عن إسحاق بن يحيي التيمي، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن أمه. فذكره (3).
ص :370
وإسحاق بن يحيي متروك الحديث. تقدمت ترجمته في 96.
والمغيرة بن عبد الرحمن لا أدري من هو.
264 - (310) عن الحكم بن عتيبة قال: قلت لمحمد بن علي:
سمعنا أنه سيخرج منكم رجل يعدل في هذه الأمة؟ قال: إنا نرجو ما يرجو الناس. وإنا نرجو لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتي يكون ما ترجو هذه الأمة. قبل ذلك فتنة شر فتنة، يمسي الرجل مؤمنا ويصبح كافرا ويصبح مؤمنا ويسمي كافرا. فمن أدرك ذلك منكم فليتق الله وليكن من أحلاس بيته وليحرز دينه.
أخرجه الداني في السنن الواردة في الفتن. قال:
حدثنا عبد الرحمن بن عثمان بن عفان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا أحمد بن زهير، قال: حدثنا محمد بن الصلت الأسدي، قال: حدثنا فطر بن عبد الله الخشاب، قال: حدثنا الحكم بن عتيبة عن محمد بن علي. قال: قلت: فذكره (2).
في إسناده فطر بن عبد الله الخشاب ولم أجد له ترجمة.
الأثر مقطوع من قول محمد بن علي وهو أبو جعفر الباقر، وإسناده ينبغي التوقف فيه حتي ترجمة الخشاب أما المتن فقد ورد معناه في أحاديث وآثار أخري كما تقدم. والله أعلم.
ص :371
ص :372
أحاديث وآثار لم أطلع علي أسانيدها
265 - (311) عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لطول الله تلك الليلة حتي يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي واسم أبيه اسم أبي. يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ويقسم المال بالسوية ويجعل الله الغني في قلوب هذه الأمة فيمكث سبعا أو تسعا ثم لا خير في الحياة بعد المهدي ".
أخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي (1).
266 - (312) عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
" لو لم يبق من الدنيا إلا ليلة لملك فيها رجل من أهل بيتي ".
أخرجه: الحسن بن سفيان وأبو نعيم (2) وقد تقدم نحوه عن أبي هريرة برقم 28 وهو حسن.
ص :373
267 - (313) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
يخلين الروم علي وال من عترتي اسمه يواطئ اسمي فيقتتلون بمكان يقال له: العماق فيقتتلون، فيقتل من المسلمين الثلث أو نحو ذلك ثم يقتتلون يوما آخر فيقتل من المسلمين نحو ذلك ثم يقتتلون اليوم الثالث فيكون علي الروم فلا يزالون حتي يفتحوا القسطنطينية فبينما هم يقتسمون فيها بالأترسة إذ أتاهم صارخ إن الدجال قد خلفكم في ذراريكم.
أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق (1).
268 - (314) عن أبي سعيد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:
يخرج المهدي في أمتي يبعثه الله غياثا للناس، تنعم الأمة وتعيش الماشية وتخرج الأرض نباتها ويعطي المال صحاحا.
أخرجه أبو نعيم والحاكم كما قال السيوطي (2) ولم أجده في المستدرك بهذا اللفظ وإنما أخرجه الحاكم بلفظ مقارب، وهو الحديث الثالث من الجزء الأول لهذا الكتاب.
269 - (315) عن أبي سعيد عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
المهدي منا أهل البيت، رجل من أمتي، أشم الانف يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا.
أخرجه أبو نعيم في أخبار المهدي (3).
ص :374
270 - (316) عن أبي سعيد عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
تملأ الأرض ظلما وجورا فيقوم رجل من عترتي فيملؤها قسطا وعدلا. يملك سبعا أو تسعا.
أخرجه أبو نعيم (1).
271 - (317) عن أبي سعيد عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
يكون في أمتي المهدي، إن قصر عمره فسبع سنين وإلا فثمان وإلا فتسع سنين تتنعم أمتي في زمانه نعيما لا يتنعموا مثله قط، البر والفاجر، يرس الله من السماء عليهم مدرارا ولا تدخر الأرض شيئا من نباتها.
أخرجه أبو نعيم (2).
272 - (318) عن أبي سعيد مرفوعا:
لا تذهب الدنيا حتي يبعث الله تعالي رجلا من أهل بيتي أجلي، أقني يملأ الأرض عدلا كما ملئت قبله ظلما يكون سبع سنين.
أخرجه أحمد وأبو يعلي وسمويه كما في كنز العمال (3).
ولم أجده في مسند أحمد بهذا اللفظ. وقد تقدم نحوه برقم: 30.
ص :375
273 - (319) عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
ملك الأرض أربعة مؤمنان وكافران فالمؤمنان ذو القرنين وسليمان والكافران نمرود وبخت نصر. وسيملكها خامس من أهل بيتي.
أخرجه ابن الجوزي في تاريخه (1).
274 - (320) عن ابن عباس مرفوعا.
" المهدي طاوس أهل الجنة ".
أخرجه الديلمي في الفردوس (2).
275 - (321) عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
يخرج المهدي وعلي رأسه عمامة. فيأتي مناد ينادي:
هذا المهدي خليفة الله فاتبعوه.
أخرجه أبو نعيم (3).
276 - (322) عن ابن عمرو قال: قال النبي صلي الله عليه وسلم:
" يخرج المهدي في قرية يقال لها كرعة ".
أخرجه أبو نعيم وأبو بكر بن المقري (4).
ص :376
277 - (323) عن الحسين أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لفاطمة:
" المهدي من ولدك ".
أخرجه أبو نعيم (1).
وقد تقدم نحوه برقم 58 وفي إسناده كذابان.
278 - (324) عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول:
" ويح هذه الأمة من ملوك جبابرة كيف يقتلون ويخيفون المطيعين إلا من أظهر طاعتهم. فالمؤمن التقي يصانعهم بلسانه ويقومهم بقلبه. فإذا أراد الله أن يعيد الاسلام عزيزا قصم كل جبار عنيد وهو القادر علي ما يشاء أن يصلح أمة بعد فسادها. يا حذيفة لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يملك رجل من أهل بيتي، تجري الملاحم علي يديه ويظهر الاسلام، لا يخلف وعده - وهو سريع الحساب.
أخرجه أبو نعيم (2).
279 - (325) عن حذيفة قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
يلتفت المهدي وقد نزل عيسي ابن مريم كأنما يقطر من شعره الماء فيقول المهدي: تقدم صل بالناس. فيقول عيسي: إنما أقيمت الصلاة لك فيصلي خلف رجل من ولدي. الحديث.
أخرجه أبو عمرو الداني في سننه (3).
ص :377
280 - (326) عن عوف بن مالك أن النبي صلي الله عليه وسلم قال:
" تجئ فتنة غبراء مظلمة ثم يتبع الفتن بعضها بعضا حتي يخرج رجل من أهل بيتي يقال له المهدي. فإن أدركته فاتبعه وكن من المهتدين ".
أخرجه الطبراني (1).
281 - (327) عن ثوبان قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:
تجئ الرايات السود من قبل المشرق كأن قلوبهم زبر الحديد، فمن سمع بهم فليأتهم فليبايعهم ولو حبوا علي الثلج.
أخرجه الحسن بن سفيان وأبو نعيم (2).
282 - (328) عن أبي أمامة قال: خطبنا رسول الله صلي الله عليه وسلم. وذكر الدجال وقال:
" فتنفي المدينة الخبث منها كما ينفي الكير خبث الحديد ويدعي ذلك اليوم يوم الخلاص. فقالت أم شريك:
فأين العرب يا رسول الله يومئذ؟ فقال: هم يومئذ قليل وجلهم ببيت المقدس. وإمامهم المهدي رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسي ابن مريم فرجع ذلك الامام ينكص حتي يمشي القهقري ليتقدم عيسي. فيضع عيسي يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت. فيصلي بهم إمامهم ".
ص :378
قال السيوطي: أخرجه ابن ماجة والروياني وابن خزيمة وأبو عوانة والحاكم وأبو نعيم واللفظ له (1).
وهو حديث طويل أخرجه ابن ماجة وفيه " وإمامهم رجل صالح " (2).
وأخرجه أيضا حنبل بن إسحاق في كتاب الفتن وفيه " وإمام الناس يومئذ رجل صالح " (3).
وأخرجه نعيم بن حماد في الفتن أيضا وفيه " وإمام الناس يومئذ رجل صالح " (4).
وذكر إسناده أبو داود في السنن إشارة إليه ولم يذكر متنه (5).
وأخرجه الحاكم في المستدرك ولكن ليس فيه هذا الجزء من الحديث (6).
أخرجه أيضا ابن عساكر عن طريق تمام الرازي وفيه " وإمام المسلمين يومئذ رجل صالح " (7).
فكل هذه المصادر التي تمكنت من الوصول إليها لا تذكر كلمة " المهدي " في هذا الحديث. وأسانيدها بمجموعها تصل إلي درجة الحسن لغيره.
أما الروياني وابن خزيمة وأبو عوانة وأبو نعيم فلم أطلع علي أسانيدهم ولا علي متونها. والله أعلم.
ص :379
283 - (329) عن أم سلمة مرفوعا:
يعوذ عائذ في البيت فيبعث إليه جيش حتي إذا كانوا بالبيداء خسف بهم فلم يفلت منهم إلا رجل يخبر عنهم.
ذكره في كنز العمال في باب المهدي وعزاه إلي الخطيب في المتفق والمفترق (1).
284 - (330) عن علي عليه السلام قال:
إذا قام أهل محمد صلي الله عليه وآله وسلم جمع الله له المشرق وأهل المغرب فيجتمعون كما يجتمع قزع الخريف. فأما الرفقاء فمن أهل الكوفة، وأما الابدال فمن أهل الشام.
رواه ابن عساكر (2).
285 - (331) عن علي قال:
ليخرجن رجل من ولدي عند اقتراب الساعة حتي تموت قلوب المؤمنين كما تموت الأبدان لما لحقهم من الضرر والشدة والجوع والقتل وتواتر الفتن والملاحم العظام وإماتة السنن وإحياء البدع وترك الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيحيي الله بالمهدي محمد بن عبد الله السنن التي قد أميتت. وتسر بعدله وبركته قلوب المؤمنين وتتألف إليه عصب العجم وقبائل من العرب فيبقي علي ذلك سنين ليست بالكثيرة دون العشرة. ثم يموت.
ص :380
أخرجه ابن المنادي في الملاحم (1).
286 - (332) عن علي بن أبي طالب قال:
ويحا للطالقان فإن الله فيه كنوزا ليست من ذهب ولا فضة ولكن بها رجال عرفوا الله حق معرفته وهم أنصار المهدي آخر الزمان.
أخرجه أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن (2).
287 - (333) قال عبد الغافر الفارسي في مجمع الغرائب وابن الجوزي في غريب الحديث وابن الأثير في النهاية في حديث علي:
أنه ذكر المهدي من ولد الحسن فقال:
" أنه أزيل الفخذين ".
والمراد انفراج فخذيه وتباعد ما بينهما (3).
288 - (334) عن ابن عباس قال:
" المهدي شاب منا أهل البيت ".
أخرجه ابن منده في تاريخ أصبهان (4).
289 - (335) عن سلمة بن زفر قال: قيل يوما عند حذيفة:
قد خرج المهدي. فقال: لقد أفلحتم إن خرج وأصحاب محمد نبيكم. إنه لا يخرج حتي لا يكون غائب أحب إلي الناس منه، مما يلقون من الشر.
ص :381
أخرجه الداني (1).
290 - (336) عن صباح قال:
لا خلافة بعد حمل بني أمية حتي يخرج المهدي.
أخرجه نعيم (2).
291 - (337) عن أبي جعفر محمد بن علي بن حسين قال:
يزعمون أني أنا المهدي وإني إلي أجلي أدني مني إلي ما يدعون.
أخرجه المحاملي في أماليه (3).
292 - (338) قال ابن المنادي، وفي كتاب دانيال:
إن السفيانيين ثلاثة. وإن المهديين ثلاثة. فيخرج السفياني الأول فإذا خرج وفشا ذكره خرج عليه المهدي الأول ثم يخرج السفياني الثاني فيخرج عليه المهدي الثاني. ثم يخرج السفياني الثالث فيخرج عليه المهدي الثالث. فيصلح الله به كل ما أفسد قبله ويستنقذ الله به أهل الايمان ويحيي به السنة ويطفئ به نيران البدعة ويكون الناس في زمانه أعزاء ظاهرين علي من خالفهم ويعيشون أطيب عيش. ويرسل الله السماء عليهم مدرارا وتخرج الأرض زهرتها ونباتها فلا تدخر من نباتها شيئا، فيمكث علي ذلك سبع سنين ثم يموت.
ص :382
ذكره السيوطي في الحاوي (1).
ولكن ما هو كتاب دانيال؟ وما قيمته؟ والخبر أحسن أحواله أن يكون من الإسرائيليات.
قال القرطبي في التذكرة: " وقد ذكر خبر السفياني مطولا بتمامه أبو الحسين أحمد بن جعفر ابن المنادي في كتاب الملاحم له ".
ثم ساق شيئا من أخباره ثم قال: " وذكر أشياء كثيرة الله أعلم بصحتها. أخذها من كتاب دانيال فيما زعم ".
" قال الحافظ أبو الخطاب بن دحية: ودانيال نبي من أنبياء إسرائيل (لعل الصواب، بني إسرائيل) كلامه عبراني. وهو علي شريعة موسي بن عمران وكان قبل عيسي بن مريم بزمان. ومن أسند مثل هذا إلي نبي عن غير ثقة أو توقيف من نبينا صلي الله عليه وسلم فقد سقطت عدالته إلا أن يبين وضعه لتصح أمانته. وقد ذكر في هذا الكتاب من الملاحم وما كان من الحوادث وسيكون، وجمع فيه التنافي والتناقض بين الضب والنون وفيما أعرب في روايته عن ضرب من الهوس والجنون. وفيه من الموضوعات ما يكذب آخرها أولها ويتعذر علي المتأول لها تأويلها ".
إلي أن قال: " وإن من أفضح فضيحة في الدين نقل مثل هذه الإسرائيليات عن المتهودين فإنه لا طريق فيما ذكر عن دانيال إلا عنهم ولا رواية تؤخذ في ذلك إلا منهم " (2) انتهي ما أردنا نقله من كلام ابن دحية.
ولا شك أن كثيرا من المؤلفين شوهوا كتبهم بنقل مثل هذه الخرافات الإسرائيلية. ولكن القول بسقوط عدالة من نقل ذلك أو رواه فيه نظر.
ص :383
انتهي الكتاب
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد المرسلين نبينا محمد وعلي آله وأصحابه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين.
ص :384